الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ١١

الغدير في الكتاب والسنة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 402

الغدير في الكتاب والسنة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 402
المشاهدات: 145966
تحميل: 3177


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 402 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 145966 / تحميل: 3177
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء 11

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ومن شعره المذكور في ( أمل الآمل ) قوله:

رضيت لنفسي حبَّ آل محمّد

طريقة حقّ لم يضع من يدينها

وحبّ عليّ منقذي حين يحتوي

لدى الحشر نفسٌ لا يفادى رهينها

وقوله من قصيدة:

أبا حسن! هذا الّذي استطيعه

بمدحك وهو المنهل السائغ العذبُ

فكن شافعي يوم المعاد ومونسي

لدى ظلمات اللحد إذ ضمني التربُ

ومن شعره قوله(١) :

مالاح برقٌ من ربى حاجرِ

إلّا استهلَّ الدّمع من ناظري

ولا تذكّرت عهود الحمى

إلّا وسار القلب عن سائري

أوّاه كم أحمل جور الهوى؟

ما أشبه الأوّلِ بالآخرِ؟

يا هل ترى يدري نؤوم الضحى

بحال ساهٍ في الدًجى ساهرِ؟

تهبّ إن هبّت يمانيَّة

أشواقه للرشأ النافرِ

يضرب في الآفاق لا يأتلي

في جوبها كالمثل السّائرِ

طوراً تهاميّاً وطوراً له

شوقٌ إلى من حلَّ في الحائرِ

كأنَّ ممّا را به قلبه

علّق في قادمتي طائرِ

ومنها:

يطيب عيشي في ربى ظبية

بقرب ذاك القمر الزاهرِ

( محمّد ) البدر الذي أشرق الـ

ـكون بباهي نوره الباهرِ

كوَّنه الرَّحمن من نوره

من قبل كون الفلك الدائرِ

حتّى إذا أرسله للهدى

كالشَّمس يغشي ناظر النّاظرِ

أيّده بالمرتضى حيدر

ليث الحروب الأروع الكاسرِ

فكان مذ كان نصيراً له

بورك في المنصور والنّاصرِ

يجندل الأبطال يوم الوغى

بذي الفقار الصّارم الباترِ

توجد ترجمة شاعرنا [ الحسين ] في خلاصة الأثر ٢: ٩٠ - ٩٤، ورياض الجنَّة

____________________

١ - أخذنا أبياتا منه من ( أمل الآمل ) وعدة أبيات من ( خلاصة الاثر ).

٣٠١

في الرّوضة الرّابعة لسيّدنا الزنوزي، وإجازات البحار ص ١٢٥ لشيخنا العلّامة المجلسي، وروضات الجنّات ص ١٩٣، ٥٥٧، وتتميم أمل الآمل لابن أبي شبانة، ونجوم السَّماء ص ٩٣، وسفينة البحار ١: ٢٧٣، وأعيان الشيعة ٢٦: ١٣٨ - ١٥٦، والفوائد الرضويَّة ١: ١٣٥، وشهداء الفضيلة ص ١٢٣، وذكره صاحب « معجم الأطبّاء » ص ١٧١ وأثنى عليه وقال: وذكره البديعيّ في كتابه « ذكرى حبيب » وقال فيه: هو ثاني أبي الفضل البديع الهمداني، وثالث ابن الحجّاج والواساني، وقد دوّن مدايحه وسمّاها « كنز اللآلي » وجمع أهاجيه ووسمها بـ « السّلاسل والأغلال » اشتغل بعلم الطبِّ في آخر عمره. إلخ رحم الله معشر السَّلف.

٣٠٢

القرن الحادي عشر

٨٥

القاضى شرف الدين

المتوفى ١٠٧٩

لو كان يعلم أنَّها الأحداق

يوم النّقا ما خاطر المشتاقُ

جهل الهوى حتّى غدا في اسره

والحبُّ ما لأسيره إطلاقُ

يا صاحبيَّ وما الرّفيق بصاحب

إن لم يكن من دأبه الإشفاقُ

هذا النّقا حيث النفوس تباح و

الألباب تشرق والدّماء تراقُ

حيث الظباء لهنَّ شوقٌ في الهوى

فيه لأرباب العقول نفاقُ

وحذار من تلك الظباء فما لها

في الحبِّ لا عهدٌ ولا ميثاقُ

كالبدر إلّا أنَّه في تمّه

لا يُختشى أن يعتريه محاقُ

كالغصن لكن حسنه في ذاته

والغصن زانت قدّه الأوراقُ

مهما شكوت له الجفاء يقول لي

: ما الحبُّ إلاّ جفوةٌ وفراقُ

أو أشتكي سهري عليه يقل: متى

نامت لمن حل الهوى آماقُ؟

أو قلت: قد أشرقتني بدامعي

قال: الأهلّة شأنها الإشراقُ

كنت الخليّ فعرّضتني للهوى

يوم النّوى الوجنات والأحداقُ

إلى أن قال:

ولقد أقول لعصبة زيديّة

وخدت بهم نحو العراق نياقُ

بأبي وبي وبطارفي وبتالدي

من يمّموه ومن إليه تُساقُ

: هل منّة في حمل جسم حلّ في

أرض الغريّ فؤاده الخفّاقُ؟

أسمعتهم ذكر الغرّي وقد سرت

بعقولهم خمر السّري فأفاقوا

حبّاً لمن يسقي الأنام غداً ومن

تُشفى بترب نعاله الأحداقُ

لمن استقامت علّة الباري به

وعلت وقامت للعلا أسواقُ

٣٠٣

ولمن إليه حديث كلِّ فضيلة

من بعد خبر المرسلين يُساقُ

لمحطّم اللّدن الرّماح وقد غدا

للنقع من فوق الرّماح رواقُ

لفتىً تحيّته لعظم جلاله

من زايريه الصّمت والاطراقُ

صنو النبيّ وصهره يا حبّذا

الصنوان قد وشجتهما الأعراقُ

وأبو الاولى فاقوا وراقوا والاولى

بمديحهم تتزيّن الأوراقُ

انظر إلى غايات كلّ فضيلة

أسواه كان جوادها السبّاقُ؟

وامدحه لا متحرّجاً في مدحه

إذ لا مبالغةٌ ولا إغراقُ

ولّاه أحمد في « الغدير » ولاية

أضحت مطوّقة بها الأعناقُ

حتّى إذا أجرى إليها طرفه

حادوه عن سنن الطّريق وعاقوا

ما كان أسرع ما تناسوا عهده

ظلماً وحلّت تلكم الأطواقُ؟

شهدوا بها يوم « الغدير » لحيدرٍ

إذ عمّ من أنوارها الأشراقُ

( القصيدة )(١)

( الشاعر )

القاضي شرف الدّين الحسن بن القاضي جمال الدّين عليّ بن جابر بن صلاح بن أحمد بن صلاح بن أحمد بن ناحي بن أحمد بن عمر بن حنظل بن المطهرّ بن علي الهبلي(٢) الخولاني اليمنيّ الصنعانيّ، أحد أعلام اليمن وأعيانها الاُدباء، كان عالماً كاتباً شاعراً، له ديوانٌ تسمّى بقلائد الجواهر، وفي [ نسمة السّحر]: انّ اليمن لم تلد أشعر منه من أوّل الدّهر إلى وقته، ومن منثور كتاباته تقريظٌ على ( سمط اللئالي ) تأليف السيّد أبي الحسن(٣) إسماعيل بن محمّد ومن شعره:

مشروطةٌ خطرت ترنّح قامة

يخزي الذّوابل لينها وشطاطها

قامت قيامة عاشقيها في الهوى

مذ أسفرت وبدت لهم أشراطها

____________________

١ - تجدها في نسمة السحر فيمن تشيع وشعر ج ١.

٢ - بفتح الهاء والموحدة بعدها، بيت كبير من خولان.

٣ - احد ائمة اليمن له شهرة طايلة بها، توفى سنة ١٠٧٩، توجد ترجمته فى خلاصة الاثر للمولى المحبى ج ١ ص ٤١٦.

٣٠٤

توفّي بصنعاء وهو شابّ في صفر سنة ١٠٧٩ ورثاه والده وغيره.

وذكره صاحب [ خلاصة الأثر ] وأطراه وأثنى عليه في الكتاب ج ٢ ص ٣٠ و ذكر كثيراً من شعره وممّا رواه قوله:

أين استقرّ السّفر الأوّل

عمّا قريب بهم ننزلُ؟

مرّوا سراعاً نحو دار البقا

ونحن في آثارهم نرحلُ

ما هذه الدنيا لنا منزلاً

وإنَّما الآخرة المنزلُ

قد حذَّرتنا من تصاريفها

لو أنّنا نسمع أو نعقلُ

يطيل فيها المرء آماله

والموت من دون الّذي يأملُ

يحلو له ما مرَّ من عيشها

ودونه لو عقل الحنظلُ

ألهته عن طاعة خلّاقه

والله لا يلهو ولا يغفلُ

يا صاح! ما لذَّة عيش بها

والموت ما تدري متى ينزلُ؟

يدعو لي الأحباب من بيننا

يُجيبه الأوَّل فالأوَّلُ

يا جاهلاً يجهد في كسبها

أغرّك المشرب والمأكلُ؟

ويا أخا الحرص على جمعها!

مهلاً فعنها في غدٍ تُسألُ

لا تتعبن فيها ولا تأسفن

لما مضى فالأمر مستقبلُ

ما قولنا بين يدي حاكم

يعدل في الحكم ولا يعزلُ؟

ما قولنا لِلَّه في موقف

يخرس فيه المصقع المقولُ؟

وإن سألنا فيه عن كلِّ ما

نقول في الدّنيا وما نفعلُ

ما الفوز للعالم في علمه

وإنَّما الفوز لمن يعملُ

وقوله وفيه الجناس الكامل:

رويدك من كسب الذّنوب فأنت لا

تطيق على نار الجحيم ولا تقوى

أترضى بأن تلقى المهيمن في غد

وأنت بلا علم لديك ولا تقوى؟

٣٠٥

القرن الحادي عشر

٨٦

السيد ابو على الانسي

المتوفى ١٠٧٩

أمر الله في التنازع بالردّ

إليه سبحانه وتعالى(١)

وإلى خير خلقه سيّد الرسل

وأزكاهمُ فعالاً مقالا

فلماذا غدا التنازع في أمر

عظيم قد خالفوه ضلالا؟

حكمت في مقام خير البرايا

حين ولّى تيهاً رجالٌ رجالا

فأبن لي ما حال من خالف الله

ومن صيّر الحرام حلالا؟!

واعرض القول في الجواب على

ما أنزل الله واطرح الأقوالا

زعم النصَّ في الوصيِّ خفيّاً

من رمى النصب أصغريه وغالا

وحديث « الغدير » يكفيه ممّا

قال فيه « محمّدٌ » واستقالا

غير أنَّ الضغاين القرشيّات

بها كانت اللّيالي حبالا(٢)

( الشاعر )

السيّد أبو علي أحمد بن محمّد الحسني اليمنيُّ الأنسيُّ(٣) أحد أعيان اليمن ومؤلّفيها الأفاضل من الجاروديّة، ذكره صاحب [ نسمة السّحر ] ج ١ وأطراه، وله شعرٌ كثيرٌ في العقايد، وكان المتوكّل يتّقي لسانه حتّى أنّه دخل إليه يوماً بالسودة فجعل يعاتبه على تقصيره في حقّه فقضى له جميع حوائجه، وقال: أنا لا استحلّ أن أردّ حاجةً واحدةً من حوائجك. فقال السيّد: وأحتاج إلى هذه الوسادة الهنديَّة التي تحتك. فقام المتوكّل عنها وأخذها السيّد ومدحه بشعره، توفّي سنة ١٠٧٩ وورث أدبه الباهر ولده السيّد أحمد الآتي ذكره في القرن الآتي.

____________________

١ - أشار إلى قوله تعالى: فان تنازعتم فى شيىء فردّوه إلى الله والرسول. النساء ٥٩.

٢ - ذكرها صاحب نسمة السحر في ج ١.

٣ - بفتح الهمزة وكسر النون نسبة الى مخلاق انس وهى مدينة معروفة باليمن.

٣٠٦

القرن الحادي عشر

٨٧

السيد شهاب الموسوى

المولود ١٠٢٥

المتوفى ١٠٨٧

خلط الغرام الشجو في أمشاجه

فبكى فخلت بكاه من أوداجه

إلى أن قال:

نورٌ مبينٌ قد أنار دُجى الهدى

ظلم الضَّلالة في ضياء سراجهِ

و [ غدير خمّ ] بعد ما لعبت به

ريح الشكوك وآض من لجلاجهِ

أمطرته بسحابة سميَّتها

[ خير المقال ] وضاق في أمواجهِ

وأبنت في نكت البيان عن الهدى

فأريتنا المطموس من منهاجهِ

وكذلك منتخب من التّفسير لم

تنسج يدا أحدٍ على منساجهِ

هذه الأبيات توجد في ديوانه ص ١٤٠ من قصيدة تبلغ ٤٠ بيتاً قالها سنة ١٠٨٧ يمدح بها السيّد علي خان المشعشعي(١) ويذكر كتابه ( خير المقال ) في الإمامة وفيه ذكر حديث غدير خمّ، والمقرّظ كما تراه يثبت في شعره حديث الغدير ويسمّي ورطات القالة حول دلالته شكوكاً، ولذلك ذكرناه في عداد شعراء الغدير.

( الشاعر )

السّيد شهاب بن أحمد بن ناصر بن حوزي بن لاوي بن حيدر بن المحسن بن محمّد مهدي المتوفّى في شهر شعبان سنة ٨٤٤ - ابن فلاح(٢) بن مهدي بن محمّد بن أحمد بن علي بن محمّد بن أحمد بن الرّضا بن إبراهيم بن هبة الله بن الطيّب بن أحمد بن محمّد ابن القاسم بن محمّد أبي الفخار ابن أبي علي نعمة الله بن عبد الله بن أبي عبد الله جعفر

____________________

١ - تاتى ترجمته بعد هذه الترجمة.

٢ - وفى نسخة ان فلاحاً ابن لاحمد من غير واسطة، وفي نسخة السيد ناجي: ان فلاحاً ابن محمد بن أحمد ( تحفة الازهار )

٣٠٧

الأسود الملقّب بارتفاح ابن موسى بن محمّد بن موسى ابن أبي جعفر عبد الله العولكاني ابن الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام الحويزي.

كان المترجم له من عباقرة شعراء أهل البيت عليهم السَّلام فخم اللّفظ، جزل المعنى، قال السيّد ضامن بن شدقم في [ تحفة الأزهار ج ٣ ]: كان سيّداً جليلاً، حسن الأخلاق، كريم الأعراق، فصيحاً أديباً شاعراً ثمَّ ذكر نبذاً من شعره، وذكره صاحب [ تاريخ آداب اللغة العربيّة ] ج ٣ ص ٢٨٠ وقال: إنَّه مشهورٌ برقّته. وقال البستاني في دائرة المعارف ج ١٠ ص ٥٨٩: إنّه من أعيان القرن الحادي عشر توفّي سنة ١٠٨٢، وكان له شعرٌ رقيقٌ، وسجعٌ منسجمٌ ومن شعره قوله:

ولي قمرٌ منيرٌ ضاع منّي

بنقطة خاله المسكيّ نسكي

تقبّأ بالظّلام لأجل خذلي

وعمّم بالصَّباح لأجل هتكي

وله من قصيدة تُقرأ طولاً وعرضاً وطرداً وعكساً على أنحاء شتّى:

فخر الورى حيدريٌّ عمَّ نائله

فخر الهدى ذو المعالي الباهرات علي

نجم السّهى فلكيّات مراتبه

مأوى السّنانيّرُ يسمو على زحلِ

ليث الشّرى قبسٌ تهمى أنامله

غيث النّدى مورد أشهى من العسلِ

بدر البها اُفقٌ تبدو كواكبه

شمس الدنا صبح ليل الحادث الجللِ

طود النّهى عند بيت المال صاحبه

سمط الثنا زينة الأجيال والدّولِ

وله ديوان معروفٌ مطبوعٌ في مصر سنة ١٢٢١ مرّة، وسنة ١٢٩٠ ثانية، و ١٣٠٢ اُخرى و ١٣٢٠ رابعة، وقد جمعه ولده السيّد معتوق فسمّى باسمه وترجم في أوّله والده وذكر إنّه ولد سنة ١٠٢٥ وتوفّي يوم الأحد ١٤ شوّال ١٠٨٧ وهو أعرف بشؤون والده وحياته ووفاته من ( البستاني ) الذي وهم فأرَّخ وفاته بسنة ١٠٨٢ وأرّخها النبهاني في المجموعة النبهانيّة ج ٤ ص ١٥ بسنة ١٠٨٧.

وترجمه الإسكندري في ( الوسيط ) ص ٣١٥ وقال: شاعر العراق في عصره. وسابق حلبته في رقّة شعره، ولد سنة ١٠٢٥ ونشأ بالبصرة، وبها تعلّم وتأدّب، وقال الشعر وأجاده، وكان في نشأته فقيراً، فاتّصل بالسيِّد علي خان أحد اُمراء البصرة من قِبل الدّولة الصفويّة الايرانيَّة، وكانت وقتئذ تملك العراق والبحرين، ومدحه مِدحاً

٣٠٨

رقيقةً، وأكثر شعره مقصورٌ عليه وعلى آل بيته فغمره بإحسانه.

وابن معتوق من كبار الشيعة لنشوه في دولة شيعيَّة غالية، فأفرط في التشيّع في شعره، وجاء في مدح عليّ والشّهيدين بما يخرج عن حدّ الشرع والعقل، ويمتاز شعره بالرقَّة وكثرة الإستعارات والتّشبيهات حتّى لتكاد الحقيقة تهمل فيه جملة ١٠ ه‍.

قال الأميني: لم يكن شاعرنا أبو معتوق العلويّ نسباً ومذهباً، العلويّ نزعةً وأدباً، ببدع من بقيّة موالي أهل بيت الوحي صلوات الله عليهم وشعرائهم المقتصدين البعيدين عن كلّ إفراط وغلوّ، المقتصِّين أثر الشَّرع والعقل في ولاء آل الله، ومديح فئة النبوّة، وحملة أعباء الخلافة، وكذلك الدّولة الصفويَّة العلويَّة لم تكن كما حسبه الإسكندري غالية في التشيّع، وكلّما أثبته الشّاعر واعتقدت به دولة المجد الصَّفوى من فضائل لسروات المكارم من أئمَّة الهدى صلوات الله عليهم هي حقايق راهنة يخضع لها العقل، ولا يأباه المنطق، وهي غيره مستعصية على الاُصول المسلّمة من الدِّين، وأمّا هذا الّذي قذفه وإيّاهم من الغلوّ والإفراط والخروج عن حدِّ الشَّرع والعقل فإنَّما هو من وغر الصَّدر الذي لم يفتأ تغلي به مراجل الحقد منذ أمد بعيد، ومنذ تشظّى عن الحزب العلويّ خصمائهم الألدّاء، فهملجوا مع الإفك، وارتكضوا مع هلجات الباطل، وإلّا فهذا ديوان أبي معتوق بمطلع الاُكمة من القارئ، وتلك صحيفة تاريخ الصفويّة البيضاء في مقربة من مناظر الطالبين، وكلُّ منهما على ما وصفناه، لكن الإسكندري راقه القذف فقال، وليست هذه بأوَّل قارورة كسرت في الإسلام، ونحن عرَّفناك الفئة الغالية، وانّها غير الشيعة، والله هو الحكم العدل.

٣٠٩

القرن الحادي عشر

٨٨

السيد على خان المشعشعي

المتوفى ١٠٨٨

أرجو من الدّهر الخؤون ودادا

وأرى الخليفة يخلف الأوعادا

يا دولة ما كنت أحسب انّني

أشقى بها وغدا الشّريف عمادا

ولعلّه مع لطفه لم ينو لي

خلفاً ولكن دهرنا ما جادا

وإذا هبطت عن العلا بفضائلي

فتعجّبوا ثمَّ انظروا من سادا؟!

يا درَّة بيعت بأبخس قيمة

قد صادقت في ذا الزَّمان كسادا

دهرٌ يحطّ الكاملين ويرفع

الأنذال والأوباش والأوغادا

لو كان في ذا الدّهر خيرٌ ما علا

التيميُّ بعد المصطفى أعوادا

ويذاد عنها حيدرٌ مع أنَّ خير

الخلق صرّح « في الغدير » ونادا

: من كنت مولاه فذا مولاه من

بعدي وأسمع بالنّدا الأشهادا

وإذا نظرت إلى البتول وقد غدت

مغصوبة بعد النبيِّ تلادا

ومصيبة الحسن الزكيّ وعزله

تُبكي العيون وتقرح الأكبادا

والمحنة العظمى التي ما مثلها

قتل الحسين خديعةً وعنادا

من بعد ما أن صرّعوا بالطفّ أنصا

راً له بل قتّلوا الأولادا

ونساء آل محمّد مسبيَّة

تسري بها حمر النّياق وخادا

ويؤمّهم بقيوده السجّاد و

الرأس الكريم يشيّع السجّادا

التسعة الأطهار ما قاسوا من

الأضداد لمـّا عاشروا الأضدادا؟

ما بين مطرود ومسموم ومحبوس

يعالج دهره الأقيادا

حقّقت ما أحدٌ من الأشراف حاز

المكرمات ونال منه مرادا

٣١٠

وله:

ألا حيّ طلعتها من مَهى

وحيّا الحيا دارها بالحمى

رأينا المهى فدعانا الغرام

فيا من رأى ماشياً للشّقا

حللنا الحبا إذ دعانا الهوى

ولولا الهوى ما حللنا الحبا

طلعن فأطلعن سرَّ الدموع

فقلت لسعد: ترى ما أرى؟

فقال وقد مال فوق الرّحال

: أتخفي على العين شمس الضحى؟

مشين الغداة برمل العقيق

فعطّرن ذاك الثرى بالمشا

يقول بعد ٢٦ بيتاً تشبيباً:

وإنّ غلاماً نماه الوصيُّ

وفيه عروقٌ من المصطفى

وفيه خصالٌ إذا ما نظرت

أتته تراثٌ من المرتضى

جديرٌ بأن يصطفيه الزَّمان

عمى بعيون زماني عمى

ولكن زمان بآل الرَّسول

أساء وعن ضيمهم ما نبا

وقد جار في حكمه بالوليِّ

فماذا تقول بأهل الولا؟

هُمُ حجَّة الله في خلقه

هُمُ صفوة الله من ذي الورى

هُمُ دوحةٌ فرعها في السّما

ومركزها بيت ربّ السّما

فسل هل أتى هل أتت مدحة

لغيرهمُ؟ حبّذا هل أتى؟

وفي إنَّما جاء نصُّ الولاء

لهمُ وسيعرفه مَن تلا

من الرِّجس طهّرهم ربّهم

ودلَّت عليهم بذاك العبا

وكان الكساء لتخصيصهم

فطاب الكسا والّذي في الكسا

لقد خُطَّ في اللوح أسماءهم

وفي العرش قبل بدوِّ الضّيا

بهم باهل الطّهر أعداءه

فما باهلوه وخافوا التّوا

إلى أن قال:

وشاركه بالّذي اختصَّه

أخوه الّذي خصَّه بالإخا

فقسمة طوبى ونار العذاب

إليه بلا شبهة أو مِرا

فإن كنت في مرية من علاه

يخبِّرك عنه حديث الشّوى

٣١١

وفي خصفه النّعل قد بيّنت

فضيلته وتجلّا العمى

وفي أنت منّي وضوح الهدى

وتزويجه الطّهر خير النساء

وبعث براءة نصٌّ عليه

وإنَّ سواه فلا يُصطفى

وفي يوم « خمّ » أبان النبيُّ

موالاته برفيع النّدا

فأوَّلهم كان سلماً له

وفاديه بالنّفس ليل الفدا

وناصره يوم فرَّ الصِّحاب

عنه فراراً كسرب القطا

هذه القصيدة الغرّاء تناهز مائة وعشرين بيتاً قد جمع سيّدنا الحويزي فيها جملة من مناقب مولانا امير المؤمنينعليه‌السلام كنزول هل أتى، وآية إنّما وليّكم الله، وآية التّطهير، وحديث الكساء، والمباهلة، والمؤاخاة، والطائر المشوي، وخصف النعل، وتزويج السيِّدة الطّاهرة الصّديقة، وبعث سورة البرائة، وغدير خمّ، إلى غير ذلك، ونحن أوقفناك في أجزاء كتابنا هذا على صحَّة تلكم الأحاديث، وانّها صحيحةٌ جاءت في الصِّحاح والمسانيد.

( الشاعر )

السيّد علي خان بن السيّد خلف بن السيّد عبد المطلب بن حيدر بن محسن بن محمّد الملقّب بالمهديّ بن فلاح بن محمّد بن أحمد بن علي بن أحمد بن رضا بن إبراهيم ابن هبة الله بن الطبيب بن أحمد بن محمّد بن القاسم بن أبي الطحان بن غياث بن أحمد ابن الإمام موسى بن جعفر صلوات الله عليهما المشعشعي الحويزي(١) .

أحد حكّام حويزة وأرباضها، تحلّى بقشائب أبراد العلم كما رفَّ عليه العلم في ميادين السِّباق، وحلبات الملك، وازدان بعقود من الأدب الزّاهي وقلائد من القريض الرّائق، وقبل ذلك كلّه نسبه الوضّاح المتألّق بأواصر النبوَّة، وعنصره الفائح عن وشائج الإمامة، فهو بين ألق وعبق يضوع مع الصّبا ندُّه، ويضيئ في الصّباح حدّه، كلّ ذلك مشفوعٌ بفضل متدفّق، ونوايا صالحة، وعقايد حقَّة، بوّأته في الغارب والسَّنام من مستوى المآثر ومعقد العظمة، فلا يوجد في عقيدته إلّا دين الله

____________________

١ - كذا سرد نسبه صاحب رياض « العلماء »

٣١٢

الّذي ارتضاه لعباده في كلِّ من التّوحيد والنبوّة والإمامة، وبقيّة العقايد الصّادقة وقد امتاز بها عن بعض رجال بيته الّذين اعتنقوا مقالات زائفة، وانحرفوا عن سويِّ الصّراط بالأباطيل.

ذكره شيخنا الحرُّ في ( أمل الآمل ) وقال: كان فاضلاً عالماً شاعراً أديباً جليل القدر له مؤلّفات في الاصول والإمامة وغيرها.

وأثنى عليه صاحب [ رياض العلماء ] وقال: كان من تلامذة الشّيخ عبد اللطيف بن علي ابن أبي جامع تلميذ الشّيخ البهائي، توفّي في عصرنا وخلف أولاداً ذكوراً واناثاً كثيرة وقد أخذ حكومة تلك البلاد من أولاده واحداً بعد واحد إلى هذا اليوم وهو عام سبعة عشر ومائة بعد الألف، وكان بعض أولاده ايضاً مشتغلاً بتحصيل العلوم في الجملة، وقد استشهد طائفة غزيرة من أولاده وأحفاده وأقربائه في قضيّة محاربة صارت بين أعراب تلك البلاد وبين بعض أولاده الذي هو الآن حاكم بها.اهـ

وذكره بجمل الثناء عليه السيّد الجزائري في [ الأنوار النعمانيّة ].

يروي عن المترجم له الشيخ حسين بن محيي الدّين بن عبد اللطيف بن أبي جامع ويروي هو عن الشيخ علي زين الدّين سبط الشّهيد الثاني كما في « المستدرك » ٣: ٤٠٦ ٤٠٨.

آثاره في العلم والدِّين والأدب:

١ - النّور المبين في الحديث أربع مجلّدات. في اثبات النصِّ على أمير المؤمنينعليه‌السلام ألّفه سنة ١٠٨٣.

٢ - تفسير القرآن الكريم أربع مجلّدات، بلغ إلى سورة الرّحمن أسماء بـ ( منتخب التفاسير ).

٣ - خير المقال شرح قصيدته المقصورة أربع مجلّدات، في الأدب والنبوّة و الإمامة.

٤ - نكت البيان في مجلّد.

٥ - مجموعةٌ مشتملة على طرائف المطالب التي أوردها في مؤلّفاته الأربعة المذكورة، وقد انتخبها منها مع ضمّ ساير لطائف المقاصد وأرسلها هديّة للشيخ علي سبط

٣١٣

الشّهيد الثاني إلى اصبهان. قال صاحب « الرّياض » : وقد رأيتها في جملة كتبه.

٦ - رسالةٌ اُخرى قد أرسلها إلى الشّيخ عليِّ المذكور وقد صدَّرها بالبحث عن حديث الغدير.

٧ - رسالةٌ اُخرى أرسلها إلى الشيخ علي أيضاً في شرح حديث الأسماء. قال في « الرّياض » : هي حسنة الفوائد جليلة المطالب.

٨ - ديوان شعره الموسوم ( خير جليس ونعم أنيس ).

ومن شعره قوله من قصيدة:

ولولا حسام المرتضى أصبح الورى

وما فيهمُ من يعبد الله مسلما

وأبناؤه الغرُّ الكرام الاولى بهم

أنار من الإسلام ما كان مظلما

واُقسم لو قال الأنام بحبّهم

لما خلق الربُّ الكريم جهنّما(١)

وما منهمُ إلا إمامٌ مسوّدٌ

حسامٌ سطا بحرٌ طما عارضٌ هما

وقوله من قصيدة:

فافزع إلى مدح الأمين فإنّما

لأمانه البلد الأمين أمينُ

وأخيه وارث علمه ووزيره

ونصيره في الحرب وهو زبونُ(٢)

وبنيه أقمار الهدى لولاهمُ

لم يُعرف المفروض والمسنونُ

وقوله من قصيدة:

وصيّرت خير المرسلين وسيلتي

وألزمت نفسي صمتها ووقارها

وعترته خير الأنام وفخرهم

أبت أن يشقَّ العالمون غبارها

وقوله من قصيدة:

وصيّر وسيلتك المصطفى

الأمين أبا القاسم المؤتمنْ

وصنو الرَّسول ومن قد علا

على كتفه يوم كسر الوثنْ

وبضعته وإمامي الشهيد

من بعد ذكر إمامي الحسنْ

وبالعترة الغرِّ أرجو النجاة

فحبّهمُ ليَ أو في الجننْ

____________________

١ - مأخوذ من حديث نبويّ يأتي في مسند المناقب ومرسلها إن شاء الله تعالى.

٢ - الحرب الزبون: شديدة تدفع بعضها بعضا من الكثرة.

٣١٤

ووالده السيّد خلف بن عبد المطلب كان كما في أمل الآمل، وروضات الجنّات ص ٢٦٥: عالماً فاضلاً، ومتكلّماً كاملاً، وأديباً ماهراً، ولبيباً عارفاً، وشاعراً مجيداً ومحدّثاً مفيداً، محقّقاً جليل المنزلة والمقدار.

ومن تآليفه القيّمة:

١ - مظهر الغرائب، في شرح دعاء عرفة للامام السّبط الشّهيدعليه‌السلام ، عشرة آلاف بيت. قال شيخنا النّوري في « المستدرك » : هو شاهد صدق على ما قالوا فيه من العلم والفضل والتبحّر بل وحسن السّليقة.

٢ - النهج القويم في كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام جمع فيه ما فات نهج البلاغة.

٣ - المودَّة في القربى في فضائل الزّهراء الصدّيقة والأئمّة، كبيرٌ جدّاً.

٤ - الحجّة البالغة، في الكلام وإثبات الإمامة بالآيات ونصوص الفريقين.

٥ - سبيل الرّشاد في النحو والصّرف والأصول وأحكام العبادات.

٦ - خير الكلام في المنطق والكلام واثبات امامة كلّ إمام إمام.

٧ - رسالة الإثنى عشريّة في الطّهارة والصّلاة.

٨ - فخر الشّيعة في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٩ - الحقّ اليقين، كتاب في المنطق والكلام كبيرٌ.

١٠ - سيف الشّيعة في الحديث. كتابٌ كبيرٌ.

١١ - سفينة النجاة في فضائل الأئمّة الهداة.

١٢ - البلاغ المبين في الأحاديث القدسيّة.

١٣ - رسالة دليل النّجاح في الدّعاء.

١٤ - ديوان شعر عربيّ، وآخر فارسيّ.

١٥ - كتابٌ آخر، في الدّعاء ايضاً.

١٦ - برهان الشّيعة، في الإمامة.

١٧ - حقُّ اليقين، في الكلام.

١٨ - منظومةٌ في النّحو.

١٩ - رسالةٌ في النّحو.

٣١٥

ومن شعره قوله يمدح أمير المؤمنينعليه‌السلام :

أبا حسن يا حمى المستجيرْ

إذا الخطب وافى علينا وجارا

لأنت أبرُّ الورى ذمّة

وأكبر قدراً وأمنع جارا

فلا فخر للمرء مالم يمت

إليك انتساباً فينمي النّجارا

توفّي سنة ١٠٧٤ ورثاه الشّهاب الحويزي بقصيدة توجد في ديوانه مستهلّها:

مضى خلف الأبرار والسيّد الطهرُ

فصدر العُلى من قلبه بعده صفرُ

بسط القول في ترجمته سيّدنا الأمين في [أعيان الشيعة] ج ٣٠: ٢٠ - ٣٧.

٣١٦

القرن الحادي عشر

٨٩

السيد ضياء الدين اليمني

المتوفى ١٠٩٦

خليليَّ امّا سرتما فازجرا بنا

المطيّ وسيرا حيث سار الجنائب(١)

ولا يشعر الواشون انّي فيكما

حليف جواً قد أضمرتني الحقايبُ(٢)

إلى الحيِّ لا مستأنسين بقاطن

بريب وأهل الحيِّ آت وذاهبُ

فإن شمتما برقاً من الحيِّ لائحاً

متى يبد منه حاجبٌ يخفً حاجبُ

فلا تحسباه بارقأ لاح بالحمى

متى طلعت بين البيوت السّحائبُ

ولكنّه ثغرٌ تألَّق جوّه

من الدرّ سمط لم يثقّبه ثاقبُ

[إلى أن قال]:

وعيشكما لو شئتما ذلك السّنا

وغالتكما ألحاظها والحواجبُ

لشاركتماني بالصَّبابة والأسى

وجارت بأعناق المطيِّ المذاهبُ

اُعلّل فيك النفس يا لبن ذاكراً

خليلي ومالي غير حبّك صاحبُ

وبي منك ما لو كان بالنجم ماسراً

وبالبدر ما التفّت عليه الغياهبُ

هوىً دونه ضرب الرقاب وعزمةٌ

تشاكل عزمات الضّبا وتصاقبُ(٣)

[ويقول فيها]:

إمامٌ براه الله من طينة العُلا

همامٌ له نهجٌ من المجد لازبُ(٤)

له الشّرف الأعلا له نقطة السّما

هو البدر والآل الكرام الكواكبُ

بهم قام دين الله في الأرض واعتلت

لاُمّة خير المرسلين المذاهبُ

____________________

١ - الريح التي تهبّ من القبلة، ج الجنوب.

٢ - جمع الحقيبة: ما يحل على الفرس خلف الراكب. الخريطة التي يضع المسافر فيها الزاد ونحوه.

٣ - تصاقب: تقارب وتدنو.

٤ - اللازب: الثابت، يقال: « صارِ الامر ضربة لازب » اى صار لازماً ثابتاً.

٣١٧

ليهنك ذا العيد(١) الذي أنت عيده

وعيدي ومن تحنو عليه الأقاربُ

ويوماً أقام الله للآل حقّهم

به ورسول الله في القوم خاطبُ

به قلّد الله الخلافة أهلها

وزحزح عنها الأبعدون الأجانبُ

فكان أمير المؤمنين عليّن الوصيُّ

بنصّ الله فالأمر واجبُ

وحسبك نفس المصطفى ووليّه

وهارونه النّدب الهمام المحاربُ(٢)

( الشاعر )

السيّد ضياء الدّين جعفر بن المطهّر(٣) بن محمّد الحسين الجرموزي الحسني اليمني، أحد زعماء اليمن، كان أديباً كاتباً شاعراً استعمله المتوكّل ابن المنصور على بلاد « العدين » لمـّا أخذها بعد وفاة أبي الحسن إسماعيل بن محمّد، ولم يزل بها حتّى تغلّب عليها الأمير السيّد فخر الدّين عبد الله بن يحيى بن محمّد في أوايل دولة المؤيّد بن المتوكّل، وله شعرٌ كثيرٌ، ومن منثور آثاره تقريظه على كتاب [سمط اللئالي] تأليف السيّد اسماعيل ابن محمّد اليمني توفّي سنة ١٠٩٦ ببلد « العدين » أخذناه ملخّصاً من [نسمة السّحر] ج ١.

____________________

١ - يعنى عيد الغدير.

٢ - توجد في « نسمة السحر » ج ١ يهنّئ بها السيد ضياء الدين أبا محمد زيد بن محمد بن الحسن اليمنى بعيد الغدير.

٣ - كان من اعيان دهره وافراد عصره علما واديا توفى ١٠٧٧ توجد ترجمته في خلاصة الاثر ج ٤ ص ٤٠٦ وفيه انّ له اولاد عظماء ادباء كرماء: محمد، والحسن، وجعفر، وقد ذكرتهم فى كتابى النفحة.

٣١٨

القرن الحادي عشر

٩٠

المولى محمد طاهر القمي

المتوفى ١٠٩٨

سلامة القلب نحَّتني عن الزّللِ

وشعلة العلم دلّتني على العملِ

طهارة الأصل قادتني إلى كرم

كرامتي ثبتت في اللّوح في الأزلِ

قلبي يحبّ [عليّاً] ذا العُلى فلذا

أدعو لاُمّيَ في الابكار والاصلِ

محبّة [المرتضى] نورٌ لصاحبها

يمشي بها آمناً من آفة الزَّللِ

لزمت حبَّ [عليّ] لا اُفارقه

وداده من جناني قطّ لم يزلِ

أخو النبيِّ(١) إمامي قوله سندي

لقوله تابعٌ ما كان من عملي

أطعت حيدرة ذا كلّ مكرمة

إمام كلِّ تقيٍّ قاصر الأملِ

صرفت في حبِّ آل المصطفى عمري

من مال عنهم إليه قطّ لم أملِ

باب المدينة(٢) منجانا وملجأنا

ما انحلّ مشكلنا إلّا بحلّ علي

لولا محبّة طه للوصيّ لما

أتى شاركه في طيّب الاُكلِ(٣)

ولاية المرتضى في ( خمّ ) قد ثبتت

بنصِّ أفضل خلق الله والرّسلِ

نصَّ النبيّ عليه فوق منبره

عليه أشهد أهل الدّين والدّولِ

قد نصَّ في الدّار عند الأقربين على

خلافة [المرتضى] جدّاً بلا هزلِ(٤)

إنِّ الإمامة عهدٌ لم تنل أحداً

سوى المصون من الزلّات والخطلِ

____________________

١ - مرّ الكلام حول حديث المواخاة فى الجزء الثالث ص ١١٢ - ١٢٥ ط ٢.

٢ - أشار إلى حديث ( أنا مدينة العلم وعليّ بابها ) وقد فصلنا القول حوله في الجزء السادس ص ٦١ - ٨١ ط ٢.

٣ - اشار إلى حديث الطائر المشوى الثابت المتسالم عليه، وسيوافيك بطرقه فى مسند المناقب ومرسلها.

٤ - راجع فى قصة الدار واستحلاف رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌و آله‌ علياً يوم ذاك الجزء الثاني ص ٢٧٨ - ٢٨٩ ط ٢.

٣١٩

أطعت من ثبتت في الكون عصمته

وعفت كلَّ جهول سيّئ العملِ

قد ردَّت الشّمس للمولى أبي حسن(١)

روحي فدا المرتضى ذي المعجز الجللِ

طوبى له كان بيت الله مولده(٢)

كمثل مولده ما كان للرّسلِ

( الشاعر )

المولى محمّد طاهر بن محمّد حسين الشيرازي ثمَّ النجفيّ ثمَّ القميّ أحد الأوحديّين المشاركين في العلوم، وفذٌّ من مشايخ الإجازات الّذين اتّصلت بهم حلقات الأسانيد ضمَّ إلى فقهه المتدفّق فلسفة صحيحة عالية، وإلى حديثه الموثوق به أدبه الجمّ، وفضله الكثار، إلى عظات بالغة، ونصايح كافية، وحكم راقية، وشعر كثر يزري بعقود الدُّرر ومنتثر الدَّراري، تدفّقت المعاجم باطرائه والثَّناء الجميل عليه، قال صاحب [أمل الآمل]: من أعيان فضلاء المعاصرين، عالمٌ محقّقٌ مدقّقٌ ثقةٌ ثقةٌ فقيهٌ متكلّمٌ، محدِّث جليل القدر، عظيم الشأن. وأطراه شيخنا النوري في المستدرك بقوله: العالم الجليل النبيل، عين الطائفة ووجهها، صاحب المؤلّفات الرّشيقة النافعة.

يروي مولانا محمّد الطّاهر عن السيّد نور الدِّين علي(٣) الآنف ذكره ص ٢٩١ و يروي عنه شيخنا العلّامة المجلسي باجازة مؤرَّخة بسنة ١٠٨٦(٤) وشيخنا الحرّ العاملي كما في أمل الآمل، والشيخ نور الدّين الأخباري توجد إجازته له بخطّه ظهر كتاب الوافي كما ذكره شيخنا الرّازي، ويروي عنه المولى محمّد محسن الفيض الكاشاني(٥) .

له تآليف قيّمة في شتّى المواضيع منها:

١ - عطيّهء ربّاني وهديّهء سليماني، شرح لاميّته التي التقطنا منها الأبيات المذكورة، ذكر في هذا الشّرح عدّة من مؤلّفاته ومنه أخذنا غير واحد ممّا ذكرناه ومفتتح الشّرح:

____________________

١ - مرّ حديث ردّ الشمس في الجزء الثالث ص ١٢٦ - ١٤١ ط ٢.

٢ - حديث مولده الشريف أسلفناه فى الجزء السادس ص ٢١ - ٣٨ ط ٢.

٣ - راجع بحار الانوار ٢٥: ٢٦٤، مستدرك الوسائل ٣: ٤٠٩.

٤ - توجد في اجازات البحار ص ١٦٤.

٥ - المستدرك ٣: ٤٢١.

٣٢٠