موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

موسوعة الأسئلة العقائديّة10%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-04-1
الصفحات: 585

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 585 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 265949 / تحميل: 7517
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٤-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

بالمعجمة ، وهو تصحيف(1) .

هذا ، وما مرّ من أنّه يقال له : حضير الكتائب ، المراد بالضمير : حضير ، لا : أسيد ، فإنّه الذي يقال له ذلك دونه. وظاهرصه ول خلاف الظاهر.

وفي القاموس : أسيد بن حضير صحابي ، ويقال لأبيه : حضير الكتائب(2) .

399 ـ الأشجع السلمي :

من شعراء أهل البيتعليهم‌السلام ، دخل على الصادقعليه‌السلام ، ب(3) .

أقول : ذكره فيه في الخاتمة في الشعراء المتكلّفين ، كحسّان بن ثابت ومروان بن أبي حفصة.

وفي الوجيزة : ممدوح(4) ، فتأمّل.

400 ـ الأشعث بن قيس الكندي :

أبو محمّد ، ارتدّ بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في ردّة أهل ياسر ، زوّجه أبو بكر أخته أم فروة ـ وكانت عوراء ـ فولدت له محمّدا. كان من‌

__________________

(1) النهاية لابن الأثير : 1 / 139.

(2) القاموس المحيط : 2 / 11.

(3) معالم العلماء : 153 ، ولم يرد فيه : دخل على الصادقعليه‌السلام .

وفي أمالي الشيخ الطوسي : 1 / 287 ، نقلا عن الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام قال : كنت عند سيّدنا الصادق عليه‌السلام ، إذ دخل عليه أشجع السلمي يمدحه ، فوجده عليلا. إلى آخره.

(4) الوجيزة : 163 / 220.

١٠١

أصحاب عليّعليه‌السلام ثم صار خارجيّا ملعونا ،صه (1) ، ل(2) .

ويأتي ذكر الأشاعثة في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى(3) .

وسنذكره في جرير بن عبد الله(4) .

401 ـ الأصبغ بن نباتة المجاشعي :

كان من خاصّة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعمّر بعده ،جش (5) .

صه ، إلاّ : المجاشعي ، وزاد : وهو مشكور(6) .

وفيست : من خاصّة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعمّر بعده(7) .

وفي ل : ابن نباتة(8) .

وزاد ي : التميمي ، الحنظلي(9) .

وفيكش : محمّد بن مسعود ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن رجل ، عن الأصبغ ، قال : قلت له : كيف سمّيتم شرطة الخميس(10) ؟

__________________

(1) الخلاصة : 206 / 1 ، وفيها : أشعث بن قيس. وفي نسخة « م » : الأشجع.

(2) رجال الشيخ : 4 / 23 ، وفيه : أشعث بن قيس ، ولم يرد فيه قوله : كان من أصحاب.

إلى آخره.

(3) إن شاء الله تعالى ، وردت في نسخة « ش » بعد : جرير بن عبد الله. وسيأتي ذكر الأشاعثة في باب الألقاب.

(4) فيه نقلا عن ابن أبي الحديد في شرحه على النهج : 4 / 74 : وكان الأشعث بن قيس الكندي وجرير بن عبد الله البجليّ يبغضانه ـ أي عليّعليه‌السلام ـ وهدم عليّعليه‌السلام دار جرير بن عبد الله.

(5) رجال النجاشي : 8 / 5.

(6) الخلاصة : 24 / 9.

(7) الفهرست : 37 / 119.

(8) لم يرد له ذكر في أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(9) رجال الشيخ : 34 / 2.

(10) في المصدر زيادة : يا أصبغ.

١٠٢

قال : إنّا ضمنّا له الذبح وضمن لنا الفتح ، يعني أمير المؤمنينعليه‌السلام (1) .

نصر بن الصباح ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي(2) الجارود ، قال : قلت للأصبغ بن نباتة : ما كان منزلة هذا الرجل فيكم؟

فقال : ما أدري ما تقول ، إلاّ أنّ سيوفنا على عواتقنا ، فمن أومأ إلينا(3) ضربناه بها(4) .

وفي أوّل الكتاب مثله ، وزاد : وكان يقول لنا : تشرّطوا تشرّطوا ، فو الله ما اشتراطكم لذهب ولا فضّة(5) ، ولا(6) اشتراطكم إلاّ للموت. إنّ قوما قبلكم(7) من بني إسرائيل تشارطوا بينهم ، فما مات أحد منهم حتّى كان نبيّ قومه أو نبيّ قريته أو نبيّ نفسه ، وإنّكم لبمنزلتهم غير أنّكم لستم بأنبياء(8) .

وفيطس : مشكور(9) .

وقي عدّه من أصحابهعليه‌السلام من اليمن(10) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 103 / 165.

(2) أبي ، لم ترد في نسخة « م ».

(3) في المصدر : إليه.

(4) رجال الكشّي : 103 / 164 ، وورد السند فيه هكذا : طاهر بن عيسى الوراق ، قال : حدثنا جعفر بن أحمد التاجر ، قال : حدّثني أبو الخير صالح بن أبي حمّاد ، عن محمّد بن الحسين ابن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال.

(5) في المصدر : لفضّة.

(6) في المصدر : وما.

(7) في المصدر : من قبلكم.

(8) رجال الكشّي : 5 / 8.

(9) التحرير الطاووسي : 77 / 47.

(10) رجال البرقي : 6 ، وعدّه في : 5 أيضا من خواصّ أمير المؤمنينعليه‌السلام من مضر.

١٠٣

أقول : ذكره في الحاوي في الحسان(1) .

وفي الوجيزة : ممدوح(2) .

وفيضح : نباتة : بضمّ النون ، والمجاشعي : بضمّ الميم(3) .

وعن الأنساب للسمعاني(4) : مجاشع : قبيلة من تميم بن دارم(5) .

ويأتي معنى شرطة الخميس في عبد الله بن يحيى الحضرمي.

402 ـ أصرم بن حوشب البجلي :

عامي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (6) .

وزادجش : نسخة ، رواها عنه محمّد بن خالد البرقي(7) .

وفيست : له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه(8) .

أقول : فيضح : بالهمزة المفتوحة ، والمهملة الساكنة ، والراء المفتوحة ، ابن حوشب : بالمهملة المفتوحة ، والواو الساكنة ، والمعجمة ، والموحّدة(9) (10) .

__________________

(1) حاوي الأقوال : 180 / 906.

(2) الوجيزة : 163 / 224.

(3) إيضاح الاشتباه : 80 / 2.

(4) للسمعاني ، لم ترد في نسخة « م ».

(5) أنساب السمعاني : 12 / 86 ، وفيه : من تميم من دارم.

(6) الخلاصة : 207 / 9.

(7) رجال النجاشي : 107 / 271.

(8) الفهرست : 38 / 120.

(9) في نسخة « ش » : والمعجمة الموحّدة.

(10) إيضاح الاشتباه : 114 / 97.

١٠٤

403 ـ الأعلم الأزدي :

في آخر الباب الأوّل(1) منصه : أنّه من أولياء عليّعليه‌السلام (2) .

وفي النقد : ثقة ، د(3) ، ولم أجده في غيره(4) ، انتهى فتأمّل ،تعق (5) .

404 ـ أعين بن سنسن :

والد زرارةرضي‌الله‌عنه ، غير مذكور في الكتابين.

وفي رسالة أبي غالب الزراريرضي‌الله‌عنه : كان أعين غلاما روميّا ، اشتراه رجل من بني شيبان ، فربّاه وتبنّاه ، وأحسن تأديبه ، وحفظ القرآن ، وعرف الأدب ، وخرج بارعا أديبا ، فأعتقه ، وقال له(6) : استلحقك؟ قال : لا ، ولائي(7) منك أحبّ إليّ من النسب.

وكان أبوه يسمّى : سنسن ، وكان راهبا نصرانيا ، وذكر أنّه من غسّان ، دخل بلد الروم(8) ، وكان يدخل بلاد الإسلام بأمان(9) ابنه أعين ويرجع إلى بلاده(10) .

405 ـ إلياس الصيرفي :

خيّر ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام ،صه (11) .

__________________

(1) الأوّل ، لم ترد في نسخة « م ».

(2) الخلاصة : 192.

(3) رجال ابن داود : 52 / 199.

(4) نقد الرجال : 49 / 1.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 131 ، ولم يرد فيه : فتأمّل.

(6) في المصدر : وخرج أديبا بارعا ، فقال له مولاه.

(7) في النسخ : ولاء.

(8) في المصدر : دخل بلاد الروم في أوّل الإسلام.

(9) في المصدر زيادة : فيزور.

(10) رسالة أبي غالب الزراري : 128.

(11) الخلاصة : 23 / 2.

١٠٥

والظاهر أنّه ابن(1) عمرو الآتي.

وفيتعق : قال المحقّق الشيخ محمّد : في الظنّ أنّ العلاّمة صحّف لفظ خزّاز في كلامجش في الحسن بن عليّ ابن بنت إلياس ب : خيّران(2) ، فتوهّم أنّه وجدّه خيّران من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، ولذا قال : اليأس الصيرفي ، خيّر ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، مع أنّ عبارةجش : ابن بنت إلياس الصيرفي ، خزّاز(3) ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام (4) ، انتهى.

ولعلّه كذلك ، لكنّه عجيب ، فإنّه ذكر إلياس البجلي من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وأنّه جدّ الحسن بن عليّ ابن بنت إلياس(5) ، كما يأتي(6) .

أقول : لا ريب في الاتّحاد والتصحيف ، ومنشأه ما ذكروا. ووصفه بالصيرفي أيضا مأخوذ من هناك ، فلاحظ.

وصرّح بما ذكرناه أيضا في الحاوي(7) .

ويأتي في الذي يليه أيضا بعض ما فيه.

406 ـ إلياس بن عمرو البجلي :

شيخ من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، متحقّق بهذا الأمر ، وهو جدّ الحسن بن عليّ ابن بنت إلياس ،صه (8) .

__________________

(1) ابن ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) الخلاصة : 41 / 16.

(3) في نسخة « م » : خزار.

(4) رجال النجاشي : 39 / 80.

(5) الخلاصة : 22 / 1.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 63.

(7) حاوي الأقوال : 229 / 1209.

(8) الخلاصة : 22 / 1 ، وفيها زيادة : ثقة ، في آخر الترجمة.

١٠٦

وزادجش : له كتاب ، يرويه جماعة ، الحسن بن عليّ الأشعري ، عنه ، به(1) .

وفيتعق : يأتي في الحسن بن عليّ عنه حديث ينبغي أن يلاحظ(2) .

أقول : يدلّ الحديث على حسن اعتقاده ، وكونه شيخا من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام على جلالته ، ورواية جماعة كتابه على الاعتماد عليه ، ولذا ذكره فيصه في القسم الأوّل.

وفي الوجيزة : ممدوح(3) .

وفي الحاوي ذكره في الضعاف(4) ، فتأمّل.

ومرّ في الذي قبيله ذكره.

407 ـ أميّة بن علي القيسي :

الشامي ؛ ضعّفه أصحابنا ، وقالوا : روى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، له كتاب ، أحمد بن هلال ، عنه به ،جش (5) .

صه ، إلى : أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وزاد :

قالغض : يكنّى أبا محمّد ، في عداد القميّين ضعيف ، في مذهبه ارتفاع(6) .

وفيتعق : عنه رواية نذكرها في حمّاد بن عيسى(7) ، يظهر منها حسن‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 107 / 272.

(2) رجال النجاشي : 39 / 80 ، تعليقة الوحيد البهبهاني : 63.

(3) الوجيزة : 164 / 236.

(4) حاوي الأقوال : 229 / 1210.

(5) رجال النجاشي : 105 / 264.

(6) الخلاصة : 206 / 2 ، وفيها بدل القيسي : القتيبي.

(7) كشف الغمّة : 2 / 365.

١٠٧

ما فيه.

والظاهر أنّ حكمه بتضعيف الأصحاب ممّا ذكرهغض ، ويشير إليه عدم تعرّضجش له أصلا(1) .

أقول : ما استظهره دام فضله غير ظاهر ، وقوله : يشير إليه عدم تعرّضجش ، عجيب ، بعد ما مرّ عنهرحمه‌الله .

ولذا في الوجيزة : ضعيف(2) .

408 ـ أميّة بن عمرو :

واقفي ،ظم (3) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (4) .

وفيجش : أميّة بن عمرو الشعيري ، كوفيّ ، أكثر كتابه عن إسماعيل السكوني.

أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عنه(5) .

وفيست : له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه(6) .

409 ـ أنس بن أبي القاسم :

الحضرمي ، الكوفي ، أسند عنه ،ق (7) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 63.

(2) الوجيزة : 164 / 238.

(3) رجال الشيخ : 343 / 11.

(4) الخلاصة : 205 / 1.

(5) رجال النجاشي : 105 / 263.

(6) الفهرست : 38 / 121.

(7) رجال الشيخ : 152 / 192.

١٠٨

410 ـ أنس بن الحارث :

قتل مع الحسينعليه‌السلام ،صه (1) ، ل(2) .

وفي سين : ابن الحارث الكاهلي(3) .

411 ـ أنس بن عياض :

بالمهملة المكسورة ، يكنّى أبا ضمرة الليثي ، عربيّ من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، مدني ، ثقة ، صحيح الحديث ،صه (4) ،جش ، إلاّ الترجمة(5) .

وكذاست ، إلاّ : ابن عبد مناة بن كنانة ، وزاد :

له كتاب ، أخبرنا به الحسين بن عبيد الله ، عن الحسن بن حمزة ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عنه(6) .

وفيق : ابن عياض الليثي ، أبو ضمرة المدني(7) .

أقول : فيمشكا : ابن عياض الثقة ، عنه يونس بن عبد الأعلى ، وعليّ ابن إبراهيم(8) .

412 ـ أنس بن مالك :

أبو حمزة ـ خادم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ الأنصاري ، ل(9) .

__________________

(1) الخلاصة : 22 / 1.

(2) رجال الشيخ : 3 / 9.

(3) رجال الشيخ : 71 / 1.

(4) الخلاصة : 22 / 3 ، وفيها : يكنى أبا ضمير حمزة.

(5) رجال النجاشي : 106 / 269.

(6) الفهرست : 39 / 123.

(7) رجال الشيخ : 152 / 193.

(8) هداية المحدثين : 21.

(9) رجال الشيخ : 3 / 5.

١٠٩

وفيكش ما يأتي في البراء بن عازب(1) .

أقول : في شرح ابن أبي الحديد : ذكر جماعة من شيوخنا البغداديّين أنّ عدّة من الصحابة والتابعين(2) كانوا منحرفين عن عليّعليه‌السلام ، قائلين فيه السوء ، ومنهم من كتم مناقبه وأعان أعدائه ، ميلا مع الدنيا وإيثارا للعاجلة ، فمنهم أنس بن مالك.

ناشد عليّعليه‌السلام الناس في رحبة القصر ـ أو قال : في رحبة الجامع ـ بالكوفة : أيّكم سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه؟

فقام اثنا عشر رجلا ، فشهدوا بها ، وأنس بن مالك في القوم لم يقم.

فقال له : يا أنس ، ما منعك(3) أن تقوم فتشهد؟ فلقد(4) حضرتها.

فقال : يا أمير المؤمنين ، كبرت ونسيت.

فقال : اللهم إن كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة.

قال طلحة بن عمرو(5) : فو الله لقد رأيت الوضح(6) به بعد ذلك أبيض بين عينيه(7) ، انتهى.

وقال في موضع آخر منه : ذكر ابن قتيبة حديث البرص والدعوة في‌

__________________

(1) فيه أنّه كتم منقبة لعليّعليه‌السلام في غدير خم ، فدعا الإمامعليه‌السلام عليه ، فأصيب بالبرص ، وحلف أن لا يكتم منقبة لعليّعليه‌السلام . رجال الكشّي : 45 / 95.

(2) في المصدر زيادة : والمحدّثين.

(3) في المصدر : ما يمنعك.

(4) في المصدر : ولقد.

(5) في المصدر : عمير ، وفي نسخة « م » : عمر.

(6) الوضح : كناية عن البرص. ( لسان العرب : 2 / 634 ).

(7) شرح نهج البلاغة : 4 / 74.

١١٠

كتاب المعارف في باب البرص(1) . وابن قتيبة غير متّهم في حقّ عليّعليه‌السلام ، المشهور(2) من انحرافه عنهعليه‌السلام (3) ، انتهى.

وروى حديث البرص الصدوق في المجالس(4) ، والراوندي في الخرائج والجرائح(5) .

وحديث الطير أيضا يدلّ على ذمّه(6) .

وفي الوجيزة : ضعيف(7) .

413 ـ أنسه :

مولى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، شهد بدرا ، وقيل : قتل بها ، وقيل : بقي إلى أحد ، ل(8) .

414 ـ أويس القرني :

بفتح الراء ، أحد الزهّاد الثمانية ، قاله الفضل بن شاذان ،صه (9) .

وفيكش : عليّ بن محمّد بن قتيبة ، قال : سئل أبو محمّد الفضل بن شاذان عن الزهّاد الثمانية فقال : الربيع بن خيثم وهرم بن حيّان وأويس القرني وعامر بن عبد قيس ، وكانوا مع عليّعليه‌السلام ومن أصحابه(10) ، وكانوا‌

__________________

(1) المعارف : 320.

(2) في المصدر : على المشهور.

(3) شرح نهج البلاغة : 19 / 218.

(4) أمالي الصدوق : 106 / 1 ، المجلس السادس والعشرون.

(5) الخرائج والجرائح 1 : 207 / 49.

(6) أمالي الصدوق : 521 / 3 ، المجلس الرابع والتسعون.

(7) الوجيزة : 164 / 243.

(8) رجال الشيخ : 5 / 41 ، وفيه : أنس.

(9) الخلاصة : 24 / 8.

(10) في نسخة « م » زيادة :عليه‌السلام .

١١١

زهّادا أتقياء.

وأمّا أبو مسلم أهبان بن صيفي(1) ، فإنّه كان فاجرا مرائيا ، وكان صاحب معاوية ، وهو الذي كان يحثّ الناس على قتال عليّعليه‌السلام . فقال(2) لعليّعليه‌السلام : ادفع إلينا المهاجرين والأنصار حتّى نقتلهم بعثمان ، فأبى عليّعليه‌السلام ذلك ، فقال أبو مسلم : الآن طاب الضراب ، إنّما كان وضع فخّا ومصيدة.

وأمّا مسروق ، فإنّه كان عشّارا لمعاوية ، ومات في عمله ذلك بموضع أسفل من واسط على دجلة ، يقال له(3) : الرصافة ، وقبره هناك.

والحسن ، كان يلقى كل فرق(4) بما يهوون ، ويتصنّع للرئاسة ، وكان رئيس القدريّة.

وأويس القرني ، مفضّل عليهم كلّهم. قال أبو محمّد الفضل(5) : ثمّ عرف الناس بعد(6) .

أويسرحمه‌الله :

وكان أويس من خيار التابعين ، لم ير النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يصحبه. فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم لأصحابه : أبشروا برجل من أمتي يقال له : أويس القرني ، فإنّه يشفع لمثل ربيعة ومضر. إلى أن قال(7) :

__________________

(1) أهبان بن صيفي ، لم يرد في المصدر.

(2) في المصدر : وقال.

(3) في نسخة « ش » : لها.

(4) في المصدر : كان يلقى أصل كلّ فرقة.

(5) الفضل ، لم يرد في المصدر.

(6) رجال الكشّي : 97 / 154.

(7) أي الكشي.

١١٢

ثمّ قتل بصفّين في الرجالة مع عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام (1) .

وفيه أيضا في أوائل(2) الكتاب : محمّد بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله ، عن عليّ بن سليمان بن داود الرازي ، عن عليّ بن أسباط ، عن أبيه أسباط بن سالم ، قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواريّ محمّد بن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟

فيقوم سلمان ، والمقداد ، وأبو ذر.

ثمّ ينادي المنادي : أين حواريّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وصيّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

فيقوم عمرو بن الحمق ، ومحمّد بن أبي بكر ، وميثم التمّار ـ مولى بني أسد ـ وأويس القرني.

ثمّ ينادي المنادي : أين حواريّ الحسنعليه‌السلام ؟

فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني ، وحذيفة بن أسيد الغفاري.

ثمّ ينادي المنادي : أين حواريّ الحسين بن عليّعليه‌السلام ؟

فيقوم كلّ من استشهد معهعليه‌السلام ولم يتخلّف عنه.

ثمّ ينادي المنادي : أين حواريّ عليّ بن الحسينعليه‌السلام ؟

فيقوم جبير بن مطعم ، ويحيى بن أم الطويل ، وأبو خالد الكابلي ، وسعيد بن المسيّب.

ثمّ ينادي المنادي : أين حواريّ محمّد بن عليّ(3) عليه‌السلام ؟

__________________

(1) رجال الكشّي : 98 / 156.

(2) في نسخة « ش » : أوّل.

(3) في المصدر زيادة : وحواريّ جعفر بن محمّد.

١١٣

فيقوم عبد الله بن شريك العامري ، وزرارة بن أعين ، وبريد بن معاوية العجلي ، ومحمّد بن مسلم ، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ، وعبد الله ابن أبي يعفور ، وعامر بن عبد الله بن جذاعة ، وحجر بن زائدة ، وحمران بن أعين.

ثمّ ينادي سائر الشيعة مع سائر الأئمّةعليهم‌السلام يوم القيامة.

فهؤلاء المتحوّرة ، أوّل السابقين ، وأوّل المقرّبين ، وأوّل المتحوّرين من التابعين(1) .

أقول : في سند هذه الرواية أسباط بن سالم وعليّ بن سليمان ، والأوّل حديثه من القوي لا محالة كما مرّ في ترجمته ، والثاني مذكور في كر منجخ من غير قدح ولا مدح هكذا : عليّ بن سليمان بن داود الرقّي(2) .

ومضى في الفوائد حصول الظن المعتبر شرعا من أمثال هذه الروايات.

وفي حواشي السيّد الداماد علىكش : هذه الرواية يعوّل(3) عليها في ارتفاع منزلة هؤلاء المتحوّرين السابقين المقرّبين ، وقول بعض شهداء(4) المتأخّرين في حواشيصه : إنّ في طريقها عليّ بن سليمان وهو مجهول(5) ، لا تعويل عليه كما قد دريت(6) .

وقال في المجمع : لا يقال : الطريق مجهول بعليّ بن سليمان ، لأنّا‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 9 / 20.

(2) رجال الشيخ : 433 / 10.

(3) في المصدر : معوّل.

(4) في نسخة « م » : الشهداء.

(5) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 21 ، في ترجمة جبير بن مطعم.

(6) تعليقة الداماد على رجال الكشّي : 1 / 45.

١١٤

نقول : إنّ دأب علمائنارحمهم‌الله في الرجال ـ خصوصا الشيخ خصوصا(1) في كتاب رجاله ـ أنّ الرجل إذا كان مجهولا أو من غير الإماميّة أو مذموما أنّه يصرّح به ، ( وإذا لم يظهر عليه قدحه بعد التفتيش لا يحتاج في ذكر(2) أصل إيمانه إلى زيادة التصريح به ، وهذا )(3) ظاهر بالتتبّع ، فظهر أنّ عليّا هذا من المؤمنين(4) ، انتهى.

ومرّ في الفوائد وفي إسماعيل بن الخطّاب عن المحقّق الداماد ما ينبغي ملاحظته(5) ، فلاحظ.

ثمّ إنّكش ذكر أنّ الزهّاد ثمانية ، وذكر سبعة ، وكأنّ الثامن سقط من قلمهرحمه‌الله .

وقال الفاضل عبد النبي والمحقّق الشيخ محمّد وغيرهما : إنّه الأسود ابن يزيد(6) ، وهو فاجر خبيث كما أشير إليه(7) .

وفي النقد : سمعنا من بعض الفضلاء أنّه جرير بن عبد الله البجلي ، والله العالم(8) .

__________________

(1) خصوصا ، لم ترد في المصدر.

(2) ذكر ، لم ترد في المصدر.

(3) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(4) مجمع الرجال : 2 / 249.

(5) تقدّم عن المحقّق الداماد ما مضمونه : إنّ النجاشي متى ما اقتصر على مجرّد ترجمة الرجل وذكره من دون إرداف ذلك بمدح أو غمز كان ذلك آية أنّ الرجل سالم عنده.

(6) حاوي الأقوال : 33 / 103. وأشير إليه أيضا في حلية الأولياء : 2 / 102 ، والعقد الفريد : 3 / 168.

(7) ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : 4 / 97 : انّ الأسود ومسروقا كانا يمشيان إلى بعض أزواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقعان في عليّعليه‌السلام .

(8) نقد الرجال : 51 / 2.

١١٥

هذا ، وفي الوجيزة : أويس القرني : ممدوح(1) .

وذكره في الحاوي في الثقات(2) ، فتدبّر.

415 ـ أهبان بن صيفي :

أبو مسلم ، سيّئ الرأي في عليعليه‌السلام ، ل(3) .

وزادصه : بضمّ الهمزة(4) .

ومضى ما فيكش في أويس(5) .

416 ـ إياس :

من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، شهد بدرا وأحدا ، وقتل هو وأنس وأبي بن ثابت يوم بئر معونة ،صه (6) .

ل ، إلاّ : من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (7) .

أقول : في الوجيزة : إياس : مجهول(8) . مع أنّ فيصه ذكره في القسم‌

__________________

(1) الوجيزة : 165 / 248.

(2) حاوي الأقوال : 33 / 103.

(3) رجال الشيخ : 5 / 35 ، 36.

(4) الخلاصة : 206 / 2 ، إلاّ أنّه لم يرد فيها : أبو مسلم.

(5) حيث عدّه أحد الزهاد الثمانية ، راجع رجال الكشّي : 97 / 154.

(6) الخلاصة : 23 / 1.

وبئر معونة : هي ما بين أرض بني عامر وحرّة بني سليم ، وفيها قتل سبعون ـ وقيل أربعون ـ نفرا من المسلمين ، كان قد بعثهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أهل نجد ليدعوهم إلى الإسلام ـ وكان ذلك في السنة الرابعة من الهجرة ـ ، فنزلوا بها ، وبعثوا حرام ابن ملحان بكتاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عامر بن الطفيل ، فلمّا أتاه لم ينظر إلى الكتاب ، وقتل حرام ، واستصرخ بني سليم فأجابوه ، وخرجوا حتّى أحاطوا بالمسلمين ، فقتلوهم عن آخرهم إلاّ كعب بن زيد الأنصاري ، فإنّهم تركوه وبه رمق. الكامل لابن الأثير : 2 / 171.

(7) رجال الشيخ : 4 / 15 ، وفيه : أناس.

(8) الوجيزة : 165 / 250.

١١٦

الأوّل.

417 ـ أيمن :

ابن أم أيمن ، قتل يوم أحد ، وهو من الثمانية الصابرين ،صه (1) ، ل(2) .

418 ـ أيّوب بن الحر :

الجعفي ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،جش (3) .

وزادصه بعد الحر : بالراء بعد الحاء المهملة(4) .

ثمّ فيجش : يعرف بأخي أديم ، أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عنه.

وفيست : ثقة ، مولى ، روى عن الصادقعليه‌السلام (5) .

له كتاب ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(6) .

وفيق : ابن الحر الكوفي ، أسند عنه(7) .

وفيظم : ابن الحر ، مولى طريف(8) .

وفي نسخة : ابن الحسن.

__________________

(1) الخلاصة : 23 / 7.

(2) رجال الشيخ : 6 / 53.

(3) رجال النجاشي : 103 / 256.

(4) الخلاصة : 12 / 2.

(5) مولى روى عن الصادقعليه‌السلام ، وردت في هامش المصدر عن بعض النسخ.

(6) الفهرست : 16 / 60.

(7) رجال الشيخ : 150 / 161.

(8) رجال الشيخ : 343 / 14.

١١٧

والصحيح الأوّل ، كما نقله د أيضا عنظم وق(1) .

أقول : في الوجيزة أيضا : ابن الحر ، ثقة(2) .

وفي ب : له كتاب ، وهو ثقة(3) .

وفي نسخة منه : ابن الحسين ، وفي نسخة مل : ابن الحسن(4) ، وكلاهما تحريف.

وفيمشكا : ابن الحر الثقة ، أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عنه كما فيجش ، لكن فيست عن أحمد بن أبي عبد الله عن أيّوب.

وعنه يحيى الحلبي ، وسويد القلاّء ، وعبد الله بن مسكان.

ووقع في الاستبصار في باب علامة أوّل شهر رمضان سند هو : عن عليّ بن مهزيار ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أيّوب وحمّاد ، عن محمّد بن مسلم(5) .

وصوابه(6) : عن أبي أيّوب.

وفي التهذيب : عن أيّوب أيضا(7) ، لكن في الكافي : عن أبي أيّوب الخزّاز(8) (9) .

__________________

(1) رجال ابن داود : 53 / 222.

(2) الوجيزة : 165 / 252.

(3) معالم العلماء : 26 / 132 ، وفيه : ابن الحسين.

(4) أمل الآمل 2 : 41 / 106.

(5) الإستبصار 2 : 63 / 203.

(6) في نسخة « م » : صوابه.

(7) التهذيب 4 : 156 / 433 ، وفيه : عن أبي أيّوب.

(8) الكافي 4 : 77 / 6.

(9) هداية المحدّثين : 21.

١١٨

419 ـ أيّوب بن زياد :

النهدي ، مولاهم كوفي ، أسند عنه ،ق (1) .

420 ـ أيّوب بن عطيّة :

أبو عبد الرحمن الحذّاء ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (2) .

وزادجش : له كتاب ترويه عنه جماعة ، منهم : صفوان بن يحيى(3) .

وفيق : ابن عطيّة الأعرج الكوفي(4) . ثمّ فيهم : ابن عطيّة الحذّاء(5) .

أقول : في الحاوي : يحتمل أن يكون الأعرج غير هذا ، إلاّ أنّ د جعلهما واحدا(6) (7) .

وفيمشكا : ابن عطيّة الأعرج الكوفي الثقة ، عنه صفوان بن يحيى ، وأبو المغراء أحمد بن المثنّى(8) .

قالجش : لابن عطيّة كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم : صفوان بن يحيى ، فتدبّر(9) .

421 ـ أيّوب بن نوح بن درّاج :

النخعي ، أبو الحسين ، ثقة ، له كتاب(10) وروايات ومسائل عن أبي‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 150 / 162.

(2) الخلاصة : 12 / 3.

(3) رجال النجاشي : 103 / 255.

(4) رجال الشيخ : 150 / 164.

(5) رجال الشيخ : 154 / 248.

(6) رجال ابن داود : 53 / 223.

(7) حاوي الأقوال : 18 / 50.

(8) في المصدر : حميد بن المثنى ، وهو الصواب.

(9) هداية المحدّثين : 22.

(10) في المصدر : له كتب.

١١٩

الحسن الثالثعليه‌السلام . كان وكيلا لأبي الحسن وأبي محمّدعليهما‌السلام ، عظيم المنزلة عندهما ، مأمونا ، شديد الورع ، كثير العبادة ، ثقة في رواياته.

وأبوه نوح بن درّاج كان قاضيا بالكوفة ، وكان صحيح الاعتقاد ، وأخوه جميل بن درّاج ،صه (1) .

جش ، إلاّ : له كتاب وروايات ومسائل عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام (2) ، وزاد : أخبرنا أحمد بن محمّد بن هارون ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن عبد الله بن غالب ، عن الطاطري ، قال : قال محمّد بن سكين : نوح بن درّاج دعاني إلى هذا الأمر.

روى أيّوب عن جماعة من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ولم يرو عن أبيه ولا عن عمّه شيئا.

له كتاب نوادر ، محمّد بن عليّ بن محبوب وأحمد بن محمّد بن خالد ، عنه.

رأيت بخطّ أبي العبّاس بن نوح ـ فيما كان أوصى إليّ من كتبه ـ : عن جعفر بن محمّد ، عن الكشّي ، عن محمّد بن مسعود ، عن حمدان النقّاش ، قال : كان أيّوب من عباد الله الصالحين(3) .

وفيست : ابن نوح بن درّاج ، ثقةرحمه‌الله ، له كتاب وروايات ومسائل عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ، عدّة من أصحابنا ، عن محمّد ابن عليّ بن بابويه ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله‌

__________________

(1) الخلاصة : 12 / 1.

(2) كلمة : ثقة ، أيضا لم ترد فيه.

(3) رجال النجاشي : 102 / 254.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

ج : إنّ لمولاتنا الزهراء البتولعليها‌السلام أكثر من خطبة ، والظاهر أنّ مرادك هو خطبتها في مسجد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد منع فدك عنها ، وبعد ما جرى عليها ، والتي تقول فيها : « وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ، ولا رحم بيننا ، أفخصّكم الله بآية أخرج أبيصلى‌الله‌عليه‌وآله منها؟ أم هل تقولون إنّ أهل ملّتين لا يتوارثان؟ أو لست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة؟ ».

فقد ذكرت هذه الخطبة الشريفة ، أو بعضاً منها ، عدّة مصادر من أهل السنّة ، نذكر لك بعضها : السقيفة للجوهري ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، جواهر المطالب لابن الدمشقي الشافعي ، بلاغات النساء لابن طيفور ، تاريخ اليعقوبي(١) .

( سارة ـ الجزائر ـ سنية )

ما هو لوحها :

س : يشرّفني أن أتواصل مع حضرتكم ، في البداية لي ثقة كبيرة في الشيعة وفي صدقهم ، وأرجو أن تجيبوا عليّ بكُلّ صدق ، لقد أعطاني أحد أقربائي كتاباً يتحدّث عن عقائد الشيعة ، والذي كان يحمل عقائد ليست في المستوى المطلوب ، لهذا أرجو أن تردّوا على سؤالي : ما هو لوح فاطمة؟

ج : لوح فاطمةعليها‌السلام لوح شاهده جابر بن عبد الله الأنصاري عند دخوله على فاطمة لتهنأتها بولادة ابنها الحسنعليه‌السلام ، فيه اسم النبيّ ووالدته ، وأسماء الأئمّة الاثني عشرعليهم‌السلام الذين نعتقد بإمامتهم ، وأسماء أمّهاتهم ، قد أهداه الله إلى رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأهداه إلى فاطمةعليه‌السلام (٢) .

____________

١ ـ السقيفة : ١٤٤ ، شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٥١ ، جواهر المطالب ١ / ١٦٠ ، بلاغات النساء : ١٤ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٢٧.

٢ ـ أُنظر : الكافي ١ / ٨.

٥٠١

( سيّد جعفر سيّد محمّد ـ البحرين ـ )

العوامل التي أغضبتها :

س : أُريد معرفة الأسباب التي دفعت البعض إلى إغضاب فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، وتعريضها للظلم من خلال ذكر ثلاثة أدلّة تاريخية تتعلّق بالأحداث التي أعقبت وفاة الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ ما هو السبب الذي دعا الإمام علي عليه‌السلام للغضّ عن حقّه وسكوته عمّا كان يجري آنذاك؟ وشاكرين لكم حسن الإجابة.

ج : بالنسبة إلى السؤال الأوّل ، هو مردّد بين احتمالين هما :

١ ـ أن يكون المقصود لماذا غضبت الزهراءعليها‌السلام ؟ أو ما هي العوامل التي جعلت الزهراءعليها‌السلام تغضب؟

٢ ـ أن يكون المقصود ما هي الأسباب التي جعلت البعض يغضب الزهراءعليها‌السلام ؟ فإن كان المقصود هو الأوّل ، فأسباب غضب الزهراءعليها‌السلام واضحة ، فإنّ مخالفة وصية النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بل وصية الله سبحانه في تصدّي أمير المؤمنينعليه‌السلام للخلافة من بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي أثار غضبها ، وكيف لا تغضب للحقّ وتسكت عن تنفيذ وصية الله سبحانه ، والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟! ثمّ لماذا يُجبر أمير المؤمنينعليه‌السلام على البيعة للبعض ، ويُسحب إلى المسجد؟! ولماذا أيضاً غصب فدك ظلماً وعدواناً؟!

إنّ هذه بعض العوامل التي جعلت الزهراءعليها‌السلام تغضب ـ هذا إذا كان المقصود هو الأوّل.

وأمّا إذا كان المقصود هو الثاني ، فلعلّ الجواب أوضح ، إذ هم أرادوا الخلافة والمنصب لأنفسهم لا لغيرهم ، وهذا لا يمكن أن يتحقّق لهم إلاّ بمخالفة وصية النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّ أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وإلاّ بغصب فدك ، وإلاّ بسحب أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى المسجد وإجباره على البيعة ـ هذا بالنسبة إلى السؤال الأوّل.

وأمّا السؤال الثاني ، فالذي دعا أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى أن يسكت أمران :

٥٠٢

١ ـ قلّة الناصر.

٢ ـ إنّ الإسلام حديث الوجود والولادة ، فلو وقف الإمامعليه‌السلام وحارب كان ذلك تهديداً جدّياً له ، فخوفاً على الوليد الجديد سكتعليه‌السلام عن حقّه.

( السعودية ـ ٣٠ سنة ـ خرّيج ثانوية )

الهجوم على دارها بعد خطبتها :

س : سؤالي حول الأحداث التي وقعت بعد وفاه الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وخصوصاً المتعلّق منها ببضعته الزهراء البتولعليها‌السلام ، حيث يصعب ترتيب الأحداث ترتيباً متسلسلاً ، فمثلاً من حيث النظرة الأوّلية يصعب معرفة هل كان حرق الدار وعصر البتول وإسقاط الجنين كان قبل الخطبة الفدكية أم بعدها؟

وهل هناك تعرّض آخر لهاعليها‌السلام من قبل ذلك الملعون بعد أخذها ورقة بفدك من صاحبه؟ ومتى كانت بيعة أمير المؤمنين عليه‌السلام للقوم إن وقعت؟ وما هو وجه الارتباط بين البيعة ووفاة الزهراء؟ فهل يمكن أن ترشدونا في هذا المجال؟ خدمة للزهراء وأبيها وبعلها وبنيها.

ج : من خلال متابعة الأحداث التي جرت على الزهراءعليها‌السلام يتبيّن أنّ حرق الدار ، وإسقاط الجنين كان بعد الخطبة الفدكية ، وذلك لأنّ الزهراءعليها‌السلام مرضت بعد تلك الحادثة الأليمة ، ولازمت الفراش ، هذا بالإضافة إلى أنّها رفضت التحدّث مع أبي بكر وعمر بعد تلك الحادثة ، ورفضت أوّلاً دخول أبي بكر وعمر لعيادتها والحديث معهما.

والروايات تذكر أنّها تعرّضت للأذى بعد تمزيق الصحيفة ، بالإضافة إلى الأذى الذي حصل عند الباب.

وهناك اختلاف في بيعة الإمامعليه‌السلام ، فقسم من الروايات تذكر أنّ البيعة حصلت بعد الهجوم على الدار ، وأخذهم لعليعليه‌السلام كرهاً إلى البيعة ، وحصلت

٥٠٣

بمسح يده وهي مضمومة على كفّ أبي بكر ، واكتفى القوم بذلك ، وقسم آخر من الروايات تقول : إنّ البيعة لم تحصل إلاّ بعد وفاة الزهراءعليها‌السلام .

( عبد الله ـ الكويت ـ ٢١ سنة ـ طالب جامعة )

بكاؤها على أبيها :

س : ما صحّة هذا الكلام حول الحزن الهادئ؟ وهل يمكنكم إيراد الروايات التي تقول إنّها كانت تبكي على أبيها؟ وهل بكائها على أبيها منقصة لها؟

الحزن الرسالي : إنّنا نسمع الكثير من الناس الذين حاصروا الزهراءعليها‌السلام في دائرة الحزن إلى حدّ الجزع ، يقولون : إنّها كانت تبكي في الليل والنهار ، وكان أهل المدينة يضجّون من بكائها حتّى قالوا لعلي : إمّا أن تبكي أباها ليلاً أو نهاراً!! أيّ كلام هو هذا الكلام؟!

إنّ الزهراءعليها‌السلام أعظم وأعظم من ذلك ، ولاسيّما أنّنا نقرأ في حديث عن الإمامين الباقر والصادقعليهما‌السلام في تفسير الآية الكريمة :( وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ) (١) ، قال : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة : إذا أنا متّ فلا تخمشي عليّ وجهاً ، ولا ترخي عليّ شعراً ، ولا تنادي بالويل ، ولا تقيمن عليّ نائحة » ، قال : ثمّ قال : « هذا هو المعروف »(٢) .

كان حزنها حزناً رسالياً ، كانت تذهب إلى قبر رسول الله وقبور الشهداء ولا تزيد عن القول : « ها هنا كان رسول الله » ، لتذكّر الناس كي لا ينسوا رسول الله في مسجده ، وفي مواقعه التي كان يتجوّل فيها ، وكانت تأخذ الحسن والحسين إلى قبر جدّهما وتحدّثهما عن حركة أبيها هنا وهناك.

كان حزنها حزناً رسالياً هادئاً منفتحاً على الرسالة في تذكّرها لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّ التذكر لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يحمل الانفتاح على الإسلام

____________

١ ـ الممتحنة : ١٢.

٢ ـ وسائل الشيعة ٣ / ٢٧٢.

٥٠٤

كُلّه ، وفي كتاب الكافي يقول بعض الرواة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو يعظ الناس : « مروا أهاليكم بالقول الحسن عند موتاكم » ، ويستشهد الإمام عليعليه‌السلام في هذا الخطّ بالزهراءعليها‌السلام فقال : « فإنّ فاطمة لمّا قُبض أبوهاصلى‌الله‌عليه‌وآله أسعدتها بنات هاشم ـ على طريقة النساء عند الموت ـ فقالت : اتركن التعداد ـ أي لا تعددن الآلام والأحزان ـ وعليكن بالدعاء »(١) .

هكذا كانت الزهراءعليها‌السلام تفهم قضية الاحتفال بمناسبة الموت ، حتّى لو كان الميت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لذلك فإنّ هؤلاء الذين يتحدّثون بهذه الطريقة عن الزهراءعليها‌السلام في جزعها يسيئون إليها ، باعتبار وصية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ووعي الزهراء وعصمتها ، فالزهراء لم تكن في موقع الإمامة ، ولكنّها كانت في موقع العصمة ، لأنّها أوّلاً كانت من أهل هذا البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وهذا دليل عصمة علي والحسن والحسين وفاطمة.

وثانياً : لأنّها كانت سيّدة نساء أهل الجنّة ، ولا يمكن إلاّ أن تكون معصومة.

وثالثاً : لأنّنا لو درسنا كُلّ حياة الزهراء لرأيناها تمثّل العصمة كُلّها ، ولهذا لم تخطئ في حياتها لا في قول ولا في فعل ، كانت لا تقول إلاّ حقّاً ، ولا تتصرّف إلاّ بالحقّ ، سواء مع الذين يلتقون معها أو مع الذين لا يلتقون معها.

وكانت قمّة احتجاجها على الواقع المنحرف أنّها قالت لعليعليه‌السلام : « ادفني ليلاً » ، لا تدع هؤلاء يحضرون جنازتي ، ودُفنت ليلاً ، واختلف الناس في موضع قبرها ، وهناك أحاديث عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام أنّها دُفنت في بيتها ، وعندما وُسّع المسجد دخل بيتها وقبرها في المسجد ، ولعل الحديث : « ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة »(٢) ، يشير إلى الزهراءعليها‌السلام ، وهناك رواية تقول إنّها دُفنت في البقيع.

الزهراءعليها‌السلام الطاهرة ، الصدّيقة ، المعصومة ، التي كانت تمثّل التجسيد الحيّ لكُلّ القيم الروحية والإنسانية ، كانت قوية في مواقع القوّة للدفاع عن

____________

١ ـ الكافي ٣ / ٢١٧.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ٥٦٨.

٥٠٥

الحقّ ، وكانت عابدة ترتفع صلواتها إلى الله ، ومعلّمة تعطي العلم للنساء ، وكانت تعيش مسؤوليتها في البيت والمجتمع مع أبيها وزوجها ، فسلام الله عليها حين وُلدت ، وحين انتقلت إلى رحاب ربّها ، وعندما تُبعث حية.

علينا أنّ نجعل منها القدوة ـ رجالاً ونساءً ـ لأنّها من خير من يُقتدى به ، كانت حبيبة رسول الله وتلميذته ورفيقته ، وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي وهو يتحدّث عن الزهراءعليها‌السلام :

ما تمنّى غيرها نسلاً ومن

يلد الزهراء يزهد في سواها

ج : لقد وردت روايات صحيحة تخبرنا عن بكاء سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراءعليها‌السلام على أبيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد وفاته ، ويستفاد أيضاً من هذه الروايات شدّة تأثّرها وحزنها لفراق أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذلك للأحداث المؤلمة التي جرت بعد وفاته مباشرة.

ومن ذلك ما رواه الشيخ المفيدقدس‌سره بسنده عن عبد الله بن محمّد بن سليمان الهاشمي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن زينب بنت علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قالت : « لمّا اجتمع رأي أبي بكر على منع فاطمةعليها‌السلام فدك والعوالي ، وآيست من إجابته لها عدلت إلى قبر أبيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فألقت نفسها عليه ، وشكت إليه ما فعله القوم بها ، وبكت حتّى بلّت تربته بدموعها وندبته ، ثمّ قالت في آخر ندبتها :

قد كان بعدك أنباء وهنبثة

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها

وأختل قومك فأشهدهم فقد نكبوا

إلى قولها :

فقد لقينا الذي لم يلقه أحد

من البرية لا عجم ولا عرب

٥٠٦

فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت

لنا العيون بتهمال له سكب »(١)

وكذلك روى الشيخ القمّيقدس‌سره بسند صحيح عن عثمان بن عيسى وحماد بن عثمان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : « لمّا بويع لأبي بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منها ، فجاءت فاطمةعليها‌السلام إلى أبي بكر فخرجت فاطمةعليها‌السلام من عندهما باكية حزينة ودخلت فاطمة إلى المسجد ، وطافت بقبر أبيهاعليه‌السلام وهي تبكي »(٢) ، ثمّ أنشدت أبياتاً مقاربة لما أورده الشيخ المفيد.

وروى الشيخ الكلينيقدس‌سره بسندين صحيحين عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول : « عاشت فاطمةعليها‌السلام بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً لم تر كاشرة ولا ضاحكة ، تأتي قبور الشهداء في كُلّ جمعة مرّتين : الاثنين والخميس ، فتقول : هاهنا كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، هاهنا كان المشركون »(٣) .

والكشر كما نعرف هو بدو الأسنان عند التبسّم ، ومن هنا نعرف أيّ حزن وألم عاشته الزهراءعليها‌السلام في تلك الأيّام بعد وفاة أبيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفي الرواية الصحيحة الأُولى عن الشيخ المفيد ورد قولهاعليها‌السلام في أبيات الشعر : سوف نبكيك ما عشنا وما بقيت.

ومن المعلوم أنّ الزهراءعليها‌السلام عاشت على أكثر الروايات ستة أشهر بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإذا عددنا المواقف التي جاء فيها ذكر لبكاء الزهراء من يوم وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأخذ فدك والهجوم على بيتها وخطبها في المسجد ، والدوران على بيوت الأنصار وغيرها ، وأخذنا نسبة بينها وبين أيّامها القلائل التي عاشت فيها بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يظهر لنا أنّ القول بكثرة بكائها بعد أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يخرج عن الصواب.

____________

١ ـ الأمالي للشيخ المفيد : ٤٠.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ / ١٥٥.

٣ ـ الكافي ٣ / ٢٢٨.

٥٠٧

وأنّ الروايات المصرّحة بذلك الواردة عن طريق أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام يمكن الاعتماد عليها والاطمئنان بها ، وإن لم تكن ترقى إلى درجة الصحّة ، ولذا جعلها علمائنا مورداً للقبول على أنّا لا نتعامل مع الروايات التاريخية كما نتعامل مع روايات الأحكام ، فلاحظ.

ولا يتنافى هذا البكاء والحزن المتواصل من سيّدة النساءعليها‌السلام مع الشرع ، كما يريد البعض أن يوحي بذلك ، فقد ذكر القرآن الكريم شدّة تأثّر يعقوبعليه‌السلام لفراق ابنه يوسفعليه‌السلام الذي كان يعلم بعدم موته ، ولكنّه يجهل مكانه ، قال تعالى :( وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ) (١) .

وقد ذكر المفسّرون أنّه أُصيب بالعمى نتيجة هذا الحزن وشدّة البكاء المتواصل ، وعن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : « بكى علي بن الحسين على أبيه حسين بن علي عشرين سنة ، أو أربعين سنة ، وما وضع بين يديه طعام إلاّ بكى على الحسين ، حتّى قال له مولى له : جعلت فداك يا بن رسول الله إنّي أخاف عليك أن تكون من الهالكين ، قالعليه‌السلام :( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) »(٢) .

وروى ابن قولويهقدس‌سره : إنّه لما كثر بكاؤهعليه‌السلام قال له مولاه : أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال : « ويحك والله شكى يعقوبعليه‌السلام إلى ربّه في أقل ممّا رأيت حتى قال :( يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ) ، إنّه فقد ابنا واحداً ، وأنا رأيت أبي وجماعة أهل بيتي يذبحون حولي »(٣) .

فلماذا لم يكن حزن الإمام السجّادعليه‌السلام رسالياً كما يسمّيه هذا المدّعي؟ ولماذا لا يتنافى هذا البكاء مع مسؤوليات الإمامعليه‌السلام ؟ ويعقوب النبيّعليه‌السلام ، ولماذا لا يكتب في حزنهما مثلما كتب هنا!؟

____________

١ ـ يوسف : ٨٤.

٢ ـ كامل الزيارات : ٢١٣.

٣ ـ نفس المصدر السابق.

٥٠٨

وقد ورد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه وقف على قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ساعة دفنه فقال : « إنّ الصبر لجميل إلاّ عنك ، وأنّ الجزع لقبيح إلاّ عليك »(١) .

وعليه ، فإنّ بكاء الزهراءعليها‌السلام على أبيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وفي الوقت الذي تزامنت فيه تلك الأحداث الجسام من غصب الخلافة ، وغصب الإرث ، وكشف البيت الطاهر ، والاستخفاف بحرمة الدين وأهله ـ كان بكاءً على الرسالة ، والدين القويم ، والحقوق المضيّعة ، بل هو بكاء على الملايين من المسلمين الذين سيكونون ضحايا هذه المظالم ، وتبعات هذه الأحداث.

والزهراءعليها‌السلام تعلم بتلك الأُمور ، وما ستؤول إليه ، لذا كان البكاء عند الزهراءعليها‌السلام يتجاوز معناه العاطفي المحدود إلى معان أُخرى من الاستنهاض والثورة على الظالمين ، وبعث رسالة إلى أعماق التاريخ أن لا يغفلوا عن أحداث هذه الفترة التي غيّرت وجه الدنيا بانحرافها وميلها عن الحقّ ، فقد كان البكاء هو الوسيلة الوحيدة المتخذة أمام الزهراءعليها‌السلام لإعلان الحقّ ورفض الباطل ، واستمراره ليلاً ونهاراً هو استمرار المطالبة بالحقّ واستمرار رفض الباطل.

ومن هناك أدرك الخصوم المعاني التي يختزنها بكاء الزهراءعليها‌السلام ، لذا قاموا بالتحريض عليه ، مع أنّه من المستحبّات البكاء على سيّد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والزهراءعليها‌السلام حين بكت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وطال حزنها ، وأظهرت هذا الحزن لم تخالف وصية رسول الله ، فهي : لم تخمش عليه وجهاً ، ولم ترخ عليه شعراً ، ولم تناد بالويل ، ولم تقم عليه نائحة إنّما كان بكاؤها بكاء الثائرين كما يمثّل بكاء شيعة أهل البيتعليهم‌السلام على الحسينعليه‌السلام ، وتواصل هذا البكاء لقرون متمادية ، وحثّ أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام عليه ، كما ورد في الأحاديث الصحيحة المعتبرة ، ثورتهم ورفضهم للظلم والظالمين ، ومن هنا جاءت قوّة منعه من قبل سلاطين الجور وأئمّة الضلال.

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٩ / ١٩٥.

٥٠٩

ومن هذا يظهر سخف ما رتّب على الفرض من أنّ بكائها كان ينافي العصمة ، أو يخلّ بالمسؤولية ، أو أنّها كانت إلى حدّ الجزع ـ وإن كان في قبح الجزع في مثل هذا المورد كلام ولنا في يعقوب أُسوة ـ وأنّ حزنها كان هادئاً ، وإن الحزن الهادئ هو الرسالي وغيره فلا ، وغير ذلك ممّا يحتويه هذا الكلام الإنشائي ، فهو كُلّه مبنيّ على فكرة باخت في عقل قائلها ، سببها عدم إدراك حقيقي لمعنى بكاء الزهراء ودوافع منعها ، فإذا وعينا ذلك سنجد أنّ كُلّ ما قيل سينهار كالرماد ، وإليك قول القائل : وكانت قمّة احتجاجها على الواقع المنحرف أنّها قالت لعليعليه‌السلام : «ادفني ليلاً ».

يا الله أين هذا من خطبتها الصريحة بكفرهم في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وأين هو من مطالبة الأنصار بالثورة يوم كانت تدور عليهم وتطالبهم بالوفاء ببيعة الغدير ، ألمثل الزهراء يقال إنّ قمّة احتجاجها أن تطالب بدفنها ليلاً!

٥١٠

فدك :

( خالد جاسم ـ سنغافورة ـ )

غصبها :

س : ما هو دليلكم على أنّ أرض فاطمة الزهراء عليها‌السلام مغصوبة؟

ج : لحق الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله بالرفيق الأعلى ، مخلّفاً من الورثة بنته الوحيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، وزوجات عدّة.

وكانت فدك ممّا أفاء الله به على رسوله ـ عام خيبر ـ نحلها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ابنته الزهراءعليها‌السلام ، وكانت يدها على فدك يوم وفاة أبيها.

ولمّا استولى أبو بكر على أريكة الخلافة ، ابتزّ فدكاً من فاطمةعليها‌السلام واستولى عليها ، فادّعت فاطمةعليها‌السلام على أبي بكر ، وطالبت نحلة أبيها ـ لكون هذه الأرض ممّا لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، فكان ملكاً خاصّاً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وأشهدت زوجها أمير المؤمنين علياًعليه‌السلام ، وابنيها الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة ، وأُمّ أيمن حاضنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على أنّ أباها نحلها فدكاً.

فردّ أبو بكر دعواها ، وردّ شهاداتهم لها ، فوجدت فاطمةعليها‌السلام على أبي بكر فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفّيت.

هذا ما نقلته الأخبار في كتب الفريقين ، فتكون دليلاً على غصبها.

٥١١

( محمّد ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

السكوت عنها :

س : لماذا لم يرجع الإمام علي عليه‌السلام فدكاً أيّام خلافته؟

ج : إنّ المطالبة بفدك في فكرتها الأساسية هي للإشارة إلى غصب حقوق أهل البيتعليهم‌السلام على وجه العموم ، وليس فقط فيها مطالبات مالية ، حتّى ترتفع بردّها إلى أهلها.

فالزهراءعليها‌السلام والأئمّةعليهم‌السلام ، عندما كانوا يشيرون إلى مسألة فدك ، كانوا يريدون التصريح والتلويح بالمظالم التي أوردتها الزمرة الغاصبة في سبيل الحصول على الحكم.

ويدلّ على ما قلنا : أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام صرّح في أيّام خلافته : بأنّ الجانب الاقتصادي من فدك ، ليس بحدٍّ أن يكون حافزاً وباعثاً لاعتراض أهل البيتعليهم‌السلام في مطالبته : «وما أصنع بفدكٍ وغير فدك »(١) .

وورد في بعض الروايات : بأنّ سيرة أهل البيتعليهم‌السلام هي : أن لا يسترجعوا ما أخذ منهم غصباً وعدواناً(٢) .

فنرى أنّ فيها إشارة واضحة لإبقاء صوت مظلوميتهم على طول التاريخ ، وحقّانيتهم في الإمامة ، وزعامة الدين والدنيا ، كما هو الحال في اختفاء مرقد الزهراءعليها‌السلام ، واختلاف تاريخ استشهادها.

( أحمد ـ السعودية ـ )

من ردّها إلى أهل البيت :

س : أودّ معرفة جميع من غصب فدك فاطمة الزهراء عليها‌السلام ؟ وجميع من قام بردّها إلى أهل البيت عليهم‌السلام ؟ من يوم غصبها على يد أبي بكر.

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٠٨.

٢ ـ بحار الأنوار ٢٩ / ٣٩٥.

٥١٢

ج : كانت فدك ملكاً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنّها ممّا لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب ، ثمّ قدّمها لابنته الزهراءعليها‌السلام ، وبقيت عندها حتّى توفّي أبوهاصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانتزعها الخليفة الأوّل ، ولمّا ولي معاوية ، أقطعها مروان بن الحكم(١) ، ثمّ صفت لعمر بن عبد العزيز بن مروان ، فلما تولّى الحكم ردّ فدك على ولد فاطمةعليها‌السلام ، ثمّ انتزعها يزيد بن عبد الملك من أولاد فاطمةعليها‌السلام ، فصارت في أيدي بني مروان حتّى انقضت دولتهم(٢) .

فلمّا قام أبو العباس السفّاح بالأمر ، ردّها على عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، ثمّ قبضها أبو جعفر المنصور في خلافته ، وردّها المهدي بن المنصور على الفاطميين ، ثمّ قبضها موسى بن المهدي من أيديهم ، ولم تزل في أيدي العباسيين حتّى تولّى المأمون فردّها على الفاطميين سنة ٢١٠ هـ.

ولمّا بويع المتوكّل انتزعها من الفاطميين ، وأقطعها عبد الله بن عمر البازيار ، وينتهي آخر عهد الفاطميين بفدك بخلافة المتوكّل ، ومنحه إيّاها عبد الله بن عمر البازيار.

( أحمد ـ الإمارات ـ )

لم يرجعها علي أيّام خلافته :

س : هل قام الإمام علي عليه‌السلام بإرجاع فدك إلى الحسن والحسين بعد تولّيه الخلافة؟ ولماذا؟

ج : صرّحت عدّة روايات بعدم إرجاع الإمام عليعليه‌السلام لفدك أيّام حكومته ، كما صرّحت بالعلّة التي من أجلها لم يسترجع الإمامعليه‌السلام فدكاً ، ومن تلك الروايات :

____________

١ ـ فتوح البلدان ١ / ٣٧.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢١٦.

٥١٣

١ ـ عن أبي بصير ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : قلت له : لِم لَم يأخذ أمير المؤمنينعليه‌السلام فدكاً لمّا ولي الناس ، ولأيّ علّة تركها؟

فقال : « لأنّ الظالم والمظلوم قد كانا قدما على الله عزّ وجلّ ، وأثاب الله المظلوم ، وعاقب الظالم ، فكره أن يسترجع شيئاً قد عاقب الله عليه غاصبه ، وأثاب عليه المغصوب »(١) .

٢ ـ عن إبراهيم الكرخي قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فقلت له : لأيّ علّة ترك أمير المؤمنين فدكاً لمّا ولي الناس؟ فقال : «للاقتداء برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا فتح مكّة ، وقد باع عقيل ابن أبي طالب داره ، فقيل له : يا رسول الله ألا ترجع إلى دارك؟

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله وهل ترك عقيل لنا داراً ، إنّا أهل بيت لا نسترجع شيئاً يؤخذ منّا ظلماً ، فلذلك لم يسترجع فدكاً لمّا ولي »(٢) .

٣ ـ عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن أبيه عن الإمام الكاظمعليه‌السلام قال : سألته عن أمير المؤمنينعليه‌السلام لِم لَم يسترجع فدكاً لمّا ولي الناس؟ فقال : «لأنّا أهل بيت لا نأخذ حقوقنا ممّن ظلمنا ، إلاّ هو ـ يعني إلاّ الله ـونحن أولياء المؤمنين ، إنّما نحكم لهم ، ونأخذ حقوقهم ممّن ظلمهم ، ولا نأخذ لأنفسنا »(٣) .

( محمّد ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

المراد من الإرث المعنى اللغوي لا الفقهي :

س : هل جاء حديث : « نحن معاشر الأنبياء لا نورّث » في مصادر الشيعة؟

ج : لم يذكر هذا الحديث في مصادرنا الخاصّة ، ولكن الموجود هو بهذه العبارة : عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال : « إنّ العلماء ورثة الأنبياء ، وذلك أنّ

____________

١ ـ علل الشرائع ١ / ١٥٤.

٢ ـ المصدر السابق ١ / ١٥٥.

٣ ـ نفس المصدر السابق.

٥١٤

الأنبياء لم يورّثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنّما ورّثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ شيئاً منها فقد أخذ حظّاً وافراً »(١) .

وأمّا معناه فهو : أنّ الأنبياءعليهم‌السلام لم يخلّفوا بالنسبة للأُمّة شيئاً من الأموال ، بل إنّهم ورّثوهم العلم والأحاديث.

ويظهر من هذا المعنى ، أنّ كلمة الإرث في هذه الروايات ، قد استعملت في معناها العرفي واللغوي ، لا معناها الاصطلاحي والفقهي ، ويدلّ على هذا التخريج عدّة وجوه :

منها : إنّ الحمل على المعنى الفقهي من الإرث يتعارض مع ظهور الآيات(٢) ، كما ذكرته الزهراءعليها‌السلام في خطبتها المعروفة ، ردّاً على غاصبي فدك ، إذ فيها ما يدلّ على أنّ التوريث المصطلح كان ساري المفعول حتّى عند الأنبياء ، ولم تكن أموالهم بحيث يكون الناس فيها شرع سواء.

ومنها : إنّ القرائن الموجودة في تلك الروايات فيها دلالة واضحة إلى أنّ المراد هو المعنى اللغوي ـ لا الفقهي ـ فمثلاً : هل في الواقع الخارجي لم يبق الأنبياءعليهم‌السلام حتّى درهماً واحداً من الأموال لتركتهم؟! وهذا ما ينفيه التاريخ والنقل.

ومنها : إنّ عبارة : «إنّما أورثوا أحاديث » أو «ورّثوا العلم » تدلّ على ما ذكرنا ، من أنّ النفي في صدر الروايات يكون بالنظر إلى الأُمّة لا إلى الورثة العاديين ؛ إذ هل يعقل أن تكون الأحاديث النبوية حصص إرثية؟!

ومنها : إنّ عبارة : «فمن أخذ شيئاً » تدلّ على إطلاق الآخذ أيّاً من كان ؛ وهذا أيضاً يدلّ على أنّ التوريث المستعمل في هذه الروايات ليس من باب الوراثة المصطلحة الفقهية ، وإلاّ فهل يعقل عدم تعيين الوارث في إرثٍ ما ، وتعليقه على نحو البدلية بعبارة : «فمن أخذ »؟!

____________

١ ـ بصائر الدرجات : ٣٠ ، الكافي ١ / ٣٢ ، الاختصاص : ٤.

٢ ـ أُنظر : مريم : ٦ ، النمل : ١٦.

٥١٥

وأخيراً : فإنّ الرواية المزعومة عند المخالفين تشتمل على تتمّة وهي : «ما تركناه صدقة » ، وأنت ترى أنّ الروايات الشيعية بأكملها خالية عن هذه العبارة ، بل وفيما تحتويها من ذكر الأحاديث والعلم ـ كميراث للنبوّة ـ متعارضة مع ما ادعّوه ، إذ من البديهي أنّ الأحاديث والعلم ليست صدقة.

وعليه ، فالعبارة المذكورة واضحة البطلان ، ومن ثمّ فاستدلال القوم دفاعاً عن غصب حقّ الزهراءعليها‌السلام مردود ، إذ أنّ مجهودهم العلمي يبتني على ورود هذه العبارة في الروايات ، وهو منتفٍ قطعاً كما ذكرنا.

٥١٦

فرق ومذاهب :

( سمير ـ سوريا ـ ٢٥ سنة )

العلاقة بين العلوية والنصيرية :

س : هل العلوية هم نفسهم النصيرية؟ وكيف كانت علاقة الأئمّة عليهم‌السلام مع مؤسّس النصيرية؟

ج : قال الشيخ السبحاني حول النصيرية ما نصّه :

« الكتابة عن النصيرية كسائر الفرق الشيعية أمر صعب ، لاسيّما وأنّهم اضطروا إلى التخفّي والانطواء على أنفسهم ، وعاشوا في ظل التقية ، ومن يتصفّح التاريخ يجد أنّه لا مندوحة لهم من التكتّم والتحفّظ في عقائدهم ، فمعاجم الفرق مليئة بذمّهم وتفسيقهم وتكفيرهم ، وقد أخذ بعضهم عن بعض ، ولا يمكن الاعتماد على ما نقلوه عنهم ، إلاّ بالرجوع إلى كتب تلك الفرقة ، أو التعايش معهم في أوطانهم ، حتّى ينجلي الحقّ ، ليقف الإنسان على مكامن عقائدهم ، وخفايا أُصولهم »(١) .

ثمّ قال تحت عنوان : النصيرية فرقة بائدة :

« إذا كانت النصيرية هي التي عرّفها أصحاب المعاجم وغيرهم ، فهذه الفرقة قد بادت ، لا تجد أحداً يتبنّى أفكارها بين المسلمين ، إلاّ إذا كان مغفّلاً أو مغرضاً ، وربّما تكون بعض هذه النسب ، ممّا لا أصل له في الواقع ، وإنّما

____________

١ ـ بحوث في الملل والنحل ٨ / ٣٩٧.

٥١٧

اتهمت بها بعض فرق الشيعة من قبل أعدائهم ، فإنّ خصومهم من العباسيين شنّوا حملة شعواء ، ودعايات مزيّفة ومضلّلة ضدّهم ، حتّى يجد الباحث أنّ الكتّاب والمؤلّفين المدعومين من قبل السلطات ، لا يألون جهداً في اتهامهم بأرخص التهم في العقيدة والعمل ، حتّى صارت حقائق راهنة في حقّ هؤلاء ، وتبعهم غير واحد من أصحابنا ، لحسن ظنّهم بما كتب حولهم »(١) .

وقال تحت عنوان : العلويون وأصل التسمية بالنصيرية :

« إنّ هناك أقلاماً مغرضة ، حاولت أن تنسب العلويين المنتشرين في الشام والعراق وتركيا وإيران إلى فرقة النصيرية البائدة ، اعتماداً على أُمور ينكرها العلويون اليوم قاطبة.

وأظنّ أنّ السبب في ذلك هو جور السلطات الظالمة التي أخذت تشوّه صحيفة العلويين وتسودّها ، فأقامت فيهم السيف والقتل ، والفتك والتشريد ، ولم تكتفِ بل أخذت بالافتراء عليهم ، لتنفّر الناس من الاختلاط بهم ، وأنّهم زمرة وحشية هجمية ، ممّا زاد في انكماش هذه الطائفة على نفسها ، لذا نجد من المناسب الكتابة عنهم حسب ما كتبوه عن أنفسهم.

أمّا سبب تسمية العلويين بالنصيرية ، لأَنّه لما فتحت جهات بعلبك وحمص ، استمد أبو عبيدة الجرّاح نجدة ، فأتاه من العراق خالد بن الوليد ، ومن مصر عمرو بن العاص ، وأتاه من المدينة جماعة من أتباع عليعليه‌السلام ، وهم ممّن حضروا بيعة غدير خم ، وهم من الأنصار ، وعددهم يزيد عن أربعمائة وخمسين ، فسمّيت هذه القوّة الصغيرة نصيرية ، إذ كان من قواعد الجهاد تمليك الأَرض التي يفتحها الجيش لذلك الجيش نفسه ، فقد سمّيت الأراضي التي امتلكها جماعة النصيرية : جبل النصيرية ، وهو عبارة عن جهات جبل الحلو ، وبعض قضاء العمرانية المعروف الآن ، ثمّ أصبح هذا الاسم علماً خاصّاً لكُلّ جبال العلويين من جبل لبنان إلى إنطاكية.

____________

١ ـ المصدر السابق ٨ / ٤٠٢.

٥١٨

وهذا الرأي أقرب إلى الصواب ، ذلك أنّ المؤرّخين الصليبيّين أطلقوا على هذا الجبل اسم النصيرة ، ويبدو أنّ هذا الاسم قد حرّف إلى نصيرية ، والذي يعزّز القناعة بصحّة هذا الرأي هو : أنّ إطلاق اسم نصيرية على هذا الجبل ، لم يظهر إلاّ أثناء الحملات الصليبية ، أي بعد عام ٤٩٨ هـ ، وإذا كان معنى ذلك أنّ اسم نصيرية قد تغلّب على اسم الجبل في زمن الشهرستاني »(١) .

وقال السيّد عبد الحسين مهدي العسكري : « والنصيرية تنسب إلى أبي شعيب محمّد بن نصير النميري ، عاش في القرن الثالث الهجري ، وعاصر ثلاثة من الأئمّة عشرعليهم‌السلام ، وهم : علي الهادي ، والحسن العسكري ، ومحمّد المهدي.

زعم ابن نصير أنّه الباب إلى الإمام الحسن ، والحجّة من بعده ، فتبعه طائفة من الشيعة ، سمّوا النصيرية ، ولكن ابن نصير لم يكتف بذلك ، وإنّما ادعى النبوّة والرسالة ، وغلا في حقّ الأئمّة ، فنسبهم إلى الألوهية ، ولمّا بلغت مقالته الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام تبرّأ منه ، ولعنه وحذّر أتباعه من فتنته »(٢) .

( خالد ـ الجزائر ـ ٢٧ سنة ـ التاسعة أساسي )

الطائفة اليزيدية :

س : أُودّ أن أعرف شيئاً عن الطائفة اليزيدية؟ ومن هو مؤسّسها؟

ج : إنّ مجمل القول في الطائفة اليزيدية كما يلي :

١ ـ هذه الطائفة تنحدر من أصل كردي ، ويسكن معظم معتنقيها في كردستان العراق ـ حوالي مدينة الموصل ـ كما أنّ نشأتهم كانت هناك.

٢ ـ مؤسّسو هذه الفرقة كانوا ينتمون إلى العائلة الأُموية ، فزرعوا في قلوب مواليهم محبّة الأُمويين ، وبما أنّ المجتمع الإسلامي المحيط بهم كان يتبرّأ من

____________

١ ـ المصدر السابق ٨ / ٤٠٤.

٢ ـ العلويون أو النصيرية : ٧.

٥١٩

بني أُمية ، وعلى الخصوص من يزيد بن معاوية ، لما صنعه بأهل البيتعليهم‌السلام ، قاومت هذه الفرقة الضالّة فكرة اللعن والبراءة ، بل وتصدّت لها ، وأظهرت ولائها ليزيد ، واستمرت في هذا النهج الباطل حتّى اعتقدت فيه التأليه ، أو ما يقاربه مضموناً.

٣ ـ ومن منطلق عدم جواز اللعن ، استحوذ عليهم الشيطان ، فاعتبروه أوّل الموحّدين ، لرفضه السجود لغير الله عزّ وجلّ ، بل وتمادوا في غيّهم ، وأعطوه صفة الربوبية ، تحت عناوين مختلفة ، فعبدوه ، وإن أنكر رجال دينهم هذا المعنى ، ولكن الذي يظهر من سلوك معتنقيهم هو ما ذكرناه.

٤ ـ يذهب أكثر المحقّقين على أنّ المعتنقين الأوائل من هذه الطائفة كانوا على دين المجوس ، وعلى ضوء هذه النظرية ، يمكن تفسير بعض معتقدات اليزيدية ، بأنّها رواسب ذلك الدين السابق لهم ، وعلى سبيل المثال ، يعتقدون بمنشأ الخير « الله » ، ومصدر الشرّ « الشيطان » ، وهذه هي عقيدة المجوس بالضبط.

ثمّ يختلفون معهم ، بأنّ المجوس يرون انتصار الحقّ على الباطل ـ أي الرحمن على الشيطان ـ في منتهى الأمر ، ولكن اليزيدية لا ترى هذه النتيجة حتمية الوقوع ، وعليه تتقرّب بل تعبد الشيطان خوفاً من سطوته وشرّه ، ولا تهتمّ لعبادة الرحمن ، لأنّه مصدر الخير ، فلا يعاقب أحداً على عدم عبادته!!

٥ ـ تدّعي هذه الفرقة بوجود كتابين سماويين لها : الجلوه ومصحف رشد ، ومن خلال فقرات وعبارات هذين الكتابين ، يتّضح جلياً أنّهما من صنع بعض المنحرفين ، ولا علاقة لهما بوحي السماء ، ففيهما أباطيل تضحك الثكلى ، ويشتملان على مخالفات واضحة للعقل السليم ، والنقل المتّفق عليه عند جميع الأديان السماوية.

٦ ـ وأخيراً : إنّ هذه الطائفة ليست لها أيّ منطق للتبليغ والدفاع عن معتقداتها ، بل تحتكر هذا الدين الباطل لنفسها ، فمن الصعب الحصول على كافّة أقوالها

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585