القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ١

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام10%

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 574

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 574 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 52134 / تحميل: 7201
الحجم الحجم الحجم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ١

مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


تحميل الكتاب القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام ، آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه ، شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

ومحمّد بن أحمد، عن أبإنّ الأَحمر، عن عبد الرحمن بن أبي عبدالله قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجّل: ( لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ ، حَتَّى تَسْتَأَنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ) (١) قال: الاستئناس وقع النعل والتسليم.

[ ١٥٦٩٦ ] ٢ - وعن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجّل( فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) (٢) الآية، قال: هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل ثم يردّون عليه فهو سلامكم على أنفسكم.

[ ١٥٦٩٧ ] ٣ - عليّ بن إبراهيم في( تفسيره) قال: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا دخل الرجل منكم بيته فإن كان فيه أحد يسلم عليهم، وإنّ لم يكن فيه أحد فليقل: السلام علينا من عند ربّنا، يقول الله: تحيّة من عند الله مباركة طيبة.

٥١ - باب من ينبغي الاختلاف إلى أبوابهم

[ ١٥٦٩٨ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال) عن أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن عليّ بن

____________________

(١) النور ٢٤: ٢٧.

٢ - معاني الأخبار: ١٦٢ / ١.

(٢) النور ٢٤: ٦١.

٣ - تفسير القمي ٢ /: ١٠٩.

وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ١٥ من أبواب أحكام المساكن.

الباب ٥١

فيه حديث واحد

١ - الخصال: ٤٢٦ / ٣.

٨١

الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن مروإنّ بن مسلم، عن ثابت بن أبي صفية، عن سعد الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : كانت الحكماء فيما مضى من الدهر تقول: ينبغي إنّ يكون الاختلاف إلى الأَبواب لعشرة أوجه:

أوّلها بيت الله عزّ وجّل لقضاء نسكه والقيام بحقّه وأداء فرضه.

والثاني أبواب الملوك الذين طاعتهم متّصلة بطاعة الله وحقّهم واجب، ونفعهم عظيم، وضررهم (١) شديد.

والثالث أبواب العلماء الذين يستفاد منهم علم الدين والدنيا.

والرابع ابواب أهل الجود والبذل الذين ينفقون أموالهم التماس الحمد ورجاء الآخرة.

والخامس أبواب السفهاء الذين يحتاج إليهم في الحوادث ويفزغ إليهم في الحوائج.

والسادس أبواب من يتقرب إليه من الأشراف لالتماس الهبة والمروة والحاجة.

والسابع أبواب من يرتجى عندهم النفع في الرأي والمشورة وتقوية الحزم وأخذ الأُهبة لما يحتاج إليه.

والثامن أبواب الإِخوان لما يجب من مواصلتهم ويلزم من حقوقهم.

والتاسع أبواب الأَعداء، الذين تسكن(٢) بالمداراة غوائلهم، وتدفع بالحيل والرفق واللطف والزيارة عداوتهم.

____________________

(١) في المصدر: وضرّهم.

(٢) في المصدر: التي تسكن.

٨٢

والعاشر أبواب من ينتفع بغشيانهم ويستفاد منهم حسن الأدب ويونس بمحادثتهم.

٥٢ - باب استحباب التسليم عند القيام من المجلس

[ ١٥٦٩٩ ] ١ - عبدالله بن جعفر الحميري في( قرب الإسناد) عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) (١) إنّ النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: إذا قام الرجل من مجلس(٢) فليودّع إخوانه بالسلام، فإن أفاضوا في خير كان شريكهم، وإنّ أفاضوا في باطل كان عليهم دونه.

[ ١٥٧٠٠ ] ٢ - الحسن الطبرسي في( مكارم الأخلاق) عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: أذا قام أحدكم من مجلسه منصرفاً فليسلم ليست الأُولى بأولى من الأُخرى.

٥٣ - باب جواز التسليم على الذمي والدعاء له مع الحاجة اليه

[ ١٥٧٠١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأَبي الحسن( عليه‌السلام ) (٣) : أرأيت إنّ احتجت إلى طبيب وهو نصراني

____________________

الباب ٥٢

فيه حديثان

١ - قرب الإسناد: ٢٢.

(١) في المصدر زيادة: عن أبيه.

(٢) في المصدر: من مجلسه.

٢ - مكارم الأخلاق: ٢٦.

الباب ٥٣

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٧٥ / ٨، وأورده عن العلل وقرب الإِسناد والسرائر في الحديث ١ من الباب ٤٦ من أبواب الدعاء.

(٣) في المصدر: أبي الحسن موسى (عليه‌السلام )

٨٣

أُسلّم عليه وأدعو له؟ قال: نعم، أنّه لا ينفعه دعاؤك.

وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج مثله (١) .

[ ١٥٧٠٢ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن محمّد بن عرفة، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: قيل لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : كيف أدعو لليهودي والنصراني؟ قال: تقول: بارك الله لك في دنياك.

٥٤ - باب جواز مكاتبة المسلم لأهل الذمة والابتداء بأسمائهم والتسليم عليهم في المكاتبة مع الحاجة

[ ١٥٧٠٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في الرجل يكتب إلى رجل من عظماء عمال المجوس فيبدأ باسمه قبل اسمه، فقال: لا بأس إذا فعل ذلك لاختيار المنفعة.

[ ١٥٧٠٤ ] ٢ - وعن أحمد بن محمّد الكوفي، عن عليّ بن الحسن، عن عليّ بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي بصير قال: سئل أبو عبدالله( عليه‌السلام ) عن الرجل تكون له الحاجة إلى المجوسي أو إلى

____________________

(١) الكافي ٢: ٤٧٥ / ٧.

٢ - الكافي ٢: ٤٧٥ / ٩.

وتقدّم ما يدلّ على تحريم السلام على الكفار في الباب ٤٩ من هذه الأبواب.

ويأتي ما يدلّ على ذلك في الحديث ٢ من الباب ٥٤ من هذه الأبواب.

الباب ٥٤

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٧٦ / ٢.

٢ - الكافي ٢: ٤٧٦ / ١.

٨٤

اليهودي أو إلى النصراني أو إنّ يكون عاملاً أو دهقاناً من عظماء أهل أرضه فيكتب إليه الرجل في الحاجة العظيمة، أيبدأ بالعلج ويسلم عليه في كتابه وإنما يصنع ذلك لكي تُقضى حاجته؟ فقال: أمّا إن تبدأ به فلا، ولكن تسلّم عليه في كتابك، فإنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كان يكتب إلى كسرى وقيصر.

٥٥ - باب استحباب السلام على الخضر ( عليه‌السلام ) كلما ذكر

[ ١٥٧٠٥ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب( إكمال الدين) عن المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن جعفر بن أحمد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا( عليه‌السلام ) يقول، إنّ الخضر شرب من ماء الحياة فهو حيّ لا يموت حتّى ينفخ في الصور، وأنّه ليأتينا فيسلّم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه وإنّه ليحضر حيث ذكر ومن ذكره منكم فليسلّم عليه الحديث.

٥٦ - باب استحباب الاغضاء عن الإِخوان وترك مطالبتهم بالإِنصاف

[ ١٥٧٠٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

____________________

الباب ٥٥

فيه حديث واحد

١ - كمال الدين: ٣٩٠ / ٤.

الباب ٥٦

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧٦ / ١.

٨٥

محمّد، عن عبدالله بن محمّد الحجال، عن ثعلبة بن ميمون، عمّن ذكره عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان عنده قوم يحدّثهم إذ ذكر رجل منهم رجلاً فوقع فيه وشكاه، فقال له أبو عبدالله( عليه‌السلام ) وأنّى لك بأخيك كلّه، وأيّ الرجال المهذب.

[ ١٥٧٠٧ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، ومحمّد بن سنان، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا تفتش النّاس فتبقى بلا صديق.

[ ١٥٧٠٨ ] ٣ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( مجالسه) عن أبيه، عن أبي محمّد الفحام، عن محمّد بن حسن النقّاش، عن إبراهيم بن عبدالله، عن الضحّاك بن مخلّد قال: سمعت الصادق( عليه‌السلام ) يقول: ليس من الإنصاف مطالبة الإِخوان بالإنصاف.

٥٧ - باب استحباب تسميت العاطس المسلم وإنّ بعد

[ ١٥٧٠٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جرّاح المدائني قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : للمسلم على أخيه المسلم من الحقّ أن يسلّم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، وينصح له إذا غاب، ويسمّته إذا عطس، يقول: الحمد لله ربّ العالمين لا شريك له، ويقول: يرحمك الله، فيجيب (١) يقول له:

____________________

٢ - الكافي ٢: ٤٧٦ / ٢.

٣ - أمالي الطوسي ١: ٢٨٦.

الباب ٥٧

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧٧ / ١.

(١) في المصدر: فيجيبه.

٨٦

يهديكم الله ويصلح بالكم، ويجيبه إذا دعاه، ويتبعه إذا مات.

[ ١٥٧١٠ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إذا عطس الرجل فسمتوه ولو كان من وراء جزيرة.

[ ١٥٧١١ ] ٣ - قال: وفي رواية أخرى: ولو من وراء البحر.

[ ١٥٧١٢ ] ٤ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلى بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن مثنّى، عن إسحاق بن يزيد ومعمّر بن أبي زياد وابن رئاب قالوا: كنّا جلوساً عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إذ عطس رجل فما رد عليه أحد من القوم شيئاً حتّى ابتدأ هو فقال: سبحان الله ألاسمتم إنّ من حق المسلم على المسلم إنّ يعوده إذا اشتكى، وإنّ يجيبه إذا دعاه وأن يشهده إذا مات، وأن يسمّته اذا عطس.

[ ١٥٧١٣ ] ٥ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضّال، عن جعفر بن محمّد بن يونس (١) ، عن داود بن الحصين قال: كنّا عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فأحصيت في البيت أربعة عشر رجلاً، فعطس أبو عبدالله( عليه‌السلام ) فما تكلّم أحد من القوم، فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ألا تسمّتون(٢) ؟ فرض المؤمن على المؤمن(٣) إذا مرض أن

____________________

٢ - الكافي ٢: ٤٧٧ / ٢.

٣ - الكافي ٢: ٤٧٧ / ذيل حديث ٢.

٤ - الكافي ٢: ٤٧٨ / ٣.

٥ - الكافي ٢: ٤٧٨ / ٧، وأورد نحوه عن مصادقة الإِخوان في الحديث ١٥ من الباب ١٢٢ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر: جعفر بن يونس

(٢) في المصدر زيادة: ألا تسمّتون.

(٣) في المصدر: من حق المؤمن على المؤمن.

٨٧

يعوده، وإذا مات أن يشهد جنازته، وإذا عطس أن يسمّته، أو قال يشمّته، وإذا دعاه إنّ يجيبه.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٥٨ - باب كيفية التسميت والرد

[ ١٥٧١٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف قال: كان أبوجعفر( عليه‌السلام ) إذا عطس فقيل له: يرحمك الله، قال: يغفر الله لكم ويرحمكم، وإذا عطس عنده إنسإنّ قال: يرحمك الله عزّ وجّل

[ ١٥٧١٥ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن عبدالله بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا عطس الرجل فليقل: الحمد لله لا شريك له، وإذا سميت (٢) الرجل فليقل: يرحمك الله، وإذا ردّ فليقل: يغفر الله لك ولنا، فإن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) سُئل عن آية أو شيء فيه ذكر الله، فقال: كلما ذكر الله عزّ وجّل فيه فهو حسن.

[ ١٥٧١٦ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال) بإسناده الآتي (٣)

____________________

(١) يأتي في الأبواب ٥٨ و ٥٩ و ٦١ وفي الحديث ١ من الباب ٦٣ وفي الأحاديث ٩ و ١٥ و ٢١ و ٢٤ من الباب ١٢٢ من هذه الأبواب.

الباب ٥٨

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ١١.

٢ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ١٣.

(٢) في المصدر: وإذا سمَّتَ.

٣ - الخصال: ٦٣٣.

(٣) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز ( ر ).

٨٨

عن عليّ( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال: إذاعطس احدكم فسمّتوه قولوا: يرحمكم الله، وهو يقول: يغفر الله لكم ويرحمكم، قال الله عزّ وجّل: ( وَإِذَا حُيّيِتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) (١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

٥٩ - باب جواز تسميت الصبي المرأة إذا عطست

[ ١٥٧١٧ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب( إكمال الدين) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه وأحمد بن محمّد بن يحيى (٣) ، عن الحسين بن عليّ النيسابوري، عن إبراهيم بن محمّد العلويّ، عن السياري (٤) ، عن نسيم خادم أبي محمّد( عليه‌السلام ) قالت: قال لي صاحب الزمان( عليه‌السلام ) وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست عنده، فقال لي: يرحمك الله، ففرحت بذلك، فقال لي: إلّا أبشرك في العطاس؟ قلت: بلى، فقال: هو أمإنّ من الموت ثلاثة أيّام.

وعن المظفّر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن آدم بن محمّد، عن عليّ بن الحسن الدقاق، عن إبراهيم بن محمّد العلوي مثله (٥) .

____________

(١) النساء ٤: ٨٦.

(٢) تقدم في الحديث ١ من الباب ٥٧ من هذه الأبواب.

ويأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ٥٩ من هذه الأبواب.

الباب ٥٩

فيه حديث واحد

١ - أكمال الدين: ٤٣٠ / ٥.

(٣) في المصدر زيادة: محمّد بن يحيى العطار

(٤) « عن السيّاري »: ليس في المصدر.

(٥) أكمال الدين: ٤٤١ / ١١.

٨٩

٦٠ - باب استحباب العطاس وكراهة العطسة القبيحة وما زاد على الثلاث

[ ١٥٧١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سمعت الرضا( عليه‌السلام ) يقول: التثاؤب من الشيطان، والعطسة من الله عزّ وجّل.

[ ١٥٧١٩ ] ٢ - وعنه عن محمّد بن موسى، عن يعقوب بن يزيد، عن عثمإنّ بن عيسى، عن عبد الصمد بن بشير، عن حذيفة بن منصور قال: قال العطاس ينفع في البدن كلّه ما لم يزد على الثلاث، فإذا زاد على الثلاث فهو داء وسقم.

[ ١٥٧٢٠ ] ٣ - وعن أحمد بن محمّد الكوفي، عن عليّ بن الحسن، عن عليّ بن اسباط، عن عمّه يعقوب بن سالم، عن أبي بكر الحضرمي قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجّل: ( إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) (١) قال: العطسة القبيحة.

[ ١٥٧٢١ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن رجل من العامّة عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: العطسة تخرج من جميع البدن كما إنّ النطفة تخرج من جميع البدن، ومخرجها من الأحليل أما رأيت الإِنسان إذا عطس نفض اعضاؤه؟

____________________

الباب ٦٠

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧٨ / ٥، وأورده في الحديث ١ من الباب ١١ من أبواب القواطع.

٢ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ٢٠.

٣ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ٢١.

(١) لقمان ٣١: ١٩.

٤ - الكافي ٢: ٤٨١ / ٢٣.

٩٠

وصاحب العطسة يأمن الموت سبعة أيام(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدل عليه(٣) .

٦١ - باب استحباب تكرار التسميت ثلاثا عند توالي العطاس من غير زيادة

[ ١٥٧٢٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محسن بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا عطس الرجل ثلاثاً فسمّته ثمّ اتركه.

[ ١٥٧٢٣ ] ٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن وهب بن منبّه، عن جعفر بن محمّد، عن ابيه ( عليهما‌السلام ) ، أنّ عليّاً( عليه‌السلام ) قال: يُسمّت العاطس ثلاثا فما فوقها فهو ريح.

____________________

(١) قد تقدم أن العطاس أمإنّ من الموت ثلاثة أيام، ويمكن الجمع باختلاف الأشخاص في الشباب والشيب واختلاف العطاس، ويحتمل حمل أحدهما على التقية والأقرب أنه حديث السبعة، لأنّ روايه عامي والتقية من صاحب الزمان (عليه‌السلام ) بعيدة نادرة، ثمّ إنّ العطاس قسمان:

اختياري باعتبار القدرة على أسبابه من مقابلة الشمس وشم بعض الأدوية وغير ذلك والقدرة على منعه كاستعمال دواء أو العض على الأضراس.

ومنه ما ليس باختياري، والتكليف يتعلق بالأول ( منه. قدّه ).

(٢) تقدم ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ٥٩ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ٦١ من هذه الأبواب.

الباب ٦١

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٨١ / ٢٧.

٢ - الخصال: ١٢٦ / ١٢٤.

٩١

[ ١٥٧٢٤ ] ٣ - قال - وفي حديث آخر -: إذا زاد العاطس على ثلاثة قيل له: شفاك الله، لأَن ذلك من علّة.

٦٢ - باب استحباب التحميد لمن عطس أو سمعه ووضع الإِصبع على الأَنف

[ ١٥٧٢٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد قال: سألت العالم( عليه‌السلام ) عن العطسة، وما العلّة في الحمد لله عليها؟ فقال: إنّ لله نعماً على عبده في صحّة بدنه وسلامة جوارحه، وإنّ العبد ينسى ذكر الله عزّ وجّل على ذلك، وإذا نسي أمر الله الريح فتجاز (١) في بدنه ثمّ يخرجها من أنفه، فيحمد الله على ذلك فيكون حمده على ذلك شكراً لما نسي.

[ ١٥٧٢٦ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ أو غيره، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: عطس غلام لم يبلغ الحلم عند النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فقال: الحمد لله، فقال له النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : بارك الله فيك.

[ ١٥٧٢٧ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن الحسين بن نعيم، عن مسمع بن عبد الملك قال: عطس

____________________

٣ - الخصال: ١٢٧ / ١٢٥.

الباب ٦٢

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧٨ / ٦.

(١) في المصدر: فتجاوز.

٢ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ١٢.

٣ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ١٤.

٩٢

أبو عبدالله( عليه‌السلام ) فقال: الحمد لله رب العالمين، ثمّ جعل اصبعه على أنفه، فقال: رغم انفي لله رغماً داخراً.

[ ١٥٧٢٨ ] ٤ - وعنه، عن أحمد بن محمّد وغيره عن ابن فضّال، عن بعض أصحابه، عن أبى عبدالله( عليه‌السلام ) قال: في وجع الأَضراس ووجع الاذان: إذا سمعتم من يعطس فابدؤوه بالحمد.

[ ١٥٧٢٩ ] ٥ - وعن أبي عليّ الأَشعري، عن محمّد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن محمّد بن مروان، رفعه قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : من قال إذا عطس: الحمد لله ربّ العالمين على كلّ حال، لم يجد وجع الأذنين والأَضراس.

[ ١٥٧٣٠ ] ٦ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إذا عطس المرء المسلم ثمّ سكت لعلّة تكون به، قالت الملائكة عنه: الحمد لله ربّ العالمين، فإن قال: الحمد لله رب العالمين، قالت الملائكة: يغفر الله لك قال: وقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : العطاس للمريض دليل العافية وراحة للبدن.

ورواه الصّدوق في( المجالس) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن هارون بن مسلم مثله إلى قوله: يغفر الله لك (١) .

____________________

٤ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ١٦.

٥ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ١٥.

٦ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ١٩.

(١) أمالي الصدوق: ٢٤٧ / ١.

٩٣

اقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٦٣ - باب استحباب الصلاة على محمّد وآله لمن عطس او سمعه

[ ١٥٧٣١ ] ١ - محمّد يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه قال: عطس رجل عند أبي جعفر( عليه‌السلام ) فقال: الحمد لله، فلم يسمّته أبوجعفر( عليه‌السلام ) وقال: نقصنا حقنا، وقال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وأهل بيته، قال: فقال الرجل، فسمّته أبوجعفر( عليه‌السلام ) .

[ ١٥٧٣٢ ] ٢ - وعنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن عثمان، عن أبي أُسامة قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) من سمع عطسة فحمد الله عزّ وجّل وصلى على محمّد وأهل بيته لم يشتك عينه ولا ضرسه، ثمّ قال: إن سمعتها فقلها وإن كان بينك وبينه البحر.

[ ١٥٧٣٣ ] ٣ - وعن أبي عليّ الأشعري عن محمّد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قال أبوجعفر( عليه

____________________

(١) تقدم ما يدلّ على بعض المقصود في الحديث ١ من الباب ٥٧ من هذه الأبواب، وفي الباب ١٨ من أبواب قواطع الصلاة.

(٢) يأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ٦٣ من هذه الأبواب.

الباب ٦٣

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ٩.

٢ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ١٧.

٣ - الكافي ٢: ٤٧٨ / ٨.

٩٤

السلام): نعم الشيء العطسة تنفع في الجسد، تذكر بالله عزّ وجّل، قلت: إنّ عندنا قوماً يقولون: ليس لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في العطسة نصيب، فقال: إنّ كانوا كاذبين فلا نالهم شفاعة محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) .

[ ١٥٧٣٤ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من عطس ثمّ وضع يده على قصبة أنفه ثمّ قال: الحمد لله ربّ العالمين حمداً كثيراً كما هو أهله، وصلى الله على محمّد النبي وآله وسلّم خرج من منخره الأَيسر طائر أصغر من الجراد، وأكبر من الذباب حتّى يصير تحت العرش يستغفر الله إلى يوم القيامة.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٦٤ - باب أنّه لا تكره الصلاة على محمّد وآله عند العطاس ، ولا عند الذبح ، ولا عند الجماع ، بل تستحب

[ ١٥٧٣٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل البصري، عن الفضيل بن يسار، قال: قلت لأبي جعفر( عليه‌السلام ) : إنّ الناس يكرهون الصلاة على محمّد وآله في ثلاثة مواطن: عند العطسة، وعند الذبيحة، وعند الجماع، فقال أبوجعفر( عليه

____________________

٤ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ٢٢.

(١) يأتي في الباب ٦٤ من هذه الأبواب.

وتقدّم ما يدلّ عليه في الحديثين ٣، ٤ من الباب ١٨ من أبواب قواطع الصلاة.

الباب ٦٤

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٧٩ / ١٠.

٩٥

السلام): مالهم ويلهم نافقوا لعنهم الله.

[ ١٥٧٣٦ ] ٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( عيون الأَخبار) بإسناده الآتي (١) عن الرضا( عليه‌السلام ) - في كتابه إلى المأمون - قال: الصلاة على النّبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) واجبة في كلّ موطن، وعند العطاس، والذّبائح وغير ذلك.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

٦٥ - باب جواز تسميت الذمي اذا عطس والدعاء له بالهداية والرحمة

[ ١٥٧٣٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعريّ، عن بعض اصحابه، عن ابن أبي نجران، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: عطس رجل نصراني عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فقال له القوم: هداك الله فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يرحمك الله، فقالوا له: إنّه نصرانيّ، فقال: لا يهديه الله حتّى يرحمه.

أقول: وتقدّم مايدلّ على ذلك(٣) .

____________________

٢ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٢٤، وأورده في الحديث ٨ من الباب ٤٢ من أبواب الذكر.

(١) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز ( ت ).

(٢) تقدم في الحديث ١٢ من الباب ٤٢ من أبواب الذكر.

الباب ٦٥

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٤٨٠ / ١٨.

(٣) تقدم ما يدلّ على بعض المقصود في الحديثين ٢، ٣ من الباب ٥٧ من هذه الأبواب.

٩٦

٦٦ - باب جواز الاستشهاد على صدق الحديث باقترأنّه بالعطاس

[ ١٥٧٣٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأَشعريّ، عن ابن القدّاح (١) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : تصديق الحديث عند العطاس.

وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النّوفلي، عن السّكوني، عن أبى عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٢) .

[ ١٥٧٣٩ ] ٢ - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : إذا كان الرجل يتحدث بحديث فعطس عاطس فهو شاهد حق.

٦٧ - باب استحباب إجلال ذي الشيبة المؤمن وتوقيره وإكرامه

[ ١٥٧٤٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن

____________________

الباب ٦٦

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٨١ / ٢٦.

(١) في المصدر زيادة: عن ابن أبي عمير.

(٢) الكافي ٢: ٤٨١ / ٢٤.

٢ - الكافي ٤٨١ / ٢٥.

الباب ٦٧

فيه ١٣ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٤٨١ / ١.

٩٧

عبدالله بن سنان، قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إنّ من إجلال الله عزّ وجّل إجلال الشيخ الكبير.

[ ١٥٧٤١ ] ٢ - وعن الحسين بن محمّد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدإنّ بن مسلم، عن أبي بصير وغيره عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال: من إجلال الله عزّ وجّل إجلال ذي الشيبة المسلم.

[ ١٥٧٤٢ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد رفعه قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ليس منّا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا.

[ ١٥٧٤٣ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن أبي نهشل، عن عبدالله بن سنان، قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : من إجلال الله عزّ وجّل إجلال المؤمن ذي الشيبة، ومن أكرم مؤمناً فبكرامة الله بدأ ومن استخفّ بمؤمن ذي شيبة أرسل الله إليه من يستخف به قبل موته.

[ ١٥٧٤٤ ] ٥ - وعنهم، عن أحمد، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن الفضيل، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الخطاب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة لا يجهل حقّهم إلّا منافق معروف النفاق: ذو الشيبة في الإِسلام، وحامل القرآن، والإِمام العادل.

[ ١٥٧٤٥ ] ٦ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن أبان، عن الوصّافي قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : عظموا كبرائكم وصلوا أرحامكم.

____________________

٢ - الكافي ٢: ٤٨٢ / ٦.

٣ - الكافي ٢: ١٣٢ / ٢.

٤ - الكافي ٢: ٤٨٢ / ٥.

٥ - الكافي ٢: ٤٨١ / ٤.

٦ - الكافي ٢: ١٣٢ / ٣.

٩٨

[ ١٥٧٤٦ ] ٧ - وبهذا الإِسناد مثله، وزاد: وليس تصلونهم بشيء أفضل من كفّ الأَذى عنهم.

[ ١٥٧٤٧ ] ٨ - وعنه، عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبى عبدالله( عليه‌السلام ) : قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم.

[ ١٥٧٤٨ ] ٩ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكونيّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من عرف فضل كبير لسنّه فوقّره آمنه الله من فزع يوم القيامة.

[ ١٥٧٤٩ ] ١٠ - وبهذا الإسناد قال: ومن وقّر ذا شيبة في الإسلام آمنه الله من فزع يوم القيامة.

[ ١٥٧٥٠ ] ١١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن سلمة بن الخطّاب، عن عليّ بن حسان، عن محمّد بن حمّاد، عن أبيه، عن محمّد بن عبدالله رفعه قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من عرف فضل شيخ كبير فوقّره لسنّه آمنه الله من فزع يوم القيامة، وقال: من تعظيم الله إجلال ذي الشيبة المؤمن.

[ ١٥٧٥١ ] ١٢ - وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى (١) رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من لا

____________________

٧ - الكافي ٢: ١٣٢ / ٣.

٨ - الكافي ٢: ١٣٢ / ١.

٩ - الكافي ٢: ٤٨١ / ٢.

١٠ - الكافي ٢: ٤٨١ / ٣.

١١ - ثواب الأعمال: ٢٢٤ / ١.

١٢ - معاني الأخبار ٢٤٤ / ٢.

(١) في المصدر ( عن بعض اصحابه ) بدل: ( ابن عيسى ).

٩٩

يعرف لأَحد الفضل فهو المعجب برأيه.

[ ١٥٧٥٢ ] ١٣ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( المجالس) عن أبيه، عن محمّد بن عليّ بن خنيس (١) ، عن عبد الرحمن بن محمّد، عن عبدالله بن محمّد(٢) وعن حجر بن محمّد(٣) ، عن الليث بن سعد، عن الزهريّ، عن أنس قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : بجّلوا المشايخ فإنّ من إجلال الله تبجيل المشايخ.

٦٨ - باب استحباب إكرام الكريم والشريف

[ ١٥٧٥٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن الحجال قال: قلت لجميل بن درّاج: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه، قال: نعم، قلت: وما الشريف؟ قال: قد سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن ذلك؟ فقال: الشريف من كان له مال، قلت: فما الحسيب؟ قال: الذي يفعل الأفعال الحسنة بماله وغير ماله، قلت: فما الكرم؟ قال: التقوى.

[ ١٥٧٥٤ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونّي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى الله

____________________

١٣ - أمالي الطوسيّ ١: ٣١٨.

(١) في المصدر: محمّد بن علي بن خشيش، عن محمّد.

(٢) المصدر: عبدالله بن محمود.

(٣) في المصدر: صخر بن محمّد الحاجبي.

الباب ٦٨

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٨: ٢١٩ / ٢٧٢، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٣٦ من هذه الأبواب.

٢ - الكافي ٢: ٤٨٢ / ٢.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

أربعين صباحاً يطوف في البحار في ظلمات ثلاث ينادي( لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) (١) قد قبلت ولاية عليّ بن أبي طالب والأئمّة الراشدين من ولده، فلمّا آمن بولايتكم أمرني ربّي فقذفته على ساحل البحر.(٢)

١٥/٣٤٥- في البحار وكذا في الإحتجاج : عن ثابت البناني قال: كنت حاجّاً وجماعة من عبّاد البصرة مثل أيّوب السجستاني، وصالح المري، وعتبة الغلام وحبيب الفارسي، ومالك بن دينار، فلمّا أن دخلنا مكّة رأينا الماء ضيقاً، وقد اشتدّ بالنّاس العطش لقلّة الغيث، ففزع إلينا أهل مكّة، والحجّاج يسألونا أن تستسقي لهم فأتينا الكعبة وطفنا بها ثمّ سألنا اللَّه خاضعين متضرّعين بها، فمنعنا الإجابة.

فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل وقد أكربته أحزانه، وأقلقته أشجانه(٣) فطاف بالكعبة أشواطاً، ثمّ أقبل علينا فقال: يا مالك بن دينار، ويا ثابت البناني، ويا أيّوب السجستاني، ويا صالح المري، ويا عتبة الغلام، ويا حبيب الفارسي، ويا سعد ويا عمر، و يا صالح الأعمى، ويا رابعة، ويا سعدانة، ويا جعفر بن سليمان فقلنا: لبّيك وسعديك يا فتى.

فقال: أما فيكم أحد يحبّه الرحمان؟ فقلنا: يا فتى، علينا الدعاء وعليه الإجابة فقال: ابعدوا عن الكعبة، فلو كان فيكم أحد يحبّه الرحمان لأجابه.

ثمّ أتى الكعبة فخرّ ساجداً فسمعته يقول في سجوده: سيّدي بحبّك لي إلّا سقيتهم الغيث، قال: فما استتمّ الكلام حتّى أتاهم الغيث كأفواه القرب(٤) فقلت: يا فتى من أين علمت أنّه يحبّك؟ قال: لو لم يحبّني لم يستزرني، فلمّا استزارني علمت أنّه يحبّني فسألته بحبّه لي فأجابني، ثمّ ولّى عنّا وأنشأ يقول:

____________________

(١) الأنبياء: ٨٧.

(٢) مناقب ابن شهراشوب: ١٣٨/٤، عنه البحار: ٣٩/٤٦.

(٣) الشجن: محرّكة الهمّ والحزن.

(٤) القِرْبة: ظرف من جلد يخرز من جانب واحد، وتستعمل لحفظ الماء.

٣٢١

من عرف الربّ فلم تغنه

معرفة الربّ فذاك الشقي

ما ضرّ في الطاعة ما ناله

فى طاعة اللَّه وماذا لقي

ما يصنع العبد بغير التقي

والعزُّ كلّ العزّ للمتّقي

فقلت: يا أهل مكّة من هذا الفتى؟ قالوا: عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.(١)

١٦/٣٤٦- الحسين بن محمّد بن يحيى العلوي : عن يحيى بن الحسين بن جعفر عن شيخ من أهل اليمن - يقال له: عبداللَّه بن محمّد - قال: سمعت عبدالرزّاق يقول: جعلت جارية لعليّ بن الحسين عليهما السلام تسكب الماء وهو يتوضّأ للصلاة، فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجّه(٢) ، فرفع عليّ بن الحسين عليهما السلام رأسه إليها فقالت الجارية: إنّ اللَّه عزّوجلّ يقول:( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ) فقال لها: قد كظمت غيظي، قالت:( وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) قال لها: قد عفى اللَّه عنك، قالت:( وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (٣) قال: اذهبي فأنت حرّة.(٤)

١٧/٣٤٧- في البحار : روي أنّه وقع حريق في بيت هو فيه ساجد فجعلوا يقولون: يابن رسول اللَّه النار النار، فما رفع رأسه حتّى اُطفئت، فقيل له بعد قعوده: ما الّذي ألهاك عنها؟ قال: ألهتنى عنها النار الكبرى.(٥)

١٨/٣٤٨- في المناقب : محمّد بن عليّ بن شهراشوب، عن أبي حازم، قال: قال رجل لزين العابدين عليه السلام تعرف الصلاة؟ فحملت عليه فقال عليه السلام: مهلاً يا أبا حازم، فإنّ العلماء هم الحلماء والرحماء، ثمّ واجه السائل فقال: نعم أعرفها، فسأله عن

____________________

(١) البحار: ٥٠/٤٦ ح ١، عن الإحتجاج: ٤٧/٢ ح٢.

(٢) شجّه: جرحه.

(٣) آل عمران: ١٣٤.

(٤) أمالي الصدوق: ٢٦٧ ح ١٥ المجلس السادس والثلاثون، عنه البحار: ٦٧/٤٦ ح ٣٧. وأورده الطبرسي رحمة الله في إعلام الورى: ٢٦٢، والفتّال رحمة الله في روضة الواعظين: ١٩٩.

(٥) مناقب ابن شهراشوب: ١٥٠/٤، عنه البحار: ٨٠/٤٦.

٣٢٢

أفعالها وتروكها وفرائضها ونوافلها حتّى بلغ قوله: ما افتتاحها؟

قال: التكبير، قال: ما برهانها؟ قال: القراءة، قال: ما خشوعها؟ قال: النظر إلى موضع السجود، قال: ما تحريمها؟ قال: التكبير، قال: ما تحليلها؟ قال: التسليم، قال: ما جوهرها؟ قال: التسبيح، قال: ما شعارها؟ قال: التعقيب، قال: ما تمامها؟ قال: الصلوة على محمّد وآل محمّد، قال: ما سبب قبولها؟ قال: ولايتنا والبراءة من أعدائنا.

فقال: ما تركت لاحد حجّة. ثمّ نهض يقول: اللَّه أعلم حيث يجعل رسالته وتوارى.(١)

١٩/٣٤٩- ابن شهراشوب في المناقب : قيل: إنّ مولى لعليّ بن الحسين عليهما السلام كان يتولّى عمارة ضيعة له، فجاء عليه السلام يوماً يتفقّدها(٢) فأصاب فيها فساداً وتضييعاً كثيراً فغاضه من ذلك ما رآه وغمّه، فقرع(٣) المولى بسوط كان في يده، ثمّ ندم على ذلك فلمّا انصرف إلى منزله أرسل في طلب المولى، فأتاه، فوجده عارياً والسوط بين يديه، فظنّ أنّه يريد عقوبته فاشتدّ خوفه، فأخذ عليّ بن الحسين عليهما السلام السوط ومدّ يده إليه وقال: يا هذا، قد كان منّي إليك ما لم يتقدّم منّي مثله، وكانت هفوة وزلّة، فدونك السوط واقتصّ منّي.

فقال المولى: يا مولاي واللَّه ما ظننت إلّا أنّك تريد عقوبتي، وأنا مستحقّ للعقوبة، فكيف اقتصّ منك؟ قال: ويحك اقتصّ، قال: معاذاللَّه أنت في حلّ وسعة فكرّر ذلك عليه مراراً، والمولى كلّ ذلك يتعاظم قوله ويحلّله(٤) ، فلمّا لم يره يقتصّ قال له: أمّا إذا أبيت فالضيعة صدقة عليك، وأعطاه إيّاها. (٥)

____________________

(١) مناقب ابن شهراشوب: ١٣٠/٤.

(٢) في المصدر والبحار: ليطلعها.

(٣) قرع: ضَرَب.

(٤) في البحار: يجلّله.

(٥) مناقب ابن شهراشوب: ١٥٨/٤، عنه البحار: ٩٦/٤٦.

٣٢٣

٢٠/٣٥٠- في الخصال : بأسانيده المعتبرة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: كان عليّ بن الحسين عليهما السلام يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة كما كان يفعل أميرالمؤمنين عليه السلام وكانت له خمسمائة نخلة، فكان يصلّي عند كلّ نخلة ركعتين، وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت أعضاؤه ترتعد من خشيةاللَّه عزّوجلّ، وكان يصلّي صلاة مودّع يرى أنّه لايصلّي بعدها أبداً.(١)

ولقد صلّى ذات يوم فسقط الرداء عن إحدى منكبيه فلم يسوّه حتّى فرغ من صلاته، فسأله بعض أصحابه عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت؟ إنّ العبد لايقبل من صلاته إلّا ما أقبل عليه منها بقلبه، فقال الرجل: هلكنا، فقال: كلّا إنّ اللَّه متمّم ذلك بالنوافل.

[وكان عليه السلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم، وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتّى يأتي باباً باباً فيقرعه ثمّ يناول من يخرج إليه، وكان يغطّي وجهه إذا ناول فقيراً لئلّا يعرفه، فلمّا توفّي عليه السلام فقدوا ذلك فعلموا أنّه كان عليّ بن الحسين عليهما السلام، ولمّا وضع عليه السلام على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل ممّا كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين].(٢)

ولقد خرج ذات يوم وعليه مُطرف(٣) خزّ فتعرّض له سائل فتعلّق بالمطرف فمضى وتركه (٤) .

____________________

(١) البحار: ٧٩/٤٦ سطر الأخير، عن المناقب: ١٥٠/٤ س٣.

(٢) بين المعقوفين ما كان في الأصل وأثبتناه من المصدر.

(٣) المطرف - بضمّ الميم وفتح الراء -: رداءٌ من خزّ مربّع ذو أعلام.

(٤) توجد هذه القطعة في المناقب لابن شهراشوب: ١٥٤/٤.

٣٢٤

وكان يشتري الخزّ في الشتاء فإذا جاء الصيف باعه وتصدّق بثمنه.(١)

ولقد نظر عليه السلام يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس فقال: ويحكم أغير اللَّه تسألون في مثل هذا اليوم، إنّه ليرجى في مثل هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكونوا سعداء(٢) .

[ولقد كان عليه السلام يأبى أن يؤاكل اُمّه فقيل له: يابن رسول اللَّه أنت أبرّ الناس وأوصلهم للرحم فكيف لاتؤاكل اُمّك؟ فقال: إنّي أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليه].(٣)

ولقد قال له رجل: يابن رسول اللَّه، إنّي لاُحبّك في اللَّه حبّاً شديداً فقال: اللّهمّ إنّي أعوذ بك أن اُحبّ فيك وأنت لي مبغض.

ولقد حجّ على ناقة له عشرين حجّة فما قرعها بسوط، فلمّا ماتت(٤) أمر بدفنها لئلّا تأكلها السباع(٥) .

ولقد سئلت عنه مولاة له فقالت: أطنب أو أختصر؟ فقيل لها: بل اختصري فقالت: ما أتيته بطعام نهاراً قطّ وما فرشت له فراشاً بليل قطّ(٦) .

ولقد انتهى ذات يوم إلى قوم يغتابونه فوقف عليهم فقال لهم: إن كنتم

____________________

(١) البحار: ٩٥/٤٦ س٣ وص ١٠٥ ح ٩٥.

(٢) في البحار: أن يكون سعيداً.

قال العلّامة المجلسي رحمة الله في توضيح ذلك: أي هذا يوم فاضت رحمة اللَّه على العباد بحيث يرجى للجنين في الرحم أن يكتب ببركة هذا اليوم سعيداً مع أنّه لايقدر على عمل ولا سؤال يستجلب بهما الرحمة، ومع ذلك ترجى له هذه الرحمة العظيمة، فكيف ينبغي أن يسأل من يقدر على السؤال والعمل مثل هذا المطلب الخسيس الدنيوي من غيره تعالى.

(٣) بين المعقوفين ما كان في الأصل وأثبتناه من المصدر.

(٤) في المصدر: توفّت، وفي البحار: نفقت، والمعنى في الجميع متّحد.

(٥) توجد هذه القطعة في البحار: ٧٠/٤٦ ح ٤٦ عن ثواب الأعمال.

(٦) توجد هذه القطعة في البحار: ٦٧/٤٦ ح ٣٣ عن علل الشرائع، وأورده في المناقب: ١٥٥/٤.

٣٢٥

صادقين فغفر اللَّه لي وإن كنتم كاذبين فغفر اللَّه لكم.(١)

وكان عليه السلام إذا جاءه طالب علم قال: مرحباً بوصيّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم(٢) ثمّ يقول: إنّ طالب العلم إذا خرج من منزلة لم يضع رجله على رطب ولا يابس من الأرض إلّا سبّحت له إلى الأرضين السابعة.

[ولقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة، وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والأضرّاء والزمنى والمساكين الّذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده ومن كان له منهم عيال حمله إلى عياله من طعامه وكان لايأكل طعاماً حتّى يبدأ فيتصدّق بمثله].(٣)

ولقد كان يسقط منه كلّ سنة سبع ثفنات من مواضع سجوده لكثرة صلاته، وكان يجمعها فلمّا مات دفنت معه.(٤)

ولقد بكى على أبيه الحسين عليه السلام عشرين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلّا بكى، حتّى قال له مولى له: يابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أما آن لحزنك أن ينقضي [ولبكائك أن يقلّ؟].

فقال له: ويحك! إنّ يعقوب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان له اثنى عشر ولداً فغيّب اللَّه عنه واحداً منهم فابيضّت عيناه من كثرة بكائه عليه، وشاب رأسه من الحزن وَاحْدَوْدَبَ ظهره من الغمّ، وكان يعلم أنّ إبنه حيّ في الدّنيا، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمّي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني(٥) .(٦)

____________________

(١) البحار: ٩٦/٤٦ سطر الأخير.

(٢) أي بمن أوصى به وبرعايته.

(٣) بين المعقوفين ما كان في الأصل وأثبتناه من المصدر.

(٤) ليس في المصدر والبحار.

(٥) مناقب ابن شهراشوب: ١٦٥ سطر الأخير.

(٦) تمام الحديث في الخصال: ٥١٧/٢ في ذكر ثلاث وعشرين خصلة من الخصال المحمودة الّتي وصف بها على بن الحسين عليهما السلام، عنه البحار: ٦١/٤٦ ح ١٩.

٣٢٦

الباب السابع

فى ذكر قطرة من بحر مناقب باقر علم النبيّين

محمّد بن عليّ بن الحسين عليه صلوات المصلّين

١/٣٥١- في رجال الكشّي : سأله محمّد بن مسلم عن ثلاثين ألف حديث فأجابه.(١)

٢/٣٥٢- في مكارم أخلاقه : اعترف الرجل الشامي المبغض له بحسن خلقه وقوله: أراك رجلاً فصيحاً لك أدب وحسن لفظ فاختلافي إليك لحسن أدبك.(٢)

وقال له نصراني: أنت بقر!؟ قال: لا، أنا باقر قال: أنت ابن الطبّاخة قال: ذاك حرفتها، قال: أنت ابن السوداء الزنجيّة البذيّة قال: إن كنت صدقت غفر اللَّه لها، وإن كنت كذبت غفر اللَّه لك، فأسلم النصرانيّ.(٣)

٣/٣٥٣- قال في وصفه أبوه السجّاد صلوات اللَّه عليه : إنّه الإمام وأبو الأئمّة، معدن الحلم، وموضع العلم يبقره بقراً، واللَّه لهو أشبه الناس برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم.(٤)

____________________

(١) رجال الكشّي: ١٦٣ ح ٢٧٦، الإختصاص: ١٩٦.

(٢) أمالي الطوسي: ٤١ ح ٧١ المجلس الرابع عشر، عنه البحار: ٢٣٣/٤٦ ح١، والظاهر أنّ المؤلّف رحمة الله أخرجه بهذه العبارة عن سفينة البحار: ١١٨/٢ خلق.

(٣) مناقب ابن شهراشوب: ٢٠٧/٤ س٥، عنه البحار: ٢٨٩/٤٦ ذ ح ١٢.

(٤) كفاية الأثر: ٣١، عنه البحار: ٣٨٨/٣٦ ح٣، ومنتخب الأثر: ٢٤٨ ح٣.

٣٢٧

٤/٣٥٤- روي عن الباقر عليه السلام قال : لو وجدت لعلمي الّذي آتاني اللَّه عزّوجلّ حملة لنشرت التوحيد والإسلام والدين والشرائع من الصمد، وكيف لي ولم يجد جدّي أميرالمؤمنين عليه السلام حملة لعلمه.(١)

وقال له قتادة فقيه أهل البصرة : واللَّه لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدّام ابن عبّاس فما اضطرب قلبي قدّام واحد منهم ما اضطرب قدّامك! فقال له أبوجعفر عليه السلام: أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي بيوت أذن اللَّه أن ترفع - الآية(٢) -.(٣)

وكذا ارتعدت فرائص جابر بن عبداللَّه الأنصاري قدّامه بحيث قلت كلّ شعرة في بدنه، وكذلك عكرمة على ما رواه المجلسي قدس سره.(٤)

٥/٣٥٥- في بعض مؤلّفات أصحابنا الإماميّة رضوان اللَّه تعالى عليهم : عن جابر بن يزيد الجعفي في حديث طويل نذكر منه ما يناسب الباب وقال للباقر عليه السلام: الحمدللَّه الّذي منّ عليّ بمعرفتكم وألهمني فضلكم ووفّقني لطاعتكم وموالاة مواليكم ومعاداة أعدائكم.

قال صلوات اللَّه عليه: يا جابر، أتدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أوّلاً ثمّ معرفة المعاني ثانياً، ثمّ معرفة الأبواب ثالثاً ثمّ معرفة الأنام(٥) رابعاً، ثمّ معرفة الأركان خامساً ثمّ معرفة النقباء سادساً ثمّ معرفة النجباء سابعاً وهو قوله تعالى:( قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا

____________________

(١) البحار: ٢٢٥/٣ ضمن ح ١٥.

(٢) والآية في سورة النور: ٣٦،( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) .

(٣) الكافي: ٢٥٦/٦، عنه البحار: ١٥٥/١٠ ضمن ح٤، و٣٢٩/٢٣ ح ١٠، و٣٥٧/٤٦ ضمن ح ١١ وأورده الديلمي رحمة الله في إرشاد القلوب: ٣٢٤/٢.

(٤) البحار: ٢٥٨/٤٦ ضمن ح ٥٩ عن المناقب: ١٨٢/٤.

(٥) الإمام، خ.

٣٢٨

بِمِثْلِهِ مَدَدًا ) (١) وتلا أيضاً:( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (٢) .

يا جابر، إثبات التوحيد ومعرفة المعاني! أمّا إثبات التوحيد: معرفة اللَّه القديم الغائب الّذي لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، وهو غيب باطن [ستدركه](٣) كما وصف به نفسه.

وأمّا المعاني: فنحن معانيه ومظاهره(٤) فيكم، اخترعنا من نور ذاته، وفوّض إلينا اُمور عباده، فنحن نفعل بإذنه ما نشاء، ونحن إذا شئنا شاء اللَّه، وإذا أردنا أراد اللَّه ونحن أحلّنا اللَّه عزّوجلّ هذا المحلّ، واصطفانا من بين عبادة، وجعلنا حجّته في بلاده. فمن أنكر شيئاً وردّه فقد ردّ على اللَّه جلّ اسمه وكفر بآياته وأنبيائه ورسله.

يا جابر، من عرف اللَّه تعالى بهذه الصفة فقد أثبت التوحيد، لأنّ هذه الصفة موافقة لما في الكتاب المنزل وذلك قوله تعالى:( لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ) (٥) وقوله تعالى: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (٦) وقوله تعالى: ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) (٧) .

قال جابر: يا سيّدي ما أقلّ أصحابي؟ قال عليه السلام: هيهات، هيهات، أتدري كم على وجه الأرض من أصحابك؟ قال: يابن رسول اللَّه كنت أظنّ في كلّ بلدة ما بين المائة إلى المائتين وفي كلّ قطر ما بين الألف والألفين، بل كنت أظنّ أكثر من مائة ألف في أطراف الأرض ونواحيها.

قال عليه السلام: يا جابر، خالف ظنّك وقصّر رأيك، أولئك المقصّرون وليسوا لك بأصحاب.

____________________

(١) الكهف: ١٠٩.

(٢) لقمان: ٢٧.

(٣) من البحار.

(٤) في الأصل: ظاهرة.

(٥) الأنعام: ١٠٣.

(٦) الشورى: ١١.

(٧) الأنبياء: ٢٣.

٣٢٩

قلت: يابن رسول اللَّه ومن المقصّر؟ قال: الّذين قصّروا في معرفة الأئمّة، وعن معرفة ما فرض اللَّه عليهم من أمره وروحه، قلت: يا سيّدي وما معرفة روحه؟

قال عليه السلام: أن يعرف كلّ من خصّه اللَّه بالروح فقد فوّض إليه أمره، يخلق بإذنه ويحيي بإذنه ويعلم تعبير(١) ما في الضمائر، ويعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وذلك أنّ هذا الروح من أمر اللَّه تعالى، فمن خصّه اللَّه تعالى بهذا الروح فهو كامل غير ناقص يفعل ما يشاء بإذن اللَّه، يسير من المشرق إلى المغرب [بإذن اللَّه] في لحظة واحدة، يعرج به إلى السماء وينزل به إلى الأرض يفعل ما شاء وأراد.

قلت: يا سيّدي، أوجدني بيان هذا الروح من كتاب اللَّه تعالى وإنّه من أمر خصّه اللَّه تعالى بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم قال: نعم اقرأ هذه الآية:( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ) (٢) وقوله تعالى: ( أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) (٣) قلت: فرّج اللَّه عنك كما فرّجت عنّي ووفّقتني (٤) على معرفة الروح والأمر.

ثمّ قلت: يا سيّدي صلّى اللَّه عليك فأكثر الشيعة مقصّرون، وأنا ما أعرف من أصحابي على هذه الصفة واحداً قال: ياجابر، فإن لم تعرف منهم أحداً فإنّي أعرف منهم نفراً قلائل يأتون ويسلّمون ويتعلّمون منّي سرّنا ومكنوننا وباطن علومنا.

قلت: إنّ فلان بن فلان وأصحابه من أهل هذه الصفة إنشاء اللَّه تعالى، وذلك أنّي سمعت منهم سرّاً من أسراركم وباطناً من علومكم ولا أظنّ إلّا وقد كملوا وبلغوا.

قال: يا جابر، ادعهم غداً وأحضرهم معك، قال: فأحضرتهم من الغد فسلّموا على الإمام عليه السلام وبجّلوه ووقّروه ووقفوا بين يديه.

____________________

(١) في البحار: ويعلم الغير.

(٢) الشورى: ٥٢.

(٣) المجادلة: ٢٢.

(٤) في البحار: وقفتني.

٣٣٠

فقال عليه السلام: يا جابر، أما إنّهم إخوانك وقد بقيت عليهم بقيّة، أتقرّون أيّها النفر أنّ اللَّه تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، ولا معقّب لحكمه ولا رادّ لقضائه ولايسئل عمّا يفعل وهم يسئلون؟ قالوا: نعم إنّ اللَّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، قلت: الحمدللَّه قد استبصروا وعرفوا وبلغوا، قال: يا جابر، لاتعجل بما لاتعلم، فبقيت متحيّراً.

فقال عليه السلام: سلهم هل يقدر عليّ بن الحسين عليهما السلام أن يصير صورة إبنه محمّد عليه السلام؟ قال جابر: فسألتهم فأمسكوا وسكتوا، قال عليه السلام: يا جابر، سلهم هل يقدر محمّد أن يصير بصورتي؟ قال جابر: فسألتهم فأمسكوا وسكتوا.

قال: فنظر إليّ وقال: يا جابر، هذا ما أخبرتك أنّهم قد بقي عليهم بقيّة فقلت لهم: ما لكم لاتجيبون إمامكم؟ فسكتوا وشكّوا فنظر إليهم وقال: يا جابر، هذا ما أخبرتك به قد بقي عليهم بقيّة.

وقال الباقر عليه السلام: ما لكم لاتنطقون؟ فنظر بعضهم إلى بعض يتساءلون قالوا: يابن رسول اللَّه لا علم لنا فعلّمنا، قال: فنظر الإمام سيّد العابدين عليّ بن الحسين عليهما السلام إلى إبنه محمّد الباقر عليه السلام وقال لهم: من هذا؟ قالوا: ابنك، فقال لهم: من أنا؟ قالوا: أبوه عليّ بن الحسين قال: فتكلّم بكلام لم نفهم فاذا محمّد بصورة أبيه عليّ بن الحسين عليهما السلام وإذا عليّ بصورة إبنه محمّد، قالوا: لا إله إلّا اللَّه.

فقال الإمام عليه السلام: لاتعجبوا من قدرة اللَّه، أنا محمّد و محمّد أنا، وقال محمّد عليه السلام: يا قوم لاتعجبوا من أمر اللَّه، أنا عليّ و عليّ أنا، وكلّنا واحد من نور واحد وروحنا من أمر اللَّه، أوّلنا محمّد وأوسطنا محمّد و آخرنا محمّد وكلّنا محمّد.

قال: فلمّا سمعوا ذلك خرّوا لوجوههم سجّداً وهم يقولون: آمنّا بولايتكم وبسرّكم وبعلانيتكم وأقررنا بخصائصكم.

فقال الإمام زين العابدين عليه السلام: يا قوم، ارفعوا رؤوسكم فأنتم الآن العارفون الفائزون المستبصرون، وأنتم الكاملون البالغون، اللَّه اللَّه لاتطّلعوا أحداً من

٣٣١

المقصّرين المستضعفين على ما رأيتم منّي ومن محمّد فيشنعوا عليكم ويكذّبوكم، قالوا: سمعنا وأطعنا، فقال عليه السلام: فانصرفوا راشدين كاملين فانصرفوا.

قال جابر: قلت: سيّدي وكلّ من لايعرف هذا الأمر على الوجه الّذي صنعته وبيّنته إلّا أنّ عنده محبّة ويقول بفضلكم ويتبرّأ من أعدائكم ما يكون حاله؟ قال عليه السلام: يكون في خير إلى أن يبلغوا - الحديث -.(١)

أقول : إنّ لهذا الخبر صدراً وذيلاً طويلاً طوينا ذيله لعدم مناسبة الباب، وقد أورد أيضاً في عيون المعجزات ما في معناه بأدنى تفاوت في باب معجزات الباقر عليه السلام.(٢)

٦/٣٥٦- روى العيّاشي : عن بريد بن معاوية العجلي قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشياً، فأخرج رجليه وقد تَغلّفتا(٣) وقال: أما واللَّه ما جاءني(٤) من حيث جئت إلّا حبّكم أهل البيت.

فقال أبوجعفر عليه السلام: واللَّه لو أحبّنا حجر حشره اللَّه معنا، وهل الدين إلّا الحبّ؟ إنّ اللَّه يقول:( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ ) (٥) وقال:( يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ) (٦) وهل الدين إلّا الحبّ.(٧)

٧/٣٥٧- روى الشيخ محمّد بن يعقوب : عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: إنّ لنا جاراً ينتهك المحارم كلّها حتّى أنّه ليترك الصلاة فضلاً عن غيرها، فقال: سبحان اللَّه أو عظم ذاك عليك(٨) ؟ ألا اُخبرك بمن هو شرّ منه؟ قلت: بلى.

____________________

(١) البحار: ١٣/٢٦ ضمن ح٢.

(٢) عيون المعجزات: ٧٨.

(٣) هكذا في المصدر والبحار، ولكن في الأصل: تفلّقتا، ويحتمل أن يكون هذا هو الصحيح، تفلّق أي تشقّق.

(٤) في البحار: ما جاء بي.

(٥) آل عمران: ٣١.

(٦) الحشر: ٩.

(٧) العيّاشي: ١٦٧/١ ح ٢٧، عنه البحار: ٩٥/٢٧ ح ٥٧، والبرهان: ٢٧٧/١ ح٩.

(٨) في المصدر والبحار: وأعظم ذلك.

٣٣٢

قال عليه السلام: الناصب لنا شرٌّ منه. أما إنّه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرقّ لذكرنا إلّا مسحت الملائكة ظهره، وغفر اللَّه له ذنوبه كلّها إلّا أن يجيء بذنب يخرجه من الإيمان، وإنّ الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب، وإنّ المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة.

فيقول: يا ربّ جاري كان يكفّ عنّي الأذى فيشفّع فيه فيقول اللَّه تبارك وتعالى: أنا ربّك وأنا أحقّ بمكافأته منك(١) فيدخله الجنّة وما له من حسنة، وإنّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنساناً، فعند ذلك يقول أهل النار:( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) .(٣)

وفي رواية بعد قرائة الآية قال الباقر عليه السلام: واللَّه لقد عظمت رتبة الصديق حيث قدّمه اللَّه على الحميم.(٤)

٨/٣٥٨ - في الكافي : عن الحكم بن عتبة قال: بينا أنا مع أبي جعفر عليه السلام والبيت غاصّ بأهله(٥) إذ أقبل شيخ يتوكّأ على عنزة (٦) له، حتّى وقف على باب البيت فقال: السلام عليك يابن رسول اللَّه ورحمة اللَّه وبركاته. ثمّ سكت، فقال أبوجعفر عليه السلام: وعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته ثمّ أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال: السلام عليكم، ثمّ سكت، حتّى أجابه القوم جميعاً وردّوا عليه السلام.

ثمّ أقبل بوجهه على أبي جعفر عليه السلام وقال: يابن رسول اللَّه أدنني منك جعلني اللَّه فداك، فواللَّه إنّي لاُحبّكم واُحبّ من يحبّكم، وواللَّه ما اُحبّكم واُحبّ من

____________________

(١) في المصدر والبحار: أحقّ من كافي عنك.

(٢) الشعراء: ١٠٢ - ١٠٠.

(٣) الكافي: ١٠١/٨ ح ٧٢، عنه البحار: ٥٦/٨ ح ٧٠، والبرهان: ١٨٥/٣ ح٢، تأويل الآيات: ٣٩١/١ ح ١٥.

(٤) في البرهان بعد ذكر الرواية السابقة ذكر روايتين عن الصادق عليه السلام قال: لقد عظمت منزلة الصديق حتّى أنّ....

(٥) غاصّ بأهله: ممتلئ بهم.

(٦) العَنزَة: أطول من العصا وأقصر من الرمح في أسفلها زجّ كزجّ الرمح.

٣٣٣

يحبّكم لطمع في دنيا، وإنّي لاُبغض عدوّكم وأبرأ منه، وواللَّه ما اُبغضه وأبراُ منه لوتر(١) كان بيني وبينه، واللَّه إنّي لاُحلّ حلالكم واُحرّم حرامكم، وأنتظر أمركم، فهل ترجو لي جعلني اللَّه فداك؟

فقال أبوجعفر عليه السلام: إليّ إليّ حتّى أقعده إلى جنبه، ثمّ قال: أيّها الشيخ إنّ أبي عليّ بن الحسين عليه السلام أتاه رجل فسأله عن مثل الّذي سألتني عنه، فقال له أبي عليه السلام: إن تمُت ترد على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وعلى عليّ والحسن والحسين، وعلى عليّ بن الحسين عليهم السلام ويثلج قلبك، ويبرد فؤادك(٢) وتقرّ عينك وتستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين، لو قد بلغت نفسك هيهنا - وأهوى بيده إلى حلقه - وإن تعش ترى ما يقرّ اللَّه به عينك، وتكون معنا في السنام الأعلى.

قال الشيخ: كيف يا أباجعفر؟ فأعاد عليه الكلام؟ فقال الشيخ: اللَّه أكبر يا أباجعفر إن أنا متّ أرد على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وعلى عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين عليهم السلام، وتقرّ عيني، ويثلج قلبي، ويبرد فؤادي، واستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسي إلى هيهنا، وإن أعش أرى ما يقرّ اللَّه به عيني فأكون معكم في السنام الأعلى؟

ثمّ أقبل الشيخ ينتحب(٣) وينشج(٤) هاهاها حتّى لصق بالأرض، وأقبل أهل البيت ينتحبون لما يرون من حال الشيخ، وأقبل أبوجعفر عليه السلام يمسح بإصبعه الدموع من حماليق عينيه(٥) وينفضها.

ثمّ رفع الشيخ رأسه فقال لأبي جعفر عليه السلام: يابن رسول اللَّه ناولني يدك جعلني

____________________

(١) الوتر: الجناية الّتي يجنيها الرجل على غيره.

(٢) يبرد فؤادك: تفرح فؤادك، والعرب تعبّر عن الراحة والفرح والسرور بالبرد.

(٣) الانتحاب: رفع الصوت بالبكاء.

(٤) النشيج: الصوت المتردّد في الصدر.

(٥) حملاق العين: باطن أجفانها الّذي يسودّها الكحل، وجمعه حماليق.

٣٣٤

اللَّه فداك، فناوله يده فقبّلها ووضعها على عينيه وخدّه، ثمّ حسر(١) عن بطنه وصدره فوضع يده على بطنه وصدره، ثمّ قام وقال: السلام عليكم، وأقبل أبوجعفر عليه السلام ينظر في قفاه وهو مدبر، ثمّ أقبل بوجهه على القوم فقال: من أحبّ أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا.

فقال الحكم بن عتيبة: لم أر ماتماً قطّ يشبه ذلك المجلس.(٢)

٩/٣٥٩- في تفسير القمي : في قوله تبارك وتعالى:( تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) (٣) بأسانيده المفصّلة عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: نحن جلال اللَّه وكرامته الّتي أكرم اللَّه العباد بطاعتنا.(٤)

أقول : ويؤيّده ما روي أنّه من كبرّ بين يدي الإمام وقال: «لا إله إلّا اللَّه وحده لاشريك له» كتب اللَّه له رضوانه الأكبر، ومن كتب اللَّه له رضوانه الأكبر يجب أن يجمع بينه وبين إبراهيم ومحمّد صلى الله عليه وآله وسلم والمرسلين في دار الجلال، فقلت له: وما دار الجلال؟ قال: نحن الدار، وذلك قول اللَّه عزّوجلّ:( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (٥) [فنحن العاقبة يا سعد وأمّا مودّتنا للمتّقين، فيقول اللَّه تبارك وتعالى] (٦) ( تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) فنحن جلال اللَّه وكرامته الّتي أكرم اللَّه تبارك وتعالى العباد بطاعتنا. (٧)

____________________

(١) حسر: انكشف.

(٢) الكافي: ٧٦/٨ ح ٣٠، عنه الوافي: ٧٩٩/٥ ح٣، والبحار: ٣٦١/٤٦ ح٣، وأورد الديلمي رحمة الله في إرشاد القلوب: ٢٩٨/٢ (نحوه).

(٣) الرحمن: ٧٨.

(٤) تفسير القمي: ٣٤٦/٢، عنه البحار: ١٩٦/٢٤ ح ٢٠، والبرهان: ٢٧٢/٤ ح١.

(٥) القصص: ٨٣.

(٦) من المصدر، وليس في الأصل والبرهان.

(٧) بصائر الدرجات: ٣١٢ ضمن ح ١٢، عنه البحار: ٣٩٧/٢٤ ح ١١٦، والبرهان: ٢٩٨/٤ ح٢.

٣٣٥

وممّا ذكرنا ظهر تفسير دعاء البهاء الوارد في سحر ليالي شهر رمضان وظهر أنّهم عليهم السلام مظهر جلاله وجماله وغيرهما من الصفات الحسنى.

١٠/٣٦٠- روى المفيد قدس سره في الإختصاص قال : حدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: حدّثني أبوجعفر عليه السلام سبعين ألف حديثاً - وفي نسخة اُخرى تسعين ألف حديثاً - لم اُحدّث بها أحداً أبداً.

قال جابر: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك وإنّك حملتني وقراً عظيماً بما حدّثتني به من سرّكم الّذي لا اُحدّث به أحداً، وربّما جاش في صدري حتّى يأخذني منه شبيه الجنون، قال: يا جابر، فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبّان(١) فاحفر حفيرة ودلّ رأسك فيها، ثمّ قل: حدّثني محمّد بن عليّ بكذا وكذا.(٢)

أقول : هذا مقام الرجل، مع ذلك قال له أبوجعفر عليه السلام: فإذا ورد عليك يا جابر شيء من أمرنا فلان له قلبك فأحمد اللَّه، وإن أنكرته فردّه إلينا أهل البيت، ولاتقل: كيف جاء هذا؟ و كيف كان؟ أو كيف هو؟ فإنّ هذا واللَّه هو الشرك باللَّه العظيم.(٣) وليس ذلك إلّا لعظم أسرارهم عليهم السلام.

١١/٣٦١- في المناقب : عن الباقر عليه السلام أنّه سأله جابر عن قول اللَّه تبارك وتعالى:( وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَن ) (٤) [فرفع عليه السلام بيده] (٥) وقال: ارفع رأسك قال: فرفعته فوجدت السقف متفرّقاً ورمق

____________________

(١) الجبّان: الصحراء.

(٢) الإختصاص: ٦١، عنه البحار: ٣٤٠/٤٦ ح ٣٠.

(٣) البحار: ٢٠٨/٢ ح ١٠٢.

(٤) الأنعام: ٧٥.

(٥) هكذا في المناقب، وفي الإختصاص: قال: وكنت مطرقاً إلى الأرض فرفع يده إلى فوق.

٣٣٦

ناظري في ثلمة حتّى رأيت نوراً حار عنه بصري فقال: هكذا رأى إبراهيم ملكوت السماوات، وانظر إلى الأرض ثمّ ارفع رأسك، فلمّا رفعته رأيت السقف كما كان ثمّ أخذ بيدي وأخرجني من الدار وألبسني ثوباً وقال: غمّض عينيك ساعة.

ثمّ قال: أنت في الظلمات الّتي رأى ذوالقرنين، ففتحت عيني فلم أر شيئاً، ثمّ تخطّا خطاً وقال: أنت على رأس عين الحياة للخضر عليه السلام ثمّ خرجنا عن ذلك العالم حتّى تجاوزنا خمسة، فقال: هذا ملكوت الأرض ثمّ قال: غمّض عينيك وأخذ بيدى فإذا نحن في الدار الّتي كنّا فيها، وخلع عنّي ما كان البسنيه فقلت: جعلت فداك كم ذهب من اليوم؟ فقال: ثلاث ساعات.(١)

أقول: نقل البحراني قدس سره في البرهان رواية شريفة في تفسير هذه الآية لايخلو ذكرها من فائدة مهمّة، قال قدس سره: قد ورد أنّه قوّى اللَّه بصره لمّا رفعه دون السماء حتّى أبصر الأرض ومن عليها ظاهرين، فالتفت فرأى رجلا وامرأة على فاحشة فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثمّ رأى آخرين كذلك فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثمّ رأى آخرين كذلك فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثمّ رأى آخرين كذلك فهمّ بالدعاء عليهما، فأوحى اللَّه إليه:

يا إبراهيم، اكفف دعوتك عن إمائي وعبادي فإنّي أنا الغفور الرحيم الجبّار الحليم، لاتضرّني ذنوب عبادي كما لاتنفعني طاعتهم، ولست أسوسهم بشفاء الغيظ كسياستك فاكفف دعوتك عن عبادي وإمائي، فإنّما أنت عبد نذير لا شريك في المملكة، ولا مهيمن عليّ ولا على عبادي.

وعبادي معي بين خلال ثلاث: إمّا تابوا إليّ فتبت عليهم وغفرت ذنوبهم وسترت عيوبهم، وإمّا كففت عنهم عذابي لعلمي بأنّه سيخرج من أصلابهم

____________________

(١) مناقب ابن شهراشوب: ١٩٤/٤، عنه البحار: ٢٦٨/٤٦ ذ ح ٦٥، وروى المفيد في الإختصاص: ٣١٧ (نحوه)، عنه البرهان: ٥٣٢/١ ح٩.

٣٣٧

ذرّيّات مؤمنون فأرفق بالآباء الكافرين وأتأنّي بالاُمّهات الكافرات، وأرفع عنهم عذابي ليخرج ذلك المؤمن من أصلابهم فإذا تزايلوا حلّ بهم عذابي وحاق بهم بلائي، وإن لم يكن هذا ولا هذا فإنّ الّذي أعددته لهم من عذابي أعظم ممّا تريد به، فإنّ عذابي لعبادي على حسب جلالي وكبريائي.

يا إبراهيم، فخلّ بيني وبين عبادي فإنّي أرحم بهم منك، وخلّ بيني وبين عبادي فإنّي أنا الجبّار الحليم العلّام، اُدبّرهم بعلمي واُنفذ فيهم قضائي.(١)

وقد روى الخبر أيضاً المحدّث القمي قدس سره قال: وفعل ذلك أي كشط الأرض ومن عليها وعن السماء ومن فيها، والملك الّذي يحملها، والعرش ومن عليه لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ولأميرالمؤمنين والأئمّة عليهم السلام.(٢)

١٢/٣٦٢- في تفسير فرات : عن بريد بن معاوية العجلي وإبراهيم الأحمري قال: دخلنا على أبي جعفر عليه السلام وعنده زياد الأحلام، فقال أبوجعفر عليه السلام: يا زياد، ما لي أرى رجليك متفلّقتين؟(٣) قال: جعلت لك الفداء جئت على نضوٍ لي (٤) عامة (٥) الطريق وما حملني على ذلك إلّا حبّي لكم وشوقي إليكم، ثمّ أطرق زياد مليّاً.

ثمّ قال: جعلت لك الفداء إنّي ربّما خلوت فأتاني الشيطان فيذكرني ما قد سلف من الذنوب والمعاصي فكأنّي آيس، ثمّ أذكر حبّي لكم وانقطاعي إليكم.

____________________

(١) تفسير الإمام العسكري عليه السلام: ٥١٣، عنه البرهان: ٥٣٢/١ ح ١١، وأخرجه في البحار: ٢٧٨/٩ ضمن ح٢، عنه وعن الإحتجاج: ٢٦/١.

(٢) رواه الشيخ شرف الدين رحمة الله في تأويل الآيات: ٨١٨/٢ ح٤، عنه البحار: ٩٧/٢٥ ح ٧١، ومدينة المعاجز: ٤٤٩/٢ ح ٦٧٤.

(٣) في القاموس: فلقه: شقّه، وفي رجله فلوق: أي شقوق، وفي المصدر: متعلّقين.

(٤) النضو - بالكسر -: المهزول من الإبل.

(٥) في البحار: اُعاتبه الطريق. قال الجوهري: عتب البعير: أي مشى على ثلاث قوائم، وكأنّ المراد أنّي جئت على بعير مهزول وكنت أحمله وأكلّفه مشي الطريق بالعتبان لما به من العقر. (هامش البحار).

٣٣٨

قال: يا زياد، وهل الدين إلّا الحبّ والبغض؟ ثمّ تلا عليه السلام هذه الآيات الثلاث فكأنّها في كفّه( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) الآية(١) وقال:( يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ) (٢) قال:( إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (٣) .

ثمّ قال: أتى رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه إنّي اُحبّ الصوّامين ولا أصوم، واُحبّ المصلّين ولا اُصلّي، واُحبّ المتصدّقين ولا أتصدّق.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت، أما ترضون أن لو كانت فزعة(٤) من السماء فزع كلّ قوم إلى مأمنهم وفزعنا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وفزعتم إلينا.(٥)

١٣/٣٦٣- في مجالس المفيد قدس سره : بالأسانيد المعتبرة عن محمّد بن مسلم الثقفي قال: سألت أباجعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ:( فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) (٦) فقال عليه السلام: يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يقام بموقف الحساب فيكون اللَّه تعالى هو الّذي يتولّى حسابه لايطّلع على حسابه أحداً من الناس، فيعرّفه ذنوبه حتّى إذا أقرّ بسيّئاته.

قال اللَّه عزّوجلّ للكتبة: بدّلوها حسنات وأظهروها للنّاس، فيقول الناس حينئذ: أما كان لهذا العبد سيّئة واحدة؟ ثمّ يأمر اللَّه به إلى الجنّة فهذا تأويل الآية وهي في المذنبين من شيعتنا خاصّة.(٧)

____________________

(١) الحجرات: ٧.

(٢) الحشر: ٩.

(٣) آل عمران: ٣١.

(٤) فزعة: مايوجب الفزع والخوف، وفزع إليه: لجأ.

(٥) تفسير فرات: ٤٢٨ ح ٥٦٧، عنه البحار: ٦٣/٦٨ ح ١١٤، الكافي: ٧٩/٨ ح ٣٥، عنه البرهان: ٢٠٦/٤ ح١.

(٦) الفرقان: ٧٠.

(٧) أمالي المفيد: ٢٩٨ ح ٨، عنه البحار: ١٠٠/٦٨ ح٤، ورواه الطوسي رحمة الله في الأمالي: ٧٢ ح ١٤ المجلس الثالث، عنه تأويل الآيات: ٣٨٢/١ ح ٢٠، والبحار: ٢٦١/٧ ح ١٢، والبرهان: ١٧٥/٣ ح٣، وأخرجه الطبري رحمة الله في بشارة المصطفى: ٧.

٣٣٩

١٤/٣٦٤- في سابع البحار : روي عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) (١) قال عليه السلام: إلى ولايتنا.(٢)

١٥/٣٦٥- روى الشيخ قدس سره في مجالسه : بإسناده عن أبي بصير عن خيثمة قال: سمعت الباقر عليه السلام يقول: نحن جنب اللَّه، ونحن صفوة اللَّه، ونحن خيرة اللَّه ونحن مستودع مواريث الأنبياء، ونحن اُمناء اللَّه عزّوجلّ، ونحن حجج اللَّه، ونحن حبل اللَّه ونحن رحمة اللَّه على خلقه، ونحن الّذين بنا يفتح اللَّه وبنا يختم، ونحن أئمّة الهدى ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى، ونحن العلم المرفوع لأهل الدنيا ونحن السابقون ونحن الآخرون من تمسّك بنا لحق ومن تخلّف عنّا غرق.

ونحن قادة الغرّ المحجّلين ونحن حرم اللَّه ونحن الطريق [الواضح](٣) والصراط المستقيم إلى اللَّه عزّوجلّ [ونحن من نعم اللَّه على خلقه، ونحن المنهاج، ونحن معدن النبوّة](٤) ونحن موضع الرسالة، ونحن اُصول الدين، و[نحن الّذين](٥) إلينا تختلف الملائكة ونحن السراج لمن استضاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا، ونحن الهداة إلى الجنّة ونحن عرى الإسلام(٦) .

ونحن الجسور ونحن القناطير من مضى علينا سبق ومن تخلّف عنّا محق ونحن السنام الأعظم ونحن الّذين بنا تنزل الرحمة وبنا تسقون الغيث، ونحن الّذين بنا يصرف اللَّه عزّوجلّ عنكم العذاب، فمن أبصرنا [وعرفنا وعرف

____________________

(١) طه: ٨٢.

(٢) تأويل الآيات: ٣١٦/١ ح ١١، عنه البحار: ١٤٨/٢٤ ح ٢٦، والبرهان: ٤٠/٣ ح٥.

(٣) ليس في المصدر، وفي البحار: نحن الطريق وصراط اللَّه المستقيم إلى اللَّه.

(٤) من البحار، وليس في المصدر.

(٥) من البحار، وليس في المصدر.

(٦) في بعض المصادر: ونحن عزّ الإسلام.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574