تفسير نور الثقلين الجزء ٢

تفسير نور الثقلين10%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 560

  • البداية
  • السابق
  • 560 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 15924 / تحميل: 5292
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

بيعقوب » قال الرّجل: يا ابن رسول الله، ما الّذي نزل بيعقوب؟ قال: « كان يعقوب النّبيعليه‌السلام ، يذبح لعياله في كلّ يوم شاة، ويقسم لهم من الطّعام مع ذلك ما يسعهم، وكان في عصره نبي من الأنبياء كريم على الله لا يؤبه له، قد أخمل نفسه ولزم السّياحة، ورفض الدّنيا فلا يشتغل بشئ منها، فإذا بلغ من الجهد توخّى دور الأنبياء وأبناء الأنبياء والصّالحين، ووقف لها وسأل ممـّا يسأل السّؤال، من غير أن يعرف به، فإذا أصاب ما يسمك رمقه مضى لمـّا هو عليه، (ولمـّا أغري)(١) ليلة بباب يعقوب وقد فرغوا من طعامهم، وعندهم منه بقيّة كثيرة، فسأل فأعرضوا عنه، فلا هم أعطوه شيئاً ولا صرفوه، وأطال الوقوف ينتظر ما عندهم، حتّى أدركه ضعف الجهد وضعف طول القيام، فخرّ من قامته قد غشي عليه، فلم يقم إلّا بعد هَوِىّ من اللّيل، فنهض لمـّا به ومضى لسبيله، فرأى يعقوب في منامه تلك اللّيلة ملكاً أتاه فقال: يا يعقوب، يقول لك ربّ العالمين: وسعت عليك في المعيشة، وأسبغت عليك النّعمة، فيعتري ببابك نبيّ من أنبيائي كريم عليّ، قد بلغ الجهد فتعرض أنت وأهلك عنه، وعندكم من فضول ما أنعمت به عليكم ما القليل منه يحييه، فلم تعطوه شيئاً ولم تصرفوه فيسأل غيركم، حتّى غشي عليه فخرّ من قامته لاصقاً بالأرض عامّة ليلته، وأنت في فراشك مستبطن متقلّب في نعمتي عليك، وكلاكما بعيني، وعزّتي وجلالي لأبتلينّك ببليّة تكون لها حديثاً في الغابرين، فانتبه يعقوبعليه‌السلام مذعوراً، وفزغ إلى محرابه فلزم البكاء والخوف حتّى أصبح، أتاه بنوه يسألونه ذهاب يوسف معهم » ثمّ ذكر أبو جعفرعليه‌السلام قصّة يوسف بطولها.

____________________________

(١) في المصدر: وأنه أعترى ذات، والظاهر أنّه أصوب إذ أن عراه وأعتراه: غشيه طالباً معروفه (لسان العرب ج ١٥ ص ٤٤).

٢٠١

[ ٨٠٣٢ ] ١٠ - عماد الدّين الطبري في بشارة المصطفى: عن أبي البقاء ابراهيم بن الحسين البصري، عن أبي طالب محمّد بن الحسن، عن أبي الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد، عن محمّد بن وهبان الدّبيلي، عن عليّ بن أحمد بن كثير العسكري، عن أحمد بن المفضّل أبي سلمة الأصفهاني، عن أبي علي راشد بن عليّ بن وائل القرشي، عن عبدالله بن حفص المدني، عن محمّد بن إسحاق، عن سعيد بن زيد بن أرطأة، عن كميل بن زياد، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّه قال فيما أوصاه إليه: « البركة في المال من إعطاء(١) الزكاة، ومواساة المؤمنين، وصلة الأقربين، وهم الأقربون(٢) يا كميل، زد قرابتك المؤمن على ما تعطي سواه من المؤمنين، وكن بهم أرأف وعليهم أعطف، وتصدّق على المساكين، يا كميل، لا تردّن سائلاً ولو بشقّ تمرة، أو من شطر عنب، يا كميل، الصّدقة تنمى عند الله تعالى » الخبر.

ورواه الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول(٣) ، ويوجد في بعض نسخ نهج البلاغة.

[ ٨٠٣٣ ] ١١ - الشيخ ابراهيم الكفعمي في كتاب مجموع الغرائب: عن الجواهر للشّيخ الفاضل محمّد بن محاسن البادرائي، أنّه روى: أنّ عيسىعليه‌السلام قال: من ردّ السائل محروماً، لا تغشى الملائكة بيته سبعة أيّام.

____________________________

١٠ - بشارة المصطفى ص ٢٥.

(١) في المصدر: إيتاء.

(٢) وفيه: الأقربون لنا.

(٣) تحف العقول ص ١١٥.

١١ - مجموع الغرائب:

٢٠٢

[ ٨٠٣٤ ] ١٢ - الشّيخ أبو الفتوح الرّازي في تفسيره: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « للسّائل حقّ وإن جاء على فرس ».

[ ٨٠٣٥ ] ١٣ - وعن الحسين بن عليعليهما‌السلام ، أنّ سائلاً كان يسأل يوماً، فقالعليه‌السلام : « أتدرون ما يقول؟ » قالوا: لا، يا ابن رسول الله قالعليه‌السلام : « يقول: أنا رسولكم إن أعطيتموني شيئاً أخذته وحملته إلى هناك، وإلا أرد إليه وكفّي صفر ».

[ ٨٠٣٦ ] ١٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لو لا أنّ السّائلين(١) يكذبون، ما قدّس من ردّهم ».

[ ٨٠٣٧ ] ١٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه كان يقول: « اللّهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين » فقالت له إحدى زوجاته: لم تقول هكذا؟ قال: « لأنهم يدخلون الجنّة قبل الأغنياء بأربعين عاماً، ثمّ قال: أنظري ألّا تزجري المسكين، وإن سأل شيئاً فلا تردّيه ولو بشقّ تمرة، واحبيه وقربيه إلى نفسك، حتّى يقرّبك الله تعالى إلى رحمته ».

[ ٨٠٣٨ ] ١٦ - وروي: أنّ الله تعالى يقول يوم القيامة لبعض عباده: استطعمتك فلم تطعمني، واستقيتك فلم تسقني، واستكسيتك فلم

____________________________

١٢ - تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٦٧، وفي ج ٥ ص ٥٤٨، وأخرجه في البحار ج ٩٦ ص ١٧ ح ٢ عن جامع الأخبار ص ١٦٢.

١٣ - تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٦٧.

١٤ - تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٦٧.

(١) في المصدر: السؤّال.

١٥ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٦٦.

١٦ - تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ٢٨١.

٢٠٣

تكسني، فيقول العبد: إلهي أنّه كان، وكيف كان؟ فيقول تعالى: العبد الفلاني الجائع استطعمك فما أطعمته، والفلاني العاري استكساك فما كسوته، فلأمنعنك اليوم فضلي كما منعته.

[ ٨٠٣٩ ] ١٧ - أبو علي محمّد بن همام في كتاب التّمحيص: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « لا يكمل المؤمن إيمانه حتّى يحتوي على مائة وثلاث خصال - إلى أن عدّصلى‌الله‌عليه‌وآله منها - لا يردّ سائلاً، ولا يبخل بنائل ».

[ ٨٠٤٠ ] ١٨ - البحار، عن الديلمي في أعلام الدين: عن أبي أمامة، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « قال الخضرعليه‌السلام : من سُئل بوجه الله عزّوجلّ فردّ سائله، وهو قادر على ذلك، وقف يوم القيامة ليس لوجهه جلد ولا لحم، (إلّا)(١) عظم يتقعقع » الخبر.

[ ٨٠٤١ ] ١٩ - محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره: عن زيد الشحّام، عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، قال: « ما سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شيئاً قطّ، فقال: لا، إن كان عنده أعطاه، وإن لم يكن عنده، قال: يكون إن شاء الله ».

[ ٨٠٤٢ ] ٢٠ - القطب الراوندي في لبّ اللّباب: عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنّه خرج ذات يوم معه خمسة دراهم، فأقسم عليه

____________________________

١٧ - التمحيص ص ٧٤ ح ١٧١.

١٨ - البحار ج ١٣ ص ٣٢١ ح ٥٥ عن أعلام الدين ص ١١٢.

(١) في أعلام الدين: ولا.

١٩ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٦١ ح ٢١٢.

٢٠ - لبّ اللباب: مخطوط.

٢٠٤

فقير فدفعها إليه، فلمّا مضى فإذا بأعرابي على جمل، فقال له: اشتر هذا الجمل، قال: « ليس معي ثمنه »، قال: اشتر نسية، فاشتراه بمائة درهم، ثمّ أتاه إنسان فاشتراه منه بمائة وخمسين درهماً نقداً، فدفع إلى البايع مائة، وجاء بخمسين إلى داره، فسألته - أي فاطمةعليها‌السلام - عن ذلك، فقال: « أتجّرت مع الله، فأعطيته واحداً فأعطاني مكانه عشرة ».

[ ٨٠٤٣ ] ٢١ - وعن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من نهر سائلاً، نهرته الملائكة يوم القيامة ».

٢١ -( باب جواز ردّ السّائل، بعد إعطاء ثلاثة)

[ ٨٠٤٤ ] ١ - دعائم الإسلام: عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، أنّه وقف به سائل وهو مع جماعة من أصحابه، فسأله فأعطاه، ثمّ جاء آخر فسأله فأعطاه ثمّ جاء الثّالث(١) فأعطاه ثمّ جاء الرّابع فقال له: « يرزقنا الله وإيّاك » ثمّ قال لأصحابه: « لو أنّ رجلاً عنده مائة ألف، ثمّ أراد ان يضعها موضعها لوجد ».

[ ٨٠٤٥ ] ٢ - محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره: عن عجلان، قال: كنت عند أبي عبداللهعليه‌السلام ، فجاءه سائل، فقام إلى مكتل فيه تمر فملأ يده ثمّ ناوله، ثمّ جاء آخر فسأله، فقام فأخذ بيده

____________________________

٢١ - لب اللباب: مخطوط.

الباب - ٢١

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ٣٣٥ ح ١٢٦٦.

(١) في المصدر زيادة: فسأله.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٩ ح ٥٩، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٦٩ ح ٥٩.

٢٠٥

فناوله، ثمّ جاء آخر فسأله، فقال: « رزقنا الله وإيّاك »(١) .

٢٢ -( باب عدم جواز الرّجوع في الصّدقة، وحكم صدقة الغلام)

[ ٨٠٤٦ ] ١ - دعائم الإسلام: عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، أنّه قال: « إذا تصدّق الرّجل بصدقة، لم يحلّ له أن يشتريها، ولا أن يستوهبها، ولا أن يملكها، بعد أن تصدّق بها، إلّا بالميراث، فإنّها(١) إن دارت له بالميراث حلّت له ».

[ ٨٠٤٧ ] ٢ - ابن شهر آشوب في المناقب: عن كتاب الفنون، قال: نام رجل من الحاجّ في المدينة فتوهّم أنّ هميانه سرق، فخرج فرأى جعفر الصّادقعليه‌السلام ، مصلّيا ولم، يعرفه فتعلّق به وقال له: أنت أخذت همياني، قال: « ما كان فيه؟ » قال: ألف دينار، قال: فحمله إلى داره، ووزن له ألف دينار، وعاد إلى منزله ووجد هميانه، فرجع(١) إلى جعفرعليه‌السلام معتذراً بالمال فأبى قبوله، وقالعليه‌السلام : « شئ خرج من يدي لا يعود إليّ » (إلى أن)(٢)

____________________________

(١) ورد في هامش الطبعة الحجرية، منه (قدّه) ما نصّه: « هذا الخبر رواه الكليني في الكافي ج ٤ ص ٥٥ ح ٧ بإسناده عن عجلان كما في الأصل، وفيه أنهم كانوا أربعة أعطى ثلاثة منهم وردّ الرابع فالظاهر أنّه سقط في نسخة العياشي جملة أخرى، والله العالم ».

الباب - ٢٢

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ٣٣٩ ح ١٢٧٥.

(١) في الطبعة الحجرية « فانهما » وما أثبتناه من المصدر.

٢ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٤ ص ٢٧٤.

(١) في المصدر: فعاد.

(٢) ليس في المصدر.

٢٠٦

قال: فسأل(٣) الرّجل، فقيل: هذا جعفر الصّادقعليه‌السلام ، قال: لا جرم هذا فعال مثله.

[ ٨٠٤٨ ] ٣ - السيّد عليّ بن طاووس في مهج الدّعوات: نقلاً من كتاب عتيق، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبدالله بن صفوة، عن محمّد بن العبّاس العاصمي، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن أبيه، عن محمّد بن الرّبيع الحاجب، عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام - في حديث طويل - أنّه قال: « إنّا أهل بيت لا نرجع في معروفنا » الخبر.

٢٣ -( باب استحباب التماس الدّعاء من السّائل، واستحباب دعاء السّائل لمن أعطاه)

[ ٨٠٤٩ ] ١ - دعائم الإسلام: عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، أنّه قال: « لا تستخفوا بدعاء المساكين للمرضى منكم، فإنّه يستجاب لهم فيكم، ولا يستجاب لهم في أنفسهم ».

[ ٨٠٥٠ ] ٢ - الشّيخ المفيد في الاختصاص: عن القاسم، عن بريد العجلي، عن أبيه، قال: دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام ، فقلت له: جعلت فداك، قد كان الحال حسنة، وإنّ الأشياء اليوم متغيّرة، فقال: « إذا قدمت الكوفة فاطلب عشرة دراهم، فإن لم تصبها فبع وسادة من وسائدك بعشرة دراهم، ثمّ ادع عشرة من أصحابك واصنع لهم طعاماً، فإذا أكلوا فاسألهم فيدعوا الله لك » قال: فقدمت الكوفة فطلبت عشرة دراهم فلم أقدر عليها، حتّى بعت

____________________________

(٣) وفيه: فسأل عنه.

٣ - مهج الدعوات ص ١٩٦.

الباب - ٢٣

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٣٦ ح ٤٧٨.

٢ - الاختصاص ص ٢٤.

٢٠٧

وسادة لي بعشرة دراهم كما قال، وجعلت لهم طعاماً، ودعوت أصحابي عشرة، فلمّا أكلوا سألتهم أن يدعوا الله لي، فما مكثت حتّى مالت إليّ(١) الدّنيا.

٢٤ -( باب استحباب المساعدة على إيصال الصّدقة والمعروف إلى المستحقّ)

[ ٨٠٥١ ] ١ - الصّدوق في الخصال: عن حمزة بن محمّد العلوي(١) ، عن عليّ بن ابراهيم، عن أبيه، عن جعفر الأشعري، عن عبدالله بن ميمون القداح، عن الصّادقعليه‌السلام ، عن آبائه، عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « الدّال على الخير كفاعله ».

[ ٨٠٥٢ ] ٢ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من شفع شفاعة حسنة أو أمر بمعروف، فإن الدّال على الخير كفاعله ».

[ ٨٠٥٣ ] ٣ - القطب الرّاوندي في لبّ اللّباب: قال: روي أنّ الصّدقة لتجري على سبعين رجلاً، تكون أجر آخرهم كأوّلهم.

____________________________

(١) في المصدر عليّ.

الباب - ٢٤

١ - الخصال ص ١٣٤ ح ١٤٥.

(١) كذا في المصدر، وفي النسخة الحجرية « حمزة بن الحسن العلوي » راجع معجم رجال الحديث ج ٦ ص ٢٧٨ و ٢٨١، ومجمع الرجال ج ٧ ص ٢٣٦.

٢ - الجعفريات ص ١٧١.

٣ - لب اللباب: مخطوط.

٢٠٨

[ ٨٠٥٤ ] ٤ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « الخازن الأمين الذي يؤدّي ما ائتمن به، طيبة به نفسه فإنّه أحد المتصدّقين ».

[ ٨٠٥٥ ] ٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « صدقة المرأة من بيت زوجها، غير مسرفة ولا مضرّة، مع علم عدم كراهيّة، لها أجر وله مثلها، لها بما أنفقت، وله بما اكتسب، وللخازن مثل ذلك ».

٢٥ -( باب مواساة المؤمن في المال)

[ ٨٠٥٦ ] ١ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن الصّادقعليه‌السلام ، أنّه قال: « أشدّ الأعمال ثلاثة: إنصاف النّاس من نفسك، حتّى لا ترضى لهم إلّا ما ترضى به لها منهم، ومواساة الأخ في الله(١) ، وذكر الله على كلّ حال ».

[ ٨٠٥٧ ] ٢ - وعن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: قلت: ما أشدّ ما عمل العباد؟ قال: « إنصاف المرء من نفسه، ومواساة المرء أخاه، وذكر الله على كلّ حال » الخبر.

[ ٨٠٥٨ ] ٣ - الصّدوق في مصادقة الإخوان: عن المفضّل بن عمر قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « إختبر شيعتنا في خصلتين، فإن كانتا

____________________________

٤ - درر اللآلي ج ١ ص ١٤.

٥ - درر اللآلي ج ١ ص ١٥.

الباب - ٢٥.

١ - الغايات ص ٧٣.

(١) في المصدر: المال.

٢ - الغايات ص ٧٤.

٣ - مصادقة الإخوان ص ٣٦ ح ٢.

٢٠٩

فيهم (وإلّا فاغرب ثمّ اغرب)(١) ، قلت: ما هما؟ قال: المحافظة على الصّلاة(٢) ، والمواساة للإخوان وإن كان الشّئ قليلاً ».

[ ٨٠٥٩ ] ٤ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّه قال: « المواساة أفضل الأعمال، وقال(١) : أحسن الإحسان مواساة الإخوان ».

[ ٨٠٦٠ ] ٥ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « يجئ أحدكم إلى أخيه، فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه »، فقلت: ما أعرف ذلك فينا، قال: فقال أبو جعفرعليه‌السلام : « فلا شئ إذاً »، قلت: فالهلكة إذاً؟ قال: « إنّ القوم لم يعطوا أحلامهم بعد ».

[ ٨٠٦١ ] ٦ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سيّد الأعمال ثلاث: إنصاف النّاس من نفسك ومواساة الأخ في الله، وذكرك الله تعالى في كلّ حال ».

[ ٨٠٦٢ ] ٧ - أصل من أصول القدماء: قال: دخل رجل إلى جعفر بن

____________________________

(١) في المصدر: وإلّا فأعزب ثمّ أعزب.

(٢) في المصدر: الصلوات في مواقيتهن.

٤ - درر الحكم ودرر الكلم ص ٤٧ ح ١٣٥٩.

(١) نفس المصدر ص ١٨٤ ح ١٩٧.

٥ - المؤمن ص ٤٤ ح ١٠٣.

٦ - الجعفريات ص ٢٣٠.

٧ - أصل من أصول القدماء.

٢١٠

محمّدعليهما‌السلام ، وقال: يابن رسول الله، ما المروّة؟ قال: « ترك الظّلم ومواساة الإخوان في السّعة » الخبر.

[ ٨٠٦٣ ] ٨ - دعائم الإسلام: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنّه أوصى لبعض(١) شيعته فقال: يا معشر شيعتنا، اسمعوا وافهموا وصايانا وعهدنا إلى أوليائنا، اصدقوا في قولكم، وبرّوا في أيمانكم لأوليائكم واعدائكم، وتواسوا بأموالكم، وتحابّوا بقلوبكم » الخبر.

وباقي أخبار الباب، يأتي في أبواب العشرة من كتاب الحجّ.

٢٦ -( باب استحباب الإيثار على النّفس ولو بالقليل، لغير صاحب العيال)

[ ٨٠٦٤ ] ١ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن سماعة، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: سألناه عن الرّجل لا يكون عنده إلّا قوت يومه، ومنهم من عنده قوت شهر، ومنهم من عنده قوت سنة، أيعطف من عنده قوت يوم على من ليس عنده شئ؟ ومن عنده قوت شهر على من دونه؟ والسّنة(١) على نحو ذلك؟ وذلك كلّه الكفاف الذي لا يلام عليه، فقالعليه‌السلام : « هما أمران، أفضلهم(٢) فيه أحرصكم على الرّغبة فيه والأثرة على نفسه، إنّ الله عزّوجلّ

____________________________

٨ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٦٤.

(١) في المصدر: بعض، والظاهر هو الصحيح.

الباب - ٢٦

١ - المؤمن ص ٤٤ ح ١٠٢.

(١) في المصدر: ومن عنده قوت سنة على من دونه.

(٢) وفيه: أفضلكم.

٢١١

يقول:( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) (٣) وإلّا لا يلام عليه، اليد العليا خير اليد السّفلى، ويبدأ بمن يعول ».

[ ٨٠٦٥ ] ٢ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّه قال: « قد فرض الله التّحمل على الأبرار في كتاب الله »، قيل: وما التّحمل؟ قال: « إذا كان وجهك آثر من(١) وجهه التمست له، وقال في قول الله عزّوجلّ:( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) (٢) وقال: لا تستأثر عليه بما هو أحوج إليه منك ».

[ ٨٠٦٦ ] ٣ - سبط الشّيخ الطّبرسي في مشكاة الأنوار: عن الصّادقعليه‌السلام ، أنّه سئل: ما أدنى حقّ المؤمن على أخيه؟ قال: « أن لا يستأثر عليه بما هو أحوج إليه منه ».

[ ٨٠٦٧ ] ٤ - وعن أنس [ قال ](١) : أنّه أهدي لرجل من أصحاب النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، رأس شاة مشوي فقال: إنّ أخي فلاناً وعياله أحوج إلى هذا حقّاً، فبعث [ به ](٢) إليه، فلم يزل يبعث به واحد بعد واحد، حتّى تداولوا بها سبعة أبيات، حتّى رجعت إلى الأوّل، فنزل( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ

____________________________

(٣) الحشر ٥٩: ٩.

٢ - المؤمن ص ٤٤ ج ١٠٤.

(١) في الطبعة الحجرية « عن » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) الحشر ٥٩: ٩.

٣ - مشكاة الأنوار ص ١٩٢.

٤ - مشكاة الأنوار ص ١٨٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه ليستقيم المعنى.

٢١٢

نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٣) وفي رواية: فتداولته تسعة أنفس، ثمّ عاد إلى الأوّل.

[ ٨٠٦٨ ] ٥ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « ثلاثة من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار، والإنصاف من نفسك، وبذل السّلام لجميع العالم ».

[ ٨٠٦٩ ] ٦ - زيد الزرّاد في أصله: قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : نخشى أن لا نكون مؤمنين، قال: « ولم ذاك؟ » فقلت: وذلك أنّا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره، ونجد الدّينار والدّرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقال: « كلّا، إنّكم مؤمنون ولكن لا تكملون إيمانكم حتّى يخرج قائمنا، فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونون مؤمنين كاملين، ولو لم يكن في الأرض مؤمنون كاملون، إذاً لرفعنا الله إليه، وأنكرتم الأرض وأنكرتم السّماء، [ بل ](١) والذي نفسي بيده، إنّ في الأرض في أطرافها مؤمنين، ما قدر الدّنيا كلّها عندهم يعدل جناح بعوضة - إلى أن قالعليه‌السلام - هم البررة بالإخوان في حال اليسر والعسر، والمؤثرون على أنفسهم في حال العسر، كذلك وصفهم الله فقال:( وَيُؤْثِرُونَ ) (٢) الآية - إلى أن

____________________________

(٣) الحشر ٥٩: ٩.

٥ - الجعفريات ص ٢٣١.

٦ - أصل زيد الزرّاد ص ٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) الحشر ٥٩: ٩.

٢١٣

قال - حليتهم طول السكوت بكتمان السّر، والصّلاة، والزّكاة، والحجّ، والصوم: والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر » الخبر.

[ ٨٠٧٠ ] ٧ - وفيه: قال زيد: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: « خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الإيمان البرّ بالإخوان، وفي ذلك محبّة من الرّحمان، ومرغمة من الشّيطان، وتزحزح عن النّيران ».

[ ٨٠٧١ ] ٨ - الشّيخ الطّوسي في أماليه: بإسناده عن أبي ذر رحمه الله، عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أيّ الصّدقة أفضل؟ قال: « جهد من مقل إلى فقير (في سرّ)(١) ».

كتاب الغايات(٢) لجعفر بن أحمد القمي: مثله.

[ ٨٠٧٢ ] ٩ - وعن أبي بصير، عن أحدهماعليهما‌السلام ، قال: قلت: ما أفضل الصّدقة؟ قال: « جهد المقلّ، أما سمعت الله يقول:( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) (١) ويرى هيهنا فضلاً ».

[ ٨٠٧٣ ] ١٠ - محمّد بن علي بن شهر آشوب في المناقب: قال: روى جماعة عن عاصم بن كليب، عن أبيه واللّفظ له، عن أبي هريرة: أنّه جاء

____________________________

٧ - أصل زيد الزراد ص ٢.

٨ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٥٣.

(١) كان في الطبعة الحجرية « محتال ».

(٢) الغايات ص ٦٨.

٩ - الغايات ص ٧٧.

(١) الحشر ٥٩: ٩.

١٠ - مناقب ابن شهر آشوب ج ٢ ص ٧٤.

٢١٤

رجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فشكا إليه الجوع، فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أزواجه، فقلن: ما عندنا إلّا الماء، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من لهذا الرّجل اللّيلة؟ » فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « أنا يا رسول الله » فأتى فاطمةعليها‌السلام وسألها: « ما عندك يا بنت رسول الله؟ فقالت: ما عندنا إلّا قوت الصّبية، لكنّا نؤثر ضيفنا به، فقالعليه‌السلام : يا بنت محمّد نوّمي الصّبية، واطفئي المصباح، وجعلا يمضغان بألسنتهما، فلمّا فرغا من الأكل أتت فاطمةعليها‌السلام بسراج، فوجدت الجفنة مملوّة من فضل الله، فلمّا أصبح صلى مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا سلّم النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من صلاته، نظر إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وبكى بكاءً شديداً وقال: « يا أمير المؤمنين، لقد عجب الرّب من فعلكم البارحة، إقرأ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) (١) » أي مجاعة الخبر.

[ ٨٠٧٤ ] ١١ - وعن محمّد بن العتمة(١) ، عن أبيه، عن عمّه، قال: رأيت في المدينة رجلاً على ظهره قربة وفي يده صحفة، يقول: « اللّهم وليّ المؤمنين(٢) وجار المؤمنين، اقبل قرباني اللّيلة، فما أمسيت أملك سوى ما في صحفتي وغير ما يواريني، فإنّك تعلم إنّي منعت نفسي [ مع شدّة ](٣) سغبي، أطلب القربة إليك غنماً، اللّهم فلا تخلق وجهي ولا تردّ دعوتي » فأتيته حتّى عرفته فإذا هو عليّ بن أبي طالب

____________________________

(١) الحشر ٥٩: ٩.

١١ - مناقب ابن شهر آشوب ج ٢ ص ٧٦، وعنه في البحار ج ٤١ ص ٢٩.

(١) في المصدر: الصمة.

(٢) في المصدر زيادة: وإله المؤمنين.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢١٥

عليه‌السلام ، فأتى رجلاً فأطعمه.

[ ٨٠٧٥ ] ١٢ - الشّيخ أبو الفتوح الرّازي في تفسيره: عن شقيق بن سلمة، عن عبدالله بن مسعود، قال: صلّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة صلة العشاء، فقام رجل من بين الصّف، فقال: يا معاشر المهاجرين والأنصار، أنا رجل غريب فقير، وأسألكم في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاطعموني، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أيّها الحبيب لا تذكر الغربة، فقد قطعت نياط قلبي، أمّا الغرباء فأربعة، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: مسجد ظهراني قوم لا يصلّون فيه، وقرآن في أيدي قوم لا يقرؤون فيه، وعالم بين قوم لا يعرفون حاله ولا يتفقّدونه، وأسير في بلاد الرّوم بين الكفّار لا يعرفون الله، ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من الذي يكفي مؤونة هذا الرّجل؟ فيبوّئه الله في الفردوس الأعلى، فقام أمير المؤمنينعليه‌السلام وأخذ بيد السائل، وأتى به إلى حجرة فاطمةعليها‌السلام ، فقال: يا بنت رسول الله، انظري في أمر هذا الضّيف، فقالت فاطمةعليها‌السلام : يا ابن العمّ، لم يكن في البيت إلّا قليل من البرّ، صنعت منه طعاماً، والأطفال محتاجون إليه، وأنت صائم، والطّعام قليل لا يغني غير واحد، فقال: أحضريه، فذهبت وأتت بالطّعام ووضعته، فنظر إليه أمير المؤمنينعليه‌السلام فرآه قليلاً، فقال في نفسه: لا ينبغي أن آكل من هذا الطّعام، فإن أكلته لا يكفي الضيف، فمدّ يده إلى السّراج يريد أن يصلحه فأطفأه، وقال لسيّدة النّساءعليها‌السلام : تعلّلي في إيقاده، حتّى يحسن الضّيف أكله ثمّ إثتيني به، وكان أميرالمؤمنينعليه‌السلام يحرّك فمه المبارك، يري الضّيف أنّه يأكل ولا يأكل، إلى أن فرغ الضّيف من

____________________________

١٢ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٥ ص ٢٨٩.

٢١٦

أكله وشبع، وأتت خير النّساءعليها‌السلام بالسّراج ووضعته، وكان الطّعام بحاله، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام لضيفه: لم ما أكلت الطّعام؟ فقال: يا أبا الحسن أكلت الطّعام وشبعت، ولكنّ الله تعالى بارك فيه، ثمّ أكل من الطّعام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وسيّدة النّساء، والحسنانعليهم‌السلام ، وأعطوا منه جيرانهم، وذلك ممـّا بارك الله تعالى فيه، فلمّا أصبح أمير المؤمنينعليه‌السلام أتى إلى مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي، كيف كنت مع الضّيف؟ فقال: بحمد الله - يا رسول الله - بخير، فقال: إنّ الله تعالى تعجّب ممـّا فعلت البارحة، من إطفاء السّراج والامتناع من الأكل للضّيف، فقال: من أخبرك بهذا؟ فقال: جبرائيل، وأتى بهذه الآية في شأنك( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ) (١) الآية ».

[ ٨٠٧٦ ] ١٣ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنّه رأى يوماً جماعة فقال: « من أنتم؟ » قالوا: نحن قوم متوكّلون، فقال: « ما بلغ بكم توكّلكم؟ » قالوا: إذا وجدنا أكلنا، وإذا فقدنا صبرنا، فقالعليه‌السلام : « هكذا يفعل الكلاب عندنا »، فقالوا: كيف نفعل يا أمير المؤمنين؟ فقال: « كما نفعله، إذا فقدنا شكرنا، وإذا وجدنا آثرنا ».

____________________________

(١) الحشر ٥٩: ٩.

١٣ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٥ ص ٢٩٠.

٢١٧

٢٧ -( باب استحباب تقبيل الإنسان يده بعد الصّدقة، وتقبيل ما تصدّق به، وشمّه بعد القبض، وتقبيل يد السّائل)

[ ٨٠٧٧ ] ١ - الشّيخ في مجالسه: عن أحمد بن عبدون، عن عليّ بن محمّد بن الزّبير، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن العبّاس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن أبي أسامة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: « كان عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول: الصّدقة تطفئ غضب الرّب، قال: وكان يقبل الصّدقة قبل أن يعطيها السّائل، قيل له: ما يحملك على هذا؟ قال: فقال: لست أقبل يد السّائل، إنّما أقبل يد ربي، إنها تقع في يد ربي، قبل أن تقع في يد السّائل ».

٢٨ -( باب استحباب القرض للصّدقة، وصدقة من عليه قرض، واستحباب الزّيادة في قضاء الدين)

[ ٨٠٧٨ ] ١ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن ذريح المحاربي، قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « أتى رجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسأله، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من عنده سلف؟ فقال رجل: أنا يا رسول الله، وأسلفه أربعة أوساق، ولم يكن له غيرها، فأعطاها السائل، فمكث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما شاء الله، ثمّ أنّ المرأة قالت لزوجها: أما

____________________________

الباب - ٢٧

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٨٥.

الباب - ٢٨

١ - بل كتاب محمّد بن المثنى الحضرمي ص ٨٣.

٢١٨

آن لك أن تطلب سلفك، فتقاضي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال: سيكون ذلك، ففعل ذلك الرّجل مرّتين أو ثلاثاً، ثمّ أنّه دخل ذات يوم عند اللّيل، فقال له ابن له: جئت بشئ؟ فإنّي لم أذق شيئاً اليوم، ثمّ قال: والولد فتنة، فغدا الرّجل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: سلفي، فقال: سيكون ذلك، فقال: حتّى متى سيكون ذلك؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من عنده سلف؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فأسلفه ثمانية أوساق، فقال الرّجل: إنّما لي أربعة، فقال له: خذها، فأعطاها إيّاه ».

[ ٨٠٧٩ ] ٢ - إبن شهر آشوب في المناقب: قال: روت الخاصّة والعامّة، عن الخدري: أنّ عليّاًعليه‌السلام أصبح ساغباً، فسأل فاطمةعليها‌السلام طعاماً، فقالت: « ما كان إلّا ما أطعمتك منذ يومين، آثرت به على نفسي وعلى الحسن والحسين » - إلى أن قال - فخرج واستقرض من النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ديناراً، فخرج يشتري به شيئاً، فاستقبله المقداد قائلاً: ما شاء الله، فناوله عليّعليه‌السلام الدينار، ثمّ دخل المسجد فوضع رأسه ونام الخبر.

وهذا الخبر، رواه جماعة من أصحابنا، بألفاظ مختلفة، أجمعها وأطولها ما رواه الشّيخ أبوالفتوح الرّازي(١) في تفسيره، وقد أخرجناه في كتابا المسمّى بالكلمة الطّيبة.

____________________________

٢ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ٧٦.

(١) تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٦٣.

٢١٩

٢٩ -( باب تحريم السّؤال من غير احتياج)

[ ٨٠٨٠ ] ١ - الشيخ الطوسي في مجالسه: عن الحسين بن إبراهيم، عن محمّد بن وهبان، عن أحمد بن إبراهيم، عن الحسن بن علي الزّعفراني، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : « يا محمّد، لو يعلم السّائل ما في المسألة، ما سأل أحد أحداً، ولو يعلم المعطي ما في العطيّة، ما ردّ أحد أحداً - قال: ثمّ قال لي - يا محمّد، أنّه من سأل وهو بظهر(١) غنى، لقي الله مخموشاً وجهه ».

[ ٨٠٨١ ] ٢ - القطب الرّاوندي في الخرائج: روى أنّ رجلاً جاء إلى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: ما طعمت طعاماً منذ يومين، فقال: « عليك بالسّوق » فلمّا كان من الغد، دخل فقال: يا رسول الله، أتيت السّوق أمس فلم أصب شيئاً، فبتّ بغير عشاء، قال: « فعليك بالسّوق » فأتى بعد ذلك أيضاً، فقال: « عليك بالسّوق » فانطلق إليها، فإذا عير قد جاءت وعليها متاع فباعوه بفضل دينار، فأخذه الرّجل وجاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: ما أصبت شيئاً، قال: « بل أصبت من عير آل فلان شيئاً » قال: لا، قال: « بلى، ضرب لك فيها بسهم، وخرجت منها بدينار » قال: نعم، قال: « فما حملك على أن تكذب؟ » قال: أشهد أنّك صادق، ودعاني إلى ذلك إرادة أن أعلم، أتعلم ما يعمل النّاس؟ وأن أزداد خيراً إلى

____________________________

الباب - ٢٩

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٧٧.

(١) في المصدر: يظهر غنى.

٢ - الخرائج والجرايح ص ٨٠ باختلاف يسير.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨١ ـ في تفسير العيّاشي عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال: كتب يعقوب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يوسف: من يعقوب بن إسحق بن إبراهيم خليل الرحمان إلى عزيز مصر، اما بعد فانا أهل بيت لم يزل البلاء سريعا إلينا ابتلى جدي إبراهيم فالقى في النار، ثم ابتلى ابى إسحق الذبيح، وكان لي ابن وكان قرة عيني وكنت أسر به فابتليت بأن أكله الذئب فذهب بصرى حزنا عليه من البكاء، وكان له أخ وكنت أسر إليه بعده، فأخذته في سرق وانا أهل بيت لم نسرق قط ولا يعرف لنا السرق فان رأيت أن تمن على به فعلت؟ قال: فلما أوتى يوسف بالكتاب فتحه وقرأه فصاح ثم قام فدخل منزله فقرأه وبكى، ثم غسل وجهه ثم خرج إلى اخوته ثم عاد فقرأه فصاح وبكى، ثم قام فدخل منزله فقرأه وبكى ثم غسل وجهه وعاد إلى اخوته فقال:( هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ ) وأعطاهم قميصه وهو قميص إبراهيم وكان يعقوب بالرملة(١) فلما فصلوا بالقميص من مصر قال يعقوب:( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ ) .

١٨٢ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليه‌السلام قال: فلما كان من أمر إخوة يوسف ما كان كتب يعقوب إلى يوسف وهو لا يعلم انه يوسف: بسم الله الرحمان الرحيم من يعقوب بن إسحق بن إبراهيم خليل اللهعزوجل إلى عزيز آل فرعون سلام عليك فانى أحمد إليك الله لا إله إلّا هو، اما بعد فانا أهل بيت مولع بنا أسباب البلاء، كان جدي إبراهيمعليه‌السلام ألقى في النار في طاعة ربه فجعلها اللهعزوجل بردا وسلاما، وأمر الله جدي أن يذبح أبى ففداه بما فداه به، وكان لي ابن فكان من أعز الناس على فقدته فاذهب حزني عليه نور بصرى، وكان له أخ من امه فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري، فأذهب عنى بعض وجدي وهو المحبوس عندك في السرقة، فانى أشهدك انى لم أسرق ولم ألد سارقا، فلما قرأ يوسف الكتاب بكى وصاح وقال:( اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ )

__________________

(١) قال الحموي: الرملة: واحدة الرمل: مدينة عظيمة بفلسطين وكانت قصبتها قد خربت الآن وكانت رباطا للمسلمين.

٤٦١

والحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان في قميص يوسف ثلاث آيات في قوله تعالى:( وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ) وقوله تعالى:( إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ ) الآية وقوله تعالى:( اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا ) .

١٨٤ ـ في تفسير العيّاشي عن مقرن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كتب عزيز مصر إلى يعقوب: اما بعد فهذا ابنك يوسف اشتريته( بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ ) واتخذته عبدا وهذا ابنك ابن يامين أخذته قد سرق فأخذته عبدا، قال: فما ورد على يعقوب شيء أشد عليه من ذلك الكتاب فقال للرسول: قف مكانك حتى أجيبه، فكتب إليه يعقوب: اما بعد فقد فهمت كتابك انك أخذت إبني بثمن بخس واتخذته عبدا، وانك اتخذت إبني ابن يامين وقد سرق واتخذته عبدا، فانا أهل بيت لا نسرق ولكنا أهل بيت نبتلى وقد ابتلى أبونا بالنار فوقاه الله، وابتلى أبونا إسحق بالذبح فوقاه الله، وانى قد ابتليت بذهاب بصرى وذهاب إبني و( عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً ) قال: فلما ولى الرسول عنه رفع يده إلى السماء ثم قال: يا حسن الصحبة يا كريم المعونة يا خير كلمة(١) ايتني بروح [منك] وفرج من عندك، قال: فهبط عليه جبرئيلعليه‌السلام فقال ليعقوب: ألآ أعلمك دعوات يرد الله عليك بها بصرك ويرد عليك ابنيك؟ فقال له: بلى، فقال: قل: يا من لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته إلّا هو، يا من سد الهواء بالسماء وكبس الأرض على الماء(٢) واختار لنفسه أحسن الأسماء ايتني بروح منك وفرج من عندك، فما القى عمود الصبح حتى أتى بالقميص وطرح على وجهه فرد الله بصره ورد عليه ولده.

١٨٥ ـ عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:( لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا ) الذي بلته دموع عيني( فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً ) لو قد شم ريحي( وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ) وردهم إلى يعقوب

__________________

(١) وفي المصدر «يا خيرا كله».

(٢) قال الطريحي: في الدعاء «يا من كبس الأرض على الماء، أي أدخلها فيه، من قولهم: كبس رأسه في ثوبه: أخفاه وادخله فيه، أو جمعها فيه.

٤٦٢

في ذلك اليوم، وجهزهم بجميع ما يحتاجون إليه، فلما فصلت عيرهم من مصر وجد يعقوب ريح يوسف فقال لمن بحضرته من ولده:( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) قال: وأقبل ولده يحثون السير بالقميص فرحا وسرورا بما رأوا من حال يوسف والملك الذي أعطاه الله، والعز الذي صاروا إليه في سلطان يوسف، وكان مسيرهم من مصر إلى بدو يعقوب تسعة أيام( فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ ) القى القميص( عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً ) ، وقال لهم: ما فعل ابن يامين؟ قالوا خلفناه عند أخيه صالحا قال: فحمد الله يعقوب عند ذلك وسجد لربه سجدات الشكر ورجع إليه بصره وتقوم له ظهره، وقال لولده: تحملوا إلى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم، فساروا إلى يوسف ومعهم يعقوب وخالة يوسف ياميل فأحثوا السير فرحا وسرورا فصاروا تسعة أيام إلى مصر.

١٨٦ ـ عن أخي رزام(١) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ ) قال وجد يعقوب ريح قميص إبراهيم حين فصلت العير من مصر وهو بفلسطين.

١٨٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: سمعته يقول: أتدري ما كان قميص يوسف قال: قلت لا قال: إنّ إبراهيمعليه‌السلام لما أوقدت له النار نزل إليه جبرئيلعليه‌السلام بالقميص وألبسه إياه، فلم يضر معه حر ولا برد فلما حضرته الوفاة جعله في تميمة(٢) وعلقه على إسحق وعلقه إسحق على يعقوبعليه‌السلام ، فلما ولد له يوسفعليه‌السلام علقه عليه، وكان في عضده حتى كان من امره ما كان، فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب ريحه وهو قولهعزوجل حكاية عنه:( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) فهو ذلك القميص الذي انزل من الجنة، قلت: جعلت فداك فالى من صار هذا القميص؟ قال: إلى أهله، ثم يكون مع قائمنا إذا خرج، ثم قال: كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى محمد وآله.

__________________

(١) وفي المصدر «أخو مرازم» ولم أظفر عليه باختلافه في كتب الرجال فلعلهما تصحيف «أخو دارم» وهو محمد بن عبد الله القلائى.

(٢) التميمة: العوذة تعلق على صغار الإنسان مخافة العين.

٤٦٣

ـ في الكافي مثله سواء.

١٨٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم بعد المساواة فيما ذكر، وكان يعقوب بفلسطين وفصلت العير من مصر، فوجد يعقوب ريحه وهو من ذلك القميص الذي اخرج من الجنة ونحن ورثتهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٨٩ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن اسمعيل بن بزيع رفعه باسناده قال: إنّ يعقوب وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشرة ليال، وكان يعقوب ببيت المقدس ويوسف بمصر، وه والقميص الذي نزل على إبراهيم من الجنة فدفعه إبراهيم إلى اسحق، واسحق إلى يعقوب ودفعه يعقوب إلى يوسفعليهم‌السلام .

١٩٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى إبراهيم بن أبي البلاد عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان القميص الذي نزل على إبراهيم من الجنة في قصبة من فضة، وكان إذا لبس كان واسعا كبيرا، فلما فصلوا ويعقوب بالرملة ويوسف بمصر قال يعقوب:( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ) يعنى ريح الجنة حين فصلوا بالقميص لأنه كان من الجنة.

١٩١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وروى ان القائمعليه‌السلام إذا خرج يكون عليه قميص يوسف ومعه عصا موسى وخاتم سليمانعليهم‌السلام .

١٩٢ ـ في تفسير العيّاشي عن نشيط بن صالح البجلي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أكان إخوة يوسف صلوات الله عليه أنبياء؟ قال: لا ولا بررة أتقياء كيف وهم يقولون لأبيهم يعقوب:( تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ ) ؟. عن نشيط عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

١٩٣ ـ عن سليمان بن عبد الله الطلحي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما حال بنى يعقوب هل خرجوا من الايمان؟ فقال: نعم، قلت: فما تقول في آدم؟ قال: دع آدم.

١٩٤ ـ عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ بنى يعقوب بعد ما صنعوا بيوسف أذنبوا فكانوا أنبياء؟!(١)

__________________

(١) استفهام على الإنكار كما قاله المجلسي (ره)

٤٦٤

١٩٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قدم أعرابى على يوسف ليشتري منه طعاما فباعه، فلما فرغ قال له يوسف: أين منزلك؟ قال له: بموضع كذا وكذا قال فقال له: فاذا مررت بوادي كذا وكذا فقف فناد: يا يعقوب، فانه سيخرج إليك رجل عظيم وسيم جميل، فقل له: لقيت رجلا بمصر وهو يقرئك السلام ويقول لك: إنّ وديعتك عند اللهعزوجل لن تضيع، قال: فمضى الأعرابي حتى انتهى إلى الموضع فقال لغلمانه: احفظوا على الإبل، ثم نادى: يا يعقوب [يا يعقوب]، فخرج إليه رجل أعمى طويل جسيم جميل يتقى الحائط بيده حتى أقبل، فقال له الرجل: أنت يعقوب؟ قال: نعم فأبلغه ما قال له يوسف، قال: فسقط مغشيا عليه ثم أفاق فقال له: يا أعرابى ألك حاجة إلى اللهعزوجل ؟ فقال له: نعم انى رجل كثير المال ولي ابنة عم وليس لي بولد منها فأحب ان تدعو الله ان يرزقني ولدا، قال: فتوضى يعقوب وصلى ركعتين ثم دعا اللهعزوجل فرزق أربعة أبطن ـ أو قال ـ: ستة أبطن ـ في كل بطن اثنين، فكان يعقوبعليه‌السلام يعلم ان يوسف حي لم يمت، وان الله تعالى ذكره سيظهر له بعد غيبته، وكان يقول لبنيه:( إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) وكان أهله وأقربائه يفندونه على ذكره ليوسف حتى انه لما وجد ريح يوسف «قال( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ ) وهو يهودا ابنه والقى قميص يوسف( عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) .

١٩٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى اسمعيل بن الفضل الهاشمي قال قلت لجعفر بن محمدعليه‌السلام : أخبرني عن يعقوبعليه‌السلام لما قال له بنوه:( يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) فأخر الاستغفار لهم، ويوسفعليه‌السلام لما قالوا له:( تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) ؟ قال: لان قلب الشاب أرق من قلب الشيخ، وكانت جناية ولد يعقوب على يوسف، وجنايتهم على يعقوب انما كانت بجنايتهم على يوسف، فبادر يوسف إلى العفو عن حقه، وأخر يعقوب

٤٦٥

ـ العفو لان عفوه انما كان عن حق غيره فأخرهم إلى السحر ليلة الجمعة.

١٩٧ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن شريف بن سابق عن المفضل بن أبي قرة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خير وقت دعوتم الله فيه الأسحار، وتلا هذه الآية في قول يعقوبعليه‌السلام :( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) وقال: أخرهم إلى السحر.

١٩٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن مسلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول: يعقوب لبنيه( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) فقال: أخرهم إلى السحر ليلة الجمعة.

١٩٩ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) فقال أخرهم إلى السحر قال: يا ربّ انما ذنبهم فيما بيني وبينهم فأوحى الله: انى قد غفرت لهم.

٢٠٠ ـ في روضة الكافي عن حنان عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: ما كان ولد يعقوب أنبياء؟ قال: لا ولكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء، ولم يكن يفارقوا الدنيا إلّا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا، وان الشيخين فارقا الدنيا ولم يكن يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنينعليه‌السلام فعليهما( لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) .

٢٠١ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن مروك بن عبيد عمن حدثه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ يوسف لما قدم عليه الشيخ يعقوبعليه‌السلام دخله عز الملك فلم ينزل إليه، فهبط جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا يوسف ابسط راحتك فخرج منها نور ساطع فصار في جو السماء فقال يوسف: يا جبرئيل ما هذا النور الذي خرج من راحتي؟ فقال: نزعت النبوة من عقبك عقوبة لما لم تنزل إلى الشيخ يعقوب، فلا يكون من عقبك نبي.

٢٠٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى يعقوب بن يزيد عن غير واحد رفعوه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما تلقى يوسف يعقوب ترجل له يعقوب ولم يترجل له يوسف، فلم ينفصلا من العناق حتى أتاه جبرئيل فقال له: يا يوسف ترجل لك الصديق ولم تترجل له؟ ابسط يدك فبسطها فخرج نور من راحته، فقال له يوسف :

٤٦٦

ما هذا؟ قال: لا يخرج من عقبك نبي.

٢٠٣ ـ وباسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما أقبل يعقوب إلى مصر خرج يوسفعليه‌السلام ليستقبله فلما رآه يوسف هم بان يترجل ليعقوب، ثم نظر إلى ما هو فيه من الملك فلم يفعل، فلما سلم على يعقوب نزل عليه جبرئيلعليه‌السلام فقال له: يا يوسف ان الله تبارك وتعالى يقول لك: ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح ما أنت فيه؟ ابسط يدك فبسطها فخرج من بين أصابعه نور فقال: ما هذا يا جبرئيل؟ فقال: انه لا يخرج من صلبك نبي أبدا عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه.

٢٠٤ ـ في تفسير العيّاشي عن الحسن بن أسباط قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام في كم دخل يعقوب من ولده على يوسف؟ قال: في أحد عشر ابنا له، فقيل له: أسباط؟

قال: نعم، وسألته عن يوسف وأخيه أكان أخاه لامه أم ابن خالته؟ فقال: ابن خالته

٢٠٥ ـ عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ ) في دار الملك اعتنق أباه وبكى ورفعه ورفع خالته على سرير الملك، ثم دخل على منزله فادهن واكتحل ولبس ثياب العز والملك، ثم خرج إليهم فلما رأوه سجدوا جميعا له إعظاما له وشكرا لله، فعند ذلك( قالَ: يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ ) إلى قوله:( بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ) قال: ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ولا يكتحل ولا يتطيب ولا يضحك ولا يمس النساء حتى جمع الله بيعقوب شمله، وجمع بينه وبين يعقوب واخوته.

٢٠٦ ـ عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله: و( رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ) قال: العرش السرير، وفي قوله: و( خَرُّوا لَهُ سُجَّداً ) قال: كان سجودهم ذلك عبادة لله.

٢٠٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم فلما وافي يعقوب وأهله وولده مصر قعد يوسف على سريره ووضع تاج الملك على رأسه، فأراد ان يراه أبوه على تلك الحالة، فلما دخل أبو ه لم يقم له فخروا له كلهم سجدا، فقال يوسف:( يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ

٤٦٧

مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) .

٢٠٨ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما دخلوا عليه سجدوا شكرا لله وحده حين نظروا إليه، وكان ذلك السجود لله.

٢٠٩ ـ حدّثني محمد بن عيسى ان يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد بن علي ابن موسى مسائل فعرضها على أبى الحسن وكان أحدها: أخبرنى عن قول اللهعزوجل :( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ) سجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء، فأجاب أبو الحسنعليه‌السلام : اما سجود يعقوب وولده فانه لم يكن ليوسف وانما كان من يعقوب وولده طاعة الله وتحية ليوسف، كما كان السجود من الملائكة لادم ولم يكن لآدم وانما كان منهم ذلك طاعة لله وتحية لآدم، فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكرا لله لاجتماع شملهم، ألم تر انه يقول في شكر ذلك الوقت:( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) فنزل عليه جبرئيلعليه‌السلام فقال له: يا يوسف! اخرج يدك فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور، فقال يوسف: ما هذا يا جبرئيل؟ فقال هذه النبوة أخرجها الله من صلبك لأنك لم تقم إلى أبيك فحط الله نوره ومحى النبوة من صلبه، وجعلها في ولد لاوى أخي يوسف وذلك لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال:( لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ ) فشكره الله على ذلك، ولما أرادوا ان يرجعوا إلى أبيهم من مصر وقد حبس يوسف أخاه قال:( فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ) فشكر الله له ذلك وكانوا أنبياء بنى إسرائيل من ولد لاوى بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيمعليه‌السلام ، وكان موسى من ولده، وهو موسى بن عمران بن يهصر بن واهث بن لاوى بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيمعليه‌السلام فقال يعقوب لابنه: يا بنى أخبرنى ما فعل بك إخوتك حين أخرجوك من عندي؟ قال: يا أبت اعفنى من ذلك، قال: فأخبرني ببعضه، قال: انهم لما ادنونى من الجب قالوا: انزع القميص، فقلت لهم: يا إخوتي اتقوا الله ولا تجردوني فسلوا على السكين، وقالوا :

٤٦٨

ـ لئن لم تنزع لنذبحنك، فنزعت القميص وألقوني في الجب عريانا، قال: فشهق يعقوب شهقة وأغمي عليه، فلما أفاق قال: يا بنى حدّثني، قال: يا أبت أسئلك باله إبراهيم واسحق ويعقوب إلّا أعفيتني فأعفاه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف على تتمته إنشاء الله تعالى.

٢١٠ ـ في مجمع البيان وروى ان يوسف قال ليعقوب: يا ابه لا تسئلنى عن صنيع إخوتي واسئل عن صنيع الله بى.

٢١١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي «رحمه‌الله » عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فان هذا يوسف قاسى(١) مرارة الفرقة وحبس في السجن توقيا للمعصية والقى في الجب وحيدا؟ فقال له علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله قاسى مرارة الغربة وفراق الأهل والأولاد والمال، مهاجرا من حرم الله تعالى وامنه فلما راى اللهعزوجل كأبته(٢) واستشعاره الحزن أراه تبارك إسمه رؤيا توازى رؤيا يوسف في تأويلها، وأبان للعالمين صدق تحقيقها، فقال:( لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ ) ولئن كان يوسف حبس في السجن فلقد حبس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه في الشعب ثلث سنين وقطع منه أقاربه وذوو الرحم وألجئوه إلى أضيق المضيق، ولقد كادهم اللهعزوجل كيدا مستبينا إذ بعث أضعف خلقه فأكل عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه، ولئن كان يوسف القى في الجب فلقد حبس محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه:( لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا ) ومدحه الله بذلك في كتابه.

٢١٢ ـ في تفسير العيّاشي عن إسحق بن بشار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: إنّ الله بعث إلى يوسف وهو في السجن يا ابن يعقوب ما أسكتك مع الخطائين؟ قال: جرمي فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله فقال له: ادع بهذا الدعاء: يا كبير

__________________

(١) أي تحمل.

(٢) الكأبة: الغم والحزن.

٤٦٩

كل كبير، يا من لا شريك له ولا وزير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا عصمة المضطر الضرير، يا قاصم كل جبار مبير، يا مغنى البائس الفقير، يا جابر العظم الكسير، يا مطلق المكبل(١) الأسير أسئلك بحق محمّد وآل محمّد أن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، وترزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب، قال: فلما أصبح دعا به الملك فخلى سبيله وذلك قوله و( قَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ) .

٢١٣ ـ في روضة الكافي على عن أبيه عن الحسن بن علي عن أبي جعفر الصائغ عن محمد بن مسلم قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وعنده أبو حنيفة فقلت له: جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة، فقال: يا ابن مسلم هاتها، فان العالم بها جالس وأومى بيده إلى أبي حنيفة، قال: فقلت: رأيت كأنى دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت على فكسرت جوزا كثيرا ونثرته على، فتعجبت من هذه الرؤيا! فقال أبو حنيفة: أنت رجل تخاصم وتجادل لئاما في مواريث أهلك، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إنشاء الله تعالى، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أصبت والله يا با حنيفة، قال: ثم خرج أبو ـ حنيفة من عنده فقلت: جعلت فداك انى كرهت تعبير هذا الناصب فقال: يا ابن مسلم لا يسؤك الله، فما يواطي تعبيرهم تعبيرنا، ولا تعبيرنا تعبيرهم، وليس التعبير كما عبره قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ؟ قال: نعم حلفت على انه أصاب الخطأ قال قلت له: فما تأويلها؟ قال يا ابن مسلم انك تتمتع بامرأة فتعلم بها أهلك فتمزق عليك ثيابا جددا، فان القشر كسوة اللب، قال ابن مسلم فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا إلّا صبيحة الجمعة، فلما كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرت بى جارية فأعجبتنى فأمرت غلامي فردها، ثم أدخلها داري فتمتعت بها فأحست بى وبها أهلي، فدخلت علينا البيت، فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا، فمزقت على ثيابا كنت ألبسها في الأعياد.

٢١٤ ـ وجاء موسى الزوار العطار إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له: يا بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رأيت رؤيا هالتني! رأيت صهرا لي ميتا وقد عانقني وقد خفت أن يكون الأجل

__________________

(١) المكبل: المقيد بالكبل وهو القيد.

٤٧٠

قد اقترب؟ فقال له: يا موسى توقع الموت صباحا ومساء فانه ملاقينا، ومعانقة الأموات للأحياء أطول لأعمارهم، فما كان اسم صهرك؟ قال: حسين، فقال: أما ان رؤياك تدل على بقائك وزيارتك أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فان كل من عانق سمى الحسينعليه‌السلام يزوره إنشاء الله.

٢١٥ ـ في مجمع البيان وفي كتاب النبوة باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر؟ قال: عاش حولين، قلت: فمن كان الحجة لله في الأرض يعقوب أم يوسف؟ قال: كان يعقوب، وكان الملك ليوسف فلما مات يعقوب حمله يوسف في تابوت إلى ارض الشام فدفن في بيت المقدس، فكان يوسف بعد يعقوب الحجة، قلت: فكان يوسف رسولا نبيا؟ قال: نعم، اما تسمع قولهعزوجل :( لَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ ) .

٢١٦ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام حديث طويل وفي آخره يقولعليه‌السلام : اما يعقوب فكانت نبوته بأرض كنعان، ثم هبط إلى مصر فتوفي فيها، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان والرؤيا التي راى يوسف الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، وكانت نبوته في ارض بدوها.

٢١٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن المغيرة عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: استأذنت زليخا على يوسف فقيل لها: انا نكره ان نقدم بك عليه لما كان منك إليه قالت: انى لا أخاف من يخاف الله، فلما دخلت قال لها: يا زليخا ما لى أراك قد تغير لونك؟ قالت: الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا فقال لها: ما الذي دعاك إلى ما كان منك؟ قالت: حسن وجهك يا يوسف. فقال: كيف لو رأيت نبيا يقال له محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله يكون في آخر الزمان أحسن منى وجها، وأحسن منى خلقا، وأسمح منى كفا؟ قالت: صدقت، قال: وكيف علمت انى صدقت؟ قال: لأنك حين ذكرته وقع حبه في قلبي، فأوحى اللهعزوجل إلى يوسف: انها قد صدقت وانى قد أحببتها لحبها محمدا، فأمره الله تبارك وتعالى أن يتزوجها.

٢١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني محمد بن عيسى ان يحيى بن أكثم

٤٧١

سأل موسى بن محمد بن علي بن موسى مسائل، فعرضها على أبى الحسن وكان أحدها: أخبرنى عن قول اللهعزوجل :( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ) وقد سبق أكثر الحديث عند هذه الآية ويتصل بآخر ما سبق قال: ولما مات العزيز في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز واحتاجت حتى سألت، فقالوا لها: لو قعدت للعزيز وكان يوسف سمى العزيز وكل ملك كان لهم سمى بهذا الاسم، فقالت: استحى منه، فلم يزالوا بها حتى قعدت له، فأقبل يوسف في موكبه فقامت إليه فقالت: سبحان الذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا، وجعل العبيد بالطاعة ملوكا، فقال لها يوسف: أنت تيك؟ فقالت: نعم وكان اسمها زليخا، فقال لها: هل لك في؟ قالت: دعني بعد ما كبرت أتهزأ بى قال لا، قالت: نعم، فأمر بها فحولت إلى منزله وكانت هرمة، فقال لها: ألست فعلت بى كذا وكذا؟ فقالت: يا نبي الله لا تلمني فانى بليت ببلية لم يبل بها أحد، قال: وما هي؟ قالت: بليت بحبك ولم يخلق الله لك في الدنيا نظيرا وبليت بأنه لم يكن بمصر امرأة أجمل منى ولا أكثر مالا منى، فنزعا منى وبليت بزوج عنين، فقال لها يوسف: فما تريدين؟ فقالت: تسأل الله أن يرد على شبابي، فسأل الله فرد عليها شبابها فتزوجها وهي بكر.

٢١٩ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليه‌السلام قال: لما أصابت امرأة العزيز الحاجة قيل لها: لو أتيت يوسف بن يعقوبعليهما‌السلام فشاورت في ذلك، فقيل لها: انا نخافه عليك، قالت: كلا انى لا أخاف من يخاف الله، فلما دخلت عليه فرأته في ملكه، قالت: الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته، وجعل الملوك عبيدا بمعصيته فتزوجها فوجدها بكرا، فقال: أليس هذا أحسن؟ أليس هذا أجمل؟ فقالت: انى كنت بليت منك بأربع خصال: كنت أجمل أهل زماني، وكنت أجمل زمانك، وكنت بكرا، وكان زوجي عنينا.

٢٢٠ ـ في تفسير العيّاشي عن عباس بن يزيد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالس، في أهل بيته إذ قال: أحب يوسف ان يعومن لنفسه(١) قال

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر ونسخة البحار «ان يستوثق لنفسه».

٤٧٢

فقيل: بماذا يا رسول الله؟ قال: لما عجل(١) له عزيز مصر لبس ثوبين جديدين أو قال نظيفين وخرج إلى فلاة من الأرض فصلى ركعات، فلما فرغ رفع رأسه إلى السماء فقال:( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) قال: فهبط إليه جبرئيل فقال له ما حاجتك؟ فقال:( تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : خشي الفتن.

٢٢١ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة ابن صدقة عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه يوسف وفيه: فكان من امره الذي كان ان احتاز مملكة الملك وما حولها إلى اليمن.

٢٢٢ ـ في كتاب الخصال عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى لم ـ يبعث أنبياء ملوكا في الأرض إلّا اربعة إلى واما يوسف فملك مصر وبراريها ولم يتجاوزها إلى غيرها.

٢٢٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: عاش يعقوب بن إسحق مأة وأربعين سنة وعاش يوسف بن يعقوبعليه‌السلام مأة وعشرين سنة.

٢٢٤ ـ في مجمع البيان وفي كتاب النبوة بالإسناد عن محمد بن مسلم إلى قوله: وبالإسناد عن أبي خالد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: دخل يوسف السجن وهو ابن اثنى عشرة سنة ومكث فيه ثماني عشرة سنة، وبقي بعد خروجه ثمانين سنة، فذلك مأة سنة وعشر سنين.

٢٢٥ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن يزيد الكناسي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان نزل على رجل بالطائف قبل الإسلام فأكرمه، فلما ان بعث الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الناس قيل للرجل: أتدري من الذي أرسله اللهعزوجل إلى الناس؟ قال: لا، قال: هو محمد بن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتيم أبى طالب وه والذي كان نزل بالطائف يوم كذا وكذا فأكرمته، قال: فقدم الرجل

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر والمنقول عنه في البحار «لما عزل له اه».

٤٧٣

على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسلم عليه وأسلم ثم قال له: تعرفني يا رسول الله؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا رب المنزل الذي نزلت به بالطائف في الجاهلية يوم كذا وكذا فأكرمتك فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مرحبا بك سل حاجتك، قال: أسئلك مأتى شاة برعاتها، فأمر له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما سأل، ثم قال لأصحابه: ما كان على هذا الرجل ان يسألني سؤال عجوز بنى إسرائيل لموسىعليه‌السلام ، فقالوا: وما سئلت عجوز بنى إسرائيل فقال: إنّ اللهعزوجل أوحى إلى موسى ان احمل عظام يوسف من مصر قبل أن يخرج منها إلى الأرض المقدسة بالشام، فسأل موسىعليه‌السلام عن قبر يوسفعليه‌السلام فجاء شيخ فقال: إنّ كان أحد يعرف قبره ففلانة، فأرسل موسىعليه‌السلام إليها، فلما جاءته قال: تعلمين قبر يوسف؟ قالت: نعم، قال فدليني عليه ولك ما سألت، قالت: لا أدلك عليه إلّا بحكمي، قال: فلك الجنة، قالت: لا إلّا بحكمي عليك، فأوحى اللهعزوجل إلى موسى: لا يكبر عليك أن تجعل لها حكمها، فقال لها موسى: فلك حكمك قالت: فان حكمي ان أكون معك في درجتك التي تكون فيها يوم القيامة في الجنة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كان على هذا لو سألنى ما سألت عجوز بنى إسرائيل؟.

٢٢٦ ـ في من لا يحضره الفقيه قال الصادقعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل أوحى إلى موسى بن عمران: إنّ أخرج عظام يوسفعليه‌السلام من مصر ووعده طلوع القمر فأبطأ القمر عليه فسأل عمن يعلم موضعه؟ فقيل له: هاهنا عجوز تعلم فبعث إليها فأتى بعجوز مقعدة عمياء فقال: تعرفين قبر يوسفعليه‌السلام ؟ قالت: نعم قال فأخبرنى بموضعه فقالت: لا أفعل حتى تعطيني خصالا تطلق رجلي وتعيد إلى بصرى وترد إلى شبابي وتجعلني معك في الجنة، فكبر ذلك على موسىعليه‌السلام فأوحى الله إليه انما تعطى على فأعطها ما سألت ففعل فدلته على قبر يوسفعليه‌السلام فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر فلما أخرجه طلع القمر فحمله إلى الشام، فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشام، وهو يوسف بن يعقوب وما ذكر اللهعزوجل يوسف في القرآن غيره.

٢٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: و( كَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ

٤٧٤

يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ ) قال: الكسوف والزلزلة والصواعق.

٢٢٨ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن الفضيل عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله تبارك وتعالى:( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) قال: شرك طاعة وليس شرك عبادة، والمعاصي التي يرتكبون فهي شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان، فأشركوا بالله في الطاعة لغيره، وليس باشراك عبادة أن يعبدوا غير الله.

٢٢٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: و( لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ) التي لا يسمى لها غيره وهي التي وصفها في الكتاب فقال:( فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ ) جهلا بغير علم فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم، ويكفر به وهو يظن انه يحسن، فلذلك قال:( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها.

٢٣٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن سماعة عن أبي بصير واسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) قال: يطيع الشيطان من حيث لا يعلم فيشرك.

٢٣١ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن بكير عن ضريس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) قال: شرك طاعة وليس شرك عبادة.

٢٣٢ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) قال: من ذلك قول الرجل: لا وحياتك.

٢٣٣ ـ عن محمد بن الفضيل عن الرضاعليه‌السلام قال: شرك لا يبلغ به الكفر.

٢٣٤ ـ أبو بصير عن أبي إسحق قال: هو قول الرجل: لولا الله وأنت ما فعل بى كذا وكذا، ولو لا الله وأنت ما صرف عنى كذا وكذا وأشباه ذلك.

٤٧٥

٢٣٥ ـ عن مالك بن عطية عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) قال: ه والرجل يقول: لولا فلان لهلكت، ولو لا فلان لأصبت كذا وكذا، ولولا فلان لضاع عيالي، ألآ ترى أنّه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه، قال: قلت: فيقول: لولا ان من الله على بفلان لهلكت؟ قال: نعم لا بأس بهذا.

٢٣٦ ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهم‌السلام قالوا: سألناهما! فقال: شرك النعم.

٢٣٧ ـ في مجمع البيان اختلف في معناه على أقوال: أحدهما انهم مشركو قريش، كانوا يقرون بالله خالقا ومحييا ومميتا، ويعبدون الأصنام ويدعونها آلهة، مع انهم كانوا يقولون: الله ربنا وإلهنا يرزقنا وكانوا مشركين بذلك وثانيها انها نزلت في مشركي العرب إذا سئلوا: من خلق السموات والأرض وينزل القطر؟ قالوا: الله ثم هم يشركون وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، إلّا شريك هو لك تملكه وما ملك وثالثها انهم أهل الكتاب آمنوا بالله واليوم الآخر والتوراة والإنجيل ثم أشركوا بإنكار القرآن وانكار نبوة نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله وهذا القول مع ما تقدمه رواه دارم بن قبيصة عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده أبي عبد اللهعليهم‌السلام .

٢٣٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) قال: ذاك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام ، والأوصياء من بعدهم.

٢٣٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه قال: قال علي بن حسان لأبي جعفر: يا سيدي ان الناس ينكرون عليك حداثة سنك فقال: وما ينكرون؟ ذلك قول اللهعزوجل لقد قال لنبيه:( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) فوالله ما تبعه إلّا عليٌّعليه‌السلام وله تسع سنين، وانا ابن تسع سنين.

٢٤٠ ـ في روضة الواعظين للمفيد رحمه‌الله قال الباقرعليه‌السلام :( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) قال: على اتبعه.

٤٧٦

٢٤١ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن أبي عمر والزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: أخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله اهو لقوم لا يحل إلّا لهم ولا يقوم به إلّا من كان منهم، أم هو مباح لكل من وحّد اللهعزوجل وآمن برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن كان كذا فله أنْ يدعو إلى اللهعزوجل وإلى طاعته وان يجاهد في سبيله؟ فقال: ذلك لقوم لا يحل إلّا لهم ولا يقوم بذلك إلّا من كان منهم قلت: من أولئك؟ قال: من قام بشرائط اللهعزوجل في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى اللهعزوجل ، ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء إلى الله، حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد، قلت: فبين لي يرحمك الله ان الله تبارك وتعالى أخبر في كتابه الدعاء إليه ووصف الدعاة إليه إلى ان قال: ثم أخبر عن هذه الأمّة وممن هي وانها من ذرية إبراهيم ومن ذرية اسمعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم واسمعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، الذين وصفناهم قبل هذا في صفة أمّة إبراهيمعليه‌السلام ، الذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله:( أَدْعُوا إلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) يعنى أول من اتبعه على الايمان به والتصديق له وبما جاء به من عند اللهعزوجل ، من الأمّة التي بعث فيها ومنها وإليها قبل الخلق، ممن لم يشرك بالله قط، ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤٢ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة يوم الغدير المسند إلى الصادقعليه‌السلام : ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه وسبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون وباتخاذ الولايج دونه.

٢٤٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) يعنى نفسه، ومن تبعه علي بن أبي طالب وآل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين.

٤٧٧

٢٤٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن هشام بن الحكم قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن سبحان الله فقال: انفة لله(١) .

٢٤٥ ـ أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن علي بن أسباط عن سليمان مولى طربال عن هشام الجواليقي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله: «سبحان الله» ما يعنى به؟ قال: تنزيه.

٢٤٦ ـ في الكافي على عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة قال: قلت: لأبي ـ عبد اللهعليه‌السلام ما تفسير «سبحان الله»؟ قال: انفة لله، أما ترى الرجل إذا عجب من الشيء قال: سبحان الله.

٢٤٧ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في هاروت وماروت حديث طويل تقدم مسندا عند قوله تعالى:( وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ ) الآيات يقول فيهعليه‌السلام : أو لست تعلم ان اللهعزوجل لم يخل الدنيا قط من نبي أو امام من البشر؟ أو ليس الله يقول: وما أرسلنا قبلك يعنى إلى الخلق إلّا رجالا نوحى إليهم من أهل القرى فأخبر انه لم يبعث الملائكة إلى الأرض ليكونوا أئمة أو حكاما، وانما أرسلوا إلى أنبياء الله.

٢٤٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا ) فانه حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: وكلهم إلى أنفسهم فظنوا ان الشياطين قد تمثلت لهم في صورة الملائكة.

٢٤٩ـ في تفسير العيّاشي عن ابن شعيب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: وكلهم إلى أنفسهم أقل من طرفة عين.

٢٥٠ ـ عن زرارة قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : كيف لم يخف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيما يأتيه من قبل الله ان يكون ذلك ما ينزع به الشيطان؟ قال: فقال: إنّ الله إذا اتخذ عبدا

__________________

(١) يعنى تنزيه لذاته الاحدية عن كل ما لا يليق بجنابه، يقال: أنف من الشيء إذا استنكف عنه وكرهه وشرف نفسه عنه. «قاله في الوافي».

٤٧٨

ـ رسولا انزل عليه السكينة والوقار، وكان يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه.

٢٥١ ـ في عيون الأخبار في باب مجلس الرضاعليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياءعليهم‌السلام حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضى الله عنه قال: حدّثنا ابى عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضاعليه‌السلام فقال له المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون قال: بلى، قال: فما معنى قول اللهعزوجل إلى ان قال: فأخبرنى عن قول الله تعالى:( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا ) قال الرضاعليه‌السلام : يقول الله تعالى:( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ ) من قومهم فظن قومهم ان الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن.

٤٧٩

سورة الرعد

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: من أكثر قراءة سورة الرعد لم يصبه الله بصاعقة أبدا ولو كان ناصبيا وإذا كان مؤمنا دخل الجنة بلا حساب، ويشفع في جميع من يعرفه من أهل بيته وإخوانه.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ سورة الرعد أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد كل سحاب مضى، وكل سحاب يكون إلى يوم القيمة وكان يوم القيمة من المؤمنين بعهد الله.

٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : «والمر» معناه: انا الله المحيي المميت الرازق.

٤ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي لبيد عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يا با لبيد ان لي في حروف القرآن المقطعة لعلما جما ان الله تبارك وتعالى انزل( الم ذلِكَ الْكِتابُ ) فقام محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته، وولد يوم ولد وقد مضى من الالف السابع مأة سنة وثلاث سنين، ثم قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة، إذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف تنقضي أيامه إلّا وقائم من بنى هاشم عند انقضائه، ثم قال: الالف واحد، واللام ثلثون، والميم أربعون، والصاد تسعون فذلك مأة واحد وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن عليعليهما‌السلام «الم» فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند «المص» ويقوم قائمنا عند انقضائها بالمر فافهم ذلك وعه واكتمه(١) .

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قلت له: أخبرنى عن قوله تعالى:( وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ )

__________________

(١) وقد مر بعض ما ورد من الروايات في الحروف المقطعة في أمثال هذه السورة التي ثنيت بلفظ الكتاب في أول سورة يونس فراجع.

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560