تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين6%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 271160 / تحميل: 8923
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

ماءا عذبا وماءا مالحا أجاجا(١) فامتزج الماءان فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا(٢) فقال لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي، ثم قال:( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ ) ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال: ألست بربكم وان هذا محمد رسولي وان هذا على أمير المؤمنين؟ فقالوا: بلى، فثبتت لهم النبوة، وأخذ الميثاق على اولى العزم اننى ربكم ومحمد رسولي وعلى أمير المؤمنين، وأوصيائه من بعده ولاة أمري وخزان علميعليهم‌السلام ، وان المهدي انتصر به لديني وأظهر به دولتي. وأنتقم به من أعدائى وأعبد به طوعا وكرها؟ قالوا: أقررنا يا رب وشهدنا ولم يجحد آدم ولم يقر، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ولم يكن لادم عزم على الإقرار به، وهو قولهعزوجل :( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) قال: إنّما هو فترك، ثم أمر نارا فأججت فقال لأصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها، وقال لأصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا فقال: قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها، فهابوها فثم ثبتت الطاعة والولاية والمعصية.

١٥٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) قال: فيما نهاه عنه من أكل الشجرة.

١٥٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) قال: فقال: إنّ اللهعزوجل لما قال لادم:( اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) قال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، قال: وأراه إياها فقال آدم لربه: كيف أقربها وقد نهيتني عنها أنا وزوجتي؟ قال: فقال لهما: لا تقرباها، يعنى لا تأكلا منها فقال آدم وزوجته: نعم يا ربنا

__________________

(١) الأجاج: الشديد الملوحة من الماء.

(٢) أديم الأرض: وجهها. وعرك الأديم: دلكه.

٤٠١

لا نقربها ولا نأكل منها، ولم يستثنيا في قولهما: نعم، فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما والى ذكرهما.

١٥٤ ـ في روضة الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى عهد إلى آدمعليه‌السلام أن لا يقرب هذه الشجرة. فلما بلغ الوقت الذي كان في علم الله أن يأكل منها نسي فأكل منها، وهو قول الله تعالى:( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥٥ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : والصادق حقا هو الذي يصدق كل كاذب بحقيقة صدق ما لديه، وهو المعنى الذي لا يسع معه سواه أو ضده، مثل آدمعليه‌السلام صدق إبليس في كذبه حين أقسم له كاذبا لعدم ما به الكذب، في آدمعليه‌السلام قال اللهعزوجل :( وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) ولان إبليس كان أول من ابتدأ بالكذب، وهو غير معهود وأظهره وهو غير مشروع، ولا يعرف عند أهل السماوات والأرض ظاهرا وباطنا فحشر هو بكذبه على معنى لم ينتفع به من صدق آدمعليه‌السلام على بقاء الأبد، وأفاد آدم بتصديق كذبه شهادة اللهعزوجل بنفي عزمه عما يضاد عهده في الحقيقة، على معنى لم ينتقض من اصطفائه بكذبه شيئا.

١٥٦ ـ في تفسير العيّاشي عن موسى بن محمد بن عليّ عن أخيه أبي الحسن الثالثعليه‌السلام قال: الشجرة التي نهى آدم وزوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد. عهد إليهما، ان لا ينظرا إلى من فضله الله عليه وعلى خلائقه بعين الحسد ولم يجد له عزما.

١٥٧ ـ عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا عن أحدهماعليهما‌السلام قال: سألته كيف أخذ الله آدم بالنسيان؟ فقال: إنّه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره ويقول له إبليس:( ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ ) .

١٥٨ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب: الباقرعليه‌السلام في قوله( وَلَقَدْ عَهِدْنا

٤٠٢

إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ ) كلمات في محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهم» كذا نزلت على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٥٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لما ان وسوس الشيطان إلى آدم دنا من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه، ثم قام ومشى إليها وهي أول قدم مشت إلى الخطيئة، ثم تناول بيده مما عليها فأكل فطار الحلي والحلل عن جسده.

١٦٠ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضاعليه‌السلام فقال له المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟ قال: بلى قال فما معنى قول اللهعزوجل :( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ) ؟ قالعليه‌السلام : إنّ الله تعالى قال لادم:( اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ ) وأشار لهما إلى شجرة الحنطة( فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ) ولم يقل: ولا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها، فلم يقربا من تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما، وقال:( ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ ) وانما نهاكما ان تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها( إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا «فدليهما بغرور فأكلا منها» ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة، ولم يكن بذنب كبير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة، قال الله تعالى:( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى ) وقالعزوجل :( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ) .

١٦١ ـ وفيه في باب ما كتبه الرضاعليه‌السلام للمأمون من محض الإسلام وشرايع الدين: إنّ ذنوب الأنبياءعليهم‌السلام صغائر موهوبة.

٤٠٣

١٦٢ ـ وباسناده إلى أبي الصلت الهروي قال: لما جمع المأمون لعليِّ بن موسى الرضاعليه‌السلام أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وساير المقالات، فلم يقم أحد إلّا وقد ألزمه حجته كأنه ألقم حجرا قام إليه علي بن جهم فقال له: يا ابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء؟ فقال: نعم قال: فما تعمل في قول اللهعزوجل :( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ) ؟ فقالعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل خلق آدم حجته في أرضه وخليفته في بلاده، لم يخلقه للجنة، وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الأرض لتتم مقادير اللهعزوجل ، فلما اهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقولهعزوجل :( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ) .

١٦٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال ذلك الزنديق: وأجده قد شهر هفوات أنبيائه بقوله:( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ) : واما هفوات الأنبياءعليهم‌السلام وما بينه الله في كتابه فان ذلك من أدل الدلائل على حكمة اللهعزوجل الباهرة وقدرته القاهرة وعزته الظاهرة، لأنه علم ان براهين الأنبياءعليهم‌السلام تكبر في صدور أممهم، وان منهم يتخذ بعضهم إلها، كالذي كان من النصارى في ابن مريم، فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي انفرد بهعزوجل .

١٦٤ ـ عن داود بن قبيصة عن الرضا عن أبيهعليهما‌السلام أنّه قال: واما ما سئلت هل نهى عما أراد فلا يجوز ذلك ولو جاز ذلك لكان حيث نهى آدم عن أكل الشجرة، أراد منه أكلها ولو أراد منه أكلها ما نادى عليه صبيان الكتائب( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦٥ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال وقد ذكر النوافل اليومية: وانما هذا كله تطوع وليس بمفروض ان تارك الفريضة كافر وان تارك هذا ليس بكافر ولكنها معصية، لأنه يستحب

٤٠٤

إذا عمل الرجل عملا من الخيران يدوم عليه.

١٦٦ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن السياري عن علي بن عبد الله قال: سأله رجل عن قوله تعالى:( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى ) قال: من قال بالأئمة واتبع أمرهم ولم يجز طاعتهم. قال عز من قائل: و( مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي ) .

١٦٧ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيهاعليه‌السلام : ولئن تقمصها دوني الأشقيان، ونازعاني فيما ليس لهما بحق، وركباها ضلالة واعتقداها جهالة، فلبئس ما عليه وردا، ولبئس ما لأنفسهما مهدا، يتلاعنان في دورهما، ويتبرأ كل منهما من صاحبه، يقول لقرينه إذا التقيا:( يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) فيجيبه الأشقى على رثونة: «يا ليتني لم أتخذك خليلا لقد أضللتني( عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً ) فأنا الذي عنه ضل.

١٦٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن المستنير عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : قول الله:( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) قال: هي والله للنصاب، قال: قلت: جعلت فداك قد تراهم دهر هم الأطول في كفاية حتّى ماتوا؟ قال: ذاك والله في الرجعة يأكلون العذرة.

١٦٩ ـ في مجمع البيان ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) أي عيشا ضيقا إلى قوله: وقيل هو عذاب القبر عن ابن مسعود وأبي سعيد الخدري والسدي، ورواه أبو هريرة مرفوعا.

١٧٠ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) قال: يعنى ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام قلت:( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) ؟ قال: يعنى أعمى البصر في الآخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: وهو متحير في القيمة يقول:( لِمَ حَشَرْتَنِي

٤٠٥

أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها ) قال الآيات الائمة( وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ) يعنى تركتها وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الائمةعليهم‌السلام ، فلم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم.

١٧١ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل لم يحج قط وله مال؟ فقال: هو ممن قال اللهعزوجل :( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) فقلت: سبحان الله أعمى! فقال: أعماه الله عن طريق الخير.

١٧٢ ـ في الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان بن عثمان عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من مات وهو صحيح موسر لم يحج فهو ممن قال اللهعزوجل :( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) قال: قلت: سبحان الله أعمى! قال: نعم أعماه الله عن طريق الحق.

١٧٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن فضالة عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن رجل لم يحج قط وله مال؟ قال :

هو ممن قال الله:( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) قلت: سبحان الله أعمى! قال: أعماه الله عن طريق الجنة.

١٧٤ ـ في أصول الكافي متصل بقولهعليه‌السلام سابقا ولم تسمع قولهم قلت: و( كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ ) الآخرة أشد وأبقى قال: يعنى من أشرك بولاية أمير المؤمنين غيره، ولم يؤمن بآيات ربه ترك الائمة معاندة، فلم يتبع آثارهم ولم يتولهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل : أولم يهد لهم يقول: يبين لهم قوله: إنّ في ذلك لآيات لاولى النهى قال: نحن أولوا النهى، وقوله:( وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى ) قال: كان ينزل بهم العذاب، ولكن قد أخرهم إلى أجل مسمى.

١٧٦ ـ وفيه أيضا وقوله: لكان لزاما قال: اللزام الهلاك.

٤٠٦

١٧٧ ـ في كتاب الخصال عن إسماعيل بن الفضل قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها ) فقال: فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات وقبل غروبها عشر مرات: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحكم يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير قال: فقلت: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيى، فقال: يا هذا لا شك في ان الله يحيى ويميت ويميت ويحيى، ولكن قل كما قلت.

١٧٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: وأما صلوة الفجر فان الشمس إذا طلعت تطلع على قرني شيطان، فأمرنى اللهعزوجل ان أصلى صلوة الغداة قبل طلوع الشمس وقبل أن يسجد لها الكافر فتسجد أمتي للهعزوجل .

١٧٩ ـ وباسناده إلى سليمان بن جعفر الجعفري عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: لا ينبغي لأحد أن يصلى إذا طلعت الشمس لأنها تطلع بقرني شيطان.

١٨٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله و( مِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ ) قال: بالغداة والعشى.

١٨١ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له:( وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى ) قال: يعنى تطوع بالنهار.

١٨٢ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه بعد ان ذكرعليه‌السلام ما جرت به السنّة في الصلوة فقال أبو الخطّاب: أفرأيت إنْ قوى فزاد؟ قال: فجلس وكان متكيا فقال: إنْ قويت فصلّها كما كانت تصلّى وكما ليست في ساعة من النهار فليست في ساعة

٤٠٧

من الليل إنّ اللهعزوجل يقول:( وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ ) (١) .

١٨٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى ) قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لما نزلت هذه الآية استوى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا ثم قال: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، ومن أتبع بصره ما في أيدى الناس طال همه ولم يشف غيظه، ومن لم يعرف ان الله عليه نعمة لا في مطعم ولا في مشرب قصر أجله ودنا عذابه.

١٨٤ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي المغرا عن زيد الشحام عن عمرو بن سعيد بن هلال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال: إياك وان تطمح نفسك إلى من فوقك وكفى بما قال اللهعزوجل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ ) وقال اللهعزوجل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨٥ ـ في عوالي اللئالى وروى عن الباقرعليه‌السلام في قوله تعالى: وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها قال: امر الله نبيه ان يخص أهل بيته وأهله دون الناس، ليعلم الناس ان لأهله عند الله منزلة ليست لغيرهم، فأمرهم مع الناس عامة ثم أمرهم خاصة.

١٨٦ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء: فسرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضاعليه‌السلام : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر

__________________

(١) قال المحدث الكاشاني (ره): يعنى ان كانت لك زيادة قوة فاصرفها في كيفية الصلوة من الإقبال عليها والخشوع فيها ثم المداومة عليها ثم تفريق صلوة الليل على آناته كتفريق صلوة النهار على ساعاته كما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يفعله، ومرادهعليه‌السلام تنبيهه على أنّه لن يقدر على الإتيان بهذا العدد أيضا كما ينبغي، ثم نبهعليه‌السلام على تفريق صلوة الليل بما معناه أنّه كما ان الصلوة ليست مختصة بساعة من النهار بل مفرقة على أجزاء النهار فكذلك ليست مختصة بساعة من الليل بل مفرقة على اجزائها، وآناء الليل ساعاته، وأبو الخطاب هذا هو محمد بن مقلاص الغالي الملعون.

٤٠٨

موطنا وموضعا، فأول ذلك إلى أن قال: وأما الثاني عشر فقولهعزوجل :( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ) فخصنا الله تعالى بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الامة بإقامة الصلوة، ثم خصنا من دون الامة فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يجيء إلى باب على وفاطمةعليهما‌السلام بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلوة خمس مرات فيقول: الصلوة رحمكم الله، وما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياءعليهم‌السلام بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها، وخصنا من دون جميع أهل بيتهم، فقال المأمون والعلماء: جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن الامة خيرا، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلّا عندكم.

١٨٧ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة عن عقيل الخزاعي ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب وصّى المسلمين بكلمات: يقول: تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها وتقربوا بها إلى أن قالعليه‌السلام : وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منصبا لنفسه بعد البشرى له بالجنة من ربه فقالعزوجل :( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ) الآية فكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ) فان الله أمره أن يخص اهله دون الناس ليعلم الناس ان لأهل محمد عند الله منزلة خاصة ليست للناس إذ أمرهم مع الناس، ثم أمرهم خاصة، فلما أنزل الله هذه الآية كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يجيء كل يوم عند صلوة الفجر حتّى يأتى باب على وفاطمة، فيقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فيقول على وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام : وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم يأخذ بعضادتي الباب فيقول: الصلوة الصلوة يرحمكم الله،( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتّى فارق الدنيا، وقال أبو حمراء خادم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا شهدته يفعل ذلك.

٤٠٩

١٨٩ ـ وفيه أيضا( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ ) أي أمتك( وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى ) قال: للمتقين.

١٩٠ ـ في نهج البلاغة كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نصبا(١) بالصلوة بعد التبشير له بالجنة، لقول الله سبحانه وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها فكان يأمر بها ويصبر عليها نفسه.

١٩١ ـ في مجمع البيان روى أبو سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يأتى باب فاطمة وعلىعليهما‌السلام تسعة أشهر عند كل صلوة فيقول: الصلوة رحمكم الله،( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) رواه ابن عقدة باسناده من طرق كثيرة عن أهل البيت وعن غيرهم مثل أبي بردة وأبي رافع.

١٩٢ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى أبي الحميراء قال: شهدت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أربعين صباحا يجيء إلى باب على وفاطمة فيأخذ بعضادتي الباب ثم يقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلوة يرحمكم الله،( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

قال عز من قائل:( لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى ) .

١٩٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ أول ما يدخل به النار أمتي الأجوفان، قالوا: يا رسول الله وما الأجوفان؟ قال: الفرج والفم، وأكثر ما يدخل به الجنة تقوى الله وحسن الخلق.

١٩٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الأصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : قال الله تبارك وتعالى لموسىعليه‌السلام : يا موسى احفظ وصيتي لك بأربعة إلى أن قال: والثانية ما دمت لا ترى كنوزي قد نفدت فلا تغتم بسبب رزقك.

١٩٥ ـ وباسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : أما بعد فان الاهتمام بالدنيا غير زائد في الموظوف، وفيه تضييع الزاد. والإقبال على

__________________

(١) أي تعبا.

٤١٠

الاخرة غير ناقص في المقدور، وفيه إحراز المعاد وانشد يقول :

لو كان في صخرة في البحر راسية

صماء ملموسة ملس نواحيها(١)

رزق لنفس يراها الله لانفلقت

عنه فأدت كل ما فيها

أو كان بين طباق السبع مجمعة

يسهل الله في المرقى مراقيها

حتى يوفى الذي في اللوح خط له

ان هي أتته والا فهو آتيها

١٩٦ ـ في كشف المحجة لابن طاوسرحمه‌الله حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وفيه قيل: فمن الولي يا رسول الله؟ قال: وليكم في هذا الزمان أنا، ومن بعدي وصيي، ومن بعد وصيي لكل زمان حجج الله، لكيلا يقولون كما قال الضلال من قبلكم فارقهم نبيهم( رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى ) وانما كان تمام ضلالتهم جهالتهم بالآيات، وهم الأوصياء، فأجابهم الله:( قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى ) وانما كان تربصهم ان قالوا: نحن في سعة في معرفة الأوصياء حتّى يعلن امام علمه.

١٩٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قوله:( قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا ) أي انتظروا امرا( فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى ) فانه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال: والله نحن السبيل الذي أمركم الله باتباعه، ونحن والله الصراط المستقيم، ونحن والله الذين أمر الله بطاعتهم، فمن شاء فليأخذ هنا، ومن شاء فليأخذ هنا لا تجدون والله عنا محيصا.

__________________

(١) الصخرة الصماء الغليظة الشديدة.

٤١١

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الأنبياء حبا لها كان كمن رافق النبيين أجمعين في جنات النعيم، وكان مهيبا في أعين الناس حيوة الدنيا.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ سورة الأنبياء حاسبه الله حسابا يسيرا، وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر اسمه في القرآن.

٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ) قال: قربت القيمة والساعة والحساب.

٤ ـ في مجمع البيان وانما وصف بالقرب لان أحد أشراط الساعة مبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد قال: بعثت أنا والساعة كهاتين.

٥ ـ في جوامع الجامع وفي كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إنّ الدنيا قد ولت حذاء(١) ولم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الإناء.

٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وروى عن صفوان بن يحيى قال :قال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام لأبي قرة صاحب شبرمة: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وكل كتاب انزل كان كلام الله أنزله للعالمين نورا وهدى، وهي كلها محدثة، وهي غير الله حيث يقول:( أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً ) وقال: و( ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) والله أحدث الكتب كلها الذي أنزلها، فقال أبو قرة: فهل يفنى؟ فقال أبو الحسنعليه‌السلام : أجمع المسلمون على ان ما سوى الله فعل الله، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان فعل الله، ألم تسمع الناس يقولون: رب القرآن، وأن

__________________

(١) الحذاء: السريعة.

٤١٢

القرآن يقول يوم القيامة: يا رب هذا فلان وهو اعرف به منه، قد أظمأت نهاره وأسهرت ليله، فشفعني فيه وكذلك التوراة والإنجيل والزبور كلها محدثه مربوبة أحدثها من ليس كمثله شيء هدى لقوم يعقلون، فمن زعم انهن لم يزلن فقد أظهر ان الله ليس بأول قديم ولا واحد وأن الكلام لم يزل معه وليس له بدو، وليس باله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم لاهية قلوبهم قال: من التلهي.

٨ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: وقال:( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) يقول: بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك، وهو قول اللهعزوجل :( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ما آمنت قبلهم قرية أهلكناها أفهم يؤمنون قال: كيف يؤمنون ولم يؤمن من كان قبلهم بالآيات حتّى هلكوا.

١٠ ـ حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا عبد الله بن محمد عن أبي داود سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) من المعنون بذلك؟ قال: نحن، قلت فأنتم المسئولون؟ قال: نعم قلت: ونحن السائلون؟ قال: نعم، قلت: فعلينا أن نسألكم؟ قال: نعم، قلت: وعليكم أن تجيبونا؟ قال: لا ذاك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا تركنا، ثم قال:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد بسطنا الأحاديث في تفسير هذه الآية في النحل فلتراجع ثمة.

١١ ـ في مجمع البيان وفي تفسير أهل البيتعليهم‌السلام بالإسناد عن زرارة ومحمد بن مسلم وحمران بن أعين عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام قالا: تبدل بالأرض

٤١٣

خبزة نقية يأكل الناس منها حتّى يفرغ من الحساب، قال الله تعالى:( وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ ) .

١٢ ـ في تفسير العيّاشي زرارة عن أبي جعفر قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) يعنى تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتّى يفرغ من الحساب؟ قال الله:( وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ ) .

١٣ ـ في روضة الكافي كلام لعليِّ بن الحسينعليهما‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيهعليه‌السلام : ولقد أسمعكم الله في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال:( وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً ) وانما عنى بالقرية أهلها حيث يقول:( وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ ) فقالعزوجل :( فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ ) يعنى يهربون قال:( لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ) فلما أتاهم العذاب( قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ) وأيم الله ان هذه عظة لكم وتخويف ان اتعظتم وخفتم.

١٤ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بدر بن الخليل الأسدي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: في قول اللهعزوجل :( فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ) قال: إذا قام القائم وبعث إلى بني أميّة بالشام هربوا إلى الروم، فتقول لهم الروم: لا ندخلكم حتّى تنتصروا فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم، فاذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الامان والصلح، فيقول أصحاب القائم: لا نفعل حتّى تدفعوا إلينا من قبلكم منا فيدفعونهم إليهم، فذلك قوله:( لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ) قال: يسألهم الكنوز وهو أعلم بها، قال: فيقولون:( يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ) بالسيف وهو سعيد بن عبد الملك الأموي صاحب نهر سعيد بالرحبة.

٤١٤

١٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقال عليّ بن إبراهيم في قولهعزوجل :( وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ) يعنى أهل قرية كانت( ظالِمَةً وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا ) يعنى بني أميّة إذا أحسوا بالقائم من آل محمد صلوات الله عليه( إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ) يعنى الكنوز التي كنزوها، قال: فيدخل بنو امية إلى الروم إذا طلبهم القائمعليه‌السلام ، ثم يخرجهم من الروم ويطالبهم بالكنوز التي كنزوها، فيقولون كما حكى اللهعزوجل :( يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى ) جعلنا هم حصيدا خامدين» قال: بالسيف وتحت ظلال السيوف، وهذا كله مما لفظه ماض ومعناه مستقبل، وهو مما ذكرناه مما تأويله بعد تنزيله(١) .

١٦ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن يونس ابن يعقوب عن عبد الأعلى قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الغنا وقلت: انهم يزعمون

__________________

(١) في هامش بعض النسخ هكذا: «في كتاب الرجعة لبعض المعاصرين حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام يذكر فيه أيام ظهور القائمعليه‌السلام وفيه: ويخرج رجل من أهل نجران راهب مستجيب للإمام فيكون أهل النصارى أنصاري احابة ويهدم بيعته ويذر صليبها ويخرج من الموالي إلى موضعها الناس والخيل فيسيرون إلى النخلة باعلام هذا فيكون مجتمع الناس جميعا من الأرض كلها بالفاروق وهي محجة أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو ما بين البرس والفرات فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف من اليهود والنصارى يقتل بعضهم بعضا، فيومئذ تأويل هذه الاية: «فما زالت تلك دعوتهم( حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ) بالسيف وتحت ظل السيف ويختلف من بنى الأشهل الزاجر اللحظ في أناس من غير أبيه هرابا حتّى يأتون سبطرى عوذا بالشجر فيومئذ تأويل هذه الاية: «فلما أحسوا بأسنا إذا هم( مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا ) وارجعوا( إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ») ومساكنهم الكنوز التي غلبوا من أموال المسلمين. «منه عفى عنه» أقول: ولا يخلو مواضع من هذا الحديث من التصحيف لكن لم أظفر على المنقول منه فتركتها على حالها.

٤١٥

ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رخص في ان يقال: جيناكم جيناكم جيئونا جيئونا، فقال: كذبوا ان اللهعزوجل يقول: وما خلقنا السموات( وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) ثم قال: ويل لفلان مما يصف، رجل لم يحضر المجلس.

١٧ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ليس من باطل يقوم بإزاء حق الأغلب الحق الباطل، وذلك قول الله:( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ ) .

١٨ ـ عنه عن يعقوب بن يزيد عن رجل عن الحكم بن مسكين عن أيوب بن الحر بياع الهروي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا أيوب ما من أحد إلّا وقد يرد عليه الحق حتّى يصدع قلبه، قبله أم تركه، وذلك ان الله يقول في كتابه:( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) .

١٩ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : إنّ الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى، قال الله تعالى فيهم:( لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) وقالعزوجل : وله من في السموات والأرض ومن عنده يعنى الملائكة( لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ) .

٢٠ ـ في كتاب التوحيد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: إنّ لله تبارك وتعالى ملائكة ليس شيء من طباق أجسادهم إلّا وهو يسبح اللهعزوجل ويحمده من ناحيته بأصوات مختلفة، لا يرفعون رؤسهم إلى السماء، ولا يخفضونها إلى أقدامهم من البكاء والخشية للهعزوجل .

٢١ ـ وعن علي بن الحسينعليهما‌السلام حديث طويل في صفة خلق العرش يقول فيه: له ثمانية أركان، على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم

٤١٦

الا اللهعزوجل ،( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ) .

٢٢ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى داود بن فرقد العطار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه سئل عن الملائكة أينامون؟ فقال: ما من حي إلّا وهو ينام خلا الله وحده، والملائكة ينامون، فقلت: يقول اللهعزوجل :( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ) قال: أنفاسهم تسبح.

٢٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حديث طويل عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذكر ما راى في المعراج وفيه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثم مررنا بملائكة من ملائكة اللهعزوجل خلقهم الله كيف شاء، ووضع وجوههم كيف شاء، ليس شيء من أطباق أجسادهم إلّا وهو يسبح الله ويحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة، أصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية الله، فسألت جبرئيل عنهم فقال: كما ترى خلقوا، ان الملك منهم إلى جنب صاحبه ما كلمه قط، ولا رفعوا رؤسهم إلى ما فوقها، ولا حفظوها! إلى ما تحتها خوفا وخشوعا، فسلمت عليهم فردوا على إيماء برؤسهم، ولا ينظرون إلى من الخشوع، فقال لهم جبرئيل: هذا محمد نبي الرحمة أرسله الله إلى العباد رسولا ونبيا، وهو خاتم النبيين وسيدهم أفلا تكلموه؟ قال: فلما سمعوا ذلك من جبرئيل أقبلوا على بالسلام وأكرمونى وبشروني بالخير لي ولامتى.

٢٤ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام في وصف الملائكة: ومسبحون لا يسأمون ولا يغشاهم نوم العيون ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان ولا غفلة النسيان.

٢٥ ـ وفيه أيضا يقول فيهمعليه‌السلام : ولم تجر الفترات فيهم على طول دؤبهم(١) .

٢٦ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد اللهعليه‌السلام وكان من قول أبي عبد الله له: لا يخلو قولك: إنهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين أو يكونا ضعيفين أو يكون أحدهما قويا والاخر ضعيفا، فان

__________________

(١) الدؤوب: الجد والاجتهاد.

٤١٧

كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه وينفرد بالتدبير، وان زعمت ان أحدهما قوى والاخر ضعيف ثبت أنّه واحد كما تقول، للعجز الظاهر في الثاني، وان قلت: انهما اثنان لا يخلو من أن يكونا متفقين من كل جهة أو متفرقين من كل جهة، فلما رأينا الخلق منتظما، والفلك جاريا واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر دل صحة الأمر والتدبير وايتلاف الأمر أن المدبر واحد، ثم يلزمك ان ادعيت اثنين فلا بد من فرجة بينهما حتّى يكونا اثنين، فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما، فيلزمك ثلاثة، فان ادعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في الاثنين حتّى يكون بينهما فرجتان فيكون خمسا، ثم يتناهى في العدد إلى ما لا نهاية في الكثرة.

٢٧ ـ حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما الدليل على أن الله واحد؟ قال: اتصال التدبير وتمام الصنع كما قالعزوجل :( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) .

٢٨ ـ وباسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسنعليه‌السلام حديث طويل وفي آخره قلت: جعلت فداك بقيت مسئلة، قال: هات لله أبوك، قلت: يعلم القديم الشيء الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون؟ قال: ويحك ان مسائلك لصعبة أما سمعت الله يقول:( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) وقوله:( لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ) وقال يحكى قول أهل النار: «ارجعنا( نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ) وقال:( وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ ) فقد علم الشيء الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون.

٢٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم : واما الرد على الثنوية فقوله:( مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ ) الآية قال: لو كان الهين لطلب كل واحد منهما العلو، وإذا شاء واحد أن يخلق إنسانا شاء الاخر أن يخالفه فيخلق بهيمة، فيكون الخلق منهما على مشيتهما، واختلاف ارادتهما إنسانا وبهيمة في حالة واحدة، فهذا من أعظم المحال غير موجود ،

٤١٨

وإذا بطل هذا ولم يكن بينهما اختلاف بطل الاثنان وكان واحدا، فهذا التدبير واتصاله وقوام بعضه ببعض واختلاف الأهواء والإرادات والمشيات يدل على صانع واحد، وهو قول اللهعزوجل :( مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ) وقوله:( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) .

٣٠ ـ في كتاب الاهليلجة قال الصادقعليه‌السلام : وانه لو كان معه اله لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض، ولا فسد كل واحد منهما على صاحبه.

٣١ ـ في كتاب مصباح الزائر لابن طاوسرحمه‌الله في دعاء الحسينعليه‌السلام يوم عرفة( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) وتفطرتا.

٣٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن أذينة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك ما تقول في القضاء والقدر؟ قال: أقول: إنّ الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم.

٣٣ ـ وباسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام : يا بن رسول الله انا نرى الأطفال منهم من يولد ميتا ومنهم من يسقط غير تام، ومنهم من يولد أعمى وأخرى وأصم، ومنهم من يموت من ساعته إذا سقط إلى الأرض، ومنهم من يبقى إلى الاحتلام، ومنهم من يعمر حتّى يصير شيخا، فكيف ذلك وما وجهه؟ فقالعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى أولى بما يدبره من أمر خلقه منهم، وهو الخالق والمالك لهم فمن منعه التعمير فانما منعه ما ليس له ومن عمره فانما أعطاه ما ليس له، فهو المتفضل بما أعطى، وعادل فيما منع، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال جابر: فقلت له: يا ابن رسول الله وكيف لا يسأل عما يفعل؟ قال: لأنه لا يفعل إلّا ما كان حكمة وصوابا، وهو المتكبر الجبار والواحد القهار فمن وجد في نفسه حرجا في شيء مما قضى كفر، ومن أنكر شيئا من أفعاله جحد.

٣٤ ـ عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبقوتي أديت إلى فرائضي، وبنعمتي قويت

٤١٩

على معصيتي جعلتك سميعا بصيرا قويا( ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ، وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) ، وذلك أنّي أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك منى، وذلك أنّي لا أُسأل عما أفعل وهم يسألون.

٣٥ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى محمد بن أبي يعقوب البلخي قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام فقلت: لأي علة صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن؟ فقال: لان الله تعالى جعلها في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن، والله لا يسأل عما يفعل.

٣٦ ـ في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام حديث طويل وفيه: قال: فقلت له: يا بن رسول الله كيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقالعليه‌السلام : إنّ موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، ولم يكن لأحد أن يقول: لم فعل الله ذلك، فان الامامة خلافة اللهعزوجل ليس لأحد أن يقول: لم جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن، لان الله هو الحكيم في أفعاله( لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ) .

٣٧ ـ في كتاب علل الشرائع عن عليٍّعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه في أثنائه وقد ذكر خلقة آدم فاغترف تبارك وتعالى غرفة من الماء العذب الفرات، فصلصلها فجمدت ثم قال لها: منك أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين، والائمة المهتدين الدعاة إلى الجنة وأتباعهم إلى يوم القيامة، ولا أبالى ولا اسأل عما افعل وهم يسألون، يعنى بذلك خلقه انهم يسألهم.

٣٨ ـ في إرشاد المفيد قالرحمه‌الله وقد ذكر أبا عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام : ومما حفظ عنهعليه‌السلام من موجز القول في العدل قوله لزرارة بن أعين: يا زرارة أعطيك جملة في القضاء والقدر؟ قال له زرارة: نعم جلت فداك، قال: إذا كان يوم القيامة، وجمع الله الخلائق سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم.

٤٢٠

٣٩ ـ في مجمع البيان ( هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي ) قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يعنى بذكر من معى ما هو كائن، وبذكر من قبلي ما قد كان.

٤٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ ) قال: هو ما قالت النصارى ان المسيح ابن الله، وما قالت اليهود عزير بن الله، وقالوا في الائمة ما قالوا، فقال اللهعزوجل : سبحانه انفة له(١) بل عباد مكرمون، يعنى هؤلاء الذين زعموا انهم ولد الله، وجواب هؤلاء الذين زعموا ذلك في سورة الزمر في قولهعزوجل :( لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ ) .

٤١ ـ في عيون الاخبار في الزيارة الجامعة للائمةعليهم‌السلام المنقولة عن الجوادعليه‌السلام : السلام على الدعاة إلى الله إلى قوله: والمظهرين لأمر الله ونهيه، وعباده المكرمين الذين( لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) .

٤٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل: وفيه والزمهم الحجة بان خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده وبأن لهم أولياء تجري أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله، فهم العباد المكرمون( لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) ، قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن حل محله أصفياء الله الذين قال:( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه.

٤٣ ـ في الخرائج والجرائح في أعلام أمير المؤمنينعليه‌السلام في روايات الخاصة اختصم رجل وامرأة اليه، فعلا صوت الرجل على المرئة، فقال له علىعليه‌السلام : اخسأ وكان خارجيا، فاذا رأسه رأس الكلب، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين صحت بهذا الخارجي فصار رأسه رأس الكلب فما يمنعك عن معاوية؟ فقال: ويحك لو أشاء أن آتى بمعاوية إلى هاهنا على سريره لدعوت الله حتّى فعل، ولكن لله خزان لا على

__________________

(١) أنفة له أي تنزيه.

٤٢١

ذهب ولا فضة ولا انكار على اسرار، هذا تدبير الله أما تقرأ:( بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) .

٤٤ ـ وروى الأصبغ بن نباتة قال: كنا نمشي خلف عليٍّعليه‌السلام ومعنا رجل من قريش فقال: يا أمير المؤمنين قد قتلت الرجال وأيتمت الأطفال وفعلت وفعلت؟ فالتفت إليهعليه‌السلام وقال: اخسأ فاذا هو كلب اسود فجعل يلوذ به ويبصبص(١) فرآهعليه‌السلام فرحمه فحرك شفتيه فاذا هو رجل كما كان، فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين أنت تقدر على مثل هذا ويناويك معاوية(٢) فقال: نحن عباد مكرمون لا نسبقه بالقول ونحن بأمره عاملون.

٤٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قال الصادقعليه‌السلام : ما أتى جبرئيل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا كئيبا حزينا، ولم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون، فلما أمره الله بنزول هذه الآية:( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) نزل عليه وهو ضاحك مستبشر فقال رسول الله: ما أتيتني يا جبرئيل إلّا وتبينت الحزن في وجهك حتّى الساعة قال: نعم يا محمّد لما غرق الله فرعون قال:( آمَنْتُ أَنَّهُ لا إله إلّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) فأخذت حمأة(٣) فوضعتها في فيه، ثم قلت له:( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) وعملت ذلك من غير أمر الله خفت ان تلحقه الرحمة من الله ويعذبني الله على ما فعلت، فلما كان الآن وأمرني الله ان أؤدي إليك ما قلته أنا لفرعون امنت وعلمت ان ذلك كان لله رضى.

٤٦ ـ في مصباح شيخ الطائفة قدس‌سره في خطبة مروية عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: وان الله اختص لنفسه بعد نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله من بريته خاصة علاهم بتعليته، وسما بهم إلى رتبته، وجعلهم الدعاة بالحق إليه والأدلاء بالرشاد عليه لقرن قرن، و

__________________

(١) بصبص الكلب: تحرك بذنبه.

(٢) ناواه: عاداه.

(٣) الحمأة: الطين الأسود.

٤٢٢

زمن زمن، انشأهم في القدم قبل كل مذرو ومبرو أنوارا أنطقها بتمجيده بتحميده، وألهمها شكره وتمجيده، وجعلها الحجج على كل معترف له بملكة الربوبية وسلطان العبودية، واستنطق بها الخرسات بأنواع اللغات بخوعا له بأنه فاطر الأرضين والسموات، وأشهدهم خلقه، وولاهم ما شاء من أمره، جعلهم تراجمة مشيته وألسن إرادته، عبيدا( لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) .

٤٧ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى أبي الحسن الثالثعليه‌السلام زيارة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها يقول الزائر: يا ولى الله ان لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي إلى ربكعزوجل ، فان لك عند الله مقاما محمودا، وان لك عند الله جاها وشفاعة، وقال الله:( لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى ) . وفي الكافي مثله سواء.

٤٨ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن خالد عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أنا له الله شفاعتي، ثم قالعليه‌السلام : إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل. قال الحسين بن خالد: فقلت للرضاعليه‌السلام : يا ابن رسول الله فما معنى قول اللهعزوجل :( وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى ) ؟ قال:( لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى ) الله دينه.

٤٩ ـ في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام : قال: هذه شرائع الدين إلى أن قال: وأصحاب الحدود فساق لا مؤمنون ولا كافرون، لا يخلدون في النار، ويخرجون منها يوما والشفاعة جائزة لهم وللمستضعفين، إذا ارتضى الله دينهم.

٥٠ ـ في كتاب التوحيد حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن موسى بن جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه قلت له: يا ابن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المذنبين؟

٤٢٣

فقال: حدثني أبي عن آبائه عن عليّعليهم‌السلام قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل، قال ابن أبي عمير: فقلت له: يا ابن رسول الله كيف يكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى يقول:( وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى ) ومن يرتكب الكبيرة لا يكون مرتضى؟ فقال: يا أبا محمد ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلّا ساءه ذلك وندم عليه، وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : كفى بالندم توبة، وقالعليه‌السلام : من سرته حسنته وسائته سيئته فهو مؤمن، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن، ولم تجب له الشفاعة، وكان ظالما والله تعالى ذكره يقول:( ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ ) فقلت له: يا ابن رسول الله وكيف لا يكون مؤمنا من لم يندم على ذنب يرتكبه؟ فقال: يا أبا أحمد ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أنّه سيعاقب عليها إلّا ندم على ما ارتكب، ومتى ندم كان تائبا مستحقا للشفاعة، ومتى لم يندم عليها كان مصرا والمصر لا يغفر له، لأنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب، ولو كان مؤمنا بالعقوبة لندم، وقد قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار، واما قول اللهعزوجل :( وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى ) فإنهم( لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى ) الله دينه، والدين الإقرار بالجزاء على الحسنات والسيئات، فمن ارتضى الله دينه ندم على ما ارتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة.

٥١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم : قوله:( وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ) قال: من زعم أنّه امام وليس بإمام.

٥٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وروى ان عمرو بن عبيد وفد على محمد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام لامتحانه بالسؤال عنه، فقال له: جعلت فداك ما معنى قول الله تعالى( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) ما هذا الرتق والفتق؟ فقال أبو جعفرعليه‌السلام : كانت السماء رتقا لا ينزل القطر، وكانت الأرض رتقا لا يخرج النبات ففتق الله السماء بالقطر، وفتق الأرض بالنبات فانقطع

٤٢٤

عمرو ولم يجد اعتراضا ومضى.

٥٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خرج هشام بن عبد الملك حاجا ومعه الأبرش الكلبي، فلقيا أبا عبد اللهعليه‌السلام في المسجد الحرام فقال: هشام للأبرش: تعرف هذا؟ قال: لا، قال: هذا الذي تزعم الشيعة أنّه نبي من كثرة علمه فقال: الأبرش، لاسألنه عن مسئلة لا يجيبني فيها نبي أو وصيّ نبي، فقال هشام: وددت انك فعلت ذلك، فلقي الأبرش أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال: يا أبا عبد الله أخبرني عن قول الله:( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) فما كان رتقهما وما كان فتقهما؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا أبرش هو كما وصف نفسه،( كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) ، والماء على الهواء، والهواء لا يحد، ولم يكن يومئذ خلق غيرهما، والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد الله أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربت الماء حتّى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الأرض من تحته فقال الله تبارك وتعالى:( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ) ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء، فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتّى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر و، وأجراها في الفلك، وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر، وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب، وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للأرض أبواب وهو النبت، ولم تمطر السماء عليها فتنبت، ففتق السماء بالمطر، وفتق الأرض بالنبات وذلك قوله( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) فقال الأبرش: والله ما حدثني بمثل هذا الحديث أحد قط أعده على، فأعاد عليه وكان الأبرش ملحدا، فقال: وانا أشهد انك ابن نبي ثلاث مرات.

٥٤ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن

٤٢٥

سعيد عن محمد بن داود عن محمد بن عطية قال: قال رجل من أهل الشام لأبي جعفرعليه‌السلام يا أبا جعفر قول اللهعزوجل :( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) فقال له أبو جعفرعليه‌السلام فلعلك تزعم انهما كانتا رتقا ملتزقتان ملتصقتان ففتقت إحداهما من الاخرى؟ فقال: نعم، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : استغفر ربك فان قول اللهعزوجل :( كانَتا رَتْقاً ) يقول: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة، فتق السماء بالمطر، والأرض بنبات الحب، فقال الشامي: اشهد انك من ولد الأنبياء، وان علمك علمهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي وأبو منصور عن أبي الربيع قال حججنا مع أبي جعفرعليه‌السلام في السنة التي كان حج فيها هشام بن عبد الملك، وكان معه نافع مولى عمر بن الخطاب، فقال: يا أبا جعفر فأخبرنى عن قول اللهعزوجل :( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) قال: إنّ الله تبارك وتعالى اهبط آدم إلى الأرض وكانت السماء رتقا لا تمطر شيئا، وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب اللهعزوجل على آدم صلى الله عليه أمر السماء فتفطرت بالغمام، ثم أمرها فأرخت عزاليها(١) ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار وأثمرت الثمار، وتفيهت بالأنهار(٢) فكان ذلك رتقها وهذا فتقها، فقال نافع: صدقت يا ابن رسول الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

__________________

(١) أرخى الستر: أسد له. أرسله والعزالى جمع العزلاء: مصب الماء من الراوية وأرخى السماء عزاليها كناية عن شدة وقع المطر على التشبيه بنزوله من أفواه القرب.

(٢) أي فتحت أفوامها والقياس «تفوهت» بالواو ويحتمل كونه «تفتقت» فصحف، وفي روضة الكافي «تفهقت» من فهق الإناء: امتلأ.

٤٢٦

٥٦ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : وفتق بعد الارتتاق صوامت أبوابها.

٥٧ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام عبد الله بن بسطام قال: حدّثنا ابن إسحق ابن إبراهيم عن أبي الحسن العسكريعليه‌السلام قال: حضرته يوما وقد شكى إليه بعض، إخواننا، فقال: يا ابن رسول الله ان أهلى كثيرا يصيبهم هذا الوجع الملعون، قال: وما هو؟ قال: وجع الرأس، قال، خذ قدحا من ماء واقرأ عليه:( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ) ثم اشربه فانه لا يضره إنشاء الله تعالى.

٥٨ ـ وباسناده إلى حماد بن عيسى يرفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: إذا شكى أحدكم وجع الفخذين فليجلس في تور كبير وطست، في الماء المسخن، وليضع يده عليه وليقرأ:( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ) .

٥٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله:( وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ) قال: نسب كل شيء إلى الماء ولم ينسب الماء إلى غيره.

٦٠ ـ في تفسير العيّاشي عن شيخ من أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كنا عنده فسأله شيخ فقال: لي وجع وأنا أشرب له النبيذ ووصفه له الشيخ، فقال له: ما يمنعك من الماء «الذي جعل الله من كل شيء حي» قال: لا يوافقني، الحديث وقد كتب في النحل عند قوله تعالى:( فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ) .

٦١ ـ في مجمع البيان وروى العيّاشي باسناده إلى الحسين بن علوان قال: سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام عن طعم الماء؟ فقال: سل تفقها ولا تسأل تعنتا، طعم الماء طعم الحيوة، قال الله سبحانه:( وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) .

٦٢ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى الحسين بن علوان عن جعفرعليه‌السلام قال: كنت عنده جالسا إذ جاءه رجل فسأله عن طعم الماء وكانوا يظنون أنّه زنديق

٤٢٧

فأقبل أبو عبد اللهعليه‌السلام يضرب فيه ويصعد ثمّ قال له: ويلك طعم الماء طعم الحيوة، ان اللهعزوجل يقول:( وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ) .

٦٣ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : وقال اللهعزوجل :( وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) فلما أحيى به كل شيء من نعيم الدنيا كذلك بفضله ورحمته حيوة القلوب والطاعات.

٦٤ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام ، بعد ذكره السماوات السبع: جعل سفلاهن موجا مكفوفا، وعليا هن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا.

٦٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله:( وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً ) يعنى من الشياطين أي لا يسترقون السمع واما قولهعزوجل :( وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ ) فانه لما أخبر اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما يصيب أهل بيته بعده صلوات الله عليهم، وادعاء من ادعى الخلافة دونهم، اغتم رسول الله فأنزل اللهعزوجل :( وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَلْخَيْرِ فِتْنَةً ) أي نختبر كم( وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ ) فأعلم ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه لا بد ان تموت كل نفس.

٦٦ ـ وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه يوما وقد تبع جنازة فسمع رجلا يضحك فقال: كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي نسمع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نريهم أجداثهم، ونأكل تراثهم كأنا مخلدون بعد هم، قد نسينا كل واعظة ورمينا بكل جائحة(١) .

٦٧ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة قال: كرهت أن أسأل أبا جعفرعليه‌السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك، قلت: لا سألن مسئلة لطيفة أبلغ فيها حاجتي، فقلت: أخبرني عمن قتل أمات؟ قال: لا، الموت موت والقتل قتل، قلت: ما أحد يقتل إلّا وقد مات فقال: قول الله اصدق من قولك فرق بينهما في القرآن قال:( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ ) وقال :

__________________

(١) الجائحة: النازلة. الشدة.

٤٢٨

ـ( لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ ) وليس كما قلت يا زرارة الموت موت والقتل قتل قلت: فان الله يقول:( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ) قال: من قتل لم يذق الموت، ثم قال: لا بد من ان يرجع حتّى يذوق الموت.

٦٨ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ان أمير المؤمنينعليه‌السلام مرض فعاده إخوانه، فقالوا: كيف نجدك يا أمير المؤمنين؟ قال: بشر، قالوا: ما هذا كلام مثلك؟ قال: إنّ الله تعالى يقول: ونبلوكم بالخير والشر فتنة فالخير الصحة والغنى، والشر المرض والفقر.

٦٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ ) قال: لما أجرى في آدم الروح من قدميه فبلغت إلى ركبتيه أراد أن يقوم فلم يقدر، فقال اللهعزوجل :( خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ ) .

٧٠ ـ في مجمع البيان قيل في «عجل» ثلاثة تأويلات: منها أن آدم لما خلق وجعلت الروح في أكثر جسده وثب عجلان مبادرا إلى ثمار الجنة، وقيل: هم بالوثوب فهذا معنى قوله: «من عجل» وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٧١ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام إياك والعجلة بالأمور قبل أوانها والتساقط فيها عند إمكانها، أو اللجاجة فيها إذا تنكرت، أو الوهن عنها إذا استوضعت، فضع كل أمر موضعه، وأوقع كل عمل موقعه.

٧٢ ـ في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: مع التثبت يكون السلامة، ومع العجلة يكون الندامة، ومن ابتدأ العمل في غير وقته كان بلوغه في غير حينه.

٧٣ ـ وعن عليٍّعليه‌السلام قال في كلام طويل: لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا

٧٤ ـ في مجمع البيان ( أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها ) وقيل بموت العلماء، وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نقصانها ذهاب عالمها.

٧٥ ـ في روضة الكافي كلام لعليِّ بن الحسينعليهما‌السلام في الوعظ والزهد

٤٢٩

في الدنيا ذكرنا في هذه السورة بعضه عند قوله تعالى:( وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ ) الآية ويتصل به قولهعليه‌السلام ثم رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب، فقالعزوجل :( وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ ) فان قلتم أيها الناس ان اللهعزوجل إنّما عنى بهذا أهل الشرك فكيف ذلك وهو يقول:( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ ) اعلموا عباد الله ان أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنصب لهم الدواوين، وانما يحشرون إلى جهنم. وانما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الإسلام فاتقوا الله عباد الله.

٧٦ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله تبارك وتعالى:( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ) فهو ميزان العدل يؤخذ به الخلائق يوم القيمة، يدين الله تبارك وتعالى الخلق بعضهم من بعض بالموازين، وفي غير هذا الحديث: الموازين هم الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام ، وقولهعزوجل :( فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً ) فان ذلك خاصة.

٧٧ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى هشام قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ) قال: هم الأنبياء والأوصياء.

٧٨ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن إبراهيم الهمداني يرفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى:( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) قال: الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام .

٧٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله:( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) قال: المجازاة( وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها ) أي جازينا بها، وهي ممدودة أتينا بها، ثم حكىعزوجل قول إبراهيم لقومه وأبيه: فقال و( لَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ ) إلى قوله:( بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ) قال: فلما نهاهم إبراهيمعليه‌السلام واحتج

٤٣٠

عليهم في عبادتهم الأصنام فلم ينتهوا، فحضر عيد لهم فخرج نمرود وجميع أهل مملكته إلى عيد لهم وكره أن يخرج إبراهيم معه، فوكله ببيت الأصنام، فلما ذهبوا به عمد إبراهيمعليه‌السلام إلى طعام فأدخله بيت أصنامهم، فكان يدنو من صنم صنم فيقول له: كل فاذا لم يجبه أخذ القدوم(١) فكسر يده ورجله حتّى فعل ذلك بجميع الأصنام ثم علق القدوم في عنق الكبير منهم الذي كان في الصدر، فلما رجع الملك ومن معه من العيد نظروا إلى الأصنام مكسرة فقالوا:( مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ ) وهو ابن آزر فجاؤا به إلى نمرود، فقال نمرود لآزر: خنتني وكتمت هذا الولد عنى؟ فقال: أيها الملك هذا عمل امه وذكرت انها تقوم بحجته، فدعا نمرود أم إبراهيم فقال: ما حملك على ما كتمت أمر هذا الغلام حتّى فعل بآلهتنا ما فعل؟ فقالت: أيها الملك نظرا منى لرعيتك، قال: وكيف ذلك؟ قالت: رأيتك تقتل أولاد رعيتك فكان يذهب النسل، فقلت: إنْ كان هذا الذي تطلبه دفعته إليه ليقتله وتكف عن قتل أولاد الناس، وان لم يكن ذلك بقي لنا ولدنا وقد ظفرت به فشأنك فكف عن أولاد الناس وصوب رأيها، ثم قال لإبراهيم:( مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا ) يا إبراهيم قال إبراهيم: فعله كبير هم هذا فاسئلوهم ان كانوا ينطقون فقال الصادقعليه‌السلام : والله ما فعله كبير هم وما كذب إبراهيم، فقيل: فكيف ذلك؟ فقال: إنّما قال: فعله كبير هم هذا ان نطق، وان لم ينطق فلم يفعل كبير هم هذا شيئا، فاستشار قومه في إبراهيم فقالوا( حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ ) فقال الصادقعليه‌السلام : كان فرعون إبراهيم لغير رشده وأصحابه لغير رشدهم فإنهم قالوا لنمرود:( حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ ) وكان فرعون موسى وأصحابه لرشدهم فانه لما استشار أصحابه في موسىعليه‌السلام :( قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ ) .

فحبس إبراهيم وجمع له الحطب حتّى إذا كان اليوم الذي ألقى فيه نمرود إبراهيم

__________________

(١) القدوم: آلة النجر والبحت.

٤٣١

في النار برز نمرود وجنوده وقد كان بنى لنمرود بناء ينظر منه إلى إبراهيمعليه‌السلام كيف تأخذه النار، فجاء إبليس واتخذ لهم المنجنيق لأنه لم يقدر أحد أن يتقارب من النار، وكان الطائر إذا مر في الهواء يحترق، فوضع إبراهيم في المنجنيق وجاء أبوه فلطمه لطمة وقال له: ارجع عما أنت عليه، وأنزل الرب تبارك وتعالى ملئكة إلى السماء الدنيا ولم يبق شيء إلّا طلب إلى ربه، وقالت الأرض: يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره فيحرق؟ وقال الملائكة: يا رب خليلك إبراهيم يحرق؟ فقال اللهعزوجل : أنّه ان دعاني كفيته، وقال جبرئيل: يا رب خليلك إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره سلطت عليه عدوه يحرقه بالنار؟ فقال: اسكت إنّما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت، هو عبدي آخذه إذا شئت، فان دعاني أجبته فدعا إبراهيمعليه‌السلام ربه بسورة الإخلاص: يا الله يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد نجني من النار برحمتك، قال: فالتقى معه جبرئيل في الهواء وقد وضع في المنجنيق، فقال: يا إبراهيم هل لك إلى من حاجة؟ فقال إبراهيمعليه‌السلام : اما إليك فلا، واما إلى رب العالمين فنعم، فدفع إليه خاتما عليه مكتوب لا إله إلّا الله محمد رسول الله ألجأت ظهري إلى الله، وأسندت أمرى إلى الله، وفوضت أمري إلى الله، فأوحى اللهعزوجل إلى النار: كوني بردا فاضطربت أسنان إبراهيم من البرد حتّى قال: وسلاما على إبراهيم وانحط جبرئيلعليه‌السلام وجلس معه يحدثه في النار ونظر نمرود فقال: من اتخذ إلها فليتخذ مثل اله إبراهيم، فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود: إنّي عزمت على النار ان لا تحرقه، فخرج عمود من النار نحو الرجل فأحرقه فآمن له لوط، فخرج مهاجرا إلى الشام، ونظر نمرود إلى إبراهيمعليه‌السلام في روضة خضراء في النار مع شيخ يحدثه فقال لآزر: يا آزر ما أكرم ابنك على ربه قال: وكان الوزغ ينفخ في نار إبراهيم، وكان الضفدع(١) يذهب بالماء ليطفئ به النار، قال: ولما قال اللهعزوجل للنار( كُونِي بَرْداً وَسَلاماً ) ، لم تعمل

__________________

(١) الضفدع: دابة مائية دقيقة العظام وهي كثيرة الأنواع وبالفارسية «غوك».

٤٣٢

النار في الدنيا ثلاثة أيام، ثم قال اللهعزوجل :( وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ ) فقال اللهعزوجل :( وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ ) إلى الشام وسواد الكوفة.

٨٠ ـ في مجمع البيان وروى العيّاشي بالإسناد عن الأصبغ بن نباتة أنّ عليّاعليه‌السلام مر بقوم يلعبون بالشطرنج، فقال:( ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ ) ؟.

٨١ ـ في عوالي اللئالى وانهصلى‌الله‌عليه‌وآله مر بقوم يلعبون بالشطرنج فقال:( ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ ) ؟.

٨٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين: فان هذا إبراهيم حد أصنام قومه غضبا للهعزوجل قال له علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله قد نكس عن الكعبة ثلاثمائة وستين صنما، ونفاها من جزيرة العرب، وأذل من عبدها بالسيف، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٣ ـ في عيون الاخبار في باب جمل من أخبار موسى بن جعفرعليهما‌السلام مع هارون الرشيد ومع موسى المهدي حديث طويل وفيه قال (ع) لما قال له هارون: كيف تكون ذرية رسول الله وأنتم أولاد ابنته؟ بعد ما نقلعليه‌السلام آية المباهلة، واحتج بها على ان العلماء قد اجمعوا على ان جبرئيل قال يوم أحد: يا محمّد ان هذه لهي المواساة من على، قال: لأنه منى وانا منه، فقال جبرئيل وانا منكما يا رسول الله ثم قال: لا فتى إلّا عليٌّ لا سيف إلّا ذو الفقار، فكان كما مدح اللهعزوجل خليلهعليه‌السلام إذ يقول:( فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ ) انا معشر بنى عمك نفتخر بقول جبرئيل أنّه منا.

٨٤ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى صالح بن سعيد عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ثم قال: سألته عن قول اللهعزوجل في قصة إبراهيم:( قالَ بَلْ فَعَلَهُ

٤٣٣

كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ) قال: ما فعله كبير هم وما كذب إبراهيمعليه‌السلام فقلت: وكيف ذاك؟ قال: إنّما قال إبراهيم:( فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ) فكبيرهم فعل، وان لم ينطقوا فلم يفعل كبير هم شيئا فما نطقوا وما كذب إبراهيمعليه‌السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٥ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد عن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن الحسن الصيقل قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : انا قد روينا عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول يوسف:( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ) فقال: والله ما سرقوا وما كذب، وقال إبراهيم:( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ) فقال: والله ما فعلوا وما كذب، قال فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما عند كم يا صيقل؟ قال: قلت: ما عندنا فيها إلّا التسليم، قال: فقال: إنّ الله أحب اثنين وأبغض اثنين: أحب الخطو فيما بين الصفين، وأحب الكذب في الإصلاح، وأبغض الخطو في الطرقات، وأبغض الكذب في غير الإصلاح ان إبراهيمعليه‌السلام إنّما قال:( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا ) ارادة الإصلاح، ودلالة على انهم لا يفعلون، وقال يوسف ارادة الإصلاح.

٨٦ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن ثعلبة عن معمر ابن عمرو عن عطاء عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا كذب على مصلح ثم تلا:( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ) قال: والله ما سرقوا وما كذب، ثم تلا:( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ) ثم قال: والله ما فعلوه وما كذب.

٨٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الكلام ثلاثة: صدق وكذب وإصلاح بين الناس.

٨٨ ـ في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن أبي بصير قال: قيل لابي جعفرعليه‌السلام وانا عنده: إنّ سالم بن أبي حفصة وأصحابه يروون عنك انك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج؟

٤٣٤

فقال: ما يريد سالم منى؟ أيريد ان أجيء بالملائكة، والله ما جاءت بهذا النبيون، ولقد قال إبراهيمعليه‌السلام :( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا ) وما فعله وما كذب.

٨٩ ـ وفي حديث أبي حمزة الثمالي أنّه دخل عبد الله بن عمر على زين العابدينعليه‌السلام وقال: يا ابن الحسين أنت الذي تقول: إنّ يونس بن متى إنّما لقى من الحوت ما لقى لأنه عرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها؟ قال: بلى ثكلتك أمك، قال: فأرنى آية ذلك ان كنت من الصادقين؟ فأمر بشد عينيه بعصابة وعيني بعصابة، ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا، فاذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه، فقال ابن عمر: يا سيدي دمي في رقبتك الله الله في نفسي! فقال: هنيئة وأريه ان كنت من الصادقين؟ ثم قال: يا أيتها الحوت، قال: فاطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول: لبيك لبيك يا ولى الله، فقال: من أنت؟ قال: حوت يونس يا سيدي، قال: ايتنا بالخبر، قال: يا سيدي ان الله تعالى لم يبعث نبيا من آدم إلى ان صار جدك محمد إلّا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المصيبة، وما لقى نوح من الغرق، وما لقى إبراهيم من النار، وما لقى يوسف من الجب، وما لقى أيوب من البلاء، وما لقى داود من الخطيئة، إلى ان بعث الله يونس، فأوحى الله اليه: أنْ يا يونس تول أمير المؤمنين.

٩٠ ـ في عيون الاخبار عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل وفيه قالعليه‌السلام وان إبراهيمعليه‌السلام لما وضع في المنجنيق غضب جبرئيل، فأوحى الله تعالى اليه: ما يبغضك يا جبرئيل؟ فقال: خليلك ليس من يعبدك على وجه الأرض غيره سلطت عليه عدوك وعدوه؟ فأوحى اللهعزوجل : اسكت إنّما يعجل الذي يخاف الفوت مثلك فاما انا فانه عبدي آخذه إذا شئت، قال: فطابت نفس جبرئيل فالتفت إلى إبراهيمعليه‌السلام فقال: هل لك من حاجة؟ قال: اما إليك فلا، فأهبط اللهعزوجل عندها خاتما فيه ستة أحرف: لا إله إلّا الله محمد رسول الله لا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم، فوضت

٤٣٥

أمرى إلى الله أسندت ظهري إلى الله حسبي الله، فأوحى الله جل جلاله اليه: أنْ تختم بهذا الخاتم فانى أجعل النار عليك بردا وسلاما.

في كتاب الخصال عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام مثله سواء.

٩١ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن يوم الأربعاء والتطير منه وثقله وأى أربعاء هو؟ فقالعليه‌السلام : آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل ويوم الأربعاء القى إبراهيمعليه‌السلام في النار ويوم الأربعاء وضعوه في المنجنيق.

٩٢ ـ في كتاب الخصال عن داود بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن قتل ستة: النخلة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد والخطاف، إلى أن قالعليه‌السلام : واما الضفدع فانه لما أضرمت النار على إبراهيم شكت هوام الأرض إلى الله تعالى، واستأذنته ان تصب عليها الماء، فلم يأذن الله لشيء منها إلّا الضفدع، فاحترق ثلثاه وبقي الثلث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبان بن تغلب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه القائمعليه‌السلام وفيه: فاذا نشر راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انحط عليه ثلاثة عشر ألف ملك، وثلاثة عشر ملكا، كلهم ينظرون القائمعليه‌السلام ، وهم الذين كانوا مع نوحعليه‌السلام في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيمعليه‌السلام حيث ألقى في النار.

٩٤ ـ وباسناده إلى مفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: سمعته يقول أتدري ما كان قميص يوسفعليه‌السلام ؟ قال: قلت: لا، قال: إنّ إبراهيمعليه‌السلام لما أوقدت له النار نزل إليه جبرئيل بالقميص، وألبسه إياه، فلم يضر معه حر ولا برد، والحديث، طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٣٦

٩٥ ـ في مجمع البيان وروى الواحدي بالإسناد مرفوعا إلى أنس بن مالك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ان نمرود الجبار لما القى إبراهيم في النار نزل إليه جبرئيل بقميص من الجنة وطنفسة من الجنة(١) فألبسه القميص، وأقعده على الطنفسة وقعد معه يحدثه.

٩٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن هلال قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لما القى إبراهيمعليه‌السلام في النار تلقاه جبرئيل في الهواء وهو يهوى، فقال: يا إبراهيم ألك حاجة؟ فقال: اما إليك فلا.

٩٧ ـ وباسناده إلى محمد بن اورمة عن الحسن بن عليّ عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما القى إبراهيم في النار اوحى اللهعزوجل إليها: وعزتي وجلالي لئن آذيته لأعذبنك، وقال: لما قال اللهعزوجل :( يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ ) ما انتفع أحد بها ثلثة أيام وما سخنت ماءهم.

٩٨ ـ في أصول الكافي إسحق قال: حدثني الحسن بن ظريف قال: اختلج في صدري مسئلتان أردت الكتاب فيهما إلى أبي محمّدعليه‌السلام فكتبت أسأله عن القائم إذا قام بما يقضى واين مجلسه الذي يقضى فيه بين الناس؟ وأردت ان أسأله عن شيء لحمى الربع فأغفلت خبر الحمى، فجاء الجواب: سألت عن القائم إذا قام، قضى بين الناس بعلمه كقضاء داودعليه‌السلام . لا يسأل البينة، وكنت أردت ان تسأل الحمى الربع فأنسيت فاكتب في ورقة وعلقه على المحموم فانه يبرأ بإذن الله ان شاء الله:( يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ ) فعلقنا عليه ما ذكر أبو محمدعليه‌السلام فأفاق.

٩٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : قولنا ان إبراهيم خليل الله فانما هو مشتق من الخلة، والخلة إنّما معناها الفقر والفاقة، وقد كان خليلا إلى ربه فقيرا واليه منقطعا، وعن غيره متعففا معرضا مستغنيا، وذلك لما أريد قذفه في النار فرمى به في المنجنيق، فبعث اللهعزوجل إلى جبرئيلعليه‌السلام وقال له: أدرك عبدي، فجاءه فلقيه في الهواء فقال

__________________

(١) الطنفسة: البساط.

٤٣٧

: كلفنى ما بدا لك فقد بعثني الله لنصرتك فقال: بل حبسي الله ونعم الوكيل إنّي لا اسأل غيره، ولا حاجة إلّا إليه فسمى خليله أي فقيره ومحتاجه، والمنقطع إليه عمن سواه.

١٠٠ ـ وعن معمر بن راشد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ إبراهيمعليه‌السلام لما القى في النار قال: أللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما أنجيتنى منها، فجعلها الله عليه بردا وسلاما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠١ ـ وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبار هم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فان إبراهيم قد أسلمه قومه على الحريق فصبر فجعل اللهعزوجل النار عليه بردا وسلاما فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك؟ قال له علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله لما نزل بخيبر سمته الخيبرية، فصير الله السم في جوفه بردا وسلاما إلى منتهى أجله، فالسم يحرق إذا استقر في الجوف، كما ان النار تحرق فهذا من قدرته لا تنكره(١) .

١٠٢ ـ في روضة الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن حجر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خالف إبراهيم صلى الله عليه قومه وعاب آلهتهم، إلى قوله: فلما تولوا عنه مدبرين إلى عيد لهم، دخل إبراهيم صلى الله عليه إلى آلهتهم بقدوم فكسرها إلّا كبيرا لهم، ووضع القدوم في عنقه، فرجعوا إلى آلهتهم فنظروا إلى ما صنع بها، فقالوا: لا والله ما اجترى عليها ولا كسرها الا الفتى الذي

__________________

(١) «في كتاب الرجعة لبعض المعاصرين عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام لأصحابه قبل أن يقتل: قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لي: يا بنى انك ستساق إلى العراق وهي أرض قد التقى فيها النبيون وأوصياء النبيين، وهي أرض تدعى غمروا، وانك تستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون الم مس الحديد، وتلا( يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً ) يكون الحرب عليك وعليهم بردا وسلاما والحديث طويل أحذنا منه موضع الحاجة.» منه (ره)

٤٣٨

كان يعيبها ويبرأ منها، فلم يجدوا له قتلة أعظم من النار، فجمع له الحطب واستجادوه حتّى إذا كان اليوم الذي يحرق فيه برز له نمرود وجنوده وقد بنى له بناء لينظر إليه كيف تأخذه النار. ووضع إبراهيمعليه‌السلام في منجنيق وقالت الأرض: يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره يحرق بالنار؟ قال الرب: إنْ دعاني كفيته.

فذكر أبان عن محمد بن مروان عمن رواه عن أبي جعفرعليه‌السلام أن دعاء إبراهيم صلى الله عليه يومئذ كان: يا أحد يا أحد يا صمد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ثم قال: توكلت على الله، فقال الرب تبارك وتعالى: كفيت، فقال للنار:( كُونِي بَرْداً ) قال: فاضطربت أسنان إبراهيم صلى الله عليه من البرد حتّى قال اللهعزوجل :( وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ ) وانحط جبرئيلعليه‌السلام فاذا هو جالس مع إبراهيم يحدثه في النار، قال نمرود: من اتخذ إلها فليتخذ مثل اله إبراهيم، قال: فقال عظيم من عظمائهم: إنّي عزمت على النار ان لا تحرقه، فأخذ عنق من النار نحوه حتّى أحرقه، قال: فآمن له لوط فخرج مهاجرا إلى الشام هو وسارة ولوط.

١٠٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم بن أبي زياد الكرخي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ إبراهيم صلى الله عليه لما كسر أصنام نمرود أمر به نمرود، فأوثق وعمل له حيرا(١) وجمع له فيه الحطب وألهب فيه النار، ثم قذف إبراهيم صلى الله عليه في النار لتحرقه، ثم اعتزلوها حتّى خمدت النار، ثم أشرفوا على الحير فاذا هم بإبراهيمعليه‌السلام سليما مطلقا من وثاقه، فأخبر نمرود خبره فأمر أن ينفوا إبراهيم من بلاده وان يمنعوه من الخروج بماشيته وماله، فحاجهم إبراهيم عند ذلك، فقال: إنْ أخذتم ماشيتي ومالي فحقى عليكم أن تردوا على ما ذهب من عمرى في بلادكم، واختصموا إلى قاضى نمرود وقضى على إبراهيم ان يسلم إليهم جميع ما أصاب في بلادهم، وقضى على أصحاب نمرود ان يردوا على إبراهيم صلى الله عليه ما ذهب من عمره في بلادهم، فأخبر بذلك نمرود فأمر هم ان يخلوا سبيله و

__________________

(١) الحير: شبه الحظيرة.

٤٣٩

سبيل ماشيته وماله وأن يخرجوه، وقال: إنّه ان بقي في بلاد كم أفسد دينكم وأضرّ بآلهتكم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٤ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن عيسى بن محمد عن علي بن مهزيار عن أحمد بن محمد البزنطي عن يحيى بن عمران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل : ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة قال: ولد الولد نافلة.

١٠٥ ـ في عيون الاخبار عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل في وصف الامامة والامام وذكر فضل الامام يقول فيهعليه‌السلام : ثم أكرمه اللهعزوجل بأن جعلها في ذريته وأهل الصفوة والطهارة فقالعزوجل :( وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ ) فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا قرنا حتّى ورثها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال الله جل جلاله:( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) فكانت خاصة، فقلدهاصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاعليه‌السلام بأمر اللهعزوجل على رسم ما فرض الله تعالى، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان، بقوله تعالى:( قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إلى يَوْمِ الْبَعْثِ ) فهي في ولد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

في أصول الكافي مثله سواء.

١٠٦ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه‌الله نقلا عن تفسير أبي العباس ابن عقدة عثمان بن عيسى عن المفضل عن جابر قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما الصبر الجميل؟ قال: ذاك صبر ليس شكوى إلى الناس، ان إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان عابد من العباد في حاجة، فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم فوثب إليه فاعتنقه وقال: مرحبا بك يا خليل الرحمن، فقال يعقوب: لست بإبراهيم ولكني

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643