سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام13%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 436

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 436 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 221319 / تحميل: 7350
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سِلْسلَة

مَجْمعْ مَصَائِبْ أَهْل البَيْتعليهم‌السلام

الجزْء الأوّل

منَ اللّيلة الأوْلى إلَى اللّيلَة التّاسَعة مِنَ المحرَّم

الخَطيبْ الشَّيخ محمَّدْ الهنْداويْ

دارُ المحجَّة البيضَاء

١

٢

٣

جميع الحقوق محفوظة

الطبعة الأولى

١٤٢٤ه - ٢٠٠٤م

٤

الإهداء

إلى محرر الإنسان

وقائده إلى شاطئ الأمان

إلى من نالت به الأمة الشرفا

إلى حبيب القلب

سيدي محمد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

أقدم كتابي هذا

خادمك محمد

٥

مقدمات سبع:

بسم الله الرحمن الرحيم

(١)

توطئة

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

ثم الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله السادة الطيبين الطاهرين.

وبعد

فقد تم تطوير كتاب مجمع مصائب أهل البيتعليهم‌السلام بأجزائه الثلاثة إضافةً وتصحيحا وتحقيقا وقد وضعت له مقدمات عدة أهمها، حول أوزان الشعر الشعبي كما جعلت له خاتمة بمثابة قاموس في اللهجة الشعبية العراقية وأرجعتها إلى اللغة العربية الفصحى.

وعملية التطوير هذه استغرقت سنتين وقد واجهت فيها مصاعب كثيرة ربما كانت أعقد من تلك التي واجهتها في مرحلة التأليف الأولى إلا أن الله تعالى كان المسدد لي فتغلبت عليها وهاهو الكتاب بين يدي القارئ بحلته الجديدة آملا ان ينال رضاه وأنا بانتظار ملاحظاته النافعة وسأكون شاكرا لمن يقدم لي ذلك لأن الخطأ والنسيان والنقص مما يعرض على أي إنسان.

ولا أنسى ان أشكر الأصدقاء الذين قدموا لي ملاحظاتهم واقتراحاتهم

٦

لتطوير الكتاب وأقول لهم ان ما وصل إليه الكتاب في هذه الطبعة الجديدة كان بفضل تلك المقترحات والملاحظات وان دل هذا على شيء فانما يدل على احترامكم لكتاب مجمع مصائب أهل البيتعليهم‌السلام نفعنا الله وإياكم به وجعله نورا لنا يوم نفد عليه عز وجل.

***

جوار السيدة زينبعليهما‌السلام

١٥/محرم/١٤٢٣هـ

محمد الهنداوي

٧

(٢)

مجمع مصائب أهل البيتعليهم‌السلام

خلال ثلاث عشرة سنة

ألف هذا الكتاب بناءً على رغبة طلاب معهد الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للخطابة والتبليغ في مدينة (ق) الذي كنت أدرّس فيه مادة النصوص وفن الخطابة وعندما وضعت القسم الأول منه وهو الخاص بالليالي والأيام العشر الأولى من محرم الحرام اقترح عليّ بعض الأخوة طباعته وكنت يومها متردا والسر لا أخفيه على القارئ العزيز ذلك انني كنت أفكر ان أي مؤلف إذا أراد أن يبدأ بالتأليف والكتابة فلابد ان يقدم مؤلَّفاً للقرّاء ذا مادة علمية ضخمة أما كتابي الذي اقترح عليّ طباعته فليس كذلك فهو كتاب بسيط في مادة وانا لم أقدم فيه شيئا جديدا سوى أسلوب التأليف الذي لم يسبقنِ إليه أحمد من أهل الاختصاص، فقد جمعت فيه بين الرثاء نثرا وشعرا وكفيت الخطيب مؤنة حمل الدواوين الشعرية وكتب السير والمقاتل الكثيرة.

كما انني مازلت أتذكر ردود الأفعال السلبية من بعض الأصدقاء ومفادها ان هذا التأليف لا يتناسب مع شخصيتك ويومها فكرت مليا أيهما أهم عندي مقولة بعضهم بأنني إنسان عادي أم الخدمة التي سيقدمها هذا الكتاب لخبطاء المنبر الحسيني؟ وبعد التفكير برهة من الزمن رأيت ان الثاني أهم والأول مهم فقدمت الأهم على المهم خدمة لمنبر سيد الشهداءعليه‌السلام .

ومن يتابع الإقبال الواسع على شراء الكتاب ورسائل الشكر والثناء التي

٨

تصل إلى المؤلف يعلم مدى التوفيق الذي حققه الكتاب وقد طبع أكثر من عشرين طبعة في إيران ولبنان وهاهي طبعته الجديدة ترى النور بعد جهد كبير بذله المؤلف حيث قضى أربع سنين من عمره ينقب في الكتب ويدون ما يراه مناسبا حتى جمع أكثر من مائة مجلس بالإضافة إلى ما أدخله من تعديل على المجالس السابقة كما قام بتقديم خلاصة في أول الكتاب عن الأوزان الشعرية وعمل خاتمة في آخر الكتاب لتوضيح المفردات الشعبية الغامضة.

وفقنا الله للقول السديد والفعل الحميد إنه مولانا عليه توكلنا والحمد لله رب العالمين.

***

٩

(٣)

الميزان في اختيار المصائب

نثرا وشعرا

عندما فكرت في تأليف هذا الكتاب قبل ثلاثة عشر عاما كان هاجسي هو كيف ينطبق عنوان الكتاب عليه؟ وكما هو معلوم فان المطلوب من المصائب ان تكون ذات طابع محزن وفيها إثارة عاطفية وقابلية لاستدرار الدموع ولربما كان ذلك حاصلا في بعض المصائب المقروءة ولكن ليس كل ما ذكرته مقروءا فهناك عشرات المصائب لم يذكرها الخطباء في مجالسهم لانهم يكتفون بالمشهور منها وهو الذي أخذوه من أساتذتهم او من كتب المقاتل.

وأقولها بصراحة: ان المشاهير من خطبائنا ليسوا موسوعين في جانب المصيبة فهم يكتفون بحفظ بعض المصائب مع مقاطع من الشعر الفصيح والشعبي القديم ولا يحفظون شيئنا من الشعر الجديد(١) .

وأسجل ملاحظة أخرى على الطبقة الأولى من الخطباء وهي عدم قراءتهم لمصائب الأئمة بدأً من علي بن الحسينعليه‌السلام حتى الحسن بن علي العسكريعليه‌السلام وربما تجدهم يتحولون - في نهاية الموضوع - إلى الإمام الحسينعليه‌السلام دون ان

____________________

(١) - لقد ذكر لي أحدهم انه لا يحفظ من الشعر في مسلم بن عقيلعليه‌السلام إلا ثمانية أبيات وقال لي أحدهم أنه لا يحفظ بيتا واحدا من الأبوذية وآخر حدثني انه يخجل من قراءة الأبوذية لأن المغنين يقرأون به!!

١٠

يتعرضوا إلى ما جرى للإمام صاحب الذكرى.

ومن هنا فقد جاء كتاب مجمع مصائب أهل البيتعليهم‌السلام الخاص بالأئمةعليهم‌السلام دعوه للخبطاء لاسيما الشباب ليحفظوا منه ما يحتاجون إليه وقد جعلت لكل إمام ثلاث مصائب فما فوق.

***

١١

(٤)

شعر المؤلف في كتاب

مجمع مصائب أهل البيتعليهم‌السلام

لم تكن للمؤلف سابقة مع الشعر قبل الطبعة الأخيرة من هذا الكتاب، إلا على مستوى محدود لا تتعدى مقاطع تعد على أصابع اليد، ولكنه وجد نفسه مضطرا إلى نظم الشعر الشعبي وفي بعض الأحيان إلى الفصيح، وذلك للأسباب التالية:

١- فقدان النص الشعري الذي يناسب النثر في المصيبة، لان الكتاب كان بحاجة إلى نصوص شعرية أكثر مما هو موجود من دواوين الشعر المطبوعة أو المخطوطة التي اطلعت عليها.

٢- ان هناك نصوصا نثرية لم ينظم شاعر فيها لان الشعر اهتموا بما اشتهر من المصائب فقد أذكر مثالا واحدا وهو وداع علي الأكبرعليه‌السلام للنساء وقول الإمام الحسينعليه‌السلام دعوه فقد اشتاق الحبيب إلى حبيبه ان هذا المقطع لم ينظم فيه أحد وفقا لما توفر لديّ من دواوين شعرية تربو على الثمانين ديوانا.

٣- ان هناك نصوصا ربما تضمنت المعنى الذي جاء به النثر إلا انها من الأوزان الثقيلة أوالطويلة الخالية من الرقة بحيث لو قرأت لا تكون مؤثرة.

وأمام هذا وجد المؤلف نفسه مضطرا للنظم لسد النقص وتغطية الحاجة في الحالات الثلاث المذكورة سافا. ولأجل ان يعرف القارئ نظم المؤلف عن

١٢

غيره فقد كتب تحت كل مقطوعة كلمة (للمؤلف) وفي الصدد يدعو المؤلف الأساتذة الشعراء إلى تقويم تجربتي الشعرية لأستفيد منها وأنا في غاية الشكر والامتنان.

***

١٣

(٥)

تجربة ٢٠ سنة في كتاب

مجمع مصائب أهل البيتعليهم‌السلام

لما ظهرت الطبعة الأولى من الجزء الأول والثاني من مجمع مصائب أهل البيت كان عمر تجربتي الخطابية قد بلغ السبع سنين وهاهي اليوم الطبعة الجديدة من الكتاب ترى النور وسنين تجربتي بلغت ٢٠ سنة ولذلك فإن الكتاب جاء أشمل من حيث الشمولية وأدق من حيث الدقة فقد أودعت فيه ما عندي من إبداع وتجربة في مجال العزاء ولم أدخر شيئا لنفسي بل ضمنته أسرار المهنة كلها - كما يقال - خدمةً لطلاب الخطابة الحسينية وهنا تحضرني قصة : سمعني أحد الخطباء وانا أقرأ مجلسا حسينيا في دولة خليجية وكنت أقرأ مصيبة مسموعة وليست منقولة في كتب المقاتل فقال لي: ان هذه المصيبة كنت أقرأها أنا في العراق في العشرة الأولى من المحرم فقط لعدم وجود خطيب في المجلس يسمعها لان الخطباء يسافرون إلى التبليغ في تلك الأيام، فقلت: ولماذا؟ قال: لئلا يحفظها الخبطاء ويشاركوني بقراءتها لتبقى خاصة لي!!

أقول وكان ذلك سائدا لدى الخطباء ولمسته بنفسي لدى بعضهم فلا أنسى انني طلبت ذات مرة من أحد الخطباء الكبار بيتاً واحدا من الأبوذية في حق الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ومن آخر قصيدة في السيدة رقية بنت الإمام الحسينعليه‌السلام ووعداني ولم يفيا بوعيهما.

١٤

ولا أنسى أيضا ان كثيرا من الخطباء عاتبوني يومها على انك يسرت تعلم الخطابة من خلال كتابك هذا والأشرطة الخاصة بتعليم أطوار النعي الحسيني!!

وفي الاتجاه المعاكس فلا أنسى النماذج ذات الإيثار التي قدمت الكثير لهذا الجيل من طلاب المنبر الحسيني فجزاهم الله خير الجزاء.

***

١٥

(٦)

الإمام السيد

محمد صادق الصدرقدس‌سره

يجيز نسخ كتاب مجمع مصائب أهل البيت

من حق الإمامعليه‌السلام

لقد حدثني الأخ الفاضل الشيخ مثال(١) الحسناوي: انه لما وقع بيده كتاب مجمع مصائب أهل البيتعليهم‌السلام الجزءان الأول والثاني ورأى ما فيه من فائدة لخطباء المنبر الحسيني(٢) ولما كان طالب العلم في العراق يعاني من العسر المادي فهو لا يتمكن من شراء الكتاب النافع ثم ان الكتاب في العراق تستنسخ ولا تطبع لأسباب معروفة وعليه فان ثمن الكتاب يكون باهضاً.

يقول الشيخ فجئت بالكتاب إلى سماحة السيد الإمام الصدر وشرحت له عن الكتاب وفائدته وحاجة الشباب المتوجهين إلى تعلم الخطابة إليه فما كان من السيدقدس‌سره إلا أعطاني إجازة باستنساخه من سهم الإمامعليه‌السلام

____________________

(١) - وكيل الإمام الصدر في مدينة الهندية - طويريج - وإمام الجمعة والجماعة فيها يعيش اليوم في بلاد الشام.

(٢) - وكان العراق يشهد صحوة دينية إسلامية جديدة واسعة بفضل المشروع النهضوي للإمام السيد محمد محمد صادق الصدرقدس‌سره الذي أعاد الحياة إلى كل المؤسسات الشيعية ومنها مؤسسة المنبر الحسيني ولذا فقد كان التوجه للخطابة الحسينية واسعا.

١٦

فاستنسخت منه أربعين نسخة وقدمتها إلى الخطباء الحسينين.

وكما حدثني أحد المشايخ الكربلائيين ان كتاب مجمع مصائب أهل البيتعليهم‌السلام يستنسخ بكثرة في مدينة كربلاء ويباع سرا في مكتباتها وان عليه إقبالا واسعا.

ويذكر ان الإقبال على الكتاب في البلدان التي طبع فيها أو التي سوّق إليها فاق كل التوقيعات ففي كل سنة يطبع مرتين أو أكثر ولا أنسى ما قاله لي أحد الناشرين أن كتاب مجمع مصائب أهل البيتعليهم‌السلام يحتل الصدارة في قائمة الكتب الشيعية من حيث الإقبال عليه.

ومن العلائم على ذلك ما تلقيته من اتصالات وعروض لطباعة الكتاب من دور النشر المعروفة في لبنان والخليج وإيران.

***

١٧

(٧)

أوزان الشعر الشعبي

لقد ذكرت عند كل قطعة شعرية وزنها من أجل تثقيف القارئ وأيضا لئلا تلتبس عليه الأوزان ولتساعده على أداء الطور (النغم).

وأعترف هنا وطبقا للآية الكريمة:( وَ فَوْقَ کُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ‌ ) بأنني لست حجة في هذا العلم ولذلك فقد كنت أرجع في أثناء الشك إلى الأعلام في هذا الميدان.

ولأهمية الأوزان الشعرية سأعطي خلاصة عنها بعد ذكر أسمائها، وهي:

أبوذية، بحر الطويل، بحر القصير، تجليبة، حدي، شيعتي، فايزي، مجردات، موال، موشح، نصاري، هجري. مع العلم ان هذه الأوزان المقروءة في هذا الكتاب، لا جميع الأوزان الشعبية، فإنها تبلغ العشرات ولكنها غير مستخدمة في الخطابة الحسينية.

أبوذية:

من الأوزان الشعرية المعروفة وهي من بحر الوافر وتفعيلتها (مفاعيلن مفاعيلن فعولان ) وتتكون من أربعة أشطر ثلاثة منها متحدة القافية بالجناس اللفظي مختلفة المعنى والرابع بياء مشددة مع هاء. مثال(١) :

عن لسان الحوراء زينب تخاطب أخاها الحسين (عليهما‌السلام ):

____________________

(١) - للمؤلف.

١٨

جمرك يسعر ابگلبي وناراك

او صفيت امن الحزن علّه وناراك

صدگ جسمك يرضّونه وناراك

ذبيح امسلّب امگطّع رميه

وينقل علي الخاقاني في كتابه: فنون الأدب الشعبي الحلقة الأولى ٤٩ عن سبّاح آل شاني أحد وجوه قضاء الشامية: ان أول من قالها هو حسين العبادي(١) وأول بيت له فيه في فن الأبوذية خاطب به زوجته فقال:

ترف بهواك من مثلي وله دوم

بثناياها الخلل بيّن ولهدوم

أَمِلِّ الفرس لو كبرت ولهدوم

شبصرك برذعه النامت عليه

فأحست زوجته قصده فأجابته:

جد بهواك لليهواك عمره

وعمن چه عشرتي وياك وعره

بعد ماني معك بشظاظ وعره

الكل منه انشحن وانكر خويه

أما عن سبب تسميته بالأبوذية فيرى البعض ان الأبوذية: تتكون من كلمتين (أبو) أي صاحب ومن (ذيّه) وهي مخففة (أذيّه) فيكون معناها أو قارئه لا يمكن ان يجيده إلا إذا كان مصابا بحادثة سواء كانت نفسية أو مادية مما تستوجب ألمه فيندفع بواسطته للإعراب عما يدور في خلده ولينفس كربه بواسطته. (المصدر السابق).

أقول: وأضم رأيي إلى رأي الخاقاني وأذكر هنا ما ذكرته لدى تقديمي

____________________

(١) - أقول: وأكذ لي ذلك أحد أحفاد حسين العبادي وحسين العبادي هذا من أهالي العمارة في جنوب العراق وهو من شعراء القرن الثاني عشر الهجري.

١٩

لديوان أبوذيات أبي ظاهر الطويرجاوي حيث قلت: ان أبا ظاهر لم يكن شاعرا يوم كان في بلده العراق وفي مدينة طويريج ولكن قريحته تفجرت بهذا الإبداع الشعري لاسيما الأبوذية في المهجر الذي انتهى إليه غريبا حيث لا وطن ولا أهل ولا مال وكل شيء قد فقده لاسيما أخويه وابنه.

وأما ما يتعلق بأطوار الأبوذية فانها تقرأ بجميع أطوار النصاري لانهما من وزن واحد(١) مع ملاحظة: ان الأطوار التي نقصدها هي التي يستخدمها قراء العزاء الحسيني وللعلم، إن للأبوذية عشرات الأطوار لدى أهل الغناء فقد كان المرحوم الحاج عبد الأمير الطويرجاوي(٢) يعلم ٧٢ طورا للأبوذية في مدرسةٍ للغناء ببغداد.

بحر الطويل:

من الأوزان الشعرية التي تستخدم كثيرا لدى قراء العزاء وقد نظم فيه كافة الشعراء الشعبيين ولعل أشهر نموذج منه قصيدة (يحسين ابضمايرنه) للشاعر النجفي الحاج عبد الرسول محيي الدين(٣) مع ملاحظة: ان البحر الطويل في الشعر الفصيح هو غير البحر الطويل في الشعر الشعبي.

____________________

(١) - وللمزيد راجع أشرطة تعليم الأطوار المسجلة بصوت المؤلف مع كتاب الخطابة الحسينية من دون معلم.

(٢) - المرحوم الحاج عبد الأمير الطوير جاوي ولد في قضاء طويريج وكان ذا صوت لم يسمع بمثله مارس الغناء في بداية شبابه ثم تركه وتوجه لقراءة العزاء الحسيني فأبدع فيه أيما إبداع وكان شاعراً مجيداً أيضاً.

(٣) - توفيرحمه‌الله وأنا أضع اللمسات الأخيرة على الكتاب وذلك في شهر صفر ١٤٢٣ه.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

محمد، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن جميل بن دراج، عن معتب مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول لداود بن سرحان: « يا داود أبلغ ( موالينا مني )(١) السلام، وأني أقول: رحم الله عبدا اجتمع مع آخر فتذاكر أمرنا، فإن ثالثهما ملك يستغفر لهما، وما(٢) اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر فإن في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياء أمرنا(٣) ، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا وعاد إلى ذكرنا ».

[١٢٢٢٧] ٢ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن أبي الصباح، عن خيثمة (١) الجعفي، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: أردت أن أودعه فقال: « يا خيثمة (٢) أبلغ موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله، وأوصهم أن يعود غنيهم على فقيرهم وقويهم على ضعيفهم، وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإن لقاء بعضهم بعضا في بيوتهم حياة لأمرنا، رحم الله عبدا أحيى أمرنا » الخبر.

الشيخ المفيد في العيون والمحاسن (٣) : عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن بعض أصحابه، عن

__________________

(١) في المصدر: موالي عني.

(٢) وفيه: وإن.

(٣) وفيه: أمرنا.

٢ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص ٧٩.

(١) كان في المخطوط والطبعة الحجرية. خثيمة. وهو تصحيف، صحته ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال وهو ابن عبد الرحمن الجعفي الكوفي من أصحاب الباقر عليه‌السلام . راجع معجم رجال الحديث ج ٧ ص ٨٧.

(٢) تقدم آنفا تحت رقم ١.

(٣) الفصول المختارة من العيون والمحاسن ج ٢ ص ٢٨٧.

٣٨١

خيثمة، عنه(٤) عليه‌السلام ، مثله، باختلاف يسير، وفيه: « وأن يتلاقوا في بيوتهم، وأن يتفاوضوا بعلم الدين فإن في ذلك » الخ.

٧٩ -( باب استحباب زيارة الأخ المؤمن في الصحة والمرض، والقرب والبعد، ولو من مسيرة سنة)

[١٢٢٢٨] ١ - الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال: « ان العبد المسلم إذا خرج من بيته يريد أخاه لله لا لغيره، التماس وعد (١) الله عز وجل ورغبة فيما عنده، وكل الله به سبعين ألف ملك ينادونه من خلفه إلى أن يرجع إلى منزله: ألا طبت وطابت لك الجنة ».

[١٢٢٢٩] ٢ - الصدوق في كتاب الاخوان: عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال: « من زار أخاه بظهر المصر، نادى مناد من السماء: ألا إن فلان بن فلان من زوار الله ».

[١٢٢٣٠] ٣ - الجعفريات بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث: سر أربعة أميال ( زر أخا ) (١) في الله تعالى » الخبر.

__________________

(٤) في المصدر: عن أبي عبد الله عليه‌السلام .

الباب ٧٩

١ - المؤمن ص ٥٨ ح ١٤٨.

(١) في المصدر: وجه.

٢ - مصادفة الاخوان ص ٥٦ ح ٥.

٣ - الجعفريات ص ١٨٦.

(١) ليس في المصدر.

٣٨٢

[١٢٢٣١] ٤ - مجموعة الشهيد: نقلا من كتاب الأنوار لأبي علي محمد بن همام، بإسناده إلى معروف بن أبي معروف صاحب أبي الطفيل عامر بن واثلة، الذي هو صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصاحب علي عليه‌السلام بصفين، قال: حدثني الصادق الصديق حبيب الله وسفيره محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من زار أخاه في الله، باهى الله به ملائكته، حتى إذا لقيه ناداه ملك من السماء: طبت وطاب ممشاك، حتى إذا حدثه قال الله للملكين: اكتبا له عمل سبعين نبيا، كلهم مجتهد في طاعتي، قد أهريق دمه في سبيلي، حتى إذا ضاحكه قال الله للملائكة: أشهدكم عبادي أني أضحكه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، حتى إذا آكله قال عز وجل لخزان جنته وسكانها من كرام ملائكته: أشهدكم عبادي وخزنتي من خلقي وملائكتي، أني أكرمه بالنظر إلى نوري وجلالي وكبريائي يوم القيامة، وأشهدكم أني ممن أزكيه وأطهره وأثيبه وأرضيه وأشفعه ».

٨٠ -( باب استحباب زيارة قبور المؤمنين والدعاء لهم، وتلاوة القدر سبعا عند ذلك)

[١٢٢٣٢] ١ - السيد علي بن طاووس في مصباح الزائر: إذا أردت زيارة المؤمنين فينبغي أن يكون يوم الخميس، وإلا ففي أي وقت شئت، وصفتها أن تستقبل القبلة وتضع يدك على القبر وتقول: اللهم ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، وآمن روعته، واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك، وألحقه بمن كان يتولاه،

__________________

٤ - مجموعة الشهيد.

الباب ٨٠

١ - مصباح الزائر ص ١٩٢، وعنه في البحار ج ١٠٢ ص ٢٩٩ ح ٢٥، ٢٦.

٣٨٣

ثم اقرأ « إنا أنزلناه في ليلة القدر » سبع مرات ».

وروي في صفة زيارتهم رواية أخرى، عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : نزور الموتى، فقال: « نعم » قلت: فيعلمون بنا إذا أتيناهم، قال: « أي والله ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم » قال قلت: فأي شئ نقول إذا أتيناهم؟ قال: « قل: اللهم جاف (١) الأرض عن جنوبهم، وصاعد إليك أرواحهم، ولقهم منك رضوانا، واسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم وتؤنس وحشتهم، إنك على كلّ شئ قدير، وإذا كنت بين القبور، فاقرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة، مرة واهد ذلك لهم، فقد روي أن الله يثيبه على عدد الأموات ».

وباقي أخبار الباب قد تقدم في كتاب الطهارة في أبواب الدفن.

٨١ -( باب استحباب إتيان المساجد، وأن من سبق إلى مسجد أو مشهد كان أحق به يومه أو ليلته، وإن خرج يتوضأ)

[١٢٢٣٣] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أنه قال: « سوق المسلمين كمسجدهم، الرجل أحق بمكانه حتى يقوم منه، أو تغيب الشمس ».

قال المنصف: يعني بذلك ما ليس بملك لغيره.

__________________

(١) التجافي: الترفع والتباعد. وجاف الأرض عن جنوبهم أي باعدها عن أجسامهم ولا تضيق عليهم في القبور ( راجع معجم البحرين ج ١ ص ٨٨ ولسان العرب ج ١٤ ص ١٤٨ ).

الباب ٨١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٨ ح ٢١.

٣٨٤

٨٢ -( باب استحباب الزيارة عن المؤمنين، وعن المعصومينعليهم‌السلام )

[١٢٢٣٤] ١ - الشيخ محمد بن المشهدي في المزار: روي عن بعض العلماء الصادقين عليهم‌السلام ، أنه سأل عن الرجل يصلي ركعتين أو يصوم يوما، أو يحج أو يعتمر، أو يزور رسول الله أو أحد الأئمة ( صلوات الله عليهم )، ويجعل ثواب ذلك لوالد، أو لأخ له في الدين، أو يكون له على ذلك ثواب؟ فقال: « إن ثواب ذلك يصل إلى من جعل له، من غير أن ينقص من أجره شئ ».

٨٣ -( باب استحباب انشاد الشعر في رثاء الحسين وأهل البيتعليهم‌السلام ، وبكاء المنشد والسامع)

[١٢٢٣٥] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن حسان، عن ابن أبي شعبة، عن عبد اله بن غالب قال: دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام ، فأنشدته مرثية الحسين بن علي عليهما‌السلام ، فلما انتهيت إلى هذا الموضع:

لبلية تسقو حسينا

بمسقاة الثرى غير التراب

صاحت باكية من وراء الستر يا (١) أبتاه

__________________

الباب ٨٢

١ - مزار المشهدي ص ٨٦٥، وعنه في البحار ج ١٠٢ ص ٢٥٩ ح ٦.

الباب ٨٣

١ - كامل الزيارات ص ١٠٥ ح ٣.

(١) في المصدر: و.

٣٨٥

[١٢٢٣٦] ٢ - البحار: عن بعض مؤلفات المتأخرين قال: حكى دعبل الخزاعي قال: دخلت على سيدي ومولاي علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، في مثل هذه الأيام فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب وأصحابه من حوله، فلما رآني مقبلا قال: « مرحبا بك يا دعبل مرحبا بناصرنا بيده ولسانه » ثم إنه وسع لي في مجلسه وأجلسني إلى جانبه، ثم قال لي: « يا دعبل أحب أن تنشدني شعرا، فإن هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت، وأيام سرور كانت على أعدائنا خصوصا بني أمية، يا دعبل من بكى أو (١) أبكى على مصابنا ولو واحدا كان أجره على الله، يا دعبل من ذرفت عيناه على بكى لما مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا، يا دعبل من بكى على مصاب جدي الحسين عليه‌السلام غفر الله له ذنوبه البتة » ثم إنه عليه‌السلام نهض وضرب سترا بيننا وبين حرمه، واجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدهم الحسين عليه‌السلام ، ثم التفت وقال: « يا دعبل ارث الحسين عليه‌السلام ، فأنت ناصرنا ومادحنا ما دمت حيا، فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت » قال دعبل: فاستعبرت وسالت عبرتي، وأنشأت أقول الأبيات.

[١٢٢٣٧] ٣ - ابن شهرآشوب في المناقب: حكي أن المنصور تقدم إلى موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، بالجلوس للتهنئة في يوم النيروز، وقبض ما يحمل إليه، فقال عليه‌السلام : « إني قد فتشت الاخبار عن جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلم أجد لهذا العيد خبرا، وأنه سنة للفرس ومحاها الاسلام، ومعاذ الله أن نحيي ما محاه

__________________

٢ - البحار ج ٤٥ ص ٢٥٧ ح ١٥.

(١) في المصدر: و.

٣ - المناقب لابن شهر أشوب ج ٤ ص ٣١٨.

٣٨٦

الاسلام » فقال المنصور: إنما نفعل هذا سياسة للجند، فسألتك بالله العظيم الا جلست، فجلس ودخلت عليه الملوك والأمراء والأجناد يهنئونه، ويحملون إليه الهدايا والتحف، وعلى رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل، فدخل في آخر الناس رجل شيخ كبير السن، فقال له: يا بن بنت رسول الله، إنني رجل صعلوك لا مال لي أتحفك، ( ولكن أتحفك )(١) بثلاث أبيات قالها جدي في جدك الحسيني بن عليعليهما‌السلام :

عجبت لمصقول علاك فرنده

يوم الهياج وقد علاك غبار

ولأسهم نفذتك دون حرائر

يدعون جدك والدموع غزار

الا تقضقضت(٢) السهام وعاقها

عن جسمك الاجلال والاكبار

قال عليه‌السلام : « قبلت هديتك اجلس بارك الله فيك » ورفع رأسه إلى الخادم وقال: « امض إلى أمير المؤمنين وعرفه بهذا المال وما يصنع به » فمضى الخادم وعاد وهو يقول: كلها هبة مني له يفعل به ما أراد، فقال موسى عليه‌السلام للشيخ: « إقبض جميع هذا المال، فهو هبة مني لك ».

٨٤ -( باب استحباب مدح الأئمةعليهم‌السلام بالشعرورثائهم به وانشائه فيهم، ولو في شهر رمضان، ويوم الجمعة، وفي الليل)

[١٢٢٣٨] ١ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي الحسن علي بن بلال المهلبي،

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) في المخطوط: تغضغضت، وما أثبتناه من المصدر، تقضقض الشئ: تكسر وتحطم ( لسان العرب ج ٧ ص ٢٢٣ ).

الباب ٨٤

١ - أمالي المفيد ص ٣٠١ ح ٣.

٣٨٧

عن النعمان بن أحمد القاضي الواسطي، عن(١) إبراهيم بن عرفة النحوي، عن(٢) أحمد بن رشيد بن خيثم الهلالي، عن عمه سعيد بن خيثم، عن مسلم الغلابي قال: جاء اعرابي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذكر أنه شكا الجدب وقلة المطر، وأنشد أبياتا، فاستسقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما رد يده إلى نحره حتى أحدق السحاب بالمدينة كالإكليل فمطمروا، ثم انجاب السحاب، فضحك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: « لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه، من ينشدها؟ » فأنشد ابن الخطاب بيتا، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « هذا من قول حسان » فقام علي بن أبي طالبعليه‌السلام وقال: « كأنك أردت يا رسول الله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل »

وذكر أبياتا بعدها، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أجل.، فقام رجل من كنانة فقال:

لك الحمد والحمد ممن شكر، وأنشد أبياتا، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « بوأك الله يا كناني بكل بيت قلته بيتا في الجنة ».

[١٢٢٣٩] ٢ - السيد المرتضى في الغرر والدرر: أخبرنا علي بن محمد الكاتب قال: أخبرنا محمد بن يحيى الصولي قال: لما بايع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليهم‌السلام بالعهد، وأمر الناس بلبس الخضرة، صار إليه دعبل بن علي وإبراهيم بن العباس الصولي، وكانا صديقين

__________________

(١) في المصدر: قال: وأخبرنا.

(٢) وفيه: قالا: حدثنا.

٢ - الغرر والدرر ج ٢ ص ١٣٠.

٣٨٨

لا يفترقان، فأنشد دعبل:

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

وأنشد إبراهيم بن العباس على مذهبه قصيدة أولها:

أزالت عزاء القلب بعد التجلد

مصارعة أولاد النبي محمد

قال: فوهب لهما عشرين ألف درهم من الدراهم التي عليها اسمه، وكان المأمون أمر بضربها في ذلك الوقت، فأما دعبل فصار بالشطر منها إلى قم، فاشترى أهلها منه كلّ درهم بعشرة دراهم، فباع حصته بمائة ألف درهم، وأما إبراهيم بن العباس فلم يزل عنده بعضها إلى أن مات.

[١٢٢٤٠] ٣ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: حدثني الشريف محمد بن عبيد الله الحسيني، عن أبيه، عن أبي الحسن أحمد بن محبوب قال: سمعت أبا جعفر الطبري يقول: حدثنا هناد بن السري قال: رأيت أمير المؤمنين عليه‌السلام ( في المنام، فقال لي: يا هناد، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين ) (١) قال: « أنشدني قول الكميت:

ويوم الدوح دوح غدير خم

أبان لنا الولاية لو أطيعا
 

ولكن الرجال تبايعوها

فلم أر مثلها أمرا شنيعا »

قال: فأنشدته فقال: « خذ إليك يا هناد. فقلت: هات يا سيدي، فقال:

ولم أر مثل ذاك اليوم يوما

ولم أر مثله حقا أضيعا

__________________

٣ - كنز الفوائد ص ١٥٤.

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

٣٨٩

[١٢٢٤١] ٤ - أبو علي ابن شيخ الطائفة في أماليه: عن أبيه: عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن علي بن محمد العسكري عليه‌السلام ، عن آبائه، عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، قال: « كنت عند سيدنا الصادق عليه‌السلام ، إذ دخل عليه أشجع السلمي يمدحه، فوجده عليا فجلس وأمسك، فقال له سيدنا الصادق عليه‌السلام : عد عن العلة واذكر ما جئت له، فقال:

ألبسك الله منه عافية

في نومك المعترى وفي أرقك

يخرج من جسمك السقام كما

أخرج ذل السؤال من عنقك

فقال: « يا غلام أيش معك؟ قال: أربعمائة درهم، قال: أعطها للأشجع قال: فأخذها وشكر وولى، فقال: ردوه، فقال، يا سيدي سألت فأعطيت وأغنيت، فلم رددتني؟ قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: خير العطاء ما أبقى نعمة باقية، وأن الذي أعطيتك لا يبقي لك نعمة باقية، وهذا خاتمي فإن أعطيت به عشرة آلاف درهم، وإلا فعد إلى وقت كذا وكذا أوفك إياها، قال يا سيدي قد أغنيتني » الخبر.

[١٢٢٤٢] ٥ - الكشي في رجاله: عن نصر بن الصباح، عن إسحاق بن محمد البصري، عن علي بن إسماعيل، عن فضيل الرسان قال: دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام ، بعد ما قتل زيد بن علي عليه‌السلام ، فأدخلت بيتا جوف بيت، فقال: « يا فضيل قتل عمي زيد » فقلت: نعم جعلت فداك، قال: « رحمه الله، أما أنه كان مؤمنا، وكان عارفا، وكان عالما، وكان صدوقا، أما أنه لو ظفر

__________________

٤ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٨٧.

٥ - رجال الكشي ج ٢ ص ٥٦٩ ح ٥٠٥.

٣٩٠

لوفى أما أنه لو ملك لعرف كيف يضعها(١) . قلت يا سيدي ألا أنشدك شعرا؟ قال: « أمهل » ثم أمر بستور فسدلت، وبأبواب ففتحت ثم قال: « انشد » فأنشدته.

لام عمرو. الأبيات.

قال: سمعت نحيبا من وراء الستر، وقال: « من قال هذا الشعر؟ » قلت: السيد ابن محمد الحميري فقال: « رحمه الله » فقلت: إني رأيته يشرب النبيذ، فقال « رحمه الله » قلت: إني رأيته يشرب النبيذ الرستاق، قال: « تعني الخمر » قلت: نعم، قال: « رحمه الله، وما ذلك على الله أن يغفر لمحب علي عليه‌السلام ».

[١٢٢٤٣] ٦ - وفيه: قال: قال نصر بن الصباح: عبد الله بن غالب، الشاعر الذي قال له أبو عبد الله عليه‌السلام : « إن ملكا يلقي عليه الشعر، وإني لأعرف ذلك الملك ».

[١٢٢٤٤] ٧ - مجموعة الشهيد (ره): نقلا من كتاب الأنوار لأبي علي محمد بن همام، قال: حدثني ابن أبي الثلج قال: حدثنا، كذا.

الهاشمي، عن زكريا بن يحيى الطائي، عن أبي حصين، عن جمعة بن كذا. قال: أتى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله اني أريد أن امتدحك، فقال: « قل يا عم لا فض الله فاك » فقال: من قبلها كنت في الظلال وفي الأبيات

__________________

(١) في نسخة: يصنعها.

٦ - رجال الكشي ج ٢ ص ٦٣٠ ح ٦٢٦.

٧ - مجموعة الشهيد.

٣٩١

[١٢٢٤٥] ٨ - البحار: وجدت في بعض تأليفات أصحابنا، انه روى بإسناده عن سهيل بن ذبيان (١) ، قال: دخلت على الإمام علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام في بعض الأيام، قبل أن يدخل عليه أحد من الناس، فقال لي: « مرحبا بك يا بن ذبيان، الساعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا. فقلت: لماذا يا بن رسول الله؟ فقال عليه‌السلام : لمنام رأيته البارحة وقد أزعجني وأرقني » فقلت: خيرا يكون إن شاء الله تعالى فقال: عليه‌السلام « يا بن ذبيان رأيت كأني قد نصب لي سلم فيه مائة مرقاة فصعدت إلى أعلاه » فقلت: يا مولاي أهنئك بطول العمر، وربما تعيش مائة سنة لكل سنة مرقاة (٢) فقال لي عليه‌السلام : ما شاء الله كان - ثم قال - يا بن ذيبان، فلما صعدت إلى أعلى السلم رأيت كأني دخلت في قبة خضراء يرى ظاهرها من باطنها، ورأيت جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا فيها، وإلى يمينه وشماله غلامان حسنان يشرق النور من وجوههما، ورأيت امرأة بهية الخلقة، ورأيت بين يديه شخصا بهي الخلقة جالسا عنده، ورأيت رجلا واقفا بين يديه، وهو يقرأ هذه القصيدة:

لام عمرو باللوى مربع، فلما رآني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال لي، مرحبا بك يا ولدي يا علي بن موسى الرضا، سلم على أبيك علي عليه‌السلام ، فسلمت عليه.

ثم قال لي: سلم على أمك فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، فسلمت عليها، فقال لي: وسلم على أبويك الحسن والحسين عليهما‌السلام ،

__________________

٨ - البحار ج ٤٧ ص ٣٢٨.

(١) في البحار: سهل بن ذبيان.

(٢) في البحار: مرقاة سنة.

٣٩٢

فسلمت عليهما، ثم قال لي: وسلم على شاعرنا ومادحنا في دار الدنيا السيد إسماعيل الحميري، فسلمت عليه وجلست، فالتفت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السيد إسماعيل، وقال له: عد إلى ما كنا فيه من انشاد القصيدة، فأنشد يقول:

لام عمرو باللوى مربع

طامسة أعلامه بلقع

فبكي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما بلغ إلى قوله:

ووجهه كالشمس إذ تطلع:

بكى النبي وفاطمة ( صلوات الله عليهما ) ومن معه، ولما بلغ إلى قوله:

قالوا له لو شئت أعلمتنا

إلى من الغاية والمفزع

رفع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يديه وقال: إلهي أنت الشاهد علي وعليهم، اني أعلمتهم أن الغاية والمفزع علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأشار بيده إليه، وهو جالس بين يديه ( صلوات الله عليه )، قال علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام : فلما فرغ السيد إسماعيل الحميري من انشاد القصيدة، التفت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلي وقال: يا علي بن موسى، احفظ هذه القصيدة، ومر شيعتنا بحفظها، وأعلمهم أن من حفظها وأدمن قراءتها ضمنت له الجنة على الله تعالى، قال الرضا عليه‌السلام : ولم يزل يكررها علي حتى حفظتها منه » الخبر.

[١٢٢٤٦] ٩ - الصدوق في العيون: عن أحمد بن زياد الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الصلت الهروي قال: سمعت دعبل بن

__________________

٩ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٢٦٥ ح ٣٥.

٣٩٣

علي الخزاعي يقول: أنشدت(١) مولاي علي بن موسى الرضاعليهما‌السلام ، قصيدتي التي أولها:

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما انتهيت إلى قولي:

خروج امام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله والبركات

يميز فينا كلّ حق وباطل

ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضا عليه‌السلام بكاء « شديدا »، ثم رفع رأسه إلي فقال لي: « يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين » الخبر.

[١٢٢٤٧] ١٠ - القطب الراوندي في الخرائج: روي أن علي بن الحسين عليهما‌السلام ، حج في السنة التي حج فيها هشام بن عبد الملك وهو خليفة، فاستجهر (١) الناس منه عليه‌السلام وتشوقوا (٢) وقالوا لهشام: من هو؟ قال هشام: لا اعرفه لئلا، يرغب الناس فيه، فقال الفرزدق وكان حاضرا: أنا أعرفه:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

إلى آخر القصيدة، فبعثه هشام وحبسه ومحا اسمه من الديوان، فبعث إليه علي بن الحسين عليهما‌السلام بدنانير (٣) فردها، وقال: ما

__________________

(١) في المصدر: لما أنشدت.

١٠ - الخراج والجرائح ص ٧٠.

(١) استهجر: جهرت الشئ: إذا كان في عينك عظيما، وجهرت الرجل كذلك ويقال: رأيت جهر فلان: أي هيئة ( معجم مقابيس اللغة ( جهر ) ج ١ ص ٤٨٧ ).

(٢) ليس في المصدر.

(٣) وفيه: بصلة.

٣٩٤

قلت ذلك إلا ديانة، فبعث بها إليه أيضا وقال: « قد شكر الله لك ذلك » فلما طال الحبس عليه وكان يوعده القتل، فشكا ذلك إلى علي بن الحسينعليهما‌السلام ، فدعا له فخلصه الله، فجاء إليه وقال: يا بن رسول الله، انه محا اسمي من الديوان، فقال: « كم كان عطاؤك؟ » قال: كذا، فأعطاه لأربعين سنة وقالعليه‌السلام : « لو علمت أنك تحتاج إلى أكثر من هذا لأعطيتك » فمات الفرزدق بعد أن مضى أربعون سنة.

ورواه الكشي (٤) في رجاله: عن محمد بن مسعود، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن أحمد بن مجاهد، عن العلاء بن محمد بن زكريا، عن عبيد الله بن محمد بن عائشة، عن أبيه، قال: إن هشام بن عبد الملك حج في خلافة عبد الملك والوليد، فطاف بالبيت فأراد أن يستلم الحجر فلم يقدر عليه من الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام، فبينا هو كذلك إذ اقبل علي بن الحسين عليهما‌السلام ، وعليه إزار ورداء من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة، بين عينيه سجادة كأنها ركب (٥) عنز، فجعل يطوف بالبيت فإذا بلغ موضع الحجر تنحى الناس عنه حتى يستلمه، هيبة له واجلالا، فغاظ ذلك هشاما، فقال له رجل من أهل الشام: يا هشام من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة، وأفرجوا له عن الحجر؟ فقال هشام: لا اعرفه، لئلا يرغب فيه أهل الشام، فقال الفرزدق وكان حاضرا: لكني اعرفه، فقال الشامي: من هذا يا أبا فراس؟ فقال: هذا الذي الخ

__________________

(٤) رجال الكشي ج ١ ص ٣٤٣ ح ٢٠٧.

(٥) في المصدر: ركبة.

٣٩٥

قال: فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق، فحبس بعسفان بين مكة والمدينة، فبلغ ذلك علي بن الحسين عليهما‌السلام ، فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال: « اعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به » فردها وقال: يا بن رسول الله ما قلت الذي قلت، الا غضبا لله ولرسوله، وما كنت لأرزأ عليه شيئا، فردها عليه، وقال عليه‌السلام : « بحقي عليك لما قبلتها، فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك » فقبلها الخبر.

[١٢٢٤٨] ١١ - كتاب عبد الملك بن حكيم: عن الكميت بن زيد قال: لما أنشدت أبا جعفر عليه‌السلام مدائحهم، قال لي: « يا كميت طلبت بمدحك إيانا لثواب دنيا أو لثواب آخرة؟ » قال قلت: لا والله ما طلبت إلا ثواب الآخرة. قال: « أما لو قلت ثواب الدنيا قاسمتك مالي، حتى النعل والبغل » إلى أن قال: قلت: جعلت فداك، فما تأمرني في الشعر فيكم؟ قال: « أقول (١) لك ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لحسان بن ثابت: لن يزال (٢) معك روح القدس، ما دمت تمدحنا أهل البيت ».

[١٢٢٤٩] ١٢ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر عليه‌السلام ، أن الكميت دخل عليه فأنشده أشعارا قالها فيه، فقال له أبو جعفر: « رحمك الله يا كميت، لو كان عندنا مال حاضر لأعطيناك رضاك » فقال كميت: جعلت فداك والله ما امتدحتكم وأنا أريد على ذلك

__________________

١١ - كتاب عبد الملك بن حكيم ص ١٠٠.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المخطوط: يزل، وما أثبتناه من المصدر.

١٢ - دعام الاسلام ج ٢ ص ٣٢٣ ح ١٢٢٠.

٣٩٦

عاجل دنيا، ولكني أردت الله ورسوله، قالعليه‌السلام : « فإن لك بامتداحنا ما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت، قال لهما: لن تزالا تؤيدان بروح القدس، ما ذببتما(١) عنا بألسنتكما ».

[١٢٢٥٠] ١٣ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الحسين بن أحمد بن سلمة اللؤلؤي، عن محمد بن المثنى، عن أبيه، عن عثمان بن يزيد، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال: دخلت عليه فشكوت إليه الحاجة، فقال: « يا جابر ما عندنا درهم » قال: فلم ألبث أن دخل عليه الكميت، فقال له: جعلت فداك، أرأيت أن تأذن لي في أن أنشدك قصيدة؟ فقال: « انشدها » فأنشد قصيدة فقال: « يا غلام اخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت » ( فأخرج الغلام بدرة فدفعها إليه ) (١) ، فقال له: جعلت فداك، أرأيت أن تأذن لي أن أنشدك أخرى؟ فقال: « انشد » فأنشده قصيدة أخرى، فقال: « يا غلام اخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت فأخرج الغلام بدرة فدفعها إليه، فقال له، جعلت فداك، أرأيت أن تأذن لي أن أنشدك ثالثة؟ فقال له: « انشد » فأنشده فقال: « يا غلام اخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إليه » فقال له الكميت: والله ما امتدحتكم ( لعرض الدنيا ) (٢) أطلبه منكم، وما أردت بذلك إلا صلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وما أوجبه الله لكم علي من الحق قال: فدعا له أبو جعفر عليه‌السلام ، ثم قال: « يا غلام ردها إلى

__________________

(١) في المخطوط: ذبيتما، وما أثبتناه من المصدر.

١٣ - الاختصاص ص ٢٧١.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: لغرض دنيا.

٣٩٧

مكانها » الخبر.

٨٥ -( باب أنه لا يجوز أن يخاطب أحد بإمرة المؤمنين إلا علي بن أبي طالبعليه‌السلام )

[١٢٢٥١] ١ - أبو علي ابن الشيخ الطوسي في أماليه: عن أبيه، عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما أسري بي إلى السماء، كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلي ربي ما أوحى، ثم قال: يا محمد اقرأ على (١) علي بن أبي طالب عليه‌السلام : أمير المؤمنين، فما سميت به أحدا قبله ولا أسمي به (٢) أحدا بعده ».

[١٢٢٥٢] ٢ - الصدوق في العلل: عن علي بن أحمد الدقاق ومحمد بن محمد بن عصام الكليني، عن الكليني، عن القاسم بن العلاء، عن إسماعيل الفزاري (١) ، عن محمد بن جمهور، عن ابن أبي نجران، عمن ذكره، عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام : يا بن رسول الله، لم سمي علي أمير المؤمنين؟ وهو اسم ما سمي به أحمد قبله، ولا يحل لاحد بعده الخبر.

__________________

الباب ٨٥

١ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٠١.

(١) ليس في المصدر.

(٢) وفيه: بهذا.

٢ - علل الشرائع ص ١٦٠ ح ١.

(١) في المخطوط: الفرازي، وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب. راجع تنقيح المقال ج ٣ ص ٥٥.

٣٩٨

[١٢٢٥٣] ٣ - ابن شهرآشوب في المناقب: قال رجل للصادق عليه‌السلام : يا أمير المؤمنين، فقال: « مه إنه لا يرضى بهذه التسمية أحد، إلا ابتلاه الله (١) ببلاء أبي جهل ».

[١٢٢٥٤] ٤ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن علي بن الحسن، عن محمد ابن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن السندي، عن محمد بن عمرو، عن أبي الصباح مولى (١) آل سام، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام ، إذ دخل علينا رجل من أهل السواد، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته (٢) ، ثم اجتذبه وأجلسه إلى جنبه، فقلت: لأبي المغرا أو قال لي أبو المغرا: ان هذا الاسم ما كنت أرى أن أحدا يسلم به إلا ( على ) (٣) أمير المؤمنين علي ( صلوات الله عليه )، فقال لي أبو عبد الله: « يا أبا صباح انه لا يجد عبد حقيقة الايمان، حتى يعلم أن لآخرنا ما لأولنا ».

في البحار (٤) : هذا الخبر نادر، لا يصلح لمعارضة الأخبار الكثيرة الدالة على المنع من إطلاق أمير المؤمنين على غير علي عليه‌السلام ،

__________________

٣ - المناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ٥٥.

(١) في المصدر: أبتلي.

٤ - الاختصاص ص ٢٦٧.

(١) في المخطوط. ابن مولى. وما أثبتناه من الصواب. راجع معجم رجال الحديث ج ٢١ ص ١٩٢.

(٢) في المصدر زيادة: قال له أبو عبد الله عليه‌السلام : السلام عليك ورحمة الله بركاته.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) البحار ج ٣٧ ص ٣٣٢ ح ٧١.

٣٩٩

ويمكن حمله على أنه إنما رد(٥) السائل لتوهمه أن معنى هذا الاسم غير حاصل فيهمعليهم‌السلام ، ولا شك أن المعنى حاصل فيهم، وإنما الممنوع إطلاق الاسم لمصلحة، على أنه يحتمل أن يكون المنع أيضا على سبيل المصلحة، لئلا يجترئ غيرهمعليهم‌السلام في ذلك.

وقال ابن شهرآشوب في المناقب: ولم يجوز أصحابنا أن يطلق هذا اللفظ لغيره من الأئمة عليهم‌السلام (٦) .

[١٢٢٥٥] ٥ - أحمد بن محمد السياري في التنزيل والتحريف: عن محمد بن إسماعيل، عن بعض أصحابنا قال: دخل رجل على أبي عبد الله عليه‌السلام ، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقام أبو عبد الله عليه‌السلام قائما، وقال: « مه إن هذا الاسم لا يصلح لاحد إلا لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، ولم يسم به أحد فرضي به إلا كان مأبونا (١) ، وإن لم يكن فيه أبلي به، وهو قول الله عز وجل: ( ان يدعون من دونه إلا إناثا وان يدعون إلا شيطانا مريدا ) (٢) ».

[١٢٢٥٦] ٦ - الحسن بن سليمان الحلي في كتاب المحتضر: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « لما أسري بي إلى السماء، ثم من سماء إلى سماء، ثم إلى سدرة المنتهى، وقفت (١) بين ربي عز وجل، فقال

__________________

(٥) في المخطوط. أراد.، وما أثبتناه من البحار.

(٦) المناقب ج ٣ ص ٥٥.

٥ - التنزيل والتحريف ص ١٩.

(١) في المصدر: مأثوما.

(٢) النساء ٤: ١١٧.

٦ - المحتضر ص ١٤٧.

(١) في المصدر: أوقفت.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436