موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

موسوعة الأسئلة العقائديّة8%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-05-8
الصفحات: 667

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 667 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 310470 / تحميل: 7156
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٥-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

هذا وإن كان في الجواب الأوّل للإمامعليه‌السلام دلالة على خلقه ، وأنّه ليس بقديم ، إذ أنّ كلام الله معناه غير الله ، وكُلّ ما كان غير الله فهو حادث مخلوق.

( محمّد ـ السعودية ـ ١٦ سنة ـ طالب ثانوية )

قولنا : صدق الله العلي العظيم :

س : عندي سؤال وهو : نحن الشيعة عندما ننهي الآية أو السورة من القرآن الكريم نقول : صدق الله العلي العظيم ، ولا نقول : صدق الله العظيم ، فما هو السر في ذكر العلي؟ ودمتم موفّقين.

ج : من الطبيعي عدم ورود مثل هذه الأُمور في الروايات ، لذا فمن الناحية الأوّلية يمكن الإتيان بأيّهما شاء ، لكن لمّا كان في هذه الجملة « العلي العظيم » من زيادة في تعظيم الله تعالى أوّلاً ، وثانياً لأنّها وردت في القرآن الكريم بموردين :

١ ـ قوله تعالى :( وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (١) .

٢ ـ قوله تعالى :( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (٢) .

ولم نجد في القرآن اقتران العظيم بلفظ الجلالة لوحده فقط ، لذا كان الأفضل هو الجملة الأُولى ، أي : « العلي العظيم » ، ولهذا تمسّك بها أتباع أهل البيتعليهم‌السلام .

( ـ المغرب ـ )

جواز قراءته بالقراءات المشهورة :

س : قرأت كلاماً للشيخ السبحاني مفاده : إنّ القراءة المعتمدة في القرآن الكريم هي القراءة المسندة إلى أمير المؤمنين علي أبي طالب عليه‌السلام دون باقي الروايات ، فهل هذا يعني أنّ القراءات الأُخرى لا تعتبرونها؟ وكيف يكون ذلك

__________________

١ ـ البقرة : ٢٥٥.

٢ ـ الشورى : ٤.

٢١

والقراءات الأُخرى مروية بالتواتر ، وتستند إلى أجلّة الصحابة ، كأُبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، وابن عباس.

ونحن في المغرب ، لا نعرف سوى رواية ورش عن نافع ، التي تنتهي إلى ابن عباس ، ثمّ إقرار الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لعمر بن الخطّاب والصحابي لمّا أختلفا في قراءة آية وغير ذلك ، أليس هذا أصلاً لاختلاف القراءات؟ وفّقكم الله لإصابة الحقّ ولشفاء الصدر.

ج : إنّ فقهاء الشيعة يفتون بجواز قراءة القرآن بالقراءات المشهورة ، وكون القراءات السبع مجزية عندهم ، ولكن الاختلاف بين الشيعة وأهل السنّة في كون القرآن نزل على سبعة أحرف ، حيث تنفي الشيعة هذا ، وذلك بالاعتماد على ما روي عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام .

فعن الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ الناس يقولون : إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف ، فقال : « كذبوا أعداء الله ، ولكنّه نزل على حرف واحد من عند الواحد »(١) .

( ـ المغرب ـ سنّي )

نزل على حرف واحد :

س : أودّ من فضيلة العلماء أن يرشدوني في مسألة ما تزال غامضة إلى الآن ، خاصّة أنّ كثيراً ممّن تطرّق إليها لا يوفّي حقّها ، ويترك أمام القارئ سلسلة من الاحتمالات والمفاهيم الناقصة ، التي لا تشفي غليل الباحث عن الحقّ ، ذلك أنّي قرأت كتاباً للشيخ مناع القطان بعنوان : مباحث في علوم القرآن ، تطرّق فيه إلى مسألتين مهمّتين : الحروف السبع التي أنزل عليها القرآن الكريم ، والقراءات التي يقرأ بها.

فذكر أنّ القول الراجح هو : أنّ معنى الحروف السبع المذكورة في الأحاديث هي عدد لهجات العرب ، وهذا تخفيفاً على الناس كما ذكر ، ثمّ لمّا وقع

__________________

١ ـ الكافي ٢ / ٦٣٠.

٢٢

الاختلاف والتنازع زمن عثمان بن عفّان ، تمّ جمع الناس على لغة قريش ، أمّا اختلاف القراءات يرجع إلى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وذلك بأحد أمرين :

أمّا أن يكون الاختلاف في القراءة صادراً عن النبيّ الكريم ، كقراءة ملك ومالك ، وإقرار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله سلمان الفارسي ذلك : بأنّ منهم صدّيقين ورهباناً ، بدل قسّيسين ورهباناً الآية ، وغير ذلك ممّا هو كثير ، أو أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أقرّ من يقرأ على هذه القراءة.

إذاً ، فكُلّ قراءة توفّرت فيها الشروط ، ومنها التواتر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هي قراءة صحيحة ، كما أنّني كنت قرأت عن بعض علمائكم أنّكم لا تعتبرون إلاّ قراءة حفص عن عاصم ، فما مصير القراءات الأُخرى؟

ج : الروايات الواردة عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام في هذا المجال تقول : أنّ القرآن نزل على حرف واحد ، لا على سبع حروف كما يدّعون ، فالقرآن واحد ، نزل من عند الواحد ، أنزله الواحد على الواحد ، فهذه هي عقيدة أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام بالقرآن.

وأمّا سبب اختلاف في القراءة فله تأويلات ، وأسباب كثيرة ، وعلى كُلّ حال ، فالقرآن لم ينزل على أشكال وقراءات ، وإنّما الاختلاف حصل من البشر.

( عادل عبد الحسين العطّار ـ البحرين ـ )

جواز قراءته في أيّام الدورة الشهرية غيباً :

س : هل يجوز لمن هي في أيّام الدورة الشهرية قراءة القرآن غيباً؟ ولكم منّي جزيل الشكر والاحترام.

ج : جوّز فقهاؤنا قراءة القرآن الكريم على ظهر الغيب ـ لمن هي في أيّام الدورة الشهرية ـ وفي المصحف ، ولكن لا تمسّ المصحف ، ولا تقرأ آيات السجدة.

ونلفت انتباهك إلى أنّ الروايات عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيتهعليهم‌السلام وردت في جواز قراءة القرآن لمن هي في أيّام الدورة الشهرية ، إلاّ أنّها تنصّ على كراهة قراءة أكثر من سبع آيات.

٢٣

( يوسف العاملي ـ المغرب ـ )

تفسير( لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ) :

س : السلام على جميع العاملين في هذا المركز العظيم ، الذي نشر تعاليم آل محمّد وعلومهم ، جعلهم الله شفعاؤكم يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلاّ من أتى الله بقلب سليم ، وهكذا فإنّنا نبارك لكم حلول أيّام العيد الفطر السعيد ، جعله الله عليكم خيراً وغفراناً من كُلّ ذنب.

لقد أرسلتم لنا في شهر رمضان المبارك هذا العام كتاب جميل جدّاً : عقائد الإمامية لكاتبه العلاّمة الشيخ محمّد رضا المظفّر ، فالشكر لكم على ما تخصصوه من العناية والرعاية لأتباع هذا المذهب في كُلّ أنحاء العالم.

لكنّني عندما قرأت هذا الكتاب الرائع استوقفتني جملة في ، وهي كالتالي : يقول العلاّمة : كما لا يجوز لمن كان على غير طهارة أن يمسّ كلماته أو حروفه( لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ) (١) سواء كان محدثاً بالحدث الأكبر ، كالجنابة والحيض والنفاس وشبهها

وبدوري أتساءل : هل يصحّ أن نفسّر هذه الآية بدلالتها اللفظية الظاهرية؟ ونحن نعلم جميعاً أنّ جلّ علماء الشيعة استدلّوا بهذه الآية على عمق علوم أهل البيتعليهم‌السلام فقالوا : إنّ تلك المعاني العميقة في القرآن لا يمكن لأحد غيرهم فهمها أو إدراكها؟ فكيف يمكن التوفيق بين ما جاء في هذا الكتاب وما قلناه نحن؟ لا تنسونا من خالص الدعاء.

ج : لا مانع من دلالة الآية الشريفة على المعنيين المذكورين بنظرتين مختلفتين في الرتبة ، فعندما ننظر إليها من زاوية الأخذ بظاهر الألفاظ ، تعطينا حكماً فقهياً يمكننا الاستدلال عليه بهذه الآية ، وحينما نريد أن نتأمّل فيها ونستنتج مفادها ، فسوف ترشدنا إلى حكم عقائدي في غاية الأهمّية ، وهو : الإشارة إلى عظمة مرتبة أهل البيتعليهم‌السلام العلمية ، وقد جاء هذان التفسيران للآية في مصادر الفريقين ، فلاحظ.

__________________

١ ـ الواقعة : ٧٩.

٢٤

ثمّ إنّ العلاّمة المظفرقدس‌سره لا يريد أن ينفي التفسير الثاني ، بل كان في مقام الاستدلال بالآية على المعنى الأوّل.

( محمّد الحلّي ـ البحرين ـ )

فائدة الآية المنسوخة :

س : ما الفائدة من الآية المنسوخة؟

ج : يتّضح الجواب بعد بيان عدّة نقاط :

الأُولى : ما معنى النسخ؟

أ ـ النسخ في اللغة : هو الاستكتاب ، كالاستنساخ والانتساخ ، وبمعنى النقل والتحويل ، ومنه تناسخ المواريث والدهور ، وبمعنى الإزالة ، ومنه نسخت الشمس الظلّ ، وقد كثر استعماله في هذا المعنى في ألسنة الصحابة والتابعين ، فكانوا يطلقون على المخصّص والمقيّد لفظ الناسخ.

ب ـ النسخ في الاصطلاح : هو رفع أمر ثابت في الشريعة المقدّسة بارتفاع أمده وزمانه ، وسواء أكان من المناصب الإلهية أم من غيرها ، من الأُمور التي ترجع إلى الله تعالى بما أنّه شارع ، وهذا الأخير كما في نسخ القرآن من حيث التلاوة فقط.

الثانية : هل وقع النسخ في الشريعة الإسلامية؟

لا خلاف بين المسلمين في وقوع النسخ ، فإنّ كثيراً من أحكام الشرائع السابقة قد نسخت بأحكام الشريعة الإسلامية ، وإنّ جملة من أحكام هذه الشريعة قد نسخت بأحكام أُخرى من هذه الشريعة نفسها ، فقد صرّح القرآن الكريم بنسخ حكم التوجّه في الصلاة إلى القبلة الأُولى ، وهذا ممّا لا ريب فيه.

الثالثة : أقسام النسخ في القرآن :

١ ـ نسخ التلاوة دون الحكم :

٢٥

وقد مثّلوا لذلك بآية الرجم فقالوا : إنّ هذه الآية كانت من القرآن ، ثمّ نسخت تلاوتها وبقي حكمها ، والقول بنسخ التلاوة هو نفس القول بالتحريف ، ومستند هذا القول أخبار آحاد ، وأخبار الآحاد لا أثر لها.

٢ ـ نسخ التلاوة والحكم :

ومثّلوا لنسخ التلاوة والحكم معاً ، بما روي عن عائشة أنّها قالت : « كان فيما أُنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرّمن ، ثمّ نسخن بخمس معلومات ، فتوفّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهن فيما يقرأ من القرآن »(١) .

والكلام في هذا القسم ، كالكلام على القسم الأوّل بعينه.

٣ ـ نسخ الحكم دون التلاوة :

وهذا القسم هو المشهور بين العلماء والمفسّرين ، وقد ألّف فيه جماعة من العلماء كتباً مستقلّة ، وذكروا فيها الناسخ والمنسوخ ، وخالفهم في ذلك بعض المحقّقين ، فأنكروا وجود المنسوخ في القرآن ، وقد اتفق الجميع على إمكان ذلك ، وعلى وجود آيات في القرآن ناسخة لأحكام ثابتة في الشرائع السابقة ، ولأحكام ثابتة في صدر الإسلام.

الرابعة : ما الفائدة من الآية المنسوخة؟

سئل الإمام عليعليه‌السلام عن الناسخ والمنسوخ؟ فقال : « إنّ الله تبارك وتعالى بعث رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالرأفة والرحمة ، فكان من رأفته ورحمته أنّه لم ينقل قومه في أوّل نبوّته عن عادتهم ، حتّى استحكم الإسلام في قلوبهم ، وحلّت الشريعة في صدورهم ، فكان من شريعتهم في الجاهلية أنّ المرأة إذا زنت حبست في بيت ، وأقيم بأودها حتّى يأتيها الموت ، وإذا زنى الرجل نفوه من مجالسهم وشتموه ، وآذوه وعيّروه ولم يكونوا يعرفون غير هذا.

فقال الله تعالى في أوّل الإسلام :( وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً * وَاللَّذَانَ

__________________

١ ـ صحيح مسلم ٤ / ١٦٧ ، الجامع الكبير ٢ / ٣٠٩.

٢٦

يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ) (١) .

فلمّا كثر المسلمون وقوي ، واستوحشوا أُمور الجاهلية ، أنزل الله تعالى :( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ ) (٢) ، فنسخت هذه الآية آية الحبس والأذى »(٣) .

يظهر من هذه الرواية أنّ هناك مصلحة إلهية اقتضت تغيير الحكم تدريجياً.

ومنها : بيان عظمة وقدرة الباري تعالى على تغيير الحكم ، مع وجود مصلحة مؤقّتة في كلا الحكمين ، ولكن في الحكم الأوّل كانت مصلحة مؤقّتة ، وفي الحكم الثاني كانت المصلحة دائمية ، وكلا المصلحتين كانتا بنفع المؤمنين.

ومنها : إظهار بلاغتها وإعجازها ، وغير ذلك.

( عبد الله ـ السعودية ـ )

تفصيل حول خلقه :

س : أُريد تفصيلاً عن مسألة خلق القرآن من عرض للروايات والأقوال ، مع جمع وتحليل ، وشكراً لكم.

ج : إنّ مسألة كون القرآن قديماً أو مخلوقاً ، والاختلاف في معنى المخلوق ، ونفي الإمامعليه‌السلام كونه مخلوقاً ، وإنّما كلام الله ، ويريد بذلك نفي ما ربما يتصوّر من كونه مخلوقاً أن يطرأ عليه الكذب ، أو احتمال أن يكون منحولاً ، وإلاّ فلا مجال للاختلاف من كون كلام الله حادثاً ، ومع هذا فهو غير مخلوق ، بمعنى غير مكذوب.

__________________

١ ـ النساء : ١٥ ـ ١٦.

٢ ـ النور : ٢.

٣ ـ بحار الأنوار ٩٠ / ٦.

٢٧

روي عن عبد الرحيم أنّه قال : كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك أُختلف الناس في القرآن ، فزعم قوم أنّ القرآن كلام الله غير مخلوق ، وقال آخرون : كلام الله مخلوق؟

فكتبعليه‌السلام : « فإنّ القرآن كلام الله محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره ، وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً ، كان الله عزّ وجلّ ولا شيء غير الله معروف ولا مجهول ، كان عزّ وجلّ ولا متكلّم ولا مريد ، ولا متحرّك ولا فاعل ، جلّ وعزّ ربّنا.

فجميع هذه الصفات محدثة غير حدوث الفعل منه ، عزّ وجلّ ربّنا ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، فيه خبر من كان قبلكم ، وخبر ما يكون بعدكم ، أُنزل من عند الله على محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله »(١) .

قال الشيخ الصدوققدس‌سره : « كان المراد من هذا الحديث ما كان فيه من ذكر القرآن ، ومعنى ما فيه أنّه غير مخلوق أي غير مكذوب ، ولا يعني به أنّه غير محدث ، لأنّه قال : محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره »(٢) .

وقال أيضاً : « قد جاء في الكتاب أنّ القرآن كلام الله ، ووحي الله ، وقول الله ، وكتاب الله ، ولم يجيء فيه أنّه مخلوق ، وإنّما امتنعنا من إطلاق المخلوق عليه لأنّ المخلوق في اللغة قد يكون مكذوباً ، ويقال : كلام مخلوق أي مكذوب ، قال الله تبارك وتعالى :( إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ) (٣) أي كذباً ، وقال تعالى حكاية عن منكري التوحيد :( مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاَقٌ ) (٤) أي افتعال وكذب.

فمن زعم أنّ القرآن مخلوق بمعنى أنّه مكذوب فقد كذب ، ومن قال : أنّه غير مخلوق بمعنى أنّه غير مكذوب فقد صدق ، وقال الحقّ والصواب ، ومن

__________________

١ ـ التوحيد : ٢٢٧.

٢ ـ المصدر السابق : ٢٢٩.

٣ ـ العنكبوت : ٧.

٤ ـ ص : ٧.

٢٨

زعم أنّه غير مخلوق بمعنى أنّه غير محدث ، وغير منزل وغير محفوظ ، فقد أخطأ وقال غير الحقّ والصواب.

وقد أجمع أهل الإسلام على أنّ القرآن كلام الله عزّ وجلّ على الحقيقة دون المجاز ، وأنّ من قال غير ذلك فقد قال منكراً وزوراً ، ووجدنا القرآن مفصّلاً وموصلاً ، وبعضه غير بعض ، وبعضه قبل بعض ، كالناسخ الذي يتأخّر عن المنسوخ ، فلو لم يكن ما هذه صفته حادثاً بطلت الدلالة على حدوث المحدثات ، وتعذّر إثبات محدثها ، بتناهيها وتفرّقها واجتماعها.

وشيء آخر : وهو أنّ العقول قد شهدت ، والأُمّة قد أجمعت : أنّ الله عزّ وجلّ صادق في أخباره ، وقد علم أنّ الكذب هو أن يخبر بكون ما لم يكن ، وقد أخبر الله عزّ وجلّ عن فرعون وقوله :( أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ) (١) ، وعن نوح أنّه :( وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ ) (٢) .

فإن كان هذا القول وهذا الخبر قديماً ، فهو قبل فرعون وقبل قوله ما أخبر عنه ، وهذا هو الكذب ، وإن لم يوجد إلاّ بعد أن قال فرعون ذلك ، فهو حادث ، لأنّه كان بعد أن لم يكن.

وأمر آخر وهو : أنّ الله عزّ وجلّ قال :( وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) (٣) ، وقوله :( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ) (٤) ، وما له مثل ، أو جاز أن يعدم بعد وجوده ، فحادث لا محالة »(٥) .

وقال الشيخ الطوسي : « كلام الله تعالى فعله ، وهو محدث ، وامتنع أصحابنا من تسميته بأنّه مخلوق ، لما فيه من الإيهام بكونه منحولاً ، وقال

__________________

١ ـ النازعات : ٢٤.

٢ ـ هود : ٤٢.

٣ ـ الإسراء : ٨٦.

٤ ـ البقرة : ١٠٦.

٥ ـ التوحيد : ٢٢٥.

٢٩

أكثر المعتزلة : أنّه مخلوق ، وفيهم من منع من تسميته بذلك ، وهو قول أبي عبد الله البصري وغيره.

وقال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمّد : أنّه مخلوق ، قال محمّد : وبه قال أهل المدينة ، قال الساجي : ما قال به أحد من أهل المدينة ، قال أبو يوسف : أوّل من قال بأنّ القرآن مخلوق أبو حنيفة ، قال سعيد بن سالم : لقيت إسماعيل بن حماد ابن أبي حنيفة في دار المأمون ، فقال : إنّ القرآن مخلوق ، هذا ديني ودين أبي وجدّي.

وروي عن جماعة من الصحابة الامتناع من تسميته بأنّه مخلوق ، وروي ذلك عن عليعليه‌السلام أنّه قال يوم الحكمين : «والله ما حكمت مخلوقاً ، ولكنّي حكمت كتاب الله » ، وروي ذلك عن أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وابن مسعود ، وبه قال جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام ـ فإنّه سئل عن القرآن ـ فقال : «لا خالق ولا مخلوق ، ولكنّه كلام الله تعالى ووحيه وتنزيله » ، وبه قال أهل الحجاز.

وقال سفيان بن عيينة : سمعت عمرو بن دينار وشيوخ مكّة منذ سبعين سنة يقولون : إنّ القرآن غير مخلوق ، وقال إسماعيل بن أبي أويس : قال مالك : القرآن غير مخلوق ، وبه قال أهل المدينة ، وهو قول الأوزاعي وأهل الشام ، وقول الليث بن سعد ، وأهل مصر ، وعبيد الله بن الحسن العنبري البصري ، وبه قال من أهل الكوفة ابن أبي ليلى وابن شبرمة ، وهو مذهب الشافعي ، إلاّ أنّه لم يرو عن واحد من هؤلاء أنّه قال : القرآن قديم ، أو كلام الله قديم ، وأوّل من قال بذلك الأشعري ومن تبعه على مذهبه ، ومن الفقهاء من ذهب مذهبه.

دليلنا على ما قلناه : ما ذكرناه في الكتاب في الأُصول ليس هذا موضعها ، فمنها قوله :( مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ ) (١) فسمّاه

__________________

١ ـ الأنبياء : ٢.

٣٠

محدثاً ، وقال :( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ) (١) ، وقال :( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) (٢) فسمّاه عربياً ، والعربية محدثة ، وقال :( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ) (٣) ، وقال :( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ ) (٤) فوصفه بالتنزيل.

وهذه كُلّها صفات المحدث ، وذلك ينافي وصفه بالقدم ، ومن وصفه بالقدم فقد أثبت مع الله تعالى قديماً آخر ، وذلك خلاف ما أجمع عليه الأُمّة في عصر الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم إلى أيّام الأشعري ، وليس هذا موضع تقصّي هذه المسألة ، فإنّ الغرض هاهنا الكلام في الفروع.

وروي عن نافع قال : قلت لابن عمر : سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في القرآن شيئاً؟ قال : نعم ، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « القرآن كلام الله غير مخلوق ، ونور من نور الله » ، ولقد أقرّ أصحاب التوراة : أنّه كلام الله ، وأقرّ أصحاب الإنجيل : أنّه كلام الله.

وروى أبو الدرداء أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «القرآن كلام الله غير مخلوق ».

وقد مدح الصادقعليه‌السلام بما حكيناه عنه بالنظم ، فقال بعض الشعراء لاشتهاره عنه :

قد سأل عن ذا الناس من قبلكم

ابن النبيّ المرسل الصادق

فقال قولاً بيّناً واضحاً

ليس بقول المعجب المايق

كلام ربّي لا تمارونه

ليس بمخلوق ولا خالق

جعفر ذا الخيرات فافخر به

ابن الوصي المرتضى السابق(٥)

وفي الختام ننقل لكم عدّة روايات حول الموضوع ، وذلك لأهمّيته القصوى :

__________________

١ ـ الزخرف : ٣.

٢ ـ الشعراء : ١٩٤.

٣ ـ الحجر : ٩.

٤ ـ النحل : ٤٤.

٥ ـ الخلاف ٦ / ١١٨.

٣١

١ ـ عن ابن خالد قال : قلت للرضاعليه‌السلام : يا بن رسول الله أخبرني عن القرآن أخالق أو مخلوق؟ فقال : «ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنّه كلام الله عزّ وجلّ »(١) .

٢ ـ عن الريّان بن الصلت قال : قلت للرضاعليه‌السلام : ما تقول في القرآن؟ فقال : «كلام الله لا تتجاوزوه ، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلّوا »(٢) .

٣ ـ عن علي بن سالم ، عن أبيه قال : سألت الصادقعليه‌السلام فقلت له : يا بن رسول الله ، ما تقول في القرآن؟ فقال : «هو كلام الله ، وقول الله ، وكتاب الله ، ووحي الله وتنزيله ، وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد »(٣) .

٤ ـ عن اليقطيني قال : كتب علي الرضاعليه‌السلام إلى بعض شيعته ببغداد : « بسم الله الرحمن الرحيم ، عصمنا الله وإيّاك من الفتنة ، فإن يفعل فأعظم بها نعمة ، وإلاّ يفعل فهي الهلكة ، نحن نرى أنّ الجدال في القرآن بدعة ، اشترك فيها السائل والمجيب ، فتعاطى السائل ما ليس له ، وتكلّف المجيب ما ليس عليه ، وليس الخالق إلاّ الله ، وما سواه مخلوق ، والقرآن كلام الله ، لا تجعل له اسماً من عندك ، فتكون من الضالّين ، جعلنا الله وإيّاك من الذين يخشون ربّهم بالغيب ، وهم من الساعة مشفقون »(٤) .

٥ ـ عن الجعفري قال : قلت لأبي الحسن موسىعليه‌السلام : يا بن رسول الله ما تقول في القرآن؟ فقد أُختلف فيه من قبلنا ، فقال قوم : إنّه مخلوق ، وقال قوم : إنّه غير مخلوق ، فقالعليه‌السلام : «أمّا إنّي لا أقول في ذلك ما يقولون ، ولكنّي أقول : إنّه كلام الله عزّ وجلّ »(٥) .

__________________

١ ـ التوحيد : ٢٢٣.

٢ ـ نفس المصدر السابق.

٣ ـ نفس المصدر السابق.

٤ ـ نفس المصدر السابق.

٥ ـ نفس المصدر السابق.

٣٢

٦ ـ عن فضيل بن يسار قال : سألت الرضاعليه‌السلام عن القرآن ، فقال لي : «هو كلام الله »(١) .

٧ ـ عن زرارة قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن القرآن ، فقال لي : «لا خالق ولا مخلوق ، ولكنّه كلام الخالق »(٢) .

٨ ـ عن زرارة قال : سألته عن القرآن أخالق هو؟ قال : « لا » ، قلت : أمخلوق؟ قال : «لا ، ولكنّه كلام الخالق »(٣) .

٩ ـ عن ياسر الخادم عن الرضاعليه‌السلام أنّه سئل عن القرآن فقال : « لعن الله المرجئة ، ولعن الله أبا حنيفة ، إنّه كلام الله غير مخلوق ، حيث ما تكلّمت به ، وحيث ما قرأت ونطقت ، فهو كلام وخبر وقصص »(٤) .

١٠ ـ هشام المشرقي أنّه دخل على أبي الحسن الخراسانيعليه‌السلام ، فقال : إنّ أهل البصرة سألوا عن الكلام فقالوا : إنّ يونس يقول : إنّ الكلام ليس بمخلوق ، فقلت لهم : صدق يونس إنّ الكلام ليس بمخلوق ، أما بلغكم قول أبي جعفرعليه‌السلام حين سئل عن القرآن : أخالق هو أو مخلوق؟ فقال لهم : « ليس بخالق ولا مخلوق ، إنّما هو كلام الخالق » ، فقوّيت أمر يونس(٥) .

( أبو مهدي ـ ـ )

كيفية تصحيح الآراء المختلفة في تفسيره :

س : نسمع كثيراً عن اختلاف أصحاب المذاهب الأربعة في تفسير القرآن ، مثل محتوى التابوت الذي فيه آثار آل موسى وهارون ، والمفسّر يستشهد بهذه الآراء المختلفة على أنّها صحيحة.

__________________

١ ـ تفسير العيّاشي ١ / ٦.

٢ ـ نفس المصدر السابق.

٣ ـ نفس المصدر السابق.

٤ ـ نفس المصدر السابق.

٥ ـ اختيار معرفة الرجال ٢ / ٧٨٤.

٣٣

أرجو إعطاء بعض التفصيل ، ولكم جزيل الشكر.

ج : إنّ أصحاب المذاهب الأربعة يجتهدون بآرائهم ، واختلافهم يكون اختلاف بين مجتهدين ـ وهذا بخلاف أقوال الأئمّةعليهم‌السلام ، فإنّهم معصومون يستقون العلم من أصل أصيل ـ وعليه فإذا وجد اختلاف في رواياتهم في تفسير القرآن ، فهنا تجري عدّة مراحل :

١ ـ ملاحظة الأسانيد أوّلاً ، ليعمل بالصحيح المروي عنهم.

٢ ـ بعد التسليم بصحّة الأسانيد ، فإنّ الاختلاف في تفسير القرآن محمول على تعدّد معاني هذه الآيات ، وأنّ للقرآن عدّة بطون ، ولكُلّ بطن بطون

وأمّا التابوت الذي فيه آثار موسى ، فبعد التسليم بصحّة أسانيد كُلّ ما ورد من روايات في محتوى التابوت ، فلعلّ أنّ كُلّ رواية ناظرة إلى قسم من محتويات التابوت ، والجمع فيما بينها يعطينا نظرة عن محتويات التابوت.

( عبد الله ـ الكويت ـ ٢٨ سنة ـ خرّيج ثانوية )

مراحل نزوله :

س : تحية طيّبة وبعد : كيف نزل القرآن الكريم؟ وما هي المراحل التي استغرقها نزوله؟ وهل نزل جملة واحدة على قلب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ أم نزل على فترات متباعدة؟

وهل نحن الشيعة نعتقد كما يعتقد أهل السنّة ، بأنّ القرآن الكريم نزل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بفترات متباعدة ، ولم ينزل جملة واحدة؟

أتمنّى أنّي أجد منكم الإجابة الوافية مع الأدلّة القاطعة ، ومن كتب الطرفين ، إنّ كنا نختلف معهم بالرأي ، وأكون لكم من الشاكرين.

ج : لاشكّ أنّ القرآن نزل تدريجاً ، وأنّ آياته تتابعت طبق المناسبات والظروف ، التي كانت تمر بها الرسالة الإلهية في مسيرتها ، تحت قيادة الرسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد لمّحت إلى هذا النزول التدريجي للقرآن الآية

٣٤

الكريمة :( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ) (١) ، وقوله تعالى :( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ القرآن جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً ) (٢) .

ومع ذلك فإنّ هناك نصوصاً قرآنية تشير إلى دفعية النزول القرآني على ما يفهم من ظاهرها ، وذلك كما في الآيات المباركة التالية : قال تعالى :( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ القرآن هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) (٣) ، وقال تعالى :( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ) (٤) ، وقال تعالى :( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (٥) .

وقد أختلف الباحثون في وجه الجمع بين الأمرين ، وقد ذكروا في ذلك آراء ونظريات ، نذكر فيما يلي أهمّها :

النظرية الأُولى : وهي التي تعتبر للقرآن نزولين.

النزول الأوّل إلى البيت المعمور ، أو بيت العزّة ـ حسب بعض التعابير ـ وهذا هو النزول الدفعي الذي أشارت إليه بعض الآيات السابقة ، والنزول الثاني على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالتدريج ، وطيلة المدّة التي كان يمارس فيها مهمّته القيادية في المجتمع الإسلامي.

وقد خالف المحقّقون من علماء القرآن هذا الرأي ، ورفضوا النصوص التي وردت فيها ، ورموها بالضعف والوهن ، وأقاموا شواهد على بطلانه.

وأهمّ ما يرد على هذه النظرية يتلخّص في شيئين :

__________________

١ ـ الإسراء : ١٠٦.

٢ ـ الفرقان : ٣٢.

٣ ـ البقرة : ١٨٥.

٤ ـ الدخان : ٣.

٥ ـ القدر : ١.

٣٥

١ ـ ورود الآيات القرآنية في بعض المناسبات الخاصّة ، بحيث لا يعقل التكلّم بتلك الآية قبل تلك المناسبة المعيّنة.

٢ ـ عدم تعقّل فائدة النزول الأوّل للقرآن من حيث هداية البشر ، فلا وجه لهذه العناية به في القرآن والاهتمام به.

النظرية الثانية : إنّ المراد من إنزاله في شهر رمضان ، وفي ليلة ابتداء القدر منه ، ابتداء إنزاله في ذلك الوقت ، ثمّ استمر نزوله بعد ذلك على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالتدريج ، ووفقاً للمناسبات والمقتضيات.

ويبدو أنّ هذا الرأي هو الذي استقطب أنظار الأغلبية من محققّي علوم القرآن والتفسير ، نظراً إلى كونه أقرب الآراء إلى طبيعة الأُمور ، وأوفقها مع القرائن ، وظواهر النصوص القرآنية ، فإنّ القرآن يطلق على القرآن كُلّه ، كما يطلق على جزء منه ، ولذلك كان للقليل من القرآن نفس الحرمة والشرف الثابتين للكثير منه.

وتأييداً لهذه الفكرة ، فإنّنا نحاول الاستفادة من التعابير الجارية بين عامّة الناس حين يقولون مثلاً : سافرنا إلى الحجّ في التاريخ الفلاني ، وهم لا يريدون بذلك إلاّ مبدأ السفر ، أو : نزل المطر في الساعة الفلانية ، ويقصد به ابتداء نزوله ، فإنّه قد يستمر إلى ساعات ، ومع ذلك يصحّ ذلك التعبير.

ولابدّ أن نضيف على هذا الرأي إضافة توضيحية وهي : أنّ المقصود من كون ابتداء النزول القرآني في ليلة القدر من شهر رمضان ليس ابتداء الوحي على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّه كان لسبع وعشرين خلون من رجب ـ على الرأي المشهور ـ وكانت الآيات التي شعّت من نافذة الوحي على قلب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لأوّل مرّة هي :( اقْرَأْ بِاسْمِ ) (١) .

ثمّ انقطع الوحي عنه لمدّة طويلة ، ثمّ ابتدأ الوحي من جديد في ليلة القدر من شهر رمضان ، وهذا الذي تشير إليه الآية المباركة ، واستمرّ الوحي عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

١ ـ العلق : ١.

٣٦

حتّى وفاته ، وبما أنّ هذا كان بداية استمرار النزول القرآني ، فقد صحّ اعتباره بداية لنزول القرآن.

النظرية الثالثة : وهي النظرية التي اختصّ بها العلاّمة الطباطبائي ، وهي تمثّل لوناً جديداً من ألوان الفكر التفسيري ، انطبعت بها مدرسة السيّد الطباطبائي في التفسير ، وهذه النظرية تعتمد على مقدّمات ثلاث ، تتلخّص فيما يلي :

١ ـ هناك فرق بين « الإنزال » و « التنزيل » ، والإنزال إنّما يستعمل فيما إذا كان المنزل أمراً وحدانياً نزل بدفعة واحدة ، والتنزيل إنّما يستعمل فيما إذا كان المنزل أمراً تدريجياً ، وقد ورد كلا التعبيرين حول نزول القرآن :( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ) ،( وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ) (١) .

والتعبير بـ « الإنزال » إنّما هو في الآيات التي يشار فيها إلى نزول القرآن في ليلة القدر ، أو شهر رمضان ، بخلاف الآيات الأُخرى التي يعبر فيها بـ « التنزيل ».

٢ ـ هناك آيات يستشعر منها أنّ القرآن كان على هيئة وحدانية ، لا أجزاء فيها ولا أبعاض ، ثمّ طرأ عليه التفصيل والتجزئة ، فجعل فصلاً فصلاً ، وقطعة قطعة ، قال تعالى :( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) (٢) .

فهذه الآية ظاهرة في أنّ القرآن حقيقة محكمة ، ثمّ طرأ عليها التفصيل والتفريق بمشيئة الله تعالى ، والأحكام الذي يقابل التفصيل هو وحدانية الشيء وعدم تركّبه وتجزّئه.

٣ ـ هناك آيات قرآنية تشير إلى وجود حقيقة معنوية للقرآن غير هذه الحقيقة الخارجية اللقيطة ، وقد عبّر عنها في القرآن بـ « التأويل » في غير واحدة من الآيات ، قال تعالى :( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ

__________________

١ ـ الإسراء : ١٠٦.

٢ ـ هود : ١.

٣٧

كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) (١) ، وقال تعالى :( وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ ) (٢) .

فالتأويل على ضوء الاستعمال القرآني هو الوجود الحقيقي والمعنوي للقرآن ، وسوف يواجه المنكرون للتنزيل الإلهي تأويله وحقيقته المعنوية يوم القيامة.

واستنتاجاً من هذه المقدّمات الثلاث ، فللقرآن إذاً حقيقة معنوية وحدانية ليست من عالمنا هذا العالم المتغيّر المتبدّل ، وإنّما هي من عالم أسمى من هذا العالم ، لا ينفذ إليه التغيّر ، ولا يطرأ عليه التبديل.

وتلك الحقيقة هو الوجود القرآني المحكم ، الذي طرأ عليه التفصيل بإرادة من الله جلّت قدرته ، كما أنّه هو التأويل القرآني الذي تلمح إليه آيات الكتاب العزيز.

وإذا آمنا بهذه الحقيقة ، فلا مشكلة إطلاقاً في الآيات التي تتضمّن نزول القرآن نزولاً دفعياً في ليلة القدر ، وفي شهر رمضان ، فإنّ المقصود بذلك الإنزال هو هبوط الحقيقة المعنوية للوجود القرآني على قلب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وانكشاف ذلك الوجود التأويلي الحقيقي للقرآن أمام البصيرة الشفّافة النبوية ، فإنّ هذا الوجود المعنوي هو الذي يناسبه الإنزال الدفعي ، كما أنّ الوجود اللفظي التفصيلي للقرآن هو الذي يناسبه التنزيل التدريجي.

وليس المقصود ممّا ورد من روايات عن أهل البيتعليهم‌السلام حول النزول الأوّل للقرآن في البيت المعمور إلاّ نزوله على قلب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنّه هو البيت المعمور الذي تطوف حوله الملائكة ، وقد رمز إليها الحديث بهذا التعبير الكنائي.

وهذه النظرية مع ما تتّصف به من جمال معنوي ، لا نجد داعياً يدعونا إلى تكلّفها ، كما لا نرى داعياً يدعونا إلى محاولة نقضه وتكلّف ردّه ، فليست النظرية هذه تتضمّن أمراً محالاً ، كما لا لزوم في الأخذ بها بعد أن وجدنا لحلّ المشكلة ما هو أيسر هضماً وأقرب إلى الذهن.

__________________

١ ـ يونس : ٣٨ ـ ٣٩.

٢ ـ الأعراف : ٥٢ ـ ٥٣.

٣٨

( إبراهيم ـ المغرب ـ )

معجزته غير البلاغية :

س : هل تضمّن القرآن جوانب أُخرى غير معجزة البلاغة والفصاحة ، تصلح مؤيّداً لنبوّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وأنّه المبعوث بحقّ من الله تعالى؟

ج : لقد تضمّن القرآن الكريم جملة مؤيّدات في هذا المجال ، نكتفي بذكر مؤيّدين فيها :

الأوّل : الإخبار عن الغيب.

إنّ في القرآن إشارات إلى وقوع بعض الحوادث ، والتي لم تكن قد وقعت بعد ، منها حادثة انتصار الروم على الفرس من بعد انكسارهم ، قال تعالى :( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ ) (١) .

حيث انتصرت الإمبراطورية الفارسية على الإمبراطورية الرومانية عام ٦١٤ م ـ أي بعد أربع سنوات من ظهور الإسلام ـ وانتصرت الإمبراطورية الرومانية على الإمبراطورية الفارسية عام ٦٢٢ م ، الموافق للسنة الثانية للهجرة.

فتحقّق تنبّؤ القرآن الكريم ، وأثبت ما وعد الله تعالى من نصرة الروم على الفرس.

الثاني : الإخبار عن بعض الظواهر والقوانين الكونية.

لابدّ من التأكّد أوّلاً على أنّ القرآن ليس إلاّ كتاب هداية ، والهدف منه صنع الإنسان وسوقه إلى طريق الكمال والرقي ، ولا دخل له في ملاحظة ومتابعة الشؤون والمفردات المتعلّقة بالعلوم الأُخرى.

ومع هذا ، فقد أشار القرآن إلى بعض الظواهر والسنن الطبيعية ، ليجعلها دليلاً على وجود الله تعالى وعظمته ، وحقانية دعوة الأنبياء إلى ربّهم ، ومن تلك الظواهر العلمية التي أشار إليها القرآن الكريم :

__________________

١ ـ الروم : ١ ـ ٣.

٣٩

١ ـ قانون الجاذبية : الذي اكتشفه نيوتن في القرن السابع عشر الميلادي ، والذي أكّد عليه نيوتن في هذا القانون هو : أنّ الجاذبية قانون عام ، وحاكم على أرجاء الوجود المادّي كافّة ، بينما هذه الفكرة مسلّمة في منطق القرآن ، وقبل نيوتن بألف عام.

قال تعالى :( اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ) (١) .

٢ ـ قانون الزوجية العام : الذي اكتشفه العالم السويدي شارك لينيه ، عام ١٧٣١ م ، والذي أكّد من خلاله على أنّ الأنوثة والذكورة حقيقة ثابتة في النبات ، وأنّ الأشجار لا يتمّ الحصول على ثمرها إلاّ من خلال تلقيح بذور النبات الذكري للنبات الأنثوي.

بينما القرآن الكريم أثبت وجود هذه الحقيقة لكُلّ الموجودات بقوله تعالى :( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (٢) ، وأنّ تلقيح النباتات يتمّ عن طريق الرياح لقوله تعالى :( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ) (٣) .

٣ ـ قد بيّن القرآن الكريم مسألة حركة الأرض ، والأجرام السماوية بقوله :( لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) (٤) ، في الوقت الذي تضارب فيه آراء علماء الهيئة في اليونان.

( رضا شريعتي ـ إيران ـ ٤٠ سنة ـ دكتور )

أُمّ الكتاب :

س : ما أُمّ الكتاب؟ هل هي بنفسها الإمام المبين؟ والكتاب المكنون؟ واللوح المحفوظ؟ والكتاب المبين؟ ومحكمات القرآن؟ وأمير المؤمنين؟ والأئمّة عليهم‌السلام ؟

__________________

١ ـ الرعد : ٣.

٢ ـ الذاريات : ٤٩.

٣ ـ الحجر : ٢٢.

٤ ـ يس : ٤٠.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

الهادي ومولانا العسكري8 وخدمهما ، وكاتباه ووقّعا إليه توقيعات كثيرة.

وفيه أيضا : أنّه كان رجلا من وجوه الشيعة وثقاتهم ومقدّما في الكتابة والعلم والأدب والمعرفة ، إلى آخره(1) . فثبت توثيقه مضافا إلى تبجيله.

وربما يعبّر عنه بعلي بن محمّد الصيمري ، فتتبّع(2) .

2096 ـ علي بن محمّد بن العبّاس :

ابن فسانجس ـ بالسين المهملة بعد الفاء والنون بعد الألف والجيم والسين المهملة ـ أبو الحسنرضي‌الله‌عنه ، كان عالما بالأخبار والشعر والنسب والآثار والسير ، وما رؤي في زمانه مثله ، وكان مجرّدا في مذهب الإماميّة ، وكان قبل ذلك معتزليّا وعاد ، وهو أشهر من أن يشرح أمره ،صه (3) ،جش إلاّ الترجمة(4) .

وقالشه : في د بضمّ الفاء وبالسينين المهملتين والنون الساكنة والجيم المضمومة(5) (6) .

وفيتعق : في الوجيزة : ثقة(7) ، فتأمّل(8) .

2097 ـ علي بن محمّد بن عبد الله :

أبو الحسن القزويني القاضي ، وجه من أصحابنا ، ثقة في الحديث ،

__________________

(1) مهج الدعوات : 273.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 237 ، وقد ورد بعض نصوصها في النسخة الخطيّة منها.

(3) الخلاصة : 101 / 56 ، وفيها : ابن فسان ، وفي النسخة الخطيّة منها : فسانجس.

(4) رجال النجاشي : 269 / 704.

(5) رجال ابن داود : 141 / 1080.

(6) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 49.

(7) الوجيزة : 264 / 1278.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 238.

٦١

قدم بغداد سنةست وخمسين وثلاثمائة ومعه من كتب العيّاشي قطعة ، وهو أوّل من أوردها إلى بغداد ، ورواها عن أبي

جعفر أحمد بن عيسى العلوي الزاهد عن العيّاشي ، له كتاب ملح الأخبار ، رواه عنه الحسين بن عبيد الله ،جش (1) .

ونحوهصه إلى قوله : عن العيّاشي(2) .

2098 ـ علي بن محمّد بن عبد الله :

ابن علي بن جعفر بن علي بن محمّد بن الرضا علي بن موسى ، أبو الحسن النقيب بسرّ من رأى ، المعدّل ، له كتاب الأيّام الّتي فيها فضل من السنة ،جش (3) .

2099 ـ علي بن محمّد بن عبيد :

ابن حفص ، مضى بعنوان(4) علي بن محمّد بن حفص(5) ،تعق (6) .

أقول : كذا بخطّه دام مجده ، والذي سبق : ابن محمّد بن حفص بن عبيد ، فلاحظ.

2100 ـ علي بن محمّد العدوي :

الشمشاطي ، أبو الحسن ، من عدي بن(7) تغلب عدي بن عمرو بن عثمان بن تغلب ، كان شيخنا(8) بالجزيرة وفاضل أهل زمانه وأديبهم ، له‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 267 / 693.

(2) الخلاصة : 101 / 51.

(3) رجال النجاشي : 269 / 703.

(4) بعنوان ، لم ترد في نسخة « م ».

(5) راجع الخلاصة : 102 / 61 ورجال النجاشي : 272 / 713.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 238.

(7) في المصدر : بني.

(8) في المصدر : شيخا.

٦٢

كتب كثيرة ، منها : كتاب الأنوار والثمار ، قال لي سلامة بن ذكاء : إنّ هذا الكتاب ألفان وخمسمائة ورقة. إلى أن قال : وكتاب فضل أبي نؤاس والردّ على الطاعن في شعره.

ثمّ قال : أخبرنا سلامة بن ذكاء أبو الخير الموصليرحمه‌الله بجميع كتبه ، ورأيت في فهرست كتبه بخطّ أبي النصر بن الريّانرحمه‌الله كتبا زائدة على هذه الكتب غير أنّ هذه رواية سلامة ، وكان يذكره(1) بالفضل والعلم والدين والتحقيق(2) بهذا الأمررحمه‌الله ،جش (3) .

صه إلى قوله : وأديبهم ، له تصانيف كثيرة ذكرناها في كتابنا الكبير. ثمّ قال : وقالجش : كان سلامة بن زكريّا أبو الحسن الموصلي. إلى آخره.

وفيها : من عدي تغلب(4) .

وفيتعق : في البلغة : ثقة(5) . وفي الوجيزة : ممدوح(6) ، وهو الأظهر(7) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد العدوي الممدوح ، عنه سلامة بن ذكاء(8) .

2101 ـ علي بن محمّد علي :

الطباطبائي ، ابن أبي المعالي الشهير بالصغير ابن أبي المعالي الكبير ، هو السيّد السناد والركن العماد ابن أخت الأستاذ العلاّمة أعلا الله في‌

__________________

(1) في نسخة « ش » : يذكر.

(2) في المصدر : والتحقّق.

(3) رجال النجاشي : 263 / 689.

(4) الخلاصة : 101 / 49.

(5) بلغة المحدّثين : 385 / 32.

(6) الوجيزة : 265 / 1287.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 238.

(8) هداية المحدّثين : 218.

٦٣

الدارين مقامه ومقامه وصهره على ابنته ، تلمّذ عليه وتربّى في حجره ونشأ ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، دام مجده وكبت ضدّه ، ثقة عالم عرّيف وفقيه فاضل غطريف ، جليل القدر وحيد العصر حسن الخلق عظيم الحلم ، حضرت مدّة مجلس إفادته وتطفّلت برهة على تلامذته ، فإن قال لم يترك مقالا لقائل وإن صال لم يدع نصالا لصائل.

له مدّ في بقاه مصنّفات فائقة ومؤلّفات رائقة ، منها : شرحه على المفاتيح ، برز منه كتاب الصلاة ، وهو مجلّد كبير جمع فيه جميع الأقوال. ومنها : شرحه على النافع ، سمّاه برياض المسائل في بيان أحكام الشرع بالدلائل ، وهو في غاية الجودة جدّا ، لم يسبق بمثله ، ذكر فيه جميع ما وصل إليه من الأقوال على نهج عسر على سواه بل استحال. ومنها : رسالة في تثليث التسبيحات الأربع في الأخيرتين ، وكيفيّة ترتيب الصلاة(1) المقضيّة عن الأموات ، سأل بعض أجلاّء النجف عنهما الأستاذ العلاّمة دام علاه وأشار إليه دام ظلّه بالجواب ، وهي عندي بخطّه الشريف. ومنها : رسالة وجيزة في الأصول الخمس ، جيّدة. ومنها : رسالة في الإجماع والاستصحاب. ومنها : شرح ثان على المختصر اختصره من الأوّل ، جيّد لطيف ، سلك في العبادات مسلك الاحتياط ليعمّ نفعه العامي والمبتدئ(2) والمنتهى والفقيه والمقلّد له ولغيره في أيّام حياته إدامها الله وبعد وفاته.

ومنها : رسالة في تحقيق حجّيّة مفهوم الموافقة. ومنها : رسالة في جواز الاكتفاء بضربة واحدة في التيمّم مطلقا. ومنها : رسالة في اختصاص الخطاب الشفاهي بالحاضر في مجلس الخطاب كما هو عند الشيعة. ومنها : رسالة في تحقيق أنّ منجزات المريض تحسب من الثلث أم من أصل‌

__________________

(1) في نسخة « م » : الصلوات.

(2) والمبتدئ ، لم ترد في نسخة « م ».

٦٤

التركة. ومنها : رسالة في تحقيق حكم الاستظهار للحائض إذا تجاوز دمها عن العشرة. ومنها : ترجمة رسالة في الأصول الخمس فارسيّة للأستاذ العلاّمة دام علاه بالعربيّة. ومنها : رسالة في بيان أنّ الكفّار مكلّفون بالفروع عند الشيعة بل وغيرهم إلاّ أبا حنيفة. ومنها : رسالة في أصالة براءة ذمّة الزوج عن(1) المهر وأنّ على الزوجة إثبات اشتغال ذمّته به. ومنها : رسالة في حجّيّة الشهرة وفاقا للشهيدرحمه‌الله . ومنها : رسالة في حلّيّة النظر إلى الأجنبيّة في الجملة وإباحة سماع صوتها كذلك. ومنها : حاشية على كتاب معالم الأصول غير مدوّنة ، كتبها بخطّه على حواشي المعالم في صغره وأوائل مباحثته له. ومنها : حواشي متفرّقة على المدارك. ومنها : حواشي متفرّقة على الحدائق الناضرة لشيخنا يوسف البحرانيرحمه‌الله . وأجزاء غير تامّة في شرح مبادئ الأصول لمولانا الإمام العلاّمة. وغير ذلك من حواش ورسائل وفوائد وأجوبة مسائل.

كان ميلاده الشريف في مشهد الكاظمين8 (2) على مشرّفه صلوات الخافقين ، في أشرف الأيّام وهو الثاني عشر من شهر ولد فيه أشرف الأنام عليه وآله أفضل الصلاة والسلام في السنة الحادية والستّين بعد المائة والألف.

واشتغل أوّلا على ولد الأستاذ العلاّمة أدام الله أيّامهما وأيّامه فقرنه سلّمه الله في الدرس مع شركاء أكبر منه في السّن وأقدم في التحصيل بكثير ، وفي أيّام قلائل فاقهم طرّا وسبقهم كلاّ ، ثمّ بعد قليل ترقّى فاشتغل عند خاله الأستاذ العلاّمة أدام الله أيّامه وأيّامه ، وبعد مدّة قليلة اشتغل بالتصنيف والتدريس والتأليف.

__________________

(1) في نسخة « ش » : من.

(2) التحيّة لم ترد في نسخة « م ».

٦٥

وكان جدّه الأعلى السيّد أبو المعالي الكبير صهر مولانا المقدّس الصالح المازندراني ، وخلّف ثلاثة أولاد ذكور وهم السيّد أبو طالب والسيّد علي والسيّد أبو المعالي وهو أصغرهم ، وعدّة بنات ، والسيّد أبو المعالي خلّف السيّد محمّد علي لا غير ، وهوقدس‌سره والده سلّمه الله ، وواحدة من البنات كانت زوجة المولى محمّد رفيع الجيلاني القاطن في المشهد المقدّس الرضوي حيّا وميّتا.

2102 ـ علي بن محمّد بن علي :

الخزّاز ، ثقة من أصحابنا ، أبو القاسم ، وكان فقيها وجها ، له كتاب الإيضاح في أصول الدين على مذهب أهل البيتعليهما‌السلام ،جش (1) ،صه إلى قوله : وجها. مع الترجمة(2) .

وفيتعق : فيب إنّه قمّي رازي ، له كتب ، منها الإيضاح ، وكتاب الأحكام الدينيّة على مذهب الإمامية ، وكتاب الكفاية في النصوص(3) .

أقول : وقد رأيت هذا الكتاب وهو كتاب جيّد مبسوط ، جميعه نصوص على كون الأئمّة اثني عشر ، يظهر منه كونه من تلامذة الصدوقرحمه‌الله (4) وأبي المفضّل الشيباني(5) ومن في طبقتهما. وعن بعضهم نسبة هذا الكتاب إلى الصدوق ، وعن خالي نسبته إلى المفيد(6) . ونسبا إلى الوهم لما‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 268 / 700.

(2) الخلاصة : 101 / 53.

(3) معالم العلماء : 71 / 478 ، وفيه بدل وكتاب الأحكام الدينيّة. : وكتاب الأحكام الشرعيّة.

(4) كفاية الأثر : 10 ، 23 ، 49 ، 139.

(5) كفاية الأثر : 11 ، 23 ، 35 ، 62.

(6) صرّح العلاّمة المجلسي في البحار : 1 / 10 و 29 بكون الكتاب المذكور للخزّاز.

٦٦

ذكره ابن شهرآشوب ، وكذا ذكر السيّد الجليل عبد الكريم بن طاوس في فرحة الغري(1) والعلاّمة في إجازته لأولاد زهرة(2) والشيخ الحرّ في الوسائل(3) .

وعن الشيخ محمّد بن علي الجرجاني جدّ المقداد بن عبد الله السوراوي أنّه لبعض القمّيّين من أصحابنا(4) .

2103 ـ علي بن محمّد بن علي :

ابن عمر بن رباح بن قيس بن سالم مولى عمر بن سعد بن أبي وقّاص أبو الحسن السوّاق ، ويقال : القلاّء ، وروى عمر بن رباح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ويقال في الحديث : عمر بن رباح القلاّء ، وقيل في كنيته : أبو القاسم ، كان ثقة في الحديث ، واقفا في المذهب ، صحيح الرواية ، ثبتا معتمدا على ما يرويه ، وله كتب ، عبيد الله بن أحمد الأنباري عنه بها ،جش (5) .

وقريب منهصه إلى قوله : على ما يرويه(6) .

2104 ـ علي بن محمّد بن فيروزان :

القمّي ، كثير الرواية ، يكنّى أبا الحسن ، كان مقيما بكش ، لم(7) .

__________________

(1) فرحة الغري : 134 و 135.

(2) البحار : 107 / 115.

(3) وسائل الشيعة 30 : 156 / 29 ، وكذا في إجازته للشيخ محمّد فاضل المشهدي ، البحار : 110 / 114.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 238.

(5) رجال النجاشي : 259 / 679.

(6) الخلاصة : 100 / 44.

(7) رجال الشيخ : 478 / 7.

٦٧

وفيتعق : في الوجيزة : ممدوح(1) ، فتأمّل(2) .

2105 ـ علي بن محمّد القاساني :

مرّ في علي بن محمّد بن شيرة.

2106 ـ علي بن محمّد بن قتيبة :

النيسابوري ، عليه اعتمد أبو عمرو الكشّي في كتاب الرجال ، أبو الحسن ، صاحب الفضل بن شاذان وراوية كتبه ، له كتب ، أحمد بن إدريس عنه بكتابه ،جش (3) .

وفيصه : ابن محمّد بن قتيبة يعرف بالقتيبي النيسابوري ، أبو الحسن ، تلميذ الفضل بن شاذان ، فاضل ، عليه اعتمد أبو عمرو الكشّي في كتاب الرجال(4) .

وفيلم : علي بن محمّد القتيبي تلميذ الفضل بن شاذان ، نيسابوري ، فاضل(5) .

أقول : جعل له في النقد عنوانين وذكر ما فيجش في واحد وما في لم في الآخر(6) ، وكأنّه ظنّ التعدّد ، وهو فاسد. ويأتي ذكره في محمّد بن إسماعيل النيسابوري.

وقال في المدارك بعد ما مرّ عنه في عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس من مدحه : لكن في طريق هذه الرواية علي بن محمّد بن قتيبة وهو غير‌

__________________

(1) الوجيزة : 265 / 1283.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 238.

(3) رجال النجاشي : 259 / 678.

(4) الخلاصة : 94 / 16.

(5) رجال الشيخ : 478 / 2.

(6) نقد الرجال : 243 / 225.

٦٨

موثّق ، بل ولا ممدوح مدحا يعتدّ به(1) .

وقال شيخنا يوسف البحراني بعد نقل ذلك عنه : المفهوم منكش في كتاب الرجال أنّه من مشايخه الّذين أكثر النقل عنهم(2) . ثمّ نقل عن بعض مشايخه المعاصرين تصحيح العلاّمةرحمه‌الله طريقين في ترجمة يونس بن عبد الرحمن هو فيهما(3) ، وإكثاركش من الرواية عنه وأنّه من مشايخه المعتبرين ، وأنّ الفرق بينه وبين عبد الواحد تحكّم ، بل هذا أولى بالاعتماد ، لإيراد العلاّمة له في القسم الأوّل وتصحيحه حديثه في ترجمة يونس ، انتهى.

وفي الوجيزة : ممدوح(4) . وذكره في الحاوي في قسم الثقات مع ما عرف من طريقته(5) .

وفيمشكا : ابن محمّد بن قتيبة الثقة ، عنه أحمد بن إدريس ، وعبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار(6) .

2107 ـ علي بن محمّد الكرخي :

أبو الحسن ، كان فقيها متكلّما من وجوه أصحابنا ،صه (7) .

وزادجش : ذكر لي بعض أصحابنا أنّ له كتابا في الإمامة(8) .

__________________

(1) مدارك الأحكام : 6 / 84.

(2) الحدائق الناضرة : 13 / 221.

(3) الخلاصة : 184 / 1.

(4) الوجيزة : 265 / 1283.

(5) حاوي الأقوال : 103 / 376.

(6) هداية المحدّثين : 218.

(7) الخلاصة : 101 / 54.

(8) رجال النجاشي : 268 / 701.

٦٩

أقول : ذكره في الحاوي في القسم الرابع(1) مع أنّ كلا من الأوصاف الثلاثة كاف في إدراجه في قسم الحسان إن لم نقل الثقات كما هو عند الأستاذ العلاّمة بل وغيره ، فتدبّر.

2108 ـ علي بن محمّد بن محمّد :

ابن عقبة الشيباني الكوفي ، يكنّى أبا الحسن ، سمع منه التلعكبري بالكوفة وببغداد وله منه إجازة ، لم(2) .

2109 ـ علي بن محمّد المدائني :

عامي المذهب ،صه (3) .

وزادست : له كتب كثيرة حسنة في السير ، وله كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام ، عنه الحارث بن أبي أسامة(4) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد المدائني ، عنه الحارث بن أبي أسامة(5) .

2110 ـ علي بن محمّد المنقري :

دي (6) . وزادصه : كوفي ثقة(7) .

وزادجش : له كتاب نوادر ، محمّد بن علي بن محبوب عنه به(8) .

وفيست : الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن‌

__________________

(1) حاوي الأقوال : 284 / 1642.

(2) رجال الشيخ : 481 / 30. و: ابن عقبة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(3) الخلاصة : 233 / 11.

(4) الفهرست : 95 / 405.

(5) هداية المحدّثين : 219.

(6) رجال الشيخ : 419 / 30.

(7) الخلاصة : 100 / 42 ، وفيها : المقري ، وفي النسخة الخطيّة منها : المنقري.

(8) رجال النجاشي : 257 / 674.

٧٠

أبيه ، عن محمّد بن علي بن محبوب ، عنه(1) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد المنقري الثقة ، عنه محمّد بن علي بن محبوب(2) .

2111 ـ علي بن محمّد الورّاق :

هو علي بن محمّد بن عبد الله الورّاق ، ومرّ بعنوان : ابن عبد الله الورّاق ،تعق (3) .

2112 ـ علي بن محمّد بن يعقوب :

ابن إسحاق بن عمّار الصيرفي الكسائي الكوفي العجلي ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وله منه إجازة ، مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، لم(4) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن يعقوب ، عنه التلعكبري(5) .

2113 ـ علي بن محمّد بن يوسف :

ابن مهجور ، أبو الحسن الفارسي المعروف بابن خالويه ـ بالخاء المعجمة ـ ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، سمع الحديث وأكثر ،صه (6) .

وزادجش : أخبرنا عنه عدّة من أصحابنا(7) .

__________________

(1) الفهرست : 97 / 421.

(2) هداية المحدّثين : 219.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 239.

(4) رجال الشيخ : 481 / 25.

(5) هداية المحدّثين : 219.

(6) الخلاصة : 101 / 52.

(7) رجال النجاشي : 268 / 699.

٧١

2114 ـ علي بن المسيّب :

عربي ، من أهل همدان ، ثقة ،ضا (1) .

وزادصه : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (2) .

2115 ـ علي بن مطر :

للصدوق طريق إليه(3) ، ويروي عنه صفوان بن يحيى(4) في الصحيح ، وهو دليل الوثاقة ، ويؤيّدها رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه(5) ،تعق (6) .

2116 ـ علي بن معبد :

بغدادي ،دي (7) .

وفيجش : له كتاب ، موسى بن جعفر عنه به(8) .

وفيست : أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عنه(9) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 382 / 27.

(2) الخلاصة : 93 / 8.

(3) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 127.

(4) التهذيب 6 : 236 / 582 و 385 / 1145.

(5) التهذيب 1 : 190 / 549 ، وفيه : أحمد بن محمّد.

وقال السيّد الخويي قدس‌سره في المعجم : 12 / 181 بعد أن أشار لما ذكرناه : من المحتمل أنّ المراد به أحمد بن محمّد بن خالد.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 239.

(7) رجال الشيخ : 417 / 7 ، وفيه زيادة : له كتاب.

(8) رجال النجاشي : 273 / 716.

(9) الفهرست : 88 / 378 ، وفيه : علي بن سعيد ، وفي مجمع الرجال : 4 / 224 نقلا عنه : علي بن معبد.

٧٢

2117 ـ علي بن المغيرة الزبيدي :

الأزرق ، كوفي ،ق (1) .

وفيتعق : في الوجيزة : كأنّه ابن أبي المغيرة المتقدّم(2) (3) .

أقول : وكذا قال في النقد(4) .

وفي الوجيزة : ثقة ، كأنّه ابن أبي المغيرة المتقدّم ، انتهى فتأمّل.

2118 ـ علي بن منصور :

أبو الحسن ، كوفي ، سكن بغداد ، متكلّم من أصحاب هشام ، له كتب ، منها : كتاب التدبير في التوحيد والإمامة ،جش (5) .

وفيتعق : في ترجمة هشام أنّ الكتاب له جمعه علي بن منصور(6) (7) .

2119 ـ علي بن موسى بن جعفر :

ابن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمّد(8) الطاووسي العلوي الحسني رضيّ الدينقدس‌سره ، من أجلاّء هذه الطائفة وثقاتها ، جليل القدر عظيم المنزلة كثير الحفظ نقيّ الكلام ، حاله في العبادة‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 268 / 740 ، وفيه : علي بن أبي المغيرة. ، وفي مجمع الرجال : 4 / 225 نقلا عنه : علي بن المغيرة.

(2) الوجيزة : 266 / 1292.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 239.

(4) نقد الرجال : 244 / 238.

(5) رجال النجاشي : 250 / 658.

(6) نقلا عن رجال النجاشي : 433 / 1164.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 239.

(8) ابن محمّد الثانية ، لم ترد في نسخة « ش ».

٧٣

والزهد أشهر من أن يذكر ، له كتب حسنةرضي‌الله‌عنه ، نقد(1) .

ويأتي الإشارة إليه في باب المصدّر بابن(2) ،تعق (3) .

أقول : وأشرنا إلى بعض ما فيه في أحمد أخيه(4) .

2120 ـ علي بن مهزيار الأهوازي :

أبو الحسن ، دورقي الأصل ، مولى ، كان أبوه نصرانيّا وأسلم ، وقد قيل : إنّ عليّا أيضا أسلم وهو صغير ومنّ الله عليه بمعرفة هذا الأمر وتفقّه ، وروى عن الرضا وأبي جعفر8 ، واختصّ بأبي جعفر الثانيعليه‌السلام وتوكّل له وعظم محلّه منه ، وكذلك أبو الحسن الثالثعليه‌السلام ، وتوكّل لهم في بعض النواحي ، وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكلّ خير ، وكان ثقة في روايته لا يطعن عليه صحيحا اعتقاده ،جش (5) .

وكذاصه ، وزاد : قال حمدويه بن نصير : لمّا مات عبد الله بن جندب قام علي بن مهزيار مقامه(6) .

وزاد الأوّل على ما مرّ عنه : وصنّف الكتب المشهورة ، محمّد بن الحسن بن علي عن أبيه عن جدّه بكتبه جميعا ، وروى كتبه أيضا أخوه‌

__________________

(1) نقد الرجال : 244 / 241.

(2) في ابن طاوس نقلا عن بلغة المحدّثين : 444 / 1 ، أنّه ذي الكرامات والمقامات ، ليس في أصحابنا أعبد منه ولا أورع.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 239.

(4) وفيه نقلا عن البحار : 107 / 63 : وفي إجازة العلاّمة الكبيرة المشهورة عند ذكر من أجازه هكذا : ومن جميع ما صنّفه السيّدان الكبيران السعيدان رضي الدين علي وجمال الدين أحمد ابنا موسى بن طاوس الحسنيّان قدّس الله روحهما ، وروياه وقرآه وأجيز لهما روايته ، عنّي عنهما ، وهذان السيّدان زاهدان عابدان ورعان ، وكان رضي الدين عليرحمه‌الله صاحب كرامات حكى لي بعضها وروى لي والديرحمه‌الله عنه البعض الآخر.

(5) رجال النجاشي : 253 / 664.

(6) الخلاصة : 92 / 6.

٧٤

إبراهيم والعبّاس بن معروف.

وفيست : جليل القدر واسع الرواية ثقة ، له ثلاثة وثلاثون كتابا ، أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري ومحمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد ، عن العبّاس بن معروف ، عنه(1) .

وفيج : علي بن مهزيار الأهوازي(2) . وزاددي : ثقة(3) . وزادضا : صحيح(4) .

وفيكش : محمّد بن مسعود قال : حدّثني أبو يعقوب يوسف بن السخت البصري قال : كان علي بن مهزيار نصرانيّا فهداه الله ، كان من أهل هندوان(5) قرية من قرى فارس ثمّ سكن الأهواز فأقام بها ، كان إذا طلعت الشمس سجد فكان لا يرفع رأسه حتّى يدعو لألف من إخوانه بمثل ما دعا لنفسه ، وكان على جبهته سجادة مثل ركبة البعير.

قال حمدويه بن نصير : لمّا مات عبد الله بن جندب قام علي بن مهزيار مقامه(6) .

وفيه أيضا أحاديث كثيرة في نهاية فضله وجلالته وزيادة محبّتهمعليهما‌السلام له وعلوّ منزلته عندهمعليهما‌السلام (7) .

أقول : فيمشكا : ابن مهزيار الثقة ، الحسن بن علي بن عبد الله بن‌

__________________

(1) الفهرست : 88 / 379.

(2) رجال الشيخ : 403 / 8.

(3) رجال الشيخ : 417 / 3.

(4) رجال الشيخ : 381 / 22.

(5) في المصدر : هندكان.

(6) رجال الكشّي : 548 / 1038.

(7) رجال الكشّي : 549 / 1039 و 1040.

٧٥

المغيرة عن أبيه عنه.

وفي حجّ التهذيب روايته عنه بغير واسطة أبيه(1) .

وعنه إبراهيم بن مهزيار أخوه ، والعبّاس بن معروف ، وأحمد بن محمّد ابن عيسى ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن عبد الجبّار ، وعبد الله ابن محمّد بن عيسى ، وعبد الله بن عامر ، وسهل بن زياد ، والحسين بن إسحاق التاجر ، وعلي بن الحسن بن فضّال ، وأبو داود ، ومحمّد بن عيسى(2) .

2121 ـ علي بن ميمون الصائغ :

أبو الحسن ، لقبه أبو الأكراد ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن8 ، له كتاب يرويه عنه جماعة ، عنه عبيس بن هشام ،جش (3) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه(4) .

وفيصه : قالكش : عن محمّد بن مسعود قال : حدّثني محمّد بن نصير قال : حدّثني محمّد بن إسحاق(5) ، عن جعفر بن بشير ، عن علي بن ميمون الصائغ قال : دخلت عليه ـ يعني أبا عبد اللهعليه‌السلام ـ اسأله فقلت له : إنّي أدين الله بولايتك وولاية آبائك وأجدادكعليهما‌السلام فادع الله أن يثبّتني ، فقال : رحمك الله رحمك الله.

قالغض : حديثه يعرف وينكر ويجوز أن يخرج شاهدا ، روى عن أبي‌

__________________

(1) التهذيب 5 : 86 / 286 ، وفيه : الحسن بن علي بن عبد الله.

(2) هداية المحدّثين : 119.

(3) رجال النجاشي : 272 / 712.

(4) الفهرست : 94 / 399.

(5) محمّد بن الحسن ( خ ل ).

٧٦

عبد الله وأبي الحسن موسى8 . والأقرب عندي قبول روايته لعدم طعن الشيخ ابن الغضائري فيه صريحا مع دعاء الصادقعليه‌السلام له(1) .

وعنشه على قوله : إسحاق : في بعض النسخ : الحسن ، وكذلك في كتابكش ـ الذي هو أصل الرواية ـ بخطّ ابن طاوس.

وعلى قوله : الأقرب عندي. إلى آخره : لا يخفى عدم دلالة الدعاء على قبول الرواية ولو سلم سنده ، فإنّ محمّد بن إسحاق مشترك بين الثقة وغيره ـ وكذلك محمّد بن الحسن على بعض النسخ ـ وكلام غض ظاهر في الطعن عليه ، مع أنّه شهادة لنفسه كما لا يخفى(2) ، انتهى.

وفيكش فيما رأيت من نسخه : محمّد بن الحسن ، ولم يزد على ما ذكر شيئا(3) .

وفيتعق على قولشه : لا يخفى عدم دلالة الدعاء : لا يخفى دلالته ، إذ لو كان كاذبا وضّاعا لما كانعليه‌السلام يدعو له ، مع أنّ الظاهر من سؤاله تديّنه ، ودعاؤهعليه‌السلام ظاهر فيه ، فلا يضرّ كونه الحاكي. والسند معتبر لما مرّ في الفوائد ، مع أنّ المطلق ينصرف إلى الكامل.

وفي قوله : يرويه عنه جماعة ، أيضا إشعار بالاعتماد عليه(4) .

أقول : وكذا قولست : أخبرنا به جماعة.

وفي النقد بعد قول العلاّمة : والأقرب عندي. إلى آخره : وهذا لا يدلّ على قبول روايته ، وإلاّ جاء الدور(5) .

__________________

(1) الخلاصة : 96 / 27.

(2) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 46.

(3) رجال الكشّي : 366 / 680.

(4) لم يرد هذا النصّ في نسختين لنا من التعليقة ، وورد مكانه نصّ آخر ، التعليقة : 240.

(5) نقد الرجال : 245 / 248.

٧٧

وربما يقال : إنّ حكم العلاّمة بقبول روايته وإن كان لدعاء الإمامعليه‌السلام له إلاّ أنّ اعتماده على صحّة الدعاء ليس لكونه الراوي له ، بل لما ظهر له من القرائن على صحّته ، فتأمّل.

وصرّح في الوجيزة بممدوحيّته(1) ، وفي التحرير ذكر الرواية ولم يقدح فيها أصلا.

هذا ، والّذي في نسختي من الاختيار والتحرير محمّد بن الحسن(2) لا غير ، وكذا نقل في النقد عنكش ، فلعلّ الاشتباه فيصه فقط ، فتتبّع.

وفيمشكا : ابن ميمون ، عنه جعفر بن بشير ، والحسن بن محمّد بن سماعة ، وعبيس بن هشام(3) .

2122 ـ علي بن النعمان :

الأعلم النخعي ، أبو الحسن ، مولاهم ، كوفي ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، وأخوه داود أعلى منه ، وابنه الحسن بن عليّ وابنه أحمد رويا الحديث ، وكان علي ثقة وجها ثبتا صحيحا واضح الطريقة ،صه (4) .

وزادجش : له كتاب ، ابن أبي الخطّاب عنه به(5) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(6) .

أقول : فيمشكا : ابن النعمان الأعلم النخعي الثقة ، عنه أحمد بن أبي عبد الله ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، وأحمد بن محمّد بن‌

__________________

(1) الوجيزة : 266 / 1296.

(2) التحرير الطاووسي : 349 / 243.

(3) هداية المحدّثين : 119.

(4) الخلاصة : 95 / 25.

(5) رجال النجاشي : 274 / 719.

(6) الفهرست : 96 / 415.

٧٨

عيسى ، والحسين بن سعيد ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وعبد الله بن عامر ، وسهل بن زياد.

وقد وقع في الكافي والتهذيب : أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ ابن حديد ، عن عليّ بن النعمان(1) . وصوابه : وعليّ ـ بالواو(2) ـ.

2123 ـ علي بن نعيم :

ثقة ،صه (3) ، د(4) .

قيل : وفيجش في أخيه الحسين ما قد يستفاد منه توثيقه(5) ، فراجع وتأمّل ، فإنّ الاعتماد على مثله مشكل.

وفيتعق : وكذا توثيق الأخ الآخر ، مع أنّصه ود لم يوثّقاه(6) ، فلاحظ(7) .

أقول : كلامجش في أخيه هكذا : الحسين بن نعيم الصحّاف مولى بني أسد ثقة وأخواه علي ومحمّد رووا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

وفي النقد : هذا الكلام ليس نصّا في توثيق أخويه وإن احتمل(8) . وفي الوجيزة أيضا تنظّر فيه(9) ، لكن قال والدهرحمه‌الله : بل هو ظاهر في التوثيق وإلاّ لقال : رويا ، لا رووا كما فهما(10) ، انتهى. ويعني بالضمير العلاّمة وابن‌

__________________

(1) الكافي 4 : 432 / 5 والتهذيب 5 : 147 / 482 ، وفيهما : أحمد بن محمّد.

(2) هداية المحدّثين : 119.

(3) الخلاصة : 103 / 70.

(4) رجال ابن داود : 142 / 1096.

(5) رجال النجاشي : 53 / 120.

(6) بل لم يترجماه.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 240.

(8) نقد الرجال : 245 / 251.

(9) الوجيزة : 267 / 1298.

(10) تعليقة التقي المجلسي على النقد : 158.

٧٩

داود.

ولعلّ الظاهر عدم الدلالة على التوثيق وإلاّ لذكر أخويه ولقال : ثقات.

وقولهرحمه‌الله : لقال رويا ، ليس كذلك ، إذ المراد بيان رواية الثلاثة عنهعليه‌السلام لا خصوص الأخوين.

2124 ـ علي بن وصيف :

أبو الحسن الناشئ ، الشاعر ، المتكلّم ، ذكر شيخنارضي‌الله‌عنه أنّ له كتابا في الإمامة ،جش (1) على ما يحضرني من نسخه.

وفيست : أبو الحسين. وبعد الناشئ : كان متكلّما شاعرا مجودا ، وله كتب ، وكان يتكلّم على مذهب أهل الظاهر في الفقه ، أخبرني عنه الشيخ المفيد أبو عبد اللهرحمه‌الله (2) .

وصه كست إلاّ قوله : وله كتب ، وقوله(3) : أخبرني. إلى آخره(4) . وكصه د(5) .

وفيتعق : في حاشية البلغة : هو أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن وصيف الناشئ الأصغر.

قال ابن خلّكان في تاريخه : إنّه من الشعراء المخبتين ، وله في أهل البيت قصائد كثيرة ، وكان متكلّما بارعا ، أخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت المتكلّم ، وكان من كبار الشيعة ، وله تصانيف‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 271 / 709 ، وفيه : أبو الحسين.

(2) الفهرست : 89 / 383.

(3) وقوله ، لم ترد في نسخة « م ».

(4) الخلاصة : 233 / 9.

(5) رجال ابن داود : 263 / 357 ، وفيه : أبو الحسن.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667