موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

موسوعة الأسئلة العقائديّة10%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-04-1
الصفحات: 585

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 585 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 267508 / تحميل: 7552
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٤-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

وحكم بحسنه وقال : وقيل : ثقة(1) ، وجعل محمّدا الجعابي وذكر أنّه أستاذ المفيدرحمه‌الله وأنّه ممدوح(2) .

( ولا ريب أنّ عمر هذا هو والد محمّد ، إلاّ أنّ المعروف بالجعابي وابن الجعابي كليهما هو محمّد كما يأتي )(3) .

هذا ، وفي نسختين عندي منست كلمة ثقة موجودة.

وفيمشكا : ابن محمّد بن سليم الثقة في الجملة ، عنه الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، والشيخ المفيد(4) .

2210 ـ عمر بن محمّد بن عبد الرحمن :

ابن أذينة. فيجش : شيخ من أصحابنا البصريّين ووجههم ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام بمكاتبة(5) ، له كتاب الفرائض ، عنه به محمّد بن أبي عمير(6) .

وكذا فيصه إلى قوله : كتاب الفرائض ، وزاد : وكان ثقة صحيحا. قالكش : قال حمدويه : سمعت أشياخي منهم العبيدي وغيره أنّ ابن أذينة كوفي ، وكان هرب من المهدي ومات باليمن ، فلذلك لم يرو عنه كثير. ويقال : اسمه محمّد بن عمر بن أذينة غلب عليه اسم أبيه(7) .

__________________

(1) الوجيزة : 270 / 1332.

(2) الوجيزة : 311 / 1746.

(3) في نسخة « م » بدل ما بين القوسين : وليس بذاك البعيد ، وقوله سلّمه الله : فلا يلائم ، لم أعرف سببه أصلا.

(4) هداية المحدّثين : 124.

(5) في نسخة « ش » : بمكاتبته.

(6) رجال النجاشي : 283 / 752.

(7) الخلاصة : 119 / 2 ، وفيها : عمر بن محمّد بن أذينة ، وفي النسخة الخطيّة منها منها كما في

١٤١

وعنشه : جعل د عمر بن أذينة غير عمر بن محمّد بن أذينة(1) ، والحقّ أنّهما واحد كما ذكره المصنّف(2) .

وسبق : عمر بن أذينة ، فراجع.

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عبد الرحمن الممدوح الثقة ، عنه ابن أبي عمير(3) .

2211 ـ عمر بن محمّد بن يزيد :

أبو الأسود ، بيّاع السابري ، مولى ثقيف ، كوفي ، ثقة ، جليل ، أحد من كان يفد في كلّ سنة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن8 وأثنى عليه شفاها ،صه (4) .

جش إلى قوله : وأبي الحسنعليه‌السلام ، وزاد : ذكر ذلك أصحاب كتب الرجال ، عنه محمّد بن عذافر ومحمّد بن عبد الحميد(5) ، انتهى.

ويأتي بعنوان : ابن يزيد.

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن يزيد الثقة ، عنه محمّد بن عذافر ، ومحمّد بن عبد الحميد ، وجعفر بن بشير(6) .

__________________

المتن.

(1) رجال ابن داود : 144 / 1111 وفيه : عمرو ، 146 / 1131.

(2) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 57.

(3) هداية المحدّثين : 221 ، وفيها : عمرو.

(4) الخلاصة : 119 / 1 ، وفيها : واثنى عليه الصادقعليه‌السلام .

(5) رجال النجاشي : 283 / 751.

(6) هداية المحدّثين : 221 ، وفيها : عمرو.

١٤٢

2212 ـ عمر بن مرداس :

مرّ في زياد بن المنذر(1) ،تعق (2) .

2213 ـ عمر بن مزيد الجعفي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (3) . وفي نسخة بالواو.

2214 ـ عمر بن معروف العبسي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (4) .

2215 ـ عمر بن منهال :

له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن التلعكبري ، عن ابن همّام ، عن حميد ، عن ابن نهيك ، عن الطاطري ، عن عبيد الله بن الحسين ، عنه به ،ست (5) .

ولنا عمرو بن منهال ثقة ذكرهجش بتقريب ابنه الحسن(6) ، فلا تغفل.

أقول : في النقد جعل لهما ترجمة واحدة ونقل ما فيست بالواو(7) ، وليس كذلك ، فإنّه فيه مذكور في باب عمر بلا واو على ما في نسختين عندي ونسخة الميرزا كما رأيت.

__________________

(1) عن الرسالة العدديّة : 25 ، 44 ـ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ـ : 9 ، وفيها أنّه من الأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الّذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم ، وهم أصحاب الأصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 251.

(3) رجال الشيخ : 251 / 453.

(4) رجال الشيخ : 252 / 466.

(5) الفهرست : 115 / 510 ، وفيه : عن عبيد الله بن الحسن.

(6) رجال النجاشي : 57 / 133 ، ترجمة الحسن بن عمرو بن منهال ، وذكره أيضا في 289 / 776 ولم يوثقه.

(7) نقد الرجال : 253 / 92 ، إلاّ أنّ فيه عمر نقلا عن الفهرست.

١٤٣

وفيمشكا : ابن منهال ، عنه عبد الله بن الحسين(1) .

2216 ـ عمر بن هارون البلخي :

أبو حفص ، أسند عنه ، قدم الكوفة ،ق (2) .

2217 ـ عمر بن يزيد :

بيّاع السابري ، كوفي ،ق (3) .

وفيظم بدل كوفي : ثقة له كتاب(4) .

وكذا فيست ، وزاد : أخبرنا أبو عبد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد والحميري ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن محمّد بن عمر بن يزيد ، عن الحسين بن عمر بن يزيد ، عنه(5) .

وفيكش : ما روي في عمر بن يزيد بيّاع السابري مولى ثقيف : حدّثني جعفر بن معروف ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا بني(6) ، أنت والله منّا أهل البيت ،قلت : جعلت فداك من آل محمّد؟! قال : إي والله من أنفسهم ،قلت : من أنفسهم؟! قال : إي والله من أنفسهم يا عمر ، أما تقرأ كتاب الله عزّ وجلّ :( إِنَّ أَوْلَى النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (7) انتهى(8) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 124 ، وفيها : عبيد الله بن الحسن ، عبيد الله بن الحسين ( خ ل ).

(2) رجال الشيخ : 253 / 486.

(3) رجال الشيخ : 251 / 450.

(4) رجال الشيخ : 353 / 7.

(5) الفهرست : 113 / 501.

(6) في المصدر بدل يا بني : يا ابن يزيد.

(7) آل عمران : 68.

(8) رجال الكشّي : 331 / 605.

١٤٤

وفيق أيضا : عمر بن يزيد الثقفي مولاهم البزّاز الكوفي(1) .

والظاهر عندي الاتحاد وأنّه ابن محمّد بن يزيد أبو الأسود كما يظهر من كلام العلاّمة أيضا(2) ، فتأمّل.

وفيتعق : هو ـ أي الاتحاد ـ في غاية الظهور(3) .

أقول : فيمشكا : ابن يزيد بيّاع السابري الثقة ، مولى ثقيف كما صرّح به في المنتقى(4) ، عنه الحسين بن عمر بن يزيد ، ومحمّد بن عذافر ، وعلي الصيرفي ، ومحمّد بن يونس ، والحسين بن عطيّة(5) ، والحسن بن السري ، وربعي ، وعمر بن أذينة ، ومحمّد بن خالد البرقي ، وحريز ، وهشام ابن الحكم ، ودرست بن أبي منصور ، وحمّاد بن عثمان الناب ، ومحمّد بن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، وجعفر بن بشير ، وأبان بن عثمان ، ومعاوية ابن عمّار ، والحسن بن محبوب ، ومعاوية بن وهب(6) .

2218 ـ عمر بن يزيد الصيقل :

الكوفي ،ق (7) .

وفيجش : عمر بن يزيد بن ذبيان الصيقل أبو موسى ، مولى بني نهد(8) ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، علي بن الحسن ، عن‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 251 / 457.

(2) حيث ذكر العلاّمة في الخلاصة : 119 / 1 عمر بن محمّد بن يزيد أبو الأسود بيّاع السابري مولى ثقيف كوفي ، ولم يذكر غيره.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 252.

(4) منتقى الجمان : 1 / 164.

(5) في المصدر : والحسن بن عطيّة.

(6) هداية المحدّثين : 221.

(7) رجال الشيخ : 251 / 458.

(8) في نسخة « ش » : فهد.

١٤٥

محمّد بن زياد ، عنه به(1) .

وفيتعق : يظهر ممّا مرّ في أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد عنجش وصه اتّحاده مع بيّاع السابري(2) ، وإن كان الظاهر منهما هنا(3) ومن الشيخ التعدّد لذكرهما في عنوانين(4) ، وأنّ الراوي عن الأول : محمّد بن عذافر وابن عبد الحميد(5) ، وعن الثاني : محمّد بن زياد كما ذكروا(6) والتوجيه سهل ، مع أنّ الظاهر أنّ محمّد بن زياد : ابن أبي عمير فيسهل الخطب(7) .

أقول : في حاشية النقد منهرحمه‌الله أنّه ربما يتراءى ذلك من الترجمة المذكورة(8) .

إلاّ أنّ الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله قال : الظاهر أنّ الصيقل صفة لأحمد لا لعمر فلا يتوهّم من ذلك اتّحاد عمر بن يزيد بيّاع السابري وعمر بن يزيد بن ذبيان الصيقل(9) ، انتهى فتأمّل.

__________________

(1) رجال النجاشي : 286 / 763.

(2) رجال النجاشي : 83 / 200 والخلاصة : 19 / 41 ، وفيهما : أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل. إلى أن قالا : جدّه عمر بن يزيد بيّاع السابري.

(3) ظاهر النجاشي في رجاله : 283 / 751 و 286 / 763 ذلك حيث ذكر كلا على حدة ، إلاّ أنّ العلاّمة في الخلاصة : 19 / 1 لم يذكر إلاّ عمر بن محمّد بن يزيد أبو الأسود بيّاع السابري مولى ثقيف.

(4) حيث إنّ الشيخ في رجاله : 251 / 450 إضافة إلى ما ذكر هنا ذكر أيضا : عمر بن يزيد بيّاع السابري كوفي.

(5) في نسخة « ش » : وابن أبي عبد الحميد.

(6) كما في طريقي النجاشي المتقدّمين.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 252.

(8) أي ترجمة أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد. نقد الرجال : 256.

(9) ذكر ذلك في حاشية منهج المقال ـ النسخة الخطية ـ : 334.

١٤٦

وفيمشكا : ابن يزيد بن ذبيان ، عنه محمّد بن زياد(1) .

2219 ـ عمر اليماني :

وقيل : الرمّاني ، يكنّى أبا حفص ،ست (2) . وسبق أبو حفص الرمّاني.

أقول : فيمشكا : اليماني أو الرماني ، عنه عبيس(3) .

2220 ـ عمران بن الحصين :

ي(4) . وزادصه : روى الكشّي عن الفضل بن شاذان أنّه من الّذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام (5) .

وما فيكش سبق في خزيمة(6) .

أقول : عن جامع الأصول : كان من فضلاء الصحابة وفقهائهم ، سئل عن متعة النساء فقال : أتانا بها كتاب الله وأمرنا بها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ قال فيها رجل برأيه ما شاء(7) .

وعن الذهبي : عمران بن الحصين أبو نجيد ، أسلم مع أبي هريرة ، وكانت الملائكة تسلم عليه ، مات سنة اثنتين(8) وخمسين(9) .

2221 ـ عمران بن عبد الله القمّي :

روىكش عن محمّد بن مسعود ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 221.

(2) الفهرست : 116 / 515.

(3) هداية المحدّثين : 123.

(4) رجال الشيخ : 24 / 34 ، في أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(5) الخلاصة : 124 / 2.

(6) رجال الكشّي : 38 / 78.

(7) جامع الأصول : 14 / 563 ، ولم يرد فيه وسئل عن متعة. إلى آخره.

(8) في نسخة « ش » : اثنين.

(9) الكاشف 2 : 299 / 4329.

١٤٧

عبد الله بن علي ، عن أحمد بن حمزة بن عمران القمّي ، عن حمّاد الناب ، أنّ الصادقعليه‌السلام برّه(1) وبشّه وقال : هذا من أهل المختار.

وروى أيضا عن محمّد بن مسعود وعلي بن محمّد ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن عبد الله بن علي ، عن أحمد بن حمزة ، عن المرزبان بن عمران ، عن أبان بن عمارة أنّ الصادقعليه‌السلام قال عنه : هذا نجيب من نجباء قوم(2) ـ يعني : أهل قم ـ ثمّ قالكش : قال حسين : عرضت هذين الحديثين(3) على أحمد بن حمزة ، فقال : لا أعرفهما ولا أحفظ من رواهما.

قالجش : عبد الله بن علي بن عمران القريشي أبو الحسن المخزومي الذي يعرف بالميمون ، فاسد المذهب والرواية. ويمكن أن يكون هو الراوي لهذين الحديثين.

وبالجملة : فالتوقف لازم ولا يثبت عندي بهذين الحديثين تعديل المشار إليه مع ما ذكرت ، بل هما من المرجّحات ،صه (4) .

وعنشه : لا وجه لكونهما من المرجّحات مع ضعف السند وجهالته وإنكار المروي عنه لهما ، فينبغي التوقّف(5) ، انتهى.

والذي فيكش بالسند الأوّل الذي نقلهصه ، قال : كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ونحن جماعة ، إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمّي فسأله وبرّه وبشه ، فلمّا أن قام قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : من هذا الّذي بررته هذا البرّ؟ فقال : هذا من أهل البيت النجباء ـ يعني أهل قم ـ ما أرادهم‌

__________________

(1) في نسخة « ش » : سرّه.

(2) في المصدر : قوم نجباء.

(3) في نسخة « م » : الخبرين.

(4) الخلاصة : 124 / 3.

(5) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 59.

١٤٨

جبّار من الجبابرة إلاّ قصمه الله(1) .

وفيه بالسند الآخر نحوه إلاّ أنّ فيه : أبان بن عثمان ، وفي آخره : قال حسين : عرضت هذين الحديثين على أحمد بن حمزة ، فقال : أعرفهما ولا أحفظ من رواهما لي(2) .

وفيه أيضا : حمدويه بن نصير ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن يونس بن يعقوب(3) قال : دخل عيسى بن عبد الله القمّي على أبي عبد اللهعليه‌السلام فأوصاه بأشياء ثمّ ودّعه وخرج عنه ، فقال لخادمه : ادعه ، فانصرف إليه ، فخرج إليه فأوصاه بأشياء ثمّ قال له : يا عيسى بن عبد الله ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول :( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ ) (4) وإنّك منّا أهل البيت ، فإذا كانت الشمس من ها هنا من العصر فصلّست ركعات ، ثمّ ودّعه وقبّل ما بين عيني عيسى(5) .

وفيتعق في النقد : أعرفهما ، بدون لا(6) ، كما ذكره المصنّف ، ولعلّه الصواب بقرينة قوله : ولا أحفظ.

وقولشه : فالتوقّف ، لا يلزم هذا من جهة عبد الله لأنّه ليس الّذي ضعّفهجش ، بل ذاك علي بن عبد الله بن عمران القرشي على ما مرّ(7) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 333 / 608 ، إلاّ انّ السند فيه : محمّد بن مسعود وعلي بن محمّد قالا : حدّثنا الحسين بن عبد الله عن عبد الله بن علي عن أحمد بن حمزة عن عمران القمّي.

(2) رجال الكشّي : 333 / 609.

(3) في المصدر زيادة : قال وحدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد ( عبيد الله خ ل ) عن يونس بن يعقوب.

(4) طه : 132.

(5) رجال الكشّي : 333 / 610 ، إلاّ أنّ المفروض نقل هذا الحديث في ترجمة عيسى بن عبد الله القمّي ، فإنّه المعني بالكلام ، ولا علاقة لعمران فيه.

(6) نقد الرجال : 257 / 15.

(7) راجع رجال النجاشي : 268 / 698.

١٤٩

وقوله : مع ضعف. إلى آخره ، ما ذكره لا ينافي حصول الظّن وهو المعتبر في المرجّح(1) .

أقول : في طس ـ سيّما في المقام ـ أغلاط وقعت من قلم الناسخ ، والعلاّمة ـ أجزل الله إكرامه ـ في الأغلب ينقل عبارةكش منه ، فوقعت تلك الأغلاط بأجمعها في صه.

منها : أنّ في طس : من أهل المختار(2) ، وتبعهصه ، والذي فيكش كما ذكره الميرزا والنقد وغيرهما ورأيته في الاختيار : من أهل البيت النجباء.

ومنها : أنّ في طس : أبان بن عمارة ، وتبعهصه ، والموجود كما ذكراه ورأيته : ابن عثمان.

ومنها : أنّ في طس : لا أعرفهما ، وتبعهصه ، والذي فيكش : أعرفهما ، كما في الاختيار ونقله الميرزا والنقد.

ومنها : أن في طس : قالجش : عبد الله بن علي بن عمران. إلى آخره(3) ، وتبعهصه ، والذي فيجش : علي بن عبد الله. إلى آخره ، كما رأيت ، فتدبّر.

2222 ـ عمران بن علي بن أبي شعبة :

الحلبي ،ق (4) .

وزادصه : ثقة لا يطعن عليه ، وكنيته أبو الفضل(5) .

وتقدّم توثيقه عنجش في أخيه عبد الله(6) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 252.

(2) في التحرير : هذا من أهل بيت المختار.

(3) التحرير الطاووسي : 429 / 307 و 308.

(4) رجال الشيخ : 256 / 532 ، وفيه زيادة : الكوفي.

(5) الخلاصة : 125 / 7.

(6) رجال النجاشي : 230 / 612.

١٥٠

أقول : فيمشكا : ابن علي الحلبي الثقة ، عنه حمّاد بن عثمان ، ويحيى الحلبي ، وحمّاد بن عيسى ، وثعلبة بن ميمون(1) .

2223 ـ عمران بن محمّد بن عمران :

ابن عبد الله بن سعد الأشعري ، أحمد بن محمّد بن خالد عنه ،جش (2) .

صه إلى قوله : الأشعري ، إلاّ ابن سعد ، وزاد : من أصحاب الرضاعليه‌السلام ثقة(3) . وكذا فيضا (4) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه به(5) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عمران الثقة ، عنه أحمد بن محمّد ابن خالد(6) .

2224 ـ عمران بن مسكان :

أبو محمّد ، كوفي ثقة ،صه (7) .

وزادجش : حميد عنه بكتابه(8) .

وفيست : له نوادر رويناها بالإسناد عن حميد بن زياد ، عنه(9) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 125.

(2) رجال النجاشي : 292 / 789 ، وفيه : عنه بكتابه.

(3) الخلاصة : 124 / 1.

(4) رجال الشيخ : 381 / 21.

(5) الفهرست : 119 / 536.

(6) هداية المحدّثين : 125.

(7) الخلاصة : 125 / 4.

(8) رجال النجاشي : 291 / 783.

(9) الفهرست : 119 / 538.

١٥١

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد(1) .

أقول : فيمشكا : ابن مسكان الثقة ، عنه حميد بن زياد(2) .

2225 ـ عمران بن موسى الزيتوني :

قمّي ثقة ،صه (3) .

وزادجش : له كتاب نوادر كبير ، أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عنه به(4) .

أقول : فيمشكا : ابن موسى الثقة ، أحمد بن محمّد عن أبيه عنه(5) ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى عنه(6) .

2226 ـ عمران بن ميثم بن يحيى :

الأسدي ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي جعفر8 ،صه (7) .

وزادجش : إسماعيل بن أبي خالد محمّد بن مهاجر بن عبيد ، عن أبيه ، عنه(8) .

أقول : فيمشكا : ابن ميثم ، محمّد بن مهاجر بن عبيد عن أبيه ، عنه(9) .

__________________

(1) الفهرست : 119 / 537.

(2) هداية المحدّثين : 125.

(3) الخلاصة : 125 / 5.

(4) رجال النجاشي : 291 / 784.

(5) عنه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(6) هداية المحدّثين : 124.

(7) الخلاصة : 125 / 6 ، وفيها : عمران بن ميثم أبو يحيى ، وفي النسخة الخطيّة منها كما في المتن.

(8) رجال النجاشي : 292 / 785.

(9) هداية المحدّثين : 125 ، ولا يخفى الاختلاف في الراوي عنه مع المذكور في النجاشي.

١٥٢

2227 ـ العمركي بن علي بن محمّد :

البوفكي ، وبوفك قرية من قرى نيسابور ، شيخ من أصحابنا ثقة ،صه (1) .

وزادجش : روى عنه شيوخ أصحابنا منهم : عبد الله بن جعفر الحميري ، له كتاب الملاحم محمّد بن أحمد بن إسماعيل العلوي ، عنه به(2) .

وفيد : كان سيدنا جمال الدين قدّس الله روحه يقول في رواية صحيحة أنّ اسمه علي بن البوفكي(3) .

2228 ـ عنبسة بن بجاد :

قال الكشّي عن حمدويه : سمعت أشياخي يقولون : عنبسة بن بجاد كان خيّرا فاضلا.

وقالجش : عنبسة بن بجاد العابد ، مولى بني أسد ، كان قاضيا ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (4) .

وزادجش على ما نقله : له كتاب ، عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عنه به(5) .

وفي قر : عنبسة بن بجاد(6) .

وزادست : الكاتب ، له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن محمّد ابن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري ، عن محمّد بن الحسين‌

__________________

(1) الخلاصة : 131 / 21 ، وفيها وفي النجاشي : العمركي بن علي أبو محمّد.

(2) رجال النجاشي : 303 / 828.

(3) رجال ابن داود : 147 / 1152 ، وفيه زيادة : له كتب.

(4) الخلاصة : 129 / 3.

(5) رجال النجاشي : 302 / 822.

(6) رجال الشيخ : 130 / 53.

١٥٣

ويعقوب بن يزيد ، عن صفوان ، عنه(1) .

وفيكش : عنبسة بن بجاد العابد : حمدويه قال : سمعت. إلى آخره(2) .

أقول : فيمشكا : ابن بجاد الثقة ، عنه عبد الرحمن بن هاشم ، وصفوان(3) .

2229 ـ عنبسة بن مصعب :

قر (4) . وزادق : العجلي الكوفي(5) .

وفيصه : قال الكشّي : قال حمدويه : عنبسة بن مصعب ناووسي واقفي على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وإنّما سمّيت الناووسيّة برئيس لهم يقال له : فلان بن فلان الناووس(6) ، انتهى.

وفي كتابه زاد عليه : علي بن الحكم ، عن منصور بن يونس ، عن عنبسة بن مصعب ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : أشكو إلى الله وحدتي وثقلي(7) من أهل المدينة حتّى تقدموا وأراكم وأسرّ بكم ، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتّخذت قصرا فسكنته وأسكنتكم معي ، وأضمن له أن لا يجي‌ء من ناحيتنا مكروه أبدا(8) .

__________________

(1) الفهرست : 120 / 543 ، ولم يرد فيه : الكاتب.

(2) رجال الكشّي : 372 / 697.

(3) هداية المحدّثين : 125 ، وفيها : عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عبد الرحمن بن هاشم ( خ ل ).

(4) رجال الشيخ : 130 / 54.

(5) رجال الشيخ : 261 / 633 ، ولم يرد فيه : الكوفي ، وفي مجمع الرجال : 4 / 295 نقلا عنه كما في المتن.

(6) الخلاصة : 244 / 12.

(7) في المصدر : وتقلقلي.

(8) رجال الكشّي : 365 / 676 و 677.

١٥٤

وفيتعق : روى الكليني والشيخ في الصحيح عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أحدهما8 : لا يجبر الرجل إلاّ(1) على نفقة الوالدين والولد.

قلت لجميل : فالمرأة؟ قال : قد روى أصحابنا وهو عنبسة بن مصعب وسورة بن كليب. إلى آخره(2) .

ويروي(3) عنه ابن مسكان(4) . وفي الصحيح عن(5) صفوان ، عنه(6) ، وربّما روى عنه بواسطته(7) ، وبواسطة منصور بن حازم(8) .

وقال الشيخ محمّد : في باب الأذان من التهذيب رواية منصور بن يونس ، عن عنبسة بن بجاد العابد(9) ، يريد احتمال الاتحاد بملاحظة ما ذكرهكش عن منصور بن يونس ، عن عنبسة بن مصعب ، ثمّ قال : لكنكش يشكل الاعتماد عليه في الطرق ، مع احتمال رواية منصور عن الرجلين ، انتهى.

وفي الروضة : عنه عن الصادقعليه‌السلام : إذا استقرّ أهل النار في‌

__________________

(1) إلاّ ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) الكافي 5 : 512 / 8 ، وفيه : عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج قال : لا يجبر. ، وفيه أيضا : قال قد روى عنبسة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إذا كساها. ، التهذيب 6 : 294 / 816.

(3) في نسخة « م » : وروى.

(4) الكافي 3 : 338 / 9 والتهذيب 1 : 252 / 729.

(5) عن ، لم ترد في نسخة « م ».

(6) التهذيب 2 : 353 / 1463.

(7) أي صفوان بواسطة ابن مسكان ، الكافي 4 : 469 / 2.

(8) الكافي 3 : 65 / 9 والتهذيب 1 : 149 / 426.

(9) المذكور في باب المواقيت من التهذيب 2 : 275 / 1093 رواية منصور بن يونس عن عنبسة العابد.

١٥٥

النار يفقدونكم فلا يرون منكم أحدا ، فيقول بعضهم لبعض :( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) (1) (2) .

ولعلّ نسبته إلى الناووسيّة لما رواه عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال : من جاء يخبركم أنّه(3) غسّلني وكفّنني ودفنني فلا تصدّقوه(4) . فإنّ الناووسيّة استندت إلى هذه الرواية ، وهي قابلة للتوجيه بأن يكون(5) هذا الكلام منه في زمان خاص بالنسبة إليهعليه‌السلام ومن جهة خاصّة ، أو يكون المراد أنّ شيئا من ذلك لا يتّفق لأحد ، لأنّ الإمامعليه‌السلام لا يغسّله إلاّ إمام ، وكذا الكلام فيما يشبهها من الروايات(6) .

أقول : فيمشكا : ابن مصعب ، عنه منصور بن يونس ، ومنصور بن حازم ، وعبد الله بن بكير كما في الفقيه(7) (8) .

2230 ـ العوام بن عبد الرحمن الجرمي :

كوفي ، أسند عنه ،ق (9) .

2231 ـ عوف بن الحارث :

بدري ، ي(10) ، د(11) .

__________________

(1) ص : 62.

(2) الكافي 8 : 141 / 104. ومن قوله : في الروضة. إلى هنا لم يرد في التعليقة.

(3) في المصدر : إن جاءكم من يخبركم عنّي بأنّه.

(4) الفصول المختارة من العيون والمحاسن : 305.

(5) في نسخة « م » : كون.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 253.

(7) الفقيه 4 : 32 / 94.

(8) هداية المحدّثين : 125.

(9) رجال الشيخ : 264 / 676.

(10) رجال الشيخ : 49 / 34 ، وفيه : عمرو بن عوف بن الحارث بدري.

(11) رجال ابن داود : 147 / 1156.

١٥٦

وزادصه : من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام (1) .

2232 ـ عون بن سالم :

كوفي ، ثقة ، قليل الحديث ،صه (2) .

وزادجش : حميد عن إبراهيم عنه(3) .

أقول : فيمشكا : ابن سالم الثقة ، عنه إبراهيم(4) .

2233 ـ عون بن عبد الله بن جعفر :

ابن أبي طالب ، قتل معه ، سين(5) .

وزادصه قبل قتل : من أصحاب الحسينعليه‌السلام ، وبعد معه : بالطف(6) .

2234 ـ عيسى أبو بكر بن عبد الله :

ابن سعد الأشعري القمّي ، وأخواه موسى وشعيب ، روى عنهما ،ق (7) .

وفيتعق : يأتي في ابن عبد الله تفصيل حاله في الجملة(8) .

2235 ـ عيسى بن أبي منصور :

شلقان ـ بالشين المعجمة والقاف والنون ـ واسم أبي منصور صبيح ،

__________________

(1) الخلاصة : 131 / 16.

(2) الخلاصة : 128 / 2.

(3) رجال النجاشي : 301 / 819.

(4) هداية المحدّثين : 126.

(5) رجال الشيخ : 76 / 8.

(6) الخلاصة : 128 / 1.

(7) رجال الشيخ : 266 / 712 ، وفيه : عيسى بن بكر بن عبد الله بن سعد الأشعري القمّي وأخواه موسى وشعيب رووا عنهما8 . وفي نسخة بدل : روى عنهما8 .

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 253.

١٥٧

وقال ابن بابويه : كنية عيسى أبو صالح.

روىكش عن محمّد بن عيسى قال : كتب إليّ أبو محمّد الفضل بن شاذان يذكر عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن سعيد بن يسار ، عن عبد الله بن أبي يعفور أنّ الصادقعليه‌السلام قال في عيسى : من أحبّ أن يرى رجلا من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا. وعن الصادقعليه‌السلام أنّه خيار في الدنيا وخيار في الآخرة.

وروى أبو جعفر بن بابويه في ثبت أسماء رجاله عن محمّد بن الحسن ابن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن عبد الله بن سنان ، عن ابن أبي يعفور قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ أقبل عيسى بن أبي منصور فقال : إذا أردت أن تنظر خيارا(1) في الدنيا وخيارا في الآخرة فلتنظر إليه. وهذا طريق حسن.

قال أبو عمرو الكشّي : سألت حمدويه بن نصير عن عيسى ، قال : خيّر فاضل هو المعروف بشلقان وهو ابن أبي منصور واسم أبي منصور : صبيح.

وقالجش : عيسى بن صبيح العرزمي صليب ثقة روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (2) .

وعنشه : قالد : اعلم أنّ هذا غير عيسى بن صبيح العرزمي ، وإن كان أبو منصور اسمه(3) صبيح لكنّه غير شلقان ، ومن أصحابنا من توهّمه‌

__________________

(1) في المصدر : إلى خيار. وخيار.

(2) الخلاصة : 122 / 2.

(3) اسمه ، لم ترد في نسخة « ش ».

١٥٨

إيّاه ، والشيخرحمه‌الله قد بيّن اختلافهما في آخر المبحث ، انتهى(1) .

وفيست : عيسى بن صبيح له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(2) .

وفي قر : عيسى بن أبي منصور القرشي(3) .

وفيق بدل القرشي : الكوفي(4) . ثمّ فيهم : عيسى بن شلقان(5) . ثمّ فيهم : عيسى بن صبيح العرزمي(6) .

وفيكش : ما روي في عيسى بن أبي منصور شلقان : محمّد بن نصير قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن علي قال : كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا رأى عيسى بن أبي منصور قال : من أحبّ أن يرى رجلا من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا(7) .

كتب إليّ أبو محمّد. إلى أن قال : عن عبد الله بن أبي يعفور قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ أقبل عيسى بن أبي منصور ، فقال : إذا أردت أن تنظر إلى خيار في الدنيا وخيار في الآخرة فانظر إليه. قال أبو عمرو. إلى آخر ما نقلهصه (8) .

وما ذكرهصه من أنّ المكتوب إليه : ابن عيسى ، خلاف الظاهر ، بل‌

__________________

(1) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 58 ، رجال ابن داود : 148 / 1162.

(2) الفهرست : 117 / 522.

(3) رجال الشيخ : 129 / 27.

(4) رجال الشيخ : 257 / 558.

(5) رجال الشيخ : 257 / 561.

(6) رجال الشيخ : 258 / 566.

(7) رجال الكشّي : 329 / 599.

(8) رجال الكشّي : 330 / 600.

١٥٩

الظاهر أنّه ابن نصير كما نبّه عليه طس(1) .

وفيتعق : نقلشه كلام د وعدم اعتراضه عليه يشهد بقبوله ، ولا يخفى ظهور الاتّحاد وفاقا للنقد والوجيزة والبلغة(2) بعدكش وصه ، وذكر الشيخ إيّاه متعدّدا لا يقتضي التعدّد ، على أنّه لو اقتضاه لكان أكثر من اثنين.

وفي الكافي في باب الهجرة : عن مرازم بن الحكيم قال : كان عند أبي عبد اللهعليه‌السلام رجل من أصحابنا يلقّب شلقان ، وكان قد صيّره في نفقته وكان سيّ‌ء الخلق فهجره ، فقال يوما : يا مرازم تكلّم عيسى؟ فقلت : نعم ، قال : أصبت لا خير في المهاجرة(3) .

قوله : صيّره في نفقته ، أي : من جملة عياله ، كما يظهر من بعض الأخبار أنّه كان فقيرا ، ويمكن أن يريد أنّه جعله قيّما عليها متصرّفا فيها.

وقوله : فهجره ، يعني : عيسى أبا عبد اللهعليه‌السلام ، وخرج من عنده بسبب سوء خلقه(4) .

أقول : قد ظهر من كلام حمدويه وممّا ذكر عن الكافي أنّ شلقان لقب لعيسى لا لأبيه كما ربما يتوهّم ، وكذا يظهر منكش في ترجمة محمّد بن مقلاص(5) ، وهو أيضا صريح بعض الأخبار(6) وجملة من علمائنا الأخيار(7) ، فراجع.

__________________

(1) التحرير الطاووسي : 426 / 304.

(2) نقد الرجال : 260 / 3 ، الوجيزة : 274 / 1373 ، بلغة المحدّثين : 391 / 40.

(3) الكافي 2 : 258 / 4.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 253.

(5) رجال الكشّي : 296 / 523 ، وفيه : عن ابن مسكان عن عيسى شلقان.

(6) الكافي 1 : 380 / 7 ، 2 : 306 / 3.

(7) شرح أصول الكافي للمولى المازندراني : 7 / 205 ، الوافي للمحدّث الفيض الكاشاني 5 : 920 / 3280.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

وكذلك تقديم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله المتأخّرين بانتظارهم حتّى اجتمعوا ، وإرجاع المتقدّمين الذين أسرعوا بالسير ، وجمعهم في تلك البقعة ، وفي ذلك الوقت الحارّ ، وقت الظهيرة الشديد الحرّ ، وخصوصاً أنّهم قد قضوا مناسكهم وهم مسافرون ، وتنتظرهم مسافات شاسعة للوصول إلى ديارهم وأهليهم.

فما هو ذلك الأمر المهمّ ، الذي يستوجب كُلّ هذا من جمع كبير ، وحشد مؤمن راجع من شعيرة عظيمة تمحي الذنوب ، وترجع العبد إلى ربّه كالثوب الأبيض ، وتهيأه لتحمّل أمر صعب القبول على النفس الأمارة بالسوء؟

فأوضح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ذلك بخطبته البليغة ما يريد أن يزفّ من بشرى وعيد للمؤمنين ، مع خوفه وإشفاقه على الآخرين ، الذين سيغيّرون ويحدثون في الدين من بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما صرّح بذلك في مناسبات أُخر.

٢ ـ القرائن المقالية : وهي ابتداء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : «يوشك أن يأتيني رسول ربّي عزّ وجلّ فأُجيب ».

فهذه قرينة واضحة لكُلّ عاقل ، بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يريد أن يوصي أُمّته وصية موته ، وأمر الأُمّة من بعده ، وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله فيه الهدى والنور وأهل بيتي »(١) ففيها دلالة على ترك البديل لهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والممثّل الشرعي من بعده.

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أذكركم الله في أهل بيتي » تأكيد عميق منهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بعد أن أكّد ذلك ثلاث مرّات بالتكرار ، للتأكيد على هذا الأمر العظيم الثقيل ، الذي يتوقّع عدم قبوله من أكثرهم.

وأمّا في الرواية الأُخرى ، ففي بدايتها يشهدهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم »؟ قالوا : بلى ، فأكّد ثانياً ، وقال : «ألست أولى

____________

١ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٢٣ ، سنن الدارمي ٢ / ٤٣٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٧ / ٣٠ و ١١٤ ، تحفة الأحوذي ١٠ / ١٩٧.

٤٢١

بكُلّ مؤمن من نفسه »؟ قالوا : بلى ، بعد الإقرار منهم لهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بأنّه أولى بالتصرّف بهم من أنفسهم ، وله الولاية العظمى عليهم ، أتبع ذلك بقوله : «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه »(١) ، فهذا تفريع على ذلك الإقرار وتلك المقدّمة.

وأمّا عدم قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أولى صراحة فلأنّه إمام البلغاء ، فلو استخدم هذا اللفظ فسوف يقول : «من كنت أولاه فعلي أولاه » ، وهذا لا يجوز في اللغة العربية ، وكذلك أنّ لفظة « أولى » مبنية على أفعل التفضيل ـ الذي فيه مشاركة وزيادة ـ فتعني أنّ علياً أولى من ولي آخر ، ولا يوجد هناك ولي آخر في ذلك الوقت ، لأنّ الإمام والقائد يجب أن يكون واحداً للزمان الواحد ، وهذا بديهي ومسلّم من الجميع.

وعليه ، فإنّ علياًعليه‌السلام الولي الوحيد بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٢) ، وإنّما تفيد الحصر والقصر.

ولو أردت قرائن أُخر ، وروايات شتّى ، وأقوال لعلماء أهل السنّة ، وحتّى الصحابة بمعنى الولاية وقصدها من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لزدناك.

( أُمّ محمّد ـ الكويت ـ ٤٠ سنة ـ جامعية )

عصم النبيّ فيه من القتل والتكذيب :

س : من المؤكّد أنّ العصمة الموعودة من الله تعالى لنبيّه الكريم في آية ( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (٣) لا تشير إلى خوف من النبيّ على نفسه ، وإنّما

____________

١ ـ مسند أحمد ٤ / ٢٨١ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٣ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٠٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٢١ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٢٩ و ٧ / ٣٨٥ ، المناقب : ١٥٥ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٤١٧ ، ينابيع المودّة ١ / ٩٨.

٢ ـ المائدة : ٥٥.

٣ ـ المائدة : ٦٧.

٤٢٢

خوف من التكذيب وعدم نفاذ هذا الأمر ، فكيف استطاع عمر بن الخطّاب أن يمنعه بقوله : إنّه ليهجر؟

ج : إنّ الروايات الواردة في تفسير هذه الآية عن أهل البيتعليهم‌السلام ، وكذلك أقوال المفسّرين من الإمامية وغيرهم ، تشير إلى أنّ العصمة التي وعد الله نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذه الآية ، تدور بين أمرين ؛ إمّا العصمة من القتل ، أو العصمة من التكذيب حين تبليغ ما أمر الله عزّ وجلّ بتبليغه ، وكلاهما قد وفى الله سبحانه بهما لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ففي حديث طويل عن ابن عباس : فانزل الله تبارك وتعالى عليه :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « تهديد بعد وعيد ، لأمضين أمر الله عزّ وجلّ ، فإن يتّهموني ويكذّبوني فهو أهون عليَّ من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة »(١) .

وفي شرح أُصول الكافي للمولى المازندراني : قوله :( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) من ولاية عليعليه‌السلام ،( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ، لأنّ الولاية أصل الدين وسائر الشرائع فروع وتوابع لها ، وعدم تبليغ الأصل موجب لعدم تبليغ الفرع قطعاً ،( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) قد وفى الله تعالى بما وعده ، حيث أنّهم عن آخرهم قبلوا منه ذلك وصدّقوه يومئذ ، وحيّوه بأحسن تحية وباركوه(٢) .

وعن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا : أمر الله محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله أن ينصب علياً للناس فيخبرهم بولايته ، فتخوّف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يقولوا : حابى ابن عمّه ، وأن يطعنوا في ذلك عليه ، فأوحى الله إليه الآية(٣) .

____________

١ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ٤٣٦.

٢ ـ شرح أُصول الكافي ٦ / ١١٩.

٣ ـ مجمع البيان ٣ / ٣٨٢.

٤٢٣

وفي المصدر ذاته : وقد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام أنّ الله أوحى إلى نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يستخلف علياًعليه‌السلام فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه ، فأنزل الله سبحانه هذه الآية تشجيعاً له على القيام بما أمره بأدائه(١) .

وقد وردت بعض الأقوال في تفسير هذه الآية بالعصمة من القتل(٢) .

ومن خلال ذلك نعلم أنَّ العصمة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله تحقّقت بشقّيها ـ سواء الخشية من القتل أو الخشية من التكذيب ـ حيث سلم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من المنافقين والحاقدين من أن يعتدوا عليه لتنصيب عليعليه‌السلام .

وهو في هذا الموقف يشابه موقف موسىعليه‌السلام حيث توقّف عن التبليغ خشية القتل ، كما حكى الله تعالى عنه :( رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ) (٣) ، وقد قتل علياًعليه‌السلام من قريش نفوساً كثيرة.

وأيضاً تحقّق له أمر تصديقهم له ، وتسليمهم لعليعليه‌السلام بإمرة المؤمنين ، والولاية في وقتها في أحاديث مشهورة متضافرة نقلت وقائع تلك الحادثة ، وهذا لا ينافي حصول المعارضة بعد ذلك ، لأنّ الذي يفهم من الآية وحسب ظاهرها أنّ العصمة كانت في آن التبليغ بولاية عليعليه‌السلام ، وقد تحقّق ذلك للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

( فايز الزبيدي ـ اليمن ـ ٤٠ سنة )

أمر التبليغ بولاية علي كانت فيه :

س : عندما أرسل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله الرسائل إلى قيصر الروم وملك فارس ، يدعوهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ، لم يذكر فيها الإمام علي عليه‌السلام إذ قال

____________

١ ـ المصدر السابق ٣ / ٣٨٣.

٢ ـ أُنظر : السنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٨ ، الأم ٤ / ١٦٨ ، بحار الأنوار ٨٩ / ١٦٤ ، الخرائج والجرائح ٣ / ١٠٤٥.

٣ ـ القصص : ٣٣.

٤٢٤

فيما معناه : « أن تشهد أنّ لا اله إلاّ الله محمّد رسول الله » ولم يضف : « علي ولي الله » ، لماذا؟

ج : من المعلوم لديكم أنّ أحكام الشريعة المقدّسة قد نزلت بالتدرّج ، ولم تنزل دفعة واحدة ، فإنّك تجد مثلاً أنّ النطق بالشهادتين في أوّل الدعوة مدعاة لعصمة المال والدم ، كما ورد في الأحاديث الشريفة المتضافرة : (لا أزال أقاتل الناس حتّى يقولوا : لا إله إلاّ الله ، فإذا قالوها فقد عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على الله »(١) .

ثمّ بعد نزول الفرائض وتوسّع الأحكام ، قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من شهد أن لا إله إلاّ الله ، واستقبل قبلتنا ، وصلّى صلاتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فهو المسلم ، له ما للمسلم ، وعليه ما على المسلم »(٢) .

لذا فالرسائل التي بعثها النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى رؤساء البلدان في أوّل الدعوة كانت وفق هذا السياق ، وهو إعلان التوحيد الذي أراده الله سبحانه ، بأن لا يشرك به عباده شيئاً ، والإقرار بنبوّة نبيّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الذي يعني التسليم بكُلّ ما سيبلّغه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله للأُمّة ، ومنها ولاية عليعليه‌السلام التي نزل أمر الله سبحانه للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بالتبليغ بها في آخر الدعوة ، كما هو المعلوم في قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (٣) .

وقد جمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أصحابه في ذلك الموقع الذي يقال له غدير خم في حادثة مشهورة معروفة ، ليخبرهم بأمر الله في التبليغ بولاية عليعليه‌السلام ، وبعد التبليغ بولايتهعليه‌السلام نزل قوله تعالى : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا »(٤) .

____________

١ ـ الأُم ٦ / ٤ و ١٧٠ ، المصنّف للصنعاني ١٠ / ١٧٢ ، السنن الكبرى للنسائي ٢ / ٢٨٠ ، المعجم الأوسط ٦ / ٢١٥ و ٢٩٩ ، المعجم الكبير ٢٠ / ٦٣.

٢ ـ صحيح البخاري ١ / ١٠٣ سنن النسائي ٧ / ٧٦ ، السنن الكبرى للنسائي ٢ / ٢٨٠.

٣ ـ المائدة : ٦٧.

٤ ـ المائدة : ٣.

٤٢٥

نعم ورد التبليغ بولاية عليعليه‌السلام وخلافته بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في موارد خاصّة ـ لا على نحو التبليغ العام كما جرى في غدير خم ـ كما في يوم الدار عند نزول قوله تعالى :( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) (١) ، حيث قال : النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله آخذاً بيد عليعليه‌السلام : « إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا »(٢) .

ولعلّ للتأخّر في الإبلاغ العام بولاية عليعليه‌السلام أسباب كثيرة ، فيها موقع سيف عليعليه‌السلام في الذود عن حمى الرسالة ، ووتره لكُلّ القبائل العربية بقتل أبنائها في الحروب التي واجهوا بها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولخصائصه النفسية وقربه الشديد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث جعله موضع حسد البعض وتحاملهم عليه.

لذا نجد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يخشى التبليغ بأمر الولاية بشكل عام ، والله سبحانه قد علم من نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله هذه الخشية ، فأخبره سبحانه بأنّه سيعصمه من الناس من حيث القتل والتكذيب عند التبليغ ، وقد وفى سبحانه لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما وعده عليه ، حيث سلّم جميع الحاضرين في يوم غدير خم على الإمام عليعليه‌السلام بالولاية.

وقد اشتهر قول عمر في تلك الواقعة : هنيأً يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كُلّ مؤمن ومؤمنة(٣) .

____________

١ ـ الشعراء : ٢١٣.

٢ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٩ ، تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٦٣ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢١١ ، جواهر المطالب ١ / ٨٠ ، جامع البيان ١٩ / ١٤٩ ، شواهد التنزيل ١ / ٤٨٦ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٣٦٤ ، السيرة النبوية لابن كثير ١ / ٤٥٩ ، كنز العمّال ١٣ / ١٣٣.

٣ ـ مسند أحمد ٤ / ٢٨١ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٠٣ ، شرح نهج البلاغة ٥ / ٨ ، نظم درر السمطين : ١٠٩ ، كنز العمّال ١٣ / ١٣٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٢٢ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٢٩ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٤١٧ ، جواهر المطالب ١ / ٨٤.

٤٢٦

الغسل :

( حسن أحمد الملاّح ـ البحرين ـ )

كيفية تغسيل الميت التالف :

س : نرجو التفضّل بإفادتنا حول كيفية إجراء غسل الميت في الحالات التالية :

١ ـ إذا تعرّض الإنسان لحرق أدّى لتفحّم الجثّة ، أو شبه التفحّم ، مع فقدان أعضاء التيمّم ، وعدم إمكان صبّ الماء بالطريقة المتعارفة في عملية الغسل ، خشية الضرر على الجثّة.

٢ ـ في حالة تعرّض الجثّة إلى التعجّن أو ما شابه ـ كما في حالات الكوارث من الطيران أو السيّارات ـ بحيث يختلط العظم باللحم والأحشاء ، ممّا لا يبقي الجثّة على صورتها الطبيعية ، بل يحوّلها إلى كومة من الخليط اللحمي ، أجارنا الله وإيّاكم والمؤمنين والمؤمنات من سوء هذا الأمر.

أفيدونا مأجورين.

ج : لقد ثبت في الفقه الإسلامي وأُصوله : إنّ لكُلّ موضوع حكماً ، وأنّ الحكم تابع للموضوع ، ومع فقد الموضوع يسقط الحكم ، كما أنّ مع تغيّر الموضوع يتغيّر الحكم ، وسقوط الحكم الشرعي إنّما يكون بواحدة من هذه الأُمور :

إمّا بالطاعة ، كمن يتوجّه إليه حكم الصلاة فصلّى ، فإنّ حكم وجوب الصلاة يسقط عنه ، وكذلك يسقط بالمعصية ، كمن لم يصلّ في وقتها

٤٢٧

معصيةً ، فإنّه يسقط عنه حكم الأداء ، ويبقى عليه حكم القضاء ، وقد أثم بترك الأداء لو كان متعمّداً.

وممّا يوجب سقوط الحكم أيضاً فقدان الموضوع ، كوجوب غسل الميت لو كان الميت موجوداً ، ومع عدمه ـ كما لو أكله الحيوان ، أو أخذه السيل ـ فإنّه يسقط الغسل أو التكفين ، ومفروض المسألة : لو كان يمكن غسله ولو بصبّ الماء عليه فإنّه يلزم ذلك ، أمّا لو كان بنحو لا يمكن حتّى صبّ الماء عليه ، فهو بحكم المفقود ، فيلزم سقوط الغسل عنه حينئذٍ.

وعن الإمام علي بن الحسين ، أو عن الإمام الصادقعليهم‌السلام قال : «المجدور والكسير والذي به القروح يصبّ عليه الماء صبّاً »(١) .

وعن الإمام عليعليه‌السلام أنّه سُئل عن رجل يحترق بالنار ، فأمرهم أن يصبّوا عليه الماء صبّاً ، وأن يصلّى عليه(٢) .

وعن الإمام عليعليه‌السلام أيضاً قال : « إنّ قوماً أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : يا رسول الله ، مات صاحب لنا وهو مجدور ، فإن غسلناه انسلخ ، فقال : يمّموه »(٣) .

وطبقاً لهذه الروايات الشريفة ، إن أمكن صبّ الماء عليه فليصب ، وإلاّ فيتيمّم ، إن كانت أعضاء التيمّم سالمة ويمكن تيمّمه ، وإلاّ فإنّه يسقط الحكم الشرعي ، أي وجوب الغسل بزوال الموضوع ، أو عدم التمكّن منه.

وجاء في كتاب العروة الوثقى : « القطعة المبانة من الميت ، إن لم يكن فيها عظم ، لا يجب غسلها ولا غيره ، بل تلفّ في خرقة وتدفن ، وإن كان فيها عظم ، وكان غير الصدر تغسل ، وتلفّ في خرقة وتدفن ، وإن كان الأحوط تكفينها بقدر ما بقي من محلّ القطعات الثلاث ، وكذا إن كان عظماً مجرّداً.

____________

١ ـ تهذيب الأحكام ١ / ٣٣٣.

٢ ـ الكافي ٣ / ٢١٣ ، تهذيب الأحكام ١ / ٣٣٣.

٣ ـ تهذيب الأحكام ١ / ٣٣٣.

٤٢٨

وأمّا إذا كانت مشتملة على الصدر ، وكذا الصدر وحده ، فتغسل وتكفّن ويصلّى عليها وتدفن ، وكذا بعض الصدر ، إذا كان مشتملاً على القلب ، بل وكذا عظم الصدر ، وإن لم يكن معه لحم.

وفي الكفن يجوز الاقتصار على الثوب واللفّافة ، إلاّ إذا كان محلّ المئزر أيضاً موجوداً ، والأحوط القطعات الثلاثة مطلقاً ، ويجب حنوطها أيضاً »(١) .

إن بقي جميع عظام الميّت بلا لحم ، وجب إجراء جميع الأعمال(٢) .

نقول : ولمّا كانت بعض هذه الموارد مورد احتياط واختلاف بين الفقهاء ، فالمفروض أن تسأل من تقلّده ، وترجع إليه في الفتوى.

( ـ البحرين ـ ١٨ سنة )

عندنا يختلف عن الغسل عند أهل السنّة :

س : هل يوجد اختلاف في الغسل بيننا وبين أهل السنّة ، كما هو موجود في الوضوء؟

ج : واجبات الغسل عندنا هي :

أوّلاً : النية ، ثانياً : غسل تمام البشرة ، ثالثاً : الترتيب بين أعضاء الغسل أي بين الرأس والطرفين ، وبين الشقّ الأيمن والأيسر ، رابعاً : تطهير تمام البدن من كُلّ نجاسة.

بينما نجد واجبات الغسل عند أهل السنّة تختلف حسب اختلاف المذاهب :

فقد اتفق الأئمّة الأربعة على أنّ تعميم الجسد كُلّه بالماء فرض ، واختلفوا في داخل الفم والأنف ، فقال الحنابلة والحنفية : إنّه من البدن ، فالمضمضة الاستنشاق فرض عندهما في الغسل ، أمّا الشافعية والمالكية فقد قالوا : إنّ الفرض هو غسل الظاهر فقط ، فلا تجب المضمضة والاستنشاق في الغسل.

____________

١ ـ العروة الوثقى ٢ / ٤٦.

٢ ـ نفس المصدر السابق.

٤٢٩

واتفقوا على ضرورة إيصال الماء إلى كُلّ ما يمكن إيصاله إليه من أجزاء البدن ، واتفقوا على إزالة كُلّ حائل يمنع وصول الماء إلى ما تحته ، إلاّ أنّ الحنفية قد اغتفروا للصناع ما يلصق برؤوس أناملهم تحت الأظافر ، إذا كان يتعذّر عليهم إزالته دفعاً للحرج.

واتفقت الشافعية والمالكية على أنّ النية فرض ، وأمّا الحنابلة يقولون : إنّ النية شرط لا فرض ، والحنفية يقولون : إنّها سنّة.

( ـ ٢٤ سنة ـ طالب جامعة )

الإمامعليه‌السلام يحتاج إليه :

س : هل الإمام المعصوم عليه‌السلام يحتاج إلى غسل؟ وإذا كان الجواب بنعم ، فما معنى طهارتهم في قوله تعالى : ( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (١) ؟

ج : إنّ حكم الغسل جار للمعصوم وغيره ، فالإمامعليه‌السلام يغتسل ويغسّل غسل الميت ، ولهذا ورد أنّ الإمام لا يغسّله إلاّ إمام مثله(٢) .

وأمّا المقصود من الطهارة للإمامعليه‌السلام في قوله تعالى :( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) هو : الطهارة من الآفات والمعاصي والذنوب.

فعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فأنا وأهل بيتي مطهّرون من الآفات والذنوب »(٣) .

____________

١ ـ الأحزاب : ٣٣.

٢ ـ الكافي ١ / ٣٨٥ ، الخرائج والجرائح ١ / ٢٦٤.

٣ ـ تفسير فرات الكوفي : ٣٤٠.

٤٣٠

الغلوّ :

( ـ ـ سنّي )

لا غلوّ في حبّ علي وما قاله :

س : أُودّ أن أفهم مدى الغلوّ في الإمام علي؟ وكيف أنّ الإمام علي روح من الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وكيف أنّ الإمام علي ( كرّم الله وجه ) قال : « أنا عبد من عبيد الرسول »؟

ج : نودّ إعلامك : أنّ الغلوّ بمعنى تجاوز الشيء حدّه ، لذا نهي عن الغلوّ في قوله تعالى :( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحقّ ) (١) ، لأنّ النصارى قالوا : إنّ المسيح ابن الله ، وهذا غلوّ في حقّ عيسى كونه ابن الله ، وغلوّ في حقّ الله تعالى لأنّهم نسبوا له ولداً ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

ثمّ إذا كان قصدك من الغلوّ في الإمام عليعليه‌السلام هو الحبّ الذي تكنّه الشيعة له ، فهذا لا يعدّ غلوّاً ، فإنّ الشيعة قد تبعت بذلك الله تعالى ورسوله ، ولم تتجاوز ذلك أبداً ، ففي حديث الراية ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّه الله ورسوله ، يفتح الله عليه » ، فإذا نحن بعليٍ وما نرجوه ، فقالوا : هذا علي ، فأعطاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ففتح الله عليه(٢) .

____________

١ ـ المائدة : ٧٧.

٢ ـ فضائل الصحابة : ١٥ ، مسند أحمد ٥ / ٣٣٣ ، صحيح البخاري ٤ / ٢٠ و ٢٠٧ و ٥ / ٧٦ ، السنن الكبرى للبيهقي ٦ / ٣٦٢ ، مجمع الزوائد ٦ / ١٥٠ ، مسند أبي داود : ٣٢٠ ، كتاب

٤٣١

وعن عوف بن أبي عثمان النهدي قال : قال رجل لسلمان : ما أشدّ حبّك لعلي! قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «من أحبّ علياً فقد أحبّني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني »(١) .

وهكذا ورد في علي بن أبي طالب كُلّ خير ، وفي موالاته كُلّ نجاة ، فهل حبّه الذي فرضه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله علينا يعدّ غلوّاً وتجاوزاً ، أعيذك بالله أن تجعل ما فعله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله غلوّاً وغير الحقّ ، وهكذا هو تعاملنا مع عليعليه‌السلام لا يتجاوز ما أمرنا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في حبّه وولايته.

وأيضاً في قوله تعالى :( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) (٢) فعن ابن عباس قال :( وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ ) يعني يحبّ الله ،( وَرَسُولَهُ ) يعني محمّداً ،( وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) يعني ويحبّ علي بن أبي طالب ،( فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) يعني شيعة الله ، وشيعة محمّد ، وشيعة علي هم الغالبون ، يعني العالون على جميع العباد ، الظاهرون على المخالفين لهم.

قال ابن عباس : فبدأ الله في هذه الآية بنفسه ، ثمّ ثنّى بمحمّد ، ثمّ ثلّث بعلي ، ثمّ قال : فلمّا نزلت هذه الآية قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «رحم الله علياً ، اللهم أدر الحقّ معه حيث دار ».

____________

السنّة : ٥٩٤ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٦ و ١٠٨ و ١٧٣ ، خصائص أمير المؤمنين : ٤٩ و ٥٦ و ٦١ ، المعجم الكبير ٧ / ٣١ و ١٨ / ٢٣٧ ، دلائل النبوّة : ١٢٤ ، شرح نهج البلاغة ١١ / ٢٣٤ و ١٣ / ١٨٦ ، نظم درر السمطين : ٩٨ ، كنز العمّال ١٠ / ٤٦٨ و ١٣ / ١٦٢ ، فيض القدير ٦ / ٤٦٥ ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٦ ، الثقات ٢ / ١٢ و ٢٦٧ ، الكامل في التاريخ ٥ / ٥٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٨٢ و ٨٨ و ٩٧ و ١١٨ و ١٢٣ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٥ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٦ ، الإصابة ٤ / ٤٦٦ ، أنساب الأشراف : ٩٣ ، الجوهرة : ٦٨ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٦ ، البداية والنهاية ٤ / ٢١١ و ٧ / ٢٥١ و ٣٧٢ ، السيرة النبوية لابن هشام ٣ / ٧٩٧ ، المناقب : ١٠٨ و ١٧٠ و ١٩٩ ، السيرة النبوية لابن كثير ٣ / ٣٥١ ، سبل الهدى والرشاد ٢ / ٣٢ و ١٠ / ٦٢ ، ينابيع المودّة ١ / ١٥٣ و ٢ / ٢٣١ و ٣٩٠ ، النهاية في غريب الحديث ٢ / ١٤٠ ، لسان العرب ١٠ / ٤٣٠ و ١٤ / ٣٥٢ ، تاج العروس ٧ / ١٣٣.

١ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٠ ، المناقب : ٧٠.

٢ ـ المائدة : ٥٦.

٤٣٢

قال ابن مؤمن ـ من علماء أهل السنّة ـ : « لا خلاف بين المفسّرين أنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي »(١) .

فإذا كان الأمر في علي هكذا ، فهل هذا غلوّ؟ وهل تقول الشيعة غير هذا في عليعليه‌السلام ، فهذه مرويّات أهل السنّة تؤكّد ما تذهب إليه الشيعة ، وما تعتقده في علي ، فهل هذا يعدّ غلوّاً فيه؟!

وما ذكرته من السؤال : كيف أنّ الإمام عليعليه‌السلام روح من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فإنا نؤكّد أنّ المقصود من الروح في سؤالك تعني به إمّا قبل الخلقة ، وإمّا بعد الخلقة :

أمّا قبل الخلقة : فإنّ حديث النورانية يؤكّد أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليعليه‌السلام كانا نوراً واحداً ، فلمّا خلق الله آدم قسّم ذلك النور إلى جزئين ، فجزء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجزء عليعليه‌السلام ، وهذا الحديث قد تواتر عند علماء أهل السنّة ، كما تواتر عند علماء الشيعة ، فعن سلمان المحمّدي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى ، قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزأين ، فجزء أنا ، وجزء علي بن أبي طالب »(٢) .

هذا بعض ما رواه علماء أهل السنّة في أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليعليه‌السلام كانا نوراً واحداً ، ثمّ قسّم إلى نورين : أحدهما النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والآخر عليعليه‌السلام ، ممّا يعني أنّهما روح واحدة في أصل خلقتهما ، وهي ما تعنيه أحاديث النور الواحد الآنفة الذكر.

أمّا بعد الخلقة : فإنّ القرآن قد نصّ على ذلك في قوله تعالى :( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا

____________

١ ـ شواهد التنزيل ١ / ٢٤٦.

٢ ـ نظم درر السمطين : ٧ و ٧٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٦٧ ، جواهر المطالب ١ / ٦١ ، ينابيع المودّة ١ / ٤٧ و ٢ / ٣٠٧ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ١٧١ ، المناقب : ١٤٥ ، الرياض النضرة ٣ / ١٠٣.

٤٣٣

وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) (١) ، فعن جابر :( وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) رسول الله وعلي ،( أَبْنَاءنَا ) الحسن والحسين ،( وَنِسَاءنَا ) فاطمة(٢) .

وعن ابن عباس قال : نزلت في رسول الله وعلي( وَأَنفُسَنَا ) (٣) ، وقال الشعبي :( وَأَنفُسَنَا ) علي بن أبي طالب(٤) .

والخطاب كان موجّهاً من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله للنصارى بقوله: ( وَأَنفُسَنَا ) ، يعني نفس النبيّ الذي هو علي ، لأنّ الضمير « نا » وهو ضمير المتكلّم يرجع إلى علي ، فعليعليه‌السلام نفس النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بمقتضى سياق الآية.

هذا ما أمكننا ذكره في هذه العجالة ، ومنه ثبت أنّ علياً نفس النبيّ ، أي روحه كما عبّرت في سؤالك.

وعن حبشي بن جنادة السلولي قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي منّي وأنا منه ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ علي »(٥) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي منّي وأنا منه » يعني أنّ « من » التي تفيد التبعيض ، تؤكّد أنّ علياً من النبيّ ، أي امتداد له وهو نفسه ، وليس في ذلك دعوى تدّعيها الشيعة دون ما تستند إلى نصوصٍ صريحة صحيحة.

____________

١ ـ آل عمران : ٦١.

٢ ـ الدرّ المنثور ٢ / ٣٩ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٣٧٩.

٣ ـ شواهد التنزيل ١ / ١٦٠.

٤ ـ أسباب نزول الآيات : ٦٨.

٥ ـ فضائل الصحابة : ١٥ ، تحفة الأحوذي ١٠ / ١٥٢ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٥ ، الآحاد والمثاني ٣ / ١٨٣ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٥ و ١٢٨ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٠ ، المعجم الكبير ٤ / ١٦ ، نظم درر السمطين : ٧٩ ، الجامع الصغير ٢ / ١٧٧ ، كنز العمّال ١١ / ٦٠٣ ، كشف الخفاء ١ / ٢٠٥ ، شواهد التنزيل ١ / ٣١٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٤٥ ، تهذيب الكمال ٥ / ٣٥٠ ، سير أعلام النبلاء ٨ / ٢١٢ ، الجوهرة : ٦٣ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٣٢ و ٧ / ٣٩٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٧٨ و ٩٦ و ٣ / ١٤٣ ، الصواعق المحرقة ٢ / ٣٥٦.

٤٣٤

على أنّ كلامنا هذا يؤكّده أبو بكر في حقّ عليعليه‌السلام ومنزلته ، فعن ابن السمّاك : أنّ أبا بكر قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :« لا يجوز أحد الصراط إلاّ من كتب له علي الجواز » (١) .

أمّا قولك : إنّ علياًعليه‌السلام قال :« أنا عبد من عبيد الرسول » ، فهذا لا ينافي عبودية علي لله تعالى ، فعلي عبد لله ، ورسول الله عبد لله تعالى ، ومعنى قوله :« أنا عبد من عبيد محمّد » ، يعني أنا تابع من أتباعه ، ومطيع له ، وهو بمعنى قولك : إنّ زيد عبد لعمرو ، أي أنّ عمرو له حقّ الطاعة على زيد ، ولا يعني أن تريد يعبد عمرواً ، فالعبد هنا تابع لسيّده ومطيع له ، وهذا منتهى إخلاص علي للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهو يقرّ له بالطاعة والاتباع ، وليس كما تتصوّر أنّ ذلك يعني العبودية المطلقة ، فالعبودية المطلقة لله تعالى وحده لا يشاركه فيه أحد ، ومن قال خلاف ذلك فهو كافر مشرك.

( هادي محمّد ـ الكويت ـ )

ليس في خطبتي البيان والطتنجية غلوّ :

السؤال : هل لخطبة البيان والطتنجية سند؟ وإذا كان لها سند ألا تفيد الغلوّ؟ شكراً لمساعيكم.

ج : كثيراً ما يتساءل عن خطبة البيان والخطبة الطتنجية سنداً ودلالةً ، بل كُلّ ما هناك من ألفاظ وصفات إلهية نسبت للمعصومينعليهم‌السلام ممّا تفيد الغلوّ ، بل الشرك والكفر ، لو أُريد منها معانيها الظاهرية أمثال قولهمعليهم‌السلام : « نحن الأوّل ، والآخر ، والظاهر ، والباطن» وإلى غير ذلك.

فنقول وبالله التوفيق : إنّ الأُمّة المحمّدية قد خصّت من دون الأُمم بفضيلة الإسناد ، وفُضّلت على سائر الشرائع بنعمة الاستناد والاتصال بالمعصومينعليهم‌السلام

____________

١ ـ ذخائر العقبى : ٧١ ، ينابيع المودّة ٢ / ٤٠٤ و ٣ / ٢٣٠ ، الصواعق المحرقة ٢ / ٣٦٩ ، الرياض النضرة ٣ / ١١٨.

٤٣٥

بالرجال الثقات والممدوحين ، وعليه فكُلّ خبر ما لم يكن مسنداً متّصلاً لا قيمة له ولا حجّية ، من أيّ أحد صدر ، ولأيّ شخص نُسب ، وما أرسل منه أو رفع ، أو وقف له أحكامه الخاصّة به ، مذكورة في محلّها ، وعليه :

أوّلاً : لم يذكر لأمثال هذه الخطب سنداً معتبراً ، بل قد نجده أرسل ـ بالمعنى الأعم ـ مع أنّا نجد غالب كلمات أمير المؤمنينعليه‌السلام وخطبه مسندة في مواطن ، وإن كانت مرسلة في النهج وغيره.

ثانياً : صرف وجود خطبة أو رواية في كتاب ـ مهما كان ـ لا يكفي على مذهب الإمامية للحجّية ، ما لم يقرن بقرائن خاصّة مذكورة في محلّها ، وهذا ما يسمّى بالوجادة ، التي لا حجّية فيها ولا سندية لها في نفسها.

ثالثاً : إنّ إعراض العلماء موهن للخبر ، بل قد يسقطه عن الحجّية ، خصوصاً وهو في مرأى ومسمع منهم ، وأيضاً عدم وجوده في كتب الأُصول « لأُم» عند الطائفة ، وعدم درجه فيها مضعّف له.

رابعاً : وجود طائفة كبيرة من أخبار العرض ـ الأخبار العلاجية ـ وما ورد عنهمعليهم‌السلام مستفيضاً من قولهم عن الحديث : «ما خالف كتاب الله فهو : زخرف : لم نقله : وأضربه عرض الجدار ، و ... » ، وهي أحاديث لا تحصى كثرةً ، كما لنا أحاديث جمّة في إسقاط كُلّ حديث خالف العقول ، أو لزم منه الشرك والكفر ، إلاّ إذا أمكن تأويله أو حمله على محمل صحيح ، هذا بشكل عام ، وهي فائدة تنفع في موارد متعدّدة ، ومقامات أُخرى.

وأمّا ما يخصّ المقام فنقول :

أوّلاً : لقد نُسب للسيّد الخوئيقدس‌سره في خصوص خطبة البيان كون ألفاظها ركيكة ، وأنّها ليست بعربية فصيحة ، وأنّها مخالفة للسان أهل البيتعليهم‌السلام ، وهو كلام إنّما يتمّ عند أهل الفن خاصّة ، وفيه مجال للرّد والإبرام ، خصوصاً مع كون «حديثنا صعب مستصعب » ، وقولهمعليهم‌السلام : « ردّوه إلينا » ، كما ويخشى من تعميمه في مواطن أُخرى من غير من هو أهل لذلك.

٤٣٦

ثانياً : وجود روايات صريحة صحيحة كثيرة مقابل هذه الأخبار الشاذّة النادرة ، وهذا كافٍ لإسقاطها عن الحجّية.

ثالثاً : إنّها مخالفة للعقل ، ولا يمكن القول بظاهرها من موحّد ، إلى غير ذلك من الوجوه الكثيرة ، التي لا غرض لنا هنا بإحصائها ، إذ لا نجد ثمّة ضرورة في ذلك.

والحاصل : إنّ عمدة الإشكال هنا أنّا لهم مع قوله تعالى :( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ) (١) ، وقوله عزّ من قائل :( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (٢) ، وقوله عزّ اسمه :( إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ) (٣) وغيرها مثلاً وما أكثرها ، فكيف يردّ التعبير عنهمعليهم‌السلام أمثال هذه الألفاظ التي يستشمّ منها الغلوّ والكفر ، والعياذ بالله.

ولبّ الجواب عليه ـ فضلاً عمّا سلف ـ هو : إنّه وردت في كتبنا روايات كثيرة عنهمعليهم‌السلام صحيحة ، عندما ذكروا هذه الألفاظ فيها فسّروها لنا ، وقالوا : نقصد منها كذا ، فلو فسّرت بغير هذا من أيّ كان ، أو أخذ بظواهرها ، لكان ردّاً عليهمعليهم‌السلام ، ولابدّ من الأخذ بتأويلهم وبما فسّروه ، وإلاّ لكان باطلاً لم يقصدوه ولا يريدوه ، بل تقوّل عليهم وافتراء ، مثال ذلك :

أ ـ قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا الأوّل والآخر » ، ثمّ فسّره بقوله : «أوّل في النبوّة ، وآخر في البعثة »(٤) .

ب ـ سئل أمير المؤمنينعليه‌السلام : كيف أصبحت؟ فقال : «أصبحت وأنا الصدّيق الأوّل الأكبر ، والفاروق الأعظم ، وأنا وصيّ خير البشر ، وأنا الأوّل وأنا

____________

١ ـ النجم : ٤٣ ـ ٤٤.

٢ ـ الحديد : ٣.

٣ ـ البقرة : ٢٥٨.

٤ ـ إعلام الورى ١ / ٥١ ، كشف الغمّة ١ / ١٣.

٤٣٧

الآخر ، وأنا الباطن وأنا الظاهر ، وأنا بكُلّ شيء عليم ، وأنا عين الله ، وأنا جنب الله ، وأنا أمين الله على المرسلين ، بنا عبد الله ، ونحن خزّان الله في أرضه وسمائه ، وأنا أُحيي وأنا أُميت ، وأنا حيّ لا أموت ».

فتعجّب الإعرابي من قوله ، فقالعليه‌السلام : « أنا الأوّل ؛ أوّل من آمن برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنا الآخر ؛ آخر من نظر فيه لمّا كان في لحده ، وأنا الظاهر فظاهر الإسلام ، وأنا الباطن بطين من العلم ، وأنا بكُلّ شيء عليم ؛ فإنّي عليم بكُلّ شيء أخبر الله به نبيّه فأخبرني به ، فأمّا عين الله ؛ فأنا عينه على المؤمنين والكفرة ، وأمّا جنب الله ؛ فأن تقول نفس : يا حسرتا على ما فرّطت في جنب الله ، ومن فرّط فيّ فقد فرّط في الله ، ولم يخبر لنبيّ نبوّة حتّى يأخذ خاتماً من محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلذلك سمّي خاتم النبيين محمّد سيّد النبيين ، فأنا سيّد الوصيين.

وأمّا خزّان الله في أرضه ؛ فقد علمنا ما علمّنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقول صادق ، وأنا أُحيي ؛ أُحيي سنّة رسول الله ، وأنا أُميت ؛ أُميت البدعة ، وأنا حيّ لا أموت لقوله تعالى : ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) »(١) .

ج ـ روي أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام كان قاعداً في المسجد ، وعنده جماعة ، فقالوا له : حدّثنا يا أمير المؤمنين ، فقال لهم : «ويحكم إنّ كلامي صعب مستصعب ، لا يعقله إلاّ العالمون » ، قالوا : لابدّ من أن تحدّثنا ، قال : «قوموا بنا » ، فدخل الدار.

فقال : «أنا الذي علوت فقهرت ، أنا الذي أُحيي وأُميت ، أنا الأوّل والآخر ، والظاهر والباطن » ، فغضبوا وقالوا : كفر!! وقاموا.

فقال عليعليه‌السلام للباب : «يا باب استمسك عليهم »! فاستمسك عليهم الباب ، فقال : «ألم أقل لكم إنّ كلامي صعب مستصعب ، لا يعقله إلاّ العالمون؟!

____________

١ ـ آل عمران : ١٦٩ ، مناقب آل أبي طالب ٢ / ٢٠٥.

٤٣٨

تعالوا أفسّر لكم ، أمّا قولي : أنا الذي علوت فقهرت ، فأنا الذي علوتكم بهذا السيف فقهرتكم حتّى آمنتم بالله ورسوله ، وأمّا قولي : أنا أُحيي وأُميت ؛ فأنا أُحيي السنّة وأُميت البدعة.

أمّا قولي : أنا الأوّل ؛ فأنا أوّل من آمن بالله وأسلم ، وأمّا قولي : أنا الآخر ؛ فأنا آخر من سجّى على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ثوبه ودفنه ، وأمّا قولي : أنا الظاهر والباطن ، فأنا عندي علم الظاهر والباطن ».

قالوا : فرّجت عنا فرّج الله عنك(١) .

د ـ عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : «قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنا وجه الله ، أنا جنب الله ، وأنا الأوّل ، وأنا الآخر ، وأنا الظاهر ، وأنا الباطن ، وأنا وارث الأرض ، وأنا سبيل الله ، وبه عزمت عليه ».

قال معروف بن خربوذ : ولها تفسير غير ما يذهب فيها أهل الغلوّ(٢) .

وعلّق عليه العلاّمة المجلسيقدس‌سره بقوله : « وبه عزمت عليه ، أي بالله أقسمت على الله عند سؤال الحوائج عنه »(٣) .

( ـ البحرين ـ )

ليس عندنا غلوّ :

س : يطلقون علينا ألفاظ كالرافضة والغلاة ، فما معنى الغلوّ لغة واصطلاحاً؟ وهل ينطبق علينا الغلوّ واقعاً؟

ج : إنّ الغلوّ لغة هو : مجاوزة الحدّ ، قال ابن منظور : « وغلا في الدين ، والأمر يغلو غلوّاً : جاوز حدّه التهذيب : قال بعضهم : غلوت في الأمر غلوّاً وغلانية وغلانيا إذا جاوزت فيه الحدّ ، وأفرطت فيه »(٤) .

____________

١ ـ الاختصاص : ١٦٣.

٢ ـ اختيار معرفة الرجال ٢ / ٤٧١.

٣ ـ بحار الأنوار ٣٩ / ٣٤٩.

٤ ـ لسان العرب ١٥ / ١٣٢.

٤٣٩

فالغلوّ : هو الارتفاع والتجاوز للحدّ ، وهو في كُلّ شيء بحسبه.

أمّا الغلوّ اصطلاحاً هو : تجاوز أشخاص البشر عن مقاماتها من حدّ العبودية إلى مقام الربوبية ، كما فعل أهل الكتاب بأنبيائهم ، كما في قوله تعالى :( لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ ) (١) ، وهذا وارد بحقّ النصارى في عيسىعليه‌السلام ، حين رفعوه من مقام النبوّة إلى مقام الربوبية والأُلوهية.

والغالي في الإسلام : الذي يقول في محمّد وآلهعليهم‌السلام بما لا يقولون : كأنّ يدّعي فيهم النبوّة والأُلوهية ، كالغلاة الذين قالوا بأُلوهية الإمام عليعليه‌السلام ، فحكم فيهم بالقتل والتحريق بالنار ، وقضت الأئمّةعليهم‌السلام عليهم بالإكفار ، والخروج عن الإسلام.

أمّا نحن الشيعة الإمامية الإنثا عشرية فلا ندّعي في أئمّتناعليهم‌السلام شيئاً من ذلك ، بل نقول فيهم كما قال الإمام عليعليه‌السلام : «لا تتجاوزوا بنا العبودية ، ثمّ قولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا »(٢) .

لذا تجدنا نقول في زيارتهمعليهم‌السلام : السلام على عباد الله المكرمين ، السلام على عباد الله المخلصين.

____________

١ ـ المائدة : ٧٧.

٢ ـ الاحتجاج ٢ / ٢٣٣.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585