الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ١١

الغدير في الكتاب والسنة والأدب14%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 402

الجزء ١ المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١
المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 402 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 159597 / تحميل: 3922
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ١١

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

مصنف هذا الكتاب له كتاب « الجمعة وما ورد فيه من الاعمال » ، وكتاب « الكوفة وما فيها من الاثار والفضائل » ، وكتاب « أنساب بني نصر بن قعين وأيامهم وأشعارهم » ، وكتاب « مختصر الانوار » و « مواضع النجوم التي سمتها العرب »(1) .

وقد ذكر في ديباجة الكتاب الحوافز التي دعته الى تأليف فهرسه وقال : « فأني وقفت على ما ذكره السيد الشريف ـ أطال الله بقاه وأدام توفيقه ـ من تعيير قوم من مخالفينا أنه لا سلف لكم ولا مصنف ، وهذا قول من لا علم له بالناس. ولا وقف على أخبارهم ، ولا عرف منازلهم وتاريخ أخبار أهل العلم ، ولا لقي أحداً فيعرف منه ولا حجة علينا لمن لا يعلم ولا عرف ، وقد جمعت من ذلك ما استطعته ولم أبلغ غايته ، لعدم أكثر الكتب وانما ذكرت ذلك عذراً الى من وقع اليه كتاب لم أذكره الى أن قال : على أن لاصحابنارحمهم‌الله في بعض هذا الفن كتباً ليست مستغرقة لجميع ما رسم ، وأرجو أن يأتي في ذلك على ما رسم وحُدَّ ان شاء الله ، وذكرت لكل رجل طريقاً واحداً حتى لا يكثر الطرق فيخرج عن الغرض(2) .

اقول : الرجل نقاد هذا الفن ومن أجلائه وأعيانه ، وحاز قصب السبق في ميدانه ، قال العلاّمة في الخلاصة : « ثقة معتمد عليه ، له كتاب الرجال نقلنا منه في كتابنا هذا وغيره أشياء كثيرة ، وتوفي بمطير آباد في جمادي الاولى سنة خمسين واربعمائة وكان مولده في صفر سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة(3) .

وقد اعتمد عليه المحقق في كتاب المعتبر. فقد قال في غسالة ماء الحمام : « وابن جمهور ضعيف جداً ذلك النجاشي في كتاب الرجال »(4) .

__________________

1 ـ رجال النجاسي : الرقم 253.

2 ـ رجال النجاشي : 3.

3 ـ رجال العلامة : 20 ـ 21 ، طبعة النجف.

4 ـ المعتبر : 1 / 92.

٦١

وأطراه كل من تعرض له ، فهو أبو عذر هذا الامر وسابق حلبته كما لا يخفى ، ولكتابه هذا امتيازات نشير اليها :

الاول : اختصاصه برجال الشيعة كما ذكر في مقدمته ، ولا يذكر من غير الشيعي إلا إذا كان عامياً روى عنا ، أو صنف لنا فيذكره مع التنبيه عليه ، كالمدائني والطبري وكذا في شيعي غير امامي فيصرح كثيراً وقد يسكت.

الثاني : تعرضه لجرح الرواة وتعديلهم غالباً استقلالاً أو استطراداً ، ورب رجل وثقه في ضمن ترجمة الغير ، وربما أعرض عن التعرض بشيء من الوثاقة والضعف في حق بعض من ترجمهم.

نعم ، ربما يقال : كل من أهمل فيه القول فذلك آية ان الرجل عنده سالم عن كل مغمز ومطعن ، ولكنه غير ثابت ، حيث ان كتابه ليس الا مجرد فهرس لمن صنف من الشيعة أو صنف لهم دون الممدوحين والمذمومين ، وليس يجب على مؤلف حول الرجال ، أن يتعرض للمدح والذم ، فسكوته ليس دليلاً على المدح ولا على كونه شيعياً امامياً ، وان كان الكتاب موضوعاً لبيان الشيعة أو من صنف لهم ، لكن الاخير ( عدم دلالته على كونه شيعياً امامياً ) موضع تأمل ، لتصريحه بأن الكتاب لبيان تآليف الاصحاب ومصنفاتهم ، فما دام لم يصرح بالخلاف يكون الاصل كونه امامياً.

الثالث : تثّبته في مقالاته وتأمله في افاداته ، والمعروف أنه أثبت علماء الرجال وأضبطهم واضبط من الشيخ والعلاّمة ، لان البناء على كثرة التأليف يقتضي قلة التأمل. وهذا الكلام وان كان غير خال عن التأمل لكنه جار على الغالب.

الرابع : سعة معرفته بهذا الفن ، وكثرة اطلاعه بالاشخاص ، وما يتعلق بهم من الاوصاف والانساب وما يجري مجراهما ، ومن تتبع كلامه عند ذكر الاشخاص يقف على نهاية معرفته بأحوال الرجال وشدة احاطته بما يتعلق بهذا

٦٢

المجال من جهة معاصرته ومعاشرته لغير واحد منهم ، كما يشهد استطراقه ذكر امور لا يطلع عليها الا المصاحب ولا يعرفها غير المراقب الواجد(1) .

وقد حصل له هذا الاطلاع الواسع بصحبته كثيراً من العارفين بالرجال كالشيخ أحمد بن الحسين الغضائري ، والشيخ أحمد بن علي بن عباس بن نوح السيرافي(2) ، وأحمد بن محمد « ابن الجندي »(3) ، وابي الفرج محمد بن علي بن يعقوب بن اسحاق بن ابي قرة الكاتب(4) ، وغيره من نقاد هذا الفن وأجلائه(5) .

الخامس : أنه ألف فهرسه بعد فهرس الشيخ الطوسي بشهادة أنه ترجمه وذكر فيه فهرس الشيخ(6) والسابر في فهرس النجاشي يقف على أنه كان ناظراً لفهرس معاصره ولعل بعض ما جاء فيه ـ مخالفاً لما في فهرس الشيخ ـ كان لغاية التصحيح ، وكان المحقق البروجرديقدس‌سره يعتقد بأن فهرس النجاشي كالذيل لفهرس الشيخ.

وأخيراً نقول : إن المعروف في وفاته هو أنه توفّي عام 450 هـ ، ونص عليه العلاّمة في خلاصته ، لكن القارئ يجد في طيّات الكتاب أنه أرخ فيه وفاة محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري عام 463 هـ(7) . ولازم ذلك أن يكون حيّاً الى هذه السنة ، ومن المحتمل أن تكون الزيادة من النسّاخ أو القرّاء ، وكانت

__________________

1 ـ لاحظ ترجمة سليمان بن خالد ، الرقم 484 ، وترجمة سلامة بن محمد ، الرقم 514 ، في نفس الكتاب تجد مدى اطلاعه على أحوال الرجال.

2 ـ رجال النجاشي : الرقم 109.

3 ـ قال في رجاله بالرقم 206 : أحمد بن محمد بن عمران بن موسى ، ابو الحسن المعروف بـ « ابن الجندي » استاذنارحمه‌الله الحقنا بالشيوخ في زمانه.

4 ـ لاحظ رجال النجاشي : الرقم 1066

5 ـ لاحظ سماء المقال : 1 / 59 ـ 66.

6 ـ لاحظ رجال النجاشي : الرقم 1068.

7 ـ لاحظ رجال النجاشي : الرقم 1070.

٦٣

الزيادة في الحاشية ، ثمَّ أدخلها المتأخرون من النساخ في المتن زاعمين أنه منه كما اتفق ذلك في غير مورد.

ثم إن الشيخ النجاشي قد ترجم عدَّة من الرواة ووثقهم في غير تراجمهم ، كما أنه لم يترجم عدَّة من الرواة مستقلا ، ولكن وثقهم في تراجم غيرهم ، ولاجل اكمال البحث عقدنا العنوانين التاليين لئلاً يفوت القارئ فهرس الموثوقين في تراجم غيرهم :

الأول : من لهم تراجم ولكن وثّقوا في تراجم غيرهم.

1 ـ أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الزراري ، وثقه في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك ( الرقم 313 ).

2 ـ سلمة بن محمد بن عبدالله الخزاعي ، وثَّقه في ترجمة أخيه منصور بن محمد ( الرقم 1099 ).

3 ـ شهاب بن عبد ربه الاسدي ، وثقه في ترجمة ابن أخيه اسماعيل بن عبد الخالق ( الرقم 50 ).

4 ـ صالح بن خالد المحاملي الكناسي ، وثَّقه في باب الكُنى في ترجمة ابي شعيب المحاملي ( الرقم 1240 ).

5 ـ عمرو بن منهال بن مقلاص القيسي ، وثَّقه في ترجمة ابنه حسن بن عمرو بن منهال ( الرقم 133 ).

6 ـ محمد بن عطية الحناط ، وثقه في ترجمة أخيه الحسن بن عطية الحناط ( الرقم 93 ).

7 ـ محمد بن همام بن سهيل الاسكافي ، وثقه في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ( الرقم 313 ).

الثاني : من ليس لهم ترجمة ولكن وثَّقوا في تراجم الغير :

٦٤

1 ـ أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي ، وثقه في ترجمة ابنه الحسن ( الرقم 151 ).

2 ـ اسد بن اعفر المصري ، وثقه في ترجمة ابنه داود ( الرقم 414 ).

3 ـ اسماعيل بن أبي السمال الاسدي ، وثقه في ترجمة أخيه إبراهيم ( الرقم 30 ).

4 ـ اسماعيل بن الفضل بن يعقوب النوفلي ، وثقه في ترجمة ابن أخيه الحسين بن محمد بن الفضل ( الرقم 131 ).

5 ـ جعفر بن إبراهيم الطالبي الجعفري ، وثقه في ترجمة ابنه سليمان ( الرقم 483 ).

6 ـ حسن بن ابي سارة الرواسي ، وثقه في ترجمة ابنه محمد ( الرقم 883 ).

7 ـ حسن بن شجرة بن ميمون الكندي ، وثقه في ترجمة اخيه علي ( الرقم 720 ).

8 ـ حسن بن علوان الكلبي ، وثقه في ترجمة اخيه الحسين ( الرقم 116 ).

9 ـ حسن بن محمد بن خالد الطيالسي ، وثقه في ترجمة اخيه عبد الله ( الرقم 572 ).

10 ـ حفص بن سابور الزيّات ، وثقه في ترجمة اخيه بسطام ( الرقم 280 ).

11 ـ حفص بن سالم ، وثقه في ترجمة أخيه عمر ( الرقم 758 ).

12 ـ حيّان بن علي العنزي ، وثقه في ترجمة أخيه مندل ( الرقم 1131 ).

٦٥

13 ـ زكريا بن سابور الزيات ، وثقه في ترجمة أخيه بسطام ( الرقم 280 ).

14 ـ زياد بن سابور الزيّات ، وثقه في ترجمة أخيه بسطام ( الرقم 280 ).

15 ـ زياد بن أبي الجعد الاشجعي ، وثقه في ترجمة ابن ابنه رافع ابن سلمة ( الرقم 447 ).

16 ـ زياد بن سوقة العمري ، وثقه في ترجمة أخيه حفص ( الرقم 348 ).

17 ـ سلمة بن زياد بن أبي الجعد الاشجعي ، وثقه في ترجمة ابنه رافع ( الرقم 447 ).

18 ـ شجرة بن ميمون بن ابي أراكة الكندي ، وثقه في ترجمة ابنه علي ( الرقم 720 ).

19 ـ صباح بن موسى الساباطي ، وثقه في ترجمة أخيه عمار ( الرقم 779 ).

20 ـ عبد الاعلى بن علي أبي شعبة الحلبي ، وثقه في تراجم ابن عمه أحمد بن عمر ( الرقم 245 ) وأخويه عبيدالله ( الرقم 612 ) ومحمد ( الرقم 885 ).

21 ـ عبد الخالق بن عبد ربه الاسدي ، وثقه في ترجمة ابنه اسماعيل ( الرقم 50 ).

22 ـ عبد الرحمن بن أبي عبدالله البصري ، وثقه في ترجمة ابن ابنه اسماعيل بن همام ( الرقم 62 ).

23 ـ عبد الرحيم بن عبد ربه الاسدي ، وثقه في ترجمة ابن اخيه اسماعيل بن عبد الخالق ( الرقم 50 ).

24 ـ عبدالله بن رباط البجلي ، وثقه في ترجمة ابنه محمد ( الرقم 955 ).

٦٦

25 ـ عبدالله بن عثمان بن عمرو الفزاري ، وثقه في ترجمة أخيه حمّاد ( الرقم 371 ).

26 ـ عبد الملك بن سعيد الكناني ، وثقه في ترجمة أخيه عبدالله ( الرقم 565 ).

27 ـ عبد الملك بن عتبة النخعي ، وثقه في ترجمة عبد الملك بن عتبة الهاشمي ( الرقم 635 ).

28 ـ علي بن ابي شعبة الحلبي ، وثقه في ترجمة ابنه عبيدالله ( الرقم 612 ).

29 ـ علي بن بشير ، وثقه في ترجمة أخيه محمد ( الرقم 927 ).

30 ـ علي بن عطية الحناط ، وثقه في ترجمة أخيه الحسن ( الرقم 93 ).

31 ـ عمران بن علي بن ابي شعبة الحلبي ، وثقه في تراجم ابن عمه أحمد بن عمر ( الرقم 245 ) وأخويه عبيد الله ( الرقم 612 ) ومحمد ( الرقم 885 ).

32 ـ عمر بن ابي شعبة الحلبي ، وثقه في ترجمة ابن اخيه عبيدالله بن علي ( الرقم 612 ).

33 ـ عمرو بن مروان اليشكري ، وثقه في ترجمة أخيه عمّار ( الرقم 780 ).

34 ـ قيس بن موسى الساباطي ، وثقه في ترجمة أخيه عمّار ( الرقم 779 ).

35 ـ أبو خالد ، محمد بن مهاجر بن عبيد الأزدي ، وثقه في ترجمة ابنه اسماعيل ( الرقم 46 ).

٦٧

36 ـ محمد بن الهيثم العجلي ، وثقه في ترجمة ابن ابنه الحسن بن أحمد ( الرقم 151 ).

37 ـ محمد بن سوقة العمري ، وثقه في ترجمة أخيه حفص ( الرقم 348 ).

38 ـ معاذ بن مسلم بن أبي سارة ، وثقه في ترجمة ابن عمّه محمد بن الحسن ( الرقم 883 ).

39 ـ همّام بن عبد الرحمن بن ميمون البصري ، وثقه في ترجمة ابنه اسماعيل ( الرقم 62 ).

40 ـ يعقوب بن إلياس بن عمرو البجلي ، وثقه في ترجمة اخيه عمرو ( الرقم 772 ).

41 ـ ابو الجعد الاشجعي ، وثقه في ترجمة ابن حفيده رافع بن سلمة بن زياد ( الرقم 447 ).

42 ـ ابو شعبة الحلبي ، وثَّقه في ترجمة ابن ابنه عبيدالله بن علي ( الرقم 612 ).

43 ـ ابو عامر بن جناح الأزدي ، وثقه في ترجمة اخيه سعيد ( الرقم 512 ).

3 ـ رجال الشيخ

تأليف الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ( المولود عام 385 هـ ، والمتوفّى عام 460 هـ ) فقد جمع في كتابه « أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والائمةعليهم‌السلام » حسب ترتيب عصورهم.

يقول المحقّق التستري ـ دام ظله ـ : « إن مسلك الشيخ في رجاله يغاير

٦٨

مسلكه في الفهرس ومسلك النجاشي في فهرسه ، حيث إنه أراد في رجاله استقصاء اصحابهم ومن روى عنهم مؤمناً كان او منافقاً ، إمامياً كان او عامياً ، فعدَّ الخلفاء ومعاوية وعمرو بن العاص ونظراءهم من اصحاب النبي ، وعدَّ زياد بن ابيه وابنه عبيدالله بن زياد من اصحاب أمير المؤمنين ، وعدَّ منصوراً الدوانيقي من اصحاب الصادقعليه‌السلام بدون ذكر شيء فيهم ، فالاستناد اليه ما لم يحرز إمامية رجل غير جائز حتى في اصحاب غير النبي وأمير المؤمنين ، فكيف في أصحابهما؟! »(1) .

ومع ذلك فلم يأت بكل الصحابة ، ولا بكل أصحاب الائمة ، ويمكن أن يقال : ان الكتاب حسب ما جاء في مقدمته أُلف لبيان الرواة عن الائمة ، فالظاهر كون الراوي إمامياً ما لم يصرح بالخلاف أو لا أقل شيعياً فتدبر.

وكان سيدنا المحقق البروجردي يقول : « ان كتاب الرجال للشيخ كانت مذكرات له ولم يتوفق لاكماله ، ولاجل ذلك نرى انه يذكر عدة أسماء ولا يذكر في حقهم شيئاً من الوثاقة والضعف ولا الكتاب والرواية ، بل يعدهم من أصحاب الرسول والائمة فقط ».

4 ـ فهرس الشيخ

وهو لهقدس‌سره فقد أتى بأسماء الذين لهم أصل أو تصنيف(2) .

ان الشيخ الطوسي مؤلف الرجال والفهرس أظهر من أن يعرّف ، اذ هو الحبر الذي تقتطف منه أزهار العلوم ، ويقتبس منه أنواع الفضل ، فهو رئيس المذهب والملة ، وشيخ المشايخ الاجلة ، فقد أطراه كل من ذكره ، ووصفه بشيخ الطائفة على الاطلاق ، ورئيسها الذي تلوي اليه الاعناق. صنَّف في

__________________

1 ـ قاموس الرجال : 1 / 19.

2 ـ سيوافيك الفرق بين الاصل والتصنيف في الابحاث الاتية.

٦٩

جميع علوم الاسلام ، فهو مضافاً الى اختيار الكشي ، صنف الفهرس والرجال.

أما الفهرس فهو موضوع لذكر الاصول والمصنفات ، وذكر الطرق اليها غالباً وهو يفيد من جهتين :

الاولى : في بيان الطرق الى نفس هذه الاصول والمصنفات.

الثانية : ان الشيخ نقل في التهذيب روايات من هذه الاصول والمصنفات ، ولم يذكر طريقه إلى تلك الأُصول والمصنفات ، لا في نفس الكتاب ولا في خاتمة الكتاب ، ولكن ذكر طريقه إليها في الفهرس ، بل ربما يكون مفيداً من وجه ثالث وهو أنه ربما يكون طريق الشيخ الى هذه الاصول والمصنفات ضعيفاً في التهذيب ، ولكنه صحيح في الفهرس ، فيصح توصيف الخبر بالصحة لاجل الطريق الموجود في الفهرس ، لكن بشرط أن يعلم أن الحديث مأخوذ من نفس الكتاب. وعلى كل تقدير فالفهرس موضوع لبيان مؤلفي الشيعة على الاطلاق سواء كان امامياً أو غيره.

قال في مقدمته : « فاذا ذكرت كل واحد من المصنفين واصحاب الاصول فلا بد أن اشير الى ما قيل فيه من التعديل والتجريح ، وهل يعوّل على روايته أو لا؟ وابين اعتقاده وهل هو موافق للحق أو هو مخالف له؟ لان كثيراً من مصنفي أصحابنا وأصحاب الاصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وان كانت كتبهم معتمدة ، فأذا سهل الله اتمام هذا الكتاب فأنّه يطلع على اكثر ما عمل من التصانيف والاصول ويعرف به قدر صالح من الرجال وطرائقهم »(1) .

ولكنهقدس‌سره لم يف بوعده في كثير من ذوي المذاهب الفاسدة فلم يقل في إبراهيم بن أبي بكير بن أبي السمال شيئاً مع أنه كان واقفياً كما

__________________

1 ـ الفهرس : « الطبعة الاولى » الصفحة 2 و : « الطبعة الثانية » الصفحة 24 ـ 25.

٧٠

صرح به الكشي والنجاشي ، ولم يذكر شيئاً في كثير من الضعفاء حتّى في مثل الحسن بن علي السجاد الذي كان يفضّل أبا الخطّاب على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والنجاشي مع أنه لم يعد ذلك في أول كتابه ، أكثر ذكراً منه بفساد مذهب الفاسدين وضعف الضعفاء(1) .

5 ـ رجال البرقي

كتاب الرجال للبرقي كرجال الشيخ ، ذكر فيه أسماء أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة الى الحجة صاحب الزمانعليهم‌السلام ولا يوجد فيه أي تعديل وتجريح ، وذكر النجاشي في عداد مصنفات البرقي كتاب الطبقات ، ثم ذكر ثلاثة كتب اخر ثم قال : « كتاب الرجال » ( الرقم 182 ).

والموجود هو الطبقات المعروف برجال البرقي ، المطبوع مع رجال أبي داود في طهران ، واختلفت كلماتهم في أن رجال البرقي هل هو تأليف أحمد بن محمد بن خالد البرقي صاحب المحاسن ( المتوفّى عام 274 هـ أو عام 280 هـ ) أو تأليف أبيه ، والقرائن تشهد على خلاف كلتا النظريتين واليك بيانها :

1 ـ انه كثيراً ما يستند في رجاله الى كتاب سعد بن عبدالله بن أبي خلف الاشعري القمي ( المتوفّى 301 هـ أو 299 هـ ) وسعد بن عبدالله ممن يروي عن أحمد بن محمد بن خالد فهو شيخه ، ولا معنى لاستناد البرقي الى كتاب تلميذه(2) .

2 ـ وقد عنون فيه عبدالله بن جعفر الحميري وصرح بسماعه وهو مؤلف قرب الاسناد وشيخ القميين ، وهو يروي عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، فيكون البرقي شيخه ، فكيف يصرح بسماعه منه؟(3) .

__________________

1 ـ لاحظ قاموس الرجال : 1 / 18.

2 ـ رجال البرقي : 23 ، 32 ، 34 ، 35 ، 46 ، 53.

3 ـ رجال البرقي : 60 ، 61.

٧١

3 ـ وقد عنون فيه أحمد بن أبي عبدالله ، وهو نفس أحمد بن محمد بن خالد البرقي المعروف ، ولم يذكر أنه مصنف الكتاب كما هو القاعدة فيمن يذكر نفسه في كتابه ، كما فعل الشيخ والنجاشي في فهرسيهما والعلاّمة وابن داود في كتابيهما(1) .

4 ـ وقد عنون محمد بن خالد ولم يشر الى أنه أبوه(2) .

وهذه القرائن تشهد أنه ليس تأليف البرقي ولا والده ، وهو إمّا من تأليف ابنه أعني أحمد بن عبد الله بن أحمد البرقي ـ الذي يروي عنه الكليني ، أو تأليف نجله ـ أعني أحمد بن عبد الله بن أحمد البرقي ـ الّذي يروي عنه الصدوق ، والثاني أقرب لعنوانه سعداً والحميري اللذين يعدان معاصرين للابن وفي طبقة المشيخة للنَّجل(3) .

6 ـ رسالة أبي غالب الزراري

وهي رسالة للشيخ أبي غالب ، أحمد بن محمد الذي ينتهي نسبه الى بكير بن أعين. وهذه الرسالة في نسب آل أعين ، وتراجم المحدثين منهم ، كتبها أبو غالب الى ابن ابنه « محمد بن عبدالله بن أبي غالب » وهي اجازة منه سنة 356 هـ ، ثمَّ جدَّدها في سنة 367هـ ، وتوفي بعد ذلك بسنة ( اي سنة 368هـ ) وكانت ولادته سنة 285 هـ ، ذكر في تلك الرسالة بضعة وعشرين من مشايخه ، منهم : جدّه أبو طاهر الذي مات سنة 300 هـ(4) ، ومنهم : عبدالله بن جعفر الحميري الذي ورد الكوفة سنة 297 هـ(5) .

__________________

1 ـ رجال البرقي : 57 ـ 59.

2 ـ رجال البرقي : 50 ، 54 ، 55.

3 ـ لاحظ قاموس الرجال : 1 / 31.

4 ـ رسالة في آل أعين : 38 ، من النسخة المطبوعة مع شرح العلاّمة الابطحي.

5 ـ رسالة في آل أعين : 38.

٧٢

وفي أواخر الرسالة ذكر فهرس الكتب الموجودة عنده ، التي يرويها هو عن مؤلفيها ، وتبلغ مائة واثنين وعشرين كتابا وجزءاً ، واجاز لابن ابنه المذكور روايتها عنه وقال : « ثبت الكتب التي أجزت لك روايتها على الحال التي قدَّمت ذكرها »(1) .

قال العلاّمة الطهراني : « وفي هذا الكتاب تراجم كثيرة من آل أعين الذين كان منهم في عصر واحد اربعون محدثاً. قال فيه : ولم يبق في وقتي من آل أعين أحدٌ يروي الحديث ، ولا يطلب العلم ، وشححت على أهل هذا البيت الذي لم يخل من محدث أن يضمحل ذكرهم ، ويدرس رسمهم ، ويبطل حديثهم من أولادهم »(2) .

وبالجملة ، هذه الرسالة مع صغر حجمها تعدّ من الاصول الرجالية وهي بعينها مندرجة في « كشكول » المحدث البحراني.

وطبعت أخيراً مع شرح العلاّمة الحجة السيد محمد علي الابطحي ـ شكر الله مساعيه ـ وفيه فوائد مهمة.

7 ـ مشيخة الصدوق

وهي تأليف الشيخ الصَّدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه المولود بدعاء الحجة صاحب الزمان ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ عام 306 هـ ، والمتوفّى عام 381 هـ ، وهو أوسط المحمدين الثلاثة المصنفين للكتب الاربعة ، وهو قد سلك في كتابه هذا مسلكاً غير ما سلكه الشيخ الكليني ، فإن ثقة الاسلام يذكر جميع السند غالباً إلا قليلاً ، اعتماداً على ما ذكره في الاخبار السابقة ، واما الشيخ الصدوق في كتاب « من لا يحضره

__________________

1 ـ رسالة في آل عين : 45.

2 ـ رسالة في آل أعين : 42.

٧٣

الفقيه » فهو بنى من أول الامر على اختصار الاسانيد ، وحذف اوائل الاسناد ، ثم وضع في آخره مشيخة يعرف بها طريقه إلى من روى عنه ، فهي المرجع في اتصال سنده في أخبار هذا الكتاب ، وهذه المشيخة احدى الرسائل الرجالية التي لا تخلو من فوائد ، وقد أدرجها الصدوقرحمه‌الله في آخر كتابه « من لا يحضره الفقيه ».

8 ـ مشيخة الشيخ الطوسي في كتابي : التهذيب والاستبصار

وهي كمشيخة الصدوق ، فقد صدر الشيخ أحاديث الكتابين بأسماء اصحاب الاصول والمصنفات ، وذكر سنده اليهم في مشيخة الكتابين التي جعلها في آخر كل من الكتابين. وسيوافيك البحث حول المشيختين.

توالي التأليف في علم الرجال

وقد توالى التأليف في علم الرجال بعد هذه الاصول الثمانية ، ولكن لا يقاس في الوزن والقيمة بها ، ولاجل ذلك يجب الوقوف عليها واستخراج ما فيها من النصوص في حق الرواة ، وسيوافيك وجه الفرق بين هذه الكتب وما ألف بعدها وقيمة توثيق المتأخرين.

الفرق بين الرجال والفهرس

قد أومأنا إلى ان الصحيح هو تسمية كتاب النجاشي بالفهرس لا بالرجال ، ولإكمال البحث نقول :

الفرق بين كتاب الرجال وفهرس الاصول والمصنفات ، أن الرجال ما كان مبنياً على بيان طبقات اصحابهمعليهم‌السلام (1) كما عليه رجال الشيخ ،

__________________

1 ـ قاموس الرجال : 1 / 33 ، واضاف : ان اصل رجال الكشي كان على الطبقات والظاهر انه يكفي في هذا النوع من التأليف ذكر الاشخاص على ترتيب الطبقات وان لم يكن على طبقات اصحابهمعليهم‌السلام ، والموجود من الكشي هو النمط الاول.

٧٤

حيث شرع بتدوين أسماء اصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم الامام عليعليه‌السلام وهكذا.

وأما الفهارس ; فيكتفي فيها بمجرد ذكر الاصول والمصنفات ومؤلفيها وذكر الطرق اليها ، ولاجل ذلك ترى النجاشي يقول في حق بعضهم ، « ذكره اصحاب الفهرس » ، وفي بعضهم : « ذكره اصحاب الرجال » ، ويؤيد ذلك ما ذكره نفس النجاشي وفي مقدمة الجزء الاول من الكتاب(1) وفي اول الجزء الثاني منه حيث يصفه بقوله : « الجزء الثاني من كتاب فهرس اسماء مصنفي الشيعة وذكر طرف من كناهم وألقابهم ومنازلهم وأنسابهم وما قيل في كل رجل منهم من مدح أو ذمّ »(2) .

قال المحقّق التستري : « إن كتب فن الرجال العامّ على انحاء : منها بعنوان الرجال المجرد ومنها بعنوان معرفة الرجال ، ومنها بعنوان تاريخ الرجال ، ومنها بعنوان الفهرس ، ومنها بعنوان الممدوحين والمذمومين ، ومنها بعنوان المشيخة ، ولكل واحد موضوع خاص »(3) .

__________________

1 ـ رجال النجاشي : 3.

2 ـ رجال النجاشي : 211.

3 ـ قاموس الرجال : 1 / 18.

٧٥
٧٦

2 ـ رجال ابن الغضائري

* ترجمة الغضائري.

* ترجمة ابن الغضائري.

* كيفية وقوف العلماء على كتاب الضعفاء.

* هل الكتاب للغضائري او لابنه؟

* الضعفاء رابع كتبه.

* قيمته عند العلماء.

٧٧
٧٨

من الكتب الرجالية المؤلفة في العصور المتقدمة التي تعد عند البعض من أمهات الكتب الرجالية ، الكتاب الموسوم بـ « رجال الغضائري » تارة و « رجال ابن الغضائري » اخرى ، وليس هو إلا كتابُ « الضعفاء » الذي أدرجه العلاّمة في خلاصته ، والقهبائي في مجمعه. ولرفع السّتر عن وجه الحقيقة يجب الوقوف على امور.

واليك البحث عنها واحداً بعد الاخر :

أ ـ ترجمة الغضائري

الحسين بن عبيدالله بن إبراهيم الغضائري من رجال الشيعة وهو معني في كتب الرجال بإكبار.

قال النجاشي : « شيخنارحمه‌الله له كتب » ثم ذكر أسماء تآليفه البالغة الى أربعة عشر كتاباً ولم يسمّ أي كتاب في الرجال ، ثم قال : « اجازنا جميعها وجميع رواياته عن شيوخه وماترحمه‌الله في منتصف شهر صفر سنة احدى عشر وأربعمائة »(1) .

__________________

1 ـ رجال النجاشي : الرقم 166.

٧٩

وقال الشيخ في رجاله : « الحسين بن عبيدالله الغضائري يكنى أبا عبد الله كثير السماع ، عارف بالرجال وله تصانيف ذكرناها في الفهرس ، سمعنا منه وأجاز لنا بجميع رواياته. مات سنة احدى عشرة وأربعمائة »(1) . ولكن النسخ الموجودة من الفهرس خالية من ترجمته ولعل ذلك صدر منهرحمه‌الله سهواً ، أو سقط من النسخ المطبوعة ، ولا يخفى أن هذه التعابير دالة على وثاقة الرجل. بل يكفي كونه من مشايخ النجاشي والشيخ ، وقد ثبت في محله ـ وسيوافيك ـ أن مشايخ النجاشي كلهم ثقات.

ب ـ ترجمة ابن الغضائري

هو أحمد بن الحسين بن عبيدالله ذكره الشيخ في مقدمة الفهرس وقال : « اني لما رأيت جماعة من شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرس كتب اصحابنا وما صنفوه من التصانيف ورووه من الاصول ، ولم أجد أحداً استوفى ذلك الا ما قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيداللهرحمه‌الله فانه عمل كتابين ، أحدهما ذكر فيه المصنفات والاخر ذكر فيه الاصول ، واستوفاهما على مبلغ ما وجده وقدر عليه ، غير أن هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا واخترم هو وعمد بعض ورثته الى اهلاك هذين الكتابين وغيرهما من الكتب على ما حكى بعضهم عنه »(2) .

وهذه العبارة تفيد أنه قد تلف الكتابان قبل استنساخهما ، غير أن النجاشي كما سيوافيك ينقل عنه بكثرة والمنقول عنه غير هذين الكتابين كما سيوافيك بيانه.

ويظهر من النجاشي في ترجمة أحمد بن الحسين الصيقل أنه اشترك مع ابن الغضائري في الاخذ عن والده وغيره حيث قال : « له كتب لا يعرف منها الا

__________________

1 ـ رجال الشيخ : 470 ، الرقم 52.

2 ـ ديباجة فهرس الشيخ : « الطبعة الاولى » الصفحة 1 ـ 2 ، وفي « الطبعة الثانية » الصفحة 23 ـ 24.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

ومن شعره المذكور في ( أمل الآمل ) قوله:

رضيت لنفسي حبَّ آل محمّد

طريقة حقّ لم يضع من يدينها

وحبّ عليّ منقذي حين يحتوي

لدى الحشر نفسٌ لا يفادى رهينها

وقوله من قصيدة:

أبا حسن! هذا الّذي استطيعه

بمدحك وهو المنهل السائغ العذبُ

فكن شافعي يوم المعاد ومونسي

لدى ظلمات اللحد إذ ضمني التربُ

ومن شعره قوله(١) :

مالاح برقٌ من ربى حاجرِ

إلّا استهلَّ الدّمع من ناظري

ولا تذكّرت عهود الحمى

إلّا وسار القلب عن سائري

أوّاه كم أحمل جور الهوى؟

ما أشبه الأوّلِ بالآخرِ؟

يا هل ترى يدري نؤوم الضحى

بحال ساهٍ في الدًجى ساهرِ؟

تهبّ إن هبّت يمانيَّة

أشواقه للرشأ النافرِ

يضرب في الآفاق لا يأتلي

في جوبها كالمثل السّائرِ

طوراً تهاميّاً وطوراً له

شوقٌ إلى من حلَّ في الحائرِ

كأنَّ ممّا را به قلبه

علّق في قادمتي طائرِ

ومنها:

يطيب عيشي في ربى ظبية

بقرب ذاك القمر الزاهرِ

( محمّد ) البدر الذي أشرق الـ

ـكون بباهي نوره الباهرِ

كوَّنه الرَّحمن من نوره

من قبل كون الفلك الدائرِ

حتّى إذا أرسله للهدى

كالشَّمس يغشي ناظر النّاظرِ

أيّده بالمرتضى حيدر

ليث الحروب الأروع الكاسرِ

فكان مذ كان نصيراً له

بورك في المنصور والنّاصرِ

يجندل الأبطال يوم الوغى

بذي الفقار الصّارم الباترِ

توجد ترجمة شاعرنا [ الحسين ] في خلاصة الأثر ٢: ٩٠ - ٩٤، ورياض الجنَّة

____________________

١ - أخذنا أبياتا منه من ( أمل الآمل ) وعدة أبيات من ( خلاصة الاثر ).

٣٠١

في الرّوضة الرّابعة لسيّدنا الزنوزي، وإجازات البحار ص ١٢٥ لشيخنا العلّامة المجلسي، وروضات الجنّات ص ١٩٣، ٥٥٧، وتتميم أمل الآمل لابن أبي شبانة، ونجوم السَّماء ص ٩٣، وسفينة البحار ١: ٢٧٣، وأعيان الشيعة ٢٦: ١٣٨ - ١٥٦، والفوائد الرضويَّة ١: ١٣٥، وشهداء الفضيلة ص ١٢٣، وذكره صاحب « معجم الأطبّاء » ص ١٧١ وأثنى عليه وقال: وذكره البديعيّ في كتابه « ذكرى حبيب » وقال فيه: هو ثاني أبي الفضل البديع الهمداني، وثالث ابن الحجّاج والواساني، وقد دوّن مدايحه وسمّاها « كنز اللآلي » وجمع أهاجيه ووسمها بـ « السّلاسل والأغلال » اشتغل بعلم الطبِّ في آخر عمره. إلخ رحم الله معشر السَّلف.

٣٠٢

القرن الحادي عشر

٨٥

القاضى شرف الدين

المتوفى ١٠٧٩

لو كان يعلم أنَّها الأحداق

يوم النّقا ما خاطر المشتاقُ

جهل الهوى حتّى غدا في اسره

والحبُّ ما لأسيره إطلاقُ

يا صاحبيَّ وما الرّفيق بصاحب

إن لم يكن من دأبه الإشفاقُ

هذا النّقا حيث النفوس تباح و

الألباب تشرق والدّماء تراقُ

حيث الظباء لهنَّ شوقٌ في الهوى

فيه لأرباب العقول نفاقُ

وحذار من تلك الظباء فما لها

في الحبِّ لا عهدٌ ولا ميثاقُ

كالبدر إلّا أنَّه في تمّه

لا يُختشى أن يعتريه محاقُ

كالغصن لكن حسنه في ذاته

والغصن زانت قدّه الأوراقُ

مهما شكوت له الجفاء يقول لي

: ما الحبُّ إلاّ جفوةٌ وفراقُ

أو أشتكي سهري عليه يقل: متى

نامت لمن حل الهوى آماقُ؟

أو قلت: قد أشرقتني بدامعي

قال: الأهلّة شأنها الإشراقُ

كنت الخليّ فعرّضتني للهوى

يوم النّوى الوجنات والأحداقُ

إلى أن قال:

ولقد أقول لعصبة زيديّة

وخدت بهم نحو العراق نياقُ

بأبي وبي وبطارفي وبتالدي

من يمّموه ومن إليه تُساقُ

: هل منّة في حمل جسم حلّ في

أرض الغريّ فؤاده الخفّاقُ؟

أسمعتهم ذكر الغرّي وقد سرت

بعقولهم خمر السّري فأفاقوا

حبّاً لمن يسقي الأنام غداً ومن

تُشفى بترب نعاله الأحداقُ

لمن استقامت علّة الباري به

وعلت وقامت للعلا أسواقُ

٣٠٣

ولمن إليه حديث كلِّ فضيلة

من بعد خبر المرسلين يُساقُ

لمحطّم اللّدن الرّماح وقد غدا

للنقع من فوق الرّماح رواقُ

لفتىً تحيّته لعظم جلاله

من زايريه الصّمت والاطراقُ

صنو النبيّ وصهره يا حبّذا

الصنوان قد وشجتهما الأعراقُ

وأبو الاولى فاقوا وراقوا والاولى

بمديحهم تتزيّن الأوراقُ

انظر إلى غايات كلّ فضيلة

أسواه كان جوادها السبّاقُ؟

وامدحه لا متحرّجاً في مدحه

إذ لا مبالغةٌ ولا إغراقُ

ولّاه أحمد في « الغدير » ولاية

أضحت مطوّقة بها الأعناقُ

حتّى إذا أجرى إليها طرفه

حادوه عن سنن الطّريق وعاقوا

ما كان أسرع ما تناسوا عهده

ظلماً وحلّت تلكم الأطواقُ؟

شهدوا بها يوم « الغدير » لحيدرٍ

إذ عمّ من أنوارها الأشراقُ

( القصيدة )(١)

( الشاعر )

القاضي شرف الدّين الحسن بن القاضي جمال الدّين عليّ بن جابر بن صلاح بن أحمد بن صلاح بن أحمد بن ناحي بن أحمد بن عمر بن حنظل بن المطهرّ بن علي الهبلي(٢) الخولاني اليمنيّ الصنعانيّ، أحد أعلام اليمن وأعيانها الاُدباء، كان عالماً كاتباً شاعراً، له ديوانٌ تسمّى بقلائد الجواهر، وفي [ نسمة السّحر]: انّ اليمن لم تلد أشعر منه من أوّل الدّهر إلى وقته، ومن منثور كتاباته تقريظٌ على ( سمط اللئالي ) تأليف السيّد أبي الحسن(٣) إسماعيل بن محمّد ومن شعره:

مشروطةٌ خطرت ترنّح قامة

يخزي الذّوابل لينها وشطاطها

قامت قيامة عاشقيها في الهوى

مذ أسفرت وبدت لهم أشراطها

____________________

١ - تجدها في نسمة السحر فيمن تشيع وشعر ج ١.

٢ - بفتح الهاء والموحدة بعدها، بيت كبير من خولان.

٣ - احد ائمة اليمن له شهرة طايلة بها، توفى سنة ١٠٧٩، توجد ترجمته فى خلاصة الاثر للمولى المحبى ج ١ ص ٤١٦.

٣٠٤

توفّي بصنعاء وهو شابّ في صفر سنة ١٠٧٩ ورثاه والده وغيره.

وذكره صاحب [ خلاصة الأثر ] وأطراه وأثنى عليه في الكتاب ج ٢ ص ٣٠ و ذكر كثيراً من شعره وممّا رواه قوله:

أين استقرّ السّفر الأوّل

عمّا قريب بهم ننزلُ؟

مرّوا سراعاً نحو دار البقا

ونحن في آثارهم نرحلُ

ما هذه الدنيا لنا منزلاً

وإنَّما الآخرة المنزلُ

قد حذَّرتنا من تصاريفها

لو أنّنا نسمع أو نعقلُ

يطيل فيها المرء آماله

والموت من دون الّذي يأملُ

يحلو له ما مرَّ من عيشها

ودونه لو عقل الحنظلُ

ألهته عن طاعة خلّاقه

والله لا يلهو ولا يغفلُ

يا صاح! ما لذَّة عيش بها

والموت ما تدري متى ينزلُ؟

يدعو لي الأحباب من بيننا

يُجيبه الأوَّل فالأوَّلُ

يا جاهلاً يجهد في كسبها

أغرّك المشرب والمأكلُ؟

ويا أخا الحرص على جمعها!

مهلاً فعنها في غدٍ تُسألُ

لا تتعبن فيها ولا تأسفن

لما مضى فالأمر مستقبلُ

ما قولنا بين يدي حاكم

يعدل في الحكم ولا يعزلُ؟

ما قولنا لِلَّه في موقف

يخرس فيه المصقع المقولُ؟

وإن سألنا فيه عن كلِّ ما

نقول في الدّنيا وما نفعلُ

ما الفوز للعالم في علمه

وإنَّما الفوز لمن يعملُ

وقوله وفيه الجناس الكامل:

رويدك من كسب الذّنوب فأنت لا

تطيق على نار الجحيم ولا تقوى

أترضى بأن تلقى المهيمن في غد

وأنت بلا علم لديك ولا تقوى؟

٣٠٥

القرن الحادي عشر

٨٦

السيد ابو على الانسي

المتوفى ١٠٧٩

أمر الله في التنازع بالردّ

إليه سبحانه وتعالى(١)

وإلى خير خلقه سيّد الرسل

وأزكاهمُ فعالاً مقالا

فلماذا غدا التنازع في أمر

عظيم قد خالفوه ضلالا؟

حكمت في مقام خير البرايا

حين ولّى تيهاً رجالٌ رجالا

فأبن لي ما حال من خالف الله

ومن صيّر الحرام حلالا؟!

واعرض القول في الجواب على

ما أنزل الله واطرح الأقوالا

زعم النصَّ في الوصيِّ خفيّاً

من رمى النصب أصغريه وغالا

وحديث « الغدير » يكفيه ممّا

قال فيه « محمّدٌ » واستقالا

غير أنَّ الضغاين القرشيّات

بها كانت اللّيالي حبالا(٢)

( الشاعر )

السيّد أبو علي أحمد بن محمّد الحسني اليمنيُّ الأنسيُّ(٣) أحد أعيان اليمن ومؤلّفيها الأفاضل من الجاروديّة، ذكره صاحب [ نسمة السّحر ] ج ١ وأطراه، وله شعرٌ كثيرٌ في العقايد، وكان المتوكّل يتّقي لسانه حتّى أنّه دخل إليه يوماً بالسودة فجعل يعاتبه على تقصيره في حقّه فقضى له جميع حوائجه، وقال: أنا لا استحلّ أن أردّ حاجةً واحدةً من حوائجك. فقال السيّد: وأحتاج إلى هذه الوسادة الهنديَّة التي تحتك. فقام المتوكّل عنها وأخذها السيّد ومدحه بشعره، توفّي سنة ١٠٧٩ وورث أدبه الباهر ولده السيّد أحمد الآتي ذكره في القرن الآتي.

____________________

١ - أشار إلى قوله تعالى: فان تنازعتم فى شيىء فردّوه إلى الله والرسول. النساء ٥٩.

٢ - ذكرها صاحب نسمة السحر في ج ١.

٣ - بفتح الهمزة وكسر النون نسبة الى مخلاق انس وهى مدينة معروفة باليمن.

٣٠٦

القرن الحادي عشر

٨٧

السيد شهاب الموسوى

المولود ١٠٢٥

المتوفى ١٠٨٧

خلط الغرام الشجو في أمشاجه

فبكى فخلت بكاه من أوداجه

إلى أن قال:

نورٌ مبينٌ قد أنار دُجى الهدى

ظلم الضَّلالة في ضياء سراجهِ

و [ غدير خمّ ] بعد ما لعبت به

ريح الشكوك وآض من لجلاجهِ

أمطرته بسحابة سميَّتها

[ خير المقال ] وضاق في أمواجهِ

وأبنت في نكت البيان عن الهدى

فأريتنا المطموس من منهاجهِ

وكذلك منتخب من التّفسير لم

تنسج يدا أحدٍ على منساجهِ

هذه الأبيات توجد في ديوانه ص ١٤٠ من قصيدة تبلغ ٤٠ بيتاً قالها سنة ١٠٨٧ يمدح بها السيّد علي خان المشعشعي(١) ويذكر كتابه ( خير المقال ) في الإمامة وفيه ذكر حديث غدير خمّ، والمقرّظ كما تراه يثبت في شعره حديث الغدير ويسمّي ورطات القالة حول دلالته شكوكاً، ولذلك ذكرناه في عداد شعراء الغدير.

( الشاعر )

السّيد شهاب بن أحمد بن ناصر بن حوزي بن لاوي بن حيدر بن المحسن بن محمّد مهدي المتوفّى في شهر شعبان سنة ٨٤٤ - ابن فلاح(٢) بن مهدي بن محمّد بن أحمد بن علي بن محمّد بن أحمد بن الرّضا بن إبراهيم بن هبة الله بن الطيّب بن أحمد بن محمّد ابن القاسم بن محمّد أبي الفخار ابن أبي علي نعمة الله بن عبد الله بن أبي عبد الله جعفر

____________________

١ - تاتى ترجمته بعد هذه الترجمة.

٢ - وفى نسخة ان فلاحاً ابن لاحمد من غير واسطة، وفي نسخة السيد ناجي: ان فلاحاً ابن محمد بن أحمد ( تحفة الازهار )

٣٠٧

الأسود الملقّب بارتفاح ابن موسى بن محمّد بن موسى ابن أبي جعفر عبد الله العولكاني ابن الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام الحويزي.

كان المترجم له من عباقرة شعراء أهل البيت عليهم السَّلام فخم اللّفظ، جزل المعنى، قال السيّد ضامن بن شدقم في [ تحفة الأزهار ج ٣ ]: كان سيّداً جليلاً، حسن الأخلاق، كريم الأعراق، فصيحاً أديباً شاعراً ثمَّ ذكر نبذاً من شعره، وذكره صاحب [ تاريخ آداب اللغة العربيّة ] ج ٣ ص ٢٨٠ وقال: إنَّه مشهورٌ برقّته. وقال البستاني في دائرة المعارف ج ١٠ ص ٥٨٩: إنّه من أعيان القرن الحادي عشر توفّي سنة ١٠٨٢، وكان له شعرٌ رقيقٌ، وسجعٌ منسجمٌ ومن شعره قوله:

ولي قمرٌ منيرٌ ضاع منّي

بنقطة خاله المسكيّ نسكي

تقبّأ بالظّلام لأجل خذلي

وعمّم بالصَّباح لأجل هتكي

وله من قصيدة تُقرأ طولاً وعرضاً وطرداً وعكساً على أنحاء شتّى:

فخر الورى حيدريٌّ عمَّ نائله

فخر الهدى ذو المعالي الباهرات علي

نجم السّهى فلكيّات مراتبه

مأوى السّنانيّرُ يسمو على زحلِ

ليث الشّرى قبسٌ تهمى أنامله

غيث النّدى مورد أشهى من العسلِ

بدر البها اُفقٌ تبدو كواكبه

شمس الدنا صبح ليل الحادث الجللِ

طود النّهى عند بيت المال صاحبه

سمط الثنا زينة الأجيال والدّولِ

وله ديوان معروفٌ مطبوعٌ في مصر سنة ١٢٢١ مرّة، وسنة ١٢٩٠ ثانية، و ١٣٠٢ اُخرى و ١٣٢٠ رابعة، وقد جمعه ولده السيّد معتوق فسمّى باسمه وترجم في أوّله والده وذكر إنّه ولد سنة ١٠٢٥ وتوفّي يوم الأحد ١٤ شوّال ١٠٨٧ وهو أعرف بشؤون والده وحياته ووفاته من ( البستاني ) الذي وهم فأرَّخ وفاته بسنة ١٠٨٢ وأرّخها النبهاني في المجموعة النبهانيّة ج ٤ ص ١٥ بسنة ١٠٨٧.

وترجمه الإسكندري في ( الوسيط ) ص ٣١٥ وقال: شاعر العراق في عصره. وسابق حلبته في رقّة شعره، ولد سنة ١٠٢٥ ونشأ بالبصرة، وبها تعلّم وتأدّب، وقال الشعر وأجاده، وكان في نشأته فقيراً، فاتّصل بالسيِّد علي خان أحد اُمراء البصرة من قِبل الدّولة الصفويّة الايرانيَّة، وكانت وقتئذ تملك العراق والبحرين، ومدحه مِدحاً

٣٠٨

رقيقةً، وأكثر شعره مقصورٌ عليه وعلى آل بيته فغمره بإحسانه.

وابن معتوق من كبار الشيعة لنشوه في دولة شيعيَّة غالية، فأفرط في التشيّع في شعره، وجاء في مدح عليّ والشّهيدين بما يخرج عن حدّ الشرع والعقل، ويمتاز شعره بالرقَّة وكثرة الإستعارات والتّشبيهات حتّى لتكاد الحقيقة تهمل فيه جملة ١٠ ه‍.

قال الأميني: لم يكن شاعرنا أبو معتوق العلويّ نسباً ومذهباً، العلويّ نزعةً وأدباً، ببدع من بقيّة موالي أهل بيت الوحي صلوات الله عليهم وشعرائهم المقتصدين البعيدين عن كلّ إفراط وغلوّ، المقتصِّين أثر الشَّرع والعقل في ولاء آل الله، ومديح فئة النبوّة، وحملة أعباء الخلافة، وكذلك الدّولة الصفويَّة العلويَّة لم تكن كما حسبه الإسكندري غالية في التشيّع، وكلّما أثبته الشّاعر واعتقدت به دولة المجد الصَّفوى من فضائل لسروات المكارم من أئمَّة الهدى صلوات الله عليهم هي حقايق راهنة يخضع لها العقل، ولا يأباه المنطق، وهي غيره مستعصية على الاُصول المسلّمة من الدِّين، وأمّا هذا الّذي قذفه وإيّاهم من الغلوّ والإفراط والخروج عن حدِّ الشَّرع والعقل فإنَّما هو من وغر الصَّدر الذي لم يفتأ تغلي به مراجل الحقد منذ أمد بعيد، ومنذ تشظّى عن الحزب العلويّ خصمائهم الألدّاء، فهملجوا مع الإفك، وارتكضوا مع هلجات الباطل، وإلّا فهذا ديوان أبي معتوق بمطلع الاُكمة من القارئ، وتلك صحيفة تاريخ الصفويّة البيضاء في مقربة من مناظر الطالبين، وكلُّ منهما على ما وصفناه، لكن الإسكندري راقه القذف فقال، وليست هذه بأوَّل قارورة كسرت في الإسلام، ونحن عرَّفناك الفئة الغالية، وانّها غير الشيعة، والله هو الحكم العدل.

٣٠٩

القرن الحادي عشر

٨٨

السيد على خان المشعشعي

المتوفى ١٠٨٨

أرجو من الدّهر الخؤون ودادا

وأرى الخليفة يخلف الأوعادا

يا دولة ما كنت أحسب انّني

أشقى بها وغدا الشّريف عمادا

ولعلّه مع لطفه لم ينو لي

خلفاً ولكن دهرنا ما جادا

وإذا هبطت عن العلا بفضائلي

فتعجّبوا ثمَّ انظروا من سادا؟!

يا درَّة بيعت بأبخس قيمة

قد صادقت في ذا الزَّمان كسادا

دهرٌ يحطّ الكاملين ويرفع

الأنذال والأوباش والأوغادا

لو كان في ذا الدّهر خيرٌ ما علا

التيميُّ بعد المصطفى أعوادا

ويذاد عنها حيدرٌ مع أنَّ خير

الخلق صرّح « في الغدير » ونادا

: من كنت مولاه فذا مولاه من

بعدي وأسمع بالنّدا الأشهادا

وإذا نظرت إلى البتول وقد غدت

مغصوبة بعد النبيِّ تلادا

ومصيبة الحسن الزكيّ وعزله

تُبكي العيون وتقرح الأكبادا

والمحنة العظمى التي ما مثلها

قتل الحسين خديعةً وعنادا

من بعد ما أن صرّعوا بالطفّ أنصا

راً له بل قتّلوا الأولادا

ونساء آل محمّد مسبيَّة

تسري بها حمر النّياق وخادا

ويؤمّهم بقيوده السجّاد و

الرأس الكريم يشيّع السجّادا

التسعة الأطهار ما قاسوا من

الأضداد لمـّا عاشروا الأضدادا؟

ما بين مطرود ومسموم ومحبوس

يعالج دهره الأقيادا

حقّقت ما أحدٌ من الأشراف حاز

المكرمات ونال منه مرادا

٣١٠

وله:

ألا حيّ طلعتها من مَهى

وحيّا الحيا دارها بالحمى

رأينا المهى فدعانا الغرام

فيا من رأى ماشياً للشّقا

حللنا الحبا إذ دعانا الهوى

ولولا الهوى ما حللنا الحبا

طلعن فأطلعن سرَّ الدموع

فقلت لسعد: ترى ما أرى؟

فقال وقد مال فوق الرّحال

: أتخفي على العين شمس الضحى؟

مشين الغداة برمل العقيق

فعطّرن ذاك الثرى بالمشا

يقول بعد ٢٦ بيتاً تشبيباً:

وإنّ غلاماً نماه الوصيُّ

وفيه عروقٌ من المصطفى

وفيه خصالٌ إذا ما نظرت

أتته تراثٌ من المرتضى

جديرٌ بأن يصطفيه الزَّمان

عمى بعيون زماني عمى

ولكن زمان بآل الرَّسول

أساء وعن ضيمهم ما نبا

وقد جار في حكمه بالوليِّ

فماذا تقول بأهل الولا؟

هُمُ حجَّة الله في خلقه

هُمُ صفوة الله من ذي الورى

هُمُ دوحةٌ فرعها في السّما

ومركزها بيت ربّ السّما

فسل هل أتى هل أتت مدحة

لغيرهمُ؟ حبّذا هل أتى؟

وفي إنَّما جاء نصُّ الولاء

لهمُ وسيعرفه مَن تلا

من الرِّجس طهّرهم ربّهم

ودلَّت عليهم بذاك العبا

وكان الكساء لتخصيصهم

فطاب الكسا والّذي في الكسا

لقد خُطَّ في اللوح أسماءهم

وفي العرش قبل بدوِّ الضّيا

بهم باهل الطّهر أعداءه

فما باهلوه وخافوا التّوا

إلى أن قال:

وشاركه بالّذي اختصَّه

أخوه الّذي خصَّه بالإخا

فقسمة طوبى ونار العذاب

إليه بلا شبهة أو مِرا

فإن كنت في مرية من علاه

يخبِّرك عنه حديث الشّوى

٣١١

وفي خصفه النّعل قد بيّنت

فضيلته وتجلّا العمى

وفي أنت منّي وضوح الهدى

وتزويجه الطّهر خير النساء

وبعث براءة نصٌّ عليه

وإنَّ سواه فلا يُصطفى

وفي يوم « خمّ » أبان النبيُّ

موالاته برفيع النّدا

فأوَّلهم كان سلماً له

وفاديه بالنّفس ليل الفدا

وناصره يوم فرَّ الصِّحاب

عنه فراراً كسرب القطا

هذه القصيدة الغرّاء تناهز مائة وعشرين بيتاً قد جمع سيّدنا الحويزي فيها جملة من مناقب مولانا امير المؤمنينعليه‌السلام كنزول هل أتى، وآية إنّما وليّكم الله، وآية التّطهير، وحديث الكساء، والمباهلة، والمؤاخاة، والطائر المشوي، وخصف النعل، وتزويج السيِّدة الطّاهرة الصّديقة، وبعث سورة البرائة، وغدير خمّ، إلى غير ذلك، ونحن أوقفناك في أجزاء كتابنا هذا على صحَّة تلكم الأحاديث، وانّها صحيحةٌ جاءت في الصِّحاح والمسانيد.

( الشاعر )

السيّد علي خان بن السيّد خلف بن السيّد عبد المطلب بن حيدر بن محسن بن محمّد الملقّب بالمهديّ بن فلاح بن محمّد بن أحمد بن علي بن أحمد بن رضا بن إبراهيم ابن هبة الله بن الطبيب بن أحمد بن محمّد بن القاسم بن أبي الطحان بن غياث بن أحمد ابن الإمام موسى بن جعفر صلوات الله عليهما المشعشعي الحويزي(١) .

أحد حكّام حويزة وأرباضها، تحلّى بقشائب أبراد العلم كما رفَّ عليه العلم في ميادين السِّباق، وحلبات الملك، وازدان بعقود من الأدب الزّاهي وقلائد من القريض الرّائق، وقبل ذلك كلّه نسبه الوضّاح المتألّق بأواصر النبوَّة، وعنصره الفائح عن وشائج الإمامة، فهو بين ألق وعبق يضوع مع الصّبا ندُّه، ويضيئ في الصّباح حدّه، كلّ ذلك مشفوعٌ بفضل متدفّق، ونوايا صالحة، وعقايد حقَّة، بوّأته في الغارب والسَّنام من مستوى المآثر ومعقد العظمة، فلا يوجد في عقيدته إلّا دين الله

____________________

١ - كذا سرد نسبه صاحب رياض « العلماء »

٣١٢

الّذي ارتضاه لعباده في كلِّ من التّوحيد والنبوّة والإمامة، وبقيّة العقايد الصّادقة وقد امتاز بها عن بعض رجال بيته الّذين اعتنقوا مقالات زائفة، وانحرفوا عن سويِّ الصّراط بالأباطيل.

ذكره شيخنا الحرُّ في ( أمل الآمل ) وقال: كان فاضلاً عالماً شاعراً أديباً جليل القدر له مؤلّفات في الاصول والإمامة وغيرها.

وأثنى عليه صاحب [ رياض العلماء ] وقال: كان من تلامذة الشّيخ عبد اللطيف بن علي ابن أبي جامع تلميذ الشّيخ البهائي، توفّي في عصرنا وخلف أولاداً ذكوراً واناثاً كثيرة وقد أخذ حكومة تلك البلاد من أولاده واحداً بعد واحد إلى هذا اليوم وهو عام سبعة عشر ومائة بعد الألف، وكان بعض أولاده ايضاً مشتغلاً بتحصيل العلوم في الجملة، وقد استشهد طائفة غزيرة من أولاده وأحفاده وأقربائه في قضيّة محاربة صارت بين أعراب تلك البلاد وبين بعض أولاده الذي هو الآن حاكم بها.اهـ

وذكره بجمل الثناء عليه السيّد الجزائري في [ الأنوار النعمانيّة ].

يروي عن المترجم له الشيخ حسين بن محيي الدّين بن عبد اللطيف بن أبي جامع ويروي هو عن الشيخ علي زين الدّين سبط الشّهيد الثاني كما في « المستدرك » ٣: ٤٠٦ ٤٠٨.

آثاره في العلم والدِّين والأدب:

١ - النّور المبين في الحديث أربع مجلّدات. في اثبات النصِّ على أمير المؤمنينعليه‌السلام ألّفه سنة ١٠٨٣.

٢ - تفسير القرآن الكريم أربع مجلّدات، بلغ إلى سورة الرّحمن أسماء بـ ( منتخب التفاسير ).

٣ - خير المقال شرح قصيدته المقصورة أربع مجلّدات، في الأدب والنبوّة و الإمامة.

٤ - نكت البيان في مجلّد.

٥ - مجموعةٌ مشتملة على طرائف المطالب التي أوردها في مؤلّفاته الأربعة المذكورة، وقد انتخبها منها مع ضمّ ساير لطائف المقاصد وأرسلها هديّة للشيخ علي سبط

٣١٣

الشّهيد الثاني إلى اصبهان. قال صاحب « الرّياض » : وقد رأيتها في جملة كتبه.

٦ - رسالةٌ اُخرى قد أرسلها إلى الشّيخ عليِّ المذكور وقد صدَّرها بالبحث عن حديث الغدير.

٧ - رسالةٌ اُخرى أرسلها إلى الشيخ علي أيضاً في شرح حديث الأسماء. قال في « الرّياض » : هي حسنة الفوائد جليلة المطالب.

٨ - ديوان شعره الموسوم ( خير جليس ونعم أنيس ).

ومن شعره قوله من قصيدة:

ولولا حسام المرتضى أصبح الورى

وما فيهمُ من يعبد الله مسلما

وأبناؤه الغرُّ الكرام الاولى بهم

أنار من الإسلام ما كان مظلما

واُقسم لو قال الأنام بحبّهم

لما خلق الربُّ الكريم جهنّما(١)

وما منهمُ إلا إمامٌ مسوّدٌ

حسامٌ سطا بحرٌ طما عارضٌ هما

وقوله من قصيدة:

فافزع إلى مدح الأمين فإنّما

لأمانه البلد الأمين أمينُ

وأخيه وارث علمه ووزيره

ونصيره في الحرب وهو زبونُ(٢)

وبنيه أقمار الهدى لولاهمُ

لم يُعرف المفروض والمسنونُ

وقوله من قصيدة:

وصيّرت خير المرسلين وسيلتي

وألزمت نفسي صمتها ووقارها

وعترته خير الأنام وفخرهم

أبت أن يشقَّ العالمون غبارها

وقوله من قصيدة:

وصيّر وسيلتك المصطفى

الأمين أبا القاسم المؤتمنْ

وصنو الرَّسول ومن قد علا

على كتفه يوم كسر الوثنْ

وبضعته وإمامي الشهيد

من بعد ذكر إمامي الحسنْ

وبالعترة الغرِّ أرجو النجاة

فحبّهمُ ليَ أو في الجننْ

____________________

١ - مأخوذ من حديث نبويّ يأتي في مسند المناقب ومرسلها إن شاء الله تعالى.

٢ - الحرب الزبون: شديدة تدفع بعضها بعضا من الكثرة.

٣١٤

ووالده السيّد خلف بن عبد المطلب كان كما في أمل الآمل، وروضات الجنّات ص ٢٦٥: عالماً فاضلاً، ومتكلّماً كاملاً، وأديباً ماهراً، ولبيباً عارفاً، وشاعراً مجيداً ومحدّثاً مفيداً، محقّقاً جليل المنزلة والمقدار.

ومن تآليفه القيّمة:

١ - مظهر الغرائب، في شرح دعاء عرفة للامام السّبط الشّهيدعليه‌السلام ، عشرة آلاف بيت. قال شيخنا النّوري في « المستدرك » : هو شاهد صدق على ما قالوا فيه من العلم والفضل والتبحّر بل وحسن السّليقة.

٢ - النهج القويم في كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام جمع فيه ما فات نهج البلاغة.

٣ - المودَّة في القربى في فضائل الزّهراء الصدّيقة والأئمّة، كبيرٌ جدّاً.

٤ - الحجّة البالغة، في الكلام وإثبات الإمامة بالآيات ونصوص الفريقين.

٥ - سبيل الرّشاد في النحو والصّرف والأصول وأحكام العبادات.

٦ - خير الكلام في المنطق والكلام واثبات امامة كلّ إمام إمام.

٧ - رسالة الإثنى عشريّة في الطّهارة والصّلاة.

٨ - فخر الشّيعة في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٩ - الحقّ اليقين، كتاب في المنطق والكلام كبيرٌ.

١٠ - سيف الشّيعة في الحديث. كتابٌ كبيرٌ.

١١ - سفينة النجاة في فضائل الأئمّة الهداة.

١٢ - البلاغ المبين في الأحاديث القدسيّة.

١٣ - رسالة دليل النّجاح في الدّعاء.

١٤ - ديوان شعر عربيّ، وآخر فارسيّ.

١٥ - كتابٌ آخر، في الدّعاء ايضاً.

١٦ - برهان الشّيعة، في الإمامة.

١٧ - حقُّ اليقين، في الكلام.

١٨ - منظومةٌ في النّحو.

١٩ - رسالةٌ في النّحو.

٣١٥

ومن شعره قوله يمدح أمير المؤمنينعليه‌السلام :

أبا حسن يا حمى المستجيرْ

إذا الخطب وافى علينا وجارا

لأنت أبرُّ الورى ذمّة

وأكبر قدراً وأمنع جارا

فلا فخر للمرء مالم يمت

إليك انتساباً فينمي النّجارا

توفّي سنة ١٠٧٤ ورثاه الشّهاب الحويزي بقصيدة توجد في ديوانه مستهلّها:

مضى خلف الأبرار والسيّد الطهرُ

فصدر العُلى من قلبه بعده صفرُ

بسط القول في ترجمته سيّدنا الأمين في [أعيان الشيعة] ج ٣٠: ٢٠ - ٣٧.

٣١٦

القرن الحادي عشر

٨٩

السيد ضياء الدين اليمني

المتوفى ١٠٩٦

خليليَّ امّا سرتما فازجرا بنا

المطيّ وسيرا حيث سار الجنائب(١)

ولا يشعر الواشون انّي فيكما

حليف جواً قد أضمرتني الحقايبُ(٢)

إلى الحيِّ لا مستأنسين بقاطن

بريب وأهل الحيِّ آت وذاهبُ

فإن شمتما برقاً من الحيِّ لائحاً

متى يبد منه حاجبٌ يخفً حاجبُ

فلا تحسباه بارقأ لاح بالحمى

متى طلعت بين البيوت السّحائبُ

ولكنّه ثغرٌ تألَّق جوّه

من الدرّ سمط لم يثقّبه ثاقبُ

[إلى أن قال]:

وعيشكما لو شئتما ذلك السّنا

وغالتكما ألحاظها والحواجبُ

لشاركتماني بالصَّبابة والأسى

وجارت بأعناق المطيِّ المذاهبُ

اُعلّل فيك النفس يا لبن ذاكراً

خليلي ومالي غير حبّك صاحبُ

وبي منك ما لو كان بالنجم ماسراً

وبالبدر ما التفّت عليه الغياهبُ

هوىً دونه ضرب الرقاب وعزمةٌ

تشاكل عزمات الضّبا وتصاقبُ(٣)

[ويقول فيها]:

إمامٌ براه الله من طينة العُلا

همامٌ له نهجٌ من المجد لازبُ(٤)

له الشّرف الأعلا له نقطة السّما

هو البدر والآل الكرام الكواكبُ

بهم قام دين الله في الأرض واعتلت

لاُمّة خير المرسلين المذاهبُ

____________________

١ - الريح التي تهبّ من القبلة، ج الجنوب.

٢ - جمع الحقيبة: ما يحل على الفرس خلف الراكب. الخريطة التي يضع المسافر فيها الزاد ونحوه.

٣ - تصاقب: تقارب وتدنو.

٤ - اللازب: الثابت، يقال: « صارِ الامر ضربة لازب » اى صار لازماً ثابتاً.

٣١٧

ليهنك ذا العيد(١) الذي أنت عيده

وعيدي ومن تحنو عليه الأقاربُ

ويوماً أقام الله للآل حقّهم

به ورسول الله في القوم خاطبُ

به قلّد الله الخلافة أهلها

وزحزح عنها الأبعدون الأجانبُ

فكان أمير المؤمنين عليّن الوصيُّ

بنصّ الله فالأمر واجبُ

وحسبك نفس المصطفى ووليّه

وهارونه النّدب الهمام المحاربُ(٢)

( الشاعر )

السيّد ضياء الدّين جعفر بن المطهّر(٣) بن محمّد الحسين الجرموزي الحسني اليمني، أحد زعماء اليمن، كان أديباً كاتباً شاعراً استعمله المتوكّل ابن المنصور على بلاد « العدين » لمـّا أخذها بعد وفاة أبي الحسن إسماعيل بن محمّد، ولم يزل بها حتّى تغلّب عليها الأمير السيّد فخر الدّين عبد الله بن يحيى بن محمّد في أوايل دولة المؤيّد بن المتوكّل، وله شعرٌ كثيرٌ، ومن منثور آثاره تقريظه على كتاب [سمط اللئالي] تأليف السيّد اسماعيل ابن محمّد اليمني توفّي سنة ١٠٩٦ ببلد « العدين » أخذناه ملخّصاً من [نسمة السّحر] ج ١.

____________________

١ - يعنى عيد الغدير.

٢ - توجد في « نسمة السحر » ج ١ يهنّئ بها السيد ضياء الدين أبا محمد زيد بن محمد بن الحسن اليمنى بعيد الغدير.

٣ - كان من اعيان دهره وافراد عصره علما واديا توفى ١٠٧٧ توجد ترجمته في خلاصة الاثر ج ٤ ص ٤٠٦ وفيه انّ له اولاد عظماء ادباء كرماء: محمد، والحسن، وجعفر، وقد ذكرتهم فى كتابى النفحة.

٣١٨

القرن الحادي عشر

٩٠

المولى محمد طاهر القمي

المتوفى ١٠٩٨

سلامة القلب نحَّتني عن الزّللِ

وشعلة العلم دلّتني على العملِ

طهارة الأصل قادتني إلى كرم

كرامتي ثبتت في اللّوح في الأزلِ

قلبي يحبّ [عليّاً] ذا العُلى فلذا

أدعو لاُمّيَ في الابكار والاصلِ

محبّة [المرتضى] نورٌ لصاحبها

يمشي بها آمناً من آفة الزَّللِ

لزمت حبَّ [عليّ] لا اُفارقه

وداده من جناني قطّ لم يزلِ

أخو النبيِّ(١) إمامي قوله سندي

لقوله تابعٌ ما كان من عملي

أطعت حيدرة ذا كلّ مكرمة

إمام كلِّ تقيٍّ قاصر الأملِ

صرفت في حبِّ آل المصطفى عمري

من مال عنهم إليه قطّ لم أملِ

باب المدينة(٢) منجانا وملجأنا

ما انحلّ مشكلنا إلّا بحلّ علي

لولا محبّة طه للوصيّ لما

أتى شاركه في طيّب الاُكلِ(٣)

ولاية المرتضى في ( خمّ ) قد ثبتت

بنصِّ أفضل خلق الله والرّسلِ

نصَّ النبيّ عليه فوق منبره

عليه أشهد أهل الدّين والدّولِ

قد نصَّ في الدّار عند الأقربين على

خلافة [المرتضى] جدّاً بلا هزلِ(٤)

إنِّ الإمامة عهدٌ لم تنل أحداً

سوى المصون من الزلّات والخطلِ

____________________

١ - مرّ الكلام حول حديث المواخاة فى الجزء الثالث ص ١١٢ - ١٢٥ ط ٢.

٢ - أشار إلى حديث ( أنا مدينة العلم وعليّ بابها ) وقد فصلنا القول حوله في الجزء السادس ص ٦١ - ٨١ ط ٢.

٣ - اشار إلى حديث الطائر المشوى الثابت المتسالم عليه، وسيوافيك بطرقه فى مسند المناقب ومرسلها.

٤ - راجع فى قصة الدار واستحلاف رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌و آله‌ علياً يوم ذاك الجزء الثاني ص ٢٧٨ - ٢٨٩ ط ٢.

٣١٩

أطعت من ثبتت في الكون عصمته

وعفت كلَّ جهول سيّئ العملِ

قد ردَّت الشّمس للمولى أبي حسن(١)

روحي فدا المرتضى ذي المعجز الجللِ

طوبى له كان بيت الله مولده(٢)

كمثل مولده ما كان للرّسلِ

( الشاعر )

المولى محمّد طاهر بن محمّد حسين الشيرازي ثمَّ النجفيّ ثمَّ القميّ أحد الأوحديّين المشاركين في العلوم، وفذٌّ من مشايخ الإجازات الّذين اتّصلت بهم حلقات الأسانيد ضمَّ إلى فقهه المتدفّق فلسفة صحيحة عالية، وإلى حديثه الموثوق به أدبه الجمّ، وفضله الكثار، إلى عظات بالغة، ونصايح كافية، وحكم راقية، وشعر كثر يزري بعقود الدُّرر ومنتثر الدَّراري، تدفّقت المعاجم باطرائه والثَّناء الجميل عليه، قال صاحب [أمل الآمل]: من أعيان فضلاء المعاصرين، عالمٌ محقّقٌ مدقّقٌ ثقةٌ ثقةٌ فقيهٌ متكلّمٌ، محدِّث جليل القدر، عظيم الشأن. وأطراه شيخنا النوري في المستدرك بقوله: العالم الجليل النبيل، عين الطائفة ووجهها، صاحب المؤلّفات الرّشيقة النافعة.

يروي مولانا محمّد الطّاهر عن السيّد نور الدِّين علي(٣) الآنف ذكره ص ٢٩١ و يروي عنه شيخنا العلّامة المجلسي باجازة مؤرَّخة بسنة ١٠٨٦(٤) وشيخنا الحرّ العاملي كما في أمل الآمل، والشيخ نور الدّين الأخباري توجد إجازته له بخطّه ظهر كتاب الوافي كما ذكره شيخنا الرّازي، ويروي عنه المولى محمّد محسن الفيض الكاشاني(٥) .

له تآليف قيّمة في شتّى المواضيع منها:

١ - عطيّهء ربّاني وهديّهء سليماني، شرح لاميّته التي التقطنا منها الأبيات المذكورة، ذكر في هذا الشّرح عدّة من مؤلّفاته ومنه أخذنا غير واحد ممّا ذكرناه ومفتتح الشّرح:

____________________

١ - مرّ حديث ردّ الشمس في الجزء الثالث ص ١٢٦ - ١٤١ ط ٢.

٢ - حديث مولده الشريف أسلفناه فى الجزء السادس ص ٢١ - ٣٨ ط ٢.

٣ - راجع بحار الانوار ٢٥: ٢٦٤، مستدرك الوسائل ٣: ٤٠٩.

٤ - توجد في اجازات البحار ص ١٦٤.

٥ - المستدرك ٣: ٤٢١.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402