موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

موسوعة الأسئلة العقائديّة10%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-04-1
الصفحات: 585

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 585 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266639 / تحميل: 7530
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٤-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

وما كان للقرآن هدف في هذا العرض التاريخي للصلاة إلاّ ليؤكّد للمؤمنين أنّ الصلاة في كُلّ الرسالات الإلهية كانت أولى شعائرها ، ومخّ عبادتها بعد الإيمان بالله تعالى.

وكم أوحى لنا القرآن بقداسة الصلاة ، وأهمّيتها في دعوة الأنبياء ؛ فحدّثنا عن مناجاة أبي الأنبياءعليه‌السلام وشعاره الحنيفي الذي تلقّاه من ربّه ، والذي كان يردّده خشوعاً ينساب في نفوس أتباعه عقيدةً ووعياً وطريقةً :( قُلْ إنّ صلاتي ونُسُكي وَمَحيايَ ومَماتي للهِ ربِ العالَمينَ لا شَريكَ له وبذلكَ أُمِرتُ وَأنا أوَّلُ المسلمين ) (١) .

وكم كان يشتدّ بإبراهيمعليه‌السلام الشوق إلى الله تعالى ، فيرفع دعاءه إليه راجياً منه أن يجعله وذرّيته من مقيمي الصلاة والمتعبّدين بها فيقول :( رَبِّ اجعلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرّيتي ) (٢) .

وهكذا عرض لنا القرآن نماذج من الخطابات الإلهية الموجّهة للأنبياء ، بوجوب الصلاة فريضة على أُممهم وأتباعهم ، ليؤكّد لنا أهمّية الصلاة ، ويوضّح مركزها في دعوات الأنبياء ورسالات الرسلعليهم‌السلام .

( عقيل أحمد جاسم ـ البحرين ـ ٣٢ سنة ـ بكالوريوس )

حول صلاة الجمعة :

س : لماذا حرمت أجيالنا السابقة من صلاة الجمعة وقالوا : إنّها لا تجوز إلاّ خلف الإمام الغائب؟

ج : إنّ صلاة الجمعة مشروعة القيام زمن الحضور والغيبة ، ففي زمن الحضور هي واجبة تعييناً ، وفي زمن الغيبة واجبة تخييراً ، وفقهاء الشيعة

____________

١ ـ الأنعام : ١٦٢ ـ ١٦٣.

٢ ـ إبراهيم : ٤٠.

١٨١

يعتقدون بمشروعيتها إلا آن يطرأ طارئ فتكون محرّمة ، فإن منصب الإمامة في صلاة الجمعة منصباً سياسياً وحكومياً ـ بما أنّ الإمام يجب عليه أن يتطرّق إلى المسائل السياسية والاجتماعية ، ويبدي نظراً خاصّاً في كُلّ موضوع ـ فيجب أن يكون منصوباً مباشرةً ـ بالنيابة الخاصّة أو العامّة ـ من قبل الحاكم وهو الإمام المعصومعليه‌السلام حسب رأي الشيعة.

وعندما كانوا لا يرون للإمامعليه‌السلام أو المجتهدين يداً مبسوطة في الجانب الحكومي كانت الجمعة عندهم محظورة ، لأنّها حينئذٍ تؤدّي إلى تأييد وتشييد مباني الظلمة وحكوماتهم.

( علي أحمد جعفر ـ البحرين ١٩ سنة ـ طالب متوسطة )

لا تصحّ خلف الفاجر :

س : لماذا في مذهبنا الشيعي دائماً يكون إمام الجماعة عالم دين؟ ولا تصحّ الصلاة إلاّ إذا كنت تعرفه وتطمئن إليه؟

أمّا عند إخواننا السنّة فكُلّ مسلم يمكن أن يكون إمام جماعة ـ سواء كان ملتزماً أو غير ملتزم ، طاهر المولد أو لا ـ فأرى أنّهم على صواب ، فصلاة الجماعة لها ثواب عظيم ، فهم أين ما ذهبوا يصلّون جماعة.

نرجو أن تبصرونا حول هذا الموضوع ، ونشكركم على هذه الجهود الجبّارة.

ج : الصلاة جماعة عندنا تصحّ خلف كُلّ مكلّف بالغ ، فيحقّ لأيّ شخص التقدّم لإمامة جماعة من الناس ـ سواء كان عالماً أو غير عالم ، مرتدياً لزي العلماء أو غير مرتدٍ لذلك الزي ـ لكن عندنا لإمام الجماعة شروط يجب تحقّقها ، منها : عدالته ، فلا تصحّ الصلاة خلف الفاسق ، والفقهاء إنّما استفادوا وجوب هذا الشرط في إمام الجماعة من خلال أدلّة من الكتاب والسنّة.

١٨٢

فمن الكتاب : قوله تعالى :( وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) (١) ، والفاسق ظالم لقوله تعالى :( وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) (٢) ، والائتمام ركون ، لأنّ معنى الركون هو الميل القليل.

ومن الروايات : قول الإمام الصادقعليه‌السلام : «لا تصلّ خلف الغالي وإن كان يقول بقولك ، والمجهول والمجاهر بالفسق ، وإن كان مقتصداً »(٣) .

ومنها : قيل للإمام الرضاعليه‌السلام : رجل يقارف الذنوب وهو عارف بهذا الأمر ، أُصلّي خلفه؟ قال : «لا »(٤) .

ومنها : قيل لأبي جعفرعليه‌السلام : إنّ مواليك قد اختلفوا ، فأُصلّي خلفهم جميعاً؟ قال : «لا تصلّ إلاّ خلف من تثق بدينه »(٥) .

فعلى هذا الشرط يمكن لك إذا كنت تحرز في نفسك العدالة أن تصلّي بالناس جماعة ، أو تصلّي خلف أيّ شخص تثق بعدالته ، مع تحقّق الشروط الأُخرى لصلاة الجماعة ، من كونه صحيح القراءة ، بالغاً عاقلاً مؤمناً ، وولادته شرعية ، ذكراً إذا كان المأموم ذكراً ، فهذه الشروط يمكن أن تتحقّق في كثير من الناس ، وليست هي متحققّة فقط في رجل الدين ، بل رجل الدين هو أحد المصاديق.

نعم بعض العلماء يذكرون تحديد الإمام بالمتلبّس بزي العلماء ، إذا كان موجوداً في الجماعة ، ولا يصحّ لغيره أن يكون إماماً وهو مأموم ، وهو من باب حفظ مقام العلماء ، ودوام نظام معتنقي مذهب أهل البيتعليهم‌السلام ، وأنّ العالم هو المركز الذي تدور عليه كُلّ أُمور الجماعة.

____________

١ ـ هود : ١١٣.

٢ ـ الطلاق : ١.

٣ ـ تهذيب الأحكام ٣ / ٣١ و ٢٨٢.

٤ ـ المصدر السابق ٣ / ٣١.

٥ ـ الكافي ٣ / ٣٧٤ ، تهذيب الأحكام ٣ / ٢٦٦.

١٨٣

وأمّا عند أهل السنّة فإنّهم لكي يصحّحوا صلاة من تسلّط على رقاب المسلمين ، أفتوا بصحّة الصلاة خلف كُلّ بر وفاجر ، حتّى عمّ وانتشر هذا التساهل في الإمام ، ووصل إلى وقتنا الحاضر ، وإن كان منشأه سياسياً.

( حسين ـ السعودية ـ ٣٤ سنة ـ خرّيج جامعة )

كراهة لبس السواد فيها :

س : هل يكره للمصلّي لبس السواد؟ أرجو الإجابة ، مع شكري الجزيل.

ج : قد ذكر بعض فقهائنا ذلك ، واستثنى منه العمامة والخف ، وقد قيّدها بعضهم بها ، إذا اتخذ السواد شعاراً كبني العباس ، لا فيما إذ لبس السواد صدفة ، أو حزناً على ميّت ، أو لجمال فيه وهيبة أحياناً ، واستثنى بعضهم ما لبسه للحسينعليه‌السلام ، فإنّه لا يكره بل يرجّح لغلبة جانب تعظيم شعائر الله على ذلك ، مضافاً إلى روايات متضافرة في موارد مختلفة يستفاد منها ذلك.

( علي العلي ـ السويد ـ )

وجوب صلاة الجمعة تخييري :

س : أسأل الله تعالى أن تكونوا في أتمّ الصحّة والعافية ، وأن يسدّد خطاكم لما هو خير ، ويوفّقكم لإعلاء كلمة الحقّ ، إنّه سميع مجيب.

لقد شجّعتموني على أن أسألكم كُلّما احتجت إلى ذلك ، ويا كثرة احتياجاتي ، وأعانكم الله عليها.

في الحقيقة أنا أحاور في كُلّ الأُمور ومع الجميع ، حيث أحاور الشيعة على التمسّك بخطّهم ، وخصوصاً من له ميل للعلمانية ، وحوار مثل هؤلاء أشدّ من غيرهم ، وأحاور أهل السنّة لأثبت لهم أنّ منهج الحقّ ليس منهجهم ، كما وأحاور النصارى ، وأنا دارس جيّد لكتابهم بعهديه القديم والجديد ، كما وأُحاور غيرهم ، وبأساليب مختلفة ، كُلّ حسب طريقته أو الطريقة التي تنفع معه.

١٨٤

سادتي الكرام ، لقد حاورت أحد الإخوة الشيعة ذوي الميول العلمانية ، وكان دائماً يقول : بأنّ علماء الدين الشيعة يفتون كما يحلوا لهم ، وبدون أيّ سند ، وقد أقنعته في كُلّ استشكالاته , وكان أحد استشكالاته عن تعطيل صلاة الجمعة.

بعد انتهاء الحديث أحببت أنا شخصيّاً أن ازداد علماً بموضوع صلاة الجمعة ، ومتى تمّ تعطيلها؟ ومن أوّل من عطّلها من علمائنا ( رضوان الله عليهم ) وأدلّة ذلك ، وما هي استدلالاته على ذلك؟

ج : الكلام في إقامتها وعدمها لا يتبع لأيّ عامل غير الأدلّة المستفادة من الكتاب والسنّة ، وبحسب هذه الأدلّة قد يخرج الفقيه الشيعي بنتيجة تدل على وجوب إقامة الجمعة في عصر الغيبة ، وقد يرى عدمه ، وثالثة يفتي بالوجوب التخييري بينها وبين الظهر ، هذه كُلّها خيارات الفقيه ، ولا يجوز ـ بحسب مذهب الشيعة ـ إلزام المجتهد بإحداها تمشيةً لأهواء البعض.

وأمّا أدلّة القائلين بالوجوب أو الجواز فمعروفة وواضحة من الكتاب والسنّة والإجماع ، منها آية :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ) (١) .

منها : الأحاديث المعتبرة الدالّة على وجوب الجمعة مطلقاً ، أعمّ من زمن الحضور والغيبة(٢) .

وأمّا من لا يرى الوجوب التعييني لصلاة الجمعة في زمن الغيبة ، فقد يعتمد إلى ظهور اشتراط حضور الإمامعليه‌السلام ، وبسط يده في الروايات ، بحيث يستنبط منها أنّ صلاة الجمعة وإمامتها هي من شؤون الحكومة ، لأنّ خطبتها يجب أن تتناول المواضيع السياسية والاجتماعية التي تهمّ الناس ، ومن المعلوم عدم توفّر هذا الشرط في ظلّ الحكومات الفاسدة.

____________

١ ـ الجمعة : ٩.

٢ ـ وسائل الشيعة / أبواب صلاة الجمعة.

١٨٥

نعم ، إن قلنا بحصول إذن عام للفقيه الجامع لشرائط الفتوى ـ نظراً إلى موضوع ولاية الفقيه ـ أو إذن خاصّ له في إقامة صلاة الجمعة ـ نظراً إلى الروايات الواردة في المقام ـ يمكننا القول بوجوب إقامتها في عصر الغيبة.

ثمّ لا يخفى أنّ الرأي المتبع عند المحقّقين المتأخّرين هو الوجوب التخييري بين صلاة الجمعة وفريضة الظهر ، ويعتمد هذا الرأي أساساً على نتيجة التعارض بين عمومات الظهر والجمعة المنتهية إلى التخيير ؛ وللأخذ بالأمر الوجوبي الوارد بالنسبة لإقامة الجمعة ، وبما أنّ الوجوب أعمّ من العيني والتخييري فيبقى الوجوب التخييري بعد انتفاء العيني ؛ ولظهور بعض الروايات الملوّحة بالتخيير(٢) .

( زين العابدين أيوبي ـ سوريا ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

الأدلّة على رفع اليدين بالتكبير :

س : السادة في مركز الأبحاث العقائدية الأفاضل : أرغب بمعرفة الأدلّة من كتب الفريقين حول عملية ختم الصلاة بالتكبير ثلاث مرّات ، ورفع اليدين عند كُلّ تكبيرة ، علماً بأنّني قرأتها في كتاب مفاتيح الجنان نقلاً عن مصباح المتهجّد ، وأُريد معرفة أدلّة أكثر لو سمحتم ، وجزيتم خيراً.

ج : هناك قاعدة لابدّ من معرفتها ، وهي أنّ مسائل الفروع والفقه لا يطالب المذهب بأدلّتها من كتب المذاهب المختلفة معه حتّى في الأُصول ، وإلاّ لأصبح جميع المختلفين غير مختلفين وعلى مذهب واحد ، ولذلك فإنّنا نقول : إنّ طلب أدلّة الفروع من الفريقين ، وفي جميع التفاصيل غير وارد قطعاً ، ومثال لذلك بأنّ يأتي نصراني ويقول : اثبتوا لي أصل الصلاة ، أو الصيام ، أو الحجّ من الأديان الأُخرى ، فهل تستطيع إثبات ذلك له؟ بل إنّك سوف تجيبه بأنّ هذه الأديان مختلفة في الأُصول ، ولا يمكن بالتالي أنّ يتوافقوا في أدلّة الفروع ، لأنّ مصادر تشريعهم تختلف.

____________

١ ـ الكافي ٣ / ٤٢١ ، تهذيب الأحكام ٣ / ١٩ ، وسائل الشيعة ٧ / ٣١٠.

١٨٦

إذاً ، سوف نحتاج إلى إثبات صحّة أحد هذه الأديان أو المذاهب في العقائد ، ومن ثمّ نسلّم بمصادر تشريعها للفروع وهذا واضح ، لأنّ الفروع تتفرّع وتبتني على أُصولها ومنابعها ، وهذا أمر مسلّم لدى الجميع.

ومع ذلك فقد يتّفق في بعض المسائل الفرعية أن تكون متّفقاً عليها لدى الجميع ، وقد يكون لديك حكماً تنفرد به ، ومع ذلك تجد أدلّته في كتب المخالفين ، وقد توجد مسائل لا تجد لها دليلاً لدى المخالف ، بل في نفس المذهب الواحد قد يشذّ أو ينفرد أحد العلماء بقول لا دليل عليه ، حتّى في مذهبه نفسه ، وهذا واضح أيضاً.

ومسألتنا من المسائل التي ننفرد بها عن سوانا ، ولكن سوف نأتي بادلّتها من كتبهم أيضاً إن شاء الله تعالى.

فنقول : أمّا الأدلّة من كتب أتباع أهل البيتعليهم‌السلام فمنها :

١ ـ عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : لأي علّة يكبّر المصلّي بعد التسليم ثلاثاً يرفع بها يديه؟ فقال : «لأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا فتح مكّة صلّى بأصحابه الظهر عند الحجر الأسود ، فلمّا سلّم رفع يديه وكبّر ثلاثاً »(١) .

٢ ـ عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : «إذا سلّمت فارفع يديك بالتكبير ثلاثاً »(٢) .

وأمّا من كتب أهل السنّة فمنها :

١ ـ عن ابن عباس قال : إنّ رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقال ابن عباس : كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته(٣) .

____________

١ ـ علل الشرائع ٢ / ٣٦٠.

٢ ـ مستدرك الوسائل ٥ / ٥٢.

٣ ـ صحيح البخاري ١ / ٢٠٤ ، مسند أحمد ١ / ٣٦٧ ، المصنّف للصنعاني ٢ / ٢٤٥ ، صحيح ابن خزيمة ٣ / ١٠٢.

١٨٧

فلو جمعنا هذه الروايات وجعلناها رواية واحدة ، يتبيّن لنا بأنّ المراد برفع الصوت بالذكر بعد انقضاء الصلاة على عهد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو التكبير.

٢ ـ عن ابن عباس في الحديث السابق قال : ما كنت أعرف انقضاء صلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ بالتكبير(٤) .

٣ ـ قال ابن حجر العسقلاني عند شرحه للحديث : وفيه دليل على جواز الجهر بالذكر عقب الصلاة ، قال الطبري : فيه الإبانة عن صحّة ما كان يفعله بعض الأمراء من التكبير عقب الصلاة ، وتعقّبه ابن بطال بأنّه لم يقف على ذلك عن أحد من السلف ، إلاّ ما حكاه بن حبيب في الواضحة أنّهم كانوا يستحبّون التكبير في العساكر عقب الصبح والعشاء تكبيراً عالياً ثلاثاً(٥) .

أمّا مسألة رفع اليدين عن التكبير ، فالأدلّة العامّة تشمل كُلّ تكبير ، وهذا التكبير داخل قطعاً لعدم الفرق بينه وبين كُلّ تكبير في الصلاة ، فإنّه آخر فعل مستحبّ فيها ، فيكون حكمه حكم كُلّ تكبير في الصلاة ، واليك الأحاديث الواردة في شأنها :

١ ـ عن عمير بن حبيب قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع يديه مع كُلّ تكبيرة في الصلاة المكتوبة(١) .

٢ ـ عن قتادة قال : قلت لأنس بن مالك : أرنا كيف صلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقام فصلّى فكان يرفع يديه مع كُلّ تكبيرة ، فلمّا انصرف قال : هكذا كانت صلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

____________

١ ـ مسند أحمد ١ / ٢٢٢ ، صحيح مسلم ٢ / ٩١ ، سنن أبي داود ١ / ٢٢٦ ، سنن النسائي ٣ / ٦٧.

٢ ـ فتح الباري ٢ / ٢٦٩.

٣ ـ سنن ابن ماجة ١ / ٢٨٠ ، المعجم الكبير ١٧ / ٤٩ ، تاريخ مدينة دمشق ١٨ / ١٥٤.

٤ ـ المعجم الأوسط ٩ / ١٠٥.

١٨٨

ونفهم ـ من التأكيد على رفع اليدين مع كُلّ تكبيرة وسؤاله عن كيفية الصلاة وأخباره بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يصلّي هكذا ـ من كُلّ ذلك بأنّ الناس قد تلاعبوا بالصلاة ، وخصوصاً بهذه السنّة التي ركّز عليها قتادة ، وأكّد وجودها أنس ، فأصبحت بعد ذلك من المستغربات والسنن المهجورة عندهم ، فأكّدها ونسبها للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣ ـ عن الذيال بن حرملة قال : سألت جابر بن عبد الله الأنصاري : كم كنتم يوم الشجرة؟ قال : كنا ألفاً وأربعمائة ، قال : وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع يديه في كُلّ تكبيرة من الصلاة(١) .

٤ ـ عن نافع قال : إنّ عبد الله بن عمر كان إذا أبصر رجلاً يصلّي لا يرفع يديه كُلّما خفض ورفع حصبه حتّى يرفع يديه(٢) .

٥ ـ وأخيراً قال المحدّث الوهّابي الألباني : « وأمّا الرفع من التكبيرات الأُخرى ، ففيه عدّة أحاديث أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يرفع يديه عند كُلّ تكبيرة »(٣) .

____________

١ ـ مجمع الزوائد ٢ / ١٠١ ، التاريخ الكبير ٨ / ١٠٥.

٢ ـ مسند الحميدي ٢ / ٢٧٧.

٣ ـ تمام المنّة : ١٧٢.

١٨٩
١٩٠

صلاة التراويح :

( شهيناز ـ البحرين ـ سنّية ـ ٢٠ سنة ـ طالبة جامعة )

هي من سنّة عمر لا من سنّة الرسول :

س : لماذا الشيعة لا يصلّون صلاة التراويح؟ وكثير من صلوات السنّة؟ ومن هذا المنطلق أهل السنّة يسمّون الشيعة بالروافض ، لأنّه على حدّ قولهم : أنّ الشيعة يرفضون اتباع سنّة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ج : إنّ الله تعالى فرض على عباده الفرائض ، وأوحى بها إلى رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لتبليغ ذلك إلى أُمّته ، فكُلّ صلاة وصيام وحجّ وزكاة وغيرها من الفرائض كانت عن الله تعالى ، أوحاها إلى نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبلّغها بدوره إلى أُمّته.

وهكذا ، فإنّ أيّة عبادة تسمّى توقيفية ، أي تتوقّف مشروعيتها على استئذان الشارع واعتباره إيّاها ، وما عدا ذلك من صلاة بما أنّها لم تكن من قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مشرّعة فإنّها بدعة ، والبدعة هي إدخال ما ليس في الدين في الدين.

وعندها فإنّ العبادة التي لم يشرّعها الشارع تعدّ غير مشروعة وغير معتبرة ، ومن يدري فلعلّ ما نفعله دون إذن الشارع من العبادة التي هي التقرّب إلى الله تعالى ستكون مبعّدة عن الله تعالى ، بل سننال سخطه تعالى وغضبه.

ومن هنا فإنّ الشيعة الإمامية لا تتعدّى النصّ الوارد عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في إحداث أيّة عبادة لم يأمر بهاصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليس لأحد الحقّ في تشريع عبادة معيّنة ، فإذا

١٩١

شرّعها أحد دون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله صارت تلك العبادة بدعة ، واستحقّ بذلك سخط الله تعالى وغضبه.

وهكذا في صلاة التراويح ، فلم يرد فيها نصّ قرآني ولا حديث نبوي حتّى يمكننا أن نقول بشرعية هكذا عبادة ، أمّا إذا كانت مستندة إلى اجتهاد رجل ورأي يرتأيه ، فهذا ما لا تعتبره الإمامية مشروعاً بل تعتبره بدعة.

واليكِ ممّن اعترف بأنّ صلاة التراويح هي ليست من سنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل هي من سنّة عمر بن الخطّاب ، وهو أوّل من سنّها وجمع الناس عليها ، كما نصّ عليه الباجي والسيوطي والسكتواري وغيرهم.

وإنّ إقامة النوافل بالجماعات في شهر رمضان من محدثات عمر ، وأنّها بدعة حسنة(١) .

( هويدا ـ ـ )

صلاة ابتدعها عمر :

س : لماذا لا نصلّي التراويح مثل أهل السنّة؟

ج : نعلمك بأنّ صلاة التراويح في الواقع هي صلاة الألف ركعة النافلة في شهر رمضان ، وورد في فضل هذه الصلاة فضل كثير ، ولكن عمر بن الخطّاب أضاف إلى هذه النافلة « الجماعة » ، أي أنّها تصلّى جماعة لا فرادى.

____________

١ ـ كتاب الموطّأ ١ / ١١٤ ، صحيح البخاري ٢ / ٢٥٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٤٩٣ ، فتح الباري ٤ / ٢١٩ ، المدونة الكبرى ١ / ٢٢٢ ، تنوير الحوالك : ١٣٧ ، المغني لابن قدامة ١ / ٧٩٨ ، الشرح الكبير ١ / ٧٤٧ ، نيل الأوطار ٣ / ٦٣ ، نصب الراية ٢ / ١٧٤ ، الجامع لأحكام القرآن ٢ / ٨٧ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ١٦٦ ، تاريخ بغداد ٨ / ٥١ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٧٠ ، تاريخ المدينة ٢ / ٧١٤ ، سبل الهدى والرشاد ١ / ٣٦٥ ، تحفة الأحوذي ٣ / ٤٥٠ ، المصنّف للصنعاني ٤ / ٢٥٩ ، صحيح ابن خزيمة ٢ / ١٥٥ ، شرح نهج البلاغة ١٢ / ١٥٩ ، التعديل والتجريح ١ / ٤٦ ، كنز العمّال ٨ / ٤٠٧ ، سبل السلام ٢ / ١٠.

١٩٢

وكما هو المعلوم : أنّ العبادات توقيفية ، أي أنّها تؤدّى كما ذكرها الشارع ، والإضافة على ما جاء به الشارع يكون بدعة ، ولهذا لمّا أضاف عمر الجماعة إلى النافلة وقال : نعمت البدعة.

( محمّد ـ عمان ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة الطبّ )

أدلّة مشروعيتها عند أهل السنّة :

س : ما هو دليل العامّة على مشروعية صلاة التراويح؟ وما هو ردّنا العلمي على ذلك؟

ج : ابتدع أهل السنّة صلاة التراويح ـ وهي قيام ليالي شهر رمضان جماعة ـ ودليلهم : أنّ عمر بن الخطّاب هو الذي جمع الناس على إمام واحد ، ولم يشرّعها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يسنّها بل كانت سنّة عمر.

على أنّ عمر بن الخطّاب قال معترفاً بأنّها ليس من تشريع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بل هي بدعةً ابتدعها ، إلاّ أنّه وصفها أنّها بدعة حسنة.

قال عبد الرحمن بن عبد القاري : « خرجت مع عمر بن الخطّاب ليلة في رمضان إلى المسجد ، فإذا الناس أوزاع متفرّقون ، يصلّي الرجل لنفسه ، ويصلّي الرجل فيصلّي بصلاته الرهط.

فقال عمر : إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثمّ عزم فجمعهم على أُبي بن كعب ، قال : ثمّ خرجت معه في ليلة أُخرى والناس يصلّون بصلاة قارئهم ، فقال عمر : نعمت البدعة هذه »(١) .

على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قد نهى عنها ، وإليك ما رواه البخاري : حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد قال : حدّثنا وهيب قال : حدّثنا موسى بن عقبة ، عن سالم أبي

____________

١ ـ المغني لابن قدامة ١ / ٧٩٨ ، تحفة الأحوذي ٣ / ٤٥٠ ، نصب الراية ٢ / ١٧٤ ، كنز العمّال ٨ / ٤٠٧ ، تلخيص الحبير ٤ / ٢٤٧ ، كتاب الموطّأ ١ / ١١٤ ، تنوير الحوالك : ١٣٧ ، الشرح الكبير ١ / ٧٤٧ ، نيل الأوطار ٣ / ٦٣ ، صحيح البخاري ٢ / ٢٥٢ ، فتح الباري ٤ / ٢١٩ ، المصنّف للصنعاني ٤ / ٢٥٩ ، صحيح ابن خزيمة ٢ / ١٥٥.

١٩٣

النضر ، عن بسر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اتخذ حجرة ، قال : حسبت إنّه قال : من حصير في رمضان فصلّى فيها ليالي ، فصلّى بصلاته ناس من أصحابه ، فلمّا علم بهم جعل يقعد ، فخرج إليهم فقال : «قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم ، فصلّوا أيّها الناس في بيوتكم ، فإنّ أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلاّ المكتوبة »(١) .

وأنت ترى صراحة نهي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الإتيان بهذه الصلاة ، ومن ثمّ اعترف عمر بأنّها لم تسنّ من قبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل ابتدعها من عنده ، علماً أنّ البدعة : الحدث وما ابتدع من الدين بعد الإكمال.

ومن الغريب تقسيم ابن الأثير البدعة إلى بدعتين : بدعة هدى وبدعة ضلال ، وقال : « وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن هذا النوع قول عمر : نعمت البدعة هذه ، لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيّز المدح سمّاها بدعة ومدحها ، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يسنّها لهم ، وإنّما صلاّها ليالي ثمّ تركها ولم يحافظ عليها ، ولا جمع الناس لها ، ولا كانت في زمن أبي بكر ، وإنّما عمر جمع الناس عليها وندبهم إليها »(٢) .

وهذا كما ترى من غريب ما يعتذر به ، فاعترافه بدعة وإنّها لم يأمر بها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يسنّها ، دليل كاف على أنّها بدعة ، وكُلّ بدعة ضلالة ، وكُلّ ضلالة في النار.

هذا ما رووه أهل السنّة فضلاً عن الشيعة ، فكيف تكون بعد ذلك البدعة نوعان : بدعة هدى وبدعة ضلال؟ وهذا العذر يمكن أن يعتذر به كُلّ أحد ، فإذا قلنا للسارق لماذا سرقت؟ قال : السرقة نوعان : سرقة حرام وسرقة حلال ، وهذه سرقتي حلال ، فعلتها طلباً لقوت أطفالي ، وهكذا يمكن أن يفتح باباً للاعتذار عن كُلّ ذنب ومعصية ، ولا يحقّ لأحد الاعتراض عليه بعد ذلك.

____________

١ ـ صحيح البخاري ١ / ١٧٨.

٢ ـ النهاية في غريب الحديث ١ / ١٠٦.

١٩٤

على أنّه يمكن لأيّ أحد أن يبتدع صلاةً معيّنة ، أو عملاً معيّناً ويقول : هي بدعة ، ولكن نعمت البدعة هذه كما فعل من قبلي عمر!!

وأنت تعلم أنّ العبادة أمر توقيفي ، أي أنّها موقوفة من قبل الشارع ، فما لم يأمر به الشارع فلا يجوز الإتيان به ، فكيف نتعبّد بأمرٍ نهى عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟!

أليس العبادة هي التقرّب إلى الله تعالى ، فكيف نتقرّب إلى الله بشيء مبغوض ، فإنّ الأمر المنهي عنه مبغوض عند الله ، إذ لا ينهي النبيّ عن شيء إلاّ كونه مبغوض ، فكيف نتقرّب إلى الله بشيء مبغوض؟!

وهل فات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تشريع صلاة التراويح؟ إذا كانت مندوبة عند الله تعالى ومطلوبة ، فهل غفل عن ذلك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وسبقه إلى ذلك عمر؟! سؤال نطرحه إلى كُلّ من رأى محبوبية صلاة التراويح وتشريعها.

فإننا أتباع سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وليس سنّة أحد ، فكُلّ سنّة دون سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بدعة ، وكُلّ بدعة ضلالة ، وكُلّ ضلالة في النار.

أعاذنا الله وإيّاك من البدع ، ووفّقنا للعمل بسنّة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

( عبد الله ـ الكويت ـ ٢٨ سنة ـ خرّيج ثانوية )

تعقيب على الجواب السابق :

س : تحية طيّبة ، وبعد :

أقول : لقد تقدّم القول : إنّ البدعة ـ في المعنى الاصطلاحي الشرعي ـ هي إدخال ما ليس من الدين في الدين ، وهذا التعريف ـ أي الإدخال في الدين ـ يحتمل معنى الزيادة ومعنى الإنقاص أيضاً.

ولنبدأ بتعريف صلاة التراويح : هي النافلة جماعة في ليالي شهر رمضان ، وإنّما سمّيت تراويح للاستراحة فيما بعد كُلّ أربع ركعات.

نبحث بما روى عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « أيّها الناس إنّ الصلاة بالليل في شهر رمضان من النافلة في الجماعة بدعة ، وصلاة الضحى بدعة ، ألا فلا تجتمعوا ليلاً في شهر رمضان لصلاة الليل ، ولا تصلّوا صلاة الضحى فإنّ تلك

١٩٥

معصية ، ألا فإنّ كُلّ بدعة ضلالة ، وكُلّ ضلالة سبيلها إلى النار » ثّم نزلصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : « قليل في سنّة خير من كثير في بدعة »(١) .

وروي عن زيد بن ثابت قال : احتجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حجيرة مخصفة أو حصيراً ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إليها ، فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلّون بصلاته ، ثمّ جاءوا إليه فحضروا ، وأبطأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عنهم ، فلم يخرج إليهم ، فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب ، فخرج إليهم مغضباً ، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما زال بكم صنيعكم حتّى ظننت أنّه سيكتب عليكم ، فعليكم بالصلاة في بيوتكم ، فإنّ خير صلاة المرء في بيته ، إلاّ الصلاة المكتوبة »(٢) .

وعن أنس قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي في رمضان ، فجئت فقمت إلى جنبه ، وجاء رجل فقام أيضاً حتّى كنّا رهط ، فلمّا أحسّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّا خلفه جعل يتجوّز في الصلاة ، ثمّ دخل رحله فصلّى صلاة لا يصلّيها عندنا ، قال : قلنا له حين خرج : أفطنت بنا الليلة؟ فقال : « نعم ، ذاك الذي حملني على الذي صنعت »(٣) .

وعن أبي سلمة ، أنّه سأل عائشة : كيف كانت صلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في رمضان؟

فقالت : ما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يزيد في رمضان ولا في غيرها على إحدى عشرة ركعة ، يصلّي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثمّ يصلّي أربعاً فلا تسألوا عن حسنهن وطولهن ، ثمّ يصلّي ثلاثاً.

فقالت عائشة : فقلت : يا رسول الله ، أتنام قبل أن توتر؟ قال : « يا عائشة! إنّ عيني تنامان ، ولا ينام قلبي »(٤) .

____________

١ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ١٣٧ ، الاستبصار ١ / ٤٦٨ ، تهذيب الأحكام ٣ / ٧٠.

٢ ـ صحيح البخاري ٧ / ٩٩ ، صحيح مسلم ٢ / ١٨٨ ، المعجم الكبير ٥ / ١٤٤.

٣ ـ صحيح مسلم ٣ / ١٣٤.

٤ ـ الموطّأ ١ / ١٢٠ ، صحيح البخاري ٢ / ٤٧ و ٢٥٢ ، صحيح مسلم ٢ / ١٦٦ ، سنن أبي داود ١ / ٣٠١.

١٩٦

وسُئل عمر عن الصلاة في المسجد فقال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الفريضة في المسجد ، والتطوّع في البيت »(١) .

ومثل هذه الأحاديث الصحيحة كثيرة جدّاً في كتب أرباب الحديث ، ولكن الغريب أنّ بعضهم قال : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أتى بها ثمّ تركها من غير نسخ ، وهو يتعارض مع قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فعليكم بالصلاة في بيوتكم » ، وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ذلك الذي حملني على الذي صنعت » ، وغضبه لاجتماعهم في النافلة ، لا يعني مطلقاً أنّ التراويح كانت عملاً جائزاً.

والأغرب من هذا كُلّه ، أنّ كتب الحديث والتاريخ تقول : أنّ صلاة التراويح من مبدعات عمر بن الخطّاب فلماذا هذه الدعاوى وهذه التعاليل؟!

ولذا ، فإنّ صلاة التراويح لم يشرّعها الشارع المقدّس بل هي بدعة ، وقد روي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « من رغب عن سنّتي فليس منّي »(٢) .

ومن أقوال علماء أهل السنّة بأنّ صلاة التراويح هي من فعل عمر بن الخطّاب ، وليست من عمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال أبو الوليد محمّد بن الشحنة حيث ذكر وفاة عمر في حوادث سنة ٣٣ من تاريخه : « هو أوّل من نهى عن بيع أُمّهات الأولاد ، وجمع الناس على أربع تكبيرات في صلاة الجنائز ، وأوّل من جمع الناس على إمام يصلّي بهم التراويح ، الخ ».

ولما ذكر السيوطي في تاريخه أوّليات عمر نقلاً عن العسكري قال : « هو أوّل من سمّي أمير المؤمنين ، وأوّل من سنّ قيام شهر رمضان ـ بالتراويح ـ ، وأوّل من حرّم المتعة ، وأوّل من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات »(٣) .

وقال ابن سعد : « وهو أوّل من سنّ قيام شهر رمضان ـ بالتراويح ـ وجمع الناس على ذلك ، وكتب به إلى البلدان ، وذلك في شهر رمضان سنة أربع

____________

١ ـ الجامع الصغير ٢ / ٢٣١ ، كنز العمّال ٧ / ٧٧١ و ٨ / ٣٨٤.

٢ ـ صحيح البخاري ٦ / ١١٦ ، صحيح مسلم ٤ / ١٢٩ ، سنن النسائي ٦ / ٦٠.

٣ ـ الإمامة والسياسة : ١٢٦.

١٩٧

عشرة ، وجعل للناس بالمدينة قارئين ، قارئاً يصلّي بالرجال ، وقارئاً يصلّي بالنساء »(١) .

وقال الشوكاني : « وقال مالك وأبو يوسف وبعض الشافعية وغيرهم : الأفضل فرادى في البيت لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلاّ المكتوبة » متّفق عليه.

وقالت العترة : إنّ التجميع فيها بدعة(٢) .

أضف إلى هذا ، أنّ إعفاء النافلة من الجماعة يمسك على البيوت حظّها من البركة والشرف بالصلاة فيها ، ويمسك عليها حظّها من تربية الناشئة على حبّها والنشاط لها ، ذلك لمكان القدوة في عمل الآباء والأُمّهات ، والأجداد والجدّات ، وتأثيره في شدّ الأبناء إليها شدّاً يرسخها في عقولهم وقلوبهم.

وقال عبد الله بن سعد : سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أيّما أفضل : الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد! فلأن أصلّي في بيتي أحبّ إليّ من أن أصلّي في المسجد ، إلاّ أن تكون صلاة مكتوبة »(٣) .

وعن زيد بن ثابت : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : » فصلّوا أيّها الناس في بيوتكم ، فإنّ أفضل صلاة المرء في بيته ، إلاّ الصلاة المكتوبة »(٤) .

وعن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم »(٥) .

____________

١ ـ الطبقات الكبرى ٣ / ٢٨١.

٢ ـ نيل الأوطار ٣ / ٦٠.

٣ ـ سنن ابن ماجة ١ / ٤٣٩ ، الآحاد والمثاني ٢ / ١٤٥ ، مسند الشاميين ٢ / ١٥٩.

٤ ـ مسند أحمد ٥ / ١٨٢ ، صحيح البخاري ١ / ١٧٨ و ٨ / ١٤٢ ، سنن النسائي ٣ / ١٩٨ ، السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٤٩٤ و ٣ / ١٠٩.

٥ ـ المستدرك ١ / ٣١٣ ، المصنّف للصنعاني ١ / ٣٩٣ ، صحيح ابن خزيمة ٢ / ٢١٣ ، الجامع الصغير ١ / ٢١٢.

١٩٨

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « مثل الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحيّ والميت »(١) .

وعن جابر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده ، فليجعل لبيته نصيباً من صلاته ، فإنّ الله جاعل في بيته من صلاته خيراً »(٢) .

وما روي عن ابن أبي الحديد : أنَّ الإمامعليه‌السلام بعث الحسنعليه‌السلام ليفرّقهم عن الجماعة في نافلة رمضان.

ففي شرح النهج : « روي أنَّ أمير المؤمنينعليه‌السلام لمّا اجتمعوا إليه بالكوفة ، فسألوه أن ينصب لهم إماماً يصلّي بهم نافلة شهر رمضان ، زجرهم وعرّفهم أنّ ذلك خلاف السنّة فتركوه ، واجتمعوا لأنفسهم وقدّموا بعضهم ، فبعث إليهم ابنه الحسنعليه‌السلام ، فدخل عليهم المسجد ومعه الدرّة ، فلمّا رأوه تبادروا الأبواب وصاحوا : وا عمراه »(٣) .

ومن خلال التأمّل في الروايات المتقدّمة ، تراها أجمعت على النهي عن أداء صلاة التراويح جماعة ، غاية الأمر أنَّ بعض الروايات أرجعت النهي إلى أسباب خشية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن تكتب عليهم أي أن تفرض عليهم فتكون جزءً من التشريع بتلك الكيفية.

فأعترف بأنّها بدعة وخلاف السنّة ، وهم يروون عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « كُلّ بدعة ضلالة ، وكُلّ ضلالة في النار »(٤) .

وأقول لمن يريد الحقّ : فليراجع المصادر ، ويبتعد عن التعصّب والجاهلية ، وليعلم بأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لأصحابه : « ذَرُوني ما تركتكم ، فإنّما هلك

____________

١ ـ مسند أبي يعلى ١٣ / ٢٩١ ، الجامع الصغير ٢ / ٥٢٨ ، كشف الخفاء ٢ / ١٩٧.

٢ ـ مسند أحمد ٣ / ٣١٦ ، صحيح مسلم ٢ / ١٨٧ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٢ / ١٥٧ ، مسند أبي يعلى ٣ / ٤٤٦.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ١٢ / ٢٨٣.

٤ ـ سنن النسائي ٣ / ١٨٩ ، السنن الكبرى للنسائي ١ / ٥٥٠ و ٣ / ٤٥٠ ، صحيح ابن خزيمة ٣ / ١٤٣.

١٩٩

من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، ما نهيتكم عنه فانتهوا ، وما أمرتكم فأتوا منه ما استطعتم »(١) ، ثمّ يقول في الحديث التالي : « مَن أطاعني فقد أطاع الله ، ومَن عصاني فقد عصى الله »(٢) .

ويقول الله تعالى :( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَا نْتَهُوا ) (٤) ، وقال أيضاً :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (٥) .

وأخيراً ، نسأل الله تعالى أن يجمعنا على كلمة الحقّ.

( أبو علي ـ الكويت ـ )

نهى عنها الإمام عليعليه‌السلام :

السؤال : بعد الصلاة على محمّد وآله الطيبين الطاهرين ، لماذا لم ينه الإمام علي عليه‌السلام عن صلاة التراويح على الرغم من أنّه عليه‌السلام لم تأخذه بالحقّ لومة لائم؟ وكان أوّل فعله عند استلامه للخلافة أن عزل الولاة الظالمين ، ومنهم الملعون معاوية بن أبي سفيان ، حيث لم ينتظر أمير المؤمنين عليه‌السلام أن تثبت له أركان الخلافة ، فلم لم ينه عن هذه الصلاة البدعة؟

ج : لمّا ولي الإمام عليعليه‌السلام أُمور المسلمين ، وجد صعوبة كبيرة في إرجاع الناس إلى السنّة النبوية الشريفة ، وحظيرة القرآن الكريم ، وحاول جهده أن يزيل البدع التي أُدخلت في الدين ، ومنها صلاة التراويح ، ولكن بعضهم صاح : وا عمراه.

____________

١ ـ مسند أحمد ٢ / ٢٤٧ و ٤٢٨ و ٤٥٧ و ٥٠٨ ، صحيح مسلم ٤ / ١٠٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٧ / ١٠٣ ، المعجم الأوسط ٦ / ١٣٦.

٢ ـ مسند أحمد ٢ / ٢٥٢ و ٢٧٠ و ٤١٦ و ٤٦٧ ، صحيح البخاري ٤ / ٨.

٣ ـ الحشر : ٧.

٤ ـ المائدة : ١١.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

فيجش وجميع نسخ الكتاب وغيره. وفي الوجيزة أيضا ثقة(1) .

وفيمشكا : ابن مسلم القلاء الثقة بقول أبي العبّاس ، عنه علي بن النعمان(2) .

1399 ـ سويد مولى محمّد بن مسلم :

له كتاب رواه حميد بن زياد ،ست (3) .

وفيجش : محمّد بن سنان وعلي بن النعمان عنه بكتابه(4) .

ومرّ عنجش في سويد بن مسلم ، فلا تغفل.

أقول : ظاهر النقد أيضا الاتّحاد(5) ، وهو كذلك.

1400 ـ سهل بن أحمد بن عبد الله :

ابن أحمد بن سهل الديباجي ، أبو محمّد ؛ قالجش : لا بأس به ، كان يخفي أمره كثيرا ثمّ ظاهر بالدين في آخر عمره ؛ وقالغض : إنّه كان(6) يضع الأحاديث ويروي عن المجاهيل ، ولا بأس بما روى من الأشعثيات وما يجري مجراها ممّا رواه غيره ،صه (7) .

جش إلى قوله : عمره ، إلاّ قوله : قالجش ؛ وزاد : له كتاب إيمان أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، أخبرني به عدّة من أصحابنا وأحمد بن عبد الواحد(8) .

وبخطّشه علىصه : لا وجه لإلحاقه بهذا القسم ، لأنّ نفي البأس في‌

__________________

(1) الوجيزة : 223 / 866.

(2) هداية المحدّثين : 77.

(3) الفهرست : 78 / 331.

(4) رجال النجاشي : 191 / 511.

(5) نقد الرجال : 164 / 7 ترجمة سويد بن مسلم.

(6) كان ، لم ترد في نسخة « م ».

(7) الخلاصة : 81 / 4.

(8) رجال النجاشي : 186 / 493.

٤٢١

كلامجش لا يقتضي التوثيق ولا مدحا غير ظاهر الإيمان(1) ، انتهى

وفيلم : سمع منه التلعكبري سنة سبعين وثلاثمائة وله منه إجازة ولابنه ، أخبرنا عنه الحسين بن عبيد الله(2) .

وفيتعق : مرّ الجواب عن كلامشه في إبراهيم بن صالح ، وحال لا بأس به وضعف تضعيفغض في الفوائد ، كيف وأن يعارضجش! سيّما وأن يوافقه الشيخ حيث نصّ على أنّه شيخ الإجازة ولم يطعن عليه بشي‌ء وهو دليل العدالة ، بل الظاهر من التلعكبري وابنه أيضا ذلك ، والعلاّمة يكتفي بأدون من ذلك كما مرّ مرارا(3) ، انتهى.

أقول : ولو سلّمنا أنّ لا بأس به لا يفيد غير ظاهر الإيمان ، لكن بعد انضمام شيخيّة الإجازة إليه وكونه من أهل التصنيف يدخل في سلك الممدوحين قطعا ، فلا وجه لكلامشه أصلا ؛ ولذا في الوجيزة : ممدوح(4) .

وذكره في الحاوي في الحسان مع ما عرف من طريقته(5) .

وعن السمعاني : قال أبو بكر الخطيب : سألت الأزهري عن الديباجي فقال : كان كذّابا رافضيّا زنديقا ؛ قال محمّد بن أبي الفوارس الحافظ : الديباجي كان آية ونكالا في الرواية وكان رافضيّا غاليا ، وكتبنا عنه كتاب محمّد بن محمّد بن الأشعث لأهل البيت مرفوع ؛ قال العتيقي(6) : كان رافضيّا ؛ وقال الأزهري : رأيت في داره على الحائط مكتوبا لعن أبي بكر وعمر وباقي الصحابة العشرة سوى علي [عليه‌السلام ]. وكانت ولادته في‌

__________________

(1) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 40.

(2) رجال الشيخ : 474 / 3.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 176.

(4) الوجيزة : 223 / 867.

(5) حاوي الأقوال : 183 / 923.

(6) في نسخة « ش » : القتيبي.

٤٢٢

سنةست وثمانين ومائتين ، ومات في صفر سنة ثمانين وثلاثمائة ، وصلّى عليه أبو عبد الله بن المعلّم شيخ الرافضة الذي يقال له : المفيد(1) ، انتهى.

وفيمشكا : ابن أحمد ، عنه الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبد الواحد(2) .

1401 ـ سهل بن بحر الفارسي :

كان مقيما بكش ، لم(3) .

وفيتعق : يروي عنهكش بالواسطة على وجه ظاهره اعتماده عليه واستناده إليه(4) (5) .

1402 ـ سهل بن الحسن الصفّار :

أخو محمّد ، روى عن يوسف بن الحارث الكميداني عن عبد الرحمن العرزمي كتابه ، روى عنه أخوه محمّد بن الحسن ، لم(6) .

وفيتعق : وروى عنه ابن الوليد وعنه الصدوق ، كما سيجي‌ء في عبد الرحمن(7) ؛ وفي رواية القمّيّين سيّما ابن الوليد كتابه إيماء إلى نباهته والاعتماد عليه ، بل ووثاقته ، لما مرّ في الفوائد ، وكذا الحال في يوسف(8) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن الصفّار ، عنه أخوه محمّد بن الحسن.

__________________

(1) الأنساب : 5 / 393 ، وفيه : وكانت ولادته سنة تسع. إلى آخره. ولم يرد فيه : الذي يقال له المفيد.

(2) هداية المحدّثين : 78.

(3) رجال الشيخ : 474 / 1.

(4) رجال الكشّي : 456 / 861 ، 484 / 913 ، 914 ، روى عنه بواسطة جعفر بن معروف.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 176.

(6) رجال الشيخ : 475 / 7 ، وفيه : الكمنداني.

(7) الفهرست : 108 / 471.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 176.

٤٢٣

وهو عن يوسف بن الحارث الكميداني(1) .

1403 ـ سهل بن حنيف :

بالحاء المضمومة المهملة ، كبّر عليه أمير المؤمنينعليه‌السلام خمسا وعشرين تكبيرة في صلاته عليه ، رواهكش عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي ،صه (2) .

وفيكش : قال الفضل بن شاذان : إنّه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام (3) .

وفيه ما نقلهصه لكن لا بهذا السند(4) ، وأمّا هذا السند فلم أجده فيه ، وهو كذلك في كتاب طس(5) .

وفيكش أيضا غير ذلك(6) .

وفي ي : كان واليهعليه‌السلام على المدينة(7) .

أقول : مرّ في سعد بن مالك ذكره(8) .

1404 ـ سهل الديباجي :

هو ابن أحمد الماضي ،تعق (9) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 78.

(2) الخلاصة : 80 / 1.

(3) رجال الكشّي : 38 / 78.

(4) رجال الكشّي : 37 / 75.

(5) التحرير الطاووسي : 270 / 188.

(6) رجال الكشّي : 36 / 73 ـ 74 ، وفيهما أنّ علياعليه‌السلام كفّنه وكبّر عليه سبعا وقال : لو كبّرت عليه سبعين لكان أهلا.

(7) رجال الشيخ : 43 / 3.

(8) حيث عدّه الإمام الرضاعليه‌السلام ـ فيما كتبه للمأمون من محض الإسلام ـ من أولياء أمير المؤمنينعليه‌السلام الّذين مضوا على منهاج نبيهم ولم يبدلوا ولم يغيروا.

(9) لم يرد له ذكر في التعليقة.

٤٢٤

1405 ـ سهل بن زاذويه :

بالزاي ثمّ الذال المعجمة بعد الألف ، أبو محمّد القمّي ، ثقة ، جيّد الحديث نقيّ الرواية ، معتمد عليه ، ذكر ذلك ابن نوح ،صه (1) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد : عنه محمّد بن سهل ابنه(2) .

أقول : فيمشكا : ابن زاذويه ، عنه ابنه محمّد(3) .

1406 ـ سهل ـ بغير ياء ـ بن زياد :

الآدمي الرازي ، يكنّى أبا سعيد ، من أصحاب أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ؛ اختلف قول الشيخ الطوسيرحمه‌الله فيه فقال في موضع : إنّه ثقة ، وقال في عدّة مواضع : إنّه ضعيف ؛ وقالجش : إنّه ضعيف في الحديث غير معتمد فيه ، وكان أحمد بن محمّد بن عيسى يشهد عليه بالغلوّ والكذب وأخرجه من قم إلى الري وكان يسكنها. وقد كاتب أبا محمّد العسكريعليه‌السلام على يد محمّد بن عبد الحميد العطّار للنصف من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين ومائتين ، ذكر ذلك أحمد بن علي بن نوح وأحمد بن الحسين رحمهما الله ؛ وقالغض : إنّه كان ضعيفا جدّا فاسد الرواية والمذهب ، وكان أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري أخرجه من قم وأظهر البراءة منه ونهى الناس عن السماع منه والرواية عنه ، ويروي المراسيل ويعتمد المجاهيل ،صه (4) .

__________________

(1) الخلاصة : 81 / 3.

(2) رجال النجاشي : 186 / 492.

(3) هداية المحدّثين : 78.

(4) الخلاصة : 228 / 2.

ربما يوهم قول العلاّمة « وقال ابن الغضائري » بعد قوله « ذكر ذلك أحمد بن علي بن نوح وأحمد بن الحسين » أنّ غض عنده غير أحمد بن الحسين ، وقد بيّنت فساده في ترجمته ، فلاحظ ( منه قده ).

٤٢٥

وفيجش : كان ضعيفا في الحديث. إلى قوله : وأحمد بن الحسين رحمهما الله ؛ وزاد : له كتاب التوحيد ، رواه أبو الحسن العبّاس بن أحمد بن الفضل بن محمّد الهاشمي الصالحي عن أبيه عن أبي سعيد الآدمي ؛ وله كتاب النوادر ، عنه علي بن محمّد ، ورواه عنه جماعة(1) .

وفيست : ضعيف ، له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن محمّد ابن الحسن ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عنه.

ورواه محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن سعد والحميري ، عن أحمد ابن أبي عبد الله ، عنه(2) .

وفيج . ابن زياد الآدمي يكنّى أبا سعيد الآدمي من أهل الري(3) .

ونحوه فيكر (4) .

وفيدي : ثقة(5) .

وفيكش : قال علي بن محمّد القتيبي : سمعت الفضل بن شاذان إلى أن قال : ولا يرتضي أبا سعيد الآدمي ويقول : هو أحمق(6) . ويأتي في صالح بن أبي حمّاد.

وفيتعق : ظنّي أنّ منشأ التضعيف حكاية أحمد بن محمّد بن عيسى وإخراجه من قم وشهادته عليه بالغلو والكذب ، وهذا ممّا يضعّف التضعيف ويقوّي التوثيق عند المنصف المتأمّل ، سيّما المطّلع على حالة أحمد وما‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 185 / 490.

(2) الفهرست : 80 / 339.

(3) رجال الشيخ : 401 / 1 ، وفيه :. يكنّى أبا سعيد من.

(4) رجال الشيخ : 431 / 2 ، وفيه : ابن زياد يكنّى أبا سعيد الآدمي الرازي.

(5) رجال الشيخ : 416 / 4.

(6) رجال الكشّي : 566 / 1068.

٤٢٦

فعله بالبرقي(1) وقاله في علي بن محمّد بن شيرة(2) وردّجش عليه(3) .

وقال الشيخ محمّد : إنّ أهل قم كانوا يخرجون الراوي بمجرّد توهّم الريب.

وفي ترجمة محمّد بن أورمة ما يقوّيه ، سيّما أنّه صنّف كتابا في الردّ على الغلاة ، وورد عن الهاديعليه‌السلام أنّه بري‌ء ممّا قذف به ، ومع ذلك كانوا يرمونه بالغلو(4) .

وممّا يؤيّد كثرة رواية الكليني عنه(5) مع كثرة احتياطه في أخذ الرواية واحترازه عن المتّهمين ، مضافا إلى كونه كثير الرواية وأكثر رواياته مقبولة مفتيّ بها.

على أنّ قولجش : ضعيف في الحديث وغير معتمد في الحديث ، لا يدلّ على ضعف نفسه وجرحه ، بل تشعر بالعدم ، ولذا حكموا بعدم المنافاة بين قول الشيخ : ثقة ، وقولجش : ضعيف في الحديث ، كما في محمّد بن خالد البرقي ؛ ويشير إليه أنّهم فرّقوا بين قولهم : فلان ثقة ، وفلان صحيح الحديث.

إلاّ أن يقال : إنّ هذا القول عنجش وإن لم يدل على التضعيف إلاّ أنّه يفهم من قوله : وكان أحمد بن محمّد بن عيسى. إلى آخره ، وفيه تأمّل ، لعدم ظهوره في اعتماده عليه بعد ملاحظة تقييده الضعف بالحديث‌

__________________

(1) راجع الخلاصة : 14 / 7.

(2) في النسخ : شبرة.

(3) رجال النجاشي : 255 / 669.

(4) انظر رجال النجاشي : 329 / 891 والخلاصة : 252 / 28.

(5) الكافي 3 : 161 / 7 ـ 8 ، 4 : 567 / 3 ، 6 : 516 / 3 ـ 4 ، وغيرها ، روى عنه بواسطة العدّة.

٤٢٧

وإضافته إليه ، فإنّ ديدنهم في التضعيف(1) عدم التقييد والإضافة. وممّا يؤيد ما مرّ أنّه يروي المراسيل ويعتمد المجاهيل ، وقول الفضل بن شاذان : أنّه أحمق ، فتأمّل.

وفي المعراج عن بعض معاصريه عدّ حديثه في الصحيح وعدّه من مشايخ الإجازة(2) .

وفي الوجيزة : عندي لا يضرّ ضعفه لأنّه من مشايخ الإجازة(3) .

وممّا يؤيد أنّه روي عنه أخبار كثيرة في مذمّة الغلاة والغلو وحقّية كونهمعليهم‌السلام عبادا ، منها ما في التوحيد في الصحيح عنه قال : كتبت إلى أبي محمّدعليه‌السلام : قد اختلف يا سيّدي أصحابنا في التوحيد فإن رأيت أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فعلت متطوّلا على عبدك ، فوقععليه‌السلام بخطّه : سألت عن التوحيد وهذا عنكم معزول ، الله تعالى واحد أحد صمد( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) (4) .

وممّا يؤيّد أنّ المفيد عطّر الله مرقده في رسالته في الردّ على الصدوق ذكر حديثا عنه مرسلا وردّه وطعن فيه بوجوه كثيرة ولم يقدح فيه من جهة السند إلاّ بالإرسال ولم يتعرّض لسهل أصلا ، وروى قبيله حديثا فيه محمّد بن سنان وطعن فيه مع أنّه عنده ثقة(5) (6) ، وهذا يدلّ على عدم كونه عنده ضعيفا.

وقال جديرحمه‌الله : اعلم أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى أخرج جماعة من قم لروايتهم عن الضعفاء وإيرادهم المراسيل في كتبهم وكان‌

__________________

(1) في نسخة « ش » : الضعيف.

(2) معراج أهل الكمال.

(3) الوجيزة : 224 / 870.

(4) التوحيد : 101 / 14.

(5) الرسالة العددية : 20 ، ضمن سلسلة مصنّفات الشيخ المفيد : 9.

(6) وثّقه في الإرشاد : 2 / 248.

٤٢٨

اجتهادا منه ، والظاهر خطؤه ، ولكن كان رئيس قم ، والناس مع المشهورين إلاّ من عصمه الله ، ولو كنت تلاحظ ما رواه في الكافي فيه في باب النصّ على الهاديعليه‌السلام (1) وإنكاره النصّ لتعصّب الجاهلية لما كنت تروي عنه شيئا ، ولكنّه تاب ونرجو أن يكون تاب الله عليه. إلى أن قال : وكيف يجوز طرح الخبر الذي هو فيه سيّما إذا كان من مشايخ الإجازة للكتب المشهورة؟! مع أنّ المشايخ العظام نقلوا عنه كثقة الإسلام والصدوق والشيخ ، مع أنّ الشيخ كثيرا ما يذكر ضعف الحديث بجماعة ولم يتّفق في كتبه مرّة أن يطرح الخبر بسهل بن زياد. إلى أن قال : وأمّا الكتاب المنسوب إليه ومسائله التي سألها من الهادي والعسكريعليهما‌السلام فذكرها المشايخ سيّما الصدوقين(2) وليس فيها شي‌ء يدلّ على ضعف في النقل أو غلوّ في الاعتقاد(3) (4) .

أقول : في مشكا : ابن زياد المختلف في توثيقه ، عنه علي بن محمّد ابن إبراهيم الرازي علاّن أبو الحسن الثقة خال الكليني ، وأبو الحسن محمّد ابن جعفر بن عون ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، وأحمد بن أبي عبد الله ، وأحمد بن الفضل بن محمّد الهاشمي لكن أحمد ذا غير مذكور في الرجال.

وهو عن أبي جعفر وأبي الحسن وأبي محمّدعليهم‌السلام ، وعن محمّد بن عيسى(5) .

__________________

(1) الكافي 1 : 260 / 2.

(2) في نسخة « م » : الصدوق.

(3) روضة المتّقين : 14 / 261.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 177.

(5) هداية المحدّثين : 78.

٤٢٩

1407 ـ سهل بن الهرمزان :

بالراء قبل الميم والزاي بعدها ، قمّي ، ثقة ، قليل الحديث ،صه (1) .جش إلاّ الترجمة(2) .

وفيست : له كتاب رويناه ، بالإسناد الأوّل ، عن ابن بطّة ، عن الحسن بن علي الزيتوني ، عنه(3) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل. إلى آخره(4) .

أقول : فيمشكا : ابن الهرمزان الثقة ، عنه الحسن بن علي الزيتوني(5) .

1408 ـ سهل بن اليسع بن عبد الله :

ابن سعد الأشعري ، قمّي ، ثقة ثقة ، روى عن موسى الكاظم والرضاعليهما‌السلام ،صه (6) .

وزادجش : أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سهل عن أبيه بكتابه(7) .

1409 ـ سهل بن يعقوب :

فيتعق : في حاشية الكفعمي عند ذكر دعاء ( أمسيت اللهمّ معتصما ) في الفصل الثالث والعشرين : هذا الدعاء برواية سهل بن يعقوب الملقّب بأبي نؤاس ، قيل : وإنّما لقّب بذلك لأنّه كان يظهر الطيبة والتخالع ليظهر‌

__________________

(1) الخلاصة : 81 / 2.

(2) رجال النجاشي : 185 / 491.

(3) الفهرست : 81 / 345.

(4) الفهرست : 81 / 342.

(5) هداية المحدّثين : 78.

(6) الخلاصة : 81 / 5 ، ولم يكرّر التوثيق فيها وفي النجاشي.

(7) رجال النجاشي : 186 / 494.

٤٣٠

التشيّع على الطيبة فيأمن على نفسه(1) فسمّوه بأبي نؤاس لتخالفه ، قال : كنت أخدم الإمام الهاديعليه‌السلام بسرّ من رأى وأسعى في حوائجه ، وكان يقول إذا سمع من يلقّبني بأبي نؤاس : أنت أبو نؤاس الحقّ ومن تقدّمك أبو نؤاس الباطل(2) (3) ، انتهى.

أقول : ذكر نحوه طس في الدروع الواقية ، وبدل وقيل : قال أبو الحسن ، يعني : محمّد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري. إلى أن قال : وكان مولانا الإمام علي بن محمّدعليه‌السلام يقول : أنت أبو نؤاس الحقّ وذلك أبو نؤاس الغي والباطل ، وكان يخدم سيّدنا الإمامعليه‌السلام (4) ، انتهى.

1410 ـ سهيل :

بضمّ السين وبالياء ، بعد الهاء ، ابن زياد ، أبو يحيى الواسطي ، لقي أبا محمّد العسكريعليه‌السلام ؛ قالجش : إنّه شيخنا المتكلّمرحمه‌الله ، قال : وقال بعض أصحابنا : لم يكن سهيل بكلّ الثبت في الحديث ؛ وقالغض : امّه بنت محمّد بن النعمان مؤمن الطاق ، حديثه نعرفه تارة وننكره اخرى ويجوز أن يخرج شاهدا ،صه (5) .

جش إلى قوله : في الحديث ، إلاّ الترجمة وقوله : قالجش ؛ وزاد : له كتاب نوادر ، محمّد بن هارون عنه به. وزاد قبل شيخنا المتكلّمرحمه‌الله : امّه بنت محمّد بن النعمان بن جعفر الأحول مؤمن الطاق(6) .

__________________

(1) في النسخ : نؤاس ، وما أثبتناه من المصدر.

(2) مصباح الكفعمي : 1 / 374.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 382.

(4) الدروع الواقية : 47.

(5) الخلاصة : 229 / 3.

(6) رجال النجاشي : 192 / 513 ، وفيه بدل ابن جعفر : أبو جعفر.

٤٣١

وفيست : له كتاب ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري ، عن أحمد بن محمّد وأحمد بن أبي عبد الله ، عنه(1) .

وفيتعق : في الكنى ما ينبغي أن يلاحظ. وقولجش : شيخنا المتكلّم ، فيه مدح عظيم ؛ وقول البعض لعلّه لم يثبت ، ولذا أسنده إليه منكرا اسمه ، ولعلّه مراده منهغض مشيرا إلى عبارته المتقدّمة ، وقد حقّق ضعف تضعيفه فضلا من أن يعارضهجش ، ويؤيّده رواية أحمد بن محمّد بن عيسى كتابه ، وعدم طعن الشيخ عليه هنا أو إكثاره من الرواية عنه في كتب الأخبار من دون إشعار بطعن(2) . ولعلّه من تلامذة هشام بن سالم وعبد الرحمن بن الحجّاج(3) ، انتهى.

أقول : تبع أيّده الله العلاّمة في عود شيخنا المتكلم في كلامجش إلى سهيل ، والظاهر عوده إلى مؤمن الطاق وفاقا للمحقّق الشيخ محمّد ، فراجع وتأمّل. ولذا ذكره د في الضعفاء(4) ، وكذا في الحاوي(5) ، وجعله العلاّمة المجلسي مجهول(6) .

1411 ـ سيف التمّار :

له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن ابن محمّد بن سماعة ، عنه ،ست (7) .

__________________

(1) الفهرست : 80 / 340.

(2) التهذيب 1 : 133 / 367 ، 6 : 175 / 350 ؛ الاستبصار 1 : 118 / 396 ، 4 : 247 / 940.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 178.

(4) رجال ابن داود : 249 / 230.

(5) حاوي الأقوال : 269 / 1549.

(6) الوجيزة : 224 / 873 ، وفيها : ضعيف.

(7) الفهرست : 78 / 332.

٤٣٢

وكأنّه ابن سليمان.

وفيتعق : يظهر من روايته كونه من الشيعة(1) . ويروي عنه صفوان بن يحيى ، وفيه إشعار بثقته. وكأنّه ابن المغيرة بن سليمان ، نسبته إلى الجدّ(2) .

1412 ـ سيف بن سليمان التمّار :

أبو الحسن ، كوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ،صه (3) .

وزادجش : وابنه الحسن بن سيف ، روى عنه الحسن بن علي بن فضّال.

له كتاب ، محمّد بن أبي حمزة عنه به(4) .

أقول : فيمشكا : ابن سليمان التمّار الثقة ، عنه محمّد بن أبي حمزة ، وحمّاد بن عثمان ، وابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى(5) .

1413 ـ سيف بن عميرة :

بفتح العين المهملة ، النخعي ، عربي ، كوفي ، روى عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، ثقة ،صه (6) .

وفيست : ثقة له كتاب ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن‌

__________________

(1) الكافي 4 : 405 / 3 ، وفيه رواية صفوان بن يحيى عنه ، الاستبصار 2 : 142 / 464.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 178.

(3) الخلاصة : 82 / 3.

(4) رجال النجاشي : 189 / 505.

(5) هداية المحدّثين : 79.

(6) الخلاصة : 82 / 1 ، وورد التوثيق في النسخة الخطيّة منها.

٤٣٣

أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عنه(1) .

وفيجش : عربي كوفي ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، له كتاب يرويه جماعات من أصحابنا(2) .

وفي د :جش عربي كوفي ثقة(3) ، انتهى.

وما فيجش ليس فيه توثيق كما قدّمنا(4) .

وقال الشهيد(5) في شرح الإرشاد : قوله : ولا يجوز نكاح الأمة إلاّ بإذن المولى ، وربما ضعّف بعضهم سيفا والصحيح أنّه ثقة(6) .

وفيب : واقفي(7) .

وفيتعق : قال جدّي : لم نر من أصحاب الرجال وغيرهم ما يدلّ على وقفه ، وكأنّه وقع عنه سهوا(8) ، انتهى.

ويروي عنه ابن أبي عمير(9) وفضالة(10) والحسن بن محبوب(11) وغيرهم ، وهو كثير الرواية وسديدها ، ورواياته مفتيّ بها ، فلاحظ(12) ، انتهى.

__________________

(1) الفهرست : 78 / 333.

(2) رجال النجاشي : 189 / 504 ، وفيه : النخعي عربي كوفي ثقة روى.

(3) رجال ابن داود : 108 / 751.

(4) في نسخة « ش » : كما قدّمناه.

(5) كذا في المنهج ، وفي نسخ الكتاب : الشهيد الثاني ، وهو سهو.

(6) غاية المراد النسخة الحجرية : 183.

(7) معالم العلماء : 56 / 377.

(8) روضة المتّقين : 14 / 146.

(9) الكافي 4 : 30 / 1.

(10) الاستبصار 1 : 307 / 1139.

(11) الكافي 4 : 33 / 2.

(12) تعليقة الوحيد البهبهاني : 178.

٤٣٤

أقول : قول الميرزا : ما فيجش ليس فيه توثيق ، لا يخفى أنّ التوثيق موجود في نسختي ونقله عنه في النقد(1) والحاوي(2) والمجمع(3) ، فراجع.

وفيمشكا : ابن عميرة ، عنه علي بن الحكم الثقة ، ومحمّد بن خالد الطيالسي ، وإسماعيل بن مهران ، ومحمّد بن عبد الحميد ، وحمّاد بن عثمان ، ويونس ، وابن أبي عمير ، والعبّاس بن عامر ، وموسى بن القاسم كما وقع في بعض الأسانيد لكن رعاية الطبقة تمنعه ، لأنّ موسىضا وسيفق ظم ولأنّ الواسطة وهو العبّاس بن عامر متحقّقة بينهما في طرق اخرى(4) .

1414 ـ سيف بن مصعب العبدي :

أبو محمّد ، روىكش من طريق ضعيف ـ ذكرنا سنده في كتابنا الكبير ـ عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال : علّموا أولادكم شعر العبدي ، يشير إلى الشيعة. وهذا لا يثبت به عندي عدالته ،صه (5) .

وذكر في القسم الأوّل سفيان(6) ، وقد تقدّم.

واختلفت نسخكش في العنوان ، وأكثرها كأصل الرواية : سيف(7) ، انتهى.

أقول : ما فيصه من ذكره بعنوانين مختلفين قد نشأ من طس ، فإنّه ذكره أوّلا بعنوان سفيان وقال : قال أبو عمرو : في إشعاره ما يدلّ على أنّه كان‌

__________________

(1) نقد الرجال : 166 / 6.

(2) حاوي الأقوال : 85 / 305.

(3) مجمع الرجال : 3 / 187.

(4) هداية المحدّثين : 78.

(5) الخلاصة : 82 / 2.

(6) ذكر العلاّمة سفيان بن مصعب في القسم الثاني من الخلاصة : 228 / 3.

(7) رجال الكشّي : 401 / 748 ، وفيه في العنوان : سفيان.

٤٣٥

من الطيّارة ، وروى أنّ أبا عبد اللهعليه‌السلام قال : علّموا أولادكم شعره(1) ، ثمّ ذكره بعد أسامي متعدّدة بعنوان سيف وقال : روى عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال : علّموا أولادكم شعر العبدي ، إشارة إلى الشيعة(2) .

وقال المحرّر في الحاشية : كأنّ سيفا هذا وسفيان السابق رجل واحد صحّف اسمه في أحد الموضعين ، فلينظر(3) .

1415 ـ سيف بن المغيرة التمّار :

كوفي ،ق (4) .

وفيتعق ما مرّ في سيف التمّار(5) .

__________________

(1) التحرير الطاووسي : 281 / 193.

(2) التحرير الطاووسي : 293 / 201.

(3) التحرير الطاووسي : 293 / 201.

(4) رجال الشيخ : 215 / 206.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 178.

٤٣٦

باب الشين‌

1416 ـ شاذان بن الخليل :

من أصحاب يونس ،صه (1) .

وفيج : والد الفضل بن شاذان النيسابوري(2) .

وفيتعق : في محمّد بن سنان ما يدلّ على كونه من العدول والثقات من أهل العلم(3) ، والمشهور حسنه. وفي ابنه الفضل تعداده(4) في جملة من روى عنه على وجه يومئ إلى نباهته(5) . وفي محمّد بن أبي عمير قال(6) : سألت أبيرحمه‌الله ، وهو أيضا من أمارات الحسن والجلالة(7) .

1417 ـ شاه رئيس :

أبو عبد الله الكندي ، كان من الغلاة الكبار الملعونين ،كش (8) .

وفيتعق : في النقد : قال نصر بن الصباح : إنّه من الغلاة الكبار الملعونين في وقت عليّ بن محمّد العسكريعليه‌السلام ،كش (9) .

__________________

(1) الخلاصة : 87 / 3.

(2) رجال الشيخ : 402 / 1.

(3) رجال الكشّي : 507 / 980 ، وفيه : قال أبو عمرو : قد روى عنه الفضل وأبوه ويونس.

وغيرهم من العدول والثقات من أهل العلم.

(4) في نسخة « م » : عداده.

(5) رجال الكشّي : 543 / 1029 ، وفيه أنّه كان يروي عن أبيه شاذان بن الخليل.

(6) أي الفضل. انظر رجال الكشّي : 590 / 1105 وفيه : سأل أبيرضي‌الله‌عنه محمّد بن أبي عمير.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 178.

(8) رجال الكشّي : 522 / 1002.

(9) نقد الرجال : 166 / 1.

٤٣٧

وسيجي‌ء ذلك في عبّاس بن صدقة(1) .

1418 ـ شباب الصيرفي :

هو محمّد بن الوليد ،تعق (2) .

1419 ـ شتير بن شكل العبسي :

وقال سعد : شبير ، ي(3) .

وفي قي في خواصّهعليه‌السلام شبير بالباء المفردة(4) ، وكذا فيصه (5) .

وفي جامع الأصول : شتير بالمثنّاة من فوق(6) ، وكذا في قب(7) .

1420 ـ شتيرة :

فيكش : علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة نفر إلى أن قال : ثمّ أناب الناس بعد وكان أوّل من أناب أبو سنان الأنصاري وأبو عمرة وشتيرة ، وكانوا سبعة ، ولم يعرف حقّ

أمير المؤمنينعليه‌السلام إلاّ هؤلاء السبعة(8) . وفيه آخر نحوه(9) .

وفيصه : شرحبيل وهبيرة وكريب وبريد وسمير ويقال : شتيرة هؤلاء إخوة من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام قتلوا بصفّين ، كلّ واحد يأخذ‌

__________________

(1) لم يرد هذا في التعليقة.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 327.

(3) رجال الشيخ : 45 / 3.

(4) رجال البرقي : 5.

(5) الخلاصة : 193.

(6) جامع الأصول.

(7) تقريب التهذيب 1 : 347 / 20.

(8) رجال الكشّي : 11 / 24 ، وفيه : أبو ساسان ، أبو سنان ( خ ل ).

(9) رجال الكشّي : 7 / 14.

٤٣٨

الراية بعد آخر حتّى قتلوا(1) .

1421 ـ شجرة بن ميمون :

ابن أبي أراكة ، ثقة ،صه (2) .

وفيقر : شجرة أخو بشير النبّال(3) .

وفيق : شجرة بن ميمون أبي أراكة النبّال الوابشي مولاهم الكوفي(4) .

وفيجش في عليّ بن شجرة : روى أبوه عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وأخوه الحسن بن شجرة روى ، وكلّهم ثقات وجوه جلّة(5) .

1422 ـ شديد بن عبد الرحمن الأزدي :

الكوفي ،ق (6) . وما ذكر في(7) سدير من دعاء الصادقعليه‌السلام له الظاهر أنّ المراد به شديد هذا.

وفيتعق : مرّ في بكر بن محمّد ما يشير إلى جلالته(8) ، وربما يظهر من مواضع أنّه من مشاهير الشيعة ، وفي سدير ما ينبغي أن يلاحظ(9) .

1423 ـ شرحبيل :

تقدّم في شتيرة.

__________________

(1) الخلاصة : 87 / 1 ، وفيها بدل وسمير : وشمير.

(2) الخلاصة : 87 / 4.

(3) رجال الشيخ : 125 / 1.

(4) رجال الشيخ : 218 / 20.

(5) رجال النجاشي : 275 / 720.

(6) رجال الشيخ : 218 / 21.

(7) كذا في المنهج ، وفي النسخ : من.

(8) رجال النجاشي : 108 / 273 ترجمة بكر بن محمّد بن عبد الرحمن ، وفيه أنّ شديدا عمّه وأنّهم من بيت جليل بالكوفة.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 178.

٤٣٩

1424 ـ شريح القاضي :

غير مذكور في الكتابين ، ويأتي في مسروق ذكره.

1425 ـ شريف بن سابق :

بالموحّدة قبل القاف ، أبو محمّد التفليسي ، روى عن الفضل بن أبي قرّة السمندي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وهو ضعيف مضطرب الأمر ،صه (1) .

وفيجش إلى قوله : التفليسي أبو محمّد ، أصله كوفي انتقل إلى تفليس ، صاحب الفضل بن أبي قرّة ، له كتاب يرويه جماعة(2) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه. ورواه أحمد عنه بلا واسطة(3) .

وفي التحرير الطاووسي : قال فيه أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري : إنّه ضعيف مضطرب(4) .

وفيتعق : تضعيفه منغض ، وفيه ما مرّ مرارا ، انتهى(5) .

أقول : ومع ذلك يخرج من الضعف إلى الجهالة. لكن في قولجش : له كتاب يرويه جماعة ، وفي قولست : أخبرنا به جماعة ، إشعار بحسنه ، مضافا إلى كونه من الإماميّة عندهما.

__________________

(1) الخلاصة : 229 / 2 ، وفيها : التفليسي أبو محمّد.

(2) رجال النجاشي : 195 / 522.

(3) الفهرست : 82 / 354.

(4) التحرير الطاووسي : 153.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 178.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585