تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين9%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 271093 / تحميل: 8920
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

تفسير نور الثقلين

لمؤلِّفه

المـحدّث الجليل العلّامة الخبير ألشيخ عبد عليّ بن جمعة

الـعروسـيّ الحــويـزي قدّس ســرّه

المــتوفّى سنة ١١١٢

صحّحه وعلّق عليه

ألحاج السيّد هاشم الرسولي الـمــَحَلّاتي

ألـمــجلّد الثـالـث

طبــع بنـفـقـة

خادم الشريعة ألحاج أبي القاسم الـمشتهر بسالك

وفقّه الله تعالى لمـــرضاته

١

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة إبراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا ولا جنون ولا بلوى.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والأنصار والمستهزئين بمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الله بن عطاء المكّي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ) قال: ينادى مناد يوم القيمة يسمع الخلايق أنّه لا يدخل الجنة إلّا مسلم، ثمّ يوّد سائر الخلق انهم كانوا مسلمين.

٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثني أبي عن محمد بن أبى عمير عن عمر بن أذينة عن رفاعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيمة نادى مناد من عند الله: لا يدخل الجنّة إلّا مسلم فيومئذ( يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ) .

٥ ـ في مجمع البيان وروى مرفوعا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة، قال الكفّار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها فيسمع اللهعزوجل ما قالوا فأمر من كان في النار من أهل الإسلام فأخرجوا منها، فحينئذ يقول الكفار: يا ليتنا كنّا مسلمين.

قال عزّ من قائل:( ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )

٦ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد عن الوشاء عن عاصم

٢

بن حميد عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّما أخاف عليكم اثنتين: إتّباع الهوى وطول الأمل، أمّا اتباع الهوى فانّه يصدّ عن الحق، وأمّا طول الأمل فينسى الآخرة.

٧ ـ عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عمر بن عثمان عن عليّ بن عيسى رفعه قال: فيما ناجى اللهعزوجل موسىعليه‌السلام : يا موسى لا يطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك، والقاسى القلب منى بعيد.

٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عليّ بن النعمان عن ابن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي شبيبة الزهري عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا استحقت ولاية الله والسعادة جاء الأجل بين العينين، وذهب الأمل وراء الظهر، وإذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الأمل بين العينين وذهب الأجل وراء الظهر، قال: وسئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أي المؤمنين أكيس؟ فقال أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم له استعدادا.

٩ ـ محمد بن يحيى عن الحسين بن إسحق عن عليّ بن مهزيار عن فضالة عن إسمعيل بن أبي زياد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ما أنزل الموت حق منزلته من عدَّ غدا من أجله، قال: وقال: أمير المؤمنينعليه‌السلام : ما أطال عبد الأمل إلّا ساء العمل، وكان يقول: لو راى العبد أجله وسرعته إليه لابغض العمل من طلب الدنيا.

١٠ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : واعلموا ان الأمل يسهى القلب وينسي الذكر، فأكذبوا الأمل فإنّه غرور وصاحبه مغرور.

١١ ـ في كتاب الخصال عن عبد الله بن حسن بن عليّ عن أمّه بنت الحسين عن أبيهاعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ صلاح أوّل هذه الامّة بالزهد واليقين، وهلاك

٣

آخرها بالشح(١) والأمل.

١٢ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بعد أن ذكر قوله تعالى:( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) ثم قوله تعالى( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ) : تفسير يوسف القطان ووكيع بن الجراح واسمعيل السري وسفيان الثوري أنّه قال الحارث: سألت أمير المؤمنينعليه‌السلام عن هذه؟ قال: والله انا لنحن أهل الذكر، نحن أهل العلم، نحن معدن التأويل والتنزيل.

١٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله:( وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً ) قال: منازل الشمس والقمر وزيناها للناظرين بالكواكب.

١٤ ـ في مجمع البيان وزيناها بالكواكب النيرة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وهي في اثنى عشر برجا.

١٥ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه آيات الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول فيه مخاطبا لنفر من اليهود: اما أول ذلك فانكم أنتم تقرؤن ان الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه فمنعت في أوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم وبطلان الكهنة والسحرة.

١٦ ـ في تفسير العيّاشي عن بكر بن محمد الأزدي عن عمّه عبد السلام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال يا عبد السّلام: إحذر الناس ونفسك، فقلت: بأبي أنت وأمّي أمّا الناس فقد أقدر على أن أحذرهم، فامّا نفسي فكيف؟ قال: إنّ الخبيث المسترق السمع يجيئك فيسترق ثم يخرج في صورة آدمي، فقال عبد السلام: فقلت: بأبي وأمّي هذا ما لا حيلة له قال: هو ذاك(٢) .

__________________

(١) الشح: البخل.

(٢) قال في البحار: الظاهران المراد به ما تلفظ به من معايب الناس وغيرها من الأمور التي يريد أخفاعها فيكون مبالغة في التقية، ويحتمل شموله لما يخطر بالبال، فيكون الغرض رفع الاستبعاد عما يخفيه الإنسان عن غيره ثم يسمعه من الناس وهذا كثير، والمراد بالخبيث الشيطان.

٤

١٧ ـ في أمالي الصدوق (ره) حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: كان إبليس لعنه الله يخترق السموات السبع، فلما ولد عيسىعليه‌السلام حجب من ثلث سموات وكان يخترق أربع سموات، فلما ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حجب من السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم، وقالت قريش: هذا قيام الساعة التي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه، وقال عمرو بن امية وكان من أزجر أهل الجاهلية: أنظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف، فان كان رمى بها فهو هلاك كل شيء، وان كانت ثبتت ورمى بغيرها فهو أمر حدث، وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ليس منها صنم إلّا وهو منكب على وجهه، وارتجس في تلك الليلة إيوان الكسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة(١) وغاضت بحيرة ساوة(٢) وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأى المؤبدان(٣) في تلك الليلة في المنام إبلا صعابا تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم، وانقصم طاق الملك الكسرى من وسطه، وانخرقت عليه دجلة العوراء(٤) وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتّى بلغ المشرق ولم يبق سرير ملك من ملوك الدنيا إلّا أصبح منكوسا والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك، وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب إلّا حجبت عن صاحبها، وعظمت قريش في العرب وسموا آل اللهعزوجل ، قال أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام : إنّما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام

__________________

(١) الشرفة من القصر: ما أشرف من بنائه والجمع شرف.

(٢) غاض الماء: نقص وغارفى الأرض.

(٣) المؤبدان: فقيه الفرس وحاكم المجوس وهو للمجوس كقاضي القضاة للمسلمين.

(٤) قال في البحار في بيان الحديث: إنّ كسرى كان سكر بعض الدجلة وبنى عليها بناء، فلعله لذلك وصفوا الدجلة بعد ذلك بالعوراء، لأنه عور وطم بعضها فانخرقت عليه، ورأيت في بعض المواضع بالغين المعجمة من اضافة الموصوف إلى الصفة أي العميقة.

٥

وقالت آمنة: إنّ ابني والله سقط فاتقى الأرض بيديه ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج منى نور أضاء له كل شيء، وسمعت في الضوء قائلا يقول: انك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا، وأتى به عبد المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت امه فأخذه فوضعه في حجره ثم قال: الحمد لله الذي أعطانى* هذا الغلام الطيب الأردان* قد ساد في المهد على الغلمان ثم عوذة بأركان الكعبة وقال فيه أشعارا، قال: وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته، فاجتمعوا إليه فقالوا: ما الذي أفزعك يا سيدنا؟ فقال لهم: ويلكم لقد أنكرت السموات والأرض منذ الليلة، لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث، فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا: ما وجدنا شيئا، فقال إبليس لعنه الله: أنا لهذا الأمر ثم انغمس في الدنيا فجالها حتّى انتهى إلى الحرم، فوجد الحرم محفوظا بالملائكة فذهب ليدخل فصاحوا به فرجع، ثم صار مثل الصرد وهو العصفور فدخل من قبل حراء، فقال له جبرئيل: وراك لعنك الله فقال له: حرف أسألك عنه يا جبرئيل ما هذا الحدث منذ الليلة في الأرض؟ فقال له: ولد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: هل لي فيه نصيب؟ قال: لا، قال: ففي أمته؟ قال: نعم، قال: رضيت.

١٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم : ( وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ ) فلم تزل الشياطين تصعد إلى السماء وتتجسس حتّى ولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله:( وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ ) أي جبالا( وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ ) قال: لكل ضرب من الحيوان قدرنا شيئا مقدرا. وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ) فان الله تبارك وتعالى أنبت في الجبال الذهب والفضة والجوهر والصفر والنحاس والحديد والرصاص والكحل والزرنيخ وأشباه هذه لا يباع إلّا وزنا.

٦

وقال عليّ بن إبراهيم في قوله:( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ) قال: الخزانة الماء الذي ينزل من السماء فينبت لكل حزب من الحيوان ما قدر الله لها من الفداء.

١٩ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جدهعليه‌السلام أنّه قال: في العرش تمثال جميع ما خلق الله من البر والبحر، قال: وهذا تأويل قوله:( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ ) .

٢٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله و( أَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ ) قال: التي تلقح الأشجار.

٢١ ـ في تفسير العيّاشي عن ابن وكيع عن رجل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تسبوا الريح فانها بشر، وإنها نذر وإنها لواقح فاسئلوا الله من خيرها وتعوذوا من شرها.

٢٢ ـ عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام و( لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ) قال: هم المؤمنون من هذه الامة.

٢٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ ) قال:

الماء المتصلصل بالطين( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ قالَ ) حمأ متغير(١) .

٢٤ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: طينة الناصب( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه بعد أن مدحعليه‌السلام الملائكة وقال: معاذ الله من ذلك ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبايح بألطاف الله تعالى، قالا: قلنا له: فعلى هذا لم يكن إبليس أيضا ملكا؟ فقال: لا بل كان من الجن، أما تسمعان الله يقول:( وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ ) فأخبرعزوجل أنّه كان من الجن، وهو الذي قال الله تعالى

__________________

(١) الحمأ: الطين الأسود.

٧

( وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ )

٢٦ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الاباء ثلثة: آدم ولد مؤمنا والجان ولد كافرا، وإبليس ولد كافرا، وليس فيهم نتاج إنّما يبيض ويفرخ، وولده ذكور ليس فيهم إناث.

٢٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم : ( وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ ) قال: أبو إبليس وقال: الجان من ولد الجان منهم مؤمنون وكافرون ويهود ونصارى وتختلف أديانهم، والشياطين من ولد إبليس وليس فيهم مؤمن إلّا واحد اسمه هام بن هيم بن لا قيس بن إبليس، جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فرآه جسيما عظيما وامرءا مهولا، فقال له: من أنت؟ قال: انا هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس، كنت يوم قتل قابيل هابيل غلاما ابن أعوام أنهى عن الاعتصام وأمر بإفساد الطعام، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بئس لعمري الشاب المؤمل، والكهل المؤمر، فقال: دع عنك هذا يا محمّد فقد جرت توبتي على يد نوح، ولقد كنت معه في السفينة فعاتبته على دعائه على قومه، ولقد كنت مع إبراهيم حين ألقى في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما، ولقد كنت مع موسى حين غرق الله فرعون ونجى بنى إسرائيل، ولقد كنت مع هود حين دعا على قومه فعاتبته، ولقد كنت مع صالح فعاتبته على دعائه على قومه، ولقد قرأت الكتب تبشرني بك ويقرءونك السلام ويقولون: أنت أفضل الأنبياء وأكرمهم، فعلّمني مما أنزل الله عليك شيئا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين صلوات الله عليه: علّمه، فقال هام: يا محمّد إنّا لا نطيع إلّا نبيا أو وصيّ نبي، فمن هذا؟ قال: هذا أخى ووصيي ووزيري ووارثي عليّ بن أبي طالب، قال: نعم نجد اسمه في الكتب إليا، فعلّمه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فلما كانت ليلة الهرير بصفين جاء إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام .

قوله:( وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ ) فقد كتبنا خبره.

٢٨ ـ في كتاب علل الشرائع عن أبي جعفرعليه‌السلام عن عليّ أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال الله جل جلاله للملائكة:( إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ

٨

مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ* فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ ) وذلك من اللهعزوجل تقدمة منه إلى الملائكة في آدم من قبل أن يخلقه احتجاجا منه عليهم، قال: فاغترف تبارك وتعالى غرفة من الماء العذب الفرات وصلصلها(١) فجمدت، ثم قال لها: منك أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين والائمة المهتدين الدعاة إلى الجنة وأتباعهم إلى يوم القيمة، ولا أبالى ولا اسئل عما أفعل وهم يسئلون، يعنى بذلك خلقه أنّه يسألهم، ثمّ اغترف من الماء المالح الأجاج فصلصلها فجمدت، ثم قال لها: منك أخلق الجبارين والفراعنة والعتاة واخوان الشياطين، والدعاة إلى النار إلى يوم القيامة وأتباعهم، ولا أبالي ولا اسئل عما أفعل وهم يسألون، قال: وشرط في ذلك البداء ولم يشرط في أصحاب اليمين البداء، ثم خلط المائين فصلصلهما ثم ألقاهما قدام عرشه، وهما ثلة من طين(٢) ثم أمر الملائكة الاربعة الشمال والدبور والصبا والجنوب أن جولوا على هذه الثلة الطين وأبروها(٣) وانسموها، ثم جزوها وفصلوها واجروا الطبائع الاربعة الريح والمرة(٤) والدم والبلغم، قال: فجاءت الملائكة عليها وهي الشمال والصبا والجنوب والدبور فأجروا فيها الطبائع الاربعة، قال: والريح في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الشمال، قال: والبلغم في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الصبا، قال: والمرة في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الدبور، قال: والدم في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الشمال، قال: والبلغم في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الصبا، قال: والمرة في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الدبور، قال: والدم في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الجنوب، قال: فاستقلت النسمة وكمل البدن، قال: فلزمه من ناحية الريح حب الحيوة وطول الأمل والحرص، ولزمه من ناحية البلغم حب الطعام

__________________

(١) الصلصال: الطين اليابس الذي لم يطبخ إذا نقربه صوت كما يصوت الفخار. وصلصل الشيء: صوت.

(٢) وفي تفسير القمى: «سلالة» بدل «ثلة». وكذا فيما يأتى.

(٣) قال المجلسي (ره) قوله: «فأبروها» يمكن أن يكون مهموزا من برأه الله أي خلقه وجاء غير المهموز أيضا بهذا المعنى، فيكون مجازا أي اجعلوها مستعدة للخلق، ويمكن أن يكون من البري بمعنى النحت. كناية عن التفريق أو من التأبير من قولهم أبر النخل أي أصلحه.

(٤) قال زميلنا الفاضل دامت إفاضاته في ذيل الحديث في العلل: قوله الريح والمرة الظاهران المراد بالريح هنا السوداء وبالمرة: الصفراء.

٩

والشراب واللين والرفق، ولزمه من ناحية المرة الغضب والسفه والشيطنة والتجبر والتمرد والعجلة، ولزمه من ناحية الدم حب النساء واللذات وركوب المحارم والشهوات. قال عمرو: أخبرنى جابر أن أبا جعفرعليه‌السلام قال: وجدناه في كتاب من كتب علىعليه‌السلام .

٢٩ ـ وباسناده إلى إسحق القمى(١) عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : لما كان الله منفردا بالوحدانية ابتدأ الأشياء لا من شيء، فأجرى الماء العذب على أرض طيبة طاهرة سبعة أيام مع لياليها، ثم نضب(٢) الماء عنها فقبض قبضة من صفاء ذلك الطين وهي طينتنا أهل البيت، ثم قبض قبضة من أسفل ذلك الطينة وهي طينة شيعتنا ثم اصطفانا لنفسه، فلو ان طينة شيعتنا تركت كما تركت طينتنا لما زنى أحد منهم ولا سرق ولا لاط ولا شرب المسكر، ولا ارتكب شيئا مما ذكرت، ولكن اللهعزوجل أجرى الماء المالح على أرض ملعونة سبعة أيام ولياليها، ثم نضب الماء عنها، ثم قبض قبضة وهي طينة ملعونة( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) وهي طينة خبال(٣) وهي طينة أعدائنا، فلو ان اللهعزوجل ترك طينتهم كما أخذناها لم تروهم في خلق الآدميين، ولم يقروا بالشهادتين ولم يصوموا ولم يصلوا ولم يزكوا ولم يحجوا البيت، ولم تروا أحدا منهم بحسن خلق، ولكن الله تبارك وتعالى جميع الطينتين طينتكم وطينتهم، فخلطهما وعركهما عرك الأديم(٤) ومزجهما بالمائين، فما رأيت من أخيك المؤمن من شر: لواط(٥) أو زنا أو شيء مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره، فليس من جوهريته ولا من ايمانه، إنّما هو بمسحة الناصب اجترح هذه السيئات التي ذكرت، وما رأيت من الناصب من حسن وجهه وحسن خلق أو صوم أو صلوة أو حج بيت الله أو صدقة أو معروف فليس من جوهريته، إنّما تلك الأفاعيل من

__________________

(١) وقد مر نظير هذا الحديث في سورة يوسف تحت رقم ١٤١ عن كتاب العلل عن أبي ـ إسحق الليثي عن أبي جعفر (ع) وفيه زيادات وإضافات يفهم منها معنى هذا الحديث فراجع.

(٢) نضب الماء: غارفى الأرض وسفل.

(٣) الخبال: الفساد.

(٤) عرك الأديم: دلكه والأديم: الجلد المدبوغ.

(٥) وفي نسخة البحار «من شر لفظ».

١٠

مسحة الايمان اكتسبها، وهو اكتساب مسحة الايمان.

٣٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابى عمير عن ابن أذينة عن الأحول قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الروح التي في آدم قوله( فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) قال: هذه روح مخلوقة، والروح التي في عيسى مخلوقة.

٣١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن بحر عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عما يروون ان الله خلق آدم على صورته؟ فقال: هي صورة محدثة مخلوقة اصطفاها الله واختارها على ساير الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه، والروح إلى نفسه فقال: «بيتي»( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) .

٣٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) قال: روح اختاره الله واصطفاه وخلقه واضافه إلى نفسه، وفضله على جميع الأرواح فنفخ منه في آدم.

٣٣ ـ وباسناده إلى أبي جعفر الأصم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الروح التي في آدم والتي في عيسى ما هما؟ قال: روحان مخلوقان اختارهما الله واصطفاهما: روح آدم وروح عيسىعليهما‌السلام .

٣٤ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) قال: من قدرتي.

٣٥ ـ وباسناده إلى عبد الكريم بن عمرو عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ( فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) قال: إنّ اللهعزوجل خلق خلقا وخلق روحا، ثم أمر ملكا فنفخ فيه فليست بالتي نقصت من قدرة الله شيئا من قدرته.

٣٦ ـ وباسناده إلى عبد الحميد الطائي عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) كيف هذا النفخ؟ فقال: إنّ الروح

١١

متحرك كالريح وانما سمى روحا لأنه اشتق اسمه من الريح، وانما أخرجت على لفظة الروح لان الروح مجانس للريح، وانما اضافه إلى نفسه لأنه اصطفاه على ساير الأرواح، كما اصطفى بيتا من البيوت فقال: «بيتي» وقال لرسول من الرسل: «خليلي» وأشباه ذلك، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر. في الكافي مثل هذا الحديث الأخير سواء.

٣٧ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى مسعدة بن زياد قال: حدثني جعفر بن محمد عن أبيه أن روح آدمعليه‌السلام لما أمرت أن تدخل فكرهته، فأمرها الله أن تدخل كرها وتخرج كرها.

٣٨ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله:( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ ) قال: روح خلقها الله فنفخ في آدم منها.

٣٩ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) قال: خلق خلقا وخلق روحا، ثم أمر الملك فنفخ وليست بالتي نقصت من الله شيئا، هي من قدرته تبارك وتعالى عنه.

٤٠ ـ وفي رواية سماعة عنه: خلق آدم فنفخ فيه، وسألته عن الروح؟ قال: هي من قدرته من الملكوت.

٤١ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : ثم جمع سبحانه من حزن الأرض وسهلها(١) تربة سنها بالماء حتّى خلصت ولاطها بالبلة حتّى لزبت(٢) فجبل منها صورة ذات أحناء ووصول وأعضاء وفصول(٣) أجمدها حتّى استمسكت وأصلدها حتى

__________________

(١) الحزن من الأرض: ما غلظ منها واشتد كالجبل، والسهل: ما لان وفي نهج البلاغة هكذا «ثم جمع سبحانه من حزن الأرض وسهلها وعذبها وسبخها اه».

(٢) سنها بالماء أي خلطها، ولاطها بالبلة أي خلطها بالرطوبة والبلة: النداوة، ولزبت أي لصقت. واللازب: اللاصق.

(٣) جبل بمعنى خلق. والاحناء جمع حنو، وهي الجوانب. والوصول جمع كثرة للوصل وهي المفاصل.

١٢

صلصلت(١) لوقت معدود وأجل معلوم، ثم نفخ فيها من روحه فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها وفكر يتصرف بها، وجوارح يختدمها، وأدوات يقلبها، ومعرفة يفرق بها بين الأذواق والمشام والألوان والأجناس، معجونا بطينة الألوان المختلفة والأشباه المؤتلفة، والاضداد المتعادية، والأخلاط المتباينة، من الحر والبرد، والبلة والجمود، والمساءة والسرور، واستأدى الله سبحانه الملائكة وديعته لديهم، وعهد وصيته إليهم في الإذعان بالسجود له، والخنوع لتكرمته، فقال تعالى:( اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ) وقبيله اعترتهم الحمية، وغلبت عليهم الشقوة، وتعززوا بخلقة النار، واستوهنوا خلق الصلصال، فأعطاه النظرة استحقاقا للسخطة، واستتماما للبلية، وإنجازا للعدة، فقال:( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) .

٤٢ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: رن(٢) إبليس أربع رنات: أوليهن يوم لعن وحين اهبط إلى الأرض والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد العسكريعليهما‌السلام يقول: معنى الرجيم أنّه مرجوم باللعن، مطرود من الخير، لا يذكره مؤمن إلّا لعنه، وان في علم الله السابق إذا خرج القائمعليه‌السلام لا يبقى مؤمن في زمانه إلّا رجمه بالحجارة، كما كان قبل ذلك مرجوما باللعن.

٤٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنّه قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سأله عن الأيام: فالخميس؟ قال: هو يوم خامس من الدنيا، وهو يوم أنيس لعن فيه إبليس ورفع فيه إدريس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٥ ـ وباسناده إلى يحيى بن ابى العلا الرازي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقد سئل عن قول اللهعزوجل لإبليس:( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إلى يَوْمِ

__________________

(١) أصلدها أي جعلها صلدا وهي الصلبة الملساء. وقد مر معنى الصلصل قريبا.

(٢) رن الرجل: صاح ورفع صوته بالبكاء.

١٣

الوقت المعلوم ) قالعليه‌السلام : ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت إبليس ما بين النفخة الاولى والثانية.

٤٦ ـ في تفسير العيّاشي عن وهب بن جميع مولى إسحق بن عمار قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول إبليس:( فَأَنْظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) قال له وهب: جعلت فداك أي يوم هو؟ قال: يا وهب أتحسب أنّه يوم يبعث الله فيه الناس، ان الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا، فاذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتّى يجثو بين يديه(١) على ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم، فيأخذنا صيته فيضرب عنقه، فذلك اليوم الوقت المعلوم.

٤٧ ـ عن الحسن بن عطية قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ إبليس عبد الله في السماء الرابعة في ركعتين ستة آلاف سنة، وكان انظار الله إياه إلى يوم الوقت المعلوم بما سبق من تلك العبادة.

٤٨ ـ عن أبان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ علي بن الحسين إذا أتى الملتزم(٢) قال: أللهمّ ان عندي أفواجا من الذنوب وأفواجا من خطايا وعندك أفواج من رحمة وأفواج من مغفرة، يا من استجاب لا بغض خلقه إليه إذ قال:( فَأَنْظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) استجب لي وافعل بي كذا.

٤٩ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : فلعمري لقد فوق لكم سهم الوعيد وأغرق لكم بالنزع الشديد(٣) ورماكم عن مكان قريب فقال:( رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ

__________________

(١) جثا: جلس على ركبتيه.

(٢) الملتزم ـ بفتح الزاء ـ: دبر الكعبة، سمى به لان الناس يعتنقونه أي يضمونه إلى صدورهم والالتزام: الاعتناق.

(٣) قوله (ع): فوق لكم سهم الوعيد قال الشارح المعتزلي أي جعل له فوقا وهو موضع الوتر وهذا كناية عن التهيؤ والاستعداد، قوله (ع): وأغرق لكم بالنزع الشديد أي استوفى مد القوس وبالغ في نزعها ليكون مر ماه أبعد ووقع سهامه أشد.

١٤

لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) قذفا بغيب بعيد، ورجما بظن مصيب(١) صدقه به أبناء الحمية، وإخوان العصبية، وفرسان الكبر والجاهلية.

قال عز من قائل:( إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) .

٥٠ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا أبىرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه قال: جاء جبرئيل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له النبي: يا جبرئيل ما تفسير الإخلاص؟ قال: المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتّى يجد، وإذا وجد رضى، وإذا بقي عنده شيء أعطاه، فان من لم يسأل المخلوق أقر للهعزوجل بالعبودية، وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض، والله تبارك وتعالى عنه راض، وإذا أعطى للهعزوجل فهو على حد الثقة بربهعزوجل ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في أصول الكافي أحمد عن عبد العظيم عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: هذا صراط على مستقيم.

٥٢ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي جميلة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبي جعفر عن أبيه(٢) عن قوله:( هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ) قال: هو أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٥٣ ـ في مجمع البيان قرأ يعقوب( هذا صِراطٌ عَلَيَّ ) بالرفع وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٥٤ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى علي بن النعمان عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) قال: ليس على هذه العصابة خاصة سلطان، قال: قلت: وكيف جعلت فداك وفيهم ما فيهم؟ قال :

__________________

(١) وفي بعض النسخ وكذا في شرح ابن أبى الحديد «ورجما بظن غير مصيب وقال: هذه الرواية أشهر بوجوه فمن شاء الوقوف عليها فليراجع ج ٣: ٢٣٠ ط مصر.

(٢) وفي المصدر «عن عبد الله بن أبى جعفر عن أخيه» لكن الظاهر هو المختار ففي الصافي: «العياشي عن السجاد».

١٥

ليس حيث تذهب، إنّما قوله:( لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) أن يحبب إليهم الكفر، ويبغض إليهم الايمان.

٥٥ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لأبى بصير: يا أبا محمد لقد ذكر كم الله في كتابه فقال:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) والله ما أراد بهذا إلّا الائمةعليهم‌السلام وشيعتهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٦ ـ في تفسير العيّاشي عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: أرأيت قول الله:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) ما تفسير هذه الآية؟ قال: قال الله: انك لا تملك أن تدخلهم جنة ولا نارا.

٥٧ ـ عن أبي بصير قال: سمعت جعفر بن محمدعليه‌السلام وهو يقول: نحن أهل الرحمة وبيت النعمة وبيت البركة، نحن في الأرض بنيان وشيعتنا عرى الإسلام(١) وما كانت دعوة إبراهيم إلّا لنا ولشيعتنا، ولقد استثنى الله إلى يوم القيمة على إبليس، فقال:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ )

٥٨ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام إنّه إذا كان يوم القيمة يؤتى بإبليس في سبعين غلا، وسبعين كبلا(٢) فينظر الاول إلى زفر في عشرين ومأة كبل وعشرين ومأة غل، فينظر إبليس فيقول: من هذا الذي أضعف الله له العذاب وانا أغويت هذا الخلق جميعا؟ فيقال: هذا زفر فيقال: بما جدد له هذا العذاب؟ فيقال ببغيه على عليٍّعليه‌السلام فيقول له إبليس: ويل لك وثبوره لك، أما علمت ان الله أمرنى بالسجود لادم فعصيته، وسألته ان يجعل لي سلطانا على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبني إلى ذلك، وقال:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ )

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وساير الموسوعات الكبيرة الناقلة عنه لكن في الأصل «غرس الإسلام» والعرى جمع العروة كلما يؤخذ باليد وما يوثق به ويعول عليه. وقولهم «عرى الايمانة ـ أو عرى الإسلام» على التشبيه بالعروة التي يستمسك بها ويستوثق.

(٢) الكبل: القيد.

١٦

٥٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله: و( إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) قال: يدخل في كل باب أهل ملة، وللجنة ثمانية أبواب.

٦٠ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله:( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ) وقوفهم على الصراط، واما( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) فبلغني والله أعلم ان الله جعلها سبع درجات أعلاها الجحيم، يقوم أهلها على الصفا منها، تغلى أدمغتهم فيها كغلى القدور بما فيها، والثانية( لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعى ) والثالثة( سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ) والرابعة الحطمة ومنها تثور «شرر كالقصر كأنه جمالة صفر» تدق من صار إليها مثل الكحل، فلا تموت الروح، كلما صاروا مثل الكحل عادوا والخامسة الهاوية فيها مالك، يدعون يا مالك أغثنا فاذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيها صديد ما يسيل من جلودهم كأنه مهل، فاذا رفعوه ليشربوا منه تساقطت لحم وجوههم من شدة حرها، وهو قول الله( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً ) ومن هوى فيها هوى سبعين عاما في النار، كلما احترق جلده بدل جلدا غيره والسادسة هي السعير فيها ثلثمائة سرادق من نار، في كل سرادق ثلثمائة قصر من نار، في كل قصر ثلاثمائة بيت من نار، في كل بيت ثلثمائة لون من العذاب من غير عذاب النار، فيها حيّات من نار، وعقارب من نار، وجوامع من نار، وسلاسل من نار، وأغلال من نار، وهو الذي يقول الله:( إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً ) والسابعة جهنم وفيها الفلق، وهو جب في جهنم إذا فتح أسعر النار سعرا، وهو أشد النار عذابا، واما صعود فجبل من صفر من نار وسط جهنم، واما أثاما فهو واد من صفر مذاب يجرى حول الجبل، فهو أشد النار عذابا.

٦١ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي بصير قال: يؤتى بجهنم( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ ) ،

١٧

بابها الاول للظالم(١) وهو زريق، وبابها الثاني لحبتر، والباب الثالث للثالث، والرابع لمعاوية، والخامس لعبد الملك، والسادس لعكر بن هوسر(٢) والسابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم(٣) .

٦٢ ـ في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليّاعليه‌السلام عن الواحد إلى المائة قال له اليهودي: فما السبعة؟ قال: سبعة أبواب النار متطابقات.

٦٣ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال: إنّ للنار سبعة أبواب يدخل منه فرعون وهامان، وقارون وباب يدخل منه المشركون والكفار من لم يؤمن بالله طرفة عين، وباب يدخل منه بنو امية هو لهم خاصة لا يزاحمهم فيه أحد، وهو باب لظى وهو باب سقر وهو باب الهاوية يهوى بهم سبعين خريفا، فكلما هوى بهم سبعين خريفا فار بهم فورة قذف بهم في أعلاها سبعين خريفا، ثم هوى بهم هكذا سبعين خريفا، فلا يزالون هكذا أبدا خالدين مخلدين، وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا، وانه لأعظم الأبواب وأشدها حرا، قال محمد بن الفضيل الزرقي: فقلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الباب الذي ذكرت عن أبيك عن جدّكعليهما‌السلام إنّه يدخل منه بنو امية يدخله من

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر والبحار وغيره لكن في الأصل «الظالمين» على صيغة الجمع.

(٢) وفي المصدر والبحار «عسكر» بالسين، وسيأتى من المجلسي (ره) بيان فيه.

(٣) قال المجلسي (ره): زريق كناية عن الاول لان العرب يتشأم بزرقة العين، والحبتر هو الثعلب ولعله إنّما كنى عنه لحيلته ومكره، وفي غيره من الاخبار وقع بالعكس وهو أظهر إذا الحبتر بالأول أنسب، ويمكن أن يكون هنا أيضا المراد ذلك، وانما قدم الثاني لأنه أشقى وأفظ وأغلظ. وعسكر بن هو سر كناية عن بعض خلفاء بني أميّة أو بنى العباس. وكذا أبى سلامة كناية عن أبي جعفر الدوانيقي، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة وساير أهل الجمل، إذ كان اسم جمل عائشة عسكرا وروى أنّه كان شيطانا «انتهى». وقال في غير هذا الموضع: ويحتمل أن يكون كناية عن بعض ولاة بني أميّة كأبى سلامة، ويحتمل أن يكون أبو سلامة كناية عن ابن مسلم اشارة إلى من سلطهم من بنى العباس.

١٨

مات منهم على الشرك أو ممن أدرك الإسلام منهم؟ فقال: لا أمَّ لك ألم تسمعه يقول: وباب يدخل منه المشركون والكفار، فهذا باب يدخل منه كل مشرك وكل كافر لا يؤمن بيوم الحساب، وهذا الباب الآخر يدخل منه بنو امية لأنه هو لأبي سفيان ومعاوية وآل مروان خاصة، يدخلون من ذلك الباب فتحطمهم النار فيه حطما لا يسمع لهم واعية ولا يحيون فيها ولا يموتون.

٦٤ ـ في مجمع البيان ( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ ) فيه قولان: أحدهما ما روى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ان جهنم( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ ) أطباق بعضها فوق بعض، ووضع احدى يديه على الاخرى فقال: هكذا، وان الله وضع الجنان على العرض ووضع النيران بعضها فوق بعض فأسفلها جهنم، وفوقها لظى، وفوقها الحطمة وفوقها سقر، وفوقها الجحيم، وفوقها السعير، وفوقها الهاوية، وفي رواية الكلبي: أسفلها الهاوية وأعلاها جهنم.

٦٥ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن رجل اوصى بجزء من ماله؟ فقال: واحد من سبعة ان الله تعالى يقول:( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ )

٦٦ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن إسمعيل بن همام الكندي عن الرضاعليه‌السلام في رجل أوصى بجزء من ماله؟ قال: الجزء من سبعة، ان الله تعالى يقول:( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) .» عنه عن أبي همام عن الرضاعليه‌السلام مثله.

٦٧ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها: ألآ وإنّ التقوى مطايا ذلل حمل عليها، وأعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة، وفتحت لهم أبوابها ووجدوا ريحها وطيبها، وقيل لهم:( ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ ) .

٦٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقد ذكر عليّا وأولادهعليهم‌السلام : ألآ ان أولياءهم الذين يدخلون الجنة آمنين، وتتلقيهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين.!

١٩

٦٩ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان عليٌّعليه‌السلام يقول: لا تغضبوا ولا تغضبوا، أفشوا السّلام وأطيبوا الكلام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنّة بسلام ثمّ تلا عليهم قول اللهعزوجل :( السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ) . والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٠ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن ابى المقدام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: أنتم والله الذين قال اللهعزوجل :( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) .

٧١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لأبي بصير: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال:( إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) والله ما أراد بهذا غيركم، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

٧٢ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن مروان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ليس منكم رجل ولا امرأة إلّا وملائكة الله يأتونه بالسلام، وأنتم الذين قال الله:( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) .

٧٣ ـ عن محمد بن القاسم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ سارة قالت لإبراهيمعليه‌السلام : قد كبرت فلو دعوت الله ان يرزقك ولدا فتقر أعيننا؟ فان الله قد اتخذك خليلا وهو مجيب دعوتك ان شاء الله، فسأل إبراهيم ربه أن يرزقه غلاما عليما، فأوحى الله اليه: إنّي واهب لك غلاما عليما، ثم أبلوك فيه بالطاعة لي، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلث سنين، ثم جائته البشارة من الله بإسماعيل مرة اخرى بعد ثلث سنين.

٧٤ ـ عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ لوطا لبث في قومه ثلثين سنة يدعوهم إلى الله ويحذرهم عقابه، قال: وكانوا قوما لا يتنظفون من الغائط ولا يتطهرون من

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

واللسان ، جاء في وصية النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليعليه‌السلام :« لا يقبل الله دعاء قلبٍ ساهٍ » (1) .

وعن الإمام أميرالمؤمينعليه‌السلام :« لا يقبل الله عزَّ وجل دعاء قلبٍ لاهٍ » (2) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام :« إنّ الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ قاسٍ » (3) .

17 ـ البكاء والتباكي :

خير الدعاء ما هيجه الوجد والأحزان ، وانتهى بالعبد إلىٰ البكاء من خشية الله ، الذي هو سيد آداب الدعاء وذروتها ، ذلك لأنَّ الدمعة لسان المذنب الذي يفصح عن توبته وخشوعه وانقطاعه إلىٰ بارئه ، والدمعة سفير رقّة القلب الذي يؤذن بالاخلاص والقرب من رحاب الله تعالىٰ.

قال الإمام الصادقعليه‌السلام لأبي بصير :« إنّ خفت أمراً يكون أو حاجة تريدها ، فابدأ بالله ومجّده واثني عليه كما هو أهله ، وصلِّ علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسل حاجتك ، وتباك ولو مثل رأس الذباب ، إنّ أبي كان يقول: إنّ أقرب ما يكون العبد من الرب عزَّ وجل وهو ساجد باكٍ »(4) .

وفي البكاء من خشية الله من الخصوصيات والفضائل ما لا يوجد في غيره من أنصاف الطاعات ، فهو رحمة مزجاة من الخالق العزيز لعباده تقرّبهم من منازل لطفه وكرمه ، وتتجاوز بهم عقبات الآخرة وأهوالها.

__________________________

(1) الفقيه 4 : 265.

(2) الكافي 2 : 344 / 2.

(3) الكافي 2 : 344 / 4.

(4) الكافي 2 : 350 / 10.

٤١

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :« إذا أحبّ الله عبدا نصب في قلبه نائحةً من الحزن ، فإنّ الله لا يدخل النار من بكىٰ من خشية الله حتىٰ يعود اللبن إلىٰ الضرع » (1) .

وقال الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام :« بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالىٰ ذكره ، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء ، ولو أنّ عبداً بكىٰ في أُمة لرحم الله تعالىٰ ذكره تلك الاُمّة لبكاء ذلك العبد » (2) .

وإذا كان البكاء يفتح القلب علىٰ الله تعالىٰ ، فإنّ جمود العين يعبّر عن قساوة القلب التي تطرد العبد من رحمة الله ولطفه وتؤدي إلىٰ الشقاء.

وكان فيما أوصىٰ به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الإمام عليعليه‌السلام :« يا علي ، أربع خصال من الشقاء : جمود العين ، وقساوة القلب ، وبُعد الأمل ، وحبّ البقاء » (3) .

واعلم أنّ البكاء إلىٰ الله سبحانه فرقاً من الذنوب وصفٌ محبوب لكنّه غير مجدٍ مع عدم الاقلاع عنها والنوبة منها.

قال سيد العابدين الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام :« وليس الخوف من بكىٰ وجرت دموعه ما لم يكن له ورع يحجره عن معاصي الله ، وإنّما ذلك خوف كاذب » (4) .

وإذا تهيأت للدعاء ولم تساعدك العينان علىٰ البكاء ، فاحمل نفسك علىٰ البكاء وتشبّه بالباكين ، متذكراً الذنوب العظام ومنازل مشهد اليوم

__________________________

(1) عدة الداعي : 168.

(2) بحار الأنوار 93 : 336.

(3) بحار الانوار 93 : 330 / 9.

(4) عدة الداعي : 176.

٤٢

العظيم ، يوم تُبلىٰ السرائر ، وتظهر فيه الضمائر ، وتنكشف فيه العورات ، عندها يحصل لك باعث الخشية وداعية البكاء الحقيقي والرقة وإخلاص القلب.

وقد ورد في الحديث ما يدلُّ علىٰ استحباب التباكي ولو بتذكّر من مات من الأولاد والأقارب والأحبّة ، فعن إسحاق بن عمار ، قال : قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : أدعو فاشتهي البكاء ولا يجيئني ، وربما ذكرت بعض من مات من أهلي فأرقّ وأبكي ، فهل يجوز ذلك ؟

فقالعليه‌السلام :« نعم ، فتذكّرهم ، فإذا رققت فابكِ ، وادع ربك تبارك وتعالىٰ » (1) .

18 ـ العموم في الدعاء :

ومن آداب الدعاء أن لا يخصّ الداعي نفسه بالدعاء ، بل يذكر إخوانه المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ، وهو من أهم آداب الدعاء ، لأنّه يدلّ علىٰ التضامن ونشر المودة والمحبة بين المؤمنين ، وازالة أسباب الضغينة والاختلاف فيما بينهم ، وذلك من منازل الرحمة الالهية ، ومن أقوىٰ الأسباب في استجابة الدعاء ، فضلاً عن ثوابه الجزيل للداعي والمدعو له.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :« إذا دعا أحدكم فليعمّ ، فإنّه أوجب للدعاء » (2) .

وقال الإمام الصادقعليه‌السلام :« إذا قال الرجل : اللهمّ اغفر للمؤمنين

__________________________

(1) الكافي 2 : 350 / 7.

(2) الكافي 2 : 354 / 1.

٤٣

والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم وجميع الأموات ؛ ردّ الله عليه بعدد ما مضىٰ ومن بقي من كل إنسان دعوة » (1) .

وقالعليه‌السلام :« دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدرُّ الرزق ويدفع المكروه » (2) .

19 ـ التضرُّع ومدّ اليدين :

ومن آداب الدعاء إظهار التضرع والخشوع ، قال تعالىٰ :( وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً ) (3) ، وقد ذمّ الله تعالىٰ الذين لا يتضرعون إليه ، قال تعالىٰ :( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ) (4) .

عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله عزَّ وجل :( فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ) فقالعليه‌السلام :« الاستكانة هي الخضوع ، والتضرُّع هو رفع اليدين والتضرُّع بهما » (5) .

وعن الإمام الحسينعليه‌السلام قال :« كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرفع يديه إذ ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين » (6) .

وروي أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يتضرّع عند الدعاء حتىٰ يكاد يسقط رداؤه(7) .

__________________________

(1) بحار الأنوار 93 : 391 / 24.

(2) الكافي 2 : 368 / 2. وأمالي الصدوق : 369 / 1.

(3) سورة الأعراف : 7 / 205.

(4) سورة المؤمنين : 23 / 76.

(5) الكافي 2 : 348 / 2 ، 349 / 6.

(6) بحار الأنوار 93 : 339 / 9.

(7) بحار الأنوار 93 : 339 / 10.

٤٤

والتضرُّع من أسباب استجابة الدعاء ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :« إنّ الله يستحي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردّهما خائبتين » (1) .

والعلّة في رفع اليدين هي إظهار الاستكانة والفاقة بين يديه تبارك وتعالى.

وقد سأل أبو قُرّة الإمام الرضاعليه‌السلام : ما بالكم إذا دعوتم رفعتم أيديكم إلىٰ السماء ؟

فقال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام :« إنّ الله استعبد خلقه بضروب من العبادة... واستعبد خلقه عند الدعاء والطلب والتضرُّع ببسط الأيدي ورفعهما إلىٰ السماء لحال الاستكانة وعلامة العبودية والتذلل له » (2) .

ولليدين وظائف وهيئات في الدعاء تتغير حسب حال الداعي في الرغبة والرهبة والتضرُّع والتبتُّل والابتهال ، قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« الرغبة : تبسط يديك وتظهر باطنهما ، والرهبة : بسط يديك وتظهر ظهرهما ، والتضرُّع : تحرّك السبابة اليمنىٰ يميناً وشمالاً ، والتبتّل : تحرّك السبابة اليسرىٰ ترفعها في السماء رسلاً وتضعها ، والابتهال : تبسط يديك وذراعيك إلىٰ السماء ، والابتهال حين ترىٰ أسباب البكاء » (3) .

ويكره أن يرفع الداعي بصره إلىٰ السماء ، لما روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام ، قال :« مرّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علىٰ رجل وهو رافع بصره

__________________________

(1) بحار الأنوار 93 : 365 / 11.

(2) الاحتجاج : 407.

(3) الكافي 2 : 348 / 4.

٤٥

إلىٰ السماء يدعو ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : غضّ بصرك ، فانك لن تراه » (1) .

20 ـ الأسرار بالدعاء :

ويستحب أن يدعو الإنسان خُفية ليبتعد عن مظاهر الرياء التي تمحق الأعمال وتجعلها هباءً منثوراً ، قال تعالىٰ :( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ) (2) .

قال الإمام الرضاعليه‌السلام :« دعوة العبد سراً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية » .

وفي رواية اُخرىٰ :« دعوة تخفيها أفضل عند الله من سبعين دعوة تظهرها » (3) .

21 ـ التلبّث بالدعاء :

ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في الدعاء ، بل يدعو مترسّلاً ، ذلك لأنّ العجلة تنافي حالة الاقبال والتوجه إلىٰ الله تعالىٰ ، وما يلزم ذلك من التضرُّع والرقة ، كما أن العجلة قد تؤدي إلىٰ ارتباك في صورة الدعاء أو نسيان لبعض أجزائه.

قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« إنّ رجلاً دخل المسجد فصلىٰ ركعتين ، ثم سأل الله عزَّ وجلّ ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عجّل العبد ربّه ، وجاء آخر فصلىٰ ركعتين ثم أثنىٰ علىٰ الله عزَّ وجل وصلىٰ علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال رسول

__________________________

(1) بحار الأنوار 93 : 307 / 4.

(2) سورة الاعراف : 7 / 55.

(3) الكافي 2 : 345 ـ 346 / 1.

٤٦

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سل تعط » (1) .

وقالعليه‌السلام :« إنّ العبد إذا عجّل فقام لحاجته ، يقول الله تبارك وتعالىٰ : أما يعلم عبدي أني أنا الله الذي أقضي الحوائج » (2) .

وقالعليه‌السلام :« إنّ العبد إذا دعا لم يزل الله تبارك وتعالىٰ في حاجته مالم يستعجل » (3) .

22 ـ عدم القنوط :

وعلىٰ الداعي أن لا يقنط من رحمة الله ، ولا يستبطىء الاجابة فيترك الدعاء ، لأنّ ذلك من الآفات التي تمنع ترتّب أثر الدعاء ، وهو بذلك أشبه بالزارع الذي بذر بذراً فجعل يتعاهده ويرعاه ، فلمّا استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله.

عن أبي بصير ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال :« لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزَّ وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء » .

قلتُ : كيف يستعجل ؟

قالعليه‌السلام :يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرىٰ الاجابة » (4) .

وعليه يجب علىٰ الداعي أن يفوّض أمره إلىٰ الله ، واثقاً بربه ، راضياً بقضائه سبحانه ، وأن يحمل تأخر الاجابة علىٰ المصلحة والخيرة التي

__________________________

(1) الكافي 2 : 352 / 6.

(2) الكافي 2 : 344 / 2.

(3) الكافي 2 : 344 / 1.

(4) الكافي 2 : 355 / 8.

٤٧

حباها إياه مولاه ، وأن يبسط يد الرجاء معاوداً الدعاء لما فيه من الأجر الكريم والثواب الجزيل.

جاء في وصية الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام لابنه الإمام الحسنعليه‌السلام :« فلا يقنطك إبطاء إجابته ، فإنّ العطية علىٰ قدر النية ، وربما أُخرت عنك الاجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل ، وأجزل لعطاء الآمل ، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأُوتيت خيرا منه عاجلاً أو آجلاً ، أو صرف عنك لما هو خير لك ، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته » (1) .

23 ـ الالحاح بالدعاء :

وعلىٰ الداعي أن يواظب علىٰ الدعاء والمسألة في حال الإجابة وعدمها ؛ لأنّ ترك الدعاء مع الاجابة من الجفاء الذي ذمّه تعالىٰ في محكم كتابه بقوله :( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ ) (2) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام لرجل يعظه :« لا تكن ممن... إنّ أصابه بلاء دعا مضطراً ، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً » (3) .

أما في حال تأخر الاجابة فيجب معاودة الدعاء وملازمة المسألة ، لفضيلة الدعاء في كونه مخّ العبادة ، ولأنّه سلاح المؤمن الذي يقيه شر أعدائه من الشيطان وحب الدنيا وهوىٰ النفس والنفس الامارة ، ولربما كان تأخير الاجابة لمصالح لا يعلمها إلّا من يعلم السرّ وأخفىٰ ، فيكون

__________________________

(1) نهج البلاغة ، الكتاب (31).

(2) سورة الزمر : 39 / 8.

(3) نهج البلاغة ، الحكمة (150).

٤٨

الدعاء خيراً للعبد في الآجلة ، أو يدفع عنه بلاءً مقدراً لا يعلمه في العاجلة ، ولعلّ تأخير الاجابة لمنزلته عند الله سبحانه ، فهو يحب سماع صوته والاكثار من دعائه ، فعليه أن لا يترك ما يحبه الله سبحانه.

روي عن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّه قال :« إنّ المؤمن يسأل الله عزَّ وجلّ حاجة فيؤخر عنه تعجيل اجابته حبّا لصوته واستماع نحيبه » (1) .

وعليه يجب الالحاح بالدعاء في جميع الأحوال ، ولما في ذلك من الرحمة والمغفرة واستجابة الدعوات.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :« رحم الله عبداً طلب من الله عزَّ وجلَّ حاجةً فألحّ في الدعاء ، استجيب له أو لم يستجب » (2) .

وعن الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنّه قال :« والله لا يلحُّ عبد مؤمن علىٰ الله عزَّ وجلّ في حاجته إلّا قضاها له » (3) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام :« إنّ عزَّ وجلّ كره إلحاح الناس بعضهم علىٰ بعض في المسألة ، وأحبّ ذلك لنفسه ، إنّ الله عزَّ وجل يحبّ أن يُسأل ويُطلب ما عنده » (4) .

24 ـ التقدّم في الدعاء :

ومن آداب الدعاء أن يدعو العبد في الرخاء علىٰ نحو دعائه في

__________________________

(1) الكافي 2 : 354 / 1. وقرب الاسناد : 171.

(2) الكافي 2 : 345 / 6.

(3) الكافي 2 : 345 / 3.

(4) الكافي 2 : 345 / 4.

٤٩

الشدة ، لما في ذلك من الثقة بالله والانقطاع إليه ، ولفضله في دفع البلاء واستجابة الدعاء عند الشدة.

قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« من سرّه أن يستجاب له في الشدة ، فليكثر الدعاء في الرخاء » (1) .

وكان من دعاء الإمام السجادعليه‌السلام :« ولا تجعلني ممّن يبطره الرخاء ، ويصرعه البلاء ، فلا يدعوك إلّا عند حلول نازلة ، ولا يذكرك إلّا عند وقوع جائحة ، فيضرع لك خدّه ، وترفع بالمسألة إليك يده » (2) .

25 ـ التختم بالعقيق والفيروزج :

ويستحب في الدعاء لبس خاتم من عقيق أو من فيروزج ، لقول الإمام الصادقعليه‌السلام :« ما رفعت كفّ إلىٰ الله عزَّ وجل أحبُّ إليه من كفّ فيها عقيق » (3) .

ولقولهعليه‌السلام :« قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله عزَّ وجلّ : إنّي لأستحي من عبد يرفع يده وفيها خاتم فيروزج فأردّها خائبة » (4) .

26 ـ الآداب المتأخرة عن الدعاء :

وهناك جملة آداب متأخرة عن الدعاء ، أكدت عليها النصوص الإسلامية ، وفيما يلي أهمها :

__________________________

(1) الكافي 2 : 343 / 4.

(2) بحار الأنوار 94 : 130.

(3) عدة الداعي : 129.

(4) بحار الأنوار 93 : 321.

٥٠

أ ـ أن يقول الداعي ما شاء الله لا قوة إلّا بالله :

يستحب أن يقال بعد الدعاء : ( ما شاء الله ، لا قوة إلّا بالله ) وفي هذه الكلمة فضل عظيم لما تنطوي عليه من إقرار العبد بالمشيئة المطلقة وانقطاعه عن جميع الأسباب وتعلّقه بحول الله وقوته.

قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« إذا دعا الرجل فقال بعدما دعا : ما شاء الله ، لا حول ولا قوة إلّا بالله ، قال الله عزَّ وجل : استبسل عبدي واستسلم لأمري ، اقضوا حاجته » (1) .

وعنهعليه‌السلام :« ما من رجل دعا فختم دعاءه بقول : ما شاء الله لا قوة إلّا بالله ، إلّا أُجيب صاحبه » (2) .

ب ـ الصلاة علىٰ النبي وآله :

قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« من كانت له إلىٰ الله عزَّ وجل حاجة فليبدأ بالصلاة علىٰ محمد وآله ، ثمّ يسأل حاجته ، ثمّ يختم بالصلاة علىٰ محمد وآل محمد ، فإنّ الله عزَّ وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط » (3) .

جـ ـ مسح الوجه والرأس باليدين :

ومن الآداب المتأخرة عن الدعاء أن يمسح الداعي وجهه ورأسه بيديه.

قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« ما أبرز عبد يده إلىٰ الله العزيز الجبار إلّا

__________________________

(1) الكافي 2 : 378 / 1.

(2) أمالي الصدوق : 166 / 6.

(3) الكافي 2 : 358 / 16.

٥١

استحيا الله عزَّ وجل أن يردّها صفراً حتىٰ يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء ، فإذا دعا أحدكم فلا يردّ يده حتىٰ يمسح علىٰ وجهه ورأسه » (1) .

وفي دعائهمعليهم‌السلام :« ولم ترجع يد طالبة صفرا من عطائك ، ولا خائبة من نحل هباتك » (2) .

د ـ ويستحب أن يقول الداعي في حال استجابة دعائه : الحمدُ الذي بعزته تتمّ الصالحات(3) ، وأن يصلي صلاة الشكر(4) ، وإذا أبطأت عليه الإجابة فليقل : الحمدُ لله علىٰ كلِّ حال ، وأن لا يسأم من الدعاء(5) .

__________________________

(1) الكافي 2 : 342 / 2. والفقيه 1 : 213 / 953.

(2) عدة الداعي : 210.

(3) بحار الأنوار 93 : 370 / 9.

(4) بحار الأنوار 95 : 451 ، وفيه تفصيل لصلاة الشكر وما يقال فيها من ثناء ودعاء.

(5) بحار الأنوار 93 : 370 / 9.

٥٢

الفصل الثالث

استجابة الدعاء

ليس ثمة لذة أعظم من لذة المؤمن وسعادته حينما يرىٰ آثار عمله وإيمانه المترتّبة في استجابة دعائه ، ذلك لأنّه يحسّ بأنّه موضع لطف بارئه تعالىٰ وعنايته ، وأنّه في ارتباط مباشر مع خالقه ، تلك سعادة ليس فوقها سعادة :« وأنلني حسن النظر في ما شكوت ، وأذقني حلاوة الصنع في ما سألت » (1) .

ولكي نعيش لحظات تلك البهجة ونذوق حلاوة السرور ، علينا أن نتعرف علىٰ العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء ، فقد يظنّ البعض أنّ السر في استجابة الدعاء يكمن في لفظ الدعاء مجرداً عن باقي العوامل الاُخرىٰ ، فكثيراً ما نجد بعض الناس يتناقلن قطعاً من الدعاء المأثور التي هي مظنّة الاجابة أو نصّ علىٰ أنها تحتوي علىٰ اسم الله الأعظم ، لكنهم يدعون بها فلا يستجاب لهم ، ذلك لأنّهم يأخذون لفظ الدعاء مجرداً عن الشروط والآداب التي يجب أن تقارن الداعي فيستجاب دعاؤه.

الدعاء سلاح المؤمن وجنّته الواقية وسهام الليل التي يسدّدها كيفما

__________________________

(1) بحار الأنوار 95 : 230 / 27 من دعاء الإمام أبي الحسن الهاديعليه‌السلام .

٥٣

يشاء ، والسلاح بضاربه لا بحدّه وحسب ، فإذا كان الفارس قوياً شجاعاً ويمتلك الجرأة والاقدام وكان سلاحه تاماً لا عيب فيه ، استطاع النكاية في العدو ، وإلّا فقد تخلّف الأثر ، وكذلك يحصل الأثر من الدعاء ، فإذا راعي الداعي الآداب والشروط التي نصّت عليها الآيات القرآنية والسُنّة المباركة ، والتزم بالعوامل المؤثرة في استجابة الدعاء ، وانقطع إلىٰ ربّه تعالىٰ متخلياً عن جميع الأسباب الاُخرىٰ ، غير معوّل في تحصيل المطلوب علىٰ غير الله تعالىٰ ، ثم دعا الله تعالىٰ بلسانٍ يقرأ ما في صحيفة القلب ، فإنّ دعاءه مستجاب بإذن الله.

العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء :

فيما يلي نذكر أهم العوامل ذات الصلة في تحصيل أثر الدعاء :

1 ـ مراعاة الشروط والآداب الخاصة بالدعاء :

وقد ذكرناها في الفصل الثاني ، ونذكر هنا حديثا مهما عن الإمام الصادقعليه‌السلام يفيد التذكير بها.

عن عثمان بن عيسىٰ ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله الصادقعليه‌السلام قال : قلت له : آيتان في كتاب الله لا أدري ما تأويلهما ؟

فقال : «وما هما ؟ قال: قلت: قوله تعالىٰ :( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (1) ثم أدعو فلا أرىٰ الاجابة !

قال : فقال لي :أفترىٰ الله تعالىٰ أخلف وعده ؟ قال : قلت : لا.

__________________________

(1) سورة غافر : 40 / 60.

٥٤

قال :فمه ؟ قلت : لا أدري...

فقال :لكني أُخبرك إن شاء الله تعالىٰ ، أما إنّكم لو أطعتموه فيما أمركم به ثمّ دعوتموه لأجابكم ، ولكن تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم ، ولو دعوتموه من جهة الدعاء لأجابكم.

قال : قلت : وما جهة الدعاء ؟

قال :إذا أديت الفريضة مجّدت الله وعظّمته وتمدحه بكلّ ما تقدر عليه ، وتصلّي علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتجتهد في الصلاة عليه وتشهد له بتبليغ الرسالة ، وتصلّي علىٰ أئمة الهدىٰ عليهم‌السلام ، ثمّ تذكر بعد التحميد لله والثناء عليه والصلاة علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أبلاك وأولاك ، وتذكر نعمه عندك وعليك ، وما صنع بك فتحمده وتشكره علىٰ ذلك ، ثم تعترف بذنوبك ذنب ذنب وتقرّ بها أو بما ذكرت منها ، وتجمل ما خفي عليك منها ، فتتوب إلىٰ الله من جميع معاصيك وأنت تنوي ألّا تعود ، وتستغفر الله منها بندامة وصدق نية وخوف ورجاء ، ويكون من قولك : « اللهمّ إني أعتذر إليك من ذنوبي ، واستغفرك وأتوب إليك ، فأعنّي علىٰ طاعتك ، ووفقني لما أوجبت عليَّ من كلِّ ما يرضيك ، فانّي لم أرَ أحداً بلغ شيئاً من طاعتك إلّا بنعمتك عليه قبل طاعتك ، فأنعم عليَّ بنعمة أنال بها رضوانك والجنة » ثمّ تسأل بعد ذلك حاجتك ، فإنّي أرجو أن لا يخيّبك إن شاء الله تعالىٰ... (1) .

2 ـ فقدان موانع الاجابة :

ومن الشروط المهمة التي يجب أن يراعيها الداعي ، هو إزالة الحجب

__________________________

(1) بحار الانوار 93 : 320.

٥٥

والموانع التي تحول دون صعود الدعاء ، كاقتراف المعاصي وأكل الحرام والظلم وعقوق الوالدين وغيرها من الذنوب التي تحبس الدعاء ، ولا يتهيأ للداعي معها الاقبال علىٰ ربِّه ، والاقبال هو الشرط الأساس في استجابة الدعاء ، يقول أمير المؤمنينعليه‌السلام :« خير الدعاء ما صدر عن صدر نقيّ وقلب تقيّ » (1) .

وفيما يلي أهم الموانع التي تحبس الدعاء :

أ ـ اقتراف الذنوب والمعاصي :

قال الإمام أبو جعفرعليه‌السلام :« إنّ العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلىٰ أجل قريب ، أو إلىٰ وقت بطيء ، فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك تعالىٰ للمك : لا تقض حاجته واحرمه إياها ، فإنّه تعرّض لسخطي ، واستوجب الحرمان مني » (2) .

ومن دعاء أمير المؤمنينعليه‌السلام :« اللهمّ إنّي أعوذ بك من ذنبٍ يحبط العمل ، وأعوذ بك من ذنبٍ يعجّل النقم ، وأعوذ بك من ذنبٍ يمنع الدعاء » (3) .

وعن الإمام زين العابدينعليه‌السلام :« والذنوب التي ترد الدعاء : سوء النية ، وخبث السريرة ، والنفاق ، وترك التصدق بالاجابة ، وتأخير الصلوات المفروضات حتىٰ تذهب أوقاتها ، وترك التقرّب إلىٰ الله عزَّ وجل بالبرّ __________________________

(1) الكافي 2 : 340 / 2.

(2) الكافي 2 : 208 / 14.

(3) بحار الأنوار 94 : 93 / 9.

٥٦

والصدقة ، واستعمال البذاء والفحش في القول » (1) .

ب ـ أكل الحرام :

ورد في الحديث القدسي :« فمنك الدعاء وعليَّ الإجابة ، فلا تُحجب عنّي دعوة إلّا دعوة آكل الحرام » (2) .

وروي أنّه قال رجل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا رسول الله أحبُّ أن يستجاب دعائي ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :« طهّر مأكلك ، ولا تدخل بطنك الحرام » (3) .

وعن الإمام أبي عبداللهعليه‌السلام :« من سرّه أن تستجاب له دعوته ، فليطب مكسبه » (4) .

جـ ـ عقوق الوالدين وقطيعة الرحم :

قال الإمام زين العابدينعليه‌السلام :« والذنوب التي تردُّ الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين » (5) .

وعن الإمام أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، قال:« لاتملّ من الدعاء ، فإنّه من الله عزَّ وجلَّ بمكان، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم » (6) .

__________________________

(1) معاني الأخبار : 271.

(2) بحار الأنوار 93 : 373.

(3) عدة الداعي : 139.

(4) الكافي 2 : 353 / 9.

(5) معاني الأخبار : 270.

(6) الكافي 2 : 354 / 1. وقرب الاسناد : 171.

٥٧

3 ـ ترصّد الأزمنة الخاصة :

لا بدّ للداعي أن يراعي اختيار الأوقات التي هي مظنّة الاجابة ، فمن تأمل النصوص الإسلامية يلاحظ أنّ الأوقات ليست كلّها سواء ، فمنها ما تفتح فيها أبواب السماء ولا يحجب فيها الدعاء ومنها ما تستنزل فيها الرحمة أكثر من غيرها ، وفيما يلي أهم الأوقات التي ترجىٰ فيها الاجابة :

أ ـ جوف الليل :

جعل الله تعالىٰ لساعات النصف الثاني من الليل من البركة والرحمة ما لم يجعله في الساعات الاُخرىٰ من الليل والنهار ، ففي هذا الوقت يستولي النوم علىٰ غالب الناس ، فيتمكن أولياء الله تعالىٰ من الاقبال عليه بالدعاء والذكر والانقطاع إليه بعيداً عن زحمة الحياة ومشاغلها ، فهذا الوقت إذن هو وقت الخلوة وفراغ القلب للعبادة والدعاء ، وهو يشتمل علىٰ مجاهدة النفس ومهاجرة الرقاد ومباعدة وثير المهاد والانقطاع إلىٰ الواحد الأحد.

عن نوف البكالي ـ في حديث ـ قال : رأيت أمير المؤمنينعليه‌السلام ذات ليلة وقد خرج من فراشه وقال لي :« يا نوف ، إنّ داود عليه‌السلام قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال: إنّها ساعة لا يدعو فيها عبدٌ إلّا استُجيب له » (1) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام ، قال :« كان فيما ناجىٰ به موسىٰ بن عمران عليه‌السلام أن قال له : يا بن عمران ، كذب من زعم أنّه يحبّني فإذا جنّه الليل نام عني ، أليس كلّ محبّ يحبّ خلوة حبيبه ؟ ها أنا يا بن عمران مطّلع علىٰ أحبّائي

__________________________

(1) نهج البلاغة ، الحكمة (104).

٥٨

إذا جنّهم الليل حوّلت أبصارهم في قلوبهم ، ومثلت عقوبتي بين أعينهم ، يخاطبوني عن المشاهدة ، ويكلموني عن الحضور.

يا بن عمران ، هب لي من قلبك الخشوع ، ومن بدنك الخضوع ، ومن عينيك الدموع ، وادعني في ظلم الليل ، فإنّك تجدني قريبا مجيباً »(1) .

وعن عبدة السابوري ، قال : قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : إنّ الناس يروون عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :« إنّ في الليل لساعة لا يدعو فيها عبد مؤمن بدعوة إلّا استجيب له ؟ قال :نعم .

قلتُ : متىٰ هي ؟ قال :ما بين نصف الليل إلىٰ الثلث الباقي .

قلتُ : ليلة من الليالي أو كلّ ليلة ؟ فقال :كل ليلة (2) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال :« من قام من آخر الليل فتطهّر وصلّىٰ ركعتين وحمد الله وأثنىٰ عليه ، وصلّىٰ علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لم يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه ، إمّا أن يعطيه الذي يسأله بعينه ، وإمّا أن يدّخر له ما هو خير له منه » (3) .

ب ـ زوال الشمس :

عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال :« كان أبي إذا طلب الحاجة طلبها عند زوال الشمس ، فإذا أراد ذلك قدّم شيئاً فتصدق به ، وشمّ شيئاً من طيب ،

__________________________

(1) أمالي الصدوق : 292 / 1.

(2) التهذيب 2 : 118 / 444. وأمالي الطوسي 1 : 148.

(3) الكافي 3 : 468 / 5.

٥٩

وراح إلىٰ المسجد ، ودعا في حاجته بما شاء الله » (1) .

وعنهعليه‌السلام قال :« إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء ، وأبواب الجنان ، وقضيت الحوائج العظام ، فقيل لهعليه‌السلام : من أي وقت ؟ قالعليه‌السلام :مقدار ما يصلي الرجل أربع ركعات مترسّلاً » (2) .

جـ ـ الوتر والسحر وما بين طلوع الفجر إلىٰ طلوع الشمس :

روي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :« خير وقت دعوتم الله عزَّ وجلّ فيه الأسحار ، وتلا هذه الآية في قول يعقوب عليه‌السلام : ( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) (3) ، قال : أخّرهم إلىٰ السحر » (4) .

وقال الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام :« أجيبوا داعي الله ، واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلىٰ طلوع الشمس ، فإنّه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض ، وهي الساعة التي يقسّم فيها الرزق بين عباده... توكّلوا علىٰ الله عند ركعتي الفجر إذا صليتموها ، ففيها تُعطوا الرغائب » (5) .

وقال الإمام أبو جعفرعليه‌السلام :« إنّ الله عزَّ وجل يحبُّ من عباده المؤمنين كلّ دعاءٍ ، فعليكم بالدعاء في السحر إلىٰ طلوع الشمس ، فإنّها ساعة تفتح فيها أبواب السماء ، وتقسم فيها الأرزاق ، وتقضىٰ فيها الحوائج العظام » (6) .

__________________________

(1) الكافي 2 : 347 / 7.

(2) عدة الداعي : 54.

(3) سورة يوسف : 12 / 98.

(4) الكافي 2 : 346 / 6.

(5) الخصال : 615.

(6) الكافي 6 : 347 / 9.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643