موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين9%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 163884 / تحميل: 5141
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٦٣-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

در مدرسه مرحوم ثقة الاسلام عموى والد بزگوارشان وامام جماعت مورد وثوق قاطبهء طبقات اجتماع در مسجد نو بازار آثار زهد وتقوى از سيماى او نمودار كه « سيماهم في وجوههم من اثر السجود » متجاوز از چهل سال پس از فوت پدر در مسجد ايشان در ظهر وشب اقامهء جماعت مى نمود وعدهء كثيرى از مؤمنين حضور به جماعتش را غنيمت مى شمرند ».

مجالس درسه وبعض من استفاد منه :

كان يدرس مختلف العلوم الإسلاميّة من الفقه والاصول والحكمة والكلام والهيئة والرياضي واشتهر بالاخيرين اشتهاراً واسعاً.

كان يلقي دروسه في الرياضي في المسجد الجامع العباس ( مسجد الإمام ) سابقاً. ودروس الهيئة كانت بمسجد « نو بازار » والفقه بمدرسة عمه آية الله العظمى الحاج الشيخ محمد علي النجفي الشهير بثقة الاسلام.

وقد حضر أبحاثه جمع من الآيات والحجج والأعلام، نذكر بعضهم على ترتيب الحروف من دون ذكر الألقاب مع الاعتذار منهم:

- السيّد أحمد الفقيه الامامي

- الشيخ أحمد المهديان

- الشيخ اسماعيل الغروي

- السيّد محمد باقر الأحمدي

- السيّد محمد تقي الموسوي البيد آبادي، صهره

- السيّد حسن الحسيني

- الشيخ حسن الدياني النجف آبادي

- السيّد حسن الفقيه الامامي

٢١

- الشيخ حسينعلي المنتظري

- الشيخ حيدر علي الجبل عاملي

- الشيخ رحمت الله الفشاركي

- الشيخ محمد رضا مداح الحسيني

- الشيخ عبد الرحيم الفضيلتي

- الشيخ علي أكبر الفقيه

- المرحوم الشيخ محمد علي الاقائي

- الشيخ علي الشمس

- الشيخ قاسم الكاظميني

- السيّد محمد الفقيه الاحمد آبادي

- السيّد محمود الإمام جمعه زاده

- الشيخ مرتضى التمنائي

- الشيخ مرتضى الشفيعي

- الشيخ مرتضى المقتدائي

- الشيخ مظفر الكاظميني

- الشيخ مهدي مجد الاسلام النجفي، نجله

- الشيخ هادي النجفي، حفيده

تأليفاته القيّمة :

له تأليفات قيمة في غاية الحسن والفصاحة كما ينبغي له، ألفها مع عدم تفرغه لهذا الشأن واشتغاله في أكثر الأوقات بالتدريس وتربية الطلاب، وتوليه للشؤون الاجتماعيّة وقضاء حوائج العامّة، وإليك سرد أسمائها:

٢٢

* - إيرادات وانتقادات على دائرة المعارف لفريد وجدي.

* - ترجمة « نقد فلسفة داروين » من العربية إلى الفارسية في مجلدين ضخمين.

* - حاشية الروضات: طبع بعض منها مع حاشية والده على الروضات.

* - حاشية « سمط اللئال في مسئلتى الوضع والاستعمال » طبعت.

* - حاشية « وقاية الأذهان » في علم الأصول: طبعت.

* - دروس في فقه الاماميّة ( كتاب الصلاة وكتاب الصوم ) وهي دروسه التي كان يلقيها على تلامذته في البحث المعروف بالخارج.

* - رسالتان في ترجمة والده ونفسه.

* - رسالة في ترجمة جده العلّامة الحاج الشيخ محمد حسين النجفي الاصفهاني « قده » كتبها بعنوان المقدمة لتفسيره ( طبعت ).

* - صرف أفعال، رسالة ألفها في صغره.

* - الفوائد الرضوية في شرح الفصول الغروية، أو حاشية على فصول عمه العلّامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني في علم الأصول.

* - گل گلشن: انتخبها من منظومة ( گلشن راز ) للعارف المشهور الشيخ محمود الشبستري.

* - المختار من القصائد والاشعار، وهي الرسالة الثانية في هذه المجموعة.

* - مسائل العلوم.

* - اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرحمن، وهي الرسالة الأولى في هذه المجموعة.

نموذج من نثره :

هذا كتاب إلى نجله العلّامة الشيخ مهدي مجد الاسلام النجفي كتبه بتاريخ

٢٣

٢ / ١١ / ١٣٣٦ ش:

« ولدي العزيز، جعلني الله فداك وزرقك العزة والسعادة في آخرتك ودنياك وجعل من يحسدك وقاك وعمرك الله عمراً طويلا مع الصحة والسلامة وأبقاك. قد وصل كتابك وسررت كثيراً من بلاغة أسلوبه وفصاحة مرقومه، وخصوصاً الأشعار الرنانة التي كتبتم في الصفحة الثانية من كتابكم، ولاسيما أشعار أحمد شوقي وكذا ما ذكرتم في ترجمة الاشعار التي كتبتها إليكم، فقد أحسنتم كل الاحسان وأجدتم كل الاجادة، فلله دركم وعلى الله أجركم.

أمّا ماذكرتم في أوّل الكتاب من أن هذه الأشعار من لامية العرب فغير صحيح لأنها لاميّة العجم التي عارض بها لاميّة العرب. ولاميّة العجم للطغرائي وهو مؤيد الدين حسن بن علي بن محمد الطغرائي الاصفهاني المنشئ الدئلي من ولد أبي أسود الدئلي المقتول في سنة ٥١٥ خمس عشرة وخمسمائة بتهمة فساد العقيدة وقد جاوز ستين سنة في الحرب التي وقعت بين السلطان مسعود السلجوقي والسلطان محمود السلجوقي، فأخذ الطغرائي أسيراً وقتل صبراً وكان وزيراً للسلطان مسعود المذكور، وسمّي بالطغرائي لأنه كان متولياً ديوان الطغراء.

وأمّا ما ذكرتم في وصف لاميّة العرب وان قائلها الشنفري - إلى آخرما ذكرتم - فصحيح جداً وقد أجدتم في بيانها

وأرجو منك أن تبلغ سلامي وتحياتي إلى السيّدين السندين الموسوي(١) والنوربخش(٢) والشيخين الجليلين الحائري(٣) وابن الدين(٤) ».

__________________

١) هو السيّد مجتبى الموسوي صهر المصنف.

٢) هو العلّامة الاستاذ السيّد كمال الدين النور بخش.

٣) هو العلّامة الفيلسوف نجل المحقق الحائري الشيخ مهدي اليزدي.

٤) هو العلّامة الاستاذ الشيخ عبد الحسين ابن الدين.

٢٤

نموذج من شعره :

كان قليل الشعر انشاءاً وكثير الشعر نشاداً بحيث نقل عنه الشيخ محمد علي المعلّم الحبيب آبادي «ره» في كتابه « مكارم الاثار » أبياتاً لجدّه من طريق الأمّ السيّد محمد علي بن السيّد صدر الدين المعروف بآقا مجتهد ( ت ١٢٧٤ ) قال «ره» ما نصّه: « آقاى مجد العلماء (١٣٢٦) اين اشعار را از او نقل مى كرد:

محتسب مستان زمستان جام مى

تازه مستان از زمستان رسته اند

شيخ را از پارسائي چاره نيست

چون در ميخانه بروى بسته اند

باستشارهء مستان گسسته ام تسبيح

كجااست خوشه تاكى كه استخاره كنم(١)

وقال المترجم «ره» في بعض مصنفاته: « أيضا شعر عربى له طاب ثراه ( أي لشيخنا البهائي ):

قد صرفت العمر في قيل وقال

يا نديمى قم فقد ضاق المجال

وقد قلت في هذا المعنى على نهج شعره «ره»:

آنچه ندارد عوضى در جهان

عمر عزيز است غنيمت بدان

وترجم هذا البيت من لامية العجم:

لو كان في شرف المأوى بلوغ منى

لم تبرح الشمس يوماً دارة الحمل

بقوله:

اگر درمكان بود عزَّ وخوشى

هميشه بدى شمس أندر حمل

وترجم إلى الفارسية أيضا هذه الابيات من لامية العجم :

__________________

١) مكارم الاثار ٤ / ١٠٩٦.

٢٥

فان علاني من دوني فلا عجب

لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل

فانما رجل الدنيا وواحدها

من لايعول في الدنيا على رجل

غاض الوفا وفاض الغدر وانفرجت

مسافة الخلف بين القول والعمل

بقوله:

اگر برترى جست پستر زمن

مرا اسوه باشد به شمس وزحل

يگانه رجل در جهان آن كس است

كه تعويل نارد بديگر رجل

همانا وفا رفت وغدر آمده است

مسافت بود بين قول وعمل

راجع كتاب « المختار من القصائد والأشعار » للمترجم له.

إمامته للجماعة :

كان يقيم الجماعة في المسجدين الأعظمين المزدحمين « مسجد نو » في سوق إصبهان و « مسجد الإمام » أكثر من أربعين عاماً.

واقتدى به جماعة كبيرة من مختلف الطبقات من وجوه الفضلاء والمتدينين والوجهاء.

اخلاقه الفاضلة :

كان مؤدَّباً بالاخلاق الإسلاميّة والاداب القرآنيّة متبعاً للتعاليم النبوية متأدباً بالأخلاق المحمدية، كما وصف الله تعالى نبيه الأكرم في كتابه الكريم بقوله

٢٦

عزّ من قائل: «انك لعلى خلق عظيم »(١) وكما قال النبيصلّى الله عليه وآله : « بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ».

وهو من غير ملق ومجاملة اقتدى بالنبي الأكرم والأئمة الهداة المهديين عليهم صلوات رب العالمين، ولذا كان محبوب القلوب ووجيه الملة عند جميع الطبقات من الخواص والعوام.

أولاده :

له اربعة ابناء وخمس بنات:

أمّا أبناؤه فأكبرهم العلّامة آية الله الحاج الشيخ مهدي مجد الاسلام النجفي وهو امام الجماعة في المسجدين المذكورين اللذين أقام الجماعة فيهما والده والمدرس في مختلف العلوم الاسلامية.

وثانيهم: المهندس محمد رضا النجفي.

وثالثهم: المهندس محمد النجفي أدام الله تعالى ايامهم وتوفيقاتهم.

ورابعهم: حسين النجفي، توفى وهو طفل في عام ١٣٣٢ ش.

وفاته ومدفنه :

توفي رحمه الله تعالى في صبيحة يوم الأربعاء عشرين من ذي الحجّة سنة ١٤٠٣ ق المطابق لسادس شهر مهر ١٣٦٢ ش في طهران، ونقل جثمانه الشريف إلى اصبهان فوصل إليها يوم الخميس وغسل في بيته ثم شيع تشييعاً ضخماً إلى مسجد الإمام ومنها إلى مسجد « نو » ( الذي بناه جده الاكبر العلّامة الفقيه الرئيس آية الله العظمى الحاج الشيخ محمد باقر النجفي الاصفهاني من تلاميذ الشيخ

__________________

١) سورة القلم: ٠٤.

٢٧

الاعظم الأنصاريرحمه الله ) بعد أن تعطلت الأسواق ودفن هناك في إيوان الشمال الشرقي، رحمة الله عليه رحمة واسعة.

ومن طريف البيان، ان سمع منه انه كان يقول: « نعم اليوم يوم الأربعاء » ولعله كان يشير إلى هذا البيت الفارسي:

خرم آن روز كه زين منزل ويران بروم

پى جانان طلبم در پى آنان بروم

تسلية المراجع بوفاته :

لما انتشر نبأ وفاته في البلاد بواسطة الراديو والتلفزيون والجرائد، انهالت برقيات كثيرة إلى نجله من علماء البلاد والمراجع العظام، تعزية بالمصاب الجلل وتسلية له ولسائر الاسرة، وممن أبرق:

١ - آية الله العظمى الإمام الخميني مد ظله العالي

٢ - آية الله العظمى السيّد ابوالقاسم الموسوي الخوئي مد ظله العالي

٣ - آية الله العظمى الحاج الشيخ حسينعلي المنتظري مد ظله العالي

٤ - آية الله العظمى السيّد محمد رضا الموسوي الگلپايگاني مد ظله العالي

٥ - آية الله العظمى السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي مد ظله العالي

٦ - آية الله العظمى المرحوم السيّد عبد الله الشيرازي طاب ثراه

مراثيه :

رثاه جمع من العلماء والشعراء بما جادته به قريحتهم من المراثي بالعربية والفارسية، وإليك نماذج من تلك المراثي:

٢٨

١ - منهم العلّامة الحجّة الحاج السيّد مجتبى الصادقي أدام الله ايامه بأبيات أرخ فيها سنة الوفاة ايضا:

لهفي لموت البطل العليم

ذي المجد ثم الحسب القديم

أف لدهر يقنطف ثمر الهدى

من دوحة العلم ذي النسب الكريم

فأردت ان اورخ عام وفاته

ليكون تذكرة الاخلاف والحميم

ألحق إلى المجموع سبعاً ثم قل

«نرجو لمجد العلم مثوى في النعيم»

( ١٣٦٢ش )

٢ - ومنهم الأديب الاستاذ علي المظاهري، قال في ابيات بالفارسية:

مجد العلماء ومجد دين رفت

آن عالم عالم يقين رفت

آن مظهر زهد وپارسائى

آن رهبر راه راستين رفت

از مجمع عالمان معلم

از حلقه زاهدان نگين رفت

محراب نشين مسجد نو

بر منبر عرش از زمين رفت

آن دم كه از اين جهان به جنت

آن پاك نهاد پاك بين رفت

تاريخ وفات او رقم شد

«رونق ده علم وحصن دين رفت»

(١٣٦٢ش)

والشطر الاخير الذي نظم فيه التاريخ هو للاستاذ الاديب السيّد قدرت الله الهاتفي وفقه الله تعالى.

٣ - ومنهم الاديب الاستاذ الجمشيدى بقوله بالفارسية:

عالمى چون بگذرد از روزگار

عالمى گريان شود بى اختيار

از وجود عالمان دين بود

نظم اين گردنده گيتى بر قرار

هر كه شد با عالمان دين قرين

شد بدور زندگانى كامكار

٢٩

ملت ايران از اين دانشوران

يافت در دور جهانى اقتدار

رهبران دين ز جانبازى خويش

خوش بر آوردند از دشمن دمار

مجد دين مجد شرف مجد كمال

بود عمرى در ره حق استوار

تا كه از جمع عزيزان شد جدا

قلب أهل دين شد از غم داغدار

گرچه آن بحر كمال ومعرفت

رفته او از عالم ناپايدار

مانده از او شاخه هاى بارور

در جهان علم ودانش يادگار

اين مصيبت را به أهل علم ودين

خاصه بر آن رهبر والا تبار

تسليت گوييم وداريم آرزو

عمرشان باشد به گيتى پايدار

خاندانش را بخواهم تا ابد

در پناه حضرت پروردگار

٤ - ومنهم الشاعر البارع الاستاذ فضل الله اعتمادى ( برنا ):

مجد العلماء كه مجد دين نامش بود

حب حق وحب دين مى جامش بود

آن حبر كه كسب فضل وتدريس علوم

رسم وروش وسيرت مادامش بود

آن عالم عاملى كه روحانيت

سنخيت خاندان واقوامش بود

آن مجتهد مسلمى كاندر فقه

داراى اجازات ز اعظامش بود

هم زاده از كياى دانش بابش

هم وارث رهبران دين مامش بود

هم حب بتول ومرتضى داشت بدل

هم حامى مصطفى واسلامش بود

٣٠

مهر حسن وحسين واولاد حسين

چون جان وروان بجسم واندامش بود

در بندگى خدا لياليش گذشت

تعليم وهدايت كار ايامش بود

در هر عمل خير كه ميكرد قيام

كوشا زدل وجان پى اتمامش بود

نه فكر فريب خلق در سر پرورد

نه ميل به پيرروى اوهامش بود

نه ظلم وستم كسى در اعمالش ديد

نه نقص وخلاف وغش در احكامش بود

هر جا كه شدى ز كثرت حسن سلوك

هر كس پى احترام واكرامش بود

گفت ارجعى دعوت حق را لبيك

چون وقت فرا خواندن واعزامش بود

برنا پى تاريخ وفاتش بنوشت

بيتى كه بشمسى جمع ارقامش بود

(مجد العلماء كه مجد دين نامش بود

حب حق وحب دين مى جامش بود)

( ١٣٦٢ ش )

٣١

مصادرالترجمة :

ترجمته بقلمه - امجدية. الطبعة الثالثة / ١١ - ٣٤.

تاريخ علمى واجتماعى اصفهان در دو قرن اخير (بيان سبل الهداية فى ذكر أعقاب صاحب الهداية) المجلد الثانى والثالث.

دانشمندان وبزرگان اصفهان / ٣٢٩.

گنجينهء دانشمندان ٥ / ٣٨٤ - ٣٨٦.

مكارم الاثار ٤ / ١٠٩٦.

نقباء البشر ٢ / (ع)٥٣.

جريدة (عرفان) شهر فروردين ١٣٢٢ ش.

٣٢

٣٣

اليواقيت الحسان

في تفسير سورة الرحمن

٣٤

٣٥

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله بارىء النسَم وخالق العالم، الذي أوجدنا من كتم العدم، والصّلاة والسّلام على المنقذ الأعظم، والنبى الأفخم، والرسول الأكرم، سيّد ولد آدم، وعلى إله الأئمّة الأطهار، هداة الأمم ومفاتيح الظلم.

وبعد: يقول المفتقر إلى رحمة ربِّ العالمين العبد المسكين مجد الدين ابن العلّامة جامع المعقول والمنقول أبي المجد الشيخ محمد الرضا النجفي طاب الله ثراه وجعل الجنّة مثواه:

سألني بعض الاخوان عن سرّ تكرير الآية الشريفة في سورة الرحمن، فأجبته جواباً كافياً بازاحة ما خلج بباله شافياً - فالتمس مني أن أذكر ذلك في كتاب، وأن أضيف إليه تفسير هذه السورة المباركة في ضمن فصول وأبواب، فنكلت عن ذلك زمانا وأخرت الاقدام على ذلك أوانا، علما مني بأنّا في زمان كثر فيه العناد وظهر فيه الفساد واتخذ أهله اللغو عادة واللهو سعادة والجهل علما والخديعة فخرا، وسكن الأفاضل زوايا الخمول وقربت شمس الهداية على الأفول.

٣٦

لما رأيت الجهل في الناس فاشيا

تجاهلت حتّى ظن أني جاهل

فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص

ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل

ولما طال الحافه في ذلك واصرّ على ذلك أجبته إلى مسئوله في نيل مأموله وسميته ( اليواقيت الحسان في تفسير سورة الرّحمن ).

ونسأل الله الكريم المنّان بحرمة رسوله نبي الرحمة وآله البررة أولياء الرحمن صلوات الله عليهم والرضوان أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم وذخري ليوم الدين، وأن ينفعني به واخواني المؤمنين، إنّه على كل شىء قدير وبالاجابة جدير، عليه توكّلت وإليه أنيب.

وهذا أوان الشروع في المقصود متوكّلا على الله الملك المعبود:

٣٧

مقدمة

( في إعجاز القرآن )

القرآن العظيم والفرقان الكريم امتاز عن سائر معجزات نبينا المنقذ الأعظم صلّى الله عليه وآله - على كثرتها - بأنّه المعجزة الباقية على مر الدهر وصفحات الأيّام، فهو باق في كل زمان ومكان، ولايختص بعصر الرسالة كما لا اختصاص له بقرن دون قرن ومكان دون مكان، ينادي اليوم كما نادى أوّلا في الجوامع والمجامع التى اجتمعت الإنس والجن «على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا »(١) .

وتحدّى المرسل به صلّى الله عليه وآله ودعا فصحاء العرب من مصفى خطبائها وفحوا شعرائها، فقال بتعليم الله تعالى له: «فأتوا بسورة من مثله »(٢) «فأتوا بعشر سور مثله مفتريات »(٣) ، فنكصوا على أعقابهم خائبين وظهر عجزهم للعالمين، واختاروا اللئام على الكلام والقتال على المقال، لعلمهم بأنّه معجز للبشر

__________________

١) سورة الاسراء: ٨٨.

٢) سورة البقرة: ٢٣.

٣) سورة هود: ١٣.

٣٨

ولجأوا إلى الافتراء فقالوا: «ان هذا الا سحر يؤثر »(١) .

القرآن أكبر معجزة باقية إلى الان في جميع الأصقاع والبلدان، معجزة من الوجهة التاريخية، معجزة من جهة الاحتجاج، معجزة من وجهة التشريع العادل ونظام المدنية، معجزة من وجهة الاستقامة والسلامة من الاختلاف والتناقض، معجزة من الوجهة الاخلاقية، معجزة في اخباره عن المغيبات، معجزة من الوجهة العلمية(٢) .

فان الفلكي لما يتلو قوله تعالى «الم نجعل الأرض مهادا »(٣) أو قوله تعالى «وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرمر السحاب »(٤) يتعجب كيف قال القرآن العظيم بتحرك الأرض ودورانها على نفسها منذ أربعة عشر قرنا تقريبا بينما كانت الهيئة البطلميوسية قائلة بسكون الأرض ودوران الأجرام. وكذلك المجسطي المرجع الوحيد والمعوّل عليه في تعليم الهيئة والفلك قبل ذهاب غاليلة وكبرنيك وأضرابهما إلى ذلك الرأي بقرون وأجيال، وقد حبس غاليلة في أروبا لقوله بتحرّك الأرض وحكم البابا بكفره لقوله بذلك وأنّ زعمه ينافي العهدين القديم والجديد.

هذا في أرقى ممالك ذلك العصر، أعني المملكتين الشرقية والغربية ( الفرس والروم )، وأمّا الجزيرة العربية فلم تعرف حتّى هذه الفلسفة ولاعلمت حتّى هذه النظريّة ولاسمعت إسم بطلميوس ولا جالينوس ولا أفلاطون وأرسطاطاليس، ولاعرفت من الظواهر الطبيعية إلّا أنَّ الحرّ في الصيف شديد وفي الشتاء تقل حرارة الهواء، يغزو أهلها بعضهم بعضا ويقتل ويسلب بعضهم بعضا، يوؤدون البنات ويأكلون

__________________

١) سورة المدثر: ٢٤.

٢) راجع لتفصيل البحث إلى مقدمات آلاء الرحمن فى تفسير القرآن.

٣) سورة النبأ: ٦.

٤) سورة النمل: ٨٨.

٣٩

الحيات يقال: إنّه سئل بعضه عن مأكله ومشربه؟ فأجاب بأنّاً نأكل كلّما دبّ ودرج إلّا [ ](١) أوالجبل.

نعم، برع بينهم في العصر الجاهلي شعراء أذكياء، ولكن في الفصاحة الطبيعية والمعاني الساذجة ووصف الغمراء والبيداء ومدح المرأة الحسناء، لا في المعاني الدقيقة والحقائق العلميّة.

أمّا في الدولتين السابقتين الحكمة على المسكونة فقد ظهر فيهم أيضا ما يشين وجه التاريخ من العادات الفاسدة والاراء الكاسدة، ولا نطول الكلام بالتفصيل بل نقنع بالاشارة إليها.

في ذلك الظلام الدامس والوحشية السوداء وتلك الجزيرة البعيدة عن المدنية والبلاد القاحلة، نزل القرآن المبين على قلب سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الطاهرين، ناطقا بالحقائق العلمية وادق الاراء الفلسفية واصح المذاهب النظرية والحق الأبلج من المطالب الدينية، فنهضت تلك الأمّة المغلوبة على أمرها ببركة القرآن [ ](٢) وفتحت الشرق والغرب والشمال والجنوب، ووصلت جنودها واعلامها إلى حدود الصين من جهة والى المحيط [ الأطلسي ] من جهة أخرى، فتحوا البلاد الأندلسية والممالك الساحلية على المحيط الغربى وفتح المسلمون بعد ذلك بلاد روسيا وممالك بلغانيا والقسم الاعظم من أروبا، فصارت تلك الأمّة الوحشية أرقى الأمم وسيد العالم، ونبغ بينهم علماء وفلاسفه أذكياء، واسسوا المجامع العلمية والمعاهد المدرسية ومدنية راقية، وعلى أثره والاقتباس منه ظهر التمدن الحديث على أعلامها، ولكن تلك كانت خالية من هذه الويلات وتلك العيوبات و(٣) .

نعم، ان القرآن أوحي على محمد النبي صلّى الله عليه وآله وكانت معجزته

__________________

١ و ٢ ) كلمات لاتقرأ.

٣ ) خرجنا عما هو المقصود والشىء يذكر. منهرحمه الله .

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

أوّله ما صورته ( عجائب أحكام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ) ، رواية محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن إبراهيم ، عن أبيه(١) ، عن محمّد بن الوليد ، عن محمّد بن الفرات ، عن الأصبغ بن نباتة.

وكُتب عليه ـ أيضاً ـ ما صورته : نسخه أبو النجيب عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الكريم الكرخي ، في شهور سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ، بلغ مناه في آخرته ودنياه ،(٢) وذكر ذلك أيضاً في الأعيان(٣) ، وفصّله في أوّل كتابه ( عجائب أحكام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) ، الذي ضمّنه هذا المخطوط المذكور ، وأضاف إليه قضايا لأمير المؤمنين من كتب أُخرى(٤) ، وورد محمّد بن علي بن إبراهيم القمّي في أسانيد ( كتاب الغايات ) لأبي محمّد جعفر بن أحمد القمّي ( القرن الرابع )(٥) ، وعنه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار(٦) ، والنوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) في المستدرك(٧) .

وورد ـ أيضاً ـ في أسانيد الغيبة للنعماني ( حيّاً ٣٤٢ هـ )(٨) ، وعنه المجلسي في البحار(٩) .

ثمّ إنّه قد نسب كتاب العلل إلى محمّد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، كلّ من الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ، وسمّاه ( كتاب

____________

١ ـ لا يخفى عليك التصحيف هنا.

٢ ـ معادن الجواهر ٢ : ٤٣.

٣ ـ أعيان الشيعة ٢ : ٢٣٤.

٤ ـ عجائب أحكام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ٢٩.

٥ ـ الغايات ( ضمن كتاب جامع الأحاديث ) : ٢٢٤.

٦ ـ البحار ١٠٤ : ٣٥٦ ح ١٢.

٧ ـ مستدرك الوسائل ١٧ : ٢١٧ ح ٢.

٨ ـ الغيبة : ٤٣ ح ٢ ، باب : ٢.

٩ ـ البحار ٩٢ : ١٠٢ ح ٨٠.

٢٠١

علل الأشياء )(١) والفاضل الهندي ( ١١٣٧ هـ ) في كشف اللثام(٢) ، والشيخ يوسف البحراني ( ١١٨٦ هـ ) في الحدائق(٣) ، والسيّد علي بن محمّد علي الطباطبائي ( ١٢٣١ هـ ) في رياض المسائل(٤) ، والنراقي ( ١٢٤٥ هـ ) في مستند الشيعة(٥) ، والشيخ محمّد حسن النجفي ( ١٢٦٦ هـ ) في جواهر الكلام(٦) .

هذا ، ولكن السيّد ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) ، قال في فرج المهموم : ( فصل ) : وقد وقفت بعد جميع ما ذكرته من مسألة سلاّر للسيّد المرتضى ( قدّس الله روحيهما ) ، وما أجبت واعتذرت له على تعليقة بخطّ الصفيّ محمّد بن معد الموسوي ( رضي الله عنه ) ، في مجلّد عندنا الآن ، فيه عدّة مصنّفات ، أكثرها بخطّه ، وأوّل المجلّد ( كتاب العلل ) ، تأليف أبي الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي ( رحمه الله )(٧) .

أقول : فلعلّ ما وجده ابن طاووس ، هو هذا الكتاب المنسوب لمحمّد بن علي بن إبراهيم القمّي ، ولكن نسبه إلى أبيه ( علي ) ; لأنّه مرويّ بأجمعه عن أبيه ، عن جدّه ، على الظاهر ، فلاحظ.

____________

١ ـ إثبات الهداة ٣ : ٥٧٦ ، الباب الثاني والثلاثون ، فصل ( ٥١ ).

٢ ـ كشف اللثام ٣ : ٢٩٨.

٣ ـ الحدائق ٤ : ١٢٧ ، و ٧ : ٢٠٤ ، ٤٣٩ ، و ٨ : ٢٥٢.

٤ ـ رياض المسائل ١ : ١١١.

٥ ـ مستند الشيعة ٣ : ٣١٠.

٦ ـ جواهر الكلام ٢ : ٦٦ ، و ٤ : ٣٢٠ ، و ٨ : ٣٤٧ ، و ١٠ : ٩٤.

٧ ـ فرج المهموم : ٥٥ ، وعنه كتابخانه ابن طاووس : ٣٠٤.

٢٠٢

(١٦) كتاب : الكافي لأبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني

( ت ٣٢٩ هـ )

الحديث :

الأوّل والثاني : علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، وعلي بن محمّد ، عن سهل بن زياد أبي سعيد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ( أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، فقال : « نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين ( عليهم السلام ) » ، فقلت له : إنّ الناس يقولون : فما له لم يسمّ عليّاً وأهل بيته ( عليهم السلام ) في كتاب الله عزّ وجلّ؟

قال : « قولوا لهم : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نزلت عليه الصلاة ، ولم يسمّ الله لهم ثلاثاً ولا أربعاً ، حتّى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسمّ لهم من كلّ أربعين درهماً درهم ، حتّى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزل الحجّ فلم يقل لهم : طوفوا أسبوعاً ، حتّى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي فسّر ذلك لهم ، ونزلت( أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، ونزلت في علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في علي : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : أُوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي ، فإنّي سألت الله

٢٠٣

عزّ وجلّ ، أن لا يفرّق بينهما حتّى يوردهما علي الحوض ، فأعطاني ذلك ، وقال : لا تعلّموهم فهم أعلم منكم ، وقال : إنّهم لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، فلو سكت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلم يبيّن من أهل بيته ، لادّعاها آل فلان وآل فلان ، لكن الله عزّ وجلّ أنزله في كتابه تصديقاً لنبيّه ( صلى الله عليه وآله )( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، فكان علي والحسن والحسين وفاطمة ( عليهم السلام ) ، فأدخلهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تحت الكساء في بيت أمّ سلمة ، ثمّ قال : اللّهم ، إنّ لكلّ نبيّ أهلا وثقلا ، وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فلمّا قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، كان عليّ أولى الناس بالناس ، لكثرة ما بلّغ فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وإقامته للناس وأخذ بيده ، فلمّا مضى علي لم يكن يستطيع علي ، ولم يكن ليفعل ، أن يدخل محمّد بن علي ولا العبّاس بن علي ولا واحداً من ولده ، إذن لقال الحسن والحسين : إنّ الله تبارك وتعالى ، أنزل فينا كما أنزل فيك ، فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك ، وبلّغ فينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كما بلّغ فيك ، وأذهب عنّا الرجس كما أذهبه عنك ، فلمّا مضى علي ( عليه السلام ) كان الحسن ( عليه السلام ) أولى بها لكبره ، فلمّا توفّي لم يستطع أن يدخل ولده ، ولم يكن ليفعل ذلك ، والله عزّ وجلّ يقول( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللهِ ) فيجعلها في ولده ، إذن لقال الحسين : أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك ، وبلّغ فيّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كما بلّغ فيك وفي أبيك ، وأذهب الله عنّي الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك ، فلمّا صارت إلى الحسين ( عليه السلام ) ، لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدّعي عليه ، كما كان هو يدّعي على أخيه وعلى أبيه ، لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ، ولم يكونا ليفعلا ، ثمّ صارت حين أفضت إلى الحسين ( عليه السلام ) ، فجرى تأويل هذه الآية( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللهِ ) ، ثمّ صارت من بعد الحسين لعلي بن

٢٠٤

الحسين ، ثمّ صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمّد بن علي ( عليهم السلام ) » ، وقال : « الرجس هو الشكّ ، والله لا نشكّ في ربّنا أبداً »(١) .

وقد مضى هذا الحديث في تفسير فرات وتفسير العيّاشي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) فراجع(٢) .

الثالث : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد ابن خالد والحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيّوب بن الحرّ وعمران بن علي الحلبي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، مثل ذلك(٣) .

الرابع والخامس : محمّد بن الحسين وغيره ، عن سهل ، عن محمّد ابن عيسى ومحمّد بن يحيى ومحمّد بن الحسين(٤) جميعاً ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : ، في حديث طويل ، فيه ذكر أوصياء الأنبياء ، وبعض ما قاله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في فضائل علي ( عليه السلام ) ، وفيه : وقال : « إنّي تارك فيكم أمرين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله

____________

١ ـ الكافي ١ : ٢٨٦ ح ١ ، باب : ما نصّ الله عزّ وجلّ ورسوله على الأئمّة ( عليه السلام ) واحداً فواحداً.

٢ ـ انظر : ما أوردناه في تفسير فرات ، وتفسير العيّاشي ، الحديث الرابع.

٣ ـ الكافي ١ : ٢٨٦ ح ١ ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) في الوافي ٢ : ٢٦٩ ح ٧٤٥ ، باب (٣٠) : ما نصّ الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) عليهم ( عليهم السلام ) ، والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٤٤٢ ح ٢٠ ، والبحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في غاية المرام ٢ : ٣٥١ ح ٤٢ ، ٤٣ ، الباب التاسع والعشرون ، و ٣ : ١٠٩ ح ٣ ، الباب التاسع والخمسون ، و ٣ : ١٩٣ ح ١ ، ٢ ، الباب الثاني ، والبرهان ١ : ٣٨١ ح ٦.

٤ ـ قال السيّد البروجردي : كأنّ صوابه هكذا : ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين جميعاً عن محمّد بن سنان ( ترتيب أسانيد كتاب الكافي : الرابع والثلاثون : في محمّد بن الحسين ، والتاسع والثلاثون : في محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، والموردان في الهامش ).

٢٠٥

عزّ وجلّ ، وأهل بيتي عترتي ، أيّها الناس إسمعوا وقد بلّغت ، إنّكم ستردون عليّ الحوض فأسألكم عمّا فعلتم في الثقلين ، والثقلان : كتاب الله جلّ ذكره ، وأهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم » ، إلى آخر الحديث(١) .

السادس : وروى حديث الثقلين من كتاب سُليم ، بسنده إلى سُليم ، وقد أوردناه هناك ، فراجع(٢) .

السابع : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن بريد بن معاوية ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في خطبة يوم الجمعة ، الخطبة الأُولى ـ وهو حديث طويل ـ قال في وسطه : « وقد بلّغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي أُرسل به ، فالزموا وصيّته ، وما ترك فيكم من بعده من الثقلين ، كتاب الله وأهل بيته ، اللذين لا يضلّ من تمسّك بهما ولا يهتدي من تركهما » ، إلى آخر الحديث(٣) .

____________

١ ـ الكافي ١ : ٢٩٣ ح ٣ ، باب : الإشارة والنصّ على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) في الوافي ٢ : ٣١٤ ح ٧٧٧ ، (٣٢) باب : الإشارة والنصّ على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٤٤٤ ح ٢٥ ، والبحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في غاية المرام ٢ : ٣٣٣ ح ١٢ ، الباب (٢٩) ، و ٤ : ٢٦٨ ح ١ ، باب ( ١٦٨ ) ، والحويزي ( ت ١١١٢ هـ ) في نور الثقلين ٥ : ٦٠٥ ح ١٦.

٢ ـ الكافي ٢ : ٤١٤ ح ١ ، باب : أدنى ما يكون به العبد مؤمناً أو كافراً أو ضالاًّ ، وفيه : ( وعترتي أهل بيتي ) ، وعنه الحرّ العاملي في إثبات الهداة ١ : ٤٦٢ ح ٩١ ، النصوص العامّة على إمامة الأئمّة ( عليه السلام ) ، ما رواه الكليني ، والبحراني في غاية المرام ٢ : ٣٥٤ ح ٥٠ ، الباب (٢٩) ، و ٣ : ١١١ ح ٤ ، باب : ٥٩ ، والبرهان ١ : ٣٨٢ ح ٧ ، وانظر ما ذكرناه عن كتاب سُليم ، الحديث الأوّل.

٣ ـ الكافي ٣ : ٤٢٢ ح ٦ ، كتاب الصلاة ، باب : تهيئة الإمام للجمعة وخطبته

٢٠٦

محمّد بن يعقوب الكُليني :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : محمّد بن يعقوب بن إسحاق ، أبو جعفر الكُليني ـ وكان خاله عَلاّن الكلينيّ الرازي ـ ، شيخ أصحابنا في وقته بالريّ ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث ، وأثبتهم.

... ، ومات أبو جعفر الكليني ( رحمه الله ) ببغداد ، سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، سنة تناثر النجوم ، وصلّى عليه(١) .

وقال الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) : محمّد بن يعقوب الكليني ، يكنّى أبا جعفر الأعور ، جليل القدر ، عالم بالأخبار ، ، مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، في شعبان ببغداد ، ودفن بباب الكوفة(٢) .

وقال في الفهرست : محمّد بن يعقوب الكليني ، يكنّى أبا جعفر ، ثقة ، عارف بالأخبار ، له كتب منها : ، وتوفّي محمّد بن يعقوب ، سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ببغداد ، قال ابن عبدون : رأيت قبره في صراة الطائي ، وعليه لوح مكتوب عليه اسمه واسم أبيه(٣) .

وقد أجمع علماء ورجاليّو الإماميّة على وثاقة وعلوّ شأن ومكانة

____________

والإنصات ، وعنه الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني ( ١٠١١ هـ ) في منتقى الجمان ٢ : ٩٧ ، وفيه : « ولقد بلّغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » ، وفيه : « الذي لا يضلّ من تمسّك بهما » ، والفيض الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) في الوافي ٨ : ١١٤٨ ح ٧٩٣٢ ، أبواب صفة الصلاة وأذكارها ، باب ( ١٦٠ ) ، خطبة صلاة الجمعة وآدابها ، والبحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في غاية المرام ٢ : ٣٦٦ ح ٨١ ، الباب التاسع والعشرون ، والفاضل الهندي ( ١١٣٧ هـ ) في كشف اللثام ٤ : ٢٥٣ ، والشيخ محمّد حسن النجفي ( ١٢٦٦ هـ ) في جواهر الكلام ١١ : ٢١٩.

١ ـ رجال النجاشي : ٣٧٧ [ ١٠٢٦ ].

٢ ـ رجال الطوسي : ٤٣٩ [ ٦٢٧٧ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ٣٩٣ [ ٦٠٣ ].

٢٠٧

الشيخ الكليني ( قدس سره )(١) .

كتاب الكافي :

وهو أوّل الكتب الأربعة الحديثيّة المعروفة لدى الإماميّة ، يذكر مقروناً مع مؤلّفه في أغلب الأحيان ، بحيث أصبح أحدهما علماً على الآخر.

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : محمّد بن يعقوب بن اسحاق أبو جعفر الكليني ، صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكُليني يسمّى الكافي ، في عشرين سنة ، شرح كتبه : كتاب العقل ، كتاب فضل العلم ، كتاب ما قيل في الأئمّة ( عليهم السلام ) من الشعر ، كنت أتردّد إلى المسجد المعروف بمسجد اللؤلؤي ، وهو مسجد نفطويه النحوي ، أقرأ القرآن على صاحب المسجد ، وجماعة من أصحابنا يقرأون كتاب الكافي على أبي الحسين أحمد بن أحمد الكوفي الكاتب ، حدّثكم محمّد بن يعقوب الكليني.

ورأيت أبا الحسن ( الحسين ) العَقراني ، يرويه عنه ، وروينا كتبه كلّها عن جماعة شيوخنا. محمّد بن محمّد والحسين بن عبيد الله وأحمد بن علي بن نوح ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عنه.

... ، وقال أبو جعفر الكليني : كلّ ما كان في كتابي عدّة من

____________

١ ـ انظر : معالم العلماء : ٩٩ [ ٦٦٦ ] ، خلاصة الأقوال : ٢٤٥ [ ٨٢٥ ] ، فصل (٣٣) ، رجال ابن داوود : ١٨٧ [ ١٥٣٨ ] ، القسم الأوّل ، نقد الرجال ٤ : ٣٥٢ [ ٥١٩٠ ] ، مجمع الرجال ٦ : ٧٣ ، حاوي الأقوال ٢ : ٢٨٩ [ ٦٦٠ ] ، رياض العلماء ٥ : ١٩٩ ، جامع الرواة ٢ : ٢١٨ ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٣١٨ [ ١٨٢٨ ] ، منتهى المقال ٦ : ٢٣٥ [ ٢٩٤٧ [ بهجة الآمال ٦ : ٦٩٠ ، معجم رجال الحديث ١٩ : ٥٤ [ ١٢٠٦٧ ] ، قاموس الرجال ٩ : ٦٥٩ [ ٧٤١٣ ] ، رسالة أبي غالب الزراري : ١٧٦ [ ٩٠ ] ، لؤلؤة البحرين : ٣٨٦ [ ١٢٣ ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) ١ : ٣١٤ ، الكنى والألقاب ٣ : ١٢٠ ، تنقيح المقال ٣ : ٢٠١ ، من أبواب الميم ، المقدّمة الضافية التي كتبها الأُستاذ حسين علي محفوظ ، والمطبوعة في أوّل الكافي.

٢٠٨

أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، فهم محمّد بن يحيى وعلي بن موسى الكُميذانّي وداوود بن كُورة وأحمد بن إدريس وعلي بن إبراهيم بن هاشم(١) .

وقال الشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الرجال : وله مصنّفات ، يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافي(٢) .

وقال في الفهرست : محمّد بن يعقوب الكليني ، له كتب منها : كتاب الكافي ، يشتمل على ثلاثين كتاباً ، أوّله : كتاب العقل وفضل العلم ، وله كتاب الرسائل ، وكتاب الردّ على القرامطة ، وكتاب تعبير الرؤيا.

أخبرنا بجميع رواياته الشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي ، عن محمّد بن يعقوب ، بجميع كتبه.

وأخبرنا الحسين بن عبيد الله قراءة عليه ، أكثر الكتاب ( كذا )(٣) الكافي ، عن جماعة منهم : أبو غالب أحمد بن محمّد الزرّاري ، وأبو القاسم جعفر ابن محمّد بن قولويه ، وأبو عبد الله أحمد بن إبراهيم الضميري المعروف بابن أبي رافع ، وأبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، وأبو المفضّل محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني ، كلّهم عن محمّد بن يعقوب.

وأخبرنا الأجلّ المرتضى ( رضي الله عنه ) ، عن أبي الحسين أحمد بن علي بن سعيد الكوفي ، عن محمّد بن يعقوب ، وأخبرنا أبو عبد الله أحمد بن

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٧٧ [ ١٠٢٦ ].

٢ ـ رجال الطوسي : ٤٢٩ [ ٦٢٧٧ ].

٣ ـ في نسخة ( كتاب ).

٢٠٩

عبدون ، عن أحمد بن إبراهيم الضيمري وأبي الحسين عبد الكريم بن عبد الله بن نصر البزّار ، بنبس وبغداد ، عن أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني ، بجميع مصنّفاته ورواياته(١) .

وذكر هذه الطرق أيضاً في آخر التهذيب والاستبصار(٢) ، وقال العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في الخلاصة : فطريق الشيخ الطوسي ( رحمه الله ) في التهذيب إلى محمّد بن يعقوب الكليني صحيح(٣) ، وقال : وطريق الشيخ أبي جعفر الطوسي ( رحمه الله ) في كتاب الاستبصار إلى محمّد بن يعقوب ، صحيح(٤) ، وقال النوري : صحيح في المشيخة والفهرست(٥) .

وعلى كلّ فالكتاب من كتب الشيعة المشهورة المعتمدة ، ومدار اهتمام فقهائهم العظام ، له شروح عديدة ، وعليه تعليقات وحواشي للعلماء كثيرة ، وله نسخ لا تعدّ ، بعضها قديمة ، وطبع عدّة طبعات ، ذكر بعض نسخه وطبعاته العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة(٦) ، والأُستاذ الدكتور حسين علي محفوظ في مقدّمة الكافي(٧) .

____________

١ ـ فهرست الطوسي : ٣٩٣ [ ٦٠٣ ].

٢ ـ التهذيب ( المشيخة ) ١٠ : ٣٨٢ ، الاستبصار ٤ : ٣٧٧.

٣ ـ خلاصة الأقوال : ٤٣٥ ، الفائدة الثامنة.

٤ ـ خلاصة الأقوال : ٤٣٦ ، الفائدة الثامنة.

٥ ـ خاتمة المستدرك ٦ : ٣٠٨ [ ٦٧٦ ].

٦ ـ الذريعة ١٧ : ٢٤٥ [ ٩٦ ] ، وانظر : فهرست التراث ١ : ٢٧١.

٧ ـ انظر مقدّمة الأُستاذ الدكتور حسين علي محفوظ ، المطبوعة في أوّل الكافي.

٢١٠

(١٧) كتاب : المسترشد

لمحمّد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي

( أوائل القرن الرابع ، ومعاصر للكليني )

الحديث :

الأوّل : حدَّثنا أحمد بن مهدي ، قال : حدَّثنا شهاب بن عباد البصري ، قال : حدَّثنا عبد الله بن بكر النخعي ، عن حكيم بن جبير ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا كان يوم غدير خمّ ، أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بشجر يدعى الدوح ، فقمّ ما تحتهن ، ثمّ قال : « إنّي لم أجد لنبيّ إلاّ نصف عمر النبيّ الذي كان قبله ، وإنّي أُوشك أن أُدعى فأُجيب ، فما أنتم قائلون؟ »

فقال كلّ رجل منّا كما شاء الله أن يقول : نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله؟ وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وأنّ البعث حقّ؟ »

قالوا : يا رسول الله ، بلى ، فأومأ رسول الله إلى صدره ، وقال : « وأنا معكم » ، ثمّ قال رسول الله : « أنا لكم فرط ، وأنتم واردون علي الحوض ، وسعته ما بين صنعاء إلى بصرى ، فيه عدد الكواكب قدحان ، ماؤه أشدّ بياضاً من الفضّة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين؟ ».

فقام رجل ، فقال : يا رسول الله ، ما الثقلان؟

٢١١

قال : « الأكبر كتاب الله ، طرفه بيد الله ، ] والثاني [ سبب طرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ، ولا تزلّوا ولا تضلّوا ، والأصغر عترتي أهل بيتي ، أُذكّركم الله في أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، سألت ربّي ذلك لهما ، فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تتخلّفوا عنهم فتضلّوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم » ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب ، فقال : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله »(١) .

الثاني : قال ابن جرير : ثمّ نرجع الآن إلى ماكنّا ابتدأنا فيه ، من تثبيت الإمامة والوصاية ، ونحتجّ بما لا يدفع من قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، [ ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدا ] ، ولن يفترقا حتّى يردا علي الحوض »(٢) .

محمّد بن جرير بن رُستم الطبري الكبير :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : محمّد بن جرير بن رُستم الطبري الآملي ، أبو جعفر ، جليل ، من أصحابنا ، كثير العلم ، حسن الكلام ، ثقة في الحديث(٣) .

وقال الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست : محمّد بن جرير بن رستم الطبري الكبير ، يكنّى أبا جعفر ، ديّن فاضل ، وليس هو صاحب التاريخ ، فإنّه عامّي المذهب(٤) ، وذكره في رجاله في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام )(٥) .

____________

١ ـ المسترشد : ٤٦٦ ح ١٥٧ ، ١٥٨.

٢ ـ المسترشد : ٥٥٩ ح ٢٣٧.

٣ ـ رجال النجاشي : ٣٧٦ [ ١٠٢٤ ].

٤ ـ فهرست الطوسي : ٤٢٤ [ ٦٥٥ ].

٥ ـ رجال الطوسي : ٤٤٩ [ ٦٣٧٦ ].

وانظر : خلاصة الأقوال : ٢٦٥ [ ٩٤٦ ] ، رجال ابن داود : ١٦٧ [ ١٣٣٠ ] ، القسم الأوّل ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٢٩٥ [ ١٥٩١ ] ، معجم الثقات : ١٠٣ [ ٦٩٥ ] ، إيضاح الاشتباه : ٢٨٦ [ ٦٦١ ] ، بهجة الآمال ٦ : ٣٢٩ ، بلغة المحدّثين : ٤٠٥ ، منهج المقال : ٢٨٨ ، نقد الرجال ٤ : ١٥٧ [ ٤٥٣٧ ] ، جامع الرواة ٢ : ٨٢ ، تنقيح المقال ٢ : ٩١ ، من أبواب الميم ، حاوي الأقوال ٢ : ٢٠٩ [ ٥٦٠ ] ، منتهى المقال ٥ : ٣٩٠ [ ٢٥٢٦ ] ، وغيرها.

٢١٢

وقد وقع خلط بينه وبين صاحب كتاب ( دلائل الإمامة ) ، المتأخّر عن المترجم له ، بمائة سنة تقريباً.

وسبب الخلط أنّ ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) ذكر في عدة مواضع من كتابه فرج المهموم أنّ صاحب كتاب دلائل الإمامة اسمه محمّد بن جرير الطبري(١) ، وتبعه على ذلك المجلسي والبحراني ، وجاء المامقاني صاحب التنقيح ، وسمّاه بالصغير ، تمييزاً له عن المترجم له ، بعد أنّ وجد أنّ الشيخ الطوسي كنّاه بالكبير ، وتبع المامقاني من جاء بعده في التمييز بين الكبير والصغير ، على أنّ الصغير هو صاحب دلائل الإمامة ، مع أنّ نسخ كتاب الدلائل وصلت إلينا ناقصة الأوّل ، فلم يعرف اسم الكتاب ولا اسم مؤلّفه ، إلاّ عمّا نقله ابن طاووس(٢) .

وقد أشار المحقّق التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) إلى سبب توهّم ابن طاووس في نسبة الكتاب إلى محمّد بن جرير الطبري ; وذلك لوجود عدّة روايات في الكتاب يبدأ سندها بـ : ( قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ) ، فظنّه مؤلّف الكتاب(٣) .

____________

١ ـ فرج المهموم : ٢٢٧ ، ٢٣١ ، ٢٣٢ ، ٢٣٣.

٢ ـ انظر : مقدّمة دلائل الإمامة ، تحقيق مؤسّسة البعثة ، الأخبار الدخيلة ١ : ٤٣ ، قاموس الرجال ٩ : ١٥٥ [ ٦٥١٨ ] ، و ١٥٦ [ ٦٥١٩ ] ، تنقيح المقال ٢ : ٩١ ، من أبواب الميم ، وأيضاً ما كتبناه حول كتاب دلائل الإمامة ومؤلّفه ، وسيأتي.

٣ ـ الأخبار الدخيلة ١ : ٤٣.

٢١٣

وعلى كلّ ، فمحمّد بن جرير بن رستم الطبري ( الكبير ) ، معاصر للكليني ( ت ٣٢٩ هـ ) ، حيث يروي النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) المسترشد عنه بواسطتين ، ثانيهما الشريف أبي محمّد الحسن بن حمزة الطبري المتوفّى سنة ٣٥٨ هـ ، وهو يروي عن مؤلّفه ، فيكون المؤلّف معاصراً للكليني المتوفّى ( ٣٢٩ هـ ) ، كما يروي النجاشي عن الكليني ـ أيضاً ـ بواسطتين ، وأمّا صاحب دلائل الإمامة ، فهو معاصر للنجاشي ، ويروي عن جماعة من مشايخه ، منها ما نقله عن خطّ الحسين بن عبيد الله الغضائري المتوفّى ( ٤١١ هـ ) فيكون تأليفه بعد هذا التاريخ(١) .

كتاب المسترشد :

نسب الكتاب إليه النجاشي ، وقال : له كتاب المسترشد في الإمامة ، أخبرناه : أحمد بن علي بن نوح ، عن الحسن بن حمزة الطبري ، قال : حدَّثنا محمّد بن جرير بن رستم ، بهذا الكتاب ، وبسائر كتبه(٢) .

ونسبه إليه الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) أيضاً(٣) .

ولكن الشيخ المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) ، حيث تبع ابن طاووس في الظنّ ، أنّ كتاب دلائل الإمامة لمحمّد بن جرير الطبري ، اعتقد أنّ ( المسترشد ) عنوان آخر لكتاب دلائل الإمامة ، وقال ـ بعد أن ذكر أنّ من مداركه دلائل الإمامة للشيخ محمّد بن جرير الطبري الإمامي ـ : ويسمّى بالمسترشد(٤) ، ولم يفرّق بين الكتابين ولا المؤلِّفَين.

____________

١ ـ الذريعة ٢١ : ٩ ( ٣٦٩٠ ) ، وانظر ـ أيضاً ـ ٨ : ٢٤١ ( ١٠١٨ ).

٢ ـ رجال النجاشي : ٣٧٦ [ ١٠٢٤ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ٤٢٤ [ ٦٥٥ ].

٤ ـ البحار ١ : ٢٠ ، مصادر الكتاب ، وانظر : الأخبار الدخيلة ١ : ٤٦.

٢١٤

وللكتاب عدّة نسخ ، منها : نسخة الشيخ المجلسي ، الموقوفة ، والوقفيّة بخطّه في ١٠٩٥ هـ من نماء الحمّام في أراضي الشاه جهان بإصفهان ، وأُخرى في المكتبة الشوشتريّة في النجف(١) .

____________

١ ـ الذريعة ٢١ : ٩ [ ٣٦٩٠ ].

٢١٥
٢١٦

(١٨) كتاب : رجال الكشّي

لمحمّد بن عمر الكشّي ( النصف الأوّل من القرن الرابع )

أو ( اختيار معرفة الرجال ) للشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ )(١)

الحديث :

حدَّثني محمّد بن قولويه القمّي ، قال : حدَّثني محمّد بن بندار القمّي ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن أحمد ابن النضر الجعفي ، عن عبّاد بن بشير ، عن ثوير بن أبي فاختة ، قال : خرجت حاجّاً ، فصحبني عمر بن ذر القاضي ، وابن قيس الماصر ، والصلت بن بهرام ، وكانوا إذا نزلوا منزلا ، قالوا : أُنظر الآن ، فقد حرّرنا أربعة آلاف مسألة ، نسأل أبا جعفر ( عليه السلام ) منها عن ثلاثين كلّ يوم ، وقد قلدناك ذلك

فلمّا كان من غد ، دخل مولى لأبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقال : جعلت فداك ، بالباب ابن ذر ومعه قوم ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « يا ثوير ، قم فأذن لهم » ، فقمت فأدخلتهم ، فلمّا دخلوا ، سلّموا وقعدوا ولم يتكلّموا ،

فلمّا رأى ذلك أبو جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « يا ابن ذر ، ألا تحدّثنا ببعض ما سقط إليكم من حديثنا؟ »

____________

١ ـ يعرف كتاب الكشّي في الرجال بـ ( معرفة الناقلين ) ، وقد اختصره شيخ الطائفة الطوسي ، وهذّبه ، وسمّاه ( إختيار معرفة الرجال ) ، وهو الموجود اليوم ، والمعروف بـ ( رجال الكشّي ).

٢١٧

قال : بلى يا ابن رسول الله ، قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وأهل بيتي ، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « يا ابن ذر ، إذا لقيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : ما خلّفتني في الثقلين ، فماذا تقول له؟ »

قال : فبكى ابن ذر حتّى رأيت دموعه تسيل على لحيته ، ثمّ قال : أمّا الأكبر فمزّقناه ، وأمّا الأصغر فقتلناه ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « إذن تصدقه يا ابن ذر ، لا والله لا تزول قدم يوم القيامة حتّى يسأله عن ثلاث ، عن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت »(١) .

محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي ، أبو عمرو ، كان ثقةً ، عيناً ، وروى عن الضعفاء كثيراً ، وصحب العيّاشي ، وأخذ عنه ، وتخرّج عليه وفي داره التي كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم(٢) .

وقال الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في رجاله : محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي ، يكنّى أبا عمرو ، صاحب كتاب الرجال ، من غلمان العيّاشي ، ثقة بصير بالرجال والأخبار ، مستقيم المذهب(٣) .

وقال في الفهرست : محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي ، يكنّى أبا عمرو ، ثقة ، بصير بالأخبار وبالرجال ، حسن الاعتقاد(٤) .

____________

١ ـ إختيار معرفة الرجال : ٢١٩ ح ٣٩٤ ، في ثوير بن أبي فاختة ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٤ ح ٧٦٦ ، فصل ( ٤٦ ) ، مختصراً ، والبحار ١٠ : ١٥٩ ح ١٢.

٢ ـ رجال النجاشي : ٣٧٢ [ ١٠١٨ ].

٣ ـ رجال الطوسي : ٤٤٠ [ ٦٢٨٨ ].

٤ ـ فهرست الطوسي ٤٠٣ [ ٦١٥ ] ، وانظر : معالم العلماء : ١٠١ [ ٦٧٩ ] ، خلاصة الأقوال : ٢٤٧ [ ٨٣٨ ] ، رجال ابن داود : ١٨٠ [ ١٤٧١ ] ، الكنى والألقاب ٣ : ١١٥ ، لؤلؤة البحرين : ٤٠١ [ ١٢٦ ] ، تنقيح المقال ٣ : ١٦٥ ، قاموس الرجال ٩ : ٤٨٦ [ ٧١٢٠ ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) ١ : ٢٩٥ ، معجم رجال الحديث ١٨ : ٦٧ [ ١١٤٥٩ ] ، نقد الرجال ٤ : ٢٨٧ [ ٤٩٦٤ ] ، منتهى المقال ٦ : ١٤٤ [ ٢٨٠٥ ] ، بهجة الآمال ٦ : ٥٣٤ ، مجمع الرجال ٦ : ١٠ ، حاوي الأقوال ٢ : ٢٥٠ [ ٦١٠ ] ، جامع الرواة ٢ : ١٦٤ ، الوجيزة : ٣١٠ [ ١٧٤٢ ].

٢١٨

ومن خلال رواية هارون بن موسى ( ت ٣٨٥ هـ ) وجعفر بن محمّد ( ت ٣٦٩ هـ ) عنه ، يعلم أنّه من أعلام النصف الأوّل من القرن الرابع(١) .

كتاب الرجال أو معرفة الناقلين عن الأئمّة الصادقين ( عليهم السلام ) :

وهو أوّل الأُصول الأربعة الرجاليّة عند الشيعة الإماميّة.

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : وله كتاب الرجال ، كثير العلم ، وفيه أغلاط كثيرة ، أخبرنا أحمد بن علي بن نوح وغيره ، عن جعفر بن محمّد ، عنه بكتابه(٢) .

وقال الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في رجاله : ، صاحب كتاب الرجال(٣) .

وفي الفهرست : له كتاب الرجال ، أخبرنا جماعة ، عن أبي محمّد هارون بن موسى ، عن محمّد بن عمر بن عبد العزيز أبي عمرو الكشّي(٤) .

وقال ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم : له كتاب معرفة الناقلين عن الأئمّة الصادقين ( عليهم السلام )(٥) .

____________

١ ـ الذريعة ١٠ : ١٤١ [ ٢٦٢ ] ، معجم رجال الحديث ١٨ : ٦٨ [ ١١٤٥٩ ] ، اختيار معرفة الرجال : ١٣ ، مقدّمة المصحّح حسن المصطفوي.

٢ ـ رجال النجاشي : ٣٧٢ [ ١٠١٨ ].

٣ ـ رجال الطوسي : ٤٤٠ [ ٦٢٨٨ ].

٤ ـ فهرست الطوسي : ٤٠٣ [ ٦١٥ ].

٥ ـ معالم العلماء : ١٠١ [ ٦٧٩ ].

٢١٩

والموجود الآن من رجال الكشّي هو ما اختاره الشيخ الطوسي منه ، وسمّاه بـ ( اختيار معرفة الرجال ).

وقد استدلّ العلاّمة التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) على ذلك بالمقارنة بين ما نقله النجاشي والشيخ ، عن الكشّي ، وبين ما موجود الآن ، ثمّ قال : فكل هذا دليل واضح على أنّ الواصل ليس أصل الكشّي ، بل اختيار الشيخ منه ، ولكن ناقش أدلّة القهبائي على ذلك(١) .

وقال صاحب منتهى المقال : ذكر جملة من مشايخنا أنّ كتاب رجاله المذكور ، كان جامعاً لرواة العامّة والخاصّة ، خالطاً بعضهم ببعض ، فعمد إليه شيخ الطائفة ( طاب مضجعه ) فلخّصه وأسقط منه الفضلات ، سمّاه باختيار الرجال ، والموجود في هذه الأزمان ، بل وزمان العلاّمة وما قاربه ، إنّما هو اختيار الشيخ ، لا الكشّي الأصل(٢) .

والظاهر أنّ أصل هذا الكلام من القهبائي ، فقد نقل العلاّمة التستري كلام القبهائي الذي رتّب اختيار معرفة الرجال على حروف التهجّي من أنّ أصل الكتاب للكشّي كان يحتوي على رجال الخاصّة والعامّة ، وأنّ الشيخ اختار منه الخاصّة ، وذكر أدلّته على ذلك ، وناقشها(٣) .

كما رجّح أنّ الأغلاط الموجودة فيه ، والتي نبّه عليها النجاشي ، بقوله : ( وفيه أغلاط كثيرة )(٤) هي تحريفات من النسّاخ لا غلطاً من المصنّف.

ثمّ قال : إنّ الشيخ ( ت ٤٦٠ هـ ) اختار مقداراً منه ، مع ما فيه من الخلط والتصحيف ، وأسقط منه أبواباً ، وإن أبقى ترتيبه ، لأنّ غرضه كان

____________

١ ـ قاموس الرجال ١ : ٢٦ ، الفصل : التاسع عشر.

٢ ـ منتهى المقال ٦ : ١٤٤ [ ٢٨٠٥ ].

٣ ـ قاموس الرجال ١ : ٢٥ ، الفصل : التاسع عشر.

٤ ـ رجال النجاشي : ٣٧٢ [ ١٠١٨ ].

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619