موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين6%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 163711 / تحميل: 5114
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٦٣-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

ومثله ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ )(١) ، وعدّه في حاوي الأقوال في الضعاف(٢) .

وناقش البهبهاني ( ت ١٢٠٥ هـ ) في التعليقة على وقفه ، وقال : الحكم بوقفه لا يخلو من شيء ; لما مرّ في الفوائد ، وأنّ الظاهر أنّ حكم الخلاصة به ممّا ذكر في رجال الكاظم ( عليه السلام ) والكشّي ، وفي الظنّ أنّ ما في رجال الكاظم ( عليه السلام ) ممّا في رجال الكشّي.

وبالجملة : لا يبقى وثوق في عدم كونه منه ، وبعض أشياخ حمدويه غير معلوم الحال ، فليتأمّل ، ورواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى وثاقته ، وكذا رواية علي بن الحسين(٣) ، ورواية الجماعة كتابه تشير إلى الاعتماد عليه ، وكذا كونه كثير الرواية ، وكون أكثرها سديدة مضمونها مفتى به ، معمول عليه ، إلى غير ذلك ممّا مرّ في الفوائد(٤) .

وأجاب الشيخ أبو علي ( ت ١٢١٦ هـ ) عليه : فالتوقّف في وقفه بعد شهادة عدلين مرضيين ، بل وعدول مرضيين ، لعلّه ليس بمكانه ، وقوله سلّمه الله : بعض أشياخ ، إلى آخره ، عجيب! إذ لا شكّ في كونه من فقهائنا ( رضي الله عنه ) ، مع أنّه سلّمه الله كثيراً ما يقول في أمثال المقام : إنّ المراد ليس مجرّد نقل القول ، بل الظاهر أنّه للاعتماد عليه والاستناد إليه ، فتأمّل جدّاً.

وما ذكره سلّمه الله من المؤيّدات لا ينافي الوقف أصلاً.

نعم ، لا يبعد إدخال حديثه في القوي ، وخروجه بذلك من قسم

____________

[ ٢٧٤ ].

١ ـ رجال ابن داود : ٢٤٥ [ ١٨٠ ] ، القسم الثاني ، وانظر : نقد الرجال ٢ : ٢٢٤ [ ١٩٠٩ ].

٢ ـ حاوي الأقوال ٣ : ٤٦٠ [ ١٥٥٣ ].

٣ ـ الظاهر أنّ ( الحسين ) تصحيف ( الحسن ).

٤ ـ منهج المقال : ١٣٨ ، الهامش.

٦١

الضعيف(١) ، ومثله المامقاني في تنقيحه(٢) .

وفي خاتمة المستدرك ـ بعد أن عدّ جماعة من الثقات رووا عنه ـ قال : وهؤلاء جماعة وجدنا روايتهم عن درست في الكتب الأربعة ، وفيهم : ابن أبي عمير ، والبزنطي ، اللذان لا يرويان إلاّ عن ثقة ، وفيهم من الذين أجمعت العصابة على تصحيح أخبارهم ، أربعة : هما ، والحسن بن محبوب ، وعبد الله بن بكير ، ويأتي في شرح أصل النرسي أنّ الإجماع المذكور من أمارات الوثاقة.

وفيهم من الثقات الأجلاّء غيرهم ، جماعة : كالوشّاء ، وابن سويد ، وابن نهيك ، وابن مهران ، وابن معبد الذي يروي عنه صفوان بن يحيى ، والحسين بن زيد ، وأبو شعيب المحاملي ، وابن أسباط ، وإبراهيم بن محمّد ابن إسماعيل ، وسعد بن محمّد ، الذين يروي عنهم علي الطاطري ، وقد قال الشيخ ( قدس سره ) : إنّ الطائفة عملت بما رواه الطاطريون.

وبعد رواية هؤلاء عنه لا يبقى ريب في أنّه في أعلى درجة الوثاقة ، ورواياته مقبولة وكتابه معتمد ، وقد تأمّل في التعليقة في وقفيّته ، ولعلّه في محلّه ، ولا حاجه لنا إلى شرحه(٣) .

ثمّ إنّه قد يستظهر من قول الكشّي ( القرن الرابع ) أنّه كان من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، ولكنّي لم أجد له رواية عن الرضا ( عليه السلام ) ، وظاهر الكشّي لا يلائم قوله بالوقف كما صرّح به الكلّ.

نعم ، روى الكليني ( ت ٣٢٩ هـ ) رواية عن محمّد بن يحيى ، عن

____________

١ ـ منتهى المقال ٣ : ٢١٦ [ ١١٢٥ ].

٢ ـ تنقيح المقال ١ : ٤١٧ [ ٣٨٨٠ ] ، وانظر : أعيان الشيعة ٦ : ٣٩٥ ، قاموس الرجال ٤ : ٢٧٤ [ ٢٧٦٢ ] ، معجم رجال الحديث ٨ : ١٤٤ [ ٤٤٦٤ ].

٣ ـ خاتمة المستدرك ١ : ٤٣ ، وانظر ٤ : ٢٨٨ [ ١١٣ ] ، و ٧ : ٣٦١ [ ٨٨٥ ].

٦٢

محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن عبيد الله الدهقان ، عن درست ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام )(١) ، في باب ( ما لا يؤكل من الشاة وغيرها ).

ولكن هذه الرواية رواها البرقي ( ت ٢٧٤ أو ٢٨٠ هـ ) في المحاسن ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد(٢) .

والطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في التهذيب عن محمّد بن أحمد بنفس سند الكليني(٣) .

والراوندي ( ت ٥٧٣ هـ ) في فقه القرآن(٤) ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) مجرّداً بدون ( الرضا ) ، وهو ينصرف إلى موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ) ، بل إنّ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) ذكرها في الوسائل عن الكليني بدون ( الرضا )(٥) ، فتأمّل.

كما لم أجد رواية أُخرى لإبراهيم بن عبد الحميد عن الرضا ( عليه السلام ) غير ما في الكافي ، وإذا كان هو المُصرّح بوقفه فالمطلوب أوضح.

وبالتالي فإنّ المتيقّن أنّ درست بن أبي منصور كان من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، ولا يعلم أنّه بقي إلى عصر الرضا ( عليه السلام ) أو لا ، أو بالأحرى لا يعلم هل بقي إلى القرن الثالث أو لا ، فلاحظ.

أصل ( كتاب ) درست :

ذكر النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) طريقيه إليه ، وقال : له كتاب يرويه

____________

١ ـ الكافي ٦ : ٢٥٣ ، ح ١ ، باب : ما لا يؤكل من الشاة وغيرها.

٢ ـ المحاسن ٢ : ٢٦٣ [ ١٨٣٦ ].

٣ ـ التهذيب ٩ : ٨٤ [ ٣١٣ ].

٤ ـ فقه القرآن ٢ : ٢٥٨.

٥ ـ الوسائل ٢٤ : ١٧١ ح ١ ، باب ما يحرم من الذبيحة ، وما يكره منها.

٦٣

جماعة ، منهم سعد بن محمّد الطاطري ، عمّ علي بن الحسن الطاطري ، ومنهم محمّد بن أبي عمير ، أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، قال : حدَّثنا أحمد ابن جعفر ، قال : حدَّثنا حُميد بن زياد ، قال : حدَّثنا محمّد بن غالب الصيرفي ، قال : حدَّثنا علي بن الحسن الطاطري ، قال : حدَّثنا عمّي سعد بن محمّد أبو القاسم ، قال : حدَّثنا دُرست بكتابه ، وأخبرنا محمّد بن عثمان ، قال : حدَّثنا جعفر بن محمّد ، قال : حدَّثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عمير عن درست بكتابه(١) .

وطريق الشيخ ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست : أخبرنا بكتابه أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمّد بن الزبير القرشي ، عن أحمد بن عمر بن كيسبة ، عن علي بن الحسن الطاطري ، عن درست ، ورواه حميد عن ابن نهيك ، عن درست(٢) .

وقال الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) في مشيخته : وما كان فيه عن درست بن أبي منصور ، فقد رويته عن أبي ( رحمه الله ) ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشّا ، عن درست بن أبي منصور الواسطي(٣) .

وطريق الصدوق إليه صحيح ، قاله في الخلاصة(٤) ، وقال النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) : رجال السند من الأجلاّء الثقات(٥) ، وقال : وأمّا طريق الشيخ فهو مجهول في الفهرست بأحمد بن عمر بن كيسبة(٦) .

____________

١ ـ رجال النجاشي : ١٦٢ [ ٤٣٠ ].

٢ ـ فهرست الطوسي : ١٨٦ [ ٢٨٨ ].

٣ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ : ٧٨ شرح مشيخة الفقيه.

٤ ـ خلاصة الأقوال : ٤٤١ ، الفائدة الثامنة ، وانظر : عدّة الرجال ٢ : ١٢٩ ، الفائدة السادسة.

٥ ـ خاتمة المستدرك ٤ : ٢٨٨ [ ١١٣ ].

٦ ـ خاتمة المستدرك ٦ : ١٣٩ [ ٢٧٤ ] ، وانظر : معجم رجال الحديث ٨ : ١٤٦ [ ٤٤٦٤ ].

٦٤

والنسخة التي اعتمد عليها صاحب البحار نسخة قديمة تحتوي على أُصول لرواة آخرين ، قال في أوّل البحار : مع أنّا أخذناهما ( يريد أصل النرسي والزرّاد ) من نسخة قديمة مصحّحة بخطّ الشيخ منصور بن الحسن الآبي ( النصف الأوّل من القرن الخامس ) ، وهو نقله من خطّ الشيخ الجليل محمّد بن الحسن القمّي ( النصف الثاني من القرن الرابع ) ، وكان تاريخ كتابتها سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وذكر أنّه أخذها وسائر الأُصول المذكورة(١) بعد ذلك من خطّ الشيخ الأجلّ هارون بن موسى التلعكبري ( رحمه الله ) ( ت ٣٨٥ هـ )(٢) .

ولكنّه لم يذكر أصل درست ضمن هذه الأُصول في النسخة ، وسببه أنّ أوّل أصل درست كان ساقطاً.

قال النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) في خاتمة مستدركه في الفائدة الثانية : وكتاب درست وأخواته(٣) ، إلى جزء من نوادر علي بن أسباط ، وجدناها مجموعة منقولة كلّها من نسخة عتيقة صحيحة بخطّ الشيخ منصور بن الحسن الآبي ، وهو نقلها من خطّ الشيخ الجليل محمّد بن الحسن القمّي ، وكان تاريخ كتابتها سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وذكر أنّه أخذ الأُصول المذكورة من خطّ الشيخ الأجلّ هارون بن موسى التلعكبري ، وهذه النسخة كانت عند العلاّمة المجلسي ( قدس سره ) ( ت ١١١١ هـ ) ، كما صرّح به في أوّل البحار ، ومنها انتشرت النسخ ، وفي أوّل جملة منها وآخرها يذكر صورة النقل.

____________

١ ـ يذكر ثلاثة عشر أصلا ، ولم يذكر أصل درست ، وسيأتي توضيحه في المتن.

٢ ـ البحار ١ : ٤٣ ، توثيق المصادر.

٣ ـ الأُصول المذكورة في كتاب الأُصول الستّة عشر ، ما عدا كتاب ديّات ظريف : ١٣٤ ، ومختصر علاء : ١٤٩.

٦٥

أمّا كتاب درست : فهو ساقط من أوّله(١) ، وفي آخره : تمّ كتاب درست ، وفرغت من نسخه من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أيوّب القمّي ( النصف الثاني من القرن الرابع ) أيّده الله ، سماعاً له عن الشيخ أبي محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري أيّده الله ، بالموصل ، في يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي القعدة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، والحمد لله ربِّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم تسليماً(٢) .

ولكن في المطبوعة لم ترد صورة النقل في أوّلها ، ولم يذكر اسم الشيخ منصور بن الحسن الآبي وإن جاء اسمه في ضمن الكتاب ، وفي آخرها لا توجد جملة ( تمّ كتاب درست ) ، وإنّما يوجد ما بعدها ، والظاهر أنّه سقط من النساخ ; لأنّ الأحاديث الموجودة عن أصل درست مصدّرة باسمه(٣) .

وعلى هذه النسخة خطّ الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) ، هكذا : إعلم أنّي تتبّعت أحاديث هذه الكتب الأربعة عشر ـ أي عدا ديّات ظريف ومختصر علاء ـ فرأيت أكثر أحاديثها موجوداً في الكافي ، أو غيره من الكتب المعتمدة ، والباقي له مؤيّدات فيها ، ولم أجد فيها شيئاً منكراً سوى حديثين محتملين للتقيّة وغيرها ، حرّره محمّد العاملي(٤) .

وقال الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة : وهذا الكتاب أيضاً من الكتب الموجودة الباقية على الهيئة الأوّليّة ، وترتيبها أوّله الحمد لله ربِّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم تسليماً ، رأيت نسخة منه في

____________

١ ـ الأُصول الستّة عشر : ١٥٨.

٢ ـ خاتمة المستدرك ١ : ٣٨ ، الفائدة الثانية.

٣ ـ انظر الأُصول الستّة عشر من أوّله ، وصفحة ١٥٨ ، وصفحة ١٦٩ ( الأخيرة ).

٤ ـ كتاب الأُصول الستّة عشر : ١٧٠.

٦٦

كربلاء عند السيّد إبراهيم بن السيّد هاشم القزويني المتوفّى ( ٧ ـ ٢ ـ ١٣٦٠ ) ، وهي بخطّ السيّد علي أكبر بن السيّد حسين الحسيني ، فرغ من الكتابة في النجف ( ١٢٨٦ ) وذكر أنّه استنسخها عن نسخة قوبلت من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين القمّي(١) .

ولكن الجملة المذكورة على أنّها في أوّله غير موجودة في المطبوع ، والظاهر أنّه كذلك في النسخة الخطيّة ، لما عرفت من نصّ النوري على أنّها ساقطة الأوّل ، فقد تكون من زيادات الناسخ ; لأنّ هذه النسخة في كربلاء مأخوذة من تلك النسخة ـ الأصل ـ على أنّ آخر أصل درست فيه هذه الجملة ( والحمد لله رب العالمين ) كما عرفت فيما نقلنا من المطبوع ، فلعلّه كان سبق قلم من العلاّمة الطهراني عندما قال أوّلها ويريد آخرها.

____________

١ ـ الذريعة ٦ : ٣٣٠ ( ١٨٨٩ ) ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة ١ ( القرن الرابع ) : ٢٦١ ، ٣٢١ ، ٣٢٩، ٢ ( القرن الخامس ) : ١٩٦.

٦٧
٦٨

(٣) كتاب : الوصيّة

لعيسى بن المستفاد ( النصف الثاني من القرن الثاني )

الحديث :

قال السيّد ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) في الطرف(١) :

عن عيسى بن المستفاد ، قال : حدَّثني موسى بن جعفر ، قال : سألت أبي جعفر بن محمّد ( عليه السلام )(٢) .

وعنه ، عن أبيه ، قال : لمّا حضرت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الوفاة دعا الأنصار ، وقال : « يا معشر الأنصار ، قد حان الفراق ، وقد دُعيت وأنا مجيب الداعي ، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار ، ونصرتم فأحسنتم النصرة ، وواسيتم في الأموال ، ووسعتم في السكنى ، وبذلتم لله مهج النفوس ، والله مجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى.

وقد بقيت واحدة ، وهي تمام الأمر وخاتمة العمل ، العمل معها مقرون به جميعاً ، إنّي أرى أن لا يفرّق بينهما جميعاً ، لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست ، من أتى بواحدة وترك الأُخرى كان جاحداً للأُولى ، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا ».

قالوا : يا رسول الله ، فأَبنِ لنا نعرفها ، ولا نمسك عنها فنضلّ ونرتدّ

____________

١ ـ كتاب الوصيّة لعيسى بن المستفاد مفقود ، ولا نعرف منه إلاّ ما نقله ابن طاووس في طرفه ، وما أوردناه منه.

٢ ـ طرف من الأنباء والمناقب : ١١٥ ، الطرفة الأُولى.

٦٩

عن الإسلام ، والنعمة من الله ومن رسوله علينا ، فقد أنقذنا الله بك من الهلكة يا رسول الله ، [ وقد بلّغت ونصحت وأدّيت ، وكنت بنا رؤوفاً رحيماً ، شفيقاً مشفقاً ، فما هي يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله )؟ ](١) .

قال لهم : « كتاب الله وأهل بيتي ، فإنّ الكتاب هو القرآن ، وفيه الحجّة والنور والبرهان ، وكلام الله جديد غضّ طريّ ، شاهد ومحكم عادل ، دولة قائد بحلاله وحرامه وأحكامه ، بصير به ، قاض به ، مضموم فيه ، يقوم غداً فيحاجّ به أقواماً ، فتزلّ أقدامهم عن الصراط ، فاحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

ألا وأنّ الإسلام سقف تحته دعّامة ، ولا يقوم السقف إلاّ بها ، فلو أنّ أحدكم أتى بذلك السقف ممدوداً لا دعّامة تحته ، فأوشك أن يخرّ عليه سقفه فهوى في النار.

أيّها الناس ، الدعّامة دعّامة الإسلام ، وذلك قوله تبارك وتعالى( إليه يصْعَدُ الكَلِمُ الطيّبُ والعَمَلُ الصّالِحُ يرفَعُه ) ، فالعمل الصالح طاعة الإمام وليّ الأمر والتمسّك بحبل الله.

أيّها الناس ، ألا فهمتم ، الله الله في أهل بيتي ، مصابيح الهدى ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم ، ومستقرّ الملائكة ، منهم وصيّي وأميني ووارثي ، ومن هو منِّي بمنزلة هارون من موسى ، علي ( عليه السلام ) ، ألا هل بلّغت؟

والله يا معاشر الأنصار ، [ لتقرُّن لله ولرسوله بما عهد إليكم ، أو ليُضرَبن بعدي بالذلّ.

يا معشر الأنصار ](٢) ألا اسمعوا ومن حضر ، ألا إنّ باب فاطمة بابي ،

____________

١ ـ بين القوسين ساقط في بعض النسخ.

٢ ـ بين القوسين ساقط من بعض النسخ.

٧٠

وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله ».

قال عيسى بن المستفاد : فبكى أبو الحسن ( عليه السلام ) طويلا ، وقطع عنه بقيّة الحديث ، وأكثر البكاء ، وقال : « هُتك ـ والله ـ حجاب الله ، هُتك ـ والله ـ حجاب الله ، هُتك ـ والله ـ حجاب الله ، وحجاب الله حجاب فاطمة ، يا أُمّه يا أُمّه ، صلوات الله عليها »(١) .

عيسى بن المستفاد :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : عيسى بن المستفاد أبو موسى البجلي الضرير ، روى عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، ولم يكن بذاك(٢) .

وذكره الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست ، وسكت عنه(٣) ، ومثله ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم(٤) .

وقال ابن الغضائري ( ت ٤١١ هـ ) : ذكر له رواياته عن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، وله كتاب الوصيّة لا يثبت سنده ، وهو في نفسه ضعيف(٥) .

ونقل في الخلاصة كلام النجاشي وابن الغضائري ، أورده في القسم الثاني المخصّص للضعاف أو من يردّ قوله أو يتوقّف فيه(٦) ، ولكن ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) أورده في القسمين ، ورمز له في أصحاب الباقر ( عليه السلام ) ، ونقل في الأوّل عن رجال الشيخ والفهرست والنجاشي أنّه لم يكن بذاك ، مع أنّه غير مذكور في رجال الشيخ(٧) ، وفي الثاني أعاد ما ذكره أوّلا ، ولكنّه

____________

١ ـ طرف من الأنباء والمناقب : ١٤٣ ، الطرفة العاشرة.

٢ ـ رجال النجاشي : ٢٩٧ [ ٨٠٩ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ٣٣٢ [ ٥٢١ ].

٤ ـ معالم العلماء : ٨٦ [ ٥٩٤ ].

٥ ـ رجال ابن الغضائري : ٨١ [ ١٠٠ ] ، وانظر : مجمع الرجال ٤ : ٣٠٦.

٦ ـ خلاصة الأقوال : ٣٧٨ [ ١٥٢٠ ] ، القسم الثاني.

٧ ـ رجال ابن داود : ١٤٩ [ ١١٧٦ ].

٧١

نسبه إلى النجاشي فقط(١) .

ثمَّ ترجم في جامع الرواة : ( عيسى الضرير ) و ( عيسى الضعيف ) يرويان عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، واستظهر أنّهما واحد لاتّحاد الطريق(٢) ، ووافقه التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) في القاموس(٣) ، والسيّد الخوئي ( ت ١٤١٣ هـ ) في المعجم(٤) ، وأمّا المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) فأستظهر اتّحادهما مع عيسى بن المستفاد أيضاً(٥) ، مع أنّ صاحب القاموس استبعد ذلك(٦) .

أقول : إنّ ( عيسى الضرير ) أو ( عيسى الضعيف ) لم يرد ذكره في رجال الطوسي ولا البرقي في أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، بل لم يرد ذكره أصلا ، لا في هذين الكتابين ولا في بقيّة كتب الرجال ، وإنّما جاء في سند الروايات عن الإمام الصادق ( عليه السلام ).

نعم ، ذكر الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) عيسى بن عبد الرحمن السلميّ البجليّ ، كوفي(٧) ، ولم يذكر

____________

١ ـ رجال ابن داود : ٢٦٥ [ ٣٨٤ ].

وانظر : نقد الرجال ٣ : ٣٩٦ [ ٤٠٦٢ ] ، إيضاح الاشتباه : ٢٣٤ [ ٤٥٣ ] ، هداية المحدّثين : ١٢٦ ، منتهى المقال ٥ : ١٦٩ [ ٢٢٥٦ ] ، حاوي الأقوال ٤ : ١٥٠ ، عدّة الرجال ١ : ٢٤٦ ، جامع الرواة ١ : ٦٥٤ ، تنقيح المقال ٢ : ٣٦٣ ، مع بعض الاشتباه نبّه عليه التستري في قاموس الرجال ٨ : ٣٣١ [ ٥٨٢٤ ] ، معجم رجال الحديث ١٤ : ٢٢٤ [ ٩٢٤١ ] ، الوجيزة : ٢٧٦ [ ١٣٨٧ ] ، مجمع الرجال ٤ : ٣٠٦ ، بهجة الآمال ٥ : ٦٤٥.

٢ ـ جامع الرواة ١ : ٦٥١.

٣ ـ قاموس الرجال ٨ : ٣١٩ [ ٥٨٠٢ ] و [ ٥٨٠٣ ].

٤ ـ معجم رجال الحديث ١٤ : ٢٢٩ [ ٩٢٥٣ ] و [ ٩٢٥٤ ].

٥ ـ تنقيح المقال ٢ : ٣٦١.

٦ ـ قاموس الرجال ٨ : ٣١٩ [ ٥٨٠٣ ].

٧ ـ رجال الطوسي : ٢٥٨ [ ٣٦٦٥ ].

٧٢

عيسى بن المستفاد في أصحاب أيّ إمام من الأئمّة ( عليهم السلام ) ، مع أنّه ذكره في الفهرست(١) .

فإذا أخذنا بعين الاعتبار اتّحاد الاسم واللقب ، وأنّ المستفاد يمكن أن يكون لقب لعبد الرحمن ، أمكن القول باتّحادهما ، بل باتّحاد الجميع الضرير أو الضعيف وابن المستفاد وابن عبد الرحمن السلميّ البجليّ ، فإنّ الضعيف ـ كما هو الأصحّ على ما أشار إليه التستري ( ت ١٤١٥ هـ )(٢) ويحتمل العكس ـ قد روى عن الصادق ( عليه السلام ) في الكافي والفقيه والتهذيب(٣) ، مع أنّ الشيخ لم يذكره في رجاله.

وقد يكون من القرينة على ذلك ما رواه الرضي ( ت ٤٠٦ هـ ) في الخصائص بسند ، هو : حدّثني هارون بن موسى ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عمّار العجليّ الكوفي ، قال : حدَّثني عيسى الضرير ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، عن أبيه قال : ، وهي الطرفة الخامسة عشر من طرف السيّد ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ )(٤) ، كما وأورد رواية أُخرى بنفس السند ، ولكنّه ذكر الاسم هكذا : أبو موسى عيسى الضرير البجلي ، وهو في الطرفة السادسة عشر من الطرف(٥) .

فاكتفائه في الأوّل بـ ( عيسى الضرير ) ، وأضاف إليه في الثاني ( أبو موسى ) و ( البجلي ) يقرّبنا إلى المراد كما هو واضح ; لأنّ المراد بعيسى الضرير في السند هو ابن المستفاد ، بقرينة ذكر روايته في ضمن الطرف

____________

١ ـ فهرست الطوسي : ٣٣٢ [ ٥٢١ ].

٢ ـ قاموس الرجال ٨ : ٣١٩ [ ٥٨٠٣ ].

٣ ـ الكافي ٧ : ٢٩٥ ح ١ و ٢٧٦ ح ٤ ، من لا يحضره الفقيه ٤ : ٦٩ ح ١٢ ، التهذيب ١٠ : ١٨٧ ح ٣٢ ، كتاب الديّات ، باب : القضايا في الديّات والقصاص.

٤ ـ طرف من الأنباء والمناقب : ١٥٧ ، الطرفة الخامسة عشر.

٥ ـ طرف من الأنباء والمناقب : ١٦١ ، الطرفة السادسة عشر.

٧٣

التي أكثرها عن ابن المستفاد عن الكاظم ( عليه السلام ).

ويبقى ما انفرد به النجاشي من أنّه من أصحاب أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، فالظاهر أن لا رواية له عن الجواد ( عليه السلام ) ، فهل يمكن حمل ( الثاني ) على الاشتباه وأنّه أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، كما عن ابن داود؟ الله أعلم!

كتاب الوصيّة :

لم يصلنا من كتاب عيسى بن المستفاد إلاّ ما نقله ابن طاووس في طرفه ، ولكنّه لم يصرّح بأنّه من كتاب الوصيّة لعيسى ، وإن استظهر الكلّ أنّه منه ; لأنّهم لم يذكروا لابن المستفاد كتاباً غيره ، ولأنّ ما نقله ابن طاووس ينطبق تماماً على اسم الكتاب ، ألا وهو ( الوصيّة ).

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : له كتاب الوصيّة ، رواه شيوخنا ، عن أبي القاسم جعفر ابن محمّد ، قال : حدَّثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن هلال بن الفضل بن محمّد بن أحمد بن سليمان الصابوني ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن محمّد ، قال : حدَّثنا أبو يوسف الوُحاظي والأزهر بن بسطام بن رستم والحسن بن يعقوب ، قالوا : حدَّثنا عيسى بن المستفاد ، وهذا الطريق طريق مصريّ فيه اضطراب ، وقد أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران ، قال : حدَّثنا يحيى بن محمّد القصباني ، عن عبيد الله بن الفضل(١) .

وقال الشيخ ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست : له كتاب ، رواه عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، عنه(٢) ، وهو ضعيف بعبيد الله بن عبد الله الدهقان(٣) .

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٢٩٧ [ ٨٠٩ ].

٢ ـ فهرست الطوسي : ٣٣٢ [ ٥٢١ ].

٣ ـ انظر : خاتمة المستدرك ٩ : ٢٤٦ [ ٥٣٢ ] ، معجم رجال الحديث ١٤ : ٢٢٤ [ ٩٢٤١ ].

٧٤

وقال ابن الغضائري ( ت ٤١١ هـ ) : وله كتاب الوصيّة لا يثبت سنده(١) .

ولكن المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) قال ـ بعد أن أخرج عدّة روايات من الطرف ـ : انتهى ما أخرجناه من كتاب الطرف ممّا أخرجه من كتاب الوصيّة لعيسى بن المستفاد ، وكتاب خصائص الأئمّة للسيّد الرضي ( رضي الله عنه ) ، وأكثرها مرويّ في كتاب الصراط المستقيم للشيخ زين الدين البياضي ( ت ٨٧٧ هـ ) ، وعيسى وكتابه مذكوران في كتب الرجال ، ولي إليه أسانيد جمّة ، وبعد اعتبار الكليني ( رحمه الله ) الكتاب واعتماد السيّدين عليه لا عبرة بتضعيف بعضهم ، مع أنّ ألفاظ الروايات ومضامينها شاهدة على صحّتها(٢) .

ولا يخلو كلامه ( قدس سره ) من المناقشة.

وذكر الكتاب العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة أيضاً ، واستظهر وجود نسخة منه عند السيّد ابن طاووس من خلال كثرة نقله عنه في الطرف(٣) .

____________

١ ـ رجال ابن الغضائري : ٨١ [ ١٠٠ ] ، مجمع الرجال ٤ : ٣٠٦.

٢ ـ البحار ٢٢ : ٤٩٥.

٣ ـ الذريعة ٢٥ : ١٠٣ [ ٥٦٥ ] ، و ١٥ : ١٦١ [ ١٠٥٣ ].

٧٥
٧٦

حديث الثقلين عند الإماميّة ( الاثني عشريّة )

القرن الثالث الهجري

٧٧
٧٨

(٤) صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) بسند الطبرسي

للإمام علي بن موسى بن جعفر الرضا ( عليه السلام ) ( ت ٢٠٣ هـ )

الحديث :

حدّثني علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) سنة أربع وتسعين ومائة ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال :

وبإسناده ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « كأنّي دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفونني فيهما »(١) .

الراوون عنها :

وعنها الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام )(٢) .

____________

١ ـ صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ٥٩ ح ٨٣. وعنها في إثبات الهداة ١ : ١١٢ ح ٦٢٢ ، فصل (٣١) ، والبحار ٢٣ : ١٤٥ ح ١٠١.

٢ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٣٤ ح ٤٠ ، الباب (٣١) : في ما جاء عن الرضا ( عليه السلام ) من أخبار مجموعة ، وفيه : « كأنّي قد دعيت » ، وفيه : « فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

٧٩

والقاسم بن محمّد بن علي ( ت ١٠٢٩ هـ ) في الاعتصام بحبل الله المتين(١) .

صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) :

ذكرها الشيخ الحرّ ( ت ١١٠٤ هـ ) في الكتب المعتمدة لديه وقال : رواية أبي علي الطبرسي(٢) ، وذكر طريقه إليها(٣) .

وذكرها المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادره وقال : المسندة إلى شيخنا أبي علي الطبرسي ( رحمه الله ) بإسناده إلى الرضا ( عليه السلام )(٤) ، وقال في توثيقها : وكتاب الرضا ( عليه السلام ) من الكتب المشهورة بين الخاصّة والعامّة ، وروى السيّد الجليل علي بن طاووس منها بسنده إلى الشيخ الطبرسي ( رحمه الله ) ، ووجدت أسانيد في النسخ القديمة منه إلى الشيخ المذكور ومنه إلى الإمام ( عليه السلام ) ، وقال الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار : كان يقول يحيى بن الحسين الحسيني في إسناد صحيفة الرضا : لو قرئ هذا الإسناد على أُذن مجنون لأفاق ، وأشار النجاشي في ترجمة عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، وترجمة والده راوي هذه الرسالة إليها ، ومدحها ، وذكر سنده إليها ، وبالجملة هي من الأُصول المشهورة ويصحّ التعويل عليها(٥) .

____________

١ ـ الاعتصام ١ : ١٣٣ ، فصل : فيما ورد من احاديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إنّه ترك في المسلمين كتاب الله تعالى وسنّته وعترته أهل بيته .

وفيه : وفي صحيفة علي بن موسى الرضى عن آبائه ، أباً فأباً ، إسناداً متّصلا عن علي عليه وعليهم السلام ، قال : « وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كأنّي قد دعيت واُجبت » ، وفيه : « كتاب الله عزّ وجلّ حبل . » ، وفيه : « فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٦ [ ٣٥ ] الفائدة الرابعة.

٣ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٨٦ ، الطريق الثاني والأربعون.

٤ ـ البحار ١ : ١١.

٥ ـ البحار ١ : ٣٠.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

سماعاً وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته.

الخامس : وفي أخبار أهل البيت ( عليهم السلام ) : أنّه(١) آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلاّ للصلاة حتّى يؤلّف القرآن ويجمعه ، فانقطع عنهم مدّة إلى أن جمعه ، ثمّ خرج إليهم به في إزار يحمله ، وهم مجتمعون في المسجد ، فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع أُلبته ، فقالوا : الأمر ما جاء به أبو الحسن ، فلمّا توسّطهم وضع الكتاب بينهم ، ثمّ قال : إنّ رسول الله قال : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » ، وهذا الكتاب وأنا العترة ، فقام إليه الثاني ، فقال له : إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله ، فلا حاجة لنا فيكما ، فحمل ( عليه السلام ) الكتاب وعاد به بعد أن ألزمهم الحجّة(٢) .

وقد مضى مثله عن إثبات الوصيّة للمسعودي ، فراجع(٣) .

السادس : وفي القرآن( سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ) ، وله ـ أي لعلي ( عليه السلام ) ـ « إنّي تارك فيكم الثقلين » ، الخبر(٤) .

السابع : سلّم يعقوب إليهم يوسف بالأمانة( إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ ) ، والمصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين »(٥) .

الثامن : ما رواه موسى بن عقبة ، أنّه أمر معاوية الحسين أن يخطب ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبيّ ، فسمع رجل

____________

١ ـ أي علي ( عليه السلام ).

٢ ـ مناقب آل أبي طالب ٢ : ٤١ ، فصل : في المسابقة بالعلم ، وعنه في البحار ٤٠ : ١٥٥ ، و ٩٢ : ٥٢ ح ١٨.

٣ ـ انظر ما ذكرناه عن إثبات الوصيّة.

٤ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٤٠ ، فصل في إضافة الله تعالى علياً إلى نفسه ، وعنه في البحار ٣٩ : ٤٤ ح ١٥.

٥ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٤٦ ، فصل مساواته ( عليه السلام ) يعقوب ويوسف ( عليهما السلام ) ، وعنه في البحار ٣٩ : ٥٦.

٥٨١

يقول : من هذا الذي يخطب؟

فقال ( عليه السلام ) : « نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسول الله الأقربون ، وأهل بيته الطيّبون ، وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثاني كتاب الله تعالى فيه تفصيل كلّ شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والمعوّل علينا في تفسيره ، لا يبطينا تأويله ، بل نتّبع حقايقه ، فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة الله مقرونة ، قال الله تعالى( أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ، وقال ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ ) »(١) .

وقد مرّ ذكره عن الطبرسي في احتجاجه(٢) ، ولكن نبّهنا هناك على أنّ المفيد ( رحمه الله ) وتبعه الطوسي وعماد الدين الطبري ، قد رووه مسنداً عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) وهو الأقرب ، فراجع(٣) .

وقد ذكر ابن شهر آشوب في مقدّمته عند ذكر أسانيده إلى الكتب أنّه وجد كتاب الاحتجاج بخطّ أبي طالب الطبرسي(٤) .

رشيد الدين محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني :

ترجم نفسه في معالمه ، قائلا : محمّد بن علي بن شهر آشوب ، مصنّف هذا الكتاب ، ثمّ ذكر عدّة من مصنّفاته(٥) .

وقال السيّد مصطفى التفرشي ( القرن الحادي عشر ) : محمّد بن علي

____________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ٤ : ٦٧ ، وعنه في البحار ٤٤ : ٢٠٥ ح ١.

٢ ـ الاحتجاج ٢ : ٩٤ [ ١٩٥ ] ، وانظر ما أوردناه عن الاحتجاج ، الحديث السابع.

٣ ـ راجع ما ذكرناه في أمالي المفيد ، الحديث الثالث ، وأمالي الطوسي ، الحديث الأوّل ، وبشارة المصطفى ، الحديث الرابع.

٤ ـ مناقب آل أبي طالب ١ : ١٢ ، المقدّمة.

٥ ـ معالم العلماء : ١١٩ [ ٧٩١ ].

٥٨٢

ابن شهر آشوب المازندراني رشيد الدين ، شيخ في هذه الطائفة وفقيهها ، وكان شاعراً بليغاً منشئاً(١) .

وقال الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل : كان عالماً فاضلا ثقة محدّثاً محقّقاً عارفاً بالرجال والأخبار أديباً شاعراً جامعاً للمحاسن(٢) .

وفي الوجيزة للمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) : عظيم الشأن معروف(٣) ، وفي الرياض : أقول : كان معاصراً للشيخ منتجب الدين صاحب الفهرس ، والسيّد ابن زهرة أبي المكارم صاحب الغنية ، وأحمد الغزالي والزمخشري(٤) .

ونقل العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة أنّه كُتب في آخر الجزء السادس من كتاب ( المناقب ) لابن شهر آشوب من نسخة بخطّ أبي القاسم بن إسماعيل بن عنان الكتبي الورّاق الحلّي التي فرغ من كتابتها أواخر رجب ٦٥٨ هـ ، أنّ المصنّف توفّي ليلة الجمعة ثاني عشر شعبان سنة ٥٨٨ هـ ، ودفن بمدينة حلب بسفح جبل جوشن بالقرب من مشهد الحسين ( عليه السلام )(٥) .

ونقل الشيخ النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) في خاتمة المستدرك عن عبقات

____________

١ ـ نقد الرجال ٤ : ٢٧٦ [ ٤٩٣١ ] ، وانظر : جامع الرواة ٢ : ١٥٥ ، منتهى المقال ٦ : ١٢٤ [ ٢٧٦٨ ].

٢ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٥ [ ٨٥١ ] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : ٣٤٠ [ ١١٣ ].

٣ ـ الوجيزة : ٣٠٩ [ ١٧٣٠ ].

٤ ـ رياض العلماء ٥ : ١٢٤.

٥ ـ الذريعة ٢٢ : ٣١٨ [ ٧٢٦٤ ] ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : ٢٧٣ ، و ( القرن السابع ) : ١٣٤ ، روضات الجنّات ٦ : ٢٩٠ [ ٥٨٥ ] ، خاتمة المستدرك ٣ : ٥٦.

٥٨٣

الأنوار للمير حامد حسين ، عن الفيروزآبادي في محكي بلغته أنّه عاش مائة سنة إلاّ عشرة أشهر(١) .

كتاب مناقب آل أبي طالب :

قال المصنّف في أوّل الكتاب : قال محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني : لمّا رأيت كفر العداة والشراة بأمير المؤمنين ، ووجدت الشيعة والسنّة فيه مختلفين ، إلى أن قال : وأُظهر ما كتموا ، وأجمع ما فرّقوا ، وأذكر ما أجمعوا عليه واختلفوا فيه على ما أدّته الرواية ، وأُشير إلى ما رواه الخاصّة( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَان خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُف هَار فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) ، فاستصوبت من عيون كتب العامّة والخاصّة معاً ، ثمّ قال : فوفّقت في جمع هذا الكتاب ، ثمّ ذكر طرقه ـ كما سيأتي ـ وقال بعدها : وسمّيته بـ ( مناقب آل أبي طالب )(٢) .

وعدّه في ضمن كتبه عندما ترجم لنفسه في المعالم(٣) ، وأجاز روايته مع كتبه الأُخرى للشيخ جمال الدين أبي الحسن علي بن شعرة الحلّي الجامعاني ، جاء في آخرها : كتب ذلك محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ، بخطّه في منتصف جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة(٤) .

ونسبه إليه أغلب من ترجمه ، فهذا الكتاب وكتابه الآخر معالم العلماء من أشهر كتبه.

____________

١ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ٥٩ ، وانظر : الكنى والألقاب ١ : ٣٣٣.

٢ ـ مناقب آل أبي طالب : مقدّمة المؤلّف.

٣ ـ معالم العلماء : ١١٩ [ ٧٩١ ].

٤ ـ روضات الجنّات ٦ : ٢٩٢.

٥٨٤

ثمّ إنّ الحرّ العاملي جعله من مصادر كتابه إثبات الهداة(١) ، وأورد اسم المصنّف في ضمن طرق إجازاته إلى مصنّفات الأصحاب في خاتمة الوسائل(٢) ، وأدخله المجلسي في مصادر البحار(٣) ، وقال في توثيقه : وكتابا المناقب والمعالم من الكتب المعتبرة ، قد ذكرهما أصحاب الإجازات ومؤلّفهما أشهر في الفضل والثقة والجلالة من أن يخفى حاله على أحد(٤) ، وهو أيضاً من مصادر تفسير البرهان للبحراني(٥) .

وذكر العلاّمة النوري ( رحمه الله ) أنّ المناقب الموجود ناقص ، قال : وليعلم أنّ الموجود من المناقب في أحوال الأئمّة ( عليهم السلام ) إلى العسكري ( عليه السلام ) ، ولم نعثر على أحوال الحجّة ( عج ) منه ، ولا نقله من تقدّمنا من سدنة الأخبار كالمجلسي والشيخ الحرّ وأمثالهما ، وربّما يتوهّم أنّه لم يوفّق لذكر أحواله ( عليه السلام ) ، إلاّ أنّه قال في معالم العلماء في ترجمة المفيد ( رحمه الله ) : إنّه لقّبه به صاحب الزمان ( عليه السلام ) ، قال : وقد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب(٦) ، والظاهر أنّه كتبه في جملة أحواله ( عليه السلام ) ، فهذا الباب سقط من هذا الكتاب ، والله العالم(٧) .

مع أنّ النسخة التي رآها صاحب الذريعة مكتوبة سنة ٧٧٧ هـ كتبت على نسخة تاريخها ٦٥٨ هـ بخطّ أبي القاسم بن إسماعيل بن عنان الكتبي الورّاق الحلّي(٨) .

____________

١ ـ إثبات الهداة ١ : ٢٩.

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٧٧ ، الطريق المتمّم للعشرين.

٣ ـ البحار ١ : ٩.

٤ ـ البحار ١ : ٢٩.

٥ ـ البرهان ١ : ٣١.

٦ ـ معالم العلماء : ١١٣.

٧ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ٥٨.

٨ ـ الذريعة ٢٢ : ٣١٩ [ ٧٢٦٤ ].

٥٨٥

وقد يحتمل أنّ المناقب الموجود هو مختصر من مناقب ابن شهر آشوب ، اختصره أبو عبد الله الحسين بن جبير تلميذ نجيب الدين علي ابن فرج الذي كان تلميذ ابن شهر آشوب ، احتمله العلاّمة النوري في خاتمة المستدرك(١) .

وقد ذكر هذا المختصر زين الدين علي بن يوسف بن جبير ( القرن السابع ) في كتابه ( نهج الإيمان ) ، ونسبه إلى جدّه أبي عبد الله الحسين بن جبير باسم ( نخب المناقب لآل أبي طالب ) ونقل منه في عدّة مواضع من كتابه ( نهج الإيمان ) ، وبعض الفقرات من خطبته.

قال ـ بعد أن نقل عدّة روايات من نخب جدّه ـ : إلى هنا روى جدّي ( رحمه الله ) في نخبه على طريق الاختصار ، وأومأ إلى ما ذكره الرجال إيماء ، والموجب لذلك أنّه اختصر كتاب الشيخ السعيد الفقيه عزّ الدين أبي جعفر محمّد بن شهر آشوب المازندراني السروي ( رحمه الله ) ، وهو كتاب كبير بسيط سمعت بعض الأصحاب ، يقول : وزنت منه جزءاً واحداً كان وزنه تسعة أرطال ، وقال جدّي ( رحمه الله ) في خطبة ( نخب المناقب ) : وفكّرت(٢) .

وذكره العلاّمة البيّاضي ( ت ٨٧٧ هـ ) في أوّل الصراط المستقيم ، وذكر بعض فقرات خطبة كتاب ( النخب ) ، وكأنّه أخذه من ( نهج الإيمان ) ، حيث نسب الفقرة التي ذكرناها آنفاً الظاهرة في أنّها من كلام صاحب ( النهج ) إلى جدّه صاحب ( النخب )(٣) ، ونقلها عنه العلاّمة النوري في خاتمة مستدركه(٤) متوهّماً ذلك أيضاً ، مع أنّ خطبة كتاب ( نخب المناقب )

____________

١ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ٥٧.

٢ ـ نهج الإيمان : ٤٦٧ ، الفصل : ٢٦.

٣ ـ الصراط المستقيم ١ : ١١.

٤ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ٥٧.

٥٨٦

موجودة في الذريعة وليس فيها هذا النقل لمقدار وزن جزء من كتاب المناقب ، ومن البعيد أن ينقل ما سمعه عن غيره ، ولا ينقل ما علمه من حجم الكتاب ، مع أنّه قرأه على شيخه نجيب الدين أبي الحسين علي بن فرج ، عن ابن شهر آشوب(١) ، فهو لا يحتاج إلى نقل ما سمع بعد أن رأى.

واحتمال الاتحاد غير صحيح ; فإنّ خطبة الكتابين مختلفة ، وقد صرّح مؤلّف النخب باسم الكتاب في أوّله ، ويوجد ـ أيضاً ـ في آخر النسخة منه تصريح باسمه وتاريخ نسخها ، ولا يوجد منها أثر في نسخة المناقب التي رآها صاحب الذريعة والمشار إليها آنفاً ، ولذا قطع العلاّمة الطهراني بإثنينيّتهما ، قال في الذريعة ـ بعد أن أشار إلى كلام البياضي ـ : لكن يأتي أنّ ( النخب ) غير هذا الموجود المطبوع ، وهو أيضاً موجود ، ولا بُعد في أن يكتب بقلم جلي على ورق غليظ جدّاً في جلد ثقيل يكون بالوزن المذكور(٢) .

وقال أيضاً بعد أن عنون ( للنخب ) : ومرّ في ( المناقب ) توهّم أنّ الموجود منه هو ( النخب ) دون أصله ، وقد ظهر أنّهما موجودان(٣) .

كتاب المناقب وأسانيد رواياته :

اكتفى المؤلّف أبو جعفر رشيد الدين محمّد بن علي بن شهر آشوب في كتابه هذا بذكر صاحب الكتاب الذي روى عنه الرواية في أوّلها ، مقتصراً في ذلك عن إيراد سندها بالكامل ، حيث قال في مقدّمته :

____________

١ ـ الذريعة ٢٤ : ٨٨ [ ٤٦٢ ].

٢ ـ الذريعة ٢٢ : ٣١٨ [ ٧٢٦٤ ].

٣ ـ الذريعة ٢٤ : ٨٨ [ ٤٦٢ ].

٥٨٧

وقد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار على متون الأخبار ، وعدلت عن الإطالة والإكثار والاحتجاج من الظواهر والاستدلال على فحواها ومعناها ، وحذفت أسانيدها لشهرتها ولإشارتي إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها ، لتخرج بذلك عن حدّ المراسيل ، وتلحق بباب المسندات ، وربّما تتداخل الأخبار بعضها في بعض ، أو نختصر منها موضع الحاجة ، أو نختار ما هو أقلّ لفظاً ، أو جاءت غريبة من مظانّ بعيدة ، أو وردت مفردة محتاجة إلى التأويل :

فمنها : ما وافقه القرآن ، ومنها : ما رواه خلق كثير حتّى صار علماً ضروريّاً يلزمهم العمل به ، ومنها : ما بقيت آثارها رواية أو سمعاً ، ومنها : ما نطقت به الشعراء والشعرورة لتبذلها ، فظهرت مناقب أهل البيت ( عليهم السلام ) بإجماع موافقيهم ، وإجماعهم حجّة على ما ذكر في غير موضع ، واشتهرت على ألسنة مخالفيهم على وجه الاضطرار ، ولا يقدرون على الإنكار على ما أنطق الله به رواتهم ، وأجراها على أفواه ثقاتهم ، مع تواتر الشيعة بها ، وذلك خرق العادة وعظة لمن تذكّر ، فصارت الشيعة موفّقة لما نقلته ميسّرة ، والناصبة مخيّبة فيما حملته مسخرة ، لنقل هذه الفرقة ما هو دليل لها في دينها ، وحمل تلك ما هو حجّة لخصمها دونها ، وهذا كاف لمن ألقى السمع وهو شهيد ، وإنّ هذا لهو البلاء المبين ، وتذكرة للمتذكّر ، ولطف من الله تعالى للعالمين(١) ).

وقد قال قبل ذلك في سبب نقله من كتب أهل السنّة : وأنصر الحقّ وأتّبعه ، وأُقهر الباطل وأَقمعه ، وأُظهر ما كتموا ، وأَجمع ما فرّقوا ، وأذكر ما أجمعوا عليه واختلفوا فيه على ما أدّته الرواية ، وأُشير إلى ما روته الخاصّة

____________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ١ : ١٢ ، المقدّمة.

٥٨٨

( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَان خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُف هَار فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) ، فاستصوبت من عيون كتب العامّة والخاصّة معاً ; لأنّه إذا اتّفق المتضادّان في النقل على خبر فالخبر حاكم عليهما ، وشاهد للمحقّ في اعتقاده منهما ، وإذا اعتقدت فرقة خلاف ما روت ودانت بضدّ ما نقلت وأخبرت ، فقد أخطأت وإلاّ فَلِمَ يروي الإنسان ما هو كذب عنده ويشهد بما يعتقد فيه ضده؟ ، وكيف يعترف بما يحتجّ به خصمه ، ويسطر ما يخالفه علمه؟ ، ولا عجب في رواياتهم ما هو حجّة عليهم ، فقد أنطقهم الله الذي أنطق كلّ شيء ، وإن كان الشيطان يثبت غروره حيث يأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره.

ثمّ قال : وذلك بعد ما أذن لي جماعة من أهل العلم والديانة ، بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والإجازة ، فصحّ لي الرواية عنهم ، بأن أقول : حدّثني وأخبرني وأنبأني وسمعت واعترف لي بأنّه سمعه ورواه كما قرأته ، وناولني من طرق الخاصّة.

فأمّا طرق العامّة : ، ثمّ ذكر أسانيده إلى كتاب البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والدار قطني ، وإلى إسناد معرفة الحديث ، والموطّأ ، ومسند أبي حنيفة ، ومسند الشافعي ، ومسند أحمد وفضائله ، ومسند أبي يعلى ، وتاريخ الخطيب ، والنسوي ، والطبري ، وعلي بن مجاهد ، وتاريخيّ أبي علي البيهقي وأبي علي مسكويه ، وكتابي المبتدأ لهما وكتاب الأغاني ، وسنن السجستاني ، واللالكائي ، وابن ماجة ، وحلية الأولياء ، وإحياء علوم الدين ، والعقد ، وفضائل السمعاني ، وابن شاهين ، والزعفراني ، والعكبري ، ومناقب ابن شاهين ، وابن مردويه ، وأمالي الحكم ، ومجموع ابن عقدة ، والوسيط ، وأسباب النزول للواحدي ، ومعرفة الصحابة ، ودلائل

٥٨٩

النبوّة ، والجامع ، وأحاديث الجوهري ، وشعبة بن الحجّاج ، ومغازي الواقدي ، والبيان ، والتبيين ، والعزّة ، والفتيا ، وغريب القرآن ، وشوق العروس ، وعيون المجالس ، والمعارف ، وعيون الأخبار ، وغريب الحديث ، وغريب القرآن لابن قتيبة ، وغريب القرآن ، ونزهة القلوب ، وأعلام النبوّة ، والإبانة ، وكتاب اللوامع ، ودلائل النبوّة ، وجوامع الكلم ، ونزهة الأبصار ، والمحاضرات ، والإبانة ، وقوت القلوب ، والترغيب والترهيب ، وكتاب أبي الحسن المدايني ، وسنن الدارمي ، واعتقاد أهل السنّة ، وكتاب الكشف والفايق ، وربيع الأبرار ، والفردوس ، وزاد المسافر ، والأربعين ، للخوارزمي ، وفضائل القاضي أبي السعادات ، والخصائص العلويّة ، ومانزل من القرآن في علي ، وغيرها.

ثمّ ذكر أنّه أورد أسانيده إلى التفاسير والمعاني في كتابه أسباب النزول ، ثمّ عدّ منها أكثر من خمسين كتاباً.

وأمّا أسانيده إلى كتب الشيعة ، فقال : إنّ أكثرها عن الشيخ الطوسي ، وأورد سنده إليه ، وكذا أسانيده إلى المرتضى والرضيّ والشيخ المفيد والصدوق وابن شاذان وابن فضّال وابن الوليد وابن الحاشر وعلي بن إبراهيم والحسن بن حمزة والكليني والعبدكي والفلكي وغيرهم ، وكذا كتب الفتّال التنوير ، وروضة الواعظين ، ومجمع البيان ، وإعلام الورى للطبرسي ، وروض الجنان لأبي الفتوح ، وحلية الأشراف للبيهقي ، وغرر الحكم للآمدي ، وذكر أنّه وجد كتاب الاحتجاج بخطّ أبي طالب الطبرسي(١) .

____________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ١ : ٦ ـ ١٢ ، المقدّمة.

٥٩٠

(٧٤) كتاب : السرائر

لابن إدريس الحلّي ( ت ٥٩٨ هـ )

الحديث :

في ما يذكره في باب الطلاق في القول : إنّ الطلاق ثلاث ، قال : ، ودليل الشيعة على ما ذهبت إليه بعد إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) فإنّ فيه الحجّة من وجوه يطول شرحها ، ولقول الرسول ( عليه السلام ) المتّفق عليه : « خلّفتُ فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا »(١) .

أبو جعفر محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلّي العجلي :

قال الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) : الشيخ محمّد بن إدريس العجلي بحلّة ، له تصانيف ، منها : كتاب ( السرائر ) شاهدته بحلّة ، وقال شيخنا سديد الدين محمود الحمّصي ـ رفع الله درجته ـ : وهو مخلّط لا يعتمد على تصنيفه(٢) .

وذكره ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في رجاله في قسم الضعفاء ، قال : محمّد بن إدريس العجلي الحلّي ، كان شيخ الفقهاء بالحلّة متقناً في العلوم ، كثير التصانيف ، لكنّه أعرض عن أخبار أهل البيت [ بالكلّيّة ](٣) .

____________

١ ـ السرائر ٢ : ٦٧٩.

٢ ـ فهرست منتجب الدين : ١٧٣ [ ٤٢١ ].

٣ ـ رجال ابن داود : ٢٦٩ [ ٤٢٦ ].

٥٩١

ولكن التفرشي ( القرن الحادي عشر ) علّق عليه ، قائلا : ولعلّ ذكره في باب الموثّقين أولى ; لأنّ المشهور منه أنّه لم يعمل بخبر الواحد ، وهذا لا يستلزم الإعراض بالكلّيّة ، وإلاّ انتقض بغيره مثل السيّد ( قدس سره )(١) وغيره(٢) .

وأجاب عليه ـ أيضاً ـ الشيخ أبو علي ( ت ١٢١٦ هـ ) في منتهى المقال ، قال : ولا يخفى ما فيه من الجزاف وعدم سلوك سبيل الإنصاف ، فإنّ الطعن في هذا الفاضل الجليل سيّما والاعتذار بهذا التعليل العليل فيه ما فيه ، أمّا أوّلا : فلأنّ عمله بأكثر كثير من الأخبار ممّا لا يقبل الاستتار سيّما ما استطرفه في أواخر السرائر من أُصول القدماء ( رضي الله عنهم ) ، وأمّا ثانياً : فلأنّ عدم العمل بأخبار الآحاد ليس من متفرّداته ، بل ذهب إليه جملة من جلّة الأصحاب كعلم الهدى وابن زهرة وابن قبة وغيرهم ، فلو كان ذلك موجباً للتضعيف لوجب تضعيفهم أجمع ، وفيه ما فيه(٣) .

ثمّ إنّ الشهيد الأوّل ( ت ٧٨٦ هـ ) في إجازته للشيخ شمس الدين ، وصفه بـ : الإمام العلاّمة ، شيخ العلماء ، حبر المذهب ، فخر الدين أبي عبد الله محمّد بن إدريس ( رضي الله عنه )(٤) ، والشهيد الثاني في إجازته لوالد البهائي بـ : الشيخ الإمام العلاّمة المحقّق(٥) ، والمحقّق الكركي في إجازته للقاضي صفيّ الدين ، بـ : الشيخ الإمام السعيد المحقّق حبر العلماء والفقهاء ، فخر الملّة والحقّ والدين(٦) .

وقال الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل : وقد أثنى عليه علماؤنا المتأخّرون ، واعتمدوا على كتابه وعلى ما رواه في آخره من

____________

١ ـ الشريف المرتضى ( ( قدس سره ) ).

٢ ـ نقد الرجال ٤ : ١٣٢ [ ٤٤٦٢ ].

٣ ـ منتهى المقال ٥ : ٣٤٦ [ ٢٤٧٩ ] ، قاموس الرجال ٩ : ٩٣ [ ٦٤٢٤ ].

٤ ـ البحار ١٠٧ : ١٩٧.

٥ ـ البحار ١٨ : ١٥٨.

٦ ـ البحار ١٠٨ : ٧٣ ، وانظر : خاتمة المستدرك ٣ : ٤٠.

٥٩٢

كتب المتقدّمين وأُصولهم ، ثمّ قال ـ بعد أن ذكر أنّه لم يجد قول ابن داود في نسخته ـ : وقد ذكر أقواله العلاّمة وغيره من علمائنا في كتب الاستدلال وقبلوا أكثرها(١) .

بقي الكلام على نسبة التخليط إليه :

قال العلاّمة التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) في قاموسه : وكان مخلّطاً في الفقه وفي الحديث في أسانيدها ومتونها ، وفي الأدب وفي التاريخ وفي اللغة ، ثمّ قال : ومن غريب خبطاته في مسألة استخارة الرقاع كما عرفت في عنوان ( رفاعة ) ، ومن مستطرفات خلطه نسبته في مستطرفاته إلى أبان بن تغلب عدّة أخبار لا ربط لها به كما مرّ في ( أبان ) ، ومع أنّه كثيراً ما ينتقد على اتّباع الشيخ بكونهم مقلّديه ، هو أيضاً أحد مقلّديه ، وذلك : أنّ ديدنه إذا رأى الشيخ اختلفت فتواه في كتبه يعترض على فتواه الخبريّة بكونه تمسّكاً بالآحاد ولو كان مستنداً إلى أخبار ملحقة بالتواتر ، وإذا رآه اتّفقت فتواه يتبعه ولو كان مستنداً إلى آحاد(٢) .

وقال السيّد الخوئي ( ت ١٤١٣ هـ ) في معجمه ـ بعد أن ذكر كلام الشيخ منتجب الدين المتقدّم ـ : أقول : أمّا ما ذكره الشيخ محمود الحمّصي من أنّ ابن إدريس مخلّط لا يعتمد على تصنيفه ، فهو صحيح من جهة وباطل من جهة ، أمّا إنّه مخلّط في الجملة فممّا لا شكّ فيه ، ويظهر ذلك بوضوح من الروايات التي ذكرها فيما استظرفه من كتاب أبان بن تغلب ، ثمّ ذكر أمثلة أُخرى لتخليطه ، وقال بعدها : وأمّا قوله لا يعتمد على تصنيفه ،

____________

١ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٤٣ [ ٧١٧ ] ، وانظر : لؤلؤة البحرين : ٢٧٦ [ ٩٧ ] ، الوجيزة : ٢٩٢ [ ١٥٦٦ ] ، رياض العلماء ٥ : ٣١ ، روضات الجنّات ٦ : ٢٧٤ [ ٥٨٤ ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : ٢٩٠ ، بهجة الآمال ٦ : ٢٧٠ ، جامع الرواة ٢ : ٦٥ ، تنقيح المقال ٢ : ٧٧ ، من أبواب الميم ، حاوي الأقوال ٣ : ٦٨ [ ٩٦٧ ].

٢ ـ قاموس الرجال ٩ : ٩٣ [ ٦٤٢٤ ].

٥٩٣

فهو غير صحيح ; وذلك فإنّ الرجل من أكابر العلماء ومحقّقيهم ، فلا مانع من الاعتماد على تصنيفه في غير ما ثبت فيه خلافه(١) .

وبقي هناك شيء لا بأس بالإشارة إليه وهو ما ينسب إلى ابن إدريس من التجاسر على شيخ الطائفة ، فقد أجاب عليه بعض المحقّقين بما ينفيه بالكلّيّة وأنّ بعض العبائر المنسوبة إليه بحقّ شيخ الطائفة لا أثر لها بالكلّيّة(٢) .

وأمّا وفاته ، فقد نقل المجلسي من خطّ الشهيد الأوّل ( رحمه الله ) : وقال الشيخ الإمام أبو عبد الله محمّد بن إدريس الإمامي العجلي ( رحمه الله ) : بلغت الحلم سنة ثمان وخمسين وخمسمائة ، وتوفّي إلى رحمة الله ورضوانه سنة ثمان وسبعين وخمسمائة(٣) .

وكأنّ ( سبعين ) تصحيف من تسعين ; لأنّ ابن إدريس انتهى من كتابه السرائر في صفر سنة ٥٨٩ هـ(٤) .

بل نقل الشيخ أبو علي عن رسالة الكفعمي في وفيات العلماء ، أنّه قال : وجد بخطّ ولده صالح : توفّي والدي محمّد بن إدريس ( رحمه الله ) يوم الجمعة وقت الظهر ثامن عشر شوّال سنة ثمان وتسعين وخمسمائة(٥) .

كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي :

قال المصنّف في أوّل الكتاب ـ بعد الحمد والصلاة على محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ـ : قال محمّد بن إدريس ( رحمه الله ) : إنّي لمّا رأيت زهد أهل هذا

____________

١ ـ معجم رجال الحديث ١٦ : ٦٦ [ ١٠٢١٤ ].

٢ ـ قاموس الرجال ٥ : ٣٤٦ ، معجم رجال الحديث ١٦ : ٦٨.

٣ ـ البحار ١٠٧ : ١٩.

٤ ـ السرائر ٣ : ٦٥٣ ، انظر : خاتمة المستدرك ٣ : ٤٢.

٥ ـ منتهى المقال ٥ : ٣٤٨ ، [ ٢٤٧٩ ].

٥٩٤

العصر في علم الشريعة المحمّدية ، ثمّ كرّر اسمه عدّة مرّات إلى أن قال في آخر الخطبة : وقد رسمته بكتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ، والله المستعان وعليه التكلان(١) .

ونسبه إليه الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست(٢) ، والشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل ، وأضاف : وقد أثنى عليه علماؤنا المتأخّرون ، واعتمدوا على كتابه(٣) ، وجعله من مصادر الوسائل(٤) ، وذكر طريقه إليه(٥) .

وقال العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) : وكتاب السرائر للشيخ الفاضل الثقة العلاّمة محمّد بن إدريس الحلّي ، وقد أورد في آخر ذلك الكتاب باباً مشتملا على الأخبار وذكر : أنّي استطرفته من كتب المشيخة المصنّفين والرواة المخلصين ، ويذكر اسم صاحب الكتاب ويورد بعده الأخبار المنتزعة من كتابه ، وفيه أخبار غريبة وفوائد جليلة(٦) .

وقال أيضاً : وكتاب السرائر لا يخفى الوثوق عليه وعلى مؤلّفه على أصحاب البصائر(٧) .

وقال الميرزا الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) : وقد رأيت من كتاب السرائر نسخاً كثيرة ، من أحسن ما رأيته ما وجدته في كتب المرحوم آميرزا فخر المشهدي ، وهو نسخة عتيقة صحيحة جدّاً قريبة العهد بزمان المصنّف ، بل كتبت في زمانه ، ورأيت في خزانة الشيخ صفيّ في أردبيل

____________

١ ـ السرائر ١ : ٤١ ، مقدّمة المؤلّف.

٢ ـ فهرست منتجب الدين : ١٧٣ [ ٤٢١ ].

٣ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٤٣ [ ٧١٧ ].

٤ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٩ [ ٧٦ ].

٥ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٨٤ ، الطريق الخامس والثلاثون.

٦ ـ البحار ١ : ١٦ ، مصادر الكتاب.

٧ ـ البحار ١ : ٣٣ ، توثيق المصادر.

٥٩٥

قطعة أُخرى من هذا الكتاب كتب أيضاً في زمن المصنّف وقريء على السيّد فخار بن معد الموسوي تلميذ المصنّف ، وعليه أيضاً بلغات وإجازة بخطّ يوسف بن علوان في جمادي الآخرة سنة ثمان وعشرين وستمائة للشيخ محمّد بن الزنجي يرويه عن علي بن يحيى الخيّاط ، عن مصنّفه.

وتاريخ تأليف السرائر على ما يظهر من كتاب الصلح منه سنة سبع وثمانين وخمسمائة ، وقد رأيت أيضاً نسخة عتيقة منه في بلدة أشرف من بلاد مازندران(١) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ، للشيخ الفقيه أبي جعفر محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس بن الحسين بن القاسم بن عيسى العجلي الحلّي ، وجد تاريخ ولادته مع هذه الترجمة والنسبة بخطّه المؤرّخ سنة ٥٥٨ ، وتوفّي ٥٩٨ ، فرغ منه كما يظهر من كتابيه الصلح والميراث ٥٨٨(٢) .

وفي آخر المطبوع على عدّة نسخ اثنين منها كتبت في أوائل القرن السابع ومقابلة على نسخة المصنّف : أنّه فرغ منه في صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة(٣) .

وحقّق ونشر عن طريق مؤسّسة النشر الإسلامي لجماعة المدرّسين بقم المقدّسة.

____________

١ ـ رياض العلماء ٥ : ٣٣.

٢ ـ الذريعة ١٢ : ١٥٥ [ ١٠٤١ ].

٣ ـ السرائر ٣ : ٦٥٣.

٥٩٦

(٧٥) كتاب : نور الهدى والمنجي من الردى

للحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين

الجاوابي ( القرن السادس )

( نقلاً عن التحصين لابن طاووس )

الحديث :

الأوّل : قال ابن طاووس في التحصين : في ما نذكره من خطبة ( يوم الغدير ) وفيها من رجال المخالفين ، نذكرها من كتاب ( نور الهدى والمنجي من الردى ) الذي قدّمنا ذكره(١) ، فقال ما هذا لفظه : أبو الفضل محمّد بن عبد الله الشيباني ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري وهارون بن عيسى بن السكين البلدي ، قالا : حدَّثنا حميد بن الربيع الخزّاز ، قال : حدَّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدَّثنا نوح بن مبشّر ، قال : حدَّثنا الوليد بن صالح ، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، وعن زيد بن أرقم ، قال :

لمّا أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع جاء حتّى نزل بغدير خمّ

____________

١ ـ ذكر كتاب ( نور الهدى ) في أوّل باب من أبواب كتاب التحصين ، قال : رأينا ذلك في كتاب ( نور الهدى والمنجي من الردى ) تأليف الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين الجاوابي ، وعليه خطّ الشيخ السعيد الحافظ محمّد بن محمّد المعروف بابن الكمال [ الكآل [ بن هارون ، وأنّهما قد اتّفقا على تحقيق ما فيه وتصديق معانيه.

٥٩٧

بالجحفة بين مكّة والمدينة ، ثمّ أمر بالدوحات بضمّ(١) ما تحتهن من شوك ، ثمّ نودي بالصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في يوم شديد الحرّ ، وإن منّا [ من [ يضع رداءه تحت قدميه من شدّة الحرّ والرمضاء ، ومنّا من يضعه فوق رأسه ، فصلّى بنا ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ التفت إلينا ، فقال :

« الحمد لله الذي علا في توحيده ودنا في تفرّده

معاشر الناس ، تدبّروا القرآن وافهموا آياته ومحكماته ولا تبغوا متشابهه ، فوالله لن يبيّن لكم زواجره ، ولن يوضّح لكم تفسيره إلاّ الذي أنا آخذ بيده ومصعده إليّ ، وشائل عضده ورافعها بيدي ومعلمكم من كنت مولاه فهو مولاه ، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيّي ، أمر من الله نزّله عليّ.

معاشر الناس ، إنّ علياً والطيّبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر والقرآن الثقل الأكبر ، وكلّ واحد منهما مبني(٢) على صاحبه لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، أمر من الله في خلقه وحكمه في أرضه »(٣) .

ومضى هذا الحديث عن روضة الواعظين للفتّال النيسابوري ( ت ٥٠٨ هـ ) مرسلا عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، وعن الاحتجاج للطبرسي مسنداً عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) أيضاً ، فراجع.

وسيأتي في كتاب اليقين لابن طاووس ، عن بعض علماء أهل السنّة ، عن الباقر ( عليه السلام ) مسنداً أيضاً. وعن كتاب نهج الإيمان لعلي بن يوسف بن

____________

١ ـ الظاهر أنّه خطأ مطبعي ، والصحيح ( بقَمِّ ).

٢ ـ الظاهر أنّه تصحيف ( منبي ) ، كما يظهر من الروايات الأُخَر في ( روضة الواعظين ) و ( الاحتجاج ) التي مرّت سابقاً.

٣ ـ التحصين ( المطبوع مع اليقين ) : ٥٧٨ ( القسم الأوّل ) ، الباب (٢٩) ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٩٨

جبر ، عن زيد بن أرقم(١) .

الثاني : قال في التحصين : ، نذكر ذلك من كتاب ( نور الهدى ) أيضاً ، فقال ما هذا لفظه : محمّد بن عمر الحافظ البغدادي(٢) ، قال : حدَّثني أبو عبد الله محمّد بن ثابت من كتابه(٣) ، قال : حدَّثنا محمّد بن العبّاس وأبو جعفر الخزاعي(٤) ، قالا : حدَّثنا الحسن بن الحسين العرني(٥) ، قال : حدَّثنا عمر بن ثابت ، عن عطاء بن السايب ، عن أبي يحيى ، عن ابن عبّاس ، قال : صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر ، واجتمع الناس إليه فخطب ، فقال : « يا معاشر المؤمنين » إلى آخر ما أوردناه عن أمالي الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) ، فراجع(٦) .

الثالث : قال في التحصين : فيما نذكره من اجتماع قريش والمهاجرين والأنصار بعد ولاية عثمان وذكرهم فضائلهم ، نذكر ذلك من كتاب ( نور الهدى ) ، فقال ما هذا لفظه : بحذف الإسناد عن ابن أبي عيّاش ، عن سُليم بن قيس الهلالي ، قال : رأيت عليّاً ( الحديث ) ، وقد نبّهنا على هذه الرواية في ما نقلنا من كتاب سُليم ، فراجع(٧) .

____________

١ ـ انظر ما أوردناه في كتاب روضة الواعظين ، الحديث الأوّل ، والاحتجاج الحديث الأوّل ، وما سنذكره في اليقين ، الحديث الأوّل ، ونهج الإيمان ، الحديث الأوّل.

٢ ـ هذه الرواية مقطوعة ; لأنّ محمّد بن عمر الحافظ من شيوخ الصدوق الذي هو من أعلام القرن الرابع ، والحسن بن أبي طاهر الجاوابي من أعلام القرن السادس ، فكيف يروي عن محمّد بن عمر الحافظ؟ ، وهذه الرواية رواها الصدوق في أماليه ( الحديث الأوّل ) فلعلّ الجاوابي رواها عن الأمالي ، وهو الظاهر.

٣ ـ في أمالي الصدوق ( بن كنانة ).

٤ ـ في أمالي الصدوق ، حدَّثنا محمّد بن الحسن بن العبّاس أبو جعفر الخزاعي.

٥ ـ في أمالي الصدوق ، قال : حدَّثنا حسن بن الحسين العرني.

٦ ـ التحصين : ٥٩٨ ، القسم الثاني ، الباب (٤) ، وفيه : « وإن تابعتموه نجوتم » ، وفيه : « ومن اتّبع علمه من عند غير علي هلك » ، وفيه : « فإنّهم خاصّتي وقرابتي » ، وفيه : « فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، إنّهم أهل يقين ، فمن آذاهم . » وفيه : « ومن طلب غيرهم فقد كذّبني » ، وفيه : « ما أنتم قائلون [ إذا [ لقيتموني ».

٧ ـ التحصين : ٦٣٠ ، القسم الثاني ، الباب (٢٥) ، راجع ما ذكرناه في كتاب سُليم ،

٥٩٩

كتاب التحصين لابن طاووس :

ذكر المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) عدّة كتب لابن طاووس جعلها من مصادره في البحار ، ومنها هذا الكتاب ، قال : وكتاب التحصين في أسرار مازاد على كتاب اليقين ، كلّها للسيّد النقيب الثقة الزاهد جمال العارفين ، أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسني(١) .

وقال في توثيق المصادر : وكتب السادة الأعلام أبناء طاووس كلّها معروفة(٢) .

وقال المصنّف في مقدّمة كتاب التحصين : وكان من أواخر ما صنّفته ـ وقد تجاوز عمري عن السبعين ومفارقتي للدنيا الداثرة ومجاوزتي لسعادتي في الآخرة ـ كتاب ( الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة ) ، وكتاب ( اليقين في اختصاص مولانا علي ( عليه السلام ) بأُمرة المؤمنين ) ، وكان قد ضمّنته ـ أي اليقين ـ ثلاثمائة حديث وتسعة أحاديث في تسمية مولانا علي صلوات الله عليه ( أمير المؤمنين ) ، وكنت قد وجدت نحو خمسين حديثاً في معاني أبواب كتاب اليقين مصنّفها غير من ذكرناه(٣) ; إذ طرقها غير ما تضمّنه ما رويناه فيه عن المخالفين أو الموافقين ، وأشفقت أن تضيع بإهمالها ، وأنّه لا يظفر غيرنا بحالها ، وأن أكون يوم القيامة مطالباً بجمع شتاتها ونفع مهمّاتها.

فصل : واقتضت الاستخارة : أنّني أفردها ، وما عساه فات في كتاب

____________

الحديث الثاني.

١ ـ البحار ١ : ١٢ ، مصادر الكتاب.

٢ ـ البحار ١ : ٣١ ، توثيق المصادر.

٣ ـ يقصد كتاب نور الهدى للجاوابي.

٦٠٠

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619