موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

موسوعة الأسئلة العقائديّة8%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-05-8
الصفحات: 667

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 667 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 311322 / تحميل: 7176
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٥-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

عنه بلا واسطة(1) ، كما أنّ الظاهر من حكاية الاستثناء أيضاً ذلك ، ويحتمل اتّحاد مع المذكور قبيله بأن يكون الشيخرحمه‌الله توهّم من أبي جعفر : الباقرعليه‌السلام كما هو في قلمه كثير(2) .

وأمّا حكاية الاستثناء فقد مرّ التأمّل فيها مضافاً إلى أنّ المستثني وغيره من القمّيّين رووا عنه ،تعق (3) .

3291 ـ يوسف بن حمّاد :

قيراط ، كوفي ضعيف ،صه (4) ،د (5) .

وزادجش : له كتاب(6) .

3292 ـ يوسف بن السخت :

روى عن محمّد بن جمهور القمّي ، روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ،لم (7) .

__________________

(1) التهذيب 2 : 313 / 1273 و 3 : 160 / 344 ، أمالي الصدوق : 98 / 1 المجلس الرابع والعشرون ، التوحيد : 368 / 7 ، الخصال : 44 / 39 و 62 / 88. وفي الجميع : يوسف بن الحارث.

(2) قال الشيخ الحر في هامش الوسائل : 6 / 328 في أبواب الركوع عند ذكره لحديث التهذيب : محمّد بن أحمد بن يحيى يروي عن يوسف بن الحارث تارة ، وعن أبي بصير يوسف بن الحارث تارة وهما واحد ، وقد ذكر الشيخ في كتابه الرجال إنّ أبا بصير يوسف بن الحارث من أصحاب أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، والّذي يظهر من الأسانيد ومن كتب الرجال أنّه من أصحاب أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وأنّ الشيخ قد اشتبه عليه أبو جعفر الثاني بالأوّل ، انتهى.

إلاّ أنّا لم نجد رواية واحدة لمحمّد بن أحمد بن يحيى عن أبي بصير يوسف بن الحارث ، فتأمّل.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

(4) الخلاصة : 265 / 4.

(5) رجال ابن داود : 285 / 558.

(6) رجال النجاشي : 451 / 1220.

(7) رجال الشيخ : 517 / 3 ، وفيه بدل القمّي : العمي.

٨١

وفيصه : بصري ضعيف مرتفع القول ، استثناه القمّيون من نوادر الحكمة(1) ، انتهى.

وفيكر : بصري(2) .

وفيد : غض ضعيف(3) ، انتهى. وتقدّم الاستثناء في محمّد بن أحمد بن يحيى(4) .

وفيتعق : الظاهر أنّ تضعيفصه منغض (5) ، والاستثناء مرّ ما فيه.

هذا وربما ينقل عنه في الرجال على وجه الاعتماد كما مرّ في فارس(6) وغيره(7) ، ومضى فيه قول علي بن عبد الغفّار له : لم أجد أوثق منك. إلى آخره وربما يظهر منه عدم غلوّه ، فلاحظ(8) .

3293 ـ يوسف الطاطري :

ق (9) . وفيتعق : هو ابن إبراهيم(10) (11) .

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم الطاطري ، عنه محمّد بن سنان(12) .

__________________

(1) الخلاصة : 265 / 5.

(2) رجال الشيخ : 437 / 2 ، وفيه بعد السخت زيادة : أبو يعقوب.

(3) رجال ابن داود : 285 / 559 ولم يرد فيه : ضعيف.

(4) عن الفهرست : 145 / 621 ورجال النجاشي : 348 / 939.

(5) مجمع الرجال : 6 / 279 نقل عن ابن الغضائري عبارة الخلاصة بأكملها.

(6) عن رجال الكشي : 526 / 1008.

(7) كما في ترجمة علي بن مهزيار عن رجال الكشّي : 548 / 1038 ، وعبد الله بن خداش عن رجال الكشّي : 447 / 840 وغيرهما.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

(9) رجال الشيخ : 337 / 59.

(10) راجع الخلاصة : 271 / 40 ومشيخة الفقيه : 4 / 118.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 377.

(12) هداية المحدّثين : 164. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٨٢

3294 ـ يوسف بن عقيل البجلي :

كوفي ثقة قليل الحديث ، يقول القمّيون : إنّ له كتاباً ، والظاهر أنّ الكتاب لمحمّد بن قيس ،صه (1) .

وفيجش بدل والظاهر : وعندي ؛ وزاد : محمّد بن خالد البرقي عنه(2) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري وعلي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عنه.

وأخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه(3) .

أقول : فيمشكا : ابن عقيل الثقة ، عنه محمّد بن خالد البرقي ، ومحمّد بن عيسى ، والحسين بن سعيد(4) .

3295 ـ يوسف بن علي القطّان :

كما فيد (5) يأتي ، عن غيره يونس(6) .

3296 ـ يوسف بن علي بن مطهر :

الحلّي ، والد آية الله العلاّمة ، كان مدرساً فقيهاً عظيم الشأن ، نقد(7) . جلالته أشهر من أن يذكر ،تعق (8) .

__________________

(1) الخلاصة : 184 / 1.

(2) رجال النجاشي : 452 / 1221.

(3) الفهرست : 180 / 807.

(4) هداية المحدّثين : 164. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(5) رجال ابن داود : 207 / 1739.

(6) عن رجال النجاشي : 448 / 1209 والخلاصة : 185 / 3.

(7) نقد الرجال : 380 / 11.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 377.

٨٣

أقول : ذكرهد في ترجمة العلاّمةرحمه‌الله قال بعد الثناء عليه : وكان والده قدّس الله روحه فقيهاً محدّثاً مدرّساً عظيم الشأن(1) ، انتهى.

وهو من مشايخ ولده العلاّمة أجزل الله إكرامه وإكرامه(2) ، وقد أكثر من النقل عنه في كتبه ، وذكر في إجازته لبني زهرة أنّ المحقق خواجه نصير الدينرحمه‌الله لمّا ورد الحلّة وحضر عند فقهائها سأل المحقّقرحمه‌الله عن أعلمهم بالاصولين فأشر إلى والده سديد الدينرحمه‌الله وإلى الفقيه محمّد بن جهمرحمه‌الله (3) .

3297 ـ يوسف بن عمّار بن حيّان :

ثقة ،صه (4) ،د (5) . وهو أخو إسحاق ومرّ معه.

وفيتعق : في الوجيزة : وثّقه العلاّمة ولم يثبت(6) . وفي النقد : كأنّه أخذه من كلامجش عند ترجمة إسحاق(7) ، ود أخذه منصه حيث لم يسمّ المأخذ كما هو من دأبه ، وفي أخذ التوثيق من ذلك الكلام نظر(8) ، انتهى. والنظر في محلّه(9) .

أقول : ذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات وقال بعد نقل توثيقه عنصه ود : لم نر له ذكراً في شي‌ء من كتب الرجال إلاّ في‌

__________________

(1) رجال ابن داود : 78 / 466 ، وفيه بدل محدّثاً : محقّقاً.

(2) عدّه في خاتمة المحدّثين الشيخ النوري خامس مشايخ ولده العلاّمة ، خاتمة المستدرك : 2 / 417.

(3) البحار : 107 / 64 ، وفيه بدل جهم : جهيم.

(4) الخلاصة : 184 / 3.

(5) رجال ابن داود : 207 / 1740.

(6) الوجيزة : 344 / 217.

(7) رجال النجاشي : 71 / 169 ، وفيه : إسحاق بن عمّار بن حيّان. إلى أن قال : ثقة وإخوته يونس ويوسف وقيس وإسماعيل وهو بيت كبير من الشيعة.

(8) نقد الرجال : 380 / 13.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 377.

٨٤

جش في ترجمة(1) إسحاق ، ثمّ ذكر كلامجش هناك وقال : ولعلّهما اطّلعا على غير ذلك(2) ، انتهى.

ولا يخفى أنّ قولجش رحمه‌الله في إسحاق وهو في بيت كبير من الشيعة يدلّ على جلالته.

وفيمشكا : ابن عمّار الثقة ، عنه علي بن مهزيار ، وعلي بن رئاب(3) .

3298 ـ يوسف بن محمّد بن إبراهيم :

هو ابن إبراهيم(4) ،تعق (5) .

3299 ـ يوسف بن يعقوب :

واقفي ،ظم (6) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ؛ وقال أبو جعفر بن بابويهرحمه‌الله : يوسف بن يعقوب أخو يونس فطحي(7) .

وفيتعق : يأتي كلام الصدوقرحمه‌الله في أخيه يونس(8) (9) .

3300 ـ يوسف بن يعقوب الجعفي :

كوفي(10) ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وجابر ، له كتاب ، يحيى بن‌

__________________

(1) ترجمة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) حاوي الأقوال : 162 / 663.

(3) هداية المحدّثين : 164 ، وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(4) حيث ذكره الشيخ في التهذيب 2 : 208 / 817 بعنوان : يوسف بن إبراهيم إلاّ أنّ الصدوق ذكر في الفقيه 1 : 171 / 808 عين الرواية عن يوسف بن محمّد بن إبراهيم.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 377.

(6) رجال الشيخ : 364 / 17.

(7) الخلاصة : 265 / 2.

(8) عن الخلاصة : 185 / 2.

(9) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(10) في المصدر زيادة : ضعيف.

٨٥

زكريّا عنه به ،جش (1) .

صه إلى قوله : وعن جابر ؛ وزاد : وهو ضعيف مرتفع القول(2) .

وفيتعق : تضعيفه عنغض (3) ومرّ الكلام فيه مراراً(4) .

قلت : لو تمّ ما ذكره سلّمه الله لخرج من الضعف إلى الجهالة.

وفيمشكا : ابن يعقوب الجعفي الكوفي الضعيف ، عنه زكريّا بن يحيى. وهو عن الصادقعليه‌السلام وجابر(5) .

3301 ـ يونس :

يكنّى أبا إسحاق السبيعي ،ق (6) .

ومرّ في ثوير ما يدلّ على شدّة بغضه(7) ، والظاهر أنّه هو وأبوه من العامّة(8) ، والله العالم.

وفيتعق : الّذي في ثوير : ابن أبي إسحاق هذا وأبو إسحاق اسمه عمر بن عبد الله وقد تقدّم(9) (10) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 451 / 1219 ، وفيه : زكريّا بن يحيى.

(2) الخلاصة : 265 / 3.

(3) انظر : مجمع الرجال : 6 / 289.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 377.

(5) هداية المحدّثين : 268 ، وفي : 164 قال : ابن يعقوب الجعفي ، عنه زكريّا بن يحيى ، والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(6) رجال الشيخ : 337 / 68 ، وفيه : ابن أبي إسحاق ، وفي نسخة : يكنّى أبا إسحاق.

(7) عن رجال النجاشي : 118 / 303 ، وفيه : قال ابن نوح : حدّثني جدّي. إلى أن قال : عن شبابة بن سوّار قال : قلت ليونس ابن أبي إسحاق : ما لك لا تروي عن ثوير فإنّ إسرائيل يروي عنه؟ قال : ما أصنع به كان رافضيّاً.

(8) انظر : الوسيط : 175 ترجمة عمرو بن عبد الله بن علي أبو إسحاق السبيعي.

(9) عن الاختصاص : 83 ومجمع البحرين : 3 / 414 إلاّ أنّ فيهما : عمرو.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 377.

٨٦

أقول : وقدّمنا هناك أنّه من الخاصّة ، بل ومن خاصّتهم وثقاتهم(1) .

وأمّا كون يونس المذكور في ثوير هو هذا المذكور عنق فلم يثبت كما أشار إليه الأستاذ العلاّمة سلّمه الله ، وكذا كونه ابن أبي إسحاق السبيعي المتقدّم غير واضح ، فتأمّل.

3302 ـ يونس بن بهمن :

بالباء الموحّدة قبل الهاء ، والنون بعد الميم ، غال خطّابي كوفي يضع الحديث ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (2) .

وفيد : غض غال كوفي يضع الحديث(3) .

3303 ـ يونس بن رباط البجلي :

مولاهم كوفي ، ثقة ،صه (4) .

وزادجش : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عنه أحمد بن أبي بشر(5) .

وفيكش في بني رباط : قال نصر بن الصبّاح : كانوا أربعة إخوة الحسن والحسين وعلي ويونس كلّهم أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ولهم أولاد كثيرة من حملة الحديث(6) .

__________________

(1) عن الاختصاص : 38 ومجمع البحرين : 3 / 414 ، وفيهما : أنّ أبا إسحاق واسمه عمرو بن عبد الله السبيعي صلّى أربعين سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة ، وكان يختم القرآن في كل ليلة ، ولم يكن في زمانه أعبد منه ولا أوثق في الحديث عند الخاصّ والعامّ ، وكان من ثقات علي بن الحسينعليه‌السلام .

(2) الخلاصة : 266 / 3.

(3) رجال ابن داود : 285 / 561.

(4) الخلاصة : 185 / 4 ، وفيها زيادة ك‍ روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(5) رجال النجاشي : 448 / 1211.

(6) رجال الكشّي : 368 / 685.

٨٧

3304 ـ يونس بن ظبيان :

بالمعجمة المفتوحة والموحّدة قبل الياء والنون أخيراً ، قال أبو عمرو الكشّي : قال الفضل بن شاذان في بعض كتبه : الكذّابون المشهورون إلى آخر ما مرّ في يزيد الصائغ. وقالجش : إنّه مولى ضعيف جدّاً لا يلتفت إلى ما رواه ، كلّ كتبه تخليط. وقالغض : كوفي غال كذّاب وضّاع للحديث ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام لا يلتفت إلى حديثه.

فأنا لا أعتمد على روايته لقول هؤلاء المشايخ العظماء فيه ،صه (1) .

وفيجش ما نقله وزاد : عنه ذبيان بن حكيم الأودي(2) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن محمّد بن موسى خوراء ، عنه(3) .

وفيكش : قال محمّد بن مسعود : يونس بن ظبيان متّهم غال(4) .

وفيه : حدّثني محمّد بن قولويه القمّي قال : حدّثني سعد بن عبد الله قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن يونس قال : سمعت رجلاً من الطيّارة يحدّث أبا الحسن الرضاعليه‌السلام ، إلى أن قال : ثمّ قالعليه‌السلام للرجل : أُخرج عنّي لعنك الله ولعن من حدّثك ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة يتبعها ألف لعنة ، إلى أن قالعليه‌السلام : أمّا يونس بن ظبيان مع أبي الخطّاب في أشدّ العذاب. الحديث(5) . وفيه غير ذلك(6) .

__________________

(1) الخلاصة : 266 / 2.

(2) رجال النجاشي : 448 / 1210.

(3) الفهرست : 182 / 811.

(4) رجال الكشّي : 363 / 672.

(5) رجال الكشّي : 363 / 673.

(6) رجال الكشّي : 364 / 674.

٨٨

وفيه أيضاً : حدّثني محمّد بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمّي ، عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن أبي محمّد القاسم بن الهروي ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن يونس بن ظبيان فقال :رحمه‌الله ، وبنى له بيتاً في الجنّة ، كان والله مأموناً في الحديث.

قال أبو عمرو الكشّي : إنّ ابن(1) الهروي مجهول ، وهذا حديث غير صحيح مع ما روي في يونس بن ظبيان(2) .

وفيتعق : روى الثقة الجليل علي بن محمّد بن علي الخزاز في كتابه الكفاية عنه النصّ على الأئمّة الاثنى عشر عن الصادقعليه‌السلام ، ويظهر منها مدح له وأنّه حين الرواية لم يكن غالياً(3) .

وفي توحيد الصدوقرحمه‌الله عنه قال : دخلت على الصادقعليه‌السلام فقلت : إنّ هشام بن الحكم يقول قولاً عظيماً إلاّ أنّي أختصر لك منه أحرفاً ، يزعم أنّ الله جسم ، إلى أن قال : قلت : فما أقول؟ قال : لا جسم ولا صورة. الحديث(4) .

وبالجملة : يظهر من غير ذلك من الأخبار أيضاً ما يدلّ على عدم غلوّه ، فلاحظ. ومضى في صدر الرسالة ماله دخل(5) .

أقول : بعد إطباق المشايخ على ضعفه مضافاً إلى ما ورد فيه من الحديث الصحيح لا مجال للتوقّف أصلاً. وما ذكره عن الكفاية إلى القدح‌

__________________

(1) ابن ، لم ترد في نسخة « م ».

(2) رجال الكشّي : 364 / 675.

(3) كفاية الأثر : 255.

(4) التوحيد : 99 / 7.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 377.

٨٩

أقرب من المدح لأنّهرحمه‌الله صنّف الكتاب المذكور في إثبات إمامة الأئمّة الاثني عشرعليهم‌السلام من طرق المخالفين ، ولذا تراه ينقل فيها عن العامّة والزيديّة والواقفيّة ونظائرهم ( على أنّ عدم غلوّه حين رواية تلك الرواية لا يجدي نفعاً أصلاً ، وكذا )(1) ما في التوحيد فإنّه(2) بعد سلامة سنده ربما يدلّ على سلامته في وقت ما. وما ذكره سلّمه الله في أول الكتاب من الطعن في طعن القمّيّين والقدماء لا يجري في المقام أصلاً.

هذا ، وقال الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله : في سرائر ابن إدريس في الأحاديث المنتزعة من جامع البزنطي ما لفظه : وعنه عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن يونس بن ظبيان فقال :رحمه‌الله وبنى الله له بيتاً في الجنّة ، كان والله مأموناً على الحديث(3) ، والظاهر أنّ الضمير في قوله « عنه » يرجع إلى سليمان بن خالد قبل هذا الحديث ، وأحمد بن محمّد يروي عنه من غير واسطة فيكون الحيث على ذلك صحيحاً ، ولعلّه خرج مخرج التقيّة لمعارضة كلام المشايخ له(4) ، انتهى فتأمّل جدّاً.

وفيمشكا : ابن ظبيان ، عنه محمّد بن موسى خوراء(5) .

3305 ـ يونس بن عبد الرحمن :

مولى علي بن يقطين بن موسى ، مولى بني أسد ، أبو محمّد ، كان وجهاً في أصحابنا متقدّماً ، عظيم المنزلة ، ولد في أيّام هشام بن عبد الملك ، ورأى جعفر بن محمّدعليه‌السلام بين الصفا والمروة ولم يرو عنه ، وروى عن‌

__________________

(1) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(2) فإنّه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(3) السرائر : 3 / 578.

(4) حاوي الأقوال : 347 / 2154 ترجمة يونس بن علي القطّان.

(5) هداية المحدّثين : 165.

٩٠

أبي الحسن موسى والرضاعليهما‌السلام ، وكان الرضاعليه‌السلام يشير إليه في العلم والفتوى ، وكان ممّن بُذل له على الوقف مال جزيل وامتنع عن(1) أخذه وثبت على الحقّ. وقد ورد في يونس بن عبد الرحمنرحمه‌الله مدح وذمّ.

قال أبو عمرو الكشّي : فيما أخبرني به غير واحد من أصحابنا عن جعفر بن محمّد عنه : حدّثني علي بن محمّد بن قتيبة قال : حدّثني الفضل بن شاذان قال : حدّثني عبد العزيز بن المهتدي وكان خير قمّي رأيته وكان وكيل الرضاعليه‌السلام وخاصّته فقال : إنّي سألتهعليه‌السلام فقلت : إنّي لا أقدر على لقائك في كلّ وقت فعمّن آخذ معالم ديني؟ فقال : خذ عن يونس بن عبد الرحمن ؛ وهذه منزلة عظيمة. ومثله رواهكش عن الحسن بن علي بن يقطين سواء.

وقال شيخنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان في كتابه مصابيح النور : أخبرني الشيخ الصدوق أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويهرحمه‌الله قال : حدّثنا علي بن الحسين بن بابويه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : قال لنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريرحمه‌الله : عرضت على أبي محمّد صاحب العسكريعليه‌السلام كتاب يوم وليلة ليونس فقال : تصنيف من هذا؟ قلت : تصنيف يونس مولى آل يقطين ، فقال : أعطاه الله بكلّ حرف نوراً يوم القيامة. ومدائح يونس كثيرة ليس هذا موضعها وإنّما ذكرنا هذا حتّى لا نخليه من بعض حقوقهرحمه‌الله .

وكانت له تصانيف كثيرة ، محمّد بن عيسى عنه بجميع كتبه ،جش (2) .

__________________

(1) في المصدر : من.

(2) رجال النجاشي : 446 / 1208.

٩١

وفيصه : كان وجهاً في أصحابنا متقدّماً ، عظيم المنزلة ، روى عن أبي الحسن موسى والرضاعليهما‌السلام ، وكان الرضاعليه‌السلام يشير إليه في العلم والفتيا ، وكان ممّن بذل له على الوقف مال جزيل(1) فامتنع من أخذه وثبت على الحقّ ، ثمّ ذكر الرواية المذكورة الأخيرة المتضمّنة لعرض كتابه على العسكريعليه‌السلام ودعائهعليه‌السلام بإعطاء الله إيّاه بكلّ حرف نوراً ؛ ثمّ قال : مات يونس بن عبد الرحمن سنة ثمان ومائتينرحمه‌الله وقدّس روحه. وروىكش حديثاً صحيحاً عن علي بن محمّد بن قتيبة(2) ، ثمّ ذكر الخبر المذكور عنكش ثمّ قال : وفي حديث صحيح عن علي بن محمّد القتيبي عن الفضل بن شاذان عن محمّد بن الحسن الواسطي وجعفر بن عيسى ومحمّد بن يونس أنّ الرضاعليه‌السلام ضمن ليونس الجنّة ثلاث مرات. وقد روىكش ما ينافي ذلك ذكرناه(3) في كتابنا الكبير وأجبنا عنه(4) ، انتهى.

وفيظم : ضعّفه القمّيّون ، وهو ثقة(5) .

وفيضا : طعن عليه القمّيّون ، وهو عندي ثقة(6) .

وفيست : له كتب كثيرة ، إلى أن قال : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن(7) ؛ وأحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عنه ( وعنه إسماعيل بن مرار وصالح بن السندي )(8)

__________________

(1) في المصدر : مال جليل.

(2) في المصدر بدل ابن قتيبة : القتيبي.

(3) ذكرناه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(4) الخلاصة : 184 / 1.

(5) رجال الشيخ : 364 / 11.

(6) رجال الشيخ : 394 / 2.

(7) في المصدر : وعن.

(8) ما بين القوسين ، لم يرد في نسخة « ش ».

٩٢

وقال(1) محمّد بن علي بن الحسين ؛ سمعت محمّد بن الحسن بن الوليدرحمه‌الله يقول : كتب يونس بن عبد الرحمن الّتي هي بالروايات كلّها صحيحة معتمد عليها إلاّ ما ينفرد به محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس ولم يروه غيره فإنّه لا يعتمد عليه ولا يفتى به(2) .

وفيكش ما مرّ نقله عنصه وجش (3) ، وفيه أيضاً : قال الفضل بن شاذان : سمعت الثقة يقول : سمعت الرضاعليه‌السلام يقول : أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه ، وذلك أنّه خدم أربعة منّا علي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد وبرهة من عصر موسى بن جعفرعليهم‌السلام ، ويونس في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه(4) .

علي بن محمّد القتيبي قال : حدّثني أبو محمّد الفضل بن شاذان قال : حدّثني أبو جعفر البصري وكان ثقة فاضلاً صالحاً قال : دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضاعليه‌السلام فشكى إليه ما يلقى من أصحابه من الوقيعة ، فقال الرضاعليه‌السلام : دارهم فانّ عقولهم لا تبلغ(5) .

حمدويه بن نصير قال : حدّثني محمّد بن إسماعيل الرازي قال : حدّثني عبد العزيز بن المهتدي قال : كتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام : ما تقول في يونس بن عبد الرحمن؟ فكتب إليَّ بخطّه : أُحبّه وأترحّم عليه وإن كان يخالفك أهل بلدك(6) .

__________________

(1) في نسخة « ش » بدل وقال : ثمّ قال قال.

(2) الفهرست : 181 / 809.

(3) رجال الكشّي : 483 / 910 911 و 490 / 935.

(4) رجال الكشّي : 485 / 919.

(5) رجال الكشّي : 488 / 929.

(6) رجال الكشّي : 489 / 931.

٩٣

وجدت(1) بخطّ محمّد بن شاذان بن نعيم في كتابه : سمعت أبا محمّد القمّاص الحسن بن علوية الثقة يقول : سمعت الفضل بن شاذان يقول : حجّ يونس بن عبد الرحمن أربعاً وخمسين حجّة ، واعتمر أربعاً وخمسين عمرة ، وألّف ألف جلد ردّاً على المخالفين ، ويقال(2) : انتهى علم الأئمّةعليهم‌السلام إلى أربعة نفر أوّلهم سلمان الفارسي والثاني جابر والثالث السيّد والرابع يونس بن عبد الرحمن(3) .

وفيه أيضاً أخباراً كثيرة في ذمّه في آخرها قال أبو عمرو : فلينظر الناظر وليعجب من هذه الأخبار الّتي رواها القمّيّون في يونس وليعلم أنّها لا تصحّ في العقل. إلى آخر كلامهرحمه‌الله (4) .

أقول : وفيتعق في المقام كلام طويل الذيل محصّله القدح في روايات الذمّ والتوجيه بما يغني عنه قولهعليه‌السلام في رواية القتيبي المذكورة : دارهم فانّ عقولهم لا تبلغ(5) .

وفيمشكا : ابن عبد الرحمن الثقة(6) ، أحمد بن محمّد بن الحسن عن أبيه عنه ، وعنه إسماعيل بن مرار ، ومحمّد بن أسلم الجبلي ، ويحيى بن أبي [ عمران(7) ] ، وصالح بن السندي ، والحسين بن سعيد ، والعبّاس بن موسى ، ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، ويونس بن بهمن ، وأحمد بن‌

__________________

(1) في نسخة « م » : ووجدت.

(2) في نسخة « م » : وقال.

(3) رجال الكشّي : 485 / 917.

(4) رجال الكشّي : 491 / 937 و 940 946 و 949 955.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 377.

(6) في المصدر زيادة : مولى علي بن يقطين.

(7) أثبتناه من المصدر.

٩٤

الفضل ، والحسن بن بنت إلياس ، وعبد العزيز بن المهتدي ، والحسن بن علي بن يقطين(1) .

3306 ـ يونس بن عبد الله :

فطحي ، روي عن الكاظمعليه‌السلام في تعظيمه والترحّم عليه والشهادة له بحسن الخاتمة ما ينافي ذلك ،د (2) .

قلت : لم أجده في كتب الرجال أصلاً فتتبّع ، وكأنّه اشتباه بابن يعقوب.

3307 ـ يونس بن علي القطّان :

أبو عبد الله ، كان ينزل بالكوفة طاق حيّان ، هو بيطار حيّان ، قريب الأمر ،صه (3) .

وزادجش : له كتاب المزار ، عنه حميد(4) .

أقول : ذكرهصه في القسم الأوّل ، وفي الوجيزة عدّه ممدوحاً(5) ، وحكم في المجمع بكون القطّان محرّف البيطار(6) . وليس بذلك البعيد.

ثمّ إنّ فيلم منجخ : يونس بن علي العطّار روى عنه حميد بن زياد(7) . والظاهر أنّه هذا وفاقاً للمجمع(8) ، والعطّار إمّا محرّف البيطار أو القطّان.

__________________

(1) هداية المحدّثين : 165.

(2) رجال ابن داود : 285 / 564.

(3) الخلاصة : 185 / 3.

(4) رجال النجاشي : 448 / 1209.

(5) الوجيزة : 344 / 2124.

(6) مجمع الرجال : 6 / 307 هامش رقم (6).

(7) رجال الشيخ : 517 / 2.

(8) مجمع الرجال : 6 / 308.

٩٥

وفيمشكا : ابن علي العطّار ، عنه حميد بن زياد(1) .

3308 ـ يونس بن عمّار الصيرفي :

التغلبي ، كوفي ،ق (2) .

وفيتعق : هو أخو إسحاق بن عمّار ، ويظهر ممّا مرّ في أخيه كونه إماميّاً(3) . وفي طريق الصدوق : عن أبي الحسن يونس بن عمّار بن الفيض الصيرفي التغلبي الكوفي وهو أخو إسحاق بن عمّار(4) ، انتهى فتأمّل.

وفي الصحيح عنه قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك هذا الّذي بوجهي يزعم الناس أنّ الله لم يبتل به أحداً(5) له فيه حاجة ، فقال : لا(6) قد كان مؤمن آل فرعون مُكَنَّع الأصابع(7) ، ثمّ قالعليه‌السلام : إذا كان الثلث الأخير من الليل(8) فتوضّأ ثمّ قم إلى صلاتك الّتي تصليها. الحديث(9) (10) .

أقول : فيمشكا : أبو الحسن بن عمّار أخو إسحاق ، عنه الحسن بن محبوب ، وعلي بن رئاب ، ومالك بن عطيّة كما في مشيخة الفقيه(11) (12) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 165.

(2) رجال الشيخ : 337 / 67.

(3) عن رجال النجاشي : 71 / 169.

(4) الفقيه المشيخة ـ : 4 / 74.

(5) في المصدر والتعليقة : عبداً.

(6) لا ، لم ترد في المصدر.

(7) ورجل مُكَنَّعُ : مُقَفَّعُ اليد ، وقيل : مُقَفَّعُ الأصابع يابسها مُتَقَبَّضها ، انظر لسان العرب : 8 / 314.

(8) في المصدر زيادة : في أوّله.

(9) الكافي 2 : 200 / 30.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 380.

(11) الفقيه المشيخة ـ : 4 / 74.

(12) هداية المحدّثين : 165.

٩٦

3309 ـ يونس بن يعقوب بن قيس :

أبو الجلاّب الدهني(1) ، امّه منية بنت عمّار بن أبي معاوية الدهني أُخت معاوية بن عمّار ، اختصّ بأبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وكان يتوكّل لأبي(2) الحسنعليه‌السلام ؛ ومات بالمدينة في أيّام الرضاعليه‌السلام فتولّى أمره ، وكان حظيّا عندهم موثّقاً. وكان قد قال بعبد الله ورجع. الحسن بن علي بن فضّال عنه ،جش (3) .

وفيظم : مولى نهد ، له كتب ، ثقة(4) .

وفيضا (5) : ثقة ، له كتاب ، من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام (6) .

وفيصه : اختلف علماؤنا فيه ، فقال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : إنّه ثقة مولى ، شهد له وعدّله في عدّة مواضع. وقالجش : إنّه اختصّ بأبي عبد اللهعليه‌السلام إلى آخر ما مرّ. ثمّ قال : وقال أبو جعفر بن بابويه : إنّه فطحي هو وأخوه يوسف. وقالكش : حدّثني حمدويه عن بعض أصحابه : إنّ يونس بن يعقوب فطحي كوفي مات بالمدينة وكفّنه الرضاعليه‌السلام ، وروىكش أحاديث حسنة تدلّ على صحّة عقيدة هذا الرجل. والّذي اعتمد عليه قبول روايته(7) ، انتهى.

__________________

(1) في المصدر : أبو علي الجلاّب البجلي الدهني.

(2) في نسخة « م » : إلى أبي.

(3) رجال النجاشي : 446 / 1207.

(4) رجال الشيخ : 363 / 4.

(5) وفي ضا ، لم ترد في نسخة « م ».

(6) رجال الشيخ : 394 / 1.

(7) الخلاصة : 185 / 2 ، وفيها : ابن يعقوب أبو علي الجلاّب البجلي الدهني.

٩٧

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عنه(1) .

وفيكش ما ذكرهصه (2) ، ومرّ أيضاً في الحسن بن علي بن فضّال(3) .

وفيه أيضاً : علي بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب قال : دخلت على أبي الحسن موسىعليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك إنّ أباك كان يرقّ عليّ ويرحمني فإن رأيت أن تنزلني بتلك المنزلة فعلت ، قال : فقال لي : يا يونس إنّي دخلت على أبي وبين يديه حيس أو هريسة ، فقال : ادن يا بني فكل من هذا ، بعث به إلينا يونس ، إنّه من شيعتنا القدماء ، فنحن لك حافظون.

قال أبو النضر : سمعت علي بن الحسن بن فضّال يقول : مات يونس بن يعقوب بالمدينة فبعث إليه أبو الحسن الرضاعليه‌السلام بحنوطه وكفنه وجميع ما يحتاج إليه ، وأمر مواليه وموالي أبيه وجدّه أن يحضروا جنازته ، وقال لهم : احفروا له في البقيع فإن قال لكم أهل المدينة : عراقي لا ندفنه في البقيع فقولوا لهم(4) : هذا مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام وكان يسكن العراق فإن منعتمونا أن ندفنه في البقيع منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع(5) .

ووجّه أبو الحسن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام إلى زميله محمّد بن‌

__________________

(1) الفهرست : 182 / 810.

(2) رجال الكشّي : 385 / 720.

(3) رجال الكشّي : 345 / 639 ، وفيه أنّه عدّه ضمن جماعة من الفطحيّة هم فقهاء أصحابنا.

(4) في نسخه « م » : له.

(5) في نسخة « ش » زيادة : فدفن في البقيع.

٩٨

الحباب وكان رجلاً من أهل الكوفة ـ : صلّ عليه أنت(1) .

وفيتعق : عدّه المفيد من فقهاء الأصحاب كما مرّ في زياد بن المنذر(2) .

وقالطس بعد ذكر ما فيكش : يبعد من مجموع ما رأيت أن يكون المشار إليه فطحيّاً ، والرواية الّتي بدأت بذكرها أوّلاً(3) الشاهدة بكونه فطحيّاً ضعيفة ، انتهى.

فظهر منهرحمه‌الله التأمّل في فطحيته ، لكن كلام محمّد بن مسعود دالّ ولا ضعف ، نعم الروايات منافية له وإن كان رواتها فطحيّة ، لأنّ وثاقتهم ترفع التهمة ، والظاهر أنّه كان فطحيّاً ثمّ رجع كما قالهجش ، بل الظاهر امتداد فطحيّته ، ولذا يعد موثّقاً لا ثقة كما عدّ البزنطي ونظائره من الثقات ، فتأمّل.

وبالجملة : حديثه لا يقصر عن الصحيح وفاقاً لبعض المحقّقين(4) .

أقول : يظهر من الخبر الأوّل المتضمّن لنقل الكاظمعليه‌السلام عن أبيه الصادقعليه‌السلام كونه من شيعتهم القدماء أنّهرحمه‌الله كان شيعيّاً من زمن الصادقعليه‌السلام ، والقول بالفطحيّة إنّما حدث بعد وفاتهعليه‌السلام ، فتأمّل.

وعدّه الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات دون الموثقين(5) .

وفي الوجيزة : ابن يعقوب موثّق كالصحيح لرجوعه عن الفطحيّة(6) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 385 / 721.

(2) الرسالة العدديّة : 25 ، 34 ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : 9.

(3) في المصدر زيادة : ضعيفة [ وهي ].

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 380.

(5) حاوي الأقوال : 163 / 666.

(6) الوجيزة : 345 / 2125.

٩٩

وفيمشكا : ابن يعقوب الثقة ، عنه الحسن بن علي بن فضّال ، وابن أبي عمير ، ومحمّد بن عبد الحميد ، والعبّاس بن عامر ، والسندي بن محمّد ، والحكم بن مسكين ، ومحمّد بن سنان ، ومحمّد بن أبي حمزة ، والحسن بن محبوب(1) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 165.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

النساء :

( لجين ـ الكويت ـ ٢١ سنة ـ طالبة جامعة )

معالجة الروايات التي تذمّ المرأة :

س : أرجو المعذرة ، ولكن الموضوع له شجون في القلب ، عن كيف نكون نحن من خلقنا البارئ ناقصات؟ هل نحن لا نستحقّ لقب الإنسانية الذي هو لنا؟ أرجو إفادتي في تفسير هذه الروايات التالية ، مع بيان مصادرها أو آراء العلماء الأجلاّء الأفاضل فيها :

١ ـ قال النبيّ : « شاوروا النساء وخالفوهن ، فإنّ خلافهن بركة »(١) .

٢ ـ قال النبيّ : « ليس على النساء جمعة ولا جماعة ولا تستشار »(٢) .

٣ ـ قال الإمام الصادق : « استعيذوا بالله من شرار نسائكم ، وكونوا من خيارهن على حذر ، ولا تطيعوهن في المعروف ، فيدعونكم إلى المنكر »(٣) .

٤ ـ قال الإمام علي : « يا معاشر الناس ، لا تطيعوا النساء على حال »(٤) .

٥ ـ قال الإمام الصادق : « يستشير رجلاً عاقلاً »(٥) .

٦ ـ قال الإمام علي : « إيّاك ومشاورة النساء ، فإنّ رأيهن إلى الأفن ، وعزمهن إلى الوهن »(٦) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار ١٠٠ / ٢٦٢.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ / ٣٦٤.

٣ ـ الكافي ٥ / ٥١٨.

٤ ـ من لا يحضره الفقيه ٣ / ٥٥٤.

٥ ـ المحاسن ٢ / ٦٠٢.

٦ ـ الكافي ٥ / ٣٣٨.

٣٨١

٧ ـ قال النبيّ : « فإنّ أكثركن حطب جهنّم »(١) .

٨ ـ قال تعالى :( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) (٢) .

ج : إنّ الله تعالى قد شاء أن تكون استمرارية الحياة البشري على دعامتين : الرجل والمرأة ، فكُلّ منهما له الدور الأساسي في هذا المجال.

ومن جانب آخر فقد أودع بمقتضى المصلحة والحكمة في كُلّ منهما قوى ومشاعر لتوظيفها في الجهة المقصودة ، فكان السهم الأوفر من العواطف والحنان والأحاسيس نصيب المرأة ، بما أنّها تكون في الغالب ربّة البيت ، وأُمّاً للأطفال ، في حين أنّ وظيفة الرجل وهي إدارة العائلة والتوغّل في المجتمع يحتاج بالضرورة إلى تدبير أرقى وعقل مدبّر ، فكان نصيبه من قوّة العقل ـ بعيداً عن إثارة العواطف عنده ـ أكثر.

وهذا الفارق الأساسي لا يعني أنّ الرجل ـ بما هو رجل ـ في جميع الأحوال يكون أعظم درجةً من المرأة في الإسلام ، بل هو بمعنى تقسيم الوظائف والأدوار ليس إلاّ ، حتّى أنّه ورد عن الإمام الصادقعليه‌السلام : «ربّ امرأة خير من رجل »(٣) .

وهنا لابدّ من التنبيه بأنّ المقصود من كلام الإمامعليه‌السلام في هذه الرواية ليس أمثال فاطمة وزينبعليهما‌السلام ، فإنّ الحكم بالنسبة إلى أمثالهما واضح ، بل الكلام هو في مجال سائر الناس ، كما يظهر من مفاد الرواية.

ثمّ البحث في الروايات والآية المشار إليها في السؤال يتطلّب أُموراً :

أوّلاً : إنّ الآية الكريمة :( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) نقل لكلام عزيز مصر ، ولا يدلّ على تأييده من جانب الله تعالى ، على أنّ الإشارة فيها إلى زوجته بالذات ، فلا يشمل باقي النساء لزوماً.

__________________

١ ـ المصدر السابق ٥ / ٥١٤.

٢ ـ يوسف : ٢٨.

٣ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ٤٢٧.

٣٨٢

ثانياً : الروايات المذكورة بما أنّ أكثرها مرسلة ومقطوعة السند ، أو أنّ بعضها تحتوي في السند على رجال غير موثقين ، فلا يعتمد عليها في الاستدلال ، ولا حجّية لأكثرها سنداً.

ثالثاً : ومع غض النظر عن البحث في السند ، فإنّ الكثير من الروايات لا يصلح دليلاً على مدّعى القائل ، فعلى سبيل المثال : «يستشير رجلاً عاقلاً » لا ينفي استشارة امرأة عاقلة ؛ أو أنّ شاوروا النساء يتعارض مع « إيّاك ومشاورة النساء ».

وإنّ «ولا تطيعوهن في المعروف » مقطوع البطلان ، إذ كيف يكون معروفاً وفي نفس الوقت منهياً عنه! أو أنّ «لا تطيعوا النساء على حال » لا إطلاق له ، إذ قد يكون كلامهن ورأيهن ـ ولو في مورد واحد ـ صحيحاً ، فكيف ينبغي أن لا تطاع حتّى في هذه الحالة.

وحتّى أنّ «إنّهن ناقصات عقل ودين »(١) ليس معناه نقص الرتبة والمنزلة ، بل المراد هنا هو النقص التكويني والوظائفي ـ كما بيّناه في صدر الجواب ـ وهكذا باقي الموارد.

مضافاً إلى أنّ كافّة هذه الأحاديث ـ لو سلّمنا بصدورها بهذه الكيفية من المعصومينعليهم‌السلام ـ معارضة في إطلاقاتها ومفاهيمها مع أمثال الرواية التي ذكرناها في المقدّمة ، وعليه لابدّ من رفع اليد عنها ، أو تأويلها بما لا يتصادم مع صريح تلك الرواية أي «ربّ امرأة خير من رجل ».

ومن جملة ما يمكن أن يقال في سبيل علاج تلك الأحاديث هو : أن نلتزم بأنّها قضايا خاصّة تشير إلى موارد معيّنة ، وإن جاءت بنحو الإطلاق ، فإنّ هذا نوع من بديع الكلام ، كما هو المسلّم في الآية( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) ، إذ المخاطب زوجته فقط ، ولكن يذكر الحكم بنحو العموم لما فيه من التأثير في المخاطب.

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٨ / ١٩٩.

٣٨٣

( حسين ناصر العباس ـ السعودية ـ ٤٠ سنة ـ خرّيج ثانوية )

ورود ذم لركوبها الخيل :

س : هناك قول سمعته من أحد المؤمنين وهو : أنّ الفروج لا تركب السروج ، فهل هذا القول لأحد المعصومين عليهم‌السلام ؟ وأن كان الحديث صحيحاً ، فهل معنى ذلك أنّ النساء يحرم عليهن ركوب الخيل؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

ج : قد ورد الخبر بذلك ضمن الأخبار الواردة عن بعض الأئمّةعليهم‌السلام عن أحوال الناس قبل ظهور الإمام المهديعليه‌السلام (١) ، وظاهر العبارة ذمّ ذلك إلاّ عند الضرورة والاضطرار ، والله العالم.

( ـ العراق ـ )

مسائل مختلفة تتعلّق بها :

س : أشكركم على إتاحة هذه الفرصة للسؤال ، وعندي أسئلة حول كتاب أحكام النساء للشيخ المفيدقدس‌سره :

١ ـ في صفحة ٥٦ يقول : يكره لهن تعلّم الكتابة ، وقراءة الكتب ، هل هذا يتناسب مع الشريعة؟

٢ ـ في صفحة ٥٧ يقول : ولا يحلّ لها أن تصل شعرها بشعر غيرها من الناس ، ولابأس أن تصله بأصواف الغنم ، ألا ينطبق هذا مع الحديث الذي يرويه أهل السنّة « لعن الله الواصلة والمستوصلة »؟

٣ ـ في ص ٥٨ يقول : لا يحلّ لهن الاجتماع في العرسات ، ولا يجتمعن في المصائب.

٤ ـ حديث : « أوصيكم بالضعيفين المرأة واليتيم » هل هو صحيح؟

٥ ـ أهل السنّة يدعون إلى قعود المرأة في البيت بدليل آية القرّ ، ما هو الجواب الراد على هؤلاء؟

__________________

١ ـ أُنظر : كمال الدين وتمام النعمة : ٣٣١.

٣٨٤

٦ ـ يقول الشيخ في إحدى محاضراته : أنّه لا توجد آية في القرآن تقول أنّ الرجل أفضل ـ بمعنى أحسن ـ من المرأة ، هل هذا صحيح؟

٧ ـ آية :( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) (١) وردت على لسان العزيز ، فهل هي عامّة تشمل كُلّ النساء؟

ج : نجيب على أسئلتكم على الترتيب :

١ ـ لابدّ أوّلاً من التمييز بين العلم والتعلّم ، وبين الكتابة والقراءة ، فإنّ مصطلح الأُمّية والجهل لم يعدّ في المحافل الرسمية الدولية ، بمعنى عدم الكتابة والقراءة ، كما أعلنت اليونسكو عن ذلك في السنوات الأخيرة ، فإنّ العلم والتعلّم مقابل الجهل والأُمّية عرّفوه أخيراً ، بمعنى حرمان الإنسان العلم اللازم له كي يستثمر البيئة والوسط المعاش الذي هو فيه.

مثلاً : الزارع والفلاّح في الريف لا نستطيع أن نطلق عليهما الأُمّية والجهل لمجرّد عدم تعلّم الكتابة والقراءة ، والحال أنّهما يمتلكان علم الزراعة والفلاحة ، بحيث يتمكّنا من التغلّب والسيطرة على قواعد البيئة الزراعية والفلاّحية ، وعلى العكس لو كان ابن الزارع والريف يعرف الكتابة والقراءة ، لكن لا يعلم الموروث العلمي الزارعي والفلاحي من آبائه وقومه ، فإنّه يعدّ أُمّياً وجاهلاً لكونه لا يعرف العلم اللازم لحياته المعاشة.

وكذلك الحال في أصحاب وأرباب الصناعات والحرف ، فإنّ العلم والتعلّم في حقّهم ، لا تعنى بالضرورة الكتابة والقراءة ، بل تعنى في الدرجة الأُولى هو إتقانهم للصناعة والحرفة المتلبّسين هم بها.

ومن ثمّ تثار الأزمة في مجتمعات المدن في العصر الحاضر أنّ السلك التعليمي على صعيد المدارس والجامعات لا يلبّي حاجة المجتمع في جوانب الصناعة والزراعة والتجارة وغيرها من المجالات ، فإنّ تلك المدارس والجامعات لاسيّما في

__________________

١ ـ يوسف : ٢٨.

٣٨٥

دول العالم الثالث تغذّي الطلاّب والمتعلّمين بعلوم لا تستثمر بعد سنين التخرّج من المدرسة والجامعة ، وبالتالي فلا يكون الفرد المتخرّج منهما مؤهّلاً للوظيفة في القطّاعات الكثيرة في مؤسّسات المجتمع.

وبكلمة : فأصبح في العرف التعليمي العلم في مقابل الأُمّية والجهل هو ليس بمعنى الكتابة والقراءة ، بل بمعنى معرفة العلم اللازم للعمل في المحيط والبيئة المعاشة ، فنعرف من ذلك أنّ الكتابة والقراءة ليس إلاّ آلة غير منحصرة للتعلّم ، وليست هي الآلة الوحيدة ، كما أنّ الكتابة والقراءة ليستا هما نفس العلم والمعرفة ، والعلم والمعرفة قد رغّب فيهما كُلّ من القرآن وسنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأهل بيتهعليهم‌السلام .

وقد يعزى هذا الحكم بالكراهة دون الحرمة في الكتابة والقراءة ، أنّهما كانا في العصور السابقة طابعاً لأعمال الرجال ولأعمال النظام الاجتماعي خارج المنزل ، أي عليهما صبغة المهن والأعمال المستلزمة للاختلاط بالرجال.

وقد ورد في الحديث : «وعلّموهن سورة النور »(١) ، كما ورد استفتاء وتعلّم عدّة من النساء من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام .

٢ ـ قد فسّر فقهاء أهل السنّة لعن الواصلة والمستوصلة : بوصل المرأة شعرها بشعر غيرها ، ومن ثمّ أفتوا بالحرمة ، ولكن ذلك نتيجة ابتعادهم عن الثقل الثاني وهو عترة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنّه قد ورد في روايات أهل البيتعليهم‌السلام تفسير الواصلة والمستوصلة بالقوّادة والمقودة للفاحشة ، فالواصلة التي تقود لجمع الرجال بالنساء على الفاحشة ، والمستوصلة هي التي تقاد لذلك(٢) .

٣ ـ فتوى فقهاء العصر على حلّية اجتماع النساء في الأعراس والمصائب ، شريطة أن لا يرتكب في تلك المجالس المعصية ، كما هو مقتضى الغالب في

__________________

١ ـ الكافي ٥ / ٥١٦.

٢ ـ المصدر السابق ٥ / ١١٩.

٣٨٦

تلك المجالس ، فإنّ مجالس الأعراس في العادة ما يتغنّى بالمثير لشهوة الجنسية ، ويحصل الابتذال والرقص وغير ذلك ، ممّا يسبب الانحراف في السلوك الخُلقي ، وكذلك مجالس المصائب في موتى أهالي النساء ، فإنّه ربما ترتكب بعض الشنائع لإظهار المصاب في العادات التقليدية القديمة ، ولعلّ ذلك هو محمل فتوى الشيخ.

٤ ـ وردت نصوص قرآنية وروائية عديدة توصي بحسن رعاية اليتيم ، وكذلك في المرأة ، وأنّهن قوارير فلا تكسر ، وأنّها ريحانة تعامل باللين والمودّة والمداراة ، وأنّ عقاب القبر هو من سوء المعاملة مع العيال.

٥ ـ لا ريب أنّ من أعظم مسؤوليات المرأة هو تربية الجيل الناشئ الصالح للمجتمع ، وهو وظيفة منزلية ، كما أنّ من مسؤوليتها توفير الراحة والسكون النفسية للرجل في البيت ، وهو محطّة دفء واستقرار مهمّ عظيم لكُلّ أعضاء الأُسرة ، مضافاً إلى أنّ القرّ في الآية قد بيّن الغاية منه ، هو لأجل عدم التبرّج تبرّج الجاهلية الأُولى ، أي محافظة المرأة على الستر على بدنها ، ومفاتن جسدها ، كي لا تتلوّث بيئة المجتمع بالإثارات الغريزية الحيوانية ، فيكون الجوّ العام الخارجي جوّاً حيوانياً غرائزياً ، كما هو عليه الحال في المجتمعات الغربية ، حيث تبذلت المرأة عند خروجها من المنزل ، وأصبحت سلعة جنسية وأداة حيوانية لمسيرة الجنس ، والاستهلاك التجاري.

وتكبّلت المرأة مسؤوليات الرجل خارج المنزل ، فضاعت وظائف الأُسرة من دون من يتحمّل مسؤوليّتها ، فتصدّعت وأورثت ظواهر اجتماعية حادّة تفتك بالاستقرار الاجتماعي والأمني والروحي.

٦ ـ الأفضلية في القرآن أعطيت للمتّقي :( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) (١) ، وكما ذكر القرآن الأنبياء والمرسلين والأئمّةعليهم‌السلام ، فقد ذكر فاطمة في سورة

__________________

١ ـ الحجرات : ١٣.

٣٨٧

المباهلة ، والحشر ذي القربى والمودّة لهم وغيرها من السور ، وذكر مريم وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وأُمّ موسى وأُمّ مريم وغيرهن.

نعم ، هذا لا يعني تشاكل وظائف الجنسين وكيفية أدوارهما ومسؤوليّتهما ، وإن كان باب الكمال مفتوح لكُلّ منهما ، لاسيّما الأخروي الأبدي ، وإن كان هناك عوائق ومؤهّلات تخصّ كُلّ جنس على حده يجب الجمع في النظرة ، وفي قراءة النصوص الدينية إلى ذلك نصوص العوائق ، ونصوص المؤهّلات المساعدة في كُلّ جنس.

٧ ـ ورد في الروايات أنّ المرأة إذا لم تلتزم ، وصارت من جند الشر والشيطان ، فإنّ لها قابليات خطيرة للفتنة ، وافتتان الرجال والمجتمع بهن من ناحية الشهوة وغيرها ، ممّا يدلّل على خطورة موقعية المرأة في المجتمع والأُسرة وتنشأة الأجيال.

( عمرو إبراهيم يوسف ـ مصر ـ ٢٥ سنة ـ بكالوريوس تجارة )

معنى ناقصة عقل ودين :

س : أرجو تفسير حديث : « إنّهن ناقصات عقل ودين » (١) .

ج : مع غض النظر عن البحث في سند الحديث ، نلفت انتباهكم إلى أنّ نفس الحديث يشرح المراد من النقص في الدين ، وذلك بتركها للصلاة في أيّام عادتها ، وكذلك يشرح المراد من النقص في العقل ، بجعل شهادة امرأتين تعادل شهادة رجل واحد ، ويعود ذلك إلى تركيبتها البدنية ، حيث خلقها الله تعالى لتكون أُمّاً تغلب عليها العاطفة ، وبذلك تستطيع أن تتحمّل أنواع المصاعب في تربيتها لأولادها ، بما أودعها الله من عاطفة كبيرة ، ولولا تلك العاطفة المودعة في المرأة لحدث نوع من الخلل في التركيبة الاجتماعية ، حيث كُلّ من الرجل والمرأة أودع الله تعالى فيهم من القدرات البشرية ما تحتاجه وتفرضه وظيفته.

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ٩ / ١٩٢ و ١٨ / ١٩٩.

٣٨٨

وبعد هذا ، فإنّ العاطفة الغالبة على المرأة سبّبت في أن تكون شهادة امرأتين تعادل شهادة رجل واحد.

( السيّد علي الموسوي ـ إيران ـ ٢٧ سنة ـ طالب حوزة )

( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) :

س : إنّ القرآن يثبت في آيات عديدة تساوي الإنسانية بين الرجال والنساء ، وأنّ الرجل بما هو الرجل ، والمرأة بما هي المرأة ، لا كرامة لهما ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) (١) ، إذاً فلماذا ( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) (٢) ؟

ج : ننقل لكم ما ذكره الشيخ لطف الله الصافي حول هذا الموضوع :

« وأمّا الاختلاف في قدر نصيب الرجل والمرأة في بعض الموارد كالبنت والابن ، حيث قدّر للذكر مثل حظّ الأُنثيين ، وكالزوج والزوجة ، فليس فيه احتقار للمرأة وبخس حقّها ، بل إنّما جعل نصيب الرجل أكثر لكثرة حوائجه الاقتصادية ونفقاته المالية ، ولما أُلقي عليه من النفقات ـ كنفقة الزوجة والأولاد ـ أو يلقى عليه العرف والعادة ـ كتجهيز البنات ـ وإعطاء صداق زوجة الولد وغيرها.

وأمّا المرأة فليس عليها هذه النفقات ، ولا تدفع المهر عند الزواج ، بل تأخذه بعكس الرجل ، كما يتحمّل زوجها نفقتها ، فحاشا الإسلام أن يدع الضعيف ويوفّر نصيب القوي ، أو ينظر في مثل هذه الأحكام المالية المتضمّنة لحكم اقتصادية إلى ما ليس له دخل في تشريعها ، فهذا الفرق الطفيف بينهما ليس إلاّ لإقامة العدل بين الذكر والأُنثى ، والأخذ بأسباب الواقع والحقيقة.

ويدفع تعليل هذه الأحكام بتفضيل الرجال على النساء ، إنّ الله تعالى ساوى بين الأبوين في الميراث ، فقال سبحانه :( وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا

__________________

١ ـ الحجرات : ١٣.

٢ ـ النساء : ١١.

٣٨٩

السُّدُسُ ) (١) ، فلو كان الإسلام فضّل نصيب الرجل على المرأة مطلقاً لعلّة أنّ هذا رجل وهذه امرأة لما ساوى بينهما في هذا المقام ، وفي بعض المقامات الأُخر.

فهذا شاهد على أنّ الحكمة في امتياز الرجل على المرأة في الميراث ، ليس فضله عليها ، وهذا التوهّم إنّما نشأ من عدم مراجعة نصوص الكتاب والسنّة والتأمّل فيها.

والحاصل : أنّ من سبر الشرائع والقوانين وتواريخ الملل ، يجد أنّ أيّ شريعة من الشرائع ، وأُمّة من الأُمم ، لم تنصف المرأة كما أنصفها الإسلام وشريعته السمحاء.

فالإسلام قرّر حقوق المرأة ، وناصر المرأة ، وكرّم المرأة ، وحرّر المرأة ، وأخذ بيدها ممّا كانت تتردى فيه.

فعلى الذين يهتفون في بلاد المسلمين ، وتعلو صيحاتهم منادين بحقوق المرأة ، ويظهرون الترحّم على النساء ، إن كانوا صادقين أن يدعوا الجميع ، الرجال والنساء إلى النظام الإسلامي ، الذي عالج مشاكل الحياة الإنسانية كُلّها.

وإن كانت نزعتهم في ذلك أن يتّخذوا المرأة مطيّة لشهواتهم ، وأن يروّجوا الدعارة ، وفوضى الأخلاق ، وانحطاط الآداب ، وخروج النساء كاسيات عاريات ، يخلعن جلبات الحياء والعفّة ، وينزعن زيّ النجابة ، ويسلكن مسلك المرأة الغربية ، فنعوذ بالله من فتنهم ، ومن دعاياهم الفاسدة الهدّامة ، التي هي من أضرّ ألاعيب الاستعمار على المسلمين »(٢) .

( علي ـ أمريكا ـ ٢٧ سنة ـ طالب )

معنى غيرة المرأة كفر :

س : حفظكم الله ورعاكم لما فيه خدمة الجميع ، وأثابكم الله خيراً ، وأعطاكم الأجر والثواب.

__________________

١ ـ نفس الآية السابقة.

٢ ـ مجموعة الرسائل ١ / ٢٢٥.

٣٩٠

أتمنّى أن تشرحوا لي لماذا غيرة المرأة كفر؟ وغيرة الرجل إيمان؟ وهل في جميع الحالات تصبح غيرة المرأة كفر؟ حتّى لو تصرّف زوجها مع النساء الأجانب؟ ولكم شكري وامتناني.

ج : قال الإمام عليعليه‌السلام : «غيرة المرأة كفر ، وغيرة الرجل إيمان »(١) ، والمقصود من كلامهعليه‌السلام : بأنّ غيرة المرأة على الرجل قد تؤدّي إلى الكفر ، وليست هي كفراً قطعاً ، فإنّها إذا اعترضت على زوجها إذا أحتاج إلى زواج آخر مثلاً ، قد تؤدّي غيرتها عليه إلى إنكار معلوم من الدين بالضرورة ، وهو جواز التعدّد للرجل ، فتنكر النصّ ، أو تعترض على الله تعالى ، أو على الإسلام ، وقد تكيد بزوجها ، أو تعصي ربّها ، أو تقصّر معه ، أو تلجأ إلى وسائل شيطانية ، أو غير ذلك ، وكُلّ ذلك من الظلم الذي قد يؤدّي إلى الكفر.

أمّا مسألة غيرتها العادية ، وتدلّلها عليه ، أو محاولة بيان اهتمامها وحبّها واعتزازها به ، فليس ذلك مقصوداً من الحديث ، وخصوصاً ما ذكرت من بعض التصرّفات مع النساء الأجنبيات ، مع امرأة أجنبية دون وجود نية حقيقية للزواج ، فغيرة زوجته في هذه الحالة عليه من الإيمان قطعاً ، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والخلاصة : فغيرة المرأة إذا كانت مانعة للزوج من الارتباط بأُخرى ، فهو من الاعتراض على الحقّ الجائز فعله للرجل.

أمّا غيرة الرجل على زوجته فهو حرص وإيمان لعدم جواز ارتباطها بغيره مع ارتباطها به ، بأيّ حال من الأحوال.

( أحمد ـ الإمارات ـ ١٩ سنة ـ طالب حوزة )

النظر إلى المبتذلات منهنّ :

س : هذه شبهة وردت في إحدى مواقع الوهّابية في المنتديات ، أرجو الردّ السريع : يقول فضل الله في كتابه النكاح ١ / ٦٦ : « فلو أنّ النساء قد اعتادت

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٨ / ٣١٢.

٣٩١

الخروج بلباس البحر ، جاز النظر إليهن بهذا اللحاظ وفي ضوء ذلك قد يشمل الموضوع النظر إلى العورة عندما تكشفها صاحبتها ، كما في نوادي العراة ، أو السابحات في البحر في بعض البلدان ، أو نحو ذلك ».

قلت : أيّ دين وأي منطق هذا؟

أرجو المساعدة على الردّ على تلك الحثالة الوهّابية ، وشكراً.

ج : إنّ هناك مسألة فقهية يذكرها الفقهاء وهي : جواز النظر إلى النساء المبتذلات ، والمراد بهنّ النساء اللاتي لا ينتهين إذا نُهين عن التكشّف ، حيث لا يمنع معهن أمر بمعروف ونهي عن منكر ، وقد ذكر السيّد فضل الله جملة من مصاديق هذه المسألة ، كالنساء اللاتي يرتدين لباس البحر مثلاً ، أو ما يتواجد منهنّ في نوادي العراة وغيرها.

وبالطبع إنّ أمثال هذه الموارد مشروطة بعدم التلذّذ ، وإلاّ حرمت حسب القاعدة ، ولا يعني ذلك أنّ هذا السيّد يدعو الناس للوقوف على شواطئ البحار لينظروا ما شاء لهم النظر إلى أجساد النساء العاريات ، أو ليدخلوا نوادي العراة كي يشاهدوا عورات النساء ، فهذا ممّا لا يقول به عاقل ، فضلاً عن عالم.

وبيان الجواز هنا يشير بوضوح إلى مسألة فيما لو ابتلي إنسان ما بالتواجد في مكان تكون فيه أمثال هذه الحالات ، فالحكم الشرعي له حسب الأدلّة الشرعية هو الجواز المشروط بعدم التلذّذ ، وإلاّ حرم النظر عليه.

ونسأل هنا : ألا يبتلى المسلمون في الدول الغربية بمثل هذه المواقف فيما لو اضطرتهم الظروف للتواجد في هذه الدول ، فما هو الحكم الشرعي الذي يراه المتحذلقون لهؤلاء المبتلين بمثل هذه الحالات؟ وفي أماكن يكون توقّع العمل في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا فائدة منه ، بل قد يؤدّي إلى الضرر حسب أحكام وقوانين تلك الدول ، فهل تراهم يأمرون المسلمين المتواجدين في تلك الأماكن بوضع الأغطية على عيونهم يسيرون في تلك البلدان؟ أم ماذا يقولون للمبتلين بمثل هذه المواقف؟ فليجيبونا مشكورين؟

٣٩٢

النصّ على الأئمّة :

( أحمد ـ ـ )

نقوضات على النصّ في الإمامة وردّها :

س : لقد وجدت هذا في أحد المنتديات ، فما ردّكم عليه : إذا فرضنا أنّ الإمامة نصّ عليها الله تعالى ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله فنجد الآتي :

١ ـ إنّ علياًرضي‌الله‌عنه رفض أن يصبح خليفة بعد استشهاد عثمان بن عفّان.

٢ ـ إنّ علياًرضي‌الله‌عنه أصبح وزيراً في عهد أبي بكر ، فهذا يخالف النصّ.

٣ ـ أصبح علياً والياً عند فتح المقدس والشام في عصر عمر ، فماذا يعني لك النصّ في الولاية؟ هل تعتقد بمن استطاع أن يخترق بصره عرش الرحمن والثرى في الأرض أن يعجز أن يأخذ الولاية؟

فماذا تعني لك النصّ بالولاية؟ هل تعتقد بمن فتح خيبر بضربة سيفه حتّى عجز جبرائيلعليه‌السلام أن يمسك يده ، لكي لا يصل سيفه إلى سابع أرض ، بعاجز أن يأخذ الخلافة؟ ودمتم سالمين.

ج : الموضوع الذي ذكرتموه فيه عدّة تساؤلات :

أوّلها : لماذا رفض عليعليه‌السلام الخلافة بعد مقتل عثمان؟ وهذا ما سنأتي إلى تفصيله.

ثانيها : إنّ علياًعليه‌السلام أصبح وزيراً في عهد أبي بكر؟ هذا كذب محض ، لا يسنده أيّ شاهد تاريخي ضعيف ، فضلاً عن أن يكون صحيحاً ، فعليعليه‌السلام لم يصبح وزيراً في يومٍ من الأيّام لأبي بكر أو عمر أو عثمان ، وهذه افتراءات وتقوّلات جاءت من أتباع ابن تيمية.

٣٩٣

ثالثها : أصبح عليعليه‌السلام والياً للمقدس عند فتحها في عهد عمر؟ هذا من المضحكات ، فهو مثل سابقه دعوى لا دليل عليها ، وزوبعة كلام يتشدّق بها أتباع ابن تيمية ، بلا سند أو عمد ، كشيخهم الذي كثرت ادعاءاته بدون سند ولا دليل.

الرابعة : هو الربط بين فضائل عليعليه‌السلام ـ وخصوصاً الشجاعة منها ـ وبين عدم أخذه للسلطة ومغالبته عليها.

وبتعبير آخر : الاتكاء على نظرية الاستبعاد ، فإنّ من كان في الشجاعة ما يذكر لهعليه‌السلام في الفتوحات والحروب كيف يغلب؟ وكيف يؤخذ حقّه في السلطة؟

وهذا الاعتراض متوقّف على فهم الإمامة في القرآن الكريم والسنّة المطهرة ، والتي بني عليها المذهب الشيعي أُسسه ، والأخ صاحب هذا المقال باعتبار كونه يعيش ذهنياً في نظرية مدرسة الخلفاء التي صوّرت الإمامة مساوية للحكومة والسلطة ، فلأجل ذلك يحتاج تفهيمه إلى شرح ما ، وبيان للموضوع.

أمّا التساؤل الأوّل فيجاب : إذا رجعنا إلى الوراء قليلاً وسرنا مع الأحداث نعرف السبب الذي دعا علياًعليه‌السلام أن يرفض ، وإليك بيان موجز من ذلك :

الإمامة التي يطرحها القرآن الكريم والسنّة النبوية ـ والتي سار عليها المذهب الاثنا عشري ـ تعني رئاسة عامّة على أُمور الدين والدنيا ، أي القيمومة الكاملة من قبل شخصٍ ، وهو الذي يسمّى إمام على سائر المخلوقات ، وهو المتصرّف لأُمورهم الدينية والدنيوية ، أي هو العارف بالأحكام والمبيّن لها ، والذي يسوس الرعية ، وهو الذي يحملها على ما يراه.

قال الله تعالى مخاطباً إبراهيمعليه‌السلام :( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١) ، وقال تعالى :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ

__________________

١ ـ البقرة : ١٢٤.

٣٩٤

الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (١) ، وقال تعالى :( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (٢) ، وقال تعالى :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٣) ، إلى غيرها من الآيات الكثيرة الناطقة بالولاية والإمامة والخلافة الإلهية.

ومن الواضح أنّ هذه الخلافة لا تساوي الحكومة بالمفهوم الذي فسّرته مدرسة الخلفاء للإمامة ، وذلك واضح في القرآن الكريم ، حيث أنّه جعل إبراهيم إماماً مع كونه لم يكن حاكماً ، ولم يستلم الحكومة بعد ، فالإمامة لو كانت بمعنى الحكومة التي نفهمها الآن لما كان إبراهيم إماماً ، مع أنّه إمام ولم يكن حاكماً.

فمن ذلك نفهم أنّ الإمامة القرآنية تعني السلطة الواقعية على الكائنات ، والتصرّف في شؤونها الدينية والدنيوية ، وأنّ الحكومة السياسية هي وظيفة من وظائف الإمامة وشعبة من شعبها ، فالإمام فيه اقتضاء وقابلية الحكومة ، وأنّ المفروض على الرعية تسلّم الأمر إليه ، ولهذا يظهر الفرق واضحاً بين الإمامة العامّة التي هي جعل من الله ، ولا دخل للإنسان فيها ، بل هي من مختصّات الذات الإلهية المقدّسة ، فالله هو المعيّن للإمام لا غير.

وأمّا السلطة والحكومة فبما أنّها تعني التصرّف بشؤون الناس السياسية فتحتاج إلى بيعة ومناصر وتحتاج إلى مؤازر ، ولأجل ذلك أخذ الرسول الأكرم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله البيعة لعليعليه‌السلام يوم غدير خم ، فإنّ سرّ أخذ البيعة هو ذلك.

هذا مفهوم الإمامة الكُلّية ، وبه يتّضح الفرق بين مذهب الشيعة ومذهب مدرسة الخلفاء ، فإنّهم فسّروا الإمامة بما يساوي الحكومة التي نعرفها بمعناها اليوم.

__________________

١ ـ فاطر : ٣٢.

٢ ـ الزخرف : ٢٨.

٣ ـ المائدة : ٥٥.

٣٩٥

وأمّا مصداق الإمامة ، وأنّ مَن هو الإمام؟ فهذا تحدّده السنّة النبوية المطهرة ، والسنّة النبوية بيّنت أنّ الإمام بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، كما في حديث الغدير المتواتر ، والذي يقول فيه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

وكذلك في أحاديث أُخرى كثيرة ، تشير إلى ما لا ريب فيه ولا مناقشة تعتريه ، وهو ما أخرجه الحاكم في المستدرك ، وصرّح بصحّته ، والحديث هو : قال ابن عباس : وقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنت ولي كُلّ مؤمن من بعدي ومؤمنة »(٢) ، وصرّح الشيخ الألباني بصحّته وبطرق عديدة للحديث(٣) .

إنّ هذا الحديث يقصم ظهور القوم ، إذ لا يمكنهم تأويله بالمحبّة أو النصرة ، لأنّ معنى ذلك أنّ علي بن أبي طالبعليه‌السلام يحبّ المؤمنين وينصرهم بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولو على نحو السالبة الجزئية ، أي بعض المؤمنين يحبّهم وينصرهم بعد الرسول لا في حياته ، وهذا يشهد القرآن والسنّة والتاريخ بكذبه ، لأنّ علياً كان وما زال منذ بعث النبيّ إلى يوم استشهاده ناصراً ومحبّاً للمؤمنين.

هذا عرض موجز لمفهوم الإمامة الكُلّي وشخصها الجزئي يمهّد لنا الدخول في الموضوع ، فبعد اتضاح معنى الإمامة ، وأنّها تنصيب من الله سبحانه ، وأنّ الإمام إمام ، تسلّم السلطة أو لا ، كما في حديث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّ الحسن والحسين حيث قال : «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا »(٤) .

فعلى ذلك ، لماذا رفض الإمام عليعليه‌السلام بيعة القوم بعد وفاة عثمان؟ مع أنّه منصّب من الله ، وأنّ الظرف تهيّأ للحكم والسيادة؟

الجواب : إذا رجعنا إلى الفترة التي أعقبت وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نعرف ذلك ، فبعد أن ظهر قوله تعالى للعيان وأتضح :( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ

__________________

١ ـ الدرّ المنثور ٢ / ٢٩٣.

٢ ـ المستدرك ٣ / ١٣٤.

٣ ـ سلسلة الأحاديث الصحيحة ٥ / ٢٦١.

٤ ـ علل الشرائع ١ / ٢١١.

٣٩٦

وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) (١) ، وانقلب الأمر على آل بيت النبيّ ، وصدق قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كما يرويه عليعليه‌السلام حينما قال : «قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الأُمّة ستغدر بك بعدي »(٢) .

فأخذها أبو بكر وابن الخطّاب من علي بن أبي طالب مدّعين الشورى ، وأنّ النبيّ لم يوصّ ، في حين عدم حضور الشورى كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار ـ كعلي والعباس ، وطلحة والزبير ، وعمّار وأبي ذر ، وسلمان وسعد ابن عبادة وغيرهم ـ فأخذ الأمر وزحزح عن علي إلى أبي بكر ، فصار الإمام بين أمرين : إمّا أن يقاتلهم على الخلافة التي هو أحقّ بها أم يصبر؟

ومن المعلوم أنّ الدخول معهم في معركة لم يكن صالحاً للإسلام ، بل يقضى عليه ، وتذهب أتعاب النبيّ وعلي خلال السنين السالفة هباءً منثوراً ، وذلك لكثرة المنافقين في المدينة وحولها.

قال الله تعالى :( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ ) (٣) ، وقال تعالى :( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ ) (٤) ، وقال تعالى :( وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٥) .

فإذاً المبرّر لسكوت الإمام عليعليه‌السلام هو وجود المنافقين في المجتمع الإسلامي ، وكانوا بكثرة ، ويشكّلون قوّة لا يستهان بها ، وهم يتربّصون بالمسلمين الفلتات والزلاّت.

فلو نازع أمير المؤمنينعليه‌السلام القوم لكان في ذلك فرصة لهم في ضرب المجتمع الإسلامي والإسلام ، وإرجاع الناس إلى الجاهلية الأُولى ، فحفاظاً على ذلك لم

__________________

١ ـ آل عمران : ١٤٤.

٢ ـ المستدرك ٣ / ١٤٢ ، شرح نهج البلاغة ٤ / ١٠٧ ، كنز العمّال ١١ / ٢٩٧ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٤٨ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٤٤ و ٧ / ٣٦٠.

٣ ـ التوبة : ١٠١.

٤ ـ المنافقون : ١.

٥ ـ التوبة : ٩٨.

٣٩٧

يدخل أمير المؤمنينعليه‌السلام مع القوم في نزاع ، وصبر على خلافة الأوّل ، وعلى خلافة الثاني ، ولم يدخل معهم في وزارة أو إمرة ، بل كان معتزلاً عنها ، ومن يدّعي أنّه تولّى أمراً ، أو استوزر من قبل الخليفة ، فهو كاذب لا مستند تاريخي له.

إلى أن وصل الأمر إلى الثالث ، وبوصولها إليه ابتعد المسلمون كثيراً عن الخطّ الذي رسمه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووضح الشرخ المنحرف داخل المجتمع ، بخلافه على زمن الأوّل والثاني ، فإنّ الانحراف لم يكن بالمستوى الذي وصل إليه في خلافة عثمان ، لأنّ عثمان بن عفّان ولّى بني عمّه على الأمصار ، وعزل الصحابة الأخيار ، وولّى الطلقاء الذين هم من المنافقين والذين لم يسلموا ، بل استسلموا ، خوفاً على دمائهم ، لا رغبة في الإيمان.

فهؤلاء عندما ولاّهم عثمان عاثوا في الأرض الفساد ، واستعبدوا العباد ، وغيّروا السنّة ، وبدّلوا الشريعة ، فلذلك رفض أمير المؤمنين البيعة ، لأنّه لو كانت الخلافة جاءته بعد عمر لكان هناك مجال واسع لإصلاح الانحراف الذي خلّفه أبو بكر وعمر ، فلذلك دخلعليه‌السلام في الشورى ، الذين عيّنهم عمر.

وأمّا بعد تولّي عثمان الخلافة فإنّ الانحراف وصل إلى أوجه ، بحيث لا ينفع معه إصلاح ولا تعديل ، فلذلك رفض البيعة ، وقال لهم : افعلوا بها كما شئتم ، فكما قدّمتم الأوّل والثاني والثالث عليّ فالآن لا حاجة لي بها ، قدّموها إلى غيري ، واطلبوا لها غيري يسايرها مع هذا الانحراف ، لأنّه إذا أخذها عليعليه‌السلام لا تستطيعون أن تسيروا حسب ما يريد ، ولا تطيقوا تعاليمه التي هي تعاليم القرآن ، لأنّه غرس بنو أُمية في نفوسهم تعاليم الجاهلية ، وأبعدوهم عن تعاليم الإسلام ، فلذلك لا يستطيعون مسايرة الإمام وإتباعه ، وهذا ما عرفهعليه‌السلام من الأوّل ، فلذلك قال لهم : «دعوني والتمسوا غيري ».

وإليك هذان النصّان التاريخيان يوضّحان ما قلناه ، ويشهدان عليه :

١ ـ روي عن ابن عباس أنّه قال : دخلت على عمر يوماً ، فقال لي : يا ابن عباس لقد أجهد هذا الرجل نفسه في العبادة حتّى نحلت رياءً.

قلت : من هو؟

٣٩٨

فقال : هذا ابن عمّك ـ يعني علياً ـ.

قلت : وما يقصد بالرياء أمير المؤمنين؟

قال : يرشح نفسه بين الناس للخلافة.

قلت : وما يصنع بالترشيح ، قد رشّحه لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فصرفت عنه.

قال : إنّه كان شابّاً حدثاً فاستصغرت العرب سنّه وقد كمل الآن ، ألم تعلم أنّ الله تعالى لم يبعث نبيّاً إلاّ بعد الأربعين.

قلت : يا أمير المؤمنين ، أمّا أهل الحجى والنهى فإنّهم مازالوا يعدّونه كاملاً منذ رفع الله منار الإسلام ، ولكنّهم يعدّونه محروماً محدوداً.

فقال : أمّا إنّه سيليها بعد هياط ومياط ، ثمّ تزل قدمه فيها ، ولا يقضى فيها إربة ، ولتكونن شاهداً عليه يا عبد الله ، ثمّ يتبيّن الصبح لذي عينين ، وتعلم العرب صحّة رأي المهاجرين الذين صرفوها عنه بادئ بدء(١) .

فأنظر إلى قوله : سيليها بعد هياط ومياط ، أي : تصله مضطربة قد نخر فيها الفساد نخراً ، وانحرفت أشدّ الانحراف ، فلا يستطيع أن يصنع فيها شيء ، فلذلك ستلفظه لعدم طاقتها له.

٢ ـ لمّا ضرب عمر بن الخطّاب ، قال الإمام لقوم من بني هاشم : «إن أطيع فيكم قومكم من قريش لم تؤمروا أبداً » ، وقال للعباس : «عدل بالأمر عنّي يا عم » ـ يقصد عمر بن الخطّاب ـ قال : وما علمك؟

قال : « قرن بي عثمان ، وقال عمر : كونوا مع الأكثر ، فإن رضي رجلان رجلاً ورجلان رجلاً ، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف ، فسعد ـ أي سعد بن أبي وقّاص ـ لا يخالف ابن عمّه ـ يعني عبد الرحمن ـ وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفان ، فيوليهما أحدهما الآخر ، فلو كان الآخران معي لم يغنيا شيئاً ».

__________________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٥٦.

٣٩٩

فقال العباس : لم أرفعك إلى شيء إلاّ رجعت إليّ مستأخراً بما أكره ، أشرت عليك عند مرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن تسأله عن هذا الأمر فيمن هو ، فأبيت ، وأشرت عليك عند وفاته أن تعاجل البيعة فأبيت ، وقد أشرت عليك حين سمّاك عمر في الشورى اليوم أن ترفع نفسك عنها ، ولا تدخل معهم فيها ، فأبيت ، فاحفظ عنّي واحدة ، كُلّما عرض عليك القوم الأمر فقل : لا ، إلاّ أن يولّوك ، وأعلم أنّ هؤلاء لا يبرحون يدفعونك عن هذا الأمر حتّى يقوم لك به غيرك ، وأيم الله لا تناله إلاّ بشر لا ينفع معه خير.

فقال علي : «أما إنّي أعلم أنّهم سيولّون عثمان ، وليحدثن البدع والأحداث ، ولئن بقى لأذكّرنّك ، وإن قتل أو مات ليتداولنها بنو أُمية بينهم ، وإن كنت حيّاً لتجدني حيث تكرهون » ، ثمّ تمثّل :

حلفت بربّ الراقصات عشية غدون خفافاً يتبدرن المحصبا ليجتلبن رهط ابن يعمر غدوة نجيعاً بنو الشداخ ورداً مصلبا(١) .

فكلمة : وأيم الله لا تناله إلاّ بشرٍ لا ينفع معه خير ، وتداول بني أُمية لها ، هو الذي يوضّح سرّ رفض أمير المؤمنينعليه‌السلام للبيعة.

وأمّا التساؤل الرابع فجوابه : أتّضح جلياً أمره ، وأنّ المسألة لم تكن مسألة شجاعة وإظهار القوّة ، وإنّما مسألة بقاء الشريعة وذهابها ، فهناك كما أسلفنا المنافقون من الصحابة ، وهناك المحيطين بالمدينة من الأعراب المنافقين ، والذين يتربّصون الدوائر بالمسلمين ، ويتحينون الفرصة التي يرون ضعف المسلمين بها حتّى يقضوا عليهم ، ويرجعوهم إلى الجاهلية.

فهنا ليست الحرب مع المشركين كي يبرز لها عليعليه‌السلام كما برز في الحروب والغزوات ، بل هنا انحراف في داخل المجتمع ، وهنا أنفس مريضة في داخل المسلمين والمجتمع المدني ، فيحتاج التعامل معها إلى حنكة وخبرة أكثر ممّا يحتاجه من

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ١٩١ و ١٢ / ٢٦٢ ، تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٢٩٤ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٦٨ ، تاريخ المدينة المنوّرة ٣ / ٩٢٥.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667