في رحاب الزيارة الجامعة

في رحاب الزيارة الجامعة8%

في رحاب الزيارة الجامعة مؤلف:
الناشر: دار الغدير
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-7165-40-4
الصفحات: 698

  • البداية
  • السابق
  • 698 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 67956 / تحميل: 5079
الحجم الحجم الحجم
في رحاب الزيارة الجامعة

في رحاب الزيارة الجامعة

مؤلف:
الناشر: دار الغدير
ISBN: ٩٦٤-٧١٦٥-٤٠-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

يومئ إلى حسنه وكونه من مشايخه(1) ، وكذا في محمّد بن قيس البجلي(2) (3) .

أقول : صرّح العلاّمة في إجازته الكبيرة بكونه من مشايخ الشيخرحمه‌الله (4) .

546 ـ جعفر بن الحسين :

روى عنه ابن بابويه ، لم(5) .

ومرّ عنصه : ابن الحسن بن علي بن شهريار(6) . وعنجش : ابن الحسين(7) .

547 ـ جعفر بن حمدان الحضيني :

يظهر من رواية في كمال الدين جلالة قدره(8) .

وذكر الصدوقرحمه‌الله أنّ ممّن رأى القائمعليه‌السلام ووقف على معجزته من أهل همدان جعفر بن حمدان(9) ،تعق (10) .

أقول : مرّ ذلك في المقدّمة الأولى ، ومرّ أيضا : ومن أهل الأهواز الحضيني(11) ، فتأمّل.

__________________

(1) الفهرست : 156 / 705.

(2) الفهرست : 131 / 589.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 82.

(4) بحار الأنوار : 107 / 137.

(5) رجال الشيخ : 461 / 24.

(6) الخلاصة : 33 / 20.

(7) رجال النجاشي : 123 / 317.

(8) كمال الدين : 445 / 19 ، وفيه الحصيني.

(9) كمال الدين : 442 / 16.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 82.

(11) مرّ ذكر هذا في المقدّمة الثانية لا الأولى.

٢٤١

548 ـ جعفر بن حيّان الكوفي :

ق(1) . ثمّ فيهم بزيادة : الصيرفي(2) . ثمّ فيهم بدل الكوفي : أخو هذيل(3) .

ثمّ فيظم : ابن حيّان واقفي(4) .

إلاّ أنّ فيصه ود : جهيم بن جعفر بن حيّان واقفي(5) ، ونسبه إليه د(6) .

والذي وجدناه فيهم في نسخ : جهيم جعفر بن حيّان. ولعلّ ابن ساقط من نسخنا.

أقول : في نسختي منجخ ( فيق كما مرّ بثلاث تراجم. وأمّا فيظم ففي نسخة : جهيم. جعفر بن حيّان ، وفي أخرى : )(7) جهيم بن جعفر بن حيّان واقفي(8) .

ونقل في الحاوي عنجخ : جهيم بن جعفر(9) ، لكن في المجمع عنه كما ذكرنا(10) : جهيم.

جعفر بن حيّان(11) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 162 / 14.

(2) رجال الشيخ : 162 / 10.

(3) رجال الشيخ : 165 / 73.

(4) رجال الشيخ : 346 / 6 ، وفيه : جهم بن جعفر بن.

(5) الخلاصة : 211 / 1 ، وفيها : جهم.

(6) رجال ابن داود : 236 / 100.

(7) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « م ».

(8) في نسخة « م » : جهيم جعفر بن حيّان.

(9) حاوي الأقوال : 240 / 1322.

(10) كما ذكرنا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(11) مجمع الرجال : 2 / 26 ، 66.

٢٤٢

وفي الوجيزة : جعفر بن حيّان ضعيف(1) . ويأتي في جهيم ما فيه.

549 ـ جعفر بن خلف :

ظم (2) . وزادق : الكوفي(3) .

وفيكش : جعفر بن أحمد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن جعفر بن خلف ، قال : سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول : سعد امرؤ لم يمت حتّى يرى منه خلفا ، وقد أراني الله ابني هذا خلفا. وأشار إليه ، دلالة على خصوصه(4) .

وفيتعق : في البلغة : فيه مدح(5) ، وفي الوجيزة : مدح عظيم(6) .

ولعلّه غير ما ذكرهكش ، أو لم أفهمه ، إذ غايته أنّه روى الإشارة إلى ابنه الرضا عنهعليه‌السلام بالإمامة ، ورجوع الإشارة والضمير إليه بعيد. ويأتي نظير الرواية في موسى بن بكر(7) (8) .

أقول : الذي نقله في المجمع : وأشار إليه ـ يعني الرضاعليه‌السلام ـ وفيه دلالة على خصوصيّته.

وقال في الحاشية : هذا كلام الشيخ الجليل الكشّيرحمه‌الله في مقام الاستدلال على اعتبار الراوي(9) .

__________________

(1) الوجيزة : 175 / 355.

(2) رجال الشيخ : 346 / 5.

(3) رجال الشيخ : 162 / 18.

(4) رجال الكشّي : 477 / 905 ، وفيه : دلالة على خصوصيّته.

(5) بلغة المحدّثين : 339 / 4 ، وفيها : فيه مدح ما.

(6) الوجيزة : 175 / 356 ، وفيها بدل عظيم : ضعيف ، وسيشير المصنّف إليه.

(7) رجال الكشّي : 438 / 825.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 82.

(9) مجمع الرجال : 2 / 27 ، وفيه : على جلالة الراوي.

٢٤٣

ولعلّ فيكش الذي عند الفاضلين المذكورين أيضا كذلك ، وفهما منه ذلك.

وفي نسختي من الاختيار والتحرير : وأشار إليه دلالة على خصوصيّته(1) ، فتدبر(2) .

هذا ، وفي وجيزتي : فيه مدح ضعيف ، أي : المدح ضعيف ، فتأمّل.

550 ـ جعفر بن زياد الأحمر :

أبو عبد الله الكوفي ،ق (3) .

هب إلاّ أبو عبد الله ، وزاد : صدوق ، شيعي(4) . ونحوهقب (5) .

وفيتعق : أشرنا في الفوائد إلى ما فيه(6) .

أقول : عن ميزان الاعتدال : جعفر بن زياد الأحمر ، ثقة صالح الحديث صدوق شيعي ومن رؤسائهم ، حبسه أبو جعفر مع جماعة من الشيعة بخراسان في المطبق دهرا(7) ، انتهى.

فهو حسن لا محالة.

551 ـ جعفر بن سليمان الضبعي :

بالمعجمة والمفردة المفتوحتين والمهملة ، البصري ،ق ،جخ ، ثقة ، د(8) .

__________________

(1) التحرير الطاووسي : 107 / 73.

(2) فتدبر ، لم ترد في نسخة « ش ».

(3) رجال الشيخ : 161 / 7.

(4) الكاشف 1 : 129 / 799.

(5) تقريب التهذيب 1 : 130 / 81.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 82.

(7) ميزان الاعتدال 1 : 407 / 1503.

(8) رجال ابن داود : 63 / 308.

٢٤٤

ولم أجد ابن سليمان فيق أصلا.

وفيقب : جعفر بن سليمان الضبعي ـ بضمّ المعجمة وفتح الموحّدة ـ أبو سليمان البصري ، صدوق زاهد لكنّه كان يتشيّع(1) . مات سنة ثمان وسبعين ومائة(2) .

وفيهب : ثقة فيه شي‌ء ، ومع كثرة علومه كان أمّيّا ، وهو من زهّاد الشيعة. توفّي سنة ثمان وسبعين ومائة(3) .

وفيتعق : فيه ما أشرنا إليه في الفوائد(4) .

أقول : هو مذكور فيق منجخ في نسختي موثّقا(5) كما نقله في(6) د.

ونقل التوثيق عنق في المجمع أيضا(7) ، إلاّ أنّه(8) لم يذكره في الحاوي والوجيزة أصلا. ولعلّه في بعض نسخه دون بعض.

وفيمخهب : جعفر بن سليمان الإمام العابد أبو سليمان الضبعي ، من ثقات الشيعة وزهّادهم. ثمّ قال : وثّقه ابن معين ، وكان راوية ثابت البناني. وأحسن ابن سعد حيث يقول : كان ثقة فيه ضعف(9) ، انتهى.

وعن ميزان الاعتدال : جعفر بن سليمان الضبعي من علماء الزهّاد على تشيّعه(10) ، انتهى.

__________________

(1) في نسخة « م » : تشيع.

(2) تقريب التهذيب 1 : 131 / 83.

(3) الكاشف 1 : 129 / 801.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 83.

(5) رجال الشيخ : 162 / 19.

(6) في ، لم ترد في نسخة « ش ».

(7) مجمع الرجال : 2 / 28.

(8) في نسخة « ش » : قال لأنّه.

(9) راجع تذكرة الحفّاظ 1 : 241 / 227.

(10) ميزان الاعتدال 1 : 408 / 1505.

٢٤٥

فهو حسن بلا ريب.

552 ـ جعفر بن سليمان القمي :

أبو محمّد ، ثقة من أصحابنا ،صه (1) .

وزادجش : القميّين ، له كتاب ثواب الأعمال ، أخبرنا عليّ بن أحمد ابن أبي جيد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد ، عنه(2) .

وفيظم ثمّ فيدي : ابن سليمان(3) .

وفي د : لم ،جش ، ثقة(4) . ولم نجده في لم ، فتأمّل.

أقول : ذكرنا غير مرّة ما في عدم وجدانه.

ولا يخفى أنّه ليس أحد المذكورين فيظم ودي ، كما يظهر من ذكر الميرزا إيّاهما. واحتمل في الوسيط كونه الأخير(5) ، وهو(6) أيضا بعيد ، لما رأيت من روايةجش عنه بواسطتين ، ولذا لم يذكرهما في المجمع والحاوي في ترجمته(7) ، فلا تغفل.

وفيمشكا : ابن سليمان القمّي ، عنه محمّد بن الحسن بن الوليد(8) .

553 ـ جعفر بن سماعة :

ق (9) . وزادظم : واقفي(10) .

__________________

(1) الخلاصة : 33 / 16.

(2) رجال النجاشي : 121 / 312.

(3) رجال الشيخ : 345 / 2 و 412 / 7.

(4) رجال ابن داود : 63 / 307.

(5) الوسيط : 42.

(6) في نسخة « ش » : وهو كذلك.

(7) مجمع الرجال : 2 / 28 ، حاوي الأقوال : 39 / 123.

(8) هداية المحدّثين : 182.

(9) رجال الشيخ : 165 / 70.

(10) رجال الشيخ : 346 / 8.

٢٤٦

والحق أنّه جعفر بن محمّد بن سماعة. ويأتي.

وفيتعق : جعفر بن محمّد بن سماعة أخو الحسن بن محمّد بن سماعة فكيف يكونق! وأيضا يأتي في محمّد بن سماعة والد جعفر أنّهضا (1) ، فكيف يكون ابنه من أصحاب الصادقعليه‌السلام والكاظمعليه‌السلام !

وفي الأخبار : عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن صفوان ، عن جعفر بن سماعة(2) ، فتأمّل.

ويشير هذا إلى وثاقته كما مرّ في الفوائد(3) .

أقول : في الحاوي والمجمع أيضا أنّهما واحد(4) ، واستظهره في النقد(5) ، وحكم به في الوجيزة ، ثمّ قال : وقيل : ضعيف غيره(6) . وليس بذلك البعيد.

وضرر كونه أخا الحسن غير مفهوم ، لأنّهظم (7) وهذاق أيضا ، مع أنّه يأتي أنّه أكبر إخوته.

وأمّا كون والدهضا فكيف يكون الابن من أصحابهماعليهما‌السلام ، فربما يقال : لا يستلزم من ذكر الأب فيضا عدم دركه غيرهعليه‌السلام ، بل الظاهر من ذكر الراوي في أصحاب إمامعليه‌السلام روايته عنهعليه‌السلام ، ومن عدم ذكره عدم روايته عنهعليه‌السلام وإن عاصره ، يشير إليه‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 389 / 31.

(2) التهذيب 3 : 85 / 242.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 83.

(4) حاوي الأقوال : 199 / 1051 ، مجمع الرجال : 2 / 28.

(5) نقد الرجال : 69 / 32.

(6) الوجيزة : 175 / 358.

(7) رجال الشيخ : 348 / 24.

٢٤٧

قول الشيخ في بعض التراجم : عاصره ولا أدري روى عنه أم لا. وقوله في أوّل رجاله : ولمن لم يرو عنهمعليهم‌السلام : لم(1) ، ينادي بذلك.

وهذا الحسن بن محمّد بن سماعة لم يذكره إلاّ فيظم مع أنّه أدرك الرضا والجوادعليهما‌السلام ، بل والهادي والعسكريعليهما‌السلام أيضا كما يأتي تاريخ وفاته.

وأيضا ، كما ينافي وجود الأب فيضا وجود الابن فيق وظم ينافي ذلك وجوده فيظم وحده أيضا ، وسيأتي ذكر الحسن فيظم مع ذكر الأب فيضا ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن سماعة ، عنه الحسن بن محمّد بن سماعة كما يظهر من باب المواقيت من التهذيب(2) (3) .

554 ـ جعفر بن سهيل الصيقل :

وكيل أبي الحسن وأبي محمّد وصاحب الدارعليهم‌السلام ،دي (4) .

وزادصه بعد الصيقل : من أصحاب أبي محمّد العسكريعليه‌السلام (5) .

وفيتعق : هذا يشير إلى الجلالة ، بل الوثاقة كما مرّ في الفوائد(6) .

قلت : سيّما بعد وكالته لثلاثة منهمعليهم‌السلام . ولذا ذكره في‌

__________________

(1) راجع رجال الشيخ : 2 ، باختلاف.

(2) التهذيب 2 : 243 / 964.

(3) هداية المحدّثين : 30.

(4) رجال الشيخ : 429 / 1 إلاّ أنّه لم يذكره في أصحاب الإمام الهاديعليه‌السلام ، بل ذكره في أصحاب الإمام العسكريعليه‌السلام .

(5) الخلاصة : 31 / 4.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 83.

٢٤٨

القسم الأوّل.

وفي الوجيزة : كان وكيلا(1) .

وذكره في الحاوي في الضعاف(2) ، لعدم دلالة الوكالة على مدح ، فتأمّل.

555 ـ جعفر بن عبد الله :

رأس المذري ، ابن جعفر الثاني ابن عبد الله بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو عبد الله. كان وجها في أصحابنا وفقهائنا(3) ، وأوثق الناس في حديثه ،صه (4) .

وزادجش قبل كان : أمّه آمنة بنت عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، وبعد في حديثه : وروى عن أخيه محمّد عن أبيه عبد الله بن جعفر ، وله عقب بالكوفة والبصرة ، وابن ابنه أبو الحسن العبّاس بن أبي طالب عليّ بن جعفر روى عنه هارون بن موسى.

وروى جعفر عن جلّة(5) أصحابنا مثل الحسن بن محبوب ، ومحمّد بن أبي عمير ، والحسن بن عليّ بن فضّال ، وعبيس بن هشام ، وصفوان ، وابن جبلة.

قال أحمد بن الحسينرحمه‌الله : رأيت له كتاب المتعة ، يرويه عنه أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن ، وقد أخبرنا جماعة عنه(6) ،

__________________

(1) الوجيزة : 176 / 359.

(2) حاوي الأقوال : 236 / 1285.

(3) في الخلاصة والنجاشي : وفقيها.

(4) الخلاصة : 32 / 12.

(5) في نسخة « م » : أجلّة.

(6) رجال النجاشي : 120 / 306.

٢٤٩

انتهى.

ويقال له : جعفر بن عبد الله المحمّدي ، كما يأتي في ابن ابنه أبي الحسن العبّاس بن أبي طالب عليّ(1) .

وفيتعق : يأتي عنجش في محمّد بن الحسن وصفه بالمحدّث(2) (3) .

أقول : وكذا قال في المجمع(4) .

وقال ولد الأستاذ العلاّمة دام علاهما : كونه المحمّدي سهو واضح ، فإنّ الذي يقال له جعفر المحمّدي هو جدّ المذري وجدّ العباس بن عليّ ، فيكون العباس المذكور ابن عمّ المذري لا ابن ابنه ، انتهى ، فتأمّل جدا فانّجش كما ترى صرّح بكونه ابن ابنه.

ويأتي في سماعه رواية ابن عقدة عن جعفر بن عبد الله المحمّدي(5) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن عبد الله رأس المذريّ الممدوح في الجملة ، عنه ابن عقدة. وهو عن الحسن بن محبوب ، ومحمّد بن أبي عمير ، والحسن بن عليّ ابن فضّال ، وعبيس بن هشام ، وصفوان ، وابن أبي جيد(6) .

556 ـ جعفر بن عبد الله بن جعفر :

ابن محمّد بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، أسند عنه ،ق (7) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 480 / 24.

(2) رجال النجاشي : 337 / 900 ، في ترجمة : محمّد بن الحسين بن سعيد الصائغ.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 83.

(4) مجمع الرجال : 2 / 29.

(5) رجال النجاشي : 193 / 517.

(6) هداية المحدّثين : 182 ، وفيه بدل ابن أبي جيد : ابن جبلة.

(7) رجال الشيخ : 161 / 1.

٢٥٠

قلت : هو جدّ السابق عليه.

557 ـ جعفر بن عبد الله بن الحسين :

ابن جامع ، قمّي ، حميري ،دي (1) .

قلت : هو ابن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن جامع ، كما يأتي في أخيه محمّد(2) وأبيه عبد الله(3) إلاّ أنّ فيه : ابن الحسن.

ويأتي في محمّد أنّ له مكاتبة ، فلا تغفل.

558 ـ جعفر بن عبيد الله :

ابن جعفر ، له مكاتبة ،صه (4) .

وفي نسخة منسوبة إلى ولدهرحمه‌الله : مكانة ؛ على ما نقل عنشه (5) .

وفيلم : ابن عبيد الله روى عن الحسن بن محبوب ، روى عنه ابن عقدة(6) .

قلت : لعلّ الظاهر اتّحاد ما فيصه مع ما مرّ عندي ، فإنّه الذي له مكاتبة ، والأمر في التصغير سهل ، مع أنّه نقله في الحاوي عنصه : ابن عبد الله(7) .

وأمّا المذكور عن لم فهو ابن عبد الله رأس المذري ، والتصغير مختصّ بنسخة الميرزا ، فإنّ في الحاوي والمجمع : ابن عبد الله ، وذكراه في الترجمة‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 411 / 5.

(2) رجال النجاشي : 354 / 949 ، وفيه : ابن الحسين بن جامع بن مالك.

(3) رجال النجاشي : 219 / 573 ، وفيه : ابن الحسين بن مالك بن جامع.

(4) الخلاصة : 33 / 23 ، وفيها : ابن عبد الله.

(5) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 20.

(6) رجال الشيخ : 461 / 22 ، وفيه : عبد الله ، عبيد الله ( خ ل ).

(7) حاوي الأقوال : 237 / 1289 ، غير أنّه لم ينسبه إلى الخلاصة.

٢٥١

المذكورة(1) .

559 ـ جعفر بن عثمان الرواسي :

الكوفي ،ق (2) .

وفيصه : روىكش عن حمدويه عن أشياخه أنّه ثقة فاضل خيّر(3) .

وفيكش : حمدويه ، قال : سمعت أشياخي يذكرون أنّ حمّادا وجعفرا والحسين بني عثمان بن زياد الرواسي ـ وحمّاد يلقّب(4) بالناب ـ كلّهم فاضلون خيار ثقات(5) .

أقول : ذكره في الحاوي في الثقات ، وقال : لا يتوهّم أنّ ما نقلهكش مرسل فلا يفيد التوثيق ، لأنّ بعض مشايخ حمدويه ثقة ، والإضافة تفيد العموم.

قيل : وفيه نظر. وقد ذكرته في القسم الرابع أيضا لذلك(6) ، انتهى.

ولم أره في القسم الرابع من نسختي.

560 ـ جعفر بن عثمان بن شريك :

ابن عدي الكلابي ، الوحيدي ، ابن أخي عبد الله بن شريك ، وأخوه الحسين بن عثمان ، رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

له كتاب رواه عنه جماعة ، ابن أبي عمير ، عنه به ،جش (7) .

وليس فيكش إلاّ ما تقدّم.

__________________

(1) حاوي الأقوال : 39 / 124 ، مجمع الرجال : 2 / 29.

(2) رجال الشيخ : 161 / 6.

(3) الخلاصة : 32 / 11.

(4) في النسخ الخطّية : ويلقب.

(5) رجال الكشّي : 372 / 694.

(6) حاوي الأقوال : 40 / 125.

(7) رجال النجاشي : 124 / 320.

٢٥٢

وفيست : ابن عثمان صاحب أبي بصير ؛ له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه(1) .

والإسناد : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله(2) .

هذا ، واحتمال الاتّحاد لا يخفى.

وفيتعق : لعلّ ظاهر العلاّمة هنا وما يذكره في الحسين أخيه ذلك(3) .

وفي رواية ابن أبي عمير عنه إشعار بالوثاقة.

وقال جدّي : مشترك بين الثقة وغيره ، وظنّي أنّهما واحد(4) .

وقال خالي : ثقة ، ويطلق على مجهولين ، والغالب هو الثقة(5) ، انتهى فتأمّل(6) .

أقول : حكم في المجمع بالاتّحاد ، وقال : الظاهر أنّ أبا بصير هذا ـ أي الذي فيست ـ ليث بن البختري المرادي ، فإنّ حمّادا أخاه روى عنه.

وهذا قرينة أنّ المذكور فيست هو الرواسي(7) ، انتهى.

قلت : وقرينة أخرى على الاتّحاد كون الأخ في الموضعين الحسين ، ويأتي عن العلاّمة ظهور اتّحاد الحسينين ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن عثمان بن شريك ، عنه ابن أبي عمير ، ومحمّد بن‌

__________________

(1) الفهرست : 44 / 150.

(2) الفهرست : 43 / 148.

(3) الخلاصة : 51 / 15.

(4) روضة المتقين : 14 / 78.

(5) الوجيزة : 176 / 362.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 83.

(7) مجمع الرجال : 2 / 30.

٢٥٣

خالد البرقي. ويمكن الاتّحاد مع الرواسي(1) .

561 ـ جعفر بن عفّان الطائي :

حدّثني نصر بن الصباح ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن يحيى ابن عمران ، عن محمّد بن سنان ، عن زيد الشحّام ، قال : كنّا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ونحن جماعة من الكوفيّين ، فدخل جعفر بن عفّان ، فقرّبهعليه‌السلام وأدناه ، ثمّ قال :

يا جعفر ، بلغني أنّك تقول الشعر في الحسينعليه‌السلام وتجيد؟

قال : نعم جعلني الله فداك.

قال : قل. فأنشدهعليه‌السلام فبكى ومن حوله حتّى صارت الدموع على وجهه ولحيته. ثمّ قال :

يا جعفر ، والله لقد شهدك ملائكة الله المقرّبون هاهنا يسمعون قولك في الحسينعليه‌السلام ، ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر(2) ، ولقد أوجب الله لك يا جعفر في ساعته الجنّة بأسرها ، وغفر لك. فقال : ألا أزيدك؟

قال : نعم يا سيدي.

قال : ما من أحد قال في الحسينعليه‌السلام شعرا فبكى أو(3) أبكى به إلاّ أوجب الله له الجنّة وغفر له ،كش (4) .

وفيصه : نصر بن الصباح ومحمّد بن سنان ضعيفان ، فالوجه التوقّف في روايته(5) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 183.

(2) في النسخ الخطّيّة : وأكثر ( خ ل ).

(3) في المصدر : و.

(4) رجال الكشّي : 289 / 508.

(5) الخلاصة : 32 / 8.

٢٥٤

قلت : مع ذلك ذكره في القسم الأوّل. ويأتي عدم ضعف كليهما.

وفي الوجيزة : ممدوح(1) .

562 ـ جعفر بن عليّعليه‌السلام :

أخوهعليه‌السلام قتل معه ، أمّه أمّ البنين ، سين(2) .

563 ـ جعفر بن عليّ بن أحمد :

القمّي ، المعروف بابن الرازي ، لم ،جخ ، أبو محمّد ، ثقة ، مصنّف ، د(3) .

ولم أجده في غيره.

وفيتعق : الظاهر أنّه من مشايخ الصدوقرحمه‌الله ، وشيخ الإجازة على ما قيل ، ففيه إشعار بوثاقته. وكثيرا ما يروي عنه مترضّيا واصفا له بالفقيه(4) ، وهذا أيضا يشعر بالوثاقة ، وربما يصفه بالقمّي الإيلاقي(5) (6) .

أقول : في نسختين عندي منجخ في لم : جعفر بن عليّ بن أحمد القمّي المعروف بابن الرازي ، يكنّى أبا محمّد ، صاحب المصنّفات(7) . وليس فيه التوثيق. لكن نقله في المجمع عن لم كما(8) ذكره د(9) .

ولم يذكره في الحاوي والوجيزة أصلا ، وهو يؤيّد العدم.

__________________

(1) الوجيزة : 176 / 363.

(2) رجال الشيخ : 72 / 2.

(3) رجال ابن داود : 64 / 316.

(4) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 179 / 1.

(5) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 154 / 1.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 83.

(7) رجال الشيخ : 457 / 1.

(8) في نسخة « م » : ما.

(9) مجمع الرجال : 2 / 31.

٢٥٥

564 ـ جعفر بن عليّ بن الحسن :

ابن عليّ بن عبد الله بن المغيرة ، يروي عنه الصدوق مترضّيا(1) ، وهو في طريقه إلى جدّه الحسن بن علي(2) .

وفي بعض النسخ : جعفر بن محمّد بن علي ، ولعلّه الظاهر.

وجعفر بن عليّ الكوفي هو هذا ، وكذا جعفر بن محمّد الكوفي الآتي.

565 ـ جعفر بن عليّ بن سهل :

ابن فروخ الدقّاق ، الدوري ، الحافظ ، بغدادي ، يكنّى أبا محمّد ؛ سمع منه التلعكبري سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وما بعدها ، وله منه إجازة ، لم(3) .

566 ـ جعفر بن عمارة الخارقي :

الهمداني ، الكوفي ؛ أبو عمارة ،ق (4) .

أقول : في التهذيب في باب صفة الوضوء : وأمّا ما رواه ابن عقدة ، عن فضل بن يوسف ، عن محمّد بن عكاشة ، عن جعفر بن عمارة أبي عمارة الحارثي. إلى أن قال : فالوجه فيه التقيّة ، لأنّ رجاله رجال العامّة والزيديّة(5) ، انتهى.

ولذا ذكره في الوجيزة وضعّفه(6) .

567 ـ جعفر بن عمرو :

المعروف بالعمري. روىكش عن محمّد بن إبراهيم بن مهزيار أنّ‌

__________________

(1) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 56.

(2) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 40.

(3) رجال الشيخ : 460 / 21.

(4) رجال الشيخ : 162 / 8.

(5) التهذيب 1 : 59 / 166.

(6) الوجيزة : 176 / 364.

٢٥٦

أباه لمّا حضره الموت دفع إليه مالا وأعطاه علامة لمن يسلّم إليه المال ، فدخل إليه شيخ فقال : أنا العمري ، فأعطاه المال.

وسند الرواية ذكرناه في كتابنا الكبير ، وفيه ضعف ،صه (1) .

وتقدّمت الرواية في إبراهيم بن مهزيار(2) .

ولا يخفى أنّ المراد بالعمري حفص بن عمرو لا جعفر ، كما صرّح بهكش بعد الرواية كما يأتي ، فكأنّ جعفرا تصحيف له.

قلت : وصرّح به في العنوان أيضا كما سبق في إبراهيم بن مهزيار ؛ ولا يخفى أنّ أصل الاشتباه من ناسخطس كما رأيته في التحرير(3) ، كما هو كذلك في أكثر كثير ، فلاحظ.

568 ـ جعفر بن عيسى بن يقطين :

روىكش رحمه‌الله عن حمدويه وإبراهيم ، قالا : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عيسى(4) العبيدي ، عن هشام بن إبراهيم الختلي المشرقي ـ وهو أحد من أثني عليه في الحديث ـ أنّ أبا الحسنعليه‌السلام قال فيه خيرا ،صه (5) .

وفيكش السند(6) المذكور. وبعد الختلي(7) : وهو المشرقي ، يقول : استأذنت لجماعة على أبي الحسنعليه‌السلام في سنة تسع وتسعين ومائة ، فحضروا. إلى أن قال : قال له جعفر بن عيسى : أشكو إلى الله وإليك ما‌

__________________

(1) الخلاصة : 32 / 9.

(2) رجال الكشّي : 531 / 1015.

(3) التحرير الطاووسي : 110 / 78.

(4) في الخلاصة : علي.

(5) الخلاصة : 32 / 10.

(6) في نسخة « م » : بالسند.

(7) في المصدر : الجبلي ، وفي نسخة منه : الختلى.

٢٥٧

نحن فيه من أصحابنا.

فقال : وما أنتم فيه منهم؟

فقال جعفر : هم والله يا سيّدي يزندقونا ويكفّرونا ويبرؤون منّا. إلى أن قال :

فقالعليه‌السلام : ما أعلمكم إلاّ على هدى ، وجزاكم الله على النصيحة(1) القديمة والحديثة خيرا.

فتأوّلوا القديمة عليّ بن يقطينرحمه‌الله ، والحديثة خدمتنا له ، والله أعلم. إلى أن قال :

قال حمدويه : هشام المشرقي هو ابن إبراهيم البغدادي ، فسألته عنه وقلت : ثقة هو؟ فقال : ثقة(2) (3) .

وفيتعق : عدّ ممدوحا لما ذكر ، والظاهر أنّه من متكلّمي أصحابهمعليهم‌السلام وأجلاّئهم ، وأخوه الجليل محمّد كثيرا ما يروي عنه(4) ، ولهما أخ ثالث اسمه موسى.

ثمّ إنّه يظهر من هذه الترجمة وغيرها من كثير من التراجم أنّ أصحاب الأئمّةعليهم‌السلام كان يقع بعضهم في بعض بالانتساب إلى الكفر والغلو والتزندق ، بل وفي حضورهمعليهم‌السلام ، وربما كانواعليهم‌السلام لا يمنعونهم لمصالح ، وأنّ هذه النسب لا أصل لها.

فإذا كانوا في زمان الحجّةعليه‌السلام ، بل وحضوره(5) كذلك ، فما‌

__________________

(1) في المصدر : عن الصحبة ، وفي نسخة منه : النصيحة.

(2) في المصدر : ثقة ثقة.

(3) رجال الكشّي : 498 / 956.

(4) الكافي 7 : 400 / 1 ، التهذيب 9 : 184 / 743 ، 233 / 914.

(5) في نسخة « ش » زيادة :عليه‌السلام .

٢٥٨

ظنّك بزمان الغيبة ، بل الذي نراه في زماننا أنّه لم يسلم جليل مقدّس عن قدح جليل فاضل متديّن ، فما ظنّك بغيرهم.

وجمع منهم يكفّرون معظم فقهائنا لأنّهم يجعلون للعامّة نصيبا في الإسلام ، حتّى أنّ فاضلا ورعا متديّنا منهم كان يعبّر عن مولانا الأردبيلي بالكودن(1) مع أنّ تقدّسه أشهر من أن يذكر.

وغيرهم ربما ينسبون هؤلاء إلى الغلو.

والأخباريّون يطعنون على المجتهدين رضوان الله عليهم بتخريب الدين والخروج عن طريقة الأئمّة الطاهرينعليهم‌السلام ، ومتابعة أبي حنيفة ، بل ربما يفسّقون من قرأ كتبهم ، بل ربّما يقولون فيهم ما لا يقصر عن التكفير.

ومن هذا يظهر التأمّل في ثبوت الغلو واضطراب المذهب بأمثال ما ذكر من مجرّد رمي علماء الرجال في الرجال قبل تحقيق الحال(2) .

أقول : حكى لي غير واحد ممّن أثق به عن رجل صالح ورع ممّن يدّعي الأخباريّة من أبناء هذا الزمان : أنّه كان في دار شيخنا الشيخ يوسف البحراني فتناول كتابا لينظر فيه ما هو ، فقيل له قبل أن يفتحه : إنّه كتاب الشرائع ، فطرحه من يده مسرعا كأنّه عقربة لدغته ، ثمّ أشار إلى كتاب آخر ، فقيل : إنّه كتاب المفاتيح ، ففتحه وجعل ينظر فيه.

وحكى الأستاذ العلاّمة أدام الله أيّامه : إنّ أوائل قدومه العراق كان يرى الرجل منهم إذا أراد أن ينظر إلى كتاب من كتب فقهائنا رضي الله عنهم كان يحمله مع منديل.

ونقل أنّه شهد بعض الطلبة عند الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ‌

__________________

(1) في التعليقة : بالكودني المركل ، وهي كلمة أعجميّة بمعنى البليد ، أي بطي‌ء الفهم.

(2) التعليقة : 83 ـ 84.

٢٥٩

العاملي بشهادة ، فأجازها ؛ فقال المدّعى عليه ـ وهو من بعض تلامذته ـ : تقبل شهادة هذا ، وأقيم لك الشهود على أنّهم رأوه يطالع في كتاب زبدة الأصول! فقال : إذن لا نقبله(1) .

وهذا أفضل فضلائهم وأصلح صلحائهم شيخنا الشيخ يوسف البحراني يقول في مقام الردّ على المحقّق الشيخ حسن في تقسيمه الحديث إلى صحر وصحّي : الاعراض عن كلامه أحرى ، فإنّه ممّا زاد في الطنبور نغمة أخرى(2) .

فشبّه أصول فقه الطائفة بالطنبور.

وذكرنا نبذة من مقالاتهم في رسالتنا عقد اللآلي البهيّة في الردّ على الطائفة الغبيّة.

هذا ، وذكره في الحاوي في الحسان(3) .

وفي الوجيزة : ممدوح(4) .

569 ـ جعفر بن مالك :

أبو عبد الله الفزاري ، هو ابن محمّد بن مالك الآتي ،تعق (5) .

570 ـ جعفر بن المثنّى :

الخطيب ، مولى لثقيف ، كوفي ، واقفي ،ضا (6) ،صه (7) .

__________________

(1) روضات الجنات : 7 / 104.

(2) راجع لؤلؤة البحرين : 46 ، وفيها مضمون الكلام والحدائق الناظرة : 1 / 14 ، المقدمة الثانية.

(3) حاوي الأقوال : 182 / 912.

(4) الوجيزة : 176 / 365.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 84.

(6) رجال الشيخ : 370 / 1.

(7) الخلاصة : 210 / 2.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

.........................................

____________________________________

المرض الذي توفّى فيه فقال :

يا علي اُدن منّي حتّى أسرّ إليك ما أسرّ الله إليّ وأئتمنك على ما ائتمنني الله عليه ، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله بعلي عليه السلام ، وفعله علي بالحسن عليه السلام ، وفعله الحسن عليه السلام بالحسين عليه السلام ، وفعله الحسين عليه السلام بأبي ، وفعله ابي بي صلوات الله عليهم أجمعين»(١) .

وأمّا المعنى الثاني فلأنّ أهل البيت عليهم السلام أعظم العارفين بالله ، بل لم يعرف الله حقّ المعرفة إلاّ هم فنؤمن باعتقادهم ، كما أنّهم حجج الله تعالى على الخلق فنؤمن بأقوالهم وأفعالهم.

وقد تقدّم بيانه ودليله في فقرة «وحجج الله» وفقرة «السلام على محال معرفة الله».

__________________

(١) بصائر الدرجات : ص ٣٧٧ ب ٣ ح ١.

٥٢١

وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ (١)

____________________________________

(١) ـ الشاهد هو الحاضر نظير : أي من كان حاضراً.

والغائب : هو المستتر ، يقال : غاب القمر أي توارى واستتر عن الأبصار(١) .

أي إنّي مؤمن بالإمام الشاهد الحاضر منكم وهم الأئمّة الأحد عشر ، والإمام الغائب وهو الإمام الثاني عشر عليهم السلام.

فإنّه لابدّ للخلق من حجّة فيما بينهم وبين الله تعالى إمّا ظاهر مشهور ، أو غائب مستور.

ويكون الانتفاع بالإمام الغائب كالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها السحاب ، كما تلاحظه في التوقيع الشريف لمحمّد بن عثمان العمري عن مولانا صاحب الزمان عليه السلام(٢) .

وقد تقدّم لزوم الإيمان بجميعهم سلام الله عليهم في الشهادة الثالثة من هذه الزيارة المباركة فراجع.

__________________

(١) مجمع البحرين : ص ٢١٢ و ١٣١.

(٢) إكمال الدين : ص ٤٨٥ ب ٤٥ ح ٤.

٥٢٢

وَاَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ (١)

____________________________________

(١) ـ أي إنّي مؤمن بكم أهل البيت وبإمامتكم أيّها الأئمّة الاثنى عشر من أوّلكم وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى آخركم الحجّة بن الحسن المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) ، ولا أنكر أحداً منكم كما أنكره العامّة أو الواقفة والفرق المنحرفة.

فإنّ إنكار واحد منهم إنكار لبقيّتهم وهو موجب للنار كما تلاحظه في الأحاديث مثل :

١ ـ حديث ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : «ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم : من ادّعى إمامة من الله ليست له ، ومن جحد إماماً من الله ، ومن زعم أنّ لهما في الإسلام نصيباً»(١) .

٢ ـ حديث ابن مسكان قال : سألت الشيخ عليه السلام(٢) عن الأئمّة عليهم السلام؟

قال : «من أنكر واحداً من الأحياء فقد أنكر الأموات»(٣) .

فالأئمّة الطاهرون الذين يجب الإيمان بهم جميعاً ، هم إثنى عشر كاملاً ، بالنصّ الثابت من طريق الفريقين ، من طريق الخاصّة في (١٩) حديثاً ومن طريق العامّة في (٦٥) حديثاً(٤) .

وهم الذين نصّ عليهم في حديث اللوح الشريف المتقدّم(٥) .

وهم الذين ثبتت وصايتهم وخلافتهم ، وبُشّر بهم في الأديان السابقة على الإسلام كما تلاحظه في أحاديث كثيرة منها :

حديث أبي الطفيل قال : شهدت جنازة أبي بكر يوم مات ، وشهدت عمر حين

__________________

(١) الكافي : ج ١ ص ٣٧٣ ح ٤.

(٢) يعنى به الإمام الكاظم عليه السلام.

(٣) الكافي : ج ١ ص ٣٧٣ ح ٨.

(٤) غاية المرام : ص ٢٨.

(٥) إكمال الدين : ص ٣٠٨ ب ٢٨ ح ١.

٥٢٣

.........................................

____________________________________

بويع ، وعلي عليه السلام جالس ناحية إذ أقبل عليه غلام يهودي عليه ثياب حسان ، وهو من ولد هارون ، حتّى قام على رأس عمر فقال : يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الاُمّة بكتابهم وأمر نبيّهم؟

قال : طأطأ عمر رأسه ، فقال : إيّاك أعني ، وأعاد عليه القول.

فقال له عمر : ما شأنك؟

فقال : إنّي جئتك مرتاداً لنفسي ، شاكّاً في ديني.

فقال : دونك هذا الشاب.

قال : ومن هذا الشابّ؟

قال : هذا علي بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله وهو أبو الحسن والحسين إبني رسول الله وهذا زوج فاطمة إبنة رسول الله صلى الله عليه وآله.

فأقبل اليهودي على علي عليه السلام فقال : أكذلك أنت؟

قال : نعم.

فقال اليهودي : إنّي اُريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة.

قال : فتبسّم علي عليه السلام ، ثمّ قال : يا هاروني ما منعك أن تقول : سبعاً.

قال : أسألك عن ثلاث فإن علمتهنّ سألتك عمّا بعدهنّ وإن لم تعلمهنّ علمت أنّه ليس لك علم.

فقال علي عليه السلام : فإنّي أسألك بالإله الذي تعبده إن أنا أجبتك في كلّ ما تريد لتدعنّ دينك ولتدخلنّ في ديني؟

فقال : ما جئت إلاّ لذلك.

قال : فسل.

قال : فأخبرني عن أوّل قطرة دم قطرت على وجه الأرض أيّ قطرة هي؟ وأوّل

٥٢٤

.........................................

____________________________________

عين فاظت على وجه الأرض أيّ عين هي؟ وأوّل شيء اهتزّ على وجه الأرض أي شيء هو؟ فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام.

فقال : أخبرني عن الثلاث الاُخرى أخبرني عن محمّدٍ كم بعده من إمام عدل؟ وفي أي جنّة يكون؟ ومن الساكن معه في جنّته؟

فقال : يا هاروني إنّ لمحمّد صلى الله عليه وآله من الخلفاء إثنا عشر إماماً عدلاً لا يضرّهم خذلان من خذلهم ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم وإنّهم أرسب [أثبت] في الدين من الجبال الرواسي في الأرض ، ومسكن محمّد صلى الله عليه وآله في جنّة عدن معه ، اُولئك الإثنا عشر الأئمّة العدل.

فقال : صدقت والله الذي لا إله إلاّ هو إنّي لأجدها في كتاب أبي هارون ، كتبه بيده وأملاه عمّي موسى عليه السلام.

قال : فأخبرني عن الواحدة فأخبرني عن وصي محمّد كم يعيش من بعده ، وهل يموت أو يقتل؟

قال : يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوماً ولا ينقص يوماً ، ثمّ يضرب ضربة ههنا ـ يعني قرنه ـ فتخضب هذه من هذا.

قال : فصاح الهاروني ، وقطع كستيجه ـ أي شعاره ـ وهو يقول : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّك وصيّه ، ينبغي أن تفوق ولا تُفاق ، وأن تعظَّم ولا تُستضعف.

قال : ثمّ مضى به عليه السلام إلى منزله فعلّمه معالم الدين»(١) .

__________________

(١) إكمال الدين : ص ٢٩٩ ب ٢٦ ح ٦٦.

٥٢٥

وَمُفَوِّضٌ فى ذلِكَ كُلِّهِ اِلَيْكُمْ (١)

____________________________________

(١) ـ التفوض في اللغة بمعنى : ردّ الأمر إلى أحد وتحكيمه فيه ، وفي القرآن الكريم :( فَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ) (١) أي أردّه إليه.

وفي الدعاء : «فوّضت أمري إليك» أي رددته إليك وجعلتك الحاكم فيه ، ومنه قوله في الحديث : «قد فوّض الله إلى النبي صلى الله عليه وآله أمر دينه»(٢) ـ(٣) .

والتفويض هنا هو : إرجاع الأمر إليهم وعد الاعتراض عليهم.

وفسّرت هذه الفقرة بمعنيين :

١ / إنّي مفوّض الأمر في أعمالكم إليكم ، ولا أعترض عليكم في شيء من اُموركم ، لأنّي أعلم أنّ كلّما تأتون به فهو بأمر الله تعالى ، بإرجاع كلمة ذلك إلى قوله عليه السلام : «مؤمن بسرّكم وعلانيتكم» الخ.

ففي حديث الأنصاري عن الإمام الصادق عليه السلام : «من سرّه أن يستكمل الإيمان فليقل : القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد عليهم السلام فيما أسرّوا وفيما أعلنوا وفيما بلغني وفيما لم يبلغني»(٤) .

فنفوّض إليهم ، ولا نعترض عليهم ، علماً بأنّهم سلام الله عليهم لا يفعلون إلاّ ما أمرهم الله تعالى ، ولا يعملون إلاّ بإرادته ، فلا وجه للاعتراض عليهم.

كما تلاحظ ذلك في باب أنّ الأئمّة عليهم السلام لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلاّ بعهد من الله عزّ وجلّ لا يتجاوزونه(٥) .

__________________

(١) سورة غافر : الآية ٤٤.

(٢) مجمع البحرين : ص ٣٥٦.

(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٦٥ ح ٢ ، وص ٤٤٠ ح ٥.

(٤) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٣٦٤ ب ١٣ ح ٢ ـ ٧.

(٥) الكافي : ج ١ ص ٢٧٩ الأحاديث خصوصاً ح ٢.

٥٢٦

.........................................

____________________________________

٢ / إنّي مفوّض اُموري جميعها إليكم ، لكي تصلحوا خللها وما فسد منها ، وتجعلوني في كفاية منها ، حيث إنّ أعمال الخلائق تعرض عليكم ، بإرجاع كلمة (ذلك) إلى قوله عليه السلام : «ومقدّمكم أمام حوائجي وإرادتي في كلّ أحوالي واُموري» وذلك لأنّهم عليهم السلام الملجأ للخلق ، والوسيلة إلى الله تعالى ، فنتوسّل إلى الله تعالى بهم عليهم السلام ونفوّض اُمورنا إليهم.

وأفاد العلاّمة المجلسي قدس سره هنا أنّ المعنى الأوّل أظهر(١) .

ولعلّ وجه الأظهرية هو رجوع إشارة ذلك إلى السرّ والعلانية.

وهو المرجع الأقرب ، بل هو الأنسب بما بعده يعني قوله عليه السلام : «ومسلّم فيه معكم».

وكيف كان فتفويض الأمر إلى المعصومين عليهم السلام الذين هم حجج الله تعالى وخلفاؤه المعصومون هو تفويض إلى الله تعالى ، وهو المستحسن في كلّ حال.

بل في الحديث النبوي الشريف : التفويض إلى الله من أركان الإيمان(٢) .

ولا يخفى أنّ التفويض إلى الله تعالى هو الموجب لراحة الأبد ، والعيش الرغد ، والنجاة من الهلكات ، وكفاية الاُمور في موارد العسر ، كما تجده وتدركه وجداناً في موارده ، وللتقريب نمثّل بموارد ثلاثة :

الأوّل : تفويض حزقيل مؤمن آل فرعون وكفاية أمره.

ففي حديث كتاب الاحتجاج عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل ، يذكر فيه حزقيل وأنّ قوم فرعون وشوا به إلى فرعون وقالوا إنّ حزقيل يدعوا إلى مخالفتك ، ويعين أعداءك على مضادّتك.

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ١٤٢.

(٢) بحار الأنوار : ج ٧١ ص ١٣٥ ب ٦٣ ح ١٣.

٥٢٧

.........................................

____________________________________

فقال لهم فرعون : ابن عمّي وخليفتي على ملكي ووليّ عهدي ، إن كان قد فعل ما قلتم فقد استحقّ العذاب على كفره نعمتي ، وإن كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشدّ العقاب لإيثاركم الدخول في مساءته.

فجاء بحزقيل وجاء بهم ، فكاشفوه ، فقالوا : أنت تجحد ربوبيّة فرعون الملك وتكفر نعماءه.

فقال حزقيل : أيّها الملك ، هل جرّبت عليّ كذباً قطّ؟

قال : لا.

قال : فاسألهم من ربّهم؟

قالوا : فرعون.

قال : ومن خالقكم؟

قالوا : فرعون.

قال : ومن رازقكم الكافل لمعاشكم ، والدافع عنكم مكارهكم؟

قالوا : فرعون هذا.

قال حزقيل : أيّها الملك ، فاُشهدك وكلّ من حضرك : أنّ ربّهم هو ربّي وخالقهم هو خالقي ، ورازقهم هو رازقي ، ومصلح معائشهم هو مصلح معائشي ، لا ربّ لي ولا خالق [ولا رازق] غير ربّهم وخالقهم ورازقهم. واُشهدك ومن حضرك : أنّ كلّ ربّ وخالق [ورازق سوى] ربّهم وخالقهم ورازقهم فأنا بريء منه ومن ربوبيته وكافر بإلهيّته.

يقول حزقيل هذا وهو يعني : أنّ ربّهم هو الله ربّي ، ولم يقل : إنّ الذي قالوا : هم أنّه ربّهم هو ربّي ، وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره ، وتوهّموا أنّه يقول فرعون ربّي وخالقي ورازقي.

٥٢٨

.........................................

____________________________________

فقال لهم [فرعون] : يا رجال السوء ، ويا طلاّب الفساد في ملكي ، ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمّي وهو عضدي ، أنتم المستحقّون لعذابي لإرادتكم فساد أمري ، وإهلاك ابن عمّي ، والفتّ في عضدي.

ثمّ أمر بالأوتاد ، فجعل في ساق كلّ واحد منهم وتداً ، [وفي عضده وتداً ،] وفي صدره وتداً ، وأمر أصحاب أمشاط الحديد فشقّوا بها لحومهم من أبدانهم ، فذلك ما قال الله تعالى :( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ) لمّا وشوا به إلى فرعون ليهلكوه( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ) (١) وهم الذين وشوا بحزقيل إليه لمّا أوتد فيهم الأوتاد ، ومشّط عن أبدانهم لحومها بالأمشاط»(٢) .

الثاني : كفاية سيّدنا إبراهيم عليه السلام من شرّ نمرود وصيرورة النار له روضة خضراء كما في حديث تفسير الإمام العسكري عليه السلام جاء فيه :

«... فحُبس إبراهيم وجمع له الحطب ، حتّى إذا كان اليوم الذي ألقى فيه نمرود غبراهيم في النار برز نمرود وجنوده ، وقد كان بُنى لنمرود بناء ينظر منه إلى إبراهيم كيف تأخذه النار ، فجاء إبليس واتّخذ لهم المنجنيق لأنّه لم يقدر أحد أن يتقارب من النار ، وكان الطائر إذا مرّ في الهواء يحترق.

فوضع إبراهيم عليه السلام في المنجنيق وجاء أبوه فلطمه لطمةً وقال له : ارجع عمّا أنت عليه.

وأنزل الربّ [ملائكته] إلى السماء الدنيا ، ولم يبق شيء إلاّ طلب إلى ربّه ، وقالت الأرض : يا ربّ ليس على ظهري أحد يعبدك غيره فيُحرق ، وقالت الملائكة : يا ربّ خليلك إبراهيم يُحرق.

__________________

(١) سورة غافر : الآية ٤٥.

(٢) كنز الدقائق : ج ١١ ص ٣٨٩ ، الاحتجاج : ج ١ ص ٣٧٠ ـ ٣٧١.

٥٢٩

.........................................

____________________________________

فقال الله عزّ وجلّ : أما إنّه إن دعاني كفيته ، وقال جبرئيل : يا ربّ خليلك إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره سلّطت عليه عدوّه يحرقه بالنار.

فقال : اسكت إنّما يقول : هذا عبد مثلك يخاف الفوت ، هو عبدي آخذه إذا شئت فإن دعاني أجبته.

فدعا إبراهيم عليه السلام ربّه بسورة الإخلاص : «يا لله يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد نجّني من النار برحمتك».

قال : فاتقى معه جبرئيل في الهواء وقد وضع في المنجنيق فقال : يا إبراهيم هل لك إليّ من حاجة؟

فقال إبراهيم : أمّا إليك فلا ، وأمّا إلى ربّ العالمين فنعم.

فدفع إليه خاتماً عليه مكتوب : «لا إله إلاّ محمّد رسول الله ألجأت ظهري إلى الله وأسندت أمري إلى الله وفوّضت أمري إلى الله».

فأوحى الله إلى النار : «كوني برداً» فاضطربت أسنان إبراهيم من البرد حتّى قال : «وسلاماً على إبراهيم».

وانحطّ جبرئيل وجلس معه يحدّثه في النار ، ونظر إليه نمرود فقال : من اتّخذ إلهاً فليتّخذ مثل غله إبراهيم ، فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود : إنّي عزمت على النار أن لا تحرقه ، فخرج عمود من النار نحو الرجل فأحرقه ، ونظر نمرود غلى إبراهيم في روضة خضراء في النار مع شيخ يحدّثه ، فقال لآزر : يا آزر ما أكرم إبنك على ربّه»(١) .

الثالث : كفاية رسول الله صلى الله عليه وآله منذ طفولته إلى يوم شهادته في السلم والحرب ،

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٣٢ ب ١ ح ٨.

٥٣٠

.........................................

____________________________________

خصوصاً في واقعة اغتياله ومحاولة قتله في عقبة هرشى عند رجوعه إلى المدينة بعد يوم الغدير الشريف ، وتلاحظها في حديث حذيفة جاء فيه :

فدعاني رسول الله صلى الله عليه وآله ودعا عمّار بن ياسر وأمره أن يسوقها ـ أي ناقته ـ وأنا أقودها ، حتّى إذا صرنا رأس العقبة ، ثار القوم من ورائنا ، ودحرجوا الدباب بين قوائم الناقة ، فذعرت وكادت تنفر برسول الله صلى الله عليه وآله ، فصاح بها النبي صلى الله عليه وآله : أن اسكني ، وليس عليك بأس ، فأنطقها الله تعالى بقول عربي مبين فصيح.

فقالت : والله ، يا رسول الله صلى الله عليه وآله لا أزلت يداً مستقر يد ، ولا رجلاً عن موضع رجل ، وأنت على ظهري.

فتقدّم القوم إلى الناقة ليدفعوها فاقبلت أنا وعمّار نضرب وجوههم بأسيافنا وكانت ليلة مظلمة ، فزالوا عنّا وأيسوا ممّا ظنّوا ، وقدّروا ودبّروا.

فقلت : يا رسول الله من هؤلاء القوم الذين يريدون ما ترى؟

فقال صلى الله عليه وآله : يا حذيفة هؤلاء القوم الذين يريدون ما ترى؟

فقال صلى الله عليه وآله : يا حذيفة هؤلاء المنافقون في الدنيا والآخرة.

فقلت : ألا تبعث إليهم يا رسول الله رهطاً فيأتوا برؤوسهم؟

فقال : إنّ الله أمرني أن أعرض عنهم ، فأكره أن تقول الناس : إنّه دعا اُناساً من قومه وأصحابه إلى دينه فاستجابوا ، فقاتل بهم حتّى إذا ظهر على عدوّه ، أقبل عليهم فقتلهم ، ولكن دعهم يا حذيفة ، فإنّ الله لهم بالمرصاد ، وسيمهلهم قليلاً ثمّ يضطرّهم إلى عذاب غليظ.

فقلت : ومن هؤلاء القوم المنافقون يا رسول الله صلى الله عليه وآله أمن المهاجرين أم من الأنصار؟ فسمّاهم لي رجلاً رجلاً فرغ منهم ، وقد كان فيهم اُناس أنا كاره أن يكونوا فيهم ، فأمسكت عند ذلك.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا حذيفة كأنّك شاكّ في بعض من سمّيت لك ، ارفع رأسك

٥٣١

.........................................

____________________________________

إليهم ، فرفعت طرفي إلى القوم ، وهم وقوف على الثنيّة ، فبرقت برقة فأضاءت جميع ما حولنا ، وثبتت البرقة حتّى خلتها شمساً طالعة فنظرت والله إلى القوم فعرفتهم رجلاً رجلاً ، فإذا هم كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعدد القوم أربعة عشر رجلاً ، تسعة من قريش ، وخمسة من سائر الناس.

فقال له الفتى : سمّهم لنا يرحمك الله تعالى!

قال حذيفة : هم والله أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقّاص ، وأبو عبيدة بن الجرّاح ، ومعاوية بن أبي سفيان ن وعمرو بن العاص ، هؤلاء من قريش ، وأمّا الخمسة الاُخر فأبو موسى الأشعري ، والمغيرة بن شعبة الثقفي ، وأوس بن الحدثان البصريّ ، وأبو هريرة ، وأبو طلحة الأنصاري ...»(١) .

وفي نسخة الكفعمي بدل هذه الفقرة من الزيارة : «ومفوّض في ذلك كلّه إلى الله عزّ وجلّ ثمّ إليكم».

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٢٨ ص ٩٩ ب ٣ ح ٣.

٥٣٢

وَمُسَلِّمٌ فيهِ مَعَكُمْ (١) وَقَلْبى لَكُمْ سِلْمٌ (٢)

____________________________________

(١) ـ مسلّم : من التسليم وهو الإنقياد.

أي إنّي مسلّم ومنقاد في جميع اُموركم ما أعلنتم وما أسررتم ، لله تعالى ، كما أسلمتم أنتم ورضيتم ، فلا أعترض على الله تعالى في شيء من ذلك.

فإنّه لا يكمل إيمان المؤمن إلاّ بالتسليم.

وقد تقدّم حديث يحيى بن زكريا الأنصاري ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : سمعته يقول : «من سرّه أن يستكمل الإيمان كلّه فليقل : القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد عليهم السلام فيما أسرّوا وفيما أعلنوا ، وفيما بلغني وفيما لا يبلغني»(١) .

ولاحظ في التسليم الأحاديث اواردة في تفسير قوله تعالى :( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (٢) ـ(٣) .

(٢) ـ في هامش الفقيه أنّ في بعض النسخ : «وقلبي لكم مسلّم» ، وفي عيون الأخبار : «وقلبي لكم مؤمن».

فعلى نسخة سلم المعنى إنّ قلبي لكم صلح ، اي لا اعتراض له عليكم.

وقد تقدّم دليله في فقرة : «ومفوّض في ذلك كلّه إليكم».

وعلى نسخة مسلّم المعنى : إنّ قلبي منقاد مطيع مذعن لكم ، لا يختلج فيه اعتراض على شيء من أفعالكم أو أقوالكم أو أحوالكم.

لأنّي أعلم علم اليقين أنّكم حجج الله ، ومعصومون من قبله ، وعاملون بإرادته.

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٣٦٤ ب ١٣ ح ٢.

(٢) سورة النساء : الآية ٦٥.

(٣) كنز الدقائق : ج ٣ ص ٤٥٧.

٥٣٣

.........................................

____________________________________

وعلى نسخة مؤمن المعنى : إنّ قلبي يؤمن بكم فأنا مؤمن بكم بلساني وقلبي فأكون لكم أنا بقلبي سلمٌ ومسلّم ومؤمن مضافاً إلى تصديقي بلساني. فإنّ هذا من شؤون الإيمان ، الذي يلزم تحقّقه في كلّ إنسان.

٥٣٤

وَرَأيى لَكُمْ تَبَعٌ (١) وَنُصْرَتى لَكُمْ مُعَدَّةٌ (٢)

____________________________________

(١) ـ أي أنّ رأيي تابع لرأيكم لي مع رأيكم ولا أختار رأياً على رأيكم.

لأنّي أعلم أنّكم تنطقون عن الله ، وأنّكم أوعية مشيئة الله تعالى ، فالرأي المصيب هو ما إرتأيتم ، فأكون تابعاً لكم.

(٢) ـ النصرة : حسن المعونة ، والإعداد : هي التهيئة.

أي أنّ حسن معونتي مهيّأة لكم.

بمعنى إنّي منتظر ومتهيىءٌ لخروجكم والجهاد في خدمتكم مع أعدائكم.

وإنّي متهيىءٌ لبيان دينكم وإعلاء كلمتكم بالبراهين والأدلّة بحسب الإمكان.

وذلك لأنّ نصرتهم من وظائفنا تجاه إمامتهم.

ففي حديث الفضيل عن الإمام الباقر عليه السلام : «... إنّما اُمروا أن يطوفوا بها ـ أي الكعبة ـ ثمّ ينفروا إلينا ، فيُعلمونا ولايتهم ومودّتهم ، ويعرضوا علينا نصرتهم ...»(١) .

__________________

(١) الكافي : ج ١ ص ٣٩٢ ح ١.

٥٣٥

حَتّى يُحْيِىَ اللهُ ـ تَعالى ـ دينَهُ بِكُمْ (١) وَيَرُدَّكُمْ في اَيّامِهِ (٢)

____________________________________

(١) ـ أي حتّى يحيي الله تعالى دين الإسلام بكم أهل البيت ، لأنّ الإسلام هو دين الله الذي لا يقبل من أحد غيره ، واحياؤه يكون بتمكّن أهل البيت عليهم السلام وظهورهم واستيلائهم.

كما وعد الله تعالى بقوله :( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (١) ـ(٢) .

وقوله تعالى :( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) (٣) ـ(٤) .

(٢) ـ أي يردّكم في أيّام ظهور دينه واستيلاء كلمته بظهور الإمام المهدي عليه السلام ، وهي أيّام الرجعة ، التي هي أيّام الله تعالى.

كما ورد بها تفسير قوله تعالى :( وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ) (٥) ـ(٦) .

__________________

(١) سورة التوبة : الآية ٣٣.

(٢) كنز الدقائق : ج ٥ ص ١٤٥.

(٣) سورة النور : الآية ٥٥.

(٤) الكافي : ج ١ ص ١٩٣ ح ١.

(٥) سورة إبراهيم : الآية ٥.

(٦) كنز الدقائق : ج ٧ ص ٢٩.

٥٣٦

وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ (١) وَيُمَكِّنَكُمْ في اَرْضِهِ (٢) فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ غَيْرِكُمْ (٣)

____________________________________

(١) ـ أي يظهركم في تلك الأيّام الزاهرة لإقامة عدله وإظهاره.

حيث يملؤون الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً كما وردت في أحاديث الفريقين(١) .

(٢) ـ من المُكنة والسلطنة والثبات.

ففي المجمع : مكّناهم في الأرض أي ثبّتناهم ، وأمكنته من الشيء تمكيناً جعلت له عليه سلطاناً وقدراً فتمكّن منه(٢) .

أي يمكّنكم الله تعالى في ارضه بدولتكم الزاهرة كما وعد الله تعالى في قوله عزّ وجلّ :( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) (٣) ـ(٤) .

(٣) ـ أي فأنا معكم بالقلب واللسان ، أو في أيّام الغيبة والرجعة ، أو في الدنيا والآخرة فتكرار المعيّة يفيد معنيين.

ويحتمل أن يكون تكرار المعيّة لمجرد التأكيد.

وفي هامش الفقيه أنّ في بعض النسخ : «لا مع غيركم» ، وفي نسخة الكفعمي : «فمعكم معكم إن شاء الله لا مع غيركم».

__________________

(١) غاية المرام : ص ٧٥٠.

(٢) مجمع البحرين : ص ٥٧٢.

(٣) سورة النور : الآية ٥٥.

(٤) كنز الدقائق : ج ٩ ص ٣٣٧.

٥٣٧

آمَنْتُ بِكُمْ وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ اَوَّلَكُمْ (١)

____________________________________

(١) ـ تبيّن هذه الفقرة الشريفة والتي تليها دعائم الدين وحدود الإيمان ، أعني التولّي والتبرّي كما تلاحظ دعاميّتها في الأحاديث المعتبرة(١) .

ومعنى هذه الفقرة : آمنت بكم قلباً ولساناً ، وفي عالم الذرّ وهذه الدنيا أتولّى آخركم وأعتقد به وأتّخذه وليّاً بنحو ما كنت أتولّى به أوّلكم وأعتقد به وأتّخذه وليّاً.

أي أتولّى الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه بمثل ما كنت أتولّى أمير المؤمنين عليه السلام كما هو المعنى الظاهر.

أو أتولّى كلّ واحد منكم بنحو ما كنت أتولّى به أوّلكم لأنّ كلّ واحد منهم عليهم السلام آخر ، بالنسبة إلى سابقه(٢) .

وعلى الجملة على صعيد إيماني بكم أتولّى جميعكم ، وكلّكم أوليائي بالولاية الإلهية التي ولاّكم بها الله ورسوله صلى الله عليه وآله في يوم العهد المعهود.

فإنّه يلزم الاعتقاد بجميعهم ، ولا يجوز إنكار واحد منهم ، كما تقدّم في الأحاديث(٣) .

وذكرناها في فقرة «وأوّلكم وآخركم» فراجع.

لذلك قال الشيخ المفيد قدّس الله روحه في كتاب المسائل ـ فيما حكي عنه ـ : (اتّفقت الإمامية على أنّ من أنكر إمامة أحد من الأئمّة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضالّ ، مستحقّ للخلود في النار.

وقال في موضع آخر : اتّفقت الإمامية على أنّ أصحاب البدع كلّهم كفّار ، وأنّ على الإمام أن يستتيبهم عند التمكّن بعد الدعوة لهم ، وإقامة البيّنات عليهم ، فإن تابوا من بدعهم وصاروا إلى الصواب وإلاّ قتلهم لردّتهم عن الإيمان ، وأنّ من مات منهم على ذلك فهو من أهل النار)(٤) .

__________________

(١) الكافي : ج ٢ ص ١٨ ح ١ ـ ١٠.

(٢) الأنوار اللامعة : ص ١٧٤.

(٣) الكافي : ج ١ ص ٣٧٣ ح ٤ ـ ٨.

(٤) بحار الأنوار : ج ٢٣ ص ٣٩٠.

٥٣٨

وَبَرِئْتُ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ مِنْ اَعْدائِكُمْ (١)

____________________________________

(١) ـ البراءة والتبرّي من الشيء والشخص : هو التنزّه والتباعد عنه(١) .

وبرأ فلان من فلان إذا سقط عنه طلبه وكان متبرّءاً منه(٢) .

فالتبرّي من العدوّ هو التباعد منه.

وتمهيداً لبيان هذه الفقرة الشريفة نلفت النظر إلى انّ التبرّي من العدوّ فطرة بشريّة وحقيقة ثابتة طبيعية ، فنحن نرى ونحسّ أنّ كلّ إنسان يحبّ صديقه ويتنفّر من عدوّه ومن ظلمه.

وهذا التنفّر من دواعي العقل والحكمة ، بحيث أنّه لو ساوى الإنسان في المحبّة بين صديقه وعدوّه لكان ظالماً لصديقه.

بل التبرّي من ركائز الدين القويم.

لذلك ترى أنّ الله تعالى يقول :( مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ) (٣) .

وقال تعالى :( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) (٤) فمعاداة الأعداء إذاً أمر فطري وديني.

خصوصاً إذا كان الأعداء هم أعداء الله ورسوله ، فإنّه يلزم معاداتهم والتبرّي منهم بأنحاء التبرّي كبغضهم ولعنهم وإظهار البراءة منهم ، فإنّه نوع تقرّب إلى الله تعالى وتحبّب إليه.

لذلك تبيّن هذه الزيارة المباركة بأنّنا في حال التجائنا إلى الله عزّ إسمه نتبرّأ من أعداء أهل البيت عليهم السلام يعني الناصبين والضالّين والجاحدين والمعاندين القاتلين ،

__________________

(١) لسان العرب : ج ١ ص ٣٣.

(٢) مجمع البحرين : ص ١٠.

(٣) سورة البقرة : الآية ٩٨.

(٤) سورة فاطر : الآية ٦.

٥٣٩

.........................................

____________________________________

فإنّ أعداءهم أعداء الله تعالى كما في حديث الإحقاق(١) .

والتبرّي منهم بمثل اللعن ثابت بالكتاب والسنّة.

أمّا الكتاب : فقوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (٢) ـ(٣) .

وأمّا السنّة : فالأحاديث المتظافرة مثل :

١ ـ حديث الإمام الرضا عليه السلام المتقدّم الذي ورد فيه انّ من محض الإسلام وشرائع الدين (البراءة من الذين ظلموا آل محمّد ...)(٤) .

٢ ـ حديث الأعمش المتقدّم ، عن الإمام الصادق عليه السلام الذي ورد فيه (والبراءة من أعدائهم واجبة ...)(٥) .

٣ ـ حديث هشام ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : «من جالس لنا عائباً أو مدح لنا قالياً أو واصل لنا قاطعاً أو قطع لنا واصلاً أو والى لنا عدوّاً أو عادى لنا وليّاً فقد كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم»(٦) .

٤ ـ حديث سعدان ، عن الإمام الصادق عليه السلام في قوله :( وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ) (٧) قال : «حقيق على الله

__________________

(١) إحقاق الحقّ : ج ٥ ص ٤١.

(٢) سورة الأحزاب : الآية ٥٧.

(٣) كنز الدقائق : ج ١٠ ص ٤٣٩.

(٤) عيون الأخبار : ج ٢ ص ١٢٤ ب ٣٥ ح ١.

(٥) بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٥٢ ب ١ ح ٣.

(٦) بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٥٢ ب ١ ح ٤.

(٧) سورة البقرة : الآية ٢٨٤.

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698