الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ١١

الغدير في الكتاب والسنة والأدب14%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 402

الجزء ١ المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١
المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 402 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 159799 / تحميل: 3938
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ١١

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

وبروايتهم ، ولكن غاية ما يستفاد من هذه العبارة ان الطاطري لا يروي في كتبه إلا عن ثقة ، واما انه لا يروي مطلقاً إلا عن ثقة فلا يدل عليه.

وعلى ذلك كلما بدأ الشيخ سند الحديث باسم الطاطري فهو دليل على ان الرواية مأخوذة من كتبه الفقهية فعندئذ فالسند صحيح إلى اخره ، وهذا غير القول بأنه لا يروي إلا عن ثقة ، حتى يحكم بصحة كل سند وقع فيه الطاطري إلى ان ينتهي إلى المعصوم ، على ان من المحتمل ان يكون كلام الشيخ محمولاً على الغالب ، فلاحظ كتابه واطمأن بوثاقة كثير من رواة كتابه ، فقال في حقه ما قال ، والله العالم.

نعم هذه التوثيقات في حق هؤلاء الرجال ، قرائن ظنية على وثاقة كل من يروون عنه ولو انضمت اليه القرائن الاخر ربما حصل الاطمئنان على وثاقة المروي عنه ، فلاحظ.

و ـ أحمد بن علي النجاشي صاحب الرجال

ان للشيخ ابي العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس بن محمد بن عبدالله بن إبراهيم بن محمد بن عبدالله النجاشي مشايخ معروفين سنشير اليهم ، وجده النجاشي هو الذي ولي على الأهواز وكتب إلى ابي عبداللهعليه‌السلام يسأله فكتب الإمام اليه رسالة معروفة بالرسالة الأهوازية التي نقلها السيد محيي الدين في أربعينه والشهيد الثاني في كشف الريبة مسنداً اليه(1) .

وقد تقدمت ترجمة النجاشي عند البحث عن الاصول الرجالية.

ويظهر من الشيخ النجاشي ان كل مشايخه ثقات ، بل يظهر جلالة قدرهم وعلوّ رتبتهم فضلاً عن دخولهم في زمرة الثقات ، وهذا ظاهر لمن لاحظ كلماته

__________________

1 ـ رواها الشيخ الانصاري عند البحث عن الولاية ، لاحظ : الصفحة 60 من المكاسب طبعة تبريز.

٢٨١

في احوال بعض مشايخه ، واليك بعض ما قال في حق مشايخه :

1 ـ قال في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور :

« كوفي كان ضعيفاً في الحديث. قال أحمد بن الحسين : كان يضع الحديث وضعاً ، ويروي عن المجاهيل ، وسمعت من قال : كان ايضاً فاسد المذهب والرواية ، ولا ادري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة ابو علي ابن همام وشيخنا الجليل الثقة ابو غالب الزراري ـ رحمهما الله ـ وليس هذا موضع ذكره »(1) .

وتعجبه من روايات شيخيه عن هذا الرجل قرينة على انه لم يكن يجوز لنفسه الرواية عن غير الثقة في الحديث ، والاعتماد في النقل على المنحرف الضعيف ، ولكن التعجب من النقل عن واضع الحديث لا يدلّ إلا على التحرز عن مثله لا عن كل ضعيف كما هو المطلوب ، وغاية ما يمكن ان يقال انه كان محترزاً عن مثله لا عمن دونه من الضعفاء.

2 ـ وقال في ترجمة أحمد بن محمد بن عبيدالله بن الحسن بن عياش الجوهري : « كان سمع الحديث فأكثر واضطرب في اخر عمره ، وذكر مصنفاته ثم قال : رأيت هذا الشيخ وكان صديقاً لي ولوالدي وسمعت عنه شيئاً كثيراً ورأيت شيوخنا يضعفونه ، فلم ارو عنه شيئاً وتجنبته وكان من اهل العلم والادب القوي وطيب الشعر وحسن الخط ـرحمه‌الله وسامحه ـ ومات سنة 401 هـ »(2) .

3 ـ وقال في ترجمة اسحاق بن الحسن بن بكران : « ابو الحسين العقرائي التمّار كثير السماع ضعيف في مذهبه ، رأيته بالكوفة وهو مجاور ، وكان يروي كتاب الكليني عنه ، وكان في هذا الوقت علواً فلم اسمع منه شيئاً ، له كتاب الرد على الغلاة ، وكتاب نفي السهو عن النبي ، وكتاب عدد

__________________

1 ـ رجال النجاشي : الرقم 313 ـ ابو علي محمد بن همام البغدادي ( المتوفّى عام 333 هـ ) وابو غالب الزراري هو مؤلف رسالة ابي غالب ( المتوفّى عام 368 هـ ) ويروي النجاشي عنهما مع الواسطة ، كيف وقد تولد النجاشي عام 372 هـ ، كما تقدم.

2 ـ رجال النجاشي : الرقم 207.

٢٨٢

الائمة »(1) .

4 ـ وقال في ترجمة ابي المفضل محمد بن عبدالله بن محمد بن عبيدالله بن البهلول : « كان سافر في طلب الحديث عمره ، اصله كوفي وكان في أول امره ثبتاً ، ثم خلط ، ورأيت جل اصحابنا يغمزونه ، له كتب ـ إلى ان قال : رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيراً ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بيني وبينه »(2) .

ولعل استثناء ما ترويه الواسطة لاجل انها كانت تروي عنه حال الاستقامة والثبت ، والاعتماد على الواسطة بناء على ان عدالته تمنع عن روايته عنه ما ليس كذلك ، كذا وجّهه السيد العلاّمة الطباطبائي ، ووجهه المحدّث النوري ، بأن نقله بالواسطة كان مجرد تورع واحتياط عن اتهامه بالرواية عن المتهمين ووقوعه فيه كما وقعوا فيه(3) .

5 ـ وقال في ترجمة هبة الله بن أحمد بن محمد الكاتب ابو نصر المعروف بابن برنية : « كان يذكر أنّ أُمّه ام كلثوم بنت ابي جعفر محمد بن عثمان العمري سمع حديثاً كثيراً وكان يتعاطى الكلام ويحضر مجلس ابي الحسين ابن الشبيه العلوي الزيدي المذهب ، فعمل له كتاباً وذكر ان الائمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي بن الحسين ، واحتج بحديث في كتاب سليم بن قيس الهلالي ان الائمة اثنا عشر من ولد اميرالمؤمنينعليه‌السلام . له كتاب في الإمامة ، وكتاب في اخبار ابي عمرو وأبي جعفر العمريين ، ورأيت ابا العباس ابن نوح قد عول عليه في الحكاية في كتابه اخبار الوكلاء. وكان هذا الرجل كثير الزيارات وآخر زيارة حضرها معنا يوم الغدير سنة اربعمائة بمشهد امير المؤمنين

__________________

1 ـ رجال النجاشي : الرقم 178.

2 ـ رجال النجاشي : الرقم 1059.

3 ـ مستدرك الوسائل : 3 / 504.

٢٨٣

عليه‌السلام »(1) .

قال المحدث النوري : « ولم يعتمد عليه في كتابه ، ولا ادخله في طرقه إلى الاصول والكتب لمجرد تأليفه الكتاب المذكور. قال السيد العلاّمة الطباطبائي بعدما نقل ما ذكرناه : ويستفاد من ذلك كله غاية احتراز النجاشي وتجنبه عن الضعفاء والمتهمين ، ومنه يظهر اعتماده على جميع من روى عنه من المشايخ ، ووثوقه بهم ، وسلامة مذاهبهم ورواياتهم عن الضعف والغمز ، وان ما قيل في ابي العباس ابن نوح(2) من المذاهب الفاسدة في الاصول لا أصل له ، وهذا أصل نافع في الباب يجب ان يحفظ ويلحظ »(3) .

6 ـ ونقل في ترجمة عبيدالله بن ابي زيد أحمد المعروف بأبي طالب الأنباري ، عن شيخه الحسين بن عبيدالله قال : « قدم ابو طالب بغداد واجتهدت ان يمكنني اصحابنا من لقائه فاسمع منه فلم يفعلوا ذلك »(4) . وقال المتتبع المحدث النوري : « ان ذلك يدل على امتناع علماء ذلك الوقت عن الرواية عن الضعفاء وعدم تمكينهم الناس من الاخذ عنهم ، وإلا لم يكن في رواية الثقتين الجليلين عن ابن سابور(5) غرابة ولا للمنع من لقاء الانباري وجه ، ويشهد لذلك قولهم(6) في مقام التضعيف : « يعتمد المراسيل ويروي عن الضعفاء والمجاهيل » فان هذا الكلام من قائله في قوة التوثيق لكل من يروي عنه وينبه عليه ايضاً قولهم(7) ضعفه اصحابنا او غمز عليه اصحابنا او بعض

__________________

1 ـ رجال النجاشي : الرقم 1185.

2 ـ ابو العباس ابن نوح من مشايخ النجاشي.

3 ـ مستدرك الوسائل : 3 / 504.

4 ـ رجال النجاشي : الرقم 617.

5 ـ نقل ذلك في ترجمة جعفر بن مالك حيث تعجب النجاشي من نقل ابي علي ابن همام وابي غالب الزراري عنه.

6 و 7 ـ والظاهر افراد الضمير في الكل ، لأن البحث في النجاشي لا في كل عالم رجالي ، اللهم إلا ان يريد المحدث النوري بهذه العبارة ان هذا المسلك لا يختص بالنجاشي ، بل يعم كل من يعبر بهذه الالفاظ.

٢٨٤

اصحابنا من دون تعيين ، إذ لولا الوثوق بالكل لما حسن هذا الاطلاق ، بل وجب تعيين المضعف والغامز او التنبيه على انه من الثقات.

ويدل على ذلك اعتذارهم عن الرواية عن الطاطريين وبني فضال وامثالهم من الفطحية والواقفة وغيرهم ، بعمل الاصحاب برواياتهم ، لكونهم ثقات في النقل ، وعن ذكر ابن عقدة ( مع انه من الزيدية ) باختلاطه بأصحابنا وعظم محله وثقته وأمانته ، وكذا اعتذار النجاشي عن ذكره لمن لا يعتمد عليه ، بالتزامه لذكر من صنف من اصحابنا او المنتمين اليهم ، ذكر ذلك في ترجمة محمد بن عبد الملك والمفضل بن عمر »(1) .

وهذه الكلمات من الشيخ النجاشي تعرفنا بطريقته وانه كان ملتزماً بأن لا يروي إلا عن ثقة ، ولأجل ذلك يمكن أن يقال ، بل يجب ان يقال : إن عامّة مشايخه ثقات إلا من صرح بضعفه.

وقد استخرج المحدّث النوري مشايخه في المستدرك فبلغ اثنين وثلاثين ونقله العلاّمة المامقاني في خاتمة التنقيح(2) . ونحن نذكر مشايخه على ما جمعه واستخراجه المحدث النوري ـ شكرالله سعيه ـ.

مشايخ النجاشي كما استخرجهم النوري

1 ـ الشيخ المفيد وهو المراد بقوله : شيخنا ابو عبدالله.

2 ـ ابو الفرج الكاتب محمد بن علي بن يعقوب بن اسحاق بن ابي قرة القنائي ، الذي وثقه في الكتاب واثنى عليه.

3 ـ ابو عبدالله محمد بن علي بن شاذان القزويني ، الذي اكثر رواياته عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار.

__________________

1 ـ مستدرك الوسائل : 3 / 504.

2 ـ تنقيح المقال : 2 / 90.

٢٨٥

4 ـ ابو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان الفامي القمّي.

5 ـ القاضي ابو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي.

6 ـ محمد بن جعفر الأديب وقد يعبّر عنه بـ « المؤدب » و « القمي » و « التميمي » و « النحوي ».

7 ـ ابو العباس أحمد بن علي بن العباس بن نوح السيرافي الذي صرح بأنه شيخه ومستنده ومن استفاد منه.

8 ـ ابو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى بن الجراح المعروف بابن الجندي.

9 ـ ابو عبدالله أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز.

10 ـ ابو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيدالله الغضائري المعروف.

11 ـ أحمد بن محمد بن عبدالله الجعفي ، الذي يروي غالباً عن أحمد بن محمد بن عقدة الحافظ.

12 ـ ابو الحسن أحمد بن محمد بن موسى الاهوازي المعروف بابن الصلت الذي هو من مشايخ الشيخ.

13 ـ والده علي بن أحمد بن علي بن العباس النجاشي.

14 ـ ابو الحسين علي بن أحمد بن ابي جيد القمي.

15 ـ ابو القاسم علي بن شبل بن اسد الملقب بالوكيل وهو من مشايخ الشيخ.

16 ـ القاضي ابو الحسن علي بن محمد بن يوسف.

17 ـ الحسن بن أحمد بن إبراهيم.

٢٨٦

18 ـ ابو محمد الحسن بن أحمد بن الهيثم العجلي الذي قال فيه « انه من وجوه اصحابنا ».

19 ـ ابو عبدالله الحسين بن عبيدالله بن إبراهيم الغضائري ، الذي هو من اجلاء شيوخ الشيخ.

20 ـ ابو عبدالله الحسين بن جعفر بن محمد المخزومي الخزاز المعروف بابن الخمري.

21 ـ ابو عبدالله الحسين بن أحمد بن موسى بن هدية.

22 ـ القاضي ابو اسحاق إبراهيم بن مخلّد بن جعفر.

23 ـ ابو الحسن اسد بن إبراهيم بن كليب السلمي الحرّاني.

24 ـ ابو الخير الموصلي سلامة بن ذكا وهو من رجال التلعكبري.

25 ـ ابو الحسن العباس بن عمر بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن ابي مروان الكلوذاني المعروف بابن المروان ، الذي اكثر رواياته عن علي ابن بابويه.

26 ـ ابو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد بن عبدالله البصري.

27 ـ ابو محمد عبدالله بن محمد بن محمد بن عبدالله الدعجلي.

28 ـ عثمان بن حاتم بن منتاب التغلبي.

29 ـ ابو محمد هارون بن موسى التلعكبري.

30 ـ ابو جعفر او ابو الحسين محمد هارون التلعكبري.

31 ـ ابو الحسين أحمد بن محمد بن علي الكوفي الكاتب الذي روى

٢٨٧

عنه السيد الأجل المرتضى.

32 ـ ابو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحّام(1) .

__________________

1 ـ مستدرك الوسائل : 3 / 502 ـ 503 ـ وسقط فيه كـ : « ابو محمد الحسن بن محمد بن يحيى ».

٢٨٨

4 ـ كل من يروي عنه محمد بن أحمد بن يحيى بلا

واسطة في « نوادر الحكمة »

٢٨٩
٢٩٠

ولتوضيح هذا النوع من التوثيق نقدم مقدمة وهي : أن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري القمي الذي يعد من اجلاء الأصحاب ، قد ألَّف كتاباً اسماه « نوادر الحكمة » وهو يشتمل على كتب اولها كتاب التوحيد واخرها كتاب القضايا والأحكام كما ذكره الشيخ في الفهرست(1) .

والنجاشي يصف الكتاب بقوله : « لمحمد بن أحمد بن يحيى كتب منها كتاب « نوادر الحكمة » وهو كتاب حسن كبير يعرفه القميون بـ « دبّة شبيب » قال : وشبيب فامي كان بقم له دبة ذات بيوت ، يعطي منها ما يطلب منه من دهن فشبهوا هذا الكتاب بذلك ».

ويعرف شخصية بقوله : « محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري القمي كان ثقة في الحديث ، إلا ان اصحابنا قالوا : كان يروي عن الضعفاء ، ويعتمد المراسيل ، ولا يبالي عمن اخذ ، وما عليه في نفسه مطعن في شيء وكان محمد بن الحسن بن الوليد(2) يستثني من رواية محمد بن أحمد بن يحيى ما

__________________

1 ـ فهرست الشيخ : 170 ـ 171.

2 ـ محمد بن الحسن بن الوليد القمي ، جليل القدر ، عارف بالرجال ، موثوق به ، له كتب راجع فهرس الشيخ : 148 ـ وقال النجاشي في رجاله : « محمد بن الحسن بن أحمد بن وليد ابو جعفر شيخ القميين وفقيههم ومتقدمهم ووجههم ويقال انه نزيل قم وما كان

٢٩١

رواه عن 1 ـ محمد بن موسى الهمداني ، 2 ـ او ما رواه عن رجل. 3 ـ او يقول بعض اصحابنا 4 ـ او عن محمد بن يحيى المعاذي 5 ـ او عن ابي عبدالله الرازي الجاموراني 6 ـ او عن ابي عبدالله السياري 7 ـ او عن يوسف بن السخت 8 ـ او عن وهب بن منبه 9 ـ او عن ابي علي النيشابوري 10 ـ او عن ابي يحيى الواسطي 11 ـ او عن محمد بن علي ابي سمينة 12 ـ او يقول في حديث او كتاب ولم أروه 13 ـ او عن سهل بن زياد الآدمي 14 ـ او عن محمد بن عيسى بن عبيد بإسناد منقطع 15 ـ او عن أحمد بن هلال 16 ـ او محمد بن علي الهمداني 17 ـ او عبدالله بن محمد الشامي 18 ـ او عبدالله بن أحمد الرازي 19 ـ او أحمد بن الحسين بن سعيد 20 ـ او أحمد بن بشير الرقي 21 ـ او عن محمد بن هارون 22 ـ او عن مموية بن معروف 23 ـ او عن محمد بن عبدالله بن مهران 24 ـ او ما ينفرد به الحسن بن الحسين اللؤلؤي 25 ـ وما يرويه عن جعفر بن محمد بن مالك 26 ـ او يوسف بن الحارث 27 ـ او عبدالله بن محمد الدمشقي(1) .

طبقته في الحديث

يروي هو عن مشايخ كثيرة ، منهم ابن ابي عمير ( المتوفّى عام 217 هـ ) وأحمد بن ابي نصر البزنطي ( المتوفّى عام 221 هـ ) وأحمد بن خالد البرقي ( المتوفّى عام 274 هـ أو 280 هـ ).

ويروي عنه أحمد بن ادريس الأشعري ( المتوفّى عام 306 هـ ) وسعد بن عبدالله القمي ( المتوفّى عام 299 هـ أو 301 هـ ).

__________________

اصله منها ، ثقة ثقة عين مسكون اليه مات سنة 343 هـ » اقول : وهو شيخ الصدوق الذي قال في حقه انه يسكن اليه في تصحيحاته وتضعيفاته ، فكل ما صححه ابن الوليد فهو صحيح وما ضعفه فهو ضعيف. لاحظ الفقيه ج 2 باب صوم التطوع وثوابه من الايام المتفرقة ، ذيل الحديث 241.

1 ـ استثنى ابن الوليد هؤلاء الجماعة من مشايخ مؤلف نوادرالحكمة ومعناه ان غير هؤلاء الواردين في ذلك الكتاب ممن روى عنهم بلا واسطة محكوم بالصحة « رجال النجاشي : الرقم 939 ».

٢٩٢

والرجل من اساتذة الحديث في النصف الثاني من القرن الثالث.

وزاد الشيخ في الفهرس : 28 ـ جعفر بن محمد الكوفي 29 ـ والهيثم بن عدي.

غير ان ابا العباس بن نوح قال : « وقد اصاب شيخنا ابو جعفر محمد بن الحسن بن الوليد في ذلك كله وتبعه ابو جعفر بن بابويهرحمه‌الله على ذلك إلا في محمد بن عيسى بن عبيد فلا ادري ما رابه فيه(1) ، لانه كان على ظاهر العدالة والثقة »(2) .

فاستدلوا بأن في استثناء المذكورين وبالاخص بالنظر إلى ما ذكره ابن نوح في حق محمد بن عيسى بن عبيد الذي يدل على التزامهم باحراز العدالة في الراوي ، شهادة على عدالة كل من روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى ولم تستثن روايته(3) .

وباختصار قالوا باعتبار كل من يروي عنه محمد بن أحمد بن يحيى إذا لم يكن ممن استثناه ابن الوليد من روايات محمد بن أحمد عنه ، فان اقتصار ابن الوليد على ما ذكره من موارد الاستثناء يكشف عن اعتماده على جميع روايات محمد بن أحمد غير الموارد المذكورة. والتصحيح والاستثناء راجعان إلى مشايخه بلا واسطة لا كل من جاء اسمه في اسناد ذلك الكتاب منتهياً إلى الإمام.

نظرنا في الموضوع

يستفاد من هذه الكلمات ان مشايخه في الحديث المذكورين في رجال

__________________

1 ـ في بعض النسخ « رايه » والظاهر ما اثبتناه من الريب بمعنى الشك ، أي ما الذي اوجد الشك في حقه.

2 ـ رجال النجاشي : الرقم 939.

3 ـ لاحظ تكملة الوحيد البهبهاني وغيره.

٢٩٣

نوادر الحكمة غير من استثنى ، محكوم بالوثاقة والعدالة عند هؤلاء الثلاثة ( أعني ابن الوليد وابن نوح والصدوق لأجل اعتماد الاخير على تعديل ابن الوليد وجرحه في عامة الموارد ) وتوثيقاتهم حجَّة ما لم تعارض بتضعيف آخر.

وربما يورد عليه بأن اعتماد ابن الوليد أو غيره من الاعلام المتقدمين ، فضلا عن المتأخرين ، على رواية شخص والحكم بصحتها لا يكشف عن وثاقة الراوي او حسنه ، وذلك لاحتمال أن الحاكم بالصحة يعتمد على أصالة العدالة ، ويرى حجيَّة كل رواية يرويها مؤمن لم يظهر منه فسق ، وهذا لا يفيد من يعتبر وثاقة الراوي أو حسنه في حجية خبره(1) .

ولا يخفى أن ما ذكره من الاحتمال لا يوافق ما نقله النجاشي في رجاله عن ابن نوح ، فانه قد اعترض على ابن الوليد في استثناء محمد بن عيسى بن عبيد حيث قال : « لا أدري ما رابه فيه ـ أي ما هو السبب الذي أوقعه في الشك فيه ـ لأنه كان على ظاهر العدالة والثقة » والمتبادر من العبارة أن الباقين ممَّن قد اُحرزت عدالتهم ووثاقتهم ، لا أن عدالتهم كانت محرزة بأصالة العدالة.

وأضعف من ذلك ما ذكره « لعله كان يرى حجية كل رواية يرويها مؤمن لم يظهر منه فسق » فان هذا الاحتمال لا يناسب العبارة.

ويوضح هذا النظر ما ذكره الصدوق في مورد من الفقيه حيث قال : « كان شيخنا محمد بن الحسن لا يصحح خبر صلاة يوم غدير خمّ والثواب المذكور فيه لمن صامه ، ويقول إنه من طريق محمد بن موسى الهمداني وكان كذّاباً غير ثقة ، وكل ما لم يصحّحه ذلك الشيخقدس‌سره ولم يحكم بصحته من الاخبار فهو عندنا متروك غير صحيح ».

وقال أيضا : « كان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي

__________________

1 ـ معجم رجال الحديث : 1 / 86 ، طبعة النجف ، والصفحة 74 ، طبعة بيروت.

٢٩٤

الله عنه ) سيّئ الرأي في محمد بن عبدالله المسمعي ، راوي هذا الحديث ، وإني قد أخرجت هذا الخبر في هذا الكتاب ، لانه كان في كتاب الرحمة وقد قرأته عليه فلم ينكره ورواه لي »(1) .

فان هذه التعابير تشعر بأن توصيف الباقين بالوثاقة ، والمستثنين بالضعف كان بالاحراز لا بالاعتماد على أصالة العدالة في كل راو أو على القول بحجية قول كل من لم يظهر منه فسق.

أضف اليه أنه لو كان المناط في صحة الرواية هذين الاصلين ، لما احتاج الصدوق في إحراز حال الراوي إلى توثيق او تضعيف شيخه ابن الوليد ، لأن نسبة الاصل إلى الاستاذ والتلميذ سواسية.

هذا وإن العلاّمة المامقاني نقل عن الحاوي : أن استثناء اولئك الجمع لا يقتضي الطعن فيهم ، لأن رد الرواية أعمّ من الطعن لا سيما محمد بن عيسى حيث قبل روايته باسناد غير منقطع(2) .

والظاهر خلافه ، ولاجل كون الاستثناء دليلا على الطعن تعجب ابن نوح استثناء محمد بن عيسى بن عبيد ، مع كونه ظاهر العدالة والوثاقة. نعم لم يرد رواية محمد بن عيسى مطلقاً إلا فيما إذا كانت اسنادها منقطعة.

هذا وان صاحب « قاموس الرجال » فسر « انقطاع الاسناد » بما إذا كان متفرداً بالرواية ولم يشاركه فيها غيره ، واستشهد على ذلك بقول ابن الوليد في موضع اخر ، قال في كتب يونس : « ما لم يتفرد محمد بن عيسى بروايتها عنه ، صحيحة وليس محمد بن عيسى متفرداً بهذا الشرط بل روايات الحسن

__________________

1 ـ عيون أخبار الرضا : ج 2 ، باب في ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الاخبار المنثورة ، ذيل الحديث 45 ، طبع طهران.

2 ـ تنقيح المقال : 2 / 76 ، في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى الاشعري القمي.

٢٩٥

اللؤلؤي ومحمد بن أورمة كذلك »(1) .

وهذا التوجيه مما يأباه ظاهر العبارة أعني قوله : « منقطع الاسناد » والظاهر هو انقطاع الاسناد بين محمد بن أحمد بن يحيى ومحمد بن عيسى ولاجل ذلك يروي النجاشي كتب محمد بن عيسى بن عبيد عن أحمد بن محمد بن يحيى ، عن الحميري ، عن محمد بن عيسى بن عبيد(2) .

وقد اضاف الشيخ إلى « منقطع الاسناد » قوله « يتفرد به » وهذا يدل على تغايرهما. وعلى كل تقدير فبعض اولئك المستثنين كالحسن اللؤلؤي ممن وثقه النجاشي ، ولابد من اعمال قواعد التعارض في التوثيق والتضعيف.

وعلى كل تقدير فكون الرجل من مشايخ مؤلف كتاب « نوادر الحكمة » يورث الظن او الاطمئنان بوثاقته إذا لم يكن أحد هؤلاء المستثنين ، فلاحظ.

__________________

1 ـ قاموس الرجال : 8 / 41.

2 ـ رجال النجاشي : الرقم 896.

٢٩٦

5 ـ ما وقع في اسناد كتاب « كامل الزيارات »

٢٩٧
٢٩٨

لا شك ان مؤلف كامل الزيارات ( وهو الشيخ الاقدم والفقيه المقدم الشيخ ابو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه المتوفي سنة 367 او 369 على احتمال ، والمدفون بالكاظمية في الرواق الشريف ، وفي محاذاة تلميذه الشيخ المفيد ) احد اجلاء الاصحاب في الحديث والفقه ، ووصفه النجاشي(1) في رجاله بانه من ثقات اصحابنا واجلائهم في الفقه والحديث ، وتوارد عليه النص بالوثاقة في فهرس الشيخ(2) والوجيزة ، والبحار ، وبلغة الرجال للشيخ سليمان الماحوزي ، والمشتركات للشيخ فخر الدين الطريحي ، والمشتركات للكاظمي ، والوسائل ، ومنتهى المقال للشيخ أبي علي ، في ترجمة أخيه ، والسيد رضي الدين ابن طاوس وغيرهم من الاعلام(3) .

__________________

1 ـ رجال النجاشي : الرقم 318 ، وقال : كل ما يوصف به الناس من جميل وفقه فهو فوقه ، وله كتب حسان.

2 ـ الفهرست : الرقم 141 ، وذكر الشيخ في رجاله انه مات سنة 368 هـ ، وقال العلاّمة في الخلاصة : انه مات سنة 369 هـ ويحتمل كون التسع مصحف « السبع ».

3 ـ لاحظ مقدمة كامل الزيارات بقلم العلاّمة محمد علي الغروي الاردوبادي ، فقد حقق احوال المترجم ونقل عبائر العلماء في حقه ، وقال النجاشي : « روى عن ابيه واخيه عن سعد » ومراده سعد بن عبدالله الاشعري القمي ( المتوفّى 301 هـ وقيل 299 هـ ) ولم يرو هو عن سعد إلا حديثين كما في رجال النجاشي في ترجمة سعد الرقم 467 ، او اربعة احاديث كما في ترجمة نفسه ، الرقم 318.

٢٩٩

وكتابه هذا من أهم كتب الطائفة وأصولها المعتمد عليها في الحديث ، أخذ منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدّثين ، وهو من مصادر الشيخ الحر العاملي في وسائله ، وعدَّه فيه من الكتب المعتمدة التي شهد بصحتها مؤلفوها وقامت القرائن على ثبوتها ، وعلم بصحة نسبتها اليه ، وذكره النجاشي في رجاله بعنوان كتاب « الزيارات » كما ذكره الشيخ في الفهرس بعنوان « جامع الزيارات » وعبَّر عنه في بقية الكتب باسم « كامل الزيارة ».

وهوقدس‌سره ذكر في مقدّمة كتابه ما دعاه إلى تصنيف كتابه في هذا الموضوع ، ثم قال : « ولم اُخرج فيه حديثا روي عن غيرهم إذا كان فيما روينا عنهم من حديثهم ـ صلوات الله عليهم ـ كفاية عن حديث غيرهم ، وقد علمنا أنا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره ، ولكن ما وقع لنا من جهة الثّقات من أصحابنا ـرحمهم‌الله برحمته ـ ولا أخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين ، غير المعروفين بالرواية ، المشهورين بالحديث والعلم ، وسمَّيته كتاب « كامل الزيارات » وفضلها وثواب ذلك »(1) .

وربما يستظهر من هذه العبارة أن جميع الرواة المذكورين في أسناد أحاديث ذلك الكتاب ممَّن روي عنهم إلى أن يصل إلى الإمام من الثقات عند المؤلف ، فلو اكتفينا بشهادة الواحد في الموضوعات يعدّ كل من جاء في أسناد هذا الكتاب من الثقات بشهادة الثقة العدل ابن قولويه.

وقد وضع الشيخ الفاضل محمّد رضا عرفانيان فهرساً في هذا الموضوع فاستخرج أسامي كل من ورد فيها فبلغت 388 شخصاً.

وقد أشار بما ذكرنا الشيخ الحرّ العاملي في الفائدة السادسة من خاتمة الكتاب وقال : « وقد شهد علي بن إبراهيم أيضاً بثبوت أحاديث تفسيره ، وأنها

__________________

1 ـ مقدمة كامل الزيارات : 4.

٣٠٠

ومن شعره المذكور في ( أمل الآمل ) قوله:

رضيت لنفسي حبَّ آل محمّد

طريقة حقّ لم يضع من يدينها

وحبّ عليّ منقذي حين يحتوي

لدى الحشر نفسٌ لا يفادى رهينها

وقوله من قصيدة:

أبا حسن! هذا الّذي استطيعه

بمدحك وهو المنهل السائغ العذبُ

فكن شافعي يوم المعاد ومونسي

لدى ظلمات اللحد إذ ضمني التربُ

ومن شعره قوله(١) :

مالاح برقٌ من ربى حاجرِ

إلّا استهلَّ الدّمع من ناظري

ولا تذكّرت عهود الحمى

إلّا وسار القلب عن سائري

أوّاه كم أحمل جور الهوى؟

ما أشبه الأوّلِ بالآخرِ؟

يا هل ترى يدري نؤوم الضحى

بحال ساهٍ في الدًجى ساهرِ؟

تهبّ إن هبّت يمانيَّة

أشواقه للرشأ النافرِ

يضرب في الآفاق لا يأتلي

في جوبها كالمثل السّائرِ

طوراً تهاميّاً وطوراً له

شوقٌ إلى من حلَّ في الحائرِ

كأنَّ ممّا را به قلبه

علّق في قادمتي طائرِ

ومنها:

يطيب عيشي في ربى ظبية

بقرب ذاك القمر الزاهرِ

( محمّد ) البدر الذي أشرق الـ

ـكون بباهي نوره الباهرِ

كوَّنه الرَّحمن من نوره

من قبل كون الفلك الدائرِ

حتّى إذا أرسله للهدى

كالشَّمس يغشي ناظر النّاظرِ

أيّده بالمرتضى حيدر

ليث الحروب الأروع الكاسرِ

فكان مذ كان نصيراً له

بورك في المنصور والنّاصرِ

يجندل الأبطال يوم الوغى

بذي الفقار الصّارم الباترِ

توجد ترجمة شاعرنا [ الحسين ] في خلاصة الأثر ٢: ٩٠ - ٩٤، ورياض الجنَّة

____________________

١ - أخذنا أبياتا منه من ( أمل الآمل ) وعدة أبيات من ( خلاصة الاثر ).

٣٠١

في الرّوضة الرّابعة لسيّدنا الزنوزي، وإجازات البحار ص ١٢٥ لشيخنا العلّامة المجلسي، وروضات الجنّات ص ١٩٣، ٥٥٧، وتتميم أمل الآمل لابن أبي شبانة، ونجوم السَّماء ص ٩٣، وسفينة البحار ١: ٢٧٣، وأعيان الشيعة ٢٦: ١٣٨ - ١٥٦، والفوائد الرضويَّة ١: ١٣٥، وشهداء الفضيلة ص ١٢٣، وذكره صاحب « معجم الأطبّاء » ص ١٧١ وأثنى عليه وقال: وذكره البديعيّ في كتابه « ذكرى حبيب » وقال فيه: هو ثاني أبي الفضل البديع الهمداني، وثالث ابن الحجّاج والواساني، وقد دوّن مدايحه وسمّاها « كنز اللآلي » وجمع أهاجيه ووسمها بـ « السّلاسل والأغلال » اشتغل بعلم الطبِّ في آخر عمره. إلخ رحم الله معشر السَّلف.

٣٠٢

القرن الحادي عشر

٨٥

القاضى شرف الدين

المتوفى ١٠٧٩

لو كان يعلم أنَّها الأحداق

يوم النّقا ما خاطر المشتاقُ

جهل الهوى حتّى غدا في اسره

والحبُّ ما لأسيره إطلاقُ

يا صاحبيَّ وما الرّفيق بصاحب

إن لم يكن من دأبه الإشفاقُ

هذا النّقا حيث النفوس تباح و

الألباب تشرق والدّماء تراقُ

حيث الظباء لهنَّ شوقٌ في الهوى

فيه لأرباب العقول نفاقُ

وحذار من تلك الظباء فما لها

في الحبِّ لا عهدٌ ولا ميثاقُ

كالبدر إلّا أنَّه في تمّه

لا يُختشى أن يعتريه محاقُ

كالغصن لكن حسنه في ذاته

والغصن زانت قدّه الأوراقُ

مهما شكوت له الجفاء يقول لي

: ما الحبُّ إلاّ جفوةٌ وفراقُ

أو أشتكي سهري عليه يقل: متى

نامت لمن حل الهوى آماقُ؟

أو قلت: قد أشرقتني بدامعي

قال: الأهلّة شأنها الإشراقُ

كنت الخليّ فعرّضتني للهوى

يوم النّوى الوجنات والأحداقُ

إلى أن قال:

ولقد أقول لعصبة زيديّة

وخدت بهم نحو العراق نياقُ

بأبي وبي وبطارفي وبتالدي

من يمّموه ومن إليه تُساقُ

: هل منّة في حمل جسم حلّ في

أرض الغريّ فؤاده الخفّاقُ؟

أسمعتهم ذكر الغرّي وقد سرت

بعقولهم خمر السّري فأفاقوا

حبّاً لمن يسقي الأنام غداً ومن

تُشفى بترب نعاله الأحداقُ

لمن استقامت علّة الباري به

وعلت وقامت للعلا أسواقُ

٣٠٣

ولمن إليه حديث كلِّ فضيلة

من بعد خبر المرسلين يُساقُ

لمحطّم اللّدن الرّماح وقد غدا

للنقع من فوق الرّماح رواقُ

لفتىً تحيّته لعظم جلاله

من زايريه الصّمت والاطراقُ

صنو النبيّ وصهره يا حبّذا

الصنوان قد وشجتهما الأعراقُ

وأبو الاولى فاقوا وراقوا والاولى

بمديحهم تتزيّن الأوراقُ

انظر إلى غايات كلّ فضيلة

أسواه كان جوادها السبّاقُ؟

وامدحه لا متحرّجاً في مدحه

إذ لا مبالغةٌ ولا إغراقُ

ولّاه أحمد في « الغدير » ولاية

أضحت مطوّقة بها الأعناقُ

حتّى إذا أجرى إليها طرفه

حادوه عن سنن الطّريق وعاقوا

ما كان أسرع ما تناسوا عهده

ظلماً وحلّت تلكم الأطواقُ؟

شهدوا بها يوم « الغدير » لحيدرٍ

إذ عمّ من أنوارها الأشراقُ

( القصيدة )(١)

( الشاعر )

القاضي شرف الدّين الحسن بن القاضي جمال الدّين عليّ بن جابر بن صلاح بن أحمد بن صلاح بن أحمد بن ناحي بن أحمد بن عمر بن حنظل بن المطهرّ بن علي الهبلي(٢) الخولاني اليمنيّ الصنعانيّ، أحد أعلام اليمن وأعيانها الاُدباء، كان عالماً كاتباً شاعراً، له ديوانٌ تسمّى بقلائد الجواهر، وفي [ نسمة السّحر]: انّ اليمن لم تلد أشعر منه من أوّل الدّهر إلى وقته، ومن منثور كتاباته تقريظٌ على ( سمط اللئالي ) تأليف السيّد أبي الحسن(٣) إسماعيل بن محمّد ومن شعره:

مشروطةٌ خطرت ترنّح قامة

يخزي الذّوابل لينها وشطاطها

قامت قيامة عاشقيها في الهوى

مذ أسفرت وبدت لهم أشراطها

____________________

١ - تجدها في نسمة السحر فيمن تشيع وشعر ج ١.

٢ - بفتح الهاء والموحدة بعدها، بيت كبير من خولان.

٣ - احد ائمة اليمن له شهرة طايلة بها، توفى سنة ١٠٧٩، توجد ترجمته فى خلاصة الاثر للمولى المحبى ج ١ ص ٤١٦.

٣٠٤

توفّي بصنعاء وهو شابّ في صفر سنة ١٠٧٩ ورثاه والده وغيره.

وذكره صاحب [ خلاصة الأثر ] وأطراه وأثنى عليه في الكتاب ج ٢ ص ٣٠ و ذكر كثيراً من شعره وممّا رواه قوله:

أين استقرّ السّفر الأوّل

عمّا قريب بهم ننزلُ؟

مرّوا سراعاً نحو دار البقا

ونحن في آثارهم نرحلُ

ما هذه الدنيا لنا منزلاً

وإنَّما الآخرة المنزلُ

قد حذَّرتنا من تصاريفها

لو أنّنا نسمع أو نعقلُ

يطيل فيها المرء آماله

والموت من دون الّذي يأملُ

يحلو له ما مرَّ من عيشها

ودونه لو عقل الحنظلُ

ألهته عن طاعة خلّاقه

والله لا يلهو ولا يغفلُ

يا صاح! ما لذَّة عيش بها

والموت ما تدري متى ينزلُ؟

يدعو لي الأحباب من بيننا

يُجيبه الأوَّل فالأوَّلُ

يا جاهلاً يجهد في كسبها

أغرّك المشرب والمأكلُ؟

ويا أخا الحرص على جمعها!

مهلاً فعنها في غدٍ تُسألُ

لا تتعبن فيها ولا تأسفن

لما مضى فالأمر مستقبلُ

ما قولنا بين يدي حاكم

يعدل في الحكم ولا يعزلُ؟

ما قولنا لِلَّه في موقف

يخرس فيه المصقع المقولُ؟

وإن سألنا فيه عن كلِّ ما

نقول في الدّنيا وما نفعلُ

ما الفوز للعالم في علمه

وإنَّما الفوز لمن يعملُ

وقوله وفيه الجناس الكامل:

رويدك من كسب الذّنوب فأنت لا

تطيق على نار الجحيم ولا تقوى

أترضى بأن تلقى المهيمن في غد

وأنت بلا علم لديك ولا تقوى؟

٣٠٥

القرن الحادي عشر

٨٦

السيد ابو على الانسي

المتوفى ١٠٧٩

أمر الله في التنازع بالردّ

إليه سبحانه وتعالى(١)

وإلى خير خلقه سيّد الرسل

وأزكاهمُ فعالاً مقالا

فلماذا غدا التنازع في أمر

عظيم قد خالفوه ضلالا؟

حكمت في مقام خير البرايا

حين ولّى تيهاً رجالٌ رجالا

فأبن لي ما حال من خالف الله

ومن صيّر الحرام حلالا؟!

واعرض القول في الجواب على

ما أنزل الله واطرح الأقوالا

زعم النصَّ في الوصيِّ خفيّاً

من رمى النصب أصغريه وغالا

وحديث « الغدير » يكفيه ممّا

قال فيه « محمّدٌ » واستقالا

غير أنَّ الضغاين القرشيّات

بها كانت اللّيالي حبالا(٢)

( الشاعر )

السيّد أبو علي أحمد بن محمّد الحسني اليمنيُّ الأنسيُّ(٣) أحد أعيان اليمن ومؤلّفيها الأفاضل من الجاروديّة، ذكره صاحب [ نسمة السّحر ] ج ١ وأطراه، وله شعرٌ كثيرٌ في العقايد، وكان المتوكّل يتّقي لسانه حتّى أنّه دخل إليه يوماً بالسودة فجعل يعاتبه على تقصيره في حقّه فقضى له جميع حوائجه، وقال: أنا لا استحلّ أن أردّ حاجةً واحدةً من حوائجك. فقال السيّد: وأحتاج إلى هذه الوسادة الهنديَّة التي تحتك. فقام المتوكّل عنها وأخذها السيّد ومدحه بشعره، توفّي سنة ١٠٧٩ وورث أدبه الباهر ولده السيّد أحمد الآتي ذكره في القرن الآتي.

____________________

١ - أشار إلى قوله تعالى: فان تنازعتم فى شيىء فردّوه إلى الله والرسول. النساء ٥٩.

٢ - ذكرها صاحب نسمة السحر في ج ١.

٣ - بفتح الهمزة وكسر النون نسبة الى مخلاق انس وهى مدينة معروفة باليمن.

٣٠٦

القرن الحادي عشر

٨٧

السيد شهاب الموسوى

المولود ١٠٢٥

المتوفى ١٠٨٧

خلط الغرام الشجو في أمشاجه

فبكى فخلت بكاه من أوداجه

إلى أن قال:

نورٌ مبينٌ قد أنار دُجى الهدى

ظلم الضَّلالة في ضياء سراجهِ

و [ غدير خمّ ] بعد ما لعبت به

ريح الشكوك وآض من لجلاجهِ

أمطرته بسحابة سميَّتها

[ خير المقال ] وضاق في أمواجهِ

وأبنت في نكت البيان عن الهدى

فأريتنا المطموس من منهاجهِ

وكذلك منتخب من التّفسير لم

تنسج يدا أحدٍ على منساجهِ

هذه الأبيات توجد في ديوانه ص ١٤٠ من قصيدة تبلغ ٤٠ بيتاً قالها سنة ١٠٨٧ يمدح بها السيّد علي خان المشعشعي(١) ويذكر كتابه ( خير المقال ) في الإمامة وفيه ذكر حديث غدير خمّ، والمقرّظ كما تراه يثبت في شعره حديث الغدير ويسمّي ورطات القالة حول دلالته شكوكاً، ولذلك ذكرناه في عداد شعراء الغدير.

( الشاعر )

السّيد شهاب بن أحمد بن ناصر بن حوزي بن لاوي بن حيدر بن المحسن بن محمّد مهدي المتوفّى في شهر شعبان سنة ٨٤٤ - ابن فلاح(٢) بن مهدي بن محمّد بن أحمد بن علي بن محمّد بن أحمد بن الرّضا بن إبراهيم بن هبة الله بن الطيّب بن أحمد بن محمّد ابن القاسم بن محمّد أبي الفخار ابن أبي علي نعمة الله بن عبد الله بن أبي عبد الله جعفر

____________________

١ - تاتى ترجمته بعد هذه الترجمة.

٢ - وفى نسخة ان فلاحاً ابن لاحمد من غير واسطة، وفي نسخة السيد ناجي: ان فلاحاً ابن محمد بن أحمد ( تحفة الازهار )

٣٠٧

الأسود الملقّب بارتفاح ابن موسى بن محمّد بن موسى ابن أبي جعفر عبد الله العولكاني ابن الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام الحويزي.

كان المترجم له من عباقرة شعراء أهل البيت عليهم السَّلام فخم اللّفظ، جزل المعنى، قال السيّد ضامن بن شدقم في [ تحفة الأزهار ج ٣ ]: كان سيّداً جليلاً، حسن الأخلاق، كريم الأعراق، فصيحاً أديباً شاعراً ثمَّ ذكر نبذاً من شعره، وذكره صاحب [ تاريخ آداب اللغة العربيّة ] ج ٣ ص ٢٨٠ وقال: إنَّه مشهورٌ برقّته. وقال البستاني في دائرة المعارف ج ١٠ ص ٥٨٩: إنّه من أعيان القرن الحادي عشر توفّي سنة ١٠٨٢، وكان له شعرٌ رقيقٌ، وسجعٌ منسجمٌ ومن شعره قوله:

ولي قمرٌ منيرٌ ضاع منّي

بنقطة خاله المسكيّ نسكي

تقبّأ بالظّلام لأجل خذلي

وعمّم بالصَّباح لأجل هتكي

وله من قصيدة تُقرأ طولاً وعرضاً وطرداً وعكساً على أنحاء شتّى:

فخر الورى حيدريٌّ عمَّ نائله

فخر الهدى ذو المعالي الباهرات علي

نجم السّهى فلكيّات مراتبه

مأوى السّنانيّرُ يسمو على زحلِ

ليث الشّرى قبسٌ تهمى أنامله

غيث النّدى مورد أشهى من العسلِ

بدر البها اُفقٌ تبدو كواكبه

شمس الدنا صبح ليل الحادث الجللِ

طود النّهى عند بيت المال صاحبه

سمط الثنا زينة الأجيال والدّولِ

وله ديوان معروفٌ مطبوعٌ في مصر سنة ١٢٢١ مرّة، وسنة ١٢٩٠ ثانية، و ١٣٠٢ اُخرى و ١٣٢٠ رابعة، وقد جمعه ولده السيّد معتوق فسمّى باسمه وترجم في أوّله والده وذكر إنّه ولد سنة ١٠٢٥ وتوفّي يوم الأحد ١٤ شوّال ١٠٨٧ وهو أعرف بشؤون والده وحياته ووفاته من ( البستاني ) الذي وهم فأرَّخ وفاته بسنة ١٠٨٢ وأرّخها النبهاني في المجموعة النبهانيّة ج ٤ ص ١٥ بسنة ١٠٨٧.

وترجمه الإسكندري في ( الوسيط ) ص ٣١٥ وقال: شاعر العراق في عصره. وسابق حلبته في رقّة شعره، ولد سنة ١٠٢٥ ونشأ بالبصرة، وبها تعلّم وتأدّب، وقال الشعر وأجاده، وكان في نشأته فقيراً، فاتّصل بالسيِّد علي خان أحد اُمراء البصرة من قِبل الدّولة الصفويّة الايرانيَّة، وكانت وقتئذ تملك العراق والبحرين، ومدحه مِدحاً

٣٠٨

رقيقةً، وأكثر شعره مقصورٌ عليه وعلى آل بيته فغمره بإحسانه.

وابن معتوق من كبار الشيعة لنشوه في دولة شيعيَّة غالية، فأفرط في التشيّع في شعره، وجاء في مدح عليّ والشّهيدين بما يخرج عن حدّ الشرع والعقل، ويمتاز شعره بالرقَّة وكثرة الإستعارات والتّشبيهات حتّى لتكاد الحقيقة تهمل فيه جملة ١٠ ه‍.

قال الأميني: لم يكن شاعرنا أبو معتوق العلويّ نسباً ومذهباً، العلويّ نزعةً وأدباً، ببدع من بقيّة موالي أهل بيت الوحي صلوات الله عليهم وشعرائهم المقتصدين البعيدين عن كلّ إفراط وغلوّ، المقتصِّين أثر الشَّرع والعقل في ولاء آل الله، ومديح فئة النبوّة، وحملة أعباء الخلافة، وكذلك الدّولة الصفويَّة العلويَّة لم تكن كما حسبه الإسكندري غالية في التشيّع، وكلّما أثبته الشّاعر واعتقدت به دولة المجد الصَّفوى من فضائل لسروات المكارم من أئمَّة الهدى صلوات الله عليهم هي حقايق راهنة يخضع لها العقل، ولا يأباه المنطق، وهي غيره مستعصية على الاُصول المسلّمة من الدِّين، وأمّا هذا الّذي قذفه وإيّاهم من الغلوّ والإفراط والخروج عن حدِّ الشَّرع والعقل فإنَّما هو من وغر الصَّدر الذي لم يفتأ تغلي به مراجل الحقد منذ أمد بعيد، ومنذ تشظّى عن الحزب العلويّ خصمائهم الألدّاء، فهملجوا مع الإفك، وارتكضوا مع هلجات الباطل، وإلّا فهذا ديوان أبي معتوق بمطلع الاُكمة من القارئ، وتلك صحيفة تاريخ الصفويّة البيضاء في مقربة من مناظر الطالبين، وكلُّ منهما على ما وصفناه، لكن الإسكندري راقه القذف فقال، وليست هذه بأوَّل قارورة كسرت في الإسلام، ونحن عرَّفناك الفئة الغالية، وانّها غير الشيعة، والله هو الحكم العدل.

٣٠٩

القرن الحادي عشر

٨٨

السيد على خان المشعشعي

المتوفى ١٠٨٨

أرجو من الدّهر الخؤون ودادا

وأرى الخليفة يخلف الأوعادا

يا دولة ما كنت أحسب انّني

أشقى بها وغدا الشّريف عمادا

ولعلّه مع لطفه لم ينو لي

خلفاً ولكن دهرنا ما جادا

وإذا هبطت عن العلا بفضائلي

فتعجّبوا ثمَّ انظروا من سادا؟!

يا درَّة بيعت بأبخس قيمة

قد صادقت في ذا الزَّمان كسادا

دهرٌ يحطّ الكاملين ويرفع

الأنذال والأوباش والأوغادا

لو كان في ذا الدّهر خيرٌ ما علا

التيميُّ بعد المصطفى أعوادا

ويذاد عنها حيدرٌ مع أنَّ خير

الخلق صرّح « في الغدير » ونادا

: من كنت مولاه فذا مولاه من

بعدي وأسمع بالنّدا الأشهادا

وإذا نظرت إلى البتول وقد غدت

مغصوبة بعد النبيِّ تلادا

ومصيبة الحسن الزكيّ وعزله

تُبكي العيون وتقرح الأكبادا

والمحنة العظمى التي ما مثلها

قتل الحسين خديعةً وعنادا

من بعد ما أن صرّعوا بالطفّ أنصا

راً له بل قتّلوا الأولادا

ونساء آل محمّد مسبيَّة

تسري بها حمر النّياق وخادا

ويؤمّهم بقيوده السجّاد و

الرأس الكريم يشيّع السجّادا

التسعة الأطهار ما قاسوا من

الأضداد لمـّا عاشروا الأضدادا؟

ما بين مطرود ومسموم ومحبوس

يعالج دهره الأقيادا

حقّقت ما أحدٌ من الأشراف حاز

المكرمات ونال منه مرادا

٣١٠

وله:

ألا حيّ طلعتها من مَهى

وحيّا الحيا دارها بالحمى

رأينا المهى فدعانا الغرام

فيا من رأى ماشياً للشّقا

حللنا الحبا إذ دعانا الهوى

ولولا الهوى ما حللنا الحبا

طلعن فأطلعن سرَّ الدموع

فقلت لسعد: ترى ما أرى؟

فقال وقد مال فوق الرّحال

: أتخفي على العين شمس الضحى؟

مشين الغداة برمل العقيق

فعطّرن ذاك الثرى بالمشا

يقول بعد ٢٦ بيتاً تشبيباً:

وإنّ غلاماً نماه الوصيُّ

وفيه عروقٌ من المصطفى

وفيه خصالٌ إذا ما نظرت

أتته تراثٌ من المرتضى

جديرٌ بأن يصطفيه الزَّمان

عمى بعيون زماني عمى

ولكن زمان بآل الرَّسول

أساء وعن ضيمهم ما نبا

وقد جار في حكمه بالوليِّ

فماذا تقول بأهل الولا؟

هُمُ حجَّة الله في خلقه

هُمُ صفوة الله من ذي الورى

هُمُ دوحةٌ فرعها في السّما

ومركزها بيت ربّ السّما

فسل هل أتى هل أتت مدحة

لغيرهمُ؟ حبّذا هل أتى؟

وفي إنَّما جاء نصُّ الولاء

لهمُ وسيعرفه مَن تلا

من الرِّجس طهّرهم ربّهم

ودلَّت عليهم بذاك العبا

وكان الكساء لتخصيصهم

فطاب الكسا والّذي في الكسا

لقد خُطَّ في اللوح أسماءهم

وفي العرش قبل بدوِّ الضّيا

بهم باهل الطّهر أعداءه

فما باهلوه وخافوا التّوا

إلى أن قال:

وشاركه بالّذي اختصَّه

أخوه الّذي خصَّه بالإخا

فقسمة طوبى ونار العذاب

إليه بلا شبهة أو مِرا

فإن كنت في مرية من علاه

يخبِّرك عنه حديث الشّوى

٣١١

وفي خصفه النّعل قد بيّنت

فضيلته وتجلّا العمى

وفي أنت منّي وضوح الهدى

وتزويجه الطّهر خير النساء

وبعث براءة نصٌّ عليه

وإنَّ سواه فلا يُصطفى

وفي يوم « خمّ » أبان النبيُّ

موالاته برفيع النّدا

فأوَّلهم كان سلماً له

وفاديه بالنّفس ليل الفدا

وناصره يوم فرَّ الصِّحاب

عنه فراراً كسرب القطا

هذه القصيدة الغرّاء تناهز مائة وعشرين بيتاً قد جمع سيّدنا الحويزي فيها جملة من مناقب مولانا امير المؤمنينعليه‌السلام كنزول هل أتى، وآية إنّما وليّكم الله، وآية التّطهير، وحديث الكساء، والمباهلة، والمؤاخاة، والطائر المشوي، وخصف النعل، وتزويج السيِّدة الطّاهرة الصّديقة، وبعث سورة البرائة، وغدير خمّ، إلى غير ذلك، ونحن أوقفناك في أجزاء كتابنا هذا على صحَّة تلكم الأحاديث، وانّها صحيحةٌ جاءت في الصِّحاح والمسانيد.

( الشاعر )

السيّد علي خان بن السيّد خلف بن السيّد عبد المطلب بن حيدر بن محسن بن محمّد الملقّب بالمهديّ بن فلاح بن محمّد بن أحمد بن علي بن أحمد بن رضا بن إبراهيم ابن هبة الله بن الطبيب بن أحمد بن محمّد بن القاسم بن أبي الطحان بن غياث بن أحمد ابن الإمام موسى بن جعفر صلوات الله عليهما المشعشعي الحويزي(١) .

أحد حكّام حويزة وأرباضها، تحلّى بقشائب أبراد العلم كما رفَّ عليه العلم في ميادين السِّباق، وحلبات الملك، وازدان بعقود من الأدب الزّاهي وقلائد من القريض الرّائق، وقبل ذلك كلّه نسبه الوضّاح المتألّق بأواصر النبوَّة، وعنصره الفائح عن وشائج الإمامة، فهو بين ألق وعبق يضوع مع الصّبا ندُّه، ويضيئ في الصّباح حدّه، كلّ ذلك مشفوعٌ بفضل متدفّق، ونوايا صالحة، وعقايد حقَّة، بوّأته في الغارب والسَّنام من مستوى المآثر ومعقد العظمة، فلا يوجد في عقيدته إلّا دين الله

____________________

١ - كذا سرد نسبه صاحب رياض « العلماء »

٣١٢

الّذي ارتضاه لعباده في كلِّ من التّوحيد والنبوّة والإمامة، وبقيّة العقايد الصّادقة وقد امتاز بها عن بعض رجال بيته الّذين اعتنقوا مقالات زائفة، وانحرفوا عن سويِّ الصّراط بالأباطيل.

ذكره شيخنا الحرُّ في ( أمل الآمل ) وقال: كان فاضلاً عالماً شاعراً أديباً جليل القدر له مؤلّفات في الاصول والإمامة وغيرها.

وأثنى عليه صاحب [ رياض العلماء ] وقال: كان من تلامذة الشّيخ عبد اللطيف بن علي ابن أبي جامع تلميذ الشّيخ البهائي، توفّي في عصرنا وخلف أولاداً ذكوراً واناثاً كثيرة وقد أخذ حكومة تلك البلاد من أولاده واحداً بعد واحد إلى هذا اليوم وهو عام سبعة عشر ومائة بعد الألف، وكان بعض أولاده ايضاً مشتغلاً بتحصيل العلوم في الجملة، وقد استشهد طائفة غزيرة من أولاده وأحفاده وأقربائه في قضيّة محاربة صارت بين أعراب تلك البلاد وبين بعض أولاده الذي هو الآن حاكم بها.اهـ

وذكره بجمل الثناء عليه السيّد الجزائري في [ الأنوار النعمانيّة ].

يروي عن المترجم له الشيخ حسين بن محيي الدّين بن عبد اللطيف بن أبي جامع ويروي هو عن الشيخ علي زين الدّين سبط الشّهيد الثاني كما في « المستدرك » ٣: ٤٠٦ ٤٠٨.

آثاره في العلم والدِّين والأدب:

١ - النّور المبين في الحديث أربع مجلّدات. في اثبات النصِّ على أمير المؤمنينعليه‌السلام ألّفه سنة ١٠٨٣.

٢ - تفسير القرآن الكريم أربع مجلّدات، بلغ إلى سورة الرّحمن أسماء بـ ( منتخب التفاسير ).

٣ - خير المقال شرح قصيدته المقصورة أربع مجلّدات، في الأدب والنبوّة و الإمامة.

٤ - نكت البيان في مجلّد.

٥ - مجموعةٌ مشتملة على طرائف المطالب التي أوردها في مؤلّفاته الأربعة المذكورة، وقد انتخبها منها مع ضمّ ساير لطائف المقاصد وأرسلها هديّة للشيخ علي سبط

٣١٣

الشّهيد الثاني إلى اصبهان. قال صاحب « الرّياض » : وقد رأيتها في جملة كتبه.

٦ - رسالةٌ اُخرى قد أرسلها إلى الشّيخ عليِّ المذكور وقد صدَّرها بالبحث عن حديث الغدير.

٧ - رسالةٌ اُخرى أرسلها إلى الشيخ علي أيضاً في شرح حديث الأسماء. قال في « الرّياض » : هي حسنة الفوائد جليلة المطالب.

٨ - ديوان شعره الموسوم ( خير جليس ونعم أنيس ).

ومن شعره قوله من قصيدة:

ولولا حسام المرتضى أصبح الورى

وما فيهمُ من يعبد الله مسلما

وأبناؤه الغرُّ الكرام الاولى بهم

أنار من الإسلام ما كان مظلما

واُقسم لو قال الأنام بحبّهم

لما خلق الربُّ الكريم جهنّما(١)

وما منهمُ إلا إمامٌ مسوّدٌ

حسامٌ سطا بحرٌ طما عارضٌ هما

وقوله من قصيدة:

فافزع إلى مدح الأمين فإنّما

لأمانه البلد الأمين أمينُ

وأخيه وارث علمه ووزيره

ونصيره في الحرب وهو زبونُ(٢)

وبنيه أقمار الهدى لولاهمُ

لم يُعرف المفروض والمسنونُ

وقوله من قصيدة:

وصيّرت خير المرسلين وسيلتي

وألزمت نفسي صمتها ووقارها

وعترته خير الأنام وفخرهم

أبت أن يشقَّ العالمون غبارها

وقوله من قصيدة:

وصيّر وسيلتك المصطفى

الأمين أبا القاسم المؤتمنْ

وصنو الرَّسول ومن قد علا

على كتفه يوم كسر الوثنْ

وبضعته وإمامي الشهيد

من بعد ذكر إمامي الحسنْ

وبالعترة الغرِّ أرجو النجاة

فحبّهمُ ليَ أو في الجننْ

____________________

١ - مأخوذ من حديث نبويّ يأتي في مسند المناقب ومرسلها إن شاء الله تعالى.

٢ - الحرب الزبون: شديدة تدفع بعضها بعضا من الكثرة.

٣١٤

ووالده السيّد خلف بن عبد المطلب كان كما في أمل الآمل، وروضات الجنّات ص ٢٦٥: عالماً فاضلاً، ومتكلّماً كاملاً، وأديباً ماهراً، ولبيباً عارفاً، وشاعراً مجيداً ومحدّثاً مفيداً، محقّقاً جليل المنزلة والمقدار.

ومن تآليفه القيّمة:

١ - مظهر الغرائب، في شرح دعاء عرفة للامام السّبط الشّهيدعليه‌السلام ، عشرة آلاف بيت. قال شيخنا النّوري في « المستدرك » : هو شاهد صدق على ما قالوا فيه من العلم والفضل والتبحّر بل وحسن السّليقة.

٢ - النهج القويم في كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام جمع فيه ما فات نهج البلاغة.

٣ - المودَّة في القربى في فضائل الزّهراء الصدّيقة والأئمّة، كبيرٌ جدّاً.

٤ - الحجّة البالغة، في الكلام وإثبات الإمامة بالآيات ونصوص الفريقين.

٥ - سبيل الرّشاد في النحو والصّرف والأصول وأحكام العبادات.

٦ - خير الكلام في المنطق والكلام واثبات امامة كلّ إمام إمام.

٧ - رسالة الإثنى عشريّة في الطّهارة والصّلاة.

٨ - فخر الشّيعة في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٩ - الحقّ اليقين، كتاب في المنطق والكلام كبيرٌ.

١٠ - سيف الشّيعة في الحديث. كتابٌ كبيرٌ.

١١ - سفينة النجاة في فضائل الأئمّة الهداة.

١٢ - البلاغ المبين في الأحاديث القدسيّة.

١٣ - رسالة دليل النّجاح في الدّعاء.

١٤ - ديوان شعر عربيّ، وآخر فارسيّ.

١٥ - كتابٌ آخر، في الدّعاء ايضاً.

١٦ - برهان الشّيعة، في الإمامة.

١٧ - حقُّ اليقين، في الكلام.

١٨ - منظومةٌ في النّحو.

١٩ - رسالةٌ في النّحو.

٣١٥

ومن شعره قوله يمدح أمير المؤمنينعليه‌السلام :

أبا حسن يا حمى المستجيرْ

إذا الخطب وافى علينا وجارا

لأنت أبرُّ الورى ذمّة

وأكبر قدراً وأمنع جارا

فلا فخر للمرء مالم يمت

إليك انتساباً فينمي النّجارا

توفّي سنة ١٠٧٤ ورثاه الشّهاب الحويزي بقصيدة توجد في ديوانه مستهلّها:

مضى خلف الأبرار والسيّد الطهرُ

فصدر العُلى من قلبه بعده صفرُ

بسط القول في ترجمته سيّدنا الأمين في [أعيان الشيعة] ج ٣٠: ٢٠ - ٣٧.

٣١٦

القرن الحادي عشر

٨٩

السيد ضياء الدين اليمني

المتوفى ١٠٩٦

خليليَّ امّا سرتما فازجرا بنا

المطيّ وسيرا حيث سار الجنائب(١)

ولا يشعر الواشون انّي فيكما

حليف جواً قد أضمرتني الحقايبُ(٢)

إلى الحيِّ لا مستأنسين بقاطن

بريب وأهل الحيِّ آت وذاهبُ

فإن شمتما برقاً من الحيِّ لائحاً

متى يبد منه حاجبٌ يخفً حاجبُ

فلا تحسباه بارقأ لاح بالحمى

متى طلعت بين البيوت السّحائبُ

ولكنّه ثغرٌ تألَّق جوّه

من الدرّ سمط لم يثقّبه ثاقبُ

[إلى أن قال]:

وعيشكما لو شئتما ذلك السّنا

وغالتكما ألحاظها والحواجبُ

لشاركتماني بالصَّبابة والأسى

وجارت بأعناق المطيِّ المذاهبُ

اُعلّل فيك النفس يا لبن ذاكراً

خليلي ومالي غير حبّك صاحبُ

وبي منك ما لو كان بالنجم ماسراً

وبالبدر ما التفّت عليه الغياهبُ

هوىً دونه ضرب الرقاب وعزمةٌ

تشاكل عزمات الضّبا وتصاقبُ(٣)

[ويقول فيها]:

إمامٌ براه الله من طينة العُلا

همامٌ له نهجٌ من المجد لازبُ(٤)

له الشّرف الأعلا له نقطة السّما

هو البدر والآل الكرام الكواكبُ

بهم قام دين الله في الأرض واعتلت

لاُمّة خير المرسلين المذاهبُ

____________________

١ - الريح التي تهبّ من القبلة، ج الجنوب.

٢ - جمع الحقيبة: ما يحل على الفرس خلف الراكب. الخريطة التي يضع المسافر فيها الزاد ونحوه.

٣ - تصاقب: تقارب وتدنو.

٤ - اللازب: الثابت، يقال: « صارِ الامر ضربة لازب » اى صار لازماً ثابتاً.

٣١٧

ليهنك ذا العيد(١) الذي أنت عيده

وعيدي ومن تحنو عليه الأقاربُ

ويوماً أقام الله للآل حقّهم

به ورسول الله في القوم خاطبُ

به قلّد الله الخلافة أهلها

وزحزح عنها الأبعدون الأجانبُ

فكان أمير المؤمنين عليّن الوصيُّ

بنصّ الله فالأمر واجبُ

وحسبك نفس المصطفى ووليّه

وهارونه النّدب الهمام المحاربُ(٢)

( الشاعر )

السيّد ضياء الدّين جعفر بن المطهّر(٣) بن محمّد الحسين الجرموزي الحسني اليمني، أحد زعماء اليمن، كان أديباً كاتباً شاعراً استعمله المتوكّل ابن المنصور على بلاد « العدين » لمـّا أخذها بعد وفاة أبي الحسن إسماعيل بن محمّد، ولم يزل بها حتّى تغلّب عليها الأمير السيّد فخر الدّين عبد الله بن يحيى بن محمّد في أوايل دولة المؤيّد بن المتوكّل، وله شعرٌ كثيرٌ، ومن منثور آثاره تقريظه على كتاب [سمط اللئالي] تأليف السيّد اسماعيل ابن محمّد اليمني توفّي سنة ١٠٩٦ ببلد « العدين » أخذناه ملخّصاً من [نسمة السّحر] ج ١.

____________________

١ - يعنى عيد الغدير.

٢ - توجد في « نسمة السحر » ج ١ يهنّئ بها السيد ضياء الدين أبا محمد زيد بن محمد بن الحسن اليمنى بعيد الغدير.

٣ - كان من اعيان دهره وافراد عصره علما واديا توفى ١٠٧٧ توجد ترجمته في خلاصة الاثر ج ٤ ص ٤٠٦ وفيه انّ له اولاد عظماء ادباء كرماء: محمد، والحسن، وجعفر، وقد ذكرتهم فى كتابى النفحة.

٣١٨

القرن الحادي عشر

٩٠

المولى محمد طاهر القمي

المتوفى ١٠٩٨

سلامة القلب نحَّتني عن الزّللِ

وشعلة العلم دلّتني على العملِ

طهارة الأصل قادتني إلى كرم

كرامتي ثبتت في اللّوح في الأزلِ

قلبي يحبّ [عليّاً] ذا العُلى فلذا

أدعو لاُمّيَ في الابكار والاصلِ

محبّة [المرتضى] نورٌ لصاحبها

يمشي بها آمناً من آفة الزَّللِ

لزمت حبَّ [عليّ] لا اُفارقه

وداده من جناني قطّ لم يزلِ

أخو النبيِّ(١) إمامي قوله سندي

لقوله تابعٌ ما كان من عملي

أطعت حيدرة ذا كلّ مكرمة

إمام كلِّ تقيٍّ قاصر الأملِ

صرفت في حبِّ آل المصطفى عمري

من مال عنهم إليه قطّ لم أملِ

باب المدينة(٢) منجانا وملجأنا

ما انحلّ مشكلنا إلّا بحلّ علي

لولا محبّة طه للوصيّ لما

أتى شاركه في طيّب الاُكلِ(٣)

ولاية المرتضى في ( خمّ ) قد ثبتت

بنصِّ أفضل خلق الله والرّسلِ

نصَّ النبيّ عليه فوق منبره

عليه أشهد أهل الدّين والدّولِ

قد نصَّ في الدّار عند الأقربين على

خلافة [المرتضى] جدّاً بلا هزلِ(٤)

إنِّ الإمامة عهدٌ لم تنل أحداً

سوى المصون من الزلّات والخطلِ

____________________

١ - مرّ الكلام حول حديث المواخاة فى الجزء الثالث ص ١١٢ - ١٢٥ ط ٢.

٢ - أشار إلى حديث ( أنا مدينة العلم وعليّ بابها ) وقد فصلنا القول حوله في الجزء السادس ص ٦١ - ٨١ ط ٢.

٣ - اشار إلى حديث الطائر المشوى الثابت المتسالم عليه، وسيوافيك بطرقه فى مسند المناقب ومرسلها.

٤ - راجع فى قصة الدار واستحلاف رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌و آله‌ علياً يوم ذاك الجزء الثاني ص ٢٧٨ - ٢٨٩ ط ٢.

٣١٩

أطعت من ثبتت في الكون عصمته

وعفت كلَّ جهول سيّئ العملِ

قد ردَّت الشّمس للمولى أبي حسن(١)

روحي فدا المرتضى ذي المعجز الجللِ

طوبى له كان بيت الله مولده(٢)

كمثل مولده ما كان للرّسلِ

( الشاعر )

المولى محمّد طاهر بن محمّد حسين الشيرازي ثمَّ النجفيّ ثمَّ القميّ أحد الأوحديّين المشاركين في العلوم، وفذٌّ من مشايخ الإجازات الّذين اتّصلت بهم حلقات الأسانيد ضمَّ إلى فقهه المتدفّق فلسفة صحيحة عالية، وإلى حديثه الموثوق به أدبه الجمّ، وفضله الكثار، إلى عظات بالغة، ونصايح كافية، وحكم راقية، وشعر كثر يزري بعقود الدُّرر ومنتثر الدَّراري، تدفّقت المعاجم باطرائه والثَّناء الجميل عليه، قال صاحب [أمل الآمل]: من أعيان فضلاء المعاصرين، عالمٌ محقّقٌ مدقّقٌ ثقةٌ ثقةٌ فقيهٌ متكلّمٌ، محدِّث جليل القدر، عظيم الشأن. وأطراه شيخنا النوري في المستدرك بقوله: العالم الجليل النبيل، عين الطائفة ووجهها، صاحب المؤلّفات الرّشيقة النافعة.

يروي مولانا محمّد الطّاهر عن السيّد نور الدِّين علي(٣) الآنف ذكره ص ٢٩١ و يروي عنه شيخنا العلّامة المجلسي باجازة مؤرَّخة بسنة ١٠٨٦(٤) وشيخنا الحرّ العاملي كما في أمل الآمل، والشيخ نور الدّين الأخباري توجد إجازته له بخطّه ظهر كتاب الوافي كما ذكره شيخنا الرّازي، ويروي عنه المولى محمّد محسن الفيض الكاشاني(٥) .

له تآليف قيّمة في شتّى المواضيع منها:

١ - عطيّهء ربّاني وهديّهء سليماني، شرح لاميّته التي التقطنا منها الأبيات المذكورة، ذكر في هذا الشّرح عدّة من مؤلّفاته ومنه أخذنا غير واحد ممّا ذكرناه ومفتتح الشّرح:

____________________

١ - مرّ حديث ردّ الشمس في الجزء الثالث ص ١٢٦ - ١٤١ ط ٢.

٢ - حديث مولده الشريف أسلفناه فى الجزء السادس ص ٢١ - ٣٨ ط ٢.

٣ - راجع بحار الانوار ٢٥: ٢٦٤، مستدرك الوسائل ٣: ٤٠٩.

٤ - توجد في اجازات البحار ص ١٦٤.

٥ - المستدرك ٣: ٤٢١.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402