تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين9%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 271192 / تحميل: 8923
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء سورة الكهف في كل ليلة جمعة لم يمت إلّا شهيدا، ويبعثه الله من الشهداء، ووقف يوم القيامة مع الشهداء.

٢ ـ في الكافي الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن أيوب بن نوح عن محمد بن أبي حمزة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من قرء سورة الكهف في كل ليلة جمعة كانت كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة، قال: وروى غيره أيضا فيمن قرأها يوم الجمعة بعد الظهر والعصر مثل ذلك.

٣ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة، فان خرج الدجال في الثمانية أيام عصمه الله من فتنة الدجال.

٤ ـ سمرة بن جندب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرء عشر آيات من سورة الكهف لم يضره فتنة الدجال، ومن قرء السورة كلها دخل الجنة.

٥ ـ وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ألآ أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك حين نزلت، ملاءت عظمتها ما بين السماء والأرض؟ قالوا: بلى، قال: سورة أصحاب الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له إلى الجمعة الاخرى وزيادة ثلثة أيام، واعطى

٢٤١

نورا يبلغ السماء ووقى فتنة الدجال.

٦ ـ وروى الواحدي باسناده عن أبي الدرداء عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من حفظ عشر آيات من سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة.

٧ ـ وروى أيضا باسناده عن سعيد بن محمد الجرمي عن أبيه عن جده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرء الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى سنة من كل فتنة تكون فان خرج الدجال عصم منه.

٨ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سئل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله كم حج آدم من حجة؟ فقال له: سبعين حجة ماشية على قدمه، وأول حجة حجها كان معه الصرد يدله على مواضع الماء، وخرج معه من الجنة وقد نهى عن أكل الصرد والخطاف، وسأله: ما باله لا يمشى؟ فقال: لأنه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه، ولم يزل يبكى مع آدمعليه‌السلام ، فمن هناك سكن البيوت، ومعه تسع آيات من كتاب الله تعالى مما كان آدم يقرأ بها في الجنة، وهي معه إلى يوم القيمة، ثلاث آيات من أول الكهف، وثلاث آيات من سبحان،( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ) وثلاث آيات من يس( وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ) .

٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً، قَيِّماً ) قال: هذا مقدم ومؤخر، لان معناه( الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ ) قيما( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً ) ، فقد قدم حرف، على حرف.

١٠ ـ في تفسير العيّاشي عن البرقي عمن رواه رفعه عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام ( لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ) قال: البأس الشديد على وهو لدن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قاتل معه عدوه، فذلك قوله( لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ) .

١١ ـ عن الحسن بن صالح قال: قال لي أبو جعفرعليه‌السلام : لا تقرأ يبشر، انما

٢٤٢

ـ البشر بشر الأديم، قال: فصليت بعد ذلك خلف الحسن فقرأ تبشر.

١٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم و( يُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ) قال: قالت قريش حين زعموا ان الملائكة بنات اللهعزوجل وما قالت اليهود والنصارى في قولهم عزير ابن الله والمسيح ابن الله، فرد اللهعزوجل عليهم فقال:( ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً ) .

١٣ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ ) يقول: قاتل( نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ ) .

١٤ ـ في روضة الكافي كلام لعليّ بن الحسينعليه‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيهعليه‌السلام : واعلموا ان الله لم يحب زهرة الدنيا وعاجلها لأحد من أوليائه، ولم يرغبهم فيها وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها، وانما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لآخرته.

١٥ ـ في الخرائج والجرائح عن المنهال بن عمرو قال: والله أنا رأيت رأس الحسينعليه‌السلام حين حمل وأنا بدمشق، وبين يديه رجل يقرأ الكهف حتّى بلغ قوله:( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) فأنطق الله تعالى الرأس بلسان ذرب طلق قال: أعجب من أصحاب الكهف حملي وقتلى.

١٦ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى أبو مخنف عن الشعبي أنّه صلب رأس الحسين بالصياف في الكوفة فتنحنح الرأس وقرء سورة الكهف إلى قوله:( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً ) وسمع أيضا يقرأ:( أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) .

١٧ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام ابن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف، أسروا الايمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرتين.

٢٤٣

١٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن عليّ عن درست الواسطي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف، إذ كانوا يشهدون الأعياد ويشدون الزنانير(١) فأعطاهم الله أجرهم مرتين.

١٩ ـ في تفسير العيّاشي عن عبيد الله بن يحيى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه ذكر أصحاب الكهف فقال: لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم؟ فقيل له: وما كلفهم قومهم؟ فقال: كلفوهم الشرك بالله العظيم فأظهر والهم الشرك، وأسروا الايمان حتّى جاءهم الفرج.

٢٠ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الايمان وأظهروا الكفر فآجرهم الله.

٢١ ـ عن محمد عن أحمد بن عليّ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) قال: هم قوم فروا وكتب ملك ذلك الزمان بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم في صحف من رصاص، فهو قوله:( أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ ) .

٢٢ ـ عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خرج أصحاب الكهف على غير معرفة ولا ميعاد، فلما صاروا في الصحراء أخذ بعضهم على بعض العهود والمواثيق، يأخذ هذا على هذا وهذا على هذا، ثم قالوا: أظهروا أمركم فاظهروه فاذا هم على أمر واحد.

٢٣ ـ عن الكاهلي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الايمان وأظهروا الكفر، وكانوا على جهار الكفر أعظم أجرا منهم على الأسرار بالايمان.

٢٤ ـ عن سليمان بن جعفر النهدي قال: قال جعفر بن محمد: يا سليمان من الفتى؟ قال: قلت: جعلت فداك الفتى عندنا الشاب، قال لي: أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولا فسماهم الله فتية بايمانهم، يا سليمان من آمن بالله واتقى

__________________

(١) جمع الزنار.

٢٤٤

ـ هو الفتى.

٢٥ ـ في روضة الكافي عليّ بن إبراهيم رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لرجل: ما الفتى عندكم؟ فقال له: الشاب، فقال: لا، الفتى المؤمن، ان أصحاب الكهف كانوا شيوخا فسما هم اللهعزوجل فتية بايمانهم.

٢٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : حديث بلغني عن الحسن البصري فان حقا فإنا لله وانا إليه راجعون، قال: وما هو؟ قلت: بلغني ان الحسن كان يقول: لو غلى دماغه من حر الشمس ما استظل بحائط صيرفي ولو تفرثت كبده(١) عطشا لم يستسق من دار صيرفي ماءا وهو عملي وتجارتي، وعليه نبت لحمى ودمي ومنه حجتي وعمرتي قال: فجلسعليه‌السلام ثم قال: كذب الحسن خذ سواء وأعط سواء، وإذا حضرت الصلوة فدع ما بيدك وانهض إلى الصلوة، أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا صيارفة يعنى صيارفة الكلام، ولم يعن صيارفة الدراهم(٢) .

__________________

(١) تفرث: تفرق.

(٢) أقول: الصرف هو بيع النقود كبيع الذهب بالفضة أو الدينار بالدرهم وصيارفة جمع الصير في وهو النقاد والهاء للنسبة، ثمّ إنَّ المشهور كراهية بيع الصرف لأنه يفضي إلى المحرم أو المكروه غالبا، ولعل هذا الخبر إنّما ورد ردا على من برى إباحته متمسكا بعمل أصحاب الكهف.

وقال المجلسي (ره) بعد نقل هذا الخبر: لعله عليه‌السلام إنّما ذكر ذلك إلزاما عليهم حيث ظنوا انهم كانوا صيارفة الدراهم «انتهى» قد رواه الصدوق (ره) في الفقيه وليس فيما رواه قوله: «يعنى صيارفة كلام اه» كما ان الظاهر أنّهمن كلام الراوي أو الكليني (ره) نعم ورد في بعضها التصريح بأنهم صيارفة الكلام كما في حديث العيّاشي ثم قال الصدوق (ره) بعد نقل الحديث: يعنى صيارفة الكلام ولم يعن صيارفة الدراهم «انتهى» وذكر المجلسي (ره) في وجه حمل الصدوق (ره) الخبر على هذا المعنى وجوها يطول المقام بذكرها، وعلى الطالب أن يراجع البحار.

وعن بعض شراح الحديث: أنّ المعنى كأنَّ الامام عليه‌السلام قال لسدير: مالك ولقول*

٢٤٥

٢٧ ـ في تفسير العيّاشي عن درست عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه ذكر أصحاب الكهف فقال: كانوا صيارفة كلام، ولم يكونوا صيارفة دراهم.

٢٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن إسمعيل القرشي عمن حدثه عن إسمعيل بن أعبل عن أبيه عن أبي رافع عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل قال فيه بعد ان ذكر عيسى، ثم يحيى بن زكريا، ثم العزيز ثم دانيال، ثم مكيخا ابن دانيالعليهم‌السلام وملوك زمانهم، فعند ذلك ملك سابور بن هرمز اثنين وسبعين سنة، وهو أول من عقد التاج ولبسه، وولى أمر اللهعزوجل يومئذ وهو الشواء بن مكيخا، وملك بعد أردشير أخو شابور سنتين، وفي زمانه بعث الله الفتية أصحاب الكهف والرقيم، وولى أمر الله في الأرض يومئذ دستجا بن لشوا بن مكيخا.

٢٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:عزوجل :( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) يقول: قد اتيناك من الآيات ما هو أعجب منه، وهم فتية كانوا في الفترة بين عيسى بن مريمعليهما‌السلام ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واما الرقيم فهما لوحان من نحاس مرقوم مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم، وما أراد منهم دقيانوس الملك، وكيف كان أمرهم وحالهم وقال عليّ بن إبراهيم فحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان سبب نزول سورة الكهف ان قريشا بعثوا ثلثة نفر إلى نجران: النضر بن الحارث بن كلدة، وعقبة بن أبي معيط، والعاص بن وائل السهمي، ليتعلموا من اليهود والنصارى مسائل يسألونها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فخرجوا إلى نجران إلى علماء اليهود، فسألوهم فقالوا: اسألوه عن ثلثة مسائل، فان أجابكم فيها

__________________

* الحسن البصري؟ أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام ونقدة الأقاويل، فانتقدوا ما قرع أسماعهم فاتبعوا الحق ورفضوا الباطل ولم يسمعوا أمانى أهل الضلال وأكاذيب رهط النفاهة، فأنت أيضا كن صيرفيا لما يبلغك من الأقاويل فانتقده آخذا بالحق رافضا للباطل وليس المراد انهم كانوا صيارفة الدراهم كما هو المتبادر إلى بعض الأوهام، لأنهم كانوا فتية من أشراف الروم مع عظم شأنهم وكبر خطرهم.

٢٤٦

على ما عندنا فهو صادق، ثم سلوه عن مسئلة واحدة، فان ادعى علمها فهو كاذب قالوا: وما هذه المسائل؟ قالوا: اسألوه عن فتية كانوا في الزمن الأول فخرجوا وغابوا وناموا كم بقوا في نومهم؟ حتّى انتبهوا، وكم كان عددهم، وأى شيء كان معهم من غيرهم وما كان قصتهم؟ واسئلوه عن موسىعليه‌السلام حين أمره اللهعزوجل أن يتبع العالم ويتعلم منه من هو، وكيف تبعه وما كان قصته معه؟ واسئلوه عن طائف طاف مغرب الشمس ومطلعها حتّى بلغ سد يأجوج ومأجوج من هو؟ وكيف كان قصته؟ ثم أملوا عليهم أخبار هذه الثلث المسائل، وقالوا لهم: إنْ أجابكم بما قد أملينا عليكم فهو صادق، وان أخبركم بخلاف ذلك فلا تصدقوه، قالوا: فما المسئلة الرابعة؟ قالوا: سلوه متى تقوم الساعة؟ فان ادعى علمها فهو كاذب، فان قيام الساعة لا يعلمها إلّا الله تبارك وتعالى. فرجعوا إلى مكة واجتمعوا إلى أبي طالب رضى الله عنه فقالوا: يا أبا طالب ان ابن أخيك يزعم ان خبر السماء يأتيه ونحن نسأله عن مسائل فان أجابنا عنها علمنا أنّه صادق وان لم يخبرنا علمنا أنّه كاذب، فقال أبو طالب: سلوه عما بدا لكم، فسألوه عن الثلث المسائل، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : غدا أخبركم ولم يستثن، فاحتبس الوحي عليه أربعين يوما، حتّى اغتم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وشك أصحابه الذين كانوا آمنوا به، وفرحت قريش واستهزؤا وآذوا وحزن أبو طالب، فلما كان بعد أربعين يوما نزل عليه سورة الكهف فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل لقد أبطأت! فقال: انا لا نقدر ان ننزل إلّا بإذن الله تعالى، فأنزل اللهعزوجل : «أم حبست» يا محمّد( أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) ثم قصَّ قصتهم فقال:( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إلى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً ) .

فقال الصادقعليه‌السلام :( أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا ) في زمن ملك جبار عات وكان يدعو أهل مملكته إلى عبادة الأصنام فمن لم يجبه قتله، وكانوا هؤلاء قوما مؤمنين يعبدون اللهعزوجل ، ووكل الملك بباب المدينة وكلاء ولم يدع أحدا يخرج حتى

٢٤٧

يسجد للأصنام، فخر جوا هؤلاء بعلة الصيد وذلك انهم مروا براع في طريقهم فدعوه إلى أمرهم فلم يجبهم وكان مع الراعي كلب، فأجابهم الكلب وخرج معهم، فقال الصادقعليه‌السلام : لا يدخل الجنة من البهائم إلّا ثلثة حمار بلعم بن باعور، وذئب يوسفعليه‌السلام وكلب أصحاب الكهف.

فخرج أصحاب الكهف من المدينة بعلة الصيد هربا من دين ذلك الملك، فلما أمسوا دخلوا إلى ذلك الكهف، والكلب معهم، فألقى اللهعزوجل عليهم النعاس، كما قال الله تبارك وتعالى:( فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ) فناموا حتّى أهلك اللهعزوجل الملك وأهل مملكته وذهب ذلك الزمان، وجاء زمان آخر وقوم آخرون ثم انتبهوا، فقال بعضهم لبعض: كم نمنا هاهنا فنظروا إلى الشمس قد ارتفعت فقالوا: نمنا يوما أو بعض يوم، ثم قالوا لواحد منهم: خذ هذه الورق وادخل في المدينة متنكرا لا يعرفوك، فاشتر لنا فإنهم ان علموا بنا وعرفونا قتلونا أو ردونا في دينهم، فجاء ذلك الرجل فرأى المدينة بخلاف الذي عهدها، وراى قوما بخلاف أولئك لم يعرفهم ولم يعرفوا لغته، ولم يعرف لغتهم، فقالوا له: من أنت ومن اين جئت فأخبرهم فخرج ملك تلك المدينة مع أصحابه والرجل معهم حتّى وقفوا على باب الكهف، فأقبلوا يتطلعون فيه فقال بعضهم: هؤلاء ثلثة ورابعهم كلبهم، وقال بعضهم: هم خمسة وسادسهم كلبهم، وقال بعضهم: هم سبعة وثامنهم كلبهم وحجبهم اللهعزوجل بحجاب من الرعب فلم يكن أحد يقدم بالدخول عليهم غير صاحبهم، فانه لما دخل عليهم وجدهم خائفين أن يكون أصحاب دقيانوس شعروا بهم، فأخبرهم صاحبهم انهم كانوا نائمين هذا الزمن الطويل، وأنهم آية للناس، فبكوا وسئلوا الله تعالى ان يعيدهم إلى مضاجعهم نائمين كما كانوا، ثم قال الملك: ينبغي ان يبنى هاهنا مسجد ونزوره فان هؤلاء قوم مؤمنون، فلهم في كل سنة نقلة نقلتان ينامون ستة أشهر على جنوبهم الأيمن وستة أشهر على جنوبهم الأيسر، والكلب معهم قد بسط ذراعيه بفناء الكهف(١) .

__________________

(١) «في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) نقلا عن تفسير أبي إسحق إبراهيم بن محمّد*

٢٤٨

٣٠ ـ في مجمع البيان وقيل: أصحاب الرقيم هم النفر الثلاثة الذين دخلوا في غار، فانسد عليهم فقالوا: ليدع الله تعالى كل واحد منا بعمله حتّى يفرج الله عنا ففعلوا فنجاهم الله رواه النعمان بن بشير مرفوعا.

٣١ ـ في محاسن البرقي عنه عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن المفضل بن صالح عن جابر الجعفي يرفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خرج ثلثة نفر يسيحون في الأرض، فبينما هم يعبدون الله في كهف في قلة جبل حتّى بدت صخرة من أعلى الجبل حتّى التقمت باب الكهف، فقال بعضهم لبعض: عباد الله والله ما ينجيكم مما وقعتم إلّا أن تصدقوا الله، فهلم ما عملتم لله خالصا، فانما أسلمتم بالذنوب، فقال أحدهم: أللهمّ ان كنت تعلم أنّي طلبت امرأة لحسنها وجمالها فأعطيت فيها ما لا ضخما، حتّى إذا قدرت عليها وجلست منها مجلس الرجل من المرأة وذكرت النار، فقمت عنها فرقا منك، أللهمّ فارفع عنا هذه الصخرة، فانصدعت حتّى نظروا إلى الصدع ثم قال الآخر: أللهمّ ان كنت تعلم أنّي استأجرت قوما يحرثون كل رجل منهم بنصف درهم، فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم، فقال أحدهم: قد علمت عمل اثنين والله لا آخذ إلّا درهما واحدا وترك ماله عندي فبذرت بذلك النصف الدرهم في الأرض فأخرج الله من ذلك رزقا، وجاء صاحب النصف

__________________

* القزويني باسناده إلى انس بن مالك قال: أهدى لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بساط من قرية يقال لها بهندف، فقعد عليه على وأبو بكر وعمر وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّ: يا عليُّ قل يا ريح احمل بنا، فقال عليٌّ: يا ريح احمل بنا فحمل بهم حتّى أتوا أصحاب الكهف، فسلّم أبو بكر وعمر فلم يردواعليهم‌السلام ، ثم قال عليٌّعليه‌السلام فسلم فردواعليه‌السلام ، فقال أبو بكر: يا عليُّ ما بالهم ردوا عليك ولم يردوا علينا ،؟ فقال لهم عليٌّعليه‌السلام فقالوا: انا لا نرد بعد الموت إلّا على نبي أو وصيّ نبي ثم قال عليٌّ: يا ريح حملينا لملتنا، ثم قال: يا ريح ضعينا فوضعنا، فركز برجله الأرض فتوضأ عليٌّ وتوضأنا ثم قال: يا ريح احملينا فحملتنا، فوافينا المدينة والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في صلوة الغداة وهو يقرأ:( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) فلما قضى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الصلوة قال: يا عليُّ أخبرونى عن مسيركم أم تحبون أن أخبركم؟ قالوا: بل تخبرنا يا رسول الله قال انس بن مالك: فقص القصة كأن معنا. منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

٢٤٩

الدرهم فأراده فدفعت إليه ثمن عشرة آلاف، فان كنت تعلم إنّما فعلته مخافة منك فارفع عنا هذه الصخرة، قال: فانفرجت منهم حتّى نظر بعضهم إلى بعض، ثمّ إنَّ الآخر قال: أللهمّ ان كنت تعلم ان أبي وأمّي كانا نائمين فأتيتهما بقعب من لبن(١) فخفت ان أضعه أن تمج فيه هامة، وكرهت أن أوقظهما من نومهما، فيشق ذلك عليهما فلم أزل كذلك حتّى استيقظا وشربا، أللهمّ فان كنت تعلم أنّي فعلت ذلك ابتغاء وجهك فارفع عنا هذه الصخرة، فانفرج لهم حتّى سهل لهم طريقهم، ثم قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من صدق الله نجا.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه قولهعزوجل :( فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ) قد سبق له بيان في حديث علي بن إبراهيم.

٣٢ ـ في كتاب طب الأئمة عوذة للصبي إذا كثر بكائه ولمن يفزع بالليل، وللمرأة إذا سهرت من وجع( فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً ) حدّثنا أبو المغر الواسطي قال: حدّثنا محمد بن سليمان عن مروان بن الجهم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام مأثورة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال ذلك.

٣٣ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا وفيه بعد أنْ قالعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها وبين ذلك، قلت: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟ فقال: قول اللهعزوجل :( وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إلى رِجْسِهِمْ ) وقال:( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً ) ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان، لم يكن لأحد منهم فضل على الآخر، ولاستوت النعم، ولا استوى الناس وبطل التفضيل، ولكن بتمام

__________________

(١) القعب: القدح الضخم الغليظ.

٢٥٠

الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله وبالنقصان دخل المفرطون النار.

٣٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً ) يعنى جورا على الله تعالى ان قلنا ان له شريكا.

٣٥ ـ في كتاب التوحيد حدّثنا علي بن عبد الله الوراق ومحمد بن عليّ السناني وعلى بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضى الله عنه قالوا حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن جعفر بن سليمان النضري عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمدعليهم‌السلام عن قول اللهعزوجل :( مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً ) فقال: إنّ الله تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيمة عن دار كرامته، ويهدى أهل الإيمان والعمل الصالح إلى جنته كما قال اللهعزوجل :( وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ) وقال اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) .

قال مؤلف هذا الكتاب قولهعزوجل :( وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ ) وقولهعزوجل :( وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ) قد سبق لهما بيان في حديث على ابن إبراهيم.

٣٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أنّه قال: لا يدخل الجنة من البهائم إلّا ثلثة: حمارة بلعم، وكلب أصحاب الكهف والذئب، وكان سبب الذئب أنّه بعث ملك ظالم رجلا شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين ويعذبهم، وكان للشرطي ابن يحبه، فجاء ذئب فأكل ابنه فحزن الشرطي عليه، فأدخل الله ذلك الذئب الجنة لما احزن الشرطي.

٣٧ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن سنان البطيخي(١)

__________________

(١) وفي المصدر «عن محمد بن سنان عن البطيخي».

٢٥١

عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً ) قال: إنّ ذلك لم يعن به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّما عنى به المؤمنون بعضهم لبعض لكنه حالهم التي هم عليها.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قولهعزوجل :( قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إلى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً ) قد سبق له بيان في حديث علي بن إبراهيم.

٣٨ ـ في محاسن البرقي عن إبراهيم بن عقبة عن محمد بن ميسر عن أبيه عن أبي جعفر أو عن أبي عبد اللهعليهما‌السلام في قول الله:( فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ ) قال: أزكى طعاما التمر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قولهعزوجل :( إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ ) قد سبق له بيان في حديث علي بن إبراهيم.

٣٩ ـ في كتاب الاحتجاج الطبرسي (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وقد رجع إلى الدنيا ممن مات خلق كثير، منهم أصحاب الكهف أماتهم الله ثلاثمائة عام، ثم بعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجتهم، وليريهم قدرته وليعلموا أنَّ البعث حقّ.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه:( لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً سَيَقُولُونَ ) ثلثة رابعهم كلبهم إلى قولهعزوجل : وثامنهم كلبهم قد سبق له بيان في حديث علي بن إبراهيم.

٤٠ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال الصادقعليه‌السلام : يخرج مع القائمعليه‌السلام من ظهر الكعبة سبعة وعشرون رجلا، خمسة عشر من قوم موسىعليه‌السلام ، الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون وأبا دجانة الأنصاري، ومقداد ومالك الأشتر، فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما. قال عز من قائل: فلا تمار فيهم الأمراء ظاهرا.

٤١ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة

٢٥٢

ابن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إياكم والمراء والخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الاخوان وينبت عليهما النفاق.

٤٢ ـ وباسناده قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث من لقى اللهعزوجل بهن دخل الجنة من أي باب شاء: من حسن خلقه وخشي الله في المغيب والمحضر، وترك المراء وان كان محقا.

٤٣ ـ وباسناده إلى عمار بن مروان قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا تمارين حليما ولا سفيها، فان الحليم يغلبك(١) والسفيه يؤذيك.

٤٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى إسمعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمد عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا زعيم(٢) ببيت في أعلى الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في رياض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا.

٤٥ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من يضمن أربعة بأربعة أبيات في الجنة: من أنفق ولم يخف فقرا، إلى قولهعليه‌السلام : وترك المراء وان كان محقا.

٤٦ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه،عليهما‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أربع خصال تميت القلب: الذنب على الذنب وكثرة منافثة النساء يعنى محادثتهن، ومماراة الأحمق تقول ويقول ولا يرجع إلى خير أبدا، الحديث.

٤٧ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مرازم ابن حكيم قال مر أبو عبد اللهعليه‌السلام بكتاب في حاجة، فكتب ثم عرض عليه ولم يكن فيه استثناء، فقال: كيف رجوتم أنْ يتم هذا وليس فيه استثناء؟ انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه.

٤٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي جميلة عن المفضل بن صالح عن محمد الحلبي وزرارة عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر و

__________________

(١) وفي النسخ «يقليك» ويوافقه المصدر أيضا وهو من القلى بمعنى البغض.

(٢) الزعيم: الكفيل.

٢٥٣

أبي عبد اللهعليهما‌السلام ، في قول اللهعزوجل :( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) قال: إذا حلف الرجل فنسي أنْ يستثني فليستثن.

٤٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) قال: فقال: إنّ اللهعزوجل لما قال لآدم: ادخل الجنة قال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، قال: وأراه إياها؟ فقال آدم لربه: كيف أقربها وقد نهيتني عنها أنا وزوجتي؟ قال: فقال لهما: لا تقرباها يعنى لا تأكلا منها، فقال آدم وزوجته: نعم يا ربنا لم نقربها ولم نأكل منها ولم يستثنيا في قولهما نعم، فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما والى ذكرهما، قال: وقد قال اللهعزوجل لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الكتاب:( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) أنْ لا أفعله فتسبق مشية الله في أنْ لا افعله، فلا أقدر على أنْ أفعله، فلذلك قال اللهعزوجل :( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) أي استثن مشية الله في فعلك.

٥٠ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) قال: ذلك في اليمين، إذا قلت: والله لا أفعل كذا وكذا، فاذا ذكرت انك لم تستثن فقل إنشاء الله.

٥١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعرى عن ابن القداح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : الاستثناء في اليمين متى ما ذكر وان كان بعد أربعين صباحا، ثم تلا هذه الآية:( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) .

٥٢ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحسن عن علي بن أسباط عن الحسن بن زرارة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) فقال: إذا حلفت على يمين ونسيت أنْ تستثنى فاستثن إذا ذكرت.

٥٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى حمّاد بن عيسى عن عبد الله بن ميمون عن

٢٥٤

أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: للعبد أنْ يستثني ما بينه وبين أربعين يوما إذا نسي، إنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتاه أناس من اليهود فسألوه عن أشياء، فقال لهم: تعالوا غدا أحدثكم ولم يستثن فاحتبس جبرئيلعليه‌السلام عنه أربعين يوما ثم أتاه فقال:( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) .

٥٤ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى علي بن حديد عن مرازم قال: دخل أبو عبد اللهعليه‌السلام يوما إلى منزل معتب وهو يريد العمرة، فتناول لوحا فيه تسمية أرزاق العيال وما يخرج لهم، فاذا فيه لفلان وفلان وفلان وليس فيه استثناء، فقال: من كتب هذا الكتاب ولم يستثن فيه كيف ظن أنّه يتم؟ ثم دعا بالدواة فقال: الحق فيه إنشاء الله، فالحق فيه في كل اسم إنشاء الله.

٥٥ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن عليّ ابن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: إذا حلف الرجل بالله فله ثنيا(١) إلى أربعين يوما، وذلك أنّ قوما من اليهود سئلوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن شيء فقال: ائتوني(٢) غدا ولم يستثن حتّى أخبركم فاحتبس عنه جبرئيلعليه‌السلام أربعين يوما، ثم أتى وقال:( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) .

٥٦ ـ عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام ذكر أنّ آدم لما أسكنه الله الجنة فقال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة فقال: نعم ولم يستثن فأمر الله نبيه فقال:( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) ولو بعد سنة.

٥٧ ـ وفي رواية عبد الله بن ميمون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) أنْ تقول إلّا من بعد الأربعين فللعبد الاستثناء في اليمين ما بينه وبين أربعين يوما إذا نسي.

٥٨ ـ عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام في قول الله:( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) فقال: إذا حلف الرجل فنسي أنْ يستثني فليستثن إذا ذكر.

__________________

(١) الثنيا ـ بالضم مع القصر ـ: الاسم من الاستثناء، وفي المصدر «ثنياها».

(٢) وفي بعض النسخ «ألقونى» مكان «ائتوني».

٢٥٥

٥٩ ـ عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) فقال: أنْ تستثنى ثمّ ذكرت بعد فاستثن حين تذكر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه وقد سبق لهذه الآية بيان في حديث على ابن إبراهيم.

٦٠ ـ في مجمع البيان وقوله:( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) فيه وجهان أحدهما إنّه كلام متصل بما قبله، ثمّ اختلف في ذلك فقيل: معناه( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) الاستثناء ثم تذكرت فقل إنْ شاء الله، وان كان بعد يوم أو شهر أو سنة عن ابن عباس وقد روى ذلك عن أئمتناعليهم‌السلام، ويمكن أنْ يكون الوجه فيه أنّه إذا استثنى بعد النسيان فانه يحصل ثواب المستثنى من غير أنْ يؤثر الاستثناء بعد انفصال الكلام في الكلام وابطال الحنث وسقوط الكفارة في اليمين، وهو الأشبه بمراد ابن عباس في قوله.

٦١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وقد رجع إلى الدنيا ممن مات خلق كثير منهم أصحاب الكهف، أماتهم الله ثلاثمائة عام وتسعة، وبعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجتهم وليريهم قدرته وليعلموا أنّ البعث حقّ.

٦٢ ـ في مجمع البيان وروى أنّ يهوديا سئل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام عن مدّة لبثهم فأخبر بما في القرآن، فقال: انا نجد في كتابنا ثلاثماة فقالعليه‌السلام : ذاك بسنى الشمس وهذا بسنى القمر.

٦٣ ـ في كتاب طب الائمة باسناده إلى سالم بن محمد قال: شكوت إلى الصادقعليه‌السلام وجع الساقين، وانه قد أقعدنى عن أمر ربي وأسبابي، فقال: عوذها، قلت: بماذا يا بن رسول الله؟ قال: بهذه الآية سبع مرات فانك تعافى بإذن الله،( وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ) قال: فعوذتها سبعا كما أمرني، فرفع الوجع عنى رفعا حتّى لم أحس بعد ذلك بشيء منه.

٢٥٦

٦٣ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم رفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قال عثمان بن عفان: يا رسول الله ما تفسير أبجد؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تعلموا تفسير ابجد فان فيه الأعاجيب كلها وهل للعالم جهل تفسيره فقال: يا رسول الله ما تفسير أبجد؟ قال: ما الالف فآلاء الله إلى قولهعليه‌السلام : واما كلمن فالكاف كلام الله( لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ) .

٦٤ ـ عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذررحمه‌الله قال: أوصانى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بسبع أوصاف بحب المساكين والدنو منهم، وأوصاني أنْ أقول الحق وان كان مرا الحديث.

٦٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قولهعزوجل ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا ) فهذه نزلت في سلمان الفارسي رضى الله عنه، كان عليه كساء يكون فيه طعامه وهو دثاره ورداؤه، وكان كساء من صوف، فدخل عيينة بن حصين على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان (ره) عنده فتأذى عيينة بريح كساء سلمان، وقد كان عرق فيه وكان يوما شديد الحر، فعرق في الكساء فقال: يا رسول الله إذا نحن دخلنا عليك فاخرج هذا واصرفه من عندك، فاذا نحن خرجنا فادخل من شئت فأنزل اللهعزوجل :( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا ) وهو عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر الفزاري.

٦٦ ـ في مجمع البيان عند قوله:( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ) إلى قوله: أليس الله بأعلم بالشاكرين عن ابن مسعود حديث طويل وهناك: وقال سلمان وخباب: فينا نزلت هذه الآية، جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصين الفزاري وذووهم من المؤلفة، فوجدوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قاعدا مع بلال وصهيب وعثمان وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين، فحقروهم فقالوا: يا رسول الله لو نحيت هؤلاء عنك حتّى نخلو بك؟ إلى قوله: فكنا نقعد معه فاذا أراد أنْ يقوم قام وتركنا فانزل اللهعزوجل :( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ) الآية قال: فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقعد معنا ويدنو حتّى كادت ركبتنا تمس ركبته فاذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتّى يقوم.

٢٥٧

٦٧ ـ وفيه هنا نزلت الآية في سلمان وأبي ذر وصهيب وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذلك أنّ المؤلفة قلوبهم جاؤا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عيينة بن حصين والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا: يا رسول الله إنْ جلست في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وروائح صنانهم(١) ـ وكانت عليهم جبات الصوف ـ جلسنا نحن إليك وأخذنا عنك فلا يمنعنا من الدخول عليك إلّا هؤلاء، فلما نزلت الآية قام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يلتمسهم، فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون اللهعزوجل فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتّى أمرنى أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي، معكم المحيي ومعكم الممات.

٦٨ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام في قوله:( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ) قال: إنّما عنى بها الصلوة.

٦٩ ـ عن عاصم الكورى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول في قول الله:( فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ ) قال: وعيد.

٧٠ ـ في أصول الكافي ـ أحمد بن عبد العظيم عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: نزل جبرئيلعليه‌السلام بهذه الآية هكذا:( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ) ولاية عليّعليه‌السلام ( فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ) آل محمد نارا».

٧١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : نزلت هذه الآية هكذا:( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ) يعنى ولاية عليّ( فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ) آل محمّدعليه‌السلام حقهم( ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ ) قال: المهل الذي يبقى في أصل الزيت المغلى،( يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً ) .

٧٢ ـ في تهذيب الأحكام ابن أبي عمير عن بشير عن ابن أبي يعفور قال: كنت

__________________

(١) الصنان: نتن الإبط.

٢٥٨

عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له: أصلحك الله إنّه ربما أصاب الرجل منا الضيق والشدة، فيدعى إلى البناء يبنيه أو النهر يكريه أو المسناة يصلحها(١) فما تقول في ذلك؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما أحب أنّي عقدت لهم عقدة، أو وكيت لهم وكاء وان لي ما بين لابتيها(٢) لا ولا مَدّة بقلم، إنّ أعوان الظلمة يوم القيمة في سرادق من نار حتّى يحكم الله بين العباد.

٧٣ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن الحسن الهاشمي عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن خالد عن زياد بن سلمة قال: دخلت على أبي الحسن موسىعليه‌السلام فقال لي: يا زياد انك تعمل عمل السلطان؟ قال: قلت: أجل، قال لي: ولم؟ قلت: أنا رجل لي مروة، وعلى عيال، وليس وراء ظهري شيء، فقال لي: يا زياد لئن أسقط من حالق(٣) فأتقطع قطعة قطعة أحب إليَّ من أنْ أتولى لأحد منهم عملا، وأطأ بساط رجل منهم إلّا لماذا؟ قلت: لا أدرى، قال: إلّا لتفريج كربة عن مؤمن، أو فكّ أسره، أو قضاء دينه، يا زياد إنّ أهون ما يصنع اللهعزوجل بمن تولى لهم عملا أنْ يضرب عليه سرادق من نار إلى أنْ يفرغ اللهعزوجل من حساب الخلايق.

٧٤ ـ في تفسير العيّاشي عن سعد بن طريف عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الظلم ثلثة: ظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يدعه، فالظلم الذي لا يغفره الله الشرك، واما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه، واما الظلم الذي لا يدعه فالذنب بين العباد.

٧٥ ـ في مجمع البيان «كالمهل» قيل العكر الزيت إذا قرب إليه سقطت فروة رأسه(٤) روى ذلك مرفوعا.

__________________

(١) كرى الأرض: حفرها. والمسناة: العرم وهو ما يبنى في وجه السيل.

(٢) وكى القربة: شدها بالوكاء وهو رباط القربة. واللابة: الحرة وهي ارض ذات حجارة سود كأنها أحرقت بالنار، وقولهعليه‌السلام «لابتيها» أي لابتي المدينة، لأنها ما بين حرتين عظميتين تكتنفانها.

(٣) الحالق: الجبل المنيف العالي، لا يكون إلّا مع عدم نبات كأنه حلق.

(٤) فروة الرأس: جلده.

٢٥٩

٧٦ ـ وفيه عند قوله:( فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ ) وقد روى أنّ الله تعالى يجوعهم حتّى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع، فيصرخون إلى مالك، فيحملهم إلى تلك الشجرة وفيهم أبو جهل، فيأكلون منها فتغلى بطونهم، فيسقون شربة من الماء الحار الذي بلغ نهايته في الحرارة فاذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم، فذلك قوله: يشوى الوجوه.

٧٧ ـ وروى أبو أمامة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله:( وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ ) قال: يقرب إليه فيتكرهه فاذا ادنى منه شوى وجهه ووقع فروة رأسه، فاذا شرب قطع أمعاءه حتّى يخرج من دبره، يقول اللهعزوجل :( وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ ) ويقول:( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ) .

٧٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال: تبدل خبزة يأكل الناس منها حتّى يفرغوا من الحساب، فقال له قائل: انهم لفي شغل يومئذ عن الأكل والشرب؟ فقال له: إنّ ابن آدم خلق أجوف لا بد له من طعام وشراب، أهم أشد شغلا أم في النار؟ فقد استغاثوا واللهعزوجل يقول:( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ ) .

٧٩ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله: «يوم تبدل غير الأرض» قال تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتّى يفرغ من الحساب، فقال له القائل: انهم يؤمئذ في شغل عن الاكل والشرب؟ فقال له: إنّ ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب أهم أشد شغلا أم هم في النار فقد استغاثوا( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ ) .

٨٠ ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّهعليهم‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام إنّ أهل النار لما غلى الزقوم والضريع في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشراب، فأتوا بشراب غسّاق و( صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِ

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

عن عليِّ بن محمّد الحُضَيْنيّ (١) ، عن عليِّ بن عبدالله بن مَروان، عن إبراهيم بن عُقْبَة « قال: كتبت إلى أبي الحسن الثّالثعليه‌السلام أسأله عن زيارة قبر أبي عبدالله، عن زيارة قبر أبي الحسن وأبي جعفرعليهم‌السلام، فكتب إليَّ: أبو عبدالله المقدّم (٢) ، وهذا أجمع وأعظم أجراً ».

١٢ - حدَّثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ « قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام (٣) عمّن زار النَّبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله قاصداً؟ قال: له الجنّة، ومن زار قبر أبي الحسنعليه‌السلام فله الجنَّة ».

الباب المائة

( زيارة أبي الحسن موسى بن جعفر وأبي جعفر محمّد بن عليّ الجواد عليهم السلام)

١ - حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز الكوفيّ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد - عمّن ذكره - عن أبي الحسنعليه‌السلام « قال: تقول ببغداد:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّة اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الأَرضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بَدا لله في شَأْنِهِ (٤) ،أتَيتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُعادِياً لأَعْدائِكَ، فَأشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا مَولايَ »، قال: وَادْعُ اللهَ واسأل حاجتك، قال:

__________________

١ - الحُضَين - بالحاء المهملة المضمومة والضّاد المعجمة المفتوحة - بنوه بطن من بني رقّاش من بكر بن وائل من العدنانيّة، أبوها أبو ساسان حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة - إلى آخر النّسب. ( الأمينيّ - ره - )

٢ - قوله عليه السلام: « المقدّم » أي الحسين عليه السلام أقدم وأفضل، أو المعنى أنَّ زيارته فقط أفضل من زيارة كلٍّ من المعصومين عليهم السلام، ومجموع زيارتهما أجمع وأفضل، أو المعنى أنّ زيارة الحسين عليه السلام أولى بالتّقديم. ثمّ إن أضفت إلى زيارته عليه السلام زيارتهما عليهما السلام كان أجمع وأعظم أجراً. ( مرآة العقول ) والخبر مذكور في الكافي، راجع ج ٤ ص ٥٨٣ ح ٣.

٣ - يعني الثّاني عليه السلام .

٤ - في بعض نسخ التّهذيب: « يا مريد الله » من الإرادة، وفي بعضها: « بدأ الله » بالهمزة، أي: أراد الله إمامته. ( ملاذ الأخيار ) وفي قوله: « يا من بدا لله في شأنه » كلام، راجع مرآة العقول ج ١٨ ص ٣٠٤.

٣٢١

وسلّم بهذا على أبي جعفر محمّد بن عليّعليهما‌السلام (١) .

وقال: إذا أردت زيارة موسى بن جعفر؛ ومحمّد بن عليٍّعليهم‌السلام فاغتسل وتنظّف والبس ثوبيك الطّاهرَين، وزُرْ قبر أبي الحسن موسى بن جعفر ومحمّد بن عليٍّ بن موسى الرّضاعليهم‌السلام، وقل حين تصير عند قبر موسى بن جعفرعليهما‌السلام :

«السَّلام عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلماتِ الأَرضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بدا لله في شَأنِهِ، أتَيْتُكَ زائِراً، عارفاً بحقِّكَ، مُعادياً لاُعْدائِكَ، مُوالياً لأولِيائِكَ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا مَولايَ ».

ثمَّ سل حاجتك(٢) ، ثمَّ سلّم على أبي جعفر محمّد بن عليِّ الجوادعليهما‌السلام بهذه الأحرف، وابدء بالغسل وقل:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليِّ الإمام الْبَرِّ التَّقيِّ الرَّضيِّ، وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوقَ الأرَضِينَ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، صَلاةً كَثِيرةً تامّةً زاكِيَةً مُبارَكَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُترادِفَةً، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أحَدٍ مِنْ أولِيائِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إمامَ المُؤمِنينَ (٣) ،السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ النَّبيِّينَ وَسُلالَةَ الْوَصيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله في ظُلُماتِ الأَرض، أتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُعادِياً لأَعدْائِكَ، مُوالِياً لأولِيائِكَ، فَأشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا مولايَ ».

ثمّ سل حاجتك(٢) فإنّها تقضى إن شاء الله تعالى،

قال: وتقول عند قبر أبي الحسنعليه‌السلام ببغداد، ويجزىء في المَواطِنَ كلّها(٤)

__________________

١ - إلى هنا مرويّ في الكافي ( ج ٤ ص ٥٧٨ )، وما بعده مكرّرٌ، ولعلّ التّكرار في كلام ابن قولُويه من جهة اختلاف الأسانيد. كما أشار إليه في البحار.

٢ - أي: سل من الله حاجتك، فإنّه عليه السلام يشفع لك عنده تعالى.

٣ - في بعض النّسخ: « يا وارث النّبيّين ».

٤ - هذه الزّيارة مرويّ في الكافي ( ج ٤ ص ٥٧٩ ) مسنداً إلى قوله: « للمؤمنين والمؤمنات »، وفي التّهذيب ج ٦ ص ١١٥.

٣٢٢

أن تقول: «السَّلامُ عَلى أوْلياءِ اللهِ وَأصفِيائِهِ، السَّلامُ عَلى اُمناءِ اللهِ وَأحِبّائِهِ، السَّلامُ عَلى أنْصارِ اللهِ وَخُلَفائِهِ، السَّلامُ عَلى محالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ، السَّلامُ عَلى مَساكِنِ ذِكْرِ الله، السَّلامُ عَلى مَظاهِرِ أمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ، السَّلامُ عَلى الدُّعاةِ إلىَ اللهِ، السَّلامُ عَلى المُسْتَقرِّينَ في مَرْضاتِ اللهِ، السَّلامُ عَلَى المخْلَصِينَ في طاعَةِ اللهِ (١) ، السَّلامُ عَلى الأدِلاءِ عَلى اللهِ، السَّلامُ عَلى الَّذِينَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ وَالىَ اللهَ، وَمَنْ عاداهُمْ فَقَدْ عادَى اللهَ، وَمَن عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللهَ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُم فَقَدْ تَخَلّى مِنَ اللهِ، اُشْهِدُ اللهَ أنّي مُسلِم لُكُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُؤمِنٌ بِسِرّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، مُفَوِّضٌ في ذلِكَ كُلِّهِ إلَيْكُمْ، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجنِّ والإنْسِ، وَأبْرَءُ إلىَ اللهِ مِنْهُمْ، وَصَلّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ »

وهذا يجزىء في المشاهد كلِّها، وتكثر من الصَّلاة على محمَّدٍ وآله، وتسمّي واحداً واحداً بأسمائهم، وتبرء من أعدائهم، وتخيّر لنفسك مِن الدُّعاء وللمؤمنين وللمؤمنات.

الباب الحادي والمائة

( ثواب زيارة أبي الحسن عليِّ بن موسى الرِّضا عليه السلام بطوس)

١ - حدَّثني جماعة مشايخي، عن سعد، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن داودَ الصِّرْميِّ(٢) ، عن أبي جعفر الثّانيعليه‌السلام « قال: سمعته يقول: مَن زارَ قبر أبي فله الجنَّة ».

٢ - حدّثني الحسن بن عبدالله، عن أبيه عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن داود الصِّرْميِّ، عن أبي جعفر الثّانيعليه‌السلام « قال: سمعته يقول: مَن زارَ قبر أبي فَلَهُ

__________________

١ - في الكافي والتّهذيب: « على الممحّصين »، وقال الجوهريّ: « مَحَصْتُ الذّهبَ بالنّار، إذا خلّصته ممّا يشُوبه، والتّمحيص: الابتلاء والاختبار ». وفي العيون كما في المتن.

٢ - الظّاهر كونه داود بن مافنّة الصّرميّ - بكسر الصّاد المهملة -، كوفيّ، روى عن الرّضا عليه السلام، يكنّى أبا سليمان.

٣٢٣

الجنَّة ».

٣ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله قال: حدَّثني عليُّ بن إبراهيم الجعفريُّ، عن حَمدان الدِّيوانيِّ(١) « قال: دخلت على أبي جعفر الثّانيعليه‌السلام فقلت: ما لِمن زارَ أباك بطوس؟ فقالعليه‌السلام : مَن زارَ قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر(٢) ، قال حَمدان: فلقيتُ بعد ذلك أيّوب بنَ نوح بن دُرَّاج فقلت له: يا أبا الحسين إنّي سمعت مولاي أبا جعفرعليه‌السلام يقول: مَن زار قبر أبي بطوس غَفَرَ الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، فقال أيّوب: وأزيدك فيه؟ قلت: نَعَم، قال: سمعته يقول: ذلك - يعني أبا جعفر - وأنّه إذا كان يوم القيامة نصب له مِنبرٌ بحذاء مِنبرِ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى يفرغ النّاس من الحساب »(٣) .

٤ - قال أبيرحمه‌الله : قال سعد: حدَّثني عليُّ بن الحسين النّيسابوريّ الدَّقّاق قال: حدَّثني أبو صالِح شعيب بن عيسى قال: حدَّثني صالِح بن محمّد الهَمْدانيُّ قال: حدَّثني إبراهيمٌ بنُ إسحاقَ النَّهاونديُّ « قال: قال أبو الحسن الرِّضاعليه‌السلام : مَن زارَني على بُعدِ داري وشَطونِ(٤) مَزاري، أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطِن حتّى اُخلّصِه من أهوالها: إذا تطايرت الكُتُبُ يميناً وشِمالاً، وعند الصّراط، وعند الميزان ». قال سعد: وسمعته بعد ذلك من صالِح بن محمّد الهَمْدانيّ.

٥ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد، عن إبراهيم بن رَيّان قال: حدّثني يحيى بن الحسن الحُسَينيّ قال: حدَّثني عليُّ بن عبدالله بن قُطْرب، عن أبي الحسن

__________________

١ - حمدان الدّيوانيّ، قال في اللّباب: « هذه النّسبة إلى ديوان، سكّة بمرو »، رواه الصّدوق ( ره ) في الفقيه ( تحت رقم ٣١٨٩ ) عن حمدان هذا خبراً في فضل زيارة الرّضا ٧ عنه. وما في النّسخ: « الدّسواني » تصحيف.

٢ - « تقدّم وتأخّر » كلاهما فعل ماضٍ، يعني ما تقدّم منك قديماً وحديثاً. وقد مرَّ الكلام فيه في ص ١٤٩.

٣ - في بعض النّسخ: « حتّى يفرغ الله من حساب الخلائق ».

٤ - شطون على زنة فعول: البُعد.

٣٢٤

موسىعليه‌السلام « قال: مرَّ به ابنه وهو شابٌّ حَدَثٌ، وبَنوه مجتمعون عنده، فقال: إنّ ابني هذا يموت في ارض غُربة، فمن زارَه مسلّماً لأمره عارفاً بحقِّه، كان عند الله عزَّوجَلَّ كشهداء بدر ».

٦ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ومحمّد بن يعقوبَ، عن عليِّ بن إبراهيم، عن حَمدانَ بن إسحاقَ « قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ؛ أو حكى لي عن رَجلٍ عن أبي جعفر - الشّكُّ مِن عليِّ بن إبراهيم - « قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : مَن زارَ قبر أبي بطوس غَفر الله له ما تقدَّم مِن ذَنبه وما تأخَّر، فحَجَجت بعد الزّيارة، فلقيت أيّوب بن نوح، فقال لي: قال أبو جعفر [الثّاني]عليه‌السلام : مَن زار قبر أبي بطوس غفر الله ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر، وبنى له منبراً بحَذاء منبر رسول الله وعَلي صلوات الله عليهما حتّى يفرغ الله مِن حساب الخلائق. فرأيت أيّوب بن نوح بعد ذلك وقد زار، فقال: جئت أطلب المنبر! ».

٧ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ومحمّد بن الحسن؛ وعليُّ بن الحسين جميعاً، عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغِيرَة، عن الحسين بن سَيف بن عَميرَة، عن محمّد بن أسلم الجبليِّ، عن محمّد بن سليمان « قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن رَجل حجّ حجّة الإسلام فدخل متمتّعاً بالعُمرَة إلى الحجّ، فأعانه الله على حجّه وعلى عُمرته، ثمَّ أتى المدينة فسلّم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمَّ أتاك عارفاً بحقّك يعلم أنّك حجّة الله على خلقه، وبابه الّذي يؤتى منه فسلّم عَلَيكَ(١) ، ثمَّ أتى أبا عبدالله الحسينعليه‌السلام فسلّم عليه، ثمَّ أتى بغداد فسلّم على أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، ثمَّ انصرف إلى بلاده، فلمّا كان وقت الحجّ رَزَقه الله ما يحجّ به فأيّهما أفضل؟ هذا الَّذي قد حجَّ حَجّة الإسلام يرجع ويحجّ أيضاً أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك عليِّ بن موسىعليهما‌السلام فليسلّم

__________________

١ - في العيون: « ثمّ أتى أباك أمير المؤمنين عليه السلام عارفاً بحقّه يعلم أنّه حجّة الله على خلقه وبابه الّذي يؤتى منه فسلّم عليه، ثمَّ أتى أبا عبدالله عليه السلام - إلخ ». ( عيون أخبار الرضا عليه السلام، طبع مكتبة الصّدوق ج ٢ ص ٦٣٧ ) وفي الكافي مثل ما في المتن.

٣٢٥

عليه؟ قال: بل يأتي خراسان فليسلّم على أبي الحسن أفضل، وليكن ذلك في رَجب، ولكن لا ينبغي أن يفعلوا هذا اليوم، فإنَّ علينا وعليكم خَوفاً من السّلطان وشُنْعةً (١) ».

٨ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمد، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليِّ بن مَهزيار « قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : ما لِمَن زار قبر الرِّضاعليه‌السلام ؟ قال: [فله] الجنَّة والله ».

٩ - حدَّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر البِزَنطيّ « قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الرِّضاعليه‌السلام : أبلغ شيعتي أنَّ زيارتي تَعدل عند الله ألفَ حجّة، قال: فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : ألف حجّةٍ؟! قال: إي والله؛ وألف ألف حجّةٍ لمن زاره عارفاً بحقِّه »(٢) .

١٠ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وعليُّ بن الحسين؛ وعليُّ بن محمّد بن قولُوَيه، عن عليِّ بن إبراهيمَ بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عُمَير، عن زيد النَّرْسيِّ(٣) ، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام « قال: مَن زار ابني هذا - وأومأ إلى أبي الحسن الرِّضا - فله الجنَّة ».

١١ - حدَّثني محمّد بن يعقوبَ؛ وعليُّ بن الحسين؛ وغيرهما، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليِّ بن مَهزيار « قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : جُعِلتُ فِداك زِيارة الرِّضا أفضل أم زيارة أبي عبدالله حسين بن عليٍّعليهما‌السلام ؟ قال:

__________________

١ - الشُّنْعة - بضمّ الشّين ثمّ السّكون -: الكراهة والفظاعة.

٢ - لأنّ زيارتهم عليهم السلام موجبة لبقاء الحجّ.

٣ - بفتح النّون وإسكان الرّاء المهملة: قرية من قرى الكوفة، تنسب إليها الثِّياب النَّرْسيَّة، ونهرٌ من أنهار الكوفة عليه عدّة قرى، حفره نَرْس بن بهرام، مأخذه من الفرات نسب إليها جمعٌ من المحدّثين بالكوفة، وزيدٌ منهم، وهو أحد أصحاب الاُصول وكتابه يوجد عندنا، رواه عنه محمّد بن أبي عمير. ( الأمينيّ - ره - )

٣٢٦

زيارَة أبي أفضل، وذلك أنَّ أبا عبداللهعليه‌السلام يزوره كلُّ النّاس، وأبي لا يزوره إلاّّ الخواصّ من الشّيعة (١) ».

وعنهمرحمهم‌الله عن عليّ بن إبراهيم، عن حَمدان بن إسحاقَ « قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ؛ أو حكى لي رجل عن أبي جعفرعليه‌السلام - الشّكّ مِن عليٍّ - يقول: وذكر مثل حديث أيّوب بن نوح، حديث المنبر.

١٢ - حدَّثني محمّد بن يعقوبَ، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن عليّ بن الحسين النّيسابوريّ، عن إبراهيم بن محمّد، عن عبدالرَّحمن بن سعيد المكّيّ، عن يحيى بن سليمان المازنيِّ(٢) ، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام « قال: مَن زار قبر وَلَدي كان له عند الله سبعون حَجّة مبرورة، قال: قلت: سبعين حجّة؟! قال: نَعَم؛ وسبعمائة حَجَّةٍ، قلت: سبعمائة حَجّةٍ؟ قال: نَعَم؛ وسبعين ألف حَجّة، قلت: وسبعين ألف حَجّة، قال: نَعَم؛ ورُبَّ حجَّةٍ لا تُقبل، مَن زارَه وبات عنده ليلة كان كمن زارَ اللهَ في عَرشه، قلت: كمن زارَ الله في عرشه؟! قال: نَعَم إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين، أمّا الأربعة الّذين هم مِن الأوّلين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسىعليهم‌السلام، وأمّا الأربعة الّذين هم من الآخرين فمحمّدٌ وعليُّ والحسنُ والحسينُ

__________________

١ - قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: « لعلّ هذا كان مختصّاً بذلك الزّمان، فإنّ الشّيعة كانوا لا يرغبون في زيارته عليه السلام إلاّ الخواص منهم الّذين يعرفون فضل زيارته. فعلى هذا التّعليل في كلِّ زمان يكون إمامٌ من الأئمّة أقلّ زائراً يكون ثواب زيارته أكثر. أو المعنى أنّ المخالفين أيضاً يزورون الحسين عليه السلام، ولا يزور الرّضا عليه السلام إلاّ الخواصّ وهم الشّيعة، فتكون « من » بيانيّة. أو المعنى أنّ مِن فرق الشّيعة لا يزوره إلاّ من كان قائلاً بإمامة جميع الأئمّة، فإنَّ من قال بالرّضا عليه السلام لا يتوقّف في مَن بعده، والمذاهب النّادرة الّتي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها أثر. فالوجه في التّعليل إمّا قلّة الزّائرين أيضاً، أو أنّ حضور المخالفين يصير سبباً لقلّة فضل الزّيارة، كما يؤمي إلى التّعليل المتقدّم في نظره تعالى إلى زوّار الحسين عليه السلامقبل نظره إلى أهل الموقف ». وقال العلاّمة الأمينيّرحمه‌الله مثله.

٢ - حيّ من تميم أبوها مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ( الأميني - ره - )

٣٢٧

صلوات الله عليهم أجمعين، ثمَّ يمدُّ المِضمار (١) فيقعد معنا مَن زار قبور الأئمّة؛ ألا إنَّ أعلاهم دَرَجة وأقربهم حَبْوة (٢) مَن زار قبرَ وَلَدي عليٍّ -عليه‌السلام ».

حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله قال: حدَّثني عليُّ بن الحسين النّيسابوريّ [قال: حدَّثني إبراهيم بن رئاب] بهذا الإسناد مثله.

الباب الثّاني والمائة

( زيارة قبر أبي الحسن الرِّضا عليه السلام)

١ - حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سَلَمةَ بنِ الخطّاب، عن عبدالله ابن أحمد(٣) ، عن بكر بن صالِح، عن عَمرو بن هِشام - عن رجل من أصحابنا - « قال: إذا أتيت الرّضا عليُّ بن موسىعليهما‌السلام فقل:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بْنِ مُوسى الرِّضا المرْتَضى، الإمام التَّقيّ النَّقيّ، وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوقَ الأرضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، الصِّدِّيقِ الشَّهيدٍ، صَلاةً كَثيرة نامِية زاكيّة مُتواصِلَةً مُتِواتِرَةً مُترادِفَةً، كَأفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أحَدٍ مِنْ أولِيائِكَ ».

وروي(٤) عن بعضهم قال: إذا أتيت قبر عليِّ بن موسى الرِّضا بطوس

__________________

١ - المضمار مَيدان السِّباق، والّذي يضمر فيه الخيل، ولعلّه كناية عن المجلس عبّر به عنه لسعته، وفي بعض النّسخ: « المِطمار »، والمطمار والمطمر خيط للبنّاء يقدّر به. وقد ورد في كثير من الأخبار في مثل هذا المقام هذه اللّفظة، وهذا أظهر. ولعلّ مدّه ليدخل فيه مَن كان مِن أوليائهم ويخرج عنه مخالفوهم، وفي بعض نسخ الكافي: « الطّعام ». ( ملاذ الأخيار )

٢ - الحبوة: العطيّة، والحبوة أيضاً الاحتباء بالثّوب بأن يجمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها، وهنا يحتمل المعنيَين. ( البحار )

٣ - هو عبدالله بن أحمد الرّازي بقرينة بكر بن صالِح.

٤ - هذه الزّيارة نقلها شيخنا الصّدوق في الفقيه وحكاها جمع عن جامع شيخنا محمّد بن الحسن بن الوليد، وذكر مختصره في المزار الكبير ويظهر من الكتاب أنّها رويتْ عن الأئمَّة صلوات الله عليهم. ( الأمينيّ - ره - )

٣٢٨

فاغتسل عند خروجك من منزلك وقل حين تغتسل:

«اللّهُمَّ طَهِّرني قَلْبي، وَاشْرَحْ لي صَدْري، وَأجِرْ عَلى لِساني مِدْحَتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لي طَهُوراً وَشِفاءً [وَنُوراً] ».

وتقول حين تخرج:

«بِسْمِ اللهِ وبالله وَالَى اللهِ، وَإلىَ ابْنِ رَسُولِهِ، حَسْبي اللهُ، تَوَكَّلْتُ عَلى اللهِ، اللّهُمَّ إلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَإلَيْكَ قَصَدْتُ، وَما عِنْدَكَ أرَدْتُ ».

فإذا خرجتَ فقفْ على باب دارك وقل:

«اللّهُمَّ إلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهي، وَعَليْكَ خَلَّفْتُ أهْلي وَمالي وَما خَوَّلْتَني، وَبِكَ وَثِقْتُ فَلا تَخيِّبْني يا مَنْ لا يَخيبُ مَنْ أرادَهُ، وَلا يَضيعُ مَنْ حَفِظَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاحْفَظني بِحفْظِكَ، فَإنَّهُ لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَ ».

فإذا وافيت سالماً إن شاءَ الله فاغتسل وقل حين تغتسل:

«اللّهُمَّ طَهِّرْني، وَطَهِّرْ قَلْبي، وَاشْرَحْ لي صَدْري، وَأجِرْ عَلى لِساني مِدْحَتَكَ وَمَحَبَّتَكَ، وَالثَّناءَ عَلَيْكَ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أنَّ قُوَّة دِيني (١) التّسْليمُ لأمْرِكَ وَالاِتِّباع لِسُنَّةِ نَبيِّكَ، وَالشَّهادَةُ عَلى جَميعِ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لي شِفاءً وَنُوراً، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ».

ثمّ البس ثيابك، وامش حافياً، وعَلَيْكَ السَّكينةُ والوَقار، بالتّكبير والتّهليل والتّسبيح والتّحميد والتّمجيد(٢) ، وقصِّر خُطاك وقل حين تدخل:

«بِسْمِ اللهِ وَبِالله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّ عَليّاً وَليُّ الله ».

ثمَّ اشِرْ إلى قبره، واستقبل وجهه بوجهك، واجعل القبلة بين كتفيك وقل:

__________________

١ - في بعض نسخ العيون: « أنّ قوام ديني »، والقِوام - بالكسر -: نظام الأمر وعماده وملاكُه الَّذي يقوم به. وهو أظهر بالمقام.

٢ - التَّمجيد ذكَره تعالى بالمجد - وهو العظمة - والثَّناء عليه، وأخصّ الأذكار به: « لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِالله ». ( العلاّمة المجلسيّ رحمه الله )

٣٢٩

«أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّهُ سَيِّدُ الأولين والآخرين، وأنه الأنبياءِ وَالمرْسَلينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبيِّكَ وَسَيِّدٍ خَلْقِكَ أجْمَعين، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحْصائِها غَيرُكَ، اللُّهُمَّ صَلِّ عَلى أمِير المؤمِنين عَليِّ بْنِ أبي طالِبٍ عَبْدِكَ وَأخي رَسُولِكَ الَّذي انْتَجَبْتَهُ لَعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لمنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ، وَدَيّانِ يَومِ الدِّين بِعَدْلِكَ وَفَضائِكَ بَين خَلْقِكَ، وَالمهَيْمنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى فاطَمَةَ بِنْتِ نَبيِّكَ؛ وَزَوجَةِ وَليِّكَ، وَاُمِّ السِّبْطَين الحَسَنِ والحُسَينِ سَيِّديْ شَبابِ أهْل الجنَّةِ، الطُّهْرَةِ الطّاهِرَةِ المُطهَّرَةِ، النَّقيَّةِ (١) الرَّضيَّةِ الزَّكيَّةِ، سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ وَسَيِّدَة نِساء أهْل الجنَّةِ مِنَ الخلْقِ أجْمَعِينَ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائِها غَيرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَين سِبْطي نَبيِّكَ وَسَيِّدَي شَبابِ أهْل الجنَّةِ، القائِمَين في خَلْقِكَ، وَالَّدالَّين عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ، وَدَيّاني الدِّين بِعَدْلِكَ وَفَصْلَي (٢) قَضائِكَ بَينَ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بِنِ الحسَين [سيّد العابِدينَ] عَبْدِكَ، القائِمِ في خَلْقِكَ، وَخَليفَتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَالدَّليلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ، وَدَيّان الدِّينِ بَعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضائِك بَينَ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ صَلًّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ عَبْدِكَ وَوَليِّ دينِكَ، وَخَليفَتِكَ في أرْضِكَ، باقِرِ عِلْمِ النَّبيِّين، القائِمِ بَعَدْلِكَ وَالدَّاعي إلى دينكَ وَدين آبائِهِ الصّادِقينَ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائها غَيرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ، عَبْدِكَ وَوَليْ دِينِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ أجمعِينَ الصّادِقِ البارِّ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَر الكاظِم الْعَبْدِ الصّالحِِ، وَلِسانِكَ في خَلْقِكَ، النّاطِقِ بِعِلْمِكَ، وَالحُجَّةِ عَلى بَريَّتِكَ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائها غَيرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليّ بن مُوسى الرِّضا الرَّضيّ المُرْتَضى، عَبْدِكَ وَوَليّ دِينكَ، الِقائِمِ بِعَدْلِكَ، والدَّاعي إلى دينِكَ، وَدينِ آبائِهِ الصّادقِين، صَلاةً لا يَقْدر عَلى إحْصائِها غَيرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ وَعَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ،

__________________

١ - في بعص النّسخ: « التّقية ».

٢ - في جلّ النّسخ: « وفصل قضائك »، وفي العيون والفقيه مثل ما في المتن.

٣٣٠

القائمَينِ بِأمْرِكَ وَالمؤَدِّيينِ عَنْكَ وَشاهِدَيكَ عَلى خَلْقِكَ وَدَعائِم دِينكَ وَالقِوام عَلى ذلِكَ، صَلاةً لا يَقوى عَلى إحصائِها غَيرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحسَن بْنِ عَليٍّ، الْعامِلِ بِأمْرِكَ، والْقائِمِ في خَلْقِكَ، وَحُجَّتِكَ المُؤدِّي عَنْ نَبيِّكَ وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ، المخْصُوصِ بِكَرامَتِكَ، الدّاعي إلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أجْمَعينَ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائِها غَيرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ، وَوَليِّكَ الْقائمِ في خَلْقِكَ، صَلاةً نامِيةً باقِيةً، تُعَجِّلُ بِها فَرَجَهُ وَتَنْصُرُهُ [بها]، وَتَجْعَلُنا مَعَهُ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِزيارَتِهِمْ وَمَحَبَّتِهِمْ، وَاُوالي وَليَّهُمْ، وَاُعادِي عَدُوَّهُمْ، فَأرْزُقني بِهِمْ خَيرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَاصْرِف عَنّي هَمَّ نَفْسي في الدُّنيا والآخِرَة (١) ، وَأهْوالَ يَومِ الْقيامَةِ ».

ثم تجلس عندَ راسه وتقول:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظَلُماتِ الأرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، السَّلامُ عَلْيْكَ يا وارثَ نُوحِ نَبيِّ الله، السَّلام عَلَيْكَ ياوارثَ إبراهيمَ خَليلِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ الله، السَّلام عَلَيْكَ يا وارِثَ أمير المؤمنينَ عَليِّ بْنِ أبي طالب وَليِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ سَيِّدَي شَبابِ أهْلِ الجنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَليِّ بْن الحُسَين سَيِّدِ الْعابِدين (٢) ،السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدِ بِنِ عَليٍّ باقِرِ عِلْمِ الأوَّلينَ وَالآخِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ البارِّ التَّقيِّ النَّقيّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ مُوسى بْنِ جَعفَر الْكاظِم، السَّلام عَلَيْكَ أيُّها الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الوَصيُّ البارُّ التَّقيّ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ الله مُخلِصاً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبَا الحَسَنِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، إنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ ».

__________________

١ - في العيون: « واصرف عنّي بهم شرّ الدُّنيا والآخرة ».

٢ - في بعض النّسخ: « زين العابدين ».

٣٣١

ثمَّ تَنكبّ على القبر وتقول:

«اللّهُمَّ إلَيْكَ صَمَدْتُ (*) مِنْ أرْضي، وَقَطَعْتُ الْبِلادَ رَجاءَ رَحمتِكَ، فلا تخيِّبْني وَلا تَرُدَّني بِغَيرِ قَضاءِ حَوائِجي، وَارْحَمْ تَقَلُّبي عَلى قَبرِ ابْنِ أخِي نَبيِّكَ وَرَسُولِكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بِأبي أنْتَ وَاُمّي أتَيْتُكَ زائراً وافِداً عائِذاً مما جَنَيْتُ بِهِ عَلى نَفْسي، وَاحْتَطَبْتُ عَلى ظَهْري، فَكُنْ لي شَفيعاً إلى رَبِّكَ يَومَ فَقْري وَفاقَتي، فَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَحمُوداً، وَأنْتَ عِنْدَ اللهِ وَجيهٌ في الدُّنْيا والآخِرَةِ »؛

ثمَّ ترفع يدك اليمنى وتبسط اليُسرى على القبر وتقول:

«اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَبِمُوالاتِهِمْ، وأتَوَلّى آخِرَهُمْ بما تَوَلَّيْتُ بِهِ أوَّلَهُمْ، وَأبْرَءُ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَهُم (١) ،اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِين بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ، وَاتَّهَمُوا نَبِيِّكَ، وَجَحَدوا آياتك، وَسَخرُوا بإمامِكَ، وَحَملُوا النّاسَ عَلى أكْتافِ آلِ مُحَمَّدٍ، اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِاللَّعْنَةِ عَلَيهِمْ وَالبَراءةِ مِنْهُمْ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، يا رَحْمنُ يا رَحيمُ »؛

ثمَّ تحوِّل عند رجليه وتقول:

«صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ، صَلى الله عَلَيْكَ وَعلى رُوحِكَ وَبَدنِكَ، صَبرتَ وَأنْتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ، قَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ بِالأيْديِ وَالألْسُنِ »،

ثمَّ أبتهل(٢) باللَّعْنَةِ على قاتل أمير المؤمنين، وباللّعنة على قتلة الحسين وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمَّ تحوَّل نحو رأسه من خَلْفه وصلِّ رَكعتين، تقرء في إحديهما « يس »، وفي الاُخرى « الرَّحمن »، وتجتهد في الدُّعاء لنفسك والتَّضرُّع، وأكثر من الدُّعاء لوالديك ولإخوانك المؤمنين، وأقم عنده ما شئت، وليكن صلاتك عند القبر إن شاء الله ».

* * * * *

__________________

١ - الوليجة: مَن تتّخذه معتمداً مِن غير أهلك، أي أبرء من كلّ مَن لم يحذو حذوهم، ولم يقل بإمامتهم.

٢ - قال في النّهاية: وفي حديث الدّعاء: « والابتهال أن تمدّ يديك جميعاً »، وأصله التّضرّع والمبالغة في السّؤال - انتهى.

* - أي قصدت.

٣٣٢

الباب الثّالث والمائة

( زيارة أبي الحسن عليِّ بن محمَّدٍ الهادي)

( وأبي محمَّدٍ الحسن بن عليٍّ العسكريّ عليهم السلام بـ « سُرَّ مَن رأى »)

١ - روي عن بعضهمعليهم‌السلام أنّه قال: « إذا أردت زيارة أبي الحسن الثّالث عليِّ بن محمّد وأبي محمّد الحسن بن عليٍّعليهم‌السلام تقول بعد الغسل إن وصلت إلى قبريهما؛ وإلاّ أومأتَ بالسَّلام مِن عند الباب الَّذي على الشّارع الشّباك(١) تقول:

«السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَليي الله، السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتي الله، السَّلامُ عَلَيكُما يا نُورَي اللهِ في ظُلُمات الأرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا مَنْ بَدا للهِ في شَأْنِكُما، السَّلامُ عَلَيْكُما يا حَبيبَي اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا إمامَي الْهُدى، أتَيتُكُما عارفاً بحقِّكُما، مُعادِياً لأعْدائِكُما، مُوالياً لأوْلِيائكُما، مُؤمِناً بما آمَنْتُما بِهِ، كافِراً بما كَفَرتما بِهِ، محقِّقاً لما حقَّقْتُما، مُبْطلاً لما أبْطَلْتُما، أسْأَلُ الله رَبي وَرَبَّكُما أنْ يجعَلِ حَظّي مِنْ زيارَتِكُما الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأنْ يَرزُقَني مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين، وأسأله أن يعتق رقبتي من النار، ويرزقني شَفاعَتَكُما وَمُصاحِبَتَكُما، وَيعرِّفَ بيْني وَبَيْنَكُما، وَلا يَسْلُبَني حُبَّكُما وَحُبَّ آبائِكُما الصّالحينَ، وَأن لا يجعَلهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زيارَتِكُما، وَيحشُرَني مَعَكُما في الجنَّةِ بِرَحْمَتِهِ، اللّهُمَّ ارْزُقْني حُبَّهما وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهما، اللّهمَّ الْعَنْ ظالمي آل مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ، اللّهُمَّ الْعَنِ الأوَّلينَ مِنْهُمْ وَالآخِرين، وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ، وأبْلِغْ بِهِمْ

____________

١ - قال شيخ الطائفة رحمه الله: « هذا الّذي ذكره من المنع من دخول الدّار هو الأحوط والأولى، لأنّ الدّار قد ثبت أنّها ملكَ للغير، ولا يجوز لنا أن نتصرّف فيها بالدّخول فيها ولا غيره إلاّ بإذن صاحبها، ولم ينقطع العذر لنا بإذنهم عليهم السلام في ذلك، فينبغي التّوقّف في ذلك والامتناع منه، ولو أنّ أحداً يدخلها لم يكن مأثوماً خاصّة إذا تأوّل في ذلك ما روي عنهم عليهم السلام من أنّهم جعلوا شيعتهم في حلٍّ من مالهم، وذلك على عمومه، وقد روي في ذلك أكثر من أن يحصى ».

٣٣٣

وَبِأشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَمُتَّبِعيهِمْ، أسْفَلَ دَرَكٍ مِنَ الجَحِيم، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَدير، اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَ وَليِّكَ، وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهمْ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ »؛

وتجتهد في الدُّعاء لنِفسك ولوالديك وتخيّر مِنَ الدُّعاء، فإن وصلت إليهم صلّى الله عليهما فَصَلِّ عند قبرهما رَكعتين، وإذا دخلت المسجد وصلّيت دعوت الله بما أحببت، إنّه قريبٌ مجيبٌ، وهذا المسجد إلى جانب الَّدار وفيه كان يصلّيان - عليهما الصّلاة والسّلام(١) .

* * * * *

__________________

١ - ذكر الصّدوق هذه الزّيارة بعينها في الفقيه إلاّ أنّه أسقط قوله: « السّلام عليكما يا من بدا في شأنكما »، ثمّ قال: « وتجتهد في الدّعاء لنفسك ولوالديك وصلّ عندهما لكلِّ زيارة ركعتين ركعتين، وإن لم تصلّ إليهما دخلت بعض المساجد وصلّيت لكلّ إمامٍ لزيارته ركعتين، وادعو الله بما أحببت إنّ الله قريبٌ مجيبٌ ».

وقال الشّيخ المفيد - قدّس الله روحه - على ما ينسب إليه من كتاب المزار: « إذا وردت مشهدهما صلّى الله عليهما فاغتسل لزّيارة، ثمّ امض حتّى تقف على باب القبّة واستأذن وادخل مقدِّماً رجلك اليُمنى وقف على قبريهما وقل: « ثمّ ذكر الزيّارة بعينها إلاّ أنّه بدّل قوله: « يا من بدا لله في شأنكما » بقوله: « يا أميني الله »، ثمّ ذكر الوداع، ثمّ قال: « ثمّ اخرج ووجهك القبرين على أعقابك ».

أقول: أمّا « البداء » في أبي محمّد الحسن عليهم السلام فقد مضى في باب النّصّ عليه أخبار كثيرة [البحار ج ٥٠ ص ٢٣٩] بأنّ البداء قد وقع فيه وفي أخيه الّذي كان أكبر منه ومات قبله، كان في موسى وإسماعيل، وأمّا في أبيه عليهم السلام فلم نر فيه شيئاً يدلّ على البداء، فلعلّه وقع فيه شيء من هذا القبيل، أو من القيام بالسّيف أو غيرهما، أو نسب هذا البداء إلى الأب أيضاً، لا التّنصيص على الإمامة يتعلّق به. وأمّا الدّخول في الدّار للزّيارة فالأظهر جوازه لما ذكره الشّيخ رحمه الله، ولرواية ابن قولويه هذه، ولما سيأتي في الزّيارات الجامعة من الوقوف عند القبر واللّصوق به والانكباب عليه، ولِعَمل القُدماء الأصحاب وأرباب النُّصوص منهم، تجويزهم ذلك، والله يعلم. ( العلاّمة المجلسيّ رحمه الله )

٣٣٤

الباب الرّابع والمائة

( زيارةٌ لجميع الأئمَّة)

صلوات الله عليهم أجمعين

١ - حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عِمرانَ، عن هارونَ بن مسلم، عن عليّ بن حَسّان « قال: سُئل الرِّضاعليه‌السلام في إتيان قبر أبي الحسنعليه‌السلام (١) فقال: صَلّوا في المساجد حوله ويجزىء في المواضع كلّها أن تقول:

«السَّلامُ عَلى أوَلِياءِ اللهِ وَأصْفيائِهِ، السَّلامُ عَلى اُمَناءِ اللهِ وَأحِبَائِهِ، السَّلامُ عَلى أنْصارِ اللهِ وَخُلَفائِهِ، السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ، السَّلام عَلى مَساكِنِ ذِكْرِ اللهِ، السَّلامُ عَلى مَظاهِرِ أمْر الله وَنَهْيِهِ، السَّلامُ عَلى الدُّعاةِ إلى اللهِ، السَّلامُ عَلى المسْتَقَرِّينَ في مَرضاتِ اللهِ، السَّلامُ عَلى المُمَحِّصِينَ في طاعَةِ اللهِ (٢) ،السَّلامُ عَلى الَّذينَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ وَالى الله، وَمَن عاداهُم فَقَدْ عَادَى الله، وَمَن عَرفَهُم فَقَد عَرَفَ اللهَ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ الله، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخلّى مِنَ اللهِ، اُشْهِدُ الله أنّي سِلْمٌ لَمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لَمَنْ حارَبَكُمْ، مُؤمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعلانِيَتِكُمْ، مُفَوِّضٌ في ذلِكَ كُلِّهِ إلَيْكُم، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّ آل مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالإنْسِ، وَأبْرَءُ إلى اللهِ مِنْهُمْ، وَصَلّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ »،

هذا يجزىء في الزيّارات كلّها، وتكثر من الصَّلاة عَلى محمَّدٍ وآله، وتسمّي واحداً واحداً بأسمائهم، وتبرءَ من أعدائهم وتخيّر لنفسك من الدُّعاء وللمؤمنين والمؤمنات ».

__________________

١ - يعني أباه موسى بن جعفر عليهما السلام .

٢ - قوله: « الممحّصين » تقدّم الكلام فيه في ص ٣١٨.

٣٣٥

٢ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي، عن محمّد بن يحيى العطّار، وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ جميعاً، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمران، عن عليِّ بن حَسّان، عن عُروةَ بن إسحاق ابن أخي شعيب العَقرقوفيّ عمّن ذكره - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: تقول إذا أتيت قبر الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام ويجزئك عند قبر كلِّ إمامٍعليهم‌السلام:

«السَّلام عَلَيْكَ مِنَ اللهِ، وَالسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِاللهِ أمِينِ اللهِ عَلى وَحْيِهِ وَعَزائِمِ أمْرِهِ، الخاتَمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِح لَما اسْتُقْبَلَ (١) ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالَّدليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ وَكُتُبِكَ، وَدَيّانَ الدِّين بَعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنِ خَلْقِكَ، وَالمهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ».

وتقول في زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أمِير المؤمِنين عَبْدِكَ وَأخي رَسُولِكَ - إلى آخره - ».

وفي زيارة فاطمةعليها‌السلام : «أمَتِكَ وَبِنْتِ رَسُولِكَ - إلى آخره - ».

وفي زيارة سائر الأئمّة: «أبْناءِ رَسُولِكَ »، على ما قلت في النَّبيّ أوَّلَ مرَّةٍ حتّى تنتهي إلى صاحبك، ثمّ تقول:

«أشْهَدُ أنَّكُمْ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَبابُ الهُدى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى، وَالحُجَّةُ الْبالِغَةُ عَلى مَنْ فيها وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، وَأَشْهَدُ أنَّ أرْواحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ مِنْ طينَةٍ واحِدَةٍ، طابَتْ وَطَهُرَتْ مِنْ نُورِ الله وَمِنْ رَحْمَتِهِ، وَاُشْهِدُ اللهَ وَاُشْهِدُكُمْ أنّي لَكُمْ تَبَعٌ بِذاتِ نَفْسي وَشرائِعِ دِيني وَخَواتِيم عَمَلي، اللّهُمَّ فأتْمِمْ لي ذلِكَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما اُمرْتَ بِهِ، وَقُمْتَ بحقِّهِ غَير واهِنٍ وَلا مُوهِنِ، فَجزاكَ اللهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيْراً عَنْ رَعِيَّتِكَ، أشْهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَكَ جِهادٌ، وَأنَّ الحَقَّ مَعَكَ وَلَكَ، وأنْتَ مَعْدِنُهُ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وعِنْدَ أهْلِ بَيْتِكَ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ، وَ

__________________

١ - تقدّم معناه في ص ٣٩ و ٢٢١.

٣٣٦

دَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحسَنَةِ، وَعَبَدْتَ رَبَّكَ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ ».

ثمَّ تقول: «السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُسَوِّمينَ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُنْزَلينَ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُرْدِفينَ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الَّذِينَ هُمْ في هذَا الحرَم بِإذْنِ اللهِ مُقيمُونَ ».

ثمّ تقول: «اللّهُمَّ الْعَنِ اللَّذَيْنِ بَدَّلا نِعْمَتَكَ، وَخَالَفا كِتابَكَ، وَجَحَدا آياتِكَ، وَاتَّهَما رَسُولَكَ، احْشُ قُبُورَهُما وَأجْوافَهُما ناراً وَأَعَدَّ لَهُما عَذاباً أليماً، وَاحْشُرْهُما وَأشْياعَهُما وأتْباعَهُما إلى جَهَنَّمِ زُرْقاً (١) ،وَاحْشُرْهُما وَأشْياعَهُما وأتْباعَهُما يَومَ الْقيامَةِ عَلى وُجُوهِهِم عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً، مَأواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قَبرْ ابْنِ نَبيِّكَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ وَتَقْتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ، فَإنَّكَ وَعَدْتَهُ ذلِكَ وَأنْتَ الرَّبُّ الَّذِي لا تُخلِفُ الميعادَ ».

وكذلك تقول عند قُبور كلَّ الأئمَّةعليهم‌السلام، وتقول عند كلِّ إمام زُرْته إن شاء الله تعالى:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، السَّلام عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إمامَ المؤْمِنينَ وَوارِثَ عِلْمِ النَّبيِّينَ وَسُلالَةِ الْوَصِيِّينَ، وَالشَّهيدَ يَومِ الِّدينِ، أشْهَدُ أنَّكَ وَآباءَكَ الَّذينَ كانُوا مِنْ قَبلِكَ، وَأبْناءَكَ الَّذينَ مِنْ بَعْدِكَ مَواليَّ وَأولِيائي وَأئِمَّتي، وَأشْهَدُ أنَّكُمْ أصْفياءُ اللهِ وَخَزِنَتُهُ وَحُجَّتُهُ الْبالِغةُ، انْتَجَبَكُمْ بِعِلْمِهِ أنْصاراً لِدينِهِ، وَقُوَّاماً بِأَمِرِهِ، وَخُزَّاناً لِعِلْمِهِ، وَحَفَظةً لِسِرِّهِ وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ، وَمعْدِناً لِكَلِماتِهِ، وَأرْكاناً لِتَوحِيدِهِ، وَشُهُوداً عَلى عِبادِهِ، وَاسْتَودَعَكُمْ خَلْقَهُ، وَأورَثَكُم كِتابَه، وَخَصَّكُمْ بِكَرائِمِ التَّنْزِيل، وَأعْطاكُمُ التَّأَويلَ، جَعَلَكُمْ تابُوتَ (٢) حِكْمَتِهِ وَمَناراً في بِلادِهِ، وَضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ نُورِهِ، وَأجْرى فيكُمْ مِنْ عِلْمِهِ، وَعصَمَكُمْ مِنَ الزَّلَلِ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَأذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ، وَبِكُمْ تَمَّتِ النِّعْمَةُ، وَاجْتَمَعَتِ الْفُرقَةُ، وَأئْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ، وَلَزِمَتِ الطّاعَةُ المفْترضَةُ،

__________________

١ - أي عمياً.

٢ - التّابوت: الصّندوق من الخشب.

٣٣٧

وَالمَودَّةُ الواجِبَةُ، فَأنْتُمْ أوْلِياؤُهُ النُّجَباءُ، وَعِبادُهُ المكْرَمُونَ، أتَيْتُكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُسْتَبْصِراً بِشأْنِكَ، مُعادِياً لأعْدائِكَ، مُوالِياً لأوْليائِكَ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي صَلّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، أتَيْتُكَ وافِداً زائِراً عائذاً مُسْتَجِيراً ممّا جَنَيْتَ عَلىُ نَفْسي، وَاحْتَطَبْتُ عَلىُ ظَهْري، فَكُنْ لي شَفِيعاً، فَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَعْلُوماً، وأنْتَ عِنْدَاللهِ وَجِيهٌ، آمَنْتُ بِاللهِ وَبِما اُنْزِلَ عَلَيْكُمْ، وأتَوَلّى آخِرَكُمْ بما تَوَلَّيْتُ بِهِ أوَّلَكُمْ، وَأبْرَءُ مِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَكُمْ، وَكَفَرتُ بالجبِتِ وَالطّاغُوتِ وَاللاّتِ وَالعُزْى ».

الباب الخامس والمائة

( فضل زيارة المؤمنين وكيف يُزارون)

١ - حدَّثني أبو العبّاس محمّد بن جعفر الرَّزّاز القُرَشيّ الكوفيُّ، عن خاله محمَّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عَمرِو بن عثمان الرَّازيِّ « قال: سمعت أبا الحسن الأوّلعليه‌السلام يقول: مَن لم يقدر أن يزورنا فليزرْ صالحِي موالينا يُكتَب له ثوابُ زيارَتنا، ومَن لم يَقدِرْ على صًلَتنا فَلْيَصلْ صالِحي موالينا يُكتَب له ثوابُ صِلَتنا ».

٢ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد، عن الحسن بن مَتِّيل، عن محمّد بن عبدالله بن مِهرانَ، عن عَمْرِو بن عثمانَ « قال: سمعت الرِّضاعليه‌السلام يقول: مَن لم يقدر على صِلَتنا فليَصِلْ على صالِحي مَوالينا يُكتب له ثواب صِلتنا، ومن لم يقدِرْ على زيارتنا فليزر صالِحي موالينا يُكتب له ثوابُ زيارتنا ».

٣ - حدَّثني أبي؛ ومحمّد بن يعقوبَ؛ وجماعَة مشايخيرحمهم‌الله عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى « قال: كنت بفَيْد(١) فمشيتُ مع عليِّ بن بِلال إلى قبر محمّد بن إسماعيل بن بَزيع قال: فقال لي عليُّ بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر عن الرِّضاعليه‌السلام : مَن أتى قبر أخيه المؤمن ثمّ وضع يده على

__________________

١ - فَيْد - بالفتح ثمّ السّكون -: بُلَيدة في نصف طريق مكّة من الكوفة، ينزل بها الحاجّ قال الزّجاجيّ: سميت فَيْد بفيد بن حام وهو أوّل مَن نزلها. ( من المعجم )

٣٣٨

القبر وقرء «إنّا أنْزَلْنَاه (١) » سبع مرّات، أمن يوم الفزع الأكبر ».

٤ - حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجَوهَريّ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمرانَ « قال: كنت بفَيْد فقال محمّد بن عليِّ بن بلال: مُرَّ بنا إلى قبر محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع، فذهبنا إلى عند قبره فقال محمّد بن عليِّ: حدَّثني صاحبُ هذا القبر عن الرِّضاعليه‌السلام أنّه مَن زار قبر أخيه المؤمن فاستقبل القِبلة ووضع يَده على القبر وقرء: «إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْر » سبع مرّات أمن مِن الفزع الأكبر ».

٥ - وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ، عن محمّد بن أحمدَ، عن عليِّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عَمْرو، عن أبان(٢) ، عن عبدالرَّحمن بن أبي عبدالله « قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام كيف أضع يدي عَلى قُبور المؤمنين؟ فأشارَ بيده إلى الأرض فوضعها عليها وهو مقابل القِبلة ».

٦ - وعنه، عن محمّد بن أحمدَ، عن موسى بن عمر[ان]، عن عبدالله الحجّال عن صَفوانَ الجمّال « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: كان رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخرج في مَلأ مِن النّاس مِن أصحابه كُلَّ عشيَّة خميس إلى بَقيع المَدَنيّين فيقول - ثلاثاً -: «السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ الدِّيارِ » - وثلاثاً - «رَحِمَكُمُ الله »، ثمَّ يلتفت إلى أصحابه ويقول: هؤلاء خيرُ منكم، فيقولون: يارسول الله ولِم؟ آمَنُوا وآمَنّا، وجاهَدُوا وجاهَدْنا؟ فيقول: إنَّ هؤلاءِ آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظُلم، ومَضوا على ذلك وأنَا لَهُمْ على ذلك شَهيدٌ، وأنتم تَبقون بعدي، ولا أدري ما تُحدثون بعدي ».

٧ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مَسعَدَةَ بن زِياد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام « قال: دخل عليُّ أمير المؤمنين مقبرةً - ومعه أصحابه - فنادى:

«يا أهْلَ التُرْبَةِ وَيا أهْلَ الغُرْبَةِ، وَيا أهْلَ الخُمُودِ، وَيا أهْلَ الهُمُود (٣) ،أمّا أخْبارُ

__________________

١ - المراد تمام السّورة.

٢ - يعني بن عثمان الأحمر.

٣ - خَمَدَتِ النّار، خُمْداً وخُموداً: سكن لَهَبُها. والهُمُود: الموت. ( القاموس )

٣٣٩

ما عِنْدَنا: فَأمّا أمْوالُكُمْ قَدْ قُسِّمَتْ، وَنِساؤُكُمْ قَدْ نُكِحَتْ، وَدُورُكُمْ قَدْ سُكِنَتْ، فَما خَبَرُ ما عِنْدَكُمْ؟!! »، ثمَّ التفت إلى أصحابه وقال: أما واللهِ لَو يُؤذَنُ لهم في الكلام لقالوا: لم يُتَزَوَّد مثل التَّقْوى زادٌ [خَيرُ الزَّاد التَّقْوى] ».

٨ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ومحمّد بن الحسن، عن الحسن بن مَتِّيل، عن سَهل بن زياد، عن محمَّد بن سِنان، عن إسحاقَ بن عَمّار، عن أبي الحسنعليه‌السلام « قال: قلت له: المؤمن يَعلم بمن يَزورُ قبره؟ قال: نَعَم؛ ولا يَزال مستأنساً بِه ما زالَ عندَه، فإذا قام وانصرف مِن قبره دَخَله مِن انصرافه عن قبره وَحْشَةٌ ».

٩ - حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن سِنان « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : كيف اُسلّم عَلى أهل القُبور؟ قال: نَعَم؛ تقول: «السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمُسْلِمين، أنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ (١) وَنَحْنُ إن شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ ».

حدَّثني أبيرحمه‌الله عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن اُورَمَةَ عن عبدالله بن سِنان قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام - وذكر مثله -.

١٠ - حدَّثني الحسن بن عبدالله، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عَمْرو بن أبي المِقدام، عن أبيه « قال: مَرَرتُ مع أبي جعفرعليه‌السلام بالبَقيع فمررنا بقبر رَجلٍ من أهل الكوفة مِن الشِّيعة، فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : جُعلتُ فِداك هذا قبرُ رَجل من الشِّيعة، قال: فوقف عليه وقال: «اللّهمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ، وَصِلْ وَحْدَتَهُ، وَآنِسْ وَحْشَتَهُ، وَآمِنْ رَوعَتَهُ، وَأَسْكنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا يَسْتَغَنى بِها عَنْ رحمة من سًواكَ، وألْحِقْهُ بمن كانَ يَتَولاهُ » ».

١١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النَّضر بن سُويد، عن القاسم بن سليمانَ، عن جرَّاح المدائنيِّ « قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام : كيف التّسليم على أهل القبور؟ قال: تقول: « السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمسْلِمينَ، رَحِمَ اللهُ المُسْتَقْدِمينَ مِنْكُمْ وَالمسْتأْخِرينَ، وَإنّا إنْ

__________________

١ - أي أنتم متقدّم لنا.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643