سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ١

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 436

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 436
المشاهدات: 202702
تحميل: 6075


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 436 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 202702 / تحميل: 6075
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الجابري، الاهجيني، المقطوع، المنسجم، الحلّاوي وغيرها وكلها أوزان يقرأها الرواديد في (اللطميات والگعدات).

هذا ما أردت بيانه كمقدمة للجزء الأول من كتاب مجمع مصائب أهل البيتعليهم‌السلام داعيا المولى جل اسمه ان يجعله ذخرا لي ولوالدي والحمد لله رب العالمين.

***

٤١

٤٢

الليلة الأولى

٤٣

٤٤

المجلس الأول

القصيدة: للسيد جعفر الحلي ت ١٣١٥ه

كم يا هلالَ محرمٍ تُشجينا

ما زال قوسك نبلُه يرمينا

كلُّ المصائبِ قد تهون سوى التي

تركت فؤادَ محمدٍ محزونا

يومٌ به ازدلفتْ طفاةُ أميةٍ

كي تَشفينَّ من الحسين ضغونا

نادى ألا هل من معين لم يجد

إلا المحددةَ الرقاقَ معينا

فهوى على وجه الصعيد مبضعا

ما نال تغسيلا ولا تكفينا

وسروا بنسوته على عُجُف المطا

تطوي سهولا بالفلا وحزونا

أو مثلُ زينبَ وهي بنت محمد

برزتع تخاطب شامتا ملعونا

فغدا بمحضرها يقلّب مبسما

كان النبي برشفهِ مفتونا

نثرت عقيق دموعِها لما غدا

بعصاه ينكُتُ لؤلؤا مكنونا(١)

(فائزي)

هلّت الشيعه بالحزن يهلال عاشور

او نصبت مياتم للعزيّه او تلطم اصدور

اهلال المحرم ليش اشوفك كاسف اللون

لابس سوادك ليش گلي اشصار بالكون

____________________

(١) - سحر بابل وسجع البلابل.

٤٥

ون الهلال او گال سيد الرسل محزون

او كل العوالم محزنه والدين مقهور

من حين هلّ الشهر هلّ إبكل الأحزان

اوجدد مصاب اللي گضه بالطف حيران

ناحت عليه أملاكها والإنس والجان

على قتيل اللي گضه بالطف منحور

وأعظم مصيبة ذوبت مهجة أفادي

أهل المدينة سمعوا الزهره تنادي

عاشور جاني او زاد حزني على أولادي

نصبت مياتم يا خلگ في وسط الاگبور

صاحت او منها الدمع فوگ الخد مسجوم

ما ظنّتي من هلسفر يرجع المظلوم

هل المحرم وامتلا گلبي بالهموم

من حين شفت الشهر صار الگلب مكسور

الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام وشهر المحرم

يقول الإمام الصادقعليه‌السلام كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يُرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام منه فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبة وبكائه ويقول هو اليوم الذي قتل فيه الحسين.

وكانعليه‌السلام يطلب من الشعراء أن يرثوا الحسين بما جادت به قرائحهم،

٤٦

وكان يأمرهم أن ينشدوا بصوت حزين، فإذا حضر الراثي(١) ضرب لعياله سترا، وأجلسهم خلفه. وكان الإمام الصادقعليه‌السلام يشجع الشعراء على نظم الشعر في الحسين بأقواله الكثيرة، كقولهعليه‌السلام : (ما من أحد قال في الحسين شعرا فكبى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة، وغفر له).

ودخل عليه ذات يوم السيد الحميري فاقل له الإمام: أنشدني في الحسين شعرا، وقام الإمام وضرب سترا لنسائه، وأطفاله، وأجلسهم خلف الستر، وجلس حزينا باكيا على مصيبة جده الحسينعليه‌السلام ومن حوله أصحابه يقول السيد الحميري فأنشأت:

امرُرْ على جَدَثِ الحسينِ

فقلْ لأعظُمِه الزكّيهْ

يا أعظُما مازِلتِ من

وطفاءَ ساكبةٍ رويّهْ

وإذا مررتَ بقبرِه

فأَطِل به وقفَ المـَطيّهْ

وابكِ المطهَر للمطهرِ

والمطهرةَ التقيَّه

كبكاءِ معولةٍ أتَتْ

يوما لواحدِها المـَنيَّهْ

يقول الحميري: فرأيت دموع جعفر بن محمد تتحادر على خديه، وارتفع الصراخ من داره حتى أمرني بالإمساك.

وكانعليه‌السلام إذا مرت عليه مصيبة يتذكر مصيبة جده الحسينعليه‌السلام ويذكّر بها أصحابه، ومن ذلك لما أمر المنصور الدوانيقي محمد بن عبد الملك عامله على المدينة أن يحرق على أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام داره فجاء ومعه جلاوزته

____________________

(١) - أي منشد الشعر الحزين.

٤٧

بالحطب فوضعوه على باب دار الإمامعليه‌السلام وأضرموا فيه النار فلما أخذت النار ما في الدهليز تصايحت العلويات داخل الدار وارتفعت أصواتهن فخرج الإمامعليه‌السلام وعليه قميص وإزار وفي رجليه نعلان فجعل يخمد النار، ويطفئ الحريق حتى قضى عليها فلما كان الغد دخل عليه بعض شيعته يسألونه فوجدوه حزينا باكيا فقالوا: ممن هذا التأثر والبكاء؟ أمن جرأة القوم عليكم أهل البيت وليس منهم بأول مرة؟ فقال الإمامعليه‌السلام : لا ولكن لما أخذت النار ما في الدهليز نظرت إلى نسائي وبناتي يتراكضن في صحن الدار من حجرة إلى حجرة، ومن مكان إلى مكان هذا وأنا معهن فتذكرت فرار عيال جدي الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء من خيمة إلى خيمة ومن خباء إلى خباء والمنادي ينادي: أحرقوا بيوت الظالمين.

(نصاري)

نادى ابن سعد حرگوها الخيام

اولا ترحمون هل نسوه والايتام

وُلْكُمْ كل أهل هلبيت ظلام

او يزيد اليوم منهم ياخذ الدين

غدت زينب تنادي الغوث يا ياب

علينه الحگ يحيدر داحي الباب

يبويه گوم طفي نار الاطناب

يبويه انت غياث المستغيثني

عَفيه اشلون ظلت بيهن أرواح

بواچي او خوف دگ او لطم واصياح

بچت زينب او صفگت راحٍ ابراح

او صاحت آه يا روحي اشتحملين

(فائزي)

من شبوا النيران فرت كل العيال

بس العقيلة اتحيرت والدمع همّال

٤٨

نادى عدوها اشحيرك يربات الادلال

نادت او مثل المطر يهمل مدمع العين

عدنه عليل امن المرض ما يگدر ايگوم

نايم طريح اوسادته بالخيم يا گوم

هوّه البحيه من نسل هاشم او مخزوم

او هو الشريده إلّي بگت من خلفة احسين

( تخميس )

ألا يا كرامَ الحيِّ عبتمْ جميعُكمْ

وخلفتموا بالطفِّ تبكي نساؤُكمْ

حواسرَ بين القوم تدعوا وراءكمْ

أحبايَ لو غيرُ الحِمامِ أصابكمْ

عَتَبتُ ولكن ما على الموت مَعْتَبُ

٤٩

المجلس الثاني

القصيدة: للسيد جواد القزويني الهنداوي

ت١٣٥٨ه

ما للأحبة لا يُؤون خِلّانا

هلّا دَرَوا أننا حانت منايانا

فهل بدا من محبٍّ يوم فُرقتِهم

ذنب لذاك استحقوا فيه هجرانا

ما هاجني حبُّهم يوما ولا ذرفت

عياني من بعدهم دمعا وعقيانا

لكنْ سمعتُ بشهرٍ فيه قد لَبستْ

آلُ الرسول ثيابَ الحزنِ ألوانا

هيّجتَ يا شهرُ ما في القلبِ من شجنٍ

إذ فيكَ أضحى رسول الله ثكلانا

والبضعةُ الطهرُ أضحت فيكَ ثاكلةً

تردّدُ الشجوَ ألحانا فألحانا

بل فيك أضحى أبو السجاد منعفرا

بعرصةِ الطَفِّ فوق التربِ عَطشانا

أبكي الحسينَ وحيدا لا نصيرَ له

إلا المهندَ والخطيَّ أعوانا

أبكيه منعفرَ الجثمانِ قد رفعوا

فوق القناةِ محيَّاً منه إعلانا

يتلوا من الكهف آياتٍ يرتلها

أبدى بها للورى آياً وبرهانا(١)

(مجردات)

ياليت لن لا هل الهلال

او لا بي ظعنه امن الوطن شال

بس ما وصلنه الكربله مال

علينا الفزع واتغيّر الحال

____________________

(١) - نقلا عن صحيفة لواء الصدر، عدد ٢٥٧.

٥٠

لزموا عدانه الماي بالحال

او هاجت هلي او گومي اعله

او حاموا امخيمهم والعيال

وبيومهم تتضارب أمثال

اشبيدي الگدر گرَّب الآجال

او ضلوا ضحايه او مَلْهم اضلال

أو عگبهم خذونه فوگ الأجمال

ايساره او كتفونه بالاحبال

تبكي الحرم واتلوع الأطفال

ذلنه او هظمنه ايصدع الاجبال

(أبوذية)

اهلال الكِدر والأحزان هلّيت

او دِمَهْ عين الموالي بيك هلّيت

يشهر النوح علاسلام هليت

لا تظهر او تفرح بيك اميه

السيدة الزهراءعليها‌السلام وشهر المحرم

لم تكن السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام غائبة عن مأساة كربلاء بل كانت حاضرة بروحها وشاهدت تلك المشاهد المروعة من عطش الأطفال وذبحهم وقتل الحسين وأصحابه إلى سبي النساء وفصل الرؤوس عن الأجساد، وكانت روحها تنتقل مع رأس الحسينعليه‌السلام من مكان إلى مكان ومن بلد إلى بلد وشعارها:

أنا الوالده والگلب لهفان

وادوّر عزه ابني وين ما كان

ابني ذبيح او ماله اكفان

او لعبت عليه الخيل ميدان

وقد روي أن عمر بن سعد لما بعث برأس الحسينعليه‌السلام مع خَوَلي بن يزيد الأصبحي إلى ابن زياد أقبل خولي بالرأس الشريف إلى قصر الإمارة فوجد باب القصر مغفا فأتى بالرأس إلى منزله وله امرأتان امرأة من بني أسد

٥١

وأخرى حضرمية يقال لها النوار فآوى إلى فراشها فقالت له ما الخبر؟ فقال: جئتك بالذهب هذا رأس الحسين معكِ في الدار فقالت: ويلك جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن رسول الله؟ والله لا جمعت رأسي ورأسك وسادة أبدا قالت فقمت من فراشي فخرجت إلى الدار ودعا بالأسدية فأدخلها عليه فما زلت والله أنظر إلى نور مثل العمود يسطع من الاجانة التي فيها رأس الحسينعليه‌السلام إلى السماء ورأيت طيورا بيضاء حولها وحول الرأس(١) وفي بعض المقاتل أن هذه المرأة سمعت نوحا وأنينا من جانب الرأس وقائلة تقول بني حسين قتلوك ومن شرب الماء منعوك أتراهم ما عرفوا من أمك وأبوك.

(مجردات)

أنا الوالده المذبوح ابنها

او طول الدهر ماگل حزنها

مصيبة او يشيب الطفل منها

سبعين جثه ابدور چنها

بالمعركة محّد دفنها

او زينب حده الحادي ابضعنها

(مجردات)

وينه اليواسيني ابدمعته

على ابني الذي حزّوا رگبته

او تمت ثلث تيام جثته

اويلاه يبني الماحضرته

ولا غسلت جسمه او دفنته

(مجردات)

وينه اليواسيني يشيعه

عله احسين واصحابه ورضيعه

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٥، محمد باقر البهبهاني.

٥٢

وابن والده عين الطليعه

أبو فاضل اكفوفه گطيعه

مطروح نايم علشريعه

ويروى أيضا أنه ما رفع حجر في تلك الفترة إلا ووجدوه ملطخا بالدم ووجدوا حجرا مكتوبا عليه بالدم عن لسان الزهراءعليها‌السلام :

أنا درٌّ من السما نثروني

يومَ تزويجِ والدَ السبطين

كنتُ أصفى من اللُجين بياضاً

صبغتني دما نحرِ الحسين

(مجردات) (١)

أنا الزهره وأنا الدرّه المضيّه

امصاب الحسين اشعمل بيه

خلّاني كل صبح او مسيه

أنوحن عليه واصفج بديه

(تخميس)

قضى وبسيفِ الشمرِ ارواهُ وردَهُ

عفيرَ المحيَّا ممكنا فيه حدَّه

ولو ابصرت عيناكِ في الترب خدَّه

إذن للطمتِ الخدَّ فاطمُ عندَهُ

وأجريتِ دمعَ العينِ في الوجنات

____________________

(١) - للمؤلف.

٥٣

المجلس الثالث

القصيدة: للشيخ هاشم الكعبي ت١٢٣١ه

ما انتظارُ الدمعِ أن لا يَستهلا

أو ما تنظر عاشوراءَ هلا

هلَّ عاشورٌ فقم جددبه

مأتمَ الحزنِ ودع شُربا وأكلا

كيف ما تلبس ثوبَ الحزنِ في

مأتمٍ أحزن أملاكا ورسلا

كيف ما تحزن في شهر به

أصبحت فاطمة الزهراء ثكلا

كيف ما تحزن في شهر به

أصبحت آل رسول الله قتلا

كيف ما تحزن في شهر به

اُلبسَ الإسلام ذلّا ليس يبلا

كيف ما تحزن في شهر به

رأس خير الخلق في رمح معلّى

يوم لا سؤدَد إلا وانقضى

وحسام للعلى إلا وفُلّا

يومَ خرَّ ابنُ رسولِ الله عن

سرجِه الله خطبٌ ما أجلّا

وهناك اهتز عرش الله والأ

رض فيه زُلزلت والدينُ ثلّا

بأبي العاري ثلاثاً بالعرى

كان للخائف أمنا أين حلّا(١)

(موشح)

يا هلال امن النبي اشعندك عذر

من ينشدك ليش بحسين اتغدر

شلك سابج عد بني هاشم اديون

مضت وسا بادرتها ابهل فنون

____________________

(١) - الدر النضيد، ص٢٤٦ للسيد محسن الأمين.

٥٤

جرعتها الهظم خليت العيون

دم تهل وگلوبهم شبه الجمر

يا هلال اولا عمل سابج اهلال

بينه اولا مثل يومك يوم نال

اولا بغيرك ظلتلنه اعله الرمال

جثث شالوا روسها ابعالي السمرِ

يا هلال اولا عمل عملتك هاي

اهلال واجره ما جريت انته اوياي

اولا بغيرك حرّموا شربة الماي

على احسين او مات مرضوض

(أبوذية)

زينب ليش محتاره او علمها

او هاشم عامره او يخفج علمها

بس ما هل المحرم علمها

گلبها تنسبي بالغاضريه

الإمام الرضاعليه‌السلام وشهر المحرم

قال الريان بن شبيب: دخلت على مولاي علي بن موسى الرضاعليه‌السلام في أول يوم من المحرم فقال يا ابن شبيب أصائم أنت؟ فقلت له: لا! فقالعليه‌السلام : (يا ابن شبيب فمن صام في هذا اليوم ثم دعا الله تعالى استجاب له كما استجاب لزكرياعليه‌السلام قم قال: يا ابن شبيب إن شهر المحرم كان أهل الجاهلية يحرمون في الظلم والقتل لحمرته إلا هذه الإمة فما عرفت حرمته ولا حرمة نبيها، لقد قتلوا فيه ذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستباحوا حريمه وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك أبدا با ابن شبيب إن كنت باكيا فابك الحسينعليه‌السلام فإنه قتل وذبح كما تذبح الشاة وقتل من أهل بيته معه سبعة عشر ليس لهم في الأرض شبيه يا ابن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده إنه لما قتل الحسينعليه‌السلام أمطرت السماء دما وترابا أحمر يا بان شبيب

٥٥

إن بكيت على الحسينعليه‌السلام حتى تصير دموعك على خدك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا). وكان الإمامعليه‌السلام يتكلم بهذا الكلام ودموعه جارية على خديه(١) .

أقول: كيف لا تمطر السماء دما وترابا أحمر وقد أريق على وجه الأرض دم كدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكيف لا تمطر السماء دماً وقد داست خيولهم بحوافرها صدراً هو كصدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

فأيُّ شهيدٍ اَصلتِ الشمسُ جسمَه

ومشهدُها من نوره متوقدُ

وأيُّ ذبيحٍ داستِ الخيلُ صدرَه

وفرسانُها من ذكره تتجمدُ

(نصاري)

يجدي اگعد او شوف ابنك رميّه

خذوا راسه او جسمه اعله الوطيه

عليه اتجول گامت خيل أميه

ولا ظل بيه مفصل ما تهشم

ركب له الأخنس اويا عشر فرسان

وهو شابچ عليه النبل والزان

وصارت جثته للخيل ميدان

وابجسمه النبل كله تحطَّم

(أبوذية)

وحگ الحارب ابإحد او بدرها

وردتله الشمس وانش گ بدرها

گ ِلِّ الفاطم الراضع ابدرها

لعبت فو گ صدره اخيول أميه

واحسيناه وا غريباه..

(أبوذية)

جرى دمعي على الوجنه وشاله

الگلب يجري ولا تم بيه وشاله

____________________

(١) - معال السبطين ج١، ص١٤٥ مقتبس من خبر طويل.

٥٦

على المحّد دنا النعشه وشاله

گبل ما ترض صدره اخيول أميه

***

وقلْ شاكيا يا غياثَ اللهيفِ

ومَعقِلَ مَن لم يجد مَعقِلا

حبيبُك جاشت عليه الخطوبُ

تَبدَّلَ بالعلقم السلسلا

فذِيدَ عن الماءِ حتى قضى

وَما عَلَّ منه ولم ينهلا

٥٧

المجلس الرابع

القصيدة: لبعض الشعراء

أطلَّ علينا بالخطوب محرَّمُ

فخَلْعُ شعارِ الحزنِ فيه مُحرَّمُ

هوى هيكلُ التوحيدِ فيه على الثرى

غداة هوى القصرُ المـَشيدُ العظَّمُ

حسينٌ وما أدراكَ أيُّ معظمٍ

حسينٌ ومن ذا فضلُه الجمُّ يعلم

تزلزل عرش الله وارتجتِ السما

عشيةَ صدرُ العلمِ بالخيل يُحطَمُ

لقد اُثكلت أمُّ المعالي واُيمتْ

غداة نساءُ الطفِ ثكلى وأيّمُ

فليت رسولَ الله حامي ذمارِها

يشاهدها والنارُ بالخدر تُضرمُ

اُعزيك يا خيرَ الورى في الذي جرى

على ابنِك يوم الطفِّ والرزءُ أعظم

بماذا تُعزَّى والمصائبُ جمّةٌ

لأدنى رزاياها الشدادِ تُهدَّمُ

فأطفالُ طهرٍ في حجورٍ طواهرٍ

وليس لها ذنبٌ هنالك يُعلَم

سوى أنها من قبل حلِّ تمائمِ

لها السيف والخَطّي سِوارٌ ومِعصمُ

أمِ الذبحُ للذبحِ العظيمِ على ظما

لتغسيِله من نحرِه قد جرى الدم

أمِ الهتكُ للخدرِ الذي لاحترامِه

ملائكةُ الجبارِ بالذُل تخدم

أصابت سهامُ الطف حبةَ قلبِها

فأحشاؤها منهن ثوبٌ مسهّم(١)

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص٧٢٨.

٥٨

(مجردات)

أعاتب هلي او لا واحد ايگوم

او عن الحراير يجلي الهموم

چن طابت إلْهُم لذت النوم

او منهو اليرد اسياط هلگوم

هاي العلينه گامت اتحوم

او طايح ذخر زينب او كلثوم

فوك النهر والراس مهشوم

(أبوذية)

أصَدْعِ الصخر بالونه ولينه

على الصار الشمر عگبه ولينه

يصد نوب اليتامانه ولينه

ابشماته او يسب حمّاي الحميه

السيدة أم سلمة تنعى الحسينعليه‌السلام

عن أمالي الطوسي عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال: بينما أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت أم سلمة زوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخرجت يتوجه بي قائدي(١) إلى منزلها وأقبل أهل المدينة إليها الرجال والنساء فلما انتهيت إليها قلت: يا أم المؤمنين ما بالك تصرخين وتغوثين؟ فلم تجبني وأقبلت على النسوة الهاشميات وقالت يا بنات عبد المطلب أسعدنني وأبكين معي فقد قتل والله سيدكن وسيد شباب أهل الجنة وسبط رسول الله وريحانة الحسينعليه‌السلام فقيل: يا أم المؤمنين ومن أين علمت ذلك؟ قال رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام الساعة شعثا مذعورا فسألته عن شأنه ذلك فقال قتل ابني الحسين وأهل بيته اليوم فدفنتهم والساعة فرغت من

____________________

(١) - يبدو أن كان لا يبصر أو كان بصره ضعيفا فكان بحاجة إلى من يقوده.

٥٩

دفنهم.

ليس هذا لرسولِ اللهِ يا

أمةَ الطغيانِ والبغيي جَزا

جزروا جزرَ الأضاحي نسلَه

ثم ساقوا أهلَه سوقَ الإما

قالت فقمت حتى دخلت البيت وأنا لا أكاد أن أعقل فنظرت فإذا بتربة الحسين التي أتى بها جبرائيل من كربلاء فقال: إذا صارت هذه التربة دما فقد قتل ابنك وأعطانيها النبي فقال: اجعلي هذه التربة في زجاجة أو قال في قارورة ولتكن عندك فإذا صارت دما عبيطا فقد قتل الحسين فرأيت القارورة الآن وقد صارت دما تفور.

قال ابن عباس: وأخذت أم سلمة من ذلك الدم ولطخت وجهها وجعلت ذلك اليوم مأتما ومناحة على الحسينعليه‌السلام ...(١) .

أقول: إذا كانت أم سلمة قد لطخت وجهها بدمه كما ذكر في الخبر فما حال أمه الزهراء لو حضرت عنده ورأت دمه الشريف يجري من جسده على الأرض؟ ولله در القاتل:

(مجردات)

لون حاضره يحسين وياك

لضمك ابصدري والزم احشاك

وانعى او تساعدني يتاماك

يليت الحتف جاني ولا جاك

(مجردات)

آيبني ربيتك ابحجري

وانت ارضعت من لبن صدري

على امصيبتك لدموع تجري

اتمنيت أنه المنحور نحري

____________________

(١) - مقتل الحسين ص٤٦ بحرالعلوم.

٦٠