موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين9%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 163606 / تحميل: 5105
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٦٣-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله مصدر الفضائل

وفاء النبي

كان الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله من حيث الوفاء ، لا ينسىٰ احداً قدم له خدمة ، الىٰ آخر لحظة في حياته ، فحليمة السعدية التي كانت مرضعته في الصغر ، كان كلما رآها يناديها يا اماه ، ويحسن اليها قدر استطاعته.

وفي معركة بدر أسر المسلمون مجموعة من المشركين ، وبأمر من الله سبحانه وتعالىٰ تقرر ان يدفع كل اسير فدية لكي يتحرر ، وكان من بين الاسرىٰ ، ابو العاص بن ربيع ، زوج ابنة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله زينب ، وكان قد تزوجها في مكة قبل البعثة ، كانت زينب في مكة ، فعلمت بحكم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقامت بأعداد فدية لتحرير زوجها أبي العاص ، وارسلتها بيد رجل الىٰ المدينة ، ومن جملة أموال الفدية كانت هناك قلادة لاُمّها خديجةعليها‌السلام اهدتها إليها ليلة زفافها.

وصل الرجل الىٰ المدينة ، فدخل علىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقدم فدية ابي العاص الىٰ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما ان رأىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قلادة خديجة بين تلك الاموال ، حتىٰ تأثر كثيراً وتذكر حب خديجة واخلاصها ، فانهال من عينيه الدمع.

أجل ، تذكر النبي ان هذه القلادة تعود لخديجة ، تلك الزوجة التي بذلت جميع أموالها في سبيل أهدافه السامية ، تلك الزوجة التي تحملت لوم نساء

١٠١

العرب لحبها اياه ، خديجة تلك الوفية التي وقفت الىٰ جانبه ونصرته في جميع المواقف والابتلاءات ، فكم من ايام الصيف الحارّة التي كان الرسول يأوي فيها الىٰ الصحراء أو الىٰ جبال مكة من شدة الجراحات التي كانت تصيبه من جراء الرمي بالحجارة ، فكانت خديجةعليها‌السلام تحمل كوزاً من الماء وتبحث عنه بين الاحجار أو كثبان الرمل وهي تناديه بصوتها الحنون « حبيبي محمد » ثم تأتي به بكل عطف الىٰ البيت.

والآن ، يرىٰ رسول الله قلادة خديجة تلك امامه ، اذن من حق الرسول ان يتأثر ويذرف الدمع ، فهذا التأثر وذلك الدمع يعبر عن وفاءه ، صحيح انها رحلت إلّا انَّ حبّها لا يزال ثابت في قلب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لقد رحلت خديجة الّا انَّ خدماتها للاسلام ورسوله لا زالت باقية في التاريخ.

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله معلم الاخلاق

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثالاً واُسوة في الاخلاق في حياته بين اولئك الناس الخشنين والبعيدين عن أي خلق اجتماعي. فلم يشتم احد علىٰ مدىٰ عمره ، ولم يأذي احداً بكلمة جارحة ، فكان مجلسه علىٰ شكل دائرة كي لا يمتاز احد عن الآخرين ، ولا يجعل للمجلس صدر وذيل ، حتىٰ ركبتيه كانتا عندما يجلس بمستوىٰ ركب الآخرين ، أو في بعض الاحيان متأخرة عنهم بعض الشيء ! ولم يكن يرتب هيئته أو محاسنه أو ملابسه في حضور الآخرين.

ولم يكن يمدّ رجليه في مجلس ، ولم يكن يأكل بشكل يؤدي الىٰ تنفر

١٠٢

الآخرين من الطعام ، ولم يحدد يوماً مكاناً له في مجلس ، حتىٰ انه كان ينهىٰ اصحابه عن ذلك.

وكان يجلس اين ما وجد مكاناً خالياً ، وكان اذا جلس مع أحد لا ينهض حتىٰ ينهض ذلك الشخص ، لا يقهقه اذا ضحك ، يحترم الشيوخ والطاعنين في السنّ بما يناسب مكانتهم ، وينظر بعطف الىٰ الصغار ، لا يقطع كلام أحد ، وهو ايضاً لا يتكلم الّا عند الضرورة ، لا يجادل في الحديث ، ولا يلوم احد لعيب فيه ، بل كان يوصيه برفع ذلك العيب علىٰ انفراد ، واذا كان في مجلس وقاموا بعمل يؤذيه ، كان يتغافل عنه ، لا يتكأ علىٰ شيء عند جلوسه ، يحترم الاشراف والكبار ، ينقل عبد الملك بن هشام في كتاب « السيرة » : عندما جاء المسلمون باسرىٰ قبيلة طي الىٰ المدينة ، كانت بينهم ابنة حاتم الطائي ، فقالت له : يامحمد ، هلك الوالد وغاب الوافد.

كان ذلك في اليوم الأول الذي التقته فيه ، لكنها لم تسمع جواباً منه ، فستيأست من النتيجة ، وفي ثالث يوم حيث التقته ، لم تكن تريد الكلام ، لانها لم تجد كلامها مؤثراً ، لكن الامام علي أمير المؤمنينعليه‌السلام اشار اليها بتكراره ، فقالت وللمرّة الثالثة : هلك الوالد وغاب الوافد.

فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كنت سمعت كلامك وحررتك ، لكني انتظرت قافلة اطمئن اليها كي اودعك معها حتىٰ تعودي الىٰ موطنك ، فعلمت ابنة حاتم الطائي انها نالت العفو منذ اليوم الأول ، وعدم اعطاء الجواب كانت انتظاراً للقافلة تردّها الىٰ موطنها.

١٠٣

تواضع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

رغم جميع تلك القوة والسلطة التي كانت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد كان متواضعاً مع الناس ، ومع ان قوته كان ترهب الدول العظمىٰ آنذاك ، لكنه كان يسبق الآخرين في السلام ، فلم يرىٰ طول حياته ان يسبقه احد في السلام ( حتىٰ الاطفال ) ، واذا كان ذبح شاة ، كان يذبحها بيده ، وكثيراً ما كان يحدث ان يدعوه الفقراء الذين كانوا يفترشون الارض الىٰ ان يجلس ويأكل معهم ـ وهو في طريقه ـ فكانصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو القائد العظيم ورسول رب العالمين ، يجلس علىٰ الارض الى جانبهم بكل سرور ، ويأكل معهم ، كان يقبل بدعوة غلام اسود لأكل قرص شعير ، ويساعد اهل بيته في ادارة الرحىٰ ، وكان يحلب النعجة بيده ، ويرقع ثوبه أو نعله وعندما كان متجهاً الىٰ حرب خيبر كان يركب حماراً ، لجامه وسرجه من ليف النخل ، وكان ذلك يعبر عن التواضع في ذلك الزمان ، وفي احدىٰ المرّات كل رجلاً يحدثه ويرتجف ، فتألم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من ذلك كثيراً ، وقال له : لماذا تخاف منّي ؟! فأنا لست ملكاً ، انا نبي.

أي انّ الناس يخافون عندما يقفون امام ملوك وجبابرة الارض ، لكن يجب ان لا يخافون من الانبياء والرجال الربانيون ، لأنهم مع قوتهم ، يحبون للناس الحياة.

وعندما دخل عليه عدي بن حاتم قبل ان يسلم ، اجلسه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله علىٰ ردائه وجلس هو علىٰ الارض وهناك نماذج كثيرة علىٰ تواضع رسول الاسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته ، تجعل القارىء والمشاهد في غاية الحيرة ، أوليس من العجب ان رجلاً يسيطر علىٰ الجزيرة العربية ، وفي قبضته حياة وأموال اهلها ،

١٠٤

يذهب بعد كل صلاة صبح الىٰ طريق ينتهي بأحد آبار الماء ، حتىٰ تأتي النساء اللاتي لهن اطفال صغار ، فيضعن اطفالهن عند الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله والرسول يداعبهم ويلاعبهم حتىٰ تنتهي امهاتهم من سحب الماء من البئر ؟!

جود النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وكرمه

كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله معروفاً بين جميع العرب بجوده وكرمه ، فبالاضافة الىٰ ان بني هاشم معروفين بالسخاء والكرم ، الّا ان الناس ، كانت تنظر بعين اخرىٰ الىٰ الرسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويميزونه بالايثار.

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقدم الآخرين على نفسه في الحياة ، وكان يعطي الفقراء من الأكل واللبس الذي يحتاجه هو ، كان يبقىٰ جائعاً لفترات طويلة كي يشبع الآخرين ، وكان يرقع ملابسه لكي العراة قميصاً جديداً ، فلم يسأله احد ورجع مأيوساً ، ولم يأته صاحب حاجة ورجع بيد فارغة.

ولم يكن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يحلّ مشاكل الناس المالية فقط ، بل كان يسعىٰ في حلّ كل مشكلة يواجهونها.

قضاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

ينقل لنا التاريخ :

جاء رجل ثري من المسلمين يوماً الىٰ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فرآه يرتدي قميصاً مرقعاً ، فأهدىٰ للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله اثنا عشر درهماً يشتري بها قميصاً له ، فأعطاها النبي

١٠٥

لعليعليه‌السلام كي يشتري له قميصاً ، ذهب أمير المؤمنينعليه‌السلام الى سوق واشترىٰ قميصاً من القطن ناعماً بالدراهم ، وجاء به الىٰ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، نظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الىٰ القميص وتلمس نعومته ، وقال : يا علي ! لا يليق بي ان ألبس هذا القميص الناعم والثمين ، لأنني أمير قوم لا يملك بعضهم الّا قميصاً مرقّعاً ، خذ القميص واذهب للسوق وأقل المعاملة(1) .

فأخذ الامام عليعليه‌السلام القميص الىٰ السوق وأقال المعاملة وجاء بالاثني عشر درهماً فقدمها للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فذهب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع عليعليه‌السلام الىٰ السوق لكي يشتري قميصاً اقل ثمناً من ذلك ، وفي الطريق شاهد جارية تبكي تذرف الدمع ، وتجول في الطريق تبحث في الارض ، لكنها تزداد في كل لحظة حزناً ، فما أن رأىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك حتىٰ توقفت قدماه عن السير ، فتقدّم إليها وقال لها بعد السلام : ماذا يبكيك وعن اي شيء تبحثين ؟

لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يستطيع ان يرىٰ الجارية تبكي ، لذلك سألها عن سبب بكاءها كي يساعدها في حلّ مشكلتها ، فهل كان الرسول يستطيع المرور منها وهي تبكي دون ان يسأل عن حالها ؟! طبعاً لا.

ولماذا هناك صنف من الناس ، لا يتأثرون من رؤية افجع المشاهد ، ولا يهمهم ان يروا معاقاً ، أو مريضاً ، أو مظلوماً ، أو يتيماً ، أو عرياناً الخ ،

________________

(1) والاقالة ، عبارة عن : اذا ندم المشتري او البائع من المعاملة التي تمت وارجع الاخر لفسخها ، فاذا كانت البضاعة التي تعاملوا عليها خالية من العيب ، يستحب في الاسلام ان يقبل الطرف الذي رجع اليه الفسخ.

١٠٦

مثل هؤلاء الناس يجب ان يشك في انسانيتهم.

والغريب ان البعض الآخر لا يتأثر فقط بمشاهدة احزان الناس وآلامهم ، بل يلتذ من ذلك احياناً ، وهؤلاء ممن ينظرون الىٰ البشرية علىٰ انها مجموعة من الاعداء ، يجب ان تنهش بعضها.

اما النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فكان يتألم اذا راىٰ شخصاً محروماً او يعاني من مشكلة ، لذلك فما ان رأىٰ الجارية تبكي حتىٰ سألها عن سبب بكاءها.

رفعت الجارية رأسها ، ونظرت الىٰ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من خلف سحب الدموع ، وردتعليه‌السلام ، ثم قالت يا رسول الله :

ارسلتني سيدتي بأربعة دراهم كي اشتري بها لحماً ، وقد ضيعتها ، فبحثت عنها كثيراً في الطريق لكني لم اجدها.

فقدّم لها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله مباشرة اربعة دراهم من تلك الدراهم الاثني عشر ، واتجه من جديد الىٰ السوق ، فرأىٰ في الطريق رجلاً فقيراً يرتدي قميصاً بالياً.

جاء الرجل الىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا رسول الله ! قميصي ممزّق ولا يستر جسدي.

فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : تعال معي الىٰ السوق حتىٰ اشتري لك قميصاً ، فذهب الرجل مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الىٰ السوق. فأشترىٰ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالدراهم الباقية قميصين كل واحد منهما بأربعة دراهم ، فأخذ هو واحداً واعطىٰ الآخر للمسكين ، وتوجه هو الىٰ البيت ، وفي الطريق وجد تلك الجارية بيدها اللحم وهي تبكي ايضاً ، فسألها من جديد عن سبب بكائها ، فقالت : لقد طال خروجي

١٠٧

من البيت واذا رجعت ستعاقبني سيدتي.

فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تعالي معي لأشفع لك عند سيدتك ، فمشت الجارية خلف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتىٰ وصلوا الىٰ البيت ، طرق الباب ، وسلمّ علىٰ أهل الدار ، فلم يسمع جواباً وللمرّة الثالثة سلّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فردّت عليه سيدة من داخل البيت ، ثم قالت : ما الذي أوجب ان تأتي يا رسول الله الىٰ دارنا ؟

فقال رسول الله : جئت لاشفع لهذه الجارية عندك ، فلا تعاقبيها.

فقالت المرأة : سوف ان اُعاقبها فقط بشارة بمقدمك الىٰ دارنا ، بل أهبها إليك يا رسول الله.

أمّا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعد ان شكر المرأة ، قال للجارية : وانا اعتقك في سبيل الله ، ثم التفت الىٰ عليعليه‌السلام وقال : ما أكثر بركة هذه الدراهم الاثني عشر ، لانها كست عريانين واعتقت جارية.

اجل ، فهذه سيرة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته ، لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يبذل امواله فقط من أجل المحرومين والمستضعفين ، بل كان يبذل كل ما في جهده لحلّ مشاكل الآخرين ، لأنه كان لايطيق ان يرىٰ شخصاً يتألم ولا يشاركه هو آلامه.

هذه النماذج صغيرة لبعض صفات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولو اردنا ان نعدّ جميع فضائله فان اطنان من الورق لا تستوعب جانباً منها.

١٠٨

اصدقائي الاعزاء !

كيف تفكرون انتم بحق مثل هذا الرجل ؟! فلو ان احداً وقف امام مثل هذا الرجل بجميع تلك الفضائل والملكات الاخلاقية التي تفوق تصور البشر ، ماذا عساه ان يفعل ، محباً كان أو مبغضاً ، وصديقاً كان ام عدواً ؟!

ألم يكن أهل الجزيرة العربية محقّون ـ وهم في جهلهم ـ أن يضعوا أرواحهم على أكفَّهُم أمام هذا الرجل ومن أجل بلوغ اهدافه السامية ؟!

أليست هذه الملكات الفاضلة في شخص لم يدرس جملة واحدة علىٰ مدىٰ حياته ولم يتصل بأي من العلماء ، ذلك الرجل الذي عاش في وحل الجزيرة العربية بين ناس لا يعرفون الّا سفك الدماء والنهب ووأد البنات ، وبشكل عام بعيدون عن الانسانية تماماً ، اكبر دليل على حقانيته ؟!

أليس ذلك دليلاً علىٰ صدق كلامه ، الذي يعتبر الله معلمه الوحيد في الحياة. فيقول :

« ادبني ربي فأحسن تأديبي ».

ألا يمكن وبعد مشاهدة تلك التصرفات الاخلاقية في ذلك الرجل ، ان نقول ، ان هذا الرجل ، الهي ، سماوي ، رجل الحق ، والمرسل من قبل الله ؟!

الاصدقاء جميعهم : الحق ما تقوله ، لأنه لم يسبق في تاريخ الانسانية لرجل ان يجمع تلك الصفات والملكات الاخلاقية دون ان يتأثر بالبيئة التي عاش فيها !

الشيخ : والآن اترككم لتحكموا بانفسكم ، هل المعجزات اكثر تأثيراً من

١٠٩

هذا الاسلوب الاخلاقي في تسخير قلوب الناس ؟!

العقيد : أيُّها العمّ ! لقد اقنعتنا منذ بداية كلامك حين قلت : اذا كان نفوذ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في قلوب الناس يعود للمعجزات التي أظهرها لهم ، لكان تقدم الاسلام في مكة قبل المدينة واكثر منها. طبعاً استفدنا كثيراً من الدلائل التي اوردتها في بيان الاسلوب والنهج الاخلاقي الذي اتبعه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع الناس الذين كانوا فاقدين للصفات الانسانية ، وقد وجدت كلامك مطابقاً لأحدىٰ آيات القرآن الكريم ، حيث يقول :

( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) (1) .

لأن الله تبارك وتعالىٰ تحدث في هذه العبارة المختصرة والبليغة عن سرّ نفوذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في قلوب الناس آنذاك ، وذلك السرّ هو النهج الاخلاقي الذي اتبعه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وليست المعجزات التي اظهرها.

الطالب الجامعي ( حسن ) : اللعنة علىٰ اولئك الذين ينشرون اباطيلهم كالطاعون في بلادنا ، خاصة بين الشباب والمثقفين ، في حين ان كلامهم ما هو إلّا تُهم وافتراءات وشبهات ، ليبعدوا الناس من الاسلام الذي جاء لسعادة الانسان والمجتمع. والكثير من امثالي ، أمّا غير مطلعين علىٰ العقائد الدينية تماماً ، أو ان اطلاعهم محصور بتلك المواضيع التي تعلموها في الصغر من آبائهم وامهاتهم ، وبالاضافة الىٰ جهلهم بالاسلام ، فهم غير مستعدين لدراسة القضايا الاصولية والعلمية في الاسلام ، أو حتىٰ السؤال من الاشخاص الذين يمتلكون معلومات كافية في هذا المجال ، لكي يسمعوا الجواب المناسب.

________________

(1) سورة آل عمران : 159.

١١٠

أصدقائي ، الحقيقة انني وقبل كلام هذا العمَّ الفاضل ، كنت اوافق سيادة العميد الرأي بأن نفوذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في الناس بالماضي هو بسبب المعجزات التي أتىٰ بها ، وكما تعلمون فالعلم اليوم لا يصدق المعجزة او اي شيء خارج عن العلل والعوامل الطبيعية ، وذلك كله بسبب شائعات يلقيها اناس مغرضون في المجتمع وبين الشباب خاصةً ، لكني اشكر الله الذي وفقني في هذه السفرة ، لان التقي بهدا الرجل العالم والاستماع الىٰ كلامه ، فعلمت وتيقنت ان نفوذ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في قلوب الناس ، هو واحدة من اكبر الادلة علىٰ نبوته.

حقيبة الدكتور فارغة

واضاف حسن : لكن ومن اجل مزيد الاستفادة ، نرجوا منه ان يتحدث عن المعجزات من زاوية العلوم العصرية ، من اجل ان تحل ـ لربّما ـ هذه القضية بالنسبة لنا أيضاً.

الاصدقاء جميعهم : موافقون.

الدكتور : أيُّها السادة ، ألم تفكروا بالشيخ الذي يتكلم منذ ساعات ، انصفونا قليلاً ، دعونا نأخذ استراحة ونغير جواً ، فمن جاء معه بفاكهة او حلويات. عليه ان يخرجها !

العقيد : دكتور ! يظهر من كلامك انك تعبت ، وتريد ان تأكل ما جلبه الاصدقاء معهم الىٰ طهران ، وتجعلهم يرجعون الىٰ بيوتهم بأيد خالية مثلك ، عند ذاك سيواجهون عصيَّ نساءهم.

١١١

حسن : دكتور ، تريد ان توقعنا في فخَّ ، لكن اطمئن حيلتك لم تنطلي علينا ، وقد نبّهنا العقيد اليها ، وحقك لا نحن تعبون ولا نعطيك من فاكهتنا ولا حلوياتنا.

الدكتور : وبعد ضحكة طويلة ، أقسم انني لست تعباً ولا اُريد اكل شيء ، بل رأفة بهذا الشيخ.

الشيخ : ارجوك يا دكتور دعني وشأني ولا تجعلني سلَّماً الىٰ فاكهتهم وحلوياتهم !

فأنفجر الجميع بالضحك.

الدكتور : عجيبة هذه الشلَّة التي اجتمعت معها ، أيُّها الشيخ ! كان املي الوحيد فيك من بينهم جميعاً ، فلماذا اصبحت معهم ؟! لذلك ومن اجل الدفاع عن نفسي ، سأضطر لان اكون اول من يفتح حقيبته ، لكي تعلموا ان حقيبتي ليست خالية ، ولكن عليكم ان تخرجوا كل ما لديكم.

وبعد تلك العبارة ، نهض الجميع الىٰ حقائبهم ، وارتفع صوت الحقائب وهي تفتح ، لكن وبعد ثوان اتّضح ان حقيبة الدكتور فارغة ، فلا حلويات ولا فاكهة ، وهو أيضاً بهت من ذلك ، فلا يجد شيئاً كلما بحث اكثر في زوايا الحقيبة ، وفجأة ارتفع صوت الجميع بالضحك.

العقيد : دكتور ، الظاهر ان ظنّي كان في محله ، أم ان فاكهتك وحلوياتك غيبية ، لا تراها اعين ابناء الحلال.

الدكتور وهو ضاحكاً : سيادة العقيد ، اللعنة علىٰ ذلك الخادم !

١١٢

اقسم ، انني البارحة كنت في منزل مضيفي ، فأوصىٰ خادمه بأن يذهب للسوق ويشتري لي كيلو من الحلويات وثلاثة كيلوات من انواع الفاكهة ، لأزيل بها مشقّة السفر.

وقد ذهب الخادم ، ثم جاء بعد ساعة وسمعت صوت حقيبتي تفتح ، لذلك كنت مطمئناً الىٰ انني احمل معي حلويات وفاكهة ، والان علمت ان ذلك الخادم فعل فعلته معي ، لانه من جهة انزل النقود في جيبه ومن جهة اُخرىٰ اخجلني امامكم ، لذلك اُقدّم اعتذاري.

في النهاية ، بدأوا يأكلون الحلويات والفاكهة التي جاء بها باقي الاصدقاء ، وقضوا فترة من الوقت علىٰ ذلك.

١١٣

المعجزة برأي العلماء والعلوم العصرية*

حسن : أيُّها العمّ ، أرجوا ان تبدأ البحث الذي وعدتنا ايّاه ، أي المعجزات برأي العلماء والعلوم العصرية.

الشيخ : بديهي أفضل دليلاً علىٰ امكان الشيء وجوده العيني ( الموضوعي ) ، ومع ان اغلب الحقائق الموجودة في العالم لها اسباب وعلل طبيعية ، لكنه لا احد ينكر انه رأىٰ في حياته أموراً غير عادية لا تنسجم والاسباب الطبيعية ، لربما تكونون قد شاهدتم بعض المرضىٰ الذين خضعوا للعلاج العلمي بأشراف اشهر الاخصائيين في الطب ، إلّا انهم لم يصلوا الىٰ نتيجة فقط ، بل سمعوا اجوبة تبعث علىٰ اليأس بصراحة من اطبائهم ، لكن هؤلاء الاشخاص ، شفوا من خلال تحول معنوي دفعة واحدة ، وهذه الحقائق الخارجية كثيرة بحيث لا يستطيع أي شخص انكارها ، ومن تلك الامراض ، العمىٰ الولادي والمعاقون الذين نشاهد ونسمع شفاءهم علىٰ الاقل مرّة أو مرتين في السنة ، في احدىٰ مشاهدة الائمةعليهم‌السلام او سائر المشاهد واماكن الزيارة.

وقبل ان أتناول البحث العلمي في هذا المجال ، سأذكر لكم نماذج علىٰ

________________

(*) على الرغم من أن موضوع المعجزات ، أحد أهم المسائل والمشاكل الدينية المعاصرة ، لكننا طرحنا الموضوع من جهة كونه مورد استناد جميع الأديان الالهية والأنبياء الكرامعليهم‌السلام وهدفنا منه هو اثبات وجود المعجزة فقط.

١١٤

ما قلته وشاهده مئات الناس وله أدلة قطعية.

الاعمىٰ الذي أبصر

لقد رأيت شخصياً ( مثل مئات الناس ) رجلاً أعمىٰ منذ الولادة في مشهد قبل سنوات شفي بعد توسله بالامام الرضاعليه‌السلام ، وقد شاهد ذلك العديد من اهالي مشهد الذين لا يزالون علىٰ قيد الحياة ، والرجل أيضاً حي الآن ، والعديد من اهالي مشهد يعرفونه ، وقد ساعدوه عندما كان أعمىٰ ، هذا الأعمىٰ وبعد أربعين سنة من عمره ، كان في السنوات الاخيرة تقوده ابنته الصغيرة ، وتدور به الشوارع والازقة والصحن الشريف للأستجداء.

وفي احد الايام يكلمه شخص بالباطل في ابنته ، فيحزن بشدّة دفعة واحدة ، ويحدث عنده تحوّل روحي ، فتقوده ابنته وهو يذرف الدمع الىٰ الصحن الشريف ، ويتوسل الىٰ الامام الرضاعليه‌السلام ان يشفي الله بصره ، حتىٰ لا يحتاج في خروجه من البيت الىٰ قيادة ابنته ، ولكي لا يسمع بعد ذلك مثلما سمعه من ذلك الرجل ، بحقِّها ، وفيما لم يمض عليه حتىٰ ساعة من ذلك الانقلاب الروحي ، فجأة يجد نفسه مبصراً ، فيتخلص من تلك الحياة الاليمة ، والرجل حيّ لحد الآن.

الرجل الذي لا يجد لقدمه علاجاً

القصة الثانية ، تخص احد اصدقائي من طلبة العلم ، ففي احد الايام يشعر

١١٥

بألم في رجله ، بحيث لا يستطيع ان يضع كعبه علىٰ الارض ولا المشي إلّا بالاتكاء علىٰ العصىٰ ، وقد رآه العديد من اصدقائه والكثير من أهالي طهران وقم علىٰ تلك الحالة سنين متوالية ، وقد راجع الرجل الكثير من اشهر اطباء طهران ، لكنهم وبعد الصور الشعاعية التي أخذوها لقدمه ( والصور موجودة لحدّ الآن ) قالوا له ان عظم الكعب فاسد وليس له أي علاج ، فيأس المريض نهائياً من العلاج.

بعد سنوات يسافر الرجل للحج ، وبانتهاء الموسم ، يعرّج علىٰ الكاظمية لزيارة الامامين الكاظم والجوادعليهما‌السلام ، هناك يلتقي بأحد اصدقائه الروحانيين ( طلبة العلم ) فيشكو له شدّة الألم التي يعانيها من قدمه ، فيعرّف له صديقه طبيباً يهودياً معروفاً في بغداد.

يقول الرجل : مع انني كنت ضيفاً علىٰ الاماميين موسىٰ بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي الجوادعليهما‌السلام فلم اسنحي في ان اراجع رجلاً يهودياً في مرضي ( مع ان الرجوع للطبيب غير المسلم جائز في الاسلام ولا اشكال فيه ).

يقول الرجل كلامه بتمام الاخلاص والنقاء القلبي ، ودون أي تصنّع ، يدير وجهه ويضغط علىٰ عصاه ويدخل الحرم الطاهر ، ويبدأ بالبكاء والتوسل ، وبعد دقائق يرىٰ ـ متعجباً ـ قدمه عادية ، يستطيع ان يقف عليها دون الحاجة الىٰ عصاه ، وفي تلك اللحظة التي تذكر فيها العصىٰ أخذ يبحث عنها فلم يجدها ، لقد ضاعت في زحمة الحرم ، وهو لم يعد بحاجة إليها.

يعجب المريض لذلك الحدث ، ومن اجل ان يطمئن لشفاء قدمه ، يبدأ

١١٦

بالركض في الصحن الشريف ، فيرىٰ نفسه قد شفي حقاً ، وبعد ايّام يعود الىٰ طهران ويذهب الىٰ الاطباء الذين عجزوا عن علاجه ، فيحدثهم بما جرىٰ له ، فيعقد الاطباء لجنة لدراسة وفحص رجله ، فيأيدون شفاءها ويعترفون بأن الذي حدث ما هو إلّا معجزة ولا غير.

علماً ان الرجل واطباءه لا يزالون احياء ويسكنون في طهران.

حدث غريب في زاغ مرز

والاغراب مما ذكرناه ، هو ما حدث في زاغ مرز(1) قبل أربع سنوات ، خلاصته : في احدىٰ الاُسر المحترمة تمرضت طفلة بسن الثامنة مرضاً شديداً ، فكانت تعاني من الحمىٰ والضعف المفرط والصفار.

اخذها أهلها الىٰ اطباء مدينة بهشهر ، ووصفوا لها ادوية كثيرة ، دون ايّة نتيجة ، بعد ذلك اخذوها الىٰ اطباء مدينتي ساري وبابل ( اهم مدن محافظة مازندران في شمال ايران ) ولكن دون نتيجة أيضاً ، فجاءوا بها الىٰ طهران ، وتم تشكيل لجنة طبية لعلاجها ، وبعد فحص واختبارات دقيقة اعطوها بعض الادوية وعاد بها أهلها الىٰ قريتهم ، لكنهم لم يشاهدوا اي تحسن في صحتها ، لذلك اعادوها مرّة اخرىٰ الىٰ طهران ، وبعد فصوحات اخرىٰ وصور شعاعية ادخلوها مستشفىٰ النجمية ، وطبقاً لتوصية ثاني لجنة طبية ، قاموا بعملية جراحية لها ، لكنها أيضاً لم تتحسن بعد رجوعها الىٰ قريتها ، لذلك جاءوا بها للمرّة الثالثة الىٰ طهران وادخلوها غرفة العمليات ثانيةً ، لكنهم لم يشاهدوا أي

________________

(1) قرية تبعد ثلاثون كيلومتراً عن مدينة بهشهر ، احدى مدن شمال ايران.

١١٧

تغيير في حالها ، فحملوها للمرّة الرابعة الىٰ طهران ، وبعد عمليتن جراحيتين وكل تلك الادوية واللجان الطبّيّة ومصرف ما يقرب خمسة عشر الف تومان(1) ، اخبروهم بأن ابنتهم لا تشفىٰ وان عليهم ان يقطعوا الامل بتحسّن حالها وينتظروا ساعة وفاتها.

وطبيعي ان يتألم اهلها كثيراً لسماعهم ذلك الخبر ، لقد ذهبت جميع الاتعاب والمبالغ الكبيرة التي صرفوها سدىٰ ، فأعادوها الىٰ البيت وهم ينتظرون موتها.

ولانه لا بدّ ان يفيق الناس من سباتهم العميق ويتذكروا ربهم من خلال مشاهدة قدرته وعظمته ، ولكي يتم الله حجته علىٰ العقول القاصرة والتي انساها ضجيج العالم المادي كل شيء ، حتىٰ الله.

فنرىٰ تلك المريضة التي يأس منها كل الاطباء والتي تنتظر ساعة موتها ، تقول وهي علىٰ ضعفها وكأنها تتحدث عن عالم الغيب :

« خذوني الىٰ مشهد ، طبيبي الحقيقي ، هو الامام الرضاعليه‌السلام ».

وكان من الواضح ان لا يهتم اهلها بكلامها ، لان مثل هذا المريض الذي يأس منه جميع الاطباء وعجزت جميع الادوية عن علاجه ، لا يؤمن الناس عادة بشفاءه بالطرق المعنوية والسبل غير الطبيعية لذلك لم يتقبل احد حديثها سوىٰ اُمّها المسكينة ، لكن ما عسىٰ تلك الاُم ان تفعل امام معارضة جميع افراد العائلة ؟

________________

(1) ما يعادل 2147 دولار وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت. ( المترجم )

١١٨

لكنهم ـ وبعد مداولات كثيرة ـ وافقوا في النهاية ، وهم يرون أنَّ الفتاة لن تبلغ محطة القطار في بهشهر إلّا وهي جثة هامدة ، وكان هذا رأي اطباء بهشهر الذين استشاروهم في الأمر أيضاً ، لكن اصرار اُمّها كان أقوىٰ من جميع ذلك.

حملت الاُم ابنتها الىٰ بهشهر واشترت بطاقة قطار ، وغادرت بهشهر.

وممّا يُذكر ان موظفوا محطة القطار امتنعوا عن بيع المرأة في بداية الامر بطاقة القطار ، لانهم كانوا يرون ان المريضة سوف تموت في الطريق بعد ساعات من تحرك القطار ، لكن مكانة الاسرة المرموقة واحترامها جعلهم يوافقون في النهاية ويبيعوهم البطاقات.

كانوا قد حجزوا لها غرفة هي واُمها وثلاثة نساء اخريات لمداراتها خلال السفر ، وعندما جاء رئيس القطار لضبط البطاقات ، تشاجر مع اُمّها وأراد ان ينزلها في احدىٰ المحطات التي في الطريق ، لانه كان يقول انها ستموت قبل ان يصل القطار الىٰ مشهد. لكنه انصرف عن ذلك بعد مشاهدة بكاء اُمّها وتوسلها به ، حتىٰ وصل القطار الىٰ محطة گرمسار(1) فأنزلت الاُم ابنتها بمساعدة النسوة الثلاثة ، ثم ذهبت لشراء بطاقات الىٰ مشهد ، ومرّة اخرىٰ يمتنع موظف المحطة عن بيعهم بطاقات لانه يقول بأن المريضة ستموت في الطريق ، لكنه وبعد الحاح الاُم ومشاهدة دموعها ، يبيعهم بطاقات فيركبونها ويتحرك القطار نحو المشهد ، وتصل المريضة حيّة الىٰ مشهد ، فيحملونها مباشرة الىٰ الصحن الشريف ويضعونها خلف الشباك الحديدي الذي يقع خلف ضريح الامام الرضاعليه‌السلام والمريضة تلفظ انفاسها الاخيرة ، فيما الاُم تبكي وتذرف الدمع بحرقة وتطلب

________________

(1) احدىٰ المحطات علىٰ طريق مشهد ، حيث يلتقي فيها قطاري مشهد ومازندران.

١١٩

من ثامن الائمةعليهم‌السلام الشفاعة بشفائها من الله تبارك وتعالىٰ.

ثم جاء الليل ، وأوى الناس الىٰ بيوتهم للاستراحة ، قفلت أبواب الحرم والصحن الشريفين ، وذهب حرس وخدم الروضة الرضوية المقدسة الىٰ بيوتهم ، إلّا مجموعة من النساء بقيت خارج الحرم وداخل الصحن الشريف ، وبين الحين الاخر يأتون الىٰ المرأة يسألونها عن حال ابنتها التي لا تزال خلف الشباك الحديدي.

كانت الساعة تشير الىٰ نهايات الليل وقرب طلوع الفجر ، والاُم المسكينة تغط في نوم عميق من شدّة تعب السفر والمآسي التي انهكتها ، وهي علىٰ تلك الحالة ، اذا بيد علىٰ كتفها توقضها بشدة ، وصوت يقول بحنان : اُماه اُماه ! انهضي لقد شفيت ، أنا بصحة جيدة ، لقد شفاني الامام الرضاعليه‌السلام .

فتحت الام المسكينة عينيها بصعوبة ، فرأت ابنتها سليمة ذهب عنها المرض ، لكن المشهد كان مفاجئ بالنسبة لها فسقطت علىٰ الارض مغشياً عليها بعد صيحة عظيمة.

وعلىٰ أثر تلك الصيحة ، يحيط بهم الخدم الذين يحرسون الصحن الشريف ، وبعد دقائق تخرج المرأة من غيبوبتها وينتقل الجميع الىٰ فندق قريب.

كيف فسّرت برقية الشفاء ؟!

وفي أول فرصة ، تبرق الاُم خبر شفاء ابنتها وانطلاقتهم الىٰ البيت ، لكنهم يفسرون البرقية بموت الفتاة المريضة ، ويتصوّرون بأن كلمة شفاء كناية عن

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ( رضي الله عنه ) ، وكذا أعاده في الحديث الثالث عشر ، وقال في الحديث الرابع عشر : بالإسناد عن أبي جعفر محمّد بن علي ( رحمه الله ) ، وسيأتي(١) ،

وكذا رواه عن الصدوق الحسن بن أبي طاهر الجاوابي ( أواخر القرن السادس ) في نور الهدى(٢) .

وزين الدين علي بن يوسف بن جبر ( القرن السابع ) في نهج الإيمان(٣) ، وسيأتيان.

وروى القندوزي ( ت ١٢٩٤ هـ ) في ينابيع المودّة جزءً منه ، وسيأتي أيضاً(٤) .

الثاني : حدَّثنا أبي ( رحمه الله ) ، قال : حدَّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : قلت للصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) : من آل محمّد؟ ، إلى آخر ما ذكرناه في معاني الأخبار(٥) .

الثالث : حدَّثنا محمّد بن علي ما جيلويه ، قال : حدَّثنا عمّي محمّد ابن أبي القاسم ، قال : حدَّثنا محمّد بن علي القرشي ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن

____________

١ ـ انظر ما سنذكره في بشارة المصطفى ، الحديث الثاني.

٢ ـ انظر ما سنذكره في نور الهدى ، الحديث الثاني.

٣ ـ راجع ما سنذكره في نهج الإيمان الحديث الثاني.

٤ ـ ينابيع المودّة ١ : ١١٢ ح ٣٤ ، وسيأتي في حديث الثقلين عن مصادر أهل السنّة.

٥ ـ الأمالي : ٣١٢ ح ٣٦٢ ، المجلس الثاني والأربعون ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٢٨ ح ٢٩٣ ، وغاية المرام ٢ : ٣٥٩ ح ٥٦ ، الباب (٢٩) ، و ٣ : ٢١١ ح ٣٢ ، الباب (٢) ، آية التطهير ، و ٤ : ٣٠١ ح ١٢ ، الباب ( ١٨٦ ) ، و ٦ : ٧٩ ح ٢٤ ، الباب ( ٧٢ ) ، والبحار ٢٥ : ٢١٦ ، ح ١٣ ، ونور الثقلين ٤ : ٢٧٥ ح ١٠٣ ، وراجع ما أوردناه في معاني الأخبار ، الحديث السابع.

٣٢١

آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ الله جلّ جلاله أوحى إلى الدنيا أن أتعبي من خدمك ، واخدمي من رفضك

ثمّ قال ( عليه السلام ) : عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة ، ثمّ اذكروا وقوفكم بين يدي الله جلّ جلاله ، فإنّه الحكم العدل ، واستعدّوا لجوابه إذا سألكم ، فإنّه لابدّ سائلكم عمّا عملتم بالثقلين من بعدي : كتاب الله وعترتي ، فانظروا أن لا تقولوا : أمّا كتاب الله فغيّرنا وحرّفنا ، وأمّا العترة ففارقنا وقتلنا »(١) .

الرابع : حدَّثنا الحسن بن علي بن شعيب الجوهري ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا عيسى بن محمّد العلوي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري ، قال : حدَّثنا عبيد الله بن موسى ، عن شريك ، عن ركين بن الربيع ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين(٢) .

ورواه كما ذكرنا سابقاً الجويني ( ت ٧٣٠ هـ ) في فرائد السمطين عن الصدوق(٣) .

الخامس : حدَّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمّي ( رحمه الله )(٤) ، قال : حدَّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور ( رضي الله عنهما ) ، قالا : حدَّثنا محمّد

____________

١ ـ الأمالي : ٣٥٣ ح ٤٣٢ ، المجلس السابع والأربعون ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٢٩ ح ٢٩٥ ، والبحار ٣٨ : ٩٩ ح ١٨

٢ ـ الأمالي : ٥٠٠ ح ٦٨٦ ، المجلس الرابع والستّون ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٢٩ ح ٢٩٧ ، وغاية المرام ٢ : ٣٣٣ ح ١٠ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٢٦ ح ٥٤ ، وراجع ما ذكرناه في كمال الدين وتمام النعمة ، الحديث الثاني عشر.

٣ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٤ ح ٤٣٧ ، الباب (٣٣) من السمط الثاني ، راجع ما ذكرناه في المتن والهامش من كمال الدين وتمام النعمة ، الحديث الثاني عشر.

٤ ـ هكذا يبدأ كلّ مجلس من مجالس الأمالي بـ : حدَّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر . ، وهذا الحديث هو بداية المجلس التاسع والسبعين.

٣٢٢

ابن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصلت ، قال : حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان ، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية( مَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (١) .

فقالت العلماء : أراد الله عزّ وجلّ بذلك الأمّة كلّها.

فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : « لا أقول كما قالوا ، ولكنّي أقول : أراد الله العترة الطاهرة » إلى آخر ما ذكرناه عن تحف العقول للحرّاني ( النصف الثاني من القرن الرابع )(٢) .

____________

١ ـ فاطر : ٣٢.

٢ ـ الأمالي : ٦١٥ ح ٨٤٣ ، المجلس التاسع والسبعون ، وعنه في الوسائل ٢٧ : ١٩٠ ح ٣٤ ، وإثبات الهداة ١ : ٥٣٠ ح ٣٠٠ مختصراً ، وغاية المرام ٢ : ٣٢٦ ح ٩ ، باب (٢٩) ، و ٣ : ١٩٥ ح ٨ ، باب (٢) ، في قوله( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ .) مع بعض الاختلاف ، و ٤ : ٣٩ ح ١٠ ، باب ( ٥٢ ) ، والبحار ٢٥ : ٢٢٠ ح ٢٠. وراجع ما ذكرناه في تحف العقول مرسلا ، الحديث الثاني ، مع بعض الاختلاف.

٣٢٣

كتاب الأمالي أو المجالس أو عرض المجالس :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله ، وسمّاه العرض على المجالس(١) ، والشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست ، وسمّاه ( كتاب الأمالي )(٢) ، وابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم مرّة باسم ( العوض عن المجالس ) وأُخرى باسم ( الأمالي )(٣) .

وذكره الحرّ ( ت ١١٠٤ هـ ) في الكتب التي وصلت إليه ، وقال : كتاب الأمالي ويسمّى المجالس(٤) ، وعدّه من جملة مصادر الوسائل(٥) ، وكذا فعل المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار ، وقال : ولقد يسّر الله لنا منها(٦) كتباً عتيقة مصحّحه : ككتاب الأمالي ، فإنّا وجدنا منه نسخة مصحّحة معرّبة مكتوبة في قريب من عصر المؤلّف ، وكان مقرؤاً على كثير من المشائخ وكان عليه إجازتهم(٧) .

وقال صاحب الذريعة ( ت ١٣٨٩ هـ ) : طبع بطهران سنة ١٣٠٠ وهو في سبعة وتسعين مجلساً ، ثمّ قال : والسند العالي إلى هذا الكتاب كما رأيته في صدر نسخة السيّد محمّد الطباطبائي اليزدي ، هكذا : حدّثني الشيخ أبو محمّد عبد الله بن جعفر بن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد ابن العبّاس بن الفاخر الدوريستي ، عن جدّه محمّد بن موسى ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن أحمد ، عن مؤلّفه الشيخ الصدوق ،

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٨٩ [ ١٠٤٩ ].

٢ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٢ [ ٧١٠ ].

٣ ـ معالم العلماء : ١١١ [ ٧٦٤ ].

٤ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ [ ٨٤٥ ].

٥ ـ الوسائل ٣٠ : ١٥٤ ، الفائدة الرابعة.

٦ ـ أي : كتب الصدوق.

٧ ـ البحار ١ : ٢٦ ، الفصل الثاني ، توثيق المصادر.

٣٢٤

والشيخ عبد الله ـ هذا ـ ممّن أدرك أوائل المائة السابعة ، كما في عنوان دوريست في معجم البلدان ، قال : « إنّه توفّي بعد الستمائة بيسير » فروايته عن الصدوق المتوفّى سنة ٣٨١ بثلاث وسائط ، سند عالي ، كما لا يخفى ، والنسخة العتيقة منه بخطّ الشيخ الجليل المعروف بابن السكون ، وهو علي ابن محمّد بن محمّد بن علي بن السكون ، رأيتها في المشهد الرضويّ عند المحدّث الشيخ عبّاس القمّي ، تاريخ كتابتها يوم الخميس الرابع عشر من ذي الحجّة سنة ٥٦٣ ، ثمّ ذكر نسخة أُخرى له بخطّ الحرّ العاملي(١) .

وقال في موضع آخر : وأُخرى في النجف ( البروجردي ) وهي إلى المجلس الثالث والتسعين ، وهي مستنسخة عن نسخة خطّ الشيخ أبي مسعود عبد الجبّار بن علي بن منصور النقّاش الرازي ، الذي فرغ من كتابتها في يوم الاثنين ٥ ذي القعدة ٥٠٧ ، ثمّ ذكر لفظ الإجازة على ظهرها وتأريخها(٢) .

ولكتاب الآمالي هذا خمسة أسانيد وعدّة نسخ مخطوطة ، وقد طبع أخيراً طبعة محقّقة من قبل مؤسّسة البعثة ـ قم المقدّسة(٣) .

____________

١ ـ الذريعة ٢ : ٣١٥ [ ١٢٥١ ].

٢ ـ الذريعة ١٩ : ٣٥٤.

٣ ـ راجع ترجمة المؤلّف في أوّل كتاب الأمالي المطبوع : ٤١ ، تحقيق : قسم الدراسات الإسلاميّة ، مؤسّسة البعثة ـ قم المقدّسة.

٣٢٥
٣٢٦

(٣١) كتاب : عيون أخبار الرضا ( عليه السلام )

الحديث :

الأوّل : حدَّثنا أحمد(١) بن زياد بن جعفر الهمداني ، قال : حدَّثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، إلى أخر ما ذكرناه في كمال الدين ومعاني الأخبار بنفس السند والمتن(٢) .

ورواه عن ابن بابويه الطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ ) في إعلام الورى ، كما ذكرنا ذلك سابقاً(٣) .

الثاني : حدّثنا علي بن الفضل البغدادي ، قال : سمعت أبا عمر صاحب أبي العبّاس تغلب يسأل عن معنى قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، لم سمّيا بالثقلين؟

قال : لأنّ التمسّك بهما ثقيل(٤) .

____________

١ ـ في كمال الدين ( محمّد ).

٢ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٦٠ ح ٢٥ ، باب (٦) : النصوص على الرضا ( عليه السلام ) بالإمامة في جملة الأئمّة الاثنى عشر ( عليهم السلام ) ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٧٥ ح ١٢٥ ، والبرهان ١ : ١٠ ح ٣ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٠ ح ٥٨ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٤٧ ح ١١٠ ، و ٢٥ : ٢١٥ ح ١٠ ، و ٣٦ : ٣٧٣ ح ١ ، وراجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الرابع والعشرين ، ومعاني الأخبار ، الحديث الخامس.

٣ ـ إعلام الورى ٢ : ١٨٠ ، الفصل الثاني ، وراجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الرابع والعشرين ، الهامش [ ٢ ].

٤ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٦٠ ح ٢٦ ، باب (٦) : النصوص على الرضا ( عليه السلام ) ،

٣٢٧

ولقد أوردنا هذا الحديث في كمال الدين ومعاني الأخبار بنفس السند ، مع زيادة في المتن(١) .

ورواه كما ذكرنا سابقاً الجويني ( ت ٧٣٠ هـ ) في فرائد السمطين عن الصدوق(٢) .

الثالث : حدَّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور ( رضي الله عنهما ) ، قالا : حدَّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريّان بن الصلت ، قال : حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو ، إلى آخر ما ذكرناه عن تحف العقول مرسلا ، وأمالي الصدوق مسنداً(٣) .

الرابع : وبهذا الإسناد(٤) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كأنّي قد دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(٥) .

____________

وعنه في البحار ٢٣ : ١٣١ ح ٦٥.

١ ـ راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الحادي عشر ، ومعاني الأخبار ، الحديث الرابع.

٢ ـ فرائد السمطين ٢ : ١٤٥ ح ٤٣٩ ، الباب (٣٣) من السمط الثاني ، راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث الحادي عشر ، الهامش [ ٤ ].

٣ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٢٠٧ ح ١ ، باب (٢٣) : ذكر مجلس الرضا ( عليه السلام ) مع المأمون في الفرق بين العترة والأُمّة ، وعنه في الوسائل ٢٧ : ١٩٠ ح ٣٤ ، وعمدة النظر : ٥٥ ، وغاية المرام ٦ : ٢٦٠ ح ٧ ، باب [ ١٠٠ ] ، والبحار ٢٥ : ٢٢٠ ح ٢٠ ، ونور الثقلين ٤ : ٢٧١ ح ٨٥ ، وراجع ما ذكرنا في تحف العقول : الحديث الثاني ، وأمالي الصدوق : الحديث الخامس.

٤ ـ أي سند الرضا ( عليه السلام ) إلى آبائه ( عليهم السلام ).

٥ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٣٤ ح ٤٠ ، الباب (٣١) : في ما جاء عن الرضا ( عليه السلام ) من الأخبار المجموعة.

٣٢٨

وذكر سنده إلى الرضا ( عليه السلام ) ، ثمّ إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، هكذا : حدَّثنا أبو الحسن محمّد بن علي ابن الشاه الفقيه المروزي بمرو الرود في داره ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد الله النيسابوري ، قال : حدَّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة ، قال : حدَّثني أبي في سنة ستّين ومأتين ، قال : حدَّثني علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.

وحدَّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوري ، قال : حدَّثنا جعفر ابن محمّد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني ، عن الرضا علي بن موسى ( عليهما السلام ).

وحدَّثني أبو عبد الله الحسين بن محمّد الأشناني الرازي العدل ببلخ ، قال : حدَّثنا علي بن محمّد بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان الفرّاء ، عن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ).

قال : حدَّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدَّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدَّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدَّثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدَّثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدَّثني أبي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : « قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله )(١) ».

ومرّ مثله في صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام )(٢) ، ومسند الإمام الرضا ( عليه السلام )(٣) .

____________

١ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٢٨ ح ٤ ، الباب (٣١) ، وعنه بسنده عن داود بن سليمان الفرّاء في غاية المرام ٢ : ٣٦٦ ح ٧٩ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٤٤ ح ١٠١ و ٩٢ : ١٣ ح ٢.

٢ ـ صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ٥٩ ح ٨٣ ، وفيه : « كأنّي دعيت فأجبت » ، وراجع ما ذكرناه في صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ).

٣ ـ راجع ما أوردناه عن مسند الإمام الرضا ( عليه السلام ) بسند داود بن سليمان الفرّاء.

٣٢٩

الخامس : وبإسناده(١) عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

وذكر سنده هنا ، هكذا : حدَّثنا محمّد بن عمر بن محمّد بن سليم بن البراء الجعابي ، قال : حدَّثني أبو محمّد الحسن بن عبد الله بن العبّاس الرازي التميمي ، قال : حدَّثني سيّدي علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، إلى آخر السند عن آبائه ( عليهم السلام )(٣) .

وقد مرّ الحديث عن كمال الدين للصدوق(٤) .

ورواه كما ذكرنا سابقاً الجويني ( ت ٧٣٠ هـ ) في فرائد السمطين عن الصدوق(٥) .

كتاب عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) :

نسبه إليه الشيخ ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست(٦) ، وابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم(٧) .

____________

١ ـ أي بإسناد الرضا ( عليه السلام ) عن آبائه.

٢ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٦٨ ح ٢٥٩ ، الباب (٣١) : في ما جاء عن الرضا ( عليه السلام ) من الأخبار المجموعة.

٣ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٦٣ ح ٢١٤ ، الباب (٣١) ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٤٨٥ ح ١٥٤ ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٣ ح ٨٠ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٣ : ١٤٥ ح ١٠٥.

٤ ـ راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث التاسع عشر ، وفيه : حدَّثني محمّد بن عمر ، قال : حدَّثني الحسن بن عبد الله بن علي التميمي ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني سيّدي علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) . الخ ، وفيه أيضاً : « وعترتي أهل بيتي ».

٥ ـ راجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث التاسع عشر ، والهامش رقم [ ٤ ].

٦ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٢ [ ٧١٠ ].

٧ ـ معالم العلماء : ١١١ [ ٧١٤ ] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : ٣٧٦.

٣٣٠

وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في ضمن مؤلّفات الصدوق التي وصلت إليه(١) ، وجعله من جملة مصادر الوسائل(٢) .

وذكره المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في أوّل مصادر البحار(٣) ، وقال في توثيقه : إعلم أنَّ أكثر الكتب التي اعتمدنا عليها في النقل مشهورة معلومة الانتساب إلى مؤلّفيها ، ككتب الصدوق ، وكذا كتاب عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) فإنّا صحّحنا الجزء الأوّل منه من كتاب مصحّح كان يقال : إنّه بخطّ مصنّفه ( رحمه الله ) ، وظنّي أنّه لم يكن بخطّه ، ولكن كان عليه خطّه وتصحيحه(٤) .

وقال صاحب الذريعة ( ت ١٣٨٩ هـ ) : ( عيون أخبار الرضا ) في أحوال الإمام الرضا ( عليه السلام ) في ١٣٩ باباً ، وقد طبع بإيران مكرّراً ، منه في ١٢٧٥ و ١٣١٧(٥) .

____________

١ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ [ ٨٤٥ ].

٢ ـ الوسائل ٣٠ : ١٥٤ ، الفائدة الرابعة ، في ذكر مصادر الكتاب.

٣ ـ البحار ١ : ٦ ، الفصل الأوّل.

٤ ـ البحار ١ : ٢٦ ، الفصل الثاني : توثيق المصادر.

٥ ـ الذريعة ١٥ : ٣٧٥ [ ٢٣٦٧ ].

٣٣١
٣٣٢

(٣٢) كتاب : الخصال

الحديث :

الأوّل : حدَّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، قال : أخبرنا محمّد بن حمدان القشيري ، قال : أخبرنا المغيرة بن محمّد بن المهلّب ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني عبد الله بن داود ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، إلى آخر ما ذكرناه في كمال الدين ومعاني الأخبار بنفس السند والمتن(١) .

الثاني والثالث : حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، ويعقوب بن يزيد جميعاً ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد الله ابن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : لمّا رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ونحن معه ، أقبل حتّى انتهى إلى الجحفة ، فأمر أصحابه بالنزول ، فنزل القوم منازلهم ، ثمّ نودي بالصلاة ، فصلّى بأصحابه ركعتين ، ثمّ أقبل بوجهه إليهم ، فقال لهم : « إنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّي ميّت وأنّكم ميّتون ، وكأنّي قد دعيت فأجبت ، وأنّي مسؤول عمّا أُرسلت به إليكم ، وعمّا

____________

١ ـ الخصال : ٦٥ ح ٩٧ ، وفيه : « حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي ، ألا وإنّهما . » ، وعنه في البحار ٢٣ : ١٣١ ح ٦٤ ، وراجع ما ذكرناه في كمال الدين ، الحديث العاشر ، ومعاني الأخبار ، الحديث الثاني.

٣٣٣

خلّفت فيكم من كتاب الله وحجّته ، وأنّكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون لربّكم؟

قالوا : نقول : قد بلّغت ونصحت وجاهدت ، فجزاك الله عنّا أفضل الجزاء.

ثمّ قال لهم : « ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وأنّي رسول الله إليكم ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ؟ ».

فقالوا : نشهد بذلك ،

قال : « أللهمّ اشهد على ما يقولون ، ألا وإنّي أُشهدكم أنّي أشهد أنّ الله مولاي ، وأنا مولى كلّ مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرّون لي بذلك وتشهدون لي به؟ ».

فقالوا : نعم ، نشهد لك بذلك.

فقال : « ألا من كنت مولاه ، فإنّ عليّاً مولاه ، وهو هذا » ، ثمّ أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها مع يده حتّى بدت آباطهما ، ثمّ قال : « اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، ألا وإنّي فرطكم وأنتم واردون عليّ الحوض ، حوضي غداً ، وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء ، فيه أقداح من فضّة عدد نجوم السماء ، ألا وإنّي سائلكم غداً ماذا صنعتم في ما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم عليّ حوضي ، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي ، فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني؟ ».

قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله؟

قال : « أمّا الثقل الأكبر فكتاب الله عزّ وجلّ ، سبب ممدود من الله ومنّي في أيديكم ، طرفه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ، وأمّا الثقل الأصغر فهو حليف القرآن ، وهو

٣٣٤

علي بن أبي طالب وعترته ( عليهم السلام ) ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

قال معروف بن خربوذ : فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقال : « صدق أبو الطفيل ( رحمه الله ) ، هذا الكلام وجدناه في كتاب علي ( عليه السلام ) وعرفناه ».

وحدَّثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال ، حدَّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد ابن أبي عمير.

وحدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن أبي عمير.

وحدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري بمثل هذا الحديث سواء.

قال مصنّف هذا الكتاب(١) ـ أدام الله عزّه ـ : الأخبار في هذا المعنى كثيرة ، وقد أخرجتها في كتاب المعرفة في الفضائل(٢) .

كتاب الخصال :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٣) ، وكذا الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست(٤) ، وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) عند ذكره

____________

١ ـ يعني نفسه. أبا جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي ( الصدوق ).

٢ ـ الخصال : ٦٥ ح ٩٨ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٣٢ ح ٣١٠ باختصار ، والبحار ٣٧ : ١٢١ ح ١٥ ، باب ( ٥٢ ) : في أخبار الغدير.

٣ ـ رجال النجاشي : ٣٨٩ [ ١٠٤٩ ].

٤ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٢ [ ٧١٠ ].

٣٣٥

لكتب الصدوق التي وصلت إليه(١) ، وجعله أحد مصادر كتابه الوسائل(٢) ، وذكره المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادره(٣) ، وقد ذكرنا كلامه بخصوص كتب الصدوق في ما تقدّم.

وقال أيضاً : وكذا كتاب الخصال عرضناه على نسختين قديمتين ، كان على إحداهما إجازة الشيخ مقداد(٤) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : ( الخصال ) في الأخلاق للشيخ الصدوق ، أوّله ( الحمد لله الذي توحّد بالوحدانيّة ) ، ثمّ قال : وابتدأ بباب الواحد ، ثمّ الاثنين ، ثمّ الثلاثة ، وهكذا إلى باب الخصال الأربعمائة ، وطبع بطهران في ( ١٣٠٢ )(٥) .

____________

١ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ [ ٨٤٥ ].

٢ ـ الوسائل ٣٠ : ١٥٤ ، الفائدة الرابعة ، في ذكر مصادر الكتاب.

٣ ـ البحار ١ : ٦ ، الفصل الأوّل.

٤ ـ البحار ١ : ٢٦ ، الفصل الثاني ، توثيق المصادر.

٥ ـ الذريعة ٧ : ١٦٢ [ ٨٧٦ ].

٣٣٦

(٣٣) كتاب : التوحيد

الحديث :

قال مصنّف هذا الكتاب ( رضي الله عنه ) : معنى قوله : نحن المثاني ، أي : نحن الذين قرننا النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) إلى القرآن ، وأوصى بالتمسّك بالقرآن وبنا ، فأخبر أُمّته بأن لا نفترق حتّى نرد عليه حوضه(١) .

أقول : من الواضح أنّه يشير إلى حديث الثقلين.

كتاب التوحيد :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٢) ، والشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست(٣) .

وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في ضمن الكتب التي وصلت إليه(٤) ، وعدّه أحد مصادر كتاب الوسائل(٥) .

____________

١ ـ التوحيد : ١٤٥ ح ٦ ، باب (١٢) : تفسير قول الله عزّ وجلّ( كُلُّ شَيء هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) ، وعنه المازندراني ( ١٠٨١ هـ ) في شرح أُصول الكافي ٤ : ٢٢٠.

٢ ـ رجال النجاشي : ٣٨٩ [ ١٠٤٩ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٢ [ ٧١٠ ].

٤ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ [ ٨٤٥ ].

٥ ـ الوسائل ٣٠ : ١٥٤ الفائدة الرابعة ، مصادر الكتاب.

٣٣٧

وكذا المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) عدّه من مصادر كتابه(١) ، وقد نقلنا عبارته بخصوص كتب الصدوق سابقاً.

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : طبع بإيران في ( ١٢٨٥ ) ، وطبع ثانياً في بمبئي ( ١٣٢١ ) ، وله شروح كثيرة(٢) .

____________

١ ـ البحار ١ : ٦ ، الفصل الأوّل.

٢ ـ الذريعة ٤ : ٤٨٢ [ ٢١٥٤ ].

٣٣٨

(٣٤) كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام )

لأبي القاسم علي بن محمّد بن علي الخزّاز القمّي

( أواخر القرن الرابع )

الحديث :

الأوّل : حدَّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبيد الله الجوهري ، قال : حدَّثنا عبد الصمد بن علي بن محمّد بن مكرم ، قال : حدَّثنا الطيالسي أبو الند ، عن أبي الزياد عبد الله بن ذكوان ، عن أبيه ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال :

وبهذا الإسناد ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزّ وجلّ ، من اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضلالة ، ثمّ أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » ـ ثلاث مرات ـ ، فقلت لأبي هريرة : فمن أهل بيته نساؤه؟

قال : لا ، أهل بيته صلبه وعصبته ، وهم الأئمّة الاثنا عشر الذين ذكرهم الله في قوله :( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (١) .

____________

١ ـ كفاية الأثر : ٨٦ ، ما روي عن أبي هريرة.

وهذا الحديث مشهور عن زيد بن أرقم ، ما عدى شطره الأخير من ذكر الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، وسيأتي البحث حوله مفصّلا. وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٨١ ح ٥٠٧ ، والبرهان ٤ : ١٤٠ ح ١٠ ، ولكنّه رواه عن ابن بابويه ، والظاهر أنّه اشتباه ، وستأتي الإشارة إليه في الحديث الثاني ، والبحار ٣٦ : ٣١٥ ح ١٦١.

٣٣٩

الثاني : حدَّثنا علي بن الحسن بن محمّد بن مندة ، قال : حدَّثنا هارون بن موسى ( رحمه الله ) ، قال : حدَّثنا أبو الحسين محمّد بن منصور الهاشمي ، قال : حدَّثني أبو موسى عيسى بن أحمد ، قال : حدَّثنا أبو ثابت المدني ، قال : حدَّثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن هشام بن سعيد ، عن عيسى بن عبد الله بن مالك ، عن عمر بن الخطّاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : « أيّها الناس ، إنّي فرط لكم ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، حوضاً عرضه ما بين صنعا إلى بصرى ، فيه قدحان عدد النجوم من فضّة ، وإنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، السبب الأكبر كتاب الله ، طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنَّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فقلت : يا رسول الله ، من عترتك؟

قال : « أهل بيتي من ولد علي وفاطمة ( عليهما السلام ) ، وتسعة من صلب الحسين أئمّة أبرار ، هم عترتي من لحمي ودمي »(١) .

الثالث : حدَّثنا محمّد بن وهنا بن محمّد بن البصري ، قال : حدَّثنا محمّد بن عمر الجعالي(٢) ، قال : حدَّثني إسماعيل بن محمّد بن شيبة القاضي البصري ، قال : حدَّثني محمّد بن أحمد بن الحسين ، قال : حدَّثني يحيى بن خلف الراسي ، عن عبد الرحمن ، قال : حدَّثنا يريد(٣) بن الحسن ، عن معاوية الخربوذ(٤) ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد ،

____________

١ ـ كفاية الأثر : ٩١ ، ما روي عن عمر بن الخطّاب ، وعنه في إثبات الهداة ٢ : ٥٢٥ ح ٥١١ ، وأورد الشطر الأخير منه فقط ، والبرهان ١ : ٩ ح ٢ ، وغاية المرام ٢ : ٣٢٢ ح ٣ ، الباب (٢٩) ، ونسبه في الاثنين إلى ابن بابويه ، وكأنّه ظنّ أنّ كتاب كفاية الأثر له ، لا للخزّاز ، والبحار ٣٦ : ٣١٧ ح ١٦٥.

٢ ـ الظاهر أنّه الجعابي.

٣ ـ الظاهر أنّه خطأ مطبعي ، والصحيح ( يزيد ).

٤ ـ الصحيح معاوية بن خربوذ.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619