موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين6%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 163805 / تحميل: 5126
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٦٣-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

مؤلّفات الشريف الرضي ( ت ٤٠٦ هـ )

(٣٦) نهج البلاغة

الحديث :

ومن خطبة له ( عليه السلام ) : « عباد الله ، إنّ من أحبّ عباد الله إليه عبداً أعانه الله على نفسه ، فأين تذهبون وأنّى تؤفكون ، أيّها الناس ، خذوها عن خاتم النبيّين ( صلى الله عليه وآله ) : إنّه يموت من مات منّا وليس بميّت ، ويبلى من بلي منّا وليس ببال ، فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإنّ أكثر الحقّ في ما تنكرون ، واعذروا من لا حجّة لكم عليه ـ وهو أنا ـ ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر ، وأترك فيكم الثقل الأصغر ، قد ركزت فيكم راية الإيمان(١) .

محمّد بن الحسين بن موسى ( الرضي ) :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : محمّد بن الحسين بن موسى بن محمّد ابن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) أبو الحسن ، الرضي ، نقيب العلويّين ببغداد أخو المرتضى ، كان شاعراً مبرزاً ، ثمّ قال : توفّي في السادس من المحرّم سنة ستّ وأربع مائة(٢) .

____________

١ ـ نهج البلاغة : ١٣٨ ، خطبة ( ٨٧ ).

٢ ـ رجال النجاشي : ٣٩٨ [ ١٠٦٥ ].

٣٦١

قال العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) : كان شاعراً ، مبرزاً ، فاضلاً ، عالماً ورعاً ، عظيم الشأن ، رفيع المنزلة ، له حكايات في شرف النفس ، وتوفّي في السادس من المحرّم سنة ستّ وأربعمائة(١) .

وقال ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في رجاله : حاله أشهر من أن يخفى ، وتوفّي في السادس من المحرّم سنة ستّ وأربعمائة [ جش ](٢) .

ومن هذا يظهر وجه ما قاله السيّد التفرشي ( القرن الحادي عشر ) : وأمره في الثقة والجلالة أشهر من أن يذكر(٣) .

فعلى هذا يكون زمان وفاته ( رحمه الله ) معلوماً وهو ٤٠٦ هـ.

أمّا ما قيل من أنّ وفاته كانت في سنة ٤٠٤(٤) ، فقد عبّر عنه العلاّمة التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) بأنّه وهم(٥) .

كتاب نهج البلاغة :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٦) ، وابن شهر آشوب

____________

١ ـ خلاصة الأقوال : ٢٧٠ [ ٩٧٤ ].

٢ ـ رجال ابن داود : ١٧٠ [ ١٣٦٠ ].

٣ ـ نقد الرجال ٤ : ١٨٨ [ ٤٦٢٠ ] وانظر : معالم العلماء : ٥١ [ ٣٣٦ ] ، حاوي الأقوال ٢ : ٢١٩ [ ٥٧٤ ] ، مجمع الرجال ٥ : ١٩٩ ، أمل الآمل ٢ : ٢٦١ [ ٧٧٩ ] ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٢٩٩ [ ١٦٢٩ ] ، جامع الرواة ٢ : ٩٩ ، رياض العلماء ٥ : ٧٩ ، منتهى المقال ٦ : ٢٨ ، روضات الجنّات ٦ : ١٩٠ [ ٥٧٨ ] ، بهجة الآمال ٦ : ٤٠٥ ، تنقيح المقال ٣ : ١٠٧ ، معجم رجال الحديث ١٧ : ٢٣ [ ١٠٦١٦ ] ، قاموس الرجال ٩ : ٢٢٧ [ ٦٦٤٤ ]. طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) : ١٦٤ ، الدرجات الرفيعة : ٤٦٦ ، بلغة المحدّثين : ٤٠٧ ، الكنى والألقاب ٢ : ٢٧٢ ، شرح نهج البلاغة ١ : ٣١.

٤ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ : ٤٠.

٥ ـ قاموس الرجال ٩ : ٢٢٧ [ ٦٦٤٤ ].

٦ ـ رجال النجاشي : ٣٩٨ [ ١٠٦٥ ].

٣٦٢

( ت ٥٨٨ هـ ) في معالم العلماء(١) ، وغيرهما ممّن ترجم له(٢) ، وذكره الحرّ ( ت ١١٠٤ هـ ) في ضمن مصادره(٣) ، وذكر طريقه إليه ، وهو من مصادر البحار أيضاً(٤) .

قال ابن أبي الحديد ( ت ٦٥٥ هـ ) : وأنت إذا تأمّلت « نهج البلاغة » وجدته كلّه ماءً واحداً ، ونفساً واحداً ، وأسلوباً واحداً ، كالجسم البسيط ، ولو كان بعض « نهج البلاغة » منحولاً وبعضه صحيحاً ، لم يكن ذلك كذلك ، فقد ظهر لك بهذا البرهان الواضح ضلال من زعم أنّ هذا الكتاب أو بعضه منحول إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، واعلم أنّ قائل هذا القول يطرق على نفسه ما لا قبل به ; لأنّا متى فتحنا هذا الباب ، وسلّطنا الشكوك على أنفسنا في هذا النحو ، لم نثق بصحّة كلام منقول عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبداً(٥) .

وأوّل من نقل عنه أنّه يطعن بنسبة نهج البلاغة إلى الشريف الرضيّ هو ابن خلّكان المتوفّى سنة ٦٨١ هـ في كتابه وفيات الأعيان(٦) ، ولكن لم تصب طعنته مقتلا ولا نال مناه مع كلّ من تابعه على هواه ، وأجابه السيّد عبد الزهراء الخطيب على ما افتراه ، قائلاً : إنّ ممّا لا يختلف فيه اثنان أنّ ( المجازات النبويّة ) أو ( مجازات الآثار النبويّة ) كما يسمّى أحياناً و ( حقائق التأويل ) و ( خصائص الأئمّة ) من مؤلّفات الشريف الرضي ، وإليك إشارات الرضي في هذه الكتب أنّ ( نهج البلاغة ) من جمعه.

____________

١ ـ معالم العلماء : ٥١ [ ٣٣٦ ].

٢ ـ راجع ما قدّمنا ذكره من المصادر في الهامش رقم (٤) من الصفحة السابقة.

٣ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٦ ، الفائدة الرابعة.

٤ ـ البحار ١ : ١١.

٥ ـ شرح نهج البلاغة ١٠ : ١٢٨.

٦ ـ وفيات الأعيان ٣ : ٢٧٣ [ ٤٤٣ ].

٣٦٣

ثمّ يذكر الإشارات واحدة تِلوَ الأُخرى(١) .

ولله درّهما من كاتب وكتاب ، فقد أخرسا الألسن وردّا الشبهات على نهج البلاغة واحدة بعد واحدة(٢) .

قال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : وقد طبع النهج بتبريز ١٢٤٧ ، ومصر ١٢٩٢ ، وبيروت ١٣٠٢ ، ثمّ كرّر طبعها في كثير من البلدان ، رأيت نسخة منها بخطّ الحسن بن محمّد بن عبد الله بن علي الجعفري الحسيني سبط أبي الرضا الراوندي عام ٦٣١ في مكتبة ( الحفيد اليزدي ) وبعض عناوينها والبسملة مكتوب بالخطّ الكوفي ، ونسخة كتابتها ٥١٢ عند ( المحيط ) بطهران ، ونسخة كتابتها ٥٢٥ عند السيّد محسن الكشميري الكتبي ببغداد ، ونسخة خطّ السيّد نجم الدين الحسين بن أردشير بن محمّد الطبري أبداراودي فرغ من كتابتها السبت أواخر صفر سنة سبع وستّين وستمائة ، وكتابتها قابلة لأن تقرأ ٦٧٧ كما قرأها صاحب الرياض ، وذكر خصوصيّاتها في ترجمة الكاتب في « رياض العلماء »(٣) ، وقد رأيت هذه النسخة عند السماوي ، وانتقلت بعد وفاته إلى مكتبة السيّد الحكيم العامّة في المسجد الهندي بالنجف(٤) .

____________

١ ـ مصادر نهج البلاغة وأسانيده ١ : ١٠٣.

٢ ـ مصادر نهج البلاغة وأسانيده تأليف : السيّد عبد الزهراء الحسيني الخطيب ، وانظر أيضاً : رياض العلماء ٤ : ٢٧ ، ٥٥.

٣ ـ رياض العلماء ٢ : ٣٦.

٤ ـ الذريعة ٢٤ : ٤١٣ [ ٢١٧٣ ].

٣٦٤

(٣٧) كتاب : المجازات النبويّة

الحديث :

في حديثه عن المجازات التي استعملها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال :

ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في الكلام الذي تكلّم به يوم الغدير : « وأسألكم عن ثقليّ كيف خلفتموني فيهما » ، فقيل له : وما الثقلان يا رسول الله؟

فقال : « الأكبر منهما كتاب الله ، سبب طرف منه بيد الله ، وطرف بأيدكم » ، هذه رواية زيد بن أرقم ، وفي رواية أبي سعيد الخدري : « حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، وفي رواية أُخرى : « حبلان ممدودان من السماء إلى الأرض » ، فإنّ الكلام يعود على الثقلين ، وهذه استعارة(١) .

المجازات النبويّة أو مجازات الآثار النبويّة :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٢) ، وابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في معالمه(٣) ، وغيرهما(٤) .

____________

١ ـ المجازات النبويّة : ٢٠٥ [ ١٧٨ ].

٢ ـ رجال النجاشي : ٣٩٨ [ ١٠٦٥ ].

٣ ـ معالم العلماء : ٥١ [ ٣٣٦ ].

٤ ـ انظر ما قدمنا ذكره من مصادر في ترجمة الشريف الرضي.

٣٦٥

وجعله المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) من مصادر البحار(١) ، وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في ضمن مصادر الوسائل ، وذكر طريقه إليه(٢) .

قال الميرزا عبد الله الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) : ورأيت المجازات النبويّة في ناحية عبد العظيم عند المدرس(٣) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : مجازات الآثار النبويّة للسيّد الشريف الرضي ، وطبع « المجازات » طبعاً ، غير خال عن الغلط في ١٣٢٨ ، وأُعيد طبعه في مصر صحيحاً ، ويخفّف فيقال « المجازات النبويّة »(٤) .

____________

١ ـ البحار ١ : ١١ ، ٣٠.

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٦ ، ١٨٢.

٣ ـ رياض العلماء ٥ : ١٨٤.

٤ ـ الذريعة ١٩ : ٣٥١ [ ١٥٦٨ ].

٣٦٦

(٣٨) مائة منقبة ( من مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) )

لأبي الحسن محمّد بن أحمد بن علي القمّي المعروف

بـ ( ابن شاذان ) ( كان حيّاً سنة ٤١٢ هـ )

الحديث :

حدَّثنا أبو محمّد عبد الله بن يوسف بن بابويه الأصبهاني بنيشابور ، قال : حدَّثني حامد بن محمّد الهروي ، قال : حدَّثني علي بن محمّد بن عيسى ، قال : حدَّثني محمّد بن عكاشة ، قال : حدَّثني محمّد بن الحسن ، قال : حدَّثني محمّد بن سلمة ( عن ) خصيف ، عن مجاهد ، قال : قيل لابن عبّاس : ما تقول في عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام )؟.

فقال : ذكرت ـ والله ـ أحد الثقلين ، سبق بالشهادتين ، وصلّى القبلتين(١) .

ورواه عن ابن شاذان ، الخوارزمي ( ت ٥٦٨ هـ ) في مقتل الحسين(٢) ،

____________

١ ـ مائة منقبة : ١٣٠ ، المنقبة الخامسة والسبعون.

وإيراد قول ابن عبّاس هنا لوضوح أنّ قوله : أحد الثقلين إشارة إلى قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكذلك تحديده لمحلّ النزاع في الثقل الثاني بعد أن اتّفقوا على أنّ الثقل الأوّل هو القرآن الكريم ، وعنه في البرهان ١ : ٢٧ ح ١٤.

٢ ـ مقتل الحسين ١ : ٨٠ ح ٣٤ ، في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).

وفيه : وذكر ابن شاذان هذا ، أخبرنا عبد الله بن يوسف ، عن حامد بن محمّد الهروي ، عن علي بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن عكاشة ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن سلمة ، عن خصيف عن مجاهد .

٣٦٧

والمناقب(١) .

أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علي القمّي ( ابن شاذان ) :

ترحّم عليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) عندما ذكر كتابي أبيه : زاد المسافر وكتاب الأمالي ، وقال : أخبرنا بهما ابنه أبو الحسن رحمهما الله(٢) .

فهو ثقة باعتباره من شيوخ النجاشي الذين استفاد العلماء من كلماته توثيقهم.

وقال البهبهاني ( ت ١٢٠٥ هـ ) في التعليقة : محمّد بن أحمد بن علي ابن الحسن بن شاذان الفامي أبو الحسن ، مضى في أبيه ما يظهر منه حسن حاله حيث جعل معرّفاً لأبيه الجليل ، وترحّم عليه النجاشي(٣) .

وقد أُعترض عليه بأنّ النجاشي لم يجعله معرّفاً لأبيه(٤) .

وقال المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) ـ بعد أن ذكر ما في تعليقة الوحيد البهبهاني ـ : وحكى في التكملة عن خطّ المجلسي ( رحمه الله ) أنّ محمّد بن أحمد ابن علي بن الحسن بن شاذان القمّي يروي عنه أبو الفتح الكراجكي ويثني عليه ، له مائة حديث في المناقب وغيره ، وقال في مواضع : حدَّثني الشيخ

____________

١ ـ المناقب للخوارزمي : ٣٢٩ ح ٣٤٩ ، في فضائل له شتّى.

وذكر هنا سنده إلى ابن شاذان ، هكذا : وأنبأني الإمام الحافظ صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني ، والإمام الأجلّ نجم الدين أبو منصور محمّد بن الحسين بن محمّد البغدادي ، قالا : أنبأنا الشريف الإمام الأجلّ نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي الزينبي ، عن الإمام محمّد بن أحمد بن علي ابن الحسن بن شاذان ، حدَّثنا أبو محمّد عبد الله بن يوسف بن بابويه الإصبهاني ، وعن الخوارزمي البحراني في غاية المرام ٢ : ٣١٢ ح ٢٤ ، الباب [ ٢٨ ] ، و ٦ : ٢٠٢ ح ٧ ، الباب [ ٩١ ] ، وينابيع المودّة ١ : ٤١٩ ح ٧ ، الباب [ ٤٧ ].

٢ ـ رجال النجاشي : ٨٤ [ ٢٠٤ ] ، أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان.

٣ ـ منهج المقال : ٢٨٠ ، تعليقة البهبهاني.

٤ ـ انظر : معجم رجال الحديث ١٦ : ١٧ ، قاموس الرجال ٩ : ٧٢.

٣٦٨

الفقيه ، انتهى ، قلت : لا شبهة في كونه إماميّاً ، فكونه فقيهاً مدح يدرجه في الحسان(١) .

وذكره ابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في معالم العلماء(٢) .

كتاب المائة منقبة :

ذكر الكتاب المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في ضمن مصادر البحار ، وقال : وكتاب المناقب للشيخ الجليل أبي الحسن محمّد بن أحمد بن علي ابن الحسن بن شاذان القمّي أستاد أبي الفتح الكراجكي ، ويثني عليه كثيراً في كنزه ، وذكره ابن شهرآشوب في المعالم(٣) .

وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل ، قال : فاضل جليل ، له كتاب مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مائة منقبة من طرق العامّة ، روى عنه الكراجكي ، ويروي هو عن ابن بابويه ، وكتابه المذكور عندنا(٤) .

وقد ذكره في الفائدة العاشرة من مقدّمة إثبات الهداة في الكتب التي رآها : كتاب المناقب لمحمّد بن أحمد بن شاذان(٥) ، وذكر كتابه ( إيضاح دفائن النواصب ) في الكتب التي نقل منها ولم يرها ، في نفس الفائدة ، وقال : كتاب إيضاح دفائن النواصب لمحمّد بن أحمد بن علي بن شاذان القمّي(٦) ، ممّا يدلّ على أنّهما كتابان عنده.

____________

١ ـ تنقيح المقال ٢ : ٧٣ ، من أبواب الميم.

٢ ـ معالم العلماء : ١١٧ ، وانظر : منتهى المقال ٥ : ٣٢٩ ، الكنى والألقاب ١ : ٣٢٣ ، سفينة البحار ٢ : ٨١٨ ، أعيان الشيعة ٩ : ١٠١ ، روضات الجنّات ٦ : ١٧٩ [ ٥٧٧ ] ، رياض العلماء ٥ : ٢٦.

٣ ـ البحار ١ : ١٨.

٤ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٤١ [ ٧١٢ ].

٥ ـ إثبات الهداة ١ : ٥٨ ، الفائدة العاشرة.

٦ ـ إثبات الهداة ١ : ٦٢ ، الفائدة العاشرة ، وانظر : رياض العلماء ٥ : ٢٦.

٣٦٩

ولكن الشيخ النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) ذكر في خاتمة مستدركه أنّهما كتاب واحد ، وجاء على ذلك بعدّة قرائن من كلام الكراجكي في كتبه ، واعترض على صاحب الروضات ; لأنّه عدّهما كتابين(١) .

وكذا فعل كلّ من محمّد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم في حاشيتهما على رجال السيّد بحر العلوم(٢) .

ولكن تلميذ صاحب المستدرك العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) عدّهما كتابين ، وذكر أنّ كتاب المائة منقبة يحتوي على مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وهو غير ( إيضاح الدفائن ) الذي هو في أعمال الرؤساء المتقدّمين ولا سيّما الأوّلين ومخالفة عهدهم وبيان نفاقهم وبدعهم وتكذيب مارووه من الموضوعات في حقّهم ، وليست فيه رواية في المناقب ولو واحدة ، ثمّ ذكر عدّة نسخ له(٣) .

ومنشأ الاشتباه هو قول الكراجكي ( ت ٤٤٩ هـ ) : إنّ إيضاح دفائن النواصب هو المائة منقبة ، قال الطهراني في الذريعة : قال الكراجكي في تصانيفه : الاستبصار وكنز الفوائد وإيضاح المماثلة : « إنّ إيضاح دفائن النواصب هو في ماية منقبة من مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) » ، فهو ما يأتي في حرف الميم بعنوان المائة منقبة ، وأنّه لأُستاذه المذكور ، وهو الذي قرأه على شيخه المؤلّف له بمكّة في المسجد الحرام سنة ٤١٢ هـ.

وقوّى شيخنا في خاتمة المستدرك قول الكراجكي ، واعترض على صاحب الروضات بما يعود إلى تصحيف في طبعه ، ولكن رأيت بخطّ الشيخ العلاّمة الماهر الحاجّ ميرزا يحيى ابن ميرزا محمّد شفيع المستوفي الإصفهاني صاحب التصانيف البالغة إلى الثلاثين والمتوفّى بعد سنة ١٣٢٥

____________

١ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ١٣٨ ، الفائدة الثالثة ، وانظر : روضات الجنّات ٦ : ١٧٩ [ ٥٧٧ ].

٢ ـ الفوائد الرجالية ٣ : ٣٠٥ ، الهامش (١).

٣ ـ الذريعة ١٩ : ٢.

٣٧٠

ما كتبه على أواخر كتاب ( إيضاح المماثلة ) بين طريقي إثبات النبوّة والإمامة تأليف العلاّمة الكراجكي عند قول الكراجكي : إنّ إيضاح الدفائن هو الماية منقبة ، بما ملخّصه أنّ إيضاح الدفائن غير الماية منقبة ، وهما موجودان عندي ، فالثاني ممحّض في المناقب ولذا يقال له الفضائل ، وأمّا الأوّل فلم يوجد فيه ولا حديث واحد في الفضائل ، بل هو ممحّض في المثالب على ما دلّت عليه الأدلّة العقليّة والآيات الشريفة والأحاديث الصحيحة ، كما يدلّ عليه ظاهر العنوان.

وأمّا قول الكراجكي في تصانيفه : إنّ إيضاح الدفائن هو الماية منقبة ، فوجهه أنّ الكراجكي عند قراءته الماية منقبة على شيخه بمكّة سأله عمّا بلغه من كتاب شيخه الموسوم بـ ( إيضاح الدفائن ) ولم ير الشيخ ذلك الوقت والمجلس مقتضياً لبيان موضوعه ، فأجابه بأنّ إيضاح الدفائن هو هذا الكتاب ، قاصداً به بيان اتّحاد الغرض منه ومن هذا الكتاب ، وهو كشف الحقائق والواقعيّات وإثبات الحقّ وتعيين أهله ، ولم يرد اتّحاد شخص الكتابين ، والكراجكي لخلوّ ذهنه عن مقتضى المقام حمل جواب شيخه على ظاهره ، ولم يتّفق له بعد ذلك رؤية إيضاح الدفائن ، فأخبر في كتبه باتّحادهما ، لكنّ الكتابين متعدّدان موجودان عندي ، انتهى ملخّص ما رأيته بخطّ الحاجّ ميرزا يحيى(١) .

ونبّه العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) على ذلك أيضاً في كتابه طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس )(٢) .

وقال الميرزا يحيى بن محمّد شفيع ( ت ١٣٢٥ هـ ) في حاشيته على مستدرك الوسائل : وأقول : بعد ما رأيت ما نقله المصنّف ( رحمه الله )(٣) عن

____________

١ ـ الذريعة ٢ : ٤٩٤ [ ١٩٤٢ ].

٢ ـ طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) ٢ : ١٥٠.

٣ ـ هو صاحب المستدرك الميرزا حسين النوري.

٣٧١

الكراجكي ـ تلميذ الشيخ الجليل ابن شاذان ـ تصريحه في كتابه في الإمامة باتّحاد كتاب الإيضاح مع كتاب المائة منقبة لمولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وتحقّقت ذلك بالرجوع إلى نفس تلك الرسالة فوجدته كما نقله وتحيّرت من ذلك ، وقلت : لا يلزم من رواية الكراجكي عن ابن شاذان كونه تلميذاً له ، عرّيفاً بجميع مصنّفاته ، بل سافر إلى حجّ بيت الله ، فاتّفق أن لاقى في مكّة ابن شاذان وروى عنه كتاب المائة منقبة ، وأجازه روايتها ، ولم يعثر بكتابه الإيضاح ، لمّا فات إظهاره في مسجد الحرام ، لما فيه من مطاعن الخلفاء ومثالبهم ، فظنّ الكراجكي اتّحاد الكتابين ، وليس كذلك قطعاً كما بذلك عليه تسميته بإيضاح دقائق النواصب ، فإنّ هذا الاسم لدينا يسمّى المناقب المرويّة لأمير المؤمنين ، خصوصاً من طرقهم ، ومع ذلك كلّه غريب جدّاً ، ورسالة الكراجكي في الإمامة التي فيها هذه العبارة.

ثمّ قال : طلبت نسخة كتاب الإيضاح ـ وكان أمانة عند بعض العلماء ـ فوجدته كتاباً قريباً من خمسين ورقة ، إلاّ أنّ في بعض المواضع منه بياضاً بقدر صفحة أو ورق ، وذكر ناسخه أنّ هذه البياضات كانت في النسخة التي استنسخ منها ونقلها كما كانت.

ثمّ ذكر أوّل خطبة الكتاب.

أقول : وهي تختلف عن خطبة كتاب المائة منقبة ، بل تنطبق على خطبة الإيضاح المنسوب إلى الفضل بن شاذان النيشابوري ( ت ٢٦٠ هـ ) الذي مرّ سابقاً ، وبعض ما جاء فيه ، وأنّه ليس فيه أي منقبة لأمير المؤمنين وخاتمة الكتاب.

ثمّ قال : ولا شكّ أنّ هذا هو كتاب إيضاح دفائن النواصب ، كما لا شكّ أنّه غير كتاب المائة منقبة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) بأسانيد المخالفين ، فإنّه ليس في هذا الكتاب منقبة مسندة له ( عليه السلام ) ، إلاّ بعض المناقب التي انجرّ

٣٧٢

الكلام إليها وذكرها ضمناً.

ثمّ ذكر أنّه قارن بين كتاب الكراجكي في الإمامة وكتاب إيضاح الدفائن ، وأنّه لم يجد أيّاً من الروايات التي رواها الكراجكي عن ابن شاذان في كتاب الإيضاح ، وقال : فزاد تعجّبي من ذلك ، ولعلّ الله يحدث بعد ذلك أمراً(١) .

وعدّهما في أعيان الشيعة كتابين(٢) .

____________

١ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ١٣٨ ، الهامش (٣) ، وفي أوّله ، هكذا : جاء في الهامش المخطوط ، وأقول . ، إلى آخره ، و ١٤٠ ، الهامش (٢) ، وفي آخر الهامش ، هكذا : لمحرّره يحيى بن محمّد شفيع عفي عنهما في الدارين.

وقد ذكر المحقّقون في مقدّمة التحقيق أنّ في أحد نسخ خاتمة مستدرك الوسائل توجد حاشية ليحيى بن محمّد شفيع.

٢ ـ أعيان الشيعة ٩ : ١٠١.

٣٧٣
٣٧٤

مؤلّفات الشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان

المفيد ( ت ٤١٣ هـ )

(٣٩) كتاب : الأمالي

الحديث :

الأوّل : قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الصيرفي ، قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد الحسني ، قال : حدَّثنا عيسى بن مهران ، قال : أخبرنا يونس بن محمّد ، قال : حدَّثنا عبد الرحمن بن الغسيل ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن خلاّد الأنصاري ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عبّاس ، قال : إنّ عليّ بن أبي طالب والعبّاس بن عبد المطّلب والفضل بن العبّاس دخلوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه ، فقالوا : يا رسول الله ، هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك ، فقال : « وما يبكيهم؟ »

قالوا : يخافون أن تموت ، فقال : « أعطوني أيديكم » فخرج في ملحفة وعصابة حتّى جلس على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :

« أمّا بعد ، أيّها الناس فما تنكرون من موت نبيّكم؟ ألم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم؟ لو خلّد أحد قبلي ثمّ بعث إليه لخلّدت فيكم ، إلاّ أنّي لاحق بربّي ، وقد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله تعالى

٣٧٥

بين أظهركم ، تقرؤونه صباحاً ومساءً ، فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ، وكونوا إخواناً كما أمركم الله ، وقد خلّفت فيكم عترتي أهل بيتي ، وأنا أُوصيكم بهم ، ثمّ أُوصيكم بهذا الحيّ من الأنصار ، فقد عرفتم بلاهم عند الله عزّ وجلّ وعند رسوله وعند المؤمنين ، ألم يوسّعوا في الديار ويشاطروا الثمار ، ويؤثروا وبهم الخصاصة؟ فمن ولي منكم أمراً يضرّ فيه أحد أو ينفعه فليقبل من محسن الأنصار وليتجاوز عن مسيئهم » ، وكان آخر مجلس جلسه حتّى لقي الله عزّ وجلّ(١) .

الثاني : قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب ، قال : حدَّثنا الحسن بن علي الزعفراني ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : حدَّثني أبو عمر وحفص بن عمر الفرّاء ، قال : حدَّثنا زيد بن الحسن الأنماطي ، عن معروف بن خربوذ ، قال : سمعت أبا عبيد الله مولى العبّاس يحدّث أبا جعفر محمّد بن علي ( عليهما السلام ) ، قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : إنّ آخر خطبة خطبنا بها رسول الله ( عليه السلام ) ، لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفّي فيه ، خرج متوكّئاً على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وميمونة مولاته ، فجلس على المنبر ، ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ، وسكت ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، ما هذان الثقلان؟ فغضب حتّى احمرّ وجهه ثمّ سكن ، وقال : « ما ذكرتهما إلاّ وأنا أُريد أن أُخبركم بهما ، ولكن ربوت فلم أستطع ، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم ، تعملون فيه كذا وكذا ، ألا وهو القرآن ، والثقل الأصغر أهل بيتي » ، ثمّ قال : « وأيم الله إنّي لأقول لكم هذا ورجال في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم » ، ثمّ قال : « والله لا يحبّهم عبد إلاّ أعطاه الله نوراً يوم القيامة ، حتّى

____________

١ ـ الأمالي : ٤٥ ح ٦ المجلس السادس ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٣٤ ح ٧٤٠ ، فصل (٤١) ، وغاية المرام ٢ : ٣٦٥ ح ٧٨ ، الباب [ ٢٩ ] ، والبحار ٢٢ : ٤٧٤ ح ٢٣.

٣٧٦

يرد على الحوض ، ولا يبغضهم عبد إلاّ احتجب الله عنه يوم القيامة » ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « إنّ أبا عبيد الله يأتينا بما يعرف »(١) .

الثالث : قال : حدَّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري الكاتب ، قال : حدَّثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمّد الأزدي ، قال : حدَّثنا شعيب بن أيّوب ، قال : حدَّثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن هشام بن حسّان ، قال : سمعت أبا محمّد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر ، فقال : « نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيّبون الطاهرون ، وأحد الثقلين اللذين خلّفهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أُمّته ، والتالي كتاب الله فيه تفصيل كلّ شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فالمعوّل علينا في تفسيره ، لا نتظنّي تأويله ، بل نتيقّن حقائقه ، فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة ; إذ كانت بطاعة الله عزّ وجلّ ورسوله مقرونة ، قال الله عزّ وجلّ :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيء فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) ،( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُم لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) ، الحديث(٢) .

ورواه عن المفيد الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في أماليه(٣) ، وسيأتي في

____________

١ ـ الأمالي : ١٣٤ ح ٣ ، المجلس السادس عشر ، وعنه في البرهان ١ : ١١ ح ١٠ ، وغاية المرام ٢ : ٣٥٩ ح ٥٧ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٢ : ٤٧٥ ح ٢٥.

٢ ـ الأمالي : ٣٤٨ ح ٤ ، المجلس الحادي والأربعون ، وعنه في غاية المرام ٢ : ٣٦٥ ح ٧٧ ، الباب [ ٢٩ ] و ٣ : ١١٥ ح ١٣ ، الباب [ ٥٩ ] ، والبحار ٣٤ : ٣٥٩ ، الباب [ ١٧ ].

٣ ـ أمالي الطوسي : ١٢١ ح ١٨٨ ، المجلس الخامس ، وفيه : والثاني كتاب الله ، وسيأتي في ما سنذكره عن أمالي الطوسي ، الحديث الأوّل.

وفيه : المفيد عن إسماعيل بن محمّد الأنباري ، عن إبراهيم بن محمّد الأزدي ، عن شعيب بن أيّوب ، عن معاوية بن هشام بن سفيان ، عن هشام بن حسّان ، قال : سمعت الخ.

٣٧٧

بشارة المصطفى للطبري ( القرن السادس )(١) .

محمّد بن محمّد بن النعمان « المفيد » :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : محمّد بن محمّد بن النعمان بن عبد السلام بن ياسر بن النعمان بن سعيد بن جبير بن وهيب بن هلال بن أوس ابن سعيد بن سنان بن عبد الدار بن الريّان بن قطر بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عُلة بن خلد بن مالك بن أُدَد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، شيخنا وأُستاذنا ( رضي الله عنه ) ، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم.

ثمّ قال :

مات ( رحمه الله ) ليلة الجمعة لثلاث [ ليال [ خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربع مائة ، وكان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة ، وصلّى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بميدان الأُشنان ، وحاق على الناس مع كبره ، ودفن في داره سنين ، ونقل إلى مقابر قريش بالقرب من السيّد أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وقيل : مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة(٢) .

وقال الشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في رجاله : محمّد بن محمّد بن النعمان ، جليل ، ثقة(٣) .

____________

١ ـ بشارة المصطفى : ١٧٠ ح ١٣٩ ، الجزء الثاني ، وسيأتي في ما سنذكره عن بشارة المصطفى للطبري ، الحديث الرابع.

٢ ـ رجال النجاشي : ٣٩٩ [ ١٠٦٧ ].

٣ ـ رجال الطوسي : ٤٤٩ [ ٦٣٧٥ ].

٣٧٨

وقال في الفهرست : محمّد بن محمّد بن النعمان ، يكنّى أبا عبد الله ، المعروف بابن المعلّم ، من جلّة متكلّمي الإماميّة ، انتهت رئاسة الإماميّة في وقته إليه في العلم ، وكان مقدّماً في صناعة الكلام ، وكان فقيهاً متقدّماً فيه ، حسن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب.

وله قريب من مائتي مصنّف ، كبار وصغار ، وفهرست كتبه معروف ، ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، وتوفّي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، وكان يوم وفاته لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه ، وكثرة البكاء من المخالف له والمؤالف(١) .

وقد نقل في ترجمته أنّ له ثلاث توقيعات من صاحب الأمر ( عج )(٢) ، وكذا سبب تسميته بالمفيد(٣) ، اكتفينا عن ذكرها بإيراد مصادر ترجمته فهو أشهر من نار على علم.

____________

١ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٤ [ ٧١١ ]. وانظر : معالم العلماء : ١١٢ [ ٧٦٥ ] ، خلاصة الأقوال : ٢٤٨ [ ٨٤٤ ] ، رجال ابن داود : ١٨٣ [ ١٤٩٥ ] ، إيضاح الاشتباه : ٢٩٤ [ ٦٨٣ ] ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٣١٣ [ ١٧٧٢ ] ، لؤلؤة البحرين : ٣٥٦ [ ١٢٠ ] ، بلغة المحدّثين : ٤١٤ ، أمل الآمل ٢ : ٣٠٤ [ ٩٢١ ] ، جامع الرواة ٢ : ١٨٩ ، الكنى والألقاب ٣ : ١٩٧ ، هداية المحدّثين : ٢٥٢ ، نقد الرجال ٤ : ٣١٥ [ ٥٠٥١ ] ، منتهى المقال ٦ : ١٨٥ [ ٢٨٦٠ ] ، حاوي الأقوال ٢ : ٢٦٦ ، مجمع الرجال ٦ : ٣٣ ، رياض العلماء ٥ : ١٧٦ ، روضات الجنّات ٦ : ١٥٣ [ ٥٧٦ ] ، بهجة الآمال ٦ : ٥٨٦ ، تنقيح المقال ٣ : ١٨٠ ، قاموس رجال ٩ : ٥٥٢ [ ٧٢٤٤ ] ، فهرست ابن النديم : ٢٢٦ و ٢٤٧ ، معجم رجال الحديث ١٨ : ٢١٣ [ ١١٧٤٤ ] ، الكامل في التاريخ ٩ : ١٧٨ ، ٢٠٨ ، ٣٠٧ ، ٣٢٩ ، سير أعلام النبلاء ١٧ : ٣٤٤ [ ٢١٣ ] ، المنتظم ٩ : ٤٤٠٨ ، البداية والنهاية ١٢ : ١٥ ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) : ١٨٦ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، (١) حياة الشيخ المفيد ومصنّفاته.

٢ ـ الاحتجاج ٢ : ٥٩٦ [ ٣٥٩ ].

٣ ـ السرائر ٣ : ٦٤٨.

٣٧٩

كتاب الأمالي :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(١) باسم ( كتاب الأمالي المتفرّقات ) ، وجعله العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) أحد مصادر كتابه ، مسمّياً له بكتاب المجالس ، قال : وكتاب المجالس ، وجدنا منه نسخاً عتيقة والقرائن تدلّ على صحّته(٢) .

ومثله الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في الوسائل ، وذكر طرقه إلى المفيد أيضاً(٣) .

وقال السيّد الموسوي الخوانساري ( ت ١٣١٣ هـ ) : ويظهر من مقدّمات بحار مولانا المجلسي ( رحمه الله ) أنّ جملة ما كان يوجد عنده من مصنّفات الرجل حين تأليفه « البحار » ثمانية عشر كتاباً منها : كتاب « الإرشاد » ، كتاب « المجالس » ، كتاب « الاختصاص » ، أقول : وغالب هذه الكتب موجودة في هذه الأزمنة ـ أيضاً ـ كثيراً ، وخصوصاً الثلاثة الأُول منها(٤) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : وعبّر عنه النجاشي بالأمالي المتفرّقات ، ولعلّ وجهه أنّه أملاه في مجالس في سنين متفرّقة أوّلها سنة ٤٠٤ وآخرها سنة ٤١١ ، إلى أن قال : ورأيت منه نسخة في خزانة كتب الشيخ ميرزا محمّد الطهراني ، وهي بخطّ محمّد هادي بن علي رضا التنكابني سنة ١١٠١(٥) .

وذكره مرّة أُخرى بعنوان المجالس(٦) .

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٩٩ [ ١٠٦٧ ].

٢ ـ البحار ١ : ٧ ، ٢٧ ، توثيق المصادر ، وانظر : رياض العلماء ٥ : ١٧٦.

٣ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٧ ، ١٧٩.

٤ ـ روضات الجنّات ٦ : ١٥٥.

٥ ـ الذريعة ٢ : ٣١٥ [ ١٢٥٢ ].

٦ ـ الذريعة ١٩ : ٣٦٧ [ ١٦٤٠ ] ، وانظر : فهرست التراث ١ : ٤٧١ ، وما ذكره العلاّمة

٣٨٠

(٤٠) كتاب : الإرشاد

الحديث :

الأوّل : ولمّا قضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نسكه أشرك عليّاً ( عليه السلام ) في هديه ، وقفل إلى المدينة وهو معه والمسلمون ، حتّى انتهى إلى الموضع المعروف بغدير خمّ ، وليس بموضع إذ ذاك للنزول ; لعدم الماء فيه والمرعى ، فنزل ( صلى الله عليه وآله ) في الموضع ونزل المسلمون معه.

وكان سبب نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خليفة في الأُمّة من بعده ، وقد كان تقدّم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له ، فأخّره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه ، وعلم الله سبحانه أنّه إن تجاوز غدير خمّ انفصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم ، فأراد الله تعالى أن يجمعهم لسماع النصّ على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تأكيداً للحجّة عليهم فيه ، فأنزل جلّت عظمته عليه :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) يعني في استخلاف علي ابن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والنصّ بالإمامة عليه( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، فأكّد به الفرض عليه بذلك ، وخوفه من تأخير الأمر فيه ، وضمن له العصمة ومنع الناس منه.

فنزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المكان الذي ذكرناه ; لما وصفناه من الأمر له

____________

عبد العزيز الطباطبائي في مقالته حول مصنّفات الشيخ المفيد المنشورة ضمن مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (١) ، صفحة ٢١٥.

٣٨١

بذلك وشرحناه ، ونزل المسلمون حوله ، وكان يوماً قائظاً شديد الحر ، فأمر ( عليه السلام ) بدوحات هناك فقمّ ما تحتها ، وأمر بجمع الرجال في ذلك المكان ، ووضع بعضها على بعض ، ثمّ أمر مناديه فنادى في الناس بالصلاة ، فاجتمعوا من رحالهم إليه ، وإنّ أكثرهم ليلفّ رداءه على قدميه من شدّة الرمضاء ، فلمّا اجتمعوا صعد ( عليه وآله السلام ) على تلك الرحال حتّى صار في ذروتها ، ودعا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فرقى معه حتّى قام عن يمينه ، ثمّ خطب للناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ فأبلغ في الموعظة ، ونعى إلى الأُمّة نفسه ، فقال ( عليه وآله السلام ) : « إنّي قد دعيت ويوشك أن أُجيب ، وقد حان منّي خفوف من بين أظهركم ، وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ».

ثمّ نادى بأعلى صوته : « ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟ » فقالوا : اللّهم بلى ، فقال لهم على النسق ، وقد أخذ بضبعي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فرفعهما حتّى رئي بياض أُبطيهما ، وقال : « فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله »(١) .

ورواه الطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ ) في إعلام الورى(٢) ، والأربلي ( ت ٦٩٣ هـ ) في كشف الغمّة(٣) ، والعلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في كشف اليقين(٤) .

____________

١ ـ إرشاد المفيد ( مصنّفات الشيخ المفيد ، المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفيّة لوفاة الشيخ المفيد ، مجلّد ١١ ) ١ : ١٧٤ ، وعنه في غاية المرام ٢ : ٣٥٣ ح ٤٧ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢١ : ٣٨٢ ح ١٠.

٢ ـ راجع ما سنذكره عن إعلام الورى للطبرسي ، الحديث الأوّل.

٣ ـ راجع ما سنذكر عن كشف الغمّة للأربلي الحديث الثامن.

٤ ـ راجع ما سنذكره عن كشف اليقين للعلاّمة الحلّي ، الحديث الثالث.

٣٨٢

الثاني : وذلك أنّه عليه وآله السلام تحقّق من دنوّ أجله ، ما كان ( قدّم الذكر ) به لأُمّته ، فجعل ( عليه السلام ) يقوم مقاماً بعد مقام في المسلمين يحذّرهم من الفتنة بعده والخلاف عليه ، ويؤكّد وصاتهم بالتمسّك بسنّته والاجتماع عليها والوفاق ، ويحثّهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة ، والاعتصام بهم في الدين ، ويزجرهم عن الخلاف والارتداد ، فكان في ما ذكره من ذلك عليه وآله السلام ما جاءت به الرواة على اتّفاق واجتماع من قوله ( عليه السلام ) : « أيّها الناس ، إنّي فرطكم وأنتم واردون عليّ الحوض ، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنَّهما لن يفترقا حتّى يلقياني ، وسألت ربّي ذلك فأعطانيه ، ألا وإنّي قد تركتهما فيكم : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتفرّقوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ، أيّها الناس ، لا ألفيتكم بعدي ترجعون كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرّار ، ( ألا وإنّ علي بن أبي طالب أخي )(١) ووصيّي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ».

فكان عليه وآله السلام يقوم مجلساً بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه(٢) .

الثالث : من كلام لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :

« أما بلغكم ما قال فيهم نبيّكم ( صلى الله عليه وآله ) حيث يقول في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي

____________

١ ـ في بعض النسخ في الهامش : ( أو علي بن أبي طالب فإنّه أخي ) ، وما موجود في المتن هو ما في نسخة العلاّمة المجلسي.

٢ ـ إرشاد المفيد ( مصنّفات الشيخ المفيد ، المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفيّة لوفاة الشيخ المفيد المجلّد ١١ ) ١ : ١٧٩ ، وعنه في غاية المرام ٢ : ٣٥٣ ح ٤٦ ، الباب (٢٩) ، والبحار ٢٢ : ٤٦٥ ح ١٩.

٣٨٣

أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، ألا هذا عذب فرات فاشربوا ، وهذا ملح أُجاج فاجتنبوا(١) .

وقد مرّ مثل هذا الحديث عن تاريخ اليعقوبي ( ت ٢٨٤ هـ ) ، فراجع(٢) ، ورواه الطبرسي ( القرن السادس ) في الاحتجاج ، وسيأتي(٣) .

كتاب الإرشاد :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٤) ، والشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست(٥) ، وابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في معالمه(٦) .

وقال العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) ـ بعد أن جعله أحد مصادره الموثّقة ـ : وكتاب الإرشاد أشهر من مؤلّفه ( رحمه الله )(٧) ، وهو من مصادر الوسائل أيضاً(٨) .

وعدّه الخوانساري ( ت ١٣١٣ هـ ) من جملة الكتب المتداولة في زمانه كثيراً(٩) .

قال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : فيه تواريخ الأئمّة الطاهرين

____________

١ ـ إرشاد المفيد ( مصنّفات الشيخ المفيد ، المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفيّة لوفاة الشيخ المفيد المجلّد ١١ ) ١ : ٢٣٣ ، وعنه في البحار ٢ : ٩٩ ح ٥٩.

٢ ـ راجع ما ذكرناه عن تاريخ اليعقوبي ، الحديث الثالث.

٣ ـ راجع ما سنذكره عن الاحتجاج للطبرسي ، الحديث الخامس.

٤ ـ رجال النجاشي : ٣٩٩ [ ١٠٦٧ ].

٥ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٤ [ ٧١١ ].

٦ ـ معالم العلماء : ١١٢ [ ٧٦٥ ].

٧ ـ البحار ١ : ٧ ، ٢٧ ، توثيق المصادر ، وانظر : رياض العلماء ٥ : ١٧٦.

٨ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٧ ، ١٧٩.

٩ ـ روضات الجنّات ٦ : ١٥٥ [ ٢٥٠٦ ].

٣٨٤

الاثني عشر ( عليه السلام ) ، والنصوص عليهم ، ومعجزاتهم وطرف من أخبارهم من ولادتهم ووفياتهم ومدّة أعمارهم ، وعدّة من خواصّ أصحابهم وغير ذلك ، أوّله ( الحمد لله على ما ألهم من معرفته ) ، طبع بإيران مكرّراً سنة ١٣٠٨ ، وقبلها وبعدها(١) .

وقال في الإجازات : إجازة الشيخ الحسن بن الحسين بن علي الدرويستي نزيل كاشان للمولى الأجلّ مجد الدين أبي العلاء ، مختصرة كتبها له بخطّه على ظهر إرشاد الشيخ المفيد ، تاريخها سنة ٥٧٦ يروي الإرشاد عن المرتضى ابن الداعي ، عن جعفر بن محمّد الدرويستي ، عن المصنّف المفيد(٢) .

وذكر له رواية أُخرى أيضاً : أخبرنا السيّد الأجلّ عميد الرؤساء أبو الفتح يحيى بن محمّد بن نصر بن علي بن حبا أدام الله علوّه قراءة عليه في سنة أربعين وخمسمائة ، قال : حدّثنا القاضي الأجلّ أبو المعالي أحمد بن علي بن قدامة في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ، قال : حدّثني الشيخ السعيد المفيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ( رضي الله عنه ) في سنة إحدى عشر وأربعمائة ، قال : الحمد لله على ما ألهم من معرفته ، إلى آخر الكتاب(٣) .

وللكتاب عدّة مخطوطات منها : في مكتبة البرلمان الإيراني سنة ٥٧٥ ، وفي مكتبة المرعشي العامّة سنة ٥٦٥ ، وأُخرى في القرن السابع ، وفي مكتبة السيّد الگلبايگاني في القرن ٧ و ٨(٤) .

____________

١ ـ الذريعة ١ : ٥٠٩.

٢ ـ الذريعة ١ : ١٧٠ [ ٨٥٧ ].

٣ ـ طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : ٣٤١ ، و ( القرن الخامس ) : ٢١.

٤ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، المقالة رقم (١) : ٢٠١ ، تأليف السيّد عبد العزيز الطباطبائي ، وانظر أيضاً فهرست التراث : ٤٧١.

٣٨٥
٣٨٦

(٤١) كتاب : الفصول المختارة من العيون والمحاسن

( جمعها الشريف المرتضى ت ٤٣٦ هـ )

الحديث :

الأوّل : ومن كلام الشيخ أدام الله عزّه في حوز البنت المال دون العمّ والأخ ، سئل الشيخ ، فقال الشيخ : الميراث للبنت دون العمّ ، فسئل الشيخ ، فقال : الدليل على ذلك من كتاب الله عزّ وجلّ ومن سنّة نبيّه ومن إجماع آل محمّد ، وأمّا إجماع آل محمّد ( عليهم السلام ) فإنّ الأخبار متواترة عنهم بما حكيناه ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

الثاني : في ردّه على ما حكاه عمرو بن بحر الجاحظ عن إبراهيم بن يسار النظام في كتاب الفتيا من إيراداته على أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) في أحكامه وفتياه وتناقضاته ومخالفته لإجماع الأُمّة ، قال :

أمّا ما ذكره من خلافه ( عليه السلام ) على جملة القوم ، فالعار في ذلك على من خالفه دونه ، والعيب يختصّ به سواه ; لأنّه ( عليه السلام ) هو الإمام المتبوع والقدوة المتأسّى به والمدلول على صوابه والمدعوّ إلى اتّباعه ، حيث يقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد المدينة فليأت

____________

١ ـ الفصول المختارة ( مصنّفات الشيخ المفيد ، مجلد ٢ ) : ١٧٣.

٣٨٧

الباب » ، وحيث يقول ( صلى الله عليه وآله ) وقد قدّمناه في ما سبق(١) : « عليّ أقضاكم » و « هو مع الحقّ والحقّ معه » ، وفي قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فلمّا عدل القوم عن اتّباعه كانوا ضلاّلا بذلك ، وكان هو ( عليه السلام ) المصيب وأهل بيته ( عليهم السلام ) وأنصاره وشيعته(٢) .

كتاب الفصول المختارة من العيون والمحاسن :

ذكره النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) مرّة بعنوان ( كتاب العيون والمحاسن ) ، ومرّة هو(٣) والطوسي ( ت ٤٦٠ هـ )(٤) وابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ )(٥) بعنوان : ( الفصول من العيون والمحاسن ).

وقال المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادر كتابه البحار : وكتاب العيون والمحاسن المشتهر بالفصول(٦) ، وعند توثيق كتب المفيد ، قال : وسائر كتبه للاشتهار غنية عن البيان(٧) .

وعدّه الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) من الكتب الواصلة إليه(٨) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) تحت عنوان ( العيون والمحاسن ) : ذكره النجاشي ، ثمّ قال بعد ذلك : كتاب ( الفصول من العيون

____________

١ ـ ذكره في بداية ردّه على ما نقله الجاحظ من كلام النظام.

٢ ـ الفصول المختارة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلد ٢ ) : ٢٢١.

٣ ـ رجال النجاشي : ٣٩٩ [ ١٠٦٧ ] ، وانظر : روضات الجنّات ٦ : ١٥٤ ، ١٥٥.

٤ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٤ [ ٧١١ ].

٥ ـ معالم العلماء : ١١٢ [ ٧٦٥ ].

٦ ـ البحار ١ : ٧.

٧ ـ البحار ١ : ٢٧.

٨ ـ رياض العلماء ٥ : ١٧٨.

٣٨٨

والمحاسن ) ويظهر منه أنّ ( العيون ) و ( الفصول منه ) متعدّدان وكلاهما للشيخ المفيد ، وأمّا كتاب ( الفصول المختارة من العيون والمحاسن ) فهو للسيّد الشريف المرتضى علم الهدى وهو موجود الآن كما يأتي ، وكان عند محمّد باقر المجلسي أيضاً ، وينقل عنه في البحار ، وإن عبّر عنه في مفتتحه بـ ( كتاب العيون والمحاسن المعروف بالفصول ) وعدّه من كتب المفيد ، وأمّا نفس ( العيون والمحاسن ) للشيخ المفيد فهو موجود أيضاً ، ثمّ ذكر وجود نسخ له ومواصفاتها(١) .

ولكن أقول : إنّ ما ذكره من مواصفات النسخ وأوّلها ينطبق على المطبوع من كتاب الاختصاص المنسوب للشيخ المفيد وهو ليس له ، بل لأحد قدماء الشيعة(٢) ، فلاحظ.

وقال الطهراني تحت عنوان ( الفصول من العيون والمحاسن ) : عدّه النجاشي في فهرست كتبه بعد ذكره ( العيون والمحاسن ) ، فيظهر منه أنّ الشيخ المفيد لمّا كتب ( العيون والمحاسن ) الموجود اليوم كتب ( الفصول المختارة ) منه ، ولا أعلم وجوده اليوم ، لكن مرّ أنّ ( الفصول المختارة ) من العيون للسيّد المرتضى موجود فعلاً.(٣)

ولكن قد نبّهنا قبل قليل أنّ ما ذكر من أنّه العيون والمحاسن هو الاختصاص ، ومنه يظهر أن لا وجود لنسخة معروفة لـ ( العيون والمحاسن ) اليوم. ومن ثمّ قال تحت عنوان ( الفصول المختارة ) من ( العيون والمحاسن ) تأليف الشيخ المفيد : اختاره السيّد المرتضى علم الهدى أبو القاسم علي بن الحسين ( ت ٤٣٦ ) صرّح به في ( المفتتحة )(٤) .

____________

١ ـ الذريعة ١٥ : ٣٨٦ [ ٢٣٩٤ ].

٢ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (٩) ، المقالة الرابعة.

٣ ـ الذريعة ١٦ : ٣٤٥ [ ٩٧٣ ].

٤ ـ الذريعة ١٦ : ٢٤٤ [ ٩٧٠ ].

٣٨٩

وفي المفتتح بعد الحمد والصلاة على محمّد وآله ، هكذا : سألت ـ أيّدك الله ـ أن أجمع لك فصولاً من كلام شيخنا ومولانا المفيد أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان في المجالس ، ونكتاً من كتابه المعروف بـ ( العيون والمحاسن ) لتستريح إلى قراءته في سفرك(١) ، ثمّ ينقل في كلّ الكتاب عن شيخه المفيد.

ومن ذلك قال العلاّمة عبد العزيز الطباطبائي : وكلّ هذا ، بل الكتاب بأسره يدلّ بوضوح على أمرين :

الأمر الأوّل : إنّ مادّة الكتاب كلّها من الشيخ المفيد.

الأمر الثاني : إنّ الانتقاء والجمع والتأليف للشريف المرتضى دون المفيد(٢) .

وكذلك عدّه صاحب الرياض ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) من كتب الشريف المرتضى ، قال الأفندي : كتاب الفصول الذي استخرجه من كتاب العيون والمحاسن تأليف أُستاذه الشيخ المفيد ، وهو الآن معروف ، وإن قال الأُستاذ الاستناد دام ظلّه في البحار بأنّه عين المحاسن والعيون ، حيث قال في طيّ كتب المفيد : وكتاب العيون والمحاسن المشتهر بالفصول ، أقول : ويدلّ على ما قلناه ، أمّا أوّلا : فشهادة أوّل كتاب الفصول ، بل إلى آخره أيضاً بما ذكرناه ، بل أكثر صدر مطالبه يشهد بما قلناه ، وأمّا ثانياً : فلأنّ سبط الشيخ علي الكركي العاملي في رسالة رفع البدعة في حلّ المتعة ينقل عن هذين الكتابين ، قال هكذا : قال شيخنا المفيد في العيون وسيّدنا المرتضى في الفصول المختارة ، وقال فيها في موضع آخر : ومن الفصول التي اختارها سيّدنا الإمام الرحلة مربّي العلماء ذو الحسبين الشريف المرتضى علم

____________

١ ـ الفصول المختارة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد ٢ ) : مفتتح الكتاب.

٢ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (١) : ٢٦٩.

٣٩٠

الهدى من كتاب المجالس وكتاب العيون والمحاسن لشيخنا المفيد ، إلى غير ذلك من أقواله الدالّة على المغايرة ، وأمّا ثالثاً فلأنّ ، ولم يكمل الدليل الثالث.

ثمّ قال : وقد رأيت نسخة عتيقة منه في بلدة أردبيل قوبلت بنسخة الأصل ، وقد قرأها بعض العلماء على بعض الفضلاء وعليها خطّه ، نعم عبارة ابن شهر آشوب في معالم العلماء في ترجمة المفيد يعطي ذلك ، حيث قال في تعداد كتب المفيد ( رحمه الله ) ، هكذا : ( الفصول من العيون والمحاسن ) ، وكذا عبارة النجاشي في رجاله ، لكن الذي ظهر من ديباجة بعض نسخ الفصول صريحاً أنّ الفصول من مؤلّفات السيّد المرتضى ، والعجب أنّ أصحاب الرجال لم ينسبوا إلى المرتضى كتاب الفصول أصلا ، ولا هو مذكور في إجازته ( رضي الله عنه ) للبصروي.

وقد صرّح بالمغايرة بين الفصول وبين العيون والمحاسن ، وأنّ الفصول للسيّد والعيون للمفيد جماعة ، منهم : السيّد حسين المجتهد في كتاب دفع المناواة عن التفضيل والمساواة(١) .

وأيضاً ، قال العلاّمة الطباطبائي : على أنَّهم لم يعدّوا كتاب الفصول المختارة في مصنّفات الشريف المرتضى في ترجمته لا الطوسي ولا النجاشي ولا ابن شهر آشوب!

فهل إنّهم رأوا أنّ نسبة الفصول المختارة إلى الشيخ المفيد أولى من نسبته إلى الشريف المرتضى؟ أو أنّ الشيخ المفيد أيضاً كان له كتاب الفصول من العيون والمحاسن وهو مفقود وهو غير الفصول المختارة للشريف المرتضى؟ فأمّا شيخنا صاحب الذريعة ( رحمه الله ) فإنّه يراهما كتابين متغايرين ، ذكر كلاًّ منهما على حده منسوباً إلى مؤلّفه في ج ١٦ ص ٢٤٤ و ص ٢٤٥(٢) .

____________

١ ـ رياض العلماء ٤ : ٣٩ ، وإجازة البصروي موجودة في رياض العلماء ٤ : ٣٥.

٢ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (١) : ٢٧٠.

٣٩١

ونحن أيضاً نرى أنّ نسبته للمفيد أولى ، فكلّ ما فيه اختيارات اختارها الشريف المرتضى من كتابي المفيد المجالس والعيون والمحاسن ، كما صرّح به نفسه في أوّله.

ثمّ إنّ السيّد إعجاز حسين الكنتوري ( ت ١٢٨٦ هـ ) ، قال : الفصول المنتخبة من كتاب المجالس وكتاب العيون والمحاسن للسيّد المرتضى علم الهدى ، انتخبها من الكتابين المذكورين وهما لأُستاذه الشيخ المفيد ، وتعرف هذه الفصول الآن بمجالس الشيخ المفيد(١) .

وفي كلامه نظر من جهة عنوان الكتاب فهو كما عرفت ( الفصول المختارة من العيون والمحاسن ) ، ومن جهة كونه معروفاً الآن بمجالس الشيخ المفيد ; فإنّه لا يعرف الآن إلاّ باسمه الآنف ، وهو غير المجالس للمفيد أيضاً ، فهما كتابان لا كتاب واحد.

وأمّا نسخه فكثيرة ، ذكر بعضها العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة(٢) ، وأضاف إليها العلاّمة الطباطبائي عدداً آخر مع ذكره لطبعاته في مقالته حول مصنّفات الشيخ المفيد(٣) .

____________

١ ـ كشف الحجب والأستار : ٤٠٢ [ ٢٢٢١ ].

٢ ـ الذريعة ١٦ : ٢٤٤ [ ٩٧٠ ].

٣ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ( رحمه الله ) ، رقم (١) : ٢٧٠.

٣٩٢

(٤٢) كتاب : المسائل الصاغانيّة (١)

الحديث :

في معرض ردّه على أحد شيوخ الحنفيّة تعرّض لمذهب الإماميّة بالتشنيع في عدّة مسائل ، منها ما ذكره من قولهم : إنّ زواج المتعة لا يحلّل الزوجة البائن ، فيقول هذا الشيخ : وقد قرأتُ بذلك خبر أسندوه إلى بعض الطالبيين ـ وهو جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ـ وعليه يعتمدون في ما يذهبون إليه في الأحكام المخالفة لجميع الفقهاء ، فأجابه المفيد ، ثمّ قال : بأنّا نعتمد على الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) في الأحكام ، فإنّه ديننا الذي نتقرّب به إلى الله عزّ وجلّ ; إذ كان الإمام المعصوم المنصوص عليه من قبل الله عزّ وجلّ المأمور بطاعته جميع الأنام ، مع كونه من سادة العترة الذين خلّفهم نبيّنا ( عليه السلام ) فينا ، وأخبرنا بأنّهم لا يفارقون كتاب الله جلّ اسمه حكماً ووجوداً ، حتّى يردا عليه الحوض يوم المعاد(٢) .

أقول : من الواضح أنّ كلامه الأخير إشارة صريحة لحديث الثقلين.

كتاب المسائل الصاغانيّة :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٣) ، والشيخ

____________

١ ـ سمّيت بذلك ; لأنّ المسائل وردت للشيخ من ناحية بلدة تسمّى صاغان.

٢ ـ المسائل الصاغانيّة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد ٣ ) : ٥٠ ـ ٥٣.

٣ ـ رجال النجاشي : ٣٩٩ [ ١٠٦٧ ].

٣٩٣

الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست(١) ، وابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم(٢) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : ( جوابات المسائل الصاغانيّات ) وقد تخفّف فيقال له الصاغانيّات ، وهي عشر مسائل وردت من صاغان(٣) ، شنّع فيها بعض متفقّهة أهل العراق على الشيعة ، ثمّ قال : نسخة منه كانت في مكتبة شيخنا شيخ الشريعة الإصفهاني في النجف ، وعنها استنسخ بخطّه الميرزا محمّد الطهراني لمكتبته بسامرّاء(٤) .

____________

١ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٤ [ ٧١١ ].

٢ ـ معالم العلماء : ١١٢ [ ٧٦٥ ].

٣ ـ تطلق على مكانين : قرية من قرى مرو ، ومنطقة بما وراء النهر ، وقد ذكر السيّد المحقّق محمّد القاضي في مقدّمة الكتاب عدّة قرائن على أنّ المراد هو الأوّل.

٤ ـ الذريعة ٥ : ٢٢٥ [ ١٠٨٣ ] ، وانظر أيضاً : مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، رقم (١) : ٢٧٧.

٣٩٤

(٤٣) كتاب : المسائل الجاروديّة (١)

الحديث :

الأوّل : ما نقله المفيد عن الجاروديّة بأنّ حجّتهم على اختصاص الحسن والحسين وأولادهما بالإمامة(٢) هي :

قول النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قالت الإماميّة : هذا الخبر بأن يكون حجّة لمن جعل الإمامة في جميع بني هاشم أولى(٣) .

الثاني : في ردّ المفيد على شبهتهم القائلة : لماذا لا يكون حديث الثقلين شاملا لجميع بني هاشم من دون اختصاصه بولد الحسين بعده؟ فقال : نحن وإن احتججنا بقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » في إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومن بعده من الأئمّة ( عليهم السلام ) ، فإنّا نرجع فيه إلى معناه المعلوم بالاعتبار ، وهو أنّ عترة الرجل كبار أهله وأجلّهم وخاصّتهم في الفضل لبابهم(٤) .

____________

١ ـ فرقة من الزيديّة نسبوا إلى زياد بن منذر أبي الجارود.

٢ ـ وهذه أحد شبهاتهم ، وسيأتي الكلام عليها لاحقاً.

٣ ـ المسائل الجاروديّة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد ٧ ) : ٣٩.

٤ ـ المسائل الجاروديّة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد ٧ ) : ٤.

٣٩٥

كتاب المسائل الجاروديّة :

ذكر النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله كتابين بعنوان ( المسائل على الزيديّة ) و ( مسائل الزيديّة )(١) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : المسائل الزيديّة كذا عبّر النجاشي ، والحقيق بها التعبير « بالمسائل الجاروديّة » لا مطلق الزيديّة ، حيث إنّ السؤالات مقتصر عليهم والبحث معهم خاصّة ، ثمّ قال : وهو موجود في خزانة كتب مولانا الميرزا محمّد الطهراني بسامرّاء والشيخ عبد الحسن الحلّي النجفي(٢) .

وقال السيّد العلاّمة المحقّق عبد العزيز الطباطبائي : وقد جزم شيخنا ( رحمه الله ) في الذريعة بأنّ المسائل الجاروديّة هو مسائل الزيديّة ، ثمّ قال : أقول : ولعلّ ذلك لأنّ الزيديّة أكثرهم جارودية ، ولعلّهم في عصر الشيخ المفيد كانوا كلّهم جارودية ، كما حكي عن نشوان الحميري : ليس باليمن من فرق الزيديّة غير الجاروديّة(٣) .

وقال السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي : والظاهر أنّ فرق الزيديّة الأُخَر ـ غير الجاروديّة ـ لا وجود لها ، قال الحميري : وليس باليمن من فرق الزيديّة غير الجاروديّة ، وذكر لي السيّد أحمد حجر من كبار علماء الزيديّة بصنعاء اليمن أنّ من لم يكن جاروديّاً فليس بزيديّ ، ولعلّ هذه الحقيقة كانت سائدة منذ زمن الشيخ المفيد حيث وجّه الكلام في هذه

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٩٩ [ ١٠٦٧ ].

٢ ـ الذريعة ٢٠ : ٣٥١ [ ٣٣٦٨ ].

٣ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، المقالة الأُولى : ٢٧٤ ، تأليف السيّد عبد العزيز الطباطبائي.

٣٩٦

الرسالة إلى خصوص الجاروديّة دون غيرهم من فرق الزيديّة(١) .

وقد ذكر السيّد عبد العزيز الطباطبائي عدّة نسخ لهذه المسائل وعدد طبعاتها.

____________

١ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ، المقالة الرابعة : ٢٦٢ ، تأليف السيّد الجلالي.

٣٩٧
٣٩٨

(٤٤) كتاب : العمدة (١)

الحديث :

قال ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) في الطرائف :

قال عبد المحمود(٢) : وقد وقفت على كتاب اسمه كتاب العمدة في الأُصول اسم مصنّفه محمّد بن محمّد بن النعمان ويلقّب بالمفيد ، قد أورد فيه الاحتجاج على صحّة الإمامة بحديث نبيّهم محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، وهذا لفظه : لا يكون شيء أبلغ من قول القائل : قد تركت فيكم فلاناً ، كما يقول الأمير إذا خرج من بلده واستخلف من يقوم مقامه ، وإنّهم لا يفارقون الكتاب ولا يتعدّون الحكم بالصواب ، هذا لفظه في المعنى(٣) .

وسيأتي في كتاب الطرائف لابن طاووس.

كتاب العمدة في الأُصول :

لم تصل إلينا نسخة من هذا الكتاب ، ولكن ذكر السيّد ابن طاووس أنّه وقف عليه ، وقال : وقد وقفت على كتاب اسمه العمدة في الأُصول اسم مصنّفه محمّد بن محمّد بن النعمان ويلقّب بالمفيد(٤) .

____________

١ ـ كتاب العمدة مفقود وما أوردناه عنه نقله ابن طاووس في الطرائف.

٢ ـ سمّى السيّد ابن طاووس نفسه في الطرائف ( عبد المحمود ) تقيّة.

٣ ـ الطرائف ١ : ١٧١.

٤ ـ الطرائف ١ : ١٧١.

٣٩٩

ولم يذكر مثل هكذا كتاب في مصنّفات الشيخ المفيد ، ولكن النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) ذكر عند عدّه لكتب المفيد كتاب العمد في الإمامة(١) .

وحكم العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) باتّحادهما ، وقال : كتاب العمد في الإمامة للشيخ السعيد أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي المفيد المتوفّى ٤١٣ ذكره النجاشي ، ولكن قال السيّد ابن طاووس في ( الطرائف ) عند حكايته الكتاب : إنّ اسمه ( العمدة )(٢) .

وعلّق عليه العلاّمة السيّد عبد العزيز الطباطبائي بقوله : إلاّ أنّ احتمال تغايرهما باق لم يدفعه دليل ، فيكون العمدة في الأُصول الاعتقاديّة الخمسة ومنها الإمامة ، والعمدة خاصّاً بالإمامة(٣) .

أقول : الاحتمال باق ، والظاهر من عبارة السيّد أنّه رجّح التغاير ، ولكن لو تأمّلنا ما نقله السيّد ابن طاووس من مورد متعلّق بالإمامة ـ وهو ما نقلناه هنا ـ وما عنونه النجاشي للكتاب ، يقرب احتمال الاتّحاد ، فلعلّ اسم الكتاب ( العمد ) أو ( العمدة ) وأمّا ما بعده من قول النجاشي ( في الإمامة ) وقول ابن طاووس ( في الأُصول ) من كلامهما لتعريف محتوى الكتاب كلاًّ حسب وجهة نظره.

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٤٠٢ [ ١٠٦٧ ].

٢ ـ الذريعة ١٥ : ٣٣٣ [ ٢١٥٣ ].

٣ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد / المقالات والرسالات (١) : ٣٤١ [ ١٣٨ ] ، القسم الثاني.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619