موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين9%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 163760 / تحميل: 5121
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٦٣-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

السلام ، فان الفاظ القصة لا تدل على التأويل الذي ذكره الخضر لموسى. كما انه في آية( وأوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ) لا تدل هاتان الجملتان دلالة لفظية على وضع اقتصادي خاص هو التأويل للأمر الوارد فيها. وفي آية( فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ) لا تدل الآية دلالة لفظية على تأويله الذي هو الوحدة الإسلامية وهكذا دواليك في الآيات الاخرى لو امعنا النظر فيها.

بل في الرؤيا تأويله حقيقة خارجية رآها الراؤون في صورة خاصة ، وفي قصة موسى والخضر تأويل الخضر حقيقة تنبع منها اعماله التي عملها ، والامر في آية الكيل والوزن تأويله مصلحة عامة تنبع منه ، وآية رد النزاع الى الله والرسول ايضاً شبيهة بما ذكرناه.

فتأويل كل شيء حقيقة خارجية يتراءى ذلك الشيء منها وهو بدوره يحقق التأويل ، كما ان صاحب التأويل بقاؤه بالتأويل وظهوره في صاحبه.

وهذا المعنى جار في القرآن الكريم ، لان هذا الكتاب المقدس يستمد من منابع حقائق ومعنويات قطعت اغلال المادية والجسمانية ، وهي اعلى مرتبة من الحس والمحسوس واوسع من قوالب الالفاظ والعبارات التي هي نتيجة حياتنا المادية.

٦١

ان هذه الحقائق والمعنويات لا يمكن التعبير عنها بألفاظ محدودة ، وانما هي الفات للبشرية من عالم الغيب الى ضرورة استعدادهم للوصول الى السعادة بواسطة الالتزام بظواهر العقائد الحقة والاعمال الصالحة ، ولا طريق للوصول الى تلك السعادة الا بهذه الظواهر ، وعندما ينتقل الإنسان الى العالم الاخر تتجلى له الحقائق مكشوفة ، وهذا ما يدل عليه آيتا سورتي الاعراف ويونس المذكورتان.

والى هذا يشير ايضا قوله تعالى :( حّم *والكتاب المبين *انا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون *وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) (١) .

انطباق الآية على « التأويل » بالمعنى الذي ذكرناه واضح لا غبار عليه ، وخاصة لانه قال( لعلكم تعقلون ) ولم يقل « لعلكم تعقلونه » ، لان علم التأويل خاص بالله تعالى كما جاء في آية المحكم والمتشابه( وما يعلم تأويله الا الله ) ، ولهذا عندما تريد الآية ان تذكر المنحرفين الذين يتبعون المتشابهات ، تصفهم بأنهم يبتغون الفتنة والتأويل ولم تصفهم بأنهم يجدون التأويل.

فاذاً « التأويل » هو حقيقة او حقائق مضبوطة في ام

ــــــــــــــــــ

(١) سورة الزخرف : ١ ، ٢ ، ٣ ، ٤.

٦٢

الكتاب ولا يعلمها الا الله تعالى وهي مما اختص بعالم الغيب.

وقال تعالى ايضاً في آيات اخرى :( فلا اقسم بمواقع النجوم *وانه لقسم لو تعلمون عظيم *انه لقرآن كريم *في كتاب مكنون *لا يمسه الا المطهرون *تنزيل من رب العالمين ) ؟(١) .

يظهر جلياً من هذه الآيات ان للقرآن الكريم مقامين : مقام مكنون محفوظ من المس ، ومقام التنزيل الذي يفهمه كل الناس.

والفائدة الزائدة التي نستفيدها من هذه الآيات ولم نجدها في الآيات السابقة ، هي الاستثناء الوارد في قوله( الا المطهرون ) الدال على ان هناك بعض من يمكن ان يدرك حقائق القرآن وتأويله. وهذا الاثبات لا ينافي النفي الوارد في قوله تعالى( وما يعلم تأويله الا الله ) ، لان ضم احداهما الى الاخرى ينتج الاستقلال والتبعية ، اي يعرف منها استقلال علمه تعالى بهذه الحقائق ولا يعرفها احد الا باذنه عز شأنه وتعليم منه.

وعلم التأويل شبيه فيما ذكرنا بعلم الغيب الذي اختص بالله تعالى في كثير من الآيات ، وفي آية استثنى العباد

ــــــــــــــــــ

(١) سورة الواقعة : ٧٥ ـ ٨٠.

٦٣

المرضيون فأثبت لهم العلم به ، وهي قوله تعالى :( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احداً *الا من ارتضى من رسول ) (١) . فمن مجموع الكلمات في علم الغيب نستنتج انه بالاستقلال خاص بالله تعالى ولا يطلع عليه احدا الا باذنه عز وجل.

نعم ، المطهرون هم الذين يلمسون الحقيقة القرآنية ويصلون الى غور معارف القرآن ـ كما تدلنا عليه الآيات التي ذكرناها. ولو ضممنا هذه الى قوله تعالى( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً ) (٢) .

الوارد حسب احاديث متواترة في حق اهل البيتعليهم‌السلام نعلم ان النبي واهل بيته هم المطهرون العالمون بتأويل القرآن الكريم.

القرآن والناسخ والمنسوخ :

بضمن آيات الاحكام الواردة في القرآن الكريم آيات احتلت احكامها مكان احكام كانت موضوعة في آيات سابقة ، فأنهت الآيات اللاحقة مفعول الآيات السابقة ولم تعد

ــــــــــــــــــ

(١) سورة الجن : ٢٦ ـ ٢٧.

(٢) سور الاحزاب : ٣٣.

٦٤

تلك الاحكام معمولاً بها. وتسمى الآيات السابقة بـ « المنسوخ » والآيات اللاحقة بـ « الناسخ ».

فمثلاً في بداية مبعث الرسول أمر المسلمون بمداراة اهل الكتاب في قوله تعالى :( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ) (١) . وبعد مدة انهي هذا الحكم وامروا بالقتال معهم في قوله( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب ) (٢) .

والنسخ الذي يدور على السنتنا حقيقته هي : وضع قانون لمصلحة ما والعمل به ثم ظهور الخطأ في ذلك والغاؤه ووضع قانون جديد مكانه.

لكن لا يمكن نسبة مثل هذا النسخ الدال على الجهل والخطأ الى الله تعالى المنزه عن كل جهل وخطأ ، ولا يوجد هكذا نسخ في الآيات الكريمة الخالية عن وجود اي اختلاف بينها.

بل النسخ في القرآن معناه : انتهاء زمن اعتبار الحكم المنسوخ. ونعني بهذا ان للحكم الاول كانت مصحلة زمنية محدودة واثر موقت بوقت خاص تعلن الآية الناسخة انتهاء

ــــــــــــــــــ

(١) سورة البقرة : ١٠٩.

(٢) سورة التوبة : ٢٩.

٦٥

ذلك الزمن المحدود وزوال الاثر. ونظراً الى ان الآيات نزلت في مناسبات مختلفة خلال ثلاث وعشرون سنة ، من السهولة بمكان تصور اشتمالها على هكذا احكام.

ان وضع حكم موقت في حين لم تتم مقتضيات الحكم الدائم ، ثم وضع الحكم الدائم وابدال الحكم الموقت به ، شيء ثابت لا اشكال فيه. كما يفهم هذا ايضا مما ورد في القرآن الكريم حول فلسفة النسخ. قال تعالى :( واذا بدلنا آية مكان آية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون *قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدىً وبشرى للمسلمين ) (١) .

الجري والانطباق في القرآن :

القرآن الكريم كتاب دائم لكل الازمان وتسري احكامه على كل الناس ، فيجري في الغائب كما يجري في الحاضر وينطبق على الماضي والمستقبل كما ينطبق على الحال. فمثلاً الآيات النازلة في حكم ما على احد المؤمنين بشروط خاصة في عصر النبوة يسري ذلك الحكم على غيره لو توفرت تلك الشروط في العصور التالية ايضاً ، والآيات التي تمدح او تذم

ــــــــــــــــــ

(١) سورة النحل : ١٠١ ـ ١٠٢.

٦٦

بعض من يتحلى بصفات ممدوحة او مذمومة تشمل من يتحلى بها ممن لم يعاصر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فاذاً مورد نزول آية من الآيات لا يكون مخصصاً لتلك الآية نفسها. ونعني بذلك انه لو نزلت في شخص او اشخاص معينين آية لا تكون تلك الآية جامدة في ذلك الشخص او اولئك الاشخاص ، بل يسري حكمها في كل من يشترك مع اولئك في الصفات التي كانت مورداً لتلك الآية.

هذا هو الذي يسمى في السنة الاحاديث بـ « الجري ». قال الامام الباقرعليه‌السلام ، في حديثه للفضيل بن يسار ، عندما سأله عن هذه الرواية « ما في القرآن آية الا ولها ظهر وبطن وما فيها حرف الا وله حد ولكل حد مطلع » ما يعني بقوله « ظهر وبطن »؟ قالعليه‌السلام : ظهره تنزيله وبطنه تأويله ، منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد ، يجري كما يجري الشمس والقمر كلما جاء منه شيء وقع. الحديث(١) .

وفي بعض الاحاديث يعتبر بطن القرآن ـ يعني انطباقه بموارد وجدت بالتحليل ـ مثل الجري(٢) .

ــــــــــــــــــ

(١) تفسير العياشي ١ / ١٠.

(٢) انظر المصدر السابق ١ / ١١.

٦٧

التفسير وظهوره وتطوره :

بدأ التفسير للآيات وبيان معاني الفاظ القرآن وعباراته من عصر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان هو المعلم الاول للقرآن الكريم وتوضيح مقاصده وحل ما غمض من عباراته ، قال تعالى( وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ) (١) .

وقال :( هو الذي بعث في الاميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) (٢) .

وفي عصر النبي وبأمر منه اشتغل جماعة من الصحابة بقراءة القرآن وحفظه وضبطه ، وهم الذين يسمون بـ « القراء ». وبعد الصحابة استمر المسلمون في التفسير ولا زال حتى الان فيهم مفسرون.

علم التفسير وطبقات المفسرين :

اشتغل جماعة من الصحابة بالتفسير بعد ان ارتحل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله الى الرفيق الاعلى ، ومنهم

ــــــــــــــــــ

(١) سورة النحل : ٤٤.

(٢) سورة الجمعة : ٢.

٦٨

أُبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وجابر بن عبد الله الانصاري وابو سعيد الخدري وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وانس وابو هريرة وابو موسى ، وكان اشهرهم عبد الله بن عباس.

كان منهج هؤلاء في التفسير انهم ينقلون ما سمعوه من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في معاني الآيات بشكل احاديث مسندة(١) وبلغت هذه الاحاديث كلها الى نيف واربعين ومائتي حديث اسانيد كثير منها ضعيفة ومتون بعضها منكرة لا يمكن الركون اليها.

وربما ذكر هؤلاء تفسير بعض الآيات على انه تفسير منهم بدون اسناده الى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فعد المفسرون من متأخري اهل السنة هذا القسم ايضا من جملة الاحاديث ، بحجة ان الصحابة اخذوا علم القرآن من النبي ويبعد ان يفسروا من عند انفسهم.

ولكن لا دليل قاطع على كلامهم هذا ، بالاضافة الى ان كمية كبيرة من الاحاديث المذكورة واردة في اسباب نزول الآيات وقصصها التاريخية ، كما ان فيها احاديث غير مسندة منقولة عن بعض علماء اليهود الذين اسلموا ككعب الاحبار وغيره.

ــــــــــــــــــ

(١) آخر كتاب الاتقان ، طبع القاهرة سنة ١٣٧٠ هـ.

٦٩

وكان ابن عباس في اكثر الاوقات يستشهد بأبيات شعرية في فهم معاني الآيات ، كما نرى ذلك جلياً في مسائل نافع بن الازرق ، فان ابن عباس عند الاجابة عليها استشهد بالشعر في اكثر من مائتي مورد من الآيات ، وقد نقل السيوطي مائة وتسعين جواباً منها في كتابه الاتقان(١) .

ومن هنا لا يمكن اعتبار الاحاديث المنقولة عن الصحابة احاديث نبوية كما لا يمكن القول بأنهم لم يفسروا مطلقاً برأيهم.

ومفسرو الصحابة هم الطبقة الاولى من المفسرين.

( الطبقة الثانية ) هم التابعون ، وهم تلامذة مفسري الصحابة ، وهم مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وضحاك. ومن هذه الطبقة ايضا الحسن البصري وعطاء بن ابي رباح وعطاء بن ابي مسلم وابي العالية ومحمد بن كعب القرظي وقتادة وعطية وزيد بن اسلم وطاوس اليماني(٢) .

ــــــــــــــــــ

(١) الاتقان ص ١٢٠ ـ ١٣٣.

(٢) مجاهد ، مفسر مشهور ، توفي سنة ١٠٠ او سنة ١٠٣ ( تهذيب الاسماء للنووي ).

سعيد بن جبير مفسر معروف تلميذ ابن عباس ، قتله الحجاج الثقفي سنة ٩٤ ( التهذيب ).

عكرمة ، مولى ابن عباس وتلميذه وتلميذ سعيد بن جبير ،

٧٠

( الطبقة الثالثة ) تلامذة الطبقة الثانية ، كربيع بن انس وعبد الرحمن بن زيد بن اسلم وابو صالح الكلبي ونظرائهم(١) .

ــــــــــــــــــ

توفي سنة ١٠٤ ( التهذيب ).

ضحاك ، من تلامذة عكرمة ( لسان الميزان ).

الحسن البصري ، زاهد ومفسر معروف ، توفي سنة ١١٠ ( التهذيب ).

عطاء بن ابي رباح ، فقيه ومفسر مشهور ، من تلامذة ابن عباس ، توفي سنة ١١٥ ( التهذيب ).

عطاء بن ابي مسلم ، من اكابر التابعين ، ومن تلامذة ابن جبير وعكرمة ، توفي سنة ١٣٣ ( التهذيب ).

ابو العالية ، من ائمة التفسير واكابر التابعين ، كان في المائة الاولى من الهجرة ( التهذيب ).

محمد بن كعب القرظي ، مفسر معروف ، وهو من اسرة يهودية من بني قريظة ، كان في المائة الاولى من الهجرة.

قتادة ، اعمى ، كان من اكابر المفسرين ، وهو من تلامذة الحسن البصري وعكرمة ، توفي سنة ١١٧ ( التهذيب ).

عطية ، ينقل عن ابن عباس ( لسان الميزان ).

زيد بن اسلم ، مولى عمر بن الخطاب ، فقيه ومفسر ، توفي سنة ١٣٦ ( التهذيب ).

طاوس اليماني ، من اعلام عصره ، وهو تلميذ ابن عباس ، توفي سنة ١٠٦ ( التهذيب ).

(١) عبد الرحمن بن زيد ، يعد من علماء التفسير.

٧١

وكان منهج التابعين في التفسير انهم ينقلونه احيانا بصورة احاديث عن الرسول الكريم او الصحابة ، واحيانا ينقلونه بشكل نظريات خاصة بلا اسنادها الى احد ، فعامل متأخرو المفسرين مع هذه الاقوال معاملة الاحاديث النبوية واعتبروها احاديث موقوفة(١) .

ويطلق على الطبقتين الاخرتين لفظة « قدماء المفسرين ».

( الطبقة الرابعة ) اوائل المؤلفين في علم التفسير ، كسفيان ابن عيينة ووكيع بن الجراح وشعبة بن الحجاج وعبد بن حميد وغيرهم. ومن هذه الطبقة ايضا ابن جرير الطبري صاحب التفسير المشهور(٢) .

ــــــــــــــــــ

ابو صالح الكلبي ، النسابة المفسر ، وهو من اعلام القرن الثاني.

(١) الاحاديث الموقوفة هي التي لم يذكر فيها المروي عنه.

(٢) سفيان بن عيينة ، مكي من طبقة التابعين الثانية ، وهو من علماء التفسير توفي سنة ١٩٨ ( التهذيب ).

وكيع بن الجراح ، كوفي من طبقة التابعين الثانية ، ومن مشاهير المفسرين توفي سنة ١٩٧ ( التهذيب ).

شعبة بن الحجاج البصري ، من طبقة التابعين الثانية ، وهو من مشاهير المفسرين ، توفي سنة ١٦٠ ( التهذيب ).

عبد بن حميد ، صاحب تفسير ، من طبقة التابعين الثانية ، كان في القرن الثاني من الهجرة.

٧٢

ومنهج هذه الطبقة من المفسرين كان نقل اقوال الصحابة والتابعين بشكل احاديث في مؤلفاتهم التفسيرية بدون ذكر آرائهم الخاصة. الا ان ابن جرير في تفسيره قد يبدي رأيه في ترجيح بعض الاحاديث على بعضها وكيفية الجمع بينها. ومن هذه الطبقة تبدأ طبقات المفسرين المتأخرين.

( الطبقة الخامسة ) المفسرون الذين نقلوا الاحاديث في تفاسيرهم بحذف الاسانيد واكتفوا بنقل الاقوال والآراء.

قال السيوطي : فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل(١) .

الا ان المتدبر في الاحاديث المسندة يرى ايضا كثيرا من الوضع والدس ، ويشاهد الاقوال المتناقضة تنسب الى صحابي واحد ، ويقرأ قصصاً وحكايات يقطع بعدم صحتها ، ويمر على احاديث في اسباب النزول والناسخ والمنسوخ لا تتفق مع سياق الآيات. ومن هنا نقل ان الامام احمد بن حنبل قال : ثلاثة لا اصل لها المغازي والملاحم واحاديث التفسير. ونقل عن الامام الشافعي ان الثابت من الاحاديث المروية عن ابن عباس مائة حديث فقط.

ــــــــــــــــــ

ابن جرير الطبري ، محمد بن جرير بن يزيد ، من مشاهير علماء السنة ، توفي سنة ٣١٠ ( لسان الميزان ).

(١) الاتقان ٢ / ١٩٠.

٧٣

( الطبقة السادسة ) المفسرون الذين كتبوا التفسير بعد ظهور العلوم المختلفة ونضجها ، فكتب كل منهم حسب اختصاصه وفي العلم الذي اتقنه : فالنحوي ادرج المباحث النحوية كالزجاج والواحدي وابي حيان(١) ، والاديب اورد المباحث البلاغية كالزمخشري في كشافه(٢) ، والمتكلم اهتم بالمباحث الكلامية كالفخر الرازي في تفسيره الكبير(٣) ، والصوفي غاص في المباحث الصوفية كابن العربي وعبد الرزاق الكاشاني في تفسيريهما(٤) ، والاخباري ملأ كتابه بالاحاديث كالثعلبي في تفسيره(٥) ، والفقيه جاء بالمسائل الفقهية

ــــــــــــــــــ

(١) الزجاج ، من علماء النحو ، توفي سنة ٣١٠ ( ريحانة الادب ).

الواحدي ، نحوي مفسر ، توفي سنة ٤٦٨ ( الريحانة ).

ابو حيان الاندلسي ، نحوي مفسر قارىء توفي في مصر سنة ٧٤٥ ( الريحانة ).

(٢) الزمخشري ، من مشاهير علماء الادب ، مؤلف تفسير الكشاف ، توفي سنة ٥٣٨ ( كشف الظنون ).

(٣) الامام فخر الدين الرازي ، متكلم مفسر مشهور ، صاحب تفسير مفاتيح الغيب ، توفي سنة ٦٠٦ ( كشف الظنون ).

(٤) عبد الرزاق الكاشاني ، من مشاهير علماء الصوفية في القرن الثامن الهجري ( ريحانة الادب ).

(٥) احمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي ، صاحب التفسير المشهور ، توفي سنة ٤٢٦ او ٤٢٧ ( الريحانة ).

٧٤

كالقرطبي في تفسيره(١) . وقد خلط جماعة آخرون في تفاسيرهم بين العلوم المختلفة كما نشاهده في تفسير روح المعاني(٢) وروح البيان(٣) وتفسير النيسابوري(٤) .

والخدمة التي قدمتها هذه الطبقة الى علم التفسير هي اخراجه من جموده واخضاعه للدرس والبحث ، ولكن الانصاف يقتضي القول بأن كثيراً من المباحث التي كتبها هؤلاء حملت على القرآن حملاً ولا تدل عليها الآيات.

أسلوب مفسري الشيعة وطبقاتهم :

الطبقات التي ذكرناها هي طبقات المفسرين من السنة ، وقد رأينا ان لهم منهجاً خاصا في التفسير ساروا على ضوئه من حين نشأته ، فجعلوه احاديث نبوية واقوال للصحابة والتابعين ولم يجيزوا اعمال النظر فيها لانه يكون من قبيل الاجتهاد

ــــــــــــــــــ

(١) محمد بن احمد بن ابي بكر القرطبي ، توفي سنة ٦٦٨ ( الريحانة ).

(٢) تأليف الشيخ اسماعيل حقي ، توفي سنة ١١٣٧ ( ذيل كشف الظنون ).

(٣) تأليف شهاب الدين محمود الالوسي البغدادي ، توفي سنة ١٢٧٠ ( ذيل كشف الظنون ).

(٤) غرائب القرآن ، تأليف نظام الدين حسن القمي النيسابوري ، توفي سنة ٧٢٨ ( ذيل كشف الظنون ).

٧٥

 مقابل النص. ولكن لما ظهر التناقض والتضارب والدس والوضع فيها بدأت الطبقة السادسة تعمل رأيها فيها وتجتهد.

أما المنهج الذي اتخذته الشيعة في تفسير القرآن الكريم فيختلف مع منهج السنة ، ولذا يختلف تقسيم طبقاتهم مع الطبقات المذكورة.

تعتقد الشيعة ـ بنص من القرآن الكريم حجية اقوال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في التفسير ، وترى ان الصحابة والتابعين كبقية المسلمين لا حجية في اقوالهم الا ما ثبت انه حديث نبوي. وقد ثبت بطرق متواترة في حديث الثقلين ان اقوال العترة الطاهرة من اهل بيتهعليهم‌السلام هي تالية لاقوال الرسول ، فهي حجة ايضا. ومن هنا اخذت الشيعة في التفسير بما اثر عن النبي واهل بيتهعليهم‌السلام ، فكانت طبقات المفسرين منهم كما يلي :

( الطبقة الاولى ) : الذين رووا التفسير عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وائمة اهل البيتعليهم‌السلام ، وادرجوا الاحاديث في مؤلفاتهم المتفرقة ، كزرارة ومحمد بن مسلم ومعروف وجرير واشباههم(١) .

ــــــــــــــــــ

(١) زرارة بن اعين ومحمد بن مسلم من فقهاء الشيعة وخواص اصحاب الامامين الباقر والصادقعليهما‌السلام .

معروف بن خربوذ وجرير من خواص اصحاب الامام الصادق عليه الصلاة والسلام.

٧٦

( الطبقة الثانية ) : اوائل المؤلفين في التفسير ، كفرات بن ابراهيم الكوفي وابي حمزة الثمالي والعياشي وعلي بن ابراهيم القمي والنعماني(١) .

وطريقة هؤلاء في تفاسيرهم تشبه طريقة الطبقة الرابعة من مفسري اهل السنة ، فقد رووا الاحاديث المأثورة عن الطبقة الاولى وادرجوها مسندة في مؤلفاتهم ولم يبدوا آراءهم الخاصة في الموضوع.

ومن الواضح ان الزمن الذي كان يمكن الاخذ فيه عن الائمةعليهم‌السلام كان طويلاً بلغ نحواً من ثلاثمائة سنة ،

ــــــــــــــــــ

(١) فرات بن ابراهيم الكوفي ، صاحب التفسير المشهور ، من مشايخ علي بن ابراهيم القمي ( ريحانة الادب ).

ابو حمزة الثمالي ، من فقهاء الشيعة وخواص اصحاب الامام السجاد والباقرعليهما‌السلام ( الريحانة ).

العياشي ، محمد بن مسعود الكوفي السمرقندي ، من اعيان علماء الامامية في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري ( الريحانة ).

علي بن ابراهيم القمي ، من مشائخ الحديث الشيعي في اواخر القرن الثالث واوائل القرن الرابع الهجري.

النعماني ، محمد بن ابراهيم ، من اعيان علماء الامامية ، وهو تلميذ ثقة الإسلام الكليني ، كان في اوائل القرن الرابع الهجري ( الريحانة ).

٧٧

فكان من الطبيعي ان لا يضبط الترتيب الزمني لهاتين الطبقتين بصورة دقيقة ، بل كانتا متداخلتين ومن الصعوبة بمكان التفريق الدقيق بينهما.

وقد قل عند اوائل مفسري الشيعة نقل احاديث التفسير بشكل روايات مرسلة في تفاسيرهم ، وكنموذج لنقل الاحاديث مروية بدون اسانيد نلفت الانظار الى تفسير العياشي الذي حذف بعض تلامذته اسانيده اختصاراً ، فاشتهرت نسخة التلميذ المختصرة وحلت محل نسخة الاصل.

( الطبقة الثالثة ) اصحاب العلوم المختلفة ، كالشريف الرضي في تفسيره الادبي والشيخ الطوسي في تفسيره الكلامي المسمى بالتبيان والمولى صدر الدين الشيرازي في تفسيره الفلسفي والميبدي الكونابادي في تفسيره الصوفي والشيخ عبد علي الحويزي والسيد هاشم البحراني والفيض الكاشاني في تفاسيرهم نور الثقلين والبرهان والصافي(١) .

ــــــــــــــــــ

(١) الشريف الرضي ، محمد بن الحسين الموسوي ، من اجلاء فقهاء الامامية ، اعلم اهل زمانه في الشعر والادب ، ومن تآليفه كتاب « نهج البلاغة » توفي سنة ٤٠٤ او ٤٠٦ ( ريحانة الادب ).

شيخ الطائفة ، محمد بن الحسن الطوسي ، من اعلام علماء الامامية ، من تآليفه « التهذيب » و « الاستبصار » اللذين هما اصلان من الاصول الاربعة الحديثية عند الشيعة ، توفي سنة ٤٦٠ ( الريحانة ).

٧٨

وهناك جماعة جمعوا في تفاسيرهم بين العلوم المختلفة ، ومنهم الشيخ الطبرسي في تفسيره « مجمع البيان » الذي يبحث فيه عن اللغة والنحو والقراءة والكلام والحديث وغيرها(١) .

كيف يتقبل القرآن التفسير؟

الاجابة على هذا السؤال تتوضح من الفصول الماضية ، فان القرآن الكريم ـ كما ذكرنا ـ كتاب دائم للجميع ،

ــــــــــــــــــ

صدر المتألهين ، محمد بن ابراهيم الشيرازي ، الفيلسوف المشهور ، مؤلف كتاب « اسرار الآيات » و « مجموعة تفاسير » ، توفي سنة ١٠٥٠ ( روضات الجنات ).

الميبدي.

السيد هاشم البحراني ، صاحب تفسير « البرهان » في اربعة اجزاء كبار توفي سنة ١١٠٧ ( الريحانة ).

الفيض الكاشاني ، المولى محمد محسن بن المرتضى ، مؤلف كتاب « الصافي » و « الاصفى » ، توفي سنة ١٠٩١ ( الريحانة ).

الشيخ عبد علي الحويزي الشيرازي ، مؤلف كتاب « نور الثقلين » في خمسة اجزاء ، توفي سنة ١١١٢ ( الريحانة ).

(١) أمين الإسلام ، الفضل بن الحسن الطبرسي ، من اعيان علماء الامامية ، صاحب « مجمع البيان » في عشرة اجزاء ، توفي سنة ٥٤٨ ( الريحانة ).

٧٩

يخاطب الكل ويرشدهم الى مقاصده وقد تحدى في كثير من آياته على الاتيان بمثله واحتج بذلك على الناس ، ووصف نفسه بأنه النور والضياء والتبيان لكل شيء ، فلا يكون مثل هذا الكتاب محتاجا الى شيء اخر.

يقول محتجاً على انه ليس من كلام البشر :( افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) (١) .

ليس فيه اي اختلاف ، ولو وجد فيه اختلاف بالنظرة البدائية يرتفع بالتدبر في القرآن نفسه.

ومثل هذا الكتاب لو احتاج في بيان مقاصده الى شيء اخر لم تتم به الحجة ، لانه لو فرض ان احد الكفار وجد اختلافا في شيء من القرآن لا يرتفع من طريق الدلالة اللفظية للايات لم يقنع برفعه من طرق اخرى ، كأن يقول النبي مثلاً يرتفع بكذا وكذا ، ذلك لان هذا الكافر لا يعتقد بصدق النبي ونبوته وعصمته ، فلم يتنازل لقوله ودعاويه.

وبعبارة اخرى : لا يكفي ان يكون النبي رافعا للاختلافات القرآنية بدون شاهد لفظي من نفس القرآن لمن لا يعتقد نبوته وعصمته ، والآية الكريمة( أفلا يتدبرون

ــــــــــــــــــ

(١) سورة النساء : ٨٢.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

قال : حدَّثنا عيسى بن محمّد العلوي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري ، قال : حدَّثنا عبيد الله بن موسى ، عن شريك ، عن ركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسّان ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله جلّ وعزّ وعترتي أهل بيتي ، ألا وهما الخليفتان من بعدي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

ورواه الجويني ( ٧٣٠ هـ ) بطريقه إلى الصدوق في فرائد السمطين(٢) .

الثالث عشر : حدَّثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمّد الجوهري ، قال : حدَّثنا عيسى بن محمّد العلوي ، قال : حدَّثنا الحسين بن الحسن الحيري بالكوفة ، قال : حدَّثنا الحسن بن الحسين العرني ، عن عمرو بن جميع ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، قال : أتيت جابر بن عبد الله ، فقلت : أخبرنا عن حجّة الوداع ، فذكر حديثاً طويلاً ، ثمّ قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » ، ثمّ قال : « اللّهم اشهد » ثلاثاً(٣) .

الرابع عشر : حدَّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، قال : أخبرنا محمّد ابن أحمد بن حمدان القشيري ، قال : حدَّثنا أبو الحاتم المغيرة بن محمّد بن المهلّب ، قال : حدَّثنا عبد الغفّار بن محمّد بن كثير الكلابي الكوفي ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٨ ح ٥٢ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٧ ح ٢٠١ ، والبرهان ١ : ١٢ ح ٢٠ ، والبحار ٢٣ : ١٢٦ ح ٥٤.

٢ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٤ ح ٤٣٧ ، الباب (٣٣) من السمط الثاني ، وفيه : الحسن ابن علي بن سعيد الجوهري أبو محمّد ، وفيه : عزّ وجلّ.

٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٨ ح ٥٣ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٨ ح ٢٠٢ ، والبرهان ١ : ١٢ ح ٢١ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٢ ح ٦٧ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٣٣ ح ٧٠.

٣٠١

ابن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

الخامس عشر : حدَّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي ، قال : حدَّثني عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، قال : حدَّثنا أحمد بن معلى الآدمي ، قال : حدَّثنا يحيى بن حمّاد ، قال : حدَّثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب ابن أبي ثابت ، عن عامر بن واثلة ، عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ، نزل غدير خمّ ، فأمر بدوحات فقممن ، ثمّ قال(٢) : فقال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قال : ثمّ قال : « إنّ الله جلّ وعزّ مولاي وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة » ، ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال : « من كنت وليّه فعليّ وليّه » ، ، فقلت لزيد بن أرقم : أنت سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله )؟.

قال : ما كان في الدوحات أحد إلاّ وقد رآه بعينه وسمعه بأذنه(٣) .

السادس عشر والسابع عشر : حدَّثنا محمّد بن عمر ، قال : حدَّثني عبد الله بن يزيد أبو محمّد البجلّي ، قال : حدَّثنا محمّد بن طريف ، قال :

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٦٨ ح ٥٤ ، وعنه في نوادر الأخبار : ١٤٠ ح ١٤ ، والبرهان ١ : ١٢ ح ٢٢ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٢ ح ٦٨ ، باب ٢٩ ، والبحار ٢٣ : ١٣٣ ح ٧١.

٢ ـ في طبعة سابقة ( ثمّ قام ).

٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٢٩ ح ٥٥ ، وقد مرّ هذا الحديث بسند آخر ، تحت رقم [ ٥ ] ، وعنه في نوارد الأخبار : ١٤١ ح ١٤ ، والبحار ٣٧ : ١٣٧ ح ٢٥ ، تاريخ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، الباب ( ٥٢ ) : في أخبار الغدير

٣٠٢

حدَّثنا محمّد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، عن حبيب بن أبي ثابت(١) ، عن زيد بن أرقم : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله عزّ وجلّ حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يزالا جميعاً حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(٢) .

الثامن عشر : حدَّثنا محمّد بن عمر ، قال : حدَّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن أبي مالك عمرو بن هاشم الجنبيّ ، عن عبد الملك ، عن عطيّة ، أنّه سمع أبا سعيد يرفع ذلك إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا من بعدي الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله عزّ وجلّ حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض »(٣) .

التاسع عشر : حدَّثنا محمّد بن عمر ، قال : حدَّثني الحسن بن عبد الله ابن علي التميمي ، قال : حدَّثني أبي(٤) ، قال : حدَّثني سيّدي علي بن موسى ابن جعفر بن محمّد ، قال : حدَّثني أبي ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي ( صلوات

____________

١ ـ الظاهر أنّ فيه تصحيف والصحيح : وحبيب بن أبي ثابت.

٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٧٠ ح ٥٦ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٨ ح ٢٠٣ ، والبرهان ١ : ١٢ ح ٢٣ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٣ ح ٦٩ ، باب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٣٤ ح ٧٢.

٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٧٠ ح ٥٧ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٨ ح ٢٠٤ ، والبرهان ١ : ١٣ ح ٢٤ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٣ ح ٧٠ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٣٤ ح ٧٣.

٤ ـ الظاهر أنّ ( حدَّثني أبي ) زائدة في هذه النسخة ، كما هو ظاهر من عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) والبرهان والبحار ، فراجع.

٣٠٣

الله عليهم ) ، قال : « قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

ورواه الجويني ( ت ٧٣٠ هـ ) بطريقه إلى الصدوق في فرائد السمطين(٢) .

العشرون : حدَّثنا أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري ، قال : حدَّثني عمّي أبو عبد الله محمّد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان ، قال : حدَّثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدَّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حنش بن المعتمر ، قال : رأيت أبا ذر الغفاري ( رحمه الله ) ، آخذاً بحلقة باب الكعبة ، وهو يقول : ألا من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر جندب بن السكن ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : « إنّي خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّ مثلهما فيكم كسفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق »(٣) .

الحادي والعشرون : حدّثنا شريف الدين الصدوق أبو علي محمّد بن أحمد بن محمّد بن زئارة بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٧٠ ح ٥٨ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٨ ح ٢٠٥ ، والبرهان ١ : ١٣ ح ٢٥ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٣ ح ٧١ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٤٥ ح ١٠٥.

٢ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٧ ح ٤٤١ ، الباب (٣٣) من السمط الثاني ، وفيه : الحسن ابن عبد الله بن محمّد بن علي التميمي ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني سيّدي علي ابن موسى بن جعفر ، قال : حدَّثني أبي ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي ( عليه السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : . ، وفيه : ( وعترتي ) فقط.

٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٧٠ ح ٥٩ ، اتصال الوصيّة ، وعنه في نوادر الأخبار : ١٤١ ح ١٤ ، وإثبات الهداة ١ : ٤٩٨ ح ٢٠٦ ، والبرهان ١ : ١٣ ح ٢٦ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٣ ، ح ٧٢ الباب ٢٩ ، والبحار ٢٣ : ١٣٥ ح ٧٤.

٣٠٤

الحسين بن علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهم ) ، قال : حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة ، قال : حدّثنا الفضل بن شاذان النيسابوري ، عن عبيد الله بن موسى ، قال : حدّثنا شريك ، عن ركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض »(١) .

الثاني والعشرون : حدَّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار النيسابوري ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، قال : حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدَّثنا عيسى بن يونس ، قال : حدَّثنا زكريّا بن أبي زائدة ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

ورواه الجويني ( ت ٧٣٠ هـ ) بطريقه إلى الصدوق في فرائد السمطين(٣) .

الثالث والعشرون : حدَّثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا علي بن محمّد بن قتيبة ، قال : حدَّثنا الفضل بن شاذان ، قال : حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، عن

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٧١ ح ٦٠ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٩ ح ٢٠٧ ، والبرهان ١ : ١٣ ح ٢٧ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٤ ح ٧٣ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٣٥ ح ٧٥.

٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٧١ ح ٦١ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٧ ح ٢٠٠ ، وجعله متّحداً مع الحديث العاشر السابق ، والبرهان ١ : ١٣ ح ٢٨ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٤ ح ٧٤ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٣٦ ح ٧٦.

٣ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٦ ح ٤٤٠ ، الباب (٣٣) من السمط الثاني ، وفيه : « وأنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليَّ الحوض » ، وقد ذكرنا طريقه إلى الصدوق سابقاً.

٣٠٥

النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إنّي تارك فيكم كتاب الله وأهل بيتي ، فإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

الرابع والعشرون : حدَّثنا محمّد بن زياد بن جعفر الهمداني ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « سئل أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن معنى قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، من العترة؟

فقال : أنا والحسن والحسين والأئمّة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديّهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم ، حتّى يردوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حوضه »(٢) .

وقد مرّ هذا الحديث عن الفضل بن شاذان في إثبات الرجعة(٣) .

ورواه عن ابن بابويه ، الطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ ) في إعلام الورى(٤) .

الخامس والعشرون : حدَّثنا به أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدَّثنا

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٧١ ح ٦٢ ، وعنه في البرهان ١ : ١٣ ح ٢٩ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٤ ح ٧٥ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٣٦ ح ٧٧.

٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٧٢ ح ٦٤ ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) في الأُصول الأصليّة : ٤٥ ، والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في إثبات الهداة ١ : ٤٩٩ ح ٢٠٨ ، والبحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في البرهان ١ : ١٣ ح ٣٠ ، وغاية المرام ٢ : ٣٢٣ ح ٥ ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٣ : ١٤٧ ح ١١٠.

٣ ـ راجع ما أوردناه عن إثبات الرجعة ، الحديث الأوّل.

٤ ـ إعلام الورى ٢ : ١٨٠ ، الفصل الثاني ، في ذكر بعض الأخبار التي جاءت من طرق الشيعة الإماميّة في النصّ على إمامة الاثني عشر من آل محمّد ( عليهم السلام ).

وفيه : أحمد بن زياد عن الصادق ( عليه السلام ) ، عن ابيه محمّد بن علي ، عن ابيه علي ، عن ابيه الحسين ( عليهم السلام ) قال : سئل أمير المؤمنين . الخ ، وسيأتي في إعلام الورى الحديث الثاني.

٣٠٦

الحسن بن علي السكّري ، عن محمّد بن زكريّا الجوهري ، عن محمّد بن عمّارة ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهم ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض كهاتين » ، وضمّ بين سبّابتيه ، فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري ، وقال : يا رسول الله ، من عترتك؟

قال : « علي والحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين إلى يوم القيامة »(١) .

السادس والعشرون : حدَّثنا أبي ومحمّد بن الحسن ( رضي الله عنهما ) ، قالا : حدَّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدَّثنا يعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سيلم بن قيس الهلالي ، قال : رأيت عليّاً ( عليه السلام ) في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في خلافة عثمان ، إلى آخر ما ذكرناه من رواية سُليم مختصراً ومقتصراً على المورد الثاني لحديث الثقلين ، مع بعض الاختلاف في الألفاظ(٢) .

السابع والعشرون : ، ما اجتمعت الأمّة على نقله من قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٣) .

____________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٧٦ ، معنى العترة والآل والأهل والذريّة والسلالة ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٩٩ ح ٢١٠ ، والبحار ٢٣ : ١٤٧ ح ١١١.

٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٣٠٦ ح ٢٥ ، باب (٢٤) : نصّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) على القائم ( عليه السلام ) ، وراجع ما ذكرناه من رواية سُليم ، الحديث الثاني ، وعن كمال الدين في إثبات الهداة ١ : ٥٠٨ ح ٢٢٨.

٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٦٨٩ ، باب ( ٥٨ ) : في نوادر الكتاب.

٣٠٧

محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : محمّد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمّي أبو جعفر ، نزيل الريّ ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، وكان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السنّ ، ثمّ قال : ومات رضي الله عنه بالريّ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة(١) .

وقال الشيخ ( ت ٤٦٠ هـ ) في رجاله : محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، يكنّى أبا جعفر ، جليل القدر ، حفظة ، بصير بالفقه والأخبار والرجال ، له مصنّفات كثيرة ذكرناها في الفهرست(٢) .

وقال في الفهرست : محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، يكنّى أبا جعفر ، كان جليلاً ، حافظاً للأحاديث ، بصيراً بالرجال ، ناقداً للأخبار ، لم ير في القمّيين مثله ، في حفظه وكثرة علمه(٣) .

وممّا تقدّم ، ومن الخلاصة ورجال ابن داود والمعالم(٤) وغيرها يعلم :

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٨٩ [ ١٠٤٩ ].

٢ ـ رجال الطوسي : ٤٣٩ [ ٦٢٧٥ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٢ [ ٧١٠ ].

٤ ـ معالم العلماء : ١١١ [ ٧٦٤ ] ، رجال ابن داود : ١٧٩ [ ١٤٥٥ ] ، خلاصة الأقوال : ٢٤٨ [ ٨٤٣ ] ، القسم الأوّل.

وانظر : حاوي الأقوال ٢ : ٢٣١ [ ٥٩٢ ] ، نقد الرجال ٤ : ٢٧٣ [ ٤٩٢٥ ] ، مجمع الرجال ٥ : ٢٦٩ ، أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ [ ٨٤٥ ] ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٣٠٩ [ ١٧٢٧ ] ، جامع الرواة ٢ : ١٥٤ ، رياض العلماء ٥ : ١١٩ ، روضات الجنّات ٦ : ١٣٢ [ ٥٧٤ ] ، بهجة الآمال ٦ : ٤٩٥ ، تنقيح المقال ٣ : ١٥٤ ، معجم رجال الحديث ١٧ : ٣٤٠ [ ١١٣١٩ ] ، قاموس الرجال ٩ : ٤٣٤ [ ٧٠٣٩ ] ، بلغة المحدّثين : ٣٦٢ ، ٤١٠ ، فلاح السائل : ٤٩ ، المختلف ٢ : ١٣٥ ، فرج المهموم : ١٠١ ، كشف المحجّة : ٨٣ ، منتهى المقال ٦ : ١١٨ [ ٢٧٦١ ] ، لؤلؤة البحرين : ٣٧٢ [ ١٢١ ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) : ٢٨٧.

٣٠٨

أنّ الشيخ محمّد بن علي بن بابويه أشهر من أن تثبت له العدالة أو الوثاقة ، فهو من أعمدة المذهب ، ووجه الطائفة ، وهو من شيوخ الإجازة الذين لا يحتاجون إلى توثيق ، ومن الذين أجمعت الطائفة على قبول أخباره إذا صحّت ، وهو المعروف بالصدوق ، وكتابه ( من لا يحضره الفقيه ) أحد الكتب الأصول عندنا ، كيف وهو المولود بدعاء الحجّة ، إلى آخر ما ذكر في حقّه.

أمّا ما نقل من التوقّف في وثاقته أو عدالته فهو ممّا تضحك منه الثكلى ، وقد أجيب عليها بتفصيل لا يحتمله الحال ولا المقال(١) .

____________

١ ـ انظر : منتهى المقال ٦ : ١١٨ [ ٢٧٦١ ] ، روضات الجنّات ٦ : ١٣٢ [ ٥٧٤ ] ، بهجة الآمال ٦ : ٤٩٥ ، معجم رجال الحديث ١٧ : ٣٤٠ [ ١١٣١٩ ].

٣٠٩

كتاب كمال الدين وتمام النعمة

أو إكمال الدين وإتمام النعمة :

لم يذكر هذا الكتاب النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في ضمن كتب الصدوق ، ونسبه إليه ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم باسم ( كمال الدين )(١) ، وعدّه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في آمل الآمل بعنوان ( إكمال الدين وإتمام النعمة ) من جملة كتب الصدوق التي وصلت إليه(٢) ، وجعله من مصادر كتابه الوسائل ، وذكر طريقه إلى الصدوق في الفائدة الخامسة من خاتمته(٣) .

وأدخله المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في ضمن مصادره(٤) ، وقال في توثيقه : إعلم أنّ أكثر الكتب التي اعتمدنا عليها في النقل مشهورة معلومة الانتساب إلى مؤلّفيها ككتب الصدوق ( رحمه الله ) ، لا تقصر في الاشتهار عن الكتب الأربعة ، وهي داخلة في إجازتنا ، ونقل منها من تأخّر عن الصدوق من الأفاضل الأخيار ، ثمّ قال : وكذا كتاب إكمال الدين ، استنسخناه من كتاب عتيق ، كان تاريخ كتابتها قريباً من زمان التأليف(٥) .

وقال صاحب الذريعة : طبع بطهران سنة ١٣٠١ هـ(٦) .

____________

١ ـ معالم العلماء : ١١١ [ ٧٦٤ ].

٢ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ [ ٨٤٥ ].

٣ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٤ ، الفائدة الرابعة ، في ذكر مصادر الكتاب.

٤ ـ البحار ١ : ٦ ، الفصل الأوّل ١ : ٢٩.

٥ ـ البحار ١ : ٢٦ ، الفصل الثاني ، توثيق المصادر.

٦ ـ الذريعة ٢ : ٢٨٣ [ ١١٤٧ ].

٣١٠

وقال السيّد حسن الموسوي الخرسان في تمهيد كتاب من لا يحضره الفقيه ، عند ذكر مؤلّفات الشيخ : الغيبة ، وصفه الشيخ في الفهرست بأنّه كبير(١) ، ولعلّ مراده إكمال الدين ـ الآتي ـ فإنّه في الغيبة(٢) .

وهذا الاحتمال له وجه ; لأنّ الطوسي عندما ذكر ( الغيبة ) لم يذكر ( إكمال الدين ) ، كما أنّ موضوع كتاب ( إكمال الدين ) هو الغيبة وما يتعلّق بها ، وكلّ من نسب إليه إكمال الدين من المتأخّرين لم ينسب له كتاب ( الغيبة ).

ولكن ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم نسب إليه كلا الكتابين(٣) ، وهو ما يضعّف القول باتحادهما ، ولكن يمكن أن لا يعتمد على تفريق ابن شهرآشوب ; لأنّه ذكر كتاب العوض عن المجالس ( العرض على المجالس ) ثمّ ذكر كتاب الأمالي(٤) ، مع أنّهما بالاتفاق كتاب واحد.

وقد طبع الكتاب طبعة مصحّحة ، ومقابلة على سبع نسخ ، منها نسخة تاريخ كتابة الجزء الأوّل منها سنة ١٠٧٩ ، والثاني ١٠٨١ ، كاتبها أبو طالب محمّد بن هاشم بن عبد الله الحسيني الفتّال ، وقد قوبلت بستّ نسخ ، وتاريخ المقابلة ١٠٨١ هـ(٥) .

____________

١ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٢ [ ٧١٠ ].

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ١ : أص ، التمهيد ، وانظر ترجمة المؤلّف في كتاب الأمالي : ٣٣ ، تحقيق قسم الدرسات الإسلاميّة.

٣ ـ معالم العلماء : ١١١ [ ٧٦٤ ].

٤ ـ نفس المصدر.

٥ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ١٧ ، مقدّمة المصحّح.

٣١١
٣١٢

(٢٩) كتاب : معاني الأخبار

الحديث :

الأوّل : حدَّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ( رحمه الله ) ، قال : حدَّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة ، قال : حدَّثني المغيرة بن محمّد ، قال : حدَّثنا رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي ( عليهما السلام ) ، قال : خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليه ) بالكوفة بعد منصرفه من النهروان ، وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويلعنه ويقتل أصحابه ، فقام خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وذكر ما أنعم الله على نبيّه وعليه ، ثمّ قال : « لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عزّ وجلّ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ، اللّهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى ، وفضلك الذي لا ينسى.

يا أيّها الناس ، إنّه بلغني ما بلغني ، وإنّي أراني قد اقترب أجلي ، وكأنّي بكم وقد جهلتم أمري ، وإنّي تارك فيكم ما تركه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كتاب الله وعترتي ، وهي عترة الهادي إلى النجاة خاتم الأنبياء ، وسيّد النجباء ، والنبيّ المصطفى »(١) .

____________

١ ـ معاني الأخبار : ٥٨ ح ٩ ، باب : معاني أسماء محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة ( عليهم السلام ) ، وعنه في البحار ٣٥ : ٤٥ ح ١ ، ونور الثقلين ٥ : ٥٩٨ ح ٣٤.

٣١٣

ورواه عماد الدين الطبري ( القرن السادس ) في بشارة المصطفى ، وسيأتي(١) .

الثاني : حدَّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن حمدان القشيري ، قال : حدَّثنا المغيرة بن محمّد بن المهلّب ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني عبد الله بن داود ، عن فضيل بن مرزوق ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين وتمام النعمة ، بنفس السند والمتن(٢) .

ورواه كما ذكرنا سابقاً الجويني ( ٧٣٠ هـ ) بطريقه إلى الصدوق في فرائد السمطين(٣) .

الثالث : حدَّثنا محمّد بن جعفر بن الحسن(٤) البغدادي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز إملاءً ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين بنفس السند والمتن(٥) .

الرابع : حدَّثنا علي بن الفضل البغدادي ، قال : سمعت أبا عمر ] و [ صاحب أبي العبّاس تغلب ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين بنفس

____________

١ ـ انظر : ما سنذكره عن بشارة المصطفى ، الحديث الأوّل.

٢ ـ معاني الأخبار : ٩٠ ح ١ ، باب : معنى الثقلين والعترة ، وفيه : « حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف بيد الله » ، وانظر ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث العاشر ، وعن معاني الأخبار في إثبات الهداة ١ : ٤٨٨ ح ١٦٤ ، والبحار ٢٣ : ١٣١ ح ٦٤.

٣ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٤ ح ٤٣٨ ، الباب (٣٣) من السمط الثاني.

٤ ـ في كمال الدين ( الحسين ).

٥ ـ معاني الأخبار : ٩٠ ح ٢ ، باب : معنى الثقلين والعترة.

وفيه : « فإنّي تارك فيكم الثقلين » ، وفيه أيضاً : « فانظروا بماذا تخلفوني » ، من دون ( فيهما ) كما في كمال الدين ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٨٩ ح ١٦٥ ، والبحار ٢٣ : ١٤٧ ح ١٠٩ ، باب : فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) والنصّ عليهم ، وانظر ما أوردناه عن كمال الدين ، الحديث السادس.

٣١٤

السند والمتن(١) .

ورواه كما ذكرنا سابقاً الجويني ( ت ٧٣٠ هـ ) في فرائد السمطين بطريقه إلى الصدوق ( رحمه الله )(٢) .

الخامس : حدَّثنا أحمد(٣) بن زياد بن جعفر الهمداني ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين ، بنفس السند والمتن(٤) .

ورواه كما ذكرنا سابقاً عن ابن بابويه ، الطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ ) في إعلام الورى ، وسيأتي(٥) .

السادس : حدَّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدَّثنا الحسن بن علي بن الحسين السكّري ، عن محمّد بن زكريا الجوهري ، عن جعفر بن محمّد بن عمارة(٦) ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، إلى آخر

____________

١ ـ معاني الأخبار : ٩٠ ح ٣ ، باب : معنى الثقلين والعترة ، إلاّ أنّ فيه : ( تغلب ) بدل ( ثعلب ) وهو تصحيف ، وفيه : سمعت أبا العبّاس يُسأل ، وفيه : لِمَ سمّيا بثقلين ، وعنه في البحار ٢٣ : ١٣١ ح ٩٥ ، وانظر ما ذكرناه في كمال الدين وتمام النعمة ، الحديث الحادي عشر.

٢ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٥ ح ٤٣٩ ، مع بعض الاختلاف ، راجع ما ذكرناه في هامش كمال الدين في الحديث الحادي عشر.

٣ ـ في كمال الدين وتمام النعمة ( محمّد ).

٤ ـ معاني الأخبار : ٩٠ ح ٤ ، باب : معنى الثقلين والعترة ، وعنه في نوادر الأخبار : ١٤١ ح ١٦ ، وإثبات الهداة ١ : ٤٨٩ ح ١٦٦ ، والبحار ٢٣ : ١٤٧ ح ١١٠ و ٢٥ : ٢١٥ ح ١٠ ، وراجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الرابع والعشرون.

٥ ـ إعلام الورى ٢ : ١٨٠ ، الفصل الثاني ، راجع ما ذكرناه في كمال الدين وتمام النعمة ، الحديث الرابع والعشرون.

٦ ـ في كمال الدين : عن محمّد بن عمارة عن أبيه.

٣١٥

ما أوردنا عن كمال الدين(١) .

السابع : وحدَّثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : من آل محمّد ( صلى الله عليه وآله )؟

قال : « ذريّته » ، فقلت : أهل بيته؟

قال : « الأئمّة الأوصياء » ، فقلت : من عترته؟

قال : « أصحاب العباء » ، فقلت : من أُمّته؟

قال : « المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء به من عند الله عزّ وجلّ ، المتمسّكون بالثقلين اللذين أُمروا بالتمسّك بهما : كتاب الله عزّ وجلّ ، وعترته أهل بيته ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وهما الخليفتان على الأمّة بعده ( صلى الله عليه وآله ) »(٢) .

ورواه ابن الفتّال النيسابوري ( ت ٥٠٨ هـ ) في روضة الواعظين ، وسيأتي(٣) .

كتاب معاني الأخبار :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله ، وقال : أخبرني بجميع

____________

١ ـ معاني الأخبار : ٩١ ح ٥ ، باب : معنى الثقلين والعترة.

وفيه : « وإنّهما لن يفترقا » ، وفيه أيضاً : فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري ، فقال : يا رسول الله ، ومن عترتك؟ . ، راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الخامس والعشرون ، وعن معاني الأخبار في إثبات الهداة ١ : ٤٨٩ ح ١٦٧ ، وغاية المرام ٢ : ٣٣٣ ح ١١ ، باب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٤٧ ح ١١.

٢ ـ معاني الأخبار : ٩٤ ح ٣ ، باب : معنى الآل والأهل والعترة والأمّة ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) في تفسير الصافي ١ : ٣٢٩ ( آل عمران : ٣٣ ) ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ٢٥ : ٢١٦ ح ١٣.

٣ ـ انظر ما سنذكره عن ابن الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين ، الحديث الثاني.

٣١٦

كتبه ، وقرأت بعضها على والدي علي بن أحمد بن العبّاس النجاشي ( رحمه الله ) ، وقال لي : أجازني جميع كتبه لمّا سمعنا منه ببغداد(١) .

والشيخ ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست ، وقال : أخبرني بجميع كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا ، منهم : الشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد النعمان ، وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله ، وأبو الحسين جعفر بن الحسن ابن حسكه القمّي ، وأبو زكريّا محمّد بن سليمان الحمراني كلّهم ، عنه(٢) .

وابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في معالم العلماء(٣) .

وعدّه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في جملة الكتب الواصلة إليه(٤) وأحد مصادر كتابه الوسائل(٥) ، وكذا فعل المجلسي ( ت ١١١١ هـ )(٦) ، حيث جعل كتب الصدوق مشهورة شهرة الكتب الأربعة ، وأنّها داخلة تحت إجازته(٧) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) ـ بعد أن نسبه إلى مؤلّفه ، وذكر أوّله ـ : وطبع معاني الأخبار مع علل الشرائع على الحجر بإيران ١٣٠١ وقبلها ١٢٨٩ ، ونسخة خطّ الشيخ الحرّ في ( الرضويّة ) ، وحكى الشيخ عبد الله السماهيجي في حاشية نسخة من « معاني الأخبار » ، أنّ السيّد ابن طاووس ذكر في « الطرائف » أنّ فراغ مصنّفه عن نسخه كان في ٣٣١ ( إحدى وثلاثين وثلاثمائة ) ، وتلك النسخة كتبت لخزانة العالم الشيخ لطف الله ابن

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٨٩ [ ١٠٤٩ ].

٢ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٢ [ ٧١٠ ].

٣ ـ معالم العلماء : ١١١ [ ٧٦٤ ].

٤ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ [ ٨٤٥ ].

٥ ـ الوسائل ٣٠ : ١٥٤ ، الفائدة الرابعة ، في ذكر مصادر الكتاب.

٦ ـ البحار ١ : ٦ ، الفصل الأوّل.

٧ ـ البحار ١ : ٢٦ ، الفصل الثاني ، توثيق المصادر.

٣١٧

الحاج علي ابن الحاج إسماعيل السماهيجي الأوالي ، وعليها حواشي للشيخ عبد الله السماهيجي ، رأيتها عند الشيخ أسد الله بن محمّد بن عيسى المعروف بالشيخ أسد حيدر ، أهداها أخيراً إلى مكتبة أمير المؤمنين ، وهي نسخة نفيسة كلّها بخطّ واحد(١) .

وطبع الكتاب بتصحيح علي أكبر الغفاري على نسختين(٢) .

____________

١ ـ الذريعة ٢١ : ٢٠٤ [ ٤٦٢٢ ].

٢ ـ معاني الأخبار : ٦.

٣١٨

(٣٠) كتاب : الأمالي

الحديث :

الأوّل : حدَّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي ، قال : حدَّثني أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن ثابت بن كنانة ، قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن ابن العبّاس أبو جعفر الخزاعي ، قال : حدَّثنا حسن بن الحسين العرني ،

قال : حدَّثنا عمرو بن ثابت ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي يحيى ، عن ابن عبّاس ، قال : صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر فخطب ، واجتمع الناس إليه ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « يا معشر المؤمنين ، إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إليّ أنّي مقبوض ، وأنّ ابن عمّي علي مقتول ، وأنّي ـ أيّها الناس ـ أُخبركم خبراً ، إن عملتم به سلمتم ، وإن تركتموه هلكتم ، إنّ ابن عمّي عليّاً هو أخي ووزيري ، وهو خليفتي ، وهو المبلّغ عنّي ، وهو إمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، إن استرشدتموه أرشدكم ، وإن تبعتموه نجوتم ، وإن خالفتموه ضللتم ، وإن أطعتموه فالله أطعتم ، وإن عصيتموه فالله عصيتم ، وإن بايعتموه فالله بايعتم ، وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم ، إنّ الله عزّ وجلّ أنزل عليّ القرآن ، وهو الذي من خالفه ضلّ ، ومن ابتغى علمه عند غير علي هلك.

أيّها الناس ، إسمعوا قولي ، واعرفوا حقّ نصيحتي ، ولا تخلفوني في أهل بيتي إلاّ بالذي أُمرتم به من حفظهم ، فإنّهم حامّتي وقرابتي وإخوتي وأولادي ، وإنّكم مجموعون ومساءلون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني

٣١٩

فيهما ، إنّهم أهل بيتي ، فمن آذاهم آذاني ، ومن ظلمهم ظلمني ، ومن أذلّهم أذلّني ، ومن أعزّهم أعزّني ، ومن أكرمهم أكرمني ، ومن نصرهم نصرني ، ومن خذلهم خذلني ، ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذّبني.

أيّها الناس ، اتقوا الله ، وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه ، فإنّي خصم لمن آذاهم ، ومن كنت خصمه خصمته ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم »(١) .

ورواه عماد الدين أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري ( القرن السادس ) في بشارة المصطفى بإسناده عن الصدوق(٢) ، وقال : وبالإسناد ـ أي بالإسناد عن الصدوق ـ ، وذكر سنده إلى الصدوق في الحديث الأوّل من كتابه ، هكذا : حدَّثنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الحسن ابن أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في جمادي الأُولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليه وعلى ذرّيته ) ، قال : حدَّثنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان المعروف بابن المعلّم ( رحمه الله ) ، قال : حدَّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد ابن علي بن الحسين بن بابويه.

وسنده في الحديث العاشر والثالث عشر والثامن عشر من الجزء الأوّل ، هكذا : أخبرنا الرئيس الزاهد العابد العالم أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن في الريّ سنة عشر وخمسمائة ، عن عمّه محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر

____________

١ ـ الأمالي : ١٢١ ح ١١٢ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٢٥ ح ٢٨٢ مختصراً ، وغاية المرام ١ : ١٦٨ ح ٩ ، باب (١٣) و ٢ : ٣٢٥ ح ٨ ، باب (٢٩) ، و ٥ : ١١٩ ح ١١ ، باب (١٦) ، و ٦ : ١٦٠ ح ٧ ، باب ٨٤ ، والبحار ٣٨ : ٩٤ ح ١٠.

٢ ـ بشارة المصطفى : ٣٩ ح ٢٦ ، الجزء الأوّل.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619