موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

موسوعة الأسئلة العقائديّة8%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-05-8
الصفحات: 667

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 667 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 311327 / تحميل: 7176
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٥-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

تقدّم من الوعيد عليه انتهى ، ويحتمل أن تكون ما مصدرية ، ومن تبعيضية ، والتقدير كراهية بعض النياحة ، أشار إلى ذلك ابن المرابط وغيره ، ونقل ابن قدامة عن أحمد رواية : أنّ النياحة لا تحرم ، وفيه نظر ، وكأنّه أخذه من كونهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم ينه عمّة جابر لمّا ناحت عليه ، فدلّ على أنّ النياحة إنّما تحرم إذا انضاف إليها فعل من ضرب خدّ ، أو شقّ جيب ، وفيه نظر »(١) .

وكذلك بحث الأمر ابن القيم وذكر الخلاف في كتابه قائلاً : « وأمّا الندب والنياحة فنصّ أحمد على تحريمها ، قال في رواية حنبل : النياحة معصية ، وقال أصحاب الشافعي وغيرهم : النوح حرام ، وقال ابن عبد البر : أجمع العلماء على أنّ النياحة لا تجوز للرجال ولا للنساء.

وقال بعض المتأخّرين من أصحاب أحمد : يكره تنزيهاً ، وهذا لفظ أبي الخطّاب في الهداية قال : ويكره الندب والنياحة ، وخمش الوجوه ، وشقّ الجيوب والتحفي ، والصواب القول بالتحريم

وقال المبيحون لمجرّد الندب والنياحة مع كراهتهم له : روى حرب عن وائلة بن الأسقع وأبي وائل ـ وهما من الصحابة ـ أنّهما كانا يسمعان النوح ويسكتان.

قالوا : وفي الصحيحين عن أُمّ عطية قالت : لمّا نزلت هذه الآية :( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ) (٢) كان منه النياحة ، ونهانا عن النياحة فقبضت منّا امرأة يدها فقالت : فلانة أسعدتني فأنا أُريد أن أجزيها ، قالت : فما قال لها شيئاً فذهبت فانطلقت ثمّ رجعت فبايعها.

قالوا : وهذا الإذن لبعضهن في فعله يدلّ على أنّ النهي عنه تنزيه لا تحريم ، ويتعيّن حمله على المجرّد من تلك المفاسد جمعاً بين الأدلّة »(٣) .

والقصد من إيراده أنّ بعض علماء السنّة قال بجواز النياحة مع وجود الروايات الناهية عندهم ، كرواية الناهية من عمل الجاهلية ، فما هو جوابكم عن

__________________

١ ـ فتح الباري ٣ / ١٢٩.

٢ ـ الممتحنة : ١٢.

٣ ـ عدّة الصابرين : ١٠٤.

١٦١

هذا ، أفلا تسمح للفقه الشيعي أن يقول بالجواز مع ورود الرواية المذكورة في مصادره.

والعجب من ابن تيمية حينما يدافع عن يزيد يقول : « وفي الجملة ، فما يعرف في الإسلام أنّ المسلمين سبوا امرأة يعرفون أنّها هاشمية ، ولا سبي عيال الحسينعليه‌السلام ، بل لمّا دخلوا بيت يزيد قامت النياحة في بيته ، وأكرمهم وخيّرهم بين المقام عنده والذهاب إلى المدينة ، فاختاروا الرجوع إلى المدينة »(١) .

فلاحظ أنّ ابن تيمية يمدح يزيداً على إقامته النياح على الحسينعليه‌السلام ، وهو قاتله!!

ثانياً : إنّ علماء الطائفة لم يخف عليهم أمر الرواية ، وكما كان لعلماء السنّة آراء واجتهادات لفهم النصّ ، كذلك كانت لعلمائنا ، فينبغي للعاقل أن يطّلع على آراء علماء الطائفة وموقفهم تجاه هذا النصّ الشريف.

ويكفي للقارئ ملاحظة ما ورد في كتاب العروة الوثقى ، وهو كتاب يحشد آراء مجموعة من ٹ لماء الشيعة الفقهية في حقبة من الزمان ، حيث تجد في كتاب الطهارة تحت عنوان : مكروهات الدفن حديثاً مفصّلاً حول تلك الأُمور ، فيقول السيّد اليزدي :

« مسألة ١ : يجوز البكاء على الميّت ولو كان مع الصوت ، بل قد يكون راجحاً ، كما إذا كان مسكّناً للحزن وحرقة القلب ، بشرط أن لا يكون منافياً للرضا بقضاء الله ، ولا فرق بين الرحم وغيره ، بل قد مرّ استحباب البكاء على المؤمن ، بل يستفاد من بعض الأخبار جواز البكاء على الأليف الضال ، والخبر الذي ينقل من أنّ الميّت يعذّب ببكاء أهله ضعيف مناف لقوله تعالى :( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) .

وأمّا البكاء المشتمل على الجزع وعدم الصبر فجائز ، ما لم يكن مقروناً بعدم الرضا بقضاء الله ، نعم يوجب حبط الأجر ولا يبعد كراهته.

__________________

١ ـ منهاج السنّة ٤ / ٥٥٩.

١٦٢

مسألة ٢ : يجوز النوح على الميّت بالنظم والنثر ، ما لم يتضمّن الكذب ، ولم يكن مشتملاً على الويل والثبور ، لكن يكره في الليل ، ويجوز أخذ الأجرة عليه إذا لم يكن بالباطل ، لكن الأولى أن لا يشترط أوّلاً.

مسألة ٣ : لا يجوز اللطم والخدش وجز الشعر ، بل والصراخ الخارج عن حد الاعتدال على الأحوط ، وكذا لا يجوز شقّ الثوب على غير الأب والأخ ، والأحوط تركه فيهما أيضاً »(١) .

هذا علماً بأنّ هذه الفتاوى بكراهة الجزع أو النياحة ناظرة إلى غير مصاب سيّد الشهداءعليه‌السلام ، وأمّا مصابه أرواحنا له الفداء فقد وردت روايات خاصّة عن أهل بيت العصمةعليهم‌السلام تجعله مصاباً مميّزاً عن غيره ، لا تشمله هاتيك الأحكام(٢) .

ثالثاً : روى الطوسي في أماليه عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي محمّد الأنصاري ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « كُلّ الجزع والبكاء مكروه ، سوى الجزع والبكاء على الحسين »(٣) .

والسند تام ، فكُلّ الرواة ثقات عدا أبو محمّد الأنصاري ، وقد قال عنه السيّد الخوئي في المعجم : « أبو محمّد الأنصاري ، هذا يعتد بقوله لقول محمّد ابن عبد الجبّار ، في رواية الكافي المتقدّمة : أنّه خير ، وأمّا قول نصر بن الصباح من أنّه مجهول لا يعرف فلا يعتنى به ، لأنّ نصر بن الصباح ضعيف »(٤) .

ورواه ابن قولويه في كامل الزيارات مثل الرواية السابقة عن أبيه عن سعد عن الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام سمعته يقول : « إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كُلّ ما جزع ، ما خلا البكاء على الحسين بن عليعليهما‌السلام فإنّه فيه مأجور »(٥) .

__________________

١ ـ العروة الوثقى ١ / ٤٤٧.

٢ ـ بحار الأنوار ٤٤ / ٢٨٠.

٣ ـ الأمالي للشيخ الطوسي : ١٦٢.

٤ ـ معجم رجال الحديث ٢٣ / ٤٢.

٥ ـ كامل الزيارات : ٢٠١.

١٦٣

فهذه الرواية صريحة في أنّ المكروه السابق لا يشمل الحزن على سيّد الشهداء الحسينعليه‌السلام .

هذا وقد أشبع الحديث عن ذلك العلاّمة في المنتهى ، حيث قال : « البكاء على الميّت جائز غير مكروه إجماعاً قبل خروج الروح وبعده إلاّ الشافعي ، فإنّه كرهه بعد الخروج

النياحة بالباطل محرّمة إجماعاً ، أمّا بالحقّ فجائزة إجماعاً

يحرم ضرب الخدود ونتف الشعر وشقّ الثوب ، إلاّ في موت الأب والأخ ، وقد سوّغ فيها شقّ الثوب للرجل ، وكذا يكره الدعاء بالويل والثبور »(١) .

وقال الشهيد في الذكرى : « يحرم اللطم والخدش وجز الشعر إجماعاً ، قاله في المبسوط لما فيه من السخط لقضاء الله ، واستثنى الأصحاب إلاّ ابن إدريس شقّ الثوب على موت الأب والأخ ، لفعل العسكري على الهاديعليهما‌السلام ، وفعل الفاطميات على الحسينعليه‌السلام

وسئل الصادقعليه‌السلام عن أجر النائحة فقال : « لابأس قد نيح على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » ، وفي خبر آخر عنهعليه‌السلام : « لابأس بكسب النائحة إذا قالت صدقاً »

وروى أبو حمزة عن الباقرعليه‌السلام : « مات ابن المغيرة ، فسألت أُمّ سلمة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأذن لها في المضي إلى مناحته فأذن لها ، وكان ابن عمّها ـ ثمّ رثته بأبيات ـ وفي تمام الحديث ، فما عاب عليها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك ولا قال شيئاً »

يجوز الوقف على النوائح لأنّه فعل مباح ، فجاز صرف المال إليه ، ولخبر يونس بن يعقوب عن الصادقعليه‌السلام قال : « قال لي أبي : يا جعفر ، قف من مالي كذا وكذا لنوادب تندبني عشر سنين بمنى أيّام منى » ، والمراد بذلك تنبيه الناس على فضائله ، وإظهارها ليقتدى بها »(٢) .

__________________

١ ـ منتهى المطلب ١ / ٤٦٧.

٢ ـ الذكرى : ٧٢.

١٦٤

والشيخ في المبسوط وابن حمزة حرّما النوح ، وادعى الشيخ الإجماع ، والظاهر أنّهما أرادا النوح بالباطل ، أو المشتمل على المحرّم كما قيّده في النهاية ، وفي التهذيب جعل كسبها مكروهاً بعد روايته أحاديث النوح.

ثمّ أوّل الشهيد أحاديث المانع المروية من طرق المخالفين بالحمل على ما كان مشتملاً على الباطل أو المحرّم ، لأنّ نياحة الجاهلية كانت كذلك غالباً ، ثمّ قال : المراثي المنظومة جائزة عندنا ، وقد سمع الأئمّةعليهم‌السلام المراثي ولم ينكروها(١) .

البكاء على الميّت مستحبّ عند أهل السنّة!

هذا وقد ورد في مصادر العامّة ما يدلّ على أنّ البكاء على الميّت سنّة سنّها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد روى إسحاق بن راهويه في مسنده قائلاً : « أخبرنا النضر ابن شميل أخبرنا محمّد بن عمرو ، حدّثني محمّد بن إبراهيم عن عائشة قالت : مر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين انصرف على بني عبد الأشهل ، فإذا نسائهم يبكين على قتلاهم ، وكان استمر القتل فيهم يومئذ ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لكن حمزة لا بواكي له ».

قال : فأمر سعد بن معاذ نساء بني ساعدة أن يبكين عند باب المسجد على حمزة ، فجعلت عائشة تبكي معهن ، فنام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاستيقظ عند المغرب ، فصلّى المغرب ثمّ نام ، ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله لعشاء الآخرة ، فصلّى العشاء ثمّ نام ، ونحن نبكي فاستيقظ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن نبكي ، فقال : «ألا أراهن يبكين حتّى الآن ، مروهن فليرجعن » ، ثمّ دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهن »(٢) .

والرواية حسنة على الأقل لوثاقة الكُلّ ، إلاّ محمّد بن عمرو بن علقمة الليثي ، قال ابن حجر في التقريب : « صدوق له الأوهام »(٣) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار ٧٩ / ١٠٧.

٢ ـ مسند ابن راهويه ٢ / ٥٩٩.

٣ ـ تقريب التهذيب ٢ / ١١٩.

١٦٥

وقال أحمد في مسنده : حدّثنا زيد بن الحباب ، حدّثني أُسامة بن زيد ، حدّثني نافع عن ابن عمر : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا رجع من أُحد ، فجعلت نساء الأنصار يبكين على من قُتل من أزواجهن ، قال : فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ولكن حمزة لا بواكي له » ، قال : ثمّ نام فاستنبه وهن يبكين ، قال : «فهن اليوم إذاً يبكين يندبن بحمزة »(٢) .

وقد بيّن الحاكم في مستدركه الأمر الأخير بقوله : « وهو أشهر حديث بالمدينة ، فإنّ نساء المدينة لا يندبن موتاهن حتّى يندبن حمزة ، وإلى يومنا هذا »(٣) .

ولعلّك تلاحظ في هذه الرواية أنّها لا تدلّ على جواز البكاء على الميّت وندبه فحسب ، بل إنّها تدلّ على مشروعية تحويل البكاء إلى عادة مستمرة لقرون طويلة.

وقد ورد في المروي عن طريق أُسامة بن زيد الليثي زيادة تدلّ بظاهرها على نسخ الجواز ، وهي زيادة : «مروهن فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم »(٣) .

قال الشوكاني : « ورجال إسناد حديث ابن عمر ثقات إلاّ أُسامة بن زيد الليثي ، ففيه مقال »(٤) .

ولك حتّى من لم يرفض هذه الزيادة من حيث السند ، فإنّه رفض كونها ناسخة ، كما صرّح بذلك ابن القيّم في كتابه عدّة الصابرين قال : « وأمّا دعوى النسخ في حديث حمزة فلا يصحّ ، إذ معناه لا يبكين على هالك بعد اليوم من قتلى أُحد ، ويدلّ على ذلك أنّ نصوص الإباحة أكثرها متأخّرة عن غزوة أُحد ، منها حديث أبي هريرة ، إذ إسلامه وصحبته كانا في السنة السابعة ،

__________________

١ ـ مسند أحمد ٢ / ٤٠.

٢ ـ المستدرك ١ / ٣٨١.

٣ ـ مسند أحمد ٢ / ٨٤.

٤ ـ نيل الأوطار ٤ / ٢٥٣.

١٦٦

ومنها البكاء على جعفر وأصحابه ، وكان استشهادهم في السنة الثامنة ، ومنها البكاء على زينب ، وكان موتها في السنة الثامنة أيضاً ، ومنها البكاء على سعد بن معاذ ، وكان موته في الخامسة ، ومنها البكاء عند قبر أُمّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان عام الفتح في السنة الثامنة »(١) .

البكاء على الحسين سنّة سنّها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

فقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله أوّل من أخبر بواقعة شهادة الحسينعليه‌السلام ، وأوّل الباكين عليه عند ولادتهعليه‌السلام .

روى ابن حبّان في صحيحه عن أنس بن مالك قال : « استأذن ملك القطر ربّه أن يزور النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فأذن له ، فكان في يوم أُمّ سلمة.

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «احفظي علينا الباب ، لا يدخل علينا أحد » ، فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي فظفر فاقتحم ففتح الباب فدخل ، فجعل يتوثّب على ظهر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجعل النبيّ يتلثّمه ويقبّله ، فقال له الملك : أتحبّه؟ قال : « نعم » ، قال : أما إنّ أُمّتك ستقتله ، إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال : « نعم » ، فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأراه إيّاه ، فجاءه بسهلة أو تراب أحمر ، فأخذته أُمّ سلمة فجعلته في ثوبها »(٢) .

وأمّا بكاؤهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليه ، فقد روى أحمد في مسنده عن نجي عن أبيه أنّه سار مع عليعليه‌السلام ـ وكان صاحب مطهرته ـ فلمّا حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفّين ، فنادى علي : « اصبر أبا عبد الله ، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات » ، قلت : وماذا؟

قال : « دخلت على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم ، وعيناه تفيضان؟ قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال : بل قام من عندي جبرائيل قبل ، فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشطّ الفرات ، قال : فقال : هل لك إلى أن أشمّك من

__________________

١ ـ عدّة الصابرين : ١٠٤.

٢ ـ صحيح ابن حبّان ١٥ / ١٤٢.

١٦٧

تربته؟ قال : قلت : نعم ، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا »(١) .

قال الهيثمي معلّقاً على الرواية : « رواه أحمد وأبو يعلى والبزّار والطبراني ، ورجاله ثقات ، ولم ينفرد نجي بهذا »(٢) .

وروى الطبراني عن أُمّ سلمة قالت : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالساً ذات يوم في بيتي فقال : « لا يدخل عليّ أحد « فانتظرت ، فدخل الحسينعليه‌السلام ، فسمعت نشيج رسول الله يبكي ، فاطلعت فإذا حسين في حجره ، والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يمسح جبينه ، وهو يبكي ، فقلت : والله ما علمت حين دخل.

فقال : « إنّ جبرائيل كان معنا في البيت ، فقال : تحبّه؟ قلت : أمّا من الدنيا فنعم ، قال : إنّ أُمّتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء » ، فتناول جبرائيلعليه‌السلام من تربتها فأراها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا أُحيط بحسين حين قتل ، قال : ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : كربلاء ، قال : « صدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء »(٣) .

قال الهيثمي معلّقاً على سند الرواية : « رواه الطبراني بأسانيد ، ورجال أحدها ثقات »(٤) .

وروى الحاكم عن أُمّ الفضل بنت الحارث ، أنّها دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : يا رسول الله إنّي رأيت حلماً منكراً الليلة ، قال : « ما هو »؟ قالت : إنّه شديد ، قال : « ما هو »؟ قالت : رأيت كأنّ قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « رأيت خيراً ، تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً ، فيكون في حجرك » ، فولدت فاطمةعليها‌السلام الحسينعليه‌السلام فكان في حجري ، كما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

١ ـ مسند أحمد ١ / ٨٥.

٢ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٨٧.

٣ ـ المعجم الكبير ٣ / ١٠٨.

٤ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٨٩.

١٦٨

فدخلت يوماً إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فوضعته في حجره ، ثمّ حانت منّي التفاته ، فإذا عينا رسول الله تهريقان من الدموع ، قالت : فقلت : يا نبي الله بأبي وأُمّي ما لك؟ قال : «أتاني جبرائيل فأخبرني أنّ أُمّتي ستقتل ابني هذا ، فقلت : هذا؟ فقال : نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء »(١) .

هذه روايات صريحة في أنّ البكاء على الحسين هي سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والشيعة يتّبعون سنّتهصلى‌الله‌عليه‌وآله في البكاء على سيّد الشهداء الحسينعليه‌السلام .

أعداء أهل البيت يصومون يوم عاشوراء فرحاً!

قال : « ممّا ورد من روايات في فضل صيام هذا اليوم من روايات الشيعة ، ما رواه الطوسي في الاستبصار ، وما لا أُطيق أفهم تجاهل علماء الشيعة للروايات الواضحة في بيان فضل صيام عاشوراء ».

لم يكن لصوم يوم العاشر من المحرّم صدى كما نسمعه اليوم ، ولا تركيز من قبل النواصب كما يفعلون اليوم ، فهل يريدون بذلك أن يغطّوا على شناعة فعل يزيد في ذلك اليوم ، دفاعاً عن بني أُمية.

أمّا عند الشيعة فقد اختلفت آراء فقهاء الشيعة ، تبعاً لاختلاف الروايات وتعارضها في مسألة صوم عاشوراء.

إذ يبدو أنّ القدماء منهم قد حكموا باستحباب صوم يوم العاشر ، إن كان على وجه الحزن ، وحمل الشهيد الثاني معنى الصوم على الامتناع عن المفطّرات إلى العصر ، لا على المعنى الشرعي للصوم ، فهو يرد القول باستحباب الصوم الشرعي ، إذ يقول : « لأنّ صومه متروك ، كما وردت به الرواية »(٢) .

وحكم المحقّق البحراني ـ من المتأخّرين ـ بالحرمة ، ويفهم من السيّد الطباطبائي في الرياض الاستحباب العام ، لا بالعنوان الخاصّ المؤكّد عليه

__________________

١ ـ المستدرك ٣ / ١٧٦.

٢ ـ مسالك الأفهام ٢ / ٧٨.

١٦٩

بالشريعة ، ويؤيّد صاحب الجواهر رأي القدماء ، نعم ظاهر السيّد الخوئي في كتابه المستند ترجيح الاستحباب الخاصّ.

فالقول بأنّ علماء الشيعة تجاهلوا الروايات الدالّة على فضل صيام عاشوراء ، يكشف عن جهل الكاتب الشديد ، بل هو توغّل في الجهالة.

إذاً ، فصوم عاشوراء إمّا أن يكون بالعنوان العام ، أو بالعنوان الخاصّ ، وكلاهما له مؤيّد ومعارض ، نعم هم يتّفقون على حرمة صوم العاشر بعنوان التبرّك ، واعتباره يوم فرح ، كما ظاهر بعض النصوص الواردة في مصادر السنّة ، وظاهر صيام بعضهم ، فذاك موطن التشنيع من قبل الشيعة ورفضهم.

ولعلّ القارئ المنصف يفهم ذلك عندما يقرأ ما صرّح به ابن تيمية في مجموعة الفتاوى : « فعارض هؤلاء قوم إمّا من النواصب المتعصّبين على الحسين وأهل بيته ، وإمّا من الجهّال »(١) .

وقال : « فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء ، كالاكتحال والاختضاب ، وتوسيع النفقات على العيال ، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة ونحو ذلك ، ممّا يفعل في الأعياد والمواسم ، فصار هؤلاء يتّخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح »(٢) .

وقال : « وكذلك حديث عاشوراء ، والذي صحّ في فضله هو صومه ، وأنّه يكفّر سنة ، وأنّ الله نجّى فيه موسى من الغرق ، وقد بسطنا الكلام عليه في موضع آخر ، وبيّنا أنّ كُلّ ما يفعل فيه سوى الصوم بدعة مكروهة لم يستحبّها أحد من الأئمّة مثل الاكتحال والخضاب ، وطبخ الحبوب ، وأكل لحم الأضحية ، والتوسيع في النفقة وغير ذلك ، وأصل هذا من ابتداع قتلة الحسين ونحوهم »(٣) .

__________________

١ ـ مجموع الفتاوى ٢٥ / ٣٠٩.

٢ ـ الفتاوى الكبرى ٢ / ٣٠٠.

٣ ـ منهاج السنّة ٨ / ١٥١.

١٧٠

وقد أقرّ ابن كثير في تاريخه ، بأنّ يوم عاشوراء يتّخذ يوم سرور عند النواصب من أهل الشام ، فقال : « وقد عاكس الرافضة والشيعة يوم عاشوراء النواصب من أهل الشام ، فكانوا إلى يوم عاشوراء يطبخون الحبوب ، ويغتسلون ويتطيّبون ويلبسون أفخر ثيابهم ، ويتّخذون ذلك اليوم عيداً ، يصنعون فيه أنواع الأطعمة ، ويظهرون السرور والفرح »(١) .

وقال العيني : « اتفق العلماء على أنّ صوم يوم عاشوراء سنّة وليس بواجب »(٢) .

نعم ، اختلق أعداء أهل البيتعليهم‌السلام أحاديث في استحباب التوسعة على العيال يوم عاشوراء ، والاغتسال والخضاب والاكتحال.

قال ابن الجوزي : « قد تمذهب قوم من الجهّال بمذهب أهل السنّة ، فقصدوا غيظ الرافضة ، فوضعوا أحاديث في فضل عاشوراء ، ونحن براء من الفريقين ، وقد صحّ أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بصوم عاشوراء ، إذ قال : «إنّه كفّارة سنة » ، فلم يقنعوا بذلك حتّى أطالوا وأعرضوا ، وترقّوا في الكذب »(٣) .

إذاً ، فمورد الخلاف في الحقيقة يتوجّه إلى ما صدر بعنوان السرور والفرح ، والزينة يوم عاشوراء ، وما زالت تجد بقاياه إلى يومنا هذا!! فاعتراضنا على من وضعوا الأحاديث التي تتّخذ يوم عاشوراء يوم فرح! منها ما عدّه ابن الجوزي في الموضوعات عن عبد الله عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من وسّع على أهله يوم عاشوراء ، وسّع الله عليه سائر سنته »(٢) .

وكذلك روى ابن الجوزي عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبداً »(٣) .

__________________

١ ـ البداية والنهاية ٨ / ٢٢٠.

٢ ـ عمدة القارئ ١١ / ١٦٧.

٣ ـ الموضوعات ٢ / ١٩٩.

٤ ـ المصدر السابق ٢ / ٢٠٣.

٥ ـ نفس المصدر السابق.

١٧١

فنكرّر ونقول : إنّ اعتراض الشيعة على هذه الأُمور لا على مجرّد الصيام ، ويبدو من النصوص أنّ من ناقش مستحبّات ذلك اليوم قد ربط ذكرها بالصيام ، فغدا الصوم علامة على فرح ذلك اليوم ، ممّا جعل الصيام شعاراً للفرحين مع الأيّام إضافة للاكتحال والزينة ، ولبس الحلي والتوسعة على العيال وغيرها ، ولذا ينبغي للصائم في هذا اليوم ، أن يكون صومه حزناً ، ولا يفرح كما فرح أعداء الحسين وقاتلوه.

محاولة الكاتب تبرئة يزيد من قتل الحسينعليه‌السلام !

أـ نقل المؤرّخون رسالة يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة والي المدينة : « أمّا بعد ، فخذ حسيناً وعبد الله بن عمر وابن الزبير بالبيعة ، أخذاً شديداً ليست فيه رخصة ، حتّى يبايعوا والسلام »(١) .

ب ـ ذكر في عهد يزيد إلى عبيد الله الأمر بقتل مسلم بن عقيل : ثمّ دعا مسلم بن عمرو الباهلي وكان عنده ، فبعثه إلى عبيد الله بعهده إلى البصرة ، وكتب إليه معه : أمّا بعد ، فإنّه كتب إليّ شيعتي من أهل الكوفة ، يخبرونني أنّ ابن عقيل بالكوفة ، يجمع الجموع لشقّ عصا المسلمين ، فسر حين تقرأ كتابي هذا حتّى تأتي أهل الكوفة ، فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة حتّى تثقفه فتوثقه ، أو تقتله أو تنفيه والسلام(٢) .

ت ـ وعن جعفر بن سليمان الضبعي قال : قال الحسين بن علي : « والله لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا سلّط الله عليهم من يذلّهم ، حتّى يكونوا أذلّ من فرم الأمة »(٣) .

ث ـ قول يزيد لزينبعليها‌السلام مؤكّداً لنظرته في استحقاق الإمامعليه‌السلام للقتل ، لأنّه خارجي خرج من الدين : إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك ، فقالت زينب : « بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدّي اهتديت أنت وأبوك وجدّك »(٤) .

__________________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٤ / ٢٥٠ ، البداية والنهاية ٨ / ١٥٧ ، الإمامة والسياسة ١ / ٢٢٥.

٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٤ / ٢٦٥.

٣ ـ تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ٢١٦ ، تاريخ الأُمم والملوك ٤ / ٢٩٦ ، البداية والنهاية ٨ / ١٨٣.

٤ ـ تاريخ مدينة دمشق ٦٩ / ١٧٧ ، تاريخ الأُمم والملوك ٤ / ٣٥٣ ، البداية والنهاية ٨ / ٢١٢.

١٧٢

ج ـ وجاء كتاب : بأن سرّح الأُسارى إليّ ، قال : فدعا عبيد الله بن زياد محفز بن ثعلبة ، وشمر بن ذي الجوشن ، فقال : انطلقوا بالثقل والرأس إلى أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ، قال : فخرجوا حتّى قدموا على يزيد ، فقام محفز بن ثعلبة ، فنادى بأعلى صوته : جئنا رأس أحمق الناس وألامهم ، فقال يزيد : ما ولدت أُمّ محفز ألام وأحمق ، ولكنّه قاطع ظالم ، قال : فلمّا نظر يزيد إلى رأس الحسين قال :

يفلقن هاما من رجال أعزّة

علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما(١)

ح ـ رأي الذهبي في يزيد : « وكان ناصبياً فظّاً غليظاً جلفاً ، يتناول المسكر ، ويفعل المنكر ، افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين ، واختتمها بواقعة الحرّة ، فمقته الناس »(٢) .

خ ـ قال السيوطي : « فقُتل وجيء برأسه في طست حتّى وضع بين يدي ابن زياد ، لعن الله قاتله ، وابن زياد معه ويزيد أيضاً »(٣) .

فما هو وجه اللعن من السيوطي ليزيد ، إذا لم يكن له يد في قتلهعليه‌السلام ؟

د ـ قال ابن كثير : « وقد أخطأ يزيد خطأً فاحشاً في قوله لمسلم بن عقبة ، أن يبيح المدينة ثلاثة أيّام ، وهذا خطأ كبير فاحش ، مع ما انضم إلى ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم ، وقد تقدّم أنّه قتل الحسين وأصحابه على يدي عبيد الله بن زياد ، وقد وقع في هذه الثلاثة أيّام من المفاسد العظيمة في المدينة النبوية ما لا يحدّ ولا يوصف »(٤) .

ذ ـ قال الذهبي : « ولمّا فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل ، وقتل الحسين واخوته وآله ، وشرب يزيد الخمر ، وارتكب أشياء منكرة بغضه الناس ، وخرج عليه غير واحد ، ولم يبارك الله في عمره »(٥) .

__________________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٤ / ٣٥٤.

٢ ـ سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٦.

٣ ـ تاريخ الخلفاء : ٢٠٧.

٤ ـ البداية والنهاية ٨ / ٢٤٣.

٥ ـ تاريخ الإسلام ٥ / ٣٠.

١٧٣

وسؤالنا هو : أليست هذه أقوال علماء السنّة؟ أم لا يوجد عالم سنّي إلاّ ابن تيمية؟!

ندم يزيد المزعوم :

قال : « ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجّع على ذلك ، وظهر البكاء في داره ».

نعم ، قد بالغ يزيد في الندم حتّى صار بعد هذا البكاء المزعوم ، ينكت الرأس الشريف بقضيب بيده ، ثمّ يترنّم بأشعار جاهلية ـ كما سيأتي نقلاً عن تاريخ ابن كثير ـ ثمّ أدّعى أمام الجميع ، وبمواجهة العقيلة زينب بنت أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنّ بإمكانه أن يهدي ابنة الحسينعليه‌السلام جارية إلى أحد الحضور.

فإن كان ندم فهو ، لما قاله السيوطي في تاريخه : « ولمّا قُتل الحسين وبنو أبيه ، بعث ابن زياد برؤوسهم إلى يزيد ، فسُرّ بقتلهم أوّلاً ، ثمّ ندم لما مقته المسلمون على ذلك ، وأبغضه الناس ، وحقّ لهم أن يبغضوه »(١) .

فأنت ترى أيّها القارئ أنّ ندمه سياسي للعواقب السيّئة التي ترتّبت على جريمته ، لا لأنّه يرى قتل الحسينعليه‌السلام جريمة في نفسها.

ادعاؤه بأنّ يزيد لم يسب لهم حريماً ، بل أكرم أهل بيته وأجازهم ، حتّى ردّهم إلى بلادهم.

وتتجلّى مظاهر التكريم من يزيد لأهل بيت الحسينعليه‌السلام ، الذي يدّعيه الكاتب فيما نقله ابن كثير في تاريخه : « فلمّا دخلت الرؤوس والنساء على يزيد ، دعا أشراف الشام فأجلسهم حوله ، ثمّ دعا بعلي بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه ، فأدخلن عليه والناس ينظرون ، فقال لعلي بن الحسين : يا علي أبوك قطع رحمي ، وجهل حقّي ، ونازعني سلطاني ، فصنع الله به ما قد رأيت ، فقال علي :( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي

__________________

١ ـ تاريخ الخلفاء : ٢٠٨.

١٧٤

كِتَابٍ ) (١) ، فقال يزيد لابنه خالد : أجبه ، قال : فما درى خالد ما يردّ عليه ، فقال له يزيد :( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) (٢) ، فسكت عنه ساعة »(٣) .

وذكر في نفس الصفحة عن فاطمة بنت علي قالت : إنّ رجلاً من أهل الشام أحمر قام إلى يزيد فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه ـ يعنيني ـ وكنت جارية وضيئة ، فارتعدت فزعة من قوله ، وظننت أنّ ذلك جائز لهم ، فأخذت بثياب أختي زينب ـ وكانت أكبر منّي وأعقل ، وكانت تعلم أنّ ذلك لا يجوز ـ فقالت لذلك الرجل : «كذبت والله ولؤمت ، وما ذلك لك وله » ، فغضب يزيد فقال لها : كذبت ، والله إنّ ذلك لي ، ولو شئت أن أفعله لفعلت.

قالت : «كلاّ والله ، ما جعل الله ذلك لك ، إلاّ أن تخرج من ملّتنا ، وتدين بغير ديننا » ، قالت : فغضب يزيد واستطار ، ثمّ قال : إيّاي تستقبلين بهذا؟ إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك ، فقالت زينب : «بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدّي اهتديت أنت وأبوك وجدّك » ، قال : كذبت يا عدوّة الله.

قالت : «أنت أمير المؤمنين مسلّط تشتم ظالماً تقهر بسلطانك » ، قالت : فو الله كأنّه استحى فسكت ، ثمّ قام ذلك الرجل فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه ، فقال له يزيد : أعزب وهب الله لك حتفاً قاضياً.

وذُكر أيضاً : لمّا وضع رأس الحسين بين يدي يزيد بن معاوية ، جعل ينكت بقضيب كان في يده في ثغره ، ثمّ قال : إنّ هذا وإيّانا كما قال الحصين بن الحمام المري :

يفلقن هاما من رجال أعزّة

علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما

__________________

١ ـ الحديد : ٢٢.

٢ ـ الشورى : ٣٠.

٣ ـ البداية والنهاية ٨ / ٢١١.

١٧٥

فقال له أبو برزة الأسلمي : أما والله لقد أخذ قضيبك هذا مأخذاً ، لقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يرشفه(١) .

ونحن نظنّ بأنّ كاتب المنشور لو كان متواجداً في ذاك المجلس لقال لأبي برزة : دع عنك هذا ، فإنّ يزيداً يكرمه بهذا.

مستند غريب لتبرئة يزيد :

قال : إنّ بني هاشم وبني أُمية أبناء عمومة ، وذلك إنّ هاشم بن عبد مناف والد بني هاشم ، وبني عبد شمس بن عبد مناف والد بني أُمية إخوان ، فالحسين ويزيد أبناء عمومة.

إنّ أوّل ما يتبادر إلى ذهن العاقل هذا التساؤل : ماذا يريد الكاتب من هذا الكلام؟ أيقول بأنّ أبناء العمومة يجوز لهم أن يقتلوا بعضهم؟ ولا حقّ لكم في التدخّل؟ أم أنّه يقول : بأنّ أبناء العمومة لا يقتلون بعضهم؟

وعلى كلا الفرضين ، فإنّ هذا الكلام نابع وبوضوح من نفس تؤمن بالعصبية والقبلية أيما إيمان ، وبغض النظر عن ذلك ، فإنّنا قد رأينا في تاريخ حكّام المسلمين : أنّ الأخ لا يمانع في قتل أخاه في سبيل المُلك ، فكيف بقرابة العمومة؟!

وهل يريد أن يقول أيضاً : أنّ المعلومات الواردة عن المعارك بين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعتاة بني أُمية ـ كأبي سفيان ـ غير صحيحة ، لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأبا سفيان أبناء عمومة؟!

نعم ، هناك قرابة وتكنّها قرابة سوء كان يبغضها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد روى الحاكم عن أبي برزة الأسلمي قال : كان أبغض الأحياء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بنو أُمية وبنو حنيفة وثقيف ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه(٢) .

__________________

١ ـ المصدر السابق ٨ / ٢٠٩.

٢ ـ المستدرك ٤ / ٤٨٠.

١٧٦

ورواه الطبراني في المعجم الكبير بإضافة قول عمران بن حصين : اكتم عليّ حتّى أموت(١) .

وربما كانت هذه العداوة لاصطفاء الله تعالى بني هاشم دونهم ، كما يذكر ذلك مسلم في صحيحه عن واثلة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم »(٢) ، فكم حسدت الناس بني هاشم؟

مكان دفن رأس الحسينعليه‌السلام :

قال : « لم يثبت أنّ رأس الحسين أُرسل إلى يزيد بالشام ، بل الصحيح أنّ الحسين قتل في كربلاء ، ورأسه أُخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة ».

هذا رأي الكاتب الذي ينتقي من كتب التاريخ ويختار منها ما يوافق هواه ، أمّا ابن كثير فيختلف رأيه عن رأي الكاتب ، إذ يقول : « وقد اختلف العلماء بعدها في رأس الحسين ، هل سيّره ابن زياد إلى الشام إلى يزيد أم لا؟ على قولين : الأظهر منهما أنّه سيّره إليه ، وقد ورد في ذلك آثار كثيرة ، فالله أعلم »(٣) .

وقال أيضاً : « وأمّا رأس الحسين ، فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير : أنّه بعث به ابن زياد إلى يزيد بن معاوية ، ومن الناس من أنكر ذلك ، وعندي أنّ الأوّل أشهر ، فالله أعلم »(٤) .

ثمّ نقل أخباراً ، منها : ما رواه عن القاسم بن بخيت قال : ولمّا وضع رأس الحسين بين يدي يزيد قال : أما والله لو أنّي صاحبك ما قتلتك ، ثمّ أنشد قول الحصين بن الحمام المري الشاعر :

يفلقن هاما من رجال أعزّة

علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما

__________________

١ ـ المعجم الكبير ١٨ / ٢٣٠.

٢ ـ صحيح مسلم ٧ / ٥٨.

٣ ـ البداية والنهاية ٨ / ٢٠٩.

٤ ـ المصدر السابق ٨ / ٢٢٢.

١٧٧

وذكر أيضاً : « ثمّ أمر برأس الحسين فنصب بالكوفة ، وطيف به في أزقّتها ، ثمّ سيّره مع زحر بن قيس ، ومعه رؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية بالشام ، وكان مع زحر جماعة من الفرسان ، منهم : أبو بردة بن عوف الأزدي ، وطارق بن أبي ظبيان الأزدي ، فخرجوا حتّى قدموا بالرؤوس كُلّها على يزيد بن معاوية بالشام »(١) .

ونقل عن مجاهد قال : لمّا جيء برأس الحسين ، فوضع بين يدي يزيد ، تمثّل بهذه الأبيات :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج في وقع الأسل

فأهلّوا واستهلوا فرحاً

ثمّ قالوا لي هنياً لا تسل

حين حكت بفناء بركها

واستحر القتل في عبد الأسل

قد قتلنا الضعف من أشرافكم

وعدلنا ميل بدر فاعتدل(٢)

وقد صرّح السيوطي بإرسال الرأس إلى يزيد فقال : « ولمّا قُتل الحسين وبنو أبيه ، بعث ابن زياد برؤوسهم إلى يزيد »(٣) .

تشكيك الكاتب في مكان قبر الحسينعليه‌السلام :

قال : « ولا يعلم قبر الحسين ، ولا يعلم مكان رأسه ».

ولعلّ آخر ما في كنانة هذا الكاتب جهالته وزعمه أنّ قبر الإمام الحسينعليه‌السلام مجهول!! فأُنظر إلى ما يقوله ابن كثير : « وأمّا قبر الحسين فقد اشتهر عند كثير من المتأخّرين أنّه في مشهد علي بمكان من الطف عند نهر كربلاء ، فيقال : إنّ ذلك المشهد مبني على قبره ، وذكر هشام بن الكلبي : أنّ الماء لمّا أُجرى على قبر الحسين ليمحي أثره ، نضب الماء بعد أربعين يوماً ، فجاء أعرابي من بني أسد ،

__________________

١ ـ المصدر السابق ٨ / ٢٠٨.

٢ ـ المصدر السابق ٨ / ٢٠٩.

٣ ـ تاريخ الخلفاء : ٢٠٨.

١٧٨

فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمها ، حتّى وقع على قبر الحسين فبكى ، وقال : بأبي أنت وأُمّي ما كان أطيبك وأطيب تربتك ، ثمّ أنشأ يقول :

أرادوا ليخفوا قبره عن عدوّه

فطيب تراب القبر دلّ على القبر(١)

وممّا يدلّ على بقاء محلّه معروفاً ، ما ينقله ابن كثير : « ثمّ دخلت سنة ستّ وثلاثين ومائتين ، فيها أمر المتوكّل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالب ، وما حوله من المنازل والدور »(٢) .

نقل ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء معلّقاً : « وكان المتوكّل فيه نصب وانحراف »(٣) .

وذكر ذلك السيوطي في تاريخه(٤) ، ثمّ قال : « ذكر أنّ الخليفة المنتصر بالله ، الذي كان راغباً في الخير ، قليل الظلم ، محسناً إلى العلويين ، وصولاً لهم ، أزال عن آل أبي طالب ما كانوا فيه من الخوف والمحنة ، بمنعهم من زيارة قبر الحسين ، وردّ على آل الحسين فدك »(٥) .

بل كان القبر معروفاً إلى عام ٥٥٣ هـ ، قال ابن كثير : « ثمّ دخلت سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، وفيها خرج المقتفي نحو الأنبار متصيّداً ، وعبر الفرات ، وزار قبر الحسين »(٦) .

وختام الكلام : نحن ـ كشيعة ـ نعلم يقيناً بأنّ من أهل السنّة من يحبّ أهل البيتعليهم‌السلام ، فأهل البيت ليسوا حكراً على الشيعة ، فقد أمر الله بمودّتهم المسلمين جميعاً ، بل هناك من النصارى من يحبّهم ، وقد تأثّر بهم ، وكتب عنهم!

__________________

١ ـ البداية والنهاية ٨ / ٢٢١.

٢ ـ المصدر السابق ١٠ / ٣٤٧.

٣ ـ سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٥.

٤ ـ تاريخ الخلفاء : ٣٤٧.

٥ ـ المصدر السابق : ٣٥٦.

٦ ـ البداية والنهاية ١٢ / ٢٩٦.

١٧٩

ونحن نعلم : أنّ هذه الفئة القليلة المتمسلفة فئة شاذّة أموية ، لا تمثّل أيّاً من المذاهب السنّية ، وأنّهم مهما ادعوا مودّة أهل البيت النبويعليهم‌السلام ، فهم يبغضونهم ، ويفضّلون عليهم من ظلمهم وقتلهم!!( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) (١) .

نرجو أن نكون قد وفّقنا في تحصيل رضى الله تعالى ، ورضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الدفاع عن العترة الطاهرة ، خاصّة فلذة كبده الإمام الحسينعليه‌السلام ، جعلنا الله من ناصريه ، وإن حال بيننا الزمن.

( ـ سنّي ـ )

منع جيش الحسين من الماء :

س : إلى مركز الأبحاث العقائدية : أرجو أن يكون الاستدلال عن طريق كتب أهل السنّة.

هل قصّة منع الماء صحيحة؟ وأنّ الحسين مات عطشاناً ، ولاشكّ أنّها قصّة محزنة مؤلمة ، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه ، وباء بغضب من ربّه.

ج : القصّة صحيحة ، وقد ذكرها علماء السنّة في كتبهم ، نذكر بعضهم :

١ ـ قال ابن حبّان : « فلمّا بلغ الحسين بن علي الخبر بمصاب الناس بمسلم بن عقيل ، خرج بنفسه يريد الكوفة ، وأخرج عبيد الله بن زياد عمر بن سعد إليه ، فقاتله بكربلاء قتالاً شديداً حتّى قُتل عطشاناً ، وذلك يوم عاشوراء »(٢) .

٢ ـ قال ابن حجر الهيتمي : « ولولا ما كادوه به من أنّهم حالوا بينه وبين الماء لم يقدروا عليه ، إذ هو الشجاع القرم الذي لا يزول ولا يتحوّل ، ولمّا منعوه

__________________

١ ـ الشعراء : ٢٢٦.

٢ ـ الثقات ٢ / ٣٠٩.

١٨٠

ابن رباط(١) ، والقاسم بن إسماعيل القرشي(٢) .

وصرّح في الرواشح بحسنه، وقال: وأمّا توهّم الوقوف فيه لما في النجاشي في ترجمة الحسين بن أبي سعيد فتوهّم ساقط، أوضحنا سقوطه في معلّقتنا الرجاليّة(٣) ، انتهى.

(قلت:) في العيون(٤) خبر صريح في وقفه لكنّه لا ينافي الوثاقة التي نحن بصددها.

[٣١٠٣] هاشم بن سعيد الجُعْفيّ:

الكُوفِيّ، أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٣١٠٤] هاشم بن عُتبة بن أبي وقّاص:

المِرْقال، حامل الراية العظمى بصفين، الشهيد في يوم شهادة عمّار، عظيم الشأن، جليل القدر، من أراد تحقيقه فعليه بمراجعة وقعة صفين(٦) .

[٣١٠٥] هاشم بن عطيّة البَكْري:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٣١٠٦] هاشم بن المنذر بن حسّان:

ابن عبد الله الصيدلاني، النَّخَعيّ، أبو نصر الكوفي، من أصحاب

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٨: ٦٢ / ٢٠١.

(٢) رجال النجاشي: ٤٣٦ / ١١٦٩.

(٣) لم نعثر عليه في الرواشح، ولكنّ المامقاني في تنقيح المقال ٣: ٢٨٧ نقل ذلك عن محكي حاشيته على الأصول، وأُنظر رجال النجاشي ٣٨ / ٧٨.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٣٠٨ / ٧١.

(٥) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٣٠.

(٦) انظر وقعة صفين: ٣٢٦، ٣٢٨.

(٧) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٣٣.

١٨١

الصادقعليه‌السلام (١) .

[٣١٠٧] هاني بن أيّوب الجُعْفيّ:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٣١٠٨] هاني السّنْديّ الكُوفيّ:

مولى إسحاق بن عمّار، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٣١٠٩] هاني بن عُروة المـُرادي:

المذْحجي، في مروج الذهب لعلي بن الحسين المسعودي: كان هاني بن عروة المرادي شيخ مراد وزعيمها، يركب في أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجل، فاذا إجابتها أجلافها من كندة كانوا في ثلاثين ألف دارع(٤) .

وفي حبيب السير: كان من أشراف الكوفة وأعيان الشيعة، قال: وروى أنّه قد أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتشرّف بصحبته، وكان يوم قُتل ابن تسع وثمانين سنة(٥) .

وفي إرشاد المفيد عن عبد الله بن سليمان، والمنذر بن المشمعل الأسديّان، في حديث أنّهما لمـّا أخبرا أبا عبد الله الحسينعليه‌السلام بقتل مسلم وهاني فقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، رحمة الله عليهما، يردّد ذلك مراراً(٦) . وفيه أنه أخرج إلى الناس كتاباً فيه: بسم الله الرّحمن الرحيم إمّا

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٣١.

(٢) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٤٢.

(٣) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٤٣.

(٤) مروج الذهب ٣: ٥٩.

(٥) ينقل عنه السيد بحر العلوم في رجاله ٤: ١٨.

(٦) الإرشاد ٢: ٧٣، ٧٤.

١٨٢

بعد فقد أتانا خبر فظيع قتل مسلم وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر(١) . إلى آخره.

وفي مزار المفيد(٢) ، ومزار محمّد بن المشهدي(٣) ، ومصباح الزّائر(٤) ، ومزار الشهيد(٥) ، في سياق أعمال الكوفة على الترتيب المعروف الذي أوضحنا مأثوريته في ترجمة السيد علي بن طاوس ما لفظهم في آخرها: ذكر زيارة هاني بن عروة المراديرحمه‌الله فقف على قبره وتسلّم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتقول:

سلام الله العظيم وصلواته عليك يا هاني بن عروة السلام عليك أيّها العبد الصالح الناصح لله ولرسوله ولأمير المؤمنين، والحسن والحسين (صلوات الله عليهم) أشهد أنّك قتلت مظلوماً فلعن الله من قتلك واستحلّ دمك وحشا(٦) الله قبورهم نارا أشهد أنّك لقيت الله وهو راض عنك بما فعلت ونصحت وأشهد أنّك قد بلغت درجة الشهداء وجعل روحك مع أرواح السعداء بما نصحت لله ولرسوله مجتهداً وبذلت نفسك في ذات الله ومرضاته فرحمك الله ورضى عنك وحشرك مع محمّد وآله الطاهرين وجمعنا وإيّاك معهم في دار النعيم والسلام(٧) عليك ورحمة الله.

ثم صلّ ركعتين(٨) صلاة الزيارة واهدِها له، وادع لنفسك بما شئت،

__________________

(١) الإرشاد ٢: ٧٥.

(٢) انظر مزار (المفيد): ١٢٦.

(٣) مزار (المشهدي): ٢٣١ (مخطوط)

(٤) مصباح الزائر: ٣٦، ٣٧.

(٥) مزار (الشهيد): ٢٨٢.

(٦) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية: (حاشى نسخة بدل)

(٧) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية: (وسلام نسخة بدل)

(٨) لفظ ركعتين لم يرد في الأصل، وورد في الحجرية فقط.

١٨٣

وودّعه بما ودّعت به مسلم بن عقيلرحمه‌الله ، وشهد حرب الجمل مع عليعليه‌السلام .

وفي مناقب ابن شهرآشوب انه كان يرتجز ويقول:

يا لك حرب حثها جمالها

فائدة ينقصها ضلالها

هذا عليّ حوله أقيالها(١) (٢) .

وفي تكملة الكاظمي بعد مدحه لبعض ما ذكرنا قال: واشتهر عن السيد مهدي سوء ظنه به، وهي النظرة الأولى ثم اطّلع على هذا أو أمثاله فتاب عمّا ظنّه به ورثاه بقصيدة معتذراً(٣) ، انتهى.

(قلت:) بل بالغ في رجاله(٤) في ذكر أحواله، وأجاب عن بعض الحكايات التي فيها طعن فيه في كلام طويل من أراده راجعه.

[٣١١٠] هاني بن هاني المـُرادي:

كان يروي أبو إسحاق عنه، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٣١١١] هُذَيل بن حيّان:

أخو جعفر بن حيّان الصّيرفي، عنه: الحسن بن محبوب، في التهذيب، في باب القرض وأحكامه(٦) ، وفي الكافي، في باب هدية الغريم(٧) .

__________________

(١) الأقيال جمع قيل، من ملوك اليمن في الجاهلية، دون الملك العظيم، انظر المعجم الوسيط ٢: ٧٦٧. وفي الحجرية فوق الكلمة: « أفيالها ظاهراً ».

(٢) مناقب ابن شهرآشوب ٣: ١٦٠.

(٣) تكملة الرجال (للكاظمي) ٢: ٥٨٦ ٥٨٧.

(٤) انظر رجال السيد بحر العلوم ٤: ١٨ ٤٩.

(٥) رجال الشيخ: ٦٢ / ٢، ورجال البرقي: ٧، كلاهما في أصحاب الامام عليعليه‌السلام

(٦) تهذيب الأحكام ٦: ٢٠٢ / ٤٥٤، وفيه: (حنان) بدل (حيان)

(٧) الكافي ٥: ١٠٣ / ٢.

١٨٤

[٣١١٢] هُذَيل بن صَدَقة الأسدي:

مولاهم، الطحان، الكوفي، روى عنه: أبو أيوب، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) . عنه: ابن مسكان، في الفقيه(٢) ، والتهذيب(٣) ، وثعلبة، في الكافي(٤) .

[٣١١٣] هُذَيل، ويونس:

رويا عنهعليه‌السلام من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٣١١٤] هُذيل (٦) بن سفيان البَجَليّ:

الكُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٣١١٥] هُزَيم (٨) بن جرير الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

[٣١١٦] هِشام بن إبراهيم العبّاسيّ:

هو بعينه المشرقي الثقة، وهشام آخر عباسي مذموم مطعون، غير معدود من الرواة، على ما فصلناه في شرح المشيخة في (شم)(١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٤٠.

(٢) الفقيه ٢: ٢٥٤ / ١٢٣٣.

(٣) تهذيب الأحكام ٧: ٥٩ / ٢٥٥.

(٤) الكافي ٥: ١٥٦ / ٢.

(٥) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٤١، وأُنظر تعليقة السيد محمد صادق بحر العلوم في هامش المصدر.

(٦) في المصدر: (هريم) بالراء المهملة ـ.

وما في: منهج المقال: ٣٥٩، ومجمع الرجال ٦: ٢١٣، ونقد الرجال: ٣٦٨، وجامع الرواة ٢: ٣١١، وتنقيح المقال ٣: ٢٩١، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٧) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٤٤.

(٨) في المصدر: (هريم) بالراء المهملة والكلام فيه كما مرّ في الهامش السابق.

(٩) رجال الشيخ: ٣٣٢ / ٤٥.

(١٠) تقدم في الجزء الخامس صحيفة: ٣٥٨، الطريق رقم: [٣٤٠].

١٨٥

[٣١١٧] هِشام بن أحمر الكُوفيّ:

روى عن أبي الحسنعليه‌السلام أيضا، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) . عنه: هشام بن الحكم(٢) ، والحسن بن عطيّة(٣) وابن أبي عمير عن الحسن عنه(٤) ، وصفوان عنه عنه(٥) ، وإبراهيم بن هاشم(٦) ، وعلي بن عطيّة(٧) ، وجميل بن صالح(٨) .

[٣١١٨] هِشام بن البريد الزبيديّ:

مولاهم، الخزّاز، الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

[٣١١٩] هِشام بن الحارث (١٠) بن (١١) عمرو:

الخَثعَميّ، كُوفيّ ابن أخي عبد المطلب(١٢) بن عمرو الأحول،

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٣٠ / ٢٠، ٣٦٣ / ٣، في أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السّلام)، ورجال البرقي: ٤٨، في أصحاب الكاظمعليه‌السلام

(٢) لم نعثر على روايته عنه، بل ذكر الأردبيلي ذلك في جامع الرواة ٢: ٣١٢ مصرحاً بأن الرواية في الكافي، في باب كثرة شرب الماء في كتاب الأطعمة والأشربة، ولكن الموجود في سند الكافي ٦: ٣٨٢ / ١ هكذا: « ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال، قال أبو الحسن (عليه‌السلام ): »، ومثله في الوسائل ٢٥: ٢٣٥ ح ٣١٧٧٦ فلاحظ.

(٣) تهذيب الأحكام ١٠: ٣٩ / ١٣٦.

(٤) تهذيب الأحكام ٤: ٣٣ / ٨٦.

(٥) الكافي ٧: ٢١٧ / ٢، وفيه: الحسين بن عطية.

(٦) روى عنه بواسطتين (صفوان والحسين بن عطية)، راجع الكافي ٧: ٢١٧ / ٢.

(٧) تهذيب الأحكام ٧: ٣ / ٤.

(٨) الكافي ٧: ١٥٥ / ١٠.

(٩) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٢٩، ورجال البرقي: ٣٥.

(١٠) في المصدر: (الحرث)، ومثله في: منهج المقال: ٣٥٩، ونقد الرجال: ٣٦٨، وجامع الرواة ٢: ٣١٣، وتنقيح المقال ٣: ٢٩٤.

وما في: مجمع الرجال ٦: ٢١٥، ومعجم رجال الحديث ١٩: ٢٧٠، موافق لما في الأصل والحجرية. ويمكن ان يعزى ذلك الى رسم الخط قديماً.

(١١) في الحجرية: (بن) لم ترد.

(١٢) في المصدر: (أخي عبد الملك)، ومثله في: منهج المقال، ونقد الرجال، ومجمع الرجال، وتنقيح المقال.

وما في جامع الرواة، موافق لما في الأصل والحجرية.

١٨٦

الخثعمي، روى عنه: ابن رباط، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) . عنه: ابن بكير، في الكافي، في باب استبراء الأمة(٢) .

[٣١٢٠] هِشام الخيّاط (٣) الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٣١٢١] هِشام بن السّرِيّ:

أبو ساسان، التميمي، مولاهم، كوفي، جدّ هشام بن يونس، أبو امّه، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٣١٢٢] هِشام بن سعد المـُحامليّ:

المـَدَنيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٣١٢٣] هِشام بن صدقة الزبيديّ:

الكُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٣١٢٤] هِشام بن عبد الملك الكُوفيّ:

وأخوه أبان بن عبد الملك، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٣٠ / ٢٥.

(٢) الكافي ٥: ٤٧٢ / ٣، وفيه: هشام بن الحرث.

(٣) في المصدر: (الحناط)، ومثله في مجمع الرجال ٦: ٢٣٤.

وما في: رجال البرقي: ٣٥، ومنهج المقال: ٣٦٦، وجامع الرواة ٢: ٣١٤، وتنقيح المقال ٣: ٣٠١، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٤) رجال الشيخ: ٣٣٠ / ٢٣.

(٥) رجال الشيخ: ٣٣٠ / ١٩.

(٦) رجال الشيخ: ٣٢٩ / ١٦.

(٧) رجال الشيخ: ٣٣٠ / ٢٤.

(٨) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٢٧.

١٨٧

[٣١٢٥] هِشام بن عُروة بن الزّبير:

ابن العوّام القُرشي، المدني، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٣١٢٦] هشام بن عُمارة المـُزَنيّ:

الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٣١٢٧] هشام بن المثنى الرّازي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) . عنه: ابن أبي عمير، في الكافي، في باب الإشارة والنص على أبي عبد اللهعليه‌السلام (٤) ، وفي باب اللحية والشارب(٥) ، وفي باب السهو في ركعتي الطواف(٦) ، وفي باب فضل الرجوع إلى المدينة(٧) ، وكثيراً(٨) .

[٣١٢٨] هشام بن محمّد:

مولى، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

[٣١٢٩] هشام بن الوليد العَنْزيّ:

الكُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٢٩ / ١٥.

(٢) رجال الشيخ: ٣٣٠ / ٢٦.

(٣) رجال الشيخ: ٣٣٢ / ٥١.

(٤) أُصول الكافي ١: ٢٤٤ / ٣.

(٥) الكافي ٦: ٤٨٦ / ١.

(٦) الكافي ٤: ٤٢٦ / ٤.

(٧) الكافي ٤: ٥٥٠ / ١.

(٨) كذا في الأصل والحجرية، ومراد المصنفقدس‌سره : وفي غير الموارد المذكورة روى عنه أيضاً، انظر الكافي ٥: ٣٠٥ / ٦.

(٩) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٢٨.

(١٠) رجال الشيخ: ٣٣٠ / ٢٢.

١٨٨

[٣١٣٠] هشام بن هُذيل:

عنه: فضالة، في التهذيب، في باب أوقات الصلاة(١) .

[٣١٣١] هلال بن مِقْلاص:

أبو أيّوب الصّيرفي، الكوفي، أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٣١٣٢] هِلْقام بن أبي هِلْقام:

في الكافي، في باب الدعاء أدبار الصلاة: ابن أبي عمير، قال: حدثني أبو جعفر الشامي، قال: حدثني رجل بالشام يقال له هلقام بن أبي هلقام، قال: أتيت أبا إبراهيمعليه‌السلام فقلت له: جعلت فداك علّمني دعاءً جامعاً للدنيا والآخرة، وأوجز(٣) ، الخبر.

[٣١٣٣] همّام بن عُبادة بن خَيْثم:

ابن أخي ربيع بن خيثم، في الخبر الذي تقدّم في نوف قال: وكان يعني همّام من أصحاب البرانس. إلى أن قال: فقام همّام بن عبادة وكان عابداً مجتهداً. إلى أن قال: فوضع أمير المؤمنينعليه‌السلام يده على منكب همّام بن عبادة فقال. وذكر الخبر بطوله، وفي آخره: فصاح همّام ابن عبادة صيحة عظيمة وقع مغشيّاً عليه، فحركوه فإذا هو فارق الدنيا (رحمة الله عليه)، فاستعبر الربيع باكياً وقال: لأسْرع ما أردت موعظتك يا أمير المؤمنين بابن أخي! ولوددت لو انّي بمكانه، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها، أما والله لقد كنت أخافها عليه. إلى أن قال: فصلّى عليه أمير المؤمنينعليه‌السلام عشيّة ذلك

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢: ٣٧ / ١١٧.

(٢) رجال الشيخ: ٣٣٢ / ٤٧.

(٣) أُصول الكافي ٢: ٤٠٠ / ١٢.

١٨٩

اليوم وشهد جنازته ونحن معه(١) ، الخبر.

وقال المولى محمّد صالح في شرح الكافي همام ككشّاف، هو همّام ابن شريح(٢) بن بريد بن مرّة بن عمرو بن جابر بن عوف الأصهب، وكان من شيعة عليعليه‌السلام وأوليائه(٣) ، انتهى، وانّما أوقعه في هذا الاشتباه عدم ذكر الكليني(٤) اسم الأب، وعدم مراجعته غير الكافي.

[٣١٣٤] هِند بن أبي هالة التّميميّ:

ربيب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان فصيحاً بليغاً، روى جماعة من الخاصّة منهم الصدوق في العيون(٥) ، ومعاني الأخبار(٦) ، والطبرسي في المكارم(٧) ، وجماعة من العامّة(٨) ، بأسانيد كثيرة: عن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السّلام) قال سألت خالي هند بن أبي هالة عن حِلْية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان وصّافاً للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخماً مفخّماً. إلى آخره.

قال الحسنعليه‌السلام : فكتمتها الحسينعليه‌السلام : زماناً ثمّ حدثته فوجدته

__________________

(١) وتسمّى هذه الخطبة: « خطبة همّام »، وقد رويت بأسانيد مختلفة ومع اختلاف في المتن أيضاً، انظر: كتاب سليم بن قيس الهلالي: ٦٧ / ٣٤٥، كنز الفوائد (للكراجكي) ١: ٨٩ ٩٢، أمالي الصدوق: ٤٥٧ / ٢، المجلس الرابع والثمانون، صفات الشيعة: ١٨ / ٣٥، أُصول الكافي ٢: ١٧٩ / ١، نهج البلاغة (شرح محمّد عبدة) ٢: ١٨٥ خطبة رقم ١٨٨، بحار الأنوار ٦٧: ٣٤٥ / ٢٣٨، ٣١٥ / ٥٠، ٦٨: ١٩٢ / ٤٨، ٧٨: ٢٨ / ٩٦.

(٢) في المصدر: (سريح) بالسين المهملة.

(٣) شرح الكافي (للمولى صالح المازندراني) ٩: ١٢٨.

(٤) انظر أُصول الكافي ٢: ١٧٩ / ١.

(٥) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام : ٣١٦ / ١.

(٦) معاني الأخبار: ٧٩ ٨٠ / ١.

(٧) مكارم الأخلاق: ١١.

(٨) منهم: الطبراني في المعجم الكبير ٢٢: ١٥٤، والبيهقي في دلائل النبوة ١: ٢٨٦.

١٩٠

قد سبقني إليه وسأله عمّا سألته عنه، الخبر.

وفي لفظ العيون: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي وكان وصّافاً للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا اشتهي أن يصف لي منه شيئاً لعلي أتعلّق به فقال(١) . إلى آخره.

وقد تصدّى جماعة منّا(٢) ومنهم(٣) لشرح الخبر المتلقى بالقبول، الكاشف عن وثاقة هند من وجوه.

وفي كشف الغمّة(٤) وغيره(٥) : عن عمّار بن ياسر وأبي رافع مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال أبو عبيدة وحدّثنيه سنان بن أبي سنان: أنّ هند بن أبي هالة ربيب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأُمّه خديجة(٦) زوج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخته لأمه فاطمة (سلام الله عليها).

قال أبو عبيدة: وكان هؤلاء الثلاثة: هِنْد بن أبي هالة، وأبو رافع، وعمّار بن ياسر يحدّثون عن هجرة أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة، ومبيته من قبل ذلك على فراشه(٧) . إلى آخره، وفي الاستيعاب: انه قُتِل يوم الجمل(٨) .

__________________

(١) ما ذكره المصنفقدس‌سره لم يرد في العيون بل في معاني الأخبار: ٨٠ / ١، ومكارم الأخلاق: ١١ وغيرهما.

(٢) انظر: معاني الأخبار ٨٠ ٨٩ / ١، بحار الأنوار ١٦: ١٦١.

(٣) راجع المعجم الكبير للطبراني ٢٢: ١٥٩ ١٦٣.

(٤) كشف الغمة ١: ٤٠٢.

(٥) كما في أمالي الطوسي ٢: ٧٨.

(٦) في حاشية الأصل والحجرية: « وفي كون خديجة أمه أو خالته أو زوجة أبيه كلام طويل مذكور في محله » منهقدس‌سره

(٧) كشف الغمة ٢: ٤٠٢.

(٨) الإستيعاب (المطبوع في هامش الإصابة) ٣: ٦٠٠.

١٩١

وفي التقريب: قيل: استشهد يوم الجمل مع عليعليه‌السلام ، وقيل: عاش بعد ذلك(١) .

[٣١٣٥] هود أبو أيوب الأنصاري:

المدني، روى عنه: أبان الأحمر، وعبد الله الكاهلي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٣١٣٦] هيّاج بن هيّاج:

ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب عليعليه‌السلام (٣) . وفي الكافي في الصحيح: عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: بعث إليّ أبو الحسنعليه‌السلام (٤) بوصيّة أمير المؤمنينعليه‌السلام وهي:

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى. الوصيّة، وفي آخرها: هذا ما قضى به عليّ في ماله الغد من يوم قدم مَسْكِن(٥) ، شهد أبو سمر بن أبرهة. إلى أن قال: وهيّاج بن أبي هيّاج، وكتب علي بن أبي طالبعليه‌السلام بيده لعشر خلون من جمادى الأول سنة سبع(٦) وثلاثين(٧) . ولا يخفى كشف ذلك عن وثاقته، والظاهر سقوط أبي من رجال الشيخ لأنّ الكافي أتقن وأضبط.

__________________

(١) تقريب التهذيب ٢: ٣٢٢ / ١١٥.

(٢) رجال الشيخ: ٣٣٢ / ٤٦.

(٣) رجال الشيخ: ٦١ / ٤.

(٤) في المصدر: أبو الحسن موسىعليه‌السلام

(٥) مَسْكِن: بالفتح ثمّ السكون وكسر الكاف، ونون، أصله موضع السكنى، وذلك يُقال له أيضاً: مسكَن، بفتح الكاف، لغتان، وهو موضع من أوانا على نهر دُجيل عند دَبْر الجاثليق، انظر: مراصد الأطلاع ٣: ١٢٧١.

(٦) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية: « تسع نسخة بدل ».

(٧) الكافي ٧: ٤٩ ٥١ / ٧.

١٩٢

[٣١٣٧] الهيثم بن(١) أبي روح:

عنه: يونس بن عبد الرحمن، في الكافي(٢) ، والتهذيب(٣) ، في باب ميراث المفقود.

[٣١٣٨] الهيثم بن البراء:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٣١٣٩] الهيثم بن حبيب الصّيرفيّ:

الكُوفيّ، أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) . عنه: ابن أبي عمير، في التهذيب، في باب الديون وأحكامها(٦) .

[٣١٤٠] الهيثم بن عبد الجبّار الطحّان:

كُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٣١٤١] الهيثم بن عبد الله الرّمانيّ:

كُوفيّ، روى عن موسى والرضا (عليهما السّلام)، له كتاب في النجاشي(٨) ، عنه: الحسين بن سعيد، وفي نسخة: الحسن، في الكافي، في باب النوادر(٩) بعد جوامع التوحيد.

__________________

(١) بن » لم ترد في التهذيب والكافي.

(٢) الكافي ٧: ١٥٤ / ٤.

(٣) تهذيب الأحكام ٩: ٣٨٩ / ١٣٩٠.

(٤) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٣٨.

(٥) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٣٤.

(٦) تهذيب الأحكام ٦: ١٨٩ / ٤٠٢.

(٧) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٣٩.

(٨) رجال النجاشي: ٤٣٦ / ١١٧٢.

(٩) أُصول الكافي ١: ١١١ / ٥، وفيه: الحسن بن سعيد عن الهيثم بن عبد الله.

١٩٣

[٣١٤٢] الهيثم بن عبيد الشّيباني:

أبو كهمس، الكوفي، أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) . مرّ في (قصد)(٢) بعض الاختلاف فيه، وأوضحنا وثاقته.

[٣١٤٣] الهيثم بن واقِد الجَزرِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) . وله في النجاشي(٤) كتاب، وفي رجال ابن داود: من أصحاب الصادقعليه‌السلام ، في النجاشي: ثقة(٥) . ومن المحتمل كونه الموثق، أو وجدها في نسخته فلا إيراد عليه، ويؤيّد الوثاقة رواية يونس بن عبد الرحمن عنه، في الكافي، في باب إخراج روح المؤمن والكافر(٦) ، والحسن بن محبوب كثيراً(٧) ، وحمّاد بن عيسى(٨) ، ومحمّد بن سنان(٩) ، والحسين بن سعيد(١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٣٥.

(٢) تقدم في الجزء الرابع صحيفة: ٤٤١، الطريق رقم: [١٩٤].

(٣) رجال الشيخ: ٣٣١ / ٣٧.

(٤) رجال النجاشي: ٤٣٦ / ١١٧١.

(٥) رجال ابن داود: ٢٠١ / ١٦٨٧، ولم يرد التوثيق في رجال النجاشي، كما سينبه عليه المصنف، فلاحظ.

(٦) الكافي ٣: ١٣٦ / ٢.

(٧) أُصول الكافي ٢: ٢١٠ / ٢٥، الفقيه ٤: ٢٩٣ / ٨٨٧.

(٨) الكافي ٦: ٤٤ / ١٢.

(٩) رجال النجاشي: ٤٣٦ / ١١٧١.

(١٠) تهذيب الأحكام ٣: ٢٧٠ / ٧٧٨.

١٩٤

باب الياء

[٣١٤٤] ياسر خادم الرضا (٧) :

صاحب كتاب معتمد هي مسائله عن الرضاعليه‌السلام في مشيخة الفقيه(١) . يروي عنه شيوخ الطائفة: كعلي بن إبراهيم القمي(٢) ، وأبيه(٣) ، والجليل أحمد بن إسحاق الأشعري الوكيل(٤) ، ويعقوب بن يزيد(٥) ، وأحمد بن عمر الحلال(٦) ، ونوح بن شعيب(٧) ، وأحمد بن محمّد(٨) ، ومرّ في (شمج)(٩) فلاحظ.

[٣١٤٥] ياسين الضرير الزيّات:

البصري، صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه(١٠) ، ذكرنا الأمارات الكاشفة عن حسنه بل وثاقته في (شمد)(١١) فلاحظ.

[٣١٤٦] يحيى بن أبي الأشعث الكندي:

البصري، أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٢) .

__________________

(١) الفقيه ٤: ٤٨، من المشيخة.

(٢) أُصول الكافي ١: ٤٠٨ / ٧.

(٣) الكافي ٤: ١٣ / ١٤.

(٤) تهذيب الأحكام ٢: ٣٠٨ / ١٢٤٩.

(٥) الاستبصار ٢: ٤٩ / ١٦١، وفيه: ياسر القمي.

(٦) الكافي ٧: ٢٦٠ / ٤، وفيه: ياسر.

(٧) الكافي ٦: ٢٩٧ / ٨.

(٨) فهرست الشيخ: ١٨٣ / ٧٩٧.

(٩) تقدم في الجزء الخامس صحيفة: ٣٧٣، الطريق رقم: [٣٤٣].

(١٠) الفقيه ٤: ١٢٧، من المشيخة.

(١١) تقدم في الجزء الخامس صحيفة: ٣٧٥، الطريق رقم: [٣٤٤].

(١٢) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ٢٠.

١٩٥

[٣١٤٧] يحيى بن أبي سُليمان:

أبو البلاد الكوفي، مولى غطفان المقري، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) . وفي النجاشي: روى عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (عليهما السّلام)(٢) ، ويعرف منه إماميّته.

وفي الكافي: عن العدّة، عن البرقي، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جدّه، قال: شكوت إلى أبي جعفرعليه‌السلام ذرباً(٣) وجدته، فأمرني بألبان البقر. إلى أن قال: فقالعليه‌السلام لي: لو كانت أيّامه لخرجت أنا وأنت إلى ينبع(٤) حتى نشربه(٥) . وفيه إشعار بنوع اختصاص منه بالإمامعليه‌السلام وكذا يظهر من الأخبار نوع خصوصيّة لولده إبراهيم ونافلته يحيى، كذا قيل.

[٣١٤٨] يحيى بن أبي العلاء:

هو بعينه يحيى بن العلاء الثقة(٦) .

[٣١٤٩] يحيى بن أبي عِمْران:

صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه، يرويه عنه إبراهيم بن هاشم(٧) ،

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٣٣ / ٨.

(٢) رجال النجاشي: ٢٢ / ٣٢، في ترجمة: إبراهيم بن أبي البلاد.

(٣) ذَرِبَتْ مَعِدَتُه أي فسدت، انظر الصحاح ٢: ١٢٧ (ذرب)

(٤) ينبع: بالفتح ثم السكون، والباء الموحدة المضمومة، وعين مهملة، قيل إنها بين مكة والمدينة، وقيل غير ذلك، راجع معجم البلدان ٥: ٤٥٠ (ينبع)

(٥) الكافي ٦: ٣٣٧ / ٢.

(٦) رجال الشيخ: ٣٣٣ / ٧، وانظر فهرست الشيخ: ١٧٨ / ٧٩٨، وراجع كذلك رجال النجاشي: ٤٤٤ / ١١٨٩.

(٧) الفقيه ٤: ٤٤، من المشيخة.

١٩٦

واستظهرنا في شرح المشيخة(١) ، وفاقاً لصاحب الجامع(٢) كونه بعينه يحيى ابن عمران المذكور في أصحاب الرضاعليه‌السلام (٣) الذي يروي عنه علي بن مهزيار كثيراً(٤) .

ومن جميع ذلك يظهر حسنه وفاقاً للتعليقة(٥) ، ومرّ في (شمو)(٦) فلاحظ.

[٣١٥٠] يحيى أخو آدم:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٣١٥١] يحيى بن إسحاق الصّيْرفيّ:

كُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

[٣١٥٢] يحيى بن إسحاق الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

[٣١٥٣] يحيى بن أيوب البصري:

أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٠) .

__________________

(١) مرّ في الجزء الخامس صحيفة: ٣٧٧ ٣٧٨، الطريق رقم: [٣٤٦].

(٢) جامع الرواة ٢: ٣٣٤.

(٣) رجال الشيخ: ٣٩٥ / ٨.

(٤) الاستبصار ١: ٣١١ / ٣.

(٥) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ٣٧١.

(٦) تقدّم في الجزء الخامس صحيفة: ٣٧٧، الطريق رقم: [٣٤٦].

(٧) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ٢٧، ورجال البرقي: ٣٢.

(٨) رجال الشيخ: ٣٣٣ / ١٢.

(٩) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ١٨.

(١٠) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ٢٢، وجملة (أسند عنه) لم ترد فيه.

١٩٧

[٣١٥٤] يحيى بن بشير النبّال:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) عنه: علي بن أسباط(٢) .

[٣١٥٥] يحيى بيّاع الحُلَل:

ويقال له: القلانسي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) ، وفي رجال البرقي: أبو شبل(٤) .

[٣١٥٦] يحيى بن تَميم النَّهدِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٣١٥٧] يحيى بن حبيب الزّيّات:

في مناقب ابن شهرآشوب: وقد ثبت بقول الثقات إشارة أبيه يعني الجوادعليه‌السلام إليه، منهم عمّه علي بن جعفر. إلى أن قال: ويحيى بن حبيب الزيات(٦) ، ومثله الطبرسي في إعلام الورى(٧) .

وفي الكافي مسنداً: عن محمّد بن عمرو الزيات، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من مات في المدينة بعثه الله في الآمنين يوم القيامة، منهم: يحيى بن حبيب، وأبو عبيدة الحذاء، وعبد الرحمن بن الحجاج(٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ٣١.

(٢) الكافي ٦: ٣٣٤ / ٩.

(٣) رجال الشيخ: ٣٣٥ / ٣٥، ورجال البرقي: ٣١.

(٤) أبو الشبل » كنية الذي قبله، وليس كنية المترجم له انظر رجال البرقي: ٣١.

(٥) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ٢٦.

(٦) مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٨٠.

(٧) إعلام الورى: ٣٤٥، لم يرد فيه (حبيب الزيات) بل عبّر بقوله: وغيرهم.

(٨) الكافي ٤: ٥٥٨ / ٣.

١٩٨

ويروي عنه: أحمد بن محمّد بن عيسى، في التهذيب، في باب المسنون من الصلاة(١) ، ومحمّد بن الوليد(٢) .

[٣١٥٨] يحيى الخَزّاز الشيرَزي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٣١٥٩] يحيى بن الزّبير الكَلْبي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٣١٦٠] يحيى بن زُرارة بن أعْيَن الشَّيْبانِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٣١٦١] يحيى بن زكريا:

روى عنه: سيف بن عميرة، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٣١٦٢] يحيى بن زكريا الأنصاري:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٣١٦٣] يحيى بن زكريا اللؤلؤي:

صاحب كتاب في الفهرست، يرويه عنه: أبو غالب الزراري، عن

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢: ٦ / ١٠.

(٢) أُصول الكافي ١: ٢٥٦ / ١.

(٣) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ٢٤، وفيه: الشيزري، انظر كذلك نقد الرجال: ٣٧٢ / ٣٠.

(٤) رجال الشيخ: ٣٣٥ / ٣٦.

(٥) رجال الشيخ: ٣٣٣ / ١١.

(٦) رجال الشيخ: ٣٣٥ / ٣٣، ورجال البرقي: ٣١.

(٧) رجال الشيخ: ٣٣٣ / ١٠.

١٩٩

خاله محمّد بن جعفر [الرزاز(١) ] عنه(٢) .

وفي رسالة أبي غالب: وكان جدّي أبو طاهر أحد رواة الحديث، قد لقي محمّد بن خالد الطيالسي فروى عنه كتاب عاصم. إلى أن قال: وروى عن يحيى بن زكريا اللؤلؤي، وعن رجال غيره. وظاهره أنه من أجلاّء الرواة المعروفين. إلى أن قال: في فهرست كتبه كتاب عن يحيى ابن زكريا اللؤلؤي، عن علي بن أسباط، حدثني به خالي، عن يحيى(٣) ، ومن اعتناء هؤلاء المشايخ به تظهر وثاقته للخبير بحالهم.

[٣١٦٤] يحيى بن زيد بن علي:

ابن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام المدني، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) . هو الشهيد بأرض جَوْزَجان(٥) في قصيدة دعبل، الراوي للصحيفة الكاملة.

[٣١٦٥] يحيى بن سابق:

أبو المنذر، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) في الأصل والحجرية: (الرزار) بالراء المهملة بعد الألف وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر بالزاي المعجمة بعد الألف وهو الموافق لما في كتب الرجال، انظر: مجمع الرجال ٥: ١٧٥، ونقد الرجال: ٢٩٧، وغيرهما.

(٢) فهرست الشيخ: ١٧٩ / ٨٠١.

(٣) رسالة أبي غالب: ٣٤، ٣٧، ٨٩.

(٤) رجال الشيخ: ٣٣٣ / ١.

(٥) جوزجان: وهي اسم كورة واسعة من كور بلخ بخراسان، وهي بين مرو الرود وبلخ، راجع معجم البلدان ٢: ١٨٢.

(٦) رجال الشيخ: ٣٣٤ / ١٥.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667