موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين6%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 163889 / تحميل: 5143
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٦٣-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ( رضي الله عنه ) ، وكذا أعاده في الحديث الثالث عشر ، وقال في الحديث الرابع عشر : بالإسناد عن أبي جعفر محمّد بن علي ( رحمه الله ) ، وسيأتي(١) ،

وكذا رواه عن الصدوق الحسن بن أبي طاهر الجاوابي ( أواخر القرن السادس ) في نور الهدى(٢) .

وزين الدين علي بن يوسف بن جبر ( القرن السابع ) في نهج الإيمان(٣) ، وسيأتيان.

وروى القندوزي ( ت ١٢٩٤ هـ ) في ينابيع المودّة جزءً منه ، وسيأتي أيضاً(٤) .

الثاني : حدَّثنا أبي ( رحمه الله ) ، قال : حدَّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) : من آل محمّد؟ ، إلى آخر ما ذكرناه في معاني الأخبار(٥) .

الثالث : حدَّثنا محمّد بن علي ما جيلويه ، قال : حدَّثنا عمّي محمّد ابن أبي القاسم ، قال : حدَّثنا محمّد بن علي القرشي ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن

____________

١ ـ انظر ما سنذكره في بشارة المصطفى ، الحديث الثاني.

٢ ـ انظر ما سنذكره في نور الهدى ، الحديث الثاني.

٣ ـ راجع ما سنذكره في نهج الإيمان الحديث الثاني.

٤ ـ ينابيع المودّة ١ : ١١٢ ح ٣٤ ، وسيأتي في حديث الثقلين عن مصادر أهل السنّة.

٥ ـ الأمالي : ٣١٢ ح ٣٦٢ ، المجلس الثاني والأربعون ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٢٨ ح ٢٩٣ ، وغاية المرام ٢ : ٣٥٩ ح ٥٦ ، الباب (٢٩) ، و ٣ : ٢١١ ح ٣٢ ، الباب (٢) ، آية التطهير ، و ٤ : ٣٠١ ح ١٢ ، الباب ( ١٨٦ ) ، و ٦ : ٧٩ ح ٢٤ ، الباب ( ٧٢ ) ، والبحار ٢٥ : ٢١٦ ، ح ١٣ ، ونور الثقلين ٤ : ٢٧٥ ح ١٠٣ ، وراجع ما أوردناه في معاني الأخبار ، الحديث السابع.

٣٢١

آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ الله جلّ جلاله أوحى إلى الدنيا أن أتعبي من خدمك ، واخدمي من رفضك

ثمّ قال ( عليه السلام ) : عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة ، ثمّ اذكروا وقوفكم بين يدي الله جلّ جلاله ، فإنّه الحكم العدل ، واستعدّوا لجوابه إذا سألكم ، فإنّه لابدّ سائلكم عمّا عملتم بالثقلين من بعدي : كتاب الله وعترتي ، فانظروا أن لا تقولوا : أمّا كتاب الله فغيّرنا وحرّفنا ، وأمّا العترة ففارقنا وقتلنا »(١) .

الرابع : حدَّثنا الحسن بن علي بن شعيب الجوهري ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا عيسى بن محمّد العلوي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري ، قال : حدَّثنا عبيد الله بن موسى ، عن شريك ، عن ركين بن الربيع ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين(٢) .

ورواه كما ذكرنا سابقاً الجويني ( ت ٧٣٠ هـ ) في فرائد السمطين عن الصدوق(٣) .

الخامس : حدَّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمّي ( رحمه الله )(٤) ، قال : حدَّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور ( رضي الله عنهما ) ، قالا : حدَّثنا محمّد

____________

١ ـ الأمالي : ٣٥٣ ح ٤٣٢ ، المجلس السابع والأربعون ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٢٩ ح ٢٩٥ ، والبحار ٣٨ : ٩٩ ح ١٨

٢ ـ الأمالي : ٥٠٠ ح ٦٨٦ ، المجلس الرابع والستّون ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٢٩ ح ٢٩٧ ، وغاية المرام ٢ : ٣٣٣ ح ١٠ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٢٦ ح ٥٤ ، وراجع ما ذكرناه في كمال الدين وتمام النعمة ، الحديث الثاني عشر.

٣ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٤ ح ٤٣٧ ، الباب (٣٣) من السمط الثاني ، راجع ما ذكرناه في المتن والهامش من كمال الدين وتمام النعمة ، الحديث الثاني عشر.

٤ ـ هكذا يبدأ كلّ مجلس من مجالس الأمالي بـ : حدَّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر . ، وهذا الحديث هو بداية المجلس التاسع والسبعين.

٣٢٢

ابن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصلت ، قال : حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان ، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية( مَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (١) .

فقالت العلماء : أراد الله عزّ وجلّ بذلك الأمّة كلّها.

فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : « لا أقول كما قالوا ، ولكنّي أقول : أراد الله العترة الطاهرة » إلى آخر ما ذكرناه عن تحف العقول للحرّاني ( النصف الثاني من القرن الرابع )(٢) .

____________

١ ـ فاطر : ٣٢.

٢ ـ الأمالي : ٦١٥ ح ٨٤٣ ، المجلس التاسع والسبعون ، وعنه في الوسائل ٢٧ : ١٩٠ ح ٣٤ ، وإثبات الهداة ١ : ٥٣٠ ح ٣٠٠ مختصراً ، وغاية المرام ٢ : ٣٢٦ ح ٩ ، باب (٢٩) ، و ٣ : ١٩٥ ح ٨ ، باب (٢) ، في قوله( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ .) مع بعض الاختلاف ، و ٤ : ٣٩ ح ١٠ ، باب ( ٥٢ ) ، والبحار ٢٥ : ٢٢٠ ح ٢٠. وراجع ما ذكرناه في تحف العقول مرسلا ، الحديث الثاني ، مع بعض الاختلاف.

٣٢٣

كتاب الأمالي أو المجالس أو عرض المجالس :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله ، وسمّاه العرض على المجالس(١) ، والشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست ، وسمّاه ( كتاب الأمالي )(٢) ، وابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم مرّة باسم ( العوض عن المجالس ) وأُخرى باسم ( الأمالي )(٣) .

وذكره الحرّ ( ت ١١٠٤ هـ ) في الكتب التي وصلت إليه ، وقال : كتاب الأمالي ويسمّى المجالس(٤) ، وعدّه من جملة مصادر الوسائل(٥) ، وكذا فعل المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ، وقال : ولقد يسّر الله لنا منها(٦) كتباً عتيقة مصحّحه : ككتاب الأمالي ، فإنّا وجدنا منه نسخة مصحّحة معرّبة مكتوبة في قريب من عصر المؤلّف ، وكان مقرؤاً على كثير من المشائخ وكان عليه إجازتهم(٧) .

وقال صاحب الذريعة ( ت ١٣٨٩ هـ ) : طبع بطهران سنة ١٣٠٠ وهو في سبعة وتسعين مجلساً ، ثمّ قال : والسند العالي إلى هذا الكتاب كما رأيته في صدر نسخة السيّد محمّد الطباطبائي اليزدي ، هكذا : حدّثني الشيخ أبو محمّد عبد الله بن جعفر بن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد ابن العبّاس بن الفاخر الدوريستي ، عن جدّه محمّد بن موسى ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن أحمد ، عن مؤلّفه الشيخ الصدوق ،

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٨٩ [ ١٠٤٩ ].

٢ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٢ [ ٧١٠ ].

٣ ـ معالم العلماء : ١١١ [ ٧٦٤ ].

٤ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ [ ٨٤٥ ].

٥ ـ الوسائل ٣٠ : ١٥٤ ، الفائدة الرابعة.

٦ ـ أي : كتب الصدوق.

٧ ـ البحار ١ : ٢٦ ، الفصل الثاني ، توثيق المصادر.

٣٢٤

والشيخ عبد الله ـ هذا ـ ممّن أدرك أوائل المائة السابعة ، كما في عنوان دوريست في معجم البلدان ، قال : « إنّه توفّي بعد الستمائة بيسير » فروايته عن الصدوق المتوفّى سنة ٣٨١ بثلاث وسائط ، سند عالي ، كما لا يخفى ، والنسخة العتيقة منه بخطّ الشيخ الجليل المعروف بابن السكون ، وهو علي ابن محمّد بن محمّد بن علي بن السكون ، رأيتها في المشهد الرضويّ عند المحدّث الشيخ عبّاس القمّي ، تاريخ كتابتها يوم الخميس الرابع عشر من ذي الحجّة سنة ٥٦٣ ، ثمّ ذكر نسخة أُخرى له بخطّ الحرّ العاملي(١) .

وقال في موضع آخر : وأُخرى في النجف ( البروجردي ) وهي إلى المجلس الثالث والتسعين ، وهي مستنسخة عن نسخة خطّ الشيخ أبي مسعود عبد الجبّار بن علي بن منصور النقّاش الرازي ، الذي فرغ من كتابتها في يوم الاثنين ٥ ذي القعدة ٥٠٧ ، ثمّ ذكر لفظ الإجازة على ظهرها وتأريخها(٢) .

ولكتاب الآمالي هذا خمسة أسانيد وعدّة نسخ مخطوطة ، وقد طبع أخيراً طبعة محقّقة من قبل مؤسّسة البعثة ـ قم المقدّسة(٣) .

____________

١ ـ الذريعة ٢ : ٣١٥ [ ١٢٥١ ].

٢ ـ الذريعة ١٩ : ٣٥٤.

٣ ـ راجع ترجمة المؤلّف في أوّل كتاب الأمالي المطبوع : ٤١ ، تحقيق : قسم الدراسات الإسلاميّة ، مؤسّسة البعثة ـ قم المقدّسة.

٣٢٥
٣٢٦

(٣١) كتاب : عيون أخبار الرضا ( عليه السلام )

الحديث :

الأوّل : حدَّثنا أحمد(١) بن زياد بن جعفر الهمداني ، قال : حدَّثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، إلى أخر ما ذكرناه في كمال الدين ومعاني الأخبار بنفس السند والمتن(٢) .

ورواه عن ابن بابويه الطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ ) في إعلام الورى ، كما ذكرنا ذلك سابقاً(٣) .

الثاني : حدّثنا علي بن الفضل البغدادي ، قال : سمعت أبا عمر صاحب أبي العبّاس تغلب يسأل عن معنى قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، لم سمّيا بالثقلين؟

قال : لأنّ التمسّك بهما ثقيل(٤) .

____________

١ ـ في كمال الدين ( محمّد ).

٢ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٦٠ ح ٢٥ ، باب (٦) : النصوص على الرضا ( عليه السلام ) بالإمامة في جملة الأئمّة الاثنى عشر ( عليهم السلام ) ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٧٥ ح ١٢٥ ، والبرهان ١ : ١٠ ح ٣ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٠ ح ٥٨ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٤٧ ح ١١٠ ، و ٢٥ : ٢١٥ ح ١٠ ، و ٣٦ : ٣٧٣ ح ١ ، وراجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الرابع والعشرين ، ومعاني الأخبار ، الحديث الخامس.

٣ ـ إعلام الورى ٢ : ١٨٠ ، الفصل الثاني ، وراجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الرابع والعشرين ، الهامش [ ٢ ].

٤ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٦٠ ح ٢٦ ، باب (٦) : النصوص على الرضا ( عليه السلام ) ،

٣٢٧

ولقد أوردنا هذا الحديث في كمال الدين ومعاني الأخبار بنفس السند ، مع زيادة في المتن(١) .

ورواه كما ذكرنا سابقاً الجويني ( ت ٧٣٠ هـ ) في فرائد السمطين عن الصدوق(٢) .

الثالث : حدَّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور ( رضي الله عنهما ) ، قالا : حدَّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصلت ، قال : حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو ، إلى آخر ما ذكرناه عن تحف العقول مرسلا ، وأمالي الصدوق مسنداً(٣) .

الرابع : وبهذا الإسناد(٤) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كأنّي قد دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(٥) .

____________

وعنه في البحار ٢٣ : ١٣١ ح ٦٥.

١ ـ راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الحادي عشر ، ومعاني الأخبار ، الحديث الرابع.

٢ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٥ ح ٤٣٩ ، الباب (٣٣) من السمط الثاني ، راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الحادي عشر ، الهامش [ ٤ ].

٣ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٢٠٧ ح ١ ، باب (٢٣) : ذكر مجلس الرضا ( عليه السلام ) مع المأمون في الفرق بين العترة والأُمّة ، وعنه في الوسائل ٢٧ : ١٩٠ ح ٣٤ ، وعمدة النظر : ٥٥ ، وغاية المرام ٦ : ٢٦٠ ح ٧ ، باب [ ١٠٠ ] ، والبحار ٢٥ : ٢٢٠ ح ٢٠ ، ونور الثقلين ٤ : ٢٧١ ح ٨٥ ، وراجع ما ذكرنا في تحف العقول : الحديث الثاني ، وأمالي الصدوق : الحديث الخامس.

٤ ـ أي سند الرضا ( عليه السلام ) إلى آبائه ( عليهم السلام ).

٥ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٣٤ ح ٤٠ ، الباب (٣١) : في ما جاء عن الرضا ( عليه السلام ) من الأخبار المجموعة.

٣٢٨

وذكر سنده إلى الرضا ( عليه السلام ) ، ثمّ إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، هكذا : حدَّثنا أبو الحسن محمّد بن علي ابن الشاه الفقيه المروزي بمرو الرود في داره ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد الله النيسابوري ، قال : حدَّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة ، قال : حدَّثني أبي في سنة ستّين ومأتين ، قال : حدَّثني علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.

وحدَّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوري ، قال : حدَّثنا جعفر ابن محمّد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني ، عن الرضا علي بن موسى ( عليهما السلام ).

وحدَّثني أبو عبد الله الحسين بن محمّد الأشناني الرازي العدل ببلخ ، قال : حدَّثنا علي بن محمّد بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان الفرّاء ، عن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ).

قال : حدَّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدَّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدَّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدَّثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدَّثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدَّثني أبي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : « قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله )(١) ».

ومرّ مثله في صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام )(٢) ، ومسند الإمام الرضا ( عليه السلام )(٣) .

____________

١ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٢٨ ح ٤ ، الباب (٣١) ، وعنه بسنده عن داود بن سليمان الفرّاء في غاية المرام ٢ : ٣٦٦ ح ٧٩ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٤٤ ح ١٠١ و ٩٢ : ١٣ ح ٢.

٢ ـ صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ٥٩ ح ٨٣ ، وفيه : « كأنّي دعيت فأجبت » ، وراجع ما ذكرناه في صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ).

٣ ـ راجع ما أوردناه عن مسند الإمام الرضا ( عليه السلام ) بسند داود بن سليمان الفرّاء.

٣٢٩

الخامس : وبإسناده(١) عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

وذكر سنده هنا ، هكذا : حدَّثنا محمّد بن عمر بن محمّد بن سليم بن البراء الجعابي ، قال : حدَّثني أبو محمّد الحسن بن عبد الله بن العبّاس الرازي التميمي ، قال : حدَّثني سيّدي علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، إلى آخر السند عن آبائه ( عليهم السلام )(٣) .

وقد مرّ الحديث عن كمال الدين للصدوق(٤) .

ورواه كما ذكرنا سابقاً الجويني ( ت ٧٣٠ هـ ) في فرائد السمطين عن الصدوق(٥) .

كتاب عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) :

نسبه إليه الشيخ ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست(٦) ، وابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم(٧) .

____________

١ ـ أي بإسناد الرضا ( عليه السلام ) عن آبائه.

٢ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٦٨ ح ٢٥٩ ، الباب (٣١) : في ما جاء عن الرضا ( عليه السلام ) من الأخبار المجموعة.

٣ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٦٣ ح ٢١٤ ، الباب (٣١) ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٨٥ ح ١٥٤ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٣ ح ٨٠ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٤٥ ح ١٠٥.

٤ ـ راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث التاسع عشر ، وفيه : حدَّثني محمّد بن عمر ، قال : حدَّثني الحسن بن عبد الله بن علي التميمي ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني سيّدي علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) . الخ ، وفيه أيضاً : « وعترتي أهل بيتي ».

٥ ـ راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث التاسع عشر ، والهامش رقم [ ٤ ].

٦ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٢ [ ٧١٠ ].

٧ ـ معالم العلماء : ١١١ [ ٧١٤ ] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : ٣٧٦.

٣٣٠

وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في ضمن مؤلّفات الصدوق التي وصلت إليه(١) ، وجعله من جملة مصادر الوسائل(٢) .

وذكره المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في أوّل مصادر البحار(٣) ، وقال في توثيقه : إعلم أنَّ أكثر الكتب التي اعتمدنا عليها في النقل مشهورة معلومة الانتساب إلى مؤلّفيها ، ككتب الصدوق ، وكذا كتاب عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) فإنّا صحّحنا الجزء الأوّل منه من كتاب مصحّح كان يقال : إنّه بخطّ مصنّفه ( رحمه الله ) ، وظنّي أنّه لم يكن بخطّه ، ولكن كان عليه خطّه وتصحيحه(٤) .

وقال صاحب الذريعة ( ت ١٣٨٩ هـ ) : ( عيون أخبار الرضا ) في أحوال الإمام الرضا ( عليه السلام ) في ١٣٩ باباً ، وقد طبع بإيران مكرّراً ، منه في ١٢٧٥ و ١٣١٧(٥) .

____________

١ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ [ ٨٤٥ ].

٢ ـ الوسائل ٣٠ : ١٥٤ ، الفائدة الرابعة ، في ذكر مصادر الكتاب.

٣ ـ البحار ١ : ٦ ، الفصل الأوّل.

٤ ـ البحار ١ : ٢٦ ، الفصل الثاني : توثيق المصادر.

٥ ـ الذريعة ١٥ : ٣٧٥ [ ٢٣٦٧ ].

٣٣١
٣٣٢

(٣٢) كتاب : الخصال

الحديث :

الأوّل : حدَّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، قال : أخبرنا محمّد بن حمدان القشيري ، قال : أخبرنا المغيرة بن محمّد بن المهلّب ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني عبد الله بن داود ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين ومعاني الأخبار بنفس السند والمتن(١) .

الثاني والثالث : حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، ويعقوب بن يزيد جميعاً ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد الله ابن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : لمّا رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ونحن معه ، أقبل حتّى انتهى إلى الجحفة ، فأمر أصحابه بالنزول ، فنزل القوم منازلهم ، ثمّ نودي بالصلاة ، فصلّى بأصحابه ركعتين ، ثمّ أقبل بوجهه إليهم ، فقال لهم : « إنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّي ميّت وأنّكم ميّتون ، وكأنّي قد دعيت فأجبت ، وأنّي مسؤول عمّا أُرسلت به إليكم ، وعمّا

____________

١ ـ الخصال : ٦٥ ح ٩٧ ، وفيه : « حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي ، ألا وإنّهما . » ، وعنه في البحار ٢٣ : ١٣١ ح ٦٤ ، وراجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث العاشر ، ومعاني الأخبار ، الحديث الثاني.

٣٣٣

خلّفت فيكم من كتاب الله وحجّته ، وأنّكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون لربّكم؟

قالوا : نقول : قد بلّغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك الله عنّا أفضل الجزاء.

ثمّ قال لهم : « ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وأنّي رسول الله إليكم ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ؟ ».

فقالوا : نشهد بذلك ،

قال : « أللهمّ اشهد على ما يقولون ، ألا وإنّي أُشهدكم أنّي أشهد أنّ الله مولاي ، وأنا مولى كلّ مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرّون لي بذلك وتشهدون لي به؟ ».

فقالوا : نعم ، نشهد لك بذلك.

فقال : « ألا من كنت مولاه ، فإنّ عليّاً مولاه ، وهو هذا » ، ثمّ أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها مع يده حتّى بدت آباطهما ، ثمّ قال : « اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، ألا وإنّي فرطكم وأنتم واردون عليّ الحوض ، حوضي غداً ، وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه أقداح من فضّة عدد نجوم السماء ، ألا وإنّي سائلكم غداً ماذا صنعتم في ما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم عليّ حوضي ، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي ، فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني؟ ».

قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله؟

قال : « أمّا الثقل الأكبر فكتاب الله عزّ وجلّ ، سبب ممدود من الله ومنّي في أيديكم ، طرفه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ، وأمّا الثقل الأصغر فهو حليف القرآن ، وهو

٣٣٤

علي بن أبي طالب وعترته ( عليهم السلام ) ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

قال معروف بن خربوذ : فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقال : « صدق أبو الطفيل ( رحمه الله ) ، هذا الكلام وجدناه في كتاب علي ( عليه السلام ) وعرفناه ».

وحدَّثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال ، حدَّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد ابن أبي عمير.

وحدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن أبي عمير.

وحدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري بمثل هذا الحديث سواء.

قال مصنّف هذا الكتاب(١) ـ أدام الله عزّه ـ : الأخبار في هذا المعنى كثيرة ، وقد أخرجتها في كتاب المعرفة في الفضائل(٢) .

كتاب الخصال :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٣) ، وكذا الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست(٤) ، وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) عند ذكره

____________

١ ـ يعني نفسه. أبا جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي ( الصدوق ).

٢ ـ الخصال : ٦٥ ح ٩٨ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٣٢ ح ٣١٠ باختصار ، والبحار ٣٧ : ١٢١ ح ١٥ ، باب ( ٥٢ ) : في أخبار الغدير.

٣ ـ رجال النجاشي : ٣٨٩ [ ١٠٤٩ ].

٤ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٢ [ ٧١٠ ].

٣٣٥

لكتب الصدوق التي وصلت إليه(١) ، وجعله أحد مصادر كتابه الوسائل(٢) ، وذكره المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادره(٣) ، وقد ذكرنا كلامه بخصوص كتب الصدوق في ما تقدّم.

وقال أيضاً : وكذا كتاب الخصال عرضناه على نسختين قديمتين ، كان على إحداهما إجازة الشيخ مقداد(٤) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : ( الخصال ) في الأخلاق للشيخ الصدوق ، أوّله ( الحمد لله الذي توحّد بالوحدانيّة ) ، ثمّ قال : وابتدأ بباب الواحد ، ثمّ الاثنين ، ثمّ الثلاثة ، وهكذا إلى باب الخصال الأربعمائة ، وطبع بطهران في ( ١٣٠٢ )(٥) .

____________

١ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ [ ٨٤٥ ].

٢ ـ الوسائل ٣٠ : ١٥٤ ، الفائدة الرابعة ، في ذكر مصادر الكتاب.

٣ ـ البحار ١ : ٦ ، الفصل الأوّل.

٤ ـ البحار ١ : ٢٦ ، الفصل الثاني ، توثيق المصادر.

٥ ـ الذريعة ٧ : ١٦٢ [ ٨٧٦ ].

٣٣٦

(٣٣) كتاب : التوحيد

الحديث :

قال مصنّف هذا الكتاب ( رضي الله عنه ) : معنى قوله : نحن المثاني ، أي : نحن الذين قرننا النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) إلى القرآن ، وأوصى بالتمسّك بالقرآن وبنا ، فأخبر أُمّته بأن لا نفترق حتّى نرد عليه حوضه(١) .

أقول : من الواضح أنّه يشير إلى حديث الثقلين.

كتاب التوحيد :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٢) ، والشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست(٣) .

وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في ضمن الكتب التي وصلت إليه(٤) ، وعدّه أحد مصادر كتاب الوسائل(٥) .

____________

١ ـ التوحيد : ١٤٥ ح ٦ ، باب (١٢) : تفسير قول الله عزّ وجلّ( كُلُّ شَيء هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) ، وعنه المازندراني ( ١٠٨١ هـ ) في شرح أُصول الكافي ٤ : ٢٢٠.

٢ ـ رجال النجاشي : ٣٨٩ [ ١٠٤٩ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٢ [ ٧١٠ ].

٤ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ [ ٨٤٥ ].

٥ ـ الوسائل ٣٠ : ١٥٤ الفائدة الرابعة ، مصادر الكتاب.

٣٣٧

وكذا المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) عدّه من مصادر كتابه(١) ، وقد نقلنا عبارته بخصوص كتب الصدوق سابقاً.

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : طبع بإيران في ( ١٢٨٥ ) ، وطبع ثانياً في بمبئي ( ١٣٢١ ) ، وله شروح كثيرة(٢) .

____________

١ ـ البحار ١ : ٦ ، الفصل الأوّل.

٢ ـ الذريعة ٤ : ٤٨٢ [ ٢١٥٤ ].

٣٣٨

(٣٤) كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام )

لأبي القاسم علي بن محمّد بن علي الخزّاز القمّي

( أواخر القرن الرابع )

الحديث :

الأوّل : حدَّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبيد الله الجوهري ، قال : حدَّثنا عبد الصمد بن علي بن محمّد بن مكرم ، قال : حدَّثنا الطيالسي أبو الند ، عن أبي الزياد عبد الله بن ذكوان ، عن أبيه ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال :

وبهذا الإسناد ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزّ وجلّ ، من اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضلالة ، ثمّ أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » ـ ثلاث مرات ـ ، فقلت لأبي هريرة : فمن أهل بيته نساؤه؟

قال : لا ، أهل بيته صلبه وعصبته ، وهم الأئمّة الاثنا عشر الذين ذكرهم الله في قوله :( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (١) .

____________

١ ـ كفاية الأثر : ٨٦ ، ما روي عن أبي هريرة.

وهذا الحديث مشهور عن زيد بن أرقم ، ما عدى شطره الأخير من ذكر الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، وسيأتي البحث حوله مفصّلا. وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٨١ ح ٥٠٧ ، والبرهان ٤ : ١٤٠ ح ١٠ ، ولكنّه رواه عن ابن بابويه ، والظاهر أنّه اشتباه ، وستأتي الإشارة إليه في الحديث الثاني ، والبحار ٣٦ : ٣١٥ ح ١٦١.

٣٣٩

الثاني : حدَّثنا علي بن الحسن بن محمّد بن مندة ، قال : حدَّثنا هارون بن موسى ( رحمه الله ) ، قال : حدَّثنا أبو الحسين محمّد بن منصور الهاشمي ، قال : حدَّثني أبو موسى عيسى بن أحمد ، قال : حدَّثنا أبو ثابت المدني ، قال : حدَّثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن هشام بن سعيد ، عن عيسى بن عبد الله بن مالك ، عن عمر بن الخطّاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : « أيّها الناس ، إنّي فرط لكم ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، حوضاً عرضه ما بين صنعا إلى بصرى ، فيه قدحان عدد النجوم من فضّة ، وإنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، السبب الأكبر كتاب الله ، طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنَّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فقلت : يا رسول الله ، من عترتك؟

قال : « أهل بيتي من ولد علي وفاطمة ( عليهما السلام ) ، وتسعة من صلب الحسين أئمّة أبرار ، هم عترتي من لحمي ودمي »(١) .

الثالث : حدَّثنا محمّد بن وهنا بن محمّد بن البصري ، قال : حدَّثنا محمّد بن عمر الجعالي(٢) ، قال : حدَّثني إسماعيل بن محمّد بن شيبة القاضي البصري ، قال : حدَّثني محمّد بن أحمد بن الحسين ، قال : حدَّثني يحيى بن خلف الراسي ، عن عبد الرحمن ، قال : حدَّثنا يريد(٣) بن الحسن ، عن معاوية الخربوذ(٤) ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد ،

____________

١ ـ كفاية الأثر : ٩١ ، ما روي عن عمر بن الخطّاب ، وعنه في إثبات الهداة ٢ : ٥٢٥ ح ٥١١ ، وأورد الشطر الأخير منه فقط ، والبرهان ١ : ٩ ح ٢ ، وغاية المرام ٢ : ٣٢٢ ح ٣ ، الباب (٢٩) ، ونسبه في الاثنين إلى ابن بابويه ، وكأنّه ظنّ أنّ كتاب كفاية الأثر له ، لا للخزّاز ، والبحار ٣٦ : ٣١٧ ح ١٦٥.

٢ ـ الظاهر أنّه الجعابي.

٣ ـ الظاهر أنّه خطأ مطبعي ، والصحيح ( يزيد ).

٤ ـ الصحيح معاوية بن خربوذ.

٣٤٠

قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول على منبره : « معاشر الناس ، إنّي فرطكم ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، أعرض ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحاناً من فضّة ، وأنا سائلكم حين ترودن عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لن تضلّوا ، ولا تبدّلوا في عترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير ، أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، أنتظر من يرد عليّ منكم ، وسوف تأخّر أُناس دوني ، فأقول : يا ربّ ، منّي ومن أُمّتي ، فيقال : يا محمّد ، هل شعرت بما عملوا؟ إنّهم ما برحوا بعدك على أعقابهم ».

ثمّ قال : « أُوصيكم في عترتي خيراً » ثلاثاً ، أو قال : « في أهل بيتي » ، فقام إليه سلمان ، فقال : يا رسول الله ، ألا تخبرني عن الأئمّة بعدك؟ أما هم من عترتك؟

فقال : « نعم ، الأئمّة بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، فلا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ، واتّبعوهم فإنّهم مع الحقّ والحقّ معهم »(١) .

الرابع : أخبرنا محمّد بن عبد الله ، قال : حدَّثنا أبو الحسن عيسى بن العراد الكبير ، قال : حدَّثني أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن عمر بن مسلم

____________

١ ـ كفاية الأثر : ١٢٧ ، ما جاء عن حذيفة بن أسيد.

وسؤال سلمان لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن الأئمّة له طريقان آخران عن حذيفة بن أسيد وآخر عن عمران بن حصين ، وفيه : أُوصيكم في عترتي خيراً ، ذكرها في كفاية الأثر بعد هذا الحديث مباشرة ، ومن الواضح أنّ سؤال سلمان في هذه الأحاديث هو جزء من هذا الحديث الطويل بخصوص الثقلين ، وعنه في إثبات الهداة ٢ : ٥٣٣ ح ٥٢٩ ، وأورد الشطر الأخير منه ، والبرهان ١ : ١٠ ح ٤ ، وغاية المرام ٢ : ٣٢١ ح ١ ، الباب (٢٩) ، ونسبه إلى ابن بابويه أيضاً كما نبّهنا سابقاً ، والبحار ٢٦ : ٣٢٨ ح ١٨٥.

٣٤١

ابن لاحق اللاحفي(١) بالبصرة في سنة عشر وثلاثمائة ، قال : حدَّثنا محمّد ابن عمارة السكري ، عن إبراهيم بن عاصم ، عن عبد الله بن هارون الكرسحي(٢) ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد بن سلامة ، عن حذيفة اليمان ، قال : صلّى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ أقبل بوجهه الكريم علينا ، فقال : « معاشر أصحابي ، أُوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته ، فمن عمل بها فاز وغنم ، ومن أنجح(٣) وتركها حلّت به الندامة ، فالتمسوا بالتقوى السلامة من أهوال يوم القيامة ، فكأنّي أُدعى فأُجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، ومن تمسّك بعترتي من بعدي كان من الفائزين ، ومن تخلّف عنهم كان من الهالكين ».

فقلت : يا رسول الله ، على ما تخلفنا؟

قال : « على من خلف موسى بن عمران قومه؟ ».

قلت : على وصيّه يوشع بن نون ، قال : « فإنّ وصيّ وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره مخذول من خذله ».

قلت : يا رسول الله ، فكم يكون الأئمّة من بعدك؟

قال : « عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، خزّان علم الله ومعادن وحيه » ، قلت : يا رسول الله ، فما لأولاد الحسن؟

____________

١ ـ قد يكون ( اللاحقي ) كما في إثبات الهداة.

٢ ـ الظاهر أنّه ( الكرخي ) كما في غاية المرام.

٣ ـ الظاهر أنّ هنا تصحيف أو تأخير وتقديم ، وفي غاية المرام هكذا : فمن عمل بها فاز ونجح وغنم.

٣٤٢

قال : إنّ الله تبارك وتعالى جعل الإمامة في عقب الحسين ، وذلك قوله تعالى :( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) .

قلت : أفلا تسمّيهم لي يا رسول الله؟

قال : بلى ، إنّه لما عُرج بي إلى السماء ، ونظرت إلى ساق العرش فرأيت مكتوباً بالنور : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، أيّدته بعليّ ونصرته به ، ورأيت أنوار الحسن والحسين وفاطمة ، ورأيت في ثلاثة مواضع عليّاً عليّاً عليّاً ومحمّداً محمّداً وموسى وجعفراً والحسن والحجّة يتلألأ من بينهم كأنّه كوكب درّيّ ، فقلت : يا ربّ ، من هؤلاء الذين قرنت أسماءهم باسمك؟ قال : يا محمّد ، إنّهم هم الأوصياء والأئمّة بعدك ، خلقتُهم من طينتك ، فطوبى لمن أحبّهم والويل لمن أبغضهم ، فبهم أُنزل الغيث وبهم أُثيب وأُعاقب ».

ثمّ رفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يده إلى السماء ودعا بدعوات ، فسمعته في ما يقول : « اللّهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي ، وفي زرعي وزرع زرعي »(١) .

الخامس : حدَّثني علي بن الحسين بن محمّد ، قال : حدَّثنا عتبة بن عبد الله الحمّصي بمكّة قراءة عليه سنة ثمانين وثلاثمائة ، قال : حدَّثنا موسى القطقطاني ، قال : حدَّثنا أحمد بن يوسف ، قال : حدَّثنا حسين بن زيد بن علي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن حسين بن حسن ، عن أبيه ، عن الحسن ( عليه السلام ) ، قال : « خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً ، فقال بعدما حمد الله وأثنى عليه : معاشر الناس ، كأنّي أُدعى فأُجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، فتعلّموا منهم

____________

١ ـ كفاية الأثر : ١٣٦ ، ما جاء عن حذيفة بن اليمان ، وعنه في إثبات الهداة ٢ : ٥٣٥ ح ٥٣٤ ، وغاية المرام ٢ : ٢٣٦ ح ٩٩ ، باب (٢٩) ، و ٢ : ٣٢١ ح ٢ ، الباب (٢٩) ، ولكنّه نسبه إلى ابن بابويه كعادته ، والبحار ٣٦ : ٣٣١ ح ١٩١.

٣٤٣

ولا تعلّموهم ، فإنّهم أعلم منكم ، لا يخلو الأرض منهم ، ولو خلت إذاً لساخت بأهلها » الحديث(١) .

السادس : قال : وكقوله : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي »(٢) .

السابع : حدَّثنا أحمد بن إسماعيل ، قال : حدَّثنا محمّد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن موسى بن مسلم ، عن مسعدة ، قال : كنت عند الصادق ( عليه السلام ) إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متّكئاً على عصاه ، فسلّم فردّ أبو عبد الله ( عليه السلام ) الجواب ، ثمّ قال : يا ابن رسول الله ، ناولني يدك أُقبّلها ، فأعطاه يده فقبّلها ثمّ بكى ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « ما يبكيك يا شيخ؟ ».

قال : جُعِلت فداك ، أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول : هذا الشهر وهذه السنة ، وقد كبرت سنّي ودقّ عظمي واقترب أجلي ولا أرى ما أُحبّ ، أراكم معتلّين مشرّدين ، وأرى عدوّكم يطيرون بالأجنحة ، فكيف لا أبكي ، فدمعت عينا أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : « يا شيخ ، إن أبقاك الله حتّى تر قائمنا كنت معنا في السنام الأعلى ، وإن حلّت بك المنيّة جئت يوم القيامة مع ثقل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن ثقله ، فقال ( عليه السلام ) : إنّي مخلّف فيكم الثقلين ، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ».

فقال الشيخ : لا أُبالي بعدما سمعت هذا الخبر.

قال : « يا شيخ ، إنّ قائمنا يخرج من صلب الحسن ، والحسن يخرج

____________

١ ـ كفاية الأثر : ١٦٢ ، ماروي عن الحسن بن علي ( عليهما السلام ).

والحديث طويل فيه تعداد الأئمّة ( عليهم السلام ) من ولد الحسين بأسمائهم وصفاتهم ، اخترنا موضع الحاجة منه ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٩١ ح ٥٤٤ باختصار ، وغاية المرام ١ : ١١٥ ح ١٦ ، باب (١١) ، و ٢ : ٣٢٤ ح ٧ ، باب (٢٩) ، و ٣ : ٩ ح ١١ ، باب (٣١) ، والبحار ٣٦ : ٣٣٨ ح ٢٠١.

٢ ـ كفاية الأثر : ٢١٠.

٣٤٤

من صلب علي ، وعلي يخرج من صلب محمّد ، ومحمّد يخرج من صلب علي ، وعلي يخرج من صلب ابني هذا ـ وأشار إلى موسى ( عليه السلام ) ـ ، وهذا خرج من صلبي ، نحن اثنا عشر كلّنا معصومون مطهّرون » الحديث(١) .

أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الخزّاز القمّي :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : علي بن محمّد بن علي الخزّاز ، ثقة من أصحابنا ( أبو القاسم ) ، وكان فقيهاً وجهاً ، له كتاب الإيضاح من أُصول الدين على مذهب أهل البيت ( عليهم السلام )(٢) .

ولكن الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) ذكر في رجاله أنّ أباه أحمد ، وقال : علي بن أحمد بن علي الخزّاز ، نزيل الريّ ، يكنّى ( أبا الحسن ) ، متكلّم جليل(٣) ، وفي الفهرست ، قال : علي الخزّاز الرازي متكلّم جليل له كتب في الكلام ، وله أُنس بالفقه ، وكان مقيماً بالريّ وبها مات ( رحمه الله )(٤) .

وذكره العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) مرّة بعنوان : علي بن الخزّاز ، متكلّم جليل ، له كتب في الكلام ، وله أُنس بالفقه ، كان مقيماً بالريّ وبها مات(٥) ، ومرّة بعنوان : علي بن محمّد بن علي الخزّاز ، يكنّى أبا القاسم ، كان ثقة من أصحابنا فقيهاً وجيهاً(٦) ، وكذا في إيضاح الاشتباه : علي بن محمّد بن علي الخزّاز(٧) ، وكأنّه جعله اثنان.

____________

١ ـ كفاية الأثر : ٢٦٤ ، ما جاء عن جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٠٣ ح ٥٨٦ ، وأورده من حديث الثقلين إلى آخره ، وغاية المرام ٢ : ٣٢٣ ح ٦ ، ونسبه إلى ابن بابويه كعادته ، والبحار ٣٦ : ٤٠٨ ح ١٧.

٢ ـ رجال النجاشي: ٢٦٨ [ ٧٠٠ ].

٣ ـ رجال الطوسي : ٤٣٠ [ ٦١٧٢ ] ، من لم يرو عن واحد من الأئمّة ( عليهم السلام ).

٤ ـ فهرست الطوسي: ٢٩٠ [ ٤٣٣ ].

٥ ـ خلاصة الأقوال : ١٨٠ [ ٥٣٥ ].

٦ ـ خلاصة الأقوال: ١٨٨ [ ٥٦٤ ].

٧ ـ إيضاح الاشتباه : ٢٢٢ [ ٤٠٧ ].

٣٤٥

وقال ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) : علي بن محمّد بن علي الخزّاز ، أبو القاسم [ جش [ ثقة ، كان من أصحابنا وجيهاً(١) .

كفاية الأثر :

قال ابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) ـ بعد أن عنونه بـ ( علي بن محمّد ابن علي الخزّاز القمّي ) ـ من كتبه : كتاب الأحكام الشرعيّة على مذهب الإماميّة ، الإيضاح في الاعتقاد ، الكفاية في النصوص(٢) .

وقال البهبهاني ( ت ١٢٠٥ هـ ) في التعليقه ـ بعد أن ذكر ما قاله ابن شهرآشوب ـ : قد رأيت هذا الكتاب ـ أعني الكفاية ـ كتاباً مبسوطاً جيّداً في غاية الجودة ، جميعه نصوص عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وعن غيره أيضاً على أنّ الأئمّة اثنا عشر ، وفيه بعض تحقيقاته ، يظهر منه كونه في غاية الفضل ، ويظهر من ذلك الكتاب كونه من تلامذة الصدوق وأبي المفضّل الشيباني ومن في طبقتهما ( رضي الله عنهم ).

ونقل عن خالي العلاّمة(٣) نسبة هذا الكتاب إلى المفيد ، وعن غيره(٤) إلى الصدوق ، ونسبا إلى الوهم ; لما ذكره ابن شهرآشوب ، والسيّد الجليل عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري ، والعلاّمة في إجازته لأولاد

____________

١ ـ رجال ابن داود : ١٤١ [ ١٠٧٨ ] ، القسم الأوّل.

وانظر : الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٢٥٦ [ ١٢٠٥ ] و ٢٦٥ [ ١٢٨٢ ] ، معجم الثقات : ٨٦ [ ٥٧٩ ] ، منهج المقال : ٢٢٥ و ٢٣٨ ، في المتن والحاشية ، نقد الرجال ٣ : ٢٢٨ [ ٣٥٠١ ] و ٢٩٨ [ ٣٦٩٠ ] ، تنقيح المقال ٢ : ٢٦٥ و ٢٦٧ و ٣٠٧ ، قاموس الرجال ٧ : ٣٦٠ [ ٥٠٢١ ] و ٥٦٦ [ ٥٣١٣ ].

٢ ـ معالم العلماء : ٧١ [ ٤٧٨ ].

٣ ـ العلاّمة المجلسي ، ولكن الظاهر أنّ النقل غير صحيح ، كما سيأتي من قول المجلسي في البحار.

٤ ـ الظاهر أنّه البحراني ، كما نبّهنا سابقاً عند ذكر الروايات.

٣٤٦

زهرة ، والشيخ الحرّ في وسائل الشيعة ، فإنّهم أيضاً صرّحوا بكونه لهذا الجليل(١) .

وعدّه الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في الكتب المعتمدة عنده ، وقال : كتاب الكفاية في النصوص على عدد الأئمّة ( عليهم السلام ) للشيخ الثقة الصدوق علي بن محمّد الخزّاز القمّي(٢) ، وذكر طريقه إليه(٣) .

وذكره المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادره ، وقال : كتاب كفاية الأثر في النصوص على الأئمّة الاثني عشر للشيخ السعيد علي بن محمّد بن علي الخزّاز القمّي(٤) .

وقال في توثيقه : وكتاب الكفاية كتاب شريف ، لم يؤلّف مثله في الإمامة ، وهذا الكتاب ومؤلّفه مذكوران في إجازة العلاّمة ، وغيرها ، وتأليفه أوّل دليل على فضله وثقته وديانته ، ثمّ ذكر توثيق العلاّمة في الخلاصة ، وابن شهرآشوب في المعالم(٥) .

وهناك نسخ عديدة للكتاب منها في مكتبة العلاّمة المحدّث الأرموي ، فرغ من نسخها سنة ٩٣١ هـ ونسخت على نسخة تاريخها ٤٠٤ هـ ، ونسخة أُخرى ذكر السيّد العلاّمة محسن الأمين في كتابه ( معادن الجواهر ) أنّه وجدها في جبل عامل ، قد فرغ من نسخها سنه ٥٨٤ هـ ، وعليها إجازة بخطّ شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمّي ، وهو يروي الكتاب عن السيّد العالم فخر الدين محمّد بن سرايا الحسني الجرجاني ،

____________

١ ـ منهج المقال : ٢٣٨ ، الحاشية.

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٦ [ ٢٩ ].

٣ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٧٩ ، الطريق الواحد والعشرون.

٤ ـ البحار ١ : ١٠ ، مصادر الكتاب.

٥ ـ البحار ١ : ٢٩ ، توثيق المصادر.

٣٤٧

عن الشيخ الفقيه علي بن علي بن عبد الصمد التميمي ، عن أبيه ، عن السيّد العالم أبي البركات الحوري عن المصنّف ( رحمه الله ).

وعلى النسخة خطوط بالإجازة والقراءة متتابعة التواريخ(١) .

____________

١ ـ معادن الجواهر ٢ : ٢٠٧ الباب السادس : في أُمور متفرّقة.

وانظر أيضاً : مقدّمة كتاب كفاية الأثر ، ورياض العلماء ٤ : ٢٢٦.

٣٤٨

حديث الثقلين عند الإماميّة ( الاثني عشريّة )

القرن الخامس الهجري

٣٤٩
٣٥٠

(٣٥) مقتضب الأثر

لأحمد بن عيّاش الجوهري ( ت ٤٠١ هـ )

الحديث :

الحمد لله المبتدي خلقه بالنعم ، وإيجادهم بعد العدم ، والمصطفي منهم من شاء في الأُمم ، حججاً على سائر الأُمم ، وبمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) ختم ، وبالأئمّة من بعده النعمة أتمّ ، وقال :( بَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً ) ثمّ قرنهم رسول الله بكتاب ربّه ، جعلهم قرناءه ، وعليه أُمناءه ، فقال : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فجعل حكمهما في الطاعة وفي الاقتداء بهما واحد(١) .

أحمد بن محمّد بن عبيد الله بن عيّاش الجوهري ( ت ٤٠١ هـ ) :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : أحمد بن محمّد بن عبيد الله بن الحسن ابن عيّاش بن إبراهيم بن أيّوب الجوهري ، أبو عبد الله ، وأُمّه سكينة بنت الحسين بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن إسحاق بنت أخي القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف.

____________

١ ـ مقتضب الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر : ٢٨٧ ، مقدّمة الكتاب ضمن مجلّة علوم الحديث ( العدد التاسع ).

٣٥١

كان سمع الحديث وأكثر ، واضطرب في آخر عمره ، وكان جدّه وأبوه من وجوه أهل بغداد أيّام آل حمّاد والقاضي أبي عمر.

ثمّ قال ـ بعد أن ذكر كتبه ـ : رأيت هذا الشيخ ، وكان صديقاً لي ولوالدي ، وسمعت منه شيئاً كثيراً ، ورأيت شيوخنا يضعّفونه ، فلم أرو عنه شيئاً وتجنّبته ، وكان من أهل العلم والأدب القويّ ، وطيّب الشعر ، وحسن الخطّ ، رحمه الله وسامحه ، ومات سنة إحدى وأربعمائة(١) .

وقال الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست : كان سمع الحديث وأكثر ، واختلّ في آخر عمره ، وكان جدّه وأبوه وجيهين ببغداد ، وأُمّه سكينة بنت الحسين بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن إسحاق بنت أخي القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف(٢) .

وذكره في رجاله في من لم يرو عن واحد من الأئمّة ( عليهم السلام ) ، وقال : أحمد بن محمّد بن عيّاش ، يكنّى أبا عبد الله ، كثير الرواية إلاّ أنّه اختلّ في آخر عمره ، أخبرنا عنه جماعة من أصحابنا ، مات سنة إحدى وأربعمائة(٣) .

ووصفه ابن شاذان ( القرن الخامس ) بالحافظ في عدّة مواضع من كتابه المائة منقبة(٤) .

وسكت عنه ابن شهرآشوب ( ت ٨٨ هـ ) في معالمه ، واكتفى بعدّ كتبه ، وذكر اسمه ، هكذا : أحمد بن محمّد بن عبيد الله بن سليمان ، أبو عبد الله الجوهري(٥) .

وذكره العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في الخلاصة في القسم الثاني المخصّص

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٨٥ [ ٢٠٧ ].

٢ ـ فهرست الطوسي : ٧٨ [ ٩٩ ].

٣ ـ رجال الطوسي : ٤١٣ [ ٥٩٨٣ ].

٤ ـ مائة منقبة : ٦٤ ، المنقبة ١٧ و ٣٠ و ٨٢.

٥ ـ معالم العلماء : ٢٠ [ ٩٠ ].

٣٥٢

للضعاف بمثل ما ذكره النجاشي والطوسي ، ونقل كلام النجاشي الأخير(١) ، ومثله فعل ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ )(٢) .

وعدّه في الحاوي من الضعاف(٣) ).

وفي الوجيزة للمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) : ضعيف ، وفيه مدح(٤) ، وقال في البحار عند ذكره لكتابه المقتضب : ذكره الشيخ والنجاشي في فهرستيهما ، وعدّا هذا الكتاب من كتبه ، ومدحاه بكثرة الرواية ، لكن نسبا إليه أنّه خلط في آخر عمره ، وذكره ابن شهرآشوب وعدّ مؤلّفاته ، ولم يقدح فيه بشيء(٥) .

وقال المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) ـ بعد أن نقل ما أوردناه آنفاً ـ : قلت : بعد إحراز كونه إماميّاً كما تكشف عنه كتبه وورود المدح فيه ، كان مقتضى القاعدة عدّ حديثه من الحسن لا الضعيف سيّما إن أُريد بالاختلال في آخر عمره خلل في عقله دون مذهبه ، وترحّم النجاشي عليه مؤيّد لحسنه ، كما لا زال يستشهد بنحو ذلك الوحيد لحسن الرجل ، وإن أُريد بالاختلال اختلال مذهبه كما يومي إليه قول النجاشي بعد الترحّم وسامحه ، وقوله قبل ذلك اضطرب في آخر عمره ، فإنّ ذلك لا يراد به على الظاهر اختلال العقل ، نقول : لا مانع من الأخذ برواياته التي رواها في حال استقامته واعتداله ولكن تجنّب النجاشي من الرواية عنه احتياطاً أوجب تضعيفهم

____________

١ ـ خلاصة الأقوال : ٣٢٢ [ ١٢٦٥ ] ، القسم الثاني ، وانظر : إيضاح الاشتباه : ١٠٢ [ ٦٥ ].

٢ ـ رجال ابن داود : ٢٢٩ [ ٤١ ] ، القسم الثاني ، وانظر : مجمع الرجال ١ : ١٥٢ ، نقد الرجال ١ : ١٦٣ [ ٣٢٦ ] ، منتهى المقال ١ : ٣٣٠ [ ٢٣٧ ] ، جامع الرواة ١ : ٦٨ ، الكنى والألقاب ١ : ٣٦٩ ، معجم رجال الحديث ٣ : ٧٧.

٣ ـ حاوي الأقوال ٣ : ٣٩٣ [ ١٢٧٣ ].

٤ ـ الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ١٥٤ [ ١٢٩ ].

٥ ـ البحار ١ : ٣٧ ، توثيق المصادر.

٣٥٣

للرجل واتّباعهم إيّاه ، وهو كما ترى(١) .

وعلّق التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) في القاموس : هذا ، وأحسن النجاشي في تجنّبه عن الرواية عنه ، وقد روى الشيخ في مصباحه عنه في أدعية شهر رجب دعاء ( اللّهمّ إنّي أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك ) وهو دعاء مختلّ الألفاظ والمعاني ، وفيه فقرة منكرة ( لا فرق بينك وبينها إلاّ أنّهم عبادك )(٢) .

أقول : اختلال الألفاظ والمعاني لا نسلّم به ، وهذه الفقرة ظاهرة التصحيف وهم أعلم بمعناها ، وقد يكون ما قاله النجاشي من الاضطراب والطوسي من الاختلال يشير إلى مثل هذا ، فالناظر في كلام النجاشي والطوسي يرى كلامهما واحداً ، إلاّ في كلمتي ( اضطرب ) و ( اختلّ ) فكأنّ مرادهما واحد ، وعليه فلا يراد منهما الطعن في مذهبه ، بل الأقرب تضعيفه من جهة الضبط وهو في آخر عمره.

أمّا تجنّب النجاشي الرواية عنه ، فإنّه لم يلتزم به في عدّة موارد كما سيأتي عن العلاّمة الطهراني ، فالظاهر أنَّه كان منه مراعاة للشيوخ الذين ضعّفوه كما نقل ، وإن لم يرتضه هو كلّ الرضا ، وإلاّ لما روى عنه في هذه الموارد العديدة.

قال صاحب الرياض ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) : من فضلاء الشيعة الإماميّة ورئيسهم(٣) .

وقال الخوانساري ( ت ١٣١٣ هـ ) ـ بعد أن عنون له بالحافظ الفقيه المشهور ـ : يروي عنه في البحار كثيراً ، وهو من جملة المعتمدين من الأصحاب ( رضوان الله عليهم أجمعين )(٤) .

____________

١ ـ تنقيح المقال ١ : ٨٨ [ ٥١٧ ].

٢ ـ قاموس الرجال ١ : ٦٢٢ [ ٥٦١ ].

٣ ـ رياض العلماء ٦ : ٣١.

٤ ـ روضات الجنّات ١ : ٦٠ [ ١٢ ].

٣٥٤

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الطبقات : ذكره النجاشي ، وقال : كان صديقاً لي ولوالدي وسمعت منه شيئاً كثيراً ، وذكر أنَّه لا يروي عنه ، لكن ينقل عنه كثيراً ، منها في ترجمة رومي بن زرارة ، قال : له كتاب رواه ابن عيّاش ، قال : حدَّثنا علي بن محمّد بن زياد التستري(١) ، ومنها في ترجمة عبيد بن كثير ، قال : رواه أبو عبد الله بن عيّاش ، عن أبي الحسين عبد الصمد بن مكرم(٢) ، وفي ترجمة القاسم بن الوليد : قال أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبيد الله : حدَّثنا عبيد الله بن أبي زيد(٣) يعني أبا طالب الأنباري عبيد الله بن أحمد بن أبي زيد ، وقال في ترجمة محمّد بن جعفر ابن عنبسة : قال أبو عبد الله بن عيّاش : حدَّثنا علي بن محمّد بن جعفر بن عنبسة(٤) ، وفي ترجمة علي بن محمّد بن جعفر بن عنبسة : قال أبو عبد الله ابن عيّاش : يقال له ابن ريدويه(٥) ، وفي ترجمة محمّد بن سنان : كان أبو عبد الله بن عيّاش يقول : حدَّثنا أبو عيسى محمّد بن أحمد بن محمّد بن سنان(٦) (٧) .

وقال أيضاً : مؤلّف كتاب ( مقتضب الأثر ) والمتوفّى ٤٠١ ، وعمّر طويلا ; لأنّه يروي عن أحمد بن محمّد بن عقدة الذي توفّي ٣٣٣ هـ ، يعدّ من أعلام هذا القرن ; لأنّ تمام حياته ونشاطه العلمي في هذا القرن ، لكن حيث أدرك القرن الخامس ذكرته هناك(٨) .

____________

١ ـ رجال النجاشي : ١٦٦ [ ٤٤٠ ].

٢ ـ رجال النجاشي : ٢٣٤ [ ٦٢٠ ].

٣ ـ رجال النجاشي : ٣١٣ [ ٨٥٥ ].

٤ ـ رجال النجاشي : ٣٧٦ [ ١٠٢٥ ].

٥ ـ رجال النجاشي : ٢٦٢ [ ٦٨٦ ].

٦ ـ رجال النجاشي : ٣٢٨ [ ٨٨٨ ].

٧ ـ طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) ٢ : ٢٣.

٨ ـ طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) ١ : ٥١.

٣٥٥

أقول : لعلّ تضعيف شيوخ النجاشي له جاء من روايته لكتب الضعفاء ، وذلك ظاهر لمن تتبّع الموارد التي ذكرناها آنفاً عن الطهراني في رجال النجاشي.

وقد أضاف السيّد الخوئي ( ت ١٤١٣ هـ ) ( قدس سره ) مورداً آخر ، وهو ما رواه في ترجمة الحسين بن بسطام ، قال : وقال أبو عبد الله بن عيّاش : هو الحسين بن بسطام بن سابور الزيّات ، ثمّ قال : قال ابن عبّاس : أخبرناه الشريف أبو الحسين صالح بن الحسين النوفلي(١) (٢) .

ثمّ أنّه قد لا يلتفت إلى مثل هذه التضعيفات بعد أن روى عنه الأجلاّء مثل الدوريستي(٣) ، كما سيأتي في إجازات الكتاب.

كتاب مقتضب الأثر :

نسبه إلى ابن عيّاش كلّ من ترجم له.

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : له كتب ، منها : كتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمّة الاثني عشر ، كتاب الأغسال(٤) .

وقال الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) : وصنّف كتباً منها : كتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، ثمّ قال ـ بعد أن ذكر بقيّة كتبه ـ : أخبرنا بسائر كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا عنه ، ومات سنه إحدى وأربعمائة(٥) .

وطريقه صحيح ، قاله السيّد الخوئي ( ت ١٤١٣ هـ ) ( قدس سره )(٦) .

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٩ [ ٧٩ ].

٢ ـ معجم رجال الحديث ٣ : ٧٨ ، وانظر : الجامع في الرجال ١ : ١٧٤.

٣ ـ أعيان الشيعة ٣ : ١٢٥ ، وانظر : تهذيب المقال ٣ : ٣٦٤.

٤ ـ رجال النجاشي : ٨٦ [ ٢٠٧ ].

٥ ـ فهرست الطوسي : ٧٨ [ ٩٩ ].

٦ ـ معجم رجال الحديث ٣ : ٧٨ [ ٨٨٤ ].

٣٥٦

وأورده المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) ضمن مصادره(١) ، وقال في توثيقه : وبالجملة كتابه من الأُصول المعتبرة عند الشيعة ، كما يظهر من التتبّع(٢) .

وقال النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) : وكتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، وهو مع صغر حجمه من نفائس الكتب(٣) .

وقد ذكر السيّد ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) في الطرائف أنّه رآه ، قال : وقد رأيت تصنيفاً لأبي عبد الله محمّد بن عبد الله بن عيّاش اسمه ( كتاب مقتضب الأثر في إمامة الاثني عشر ) وهو نحو من أربعين ورقة ، في النسخة التي رأيتها ، يذكر فيها أحاديث عن نبيّهم محمّد ( صلى الله عليه وآله ) بإمامة الاثني عشر من قريش بأسمائهم(٤) .

وقال الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : إجازة الشيخ الجليل أبي محمّد عبد الله بن جعفر بن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد العيّاشي الدوريستي للشيخ صفيّ الدين أبي الفتوح الهمداني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الكريم بن عبد الجبّار بن الحسين بن محمّد بن أحمد بن المشرون الوزيري ، ولولده أبي نصر أحمد بن محمّد مختصرة ، كتبها بخطّه لهما على ظهر مقتضب الأثر في شعبان سنة ٥٧٥ هـ ، يرويه عن جدّه محمّد بن موسى ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن الحسن بن محمّد ابن إسماعيل بن أشناس البزّاز ، عن مصنّفه الشيخ الإمام أبي عبد الله أحمد ابن محمّد بن عبد الله بن الحسين بن عيّاش بن إبراهيم بن أيّوب الجوهري المتوفّى سنه ٤٠١(٥) .

____________

١ ـ البحار ١ : ١٩.

٢ ـ البحار ١ : ٣٧ ، توثيق المصادر.

٣ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ٣٨.

٤ ـ الطرائف ١ : ٢٥٤ ، وانظر : البحار ٣٦ : ٣٦٤.

٥ ـ الذريعة ١ : ٢٠٣ [ ١٠٦٢ ].

٣٥٧

وقال عند ذكره لمقتضب الأثر ، وبعد أن أورد ما في أوّل الكتاب وعدد أجزائه ومحتواها : والنسخة في خزانة كتب الميرزا محمّد الطهراني ، وحسب أمره طبع في سنة ( ١٣٤٦ هـ ) ، ورأيت نسخة منتسخة من أصل كَتَبه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الكريم بن ، أبو الفتوح الهمداني ، فرغ منه ليلة ( ٢٢ شعبان ـ عظّم الله قدره ـ سنة ٥٧٥ ) وكتب على النسخة المذكورة في التاريخ المذكور ـ أعني شعبان ٥٧٥ ـ عبد الله بن جعفر بن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد العبّاس(١) الدوريستي المذكور في ( ج ١ ـ ص ٢٠٣ ) بخطّه مالفظه ( مات مصنّف الكتاب سنة ٤٠١ ) ، ثمّ ذكر إجازة الدوريستي لأبي الفتوح وولده بمثل ما مرّ ، وقال : إنّها موجودة في مستدرك الإجازات على إجازات البحار(٢) .

وهناك إجازة أُخرى لهذا الكتاب من بعض أفاضل تلامذة الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلّي ونظرائه ، والظاهر أنّها من السيّد محمّد ابن الحسين بن محمّد بن أبي الرضا العلوي ـ كما استظهره المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في بحاره ـ للسيّد شمس الدين محمّد ابن السيّد جمال الدين أحمد بن أبي المعالي أُستاذ الشهيد ( قدس سره )(٣) :

بسم الله الرحمن الرحيم ، وأجزت له رواية كتاب مقتضب الأثر في الأئمّة الاثني عشر تأليف الشيخ أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله ابن الحسن بن عيّاش ، عن إبراهيم بن أيّوب ، عن الشيخ نجيب الدين المذكور ، عن السيّد ابن زهرة ، عن الشيخ الفقيه أبي سالم علي بن الحسن ابن المظفّر ، عن الفقيه رشيد الدين أبي الطيّب طاهر بن محمّد بن علي

____________

١ ـ هكذا في الذريعة ، وقد مرّ منه ( العيّاشي ).

٢ ـ الذريعة ٢٢ : ٢١ [ ٥٨٢٣ ].

٣ ـ البحار ١٠٧ : ١٥٢ ، وانظر : أعيان الشيعة ٣ : ١٢٥.

٣٥٨

الخواري ، عن الفقيه عبد الله بن جعفر بن محمّد بن موسى بن جعفر الدوريستي ، عن جدّه أبي جعفر محمّد بن موسى ، عن جدّه أبي عبد الله جعفر بن محمّد الدوريستي ، عن المصنّف(١) .

ومن الواضح أنّ هذه الإجازة بنفس طريق عبد الله بن جعفر الدوريستي صاحب الإجازة السابقة.

وقد طبع هذا الكتاب طبعة جديدة محقّقة في مجلّة علوم الحديث ( العدد التاسع ) ، وذكر العلاّمة البارع السيّد محمّد رضا الجلالي في أوّلها تحت عنوان ( تتميم النظر في التقديم لمقتضب الأثر ) أنّه اطَّلعَ على ثلاث نسخ من الكتاب اثنان منها في المكتبة الرضويّة وأُخرى عند السيّد محمّد علي الطبسي الحائري دام ظلّه ، ثمّ أورد وصفاً مفصّلاً لهذه النسخ ، تنطبق مواصفات اثنتين منها على مواصفات النسخة التي مرّ ذكرها عن العلاّمة الطهراني ، فلعلّه رأى إحداهما(٢) .

____________

١ ـ البحار ١٠٧ : ١٦٨.

٢ ـ انظر مجلّة علوم الحديث ، العدد التاسع ، ( تتميم النظر في التقديم لمقتضب الأثر ).

٣٥٩
٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619