الجريمة الكبرى الجزء ٢

الجريمة الكبرى15%

الجريمة الكبرى مؤلف:
الناشر: المركز الوثائقي للدفاع عن المقدسات الإسلامية
تصنيف: أديان وفرق
الصفحات: 399

  • البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 26882 / تحميل: 7453
الحجم الحجم الحجم
الجريمة الكبرى

الجريمة الكبرى الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: المركز الوثائقي للدفاع عن المقدسات الإسلامية
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

شرح أعظم فاجعة ألمّت بالمسلمين والمؤمنين، في عصرنا الحديث، وكان باكورة ومفتاح لكل الجرائم الأخرى التي حدثت في العراق والحجاز، وفيها اُستبيحت حرمات الله تعالى على الأرض، وانتهكت قداسة الرسالة والرسول وأهل بيته عليهم السلام في الأرض... لقد أهتزّ العرش الإلهي، واضطربت السماء والأرض، وعجّت الملائكة والأنس والجن بصنوف البكاء والعويل، لفداحة الجرائم التي اقترفتها أيدي أشد الخلق كفراً وعتواً وعداوة للرسول وآل الرسول عليهم السلام.

فكان من الواجب علينا، ونحن نعيش مفردات تلك الجرائم، أن نشرح - للقارئ الكريم - عن أصل وفصل ممن اقترفوا هذه الذنوب العظام، وارتكبوا هذه الجسارات الفجيعة، ضد محال مهبط الوحي والملائكة، وبيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.

ومن هذا المنطلق، وجدنا من اللازم علمياً أن نضع - القارئ الكريم - ولو بصورة موجزة، في صورة بعض مفردات البحث المتعلقة بالوهابية السلفية وارضهم نجد، وشرح صورة مبسّطة عن تاريخها منذ العصور الأولية المقارنة للأقوام البائدة، حتى بزوع شمس الإسلام، وما بعدها من القرون، لنصل إلى يومنا هذا... جاهدين أن نغطّي مختلف الجوانب الموضوعية التي تكشف عن تأثيرات المكان والبيئة في سلوك وأهواء وطبائع الإنسان، وتخلق فيه أحاسيس وسلوكيات تتناسب وتلك البيئة. وعلى الطرف الآخر، لقد ركزنا على ذكر أهم المؤثرات الاجتماعية والسلوكية للأمم والمجتمعات المختلفة التي عاشت في نجد، وكان لها الأثر الأكبر في توليد ونمو النمط المعيشي والأخلاقي والسلوكي العام، لقبائل وأعراب نجد.

وعليه فقد ضمّت الأجزاء الثلاث الأولى من هذه المجموعة، طرح

٢١

هذه القضايا الأساسية، على طاولة البحث والتمحيص علّها تكون ذا فائدة لمن أراد أن يعرف مدى عمق انحراف هذه الفئة التي تدّعي الانتساب إلى الإسلام، أو الانتماء إليه، وهي بعيدة بُعد المشرقين عنه، ثم معرفة الأسباب الكامنة، والدوافع الذاتية لتقبل أفكاراً جهنمية شيطانية، من شأنها خلق العناصر الدافعة لإرتكاب مثل هذه الجرائم...!.

وكان دليلنا وبوصلة أفكارنا منسجمة مع الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، نستلهم منها العِبر والمعارف، ونربط الماضي بالحاضر، ونستقرأ الأحداث والشواهد، على نبوّات النبي الكريم صلّى الله عليه وآله، حول صفات وأعمال وخصائص هذه المجتمعات النجدية، والتي ولدت الوهابية السلفية من رحمها، ونشأت في كنفها، وترعرعت في أجوائها.

وبدافع الحرص على الأمانة العلمية والمسؤولية الشرعية... ولدفع الشك باليقين في كل كلمة نقولها، أو اتهام نوجهه إلى شيوخ الوهابية وقادة آل سعود في أفكارهم ومعتقداتهم وأعمالهم وسيرتهم، فقد حصرنا - كل الحرص - على

سرد المراجع والمصادر من منابعها الأصيلة التي كتبوها أو قالوها أو فعلوها، ثم من أصدقائهم والمدافعين عنهم، ومن ثم ننتقل إلى عموم العلماء والمفكرين، وقد اعتمدنا بالدرجة الأولى، على الشريحة الواسعة من أبناء العامة وأهل السنّة والجماعة - كما يحلو لبعضهم أن يسمّي نفسه بها - وابتعدنا عن مصادر أبناء الطائفة الحقّة ومراجعها العلمية، تحسباً على القارئ الكريم، من سوء الظن الذي قد يساوره، مع هذا الكم الهائل والمخيف من الحقائق والوقائع التي طرأت على تاريخ المسلمين الذي أصابته سهام التحريف والتضليل والتزوير.

والحق نقول: إننا حاولنا جاهدين إنهاء الكتابة في هذا الموضوع سريعاً...

٢٢

لتقديمه للقارئ الكريم في أقرب فرصة... ولكن الحقائق والمفاجآت كانت تتفجر من كل حدب وصوب متتابعة لتأخذ مكانها على صفحات هذا الكتاب، وكان ذلك سبباً في تأخر إكماله واتمامه إلى هذا الوقت.

وها إننا إذ عقدنا العزم على التوقف ولو إلى حين... للمسارعة في نشر هذا الكتاب، فحذفنا أجزاءاً من فصول المجلد الأول تتعلّق بالوهابية ودولتها السعودية، لتكون معاً تحت العناوين التالية: التعريف بابن عبدالوهاب، بدع وعقائد ابن عبدالوهاب، الوهابية وشرعنة الحكم، هدم القباب وزيارة الأطياب، أسر النساء والأطفال، آل سعود واليهود والنصارى، الوهابية والمستشرقون، الوهابية والحج، الوهابية والإرهاب، وأخيراً الوهابية والسلف الصالح، من أهم فصول الجزئين الثاني والثالث.

ونعد - القارئ - بالمواصلة في جميع الحقائق والوقائع المتعلقة بهذه الفئة الضالة المضلة والداعية إلى الفُرقة والعداء بين المسلمين ما وجدنا إليه سبيلا، وسنقدّمها للقارئ العزيز تباعاً بإذن الله تعالى.

المؤلف

٢٣

٢٤

فهارس المقدّمة:

١- السيرة النبوية برواية أهل البيت عليهم السلام، العلامة الشيخ علي الكوراني العاملي؛ حياة النبي وأهل بيته عليهم السلام، نخبة من العلماء الاعلام؛ مناقب آل ابي طالب عليهم السلام، لابن شهر آشوب.

٢- مع الوهابين في خططهم وعقائدهم، العلامة الشيخ جعفر سبحاني؛ اسرار السياسة، صحائف سوداء من تأريخ الانكليز في بلادنا، الاستاذ فكري اباضة؛ اللامذهبية اخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية، الدكتور (الشهيد) محمد سعيد رمضان البوطي؛ الصليبة سيفآ وحرب، الدكتور كامل سعاف.

٣- تأريخ الحجاز السياسي (١٩١٦ - ١٩٢٥ م)، المؤرخ الدكتور وهيم طالب محمد؛

المذاهب المستحدثة في الإسلام الحديث، مجموعة من الباحثين، وقائع الندوة التي اقيمت في باريس؛ بتأريخ ٣ - ٤ / آذار / ١٩٩٧ م؛ أعمدة الاستعمار، الاستاذ خيري حماد.

٤- قيام العرش السعودي، ناصر الفرج؛ الوهابية جذورها التأريخية، وموافقها من المسلمين، حسين ابو علي الخير؛ الوهابية ومذكرات مستر همفز، الترجمة العربية، سامي قاسم أمي؛ تأريخ الوهابيين، العقيد أيوب صبري الرومي قائد القوات البحرية العثمانية.

٥- بحوث في الملل والنحل، العلامة الشيخ جعفر سبحاني؛ الاوراق البغدادية في الجوابات النجدية، الشيخ ابراهيم الراوي البغدادي الرفاعي، امين الطريفة الرفاعية ببغداد؛ فتنة الوهابية، من كتاب الفتوحات الإسلامية، العلامة السيّد أحمد زيني دحلان.

٢٥

٦- الوهابية نشأة مشبوهة وحركة انحراف، عبد الواحد سعيد المحمود؛ مباحث في مهمة ازمة العقل السلفي، الدكتور عبد الحكيم الفيتوري؛ كشف الارتياب في اتباع ابن عبد الوهاب، العلامة السيد محسن الامين العاملي؛ مخالفة الوهابيون للقران والسنة، الشيخ عمر عبد السلام.

٧- الصواعق الالهية في الرد على الوهابية، الشيخ سليمان بن عبد الوهاب؛ التوسل بالنبي صلّى الله عليه وآله وبالصالحين وجهالة الوهابيين، العلامة الشيخ ابو حامد مرزوق الشامي؛ علماء المسلمين وجهلة الوهابيين، العلامة الشيخ رسول عبد الرزاق العلا.

٨- معجم ما ألفه علماء الامة الإسلامية للرد على خرافات الدعوة الوهابية، السيد عبدالله محمدعلي؛ منهاج اهل الحق والاتباع في مخالفة اهل الجهل والابتداع، العلامة الشيخ سليمان بن سمحان.

٩- منهج الرشاد لمن اراد السداد، العلامة الشيخ جعفر كاشف الغطاء؛ الفجر الصادق في الرد على الفرقة الوهابية المارقة، العلامة الشيخ جميل صدقي الزهاوي.

١٠- اسرار السياسة، صحائف سوداء من تأريخ الانكليز في بلادنا، الاستاذ فكري اباضة؛ كفى ثقافة طائفية ومثقفون طائفيون، الاستاذ ادريس هاني؛ الإسلام السعودي الممسوخ، الاستاذ السيد طالب الخرسان.

١١- يهود الجزيرة العربية حسن كاظم العاملي؛ ال سعود من أين والى اين، محمد صخر؛ الوهابية فرقة للتفريق بين المسلمين، حامد ابراهيم عبد الله؛ العلاقات الامريكية، السعودية، محمد يثرب؛ دور الاسرة السعودية في اقامة الدولة الاسرائيلية، حمادة امام.

٢٦

١٢- الوهابية في صورتها الحقيقة، الاستاذ صائب عبد الحميد؛ الإسلام والوثنية السعودية، فهد القحطاني.

١٣- الوهابية فكراً وممارسة، الدكتور محمد عوض الخطيب؛ المسألة الحجازية، يوسف كمال حنانة؛ الوهابية السلفية افكارها الاساسية وجذورها التأريخية، حسن بن علي السقاف.

١٤- آل سعود، دراسة في تأريخ الدولة السعودية، الرحالة النمساوي موسيل الويس؛ صراع الامراء، ابراهيم عبد العزيز عبد الغني؛ مملكة الفضائح، عبد الرحمن ناصر الشمراني.

١٥- عنوان المجد في تأريخ نجد، المؤرخ الوهابي عثمان بن بشر النجدي الحنبلي؛ تاريخ نجد المسمى روضة الأفكار والافهام لمرتاد حال الامام وتعداد غزوات ذوي الإسلام، الشيخ حسين بن غنام.

١٦- أربعون عامآ في البرية (الجزيرة) العربية، هاري سانت جون (عبدالله) فيليبي؛ صفحات من تأريخ الجزيرة العربية الحديث، الدكتور محمد عوض الخطيب.

١٧- جلال الحق في كشف احوال اشرار الخلق، الشيخ ابراهيم حلمي القادري الاسكندري؛ الوهابية وجرائمها، سامي قاسم امين المليجي.

٢٧

٢٨

الحقيقة الخامسة: نجد وما أدراك ما نج د

لا تزال منطقة نجد (الجزيرة العربية)، مصدراً للفتن والزلازل، وكلما تظهر بدعة جديدة، تتداعى لها أقطار المنطقة وشعوبها، فيخمدوا تلك الفتنة، ويقطعوا رأس تلك الأفعى، ولم تمضِ فترة حتى تظهر فتنة أخرى ومن نوع آخر، فتنشر الدمار والخراب والفساد، فتتحرك الأمّة الإسلامية وتتظافر الجهود للقضاء عليها، وهكذا دواليك(١).

وصدق رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهو الصادق المصدق، حين وصف هذه الحالة الاستثنائية التي عاشتها منطقة نجد قبل الإسلام، وما سيكون منها وفيها من الشر والكفر والحرام لما بعد حياته الطاهرة صلوات الله عليه وآله، حسبما ورد في المئات من الأحاديث النبوية الشريفة، والتي نقلتها صحاح القوم، بأسانيد معتبرة وصحيحة عندهم، كالبخاري، ومسلم، وأحمد، ومالك، وابن ماجة، والترمذي وغيرهم. فعلى سبيل المثال لا الحصر جاء في صحيحي البخاري ومسلم وسنن الترمذي ومسند أحمد وموطأ مالك، كلهم عن ابن عباس: أن رسول الله صلّى الله عليه وآله، أشار بيده المقدسة إلى ناحية المشرق وقال: «ألا إن الفتنة ها هنا، ألا إن الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان » (٢). ومن المعلوم أن مشرق المدينة المنورة تكون منطقة نجد وقصبتها الدرعية(٣). وهي بالذات موطن ابن عبد الوهاب(٤).

وعلى هذا المنوال ما جاء في صحيح مسلم عن نافع أنه قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهو يشير إلى المشرق (منطقة نجد) حيث يقول: «ها هنا يطلع قرن الشيطان، كلما قُطع قرن، نجم قرن » (٥). وأخرج البخاري في (صحيحه) قول النبي صلّى الله عليه وآله: «سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداثُ الأسنان،

٢٩

سفهاءُ الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرؤون القرآن لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فان في قتلهم أجراً لمَن قتلَهم يوم القيامة » (٦). ونحو ذلك ما أخرجه ابن ماجة في مسنده عن عبد الله بن عمر، بقوله: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال: «ينشأ نشء يقرؤون القرآن لا يتجاوز تراقيهم، كلما خرج قرن قطع »، قال ابن عمر: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله، يقول: «كلما خرج قرن قُطع - أكثر من عشرين مرة -حتى يخرج في أعراضهم الدجال » (٧)، وحسنه الألباني في صحيحه(٨). ويشرح العلامة العييني، وهو من كبار فقهاء أهل السنة، وشارح صحيح البخاري في كتابه (عمدة القارئ) هذه الأحاديث الشريفة، ويضيف قائلاً: إن قرن الشيطان هي أمة وحزب الشيطان(٩). وفي تحفة الأحوذي يقول الحافظ المباركفوري: إن قرن الشيطان: هو حزبه وأهل وقته وزمانه وأعوانه(١٠). وقد يكون بمعنى قوة الشيطان وما يستعين به على الإضلال، كما يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه (فتح الباري)(١١)، أو كما ذكر العلامة المجلسي قدس الله نفسه الزكية: إنها كناية عن رئيس القوم وقائدهم(١٢).

وقد أصبحت أرض نجد الممسوخة وأهلها بحق بعد هذا الكم الهائل من الفتن والنعرات والفساد والإفساد، التي خرجت وتخرج منها، حتى وصفها الوهابي السلفي الشيخ محمد حامد الفقي، في إفاقة وعي!!: إنها نجد مباءة للأوثان والطواغيت التي لا يحصيها العد... وجهل بحقيقة الإسلام، والرؤساء والأمراء لا همّ لهم إلا جمع الدنيا وتحصيل لذّاتها ومتاعها من كل طريق وبكل وسيلة... وإن الموعظة الحسنة لا تقدر أن تستخرج من رؤوس القوم شياطين الفتنة وطواغيت الشرك والوثنية(١٣)، ويشرح المؤرّخ

٣٠

والشيخ الوهابي ابن غنام بإسهاب على ما كانت وتكون عليه نجد بقوله: كان أغلب الناس في نجد، متظمخين بالأرجاس متلطخين بوسخ الأنجاس، لعب في عقولهم الشيطان وأخذ بهم منهج الخسران، حتى ألقاهم في قعر الهوان، أحدثوا من الكفر والفجور ما لا يُوصف(١٤). ويضيف عليه شيخ المؤرّخين الوهابيين، الشيخ عثمان بن بشر الحنبلي النجدي، حيث يقول في فلتة لسان، كما جاء في كتابه (عنوان المجد في تاريخ نجد): أعلم - رحمك الله - أن هذه الجزيرة النجدية هي موضع الاختلاف والفتن، ومأوى الشرور والمحن والقتل والنهب والعدوان بين أهل القرى والبلدان، ونخوة الجاهلية بين قبائل العربان...(١٥). ولنا مع الدكتور أمين الريحاني - أحد أهم الوسطاء بين الحكومة البريطانية وبني سعود - فيما ذكره في كتابه (تاريخ نجد وملحقاتها) وقفة تأمل وتعجب، حيث يقول: إنهم (أعراب نجد) غزاة، عصاة، عتاة، ولهم مطامع تكاد تنحصر بالأقوات، يحاربون ويشردون ويخونون، وهم وإن غالوا في دينهم لا يثبتون، بل إنهم في الردة سريعون، دعاهم مسيلمة الكذّاب فلبوه، ثمّ دعاهم الشيخ طاهر البرمكي فحاربوا معه كالبنيان المرصوص، رفاقك في الطريق اليوم، وأعداؤك غداً، ولا أظنهم لولا الجنة والحور العين يخضعون لرب الكائنات(١٦).

أما الجهل والأمية، وبمنظور أعم الحالة الثقافية والدينية، تقول الدكتورة مديحة الدرويش في كتابها (تاريخ الدولة السعودية حتى الربع الأوّل من القرن العشرين): إنه مجتمع يسوده الجهل والضلالة، ممّا جعل تلك المنطقة مرتعاً خصباً لكثير من البدع والخزعبلات(١٧).

أما من الناحية السياسية، فلم تكن نجد وما فيها بذات بالٍ لكل الحكومات المتعاقبة على الحجاز وبضمنها الحرمين الشريفين، والموجود

٣١

هو كيانات وقبائل تقوم على أساس القوة، وبالنتيجة فهي متناحرة متصارعة فيما بينها على طول خط تاريخها(١٨).

أما الناحية الاقتصادية، فتظهر للعيان بأنها أرض قد غضب الله تعالى عليها، فجعلها جدباء حدباء لا كلأ فيها ولا ماء، قد ذهبت خيراتها ونعيمها وأشجارها وأنهارها وبركاتها، مع نزول العذاب عليها حين عصت أقوام عادٍ وثمود وجديس وطسم بنعم ربها وبارئها... فهي أرض قاحلة وتراب، لا ينبت فيه خضار، وحجارتها محروقة بالنار سوداء، حتى ضجّ الدكتور زكريا قورشون، رئيس قسم التاريخ في جامعة مرمرة باسطنبول، فيقول بالحرف الواحد: تتميز جغرافية نجد بأشد الظروف قساوة على وجه الأرض(١٩). وفي مثل هذه الصحاري المترامية تكاد تكون الزراعة معدومة بشكل عام، وترتكز في مناطق متباعدة، كما تقل مجاري الأنهار وينابيعها بشكل كبير، وتظهر بعض الواحات المنتشرة هنا وهناك عند سفوح الجبال على أطراف اليمن وعسير وحضرموت وعمان، والتي تكثر فيها المراعي وتربية المواشي(٢٠)، ويسجل التاريخ أن أعراب نجد يستهجنون الزراعة والحرث ويعدونهما من المشاغل التي يُعاب عليها الرجال(٢١)، وإن الحرفة العامة لأعراب نجد هي الرعي وتربية الأبل والماعز، بعد ظاهرة الغزو(٢٢).

ومن نحوسة هذه الأرض ما تناقلته الكثير من كتب التاريخ والسير، في أن الشيطان كان يتزيا بزي شيخ نجدي، - وهذا اللباس مكون من كساء غليظ من الصوف أو الوبر ويُسمى بـ(البت) - حينما يطل على الناس في مواقف عديدة، ويدعي لنفسه أنه (شيخ نجدي)(٢٣)، كظهوره في يوم الندوة، حيث اجتمعت قريش وأئمة الكفر للتخطيط في قتل النبي صلّى الله عليه وآله(٢٤)، أو في يوم بدر حيث التقى الجمعان، فتمثل على صورة سراقة

٣٢

بن مالك الكناني النجدي، كما يقول السيد الحسيني الذبحاوي في كتابه (العوالم الخفية)(٢٥)، أو ظهوره (إبليس) في يوم العقبة في صورة منية بن الحجاج التميمي النجدي(٢٦)، وكان الشيطان قد حضر السقيفة في زي المغيرة بن شعبة الثقفي النجدي، ليصفق على يدي الرجل بالخلافة(٢٧).

وللحق يُقال بعد كل هذا... إنهم من أظهر مصاديق الآية المباركة:( إِنَكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَا فَاجِراً كَفَاراً ) (سورة نوح، الآية: ٢٧). ومن طريف ما نقله الدكتور أحمد هاشم معروف، بأن المراسلات الرسمية بين الأستانة (مركز الخلافة العثمانية)، وولاتها، كانوا يستخدمون مصطلح (شيخ نجدي) لابن عبد الوهاب، كناية به، وهي بمعنى (شيطان صغير)(٢٨).

هذه الأحوال السيئة لهذه الأمّة وأرضها المذمومة: جعلت الفقهاء والعلماء، في مواقف مشددة وفتاوى صارمة مع بدايات التحرك الوهابي السلفي، وما ظهر منها من آراء في تكفير عموم المسلمين واتهامهم بالشرك، وفتاوى في جواز قتلهم وسلب أموالهم وهتك أعراضهم، فقالوا عنهم: «ومما لا شك فيه أن بدعة ابن عبد الوهاب من تلك القرون الشيطانية التي خصها النبي صلّى الله عليه وآله، في مواقف وأحاديث شتى(٢٩)، كما ذكرها العلامة النبهاني في (الرائية الصغرى)(٣٠)، والعلامة العاملي في (كشف الارتياب)(٣١)، والعلامة دحلان في (الدرر السنية)(٣٢)، والعلامة الموسوي في (البراهين الجلية)(٣٣)، والعلامة الحداد في (مصباح الأنام)(٣٤)، وهم يشهدون أن مهد هذه الحركة المشبوهة هي ديار (نجد ثمّ نجد)، حيث تبدأ فيها الزلازل والفتن وتترعرع، ثمّ تنشر شؤمها وفسادها إلى أطرافها وجيرانها، ولِمَ لا؟! وهي بلدة قوم عاد وثمود

٣٣

وأشباههما(٣٥)، ومسيلمة الكذّاب وسجاح وأضرابهما(٣٦)، والخوارج والقرامطة وأعوانهما(٣٧)، وهلم جراً.

وبناءً عليه فلم يتوانَ العلماء والفقهاء والمحدثون من المذاهب الإسلامية، وخصوصاً من مذهب الحنابلة الذي يدعي ابن عبد الوهاب الانتماء إليه، بالقول: إن هؤلاء القوم شرذمة مارقة عن الدين، فاسدة في العقيدة والسلوك(٣٨). بل كان الإجماع بين أولئك العلماء والفقهاء من أبناء جلدة ابن عبد الوهاب، وممن عاصروه، حين أطل عليهم بإكذوبته الوهابية، فأجمعوا جميعاً على أن الوهابية وسوادها هم خوارج آخر الزمان(٣٩)، وقد حكم كثير من العلماء على أن هؤلاء الخوارج، كأسلافهم الخوارج الأوائل بغاة يجب قتالهم(٤٠)، بل ذهب كثير منهم بكفرهم ومروقهم عن الدين(٤١)، وأصدر أغلب علماء الحجاز واليمن وتهامة والعراق والشام وفلسطين، فتاوى بوجوب جهادهم(٤٢)، مستندين إلى تلك الروايات والأحاديث المتواترة والصحيحة عندهم، والمأثورة عن النبي صلّى الله عليه وآله، وهي تكشف عمق انحرافهم عن الدين، وتصف معايبهم، وتحكي عن طبيعة ذواتهم، ومعايب أفعالهم، فجاءت (ويا للعجب) مطابقة للواقع، منسجمة مع سلوكهم، مشابهة للمواصفات التي نعرفها من هؤلاء القوم، وقد استنبط العلماء، كما يقول العلامة الحداد والعلامة العاملي، من مفهوم قول النبي صلّى الله عليه وآله: «يطلع منها - أي: نجد -قرن الشيطان »، من معجزاته وكرامات الرسالة، وتكون أرضهم مذمومة ويمامة نجدهم منكوسة(٤٣).

وقد أذاقت هذه الحرکة المشؤومة، الأمّة الإسلامية بمختلف مذاهبها ومُسمياتها، وتعدد اتجاهاتها الفكرية والعقائدية، وتنوع ممارساتها الدينية والأخلاقية... غصص المصائب الجسام والبلايا العظام، في

٣٤

دينها ودنياها. ولم يسلم من شرور أفعالهم، ونفثات عقائدهم، كل مسلم ومسلمة وكل حي وميت من أهل القبلة... لقد کانوا ولا يزالون مصدراً للشقاق والنفاق، ورأس كل خطيئة، ومفتاح كل كفر، ومطية الشيطان، ووسيلة الاستعمار وحربته في تمزيق أمتنا الإسلامية وبلادها(٤٤).

إن تخصيص حقيقة أهل نجد بهذه الصفة لم تكن طارئة في زمن معين، فإن الأحداث المتتالية والتي ظهرت شرارتها الأولى من نجد، وعم شؤمها وضررها على أهل الإسلام قاطبة، تُعطي القاصي والداني رؤية واضحة أن الأرض والمناخ والحياة والناس اجتمعوا في اتجاهٍ واحد؛ ليكونوا أشد خلق الله نفاقاً وعداوةً وبُغضاً للذين آمنوا: جيلاً بعد جيل، وقرناً بعد قرن. حتى وصفهم النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله، بأقذع الصفات، وأشد النعوت: «بأنهم شرار الخلق والخليقة »، كما جاء في (المستدرك على الصحيحين) و(صحيح مسلم)(٤٥). وهم: «كلاب أهل النار »، كما أخرجه مالك في الموطأ(٤٦)، والطبراني في المعجم الأوسط(٤٧)، وهو ما سنورده في الحقيقة الخاصة بالخوارج من الجزء الثالث، بعون الله تعالى.

وقد حاول ابن عبد الوهاب وهو رأس الأفعى الوهابية السلفية، أن يرد التهمة عن نفسه، ويبرئ ساحته وعصمة أصحابه، من أنهم خوارج آخر الزمان، ومنطقتهم (نجد) هي أم الفساد والإفساد والشر والكفر، فوقف أمام القبر الشريف مخاطباً النبي صلّى الله عليه وآله، بقوله: تقول إن نجد مركز الفتنة، وهي الآن بيضة الإسلام. هذا النص الكافر ننقله من قادة ومؤيدي الوهابية السلفية، منهم: الشيخ عبد الحميد الوراني في كتابه (فخر الدين)(٤٨)، والدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن في كتابه (الدولة السعودية الأولى)(٤٩)، والشيخ محمود فاهم التميمي في كتابه (الرد على أعداء ابن عبد الوهاب)(٥٠).

٣٥

ماذا عسانا أن نقول بعد قول النبي صلّى الله عليه وآله عنهم، ونضيف في توضيح حقائق هؤلاء الكفرة بعد بيانه صلّى الله عليه وآله فيهم. هذه الأدلة الدامغة والبراهين الساطعة في حق الوهابية ونجد؟ لا تحتاج إلى شرح مفصل، وتفسير كبير، بل جُل ما نفعله، هو أن نوجز هذه البحوث التي تقدمت حول نجد، وما فيها وما عليها، بشكل نقاط واضحة، ورؤوس محاور، وعناوين مواضيع، يستفيد منها القارئ الكريم، وتكون خير عون لمَن أراد المزيد من البحث والتدقيق بما امتازت به هذه الأرض الملعونة (نجد)، عمن سواها من بقاع الأرض، وما جاورها من بلاد العرب والعجم... وهذه النقاط والمحاور والصفات، اقتبسناها من أقوال النبي الكريم صلّى الله عليه وآله، وتكون كالاتي:

الصفة الأولى: قسوة أهلها... وجفاؤه م

لقد عُرف عن الأعرابي النجدي أن كل حياته خشونة وصعوبة ومشقة، وبهذه الروح المسيطرة عليه، بقي هو هو، لا يريد تجديداً ولا تطويراً، وبقيت حياته لا تعرف دعابة ولا ضحكاً: جفاء في جفاء، وقساوة في قساوة. يتقمص طبيعة البيئة التي يعيش فيها ويتلبس بطبائعها(٥١)، لا يؤثر فيه علم، وإن تعلم شيئاً بقي طبعه قاسياً، وذلك لتأثير طبيعة المنطقة التي امتازت بالقساوة والخشونة، بعد غضب الله تعالى عليها وهلاك أهلها من قوم عادٍ وثمود وأصحاب الأيكة وغيرهم(٥٢)، هذا في أرضها وطبيعتها ووعورتها وجدبها، التي آلت إليه بعد ما كانت في أعلى أوجه النعيم والماء والخضراء والبناء العظيم والرفاهية والخيرات، كما وصفها الرب الكريم في آيات كثيرة، منها:( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ) (سورة الفجر، الآية: ٦ - ٨)، والآية الكريمة:( وَاذْكُرُوا

٣٦

إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) (سورة الأعراف، الآية: ٧٤). فكفرت بأنعم الله تعالى، فاستحقت بذلك نزول أنواع العذاب عليها، من النار التي نزلت عليهم من السماء إلى الصيحة إلى الخسف إلى الريح العاصفة وغيرهن، ممّا ذكره القرآن الكريم والروايات الشريفة، وأخبار أهل التاريخ والآثار(٥٣). أما ساكنوها، فقد تقلبوا في الكفر والنفاق والقتل والسبي والإثم والعدوان، حتى خصهم النبي الأكرم عليه وآله أفضل الصلاة والسلام، بقوله وهو مستقبل المشرق: «ألا إن الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان »، كما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما، وأحمد والترمذي في مسندهما، من حديث عبد الله بن عمر(٥٤)، وكلهم رووها أيضاً من حديث سالم بن عبد الله(٥٥)، وكذلك من حديث ابن مسعود الأنصاري(٥٦)، وفي رواية أخرى، يدل النبي صلّى الله عليه وآله، على عنوان هؤلاء القوم بدقة بالغة لمَن أراد أن يعرفهم أكثر فأكثر، حيث قال صلّى الله عليه وآله: «ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين، حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة ومضر » (٥٧)، ونحو ذلك في رواية أحمد بن حنبل، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «الإيمان ها هنا - وأشار بيده الشريفة نحو اليمن -والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة ومضر » (٥٨). وهاتان القبيلتان تسكنان المشرق للمدينة المنورة، في منطقة الوشم، وعموم نجدٍ المشؤومة(٥٩)، وقصبتها اليمامة (مدينة الرياض حالياً)(٦٠). ونحو ذلك ما ذكره الفسوي في كتابه (المعرفة والتاريخ)(٦١)، وابن عساكر في كتابه (تاريخ مدينة دمشق)(٦٢)، حيث قال رسول صلّى الله عليه وآله: «الإيمان يمان ها هنا، ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين ».

٣٧

وقد أجمع أهل اللغة والبيان بأن (الفدادين): هم مَن تعلو أصواتهم عند تربية مواشيهم ورعاية إبلهم(٦٣).

وهل تفكر - يا أخي القارئ - أن هنالك من باقية، حتى يجهر النبي صلّى الله عليه وآله، بالقول: «رأس الكفر نحو المشرق »، كما أورده مسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن منده في كتب أحاديثهم، وبأسانيد صحيحة سنداً ومتناً، ومتواترة أيضاً(٦٤).

هذه الحالات الشاذة في الكفر، والعدوان على الآخرين، واختراع الذنوب الجديدة في الإيقاع بالمظلومين، وجدناها واضحة عند الأقوام البائدة، وكما بين الله تعالى من قصصهم العجيبة، وإحداها كانت قصة (أصحاب الأخدود) وحرق الناس بالنار، ودفن الأحياء تحت التراب والبناء عليهم(٦٥). ثمّ نأتي لنستعرض حياة الأقوام النجدية في عصور الجاهلية، وما كانوا عليه من القتل والفتك وهتك الحرمات والوأد واللواط والزنا... فالقتل والذبح والغزو والنهب والبربرية صفات متأصلة في أنفسهم، ظاهرة في تصرفاتهم، فالرجال يُساقون إلى الموت أو التهجير، وأما النساء والأطفال والماشية والمحاصيل وبيوت الشعر، فهي عرضة للسبي والنهب والسلب في عمليات الغزو هذه، والغزو المضاد(٦٦)، وبعد الإسلام لم يكفوا عن جرائمهم التي تأباها النفوس البشرية والطبع الإنساني... والتي ذكرنا بعضها في الحقيقة الثالثة من المجلد الأوّل (الفتن النجدية) حتى نصل ليومنا هذا، لنرى من هؤلاء النجديين (بالأصل أو بالاستنساخ) الذبح على أعلى صور البشاعة والهمجية، وحرق الأحياء بالبنزين، ودفنهم أحياء، والاغتصاب بأقسى ما تقترفه أيدي الظالمين، حتى وصل الأمر إلى الطفل الرضيع والشيخ القعيد... وما لم ننقله أو ما خفي علينا، أعظم وأعظم!

٣٨

وقد خدم ابن عبد الوهاب بني جلدته أيما خدمة، وأعطاهم من الفضل الكثير الكثير، حين شَرْعَن المهنة الوحيدة لأهل نجد في الغزو والقتل والنهب وسبي الذراري والنساء، وأعطاها الحجة الشرعية، وأسبغ عليها صحة وقدسية هذه الأعمال القذرة والأفعال المحرمة(٦٧)، على أنه أساس الإسلام وما يقوم به الدين، وهي الخدمة التي لم يحلم بها أهل نجد منذ بزوغ الإسلام وليومنا هذا، حيث استطاعت تلكم الوحوش البشرية والشياطين الإنسية، وبواسطة المذهب الوهابي السلفي أن يدفعوا النقاش في الإسلام باتجاه الجزئيات البسيطة، ليصرفوا نظر المسلمين عن نهب خيراتهم واستعبادهم واحتلال بلادهم(٦٨). فهل تعلم - يا أخي القارئ - مكراً أعظم من هذا، وخديعة أشد منها، وجريمة أوقع على القلوب!!! يأخذون مالك وعرضك وروحك التي بين جنبيك، ثمّ أنت متهم بالشرك والكفر وتدخل جهنم خالداً فيها أبداً... فهل يقدر إنسان على هذا النوع الفريد من الحيلة والمكر والخداع، سوى من رجل كان الشيطان شريكاً لأبيه في نطفته، أنه (ابن عبد الوهاب) فحسب(٦٩).

إنّ هذا السلوك الانتقامي السفاح، لم يكن وليد المصادفة أو نمط حياة عابرة، بل إن جذورها ممتدة مع عمق التأريخ(٧٠)، سلوك عُرفوا به حتى يومك هذا... فإذا دخلت (السعودية) الآن، وهم الآن بأفضل من أسلافهم آلاف المرات قابلك هؤلاء الشرذمة النجدية بعناوين ودرجات وظيفية عديدة في المطار، أو عند الحرم المكي أو المدني أو حوالي البقيع الغرقد وغيرها، ووجوههم مكفهرة والأنياب مُكشرة والألفاظ جارحة، لا تفهم من أقوالهم إلا العداء السافر والنفرة المقيتة، والكفر الوهابي، وتشُم من خلال ذلك أنهم من بقايا قوم عادٍ وثمود،

٣٩

عادوا للظهور من جديد وبلباس جديد.

الصفة الثانية: فيها الزلازل والفتن، وفيها تسعة أعشار الشر ّ

الزلزلة: هي الحركة الشديدة تصحبها شدة الفزع والخوف ووقوع البلاء، ومنه قوله تعالى:( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ) (سورة الزلزلة، الآية: ١). فالزلازل التي كانت في (نجد) هي حركات دينية وسياسية ظهرت فيها على مر التاريخ وأرعبت الناس، وأحرقت الحرث والنسل(٧١).

وأما الفتن فبنفس المعنى لكن ليست بالمستوى الأوّل، بل هي أقل درجة من الزلزال، لكن الفتن تكون أكثر عدداً من الزلازل. وأما الشر، فيجمع ذلك كله، والشر اسم معاكس للخير، لكن يكون للأفراد، وأخبر النبي صلّى الله عليه وآله، عنهم في حديثه الشريف، كما جاء في المعجم الأوسط للطبراني عن زيد بن علي: «ومن ها هنا الزلازل والفتن والفدادون وغلظ القلوب » (٧٢)، وفي حديث آخر كما قال البخاري: «... هنالك الزلازل والفتن، ومنها يطلع قرن الشيطان » (٧٣). وكذلك في حديث آخر يورده أحمد بن حنبل: «... إن من هنالك يطلع قرن الشيطان، وبه تسعة أعشار الكفر... » (٧٤). فالنبي صلّى الله عليه وآله، يشير إلى أن أهل تلك المنطقة، لا يعرفون خيراً قط، سواء على مستوى الفرد وهو (الشر)، أو على مستوى القبيلة أو الجماعة وهي (الفتن)، أو على مستوى المنطقة وما سواها وهي (الزلازل)، وهذا من النبوءات والمعاجز التي أخبرنا بها النبي صلّى الله عليه وآله، محذراً من تلك المنطقة وأهلها، وقد يكون تحذيره لأهل تلك المنطقة بالكف عن الشر فيعد إنذارهم بذلك نصيحة لهم، وتحذيراً لكافة المسلمين؛ ليأخذوا الحذر ممّا يُخبئه لهم أهل نجد، فيُمسكوا على أيديهم.

فالفرد الوهابي السلفي، في نفسه ولذاته بؤرة كفر وفساد وإفساد، ومتى

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

بها سيّد العابدينعليه‌السلام ، قال لا بنه محمدعليه‌السلام : إيتني بوضوء - إلى أن قال - فإذا توفّيت، وواريتني، فخذ ناقتي واجعل لها حظاراً، وأقم لها علفا - إلى أن قال - فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان جدي علي بن الحسينعليهما‌السلام يحجّ عليها مكّة، فيعلّق السوط بالرحل فلا يقرعها حتى يرجع إلى داره بالمدينة ».

[٩٤٠٤] ٤ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أحمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ومحمد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عمّن ذكره، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « لما مات علي بن الحسينعليهما‌السلام ، جاءت ناقة له من الرعي حتى ضربت بجرانها(١) القبر، وتمرّغت عليه [ و ](٢) إن أبي كان يحج عليها، ويعتمر، ولم يقرعها قرعة قط ».

[٩٤٠٥] ٥ - السيد الرضي في المجازات النبوية: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « لا تسبوا الإبل فإنها رقوء الدم(١) ».

[٩٤٠٦] ٦ - محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة: عن محمد بن همام، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن

__________________

٤ - الاختصاص ص ٣٠١.

(١) الجران: باطن العنق (النهاية ج ١ ص ٢٦٣).

(٢) أثبتناه من المصدر.

٥ - المجازات النبويّة ص ٣٣٧ ح ٢٦١.

(١) رقوء الدم: أي أنها تُعطى في الديات بدلاً من القود فيسكن بها الدم (النهاية ج ٢ ص ٢٤٨).

٦ - الغيبة ص ٣٢٥ ح ٢.

٢٦١

أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبي نجيح المسمعي، عن الفيض بن المختار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث قال: ثم قام إلى ستر في البيت فرفعه، ودخل فمكث قليلاً، ثم صاح بي: « يا فيض ادخل » فدخلت فإذا هو بمسجده قد صلّى وانحرف عن القبلة، فجلست بين يديه، ودخل عليه أبو الحسن موسىعليه‌السلام وهو يومئذ غلام وفي يده درّة، فأقعده على فخذه وقال له: « بأبي أنت وأمّي، ما هذه المخفقة(١) التي بيدك؟ » فقال: « مررت بعلي أخي وهي في يده يضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده » الخبر.

٩ -( باب جواز وسم المواشي في آذانها وغيرها، وكراهة وسمها في وجوهها)

[٩٤٠٧] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام (١) أنه سئل عن سمة الدواب بالنار، قال: « لا بأس بذلك لتعرف، ونهى أن توسم في وجوهها ».

[٩٤٠٨] ٢ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده الصحيح عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن عليعليه‌السلام ، قال: « نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أن توسم الدواب في وجوهها فإنّها تسبح بحمد ربّها عزّوجلّ، وأن يضرب في وجهها ».

__________________

(١) كان في المخطوط: المخفة، وما أثبتناه من المصدر. والمخفقة: سوط من خشب (لسان العرب ج ١ ص ٨٢).

الباب ٩

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٧.

(١) في المصدر عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام .

٢ - نوادر الراوندي ص ١٥.

٢٦٢

وتقدّم عن الجعفريات: مثله(١) .

١٠ -( باب جواز ضرب الدابة عند تقصيرها في المشي مع قدرتها، وحكم ضربها عند العثار والنفار، واستحباب الدعاء عند العثار بالمأثور)

[٩٤٠٩] ١ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن جابر بن عبد الله قال: غزا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إحدى وعشرين غزوة بنفسه، شهدت منها تسع عشرة وغبت من اثنتين، فبينا أنا معه في بعض غزواته إذ أعيى ناضحي تحتي بالليل فبرك، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) (في آخرنا)(١) في أُخريات الناس، فيزجي الضعيف(٢) ، ويردف ويدعو لهم، فانتهى إليّ وأنا أقول يا لهف أميّاه(٣) ، وما زال لنا ناضح سوء، فقال: « من هذا؟ » فقلت: أنا جابر بأبي وأمي يا رسول الله قال: « ما شأنك؟ » قلت: أعيى ناضحي، فقال: « أمعك عصا؟ » فقلت: نعم، فضربه، ثم بعثه، ثم أناخه، ووطئ على ذراعه، وقال: « إركب » فركبت وسايرته الخبر.

__________________

(١) تقدّم في الباب ٨ الحديث ١ عن الجعفريات ص ٨٥.

الباب ١٠

١ - مكارم الأخلاق ص ٢٠.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) فيزجي الضعيف: أي يسوقه ليلحقه بالرفاق (النهاية ج ٢ ص ٢٩٧).

(٣) في المصدر: أمّاه.

٢٦٣

١١ -( باب استحباب التواضع ووضع الرأس على القربوس، عند اختيال الدابة)

[٩٤١٠] ١ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن عبد الله بن عطاء المكي، قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : « انطلق بنا إلى حائط لنا » فدعا بحمار وبغل فقال: « أيّهما أحبّ إليك؟ » فقلت: الحمار، فقال: « إنّي أحبّ ان تؤثرني بالحمار » فقلت: البغل أحبّ إليّ فركب الحمار، وركبت البغل، فلمّا مضينا اختال الحمار في مشيه حتى هزّ منكبي أبي جعفرعليه‌السلام ، فلزم قربوس السرج، فقلت: جعلت فداك كأنّي أراك تشتكي بطنك، قال: « وفطنت إلى هذا مني، إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ كان له حمار يقال له عفير، إذا ركبه اختال في مشيه سروراً برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، حتى يهزّ منكبيه، فيلزم قربوس السرج فيقول: اللهم ليس مني و [ لكن ](١) ذا من عفير، وإن حماري من سروره اختال في مشيه، فلزمت قربوس السرج، وقلت: اللّهم هذا ليس مني، ولكن هذا من حماري » الخبر.

١٢ -( باب ما يستحب أن يقول من استصعبت عليه دابته أو نفرت، أو أراد أن يلجمها)

[٩٤١١] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام أنه قال: « والذي بعث محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بالحق [ نبيّاً ](١) وأكرم به أهل بيته،

__________________

الباب ١١

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٥ ح ٤١.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٢

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٦٤

ما من شئ تصابون به إلّا وهو في القرآن، فمن أراد [ ذلك ](٢) فليسألني(٣) ، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إن دابتي استصعبت علي جدا، وأنا منها في وجل، قال إقرأ: في أذنها اليمنى( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (٤) » ففعل ذلك فذلّت.

[٩٤١٢] ٢ - السيد الرضي في الخصائص: عن الحميري بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة، عن عبد الله بن عباس، قال: كان رجل على عهد عمر بن الخطاب له فلاء(١) [ وله مواش ](٢) بناحية آذربيجان، قد استصعبت عليه فمنعت جانبها، فشكا إليه ما ناله، وذكر قصّة طويلة، وإن عمر كتب رقعة إلى مردة الجنّ، فمضى بها فرمى بها فحمل عليه عداد منها، ورمحه(٣) أحدها في وجهه فشجّت جبهته شجّة تكاد اليد تدخل فيها، إلى أن ذكر دخوله على أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: « إله انصرف فصر إلى الموضع الذي هي فيه، وقل: اللهم إنّي أتوجه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة، وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين، اللهم فذلل لي صعوبتها [ وحزونتها ](٤) واكفني شرها، فإنّك الكافي المعافي، والغالب

__________________

(٢) أثبتناه من لمصدر.

(٣) في المخطوط: فيسألني، وما أثبتناه من المصدر.

(٤) آل عمران ٣: ٨٣.

٢ - الخصائص ص ١٤.

(١) فلاء: جمع فلو، وهو المهر الصغير (لسان العرب ج ١٥ ص ١٦٢).

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) رمحة البغل: إذا ضربه برجله (مجمع البحرين ج ٢ ص ٣٥٣).

(٤) أثبتناه من المصدر.

٢٦٥

القادر(٥) - إلى أن قال - وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : كلّ من استصعب عليه شئ من مال أو أهل أو ولد، أو أمر فرعون من الفراعنة، فليبتهل بهذا الدعاء، فإنّه يكفي ممّا يخاف إن شاء الله تعالى. »

ورواه ابن شهرآشوب في مناقبه: عن أبي العزيز كاوش العكبري، بإسناده: مثله(٦) .

ورواه الشيخ الطبرسي في كتاب كنوز النجاح.

[٩٤١٣] ٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : أنّه أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إن دابتي استصعبت عليّ، فقال: « ألقم أُذنها اليمنى، ثم اقرأ:( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (١) ».

[٩٤١٤] ٤ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن أبي عبيدة، عن أحدهماعليهما‌السلام ، قال: « أيّما دابة استصعبت على صاحبها من لجام ونفار، فليقرأ في أذنها أو عليها:( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ

__________________

(٥) في نسخة: القاهر (منه قدّه).

(٦) المناقب ج ٢ ص ٣١٠.

٣ - الجعفريات ص ٨٤.

(١) آل عمران ٣: ٨٣.

٤ - مكارم الأخلاق ص ٢٦٥.

٢٦٦

يُرْجَعُونَ ) (١) وليقل: اللّهم سخرها، وبارك لي فيها، بحق محمد وآل محمد وليقرأ(٢) إنّا أنزلناه ».

١٣ -( باب استحباب ركوب الحمار تواضعا)

[٩٤١٥] ١ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « فتأس بنبيّك الأطيب الأطهرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - إلى أن قال - ولقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويردف خلفه » الخ.

[٩٤١٦] ٢ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: نقلاً من كتاب النبوة، عن عليعليه‌السلام قال: « ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، يحبّ الركوب على الحمار مؤكّفاً »(١) الخبر.

[٩٤١٧] ٣ - وعن أنس بن مالك قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار، وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير، على حمار مخطوم بحبل من ليف، تحته أكاف من ليف.

__________________

(١) آل عمران ٣: ٨٣.

(٢) في المخطوط: واقرأ، وما أثبتناه من المصدر.

الباب ١٣

١ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٧٤ ح ١٥٥.

٢ - مكارم الأخلاق ص ٢٤.

(١) في المصدر: قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لست أدع ركوب الحمار مؤكفاً.

٣ - مكارم الأخلاق ص ١٥.

٢٦٧

[٩٤١٨] ٤ - الصدوق في العلل: عن ماجيلويه، عن محمد بن يحيى العطار، عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد الصيرفي، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام [ عن أبيه عن جدّه ](١) قال: « لما حضرت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الوفاة - إلى أن قال - ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : يا بلال عليّ بالبغلتين: الشهباء والدلدل - إلى أن قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - والحمار اليعفور، ثم قال يا علي اقبضها في حياتي، حتى لا ينازعك فيها أحد بعدي، ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إن أوّل شئ مات من الدواب حماره اليعفور، توفي ساعة قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قطع خطامه ثم مرّ يركض حتى وافى(٢) بئر بني خطمة بقبا، فرمى بنفسه فيها فكانت قبره، ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إن يعفور كلّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فقال: بأبي أنت وأمّي إن أبي حدثني، عن أبيه، عن جده: أنه كان مع نوحعليه‌السلام في السفينة، فنظر إليه يوماً نوحعليه‌السلام ومسح يده على وجهه، ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيّد النبيّين وخاتمهم، والحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ».

ورواه في الكافي(٣) : عن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد، عن سهل: مثله.

[٩٤١٩] ٥ - وفي كمال الدين عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه

__________________

٤ - علل الشرائع ص ١٦٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة « أتى » (منه قدّه).

(٣) الكافي ج ١ ص ١٨٣ ح ٩ مع اختلاف يسير في اللفظ.

٥ - كمال الدين ج ١ ص ١٩٨.

٢٦٨

عن ابن أبي عمير، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي جميعاً، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لمّا دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، بكعب بن أسد ليضرب عنقه، فأُخرج وذلك في غزوة بني قريظة، نظر إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فقال له: « يا كعب، أما نفعك وصيّة ابن حواش الحبر المقبل(١) من الشام؟ فقال: تركت الخمر والخمير، وجئت إلى البؤس(٢) والتمور، لنبيّ يبعث هذا أوان خروجه - إلى أن قال - ويركب الحمار العاري » الخبر.

[٩٤٢٠] ٦ - وفي العيون: عن محمد بن موسى بن المتوكل، وأحمد بن علي بن إبراهيم، وماجيلويه، وجماعة أُخرى، عن علي بن إبراهيم، عن، أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سفيان بن نزار، عن المأمون - في خبر طويل في دخوله مع أبيه الرشيد المدينة - قال: فأنا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع، فقال: يا أمير المؤمنين على الباب رجل زعم أنه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، فأقبل علينا ونحن قيام على رأسه، والأمين والمؤتمن وسائر القواد، فقال: إحفظوا على أنفسكم، ثم قال لآذنه: إئذن له ولا ينزل إلّا على بساطي، فأنا كذلك إذ دخل شيخ مسخَّد(١)

__________________

(١) في المصدر: الذي أقبل.

(٢) وفيه: الموس - والموس: هو لغة في المَسْي: وهو أن يدخل الراعي يده في رحم الناقة أو الرمكّة يمسط ماء الفحل من رحمها استلاماً للفحل كراهية أن تحمل له (لسان العرب ج ٦ ص ٢٢٣).

٦ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ١ ص ٨٨.

(١) رجلٌ مسخَّد: مورّم مصفرّ من مرض أو غيره (لسان العرب ج ٣ ص ٢٠٦).

٢٦٩

قد أنهكته العبادة كأنّه شنّ بال، قد كلم [ من ](٢) السجود وجهه وأنفه، فلمّا رأى الرشيد رمى بنفسه عن حمار كان راكبه، فصاح الرشيد: لا والله إلّا على بساطي، فمنعه الحجاب عن(٣) الترجل، ونظرنا إليه بأجمعنا بالإجلال والإعظام، فما زال يسير على حماره حتى صار إلى البساط الخبر.

[٩٤٢١] ٧ - وفي الخصال: عن محمد بن عمر الحافظ البغدادي، عن إسحاق بن جعفر العلوي، عن أبيه جعفر بن محمد، عن علي بن محمد العلوي المعروف بالمشلل، عن سليمان بن محمد القرشي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عليعليهما‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : خمس لست بتاركهن حتى الممات: لباسي الصوف(١) ، وركوبي الحمار مؤكّفا » الخبر.

وتقدم في خبر العياشي(٢) ، قول أبي جعفرعليه‌السلام لعبد الله بن عطا: « إني أُحب أن تؤثرني بالحمار » الخ.

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: من.

٧ - الخصال ص ٢٧١.

(١) في المصدر: لباس الصوف.

(٢) تقدم في الباب ١١ الحديث ١ عن تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٥ ح ٤١.

٢٧٠

١٤ -( باب استحباب تأديب الخيل وسائر الدواب، وإجرائها لغرض صحيح لا لمجرّد اللهو، وجواز أخذ السابق ما يجعل له بشروطه)

[٩٤٢٢] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : كلّ لهو باطل إلّا ما كان من ثلاثة: رميك عن قوسك، وتأديبك فرسك، وملاعبتك أهلك، فإنّه من السنة ».

[٩٤٢٣] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: كلّ لهو في الدنيا باطل، إلّا ما كان من رميك » وذكر مثله.

[٩٤٢٤] ٣ - وعنهعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، رخّص في السبق بين الخيل، وسابق بينها، وجعل في ذلك أواقي من فضّة ».

[٩٤٢٥] ٤ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: نقلاً من كتاب النبوة، عن أنس بن مالك قال: كان بالمدينة فزع، فركب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فرسا لأبي طلحة، فقال: « ما رأينا من شئ، وإن

__________________

الباب ١٤

١ - الجعفريات ص ٨٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٥.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٥.

٤ - مكارم الأخلاق ص ١٨.

٢٧١

وجدناه لبحرا ».

[٩٤٢٦] ٥ - الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن بعض أصحابنا، عن علي بن شجرة، عن عمه بشير النبّال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « قدم أعرابي [ على ](١) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فقال: يا رسول الله تسابقني بناقتك هذه؟ [ فقال: ](٢) فسابقه فسبقه الأعرابي، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « إنكم رفعتموها فأحب الله أن يضعها، إن الجبال تطاولت لسفينة نوح وكان الجودي أشدّ تواضعاً فحطّ الله بها على الجودي ».

١٥ -( باب كراهة المشي مع الراكب لغير حاجة، وخفق النعال خلف الرجل لغير حاجة)

[٩٤٢٧] ١ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: روي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، لا يدع أحداً يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحمله، فإن أبى قال: « تقدم أمامي، وأدركني في المكان الذي تريد ».

١٦ -( باب جواز التعاقب على الدابة، وركوب اثنين عليها مترادفين، وكراهة ركوب ثلاثة)

[٩٤٢٨] ١ - علي بن إبراهيم في تفسيره: في سياق غزوة بدر، قال: وكان في عسكرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ سبعون جملاً يتعاقبون عليها وكان

__________________

٥ - الزهد ص ٦١، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ١٢٣ ح ١٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٥

١ - مكارم الأخلاق ص ٢٢.

الباب ١٦

١ - تفسير القمي ج ١ ص ٢٦٢.

٢٧٢

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وعلي بن أبي طالبعليه‌السلام ، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي، على جمل يتعاقبون عليه، والجمل لمرثد.

[٩٤٢٩] ٢ - ابن شهرآشوب في المناقب: في الغزوة المذكورة: وكان بين النبي وبين أبي مرثد [ الغنوي ](١) بعير، ويقال فرس.

[٩٤٣٠] ٣ - نهج البلاغة: في ذكر أخلاق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « ويردفصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ خَلْفَهُ ».

[٩٤٣١] ٤ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام : « أبي نقل عن الصادقعليهما‌السلام ، أنه قال أبو جعفرعليه‌السلام : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قطع التلبية يوم عرفة عند زوال الشمس، قلت له: إنا نروي أن ابن عباس أردف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة، قال أبو جعفرعليه‌السلام : هذا شئ يقولونه عن ابن عباس، أو قرأتموه في الكتب، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أردف أسامة بن زيد في مصعده إلى عرفات، فلمّا أفاض أردف الفضل بن عباس » الخبر.

[٩٤٣٢] ٥ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن جابر قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (في آخرنا)(١) في أُخريات

__________________

٢ - المناقب ج ١ ص ١٨٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - نهج البلاغة ج ١ ص ٧٥.

٤ - بعض نسخ الفقه الرضوي (المتضمن في نوادر أحمد بن محمد بن عيسى) ص ٧٢، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥١ ح ٣.

٥ - مكارم الأخلاق ص ٢٠.

(١) ليس في المصدر.

٢٧٣

الناس، فيزجي الضعيف، ويردف، ويدعو لهم.

١٧ -( باب كراهة ركوب النساء السروج)

[٩٤٣٣] ١ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن سليمان بن مسلم الخشاب، عن عبد الله بن جريح المكّي، عن عطاء بن أبي رياح، عن عبد الله بن عباس، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - في حديث طويل في ذكر أشراط الساعة - أنّه قال: « يا سلمان، وعندها يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها، وتشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، ويركبن(١) ذوات الفروج السروج فعليهن من أمتي لعنة الله » وباقي أخبار الباب يأتي إن شاء الله في كتاب النكاح.

١٨ -( باب استحباب شراء الإبل بقدر الحاجة والتجمل، وكراهة إكثارها)

[٩٤٣٤] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قيل: يا رسول الله، أي المال خير؟ - إلى أن قال - فقال رجل: يا رسول الله، فأين الإبل؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : فيها الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار، تغدو مدبرة وتروح مدبرة، لا يأتي خيرها إلّا من جانبها الأشأم، أما إنها لن تعدو الأشقياء

__________________

الباب ١٧

١ - تفسير القمي ج ٢ ص ٣٠٥

(١) في المصدر: ولتركبن.

الباب ١٨

١ - الجعفريات ص ٢٤٦.

٢٧٤

الفجرة ».

[٩٤٣٥] ٢ - السيد الرضي في المجازات النبوية: قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - وقد سئل عن الإبل - فقال: « أعنان(١) الشياطين، لا تقبل إلّا مولية ولا تدبر إلّا مولّية، ولا يأتيها(٢) نفعها إلّا من جانبها الأشأم ».

[٩٤٣٦] ٣ - الصدوق في الخصال ومعاني الأخبار: عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد الأسدي، عن صالح بن أبي حمّاد، عن إسماعيل بن مهران، عن أبيه، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ - في حديث -: والإبل أعنان الشياطين، إذا أقبلت أدبرت، وإذا أدبرت أدبرت، ولا يجيئ خيرها إلّا من الجانب الأشأم، قيل: يا رسول الله، فمن يتخذها بعد ذا؟ قال: فأين الأشقياء الفجرة؟ » قال: صالح وأنشد إسماعيل بن مهران:

هي المال لولا قلة الخفض حولها

فمن شاء دارها ومن شاء باعها.

__________________

٢ - المجازات النبوية ص ٢٩٠ ح ٢٢٠.

(١) قال ابن الأثير بعد أن ذكر الحديث: كأنه قال: إنها لكثرة آفاتها كأنها من نواحي الشياطين في أخلاقها وطبائعها. (النهاية ج ٣ ص ٣١٣).

(٢) في المصدر: ولا يأتي.

٣ - الخصال ص ٢٤٦ ومعاني الأخبار ص ٣٢١ ح ١.

٢٧٥

١٩ -( باب استحباب اختيار الإناث من الإبل على الذكور، والضأن من الغنم على المعز)

[٩٤٣٧] ١ - محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة: عن محمد بن همام، ومحمد بن الحسن، بن محمد بن جمهور، عن الحسن بن محمد بن جمهور، قال: حدثني أحمد بن هلال، قال: حدثني محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إن الله عزّوجلّ اختار من كلّ شئ شيئاً - إلى أن قال - واختار من الأنعام إناثها، واختار من الغَنَم الضَّأنَ » الخبر.

٢٠ -( باب استحباب امتهان الإبل وتذليلها، وذكر اسم الله عليها)

[٩٤٣٨] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : ليس من بعير إلّا وعلى ذروة سنامه شيطان، فإذا ركب أحدكم البعير فليذكر الله حتى ينخس(١) عنه ».

__________________

الباب ١٩

١ - الغيبة ص ٦٧ ح ٧.

الباب ٢٠

١ - الجعفريات ص ٧٤.

(١) كذا في المخطوط والمصدر، والظاهر أنه تصحيف وصوابه « يخنس »، وخنس الشيطان: انقبض وتأخر (النهاية ج ٢ ص ٨٣).

٢٧٦

٢١ -( باب كراهة تخطّي القطار، والحج والعمرة على الإبل الجلالة، وعدم جواز ركوب الجلال قبل الاستبراء)

[٩٤٣٩] ١ - الجعفريات: بالإسناد المتقدم عن علي بن الحسين، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: « نهانا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أن نتخطّى القطار(١) ، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : ليس من قطار، إلّا وما بين البعير إلى البعير شيطان ».

[٩٤٤٠] ٢ - وبهذا الإسناد عن عليعليه‌السلام قال: « الناقة الجلالة، لا يحج على ظهرها ».

٢٢ -( باب كراهة الحذر من العدوي، وكراهة الصفر للدابة وغيرها)

[٩٤٤١] ١ - الجعفريات: بالإسناد المتقدم عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لا عدوى، ولا طيرة، ولا هام، والعين حقّ، والفال حقّ ».

ورواه في الدعائم(١) : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مثله.

[٩٤٤٢] ٢ - قال محمد بن الأشعث: أخبرنا الشريف أبو الحسن علي بن

__________________

الباب ٢١

١ - الجعفريات ص ٧٤.

(١) القطار: أن تشد الإبل على نسق واحد خلف واحد. (النهاية ج ٤ ص ٨٠).

٢ - الجعفريات ص ٢٧.

الباب ٢٢

١ - الجعفريات ص ١٦٨.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤١ ح ٤٩٥.

٢ - الجعفريات ص ٢٤٩.

٢٧٧

عبد الصمد الهاشمي صاحب الصلاة بواسط، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري الفقيه المالكي، حدثنا أبو عبد الله بكر بن محمد بن إبراهيم الضرير بن المصيص الزاهد، وكان ثقة، قال: حدثنا إبراهيم بن ربيعة، عن أبي هريرة: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « لا يعدى شئ شيئاً ».

[٩٤٤٣] ٣ - البحار، عن السيد فضل الله الراوندي في ضوء الشهاب: عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال: « لا عدوى، ولا هامة، ولا صفر، وإن تكن الطيرة في شئ ففي المرأة، والفرس، والدار ».

[٩٤٤٤] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « لا عدوى ولا طيرة وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : الشؤم في المرأة، والدار والدابة ».

٢٣ -( باب استحباب اقتناء الغنم وإكرامها، واختيارها على الإبل)

[٩٤٤٥] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام - في حديث - قال: « قيل: يا رسول الله، فأيّ المال خير بعد الزرع؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أفضل الناس رجل في غنيمة له يتبع بها مواقع القطر(١) ، يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، يعبد

__________________

٣ - البحار ج ٦٤ ص ١٧٩ ح ٣٨.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٢ ح ٦ و ٧.

الباب ٢٣

١ - الجعفريات ص ٢٤٦.

(١) في المصدر: المطر.

٢٧٨

الله لا يشرك به شيئا ».

[٩٤٤٦] ٢ - البحار، عن أصل من أُصول أصحابنا: عن هارون بن موسى، عن محمد بن علي، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن ابن فضال، عن الصادق، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « الشاة المنتجة بركة ».

ورواه في الجعفريات: بإسناده، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مثله(١) .

[٩٤٤٧] ٣ - الشيخ أبو يعلى محمد بن الحسن الجعفري في كتاب نزهة الناظر: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنّه قال لجرير بن عبد الله: « أين تنزلون؟ » قال: في أكناف بيشه بين سلم وأراك، وسهل ودكداك(١) ، شتاؤنا ربيع، وماؤنا يميع(٢) لا يقام ماتحها(٣) ولا يعزب(٤) سارحها، ولا يحبس(٥) صالحها، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ :

__________________

٢ - البحار ج ٦٤ ص ١٣٨ ح ٣٦.

(١) الجعفريات ص ١٥٩.

٣ - نزهة الناظر ص ١٢.

(١) الدكداك: ما تلبد من الرمل بالأرض ولم يرتفع كثيراً، أي أنّ أرضهم ليست ذات حزونة (النهاية ج ٢ ص ١٢٨).

(٢) في المصدر: لميع.

(٣) الماتح: المستقي من البئر بالدلو من أعلى البئر، أراد أن ماءها جار على وجه الأرض فليس يقام بها ماتح (النهاية ج ٤ ص ٢٩١).

(٤) يعزب: أي يبعد في المرعي، قال في النهاية: عزب يعزب فهو عازب إذا أبعد. (النهاية ج ٣ ص ٢٧٧)، وفي المصدر: ولا يعرف.

(٥) في المصدر: ولا يجلس.

٢٧٩

« ألا أنّ خير الماء الشبم(٦) وخير المال الغنم، وخير المرعى الأراك والسلم، إذا أخلف كان لجينا، وإذا سقط كان درينا(٧) وإذا أكل كان لبينا(٨) ».

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « الغنم سمنها معاش، وصوفها رياش ».

[٩٤٤٨] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « استوصوا بالمعزى خيراً فإنّه مال رفيق، وهو من الجنّة ».

__________________

(٦) جاء في هامش الطبعة الحجرية ما نصّه: « قال أبو يعلى: قال بعضهم: يروى السنم بالسين غير المعجمة ونون، ومعناه ماء جار على وجه الأرض، وكل شئ علا شيئاً فقد تسنمه، ويقال للشريف سنيم وهو مأخوذ من سنام البعير لعلوّه، وهذا أشبه بما ذكره في مائهم لأنّه قال: وماؤنا يميع أي يجري من علو فقال: ألا خير الماء السنم أي كان طاهراً ولم يذكر جرير أن ماءهم بارد، فيقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : خير الماء الشيم. والرواية الصحيحة أنه الشين المعجمة المنقوطة.

قوله: إذا أخلف كان لجيناً معناه إذا خرج الخلفة وهو ورق يخرج بعد الورق الأول في الصيف، وقوله كان لجيناً أي فيه نداوة ورطوبة يقال لجن الشئ يلجن لجوناً، وكل شئ حسنه في الماء فقد لجنته، قال الشماخ:

وماء قد وردت لوصل أروى

عليه الطير كالورق اللجين

منه (قده)، وانظر: النهاية ج ٤ ص ٢٣٥.

(٧) الدرين: حطام المرعى إذا تناثر وسقط على الأرض. (النهاية ج ٢ ص ١١٥).

(٨) لبيناً أي مدراً مكثراً له الآن النعم إذا رعت الأراك والسلم غزرت ألبانها (النهاية ج ٤ ص ٢٢٩).

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٦٤ ح ١٠٤.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399