تفسير نور الثقلين الجزء ١

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 832
مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 832
والسحاب الممطر لا يَعدو النوعين، والعرب تُسمّي السحاب الممطر باسم (المُزن)؛ ولذلك فمِن الوجهة العلمية هناك المُزن الرُكامي والمُزن البساطي (الطبقي)، قال تعالى، ( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ) (1) .
السُحب الرُكامية:
والسُحب الرُكامية هي النوع الأهمّ مِن السحب؛ لأنّها قد تمتدّ عمودياً (رأسياً) عبر (15) أو (20) كيلومتراً، فتصل إلى طبقات مِن الجوّ بارد جدّاً تنخفض فيها درجة الحرارة إلى (60) أو (70) درجة مئوية تحت الصفر.
وبذلك يتكون (البَرَد) في أعالي تلك السحب، والمعروف علمياً أنّ نموّ البَرَد في أعالي السحب الرُكامية يُعطي انفصال شحنات أو طاقات كهربائية سالبة، وأنّه عندما يتساقط داخل السحابة ويصل في قاعدتها إلى طبقات مرتفعة الحرارة فوق الصفر يذوب ذلك البرد أو يتميّع ويُعطي انفصال شحنات كهربائية موجبة، وعندما لا يقوى الهواء على عزل الشحنة السالبة العليا عن الشحنة الموجبة في أسفل يحدث التفريغ الكهربائي على هيئة برق، وينجم عن التسخين الشديد المفاجئ الذي يُحدثه البرق أن يتمدّد الهواء فجأةً ويتمزّق مُحدِثاً الرعد، وما جلجلة الرعد إلاّ عملية طبيعية بسبب سلسلة الانعكاسات التي تحدث مِن قواعد السحب لصوت الرعد الأصلي.
وقد يحدث في بعض العواصف أن يتكرّر حدوث البرق داخل السحابة 40 مرّة في الدقيقة الواحدة، أمّا إذا حدث التفريغ الكهربائي بين السحابة وأيّ جسم مرتفع على سطح الأرض فإنّه يُسمّى (صاعقة).
وتحدث عواصف الرعد في كافّة أرجاء الأرض ما عدا المناطق القطبية،
____________________
(1) الواقعة: 68 - 69.
حيث ضآلة حجم الهواء بالنسبة إلى خطّ الاستواء.
وقد وُجد بالحساب أنّ عدد عواصف الرعد التي تحدث في جوّ الأرض في يوم واحد يبلغ أكثر من 40 ألفاً، أي بمتوسط قدره 1800 عاصفة في الساعة، وتستهلك العاصفة في المتوسط نحو (2/2) مليون كيلو وات ساعة (1) .
* * *
____________________
(1) الله والكون: ص146 - 161.
( أَلَمْ تَرَ أَنّ اللّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمّ يُؤَلّفُ بَيْنَهُ ثُمّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ ) (1)
عوامل ثلاث لنزول المطر: لحصول المطر عوامل ثلاث لا غيرها، إذا توفّرت لابدّ من نزول المطر، وإذا نقص عامل منها فلا إمكان لحصوله، وتلك العوامل هي:
1 - التبخّر ، وهو عملية تحوّل ذرّات الماء إلى البخار، ليؤدّي إلى تكوين سحاب.
2 - وصول الهواء المتحمّل للبخار إلى درجة الإشباع المختلف حسب المناخ.
3 - التكاثف ، وضدّ عملية التبخّر، ليتحوّل البخار إلى ذرّات الماء.
وهذا الترتيب على التعاقب ممّا لا محيص عنه لتكوين المطر ونزوله، وهو مِن بديهيّات العلم المقطوع به والمفروغ عنه بلا ريب، وإليك شرح هذه العوامل باختصار.
(أَوّلاً) التبخّر ، وهو عملية تحوّل ذرّات الماء إلى البخار، وانتقاله إلى الهواء،
____________________
(1) النور: 43.
وذلك بتأثير حرارة الشمس على السطوح المائية المتوسّعة، كالمحيطات والبحار والبحيرات والمستنقعات والأنهار، بل وحتّى السطوح الثلجية والجليدية، بل وحتّى على أوراق الأشجار والنباتات وخاصّة الغابات.
(ثانياً) الإشباع ، وهو استمرار التبخّر حتى يبلغ حدّاً معيّناً، ويُسمّى بدرجة التشبّع، وتختلف حسب اختلاف المناخ، فكلّما اختلفت درجة الحرارة اختلفت درجة التشبّع اللازمة لتكوين الأمطار، فالهواء الحارّ في درجة التشبّع يحوي مقداراً مِن البخار أعظم ممّا يمكن أن يحويه الهواء البارد، فكمّية الرطوبة التي تكفي للتشبّع في درجة 15 م مثلاً لا تكفي للتشبّع في درجة 20 م، وإذا كان الهواء متشبّعا قيل: إنّ نسبة رطوبته 100%.
وبعبارة أوضح: إنّه حيثما وُجد الماء والهواء فإنّه يحدث تبادل بين جزئيات أحدهما مع الآخر، فتمرّ جزئيات الماء عن طريق التبخّر إلى الهواء، كما تمرّ جزيئات الهواء إلى الماء؛ ولذلك يوجد دائماً مقدار مِن بخار الماء في الهواء، كما يوجد مقدار مِن الهواء في الماء.
وإذا كان مقدار البخار الذي في الهواء قليلاً فإنّ الجزئيات البخارية التي تتصاعد من الماء تكون أكثر من جزيئات الهواء التي تمرّ إلى الماء، وعلى ذلك فإنّ عملية التبخّر تستمر ولكن إذا كان مقدار ما في الهواء من البخار كثيراً فإنّ تبادل الجزيئات بين الماء والهواء يكون متساوياً، وفي هذه الحالة يقال: إنّ الهواء متشبّع بالبخار المائي، أو إنّه في درجة الإشباع، أي لا يستطيع أن يحمل أكثر ممّا هو معلّق به مِن البخار.
فدرجة الإشباع تتوقّف على التساوي والتعادل في تبادل جزئيات الماء والهواء والتآلف بينهما.
ومن ناحية أُخرى - ذات أَهميّة كبرى - أنّ درجة التشبّع تتوقّف على ظاهرتين طبيعيتين أُخريينِ، لابدّ منهما في وصول الهواء إلى حالة الإشباع الكافي:
الظاهرة الأُولى: هي التساوي في الضغط، فلبخار الماء المتصاعد ضغط كما لبخار الهواء المتشبّع ضغط، فإذا تساوى الضغطان فالتبخّر والتكاثف يتعادلان، وفي هذه الحالة يقال: إنّ الهواء مشبّع بالبخار الكافي، والمطر نتيجة لازمة لهذا التعادل.
والظاهرة الثانية: هي اتّحاد الكهربائيتين، فإنّ السحب ذوات تكهربٍ، وكل سحاب يحمل نوعاً من نوعي الكهرباء السالبة والموجبة، فإذا ما تقارنت السحب واختلف نوع الكهرباء فيها تجاذبت، وإلاّ تنافرت، شأن الكهرباء عموماً يتجاذب نوعان منه ويتنافران من النوع الواحد.
واجتماع السحب وتأليف بعضها مع بعض إنّما هو بفعل الرياح، تُثير السحب مِن مكان إلى مكان، فإذا جمعت الرياح بين نوعين من الكهربائية ذوات الموجبة وذوات السالبة فعند ذلك تتجاذب بعضها إلى بعض وتتقارب وتتآلف، وبذلك يحصل اللقاح الناتج للإمطار، ( وَأَرْسَلْنَا الرّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السّماءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ) (1) .
يا ترى مَن ذا كان يعرف هذه الظاهرة الطبيعية يومذاك؟! أن تقوم الرياح الباردة فتثير سحاباً، وهي تدفع السحب المُكهرَبة إلى لقاء بعضها مع بعض، وتُلقى بالسحابة السالبة التكهرب بين اذرع سحابة أُخرى موجبة التكهرب، وبذلك يحدث عملية اللقاح، الناتجة للبرق والرعد ونزول المطر الغزير، فيخصب الأرض ويمهّدها للإنبات، وهي عملية أُخرى للّقاح في التربة الصالحة، بين الماء والأرض (2) .
____________________
(1) الحجر: 22.
(2) فيكون تلقيح مِن نوع ثالث هذه المرّة، تلقيح بالمعنى الحرفي للآية الكريمة.
فنحن أمام كلمة صادقة مجازاً كما حمله المفسّرون القدامى، وصادقة حرفياً كما أثبته العلم متأخّراً، وعلى أي صورة قلّبتها فهي تصدق معك، وهي بعدُ كلمة جديدة وغريبة، وصفة مبتكرة حينما تُوصف بها الرياح =
(ثالثاً) التكاثف ، وهو عكس عملية التبخّر؛ ليتحول بخار الماء مِن الحالة الغازية إلى حالة السيلان، فتنقلب ذرّات البخار إلى قطرات مائية دقيقة... إذا كانت درجة الحرارة فوق الصفر المئوي، أو حالة جليدية برداً أو ثلجاً، إذا كانت درجة الحرارة تحت الصفر، الأمر الذي يعجز الهواء عن حمله، فتتساقط القطرات مطراً.
وهذا التكاثف إنّما يحدث إذا ما تصاعد الهواء المتشبّع ببخار الماء في طبقات جوّية ذات الضغط الأعظم، فبأثر الضغط العالي يتمدّد الهواء ويفقد جزءً كبيراً مِن حرارته، وبذلك يبرد وتنخفض درجة حرارته، درجةً واحدةً مئويةً كلّما ارتفع 170 متراً.
غير أنّ هذه النسبة تَطَّرد حتّى ارتفاع 5 كيلومترات عن سطح البحر، وبعده تتغيّر هذه النسبة فتأخذ بالنقص باعتبار درجة واحدة مئوية لكل 100 متراً ارتفاعاً، وتستمرّ هذه النسبة إلى ارتفاع 12 كيلو متراً حيث توجد طبقة هوائية ثابتة الحرارة، تبلغ درجة حرارتها 55 درجة مئوية تحت الصفر.
والسحب تنعقد على ارتفاعات لا تزيد على 6 أو 7 كيلومترات عن سطح البحر في الأغلب.
وعملية التبريد هذه بالتمدّد هي إحدى العوامل الفعّالة في إحداث التكاثف.
وكذلك يبرد الهواء بشعّ حرارته كلّما لامسَ جسماً بارداً في الجوّ أو على سطح الأرض مثل الثلج والجليد، أو إذا تقابل مع هواء أبرد، والشعّ ذو أثر فعّال في تبريد الهواء وتكاثفه، وخاصّة إذا هبّت الرياح من جهة حارّة إلى جهة باردة.
وفي الحقيقة ليس الهواء هو الذي يبرد بهذه الطريقة، ولكنّه (الهباء) الكثير
____________________
= وهي بعدُ من الناحية الجمالية الإيقاعية ذروة، وفي النطق بها عذبة: ( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ) تنطقها وتلوكها في فمك، فتستوقف السمع وتُطرب الأُذن.
.. وكل هذا العلم التفصيلي في تكهرب السحاب وانتقال حبوب اللقاح لم يكن معلوماً أيام نزول الآية، فتدبّر.
المنتشر في الهواء، فيتّخذ البخار لنفسه مراكز من هذا الهباء، يلتفّ حولها، ويتكوّن حول كلّ مركز قطرة، فإذا اشتدّت برودة الجوّ الملبّد بالسحب استمرّ التكاثف، فتنضمّ قطرات السحب المائية إلى بعضها، فيعجز الهواء عن حملها، فتتساقط أمطاراً على سطح الأرض بفعل جاذبيّتها.
* * *
فقد تبيّن أنّ المطر لا يحصل إلا إذا توفّرت الشرائط الثلاثة متعاقبة: التبخّر فالتشبّع فالتكاثف.
وهذا هو الذي دلّت عليه الآية الكريمة المنوّه عنها في صدر المقال، فقد جاءت بوصف موجز مدهش، ومحيّر للعقول.
عبّرت أولاً بقوله تعالى: ( يُزْجِي سَحَاباً ) (1) إشارة إلى عملية التبخير وتكوين السحب والإزجاء هو عملية إثارة السحب وانتشالها بصورة أبخرة من البخار.
( اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً... ) (2) لأنّ الرياح بهبوبها على سطح البحار هي التي تُسبّب التبخير والتدافع بها لتتصاعد وتتكاثف وتتكوّن سحباً.
* ثمّ عبّرت عن عملية التشبّع بقوله تعالى: ( ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ) (3) لانّ درجة الإشباع الكافي إنّما تتوقّف على حصول التعادل وتساوي تبادل الجزئيات بين الماء والهواء.
وما هذا إلاّ التآلف والتعاضد بين تلك الجزئيات.
ومن ناحية أُخرى، لا يحصل التشبّع إلاّ بالتعادل والتآلف بين ضغطي بخار الماء وبخار الهواء، أو الاتّحاد بين نوعي الكهربائية كما سبق بيانه.
وعليه فإنّ أصدق تعبير عن هذه الظاهرة هو وصف التأليف، الذي جاء وصفه في العلم بالتشبّع.
____________________
(1) النور: 43.
(2) الروم: 48.
(3) النور: 43.
* ثم جاءت بقوله تعالى: ( ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً ) (2) ، وهذا ابلغ تعبير عن عملية التكاثف الذي حقّقه العلم.. إذ لا تفسير للركام سوى التكاثف وتراكم بعض الشيء على البعض مع ضغطٍ يقال: تراكم الشيء أي اجتمع بعضه مع بعض بكثرة وازدحام، والركام: المتراكم بعضه فوق بعض بضغط.
وبعد، فإذا ما تحقّقت الشرائط الثلاثة فعند ذلك: ( فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ) (3) الودق: المطر.
* وقد فَصل تعالى بين العمليّات الثلاث بـ (ثمّ)؛ لأنّ كلّ عملية إنّما تحصل بتعاقبٍ مع فترة، أمّا النتيجة - وهو الإمطار - فجاءت بالفاء: تعاقبٌ بلا تأخير، وهو الفور في حصول نتيجة عملية الإمطار.
فيا له من دقيق تعبير، وسبحانه من عليم خبير.
* * *
( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً ) (1)
هل في سنن الكون أن يتحولّ ماء المطر - الذي هو أنقى المياه وأعذبها - إلى ماء أُجاج لا يُستساغ شربه ولا يطيب طعمه؟
الآية قبلها تنصّ على أنّ الماء الذي يشربه الناس والدوابّ - وحتّى الذي يُسقى به الزرع والنبات - هو الماء النازل من السماء: ( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ (2) أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ ) (3) .
* * *
إنّك تعرف أنّ الأرض رُبعها يابس وثلاثة أرباعها ماء، هذا الماء كلّه مالحٌ أُجاج، لكنّ الله تعالى بفضله ورحمته يقطر للإنسان والحيوان النبات من هذا الماء الأُجاج ماءً عذباً فراتاً سائغاً للشاربين، أمّا جهاز التقطير فليس كمثله جهاز، البحار كلّها في ذلك دَست (4) لا يسخن من تحت، كما يفعل الإنسان في تقطيراته
____________________
(1) الواقعة: 70.
(2) المزن: السحاب المشبّع بالماء.
(3) الواقعة: 70.
(4) أي القدر، وهو كلّ ما يغلى فيه الماء.
التافهة.. ولكن يسخن من فوق بنار تفوق حجم الأرض بآلاف المرّات، فإذا ما تبخّر الماء بحرارة الشمس تكثّف في مكثف ناهيك من مكثف الجوّ المحيط كله والجبال، والرياح مستمرّة دائبة في حمل هذا البخار المتكاثف ونقلها إلى حيث يشاء الله، فإذا أمطرت السماء وسالت الأودية وفاضت الأنهار وحملت الخصب والنماء إلى الأقطار تبخّر بعض الماء وامتصّت الأرض منه بعضاً وصار باقيه إلى البحر الذي كان منه مصعده، لكن ليس شيء من الماء بضائع! فما تمتصّه الأرض تتفجّر به بعدُ عيوناً، ويتبخّر من الماء العذب أو يصير إلى البحر، فهو في حرز حريز من الضياع؛ إذ مآله أن يصير مرّة أُخرى ماء يحيى به الناس والأنعام، وتحيى به الأرض بعد موتها، فالماء بين البحر والجوّ واليابسة في دورة متّصلة، لا انقطاع فيها ولا تنتهي أبداً، إلا أن يشاء الله، هو ربّ كل شيء.
هكذا يتحوّل الماء من أصلٍ مالحٍ أُجاج إلى مقطّرٍ عذبٍ فرات، في جهاز تقطير كهذا الجهاز العظيم في جوّ السماء.
* * *
وبعد، فهل هناك ما يحول دون هذا التحوّل في الماء؟ فينزل من السماء أُجاجاً لا يُستساغ شربه ولا يطيب طعمه.
أجاب العلماء: نعم، إنّ في الجو من العوامل ما يمكنها الحؤول دون هذا التحوّل والانقلاب، لولا رحمته تعالى بالعباد، وقد جعل حواجز دون هذا الحؤول.
جاء في كتاب (سنن الله الكونية) للعلاّمة محمّد أحمد الغمراوي (1) .
إنّ عذوبة الماء الذي يسقيهم الله إيّاه من السحاب هي بمحض رحمته تعالى، إنّ الماء طبعاً عذب بطبيعته، وماء المطر معروف أنّه أنقى المياه، لكن طبيعة تكوّنه من السحاب تُعرضه لأن ينقلب أُجاجاً لا ينتفع به الإنسان.
____________________
(1) نقلاً عن كتاب بصائر جغرافية: ص220.
وذلك لأنّ الهواء خليط عن عناصر عدّة تختلف نسبة وجودها مع البعض، وأهمّ تلك العناصر هو النتروجين (الآزوت)، ونسبة وجوده في الهواء تعادل (21/78) بالمئة. ثمّ الأوكسجين، ونسبة وجوده (96/20). والارجون (79%)، وثاني اوكسيد الكاربون (4%).
وعناصر الهواء موجودة فيه بصورة اختلاط ميكانيكي، وليست ممزوجة امتزاجاً كيماوياً، ومعنى ذلك أنّها لا تتفاعل مع بعضها، وأنّ كلاً منها محتفظ بكيانه مستقلاً كأن لا وجود للعناصر الأُخرى.
وفي هذا من الحكمة البالغة والنعمة السابغة مالا يكاد يخفى... إذ لولا ذلك لاكتسب الهواء مميّزات وخواصّاً كيماوية أُخرى تختلف عن مميّزاته الحالية، فلم تكن تصلح للحياة بشكلها المعروف، وتنوّعاتها التي نشاهدها على سطح الكرة.
خذ مثلاً أنّ غاز الآزوت لا يتّحد مع غيره اتّحاداً كيماوياً إلاّ بصعوبة وبشرائط ملائمة خاصّة، فيتّحد في مثل هذه الظروف مع غاز الأوكسجين مكوّناً ما يُسمّونه بحامض الآزوتيك أو النتريك، وهو ما يُعرف عند القدماء بماء الفضّة، وهو أقوى الحوامض وأضرّها على حياة الإنسان بالذات فلو كان الغازان يمتزجان مع بعضهما امتزاجاً كيماوياً بسهولة ويسر وبلا واسطة أعمال كيماوية، لانقلب الجوّ جهنّم سعيراً؛ لأنّه بذلك كان الغازان يستحيلان في الجوّ حامضاً فتّاكاً، ولأمطرت السماء ماء الفضة بدلاً من الماء العذب الفرات، وما هو إلاّ شواظ من نار ولهيب جهنّم لا يُبقي ولا يذر، فسبحانه وتعالى من رءوف رحيم.
( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) (1) .
* * *
وإذ قد عرفت أنّ أربعة أخماس الهواء هو الآزوت (النتروجين) وهذا الغاز لا
____________________
(1) يونس: 58.
يكاد يتّحد في العادة بشيء ولا بالأوكسجين الذي يكاد يتّحد بكلّ شيء لكنّ الكيماويين وجدوا أنّهم يستطيعون بالكهربائية أن يُحوّلوا الآزوت غير الفعّال إلى آزوت فعّال يتّحد بأشياء كثيرة في درجة الحرارة العادية، كما وجدوا أنّهم يستطيعون أن يحملوا الآزوت على الاتّحاد بالأكسجين بإمرار الشرر الكهربائي في مخلوط منهما، ومن هذا الاتّحاد ينشأ بعض أكاسيد للآزوت، قابل للذوبان في الماء، وإذا ذاب فيه اتّحد به وكوّن حمضين آزوتيين، أحدهما: حمض الآزوتيك (أو ماء النار) كما كان يُسمّيه القدماء، وإليه يصير الحمض الثاني، وقليلٌ من حمض الآزوتيك في الماء كافٍ لإفساد طعمه.
وأظنّك الآن بدأت تُدرك الطريق الذي يمكن أن ينقلب به ماء المطر ماءً أُجاجاً من غير خرق لنواميس الطبيعة ولا تبديل لسنّة الله التي جرت في الخلق، فهو نفس الطريق الكهربائي الذي يتكوّن به المطر، وكلّ الذي يلزم أن يتعدّل التفريغ الكهربائي أو يتكرّر في الهواء تكراراً يتكوّن به مقدار كافٍ من الأكاسيد الآزوتية يذوب في ماء السحاب ويُحوّله حمضياً لا يستسيغه الناس.
وهذا هو موضعٌ مَنَّ الله على الناس، إنّه يُكيّف التفريغ بالصورة التي يُنزل بها المطر، ولا يَؤجّ بها الماء.
إنّ شيئاً من ذينك الحمضين لابدّ أن ينزل في ماء العواصف، وهذا ضروريّ لحياة النبات، لكنّ الله برحمته وحكمته قدّر تكوينه بحيث لا يتأذّى به إنسان ولا حيوان، ولو شاء الله لكثّره في ماء المطر فأفسده على الناس.
وسواء شكر الناس هذه النعمة أم كفروها فإنّ قوله تعالى: ( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً ) إشارة إلى تلك العوامل الكهربائية التي يتكوّن بها المطر، يفهمها مَن يفقه تلك الحقائق السابقة، ومَن يعرف أنّ الطريق الكهربائي هو أحد الطرق العلمية التي يمكن بها تحويل الآزوت الجوّي إلى حمضي، فسبحان الذي أتقن صُنع كلّ شيء وأحكمه إحكاماً.
* * *
( وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً ) (1)
( وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِم ) (2)
عبّر القرآن الكريم عن الجبال بالأوتاد، وأبان عن وجه الحكمة فيها هي محافظة الأرض دون أن تضطرب بأهلها، فكيف هذا الإيتاد؟ وكيف ذاك الميدان الذي حال دونه وجود الجبال؟
ولفهم هذا الجانب من السؤال لابدّ من النظر في تعابير القرآن أوّلاً، ثمّ ما تعرضه معطيات العلم الحديث.
جاء التعبير بالرواسي عن الجبال في تسع آيات (3) ، وكانت العاشرة قوله تعالى: ( وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) (4) .
والوَتد: المِسمار وكلّ ما رُزّ في الحائط أو الأرض من خشب ونحوه ليُمسك به الشيء كالخباء وشبهه.
قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (وأرزّها فيها أوتاداً) (5) أي أثبت الجبال في الأرض
____________________
(1) النبأ: 7.
(2) الأنبياء: 31.
(3) الرعد: 3، والنمل: 61، والحجر: 19، وق: 7، والنحل: 15، ولقمان: 10، والأنبياء: 31، وفصّلت: 10، والمرسلات: 27.
(4) النازعات: 32.
(5) نهج البلاغة (صبحي الصالح): الخطبة رقم 186 ص275.
ثبوت الأوتاد رسوخاً وإحكاماً.
قال (عليه السلام): (ووتّد بالصخور ميدانَ أرضه) (1) أي ثبّتها فيها لتحول دون اضطرابها، والميد والميدان: الحركة والاضطراب ضدّ السكون والهدوء.
وفي خطبة أُخرى أوضح هذا المعنى بتفصيل أكثر، قال:
(وجبلَ جلاميدها، ونشوز متونها وأطوادها، فأرساها في مراسيها، وألزمها قراراتها، فمضت رؤوسها في الهواء، ورست قواعدها في الماء، فأنهد جبالَها عن سهولها، وأساخ قواعدَها في متون أقطارها، ومواضعَ أنصابها، فأشهق قِلالَها، وأطال أنشازها، وجعلها للأرض عماداً، وأرزّها فيها أوتاداً، فسكنت على حركتها من أن تميد بأهلها، أو تسيخ بحملها، أو تزول عن مواضعها، فسبحان مَن أمسكها بعد موجان...) (2) .
واليك شرح الغريب من ألفاظ الخطبة:
جلاميد: جمع جلمود، وهو الصخر الصلب. وجَبل الشيء بمعنى خَلقه وفطره، ومنه الجِبلّة بمعنى الفطرة وأصل الخِلقة.
وأنهد الشيء: رفع به وعظّمه. ومنه النهد بمعنى الثدي. يقال: نهد الثدي أي كَعب وانتَبَر وأشرف.
والأنصاب: جمع نصب هي مواضع نصب الجبال.
وساخ في الشيء: غاص فيه ورسب. وساخ بالشيء: انخسف به. والموجان: الهياج.
* * *
وأمّا ما يُستفاد من هذا الكلام الذهبي فشيء كثير، نُشير إلى ما يخصّ المقام من دلائل جلائل:
____________________
(1) نهج البلاغة (صبحي الصالح): الخطب الأُولى ص39.
(2) المصدر السابق: الخطبة رقم 211 ص328.
قوله (عليه السلام): (ورست قواعدها) أي رسخت أُصول الجبال في أعماق الأرض حيث المياه الجوفية، ولعله إشارة إلى جذور الجبال متّصلةً بعضها ببعض، المُعبّر عنها بسلاسل جبلية محيطة بالأرض.
قوله: (فأنهد جبالَها عن سهولها) كأنّه إشارة إلى مبدأ حدوث الجبال على سطح الأرض، بعد أن كان مستوياً، فتجعّد على أثر برودة القشرة، فكانت نتؤات وانخفاضات؛ وبذلك انقسم وجه الأرض إلى مرتفعات شامخات وهضبات، والى وديان وسهول.
وقوله: (وأساخ قواعدها في متون أقطارها ومواضع أنصابها) أصرح في الدلائل على السلاسل الجبلية المكتنفة بالأرض من جميع أقطارها.
قوله: (وجعلها للأرض عماداً، وأرزّها فيها أوتاداً)؛ لأنّها هي التي حالت دون تفتّتها، ودون اضطراب قشرتها، ودون خروجها عن مداراتها..
تلك ثلاث خِلال، جاءت في وصف الإمام (عليه السلام)، لبيان حكمة نتوء الجبال وتسلسلها الماسكة بأكناف الأرض، وإليك شرح هذا الجانب:
قال (عليه السلام): (فسكنت على حركتها مِن أن تميد بأهلها، أو تسيخ بحملها، أو تزول عن مواضعها..) تلك ثلاث فوائد وحِكم جاءت في كلامه:
(أَوّلاً) هدأت - رغم حركتها الانتظامية - من الميدان والاضطراب، فهي تتحرك بهدوء واتّزان، لا ترتعش ولا تميد ولا تضطرب.
(ثانياً) هدأت واطمأنت واستحكمت قشترها وصَلُبت، فلا تسيخ ولا تنخسف ولا تتشقق قشرتها، وإلاّ لأصبحت قشرة الأرض كلّها براكين وفوهات ونافورات بالموادّ المنصهرة والجلاميد المذابة.
(ثالثاً) هدأت وانتظمت في حركاتها الوضعية والانتقالية على أنحائها وأنواعها، والتي بها انتهجت الحياة عليها منهجها الرتيب، فلا تميل عن مواضعها في دوائرها الدائرة فيها بانتظام.
هذه ثلاث حِكم بينّها الإمام (عليه السلام) أثراً لوجود سلاسل الجبال في الأرض، الأمر الذي يدعمه العلم باكتشافاته وبحوثه وتجاربه.
وتوضيحاً لهذا الجانب نقول: إنّ الأثر العظيم للجبال - في إمكان الحياة على وجه الأرض - إنّما يُعلّله جانب صخرية السلسلة الجبلية المنبثّة في القشرة الأرضية الصلبة، والمتشابكة بعضها مع بعض كأطواق محيطة بأكناف الأرض.
ومِن ثَمّ فالذي يلفت إليه كلام الإمام (عليه السلام) في أُولى خطب نهج البلاغة هو تبديل التعبير بالجبال إلى التعبير بالصخور، قال: (ووتدّ بالصخور ميدان أرضه)، تفسيراً لقوله تعالى: ( وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ) (1) وهو جانب ذو أهمّية كبيرة؛ حيث الأمر مرتبط بصخرية السلاسل الجبلية دون سائر جوانبها، الأمر الذي يستلفت الأنظار.
وإليك بعض الكلام عن السلسلة الصخور الجبلية، ودورها في توازن الأرض وانتظام حركتها.
إنّ لسلسلة الصخور الجبلية - رافعة وخافضة - دورها الخطير في توازن الأرض وتماسك أجزائها، وهكذا ثبات قشرتها وصلابتها دون تلوّيها واضطرابها، رغم توهّج باطنها والتهاب لظاها.
ومَن درس علوم الطبيعة يعلم أنّ الأرض مطوّقة بأطواق من السلاسل الجبلية التي جعلت الأرض أشد تماسكاً، وقد يعرف حكمة وجهة امتدادها وكيفية اتّصالها مع بعضها، بحيث تكوّنت منها أطواقٌ جبلية طوّقت الأرض تطويقاً على نظام بديع متقن ممّا يستلفت الأنظار، فإذا نظرنا إلى خارطة عالمية طبيعية فيها التضاريس الأرضية ظاهرة ظهوراً جلياً نرى السلاسل الجبلية تمتدّ في كلّ قارّة على طولها بصورة عمومية لا على عرضها، فتكون بمثابة عمود فقري لكلّ منها،
____________________
(1) الأنبياء: 31.
وحتى إذا لاحظنا أشباه الجزائر في كلّ قارة فلابدّ أن نرى السلاسل ممتدّة على أطول قسم منها، وكذلك الجزائر الجبلية، مهما كانت صغيرة أو كبيرة، امتّدت فيها السلاسل على طولها أيضاً.
وقد ثبت بصورة قطعية، وذلك عن طريق سبر قاعات البحار والمحيطات، إنّ الغالب من الجزائر ومرتفعاتها ما هي إلاّ امتداداً للسلاسل الجبلية وجزءً منها، حيث انغمر قسمٌ بماء البحر وبقي القسم الآخر كجزائر ظاهرةً على سطح الماء.
فالقارّات كلّها تتّصل بعضها ببعض بسلاسل جبلية عن طريق البر أو البحر.
وممّا يستلفت الأنظار أيضاً وجود طوق من السلاسل تحت البحر قليلاً قرب الساحل الشمالي للقارّات الثلاث الشمالية، يُطوّق المحيط المتجمّد القطبي الشمالي تطويقاً، وقد ظهرت منه كثير من الجزر التي تحفّ بهذا الساحل.
ويقابل ذلك من الجهة من الأرض طوق آخر من السلاسل يُطوّق القارّة القطبية المنجمّدة الجنوبية، وترتبط بالطوقين المذكورين ارتباطاً وثيقاً أطواقٌ أُخر لسلاسل جبلية ممتّدة في القارّات وفي المحيطات من الشمال إلى الجنوب، كأنّها إطارات تشابكت بعضها ببعض، فاستمسكت بعُرى الأرض دون التفتّت والانبثاث وتفرّق ذرّاتها هباءً في الفضاء (1) .
* * *
ومن جانب آخر كانت الأرض ذات لهب في باطنها، إنّها نارٌ موقدة ذات تغيّض وزفير، تكاد تميّز من الغيظ، وتحاول تحطيم القشرة المحيطة بها لولا صلابتها وسمكها الثخين، وما هذه الزلازل ونافورات البراكين إلاّ جانباً ضئيلاً من تلك الثورة والفورة النارية والمتوهّجة في باطن الأرض.
إنّ صلابة القشرة الأرضية العليا - التي بردت منذ أحقاب من الزمان - هي التي كفحت من جِماح باطنها المتوقّد، ولولا صلابتها وضخامة سمكها لتلوّت
____________________
(1) بصائر جغرافية: ص100 - 104.
واضطربت اضطراب الأَرشية، ولكانت الزلازل والهزّات الأرضية مستمرة على أشدّها، ولعمّت وجه الأرض كلّها، هذا إلى جانب أخطار خسف الأرض بأهلها وتشقّق أكنافها، لولا أنّ الله تعالى أمسكها بفضله وأسكنها برحمته، ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا ) (1) .
هكذا قال سيّدنا الأُستاذ الطباطبائي (قدس سرّه) عند قوله تعالى: ( وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ) -: فيه دلالة على أنّ للجبال ارتباطاً بالزلازل، ولولاها لاضطربت الأرض بقشرتها (2) .
قال سيّد قطب: الآية تُقرّر أنّ هذه الجبال الرواسي تحفظ توازن الأرض، فلا تميد بهم ولا تضطرب وحفظ التوازن يتحقّق في صور شتّى، فقد يكون توازناً بين الضغط الخارجي على الأرض والضغط الداخلي في جوفها، وهو يختلف من بقعة إلى بقعة، وقد يكون بروز الجبال في موضعٍ معادلاً لانخفاض الأرض في موضع آخر... وعلى أيّة حال فهذا النصّ يُثبت للجبال علاقة بتوازن الأرض واستقرارها، فلنترك للبحوث العلمية كشف الطريقة التي يتمّ بها هذا التوازن، فذلك مجالها الأصيل (3) .
* * *
وقال الأُستاذ الطنطاوي: مرّت على الأرض أدوار ستة مُقسّمة إلى 26 طبقة، والدور الأَوّل منها كان عبارة عن الزمن الذي كُوّن فيه على الكرة الأرضية النارية قشرةٌ صوانية (4) صُلبة، ومعلوم أنّ الأرض كانت ناراً ملتهبة فبردت قشرتها وصارت صوانية، وهي الغلاف الحقيقي لتلك الكرة النارية، ولا تزال الأرض
____________________
(1) فاطر: 41.
(2) الميزان: ج14 ص305.
(3) في ظِلال القرآن: ج5 ص531.
(4) ضَرب من الحجارة فيه صلابة يتطاير منه الشرر عند قدحه بالزند، استعمله الإنسان في عصر ما قبل التاريخ في صناعة أدواته البسيطة وفي آلات الصيد، وهو حجر صلد من المَرو يوجد في شكل عروق بطبقات الحجر الجيري من الأرض.
تُخرج لنا من أنفاسها المتضايقة ونارها المتّقدة في جوفها كل وقت ناراً بالبراكين.
فهذه البراكين أشبه بأفواه تتنفّس بها الأرض لتَخرج بعض النار من باطنها ثمّ يخرب ذلك البركان وينفتح بركان آخر. وهذه البراكين تُخرج ناراً ومواداً ذائبة تدلّنا على أصل أرضنا، وما كانت عليه قبل الدهر.
فهذه القشرة الصلبة (1) لولاها لتفجّرت ينابيع النار من سائر أطرافها كما كانت بعدما انفصلت من الشمس كثيرة الثورات والفوران، وهذه القشرة الصوانية البعيدة المغلّفة للكرة النارية هي التي نبتت منها هذه الجبال التي نراها فوق أرضنا، كما يقوله علماء طبقات الأرض.
فمن هنا ظهر أنّ هذه الجبال جُعلت لحفظها من أن تميل؛ لأنّ الطبقة الصوانية هي الحافظة لكرة النار التي تحتها، والكرة الصوانية هذه نبتت لها أسنان طالت وامتدّت حتى ارتفعت فوق الأرض، فلو زالت هذه الجبال لبقى ما تحتها مفتوحاً، وإذ ذاك تثور البراكين آلافاً مؤلّفة وتضطرب الأرض اضطراباً عظيماً وتتزلزل زلزالاً شديداً؛ لأنّ البراكين وثوراتها زلزلة.
ثمّ إنّ هذه الجبال قطعة من القشرة، غاية الأمر أنّها ارتفعت، فما هي إذاً إلاّ حافظة للكرة النارية التي لو تُركت لشأنها لاضطربت في أقرب من لمح البصر، فأهلكت الحرث والنسل.
هذه هي المعجزة الأُخرى للقرآن العظيم؛ لأنّ السابقين كانوا يؤمنون به فقط، فظهور ذلك اليوم من المعجزات القرآنية.
ولقد أجمع العلماء قديماً وحديثاً أنّ الجبال على الأرض لا قيمة لها بالنسبة للكرة الأرضية (2) ، فلو فرضنا أنّ الكرة الأرضية كرة قطرها ذراع لم يكن أرفع
____________________
(1) وقُدّر سمك القشرة الصلبة الأرضية العليا بمئات الأميال (مبادئ العلوم: ص43).
(2) يبلغ أعلا قُلل جبال الأرض هملايا 8700 متراً. بينما قطر الأرض يبلغ 12750 كيلومتراً =
الجبال فوقها إلاّ كنحو نصف سبع شعيرة فوقها (1) ، ولو أنّ الأرض كرة قطرها مترٌ واحدٌ لم تزد الجبال عليها مليمتراً واحداً ونصفه (2) فقط، فما هذا الجزء اليسير بالنسبة لتلك الكرة العظيمة حتّى يمنع ميلها وسقوطها!
نعم، كان الناس يؤمنون بظاهره، وقد ظهرت هذه النبوّة فعلاً في العلم الحديث، ولم تظهر إلاّ على يد مَن كفر بدين الإسلام، والمسلمون لا يعلمون إلاّ من الفرنجة، ونحن نكتب ذلك عنهم، فمنهم وإليهم (3) .
فصدق الله وجاءت المعجزات العلمية في القرآن تترى كلّما تقدم العلم وازدهرت حقائق العلوم وتجلّت أسرار هذا الكون، ولم يُعرف تفسير القرآن على وجه علميّ برهانيّ إلاّ في هذا العصر، وستنكشف حقائق أُخر في مستقبل الأيّام، فلله درّه من معجزة خالدة خلود الزمان.
* * *
وتمخّض البحث بالنتائج الثلاث التالية:
1 - إنّ للجبال (أي الصخور الجبلية المكتنفة بالأرض) أثراً مباشراً في توازن الأرض دون أن تضطرب، فتحيد عن مداراتها المنتظمة المؤثرة في تنظيم الحياة عليها..
وقد أشار إليه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلامه الآنف: (أو تزول عن مواضعها).
____________________
= والنسبة بينهما تعادل 1/1450 تقريباً، وهي نسبة ضئيلة جدّاً، (راجع مباني جغرافياى انسانى لجواد صفى نژاد: ص17).
(1) الذي ذكره شارح الجغمينية أنّه نسبة سبع عرض شعيرة إلى كرة قطرها ذراع وهو أربعة وعشرون إصبعاً، والإصبع ستة شعيرات قال: ويلزم أن يكون كنسبة الواحد إلى ألف وثمانية (شرح جغميني: ص12 - 13).
(2) ولعلّ هنا سهواً، والصحيح أنّ النسبة مليمتر واحد على كرة قطرها متر ونصف تقريباً.
(3) تفسير الجواهر ج10 ص198 - 199.
رَبِّكَ ) يعنى بذلك العذاب في دار الدنيا كما عذّب القرون الاولى، فهذا خبر يخبر به النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم عنهم ثمّ قال:( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) يعنى من قبل أن تجيء هذه الاية، وهذه الاية طلوع الشمس من مغربها، وإنّما يكتفى اولو الألباب والحجى وأولوا النهى أن يعلموا انه إذا انكشف الغطاء رأوا ما يوعدون.
٣٥٤ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهماالسلام في قوله:( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها ) قال: طلوع الشمس من المغرب، وخروج الدابة، والدجال والرجل يكون مصرا ولم يعمل عمل الايمان ثم تجيء الآيات فلا ينفعه ايمانه.
٣٥٥ ـ عن عمرو بن شمر عن أحدهماعليهماالسلام في قوله:( أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) قال: المؤمن حالت المعاصي بينه وبين ايمانه لكثرة ذنوبه وقله حسناته فلم يكسب في ايمانه خيرا.
٣٥٦ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدّثنا أبي (ره) قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال، في قول اللهعزوجل .( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) فقال: الآيات هم الائمةعليهمالسلام والاية المنتظر القائمعليهالسلام فيومئذ( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدّمه من آبائهعليهمالسلام .
٣٥٧ ـ وباسناده إلى عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمدعليهماالسلام ، في قول اللهعزوجل .( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) يعنى خروج القائم المنتظر منا.
٣٥٨ ـ وباسناده إلى النزال بن سترة عن أمير المؤمنينعليهالسلام حديث طويل يذكر فيه خروج الدجال وقاتله وفي آخره يقول: خرج دابة من الأرض(١) من عند الصفا معها
__________________
(١) وقد ذكرناه في ذيل الحديث الماضي المنقول عن تفسير العيّاشي في ذلك الكتاب ـ
خاتم سليمان وعصى موسىعليهماالسلام تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه هذا مؤمن حقا وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه: هذا كافر حقا، حتى ان المؤمن لينادي: الويل لك يا كافر، وان الكافر ينادى: طوبى لك يا مؤمن وددت انى اليوم مثلك فأفوز فوزا عظيما ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جلّ جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع و( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) ثم قالعليهالسلام : لا تسألونى عما تكون بعد هذا فانه عهد إلى حبيبي رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أنْ لا أخبر به غير عترتي.
٣٥٩ ـ وباسناده إلى محمد بن المسلي عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: ما زالت الأرض إلّا ولله تعالى ذكره فيها حجّةٌ يعرِّف الحلال والحرام ويدعو إلى سبيل الله جلّ وعز؟ ولا ننقطع الحجّة من الأرض إلّا أربعين يوما قبل يوم القيامة فاذا رفعت الحجّة أغلق باب التوبة ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أن ترفع الحجّة أولئك شرار من خلق الله وهم الذين تقوم عليهم القيمة.
٣٦٠ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن يونس عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللهعليهالسلام في قول الله:( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) يعنى في الميثاق( أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) قال: الإقرار بالأنبياء والأوصياء وأمير المؤمنينعليهمالسلام خاصة، قال. لا ينفع ايمانها لأنها سلبت.
٣٦١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفرعليهالسلام في قوله.( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) قال: نزلت.( أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ) قال: إذا طلعت الشمس من مغربها فكل من آمن في ذلك اليوم لم ينفعه ايمانه قوله:( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى
__________________
كلاما في معنى دابة الأرض وما ورد فيها من الأحاديث عن المعصومين (ع) فراجع ان شئت ج ١: ٣٨٤ ـ ٣٨٥ من كتاب تفسير العياشي.
اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ ) قال: فارقوا أمير المؤمنينعليهالسلام وصاروا أحزابا.
٣٦٢ ـ حدّثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد اللهعليهالسلام في قوله:( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً ) قال: فارق القوم والله دينهم.
٣٦٣ ـ في مجمع البيان قرأ حمزة والكسائي هاهنا وفي الروم «فارقوا» بالألف وهو المروي عن علىعليهالسلام ، واختلف في المعنيين بهذه الاية على أقوال إلى قوله: وثالثها منهم أهل الضلالة وأصحاب الشبهات والبدع من هذه الامة، رواه أبو هريرة وعائشة مرفوعا وهو المروي عن الباقرعليهالسلام .
٣٦٤ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن عليّ بن رئاب عن حمران بن أعين عن أبي جعفرعليهالسلام قال: قلت: فهل للمؤمن فضل على المسلم في شيء من الفضائل والأحكام والحدود وغير ذلك فقال: لا، هما يجريان في ذلك مجرى واحد، ولكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما وما يتقربان به إلى اللهعزوجل . قلت إلى اللهعزوجل يقول( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) وزعمت انهم مجتمعون على الصّلوة والزكاة والصوم والحجّ مع المؤمن قال: أليس قد قال اللهعزوجل :( فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً ) فالمؤمنون هم الّذين يضاعف اللهعزوجل لهم حسناتهم لكل حسنة سبعين ضعفا، فهذا فضل المؤمن ويزيده الله في حسناته على قدر صحة ايمانه أضعافا كثيرة، ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٦٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن سلمة قال: حدّثنا يحيى بن زكريا اللؤلؤى عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليهالسلام في قوله( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) قال؟ هي للمسلمين عامة، والحسنة الولاية، فمن عمل حسنة كتبت له عشرة، فان قال! ولم يكن ولاية دفع عنه بما عمل من حسنة في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق.
٣٦٦ ـ حدّثني أبي عن ابن عمير عن جميل عن زرارة عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: لما
أعطى الله تعالى إبليس ما أعطاه من القوة قال آدمعليهالسلام : يا رب سلّطت إبليس على ولدي وأجريته فيهم مجرى الدم في العروق وأعطيته ما أعطيته فما لي ولولدي فقال لك ولولدك السيئة بواحدة والحسنة بعشر أمثالها قال رب زدني قال: التوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم فقال: يا ربّ زدني، قال: أغفر ولا أبالي قال: حسبي.
٣٦٧ ـ في مجمع البيان وروى عن الصادقعليهالسلام أنّه قال لما نزلت هذه الاية:( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ) قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : رب زدني فأنزل الله سبحانه:( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٦٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن البرقي عن القاسم بن محمد عن العيص عن نجم بن حطيم عن أبي جعفرعليهالسلام قال: من نوى الصوم ثم دخل على أخيه فسأله ان يفطر عنده فليفطر وليدخل عليه السرور فانه يحتسب له بذلك اليوم عشرة أيام، وهو قول الله تعالى:( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) .
٣٦٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليهالسلام أنّه سأله عن الصوم في الحضر؟ فقال ثلثة أيام في كل شهر الخميس من جمعة والأربعاء من جمعة والخميس من جمعة أخرى.
٣٧٠ ـ قال: وقال أمير المؤمنينعليهالسلام صيام شهر الصبر وثلثة أيّام من كل شهر يذهبن ببلابل الصدر(١) وصيام ثلثة أيام من كل شهر صيام الدهر، إنّ اللهعزوجل يقول( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) .
٣٧١ ـ في أمالي شيخ الطائفة باسناده إلى بكر بن محمد عن الصادق جعفر بن محمّد عن آبائه قال قال أمير المؤمنينعليهالسلام الناس في الجمعة على ثلثة منازل رجل شهدها بإنصات وسكوت قبل الأيّام وذلك كفّارة لذنوبه من الجمعة إلى الجمعة الثانية، وزيادة ثلثة أيام لقول الله تعالى( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٧٢ ـ في كتاب معاني الأخبار أبي (ره) قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن
__________________
(١) بلابل الصدور: وساوسها.
يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: قال: كان عليّ بن الحسينعليهالسلام يقول: ويل لمن غلبت آحاده، فقلت له: وكيف هذا؟ فقال: أما سمعت اللهعزوجل يقول:( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها ) فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا، والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة، فنعوذ بالله ممن يركب في يوم واحد عشر سيئات، ولا يكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته.
٣٧٣ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى زيد بن عليٍّ قال: سألت أبي سيد العابدينعليهالسلام فقلت له: يا أبت أخبرنى عن جدّنا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم لما عرج به إلى السماء وأمره ربهعزوجل بخمسين صلوة كيف لم يسأله التخفيف عن أمّته حتّى قال له موسى بن عمران إرجع إلى ربّك فاسئله التخفيف فانّ أمّتك لا تطيق؟ فقال: يا بنى إنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم لا يقترح على ربّهعزوجل ولا يراجعه في شيء يأمره به، فلمّا سأله موسىعليهالسلام ذلك وصار شفيعا لامّته إليه لم يجز له ردّ شفاعة أخيه موسىعليهالسلام ، فرجع إلى ربّهعزوجل فسأله التخفيف إلى أن ردّها خمس صلوات، قال: فقلت له يا أبه فلم لم يرجع إلى ربّهعزوجل ولم يسأله التخفيف بعد خمس صلوات؟ فقال: يا بنى أرادعليهالسلام ان يحصل لامته التخفيف مع أجر خمسين صلوة لقول اللهعزوجل :( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٧٤ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدسسره باسناده إلى النبيصلىاللهعليهوآله حديث طويل يقول فيه لعليٍّعليهالسلام : من أحبك لدينك وأخذ بسبيلك فهو ممن هدى إلى صراط مستقيم. قال عزّ من قائل( دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ ) .
٣٧٥ ـ في كتاب الخصال عن زرارة قال أبو جعفرعليهالسلام : قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله بنى الإسلام على عشرة أسهم، على شهادة أنْ لا إله إلّا الله، وهي الملة والصلة وهي الفريضة الحديث.
٣٧٦ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الرحمن عن أبي كلدة عن أبي جعفر (ع) عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم حديث طويل يقول فيه وقد ذكر إبراهيم (ع) دينه ديني وديني دينه وسنته
سنتي وسنتي سنته وفضلي فضله، وانا أفضل منه.
٣٧٧ ـ عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال ما أبقت الحنيفية شيئا حتى أنَّ منها قصُّ الشارب والأظفار، والأخذ من الشارب(١) والختان.
٣٧٨ ـ عن جابر الجعفي عن محمّد بن عليٍّ (ع) قال ما من أحد من هذه الأمّة يدين بدين إبراهيم غيرنا وشيعتنا.
٣٧٩ ـ عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علىعليهمالسلام قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم إنَّ الله بعث خليله بالحنيفيّة، وأمره بأخذ الشارب وقصّ الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة والختان.
٣٨٠ ـ عن عمر بن أبي ميثم قال: سمعت الحسين بن عليٍّ صلوات الله عليه يقول: ما أحد على ملة إبراهيم الا نحن وشيعتنا وساير الناس منها براء.
٣٨١ ـ في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمدعليهماالسلام قال: هذه شرايع الدين إلى أن قال: ولا يأخذ اللهعزوجل البريء بالسقيم، ولا يعذب اللهعزوجل الأطفال بذنوب الاباء، فانه قال في محكم كتابه:( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى ) .
٣٨٢ ـ في مجمع البيان وروى عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال لا تجن يمينك على شمالك.
٣٨٣ ـ في عيون الأخبار حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السّلام بن صالح الهروي قال قلت لأبي الحسن الرضاعليهالسلام يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روى عن الصادقعليهالسلام أنّه قال إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسينعليهالسلام بفعال آبائها؟ فقالعليهالسلام هو كذلك، فقلت قول الله تعالى( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى ) ما معناه؟ قال: صدق الله تعالى في جميع أقواله ولكن ذراري قتلة الحسينعليهالسلام يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضى شيئا كان كمن أتاه ولو أنّ رجلا قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند اللهعزوجل شريك القاتل وإنّما يقتل القائمعليهالسلام إذا خرج، لرضاهم بفعل آبائهم.
٣٨٤ ـ وفيه في باب ما كتبه الرضا (ع) للمأمون من محض الإسلام وشرايع الدين ولا يأخذ الله
__________________
(١) وفي المصدر «وأخذ الشارب».
تعالى البريء بالسقيم، ولا يعذّب الله تعالى الأطفال بذنوب الآباء،( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى )
٣٨٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى الباقرعليهالسلام حديث طويل يقول فيه: إنّ عليّ بن الحسينعليهالسلام كان يذكر حال من مسخهم الله قردة من بنى إسرائيل ويحكى قصتهم وفيه قال الباقرعليهالسلام : فلمّا حدّث عليّ بن الحسينعليهالسلام بهذا الحديث قال له بعض من في مجلسه: يا ابن رسول الله كيف يعاتب الله ويوبخ هؤلاء الأخلاف على قبايح أتاها أسلافهم وهو يقول:( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى ) ، فقال زين العابدينعليهالسلام إنّ القرآن نزل بلغة العرب فهو يخاطب فيه أهل اللسان بلغتهم، يقول الرجل لتميمى قد أغار قومه على بلد وقتلوا من فيه: أغرتم على بلد كذا أو فعلتم كذا؟ ويقول العرب نحن فعلنا ببني فلان، ونحن سبينا آل فلان، ونحن خربنا بلد كذا لا يريد انهم باشروا ذلك، ولكن يريد هؤلاء بالعذل وأولئك بالامتحان أن قومهم فعلوا كذا، فقول اللهعزوجل في هذه الآيات إنّما هو توبيخ لأسلافهم وتوبيخ العذل على هؤلاء الموجودين، لانّ ذلك هو اللغة التي نزل بها القرآن، ولأنّ هؤلاء الأخلاف أيضا راضون بما فعل أسلافهم، مصوبون ذلك لهم، فجاز أن يقال أنتم فعلتم أي رضيتم قبيح فعلهم.
٣٨٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ ) قال: في القدرة والمال ليبلوكم أي يختبركم( فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) . تمَّ الجزء الاوّل من نور الثقلين واتفق الفراغ منه على يد مؤلّفه العبد الفقير الجاني والحقير أقل العباد وأحوجهم إلى عفو ربّه يوم التناد عبد على بن جمعة العروسى الحويزي بدار العلم شيراز صانها الله عن الأحزان في المدرسة المباركة عمّرها الله بتعمير بانيها جزيل الإحسان ومعدن الفضل.
وقد فرغت من تصحيحه والتعليق عليه في ١٦ صفر سنة ١٣٨٣ من الهجرة
النبويّة وأنا العبد الفاني السيّد هاشم الحسيني المحلّاتى المشتهر
برسولي عفى عنه وعن والديه بحقّ محمّد وآله
الفهرس
الآية |
رقمها |
الصفحة |
سورة الحمد وفيها ١١٤ حديثا ـ في فضلها
قوله تعالى (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) |
١ |
٥ |
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) |
٢ |
١٥ |
(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) |
٣ |
١٩ |
(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) |
٤ |
١٩ |
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ) |
٤ |
|
(وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) |
٥ |
٢٠ |
(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) |
٦ |
٢٠ |
(صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ) |
٧ |
٢٣ |
(غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) الخ |
٧ |
٢٤ |
سورة البقرة وفيها ١٢٢٩ حديثا ـ في فضلها
قوله (الم ذلِكَ الْكِتابُ) |
٠١ |
٢٦ |
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) |
٣ |
٣١ |
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) |
٦ |
٣٢ |
(خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ ـ) او قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ) |
٧ |
٣٣ |
(وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا) |
١٧ |
٣٥ |
(كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ) وقوله ـ (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) |
١٩ |
٣٦ |
(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) وقوله ـ (وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ) |
١٩ |
٣٧ |
(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) |
٢٠ |
٣٨ |
(يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) |
٢١ |
٣٩ |
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ) وقوله (فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ) |
٢٢ |
٤١ |
(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) |
٢٤ |
٤٣ |
(كُلَّما رُزِقُوا مِنْها ـ) وقوله (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي) |
٢٤ |
٤٤ |
(ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا ـ) وقوله (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ) |
٢٦ |
٤٥ |
الآية |
رقمها |
الصفحة |
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ) |
٢٨ |
٤٦ |
(إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) |
٢٩ |
٤٨ |
(أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها) |
٢٩ |
٥٠ |
(إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) |
٢٩ |
٥٢ |
(أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ) |
٣٢ |
٥٤ |
(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) |
٣٣ |
٥٦ |
(لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ ـ) وقوله (فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ) |
٣٤ |
٥٩ |
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ) |
٣٥ |
٦١ |
(اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) |
٣٧ |
٦٣ |
(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) |
٣٧ |
٦٧ |
(أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) وقوله (يا بَنِي إِسْرائِيلَ) |
٣٨ |
٧١ |
(وَلا تَكُونُوا أوّل كافِرٍ) وقوله (أَقِيمُوا الصَّلاةَ) |
٣٨ |
٧٣ |
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ) |
٤٢ |
٧٥ |
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) |
٤٣ |
٧٦ |
(وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ) |
٤٦ |
٧٧ |
(يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ) |
٤٧ |
٧٩ |
(وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ) |
٤٨ |
٨٠ |
(وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ) |
٥٣ |
٨١ |
(وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ) وقوله (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) |
٥٥ |
٨٢ |
(فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا) |
٥٧ |
٨٣ |
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا) |
٦٠ |
٨٤ |
(خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) |
٦١ |
٨٥ |
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ) |
٦٢ |
٨٦ |
وقوله (ادْعُ لَنا رَبَّكَ) |
٦٥ |
٨٧ |
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) |
٧٠ |
٨٩ |
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ) |
٧٤ |
٩٢ |
(بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ) |
٧٧ |
٩١ |
الآية |
رقمها |
الصفحة |
(قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) |
٧٨ |
٩٤ |
(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) |
٧٩ |
٩٥ |
(وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) |
٨٢ |
٩٨ |
(وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ) |
٨٤ |
٩٩ |
(فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) |
٨٩ |
١٠٢ |
(مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) |
٩٢ |
١٠٤ |
(ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) |
٩٧ |
١٠٧ |
(وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ) |
٩٧ |
١٠٨ |
(ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها) |
١٠١ |
١١٥ |
(قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ) |
١٠٦ |
١١٦ |
(فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) |
١١٠ |
١١٧ |
(بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) |
١١٢ |
١١٩ |
(وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ) |
١١٩ |
١٢٠ |
(لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) |
١١٩ |
١٢١ |
(وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ) |
١٢٠ |
١٢٢ |
(أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) |
١٢٠ |
١٢٣ |
(رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً) |
١٢١ |
١٢٤ |
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ) |
١٢٢ |
١٢٥ |
(وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً) |
١٢٣ |
١٢٩ |
(يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى) |
١٢٧ |
١٣٠ |
(وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ) |
١٢٨ |
١٣١ |
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ) |
١٣٥ |
١٣٢ |
(قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) |
١٣٧ |
١٣٣ |
(وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) |
١٣٨ |
١٣٤ |
(إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ) |
١٣٩ |
١٣٥ |
(وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها) |
١٣٩ |
١٣٦ |
(وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) |
١٤٠ |
١٣٧ |
الآية |
رقمها |
الصفحة |
||
(وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) |
١٤٢ |
١٣٨ |
||
(فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا) |
١٤٤ |
١٣٩ |
||
(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) |
١٤٨ |
١٤٠ |
||
(إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) |
١٤٩ |
١٤١ |
||
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ) |
١٥١ |
١٤٢ |
||
(الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ) |
١٥٢ |
١٤٣ |
||
(إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) |
١٥٤ |
١٤٥ |
||
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا) |
١٥٥ |
١٤٨ |
||
(وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) |
١٥٩ |
١٤٩ |
||
(وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) |
١٦١ |
١٥١ |
||
(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا) |
١٦٧ |
١٥٢ |
||
(إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) |
١٦٩ |
١٥٣ |
||
(فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ) |
١٦٩ |
١٥٤ |
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ) |
١٧٤ |
١٥٦ |
(فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ) |
١٧٤ |
١٥٧ |
(إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ) |
١٧٧ |
١٥٨ |
(فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ) |
١٧٨ |
١٥٩ |
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ) |
١٨٠ |
١٦٢ |
(فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ) |
١٨١ |
١٦٤ |
(شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ) |
١٨٢ |
١٦٦ |
(فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) |
١٨٢ |
١٦٨ |
(يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) |
١٨٢ |
١٦٩ |
(لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) |
١٨٢ |
١٧٠ |
(وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي) |
١٨٣ |
١٧١ |
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ) |
١٨٤ |
١٧٢ |
(كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ) |
١٨٤ |
١٧٤ |
(وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) |
١٨٥ |
١٧٥ |
(لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ) |
١٨٦ |
١٧٧ |
الآية |
رقمها |
الصفحة |
||
(فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) |
١٩٠ |
١٧٨ |
||
(وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ) |
١٩٢ |
١٧٩ |
||
(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ) |
١٩٣ |
١٨١ |
||
(فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) |
١٩٣ |
١٨٣ |
||
(وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى) |
١٩٣ |
١٨٥ ١٨٧ |
||
(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ) |
١٩٣ |
١٨٩ |
||
(ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) |
١٩٣ |
١٩٢ |
||
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) |
١٩٤ |
١٩٣ |
||
(ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) |
١٩٦ |
١٩٥ |
||
(رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) |
١٩٧ |
١٩٩ |
||
(فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) |
٢٠٠ |
٢٠١ |
||
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ) |
٢٠١ |
٢٠٣ |
||
(مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ) |
٢٠٥ |
٢٠٤ |
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ) |
٢٠٥ |
٢٠٥ |
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ) |
٢٠٧ |
٢٠٦ |
(كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً) |
٢١٠ |
٢٠٨ |
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) |
٢١٨ |
٢٠٩ |
(يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ) |
٢١٨ |
٢١٠ |
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى) |
٢١٩ |
٢١١ |
(فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ) |
٢٢٣ |
٢١٣ |
(نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) |
٢٢٤ |
٢١٥ |
(وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) |
٢٢٥ |
٢١٧ |
(لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) |
٢٢٨ |
٢١٩ |
(وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَ) |
٢٢٩ |
٢٢٠ |
(وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ) |
٢٢٩ |
٢٢١ |
(فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ) |
٢٣٠ |
٢٢٢ |
(تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوها) |
٢٣٠ |
٢٢٤ |
(فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما) |
٢٣١ |
٢٢٥ |
الآية |
رقمها |
الصفحة |
||
(وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا) |
٢٣٢ |
٢٢٦ |
||
(لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها) |
٢٣٤ |
٢٢٧ |
||
(وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ) |
٢٣٤ |
٢٢٨ |
||
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ) |
٢٣٥ |
٢٢٩ |
||
(وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ) |
٢٣٦ |
٢٣٠ |
||
(لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا) |
٢٣٦ |
٢٣١ |
||
(وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ) |
٢٣٨ |
٢٣٢ |
||
(إِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ) |
٢٣٩ |
٢٣٣ |
||
(أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ) |
٢٣٩ |
٢٣٤ |
||
(وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) |
٢٣٩ |
٢٣٥ |
||
(وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) |
٢٣٩ |
٢٣٦ |
||
(حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ) |
٢٤٠ |
٢٣٧ |
||
(فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً) |
٢٤١ |
٢٣٩ |
(وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ) |
٢٤٣ |
٢٤٠ |
(أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ) |
٢٤٥ |
٢٤١ |
(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) |
٢٤٧ |
٢٤٣ |
(أَلَمْ تَرَ إلى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) |
٢٤٨ |
٢٤٤ |
(إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ) |
٢٤٩ |
٢٤٥ |
(إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ) وقوله (إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ) |
٢٤٩ |
٢٤٦ |
(وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ) |
٢٥٣ |
٢٥٢ |
(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) |
٢٥٥ |
٢٥٣ |
(اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) إلى ـ (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) |
٢٥٧ |
٢٥٦ |
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ) |
٢٦٢ |
٢٦٧ |
(رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) إلى ـ (ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ) |
٢٦٣ |
٢٧٥ |
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) |
٢٦٩ |
٢٨٣ |
(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ) |
٢٦٩ |
٢٨٤ |
(أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ) |
٢٧٠ |
٢٨٥ |
(الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) |
٢٧٢ |
٢٨٦ |