• البداية
  • السابق
  • 264 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 9154 / تحميل: 3419
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 4

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-66-9
العربية

١
٢

٣
٤

دليل الكتاب

توطئة ٧

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن الرابع الهجري ١١

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن الخامس الهجري ١٣١

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن السادس الهجري ١٨٥

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن السابع الهجري ١٩٥

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن التاسع الهجري ٢١٧

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة القرن العاشر الهجري ٢٣٥

٥
٦

توطئة :

تعتبر الفرقة الإسماعيليّة من الفرق الشيعية التي ما يزال لها أتباع في بعض الدول الإسلامية ، كالهند وباكستان.

تعتمد هذه الفرقة بشكل أساسي على التأويلات الباطنية ، والرموز الفلسفية الخفيّة في إثبات عقائدها ، وتأطيرات مذهبها ومعتقدها.

وقد واجهت هذه الطائفة الكثير من الاضطهاد والقتل والتشريد ، الأمر الذي جعل عندهم عقيدة الخفاء والعمل السرّي من أهم واجبات دعوتهم ، حتّى ألّفوا في ذلك كتباً عديدة ، وقسّموا حالاتهم إلى حالات الظهور وحالات التستّر ، وعرف عندهم مصطلح « دور الستر » يعني فترة الخفاء والتستر.

وهذه العقيدة وإن نفعتهم في حفظ نفوس دعاتهم وأتباعهم ، إلاّ أنّها ولأجل إصرارهم عليها في كل مكان وزمان أدّت إلى ضياع الكثير من تراثهم الفكري والعلمي ، الأمر الذي جعل من الصعوبة على الباحثين ـ وحتّى الإسماعيليّة منهم ـ العثور على الكتب الإسماعيليّة والاستفادة منها ، لا سيّما الكتب التي لم تر النور لحد الآن.

ومن الأسباب التي أدّت إلى خفاء أو اختفاء مؤلّفاتهم أيضاً هو احتواؤها على علوم غريبة ، تعتمد على نظريات دقّية اصطلاحية ، بحيث يصعب على الكثير ، بل الأكثر تقبّلها ، أو حتّى فهمها.

٧

قال الباحث الإسماعيلي عارف تامر في مقدّمة كتاب تاج العقائد : « ممّا هو معلوم أنّه حتّى وقت قريب كانت الكتب التي تمثّل الفلسفة الإسماعيليّة لا تزال في كهف الستر والتقية ، فهي كانت محفوظة بشكل مخطوطات في مجموعات خاصّة ، سواء في سورية أو فارس أو اليمن ، وكانت أيضاً هناك صعوبات جمّة تقف في وجه الأعضاء الإسماعيليين أنفسهم حينما كانوا يفكّرون بنشرها أو دراستها(١) .

قال الدكتور الإسماعيلي مصطفى غالب في مقدّمة كتاب الافتخار : « ولابدّ لنا ـ ونحن في معرض الحديث عن التراث الفاطمي الذي شغل أذهان العلماء قديماً وحديثاً ـ من أن نهمس في آذان أولئك المتعصّبين المتزمّتين الذين لا يزالون حتّى في هذا العصر الذي وصل فيه الإنسان إلى القمر ، يتعاملون مع أنفسهم وكأنّهم يعيشون في كهوف الستر والتقية ، وسراديب الكتمان ، لذلك يرون أنّه لا يقتضي أن يتعرّض أيّ باحث أو عالم أو مؤرّخ للعقائد السرّية الباطنية ; كونها من الأشياء المقدّسة »(٢) .

ولأجل هذه الأُمور فقد واجهنا في موسوعتنا هذه بعض المشاكل الأساسية :

منها : ضياع كثير من الكتب الإسماعيليّة ، وعدم وصولها إلى زماننا هذا.

ومنها : التخفّي والتحفّظ على كثير من الكتب التي وصلت من قبل بعض المتعصّبين.

____________

١ ـ تاج العقائد : ٧ ، مقدّمة المحقّق.

٢ ـ الافتخار : ٧ ، مقدّمة المحقّق.

٨

ومنها : عدم انتشار كثير من الكتب المتوفّرة لدى علماء الإسماعيليّة في الدول الإسلامية.

لذلك واجهنا صعوبة في جمع المصادر الإسماعيليّة التي ذكرت حديث الثقلين ، لذا تجد أنّ عدد الكتب التي نقلنا منها الحديث ينقص بكثير عن كتب الإمامية الاثني عشرية ، وعن كتب الزيدية ، ولكن هذا العدد وإن كان قليلاً بذاته إلاّ أنّه كثير بالنسبة لما تقدّم من مشاكل حول كتب الإسماعيليّة.

هذا بالإضافة إلى منهج الموسوعة المتّبع الذي هو إلى القرن العاشر.

فمن بين عشرات الكتب الإسماعيليّة التي بحثناها عثرنا على عشرين مصدراً نقلت حديث الثقلين.

وكذا واجهنا صعوبة في ترجمة المؤلّفين ، وتوثيق كتبهم ; لنفس الأسباب المتقدّمة.

٩
١٠

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة

القرن الرابع الهجري

١١
١٢

مولفات القاضي النعمان بن محمد بن حيون المغربي

التميمي ( ت ٣٦٣ هـ )

(١) شرح الأخبار

الحديث :

الأوّل : قال القاضي : يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم ، قال : خرجنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حجّة الوداع ، فلمّا انصرفنا ، وصرنا إلى غدير خمّ ، نزل ـ وذلك في يوم ما أتى علينا يوم أشدّ حرّاً منه ـ فأمر بدوح ، فجمع ، فقمم له ما تحته من شوك ، واستظلّ به ، ونادى في الناس ـ الصلاة جامعة ـ فاجتمعوا إليه أجمع ما كانوا ; لأنّه قلّ من بقي من المسلمين لم يخرج معه في تلك الحجّة ، فلمّا اجتمعوا قام فيهم خطيباً ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّ الله عزّ وجلّ لم يبعث نبيّاً إلاّ عاش نصف ما عاش النبي الذي كان قبله ، وإنّي أوشك أن أدعى ، فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم [ بهما ] لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي » ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب(١)

الثاني : قال : قال جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين : أنّ آخر ما أنزل الله عزّ وجلّ من الفرائض ولاية

____________

١ ـ شرح الأخبار ١ : ٩٩ ، ح : [ ٢١ ].

١٣

علي ( عليه السلام ) ، فخاف رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إن بلّغها الناس أن يكذّبوه ، ويرتدّ أكثرهم حسداً له ; لما علمه في صدور كثير منهم له ، فلمّا حجّ حجّة الوداع ، وخطب بالناس بعرفة ، وقد اجتمعوا من كلّ أفق لشهود الحجّ معه ، علّمهم في خطبته معالم دينهم وأوصاهم ، وقال في خطبته : « إنّي خشيت ألاّ أراكم ولا تروني بعد يومي هذا في مقامي هذا ، وقد خلّفت ما إن تمسّكتم به بعدي لن تضلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، حبل ممدود من السماء إليكم ، طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم »(١) .

الثالث : قال : وعن أبي ذرّ ( رضوان الله عليه ) أنّه قال : قد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : « ترد عليّ الحوض أمّتي على خمس رايات » ، ثمّ ذكر حديثاً طويلاً ، قال فيه : « ثمّ يرد فرعون أمّتي في أتباعه ، فأُخذ بيده ، فإذا أخذ بها اسودّ وجهه ، ورجفت قدماه ، وخفقت أحشاؤه ، ويفعل ذلك بأتباعه ».

ثمّ قال : « وهو معاوية بن أبي سفيان ».

فأقول : ماذا أخلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : كذّبنا الأكبر ومزّقناه ، وقاتلنا الأصغر وقتلناه.

فأقول : اسلكوا طريق أصحابكم ، فينصرفون ضمأً مسودّة وجوههم ، لأنّه لا يطعمون منه قطرة »(٢) .

الرابع : قال : وممّا جاء في الأخبار مجملاً في ذكر أهل بيت رسول الله ( صلوات الله عليهم أجمعين ) : أبو غسان ، بإسناده ، عن أبي ذرّ

____________

١ ـ شرح الأخبار ١ : ١٠٤ ـ ١٠٥ ، ح : [ ٢٦ ].

٢ ـ شرح الأخبار ٢ : ١٦٧ ـ ١٦٨ ، ح : [ ٥١٤ ].

١٤

( رضوان الله عليه ) ، أنّه أخذ بحلقتي باب الكعبة ، وقد اجتمع الناس للموسم ، وحوّل وجهه إلى الناس ، وهم أجمع ما كانوا في الطواف حول البيت ، فقال : أيّها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، وإلاّ فأنا أعرّفه بنفسي ، أنا أبو ذرّ الغفاري ، لا أخبركم إلاّ بما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، سمعته يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا علىَّ الحوض ، [ الآ وإنّ ] مثلهما فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق »(١) .

الخامس : قال : وبآخر ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف منه عند الله ، وطرف منه في أيديكم ، فاستمسكوا به ، وعترتي » قال فضيل : فقلت لعطية : ما عترته؟

قال : أهل بيته(٢) .

السادس : قال : أبو نعيم ، عن زيد بن أرقم ، أنّه قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم غدير خمّ ، وهو يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، من استمسك به كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضلالة ، وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيني ، أذكّركم الله في أهل بيتي » يقولها ثلاثاً.

قال : فقلنا له : من أهل بيتك يا رسول الله الدواوين؟

قال : آل علي ، وآل جعفر ، وآل العبّاس ، وآل عقيل ، الذي لا يأكلون الصدقة(٣) .

____________

١ ـ شرح الأخبار ٢ : ٤٧٩ ، ح : [ ٨٤٠ ].

٢ ـ شرح الأخبار ٢ : ٤٧٩ ، ح : [ ٨٤١ ].

٣ ـ شرح الأخبار ٢ : ٤٨١ ، ح : [ ٨٤٣ ].

١٥

السابع : قال : أبو نعيم ، بإسناده ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « قد خلّفت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، سبباً موصولاً من السماء إلى الأرض : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فقلت لأبي سعيد : من عترته؟ قال : أهل بيته(١) .

الثامن : قال : الليث بن سعد بإسناده عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : « أنّي كائن لكم يوم القيامة فرطاً على الحوض ، وإنّي أسائلكم عن اثنتين : عن القرآن ، و [ عن ] عترتي »(٢) .

التاسع : قال : المحسن بن محبوب ، بإسناده ، عن ريان بن عمرانة ، قال : رأيت أبا ذرّ متعلّقاً بأستار الكعبة ، وهو يقول : أيّها الناس ، أنا جندب ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذرّ الغفاري ، أذكّركم الله من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : « ما أقلّت الغبراء ، ولا أظلّت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ » إلاّ قال ذلك؟

فقال طوائف من الناس : اللّهم نعم ، لقد سمعناه يقول ذلك ، فقال : والله ما كذبت مذ عرفت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولا أكذب حتّى ألقاه ، ولقد سمعته يقول : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف منه بيد الله ، وطرف منه بأيديكم ، فانظروا كيف تخلفوني في أهل بيتي ، وأنّ الله قد عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٣) .

____________

١ ـ شرح الأخبار ٢ : ٤٨١ ، ح : [ ٨٤٤ ].

٢ ـ شرح الأخبار ٢ : ٤٨٢ ، ح : [ ٨٤٧ ].

٣ ـ شرح الأخبار ٢ : ٥٠٢ ـ ٥٠٣ ، ح : [ ٨٨٩ ].

١٦

العاشر : قال : شريك بن عبد الله ، بإسناده عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وهما الخليفتان من بعدي »(١)

الحادي عشر : قال : الحسن بن عبد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد ابن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم اثنين : القرآن وأهل بيتي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض يوم القيامة »(٢) .

الثاني عشر : قال : شريك بن عبد الله ، عن الدكين ، عن القاسم ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا وهما الخليفتان من بعدي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٣) .

____________

١ ـ شرح الأخبار ٢ : ٥١٤ ، ح : [ ٩٠٨ ].

٢ ـ شرح الأخبار ٣ : ١١ ، ح : [ ٩٣٥ ].

٣ ـ شرح الأخبار ٣ : ١٢ ، ح : [ ٩٤١ ].

١٧

القاضي النعمان

ابن محمّد بن حيون المغربي

قال ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في معالم العلماء : ابن فيّاض القاضي النعمان بن محمّد ، ليس بإمامي وكتبه حسان(١) .

قال ابن خلّكان ( ت ٦٨١ هـ ) في وفيات الأعيان : أبو حنيفة النعمان ابن أبي عبد الله محمّد بن منصور بن أحمد بن حيون ، أحد الأئمّة الفضلاء المشار إليهم ، ذكره الأمير المختار المسبحي في تاريخه ، فقال : كان من أهل العلم والفقه ، وكان مالكي المذهب ، ثمّ انتقل إلى مذهب الإماميّة

وقال ابن زولاق : وكان أبوه النعمان بن محمّد القاضي في غاية الفضل من أهل القرآن والعلم بمعانيه ، وكان أبو حنيفة المذكور ملازماً صحبة المعز أبي تميم معد بن منصور ، ومات في مستهلّ رجب سنة ثلاث وستين وثلاثمائة بمصر(٢) .

____________

١ ـ معالم العلماء : ١٢٦ [ ٨٥٣ ] ، وانظر : نقد الرجال ٥ : ١٧ ، جامع الرواة ٢ : ٢٥٩ ، إكليل المنهج : ٤٩٨ في الملحق ، تعليقة على منهج المقال للوحيد البهبهاني : ٣٤٩ ، طرائف المقال ١ : ٦١٨.

٢ ـ وفيات الأعيان ٤ : ٥٨٦.

١٨

قال الصفدي ( ت ٧٦٤ هـ ) في الوافي بالوفيات : أبو حنيفة قاضي المعز ، النعمان بن محمّد بن منصور ، أبو حنيفة المغربي ، قال المسبحي في تاريخ مصر : كان من أهل الدين والفقه والنبل ، وقال غيره : كان المتخلّف مالكياً ، ثمّ إنّه تحوّل إلى مذهب الشيعة ; لأجل الرياسة ، وداخل بني عبيد ، وصنّف لهم كتاب ابتداء الدعوة ، وكتاباً في الفقه ، وكتباً كثيرة في أقوال القوم ، وجمع في المناقب والمثالب ، وردّ على الأئمّة ، وتصانيفه تدل على زندقته وأنّه نافق ، وصنّف ردّاً على أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن سريج ، وكان من الفضل والعلم والعربية بمحل عال ، مات في رجب سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة بمصر ، وصلّى عليه المعز(١) .

قال الذهبي ( ت ٧٤٨ هـ ) في سير أعلام النبلاء : النعمان العلاّمة المارق ، قاضي الدولة العبيدية ، أبو حنيفة النعمان بن محمّد بن منصور المغربي ، كان مالكياً فارتدّ إلى مذهب الباطنية ، ونبذ الدين وراء ظهره(٢) .

قال الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل : أبو حنيفة النعمان ابن أبي عبد الله محمّد بن منصور بن أحمد بن حيون ، أحد الأئمّة الفضلاء المشار إليهم ، وذكره الأمير المسبحي في تاريخه ، إلى أن قال : ذكر ذلك كلّه ابن خلّكان(٣) .

____________

١ ـ الوافي بالوفيات ٢٧ : ٩٥.

٢ ـ سير أعلام النبلاء ١٦ : ١٥٠.

٣ ـ أمل الآمل ٢ : ٣٣٥.

١٩

الاختلاف في

مذهب القاضي النعمان

وقع الاختلاف في أنّ القاضي النعمان بعد أن تحوّل من المالكية إلى الإمامية ـ حسب ما ادّعاه المسبحي ـ هل صار إمامياً اثني عشرياً؟ أم أنّه صار إمامياً بمعنى أنّه شيعي إسماعيلي؟ فقد وقع الخلاف بين المحقّقين في هذه المسألة ، فذهب بعض إلى أنّه إمامي اثني عشري ، وذهب آخرون إلى أنّه شيعي إسماعيلي.

قال العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار : النعمان بن محمّد ابن منصور ، قاضي مصر في أيّام الدولة الإسماعيليّة ، وكان مالكياً أوّلاً ، ثمّ اهتدى ، وصار إمامياً ، وأخبار هذا الكتاب ( دعائم الإسلام ) أكثرها موافقاً لما في كتبنا المشهورة ، لكن لم يرو عن الأئمّة بعدالصادق ( عليه السلام ) ; خوفاً من الخلفاء الإسماعيليّة ، وتحت ستر التقيّة أظهر الحق لمن نظر فيه متعمّقا

ثمّ ذكر كلام ابن خلّكان وكلام صاحب المعالم المتقدّم(١) .

فيرى العلاّمة المجلسي أنّ النعمان إمامي اثنا عشري ، والذي يظهر من كلامه أنّ دليله هو قول ابن خلّكان أولاً ، وثانياً كون كتابه موافقاً لما في كتبنا.

____________

١ ـ بحار الأنوار ١ : ٣٨.

٢٠