موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

موسوعة الأسئلة العقائديّة10%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-04-1
الصفحات: 585

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 585 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266624 / تحميل: 7529
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٤-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

أخيرا(1) .

902 ـ الحسين بن علي الخواتيمي :

وهو متّهم(2) ، قال نصر بن الصباح : إنّ الحسين بن علي الخواتيمي كان غاليا ملعونا ، وكان قد أدرك الرضاعليه‌السلام ،كش (3) .

أقول : العجب من العلاّمة المجلسي أنّه ضعّفه لتضعيف نصر(4) ، مع تضعيفه نصرا(5) .

903 ـ الحسين بن عليّ بن زكريا :

ابن صالح بن زفر العدوي ، أبو سعيد البصري ؛ قالغض : إنّه ضعيف جدّا كذّاب ،صه (6) .

وفيتعق : روى الثقة الجليل عليّ بن محمّد بن علي الخزّاز(7) في كتابه الكفاية عن شيخه أبي المفضّل(8) الشيباني ـ وعندي أنّه جليل ـ قال : حدّثنا الحسين بن عليّ بن زكريا العدوي. ثمّ قال :

قال أبو المفضّل(9) : هذا حديث غريب لا أعرفه إلاّ عن الحسين بن عليّ بن زكريا البصري بهذا الإسناد ، وكنّا عنده ببخارا يوم الأربعاء وكان يوم العاشور ، وكان من أصحاب الحديث إلاّ أنّه كان ثقة في الحديث ، وكثيرا ما‌

__________________

(1) إيضاح الاشتباه : 162 / 223.

(2) في المصدر : وهو منهم ، متّهم ( خ ل ).

(3) رجال الكشّي : 519 / 998.

(4) الوجيزة : 197 / 572.

(5) الوجيزة : 330 / 1977.

(6) الخلاصة : 217 / 14.

(7) في نسخة « م » : الخزار.

(8) في نسخة « ش » : الفضل.

(9) في نسخة « ش » : الفضل.

٦١

كان يروي من فضائل أهل البيتعليهم‌السلام (1) ، انتهى.

وربما يظهر منه كونه موثّقا ، وتضعيفغض ضعيف كما مرّ مرارا(2) .

904 ـ الحسين بن عليّ بن سفيان :

ابن خالد بن سفيان ، أبو عبد الله البزوفري ، شيخ ثقة جليل من أصحابنا ؛ له كتب ، أخبرنا بها أحمد بن عبد الواحد أبو عبد الله البزاز ،جش (3) .

صه إلى قوله : من أصحابنا ؛ وزاد : خاص(4) .

وفيلم : خاصّي ، يكنّى أبا عبد الله ، له كتب ذكرناها فيست ، روى عنه التلعكبري ، وأخبرنا عنه جماعة ، منهم : محمّد بن محمّد ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون(5) ، انتهى.

ولم أره فيما عندي من نسخ ست.

أقول : لم أره في نسختين عندي أيضا. ومرّ عنصه مصغّرا(6) ، والصواب ما هنا(7) .

وفيمشكا : ابن عليّ بن سفيان البزوفري الثقة ، عنه أحمد بن عبد الواحد ، والتلعكبري ، وجماعة ، منهم : المفيد ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون(8) ، انتهى فتأمّل.

__________________

(1) كفاية الأثر : 90 ـ 91 ، إلاّ أن فيه : الحسن بن علي بن زكريا.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 382.

(3) رجال النجاشي : 68 / 162 ، وفيه بعد البزاز زيادة : عنه.

(4) الخلاصة : 50 / 9. وفي نسخة « م » : خاصّي.

(5) رجال الشيخ : 466 / 27.

(6) كذا في النسخ ، والصواب : مكبّرا. الخلاصة : 40 / 10.

(7) وذلك لما تقدّم بيانه في ترجمة الحسن بن علي بن سفيان ، فلاحظ.

(8) هداية المحدّثين : 195 ، ولا يخفى أنّ أحمد بن عبد الواحد وابن عبدون واحد ولعلّه لذا أمر بالتأمّل.

٦٢

905 ـ الحسين بن عليّ بن شعيب :

الجوهري ، يروي عنه الصدوق مترضّيا(1) ،تعق (2) .

906 ـ الحسين بن عليّ بن شيبان :

القزويني ، أبو عبد الله ؛ هو ابن أحمد بن شيبان ،تعق (3) .

907 ـ الحسين بن عليّ الصوفي :

يروي عنه الصدوق مترضيا(4) ،تعق (5) .

908 ـ الحسين بن عليّ بن محمّد :

ابن أحمد الخزاعي الرازي النيسابوري ، مضى في جدّه أحمد بن الحسين بن أحمد ما يدلّ على جلالته ،تعق (6) .

أقول : مرّ ذلك عن عه(7) . وفيه أيضا : الشيخ الإمام جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن عليّ بن محمّد بن أحمد(8) الخزاعي الرازي ، عالم واعظ مفسر ديّن ، له تصانيف ، منها : التفسير المسمّى بروض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن عشرون مجلّدا ، وروح الأحباب وروح الألباب في شرح‌

__________________

(1) أمالي الصدوق : 155 / 13 ، 383 / 11 ، ولم يرد فيه الترضّي.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 382.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 382. وتقدّم ذكر الحسين بن أحمد بن شيبان عن لم : 467 / 32.

(4) علل الشرائع : 172 / 1 الباب 137 ، وفيه :رحمه‌الله .

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 382.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 382.

(7) فهرست منتجب الدين : 7 / 1.

(8) ابن أحمد ، لم ترد في المصدر.

٦٣

الشهاب ، قرأتهما عليه(1) .

ويأتي في الكنى عنب أيضا(2) .

909 ـ الحسين بن عليّ بن يقطين :

ثقة ،ضا (3) . وزادصه : من أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام (4) .

أقول : فيمشكا : ابن عليّ بن يقطين ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر. وهو عن أبيه علي.

وفي التهذيب رواية الحسين هذا عن أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام بغير واسطة أبيه(5) ، وهو سهو(6) .

910 ـ الحسين بن عمر بن يزيد :

ثقة ،ضا (7) . وزادصه : من أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام (8) .

أقول : يأتي ذكره مع مقاتل بن مقاتل(9) .

__________________

(1) فهرست منتجب الدين : 45 / 78.

(2) يأتي بكنية : أبو الفتوح ، معالم العلماء : 141 / 987 قائلا : شيخي أبو الفتوح ابن علي الرازي عالم. إلى آخره.

(3) رجال الشيخ : 373 / 19.

(4) الخلاصة : 49 / 3.

(5) التهذيب 2 : 76 / 285 ، وورد نفس الحديث في الاستبصار 1 : 323 / 1207 بواسطة أبيه.

(6) هداية المحدّثين : 195.

(7) رجال الشيخ : 373 / 21.

(8) الخلاصة : 49 / 5.

(9) عن الكشّي : 614 / 1146 ونقل هناك عن الوحيد أنّه كان واقفا ثمّ رجع.

٦٤

وفيمشكا : ابن عمر بن يزيد الثقة صاحب الرضاعليه‌السلام ، عنه يونس بن عبد الرحمن ، والحسن بن محبوب.

وفي أسانيد الشيخرحمه‌الله : سعد بن عبد الله عن الحسين بن عمر ابن يزيد(1) ، وهو محتمل ببعد(2) .

911 ـ الحسين بن عنبسة الصوفي :

وجدت بخطّ ابن نوح فيما وصّى(3) إليّ من كتبه : حدّثنا الحسين بن علي البزوفري قال : حدّثنا حميد قال : سمعت من الحسين بن عنبسة الصوفي كتابه نوادر ،جش (4) .

ومرّ عنه وعن غيره مكبّرا(5) . وربما يحتمل اشتباه في خطّ ابن نوح ، فتأمّل.

أقول : فيمشكا : ابن عنبسة ، عنه حميد(6) .

912 ـ الحسين بن القاسم بن محمّد :

ابن أيّوب بن شمّون ، أبو عبد الله الكاتب ، وكان أبوه القاسم من أجلّة أصحابنا ؛ له كتاب أسماء أمير المؤمنينعليه‌السلام من القرآن ، وكتاب التوحيد ؛ أبو طالب الأنباري عنه بكتبه ،جش (7) .

صه إلى قوله : أصحابنا ؛ وزاد قبل كان : قالجش ؛ وبعد أصحابنا :

__________________

(1) التهذيب 2 : 285 / 1138.

(2) هداية المحدّثين : 45.

(3) في نسخة « ش » : أوصى.

(4) رجال النجاشي : 67 / 158.

(5) رجال النجاشي : 61 / 142 ، رجال الشيخ : 464 / 17.

(6) هداية المحدّثين : 45.

(7) رجال النجاشي : 66 / 157.

٦٥

ولم ينصّ على تعديل الحسين ؛ وقالغض : ضعّفوه وهو عندي ثقة ولكن بحث في من يروي عنه ، قال : وكان أبوه القاسم من وجوه الشيعة ولكن لم يرو شيئا(1) .

أقول : فيمشكا : ابن القاسم بن محمّد ، عنه أبو طالب الأنباري(2) .

913 ـ الحسين بن قياما :

واقفي ،ظم (3) . وزادصه : لا يقول بإمامة الرضاعليه‌السلام (4) .

وفيكش : أبو صالح خلف بن حمّاد ، عن أبي سعيد سهل بن زياد الآدمي ، عن علي بن أسباط ، عن الحسين بن الحسن قال : قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : إنّي تركت ابن قياما من أعدى خلق الله لك ، قال : ذلك شرّ له(5) ، الحديث.

وفيه آخر صحيح متضمّن لإنكاره إمامة الرضاعليه‌السلام أيضا(6) .

وفيتعق : نذكر آخرا(7) فيه في الكنى(8) (9) .

__________________

(1) الخلاصة : 52 / 25.

(2) هداية المحدّثين : 45.

(3) رجال الشيخ : 348 / 27.

(4) الخلاصة : 216 / 5.

(5) رجال الكشّي : 553 / 1045.

(6) رجال الكشّي : 553 / 1044.

(7) في نسخة « ش » زيادة : ما.

(8) يأتي ذكره بكنية : ابن قياما. والخبر منقول عن العيون : 2 / 209 باب دلالات الرضاعليه‌السلام ، وفيه مضافا لإنكاره إمامة الرضاعليه‌السلام أنّه صار بسبب دعائهعليه‌السلام متحيّرا وواقفا.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 382.

٦٦

914 ـ الحسين بن كثير الخزّاز :

الكوفي ،ق (1) . وفيهم أيضا : ابن كثير الكلابي الجعفري الخزّاز الكوفي ، أسند عنه(2) ، ولا يبعد الاتّحاد.

915 ـ الحسين بن كيسان :

واقفي ،ظم (3) . وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (4) .

916 ـ الحسين بن مالك القمّي :

ثقة ،دي (5) ومضى مكبّرا ، ووعد المصنّف بالإشارة إليه ونسي ،تعق (6) .

917 ـ الحسين بن محمّد الأشعري :

غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان. وهو ابن محمّد بن عمران بن أبي بكر الأشعري(7) .

918 ـ الحسين بن محمّد الأشناني :

أبو عبد الله الرازي العدل ، كذا وصفه الصدوق بالعدل في بعض أسانيد العيون(8) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 170 / 91 ، وفيه : الخزاز ، الخزاز ( خ ل ) ، ولم يرد فيه الكوفي.

(2) رجال الشيخ : 170 / 92.

(3) رجال الشيخ : 348 / 26.

(4) الخلاصة : 216 / 4.

(5) رجال الشيخ : 413 / 8.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 382 ، وفيها : ذكر المصنّف أنّه سيشير إليه في باب الحسين ، ولعلّ نسختي فيها سقط.

(7) الذي يأتي توثيقه عن النجاشي : 66 / 156 والخلاصة : 52 / 24.

(8) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 127 / 22.

٦٧

وفيتعق : والتوحيد(1) .

ولعلّ مراده من العدل في المقام كونه إماميا صحيح العقيدة.

919 ـ الحسين بن محمّد بن عامر :

ابن أخي عبد الله بن عامر ، هو ابن محمّد بن عمران.

قال المحقّق الداماد : هو من أجلاّء مشايخ الكليني ، وقد أكثر من الرواية عنه في الكافي(2) ، وصرّح باسم جدّه عامر الأشعري في مواضع عديدة(3) ،تعق (4) .

920 ـ الحسين بن محمّد بن علي :

الأزدي ، أبو عبد الله ، ثقة من أصحابنا ، كوفي ،صه (5) .

وزادجش : المنذر بن محمّد بن المنذر عنه بكتبه(6) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن علي الأزدي الثقة ، عنه المنذر بن محمّد بن المنذر(7) .

921 ـ الحسين بن محمّد بن عمران :

ابن أبي بكر الأشعري القمّي ، أبو عبد الله ، ثقة ، له كتاب النوادر ، عنه محمّد بن يعقوب ،جش (8) .

__________________

(1) التوحيد : 377 / 23 ، تعليقة الوحيد البهبهاني : 382.

(2) الكافي 1 : 37 / 2 ، 389 / 4.

(3) الكافي 1 : 159 / 1 ، تعليقة الداماد على رجال الكشّي 2 : 496 / 416.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 382.

(5) الخلاصة : 52 / 22.

(6) رجال النجاشي : 65 / 154.

(7) هداية المحدّثين : 196.

(8) رجال النجاشي : 66 / 156.

٦٨

وفيصه : الحسين الأشعري القمّي أبو عبد الله ثقة(1) ، انتهى.

والظاهر أنّه الحسين بن محمّد بن عامر بن عمران كما ينبّه عليه ما في عمّه عبد الله بن عامر(2) .

وفيتعق : مضى ما يناسب في ابن محمّد بن عامر(3) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عمران الثقة ـ ويقال له : ابن عامر ـ عنه محمّد بن يعقوب(4) .

922 ـ الحسين بن محمّد بن الفرزدق :

ابن بجير(5) بن زياد الفزاري ، أبو عبد الله المعروف بالقطعي ، كان يبيع الخرق ، ثقة ،صه (6) .

وزادجش : له كتب ؛ أخبرنا محمّد بن جعفر التميمي ، عنه بها(7) .

وفيضح : القطعي : بضمّ القاف وإسكان الطاء ، كان يبيع الخرق : بالمعجمة المكسورة ؛ وكلّ من قطع بموت الكاظمعليه‌السلام كان قطعيّا(8) .

وقالشه : كتب ولد المصنّفرحمه‌الله على حاشيةضح : إنّها بفتح‌

__________________

(1) الخلاصة : 52 / 24.

(2) يأتي في ترجمته نقلا عن النجاشي : 218 / 570.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 382.

(4) هداية المحدّثين : 196.

(5) في نسخة « ش » : الحسين بن محمّد الفرزدق بن يحيى.

(6) الخلاصة : 53 / 26.

(7) رجال النجاشي : 67 / 160.

(8) إيضاح الاشتباه : 160 / 218.

٦٩

القاف لا ضمّه ، قال : وإنّما هو من سهو القلم(1) .

وفي لم : روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وله منه إجازة ، وروى عنه ابن عيّاش(2) .

وفيتعق على قوله : كلّ من قطع. إلى آخره : لا يخلو من(3) بعد ، فإنّا لم نجد من يوصف به غيره ، مضافا إلى أنّه من مشايخ التلعكبري فكيف يناسبه هذا الوصف(4) !

أقول : الأمر كما ذكره دام فضله ، إلاّ أنّه لم يظهر منضح وصفه بذلك ، وقوله : كلّ من قطع بموت الكاظمعليه‌السلام كان قطعيّا ، هو بفتح القاف ، والمراد أنّ هذا الرجل بيّاع الخرق ويقال له : القطعي بالضم ، وكلّ من قطع(5) بموت الكاظمعليه‌السلام كان قطعيا بالفتح.

وصرّح في الملل والنحل بأنّ القطعي ـ بالفتح ـ من قطع بموتهعليه‌السلام (6) .

فما ذكره ولده طاب ثراه من سهو القلم لا ما ذكره هوقدس‌سره .

وفيمشكا : ابن محمّد بن الفرزدق الثقة ، عنه محمّد بن جعفر التميمي ، والتلعكبري ، وابن عيّاش(7) .

__________________

(1) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 29.

(2) رجال الشيخ : 466 / 26.

(3) في نسخة « م » : عن.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 382.

(5) في نسخة « م » : يقطع.

(6) الملل والنحل : 1 / 150 ، ولم يضبطه.

(7) هداية المحدّثين : 196.

٧٠

923 ـ الحسين بن محمّد بن الفضل :

ابن يعقوب بن سعد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، أبو محمّد ، شيخ من الهاشميّين ، ثقة ، روى أبوه عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، ذكره أبو العباس ، وعمومته كذلك : إسحاق ويعقوب وإسماعيل ، وكان ثقة ، صنّف مجالس الرضاعليه‌السلام مع أهل الأديان ،جش (1) .

وفيتعق : الظاهر من العيون(2) والاحتجاج(3) أنّ مصنّف مجالسهعليه‌السلام الحسن ، ولذا فيصه (4) والبلغة(5) والوجيزة(6) لم يذكروا إلاّ الحسن ، ولعلّ ذكر الحسين وهم من ناسخ.

وعلى تقدير الصحّة فالظاهر نقلجش ذلك عن أبي العباس والأوّل لم ينسبه إلى أحد(7) ، ويشير إليه تكرار الذكر(8) .

924 ـ الحسين بن محمّد بن يزيد :

السورائي ؛ مضى في الحسن بن سعيد ويأتي في فضالة ما يظهر منه‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 56 / 131.

(2) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 154 / 1.

(3) الاحتجاج 2 : 401 / 307.

(4) الخلاصة : 43 / 31.

(5) بلغة المحدّثين : 348.

(6) الوجيزة : 191 / 525.

(7) رجال النجاشي : 51 / 112 وكذلك 37 / 75 ، ترجمة الحسن بن محمّد بن الفضل والحسن بن محمّد بن محمّد بن سهل.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 382.

٧١

كونه من المشايخ الذين يعتمد عليهم ويستند إليهم(1) ،تعق (2) .

أقول : الذي فيهما ابن يزيد ، فلاحظ(3) .

925 ـ الحسين بن مخارق :

واقفي ،ظم (4) . وفي نسخة بالصاد.

وفيست : له كتاب التفسير وكتاب جامع العلم ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن الحسين ابن سعيد أبي(5) عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسين بن مخارق(6) السلولي(7) .

ويأتي بالصاد(8) .

926 ـ الحسين بن المختار القلانسي :

واقفي ،ظم (9) .

وزادصه : من أصحاب أبي الحسن موسىعليه‌السلام .

وقال ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضّال : أنّه كوفي ثقة.

__________________

(1) انظر رجال النجاشي : 310 / 850.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 116.

(3) في المنتهى في ترجمة الحسن بن سعيد : الحسين بن يزيد السورائي. وأمّا في ترجمة فضالة بن أيّوب نقلا عن النجاشي : الحسين بن محمّد بن يزيد السورائي ، والذي في النجاشي : 310 / 850 : الحسين بن يزيد السورائي.

(4) رجال الشيخ : 348 / 23. وفي نسخة « م » : محارق.

(5) في المصدر : ابن.

(6) في نسخة « م » : محارق.

(7) الفهرست : 57 / 228 ، وفيه : أخبرنا بهما.

(8) أي : الحصين بن مخارق.

(9) رجال الشيخ : 346 / 3.

٧٢

والاعتماد عندي على الأوّل(1) .

وفيجش : له كتاب يرويه عنه حمّاد بن عيسى وغيره(2) .

وفيست : له كتاب ؛ عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين(3) وأحمد بن محمّد ، عن الحسين(4) بن سعيد ، عن حمّاد ، عنه.

وعدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه.

وأخبرنا ابن عبدون ، عن ابن الزبير ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد بن عبد الله بن زرارة ، عنه(5) .

وفي الإرشاد : أنّه من خاصّته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته(6) .

وفيتعق : رواية حمّاد عنه تشير إلى وثاقته ، وكذا ابن أبي عمير(7) ، والأجلاّء سيّما القمّيّين كابن الوليد والصفّار وسعد وأحمد بن إدريس(8) والصدوق وأبيه(9) ، وغيرهم كيونس(10) والحجّال(11) وعلي بن‌

__________________

(1) الخلاصة : 215 / 1.

(2) رجال النجاشي : 54 / 123.

(3) في المصدر زيادة : عن أبيه عن سعد بن عبد الله والحميري عن محمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس عن محمّد بن الحسين.

(4) في المصدر : الحسن.

(5) الفهرست : 55 / 205.

(6) الإرشاد : 2 / 248.

(7) الكافي 2 : 364 / 1.

(8) في نسخة « ش » : وابن إدريس.

(9) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 34 ، ذكر رواية القمّيّين سوى الصفّار.

(10) الكافي 2 : 267 / 3.

(11) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 30 / 23.

٧٣

الحكم(1) .

وفي العيون عنه قال : خرج إلينا ألواح من أبي إبراهيمعليه‌السلام ـ وهو في الحبس ـ : عهدي إلى أكبر ولدي(2) .

وفيه شهادة بعدم وقفه ، مع أنّ علي بن الحسن بن فضّال أعرف من الشيخ وأثبت ، وكلام المفيد أيضا يؤيّد ؛ وينبغي ملاحظة ما مرّ في الواقفة.

وعند خالي أنّه موثّق(3) ، وكذا عند غيره(4) ، فتأمّل(5) .

أقول : ذكره في الحاوي في الموثّقين(6) ، ثمّ في الضعاف(7) .

وفي الوسيط : في الكافي : قال الحسين بن المختار : قال لي الصادقعليه‌السلام : رحمك الله(8) .

وروى(9) جماعة من الثقات عنه نصّا على الرضاعليه‌السلام (10) ، انتهى.

وفي حواشي السيّد الداماد علىكش بعد ذكر كلام ابن عقدةوجش‌

__________________

(1) الكافي 1 : 250 / 8.

(2) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 30 / 23 ، وفيه : خرجت إلينا.

(3) الوجيزة : 198 / 586.

(4) بلغة المحدّثين : 352.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 117.

(6) حاوي الأقوال : 204 / 1060.

(7) حاوي الأقوال : 250 / 1388.

(8) الكافي 1 : 53 / 8 ، وفيه : عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . فقال لي : رحمك الله. والظاهر أنّ ترحم الإمامعليه‌السلام راجع إلى بعض الأصحاب لا إلى الحسين.

(9) في نسخة « ش » : روى.

(10) الوسيط : 69.

٧٤

والشيخ وشيخنا المفيد وما مرّ عن الكافي قال : وقد روى جماعة من الثقات عنه نصّا على الرضاعليه‌السلام .

قلت : فذلك يدافع كونه واقفيا ، ولذا لم يحكم بهجش ولا نقله(1) عن أحد على ما هو المعلوم من ديدنه.

وبالجملة : الرجل من أعيان الثقات وعيون الإثبات(2) (3) ، انتهى فتدبّر.

وفيمشكا : ابن المختار الموثّق على قول : عنه حمّاد بن عيسى ، وأحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه ، ومحمّد بن عبد الله بن زرارة عنه(4) .

927 ـ الحسين بن مسكان :

قالغض : لا أعرفه إلاّ أنّ جعفر بن محمّد بن مالك روى عنه أحاديث فاسدة ،صه (5) .

وفيتعق : قال الشيخ محمّد : في آخر السرائر عند ذكر رواية الحسين ابن عثمان عن ابن مسكان : اسم ابن مسكان الحسن ، وهو ابن أخي جابر الجعفي ، غريق في ولايته لأهل البيتعليهم‌السلام (6) ، انتهى.

وفي الرجال : الحسين ، ويحتمل أن يكون الحسن سهوا ، انتهى(7) .

والظاهر من كلام ابن إدريس عدم ضعفه ، بل وجلالته ؛ وتضعيف‌

__________________

(1) في نسخة « ش » : ولا نقل.

(2) في نسخة « ش » : الآيات.

(3) تعليقة الداماد على رجال الكشّي : 1 / 63.

(4) هداية المحدّثين : 45.

(5) الخلاصة : 217 / 13.

(6) مستطرفات السرائر : 98 / 18.

(7) أي : كلام المحقّق الشيخ محمّد.

٧٥

غض ضعيف ، مع أنّ مجرّد رواية الأحاديث الفاسدة لا دخل له في الفسق ، على أنّغض ما حكم به ، فتأمّل(1) .

أقول : الاستدلال بمجرّد الاحتمال كما ترى ، مع أنّه مرّ في الفوائد أنّ ما في السرائر وهم ، فلاحظ(2) .

928 ـ الحسين بن مصعب :

قر (3) . وزادق : ابن مسلم البجلي ، كوفي(4) .

وفيست : ابن مصعب ، له كتاب ؛ عدّة من أصحابنا ، عن التلعكبري ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن عمر بن كيسبة ، عن الطاطري ، عن محمّد بن زياد ، عنه(5) .

وفيتعق : ابن زياد هذا ابن أبي عمير ، وروايته عنه تشير إلى الوثاقة ، وكذا الطاطري ، ويروي عنه صفوان بن يحيى أيضا(6) .

ومضى مكبّرا ، فلاحظ(7) .

أقول : قوله سلّمه الله : وكذا الطاطري ، فيه ما فيه(8) .

وفيمشكا : ابن مصعب ، عنه محمّد بن زياد(9)

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 117.

(2) راجع الفائدة الرابعة من المقدّمة.

(3) رجال الشيخ : 115 / 26.

(4) رجال الشيخ : 169 / 70 ، وفيه : الكوفي.

(5) الفهرست : 58 / 229.

(6) الكافي 8 : 261 / 374 ، وفيه رواية صفوان عنه بواسطة محمّد بن زياد بن عيسى.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 117.

(8) لما ورد في ترجمته من أنّه كان واقفيا شديد العناد في مذهبه ، صعب العصبية على من خالفه من الإمامية ، إلى غير ذلك.

(9) هداية المحدّثين : 45.

٧٦

929 ـ الحسين بن معاذ بن مسلم :

الأنصاري الهراء الكوفي ،ق (1) .

وفيتعق : يأتي في أبيه رواية ابن أبي عمير عنه(2) ، وهو يشعر بوثاقته(3) .

930 ـ الحسين بن المنذر :

فيكش : حمدويه ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن الحسين بن المنذر قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام جالسا فقال لي معتب : خفّف عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : دعه فإنّه من فراخ الشيعة(4) .

وفيصه : هذه الرواية لا تثبت عندي عدالته لكنّها مرجّحة لقبول قوله(5) .

وقالشه : مع ضعف سندها بمحمّد بن سنان وكونها شهادة الحسين لنفسه لا تدلّ على ترجيح قوله بوجه ، لأنّ مجرّد كونه من الشيعة أعم من قبول قوله(6) ، انتهى.

ولا يبعد كون مراده الترجيح عند التعارض ، أو كونها مؤيّدة ، أو مرجّحة مطلقا ؛ أمّا الاعتماد على مجرّد ذلك فشي‌ء آخر ، فتأمّل.

وفيجش في ترجمة محمّد بن علي بن النعمان : أنّه روى عن علي‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 169 / 66.

(2) نقلا عن رجال الكشّي : 252 / 470.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 117.

(4) رجال الكشّي : 371 / 693.

(5) الخلاصة : 50 / 12.

(6) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 28.

٧٧

ابن الحسين والباقر والصادقعليهم‌السلام (1) .

وفيتعق : مرّ ما في ضعف السند والشهادة في الفوائد(2) ؛ وأمّا عدم الدلالة فيمكن أن يقال : المستفاد منها مزيد شفقة وخصوصيّة لطف منهعليه‌السلام بالنسبة إليه ، فتدبّر(3) .

أقول : ولذا في الوجيزة أنّه ممدوح(4) .

وفي الرواشح ضبط القراح بالقاف والمهملتين ، قال : أي الخالص الذي لا يشوبه شي‌ء(5) . وما زعم بعض أصحابنا المتأخرين في حواشيصه ـ من أنّ(6) الرواية لا تفيد ترجيحا فيه ، إذ ليس مفادها إلاّ مجرّد كونه من الشيعة ـ ساقط ؛ وفيه من المدح ما يجلّ عن البيان ، ولذلك ذكره العلاّمة وغيره(7) في قسم الممدوحين ، انتهى.

وذكره في الحاوي في القسم الرابع(8) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن المنذر ، عنه محمّد بن سنان(9) .

931 ـ الحسين بن منصور الحلاّج :

في فوائدصه أنّه من الكذّابين ، وذكر الشيخ له أقاصيص(10) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 325 / 886.

(2) راجع فوائد التعليقة الفائدة الثالثة.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 117.

(4) الوجيزة : 198 / 587.

(5) انظر تعليقة الداماد على رجال الكشّي : 2 / 670.

(6) أنّ ، لم ترد في نسخة « ش ».

(7) رجال ابن داود : 82 / 498.

(8) حاوي الأقوال : 250 / 1392.

(9) هداية المحدّثين : 45.

(10) الخلاصة : 274 ، الفائدة السادسة ، وفيها : أنّه من المذمومين.

٧٨

وفيتعق : في الوجيزة : فيه ذم كثير(1) .

وفي البلغة : بالغ بعض أجلّة الشيعة في مدحه حتى ادّعوا أنّه من الأولياء ، مثل صاحب مجالس المؤمنين(2) وصاحب محبوب القلوب وغيرهما ، ولا يخلو من غرابة(3) ، انتهى.

وفي ترجمة المفيدرحمه‌الله أنّ له كتابا في الردّ على أصحاب الحلاّج(4) (5) ، فتدبّر.

أقول : قال الشيخ في كتاب الغيبة : أخبرني جماعة عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه أنّ ابن الحلاّج صار إلى قم ، وكاتب قرابة أبي الحسن(6) يستدعيه ويستدعي أبا الحسن أيضا ويقول : أنا رسول الإمام ووكيله ، قال(7) : فلمّا وقعت المكاتبة في يد أبيرضي‌الله‌عنه خرقها وقال لموصلها إليه : ما أفرغك للجهالات! فقال له الرجل ـ وأظنّ أنّه قال : إنّه ابن عمّته أو ابن عمّه ـ : فإنّ الرجل قد استدعانا فلم خرقت مكاتبته؟ وضحكوا منه وهزؤا به ؛ ثمّ نهض إلى دكّانه ومعه جماعة من أصحابه وغلمانه.

قال : فلمّا دخل الدار التي كانت فيها دكّانه نهض له من كان هناك جالسا غير رجل رآه جالسا في الموضع فلم ينهض له ولم يعرفه أبي ، فلمّا‌

__________________

(1) الوجيزة : 198 / 588.

(2) مجالس المؤمنين : 2 / 36.

(3) بلغة المحدّثين : 353.

(4) رجال النجاشي : 401 / 1067.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 118.

(6) أبو الحسن هو علي بن الحسين بن موسى بن بابويه والد الصدوقرحمه‌الله .

(7) قال ، لم ترد في نسخة « ش ».

٧٩

جلس وأخرج حسابه ودواته(1) كما تكون التجّار أقبل على بعض(2) من كان حاضرا فسأله عنه ، فأخبره ، فسمعه الرجل يسأل عنه فأقبل عليه وقال له : تسأل عنّي وأنا حاضر! فقال له أبي : أكبرتك أيّها الرجل وأعظمت قدرك أن أسألك ، فقال له : تخرّق رقعتي وأنا أشاهدك تخرّقها! فقال له أبي : فأنت الرجل إذا ، ثمّ قال : يا غلام برجله وقفاه ، فخرج من الدار العدوّ لله ولرسوله ، ثمّ قال له : أتدّعي المعجزات! عليك لعنة الله ـ أو كما قال : فاخرج بقفاه ـ ؛ فما رأيناه بعدها بقم(3) .

932 ـ الحسين بن موسى :

ضا (4) . وزادظم : واقفي(5) .

وصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (6) . وكذا د(7) .

933 ـ الحسين بن موسى الأسدي :

الخيّاط ، كوفي ،ق (8) .

وفيجش : ابن موسى بن سالم الخيّاط. إلى آخر ما مرّ عنه مكبرا(9) . ومرّ عنست أيضا(10) .

__________________

(1) في نسخة « ش » زيادة : كان.

(2) بعض ، لم ترد في نسخة « ش ».

(3) الغيبة : 402 / 277.

(4) رجال الشيخ : 373 / 24.

(5) رجال الشيخ : 348 / 25.

(6) الخلاصة : 216 / 3.

(7) رجال ابن داود : 241 / 153.

(8) رجال الشيخ : 170 / 77 ، وفيه : الحنّاط.

(9) رجال النجاشي : 54 / 90 ، وفيه : الحسين بن موسى بن سالم الحنّاط.

(10) الفهرست : 49 / 171.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

الخضر عن أفعاله ، وبماذا اعتذر هنا؟ لقد اعتذر بأنّه نسى ، ولا يمكن حملها هنا على الترك.

وقول موسىعليه‌السلام :( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) (١) ، فإنّ الرؤية عند الشيعة من أعظم المحال ، لأنّها تستلزم التحديد وغير ذلك ، فدعاء موسى هذا دائر بين الجهل بالربّ سبحانه ، وبين التجاوز في الدعاء والاعتداء فيه ، بل وإساءة الأدب مع الله تعالى.

وقوله تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (٢) ، فلماذا ورد هذا السؤال من الله عزّ وجلّ ، إنّه عتاب للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه حرّم على نفسه سريته مارية ، أو شرب العسل.

وأيضاً هل يصحّ أن يحرّم أحد الشيعة على نفسه شيئاً ممّا أحلّه الله ويكون محموداً؟ أليس هذا هو مقتضى العصمة واللطف الذي أوجبتموه على الله؟

وقوله :( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ) (٣) .

ما المقصود بقوله تعالى ذنبك؟ فالله جلّ جلاله أثبت ذنباً متقدّماً وذنباً متأخّراً ، وأثبت له مغفرة ذلك كُلّه.

ج : أمّا قوله تعالى عن موسىعليه‌السلام :( لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ) ، فيمكن أن تحمل : أنّه أراد لا تأخذني بما تركت من عهدك ، وقد روي هذا الوجه عن ابن عباس وأُبي بن كعب عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) .

والوجه الآخر الذي يمكن أن تحمل عليه الآية : أنّه أراد لا تؤاخذني بما فعلته ، ممّا يشبه النسيان ، فسمّاه نسياناً للمشابهة ، كما قال المؤذّن لأخوة

____________

١ ـ الأعراف : ١٤٣.

٢ ـ التحريم : ١.

٣ ـ الفتح : ١ ـ ٢.

٤ ـ جامع البيان ١٥ / ٣٥٤ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ١٠٠ ، الدرّ المنثور ٤ / ٢٣٢ ، تاريخ الأُمم والملوك ١ / ٢٦٣.

٣٤١

يوسفعليه‌السلام :( إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) (١) أي تشبهون السرّاق ، وكما يتأوّل الخبر الذي يرويه أبو هريرة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « كذب إبراهيمعليه‌السلام ثلاث كذبات : في قوله : سارة أختي ، وفي قوله : بل فعله كبيرهم هذا ، وقوله : إنّي سقيم » ، والمراد بذلك ـ إن كان هذا الخبر صحيحاً ـ أنّه فعل ما ظاهره الكذب(٢) .

وأمّا قول موسىعليه‌السلام :( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) ، أنّهعليه‌السلام لم يسأل الرؤية لنفسه ، وإنّما سألها لقومه.

فقد روي أنّ قومه طلبوا ذلك منه ، فأجابهم : بأنّ الرؤية لا تجوز عليه تعالى ، فلجّوا به وألحّوا عليه في أن يسأل الله تعالى أن يريهم نفسه ، وغلب في ظنّه أن الجواب إذا ورد من جهته جلّت عظمته كان أحسم للشبهة وأنفى لها ، فأختار السبعين الذين حضروا للميقات ، لتكون المسألة بمحضر منهم ، فيعرفوا ما يرد من الجواب ، فسئلعليه‌السلام على ما نطق به القرآن ، وأجيب بما يدلّ على أنّ الرؤية لا تجوز عليه تعالى.

ويقوّي هذا الجواب أُمور منها : قوله تعالى :( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ) (٣) .

ومنها : قوله تعالى :( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ) (٤) .

____________

١ ـ يوسف : ٧٠.

٢ ـ مسند أحمد ٢ / ٤٠٣ ، صحيح البخاري ٤ / ١١٢ و ٦ / ١٢١ ، صحيح مسلم ٧ / ٩٨ ، السنن الكبرى للبيهقي ٧ / ٣٦٦ و ١٠ / ١٩٨.

٣ ـ النساء : ١٥٣.

٤ ـ البقرة : ٥٥.

٣٤٢

ومنها : قوله تعالى :( فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ ) (١) فأضاف ذلك إلى السفهاء ، وهذا يدلّ أنّه كان بسببهم من حيث سألوا ما لا يجوز عليه تعالى.

وليس لأحد أن يقول : لو كان موسىعليه‌السلام يسأل الرؤية لقومه ، فلم يضف السؤال إلى نفسه ، فيقول :( أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) ، ولم كان الجواب مختصّاً به في قوله :( لَن تَرَانِي ) ؟ وذلك أنّه غير ممتنع وقوع الإضافة على هذا الوجه ، مع أنّ المسألة كانت من أجل غيره ، إذا كانت هناك دلالة تؤمن من اللبس.

فلهذا يقول أحدنا إذا شفّع في حاجة غيره للمشفوع إليه : أسألك أن تفعل بي كذا وكذا ، وتجيبني إلى كذا وكذا ، ويحسن أن يقول المشفوع إليه : قد أجبتك وشفّعتك ، وما جرى مجرى هذه الألفاظ.

وإنّما حسن هذا لأنّ للسائل في المسألة غرضاً ، وإن رجعت إلى آخر لتحقّقه بها ، وتكلّفه كتكلفه إذا اختصّه.

وأمّا قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ) يظهر من كلامك أنّك تريد أن تقول : أنّ فعل النبيّ هذا ـ وهو التحريم ـ يقدح في عصمته ، لأنّ العتاب الموجّه له من الله ما هو إلاّ ذمّ للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على فعله هذا ، والذمّ لابدّ أن يكون على شيء قبيح ، وهو يقدح بالعصمة ، هذا ما فهمناه من كلامك.

وما يقال في تفسير هذه الآية : إنّها تومي إلى عمل من الأعمال المحلّلة ، التي يقترفها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لا ترتضيه أزواجه ، فضيّقن عليه وآذينه حتّى أرضاهن بالحلف على أن يتركه ولا يأتي به بعد.

وقوله :( لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) ، المراد بالتحريم التسبيب إلى الحرمة بالحلف ، على ما تدلّ عليه الآية التالية ، فإنّ ظاهر قوله :( قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ) (٢) أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله حلف على ذلك ، ومن شأن اليمين

____________

١ ـ الأعراف : ١٥٥.

٢ ـ التحريم : ٢.

٣٤٣

أن يوجب عروض الوجوب ، إن كان الحلف على الفعل ، والحرمة إن كان الحلف على الترك ، وإذا كانصلى‌الله‌عليه‌وآله حلف على ترك ما أحلّ الله له ، فقد حرّم ما أحلّ الله بالحلف ، وليس المراد بالتحريم تشريعهصلى‌الله‌عليه‌وآله على نفسه الحرمة ، فيما شرّع الله له في الحلّية فليس له ذلك.

وقوله :( تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ) ، أي تطلب بالتحريم رضاهن بدل من تحرم

وحال من فاعله ، والجملة قرينة على أنّ العتاب بالحقيقة متوجّه إليهن ، ويؤيّده قوله خطاباً لهما :( إِن تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ) (١) .

أمّا قوله تعالى :( وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ) ، فإنّ الخطاب وأن كان للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلاّ أنّ المقصود منه الأُمّة ، وهذا موجود في القرآن في آيات أُخر أيضاً.

وأمّا قوله تعالى :( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ) ، للتعرّف على تلك الآية ونظائرها لابدّ من الوقوف على الأصل المسلّم بين العقلاء ، وهو أنّ عظمة الشخصية وخطر المسؤولية متحالفان ، وربّ عمل يعدّ صدوره من شخص جرماً وخلافاً ، وفي الوقت نفسه لا يعدّ صدوره من إنسان آخر كذلك.

فالعارف بعظمة الربّ يتحمّل من المسؤولية ما لا يتحمّله غيره ، فيكون المترقّب منه غير ما يترقّب من الآخر ، ولو صدر منه ما لا يليق ، وتساهل في هذا الطريق ، يتأكّد منه الاستغفار ، وطلب المغفرة لا لصدور الذنب منه ، بل من باب قياس عمله إلى علو معرفته وعظمة مسؤوليته.

ولأجل ذلك تعدّ بعض الغفلات ، أو اقتراف المكروهات من الأوّلياء ذنباً ، إذا قيس إلى ما أعطوا من الإيمان والمعرفة ، ولو قاموا بطلب المغفرة والعفو ، فإنّما هو لأجل هذه الجهات.

____________

١ ـ التحريم : ٤.

٣٤٤

يقول العلاّمة الإربلي : « إنّ الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام تكون أوقاتهم مشغولة بالله تعالى ، وقلوبهم مملوءة به ، وخواطرهم متعلّقة بالملأ الأعلى ، وهم أبداً في المراقبة ، كما قالعليه‌السلام : « اعبد الله كأنّك تراه ، فإن لم تره فإنّه يراك ».

فهم أبداً متوجّهون إليه ، ومقبلون بكلّهم عليه ، فمتى انحطوا عن تلك المرتبة العالية ، والمنزلة الرفيعة إلى الاشتغال بالمأكل والمشرب ، والتفرّغ إلى النكاح وغيره من المباحات عدّوه ذنباً ، واعتقدوه خطيئة ، واستغفروا منه »(١) .

وأمّا قوله تعالى :( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ) ، فإنّ الذنب في اللغة يأتي بثلاثة أُصول : « أحدها الجرم ، والآخر مؤخّر الشيء ، والثالث : كالحظّ والنصيب »(٢) .

وكون الذنب في الآية بمعنى الجرم ممّا لا ريب فيه ، غير أنّ الذي يجب التنبيه عليه ، هو أنّ اللفظ لا يدلّ على أزيد من كون صاحبه عاصياً وطاغياً ، وناقضاً للقانون ، وأمّا الذي عصى وطغى عليه ونقض قانونه فهو يختلف حسب اختلاف البيئات والظروف ، وليست خصوصية العصيان لله سبحانه مأخوذة في صميم اللفظ ، بحيث لو أطلق ذلك اللفظ يتبادر منه كونه سبحانه هو المعصي أمره ، وإنّما تستفاد الخصوصية من القرائن الخارجية ، وهذا هو الأساس لتحليل الآية ، وفهم المقصود منها ، والغفران باللغة هو الستر.

والآية تدلّ على أنّ الغاية المتوخّاة من الفتح هي مغفرة ذنب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ما تقدّم منها وما تأخّر ، غير أنّ في ترتّب تلك الغاية على ذيلها غموضاً في بادئ النظر ، والإنسان يستفسر في نفسه كيف صار تمكينه سبحانه نبيّه من فتح القلاع والبلدان ، أو المهادنة والمصالحة في أرض الحديبية مع قريش سبباً لمغفرة ذنوبه.

____________

١ ـ كشف الغمّة ٣ / ٤٧.

٢ ـ معجم مقاييس اللغة ٢ / ٣٦١.

٣٤٥

مع أنّه يجب أن تكون بين الجملة الشرطية والجزائية رابطة عقلية أو عادية ، بحيث تعدّ أحدهما علّة لتحقّق الأُخرى ، أو ملازمة لها ، وهذه الرابطة خفية في المقام جدّاً ، فإنّ تمكّن النبيّ من الأعداء والسيطرة عليهم ، يكون سبباً لانتشار كلمة الحقّ ورفض الباطل ، واستطاعته التبليغ في المنطقة المفتوحة ، فلو قال : إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ، لتتمكّن من إظهار الحقّ ونشر التوحيد ودحض الباطل ، كان الترتّب أمراً طبيعياً ، وكانت الرابطة محفوظة بين الجملتين.

وأمّا جعل مغفرة ذنوبه جزاء لفتحه صقعاً من الأصقاع ، فالرابطة غير واضحة.

وهذه هي النقطة الحسّاسة في فهم مفاد الآية ، وبالتالي دحض زعم المخطئة في جعلها ذريعة لعقيدتهم ، ولو تبيّنت صلة الجملتين لاتضح عدم دلالتها على ما تتبنّاه تلك الطائفة.

إنّ الحوادث الدامية بين قريش والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ما هي إلاّ حوادث مرّة في واقعهم ، بما أنّها جرت إلى ذهاب كيانهم ، وحدوث التفرقة في صفوفهم ، والفتك بصناديدهم على يد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، صوّرته في مخيلتهم وخزانة أذهانهم صورة إنسان مجرم مذنب ، قام في وجه سادات قومه ، فسبّ آلهتهم ، وعاب طريقتهم بطريقة تراها قريش ، ما هي إلاّ كذب وافتراء وكهانة وسحر ، ولم يكتف بذلك حتّى شنّ عليهم الغارة والعدوان ، فصارت أرض يثرب وما حولها مجازر لقريش ، ومذابح لأسيادهم ، فأيّ جرم أعظم من هذا؟ وأيّ ذنب أكبر منه عند هؤلاء الجهلة الغفلة؟ الذين لا يعرفون الخيّر من الشرير ، والصديق من العدو ، والمنجي من المهلك.

وإنّ واقعة الفتح التي حصلت لمس منها الكفّار خُلق النبيّ العظيم ، فرفع الستار الحديدي الذي وضعه بعض أعدائه بينه وبين قومه ، فعرفوا أنّ ما يرمي

٣٤٦

به نبي العظمة ، ويوصف به بين أعدائه ، كانت دعايات كاذبة ، وكان منزّهاً عنها ، بل عن الأقل منها.

فأصبحت هذه الذنوب التي كانت تدّعيها قريش على النبيّ ـ بعد وقعة الحديبية ، أو فتح مكّة ـ أسطورة خيالية ، قضت عليها سيرته في كُلّ من الواقعتين ، من غير فرق بين ما الصقوا به قبل الهجرة أو بعدها ، وعند ذلك يتّضح مفاد الآيات ، كما يتّضح ارتباط الجملتين : الجزائية والشرطية.

وعلى ذلك ، فالمقصود من الذنب : ما كانت قريش تصفه به ، كما أنّ المراد من المغفرة : إذهاب آثار تلك النسب في المجتمع.

( عبد الله ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

نسيان موسى ليس حقيقياً :

س : عندي سؤال ، أرجو الإجابة عليه : قال تعالى على لسان موسى : ( قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ) (١) ، فهل يمكن القول بأنّ النبيّ لا ينسى أو لا يسهو ، والآية تصرّح بنسيان موسى وهو نبيّ؟

ج : إنّ العصمة ثبتت بأدلّة عقلية ، ولذا فهي لا تتخلّف في مورد دون مورد آخر ، ولا ترد عليها النقوض النقلية ، فإذا ورد من النقل ما ظاهره خلاف القاعدة العقلية في العصمة وجب أن يؤوّل بما يوافقها ، ولذا نقول في هذه الآية : أنّ العلماء ـ جزاهم الله خيراً ـ أعطوا عدّة احتمالات لتفسير الآية بما لا يخرم قاعدة العصمة ، ونورد هنا أحدها.

وهو : أنّه لم يحدث نسيان من موسىعليه‌السلام بمعنى الغَيبة ، وإنّما حدث منه ما يشابه النسيان في النتيجة ، وذلك لأنّه قدّم الأهم على المهمّ حسب علمه ، فأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، وترك الوعد بالصبر عندما تزاحما على مورد

____________

١ ـ الكهف : ٧٣.

٣٤٧

واحد ، فإنّهعليه‌السلام كان ملتفتاً لما وعد به الخضرعليه‌السلام ، ولكنّه لم يصبر على ما رآه منهعليه‌السلام ، فما رآه لا يقاس بشيء أمام الوعد الذي قطعه للخضرعليه‌السلام .

ومثله ما لو كنت عند قائد لجيش لتناقشه في قضية ، ووعدك بالاستماع إليك ، ثمّ منعه من تنفيذ وعده دخول أحد مساعديه يخبره بوقوع هجوم للعدو ، فيسارع لتدارك الأمر الأهم ويتغاضى عن المهمّ ، وهو وعده إيّاك دون أن ينساه ، وإنّما قد يسمّى نسياناً لمشابهته لمعنى النسيان اللغوي في النتيجة ، ولو قدّم وعده إليك وترك أمر الهجوم لكنت أوّل من لامه على ذلك ، أمّا لو كنت تعلم بأنّ ما تريد أن تناقشه فيه أخطر من الهجوم لنبّهته إلى ذلك ، ومثله هاهنا.

ولما أشرنا إليه من المشابهة ، قد يعبّر عنه بالنسيان حالة الاعتذار ، كما فعل موسىعليه‌السلام مع الخضر بعد أن نبّهه الخضرعليه‌السلام إلى مخالفة الشرط.

وهذا واضح من سياق الآيات ، حيث أنّ الخضرعليه‌السلام قال له :( أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ) (١) ، أي بأنّه شرط عليه أن يصبر على ما لا يعلمه ، ولا يطبّق الأحكام على ظاهر ما يرى ، وأن لا يسأله عن شيء حتّى يخبره بحقيقته كما بيّنته الآيات السابقة على هذه.

فوضَّح له أنّ ما يعلمه ، وفعل ما فعل على طبقه أهمّ في واقع الأمر وليس مهمّاً فقط ، وأنّه ما شرط عليه ما شرط إلاّ لهذا ، وأنّ الأمر يدور مدار العلم وعدمه.

( عبد الله ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

الفرق بين الأمر المولوي والإرشادي :

س : عندي سؤال ، أرجو الإجابة عليه :

إذا قلنا بأنّ معصية آدم لا تعدّ معصية للأمر المولوي ، وإنّما هي معصية للأمر الإرشادي ، باعتبار أنّ( وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ) (٢) نوع النهي هنا إرشادي ،

____________

١ ـ الكهف : ٧٢.

٢ ـ البقرة : ٣٥.

٣٤٨

فلابدّ أن نقول : ( وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ ) (١) أيضاً نهي إرشادي ، لأنّ العبارتين متشابهتين تماماً من حيث التركيب وطريقة النهي ، وإذا كان الأمر ليس كذلك ، فكيف فسّرنا على أنّ الأُولى نهي إرشادي ، والثانية ليست نهي إرشادي؟

ج : نودّ أن نقدّم مقدّمة في تعريف الأمر الإرشادي والأمر المولوي ، والفرق بينهما قبل الجواب : فالأمر المولوي : هذا الأمر الصادر منه سبحانه بوصفه مولى تجب طاعته ، ويترتّب على عدم طاعته استحقاق العقاب ، إلاّ أنّه يرتفع أثر المخالفة بالتوبة.

والأمر الإرشادي : هو الأمر الصادر منه سبحانه بوصفه ناصح ومرشد ومعلّم ، ويترتّب على ترك نصحه وإرشاده أثر تكويني وضعي لا يرتفع بالتوبة ، والفرق بينهما :

١ ـ إنّ مخالفة الأمر المولوي توجب استحقاق العذاب ، ومخالفة الإرشادي يترتّب عليه أثر تكويني ولا عقاب عليه.

٢ ـ إنّ أثر مخالفة الأمر المولوي يرتفع بالتوبة دون الإرشادي ، لأنّ أثره تكويني.

٣ ـ إنّ المولى يكون مؤسّس للأمر المولوي ، ولا حكم للعقل فيه على عكس الإرشادي ، فإنّ للعقل حكم فيه ، كما في وجوب الصلاة كحكم مولوي ، ووجوب إطاعة الله ورسوله وأُولي الأمر في الآية كحكم إرشادي ، فإنّ العقل يحكم مستقلاً ودون الاعتماد على الشرع بوجوب طاعة الله ورسوله وأُولي الأمر ، فإذا جاء الأمر به من الشارع فهو إرشاد إليه.

وبهذا يتّضح أنّ المدار في كون الأمر مولوي أو إرشادي لا علاقة له بالتشابه في منطوق وظاهر وتركيب الخطاب الصادر من الشارع ، وإنّما معياره ما ذكرنا أعلاه.

____________

١ ـ الأنعام : ١٥٢.

٣٤٩

وأقرّب لك ذلك : أنّ الحكم بعصمة الأنبياء حكم عقلي لا يتخلّف في مورد ، ولذا يجب أن تفسّر ما ورد من الشارع بما ظاهره خلاف القاعدة العقلية في العصمة إلى ما يوافقها ، ونأخذ الآية :( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) (١) كمؤيّد ، حيث لم يتخلّف الأثر التكويني وهو الطرد من الجنّة ، مع أنّ آدم وحوّاء تابا بالاتفاق.

( حسين حبيب عبد الله ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

تأويل ما يوحي نسيان المعصوم :

س : هل الأنبياء عليهم‌السلام والأئمّة عليهم‌السلام ينسون أو لا ينسون؟ فهناك العديد من الآيات التي تشير للنسيان ، فهل هي تفسّر على معنى آخر؟ وإذا ممكن بعض الأمثلة.

ج : لقد ثبت بالدليل العقلي القاطع : أنّ الأنبياءعليهم‌السلام ، وكذلك الأئمّةعليهم‌السلام معصومون من الذنوب والخطأ والنسيان مطلقاً ، وعلى هذا لابدّ من تأويل كُلّ الآيات القرآنية التي ظاهرها يوحي بنسبة النسيان إليهمعليهم‌السلام .

ومن الآيات التي ذكرت ، قوله تعالى في قصّة موسىعليه‌السلام :( قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ) (٢) .

فإنّ هذه الآية قد يفهم منها للوهلة الأُولى نسبة النسيان للنبي موسىعليه‌السلام ، لكن لتعارض ظاهر هذه الآية مع الدليل العقلي الجازم الذي لا يقبل الشكّ على عصمة النبيّ من النسيان ، يدفعنا إلى تأويل ظاهر هذه الآية ، إلى ما يتلائم مع الدليل العقلي.

وقد ذكر في تأويلها ما روي عن ابن عباس : بلا تؤاخذني بما تركت من عهدك ، وأوّلت أيضاً : بلا تؤاخذني بما فعلته ممّا يشبه النسيان ، فسمّاه نسياناً

____________

١ ـ طه : ١٢١.

٢ ـ الكهف : ٧٣.

٣٥٠

للمشابهة ، كما قال المؤذّن لأخوة يوسفعليه‌السلام :( إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) ، أي تشبهون السرّاق ، فما حصل من موسىعليه‌السلام ليس نسياناً بمعنى الغيبة ، بل بما يشبه النسيان في النتيجة ، وذلك لأنّه قدّم الأهم على المهمّ حسب علمه ، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، وترك الوعد بالصبر ، عندما تزاحم في مورد واحد ، فإنّه كان ملتفتاً إلى ما وعد به الخضرعليه‌السلام ، ولكنّه لم يصبر على ما رآه منه ، فما رآه لا يقاس بشيء أمام الوعد الذي قطعه للخضرعليه‌السلام .

وأمّا قوله تعالى :( وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ) (١) ، فإنّ الخطاب وإن كان موجّهاً للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلاّ أنّ المقصود منه الأُمّة ، وهذا موجود في القرآن في آيات أُخرى أيضاً.

أمّا قوله تعالى في قصّة آدم :( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ ) (٢) ، فإنّ المراد بالنسيان هنا هو أنّه عمل عمل الناسي ، بأن ترك الأمر وانصرف عنه ، كما يترك الناسي الأمر الذي يطلب منه ، وقد روي عنهمعليهم‌السلام : أنّ آدم لم ينسَ ، وكيف ينسى وهو يذكره ، ويقول له إبليس :( مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ) (٣) .

هذه بعض الآيات التي يجب أن تأوّل ، وهناك الكثير من الآيات الأُخرى التي يجب أن تأوّل أيضاً ، لأنّ ظاهرها يتعارض مع الحقائق الثابتة بالقطع ، فمثلاً لابدّ من تأويل :( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (٤) ، وكذلك( وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) (٥) وغيرها كثير.

____________

١ ـ الكهف : ٢٤.

٢ ـ طه : ١١٣.

٣ ـ الأعراف : ٢٠.

٤ ـ القصص : ٨٨.

٥ ـ الإسراء : ٧٢.

٣٥١

( عادل أحمد ـ البحرين ـ ٣٥ سنة ـ خرّيج جامعة )

تحصل بسبب علم المعصوم الحضوري :

س : هل عصمة الإمام ذاتية أم من الله؟ وهل الآية الكريمة : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (١) تدلّ على أنّ العصمة من الله؟ حيث إنّ جميع العلماء يستدلّون بالآية على العصمة.

ج : ما نفهمه من سؤالكم تريدون السؤال عن منشأ العصمة ، هل هي من الله تعالى؟ أي أنّها تكوينية؟ فيتبادر إلى الذهن لزوم الجبر وعدم فضل الإمامعليه‌السلام في شيء ، فلا يستحقّ الثناء أو الثواب عليها ، أم أنّها ذاتية؟ أي هي التزام من الإمام بأوامر الله تعالى التشريعية ، فهي إذن باختيار الإمام ، ويستحقّ عليها الثناء والثواب ، ولكن استدلالنا بآية التطهير على أنّها إرادة تكوينية من الله سبحانه ، يلزم منها عندك إشكال الجبر والاضطرار.

فنقول : عَرَّف علماؤنا العصمة : بأنّها لطف يفعله الله بالمكلّف بحيث يمتنع منه وقوع المعصية وترك الطاعة ، مع قدرته عليهما ، قال تعالى :( وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) (٢) .

فهذا اللطف والفضل والرحمة هو نحو من العلم اليقيني ، الذي أطّلعوا من خلاله على عالم الملكوت والغيب ، فهو علم شهودي حضوري لا حصولي كعلومنا ، والفرق بين العلمين بأنّ هنالك فرقاً بين أن تعلم بأنّ النار محرقة ، وبين أن تحسّ بالإحراق وتحترق مثلاً.

وكذلك هناك فرق بين أن تعلم شيئاً عن الجنّة وبين دخولك فيها ، ولذلك ينقل عن الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام قوله : « والله لو كشف لي الغطاء ما ازددت

____________

١ ـ الأحزاب : ٣٣.

٢ ـ النساء : ١١٣.

٣٥٢

يقيناً » ، وهذا العلم اليقيني ثابت للإمام وهو العصمة ، قال تعالى :( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) (١) ، وقال تعالى أيضاً :( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) (٢) ، والذي يصل من حيث العلم إلى مقام اليقين ، فهو يصل يقيناً من حيث العمل إلى مقام الصبر ، ومن ثَمَّ لن يكون هناك انفكاك بين هذا السنخ من العلم والعمل ، هذا هو جوهر العصمة.

وأمّا الاستحالة ذاتية ووقوعية : فامتناع وقوع المعصية ، واستحالتها ليست ذاتية للإمام ، نتيجة عصمته المفاضة من الله تعالى ، أي إنّ ذاته لا تقع منها المعصية ، حتّى يلزم منها الجبر والاضطرار ، فلا تكون باختيار الإمام وجهده ، فلا يستحقّ عليها الثناء والثواب ، وإنّما يكون امتناع وقوع المعصية من الإمام مع علمه اليقيني ، بنحو ما نعبّر عنه بالاستحالة الوقوعية ، أي إنّه لا يمكن أن يصدر عنه ذلك مع قدرته عليه ، كما أثبت سبحانه ذلك في حقّ الأنبياءعليهم‌السلام بقوله للنبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (٣) .

فهذا الخطاب للأنبياء يدلّ على إمكان صدور الشرك منهمعليهم‌السلام ذاتاً وعقلاً ، لكونهم فاعلين مختارين ، وإنّما الواقع يقول : بأنّ أحداً من الأنبياءعليهم‌السلام لم ولن يرتكب شركاً قط ، لعلمه اليقيني بالله الواحد الأحد ، ومعرفتهم الحضورية به تعالى ، وبحقائق الأعمال الحسنة والسيّئة ، وحقيقة التوحيد والشرك ، فلا يتخلّف حينئذ عملهم عن علمهم مع اختيارهم الكامل ، وعدم جبرهم ، أو اضطرارهم لتركه ، وإلاّ لما نهاهم تعالى عن الشرك المجبرين على تركه ، فإنّه لا معنى للنهي عمّا لا يُستطاع فعله أصلاً.

____________

١ ـ الأنعام : ٧٥.

٢ ـ السجدة : ٢٤.

٣ ـ الزمر : ٦٥.

٣٥٣

فالإنسان المعصوم إنّما ينصرف عن المعصية بنفسه ومن اختياره وإرادته ، ونسبة الصرف إلى عصمته تعالى كنسبة انصراف غير المعصوم عن المعصية إلى توفيقه تعالى ، فتنبّه.

( علي ـ السعودية ـ ٢٢ سنة )

تأويل نسيان موسى :

س : إذا نظرنا إلى قصّة النبيّ موسى مع الخضر في سورة الكهف ، لوجدنا أدلّة تثبت عدم عصمة النبيّ موسى عليه‌السلام ، في البداية نسيانه الحوت ، ثمّ نسيانه للوعد الذي قطعه مع الخضر ، ثمّ عدم اعتباره من قصّة السفينة والولد حتّى سأل الخضر عن الأجر.

ج : إذا رجعنا إلى الآيات القرآنية الواردة بعد هذه الآية ، نجد أنّها ترفع اللبس الذي طرحتموه في السؤال ، فالآية التي ذكرتموها ظاهرة في أنّ موسىعليه‌السلام قد عرض عليه النسيان ؛ قال تعالى :( فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا ) (١) ، لكن الآيات التي بعدها تقول :( فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ) (٢) .

فالملاحظ أنّ الفتى نسب النسيان إليه ، وجاء بضمير المفرد( فَإِنِّي نَسِيتُ ) ، ولم يقل : « فإنا نسينا» كي تكون النسبة لكليهما ، فالحوت كان موضوعاً في سلّة السفر ، وكان الفتى هو المكلّف بحملها ، فلمّا جلسا طلب موسى من فتاه أن يأتي بالحوت ، فلم يجد الفتى الحوت ، وقال نسيته.

ولا يتصوّر أنّ هذا كلام الفتى وليس كلام المعصوم كي نتمسّك به ، أو نعتمد عليه ، وذلك لأنّ القرآن الكريم في طرحه القصص لا يطرح القصّة هباءً

____________

١ ـ الكهف : ٦١.

٢ ـ الكهف : ٦٢ ـ ٦٣.

٣٥٤

منثوراً ، وإنّما يطرحها ضمن ضوابطها الإلهية وقوانينها الربانية ، أي يحكي الحالة الواقعية لتلك القصّة.

وعليه فيراعي كيفية النسبة والأسلوب ، والآية القرآنية الأُولى وإن أتت بألف التثنية ، لكن ذلك لا يدلّ مع وجود القرائن الأُخرى على أنّ النسبة حقيقة لكليهما ، وإنّما النسبة حقيقة لكن لبعضهما ، وهذا سيّال في كلام العرب ، فنقول : جاء القوم وهم يحملون متاعهم ، مع أنّ الحامل للمتاع هو بعض القوم لا عمومهم ، ولكن نسبت ذلك إلى هذا المعنى العام الشامل للجميع ، لأجل تلبّس البعض بذلك ، وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة عند العرب.

وأمّا الآيات الأُخرى التي ذكر فيها نسيان موسىعليه‌السلام للعهد الذي قطعه مع الخضرعليه‌السلام ، فنقول : بعد قيام الدليل العقلي على نفي النسيان عن الأنبياءعليهم‌السلام ، فلا يمكن بعد ذلك التمسّك بظاهر الآية ـ على تقدير أنّ ذلك ظاهرها ـ وترك الدليل القطعي ، ولذلك أجاب السيّد المرتضى بقوله : وأمّا قوله :( لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ) (١) فقد ذكر فيه وجوه ثلاثة :

أحدها : إنّه أراد النسيان المعروف ، وليس ذلك بعجب مع قصر المدّة ، فإنّ الإنسان قد ينسى ما قرب زمانه ، لمّا يعرض له من شغل القلب وغير ذلك.

الثاني : إنّه أراد أن لا تؤاخذني بما تركت ، ويجري ذلك مجرى قوله تعالى :( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ ) (٢) أي ترك ، وقد روي هذا الوجه عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال :( وقال موسى : لا تؤاخذني بما نسيت ، يقول : بما تركت من عهدك ) .

الثالث : إنّه أراد لا تؤاخذني بما فعلته ممّا يشبه النسيان ، فسمّاه نسياناً للمشابهة ، كما قال المؤذّن لأخوة يوسفعليه‌السلام :( إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) (٣) ، أي إنّكم تشبهون السرّاق

____________

١ ـ الكهف : ٧٣.

٢ ـ طه : ١١٣.

٣ ـ يوسف : ٧٠.

٣٥٥

وإذا حملنا هذه اللفظة على غير النسيان الحقيقي فلا سؤال فيها ، وإذا حملناها على النسيان في الحقيقة ، كان الوجه فيه أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يجوز عليه النسيان فيما يؤدّيه عن الله تعالى أو في شرعه ، أو في أمر يقتضي التنفير عنه ، فأمّا فيما هو خارج عمّا ذكرناه فلا مانع من النسيان(١) .

فإذا كان لفظ النسيان صريح في النسيان الحقيقة ، فيجب حمل الآية على ما يوافق البراهين القطعية القرآنية وغيرها الناطقة بعصمة الأنبياء ، وبما يشمل النسيان ، فكيف الحال فيما إذا كان لفظ النسيان ظاهر في ذلك ، ويحمل معنى الترك في ذاته أيضاً ، فلا يمكن بعدها التمسّك بهذا الظاهر ، وطرح ذلك الفرع القطعي القائم على نفي جميع ذلك عن الأنبياء.

( تسنيم الحبيب ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالبة جامعة )

طلب المعصوم تخفيف سكرات الموت لا يدلّ على ارتكابه للمعصية :

س : ذكر الشيخ الحائري اليزدي في إلزام الناصب(٢) : أنّ نبي الله عيسىعليه‌السلام أحيا سام بن نوحعليهما‌السلام في قصّة مفصّلة.

ثمّ إنّ سام طلب من النبيّ عيسىعليه‌السلام أن يدعو الله له ليخفّف عنه سكرات الموت ، السؤال هو : أليس سام وصي نوحعليهما‌السلام ؟ وألا يفترض أن يكون أوصياء الأنبياء معصومين؟ فلماذا يطلب سامعليه‌السلام تخفيف سكرات الموت عنه؟!

وجزاكم الله خير الجزاء ، ودمتم موفّقين.

ج : إنّ سام وصي نوحعليه‌السلام ، وكُلّ وصي معصوم ، وطلبه في تخفيف سكرات الموت لا يدلّ على ارتكابه للمعصية.

ثمّ هذه الرواية نقلها صاحب إلزام الناصب عن مجمع البيان في تفسير القرآن للعلاّمة الطبرسي(٣) ، والعلاّمةقدس‌سره ذكرها بلا سند ، فهي رواية مرسلة لا

____________

١ ـ تنزيه الأنبياء : ١٢١.

٢ ـ إلزام الناصب ٢ / ٢٧١.

٣ ـ مجمع البيان ٢ / ٢٩٩.

٣٥٦

حجّية لها ، وعلى فرض صحّتها نقول : إنّ طلب الأنبياء والأوصياء للتخفيف في سكرات الموت يختلف عن المعنى الذي يطلبه عامّة البشر.

ومثاله مثال التوبة التي يطلبها المعصوم من الله تعالى ، والتوبة التي نطلبها نحن ، حيث توبتنا ناشئة من الذنب ، بخلاف توبة المعصومعليه‌السلام .

( أحمد العباسي ـ الكويت ـ ٢١ سنة ـ طالب جامعة )

عصمة الملائكة واجبة :

س : هل عصمة الملائكة اختيارية كعصمة الأنبياء؟ وهل مسألة ترك الأولى ممكنة بالنسبة للملائكة؟ وفّقكم الله لكُلّ خير.

ج : إنّ عصمة الملائكة ليست اختيارية كعصمة الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام ، بل إنّ عصمتهم واجبة لأنّهم وسائط التدبير ، وليس لهم شأن إلاّ إجراء الأمر الإلهي في مجراه وتقريره في مستقرّه ، كما في قوله تعالى :( لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) (١) .

ومن حيث عدم معصيتهم لله فإنّهم ليست لهم نفسية مستقلّة ذات إرادة مستقلّة تريد شيئاً غير ما أراد الله سبحانه ، وهذا ما أشار إليه قوله تعالى :( لاَ يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) (٢) .

ومن هذا يتّضح جواب السؤال الثاني بأن لا أولوية لهم حتّى يحقّ تركها ، فكُلّ الأوامر يجب أن تنفّذ على طبق الإرادة الإلهية.

____________

١ ـ الأنبياء : ٢٧.

٢ ـ التحريم : ٦.

٣٥٧
٣٥٨

علم المعصوم :

( ـ السعودية ـ )

علمه بالطعام المسموم :

س : هل المعصوم من أهل البيت عليهم‌السلام يعلم أنّ الأكل الذي يأكله مسموم أم لا يعلم؟

ج : الجواب عن هذه الشبهة يتمّ بأحد وجهين :

الأوّل : إنّ الأئمّةعليهم‌السلام أقدموا على القتل وشرب السمّ ، مع علم ويقين منهم على ذلك ، وأمّا أنّهم لا يعلمون بما يجري عليهم ، ولو علموا لم يقدموا لأنّه من الإلقاء في التهلكة ، فهذا ينافي صريح الأخبار عنهم في هذا الشأن.

فهذا الإمام الصادقعليه‌السلام يقول : «إنّ الإمام لو لم يعلم ما يصيبه وإلى ما يصير ، فليس ذلك بحجّة الله على خلقه »(١) .

وهذا الإمام الرضاعليه‌السلام يقول له الحسن بن الجهم : إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قد عرف قاتله ، والليلة التي يقتل فيها ، والموضع الذي يقتل فيه ، وقوله لما سمع صياح الأوز في الدار : «صوائح تتبعها نوائح ».

وقول أُمّ كلثوم : «لو صلّيت الليلة داخل الدار ، وأمرت غيرك أن يصلّي بالناس »؟ فأبى عليها ، وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح ، وقد عرفعليه‌السلام أنّ ابن ملجم قاتله بالسيف ، كان هذا ممّا يجز تعرّضه؟

____________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٤.

٣٥٩

فقالعليه‌السلام : «ذلك كان ولكنّه خيّر في تلك الليلة ، لتمضي مقادير الله عزّ وجلّ »(١) .

وهكذا كان الجواب منهمعليهم‌السلام عن شأن حادثة الإمام الحسينعليه‌السلام (٢) ، وإلى كثير من أمثال هذه الأحاديث والأجوبة.

ولكن أجمعها لرفع هاتيك الشبهة ، وأصرحها في الغرض خبر ضريس الكناسي ، فإنّه قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول ـ وعنده أناس من أصحابه ـ : «عجبت من قوم يتولّونا ويجعلونا أئمّة ، ويصفون أنّ طاعتنا مفترضة عليهم ، كطاعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ يكسرون حجّتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم ، فينقصونا حقّنا ، ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حقّ معرفتنا ، والتسليم لأمرنا ، أترون أنّ الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ، ثمّ يخفى عنهم أخبار السماوات والأرض ، ويقطع عنهم مواد العلم فيما يراد عليهم ممّا فيه قوام دينهم ».

فقال له حمران : جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب ، والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وخروجهم وقيامهم بدين الله عزّ ذكره ، وما أصيبوا من قتل الطواغيت إيّاهم ، والظفر بهم حتّى قُتلوا وغلبوا؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : « يا حمران إنّ الله تبارك وتعالى قد كان قدّر ذلك عليهم ، وقضاه وأمضاه وحتمه على سبيل الاختيار ، ثمّ أجراه فبتقدّم علم إليهم من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قام علي والحسن والحسين ، وبعلم صمت من صمت منّا ، ولو أنّهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل بهم من أمر الله عزّ وجلّ ، وإظهار الطواغيت عليهم ، سألوا الله تعالى أن يدفع عنهم ذلك ، وألحّوا عليه في طلب إزالة ملك الطواغيت وذهاب ملكهم ، إذاً لأجابهم ودفع ذلك عنهم ، ثمّ كان

____________

١ ـ الكافي ١ / ٢٥٩.

٢ ـ المصدر السابق ١ / ٢٥٨.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585