موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

موسوعة الأسئلة العقائديّة10%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-04-1
الصفحات: 585

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 585 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 267215 / تحميل: 7551
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٤-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

لكن في بعض النسخ ابن بشير بالياء ، والله يعلم.

وفي د : ابن بشر السوسنجردي بالسين المهملة قبل الواو والنون والجيم والراء والدال المهملتين ، ومن أصحابنا من قال عوض النون التاء المثنّاة فوق وعوض الراء الزاي ، وهو وهم(1) .

أقول : الظاهر أنّه يعني العلاّمةرحمه‌الله ، لكنّهرحمه‌الله لم يقل بالتاء كما سبق.

وفيضح : السوسنجردي : بالنون بعد السين الثانية والجيم(2) . ولم يقل غير ذلك ، فتدبّر.

وقولجش : تقدّم ذكره ، يعني في محمّد بن عبد الرحمن بن قبة(3) كما يأتي إن شاء الله ، وقولصه : كان من عيون أصحابنا وصالحيهم متكلّم ، أخذه من هناك ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن بشر الحمدوني الثقة ، عنه محمّد بن أحمد بن رجاء(4) .

2509 ـ محمّد بن بشير :

وأخوه علي ثقتان رواة للحديث ، مات بقم ، له نوادر ، أحمد بن محمّد ابن خالد عنه بكتابه ،جش (5) .

وفيصه ذكره ثمّ قال : وقد ذكرنا في القسم الثاني أنّ محمّد بن بشير ضعيف(6) .

__________________

(1) رجال ابن داود : 166 / 1321.

(2) إيضاح الاشتباه : 288 / 666.

(3) رجال النجاشي : 375 / 1023.

(4) هداية المحدّثين : 229.

(5) رجال النجاشي : 344 / 927 ، وفيه بعد للحديث زيادة : كوفي.

(6) الخلاصة : 155 / 99 ، وذكره في القسم الثاني : 250 / 11 محمّد بن بشير من أصحاب الكاظمعليه‌السلام غال ملعون. إلى آخره.

٣٨١

وعنشه : ذاك غال وهذا ثقة ، ولا مائز بينهما حيث يطلقان ، فهو من قبيل المشترك(1) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بهذا الإسناد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(2) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة. إلى آخره(3) .

أقول : فيمشكا : ابن بشير مشترك بين الملعون من أصحاب الكاظمعليه‌السلام والهمداني من أصحاب الصادقعليه‌السلام (4) ، انتهى.

والهمداني مجهول لم نذكره(5) ، وابن بشير هذا كان أولى بالذكر وأحرى بمعرفة المائز بينه وبين الملعون.

2510 ـ محمّد بن بشير :

غال ملعون ،ظم (6) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (7) .

وفيكش أحاديث كثيرة في ذمّه وخبثه ولعنه وقوله بالتناسخ وإباحة وطء الذكور ، ودعاء الإمامعليه‌السلام عليه بالقتل وأنّه قتل أسوأ قتلة بعد أن عذّب بأنواع العذاب(8) .

__________________

(1) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 74.

(2) الفهرست : 153 / 687.

(3) الفهرست : 153 / 685.

(4) هداية المحدّثين : 230 ، وفيها : المشترك بين ملعون واقفي. إلى آخره.

(5) ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادقعليه‌السلام : 283 / 45.

(6) رجال الشيخ : 361 / 38 ، وفيه : ابن بشر ، ابن بشير ( خ ل ).

(7) الخلاصة : 250 / 11.

(8) انظر رجال الكشّي : 302 / 544 ، 477 / 906 ـ 909.

٣٨٢

ويأتي في الألقاب ذكره مع العلياويّة(1) .

2511 ـ محمّد بن بكر الأزدي :

له كتاب ، رويناه بهذا الإسناد ، عن حميد ، عن أبي إسحاق إبراهيم ابن سليمان بن حيّان الخزّاز ، عنه ،ست (2) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل(3) .

وفيتعق : لعلّه ابن بكر بن محمّد الأزدي لتكنّيه بأبي محمّد ، وهو من بيت جليل بالكوفة كما مرّ في بكر(4) . واحتمل في النقد اتّحاده مع السابق والآتي بعيده(5) . يقرّبه اتّحاد الطبقة في الكلّ ، وكون بكر بن جناح مولى الأزد كما مرّ(6) (7) .

أقول : السابق بكر بن جناح له كتاب(8) ، والطبقة هي المذكورة هنا عنست إلاّ الاسم الأخير ، فإنّ بدله أحمد بن ميثم.

2512 ـ محمّد بن بكر بن جناح :

أبو عبد الله ، كوفي ، مولى ، ثقة ،صه (9) .

وزادجش : له كتاب نوادر ، أخبرنا ابن شاذان ، عن علي بن حاتم ، عن‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 478 / 907 ، وفيه ما يظهر منه أنّه واقفي غال.

(2) الفهرست : 153 / 682 و 684.

(3) الفهرست : 152 / 660.

(4) تقدّمت ترجمة بكر بن محمّد بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي أبو محمّد وأنّه من بيت جليل بالكوفة ، عن رجال النجاشي : 108 / 273.

(5) نقد الرجال : 295 / 157.

(6) تقدّم استظهار الوحيد كون بكر بن جناح مولى الأزد ، انظر تعليقة الوحيد البهبهاني : 70.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 286.

(8) بل السابق هو محمّد بن بكر له روايات أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل عن حميد عن أحمد بن ميثم ، ست. نقد الرجال : 295 / 156.

(9) الخلاصة : 156 / 102.

٣٨٣

ابن ثابت ، عنه.

وقال حميد : مات سنة ثلاث وستّين ومائتين وصلّى عليه الحسن بن سماعة(1) .

وفيظم : ابن بكر بن جناح واقفي(2) .

لكن فيصه نقله ابن بكران(3) ، ويأتي.

وفيد : بعض أصحابنا أثبته ابن بكران ، والحق الأوّل(4) .

وفيتعق : لعلّه الذي مرّ عنكش وظم بعنوان بكر بن محمّد بن جناح وأنّه واقفي(5) ، وجش عنده أنه محمّد بن بكر ، ويكون ما فيكش من أغلاط النسخة ، والشيخ متوقّف فذكرهما معا ثبتا للرجال كما هو دأبه ، وحكمهما بوقفه لعلّه لمثل حكاية صلاة الحسن عليه ، وجش لم يثبت الوقف بمثلها عنده(6) .

أقول : فيمشكا : ابن بكر بن جناح الثقة ، عنه ابن ثابت(7) .

2513 ـ محمّد بن بكر بن عبد الرحمن :

أبو عبد الله الأرحبي الكوفي ، مات سنة إحدى وسبعين ومائة وله سبع وسبعون سنة ،ق (8) .

وفيتعق : مرّ في زياد بن المنذر ما يشير إلى كونه معتمدا عند‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 346 / 934.

(2) رجال الشيخ : 362 / 45.

(3) الخلاصة : 251 / 15.

(4) رجال ابن داود : 270 / 434.

(5) رجال الكشّي : 467 / 889 ، رجال الشيخ : 345 / 4.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 286.

(7) هداية المحدّثين : 230.

(8) رجال الشيخ : 283 / 42.

٣٨٤

أصحابنا القدماء(1) (2) .

2514 ـ محمّد بن بكران بن جناح :

من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، واقفي ،صه (3) .

والذي فيظم ابن بكر كما مرّ(4) .

2515 ـ محمّد بن بكران بن حمدان :

المعروف بالنقّاش ، من أهل قم ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وله منه إجازة ، لم(5) .

وفيتعق : يروي عنه الصدوق مترضّيا(6) مترحّما(7) ، وهو من مشايخه أيضا. والمعروف بالنقّاش هو جدّه حمدان القلانسي كما مرّ في ترجمته(8) . وجش ذكر هنا عمران(9) وفي ترجمة محمّد بن أحمد بن خاقان حمران(10) ، والظاهر أنّهما سهو من قلمه(11) .

__________________

(1) نقلا عن الخلاصة : 223 / 1 قال ابن الغضائري : وأصحابنا يكرهون ما رواه محمّد بن سنان عنه ، ويعتمدون ما رواه محمّد بن بكر الأرجني.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 286.

(3) الخلاصة : 251 / 15.

(4) رجال الشيخ : 362 / 45.

(5) رجال الشيخ : 504 / 73.

(6) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 129 / 26.

(7) معاني الأخبار : 43 / 1 و 321 / 1.

(8) أي : ترجمة حمدان النقّاش ، انظر تعليقة الوحيد البهبهاني : 125. هذا مضافا لما ذكره النجاشي في ترجمة أيّوب بن نوح : 102 / 254 من قوله : عن حمدان النقّاش قال.

إلى آخره.

(9) مراده المذكور بعيد هذا بعنوان : محمّد بن بكران بن عمران.

(10) رجال النجاشي : 341 / 914 ، وفيه : حمدان.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 286.

٣٨٥

أقول : ظاهر كلامه سلّمه الله اتّحاده مع الآتي بعيدة ، ولم أعرف له وجها أصلا.

2516 ـ محمّد بن بكران بن عمران :

أبو جعفر الرازي ، سكن الكوفة وجاور بقيّة عمره ، عين ، مسكون إلى روايته ، له كتاب الكوفة ، وكتاب موضع قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكتاب شرف التربة ،جش (1) .

د نقلا عنه إلى قوله : عين ، من الأعيان مسكون إليه(2) .

وفيه أيضا وفيصه : ابن بدران ، إلى قوله : بقيّة عمره ، يسكن إلى روايته ، وهو عين(3) .

أقول : نقل في الحاوي أيضا عنجش بدران(4) ، إلاّ أنّ في نسختين عندي منجش بكران.

2517 ـ محمّد بن بلال :

من أصحاب العسكريعليه‌السلام ، ثقة ،صه (5) ، كر(6) .

2518 ـ محمّد بن بندار بن عاصم :

الذهلي ، أبو جعفر القمّي ، ثقة ، عين ،صه (7) ،جش (8) .

وفيست بعد ابن عاصم : المعروف بالذهلي ، له كتاب المثالب ،

__________________

(1) رجال النجاشي : 394 / 1052.

(2) رجال ابن داود : 166 / 1323.

(3) رجال ابن داود : 165 / 1319 ، الخلاصة : 163 / 165.

(4) حاوي الأقوال : 189 / 952.

(5) الخلاصة : 143 / 27.

(6) رجال الشيخ : 435 / 6.

(7) الخلاصة : 154 / 88.

(8) رجال النجاشي : 340 / 912.

٣٨٦

أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عنه(1) .

وفي لم : روى عنه الحسين بن محمّد بن عامر الذي روى عنه ابن الوليد(2) .

أقول : فيمشكا : ابن بندار الثقة ، عنه الحسين بن محمّد بن عامر(3) .

2519 ـ محمّد بن بندار :

الملقّب بماجيلويه ، مضى بعنوان ابن أبي القاسم ،تعق (4) .

2520 ـ محمّد بن تسنيم :

الظاهر أنّه من المشايخ المعروفين(5) ، ويقع في سند روايات كتب الشيعة(6) ،تعق (7) .

أقول : هذا ابن أبي يونس المذكور سابقا(8) ، وكأنّه سلّمه الله غفل عن التصريح به في ترجمته ، فراجع.

__________________

(1) الفهرست : 140 / 609.

(2) رجال الشيخ : 494 / 19.

(3) هداية المحدّثين : 140.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 286.

(5) تقدّم في ترجمة الحسن بن محمّد بن أحمد الصفّار نقلا عن رجال النجاشي : 48 / 101 أنّه شيخ من أصحابنا ثقة روى عن الحسن بن سماعة ومحمّد بن تسنيم.

(6) جاء ذلك نقلا عن رجال النجاشي : 282 / 750 في طريق عبّاس بن زيد ، قال : حدّثنا علي ابن الحسن بن فضّال قال : حدّثنا محمّد بن تسنيم قال : حدّثنا يزيد بن إسحاق قال : حدّثنا عبّاس بن زيد عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام بنسخة.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 288.

(8) عن رجال النجاشي : 330 / 892 والخلاصة : 153 / 80.

٣٨٧

2521 ـ محمّد بن ثابت :

ابن أبي صفيّة ، مضى بعنوان ابن أبي حمزة ،تعق (1) .

2522 ـ محمّد يلقّب ثوابا :

كوفي ، ثقة ، قليل الحديث ،صه (2) .

وزادجش : إبراهيم بن سليمان عنه بكتابه(3) .

أقول : فيمشكا : محمّد الثقة الملقّب بثوابا(4) ، عنه إبراهيم بن سليمان(5) .

2523 ـ محمّد بن جابر :

اليماني ، أسند عنه ،ق (6) .

2524 ـ محمّد بن جبير بن مطعم :

قال الفضل بن شاذان : لم يكن في زمن علي بن الحسينعليه‌السلام في أوّل الأمر إلاّ خمسة ، ذكر من جملتهم محمّد بن جبير ،صه (7) .

ومرّ ذلك في سعيد بن المسيّب(8) .

2525 ـ محمّد بن جرير :

أبو جعفر الطبري ، عامّي ، له كتاب الردّ على الحرقوصيّة ، ذكر طرق‌

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 288.

(2) الخلاصة : 159 / 128.

(3) رجال النجاشي : 363 / 978.

(4) في نسخة « ش » : ثوابا.

(5) هداية المحدّثين : 140.

(6) رجال الشيخ : 283 / 53.

(7) الخلاصة : 139 / 12.

(8) نقلا عن رجال الكشّي : 115 / 184.

٣٨٨

خبر(1) يوم الغدير ، أخبرنا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد عن أبيه عنه ،جش (2) .

وفيست : ابن جرير أبو جعفر صاحب التأريخ ، عامّي المذهب ، له كتاب خبر غدير خمّ ، أحمد بن عبدون ، عن الدوري ، عن ابن كامل ، عنه(3) .

وفيصه : ابن جرير ـ بالجيم والراء قبل الياء وبعدها ـ الطبري ، صاحب التأريخ ، عاميّ المذهب(4) .

وفيتعق : هو ابن جرير بن غالب(5) .

أقول : الذي فيب : محمّد بن جرير بن يزيد الطبري ، صاحب التأريخ ، عامّي ، له كتاب غدير خمّ وشرح أمره سمّاه كتاب الولاية(6) .

وفي الحاوي : ذكر الشيخ في بعض كتبه أنّ اسم صاحب التأريخ محمّد بن رستم بن جرير ، وكأنّه نسب إلى جدّه(7) ، انتهى.

ويأتي في الذي بعيده ابن جرير بن رستم ، فتدبّر ، فإنّ الظاهر أنّ في كلامه وهمين ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن جرير أبو جعفر الطبري العامّي صاحب التأريخ والتفسير ، إبراهيم بن محمّد عن أبيه عنه ، وابن كامل عنه(8) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : خبر طرق.

(2) رجال النجاشي : 322 / 879.

(3) الفهرست : 150 / 650 ، وفيه : له كتاب غدير خمّ وشرح أمره.

(4) الخلاصة : 254 / 31.

(5) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(6) معالم العلماء : 106 / 715.

(7) حاوي الأقوال : 318 / 1946.

(8) هداية المحدّثين : 230.

٣٨٩

2526 ـ محمّد بن جرير :

بالجيم قبل الراء ، ابن رستم الطبري الآملي ، أبو جعفر ، جليل من أصحابنا ، كثير العلم ، حسن الكلام ، ثقة في الحديث ،صه (1) .

وزادجش : له كتاب المسترشد في الإمامة ، أخبرنا أحمد بن علي بن نوح ، عن الحسن بن حمزة الطبري ، عن محمّد بن جرير بن رستم(2) .

وفيست : ابن جرير بن رستم الطبري الكبير يكنّى أبا جعفر ، ديّن فاضل ، وليس هو صاحب التأريخ فإنّه عامّي المذهب(3) .

أقول : فيضح كما مرّ عنصه ، وزاد : وجدت بخطّ السيّد السعيد صفيّ الدين ابن معد قال : ليس هذا صاحب التأريخ ، ذلك عامّي وذا إمامي(4) ، انتهى.

وفي الوجيزة : ابن جرير الطبري اثنان أحدهما عامّي والآخر ثقة(5) ، انتهى.

ومضى في الذي قبله ما يجب ملاحظته.

وفيمشكا : أبو جعفر الطبري الآملي الثقة صاحب كتاب الإيضاح وغيره في الإمامة ، الحسن بن حمزة الطبري عنه(6) .

2527 ـ محمّد بن جزك :

بالجيم والزاي والكاف ، الجمّال ، من أصحاب الهاديعليه‌السلام ،

__________________

(1) الخلاصة : 161 / 148.

(2) رجال النجاشي : 376 / 1024.

(3) الفهرست : 158 / 706.

(4) إيضاح الاشتباه : 286 / 661.

(5) الوجيزة : 295 / 1590 و 1591.

(6) هداية المحدّثين : 230.

٣٩٠

ثقة ،صه (1) ،دي (2) .

أقول : فيمشكا : ابن جزك ، عنه عبد الله(3) بن جعفر الحميري.

وفي الفقيه بدل جزك : شريف(4) ، ومحمّد بن شريف غير مذكور(5) .

2528 ـ محمّد بن جعفر بن أبي طالب :

رضي‌الله‌عنه ، عداده في المدنيّين ، قدم على عليعليه‌السلام الكوفة ،ل (6) .

وفي ي بعد أبي طالب : قليل الرواية(7) .

وفي د : قتل بكربلاء(8) . وهو اشتباه بمحمّد بن عبد الله بن جعفر.

وعلى هامش كتابشه لكن لا بخطّه : الصحيح بصفّين.

وفيكش ما مرّ في محمّد بن أبي بكررضي‌الله‌عنه (9) .

2529 ـ محمّد بن جعفر بن أبي كثير :

المدني ، أسند عنه ،ق (10) .

__________________

(1) الخلاصة : 141 / 21.

(2) رجال الشيخ : 422 / 7.

(3) في المصدر : عبيد الله.

(4) الفقيه 1 : 282 / 1280 ، وفيه : جزك. قال السيّد الخوييقدس‌سره في المعجم 15 / 149 : كذا في هذه الطبعة ، ولكن في الطبعة القديمة المطبوعة ببمبي : محمّد بن شرف ، وهو الموجود في الوسائل أيضا ، ولا شكّ في أنّه تحريف والصحيح ما في هذه الطبعة الموافق للكافي الجزء 3. إلى آخره. انظر الوسائل : 8 / 489.

(5) هداية المحدّثين : 140.

(6) رجال الشيخ : 28 / 31.

(7) رجال الشيخ : 58 / 2.

(8) رجال ابن داود : 167 / 1333.

(9) رجال الكشّي : 70 / 125 ، وفيه قول أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ المحامدة تأبى أن يعصى الله عزّ وجلّ وعدّ منهم محمّد بن جعفر.

(10) رجال الشيخ : 283 / 51 ، وفي نسخة « ش » : محمّد بن جعفر بن كثير.

٣٩١

2530 ـ محمّد بن جعفر بن أحمد :

ابن بطّة المؤدّب ، أبو جعفر القمّي ، كان كبير المنزلة بقم(1) ، كثير الأدب والعلم والفضل ، يتساهل في الحديث(2) ويعلّق الأسانيد بالإجازات ، وفي فهرست ما رواه غلط كثير.

قال ابن الوليد : كان محمّد بن جعفر بن بطّة ضعيفا مخلّطا فيما يسنده ،صه (3) .

وزادجش : له كتب ، منها كتاب تفسير أسماء الله تعالى وما يدعى به ، وصفه أبو العباس بن نوح وقال : هو كتاب حسن كثير الغريب سديد ، أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن نوح قال : حدّثنا الحسن بن حمزة(4) الطبري عنه بكتبه.

وقال أبو المفضّل محمّد بن عبد الله بن المطّلب : حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة وقرأنا عليه وأجازنا ببغداد النوبختيّة وقد سكنها(5) .

وفيتعق : اعترض علىصه إيراده في القسم الأوّل مع جرح ابن الوليد وعدم ثبوت التعديل من كثرة الأدب والعلم(6) والفضل ، مع أنّ الجرح مقدّم ، وفيه أنّ اصطلاح القدماء في الضعف ليس فسق الراوي ، مع أنّ الظاهر أنّ تضعيف ابن الوليد ونسبته إلى التخليط لما أشار إليهجش وست(7) ـ والظاهر‌

__________________

(1) كان كبير المنزلة بقم ، لم ترد في نسخة « م ».

(2) في نسخة « م » : الأحاديث.

(3) الخلاصة : 160 / 144.

(4) في المصدر زيادة : العلوي.

(5) رجال النجاشي : 372 / 1019.

(6) في نسخة « م » : العلم والأدب.

(7) أقول : لم يذكره الشيخ في الرجال ولا الفهرست ، ولذلك ذكر السيّد الخويي في المعجم : 15 / 157 أنّ هذا غريب ، لأنّه وقع في طريق كثير من اسناد الشيخقدس‌سره إلى أرباب

٣٩٢

أنّ ذلك كان اجتهادا منه أنّه لا ضرر فيه ـ وأنّ تساهله هو تعليق الأسانيد ، وأنّ الغلط الكثير هو ما أشار إليهجش أو صدر وهما.

وبالجملة : الظاهر أنّ ذلك عن عدم فسق وقلّة مبالاة بالدّين ، إذ مثل هذا الشخص لا يصير كبير المنزلة بقم ولا يمدح بذلك وبكثرة العلم والفضل ولا يصير شيخ الإجازة ولا يروي عنه الأجلّة ، فتأمّل جدّا(1) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن أحمد بن بطّة الثقة ، عنه الحسن بن حمزة العلوي الطبري ، ومحمّد بن عبد الله بن المطّلب(2) .

2531 ـ محمّد بن جعفر الأسدي :

أبو الحسين الرازي ، كان أحد الأبواب ، لم(3) .

وفيست : له كتاب الردّ على أهل الاستطاعة ، أخبرنا جماعة ، عن التلعكبري ، عنه(4) .

ولا يبعد كون هذا ابن جعفر بن محمّد بن عون الآتي ، ويأتي في آخر الكتاب عن كتاب الغيبة ذكره(5) .

وفيتعق : لا يخفى أنّه هو ، وسنذكر بعض ما فيه(6) .

__________________

الكتب والأصول في الفهرست ، ثمّ قال : ولعلّ في ذلك إيماء إلى عدم اعتداده بما نقله.

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 288.

(2) هداية المحدّثين : 231.

(3) رجال الشيخ : 496 / 28.

(4) الفهرست : 151 / 656.

(5) الغيبة : 415 ، وفيه أنّه كان في زمن السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل ، منهم أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديرحمه‌الله .

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 288.

٣٩٣

2532 ـ محمّد بن جعفر الحسني :

يأتي بعنوان ابن جعفر بن محمّد ، ولم ينبّه عليه الميرزا.

2533 ـ محمّد بن جعفر الرزّاز :

بالمعجمتين بعد المهملة ، خال والد أبي غالب الزراري.

في المعراج : في رسالة أبي غالب إلى ابن ابنه : وأخوها يعني ـ أخا جدّته ـ أبو العباس محمّد بن جعفر الرزّاز ، وهو أحد رواة الحديث ومشايخ الشيعة ، وكان مولد محمّد بن جعفر سنةست وثلاثين ومائتين ومات سنة إحدى وثلاثمائة(1) ، وكان من محلّه في الشيعة أنّه كان الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة إلى آخر كلامهرحمه‌الله (2) .

وفي البلغة : إنّه من أجلاّء الشيعة ومشايخ الكلينيرحمه‌الله ، بيّناه في المعراج(3) .

وفي النقد : روى عن محمّد بن عبد الحميد(4) وأيّوب بن نوح(5) ، روى عنه محمّد بن يعقوب ، كذا في كتب الأخبار(6) ، انتهى.

ويأتي في ميّاح عنجش ما يشير إلى اعتماده(7) عليه(8) ،تعق (9) .

__________________

(1) في المصدر : ومات سنة ستّ عشرة وثلاثمائة.

(2) معراج أهل الكمال : 153.

(3) بلغة المحدّثين : 405 ، هامش رقم (1).

(4) الكافي 5 : 236 / 18.

(5) الكافي 6 : 63 / 4.

(6) نقد الرجال : 297 / 189.

(7) في نسخة « ش » : اعتماد.

(8) رجال النجاشي : 424 / 1140 ، حيث وقع في طريقه إلى كتاب ميّاح مع تضعيفه هذا الطريق بمحمّد بن سنان ولم يضعّفه من جهته.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 288.

٣٩٤

2534 ـ محمّد بن جعفر بن عنبسة :

بالنون بعد العين المفتوحة والباء الموحّدة ، الأهوازي ، يعرف بابن ريذويه ـ بالراء المكسورة والياء المثنّاة من تحت بعدها قبل الذال المعجمة وبعد الواو ـ يكنّى أبا عبد الله ، مختلط الأمر ،صه (1) .

وفيجش : ابن عنبسة الأهوازي الحدّاد يعرف بابن رويذه(2) ، مولى لبني(3) هاشم ، يكنّى أبا عبد الله ، مختلط الأمر ، عنه علي ابنه(4) .

وفيد : ابن ريذويه كما فيصه (5) ، إلاّ أنّ فيضح : ابن رويذة : بضمّ الراء والواو المفتوحة والباء الموحّدة الساكنة والذال المعجمة(6) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن عنبسة ، عنه علي بن محمّد بن جعفر ابنه(7) .

2535 ـ محمّد بن جعفر بن محمّد :

أبو الفتح الهمذاني ـ بالذال المعجمة ـ الوادعي المعروف بالمراغي ، كان وجها في النحو واللغة ببغداد ، حسن الحفظ ، صحيح الرواية فيما نعلمه ، وكان يتعاطى الكلام ، وكان أبو الحسن السمسمي أحد غلمانه ،صه (8) ،جش إلاّ الترجمة(9) .

__________________

(1) الخلاصة : 255 / 52.

(2) في المصدر : رويدة.

(3) في المصدر : بني.

(4) رجال النجاشي : 376 / 1025.

(5) رجال ابن داود : 271 / 438.

(6) إيضاح الاشتباه : 287 / 662 ، وفيه : بضمّ الراء والواو المفتوحة والياء المنقطة تحتها نقطتين الساكنة.

(7) هداية المحدّثين : 231.

(8) الخلاصة : 163 / 166.

(9) رجال النجاشي : 394 / 1053 ، وفيه : الهمداني.

٣٩٥

2536 ـ محمّد بن جعفر بن محمّد :

ابن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام المعروف بأبي قيراط ، روى عنه التلعكبري ، يكنّى أبا الحسن ، وسمع منه سنة ثمان(1) وعشرين وثلاثمائة وله منه إجازة ، لم(2) .

وفيتعق : في ترجمة الكليني ما يشير إلى حسن حاله أيضا(3) ، وهو والد جعفر بن محمّد بن جعفر ، ومضى في ترجمته أيضا ما يشير إليه(4) (5) .

أقول : هو ابن جعفر المذكور لا والده كما مرّ هناك ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن ، عنه التلعكبري(6) .

2537 ـ محمّد بن جعفر بن محمّد :

ابن عبد الله النحوي ، أبو بكر المؤدّب ، حسن العلم بالعربيّة والمعرفة بالحديث ، له كتاب الموازنة لمن استبصر في إمامة الاثني عشرعليهما‌السلام ،صه (7) .

وزادجش : أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري قال : حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن جلّين الدوري ، عنه(8) .

__________________

(1) في نسخة « م » : سبع.

(2) رجال الشيخ : 500 / 57.

(3) نقلا عن النجاشي : 377 / 1026 ، وفيه أنّه المصلّي على الكلينيرحمه‌الله .

(4) أي ما يشير إلى حسن حاله ، نقلا عن رجال النجاشي : 122 / 314 حيث عرّفه بأنّه والد أبي قيراط. فيكون كلام الوحيد وهو والد جعفر ، الصحيح « ابن » كما سينبّه عليه المصنّف.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 288.

(6) هداية المحدّثين : 231.

(7) الخلاصة : 163 / 167.

(8) رجال النجاشي : 394 / 1054.

٣٩٦

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن محمّد بن عبد الله المؤدّب ، عنه أحمد ابن عبد الله بن جلّين(1) .

2538 ـ محمّد بن جعفر بن محمّد :

ابن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، يلقّب ديباجة ، له نسخة يرويها عن أبيه ،جش (2) .

وفيق : ولدهعليه‌السلام ، أسند عنه ، يلقّب ديباجة(3) ، انتهى.

قيل : إنّما لقّب بديباجة لحسن وجهه كما في كتب النسب(4) .

وفي الإرشاد : كان محمّد بن جعفر شيخا شجاعا(5) ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ، ويرى رأي الزيديّة في الخروج بالسيف ، وخرج على المأمون سنة تسع وتسعين ومائة بمكّة واتّبعته الزيديّة الجاروديّة ، فخرج لقتاله عيسى الجلودي ، ففرّق جمعه وأخذه فأنفذه إلى المأمون ، ولمّا وصل إليه أكرمه المأمون وأدنى مجلسه ووصله وأحسن جائزته ، وكان مقيما معه في خراسان يركب إليه في موكب مع(6) بني عمّه ، وكان المأمون يحتمل منه ما لا يحتمله السلطان من رعيّته(7) .

وفيتعق : في العيون عند ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع أهل الملل أنّه أشفق عليهعليه‌السلام فقالعليه‌السلام : حفظ الله عمّي ما‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 231.

(2) رجال النجاشي : 367 / 993.

(3) رجال الشيخ : 279 / 3.

(4) راجع أنساب الأشراف : 5 / 435 و 436 وقد نسب هناك إلى بعض العلماء معنا آخر للديباج وهو صنعته وبيعه وشرائه ، فتتبّع.

(5) في المصدر : شجاعا سخيّا.

(6) مع ، لم ترد في نسخة « ش ».

(7) الإرشاد : 2 / 211.

٣٩٧

عرفني لم كره ذلك(1) ؟!

وفيه أيضا في أوّل باب دلالات الرضاعليه‌السلام خبر فيه ينبغي ملاحظته(2) (3) .

2539 ـ محمّد بن جعفر بن محمّد :

ابن عون الأسدي ، أبو الحسين الكوفي ، ساكن الري ، يقال له : محمّد بن أبي عبد الله ، كان ثقة صحيح الحديث إلاّ أنّه روى عن الضعفاء ، وكان يقول بالجبر والتشبيه ، وكان أبوه وجها ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ،جش (4) .

وزادصه قبل وكان(5) : فأنا في روايته من المتوقّفين(6) .

ثمّ زادجش : له كتاب الجبر والاستطاعة ، أخبرنا أبو العباس بن نوح قال : حدّثنا الحسن بن حمزة قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي بجميع كتبه ، انتهى.

وهذا هو ابن جعفر الأسدي المذكور ، فلا تغفل.

وفيتعق : ذكر الصدوق عنه أنّه من وكلاء الصاحبعليه‌السلام

__________________

(1) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 178 / 1.

(2) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2 : 204 / 1 بسنده عن عمير بن يزيد ( عمر بن زياد خ ل ) قال : كنت عند أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، فذكر محمّد بن جعفر بن محمّد8 فقال : إني جعلت على نفسي أن لا يظلني وإيّاه سقف بيت. فقلت في نفسي : هذا يأمرنا بالبرّ والصلة ويقول هذا لعمّه ، فنظر إليّ فقال : هذا من البرّ والصلة ، إنّه متى يأتيني ويدخل عليّ فيقول في يصدقه الناس ، وإذا لم يدخل عليّ ولم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 288.

(4) رجال النجاشي : 373 / 1020.

(5) أي : قبل : وكان أبوه.

(6) الخلاصة : 160 / 145.

٣٩٨

الّذين رأوه ووقفوا على معجزته الأسدي ، قال : يعني نفسه(1) .

وأمّا الشيخ فيأتي في آخر الكتاب تبجيله إيّاه وترحّمه عليه وأنّه مات على العدالة ولم يطعن عليه(2) ، مع أنّه ذكر أنّه له كتابا في الردّ على أهل الاستطاعة(3) ، فالظاهر(4) عدم دلالة كتابه على القول بالجبر والتشبيه أيضا ولذا قال فيه ما قال(5) .

وأمّا التلعكبري وابن حمزة فقد رويا كتبه جميعا كما رأيت(6) ، بل الظاهر من الشيخ أنّه لم يطعن عليه أحد بوجه ، ويدلّ عليه أيضا كونه من وكلائهم وأبوابهمعليهما‌السلام وورود التوقيعات المعروفة(7) ، فالظاهر أنّ حكمجش بما حكم توهّم من كتبه كما نشاهد في أمثال زماننا من رمي الفضلاء بالعقائد الفاسدة بالتوهّم ، ومرّ في أحمد بن محمّد بن نوح(8) ويأتي في هارون بن مسلم(9) ما له دخل ، فلاحظ.

__________________

(1) أي : الراوي للحديث ، حيث إنّ راوي الحديث أبو علي الأسدي ، عن أبيه ( عن خ ل ) محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، إكمال الدين : 442 / 16. ومحمّد بن أبي عبد الله هو محمّد ابن جعفر بن محمّد بن عون الأسدي ، كما يظهر من عبارة النجاشي هنا وعليه جماعة من المحقّقين.

(2) عن كتاب الغيبة : 415 ـ 417.

(3) كما في الفهرست : 151 / 655.

(4) في نسخة « م » : والظاهر.

(5) في نسخة « ش » : وكذا فيه ما قال.

(6) رواية ابن حمزة عنه كما تقدّم عن النجاشي ، والتلعكبري كما في طريق الشيخ إليه في الفهرست : 151 / 655.

(7) في التعليقة زيادة : عليه. قال في كتاب الغيبة : 415 : وقد كان في زمن السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل.

ثمّ ذكر أوّلهم : أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي رحمه‌الله .

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 47.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 357.

٣٩٩

وفي الوجيزة : ثقة(1) . وتأمّل في البلغة لقولجش المذكور ثمّ قال : وبعض مشايخنا توهّم اتّحاده مع الرزّاز ، والتوهّم سخيف(2) (3) .

أقول : ما ذكره عن الصدوق فقد مرّ في المقدّمة الثانية(4) .

والعلاّمة مع حكمه بالتوقّف في روايته ذكره في القسم الأوّل ، والفاضل عبد النبي الجزائري أيضا ذكره في قسم الثقات(5) ، وصرّح بوثاقته في الخاتمة(6) ، وكذا الميرزارحمه‌الله (7) ، وهو أجلّ من أن يذكر فضلا من أن يغمز عليه(8) .

وفيمشكا : ابن جعفر بن محمّد بن عون الثقة ، عنه الحسن بن حمزة ، وأحمد بن محمّد بن عيسى.

وهو عن محمّد بن إسماعيل البرمكي كما ذكره في الفقيه في باب علّة وجوب الزكاة(9) .

وفيه أيضا روى ابن مسكان عن محمّد بن جعفر قال : قلت لأبي الحسنعليه‌السلام (10) .

__________________

(1) الوجيزة : 296 / 1597.

(2) بلغة المحدّثين : 405.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 289.

(4) في نسخة « م » : الاولى.

(5) حاوي الأقوال : 134 / 507.

(6) في الحاوي في التنبيه العاشر من الخاتمة : قال العلاّمة : قال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : وقد كان في زمن السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل منهم أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي.

(7) منهج المقال : 406 ، الخاتمة ، الفائدة السابعة.

(8) في نسخة « ش » : فضيلة من يغمز عليه.

(9) الفقيه 2 : 4 / 6.

(10) الفقيه 2 : 95 / 424.

٤٠٠

( موسى ـ السعودية ـ )

تعقيب على الجواب السابق :

أشكركم على هذا الردّ الوافي ، وأتمنّى لكم دوام الصحّة والعافية ، وأن ينفع الله بعلمكم الأُمّة الإسلامية.

( عبد الله ـ ـ )

اعتراضاته :

س : تحية طيّبة وبعد ، أنا من الذين يتعرّضون لبعض المواجهات مع بعض الأشخاص من العامّة والوهّابية ، وحيث إنّه يوجّهون بعض الإشكالات على مذهب الحقّ ، ورغبتنا منّا في الحصول على الردّ المناسب وعدم الرد المتسرّع ، أوجّه لكم هذه الرسالة من أحد أهل السنّة ، والتي سوف أكون شاكراً لكم ، لو حصلت على الردّ المناسب على هذه الرسالة.

أمّا أنّ عمر ابن الخطّاب اعترض على أمر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته ، فاعلم أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله له أمران : أمر في شؤون الدين والتشريع ، فلا يسع أحداً أن يشاور فيها ، ولا يقدّم بين يدي الله ورسوله ، وأمر في شؤون الحياة ، وهو الذي تطبّق فيه الشورى.

في غزوة بدر نزل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالصحابة في مكان ، وأشار الحباب بن المنذر بمكان أخر فاختير مكان الحباب.

في غزوة أُحد كان رأي الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله المكوث في المدينة ، وكان رأي شباب الصحابة الخروج ، وكان الخروج

هنا يقول : أنّه لم يصدر أيّ حديث بذمّ عمر بن الخطّاب من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا أيّ قول أثر عن علي بن أبي طالب يذمّ فيه عمراً ، إذا كان لديك قول ممّا سبق فإلينا به.

ثالثاً : إذا حكمت بعدم عدالة عمر ، فهذا يعني أنّه ليس بكفؤ للزواج من بنت علي بن أبي طالب ، فلماذا زوجّه إذن؟ إن قلت : بسبب التهديد ، فهذا قول

٤٠١

مردود ، لأنّه لا اعتقد أنّ الفارس يرضخ لتهديد عمر ، الذي ذكرتم في جبنه الأقاويل.

وإن قلت : بسبب التهديد ، فكيف يحلّ لمعصوم أن يتنازل عن أمر فاضل إلى مفضول تحت التهديد ، وهو المعصوم من الله عصمتين ، عصمة من الخطأ في أمر الدين ، وعصمة من أن يقتله أحد من البشر ، قال تعالى :( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ) (١) ، وقال تعالى :( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (٢) .

فإن أسقطت هاتين العصمتين على الإمام علي بن أبي طالب ، فهذا يتنافى تماماً مع رضوخه للتهديد ، وإن لم تسقطها عليه ، فهذا يناقض عقيدة العصمة عندكم ، وإن قلت بالأُولى دون الثانية ، فهذا يعني أنّ كلام الإمام هو وحي من الله ، فهل أنت تقول بهذا القول؟ وإن قلت بالثانية دون الأُولى ، فالإمام علي مات شهيداً مقتولاً.

إن قلت : إنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله زوّج ابنته بأحد المشركين قبل الهجرة ، فأقول لك : إنّ ذلك قبل اكتمال شرائع الدين ، ولكن بعد اكتمال شرائع الدين لا يحلّ ذلك ، وإن قلت : إنّ الإمام زوّج عمر عن رضى منه ، فهذا يعني كفاءة وعدالة عمر ، وهو عكس ما أنت عليه الآن.

وإن قلت بالقول الشائع ، إنّه هناك ملابسات خاصّة ، فعليك بذكر تلك الملابسات.

وإن قلت : إنّ الإمام زوّجها خطأً ، فذلك ينافي العصمة ، وهل صحيح أنّه هناك من اجتهد مقابل قول الرسول في حياته ، ولم يصدر من الرسول أيّ شيء حيال هذا الاجتهاد؟

انتظر الردّ بفارغ الصبر ، وأرجو أن يكون سريعاً.

ج : يمكنكم أن تبعثوا بهذه الرسالة إلى من ذكر لكم هذه الإشكالات لتكون جواباً على استفساراته :

____________

١ ـ النجم : ٣.

٢ ـ المائدة : ٦٧.

٤٠٢

أودّ في البداية أن الفت انتباهكم إلى أنّ المشكلة تكمن في أنّكم في مقام الاستشهاد والاستدلال تحاولون التمسّك بالأخبار والتاريخ الوارد في كتبكم ، وتجعلون ذلك حجّة علينا ، أمّا حينما تصل النوبة إلينا فلا حقَّ لنا أن نستشهد بما ورد في كتبنا ، فلماذا باؤكم تجرُّ دون بائنا؟ وهل هذا من العدل والإنصاف؟!

وعلى أيّ حال ما أشرتم إليه أوّلاً من انقسام الأمر إلى قسمين فهذا وجيه ، ولكن ماذا نفعل إذا كانت المخالفة في شؤون الدين ، فتعال واقرأ :

١ ـ عن ابن عباس : لما حضر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب ، قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «هلمَّ اكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده » ، قال عمر : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله.

فاختلف أهل البيت فاختصموا ، فمنهم من يقول : قربّوا يكتب لكم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كتاباً لن تضلّوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلمّا اكثروا اللغو والاختلاف عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال رسول الله : «قوموا »(١) .

وينقل البخاري نفسه أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «آتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً » ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبيّ تنازع ، فقالوا : هجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

إنّه ما أعظمه من اعتراض! وهل يوجد اعتراض أكبر من هذا يوجّه إلى النبيّ؟ ويقابل به بهذا الشكل من الوقاحة؟ إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله يطلب أن يكتب لهم كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً ، وهل يوجد كتاب أعظم من هذا الكتاب الذي لا يضلّ بعده المسلمون؟ ويأتي الاعتراض والردّ على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّه غلبه الوجع أو هجر ، وهل تعلم ما معنى ذلك؟ أي أنّه يتكلّم بلا شعور ولا إدراك ، في الوقت الذي

____________

١ ـ صحيح البخاري ٧ / ٩ و ٨ / ١٦١ ، صحيح مسلم ٥ / ٧٦ ، المصنّف للصنعاني ٥ / ٤٣٨ ، مسند أحمد ١ / ٣٢٤.

٢ ـ صحيح البخاري ٤ / ٣١.

٤٠٣

يقول عنه تعالى :( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) (١) ، ماذا يتصوّر من جريمة أعظم من هذه الجريمة؟

واقبح من هذا أن يأتي المرقّع فيقول : إنّ المقصود الاستفهام ، أي أهَجَر ، وهل الاستفهام أقلّ قبحاً من نسبة الهجر إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من دون الاستفهام.

٢ ـ عن أبي وائل قال : « قام سهل بن حنيف يوم صفّين فقال : أيّها الناس اتهموا أنفسكم ، لقد كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الحديبية ، ولو نرى قتالاً لقاتلنا ، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين المشركين ، فجاء عمر بن الخطّاب ، فأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله ألسنا على حقّ وهم على باطل؟

قال : « بلى » ، قال : أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النار؟ قال : « بلى » ، قال : ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ، ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال : «يا بن الخطّاب إنّي رسول الله ، ولن يضيعني الله أبداً ».

قال : فانطلق عمر فلم يصبر متغيّظاً ، فأتى أبا بكر ، فقال : يا أبا بكر ألسنا على حقّ وهم على باطل؟ قال : بلى ، قال : أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النار؟ قال : بلى ، قال : فعلامَ نعطي الدنية في ديننا ونرجع ، ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم؟

فقال : يا بن الخطّاب إنّه رسول الله ، ولن يضيعه الله أبداً ، قال : فنزل القرآن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالفتح ، فأرسل إلى عمر فأقرأه إيّاه ، فقال : يا رسول الله أو فتح هو؟ قال : «نعم » فطابت نفسه ورجع »(٢) .

ولا ندري ما هو الاعتراض إذا لم تكن مواجهة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه الشدّة اعتراضاً.

____________

١ ـ النجم : ٣ ـ ٤.

٢ ـ صحيح مسلم ٥ / ١٧٥ ، صحيح البخاري ٤ / ٧٠ و ٦ / ٤٥ ، مسند أحمد ٣ / ٤٨٦.

٤٠٤

وقد يقول قائل : هل في المشورة بأس؟ وهل من القبيح أن يدلي بعض الصحابة برأيه في موضوع معيّن؟ ولماذا لا نحمل هذين الخبرين على ذلك؟

والجواب واضح ، فإنّ التشاور يعني إبداء الرأي من دون رفض ومعارضة بخلاف الاعتراض ، فإنّه يعني الرفض والإنكار دون مجرد إبداء الرأي ، وواضح أنّه في هذين الحديثين نجد الرفض والإنكار بأعلى درجاته ، إنّه إلى حدِّ نسبة الهجر إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإلى حدٍّ لا يكتفي عمر بجواب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى يذهب إلى أبي بكر ، وينزل القرآن بعد ذلك ، وتطيب آنذاك نفس الخليفة ، إنّه إلى حدٍّ يتغيّض على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وأمّا ما أشرتم إليه من أنّه هل هناك ذمّ من الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ؟ فجوابه : إنّ الشخص الذي تصدر منه مثل هذه المواجهة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ الذي هو أعظم شخصية إسلامية ـ ويسكت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خوفاً على الإسلام من أن يصاب بثلمة بسبب الاختلاف ، فكيف بالإمام عليعليه‌السلام ؟

هل تتوقّعون منه الاعتراض والذمّ؟ وقد صدر أكبر ذمّ منهعليه‌السلام للخليفة الثاني ، وذلك بعد موت الخليفة في الخطبة الشقشقية المعروفة ، التي من أجلها أنكرتم وأنكر أصحابكم نسبة نهج البلاغة إلى الإمام عليعليه‌السلام ، ولكن ليس وراء الحقّ إلاّ الضلال.

وأمّا ما أشرتم إليه من أنّه إذا حكمت بعدم عدالة عمر فكيف زوجّه الإمامعليه‌السلام بابنته ، بعد عدم كونه كفؤاً ، فهو مضحك حقّاً ، حيث ليس لكم اطلاع على أنّ المسلم كفؤ المسلمة ، وليس العادل كفؤ العادلة ، إنّ التكافؤ لابدّ أن يكون بالإسلام وليس بالعدالة ، وبهذا تبطل جميع المقدّمات والشقوق المنطقية أو العقلية ، التي سوّدتم صحيفتكم بها.

نسأله تبارك وتعالى الهداية والتوفيق.

٤٠٥
٤٠٦

العولمة والحداثة :

( خليفة الرحمن ـ السعودية ـ )

موقف الإسلام منهما :

س : ما مفهوم كُلّ من المصطلحين التاليين : الحداثة؟ العولمة؟ وما موقف الإسلام منهما؟ وما دور الشباب المسلم تجاه ما يعنيانه؟ وفّقكم الله وسدّد خطاكم.

ج : تارة نتكلّم عن الحداثة في مفهومها اللغوي ، وتارة في مفهومها العلماني.

فالحداثة بمفهومها اللغوي هي بمعنى الأكثر جدّة ، فهذا الجديد أو الأجد إذا كان ينسجم مع أحكام الإسلام وقوانينه ولا يعارضه ، فموقف الإسلام منه موقف إيجابي لا سلبي ، فالإسلام لا يحارب الجدّة والحداثة ، نعم هو يحارب كُلّ ما يتعارض مع أحكامه وقوانينه.

وأمّا الحداثة بمفهومها العلماني هي عبارة عن الابتداع في كُلّ شيء من شؤون الحياة ، حتّى لو أدّى إلى ضرب الدين عرض الجدار ، وهذا ممّا لاشكّ فيه يتنافى مع روح الإسلام ، فالإسلام مع الحداثة التي تنسجم مع قوانينه الخالدة ، وضدّ الحداثة التي هي الدعوة إلى ضدّها ، ولكن بأسلوب جديد وحديث.

٤٠٧

وأمّا بالنسبة إلى العلمانية فهي بمفهومها الوضعي عبارة عن الرجوع إلى نتائج البحث العلمي البشري البحت بعيداً عن الدين ، فالعلمانية بهذا المفهوم تتنافى مع الدين.

ولاشكّ أنّ الدين قائم على أساس العلم ، والعلم قائم على الأسس العقلية المتينة ، والقواعد المنطقية الصحيحة ، ولا يوجد في الدين ما يتنافى مع ضرورات العقل ، والمقرّرات العقلية للعلم ، أمّا المقرّرات غير القطعية فبما أنّها عُرضة للتغيير فلا يمكن أن نربط الدين بها ، فيصبح الدين متغيّراً ، فليس من الصحيح أن نقول : أنّ الدين تبع للعلم.

إذاً ، العلمانية لا تعتقد بالثوابت الدينية ، وإنّما تعتمد على نتائج الفكر البشري المحدود.

وبتعبير آخر أوضح : إنّ العلمانية أُريد لها أن تكون شيئاً مضادّاً للدين ، يعني هناك أطروحتان لإدارة الحياة : أطروحة إلهية ، وأطروحة وضعية بشرية بعيدة عن قوانين الدين ، ولهذا حينما تقارن التشريعات يقال : هذا تشريع ديني إلهي ، وهذا تشريع وضعي بشري.

فالأطروحة العلمانية هي الأطروحة الوضعية التي تتقيّد بنتائج الفكر البشري ، بعيدة عن الدين عقائداً وأخلاقاً وأحكاماً ، وبهذا تتنافى مع الدين.

وليس المقصود من العلمانية في الاصطلاح معناها اللغوي المشتقّ من العلم ، لأنّ العلم في حدود القواعد المنطقية والأُسس العقلية السليمة يقرّ بالدين ، ولا يتنافى مع الدين في الحدود المسموح بها.

أمّا هناك أُمور غير مسموح بها لأنّها فوق طاقة العقل البشري ، ولهذا تجد المختبرات العلمية تكتشف اليوم أمراً ثمّ تنسفه غداً ، أمّا في الدين لا يوجد شيء من هذا القبيل إنّما حلال محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة.

٤٠٨

فالتغيّر إنّما يكون في الموضوعات أو في المصاديق ، أمّا في أصل الأحكام فإنّها ثابتة لا تقبل التبديل والتعديل.

( ـ ـ )

المجتمع الحديث :

س : ما هو المقصود من المجتمع الحديث؟ وشكراً.

ج : المجتمع الحديث هو الذي يستخدم أفراده وحكومته أكثر المنجزات العلمية والتكنولوجية تطوّراً في إنجاز أعمالهم ونيل أهدافهم ، أي أنّهم في المجتمع الحديث ، إذا أرادوا إرسال نداء أو رسالة لا يرسلون قاصداً بل يستخدمون أفضل وسائل الاتصال في أسرع وقت ، وفي منتهى الدقّة ، كما أنّ الحكومة تمتلك أفضل المعلومات ، وتستخدم أرقى العلوم تطوّراً لتحليل قضاياها ، كما أنّها مسلّحة بآخر المنجزات الصناعية.

٤٠٩
٤١٠

الغدير :

( حميد ـ عمان ـ )

دلالة حديث الغدير على إمامة عليعليه‌السلام :

س : ما هو حديث الغدير؟ وكيف يدلّ على إمامة علي عليه‌السلام ؟

ج : حديث الغدير هو : قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجّة الوداع بغدير خم ، حينما قام في الناس خطيباً ـ من خطبة طويلة ـ : « يا أيّها الناس إنّ الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه ، فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ».

وقد روى هذا الحديث كثير من الصحابة ، وأورده جمع كبير من علماء الفريقين في كتبهم ، وأرسلوه إرسال المسلّمات(١) .

ودلالة الحديث على خلافة وولاية عليعليه‌السلام واضحة ، فلا يمكن حمل الولاية على معنى المحبّ والصديق وغيرهما ، لمنافاته للمطلوب بالقرائن الحالية والمقالية.

أمّا المقالية : فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر ولاية علي بعد ولاية الله وولايته ، ثمّ جاء بقرينة واضحة على أنّ مراده من الولاية ليس هو الصديق والمحبّ وما

____________

١ ـ مسند أحمد ١ / ١١٨ و ١٥٢ و ٤ / ٢٨١ و ٣٧٠ و ٥ / ٣٤٧ و ٣٧٠ ، الجامع الكبير ٥ / ٢٩٧ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٥ ، المستدرك ٣ / ١٠٩ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٥ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٤ ، المعجم الكبير ٤ / ١٧ و ٥ / ١٧٠ و ٥ / ١٩٢ و ٥ / ٢٠٤ ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٨١ ، التاريخ الكبير ١ / ٣٧٥ ، الكامل في ضعفاء الرجال ٣ / ٢٥٦ ، ٦ / ٨٢ و ٣٥٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢١٣ و ٢١٧ و ٢٣٠ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٤ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٦ ، الجوهرة : ٦٧ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٣١ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٤٢١ ، ينابيع المودّة ٢ / ٢٤٩ و ٢٨٣ و ٣٩١.

٤١١

شاكل ، وذلك بقوله : « وأنا أولى بهم من أنفسهم » ، فهي قرينة تفيد أنّ معنى ولاية الرسول ، وولاية الله تعالى ، هو الولاية على النفس ، فما ثبت للرسول يثبت لعليعليه‌السلام ، وذلك لقوله : «من كنت مولاه فهذا مولاه ».

وأمّا الحالية : فإنّ أيّ إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه وقرب أجله تراه يوصي بأهم الأُمور عنده ، وأعزّها عليه.

وهذا ما صنعه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حينما حج حجّة الوداع ، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مائة ألف في يوم الظهيرة في غدير خم ، ويخطبهم تلك الخطبة الطويلة ، بعد أن أمر بإرجاع من سبق ، وانتظار من تأخّر عن العير ، وبعد أمره لتبليغ الشاهد الغائب.

كُلّ هذا فعله الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ليقول للناس : إنّ علياً محبّ لكم صديق لكم ، فهل يليق بحكيم ذلك؟ وهل كان خافياً على أحد من المسلمين حبّ عليعليه‌السلام للإسلام والمسلمين؟ وهو الذي عرفه الإسلام بإخلاصه وشجاعته ، وعلمه وإيمانه.

أم أن ذلك يشكّل قرينة قطعية على أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١) .

نسأله تعالى أن يعرّفنا الحقّ حقّاً ويوفّقنا لاتباعه.

( عبد السلام ـ هولندا ـ سنّي )

عيد من الأعياد الإسلامية :

س : هل للمسلمين عيدين فقط ، كما يوجد في بعض الأحاديث أم لا؟ وهل هناك أحاديث بأنّ صيامه سنّة مؤكّدة؟ اذكروها إن أمكن ، ولكم جزيل الشكر.

ج : اتفق المسلمون على وجود عيدين في الإسلام ، عيد الأضحى ، وعيد الفطر ، وتترتّب عليه بعض الأحكام الفقهية ، مثل حرمة الصيام فيهما.

____________

١ ـ المائدة : ٦٧.

٤١٢

أمّا مسألة صومه ، فهناك أحاديث كثيرة في فضله ، رويت من طرق الشيعة وأهل السنّة على السواء.

وإليك بعض ما روي في كتب السنّة : عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجّة ، كتب الله له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خم ، لما أخذ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علي بن أبي طالب فقال : « ألست ولي المؤمنين» ؟

قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه ».

فقال عمر بن الخطّاب : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كُلّ مسلم ، فأنزل الله تعالى :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ) (١) .

وعليه فعيد الغدير من الأعياد الإسلامية الكبرى ، لأنّه المتمّم لمفاهيم عيدي الفطر والأضحى ، إذ بعيد الفطر يتميّز الصائمون من غيرهم ، وبعيد الأضحى يتميّز الحجّاج ، ومن يعظّمون الحجّ عن غيرهم ، وبعيد الغدير يتميّز من يقدّس هذين العيدين بأبعادهما الإسلامية كاملة.

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

نزول آيتي البلاغ والإكمال في علي :

س : أودّ أن أسأل حضراتكم عن الآيتين :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ، و( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) ؟

فالأُولى رقمها ( ٦٧ ) في سورة المائدة ، والثانية رقمها ثلاث في نفس السورة ، وكما نسمع في الروايات أنّ آية البلاغ نزلت قبل آية الإكمال ، لكن في القرآن نجدها بعد آية الإكمال ، كيف ذلك؟

ثمّ هل إنّ الروايات القائلة بنزول الآيتين في شأن الإمام عليعليه‌السلام متواترة؟

ج : إنّ القرآن الكريم رتّبت آياته من قبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بأمر الوحي عن الله تعالى ، ولا علاقة لذلك بترتيب السابق واللاحق في النزول ، وهذا ما يسمّى

____________

١ ـ المائدة : ٣ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٠٠ و ٢٠٣ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢٨٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٣٣ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨٦ ، المناقب : ١٥٦.

٤١٣

بالنظم ـ أي نظم آيات السورة بحسب أغراض ومصالح معينة ، قد تظهر أسبابها عندنا ، وقد تخفى أسباب بعضها كذلك ـ.

واعلم إنّ آية( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) إذا أخذنا فيها ترتيب الآيات ـ وهو ما نسمّيه بسياق الآيات ـ بنظر الاعتبار ، فإنّ الآيات التي قبلها والتي بعدها تتحدّث عن أهل الكتاب ، فالآية التي قبلها هي :( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ ) ، والآية التي بعدها هي :( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ ) ، مع أنّ اليهود والنصارى في ذلك العهد النبوي لم يكن لهم شأنٌ وخطر ، فهم ليس بأهل قوّةٍ ولا شوكةٍ ، ولا سطوة حتّى يخشى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منهم ، إن هو بلّغ الإسلام ، فإنّ الإسلام عند نزول الآية قد أعزّه الله تعالى بقوّته ، وتمكّنت سطوته ، فلا معنى لخوف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من النصارى في تبليغ الإسلام ، وإذا كان الأمر كذلك ، فإنّ الآية تشير إلى تبليغ أعظم ، وأمر أخطر لم يألفه المسلمون ، وسيرتاب منه المنافقون ، ويتزعزع لعظم خطره أهل الجاه والدنيا ، وهذا الأمر هو تبليغ ولاية عليعليه‌السلام الذي لا يطيقه المنافقون ، والذين في قلوبهم مرض ، فإنّهم سيحاولون إلى التصدّي لجهودهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

لذا أخبره تعالى أنّه سيعصمك من خطر هؤلاء ومن مؤامراتهم ، مضافاً إلى أنّ الروايات من قبل الفريقين تؤكّد أنّ آية( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) نزلت في تبليغ ولاية عليعليه‌السلام (١) ، ممّا يعني أنّ ترتيب الآيات وسياقها لا علاقة له بمعنى الآية وسبب نزولها.

لذا فلا عليك أن ترى تقدّم آية( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) على آية( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ، فإنّ روايات أهل السنّة والشيعة كُلّها متّفقة على نزولهما في تبليغ ولاية عليعليه‌السلام .

____________

١ ـ أُنظر : أسباب نزول القرآن : ١٣٥ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٣٩ و ٢٤٩ و ٢٥٦ و ٣٥٣ و ٤٠٢ و ٢ / ٣٩١ و ٤٥١ ، الدرّ المنثور ٢ / ٢٩٨ ، فتح القدير ٢ / ٦٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٣٧ ، المناقب : ٧ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٥٩ و ٢ / ٢٤٩ و ٢٨٥.

٤١٤

( أبو مهدي ـ ـ )

أحد الأدلّة على إمامة علي :

س : لقد ناقشت أحد إخواننا السنّة حول قضية الغدير ، والتي صرّح فيها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالولاية لعليعليه‌السلام ، فأجابني : بأنّ الموقف كان بيان من الرسول ليوضّح منزلة عليعليه‌السلام منه وحبّه ، والسبب الوحيد هو ليزيل ما في قلوب بعض الصحابة عليه ، ولو أراد خلافته فلم لم يصرّح بوضوح ، كأن يقول : يا أيّها الناس إنّ علياً إمامكم من بعدي ، وقد فرض الله طاعته عليكم.

فالرجاء إعطائي جواباً شافياً مع الشكر الجزيل.

ج : قد صرّح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بإمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام من بعده في عدّة أحاديث ، من بداية الدعوة الإسلامية وإلى يوم الغدير ، ومن تلك الأحاديث :

١ ـ حديث الدار : عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنّه لمّا نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) (١) : « دعاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال لي : يا علي ، إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوه »(٢) ، فهل تجد أصرح من هذه العبارة؟

٢ ـ حديث الولاية : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : « أنت وليّ كُلّ مؤمن بعدي »(٣) ، أو : « أنت وليّ كُلّ مؤمن بعدي ومؤمنة »(٤) ، أو : « أنت وليّي في كُلّ مؤمن بعدي »(٥) .

____________

١ ـ الشعراء : ٢١٣.

٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٦٣ ، كنز العمّال ١٣ / ١١٤ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢١١ ، جواهر المطالب ١ / ٨٠ ، جامع البيان ١٩ / ١٤٩ ، شواهد التنزيل ١ / ٤٨٦ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٣٦٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٩ ، السيرة النبوية لابن كثير ١ / ٤٥٩.

٣ ـ ذخائر العقبى : ٨٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٠ ، مسند أبي داود : ٣٦٠ ، خصائص أمير المؤمنين : ٦٤ ، المعجم الكبير ١٢ / ٧٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٩٩ ، الجوهرة : ٦٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨١ ، جواهر المطالب ١ / ٢١٢ ، ينابيع المودّة ٢ / ٨٦.

٤ ـ المستدرك ٣ / ١٣٤.

٥ ـ مسند أحمد ١ / ٣٣١ ، كتاب السنّة : ٥٥٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٠٢.

٤١٥

أليس هذا الحديث يدلّ على ثبوت الأولوية بالتصرّف لعليعليه‌السلام ؟ وهذه الأولوية مستلزمة للإمامة.

٣ ـ حديث الغدير : أخرج أحمد بن حنبل بسند صحيح وغيره عن زيد بن أرقم قال : نزلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بواد يقال له : وادي خم ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فمن كنت مولاه فإنّ علياً مولاه ، اللهم عاد من عاداه ، ووال من والاه »(١) .

فأثبت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذا الحديث لعليعليه‌السلام ما ثبت له من الأولوية بالناس من الناس ، أي من أنفسهم ، ثمّ إنّهم ـ أي الصحابة ـ جميعاً بايعوه على هذا ، وسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، وهنّؤوه ، ونظمت فيه الأشعار.

( هاشم ـ الكويت ـ ١٨ سنة ـ طالب جامعة )

المولى بمعنى الإمام لا المحب والنصير :

س : نشكركم على إتاحة الفرصة لنا بالاستفادة منكم ، أدام الله توفيقكم.

سؤالي هو : لماذا لا تكون عبارة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فهذا مولاه » دليلاً وقرينة على أنّ معنى « المولى » هو المحبّ والنصير؟

ج : إنّ هذه الشبهة هي محاولة منسوخة من قبل البعض لتأويل معنى « المولى » في حديث الغدير(٢) ، ولكنّها مردودة لوجوه :

منها : إنّ صدر الحديث لا يحتمل فيه هذا التوجيه ، إذ لا يعقل أن يأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس بالاجتماع والإصغاء إلى مجرّد معنى المحبّة والنصرة.

وبعبارة أُخرى : لدينا قرينة حالية صريحة بأنّ ذاك الاهتمام البالغ لا يتصوّر أن ينصب فقط لبيان كون عليعليه‌السلام محبّاً وناصراً ، لمن كان النبيّ محبّاً وناصراً له ، أو بمعنى : من أحبّني وتولاّني فليحبّ علياً وليتولّه.

____________

١ ـ مسند أحمد ٤ / ٣٧٢ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨٥.

٢ ـ شرح تجريد العقائد : ٣٦٨.

٤١٦

ومجمل الكلام : إنّ القرينة المقامية والحالية توجب رفع اليد عن معنى المحبّ والناصر للمولى في صدر الحديث ، بل وصرفه إلى معنى الأولوية على الأنفس التي هي الإمامة.

وأمّا تتمّة الحديث ، فلابدّ من لحاظها مع صدر الحديث لا بالاستقلال ، فيكون الدعاء الوارد في ذيل الحديث متوجّهاً إلى من قبل إمامة عليعليه‌السلام .

( أبو حسين ـ الكويت ـ )

بلّغ الرسول فيه لا في نفس الحجّ :

س : عندي سؤال حفظكم الله :

بالنسبة لواقعة غدير خم ، ما هو المغزى لتأخّر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بإبلاغ الناس عن ولاية الإمام علي عليه‌السلام ؟ لماذا لم يخطب بالناس في الحجّ؟ مع أنّ الناس هناك كانوا أكثر؟ أفيدوني.

ج : إنّ الوحي الإلهي لا يخضع في أصل وجوده وكيفية نزوله للعقل البشري ، لأنّ دوره هو هداية الإنسان ، فلا يقع تحت شمول القواعد والتحليلات العقلية.

وفي المقام ، لا يسعنا التكهّن بمصلحة مكان وزمان واقعة الغدير ، بل وحتّى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قد تعبّد فيهما ، فعندما نزل الوحي وقرأ جبرائيلعليه‌السلام آية التبليغ ، انصدع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمر السماء ، وبلّغ ما أمر به ، ولم يتقدّم أو يتأخّر في تنفيذه.

فالمهم في الموضوع : أن نرى تواتر حديث وواقعة الغدير ، فإنّها ـ بحمد الله تعالى ـ مسجّلة في أُمّهات مصادر الفريقين ، ولم ولن يستطيع المناوئون إخفاء فضائل أهل البيتعليهم‌السلام أو تضييعها ، فأصل الحادث أمر مسلّم ، وأمّا حكمة إبدائه في ذلك المقطع من الزمان والمكان فيه شيء آخر ، قد يذكر له وجوه استحسانية ، فلا يهمّنا معرفتها بعد أن تيقّنا أصل الواقعة.

٤١٧

ثمّ إنّ مدلول حديث الغدير هو إمامة أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، وهذا المعنى جاء في حديث الثقلين ، ثمّ إنّ حديث الثقلين قد ورد في عدّة أمكنة ، منها : في حجّة الوداع عند زمزم(١) ، وفي عرفات(٢) ، وفي مسجد الخيف(٣) .

فترى أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد بلّغ في أزمنة وأمكنة متعدّدة ـ قبل وبعد الغدير ـ ولاية الإمام عليعليه‌السلام ، وأمّا خصوصية الغدير فتكمن في نزول آية التبليغ والإكمال فيها ، وبيعة المسلمين الذين حضروا المشهد بأجمعهم مع أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهذه المسألة فريدة في نوعها في تثبيت إمامة الإمام عليعليه‌السلام والتأكيد عليها.

( سعد ـ الكويت ـ )

تحقيق حول معنى المولى :

س : أهل السنّة يقولون : إنّ كلمة مولاه لا تعني أولى بالشيء ، ويقولون : تعني النصرة والمحبّة ، ويستندون بآية( فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) (٤) فكيف نردّ على هذه الآية؟

ثمّ هل هناك فرق بين كلمة مولى وكلمة والي وكلمة أُولي؟ ولماذا لم يقل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الغدير أُولي؟ وشكراً.

ج : إنّ الولاية التي نؤمن بها هي : الإمامة والإمارة ، والسلطة الدينية والدنيوية ، وقيادة الأُمّة بعد نبيّهاصلى‌الله‌عليه‌وآله على الصراط المستقيم ، والمحجّة البيضاء ، والحفاظ على الإسلام والمسلمين.

____________

١ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٠٩.

٢ ـ الجامع الكبير ٥ / ٣٢٨ ، المعجم الأوسط ٥ / ٨٩ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٦ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٦ ، نظم درر السمطين : ٢٣٢ ، ينابيع المودّة ١ / ١٠٩ و ١٢٥.

٣ ـ ينابيع المودّة ١ / ١٠٩.

٤ ـ التحريم : ٤.

٤١٨

وقد عبَّر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن هذه الولاية بعدّة ألفاظ منها : « ولي ومولى » ، وهذين اللفظين قد صحّحهما أهل السنّة أيضاً ، ووردت بألفاظٍ أُخرى عند الفريقين ، ولكن أهل السنّة ضعّفوها ، مثل لفظ : « خليفة وأمير و... ».

وأمّا النقاش في اللفظين الصحيحين عند الفريقين ، فهما بالاتفاق بمعنى واحد ، وهو الولاية ، قال الفرّاء : والوليُّ والمولى واحدٌ في كلام العرب.

قال أبو منصور : من هذا قولُ سيّدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أيُّما امرأة نكحتْ بغير إذن مولاها » ، ورواه بعضهم : «بغير إذن وليِّها » لأنّهما بمعنى واحد.

وروى ابن سلام عن يونس قال : ومنه قول سيّدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فعلي مولاه » أي : مَنْ كنت وليُّه.

قال الزجاج : والولاية التي بمنزلة الإمارة مكسورة والوليُّ : ولي اليتيم الذي يلي أمره ، ويقوم بكفايته ، وولي المرأة : الذي يلي عقد النكاح عليها ، ولا يدعها تستبد بعقد النكاح دونه.

وقال ابن منظور : وليّ : في أسماء الله تعالى : الوليُّ هو الناصر ، وقيل : المتولّي لأُمور العالم والخلائق القائم بها ، ومن أسمائه عزّ وجلّ : الوالي ، وهو مالك الأشياء جميعها المتصرّف فيها.

وقال ابن الأثير : وكأنّ الولاية تُشعر بالتدبير والقدرة والفعل ، وما لم يجتمع ذلك فيها لم يطلق عليه اسم الوالي(١) .

ومن هذا القول الأخير لابن الأثير تعلم الردّ على أهمّ إشكالاتهم حول الولاية ، بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يجب عليه أن يقول « والي» ، وليس ولي أو مولى.

فاشتراط الفعل والقدرة على الولي كي يسمّى والياً ، غير متوفّر في الإمام عليعليه‌السلام في زمان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهوصلى‌الله‌عليه‌وآله على قيد الحياة ، فهوعليه‌السلام لم يعمل ، ولم يباشر بالولاية في زمان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أبداً ، وهذا ما أشار إليه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض الروايات بقوله : «بعدي ».

____________

١ ـ لسان العرب ١٥ / ٤٠٦.

٤١٩

وفي البعض الآخر قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « تركت فيكم » ، وفي حديث الغدير قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يوشك أن يأتيني رسول ربّي عزّ وجلّ فأُجيب ، وإنّي مخلّف فيكم الثقلين »(١) .

وروي عن أبي هريرة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « ما من مؤمن إلاّ وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرؤا إن شئتم : النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ »(٢) .

فهذا البيان كُلّه قد قرَّره أهل اللغة ، وهو المرجع الذي سوف نفهم الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة على أساسه ، ونرى ما إذا دلّت على ذلك.

فبعد أن رأينا أنّ لفظة « ولي أو مولى » تأتي في اللغة بمعان عديدة ، منها ما ندّعيه هنا في هذا المقام ، وكذلك تدلّ على معانٍ عدّة أُخرى ، فيشترط أهل اللغة والعقل والعلم الشرعي : بأنّ اللفظ المشترك بين معانٍ متعدّدة ، يسمّى مشتركاً لفظياً ، ولا يجوز استخدامه في أيّ معنى من المعاني ، حتّى تنصب له القرينة الدالّة ، والمحددة للمعنى الذي يريده المتكلّم.

ولدينا على إثبات مدّعانا قرائن عديدة ، منها حالية ، ومنها مقالية ، نذكر أهمها :

١ ـ القرائن الحالية : وهي اختيار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله غدير خم ـ ذلك المكان الذي يعتبر مفترق الطرق بين مكّة والمدينة ـ وبعد الحجّ ، بل بعد حجّة الوداع التي دعا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله المسلمين كافّة للتشرّف بحضورها ، حتّى حضر معه مائة ألف مسلم أو أكثر ، وهذا المكان منه يفترق المسلمون للرجوع إلى ديارهم ، وهو أقرب نقطة على كلّ أحد من الجهات المختلفة للبلاد الإسلامية.

فهو آخر مكان يمكن فيه اجتماع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بأكثر المسلمين في ذلك الوقت ، قبل الافتراق والرحيل إلى الرفيق الأعلى.

____________

١ ـ مسند أحمد ٤ / ٣٦٧ ، صحيح مسلم ٧ / ١٢٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ١٤٨ ، الجامع الصغير ١ / ٢٤٤ ، كنز العمّال ١ / ١٧٨ ، دفع شبه التشبيه : ١٠٣.

٢ ـ صحيح البخاري ٦ / ٢٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٦ / ٢٣٨ ، جامع البيان ٢١ / ١٤٧ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٤٧٦ ، الدرّ المنثور ٥ / ١٨٢.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585