الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ١١

الغدير في الكتاب والسنة والأدب14%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 402

الجزء ١ المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١
المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 402 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 159838 / تحميل: 3939
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ١١

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

عمر فاتح الفتوح الّذي مهَّد

طرق الهدى بحسن ولاء

سالب الفرس ملكهم وكذا الرو

م ومبدي الصَّلاة بعد الخفاءِ

الأمير الّذي برحمته ما

رعفاة الأرامل الضعفاءِ(١)

فرقاً فرَّ من مهابته الشّيـ

ـ طان عن فجَّه فرار فراءِ(٢)

وبتاليهما ابن عفّان من جهَّز

لِلَّه الجيش في اللأواءِ

الموفّى في يوم بدر وقد خلـ

ـ ف الإذن أوفر الإنصباءِ

جامع الذكر في المصاحف ذي النو

رين شيخ الإحسان كهف الحياءِ

فاسح المسجد المؤسّس بالتّقو

ى وملقى الأملاك باستحياءِ(٣)

وبباب العلوم صنوك مردي

في الرّدى كلَّ مبطل بالرّداءِ

أسد الله في الحروب مجلّي

أزمان الكروب والغمّاءِ

جعل الباب معجز القوم نقلاً

ترسه يوم خيبر بنجاءِ

لم يمله عن التّقى زخرف اللّهو

ولا مال قطُّ للأهواءِ

بَتَّ زهداً طلاق دنياه

ما غرَّ بامِّ الغرور بالاغراءِ

الحسيب النسيب أوَّل لاقٍ

من ثنيّات نسبة الأقرباء

الوزير المشير بالصّوب في الحر

ب الّذي قد علا على الجوزاءِ(٤)

وكفاه حديث من كنت مولاه

فخاراً ناهيك ذا من ثناءِ

أخذنا هذه الأبيات من قصيدة شاعرنا ( الحميدي ) البالغة ٣٣٧ بيتاً يمدح بها النبيّ الأقدسصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أسماها ( الدرّ المنظّم في مدح النبيِّ الأعظم ) طبع ببولاق سنة ١٣١٣ ضمن ديوانه في ١٤٩ صحيفة توجد من ص ٥ - ٢٢.

____________________

١ - مار عياله: اتاهم بالطعام والمؤنة.

٢ - حديث فرار الشيطان فرقاً من عمر من الاكاذيب المضحكة تمسّ كرامة النبي الاقدس راجع الجزء الثامن ص ٦٥ ط ١.

٣ - استوفينا البحث عما لفقه الشاعر من مناقب عثمان، وفصلنا القول حول حيائه في الجزء التاسع ص ٢٧٣ ط ١.

٤ - الصوب: الصواب.

٢٤١

( الشاعر )

زين الدّين عبد الرَّحمن بن أحمد(١) بن عليّ الحميديّ، شيخ أهل الوراقة بمصر، أثنى عليه الشّهاب الخفاجي في ( ريحانة الأدب ) ص ٢٧٠ بقوله: كان أديبا تفتحت بصبا اللطف أنوار شمائله، ورقت على منابر الآداب خطباء بلابله، إذا صدحت بلابل معانيه، وتبرَّجت حدائق معاليه، جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري، نظم في جيد الدَّهر جمانه، وسلّم إلى يد الشَّرف عنانه، خاطراً في رداء مجد ذي حواش وبطانه، ناثراً فرائد بيان وينثرها اللّسان فتودع حقاق الآذان، وله في الطبّ يدٌ مسيحيّة تحُيي ميت الأمراض، وتبدّل جواهر الجواهر بالأعراض.

مبارك الطلعة ميمونها

لكن على الحفّار والغاسلِ

وديوان شعره شائعٌ، ذائعٌ، ولمـّا نظم بديعيَّته أرسلها إليَّ فنظرت فيها في أوائل الصّبا تنافس على أرجه وقد فاح مسك اللّيل وكافور الصّباح.

ولا مقرب إلّا بصدغ مليحة

ولا جور إلّا في ولاية ساقِ إلخ

وترجمه المحبّي في ( خلاصة الأثر ) ٢ ص ٣٧٦ وذكر كلمة الخفاجي مع زيادة. له الدرّ المنظّم، وبديعيَّة وشرحها طبعت مع ديوانه كما مرَّ في ترجمة صفيِّ الدين الحلّي، توفّي سنة ألف وخمس، وللقارئ عرفان مذهبه ممّا ذكرناه من شعره، وميزانه في الشّعر قوّة وضعفاً كما ترى، وله قصيدةٌ يمدح بها النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مستهلّها:

مالي أراك أهمت هامه؟

أذكرت إفك في تهامه؟

أم رام قلبك ريم رامه

للقا فلم يبلغ مرامه؟

أم فوق أفنان الرِّيا

ض شجاك تفنين الحمامه؟

إلى أن قال في المديح:

ختم الإلـ~ـه ببعثه

بعثاً وفضَّ به ختامه

فهو البداية والنّها

ية والكفاية في القيامة

____________________

١ - فى ريحانة الادب وخلاصة الاثر: محمد بدل أحمد.

٢٤٢

وبه الوقاية والهدا

ية والعناية والزّعامه

فببابه لُذ خاضعاً

متذلّللاً تلق الكرامه

وأفض دموعك سائلاً

متوسِّلاً تُكف الملامه

وأنخ قلوصك في حما

ه ترى النَّجاة من المضامه

وبذا الجناب فقم وقل

: يا من حوى كلَّ الفخامه

أنت الّذي بالجود أخجلـ

ـت الزَّواخر والغمامه

أنت الّذي في الحشر يقبـ

ـ ل ربُّنا فينا كلامه

أنت الّذي لولاك ما

ذكر العقيق ولا تهامه

أنت الّذي لولاك ما اشـ

ـتاق المشوق لأرض رامه

أنت الّذي لولاك ما

ركب الحجاز سرى وسامه

أنت الّذي من لمس كفّك

قد كفى العافي سقامه

فيما حويت من الجمال

بوجهك الحاوي قسامه

القصيدة ٦٦ بيتاً

٢٤٣

القرن الحادي عشر

٨١

بهاء الملة والدين

المولود ٩٥٣

المتوفى ١٠٣١

رعى الله ليلة بتنا سهارى(١)

خلعنا بحبِّ العذارى العذارا

ولمـّا سرى النّجم والبدر حارا

أماطت ذات الخمار الخمارا

وصيّرت اللّيل منها النّهارا

وكنّا بجنح الدُّجى أدعجِ

وبعضٌ إلى بعضنا ملتجي

فقامت لساق لها مدلجِ

وجاءت تشمّر من أبلج

كما طلع البدر حين استنارا

تبدَّت بنورٍ لها لائحِ

ووجهٍ لبدر الدُّجا فاضحِ

وخدٍّ بماء الحيا ناضحِ

وتبسم عن أشنب واضحِ

كزهر الإقاح إذا ما استنارا

شربنا لداء الهموم الدّوا

وشبنا نسيم الهوى بالهوى

حللنا على النيّرين السّوى

وقد حلك الليل عنّا انطوى

ونور الصَّباح لدينا استنارا

هوينا رداحاً حجازيَّةً

فبحنا ضمائر مخفيَّةً

فمدَّت إلينا سراحيَّةً

تناول صهباء قانيَّةً

كأنّا نقابل منها شرارا

سقينا مداماً مجوسيَّةً

كما التّبر حمراء مصريَّةً

____________________

١ - توجد القصيدة وتخميسها في مجموعة العلامة الاوحد شيخنا المرحوم الشيخ على الشيخ محمد رضا آل كاشف الغطا، الاصل لشيخنا البهائى والتخميس للشيخ على المقرى.

٢٤٤

قديمة عهد رمانيَّةً

مشعشةً ار جوانيّةً

تدبّ النّفوس اليها افتقارا

فقم إنّما الدّيك قد نبّها

إلى خمرة فاز من حبّها

جلت حين ساقي الهوى صبّها

كأنَّ الندَّيم إذا عبّها

يقبِّل في طخية اللّيل نارا

وبي غارةٌ رنّحت قدَّها

حميّا الصّبا والفت ضدَّها

وقد جعلت مُقلتي خدَّها

ولم أنس مجلسنا عندها

جلسنا صحاوى وقمنا سكارى

نعمنا أخلّاء دون الأنامْ

بتلك الرُّبوع وتلك الخيامْ

ألم ترنا إذ هجرنا المنامْ

تميل بنا عذبات المدامْ

ونحن نميس كلانا حيارى؟

فلِلّه مجلسنا باللّوى

لكلِّ المنى والهنا قد حوى

إذا نزعت من نزيل الجوى

فقامت وقد عاث فيها الهوى

تستَّر بالغيم الجلّنارا

لها وجه سعد يزيل الشِّقا

وقدُّ حكى غصناً مورقا

وتشفي عليل الهوى منطقا

تريع كما ريع ظبي النّقا

توجّهه خيفة واستنارا

هلال السّما من سناها يغيبْ

ومن قدّها الغصن مضنى كئيبْ

ألا إنَّ هذا لشيئٌ عجيبْ

إذ البدر أبصرها والقضيبْ

تلبّس هذا و هذا توارى

أضاء الدُّجا نورها حين لاحْ

بوجه سبى حسن كلِّ الملاحْ

أزلنا الهموم بذات الوضاحْ

سقتنا إلى حين بان الصّباحْ

وفرَّ الدُّجا من ضياها فرارا

فيا ظبيةً طال يا للرِّجالْ؟!

نقمنا بها في لذيد الوصالْ

٢٤٥

ففرَّ وقد صحَّ فيه المثالْ

كما فرَّ جيش العدا بالنّزالْ

عن الطّهر حيدرة حين غارا

إمام البريَّة أصل الاُصولْ

شفيع الأنام بيوم مهولْ

فتىً حبّه الله ثمّ الرَّسولْ

وصيُّ النبيِّ وزوج البتولْ

حوى في الزَّمان النّدى والفخارا

فيا ويح من لم ينل مرَّةً

لمن فاق بدر السَّما غرَّةً

فطوبى لمن زاره مرَّةً

فيا راكباً يمتطي حرَّةً

تبيد السّهول وتفري القفارا

إذا شئت ترضي إلـ~ـه السَّما

وتُهدي إلى الرُّشد بعد العمى

وتُسقي من الحوض يوم الظّما

إذا ما انتهى السّير نحو الحمى

وجئت من البعد تلك الدّيارا

وقابلت مثوى عليِّ الولي

وأظهرت حبَّ الصِّراط السّوي

وشاهدت حبل الإلـ~ـه القوي

وواجهت بعد سراك الغري

فلا تذق النوم إلّا غرارا

فحطّ الرِّحال بذاك المحلْ

وعن أرضه قدماً لا تزلْ

وكن لسما قبره مستهلْ

وقف وقفة البائس المستذلْ

وسر في الغمار وشمّ الغبارا

فإن طعت ربّ السّما فارضه

فحبّ الأئمّة من فرضه

وضاعف ثوابك من فرضه

وعفّر خدودك في أرضه

وقل: يا رعى الله مغناك دارا

إذا جئت ذاك الحمى سلّما

وكن والهاً بالفنا مغرما

وزر قبر مَن بالمعالي سما

فثمَّ ترى النّور ملؤ السَّما

يعمّ الشّعاع ويغشى الدّيارا

إذا لم تكن حاضراً عصرهُ

فكن بالبكا مدركاً نصرهُ

فقف عنده وامتثل امرهُ

وقل سائلاً: كيف يا قبرهُ!

٢٤٦

حويت الزَّمان وحزت الفخارا؟

وقف والهاً وابرَ من ضدّهِ

وبثَّ إليه الهوى وابدهِ

ولا تبرح الأرض من عندهِ

وأبلغه يا صاح! من عبدهِ

سلام محبٍّ تنائا ديارا

ألا زره ثمّ احظ في قربهِ

لتكسب أجراً وتنجو بهِ

وقم والتثم ترب أعتابهِ

وأظهر عناك بأبوابهِ

معفّر خدّيك فيه احتقارا

ويا من أتى بعد قطع الفلا

إمام الهدى وشفيع الملا!

تمسّك به فهو عفد الولا

فمن كان مستأثراً في البلا

سوى حيدر لا يفكّ الاسارى

وكثّر بكاك بذاك المكانْ

وقل: يا قسيم اللّظى والجنانْ

عبيدك يرجو لديك الأمانْ

دعاه البلا وجفاه الزّمانْ

وفيك من الحادثات استجارا

مواليك مستأثرٌ في يديكْ

ولم يكل الفكّ إلّا عليكْ

أتاك من الذّنب يشكو اليكْ

أبت نفسه الذلّ إلّا لديكْ

وبعد المهيمن فيك استجارا

إليك التجى يا سفين النجاة!

وعن حبّكم ماله في الحياة

فَقِه محنة القبر عند المماة

فأنت وإن حلّت النازلات

فتىً لا يضيم له الدَّهر جارا

إمامٌ له خصَّ ربُّ السّما

وفي يده الحوض يوم الظما

ومأوى الطّريد وحامي الحما

أبى أن يباح حماه كما

أبى أن يرى في الحروب الضّرارا

إمامٌ تحنُّ المطايا إليهْ

وتزوى ذنوب البرايا لديهْ

غداً أرتجي شربة من يديهْ

وليس المعوَّل إلّا عليهْ

ولا غيره كان لي مستجارا

٢٤٧

فما خاب من يشتكي حاله

لمن في الوصيّة أوحى له

إلـ~ـه السَّما وارتضى ماله

فإنّ الّذي ناط أثقاله

به كلّها ووقاه العثارا

إمامٌ به الشّرك عنّي خفى

وللظلم والفسق عنّا نفى

وواخاه واختاره المصطفى

خلاصة أهل التّقى والوفا

وركن الهدى ودليل الحيارى

لنا أظهر الّدين لمـّا خفي

ومن ذكره كم عليل شُفي؟

وليّ الإلـ~ـه التقّيّ الوفي

عليُّ الّذي شهد الله في

فضيلته وارتضاه جهارا

فكم في الوغى بطلاً قد أذلّ

وآوى كريماً وكهفاً أظل

نعم: هو ربُّ العطاء الأجلّ

يحلّ النديُّ به حيث حلّْ

ويرحل في إثره حيث سارا

به انتصر الدّين لمـّا فشا

وأخضبت الأرض لمـّا مشى

له مفخرٌ في البرايا فشى

فتىً قل بتعظيمه ما تشا

سوى ما ادّعته بعيسى النّصارى

إمامٌ لدى الحوض يسقي العطاشْ

بيوم ترى الخلق مثل الفراشْ

عليُّ الذي قدره لا يُناش

فدى أحمداً بمبيت الفراشْ

وصاحبه حيث جاء المغارا

عليٌّ أميري ونعم الأميرْ

مجيري غداً من لهيب السَّعيرْ

وكان لأحمد نعم النّصيرْ

وواخاه أمراً غداة « الغديرْ »

من الله نصّاً به واختيارا

عليٌّ إمامي وإلّا فلا

ومن خصْه الله ربُّ العلا

تولَّيته وهو عقد الولا

أعزُّ الورى وأجلُّ الملا

محلّا وأزكى قريشٍ نجاراً

هدى الخلق في دينه المستقيمْ

كما انتصروا فيه أهل الرَّقيمْ

٢٤٨

ونال الرّضا من إلـ~ـه كريمْ

ويا فلك نوح ونار الكليمْ!

وسرَّ البساط الذي فيه سارا

أيا سيّدي! يا أخا المصطفى!

ومن لك بعد النبيِّ الصَّفا!

عليك سلامي لوقت الوفا

متى ما أصا بارقٌ واختفى

بليل وما حادي العيس سارا

( القصيدة وتخميسها )(١)

( الشاعر )

الشّيخ محمّد بن الحسين بن عبد الصَّمد الحارثي العاملي الجبعي، شيخ الاسلام، بهاء الملّة والدين، واستاذ الأساتذة والمجتهدين، وفي شهرته الطائلة، وصيته الطائر. في التضلّع من العلوم، ومكانته الرّاسية من الفضل والدّين، غنى عن تسطير ألفاظ الثناء عليه، وسرد جمل الإطراء له، فقد عرفه من عرفه، ذلك الفقيه المحقّق، والحكيم المتألّه، والعارف البارع، والمؤلّف المبدع، والبّحاثة المكثر المجيد، والأديب الشّاعر والضَّليع من الفنون بأسرها، فهو أحد نوابغ الاُمّة الإسلاميّة، والأوحديّ من عباقرتها الأماثل، بطل العلم والدين الفذّ على حدّ قول المحبّي في خلاصته ٣: ٤٤٠: صاحب التصانيف والتحقيقات، وهو أحقّ من كلِّ حقيق بذكر أخباره، ونشر مزاياه، وإتحاف العالم بفضائله وبدائعه، وكان اُمّة مستقلة في الأخذ بأطراف العلوم، والتضلّع بدقائق الفنون، وما أظنُّ الزَّمان سمح بمثله، ولا جاد بندّه، وبالجملة فلم تتشنّف الأسماع بأعجب من أخباره، ١ ه‍، ينتهي نسبه إلى التابعيِّ العلويِّ - مذهباً - الكبير الحارث الهمداني، وقد أسلفنا القول فيه عند ترجمة والده الطّاهر الشيخ حسين.

تجد ترجمته والثناء عليه بما هو أهله في غضون كثير من معاجم التراجم أمثال: سلافة العصر ص ٢٨٩، أمل الأمل ص ٢٦. تذكرة نصر آبادي ص ١٥٠. الروضة البهية لسيدنا الشفيع ريحانة الالباء لشهاب الدين الخفاجي ص ١٠٣ - ١٠٧. خلاصة الاثر للمحبي ٣: ٤٤٠

____________________

١ - ولشيخنا البهائى قصيدة آخرى ذكر فيها « الغدير » توجد فى ( الانوار النعمانية ) ص ٤٣، و روضات الجنات ص ٦٣٧.

٢٤٩

- ٤٥٥. جامع الرواة للاردبيلي. اجازات البحار ص ١٢٣ نقد الرجال ص ٣٠٣. محبوب القلوب للاشكوري. لؤلؤة البحرين ص ١٥. رياض الجنة للزنوزي في الروضة الرابعة في حرف الباء بعنوان البهائي. الاجازة الكبيرة للشيخ عبد الله السماهيجى. الاجازة الكبيرة للشيخ ميرزا حيدر علي بن عزيز الله النظري الاصبهاني. تاريخ عالم آراج ١ ص ١١٥. الاعلام للزركلي ٣ ص ٨٨٩. نسمة السحر فيمن تشيع وشعر. روضات الجنات ص ٦٣٢. مستدرك الوسائل ٣ ص ٤١٧ رياض العارفين ص ٤٥ مجمع الفصحاء ٢ ص ٨. روضة الصفاء ج ٨ في ذكر معاصرى الصفوية من العلماء نجوم السماء ص ٢٦. طرائق الحقايق ١ ص ١٣٧، مطلع الشمس ٢ ص ١٥٧، ٣٨٦، تتميم أمل الامل لابن ابي شبانة. تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي. شرح قصيدته: وسيلة الفوز والامان لاحمد المنيني. قصص العلماء ص ١٦٩. تكملة أمل الأمل لسيدنا ابي محمد الحسن صدر الدين الكاظمي. تنقيح المقال ٣ ص ١٠٧. هدية الاحباب ص ١٠٩. الكنى والالقاب ٢ ص ٨٩ سفينة البحار ١ ص ١١٣. الفوائد الرضوية ٢ ص ٥٠٢ - ٥٢١. مفتاح التواريخ ص ٣٣٢. منن الرحمان ١ ص ٦. دائرة المعارف للبستاني ١١ ص ٤٦٢ - ٤٦٤. تاريخ آداب اللغة العربية ٣ ص ٣٢٨. وفيات الاعلام لشيخنا الرازي. معجم المطبوعات ص ١٢٦٢. مجلة العرفان، الجزء الثامن والتاسع من المجلد الثاني الصادر سنة ١٣٢٨ ص ٣٨٣، ٤٠٧ - ٤١٣، ٤٧٢ - ٤٧٦، ٥٢١.

وألّف تلميذه العلّامة المولى مظفّر الدين علي رسالة في ترجمة استاذه المترجم له، وكذلك أفرد الشّيخ ابو المعالي ابن الحاجّ محمّد الكلباسي في ترجمته رسالة، وطبع أخيراً كتابٌ في تاريخ حياته ألّفه الكاتب الشهير [نفيسي ] الطهراني، وستقف على كلمتنا في آخر الترجمة حول الكتاب.

أساتذته ومشايخه

إنَّ رحلات شيخنا الأكبر ( البهائي ) لاقتناء العلوم ردحاً من عمره، واسفاره البعيدة إلى أصقاع العالم دون ضالّته المنشودة، وتجوّله دهراً في المدن والأمصار وراء اُمنيّته الوحيدة، واجتماعه في الحواضر الإسلاميّة مع أساطين الدّين، وعباقرة المذهب، وأعلام الاُمّة، وأساتذة كلِّ علم وفنّ، ونوابغ الفواضل والفضايل، تستدعي كثرة مشايخه في الأخذ والقرائة والرّواية غير انَّ المذكور منهم في غضون المعاجم:

١ - الشيخ والده المقدَّس الحسين بن عبد الصّمد، أخذ منه ويروي عنه.

٢ - الشيخ عبد العالي الكركي المتوفّى ٩٩٣ ابن المحقّق الكركي المتوفّى ٩٤٠.

٣ - الشيخ محمّد بن محمّد بن أبي اللطيف المقدسي الشافعي، يروي عنه شيخنا

٢٥٠

البهائي وله منه إجازة توجد في اجازات البحار ص ١١٠ مؤرّخة بسنة ٩٩٢.

٤ - الشيخ المولى عبد الله اليزدي المتوفّى ٩٨١ صاحب الحاشية، أخذ منه كما في [ خلاصة الأثر ] وغيرها.

٥ - المولى علي المذهب المدّرس تلمذ له في العلوم الرياضيّة.

٦ - القاضي المولى أفضل القايني.

٧ - الشيخ أحمد الكجائي(١) الكهدمي المعروف بپير أحمد، قرأ عليه في قزوين.

٨ - النطاسيّ المحنّك عماد الدّين محمود، قرأ عليه في الطبِّ.

قال المولى المحبّي في [ خلاصة الأثر ] ٣: ٤٤١: كان يجتمع مدَّة إقامته بمصر بالاستاذ محمَّد بن أبي الحسن البكري، وكان الاستاذ يبالغ في تعظيمه، فقال له مرَّة: يا مولانا! أنا درويش فقير كيف تعظّمني هذا التعظيم؟ قال: شممت منك رائحة الفضل، وامتدح الاستاذ بقصيدته المشهورة الّتي مطلعها:

يا مصر سقياً لك من جنّة

قطوفها يانعةٌ دانيه

ثرابها كالتبّر في لطفه

وماؤها كالفضّة الصّافيه

قد أخجل المسك نسيمٌ لها

وزهرها قد أرخص الغاليه

دقيقة أصناف أوصافها

وما لها في حسنها ثانيه

منذ أنخت الرَّكب في أرضها

نسيتُ أصحابي وأحبابيه

فيا حماها الله من روضة

بهجتها كافيةٌ شافيه

فيها شفاء القلب أطيارها

بنغمة القانون كالداريه

ويقول فيها:

من شاء أن يحيا سعيداً بها

منعّماً في عيشة راضيه

فليدع العلم وأصحابه

وليجعل الجهل له غاشيه

والطبَّ والمنطق في جانب

والنّحو والتّفسير في زاويه

وليترك الدَّرس وتدريسه

والمتن والشرح مع الحاشية

إلام يادهر وحتّى متى

تشقى بأيّامك أيّاميه؟

____________________

١ - قرية من كهدم من بلاد كيلان.

٢٥١

وهكذا تفعل في كلِّ ذي

فضيلة أو همّة عاليه

تحقّق الآمال مستعطفاً

وتوقع النّقص بآماليه

فإن تكن تحسبني منهمُ

فهي لعمري ظنّةٌ واهيه

دع عنك تعذيبي وإلّا فأشكـ

ـوك إلى ذي الحضرة العاليه(١)

وقال في الخلاصة ص ٤٤٠، ٤٤١: زار النبيَّ عليه الصّلاة والسّلام، ثمَّ أخذ في السّياحة، فساح ثلاثين سنة، واجتمع في اثناء ذلك بكثير من أهل الفضل، ثمَّ عاد وقطن بأرض العجم إلى أن قال: وصل إلى أصفهان فوصل خبره إلى سلطانها شاه عبّاس فطلبه لرياسة علمائها فوليها وعظم قدره، وارتفع شأنه، إلّا أنّه لم يكن على مذهب الشّاه في زندقته لانتشار صيته في سداد دينه، إلّا انّه غالى في حبِّ آل البيت.

قال الأميني: ما أجرأ الرَّجل على الوقيعة في مؤمن يقول: ربِّي الله؟ وبذاءة اللسان على العلويِّ الطاهر عاهل البلاد في يومه، ورميه إيّاه بالزَّندقة، ومن المعلوم نزاهة هذا الملك السَّعيد في دينه ومذهبه وأعمال وأفعاله وتروكه، ولم يكن إلّا على مذهب أعلام اُمَّته وفي مقدّمهم شيخنا البهائي، ولم يؤثر عنه إلّا ما هو حسنة وقته، وزينة عصره - وزينة كلِّ عصر - من موالاة العترة الطّاهرة صلوات الله عليهم، وتأييد مذهبهم الحقّ، لكنّ الرّجل مندفعٌ بدافع البغضاء فيقذف ولا يكترث، ويقول ولا يبالي، شنشنة أعرفها من أخزم.

وليت شعري أيّ غلوّ وقف عليه في حبِّ الشّيخ الأجل آل بيت نبيِّه الأطهر؟ نعم: لم يجد شيئاً من الغلوِّ لكنَّه يحسب كلَّ فضيلة رابية جعلها الله سبحانه لآل الرَّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكلّ عظمة اختصّهم بها غلوّاً، وهذا من عادة القوم سلفاً وخلفا، وإلى الله المشتكى.

تلامذته ومن يروى عنه

أخذ عن شيخنا ( البهائي ) علوم الدّين والفلسفة والأدب زرافات لا يستهان بعدَّتهم من العلماء الأفذاذ، كما يروي عنه بالإجازة جمعٌ من الفطاحل الأعلام، فإليك

____________________

١ - وذكرها الخفاجى فى ريحانة الالباء.

٢٥٢

أسماء الفريقين مرتَّبةً على الحروف:

حرف الالف

الشّيخ إبراهيم بن فخر الدّين العاملي البازوري، أمل الآمل ص ٥.

السيّد نظام الدّين أحمد بن زين العابدين العلويّ، له اجازات ثلث من المترجم له كتبها سنة ١٠١٨ توجد في [ إجازات البحار ]

الشّيخ ابو طالب التبريزي، تلمذ لشيخنا البهائي وله منه إجازة كما في [ رياض العلماء ].

السيّد ظهير الدِّين ابراهيم بن قوام الدَّين الهمداني المتوفّى سنة ١٠٢٥ له اجازةٌ من المترجم له « جامع الرّواة. سلافة. نجوم السّماء »

السيّد ابو القاسم الرّازي الغروي، له اجازةٌ من الترجم له ( وفيات الأعلام ).

السيّد أحمد بن عبد الصّمد الحسيني البحراني « سلافة العصر. أمل الآمل » السّيد معين الدين محمّد أشرف الشّيرازي، كتب المترجم له إجازة له على كتابه مفتاح الفلاح سنة ١٠٢١.

السيّد أحمد بن الحسين بن الحسن الموسوي العاملي الكركي، توجد إجازة شيخنا البهائي له المؤرَّخة سنة ١٠١٢ في [ إجازات البحار ] ص ١٣٢.

حرف الباء

السيّد بدر الدِّين بن أحمد العاملي الأنصاري نزيل طوس، شارح الإثنى عشريَّة الصّوميّة والصّلاتيّة لاُستاذه المترجم له « أمل الآمل »

كمال الدِّين الحاجّ بابا بن ميرزا جان القزويني، كتب المترجم له اجازته سنة ١٠٠٧ على ظهر [ الحبل المتين ] الذي كتبه المجاز له « الذريعة ١: ٢٣٧، مستدرك الاجازات » الأمير محمّد باقر الأسترآبادي المشهور بطالبان « أمل الآمل ٦٠ »

المولى محمّد باقر بن زين العابدين اليزدي « تتميم أمل الآمل للقزويني، نجوم السّماء »

المولى بديع الزَّمان القهپاني له اجازة كتبها المترجم له على كتابه الإثنى عشريَّة الصّلاتيّة « الذريعة » ١: ٢٣٧.

٢٥٣

ج ح خ

الشّيخ جعفر بن الشيخ لطف الله بن عبد الكريم الميسي العاملي الأصفهاني، أجاز له ولوالده سنة ١٠٢٠، توجد في [ إجازات البحار ] ص ١٣٠.

الشّيخ جواد بن سعد بن جواد البغدادي المعروف بالفاضل الجواد يروي عن المترجم له « المستدرك ج ٣: ٤٠٦ »

الشّيخ جعفر بن محمّد بن الحسن الخطي البحراني « أمل الآمل، سلافة العصر » وفي السّلافة انّه توفي سنة ١٠٢٨ »

المولى حسن علي بن المولى عبد الله التستري المتوفّى سنة ١٠٦٩ كما في « السّلافة » أو ١٠٧٥، كتب المترجم له اجازته إيّاه سنة ١٠٣٠، توجد في [ إجازات البحار ] ص ١٤٠.

الحاجّ المولى حسين اليزدي الأردكاني، له شرح خلاصة الحساب لاُستاذه المترجم له ولأستاذه تقريظ عليه « رياض العلماء »

السيّد حسين بن السيّد كمال الدين الأبزر الحسيني الحلي، يروي عن المترجم له كما في اجازة الشيخ عبد علي الخمايسي الرّاوي عن السيّد حسين المذكور للشيخ ناجي الحُصيناوي الصادرة سنة ١٧٢ وغيرها من اجازاته.

الشّيخ حسين بن الحسن العاملي المشغري نزيل مشهد الرّضا والمدفون بها يروي بالإجازة عن المترجم له، توجد على كتاب النّكاح من التذكرة « أمل الآمل »

الشّيخ حسين بن علي بن محمّد الحرّ العاملي نزيل اصفهان « أمل الآمل »

السيّد حسين بن محمّد عليّ بن الحسين العاملي الجبعي المتوفّى ١٠٦٩ « أمل الآمل »

السيّد حسين بن حيدر الكركي المتوفّى سنة ١٠٧٦، يروي عن المترجم له بالإجازات الثلث المؤرّخة بسنة ١٠٠٣، و ١٠١٠ و ١٠٢٠ « المستدرك ٣: ٤١٧ »

السيّد الأمير شرف الدّين حسين كتب المترجم له اجازة له سنة ١٠٣٠ على إجازة الشّهيد الثاني لوالد المجيز، توجد في [ إجازات البحار ]

٢٥٤

ميرزا حاتم بيك اعتماد الدولة الاُوردبادي، أخذ الاسطرلاب من المترجم له ٢٥ وكتب استاذه ( البهائي ) له رسالته ( الحاتميّة ) بالفارسيّة ١٣١٩.

المولى خليل بن الغازي القزويني المتوفّى سنة ١٠٨٩، يروي عن المترجم له « سلافة العصر. أمل الآمل، المستدرك » ٣: ٤١٢.

المولى خليل بن محمّد أشرف القايني الاصفهاني يروي غير المترجم له.

ر ز

رضي الدّين ابن أبي اللطيف القدسي « خلاصة الأثر » : ٣: ٤٤٣.

الشيخ زين الدّين بن محمّد حفيد شيخنا الشّهيد الثّاني المتوفّى سنة ١٠٦٤ « الدرّ المنثور »

س ش ص

المولى سعيد بن عبد الله النصيري يوجد بعض تآليف استاذه بخطّه وعليه خطّ استاذه المولى سلطان حسين بن المولى سلطان محمّد الاسترآبادي مؤلّف ( تحفة المؤمنين ) استشهد سنة ١٠٧٨ ( رياض العلماء ).

الشيخ سليمان بن علي بن راشد البحراني الشاخوري المتوفّى سنة ١١٠١ روضات الجنّات ص ٥٣٩ »

كمال الدّين السيّد شاهمير الحسيني كتب المترجم له إجازة له على نسخة من أربعينه سنة ١٠٠٨ « الذريعة ١: ٢٣٨ »

المولى صالح بن احمد المازندراني المتوفّى سنة ١٠٨١ - ١٠٨٦ يروي عن المترجم له « المستدرك ٤١٣٣: »

المولى محمّد صادق بن محمّد علي التويسركاني شارح لغز استاذه « الذريعة »

المولى محمّد صالح الجيلاني نزيل اليمن المتوفّى سنة ١٠٨٨ « نسمة السّحر »

الشيخ صالح بن الحسن الجزائري له أسؤلة عن المترجم له أجاز له في جوابها « أمل الآمل »

ع

الشيخ نجيب الدّين عليّ بن محمّد بن مكّي العاملي الجبعي « أمل الآمل »

٢٥٥

الشيخ زين الدّين عليّ بن سليمان البحراني المتوفّى سنة ١٠٦٤، حكى شيخنا الشّيخ سليمان الماحوزي البحراني اجازة المترجم له ايّاه في تراجم علماء البحرين « لؤلؤة البحرين، المستدرك ٣: ٣٨٨ »

المولى عبد الوحيد بن نعمة الله الديلمي الاسترابادي صاحب التآليف الكثيرة، ( رياض العلماء )

الشيخ علي بن محمود العاملي « أمل الآمل »

الشيخ علي بن نصر الله الجزايري مؤلّف الحاشية على الرّوضة البهيَّة « رسالة الشيخ سليمان الماحوزي في علماء البحرين »

المولى عزّ الدين علي النقي بن أبي العلا محمّد هاشم الكمرئي المتوفّى سنة ١٠٦٠، يروي عن المترجم له « مستدرك النّوري ٣: ٤٠٥ »

الشيخ عبد العليّ بن ناصر بن رحمة الله الحويزي، صاحب تآليف كثيرة « أمل الآمل »

الشيخ عبد اللّطيف بن علي العاملي الحويزي « أمل الآمل، مستدرك الوسايل »

السيّد عبد العظيم بن السيِّد عباس الأسترابادي « رياض العلماء »

السيّد شمس الدّين علي بن محمّد بن علي الحسيني الخلخالي شارح خلاصة الحساب، وتشريح الأفلاك لاستاذه سنة ١٠٠٨ « رياض العلماء »

السيّد بهاء الدّين علي الحسيني التفرشي، أجاز له المترجم له سنة ١٠١٣ سابع شهر رمضان ( مستدرك الاجازات )

السيّد شرف الدّين علي الطباطبائي الشولستاني الغروي المتوفّى ١٠٦٠ يروي عن المترجم له « المستدرك ٣: ٤٠٩ »

الشّيخ نور الدّين علي بن عبد العزيز البحراني، أجاز له المترجم له في شوّال سنة ٩٩٨.

القاضي علاء الدّين عبد الخالق المعروف بالقاضي زاده الكرهرودي « رياض العلماء »

المولى مظفّر الدّين عليّ له رسالة في ترجمة استاذه المترجم له وتعاليق على أربعينه.

الشّيخ علي بن أحمد النباطي العاملي شارح الإثنى عشريّة الصّلاتيّة لاُستاذه

٢٥٦

المترجم له، أجاز له بالإجازات الثلث سنة ١٠١١ و ١٠١٢، توجد بعض تآليف استاذه بخطّه وعليه إجازاته له.

الشيخ زكيّ الدّين عنايت الله بن شرف الدّين علي القهپاني النجفي مؤلّف ( مجمع الرّجال ).

المولى غياث الدّين علي الاصفهاني، يروي عن المترجم له كما في إجازات البحار ص ١٣٦.

السيّد علي العلوي البعلبكّي العامليّ، ولعلّه السيّد عليّ بن علوان الحسيني.

ق ك ل

ميرزا قاضي بن كاشف الدّين محمّد اليزدي نزيل مشهد الرّضاعليه‌السلام ، صاحب ( التحفة الرضويّة في شرح الصَّحيفة السَّجادية ).

المولى محمّد قاسم الجيلاني « نجوم السماء »

السيّد الأمير سراج الدّين قاسم بن المير محمّد الطباطبائي القهپاني، يروي عن المترجم له « جامع الرّواة، المستدرك ٣: ٤٠٩ »

المولى محمّد كاظم بن عبد علي الجيلاني التنكابني شارح تشريح الأفلاك بأمر استاذه « رياض العلماء »

الشيخ لطف الله بن عبد الكريم الميسي العاملي الأصفهاني، أجاز له المترجم له سنة ١٠٢٠ ( إجازات البحار ) ص ١٣٠، توفّي سنة ١٠٣٢ باصبهان ترجمه شيخنا الحرّ في أمل الآمل، والكشميري في نجوم السّماء.

م

السيّد أبو علي الماجد بن هاشم البحراني المتوفّى ١٠٢٨ له إجازتان من المترجم له.

المولى محمّد المحسن الفيض الكاشاني المتوفّى سنة ١٠٩١ يروي عن المترجم له « المستدرك ٣: ٤٢١ »

نظام الدّين محمّد بن الحسين القرشي السّاوجي متمّم الجامع العبّاسي لاُستاذه بعد وفاته.

٢٥٧

السيّد ميرزا رفيع الدّين محمّد النائيني المتوفى سنة ١٠٨١، يروي عن المترجم له [ جامع الرّواة، سلافة العصر، المستدرك ٣: ٤٠٩ ]

الشيخ محمّد بن علي العاملي التبنيني « أمل الآمل »

الشيخ محمود بن حسام الدّين الجزايري، يروي عن المترجم له « لؤلؤة البحرين، المستدرك ٣: ٣٩٠ »

المولى محمّد صدر الدّين بن محبّ علي التبريزي، مترجم الاثنى عشريات ومفتاح الفلاح لاستاذه.

السيد محمد تقي بن أبي الحسن الحسيني الأسترآبادي « أمل الآمل »

المولى علاء الدين محمّد بن بدر الدين محمّد القمي.

المولى محمّد رضا البسطامي أجازه المترجم له سنة ١٠٣٠، وكتبها على نسخة من كتابه [ الحبل المتين ]

المولى محمّد تقي المجلسي المتوفّى سنة ١٠٧٠، يروي عن المترجم له « إجازات البحار ص ١٥٠، ومستدرك الإجازات »

الشّيخ حسام الدّين محمود بن درويشعلي الحلّي النجفي، يروي عن المترجم له ( رياض العلماء المستدرك ٤٢٤ ) وإجازة الشيخ عبد الواحد البوراني للشيخ أبي الحسن الشَّريف.

المولى صدر الدِّين محمّد الشيرازي الشهير بالمولى صدرا المتوفّى سنة ١٠٥٠ يروي عن المترجم له « المستدرك ٣: ٤٤ »

المولى صفيّ الدين محمّد القمي يروي عنه باجازته له سنة ١٠١٥ « إجازات البحار ص ١٣٠ »

المولى محمّد باقر بن محمّد مؤمن السّبزواري المتوفّى سنة ١٠٩٠(١) .

المولى محمّد أمين القاري الرّاوي، يروي بالإجازة عن المترجم له.

الشّيخ بهاء الدّين محمّد العاملي، يروي عن سميّه المترجم له بالإجازة.

____________________

١ - ذكره صاحب الروضات ص ١١٧ ولعله اشتباه حيث ولد المولى السبزوارى هذا سنة ١٠١٧ فكان له عند وفاة الشيخ ١٣ عاماً.

٢٥٨

الأمير شمس الدّين محمّد الگيلاني، شارح خلاصة الحساب.

المولى ملك حسين بن ملك علي التبريزي، أجاز له المترجم له سنة ٩٩٨ « نجوم السَّماء »

السيّد محمَّد علي بن ولي الإصفهاني، أجاز له المترجم له ولوالده « الذريعة ١: ٢٣٨ »

القاضي مجد الدّين العبّاسي القثمي الدزفولي، يروي عن المترجم له ويذكره من مشايخه في إجازته لولده القاضي فصيح الدّين « وفيات الأعلام »

المولى معزّ الدّين محمّد، يروي عن المترجم له « أمل الآمل »

الشّيخ محمّد بن سليمان(١) المقابي البحراني [ لؤلؤة البحرين ] وله من المترجم له إجازة تاريخها شهر شعبان ٩٩٨ توجد في « المستدرك »

الشّيخ محمَّد بن محمَّد بن الحسين الحرّ العاملي المشغري المتوفّى سنة ١٠٩٨ « أمل الآمل »

الشّيخ محمّد بن نصّار الحويزي « أمل الآمل »

الشّيخ ابو الحسن محمّد بن الشّيخ يوسف البحراني العسكري يروي بالإجازات الثلث المؤرّخة بسنة. ٩٩٨ و ٩٩٩ و ١٠٠٠ « الذريعة، ومستدرك الإجازات »،

الشّيخ محمود بن حسام الدّين المشرفي الجزائري « وفيات الأعلام »

المولى مراد بن علي خان التفرشي المتوفّى سنة ١٠٥١ « جامع الرُّواة »

المولى محمّد الشهير بالتقيّ الصّوفي الزيابادي القزويني، صاحب ملحقات الصَّحيفة الكاملة المؤلّفة سنة ١٠٢٣ تلمّذ للمترجم له واُجيز منه.

المولى محمّد بن الشاه مرتضى بن الشّاه محمود الكاشي أخو مولانا محمّد المحسن الفيض يروي عن المترجم له بتصريح ولده الشّاه مرتضى في إجازته لولده نور الدّين محمّد بن المرتضى سنة ١٠٨٨ « الذريعة ١: ٢٥٠، مستدرك الإجازات »

المولى مقصود بن زين العابدين الأسترابادي « رياض العلماء »

____________________

١ - في إجازة المترجم له إياه: محمد بن يوسف.

٢٥٩

الشّيخ محمّد شمس الدّين بن علي بن خاتون العاملي مترجم شرح أربعين استاذه، أجاز له سنة ١٠٢٩ « أمل الآمل، الذريعة ١: ٢٣٩ »

المولى شريف الدّين محمّد الرويدشتي المعروف بشريفا الاصفهاني المتوفّى سنة ١٠٨٧، تاريخ إجازته له سنة ١٠٢٢ « المستدرك ٣: ٤٠٩، إجازات البحار ص ١٣١ » المولى شمسا شمس الدّين محمّد الكشميري، يروي بالإجازة عن المترجم له كما صرَّح به في إجازته لتلميذه المولى هداية الله بن المولى عبد الصّمد الجيلاني في سنة ١٠٤٠ « وفيات الأعلام »

ه‍ ي

الشيخ هاشم بن أحمد بن عصام الدّين الأتكاني، أجاز له المترجم له سنة ١٠٣٠، وكتب إجازته له على نسخة الإثنى عشريات المكتوبة بخطّ المجاز له « الذريعة » ١: ٢٣٩.

الشّيخ يحيى اللّاهجي، له اجازةٌ من المترجم له كتبها سنة ١٠٢٥.

تآليفه القيمة

إن يكن شيخنا المترجم له ( البهائي ) قد طوته طوارق القدَر، فغيَّبه عن العيون حمامه، فقد أبقى له علمه الجمّ وآثاره القيّمة حياةً خالدةً مع الدّهر، وإليك أسماء كتبه الثَّمينة في شتّى العلوم:

١ - العروة الوثقى في التفسير ط

٢ - الجامع العبّاسي في الفقه ط

٣ - رسالة فارسيّة في الاسطرلاب

٤ - رسالة عربيّة في الاسطرلاب

٥ - حاشية على تفسير البيضاوي ط

٦ - حاشية على خلاصة الأقوال

٧ - الإثنى عشريّات الخمس

٨ - رسالة الحساب بالفارسيّة

٩ - عين الحياة في التفسير

١٠ - حاشية على مختلف الشيعة

١١ - حاشية علي رجال النجاشي

١٢ - رياض الأرواح ( منظومة )

١٣ - شرح تفسير البيضاوي

١٤ - حاشية على الفقيه

١٥ - سوانح سفر الحجاز

١٦ - حواشي شرح التذكرة

١٧ - تشريح الأفلاك ط

١٨ - حلّ حروف القرآن

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

والسنّة أو نقلوه باعتباره تفسير لها(1) .

وكلمتا «ركّع» وهي جمع للراكع ، و «السجود» وهي جمع ساجد ، لم يرد بينهما واو العطف ، بل ذكرتا وصفا لتقارب هاتان العبادتان.

وبعد إعداد البيت للعبادة ، أمر الله تعالى إبراهيمعليه‌السلام :( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) .

كلمة «أذّن» مشتقة من «الأذان» أي «الإعلان». و «رجال» جمع «راجل» أي «ماشي». و «الضامر» تعني الحيوان الضعيف. و «الفجّ» في الأصل تعني المسافة بين جبلين ، ثمّ أطلقت على الطرق الواسعة و «العميق» تعني هنا «البعيد».

جاء في حديث رواه علي بن إبراهيم في تفسيره : عند ما تسلّم إبراهيمعليه‌السلام هذا الأمر الربّاني قال : إنّ أذاني لا يصل إلى أسماع الناس ، فأجابه سبحانه وتعالى (عليك الأذان وعليّ البلاغ)! فصعد إبراهيمعليه‌السلام موضع المقام ووضع إصبعيه في أذنيه وقال : يا أيّها الناس كتب عليكم الحجّ إلى البيت العتيق فأجيبوا ربّكم. وأبلغ اللهعزوجل نداءه أسماع جميع الناس حتّى الذين في أصلاب آبائهم وأرحام أمّهاتهم ، فردّوا : لبيّك اللهمّ لبّيك! وإنّ جميع الذين يشاركون في مراسم الحجّ منذ ذلك اليوم وحتّى يوم القيامة ، هم من الذين لبّوا دعوة إبراهيمعليه‌السلام (2) .

وقد ذكرت الآية هنا الحجّاج المشاة أوّلا ، ثمّ الراكبين ، لأنّهم أفضل منزلة عند الله ، بسبب ما يتحمّلون من صعاب السفر أكثر من غيرهم ، ولهذا السبب قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «للحاج الراكب بكلّ خطوة تخطوها راحلته سبعون حسنة ، وللحاج الماشي بكلّ خطوة يخطوها سبعمائة حسنة»(3) .

__________________

(1) يراجع تفسير الآية موضع البحث في تفاسير الميزان ، وفي ظلال القرآن ، والتبيان ، ومجمع البيان ، والتّفسير الكبير للفخر الرازي.

(2) بتلخيص ، عن تفسير علي بن إبراهيم حسبما نقله تفسير نور الثقلين ، المجلّد الثّالث ، 488. والآلوسي في روح المعاني ، والفخر الرازي ، في التّفسير الكبير في تفسير الآية موضع البحث مع بعض الفارق.

(3) تفسير «روح المعاني» ، و «مجمع البيان» ، و «الفخر الرازي».

٣٢١

أو أنّ هذه المنزلة جاءت لتحديد أهميّة حجّ بيت الله الحرام ، الذي يجب أن يتمّ بأي أسلوب وبأيّة إمكانات. وأن لا ينتظر الحاج مركبا له.

أمّا عبارة «ضامر» فتعني الحيوان الضعيف ، إشارة إلى أنّ هذا الطريق يجعل الحيوان هزيلا ، لأنّه يجتاز صحاري جافة محرقة لا زرع فيها ولا ماء ، واستعدادا لتحمل الصعاب في هذا الطريق.

أو يكون المراد أنّ على الحاج إختيار جواد قوي سريع صابر ، رشيق ضامر ، متدرّب على السير في مثل هذه الطرق ، ولا فائدة ترجى من الحيوان المنعم في هذا الطريق. (مثلما لا يمكن للرجال المترفين اجتياز هذا الطريق).

أمّا عبارة( مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) فهي إشارة إلى توجّه الحجاج إلى الكعبة ، ليس فقط من الأماكن القريبة ، بل يشمل ذلك الحجّاج من الأماكن البعيدة أيضا. كلمة «كلّ» لا تعني هنا الاستغراق والشمول ، بل الكثرة.

ويذكر المفسّر المشهور أبو الفتوح الرازي في تفسيره لهذه الآية حياة مثيرة لرجل يدعى «أبو القاسم بشر بن محمّد» فيقول : رأيت حين الطواف شيخا هزيلا بدت عليه آثار السفر ، ورسم التعب علائمه على جبينه. تقدّمت إليه وسألته من أين أنت؟ أجاب : من فجّ عميق طال قطعه خمسة أعوام! فأصبحت شيخا هزيلا من شدّة تعب السفر وآلامه ، فقلت : والله لهي مشقّة ، إلّا أنّها طاعة خالصة وحبّ عميق لله تعالى.

فسّره ذلك ثمّ أنشد :

زر من هويت وإن شطّت بك الدار

وحال من دونه حجب وأستار!

لا يمنعنّك بعد من زيارته

إنّ المحبّ لمن يهواه زوّار!

حقّا إنّ جاذبية بيت الله هي بدرجة تجعل القلوب الطافحة بالإيمان تهوى

٣٢٢

إليه من جميع الأنحاء ، قربت أم بعدت ، تجذب الشاب والشيخ والصغير والكبير ، من كلّ أمّة ومكان ، بعيدا أم قريبا ، الكل يلبّون الله يأتونه عشّاقا ليروا مظاهر ذات الله الطاهرة في تلك الأرض المقدّسة بأعينهم ، ويشعروا برحمته التي لا حدود لها من أعماق وجودهم(1) .

وتناولت الآية التالية فلسفة الحجّ في عبارة موجزة ذات دلالات عديدة فقالت :( لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ ) . أي أنّ على الناس الحجّ إلى هذه الأرض المقدّسة ، ليروا منافع لهم بأم أعينهم.

وقد ذكر المفسّرون لكلمة المنافع الواردة في الآية عدّة معان ، إلّا أنّه لا تحديد لمعناها كما يبدو من ظاهر الآية ، فهي تشمل جميع المنافع والبركات المعنوية والمكاسب المادية ، وكلّ عائد فردي واجتماعي وفلسفة سياسيّة واقتصادية وأخلاقية. فما أحرى المسلمين أن يتوجّهوا من أنحاء العالم إلى مكّة ليشهدوا هذه المنافع! إنّها لعبارة جميلة! ما أولاهم أن يجعلهم الله شهودا على منافعهم! ليروا بأعينهم ما سمعوه بآذانهم!

وعلى هذا ذكر في كتاب الكافي حديثا عن الإمام الصادقعليه‌السلام في الردّ على استفسار ربيع بن خيثم عن كلمة المنافع ، منافع الدنيا أو منافع الآخرة؟ فقال : «الكل»(2) .

وسنتناول بإسهاب شرح هذه المنافع في ملاحظاتنا على هذه الآية إن شاء الله.

ثمّ تضيف الآية :( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ

__________________

(1) يقول العالم الفاضل العلامة الشعراني رضى الله عنه : إن ذلك ليس عجيبا بالنسبة للذين يأتون إلى مكة من الأندلس أو المغرب أو من أنحاء نائية في الصين أو من استرالية. حيث يستغرق سفرهم زمنا طويلا يصل إلى عدة أشهر نظرا لوسائط النقل التي كانت تستعمل آنذاك وافتقاد الطرق للأمن (إضافة إلى ذلك كان البعض من المتولهين ببيت الله يتعرضون إلى السرقة في الطريق فيضطرون إلى العمل من أجل إعداد مؤنة باقي الطريق إلى بيت الله الحرام).

(2) تفسير نور الثقلين ، المجلد الثالث ، الصفحة 488 نقلا عن كتاب الكافي.

٣٢٣

الْأَنْعامِ ) أي أنّه على المسلمين أن يحجّوا إلى البيت ويقدّموا القرابين من المواشي التي رزقهم الله ، وأن يذكروا اسم الله عليها حين الذبح في أيّام محدّدة معروفة. وبما أنّ الاهتمام الأساس في مراسم الحجّ ، ينصب على الحالات التي يرتبط فيها الإنسان بربّه ليعكس جوهر هذه العبادة العظيمة ، تقيّد الآية المذكورة تقديم القربان بذكر اسم الله على الاضحية فقط ، وهو أحد الشروط لقبولها من لدن العلي القدير. وهذا الذكر إشارة إلى توجّه الحاج إلى الله كلّ التوجّه عند تقديم الأضحية ، وهمّه كسب رضى الله وقبوله القربان ، كما أنّ الاستفادة من لحم الضحية تقع ضمن هذا التوجّه.

وفي الحقيقة يعتبر تقديم الأضاحي رمزا لإعلان الحاج استعداده للتضحية بنفسه في سبيل الله ، على نحو ما ذكر من قصّة إبراهيمعليه‌السلام ومحاولة التضحية بابنه إسماعيلعليه‌السلام . إنّ الحجّاج بعملهم هذا يعلنون استعدادهم للإيثار والتضحية في سبيل الله حتّى بأنفسهم.

وعلى كلّ حال فإنّ القرآن بهذا الكلام ينفي أسلوب المشركين الذين كانوا يذكرون أسماء الأصنام التي يعبدونها على أضاحيهم ، ليحيلوا هذه المراسم التوحيديّة إلى شرك بالله. وجاء في ختام الآية :( فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ) .

كما يمكن أنّ تفسّر هذه الآية بأنّ القصد من ذكر اسم الله في( أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ ) هو التكبير والحمد لله ربّ العالمين لما أنعم علينا من نعم لا تعدّ ولا تحصى.

خاصة بما رزقنا من بهيمة الأنعام التي نستفيد في حياتنا من جميع أجزاء أبدانها(1) .

* * *

__________________

(1) في التّفسير الأوّل (أي ذكر اسم الله على الأضحية) تكون «على» هنا للاستعلاء ، أمّا في التّفسير الثّاني (أي الذكر المطلق لاسم الله تعالى في هذه الأيّام) فإنّ «على» تعني «من أجل» فالفرق بين هذين التّفسيرين كبير ، سنشير إليه في الملاحظات.

٣٢٤

بحوث

1 ـ ما هي الأيّام المعلومات؟

يأمرنا الله سبحانه وتعالى ـ في الآيات السابقة ـ أن نذكره في( أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ ) . وجاء ذلك أيضا في سورة البقرة الآية (203) بشكل آخر( وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ ) . فما هي الأيّام المعلومات؟ وهل تطابق في معناها الأيّام المعدودات ، أمّ لا؟

اختلف المفسّرون في هذه الأيّام ، كما اختلفت الرّوايات التي ذكرت بهذا الصدد : حيث يرى بعض المفسّرين ـ ويستندون إلى بعض الأحاديث الإسلامية ـ أنّه يقصد بـ «الأيّام المعلومات» الأيّام العشرة الأولى من ذي الحجّة ، وأمّا «الأيّام المعدودات» فهي «أيّام التشريق» أي اليوم الحادي عشر والثّاني عشر والثّالث عشر من ذي الحجّة. الأيّام التي تشرق فيها القلوب.

أمّا المجموعة الثّانية من المفسّرين فقد استندوا إلى أحاديث أخرى فقالوا : إنّ العبارتين تشيران إلى أيّام التشريق التي تعتبر هي الأيّام الثلاثة ذاتها ، وأحيانا يضاف إليها اليوم العاشر أي عيد الأضحى.

وعبارة( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ) التي جاءت في سورة البقرة ، تدلّ على أنّ أيّام التشريق ليست أكثر من ثلاثة أيّام ، لأنّ التعجيل فيها يحدث نقصا في أيّامها فتصبح يومين.

ومع ملاحظة أنّ التضحية جاءت في الآيات ـ موضع البحث ـ بعد ذكر الأيّام المعلومات. ونعلم أنّ تقديم الأضاحي يتمّ في اليوم العاشر من ذي الحجّة ، فإنّ ذلك يؤكّد أنّ الأيّام المعلومات هي الأيّام العشرة الأولى من ذي الحجّة التي تنتهي بيوم الأضحى. وعلى هذا يقوى دليل التّفسير الأوّل القائل باختلاف معنى الأيّام المعلومات والأيّام المعدودات.

٣٢٥

ومع الأخذ بوحدة المعاني التي تضمنّتها الآيتان ، يبدو أنّ الأرجح في هذه القضيّة القول بأنّ الآيتين تشيران إلى موضوع واحد ، وهدفهما الاهتمام بذكر الله في أيّام معيّنة تبدأ من العاشر من ذي الحجّة وتنتهي بالثّالث عشر منه. ومن الطبيعي أن تكون إحدى الحالات التي يجب ذكر اسم الله فيها ، هي حين تقديم الأضاحي(1) .

2 ـ ذكر الله في أرض «منى»

جاء في روايات عديدة أنّ ذكر الله في هذه الأيّام تكبير خاص يذكر بعد إتمام صلاة ظهر يوم عيد الأضحى ، ويستمر ذكر هذا التكبير في خمس عشرة صلاة (أي ينتهي بعد صلاة صبح اليوم الثّالث عشر) وهو كما يلي :

«الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ، الله أكبر على ما هدانا ، والله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام»(2) .

كما نصّت بعض الأحاديث على أنّ التكبير في المرّات الخمسة عشر خاص بالذين هم بأرض «منى» في أيّام الحجّ ، أمّا من كانوا في المناطق الاخرى فعليهم ذكر هذا التكبير عقب عشر صلوات (يبدأ من بعد صلاة الظهر من يوم العيد ، وينتهي بصلاة صبح اليوم الثّاني عشر)(3) والأحاديث الخاصّة بالتكبير دليل آخر على أنّ الذكر في الآيات السابقة عامّ وليس محدّدا بتقديم الأضاحي. رغم أنّ هذا المفهوم الكلّي يشمل هذا المصداق أيضا.

__________________

(1) وعليه يزول الخلاف بين هاتين المجموعتين من المفسّرين في تفسير عبارة «ويذكر اسم الله» حيث خصّصت أولاها ذكر اسم الله بتقديم الأضاحي ، والأخرى جعلت مفهومه عامّا ، وبهذا يكون التّفسير الأوّل مصداقا للتفسير الثّاني ، ويكون التّفسير الثّاني ذا مفهوم واسع وعام.

(2) ورد الحديث السابق عن الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام وقد ذكر في بحار الأنوار ، المجلّد 99 ، صفحة 306.

(3) بحار الأنوار ، المجلّد 99 ، صفحة 307.

٣٢٦

3 ـ فلسفة الحجّ وأسراره العميقة!

إنّ لشعائر الحجّ ـ كما هو الحال بالنسبة للعبادات الاخرى ـ بركات كثيرة جدّا في نفسيّة الفرد والمجتمع الإسلامي. ويمكنها ـ إن أجريت وفق أسلوب صحيح ـ أن تحدث في المجتمعات الإسلامية تبدّلا جديدا كلّ عام.

وتمتاز هذه المناسك بأربعة أبعاد مهمّة :

1 ـ البعد الأخلاقي للحج :

أهمّ جانب في فلسفة الحجّ التغيّر الأخلاقي نحو الأحسن الذي يحصل عند الناس ، فمراسم الإحرام تبعد الإنسان بشكل تامّ عن الأمور المادية والامتيازات الظاهرية والألبسة الفاخرة ، ومع تحريم الملذّات ، وبناء الذات الذي يعتبر من واجبات المحرم يبتعد الفرد عن عالم المادّة ، ويدخل إلى عالم النور والصفاء والتسامي الروحي. وترى الإنسان قد ارتاح فجأة من عبء الامتيازات الموهومة ، والدرجات والرتب والنياشين.

ثمّ تلي عمليّة الإحرام مراسم الحجّ الاخرى تباعا ، وفيها تتوطّد علاقة الإنسان الروحيّة مع خالقه ـ لحظة بعد أخرى ـ وتتوثّق. فينقطع عن ماضيه الأسود المملوء آثاما وذنوبا ، ويتّصل بمستقبل واضح كلّه نور وصفاء. خاصّة أنّ مراسم الحجّ تثير في الإنسان اهتماما كبيرا ـ في كلّ خطوة يخطوها ـ بإبراهيمعليه‌السلام محطّم الأصنام ، وإسماعيلعليه‌السلام ذبيح الله. وأمّه هاجرعليها‌السلام . ويتجلّى للحجّاج جهادهم وتضحياتهم ، إضافة إلى كون أرض مكّة عامّة ، والمسجد الحرام وبيت الكعبة ومحلّ الطواف حولها خاصّة ، تذكر الحاجّ بالرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقادة الإسلام العظام وجهاد المسلمين في صدر الإسلام ، فيتعمّق أثر هذه الثورة الأخلاقية بدرجة يشاهد فيها الحاج في كلّ زاوية من زوايا المسجد الحرام وأرض مكّة المقدّسة وجه النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعليعليه‌السلام ، وسائر قادة المسلمين ، ويسمع قعقعة سيوفهم وصهيل خيولهم.

أجل ، إنّ هذه الأمور كلّها تتّحد وتتضامن لتمهّد لثورة أخلاقية في القلوب

٣٢٧

المستعدّة. وبشكل لا يمكن وصفه تفتح في حياة الفرد صفحة جديدة. ولهذا نصّت الأحاديث الإسلامية على أنّ الذي يؤدّي الحجّ تامّا صحيحا «يخرج من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمّه»(1) !

فالحجّ ولادة ثانية للمسلم. يستهلّ بها حياة إنسانية جديدة ، ولا حاجة هناك لإعادة القول بأنّ هذه البركات وتأثيرها وما نشير إليه بعد هذا ليست نصيب من اقتنع من مكاسب الحجّ بقشرته ورمي اللب جانبا. كما أنّها ليست نصيب من يعتبر الحجّ سياحة للتنفيس عن الخاطر ، أو للتظاهر والرياء ، أو طريقا للحصول على متاع شخصي دنيوي ، وهو في الحقيقة لم يتوصّل إلى معنى الحج الحقيقي ، فكان نصيبه ما يستحقّه!

2 ـ البعد السياسي للحجّ

ذكر أحد كبار فقهاء المسلمين أنّ مراسم الحجّ في الوقت الذي تستبطن أخلص وأعمق العبادات ، هي أكثر الوسائل أثرا في التقدّم نحو الأهداف السياسيّة الإسلامية. فجوهر العبادة التوجّه إلى الله ، وجوهر السياسة التوجّه إلى خلق الله ، وهذان الأمران امتزجا في الحجّ بدرجة أصبحا كنسيج واحد.

إنّ الحجّ عامل مؤثّر في وحدة صفوف المسلمين.

الحجّ عامل مهمّ في مكافحة التعصّب القومي والعنصري والتقوقع في حدود جغرافية.

والحجّ وسيلة لتحطيم الرقابة التي تفرضها الأنظمة الظالمة ، وتدمير هذه الأنظمة المتسلّطة على رقاب الشعوب الإسلامية.

والحجّ وسيلة لنقل الأنباء السياسية للبلدان الإسلامية من نقطة إلى أخرى.

__________________

(1) بحار الأنوار ، المجلّد 99 ، الصفحة 26.

٣٢٨

وأخيرا الحجّ عامل مؤثّر في تحطيم قيود العبودية والاستعمار وتحرير المسلمين.

ولهذا السبب كان موسم الحجّ زمن الجبابرة كبني أميّة وبني العبّاس الذين كانوا يسيطرون على الأراضي الإسلامية المقدّسة ، ويراقبون كلّ تحرّك تحرّري إسلامي ليقمعوه بقوّة ، كان الموسم متنفّسا للحرية ولاتّصال فئات المجتمع الإسلامي الكبير بعضها مع بعض ، لطرح القضايا السياسيّة المختلفة التي تهمّ كلّ مسلم.

وعلى هذا الأساس قال أمير المؤمنين عليعليه‌السلام في معرض حديثه عن فلسفة الفرائض والعبادات «الحجّ تقوية للدّين»(1) .

كما أنّ أحد السياسيين الأجانب المشهورين قال : «الويل للمسلمين إن لم يعرفوا معنى الحجّ ، والويل لأعدائهم إذا أدرك المسلمون معنى الحجّ»!

واعتبرت الأحاديث الإسلامية الحجّ جهاد الضعفاء ، إذ يمكن للشيوخ والنساء الضعيفات المشاركة في الحجّ ليظهروا عظمة الامّة الإسلامية. وليدخلوا الرعب في قلوب أعداء الإسلام بمشاركتهم في صفوف المصلّين المتراصّة في دوائر تحيط ببيت الله الحرام. وهي توحّد الله وتكبّره.

3 ـ البعد الثقافي للحجّ

يمكن أن يؤدّي التقاء المسلمين أيّام الحجّ دورا فعّالا في التبادل الثقافي في المجتمع الإسلامي ، خاصّة إذا لا حظنا أنّ اجتماع الحجّ العظيم يمثّل بشكل حقيقي فئات المسلمين من أنحاء العالم ، حيث لا تصنّع في المشاركة في حجّ بيت الله الحرام ، فالحجّاج جاؤوا من شتّى المجموعات والعناصر والقوميات ، وقد اجتمعوا رغم اختلاف ألسنتهم.

__________________

(1) نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، رقم 252.

٣٢٩

لهذا ذكرت الأحاديث الإسلامية أنّ من فوائد الحجّ نشر أخبار آثار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أنحاء العالم الإسلامي ، يقول «هشام بن الحكم» أحد أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام المخلصين نقلا عن هذا الإمام العظيمعليه‌السلام أنّه قال حول فلسفة الحجّ والطواف حول الكعبة : «إنّ الله خلق الخلق وأمرهم بما يكون من أمر الطاعة في الدين ، ومصلحتهم من أمر دنياهم ، فجعل فيه الاجتماع من الشرق والغرب ، وليتعارفوا ولينزع كلّ قوم من التجارات من بلد إلى بلد ، ولتعرف آثار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتعرف أخباره ويذكر لا ينسى»(1) .

ولهذا السبب كان المسلمون يجدون في الحجّ متنفّسا من جور الخلفاء والسلاطين الظلمة الذين منعوا المسلمين من نشر هذه الأحكام ، لحلّ مشاكلهم بالاجتماع بأئمّة الهدىعليهم‌السلام في المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة ، وبكبار علماء المسلمين ، لينهلوا من مناهل القرآن النقيّة والسنّة النبويّة الشريفة.

ومن جهة ثانية يمكن أن يكون الحجّ مؤتمرا ثقافيا إسلاميا يحضره مفكّرو العالم الإسلامي في أيّام الحجّ في مكّة المكرّمة ، ليتحاوروا فيما بينهم ويعرضوا نظرياتهم وأفكارهم على الآخرين.

وقد أصبحت الحدود بين البلدان الإسلامية ـ الآن ـ سببا لتشتّت ثقافتهم الأصيلة ، واقتصار تفكير مسلمي كلّ بلد بأنفسهم فقط ، حتّى تقطّعت أواصر المجتمع الإسلامي الموحّد. بينما يستطيع الحجّ أن يغيّر هذا الوضع.

وما أجمل ما قاله الإمام الصادقعليه‌السلام في ختام الحديث السابق الذي رواه هشام بن الحكم : «ولو كان كلّ قوم إنّما يتكلّمون على بلادهم وما فيها هلكوا ، وخربت البلاد ، وسقطت الجلب والأرباح ، وعميت الأخبار»(2) .

__________________

(1) وسائل الشيعة ، المجلّد الثامن ، الصفحة 9.

(2) المصدر السابق.

٣٣٠

4 ـ البعد الاقتصادي للحجّ

خلافا لما يراه البعض ، فإنّ مؤتمر الحجّ العظيم يمكن أن يستفاد منه في تقوية أسس الإقتصاد في البلدان الإسلامية. بل إنّه وفق أحاديث إسلامية معتبرة يشكّل البعد الاقتصادي جزءا مهمّا من فلسفة الحجّ.

فما المانع من وضع أسس سوق مشتركة إسلامية خلال اجتماع الحجّ العظيم ، ليوسّع المسلمون مجال التبادل التجاري فيما بينهم بشكل تعود منافعهم إليهم لا إلى أعدائهم. ومن أجل تحرير اقتصادهم من التبعية الأجنبية ، وهذا العمل عبادة وجهاد في سبيل الله ، ولا يمكن أن يكون حبّا للدنيا وطمعا فيها.

ولذا أشار الإمام الصادقعليه‌السلام في الحديث السابق خلال شرحه فلسفة الحجّ ، إلى هذا الموضوع بصراحة باعتبار أنّ أحد أهداف الحجّ ، تقوية العلاقات التجارية بين المسلمين.

وجاء في حديث آخر للإمام الصادقعليه‌السلام في تفسير الآية (198) من سورة البقرة( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) . قالعليه‌السلام : «فإذا أحلّ الرجل من إحرامه وقضى فليشتر وليبيع في الموسم»(1) .

وكما يبدو فإنّ هذا العمل لا إشكال فيه ، بل فيه ثواب وأجر.

وبهذا المعنى جاء في نهاية حديث عن الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام لبيان فلسفة الحجّ بشكل مسهب : (ليشهدوا منافع لهم)(2) إشارة إلى المنافع المعنوية والماديّة. والأخيرة على رأي بعضهم معنوية أيضا.

فالحجّ باختصار عبادة عظيمة لو أستفيد منها بشكل صحيح في تشكيل مؤتمرات متعدّدة سياسيّة وثقافية واقتصادية ، لحلّ مشاكل العالم الإسلامي ، ومفتاحا لحلّ معضلات المسلمين ، وقد يكون هو المراد من حديث الإمام الصادق

__________________

(1) تفسير العياشي ، حسبما جاء في تفسير الميزان ، المجلّد الثّاني ، ص 86.

(2) بحار الأنوار ، ج 99 ، ص 32.

٣٣١

عليه‌السلام حيث قال : «لا يزال الدين قائما ما قامت الكعبة»(1) .

كما قال الإمام عليعليه‌السلام «الله الله في بيت ربّكم ، لا تخلوه ما بقيتم فإنّه إن ترك لم تناظروا»(2) أي لا يمهلكم الله إن تركتم بيت ربّكم خاليا.

ولأهميّة هذا الموضوع الذي خصّص له باب في الأحاديث الإسلامية تحت عنوان «وجوب إجبار الوالي الناس على الحجّ» فإذا أراد المسلمون تعطيل الحجّ في عام من الأعوام ، فعلى الحكومات الإسلامية أن ترسلهم بالقوّة إلى مكّة(3) .

4 ـ ما هو مصير لحوم الأضاحي في عصرنا؟

يستفاد من الآية السالفة الذكر أنّ الهدف من تقديم الأضحية ، إضافة إلى الجوانب المعنوية والروحية والتقرّب إلى الله تعالى ، يشمل الاستفادة من لحومها ومنح قسم منها إلى الفقراء والمحتاجين.

وتحريم الإسراف في الإسلام ليس خافيا على أحد ، فقد أكدّه القرآن والحديث والدليل العقلي. ومن هذا كلّه نستنتج عدم جواز ترك اللحوم على الأرض في «منى» ولا يجوز دفنها ، إذ أنّ وجوب تقديم الأضاحي لا يقصد به هذه الأعمال فيجب نقل لحومها إلى مناطق أخرى بحاجة إليها إن لم نجد محتاجين في «منى» ليستفاد منها على أفضل وجه ، وهذا هو مقتضى الجمع بين الأدلّة والبراهين.

ولكنّنا نجد ـ ومع الأسف ـ أنّ الكثير من المسلمين عملوا بالحكم الأوّل ، ونسوا العمل بالحكم الثّاني ، ولذا نشهد في كلّ عام تلف الآلاف المؤلّفة من لحوم الأضاحي التي بإمكانها أن تكون منبع غذائي مهمّ لشرائح المحرومين في

__________________

(1) وسائل الشيعة ، ج 8 ، ص 14.

(2) نهج البلاغة ، الوصيّة ، 47.

(3) وسائل الشيعة ، ج 8 ، ص 15.

٣٣٢

المجتمعات الإسلامية ، ولكنّها تترك في تلك الأرض المقدّسة بحالة سلبية ومزعجة جدّا. وقد تحدّث لحدّ الآن الكثير من المفكّرين وعلماء المسلمين حول هذا الموضوع مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية ، وحتّى أنّهم تبرّعوا بتكاليف حفظها ونقلها إلى المؤسّسات المختصّة ، ولكن جمود وتحجّر رجال الدين الوهّابيين من جهة ، وعدم اهتمام المسؤولين في الحكومة السعودية من جهة أخرى كانت مانعا لتنفيذ هذا المشروع.

ومع غضّ النظر عن مسألة حرمة الإسراف التي هي من الثوابت في التفكير الإسلامي ، فإنّ منظر المذابح يوم عيد الأضحى في الحجّ حاليا بشع وغير منطقي إلى درجة يثير علامات الاستفهام لدى كلّ ضعيف الإيمان حول شعيرة الحجّ بالكامل ، ويعطي للأعداء مبرّرا قويّا للطعن والتقبيح غافلين عن أنّ هذه المسألة هي نتيجة جهل وإهمال رجال الدين الوهّابيين والسلطات السعودية ، فعلى هذا ، فإنّ عظمة الإسلام وأصالة مناسك الحجّ توجب على المسلمين من جميع مناطق العالم أن يمارسوا الضغط على المسؤولين في تلك الدولة لإنهاء هذه الحالة الموحشة ، وتنفيذ الحكم الإسلامي في هذه المسألة.

وإذا وردت أحاديث إسلامية في حرمة إخراج لحوم الأضاحي من أرض «منى» أو من «حرم مكّة» فإنّ ذلك يعود إلى زمن كان فيه في مكّة المكرّمة عدد كاف من المستهلكين والمستحقّين.

ولهذا ورد في حديث صحيح الإسناد عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّ أحد أصحابه سأله عن هذا الموضوع ، فأجاب : «كنّا نقول لا يخرج منها بشيء لحاجة الناس إليه ، فأمّا اليوم فقد كثر الناس فلا بأس بإخراجه»(1) .

* * *

__________________

(1) وسائل الشيعة ، المجلّد العاشر ، الصفحة 150 (أبواب الذبح الباب 42 الحديث 5).

٣٣٣

الآيتان

( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) )

التّفسير

تتابع هذه الآيات البحث السابق عن مناسك الحجّ مشيرة إلى جانب آخر من هذه المناسك ، فتقول أوّلا :( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) أي ليطّهروا أجسامهم من الأوساخ والتلوّث ، ثمّ ليوفوا ما عليهم من نذور. و( لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) أي يطوفوا بذلك البيت الذي صانه الله عن المصائب والكوارث وحرّره.

وكلمة «تفث» تعني ـ كما قال كبار اللغويين والمفسّرين ـ القذارة وما يلتصق بالجسم وزوائده كالأظافر والشعر. ويقول البعض : إنّ أصلها يعني القذارة التي تحت الأظافر وأمثالها(1) . ورغم إنكار بعض اللغويين لوجود مثل هذا الاشتقاق

__________________

(1) عن قاموس اللغة ، ومفردات الراغب الاصفهاني ، وكنز العرفان ، وتفسير مجمع البيان ، وتفاسير أخرى.

٣٣٤

في اللغة العربية ، إلّا أنّ الراغب الاصفهاني نقل كلام بدويّ قاله بحقّ أحد الأشخاص القذرين : «ما أتفثك وأدرنك» دليلا على عربية هذه الكلمة ووجود اشتقاق لها في اللغة العربية.

وقد فسّرت( لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) في الأحاديث الإسلامية بتقليم الأظافر وتطهير البدن ونزع الإحرام. وبتعبير آخر : تشير هذه العبارة إلى برنامج «التقصير» الذي يعدّ من مناسك الحجّ. وجاء في أحاديث إسلامية أخرى بمعنى حلاقة الرأس التي تعتبر أحد أساليب «التقصير».

كما جاء في «كنز العرفان» حديث رواه ابن عبّاس في تفسير هذه الآية : «القصد إنجاز مشاعر الحجّ كلّها»(1) إلّا أنّه لا سند لدينا لحديث ابن عبّاس هذا.

والذي يلفت النظر في حديث عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه فسّر عبارة( لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) بلقاء الإمام ، وعند ما سأله الراوي عبد الله بن سنان عن توضيح لهذه المسألة قال: «إنّ للقرآن ظاهرا وباطنا»(2) .

وهذا الحديث ربّما كان إشارة إلى ملاحظة تستحقّ الاهتمام. وهي أنّ حجّاج بيت الله الحرام يتطهّرون عقب مناسك الحجّ ليزيلوا الأوساخ عن أبدانهم ، فعليهم أن يطهّروا أرواحهم أيضا بلقاء الإمامعليه‌السلام ، خاصّة وأنّ الخلفاء الجبابرة كانوا يمنعون لقاء المسلمين لإمامهم في الظروف العادية. لهذا تكون أيّام الحجّ خير فرصة للقاء الإمام ، وبهذا المعنى نقرأ حديثا للإمام الباقرعليه‌السلام قال فيه : «تمام الحجّ لقاء الإمام»(3) .

وكلاهما ـ في الحقيقة ـ تطهير ، أحدهما تطهير لظاهر البدن من القذارة والأوساخ ، والآخر تطهير باطني من الجهل والمفاسد الأخلاقية.

__________________

(1) كنز العرفان ، المجلّد الأوّل ، ص 270.

(2) نور الثقلين ، المجلّد الثّالث ، صفحة 492.

(3) وسائل الشيعة المجلّد ، العاشر ، الصفحة 255 (أبواب المزار الباب الثّاني الحديث الثّاني عشر).

٣٣٥

أمّا «الوفاء بالنذر» فيعني أنّ كثيرا من الناس ينذرون تقديم أضاحي إضافيّة في الحجّ ، أو التصدّق بمال ، أو القيام بعمل خيري في أيّام الحجّ ، ولكنّهم ينسون ويغفلون عن كلّ ذلك عند وصولهم إلى مكّة ، لهذا أكّد القرآن عليهم الوفاء بالنذور ، وإلّا يقصّروا في ذلك(1) .

أمّا لماذا سمّيت الكعبة بالبيت العتيق؟

«العتيق» مشتقّة من «العتق» أي التحرّر من قيود العبودية ، وربّما كان ذلك لأنّ الكعبة تحرّرت من قيود ملكية عباد الله ، ولم يكن لها مالك إلّا الله ، كما حرّرت من قيد سيطرة الجبابرة كأبرهة.

ومن معاني «العتيق» أيضا الشيء الكريم الثمين ، وهذا المعنى يتجسّد في الكعبة بوضوح. ومن المعاني الاخرى للعتيق «القديم» يقول الراغب الاصفهاني : العتيق المتقدّم في الزمان أو المكان أو الرتبة. وهذا المعنى أيضا واضح بالنسبة للكعبة ، فهي أقدم مكان يوحّد فيه الله. وبحسب ما جاء في القرآن( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ) (2) وعلى كلّ حال فلا مانع من إطلاق العتيق على بيت الله بعد ملاحظة ما تتضمّنه هذه الكلمة من معان ، أشار كلّ مفسّر إلى جانب منها. أو ذكرت الأحاديث المختلفة جوانب أخرى من معانيها.

أمّا المراد من «الطواف» الوارد في آخر الآية المذكور أعلاه فهناك بحث بين المفسّرين (هناك طوفان ـ بعد مراسم عيد الأضحى في منى ـ على الحجّاج أن يقوموا بهما ، الطواف الأوّل يدعي «طواف الزيارة» ، والثّاني «طواف النساء»).

يرى بعض الفقهاء والمفسّرين أنّ مفهوم الطواف عام هنا ، لأنّ الآية لم تتضمّن

__________________

(1) احتمل بعض المفسّرين القصد من النذور القيام بمشاعر الحجّ ، إلّا أنّه بمراجعة حالات استعمال كلمة النذر في القرآن المجيد ، يتّضح لنا أنّه يقصد المعنى المتداول من كلمة النذر ، لهذا فإنّ استخدامها في مناسك الحجّ دون دليل ، خلافا لمعناها الظاهر.

(2) آل عمران ، 96.

٣٣٦

قيودا أو شرطا ما ، فهي تضمّ طواف الحجّ وطواف النساء ، حتّى أنّها تشمل طواف العمرة أيضا(1) .

في وقت يرى مفسّرون آخرون أنّ الآية تقصد طواف الزيارة فقط ، الذي يجب على الحاج بعد إحلاله من إحرام الحجّ(2) .

إلّا أنّ الأحاديث الواردة عن أهل البيتعليهم‌السلام تفيد أنّ القصد هنا طواف النساء ، ففي حديث عن الإمام الصادقعليه‌السلام في تفسير( وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) قال : «طواف النساء»(3) .

كما روي عن الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام حديث بهذا المعنى(4) .

وهذا الطواف يسمّى عند أهل السنّة طواف الوداع.

ومع ملاحظة هذه الأحاديث يبدو التّفسير الأخير هو الأقوى ، خاصّة إذا عبّر بهذا المعنى أيضا في تفسير( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) . حيث يجب إضافة إلى تطهير البدن من القذارة والشعر الزائد ، استعمال العطر أيضا. ومن المعلوم أنّه لا يجوز استعمال العطور في الحجّ إلّا بعد إتمام الطواف والسعي ، أو عند ما لا يكون طواف بذمّة الحاج إلّا طواف النساء.

وأشارت الآية الأخيرة إلى خلاصة ما بحثته الآيات السالفة الذكر ، حيث تبدأ بكلمة «ذلك» التي لها جملة محذوفة تقديرها «كذلك أمر الحجّ والمناسك» ثمّ تضيف تأكيدا لأهميّة الواجبات التي شرحت( وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) .

والمقصود هنا بـ «الحرمات» ـ طبعا ـ أعمال ومناسك الحجّ ، ويمكن أن

__________________

(1) كنز العرفان ، المجلّد الأوّل ، الصفحة 271.

(2) مجمع البيان نقلها في تفسير الآية ـ موضع البحث ـ عن بعض المفسّرين لم يذكر أسماءهم.

(3) وسائل الشيعة المجلّد التاسع الصفحة 390 أبواب الطواف الباب الثّاني.

(4) المصدر السابق.

٣٣٧

يضاف إليها احترام الكعبة خاصة والحرم المكّي عامّة. وعلى هذا فإنّ تفسير هذه الآية باختصاصها بالمحرّمات ـ أي كلّ ما نهى الله عنه ـ أو جميع الواجبات ، مخالف لظاهر الآية. كما يجب الانتباه إلى أنّ «حرمات» جمع «حرمة» وهي في الأصل الشيء الذي يجب أن تحفظ حرمته ، وألّا تنتهك هذه الحرمة أبدا.

ثمّ تشير هذه الآية وتناسبا مع أحكام الإحرام إلى حليّة المواشي ، حيث تقول :( وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ ) .

عبارة( إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ ) يمكن أن تكون إشارة إلى تحريم الصيد على المحرم الذي شرع في سورة المائدة الآية (95) حيث تقول :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ) .

كما قد تكون إشارة إلى عبارة جاءت في نهاية الآية ـ موضع البحث ـ تخصّ تحريم الأضحية التي تذبح للأصنام التي كانت متداولة زمن الجاهلية. لأنّ تذكية الحيوان يشترط فيها ذكر اسم الله عليه عند الذبح ، ولا يجوز ذكر اسم الصنم أو أي اسم آخر عليه.

وفي ختام هذه الآية ورد أمران يخصّان مراسم الحجّ ومكافحة العادات الجاهلية :

الأوّل يقول :( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ) و «الأوثان» جمع «وثن» على وكن «كفن» وتعني الأحجار التي كانت تعبد زمن الجاهلية ، وهنا جاءت كلمة الأوثان إيضاحا لكلمة «رجس» التي ذكرت في الآية ، حيث تقول :( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ ) . ثمّ تليها عبارة( مِنَ الْأَوْثانِ ) أي الرجس هو ذاته الأوثان.

كما تجب ملاحظة أنّ عبدة الأوثان زمن الجاهلية كانوا يلطّخونها بدماء الأضاحي ، فيحصل مشهد تقشّعر الأبدان من بشاعته ، وقد يكون التعبير السابق إشارة إلى هذا المعنى أيضا.

٣٣٨

والأمر الثّاني هو( وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) أي الكلام الباطل الذي لا أساس له من الصحّة.

مسألة : ما معنى( قَوْلَ الزُّورِ ) ؟

يرى بعض المفسّرين أنّه إشارة إلى كيفيّة تلبية المشركين في مراسم الحجّ في زمن الجاهلية ، لأنّهم يلبّون بشكل يتضمّن الشرك بعينه ، ويبعدونه من صورته التوحيديّة ، فقد كانوا يردّدون : «لبّيك لا شريك لك ، إلّا شريكا هو لك! تملكه وما ملك!».

حقّا إنّه كلام باطل ودليل على( قَوْلَ الزُّورِ ) الذي يعني في الأصل : الكلام الكاذب ، والباطل ، والبعيد عن حدود الاعتدال.

ومع هذا فإنّ اهتمام الآية المذكورة بأعمال المشركين في مراسم الحجّ على زمن الجاهلية ، لا يمنع من تعميمها على بطلان أيّة عبادة للأصنام بأيّة صورة كانت ، واجتناب أي قول باطل مهما كانت صورته.

ولهذا فسّرت بعض الأحاديث الأوثان بلعبة الشطرنج ، وقول الزور بالغناء ، والشهادة بالباطل. وفي الحقيقة فإنّ ذلك بيان لبعض أفراد ذلك الكلّي ، وليس القصد منه حصر معنى الآية بهذه المصاديق فقط. وجاء في حديث للرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خطبة ألقاها على المسلمين «أيّها الناس ، عدلت شهادة الزور بالشرك بالله ، ثمّ قرأ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) .

إنّ هذا الحديث أيضا إشارة إلى سعة مفهوم هذه الآية.

* * *

٣٣٩

الآيات

( حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (31) ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33) )

التّفسير

تعظيم شعائر الله دليل على تقوى القلوب :

عقّبت الآيات هنا المسألة التي أكدّها آخر الآيات السابقة ، وهي مسألة التوحيد ، واجتناب أي صنم وعبادة الأوثان. حيث تقول( حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ) (1) أي أقيموا مراسم الحجّ والتلبية في حالة تخلصون فيها النيّة لله وحده لا يخالطها أي شرك أبدا.

«حنفاء» جمع «حنيف» أي الذي استقام وابتعد عن الضلال والانحراف ، أو

__________________

(1) «حنفاء» و «غير مشركين». كلاهما حال لضمير «فاجتنبوا» ، و «اجتنبوا» في الآية السابقة.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402