تفسير نور الثقلين الجزء ٤

تفسير نور الثقلين9%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 652

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 652 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 311111 / تحميل: 6556
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

٥٠ ـ في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن يزيد شعر عن هارون بن حمزة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول:( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال: هم الائمة خاصة( وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ ) فزعم ان من عرف الامام والآيات، ممن يعقل ذلك.

٥١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم خاطب اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال جل ذكره:( اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ ) قال: من لم تنه الصلوة عن الفحشاء والمنكر لم تزده من اللهعزوجل إلّا بعدا.

٥٢ ـ في كتاب التوحيد وقد روى عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: الصلوة حجزة الله وذلك انها تحجز المصلى عن المعاصي ما دام في صلوته، قال اللهعزوجل :( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ ) .

٥٣ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسين بن عبد الرحمن عن سفيان الحريري عن أبيه عن سعد الخفاف عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت جعلت فداك يا أبا جعفر وهل يتكلم القرآن؟ فتبسم ثم قال: رحم الله الضعفاء من شيعتنا انهم أهل تسليم. ثم قال: نعم يا سعد والصلوة تتكلم ولها صورة وخلق تأمر وتنهى قال: فتغير لذلك لوني وقلت: هذا شيء لا أستطيع ان أتكلم به في الناس، فقال أبو جعفر: وهل الناس إلّا شيعتنا فمن لم يعرف الصلوة فقد أنكر حقها، ثم قال: يا سعد أسمعك كلام القرآن؟ قال سعد: فقلت: بلى صلى الله عليك فقال:( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ ) فالنهى كلام والفحشاء والمنكر رجال، ونحن ذكر الله ونحن أكبر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٤ ـ في مجمع البيان وروى انس بن مالك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: من لم تنهه صلوته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلّا بعدا.

٥٥ ـ وأيضا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: لا صلوة لمن لم يطع الصلوة وطاعة الصلوة ان ينتهى عن الفحشاء والمنكر.

١٦١

٥٦ ـ وروى أنس ان فتى من الأنصار كان يصلّي الصلوات مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويرتكب الفواحش، فوصف ذلك لرسول الله فقال: إنّ صلوته تنهاه يوما ما.

٥٧ ـ وعن جابر قال: قيل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ فلانا يصلّي بالنهار ويسرق بالليل؟ فقال: إنّ صلوته لتردعه.

٥٨ ـ وروى أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أحب أن يعلم قبلت صلوته أم لم تقبل فلينظر هل منعته صلوته عن الفحشاء والمنكر فبقدر ما منعته قبلت صلوته.

٥٩ ـ * في كتاب سعد السعود لابن طاوسرحمه‌الله وقد روينا في الجزء الاول من كتاب المهمات والتتمات صفة الصلوة الناهية عن الفحشاء والمنكر.

٦٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ ) يقول: ذكر الله لأهل الصلوة أكبر من ذكرهم إياه ألآ ترى أنّه يقول: أذكروني أذكركم.

٦١ ـ في مجمع البيان وروى أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ ) قال: ذكر الله عند ما أحل وحرم.

٦٢ ـ وعن معاذ بن جبل قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أي الأعمال أحب إلى الله؟قال: ان تموت ولسانك رطب من ذكر اللهعزوجل .

٦٣ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معاذ إنّ السابقين الذين يسهرون بذكر اللهعزوجل ، ومن أحب ان يرتفع في رياض الجنة فليكثر من ذكر اللهعزوجل .

٦٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: نحن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا.

٦٥ ـ وقال أبو محمد الحسن العسكريعليه‌السلام : ذكر عند الصادقعليه‌السلام الجدال في الدين، وأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والائمةعليهم‌السلام قد نهوا عنه، فقال الصادقعليه‌السلام : لم ينه عنه مطلقا ولكنه نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن، أما تسمعون الله يقول:( وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) قيل: يا ابن رسول الله ما الجدال بالتي

١٦٢

هي أحسن وبالتي ليست بأحسن؟ قال: اما الجدال الذي بغير التي هي أحسن ان تجادل مبطلا فيورد عليك مبطلا فلا ترده بحجة قد نصبها الله، ولكن تجحد قوله أو تجحد حقا يريد ذلك المبطل أن يعين به باطله فتجحد ذلك الحق مخالفة ان يكون له عليك فيه حجة لأنك لا تدري كيف المخلص منه، فذلك حرام على شيعتنا، أن يصيروا فتنة على ضعفاء إخوانهم وعلى المبطلين، اما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا تعاطى مجادلة وضعف في يده، حجة له على باطله، واما الضعفاء منكم فتعمى قلوبهم لما يرون من ضعف المحق في يد المبطل، واما الجدال بالتي هي أحسن فهو ما أمر الله تعالى به نبيه ان يجادل به من جحد البعث بعد الموت وإحياءه له، فقال الله حاكيا عنه:( وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) فقال الله في الرد عليه: «قل» يا محمد( يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ) فأراد الله من نبيه ان يجادل المبطل الذي قال: كيف يجوز ان يبعث هذه العظام وهي رميم، قال: فقل( يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ ) أفيعجز من ابتدأه لا من شيء ان يعيده بعد ان يبلى، بل ابتداءه أصعب عندكم من إعادته، ثم قال:( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً ) أي إذا كمن النار الحارة في الشجر الأخضر الرطب ثم يستخرجها فعرفكم انه على اعادة من بلى، اقدر، ثم قال:( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ) أي إذا كان خلق السموات والأرض أعظم وابعد في أوهامكم وقدركم أن تقدروا عليه من اعادة البالي فكيف جوزتم من الله خلق هذا الأعجب عندكم والأصعب لديكم، ولم تجوزوا منه ما هو أسهل عندكم من اعادة البالي؟ قال الصادقعليه‌السلام : فهذا الجدال بالتي هي أحسن، لان فيها قطع عذر الكافرين وازالة شبههم، واما الجدال بغير التي هي أحسن فان تجحد حقا لا يمكنك أن تفرق بينه وبين باطل من تجادله، وانما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق فهذا هو المحرم لأنك مثله جحد هو حقا، وجحدت أنت حقا آخر. قال أبو محمد الحسن العسكريعليه‌السلام : فقام إليه رجل آخر فقال: يا ابن رسول الله أيجادل رسول الله

١٦٣

صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال الصادقعليه‌السلام : مهما ظننت برسول الله من شيء فلا تظنن به مخالفة الله تعالى أليس الله قال:( وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) و( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ ) لمن ضرب الله مثلا فتظن ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خالف ما أمره الله به فلم يجادل ما أمره به، ولم يخبر عن أمر الله بما أمره أن يخبره به.

٦٦ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا قال فيهعليه‌السلام بعد ان قال: إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها: وفرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقر به قال الله تبارك وتعالى:( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) وقال:( قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ ) إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) فهذا ما فرض الله على اللسان وهو عمله.

٦٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله:عزوجل :( فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) فهم آل محمد صلوات الله عليهم ومن هؤلاء من يؤمن به يعنى أهل الايمان من أهل القبلة وقولهعزوجل : وما يجحد بآياتنا يعنى ما يجحد بأمير المؤمنين صلوات الله عليه والائمة صلوات الله عليهم إلّا الكافرون.

٦٨ ـ وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله في قولهعزوجل :( وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ ) وهو معطوف على قوله تعالى في سورة الفرقان:( اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) فرد الله عليهم فقال: كيف تدعون ان الذي تقرأه أو تخبر به تكتبه عن غيرك وأنت( ما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ ) أي شكوا.

٦٩ ـ في عيون الأخبار في باب مجلس للرضاعليه‌السلام مع أهل الأديان والمقالات في التوحيد قال الرضاعليه‌السلام في أثناء المحاورات: وكذلك أمر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وما جاء به وأمر كل نبي بعثه الله، ومن آياته انه كان يتيما فقيرا راعيا أجيرا لم يتعلم كتابا و

١٦٤

لم يختلف إلى معلم، ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياءعليهم‌السلام وأخبارهم حرفا حرفا، وأخبار من مضى ومن بقي إلى يوم القيامة.

٧٠ ـ في أصول الكافي أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول في هذه الآية( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) فأومى بيده إلى صدره.

٧١ ـ عنه عن محمد بن علي عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال: هم الائمةعليهم‌السلام .

٧٢ ـ ـ وعنه عن محمد بن علي عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : هذه الآية( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) ثم قال: اما والله يا أبا محمد ما قال بين دفتي المصحف، قلت: من هم جعلت فداك؟ قال: من عسى أن يكون غيرنا؟.

٧٣ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن بريد عن هارون بن حمزة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول:( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال: هم الائمة خاصة.

٧٤ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال: هم الائمةعليهم‌السلام خاصة.

٧٥ ـ في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له:( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) فقال: أنتم هم من عسى ان يكونوا؟.

٧٦ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام وأبى عبد الله البرقي عن أبي الجهم عن أسباط عن

١٦٥

أبى عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال: نحن.

٧٧ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام انه قرأ هذه الآية:( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال: يا أبا محمد والله ما قال بين دفتي المصحف، قلت: من هم جعلت فداك؟ قال: من عسى أن يكونوا غيرنا؟.

٧٨ ـ محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير والحسن بن علي بن فضال عن مثنى الحناط عن الحسن الصيقل قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال: نحن، وإيانا عنى.

٧٩ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أيوب بن حسن عن حمران قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى:( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) أنتم هم؟ قال: من عسى أن يكونوا؟.

٨٠ ـ محمد بن الحسين عن يزيد شعر عن هارون بن حمزة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول:( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال: هم الائمة خاصة،( وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ ) ، فزعم ان من عرف الامام والآيات ممن يعقل.

٨١ ـ محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قلت: أنتم هم؟ قال: من عسى ان يكونوا؟.

٨٢ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن محمد بن يحيى عن عبد الرحيم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ هذا العلم انتهى إلى في القرآن ثم جمع أصابعه ثم قال:( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) .

٨٣ ـ في مجمع البيان( إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) وقيل :

١٦٦

إن قوما من المسلمين كتبوا شيئا من كتب أهل الكتاب فهددهم سبحانه في هذه الآية ونهاهم عنه وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : جئتكم ببيضاء نقية.

٨٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ ) يقول: لا تطيعوا أهل الفسق من الملوك فان خفتموهم أن يفتنوكم عن دينكم فان أرضى واسعة، وهو يقول:( فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ) فقال:( أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها ) .

٨٥ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : معناه إذا عصى الله في ارض أنت بها فاخرج منها إلى غيرها.

٨٦ ـ في جوامع الجامع وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من فر بدينه من أرض إلى أرض وان كان شبرا من الأرض استوجب الجنة، وكان رفيق إبراهيم ومحمدعليهما‌السلام .

٨٧ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا نزلت هذه الآية( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) قلت: يا رب أيموت الخلائق كلهم وتبقى الأنبياء؟ فنزلت:( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ ) .

٨٨ ـ في تفسير العياشي عن زرارة قال: كرهت ان أسأل أبا جعفرعليه‌السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك قلت: لأسألن مسئلة لطيفة أبلغ فيها حاجتي، فقلت: أخبرنى عمن قتل أمات؟ قال: لا، الموت موت والقتل قتل: قلت: ما أحد يقتل إلّا وقد مات؟فقال: قول الله أصدق من قولك، فرق بينهما في القرآن فقال:( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ ) وقال( لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ ) وليس كما قلت يا زرارة، الموت موت والقتل قتل قلت: فان الله يقول:( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ) ؟ قال: من قتل لم يذق الموت، ثم قال: لا بد من أنْ يرجع حتى يذوق الموت.

٨٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول :

١٦٧

أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن عليعليهما‌السلام حتى يسيل على خده، بوأه الله بها في الجنة عرفا يسكنه أحقابا.

٩٠ ـ وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله في قولهعزوجل :( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ ) قال: كانت العرب يقتلون أولادهم مخافة الجوع فقال اللهعزوجل : الله يرزقهم وإياكم.

٩١ ـ في مجمع البيان وعن عطا عن ابن عمر قال: خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى دخلنا بعض حيطان الأنصار فجعل سقط من التمر ويأكل، فقال: يا ابن عمر ما لك لا تأكل؟ فقلت: لا أشتهيه يا رسول الله، قال: لكني أشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولو شئت لدعوت ربي فأعطانى مثل ملك كسرى وقيصر، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت مع قوم يخبأون رزق سنتهم لضعف اليقين، فو الله ما برحنا حتى نزلت:( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) .

٩٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قولهعزوجل :( وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا ) أي صبروا وجاهدوا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لنهدينهم سبلنا أي نثبتهم( وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: هذه الآية لال محمد صلوات الله عليهم ولاشياعهم.

٩٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عن أمير المؤمنينعليهما‌السلام أنّه قال: الأواني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، انا المحسن يقول اللهعزوجل :( إِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦٨

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو والله يا أبا محمد من أهل الجنة لا استثنى فيه أبدا ولا أخاف أن يكتب الله على في يميني إثما، وان لهاتين السورتين من الله مكانا.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرأها كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل ملك سبح الله بين السماء، والأرض، وأدرك ما ضيع في يومه وليلته.

٣ ـ في كتاب الاستغاثة للشيخ ميثم ولقد روينا من طريق علماء أهل البيتعليهم‌السلام في أسرارهم وعلومهم التي خرجت منهم إلى علماء شيعتهم، ان قوما ينسبون من قريش وليسوا من قريش، وحقيقة النسب وهذا مما لا يجوز أن يعرفه إلّا معدن النبوة وورثة علم الرسالة، وذلك مثل بنى امية ذكروا انهم ليسوا من قريش وان أصلهم من الروم، وفيهم تأويل هذه الآية( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ) معناه انهم غلبوا على الملك وسيغلبهم على ذلك بنوا العباس.

٤ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله عن ذكره:( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ) قال: فقال: يا أبا عبيدة ان لهذا تأويلا لا يعلمه إلّا الله والراسخون في العلم من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا هاجر إلى المدينة وأظهر الإسلام كتب إلى ملك الروم كتابا وبعث به مع رسوله يدعوه إلى الإسلام، وكتب إلى ملك فارس كتابا يدعوه إلى الإسلام، وبعثه إليه مع رسوله، فاما ملك الروم فعظم كتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأكرم رسوله، واما ملك فارس فانه استخف بكتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومزقه واستخف

١٦٩

برسوله، وكان ملك فارس يومئذ يقاتل ملك الروم وكان المسلمون يهوون ان يغلب ملك الروم فارس، وكانوا لناحيته أرجى منهم لملك فارس، فلما غلب ملك فارس ملك الروم كره ذلك المسلمون واغتموا به، فأنزل اللهعزوجل بذلك كتابا قرآنا( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ) يعنى غلبتها فارس في ادنى الأرض وهي الشامات وما حولها «وهم» يعنى فارس( مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ) يعنى يغلبهم المسلمون( فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ ) عزوجل فلما غزا المسلمون فارس وافتتحوها فرح المسلمون بنصر اللهعزوجل ، قال: قلت: أليس اللهعزوجل يقول:( فِي بِضْعِ سِنِينَ ) وقد مضى للمؤمنين سنون كثيرة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفي إمارة أبي بكر وانما غلب المؤمنون فارسا في إمارة عمر؟ فقال: ألم أقل لك ان لهذا تأويلا وتفسيرا، والقرآن يا أبا عبيدة ناسخ ومنسوخ أما تسمع لقول اللهعزوجل ( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ) يعنى إليه المشية في القول أن يؤخر ما قدم ويقدم ما أخر في القول إلى يوم يحتم القضاء بنزول النصر فيه على المؤمنين، وذلك قولهعزوجل :( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ ) أي يوم يحتم القضاء بالنصر.

٥ ـ في الخرائج والجرائح في أعلام الحسن العسكريعليه‌السلام ومنها ما قال أبوها سأل محمد بن صالح أبا محمدعليه‌السلام عن قوله تعالى:( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ) فقال: له الأمر من قبل أن يأمر به، وله الأمر من بعد أن يأمر به بما يشاء.

٦ ـ في مجمع البيان وسئل أبو عبد اللهعليه‌السلام عن قولهعزوجل :( يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا ) فقال: الزجر(١) والنجوم.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا ) يعنى ما يرونه حاضرا( وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ ) قال: يرون حاضر الدنيا ويتغافلون عن الاخرة.

٨ ـ في كتاب الخصال وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ) فقال: معناه أو لم ينظروا في القرآن.

قال عز من قائل:( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ) الآية.

__________________

(١) الزجر: التيمن والنشاؤم بالطير.

١٧٠

٩ ـ في كتاب الخصال عن عليٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تقوم الساعة يوم الجمعة بين صلوة الظهر والعصر.

١٠ ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: السبت لنا والأحد لشيعتنا إلى أنْ قالعليه‌السلام : وتقوم القيامة يوم الجمعة.

١١ ـ وعن أبي لبابة بن عبد المنذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ يوم الجمعة سيد الأيام إلى قوله: وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بر ولا بحر إلّا وهن يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة.

٢ ١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ) قال: إلى الجنة والنار( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ) أي يكرمون.

١٣ ـ في مجمع البيان( فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ) قيل: يلذذون بالسماع عن يحيى بن أبي كثير الأوزاعي أخبرنا أبو الحسن عبد الله بن محمد بن أحمد البيهقي قال: أخبرنا جدي الامام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال: حدّثنا أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن بندار قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن القرباني(١) قال: حدّثنا سليمان بن عبد الرحمان الدمشقي قال حدّثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة الباهلي ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ما من عبد يدخل الجنة إلّا ويجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين تغنيانه بأحسن صوت سمعه الانس والجن، وليس بمزمار الشيطان، ولكن بتمجيد الله وتقديسه.

١٤ ـ وعن أبي الدرداء قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من الأزواج والنعيم وفي القوم أعرابى فجثا لركبته وقال: يا رسول الله هل

__________________

(١) وفي بعض النسخ الغربانى بالغين والمختار هو الموافق لنسخة المصدر.

١٧١

في الجنة من سماع؟ قال: نعم يا أعرابى، ان في الجنة نهرا حافتاه الأبكار من كل بيضاء يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط، فذلك أفضل نعم الجنة، قال الراوي: سألت أبا الدرداء بم يتغنين؟ قال: بالتسبيح.

١٥ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام أنّه قال: جاء نفر من اليهود إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأل قال: أخبرنى عن اللهعزوجل إلى شيء فرض هذه الخمس الصلوات في خمسة مواقيت على أمتك في ساعات الليل والنهار؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها إلى أنْ قال صلوات الله عليه: واما صلوة المغرب فهي الساعة التي تاب اللهعزوجل فيها على آدمعليه‌السلام وكان ما بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب اللهعزوجل عليه ثلاثمأة سنة من أيام الدنيا، وفي أيام الاخرة يوم كألف سنة ما بين العصر إلى العشاء، وصلى آدم ثلاث ركعات: ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حواء، وركعة لتوبته، ففرض اللهعزوجل هذه الركعات الثلاث على أمتي، وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء فوعدني ربيعزوجل ان يستجيب لمن دعاه فيها وهي الصلوة التي أمرني ربي بها في قوله:( فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: من قال حين يمسى ثلاث مرات:( فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ) ، لم يفته خير يكون في تلك الليلة، وصرف عنه جميع شرها ومن قال ذلك حين يصبح لم يفته خير يكون ذلك اليوم وصرف عنه جميع شره.

١٧ ـ في عوالي اللئالى وفي الحديث عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرء حين يصبح:( فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ) الآيات الثلاث إلى «تخرجون» أدرك ما فاته في يومه، وان قالها حين يمسى أدرك ما فاته ليلته.

١٨ ـ في جوامع الجامع وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من سره ان يكال له بالقفيز الأوفى

١٧٢

فليقل:( فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ ) إلى قوله:( كَذلِكَ تُخْرَجُونَ ) .

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ ) قال: يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن( وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ ) رد على الدهرية.

٢٠ ـ في الكافي أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن موسى بن سعدان عن عبد الرحمان بن الحجاج عن أبي إبراهيمعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ) قال: ليس يحييها بالقطر، ولكن يبعث الله رجالا فيحيون العدل فتحيى الأرض لإحياء العدل، ولا قامة العدل فيه أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحا.

٢١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حكيمة بنت محمد بن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام عمة أبي محمد الحسنعليهما‌السلام انها قالت: كنت عند أبي محمدعليه‌السلام فقال: بيتي الليلة عندنا فانه سيلد المولود الكريم على اللهعزوجل الذي يحيى اللهعزوجل به الأرض بعد موتها، فقلت: ممن يا سيدي؟ ولست أرى بنرجس شيئا من أثر الحبل، فقال: من نرجس لا من غيرها، قالت: فوثبت إليها فقلبتها ظهر البطن فلم أر بها أثر الحبل، فعدت إليهعليه‌السلام فأخبرته بما فعلت، فتبسم ثم قال لي: إذا كان وقت الفجر يظهر لك الحبل لان مثلها مثل أم موسى لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها، لان فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى، وهذا نظير موسىعليه‌السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال عز من قائل:( وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ) .

٢٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال فأخبرنى عن آدم لم سمى آدم؟ قال: لأنه خلق من طين الأرض وأديمها، قال: فآدم خلق من الطين كله أو من طين واحد؟ قال: بل من الطين كله، ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا، وكانوا على صورة واحدة، قال: فلهم في الدنيا مثل؟ قال: التراب فيه ابيض وفيه أحضر وفيه أشقر وفيه اغبر وفيه

١٧٣

أحمر وفيه أزرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه أصهب، فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم أبيض وفيهم اصفر وأحمر واصهب واسود على ألوان التراب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال عز من قائل:( وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) .

٢٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: انصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من سرية قد كان أصيب فيها ناس كثير من المسلمين فاستقبلته النساء يسألن عن قتلاهن فدنت منه امرأة فقالت: يا رسول الله ما فعل فلان؟ قال: وما هو منك؟ قال: أبي، قال: احمدي الله واسترجعي فقد استشهد، ففعلت ذلك فقالت: يا رسول الله وما فعل فلان؟ فقال: وما هو منك؟ فقالت: أخي فقال: احمدي الله واسترجعي فقد استشهد، ففعلت ذلك ثم قالت: يا رسول الله ما فعل فلان؟ فقال: وما هو منك؟ قالت: زوجي. قال: احمدي الله واسترجعي فقد استشهد، فقالت: وا ويلى فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كنت أظن ان المرأة تجد بزوجها هذا كله حتى رأيت هذه المرأة.

٢٤ ـ أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لابنة جحش: قتل خالك حمزة قال: فاسترجعت وقالت: احتسبه عند الله ثم قال لها: قتل أخوك فاسترجعت وقالت: احتسبه عند الله، ثم قال لها: قتل زوجك فوضعت يدها على رأسها وصرخت فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما يعدل الزوج عند المرأة شيء.

٢٥ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكوفي عن عبيس بن هشام عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: إنّ الامام إذا ابصر إلى الرجل عرفه وعرف لونه، وان سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو، ان الله يقول:( وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَ

١٧٤

اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ ) لآيات للعالمين وهم العلماء فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به إلّا عرفه: ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٦ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: كفي لاولى الألباب بخلق الرب المسخر وملك الرب القاهر، إلى قوله: وما انطلق به ألسن العباد وما أرسل به الرسل وما انزل على العباد دليلا على الرب.

٢٧ ـ في توحيد المفضل بن عمر المنقول عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام في الرد على الدهرية: تأمل يا مفضل ما أنعم الله تقدست أسماؤه به على الإنسان من هذا النطق الذي يعبر به عما في ضميره وما يخطر بقلبه ونتيجة فكره، به يفهم غيره ما في نفسه(١) ولولا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة التي لا تخبر عن نفسها بشيء، ولا تفهم عن مخبر شيئا، وكذلك الكتابة التي بها تفيد اخبار الماضين للباقين، واخبار الباقين للآتين، وبها تجلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها، وبها يحفظ الإنسان ذكر ما يجرى بينه وبين غيره من المعاملات والحساب، ولولاها لا نقطع اخبار بعض الازمنة عن بعض، واخبار الغائبين عن أوطانهم، ودرست العلوم وضاعت الآداب، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أمورهم ومعاملاتهم، وما يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم وما روى لهم مما لا يسعهم جهله، ولعلك تظن انها مما يخلص إليه بالحيلة والفطنة، وليست مما أعطيه الإنسان من خلقه وطباعه، وكذلك الكلام انما هو شيء يصطلح عليه الناس فيجري بينهم، ولهذا صار يختلف في الأمم المختلفة بألسن مختلفة وكذلك الكتابة ككتابة العربي والسرياني والعبراني والرومي وغيرها من ساير الكتابة التي هي متفرقة في الأمم انما اصطلحوا عليها كما اصطلحوا على الكلام، فيقال لمن ادعى ذلك ان الإنسان وان كان له في الأمرين جميعا فعل أو حيلة

__________________

(١) وفي نسخة البحار: «وبه يفهم عن غيره ما في نفسه».

١٧٥

فان الشيء الذي يبلغ به ذلك الفعل والحيلة عطية وهبة من اللهعزوجل في خلقه، فانه لو لم يكن له لسان مهيأ للكلام وذهن يهتدى به للأمور لم يكن ليتكلم أبدا، ولو لم يكن له كف مهياة وأصابع للكتابة لم يكن ليكتب أبدا واعتبر ذلك من البهائم التي لا كلام لها ولا كتابة فاصل ذلك فطرة الباري جل وعز وما تفضل به على خلقه فمن شكر أثيب( وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) .

٢٨ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن حمّاد بن عبد الله الغرا عن معتب انه أخبره ان أبا الحسن الاول لم يكن يرى له ولد فأتاه يوما إسحق ومحمد أخواه وأبو الحسن يتكلم بلسان ليس بعربي، فجاء غلام سقلابي(١) فكلمه بلسانه، فذهب فجاء بعليّ ابنه فقال لإخوته: هذا عليٌّ إبني فضموه إليه واحدا بعد واحد فقبلوه ثم كلم الغلام بلسانه، فذهب به ثم تكلم بلسان غير ذلك اللسان، فجاء غلام اسود فكلمه بلسانه، فذهب فجاء بإبراهيم فقال: هذا إبراهيم إبني فكلمه بكلام، فحمله فذهب به فلم يزل يدعو بغلام بعد غلام ويكلمهم حتى جاء بخمسة أولاد، والغلمان مختلفون في أجناسهم وألسنتهم.

٢٩ ـ محمد بن عيسى عن علي بن مهزيار قال: أرسلت إلى أبي الحسنعليه‌السلام غلامي وكان سقلابيا قال: فرجع الغلام إلى متعجبا فقلت: له ما لك يا بنى؟ قال: كيف لا أتعجب؟! ما زال يكلمني بالسقلابية كأنه واحد منا فظننت انه انما دار بينهم.

٣٠ ـ أحمد بن محمد عن أبي القاسم وعبد الله بن عمران عن محمد بن بشير عن رجل عن عمار الساباطي قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا عمار «أبو مسلم وظلله وكسا فكسحه مسطورا» قلت: جعلت فداك ما رأيت نبطيا أفصح منك، فقال: يا عمار وبكل لسان.

٣١ ـ وروى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير وعن بعض رجاله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام يرفع الحديث إلى الحسن بن علي صلوات الله عليهما وعلى آبائهما أنّه قال: ان

__________________

(١) السلقب: جيل من الناس.

١٧٦

لله مدينتين إحداهما بالمشرق والاخرى بالمغرب، عليهما سور من حديد وعلى كل مدينة ألف ألف مصراعين ذهب، وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه، وأنا أعرف جميع اللغات، وما فيهما وما بينهما وما عليهما حجة غيري والحسين أخي.

٣٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: فأخبرنى عن آدم لم سمى آدم؟ قال: لأنه من طين الأرض وأديمها، قال: فآدم خلق من الطين كله أو من طين واحد؟ قال: بل من الطين كله ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا، وكانوا على صورة واحدة قال: فلهم في الدنيا مثل؟ قال: التراب فيه أبيض وفيه أخضر وفيه أشقر وفيه أغبر وفيه أحمر وفيه أزرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه أصهب فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم أبيض وفيهم أصفر وأحمر واصهب واسود على ألوان التراب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ وباسناده إلى سهل بن زياد الأدمي قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: سمعت عليّ بن محمّد العسكريعليه‌السلام يقول: عاش نوح ألفين وخمسمائة سنة وكان يوما في السفينة نائما فهبت الريح فكشفت عورته فضحك حام ويافث فزجرهما سامعليه‌السلام ونهاهما عن الضحك، وكان كلما غطى سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام ويافث فانتبه نوحعليه‌السلام فرآهم وهم يضحكون، فقال: ما هذا؟ فأخبره سام بما كان، فرفع نوحعليه‌السلام يده إلى السماء يدعو ويقول: أللّهمّ غير ماء صلب حام حتى لا يولد له ولد إلّا السودان، أللّهمّ غير ماء صلب يافث فغير الله ماء صلبيهما فجميع السودان حيث كانوا من حام، وجميع الترك والسقالب ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا، وجميع البيض سواهم من سام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال عز من قائل:( وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ) .

٣٤ ـ في توحيد المفضل بن عمر المنقول عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام في الرد على الدهرية: والكرى يقتضي النوم الذي فيه راحة البدن وإجمام

١٧٧

قواه(١) إلى أنْ قالعليه‌السلام : وكذلك لو كان انما يصير إلى النوم، بالتفكر في حاجته إلى راحة البدن وإجمام قواه كان عسى أن يتثاقل عن ذلك فيدفعه حتى ينهك بدنه(٢) .

٣٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى يعقوب بن شعيب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : في بنى آدم ثلاثمأة وستين عرقا ثمانون ومأة متحركة وثمانون ومأة ساكنة، فلو سكن المتحرك لم ينم، أو تحرك الساكن لم ينم، فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أصبح قال: الحمد لله رب العالمين كثيرا على كل حال ثلاثمأة وستين مرة. وإذا أمسى قال مثل ذلك.

٣٦ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حديث طويل يقول فيه الحسن بن علىعليهما‌السلام مجيبا للخضرعليه‌السلام بأمر أبيه أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقد سأله عن مسائل: أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فان روحه متعلقة بالريح، والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فان اذن اللهعزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح وجذبت تلك الريح الهواء، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن اللهعزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث.

٣٧ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل: وفيه: وسأله عن النوم على كم وجه هو؟ فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام صلوات الله عليه: النوم على أربعة أصناف: الأنبياء تنام على أقفيتها مستقبلة وأعينها لا تنام متوقعة لوحى ربهاعزوجل ، والمؤمنون ينامون على

__________________

(١) الكرى: السهر. والجمام. الراحة.

(٢) نهكته الحمى: هزلته وجهدته ونهكه: غلبه. وفي البحار «فيدمغه» بدل «فيدفعه» ويحتمل التصحيف.

١٧٨

يمينهم مستقبلين القبلة، والملوك وأبناءها على شمائلها ليستمر أو ما يأكلون(١) وإبليس وإخوانه وكل مجنون وذو عاهة ينامون على وجوههم منبطحين(٢) .

٣٨ ـ في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالت أم سليمان بن داودعليه‌السلام لسليمان: إياك وكثرة النوم بالليل فان كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيرا يوم القيامة.

٣٩ ـ عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: لعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثا: الاكل زاده وحده والراكب الفلاة وحده والنائم في بيت وحده.

٤٠ ـ فيما أوصى به النبي علياعليهما‌السلام : يا عليُّ ثلاث يتخوف منهن الجنون إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : والرجل ينام وحده.

٤١ ـ فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب إذا نام أحدكم فليضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، فانه لا يدرى أينتبه من رقدته أم لا. لا ينام الرجل على المحجنة(٣) لا ينام الرجل على وجهه، ومن رأيتموه نائما على وجهه فانتبهوه ولا تدعوه إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وليقل: بسم الله وضعت جنبي لله على ملة إبراهيم ودين محمد وولاية من افترض طاعته، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فمن قال ذلك حفظ من اللص المغير والهدم، واستغفرت له الملائكة، من قرأ قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه وكل اللهعزوجل به خمسين ألف ملك يحرسونه ليلته. فاذا أراد أحدكم النوم فلا يضعن جنبه على الأرض حتى يقول: أعيذ نفسي وديني وأهلى ومالي وخواتيم عملي وما رزقني ربي وخولني(٤) بعزة الله وعظمة الله وجبروت الله وسلطان الله ورحمة الله ورأفة الله وغفران الله وقوة الله وقدرة الله وجلال الله وبصنع الله وأركان الله وبجمع الله وبرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبقدرة الله على ما يشاء من شر السامة والهامة ومن

__________________

(١) استمرأ الطعام: استطابه وعده ووجده مريئا.

(٢) بطحه على وجهه أي ألقاه على وجهه فانبطح.

(٣) المحجنة: العصا المنعطفة الرأس.

(٤) خوله الله مالا: أعطاه إياه متفضلا وملكه إياه.

١٧٩

شر الجن والانس ومن شر ما يدب في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن كل دابة ربي آخذ بناصيتها، إنّ ربي على صراط مستقيم وهو على كل شيء قدير ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم، فانّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يعوّذ بها الحسن والحسينعليهما‌السلام وبذلك أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا انتبه أحدكم من نومه فليقل: لا إله إلّا الله الحليم الكريم الحي القيوم وهو على كل شيء قدير سبحان رب النبيين واله المرسلين وسبحان رب السموات السبع وما فيهن ورب الأرضين السبع وما فيهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين، وإذا جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم: حسبي الله حسبي الرب من العباد، حسبي الذي هو حسبي مذ كنت، حسبي الله ونعم الوكيل.

٤٢ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلاث خصال فيهن المقت من الله تعالى: نوم من غير سهر، وضحك من غير عجب، وأكل على الشبع.

٤٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ) قال: يعنى السماء والأرض هاهنا.

٤٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: وقوم وصفوة بيدين فقالوا( يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ ) وقوم وصفوه بالرجلين فقالوا: وضع رجله على صخرة بيت المقدس فمنها ارتقى إلى السماء، ووصفوه بالأنامل فقالوا: إنّ محمدا قال: إنّي وجدت برد أنامله على قلبي، فلمثل هذه الصفات قال:( رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) يقول: رب المثل الأعلى عما به مثلوه ولله المثل الأعلى الذي لا يشبهه شيء، ولا يوصف ولا يتوهم فذلك المثل الأعلى.

٤٥ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى ياسر الخادم عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضاعليهما‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام : يا عليُّ أنت حجّة الله وأنت باب الله وأنت الطريق إلى الله، وأنت النبأ العظيم وأنت الصراط المستقيم، وأنت المثل الأعلى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٦ ـ وفي عيون الأخبار أيضا في الزيارة الجامعة لجميع الائمةعليهم‌السلام

١٨٠

( ٣٢ ) الجامع الكافي ( جامع آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) (١)

أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسن العلوي ( ت ٤٤٥ هـ )

الحديث :

الأوّل : قال القاسم بن محمّد بن علي ( ت ١٠٢٩ هـ ) في الاعتصام : وفي الجامع الكافي قال : قال الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : فما أجمعت عليه الأمّة من الفرائض فإجماعهم الحجّة على اختلافهم ; لأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « ما كان الله ليجمع أمّتي على ضلالة » ، وما اختلفوا فيه من حلال أو حرام أو حكم أو سنّة ، فدلالة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ذلك قائمة ، لقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فهذا موضع الحجّة منه عليهم. وهذا الخبر مشهور تلقّته الأمّة من غير تواطؤ(٢) .

الثاني : قال القاسم بن محمّد بن علي في الاعتصام : وفيه أيضاً : عن الحسن بن يحيى ( عليهم السلام ) ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وهما الخليفتان بعدي »(٣) .

____________

١ ـ لم نعثر على الكتاب فنقلنا عن كتاب الاعتصام بحبل الله المتين.

٢ ـ الاعتصام بحبل الله المتين ١ : ١٣٣.

٣ ـ الاعتصام بحبل الله المتين ١ : ١٣٣.

١٨١

محمّد بن علي بن الحسن العلوي :

قال الذهبي ( ت ٧٤٨ هـ ) في سير أعلام النبلاء : الإمام المحدّث الثقة العالم الفقيه ، مسند الكوفة ، أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن ، العلوي الكوفي ، انتقى عليه الحافظ أبو عبد الله الصوري ، وغيره ، حدّث عن علي بن عبد الرحمن البكائي ، إلى آخر ما يذكر من شيوخه ، ثمّ قال : حدّث عنه : أبو منصور أحمد بن عبد الله العلوي ، إلى آخر ما يذكر ممّن روى عنه ، ثمّ قال : قال ابن النرسي : مات بالكوفة في ربيع الأوّل ، سنة خمس وأربعين وأربع مائة ، قال : ومولده في رجب سنة سبع وستّين وثلاث مئة ، ما رأيت من كان يفهم فقه الحديث مثله(١) .

قال العلاّمة الطهراني في الطبقات : محمّد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن القصري العلوي بن القاسم بن محمّد البطحائي بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، كذا سرد نسبه ابن الجوزي في « المنتظم » في ترجمة أبي الغنائم النرسي ، وقال : إنّه توفّي ٤٤٥ ، أقول : هو الشريف أبو عبد الله العلوي الحسيني الشجري من طبقة تلاميذ الصدوق المتوفّى ٣٨١(٢) .

____________

١ ـ سير أعلام النبلاء ١٧ : ٦٣٦.

٢ ـ طبقات أعلام الشيعة : ١٧٠ ، المئة الخامسة.

وانظر في ترجمته أيضاً : تاريخ الإسلام للذهبي ١١٨ ، وفيات سنة ٤٤٥ ، الفلك الدوّار : ٥٩ ، شذرات الذهب ٣ : ٤٤٦ ، وفيات سنة ٤٤٥ ، معجم المؤلّفين ١١ : ٣٦٦ ، التحف شرح الزلف : ١٨٨ ، مؤلّفات الزيديّة ١ : ١٢١ ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٩٤٥ ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، الذريعة ٤ : ٢٠٥ ، ١٦ : ٢٧٢ ، مسند الإمام زيد : ٢٤ ، في المقدّمة ، تاريخ بروكلمان ٣ : ٣٣٤ ، خاتمة

١٨٢

كتاب الجامع الكافي :

قال إبراهيم بن محمّد الوزير ( ت ٩١٤ هـ ) في الفلك الدوّار ـ عند عدّه لكتب الحديث عند الزيديّة ـ : ومن أكثرها جمعاً ، وأجلّها نفعاً كتاب « الجامع الكافي » المعروف بجامع آل محمّد ، الذي صنّفه السيد الإمام أبو عبد الله محمّد بن علي بن عبد الرحمن الحسني ، وهو ستّة مجلّدة ، ويشتمل من الأحاديث والآثار وأقوال الصحابة والتابعين ومذاهب العترة الطاهرين على ما لم يجتمع في غيره ، واعتمد فيه على مذهب القاسم بن إبراهيم عالم آل محمّد ، وأحمد بن عيسى فقيههم ، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد ، وهو في الشهرة بالكوفة في العترة كأبي حنيفة في فقهائها ، ومذهب محمّد بن منصور ، علاّمة العراق ، وإمام الشيعة بالاتّفاق ، وإنّما خصّ صاحب الجامع ذكر مذاهب هؤلاء ، قال : لأنّه رأى الزيديّة بالعراق يعوّلون على مذاهبهم ، وذكر أنّه جمعه من نيّف وثلاثين مصنّفاً من مصنّفات محمّد بن منصور ، وأنّه اختصر أسانيد الأحاديث ، مع ذكر الحجج فيما وافق وخالف ، وقد اعتنى به من متأخّري أصحابنا وعلمائنا أهل اليمن : القاضي العلاّمة جمال الدين العفيف بن حسن المذحجي الضراري ، وكان من عيون أصحاب المهدي علي بن محمّد ابن علي ( عليه السلام ) ، ومن أجلّ شيعته ، وسمعه بمكّة المشرّفة برباط الزيديّة ، المعروف برباط ابن الحاجب على الفقيه العلاّمة شرف الدين أبي القاسم محمّد بن حسين الشُقيف وأجازه له ، وهو يرويه عن الفقيه العلاّمة محمّد بن عبد الله الغزال ، وهو يرويه من طرق مسندة إلى مصنّفه ( عليه السلام ) ، واختصر القاضي العفيف منه مختصراً نفيساً ، نقل فيه غرائب مسائله ، وسمّاه ( تحفة الاخوان

____________

مستدرك الوسائل ٣ : ٣٧١ ، المقصد الحسن : ٤٥ ، الأذان بحي على خير العمل ، مقدّمة المحقّق ، فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) ، مقدّمة المحقّق.

١٨٣

في مذاهب أئمة كوفان )(١) .

ونسبه إليه أحمد بن حابس في المقصد الحسن ، ونقل كلام الفلك الدوّار المتقدّم(٢) .

قال الطباطبائي في مقدّمة كتاب فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) ، وهو للمؤلّف أيضاً : وللجامع الكافي مختصران : أحدهما للمؤلّف ، فقد اختصره وسمّاه المقنع ، والآخر للقاضي جمال الدين العفيف بن الحسن المذحجي الضراري ، وسمّى مختصره تحفة الاخوان في مذهب أئمّة كوفان(٣) .

قال السيد مجد الدين المؤيّدي ـ بعد أن ذكر خصوصيّات الكتاب ونسبته لمؤلّفه ـ : الجامع الكافي في جامع آل محمّد ، إلى أن قال : وإنّما خصصت بالبحث هذا الكتاب الجامع ; لما في زياداته ، فقد دسّ بعض المخالفين لآل محمد ( عليهم السلام ) كثيراً فيها ، ثمّ قال : لا سيّما في المشيئة ونحوها واضح ، وما كأنّها صدرت إلاّ من حذّاق الأشعريّة والمتسمّين بالسنّية ، إلى أن قال ، نعم ، أروي كتاب الجامع الكافي بالطرق السابقة إلى الإمام المتوكّل على الله ، يحيى شرف الدين ، عن السيد الإمام صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير ، وهو يرويه بطرق ، ثمّ ذكرها(٤) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : كتاب الجامع الكافي في فقه آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ستّة مجلّدات ، إلى أن قال : الكتاب مخطوط منه نسخة خطّيّة في ثلاث مجلّدات ، ثمّ ذكر عدّة نسخ في عدّة مكتبات(٥) .

____________

١ ـ الفلك الدوّار : ٥٩.

٢ ـ المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٥.

٣ ـ فضل زيارة الحسين : ٢٢ ، المقدّمة.

٤ ـ لوامع الأنوار ١ : ٤٢٤.

٥ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٩٤٦.

١٨٤

( ٣٣ ) الإفادة في الفقه أبو القاسم ابن ثال الهوسمي

( النصف الأوّل من القرن الخامس )

الحديث :

قال : وأمّا دلالة السنّة فالخبر المشهور عند أصحاب الحديث وغيرهم ، وقد تلّقته الأمّة بالقبول قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » وفي بعض الأخبار « ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

أبو القاسم بن ثال الهوسمي :

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : الشيخ الإمام ، حافظ المذهب ، ولي آل رسول الله ، جامع الزيادات ، ومتمّم المصابيح ، أبو القاسم ابن ثال هو الحسن بن أبي الحسن الهوسمي ، علاّمة تشدّ إليه الرحال ، وتسند إليه الرجال ، نسيج وحده ، وفريد وقته ، وقيل : إنّه مولى السيدين أو أحدهما(٢) .

قال إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : أبو القاسم ابن ثال ، بمثلّثة فوقيّة ، ثمّ ألف ثمّ لام ، اسمه الحسن ، وقيل : الحسين بن أبي الحسن الهوسمي ، المعروف بالأستاذ العلاّمة ، قال محمّد بن سليمان : يروي

____________

١ ـ الإفادة في الفقه : ٢٣٧ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ مطلع البدور ٢ : ٢١.

١٨٥

مذهب المؤيّد بالله ، ويحيى والقاسم عن السيد المؤيّد بالله ، عن السيد أبي العبّاس ، عن يحيى بن محمّد بن الهادي ، عن عمّه أحمد بن يحيى الهادي ، عن أبيه الهادي يحيى بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن القاسم ، عن أبيه القاسم بن إبراهيم ، عن آبائه ، وقال الكني : وكذا منصوصات الأئمّة رواها عن المؤيّد بالله بالسند الأوّل.

ثمّ قال : وللقاضي يوسف طريق أُخرى ، وهو أنّه يروي عن أبي القاسم ابن ثال عن المؤيّد بالله بطرقه.

ثمّ قال : ويقال له : أبو القاسم الإيوازي الجامع للإفادة والجامع للزيادات(١) .

قال عبد الله بن الحسن القاسمي في الجواهر المضيّة : أبو القاسم بن ثال بمثلّثة ، اسمه الحسن ، وقيل : الحسين بن أبي الحسن الهوسمي المعروف بالأستاذ ، يروي مذهب القاسم والهادي والمؤيّد عن المؤيّد بالله أحمد بن الحسين ، وكذلك منصوصاتهم(٢) .

قال عبد الله بن مفتاح ( ت ٨٧٧ هـ ) في شرح الأزهار : إذا أطلق الأستاذ فهو أبو القاسم ، جامع الزيادات من أصحاب المؤيّد بالله(٣) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : لم يذكر له تاريخ وفاة ، ولعلّ وفاته في النصف الأوّل من القرن الخامس الهجري(٤) .

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٩٨.

٢ ـ الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : ١١٢.

٣ ـ المنتزع المختار من الغيث المدرار ، المعروف بشرح الأزهار ١ : ٢٦٧.

٤ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٣١٢ ، وانظر في ترجمته أيضاً : لوامع الأنوار ٢ : ٢٩ ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ١ : ٥٤٦ ، مؤلّفات الزيديّة ١ : ١٣٨ ، ٢ : ٨٣.

١٨٦

ويقوّي هذا الرأي في تاريخ وفاته أنّه روى عن المؤيّد ، والمؤيّد وفاته سنة ٤١١هـ.

الإفادة في الفقه :

نسبها إليه إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد في الطبقات(١) ، وعبد الله بن الحسن القاسمي في الجواهر المضيّة(٢) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة ـ ضمن عدّه مؤلّفات المؤيّد بالله الهاروني ـ : كتاب الإفادة في الفقه ، ويسمّى أيضاً التفريعات ، تولّى جمعها تلميذه أبو القاسم بن ثال ، ويتضمّن آراءه الفقهيّة ، وعليه زيادات وشروح وتعاليق عدّة(٣) .

ثمّ قال في نفس الكتاب ـ عند عدّه مؤلّفات أبي القاسم بن ثال ـ : الإفادة في فقه المؤيّد بالله الهاروني ( انظر ما في مؤلّفاته )(٤) .

وقال في مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : الإفادة في فقه المؤيّد بالله ، المؤلّف : الحسين بن الحسن الهوسمي أبو القاسم بن ثال من أعلام القرن الخامس(٥) .

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الإفادة ، تأليف : الإمام المؤيّد أحمد بن الحسين الهاروني الديلمي ، في فقه نفسه ، وهو في مجلّد

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٩٨.

٢ ـ الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : ١١٢.

٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١٠١.

٤ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٣١٣.

٥ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ٢ : ٥٨ ، ٢ : ١٠٨.

١٨٧

جمعه تلميذه القاضي أبو القاسم بن ثال ، يسمّى أيضاً التفريعات ، ويسمّى في بعض المصادر ( الفائدة )(١) .

____________

١ ـ مؤلّفات الزيديّة ١ : ١٣٨.

١٨٨

( ٣٤ ) الأمالي الخميسيّة

المرشد بالله يحيى بن الحسين بن إسماعيل الحسني

الشجري الجرجاني ( ت ٤٧٩ هـ )

مرتّب الأمالي حميد بن أحمد بن الوليد القرشي ( ت ٦٢٣ هـ )

الحديث :

الأوّل : وبه(١) أخبرنا السيد الإمام رضى الله عنه في يوم الخميس الثالث

____________

١ ـ جاء في أوّل الكتاب إسناده هكذا : أخبرنا الشيخ الأجلّ السيد الإمام محيي الدين وزين الموحّدين بقيّة السلف ، أحفظ الحفّاظ ، أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي الصنعاني قراءة عليه ، قال : أخبرنا الشريف الأمير الأجلّ الفاضل بدر الدين فخر المسلمين الداعي إلى الحق المبين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى ابن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق ( عليه السلام ) ، مناولة في رمضان من سنة سبع وتسعين وخمسماية بمدينة « صعدة » المحروسة بالمشاهد المقدّسة على ساكنيها السلام ، قال : وأنا أروية مناولة وإجازة عن السيد الشريف الأجل عماد الدين الحسن بن عبد الله رحمه الله تعالى ، قال أخبرنا القاضي الإمام العالم الاؤحد الزاهد قطب الدين شرف الإسلام ، عماد الشريعة ، أحمد بن أبي الحسن بن علي القاضي الكني أدام الله تأييده بقراءته علينا في ذي القعدة سنة اثنين وخمسين وخمسماية ، قال : أخبرنا القاضي الإمام المرشد أبو منصور عبد الرحيم بن المظفّر بن عبد الرحيم الحمدوني رحمه الله تعالى في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة قراءة عليه ، قال : أخبرني والدي الشيخ أبو سعيد المظفر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني ، قال : حدّثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفّق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل ابن زيد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن محمّد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري ابن القاسم بن الحسن بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) في ذي الحجّة سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

١٨٩

عشر من جمادي الأُخرى ، قال حدّثنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بإصفهان ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن محمّد ابن جعفر بن حيّان ، قال : حدّثنا أبو يعلى ، قال : حدّثنا غسان ، عن أبي إسرائيل ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله سبب موصول من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

الثاني : وبه(٢) ، قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقرائتي عليه في جامع البصرة ، قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن محمّد ابن عبير بن كثير الكوفي العامري ، قال : حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عبّاس بن عبد الله ، قال : حدّثنا سليمان بن قرة ، عن سلمة بن كهيل ، قال : حدّثنا أبو الطفيل أنّه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين مكّة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام ، فقام تحتهن ، فأناخ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عشيّته يصلّي ، ثمّ قام خطيباً ، فحمد الله عزّ وجلّ ، وأثنى عليه ، وقال ما شاء الله أن يقول ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إني تارك فيكم أمرين لن تضلّوا ما اتّبعتموهما ، القرآن وأهل بيتي عترتي » ، ثمّ قال : « تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ » قالوا : بلى يارسول الله ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه »(٣) .

الثالث : وبه(٤) ، قال : أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي

____________

١ ـ الأمالي ١ : ١٨٨ ، فضل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ح٧٠٢.

٢ ـ الإسناد المتقدّم.

٣ ـ الأمالي ١ : ١٩٠ ، فضل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ح٧١٢.

٤ ـ الإسناد المتقدّم.

١٩٠

التنوخي ، قال : حدّثنا أبو الحسين عبد الله بن محمّد بن الحسين بن عبيد الله ابن هارون الدقّاق المعروف بابن أخي ميمي ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي إملاء ، قال : حدّثني عم أبي العباس أحمد بن يسار بن الحسن ، قال : حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد الترسي ، قال : حدّثنا يحيى ابن حمّاد قال : حدّثنا عوانة ، عن سليمان بن مهران الكاهلي وهو الأعمش ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » ، قلت : يارسول الله ، من أهل بيتك؟ قال : « آل علي ، وآل جعفر وآل العباس ، وآل عقيل »(١) .

الرابع : وبه(٢) ، قال : أخبرنا عالياً أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن علي الكاتب المعروف بابن قفرجل بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا جدّي أبو بكر محمّد بن عبد الله بن المفضّل بن قفرجل ، قال : حدّثنا محمّد بن هارون ، قال : حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد الترسي ، قال : حدّثنا يحيى بن حمّاد ، قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن سليمان الأعمش ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » ، قال : قلنا ومن أهل بيتك؟ قال : « آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس » كأنّما سمعته من ابن أخي ميمي شيخ شيخي في الرواية الأولى(٣) .

____________

١ ـ الأمالي ١ : ١٩٦ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح٧٢٩.

٢ ـ الإسناد المتقدّم.

٣ ـ الأمالي ١ : ١٩٦ فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح٧٣٠.

١٩١

الخامس : وبه(١) ، قال : أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن الحسين الذكواني الكراني بقراءتي عليه بإصفهان في منزلي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري ، قال : حدّثنا أبو عروبة الحسن بن محمّد بن مودود الحراني ، قال : حدّثنا علي بن المنذر ، قال : حدّثنا محمّد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم ، قالا : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(٢) .

السادس : وبه(٣) ، قال : أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة ، قال : حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن سليمان التستري ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد المروزي ، قال : حدّثنا محمّد ابن سهل بن عسكر ، قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، عن كثير بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب الله ، وسنّة نبيّه »(٤) .

السابع : وبه(٥) ، قال : أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسّان بقراءتي عليه ، قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن محمّد بن سعيد العامري

____________

١ ـ الإسناد المتقدّم.

٢ ـ الأمالي ١ : ١٩٩ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح٧٣٨.

٣ ـ الإسناد المتقدّم.

٤ ـ الأمالي ١ : ٢٠٢ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح٧٥٣.

٥ ـ الإسناد المتقدّم.

١٩٢

الكوفي قراءة عليه ، قال : حدّثنا أبو العباس إسحاق بن محمّد بن مروان القطّان ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عباس بن عبد الله الحريري ، عن جبر بن الحر ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي »(١) .

الثامن : وبه(٢) ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمّد بن جعفر ابن حيّان ، قال : حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن صبيح الزيات ، قال : عباد بن يعقوب ، قال : حدّثنا علي بن هاشم ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « يا أيّها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ، الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض »(٣) .

يحيى بن الحسين الشجري الجرجاني :

قال عبد الله بن حمزة ( ت ٦١٤ هـ ) في الشافي : ولمّا توفّي المقتدي يوم الجمعة الخامس عشر من المحرّم سنة سبع وثمانين وأربعمائة قام بالأمر أبو العباس أحمد بن عبد الله المقتدي التاسع عشر من المحرّم من السنة المذكورة.

ثمّ قال : وفي أيّامه كان قيام الإمام العالم الفاضل الفقيه المحدّث المتكلّم

____________

١ ـ الأمالي ١ : ٢٠٣ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح٧٥٤.

٢ ـ الإسناد المتقدّم.

٣ ـ الأمالي ١ : ٢٠٣ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح٧٥٥.

١٩٣

لنسّابة أبي الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل ، وكانت دعوته في الجيل والري وجرجان ، ومضى على منهاج سلفه الصالحين(١) .

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور ضمن ترجمة الحسين بن علي بن إسحاق الفرزادي : وهو الذي صلّى على السيد الإمام مفخر الأمّة المحمّدية المرشد بالله يحيى بن الموفّق أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن جعفر الجرجاني بن الحسن بن محمّد بن جعفر بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، صاحب الأمالي الخميسيّات والاثنينيّات ، المنتقل إلى رضوان الله يوم السبت الخامس عشر من ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وأربع ماية ، وكان آخر ما أملى يوم الخميس السابع والعشرين من المحرّم من السنة المذكورة.

ثمّ قال : ودفن في سكّة الفرانين ، بدار أخته التي جعلتها خانقاه بالري ، وكان مولده ( عليه السلام ) سنة اثنتي عشرة وأربع ماية(٢) .

قال إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : يحيى بن الحسين الجرجاني بن إسماعيل بن حرب بن زيد العالم بن الحسن بن جعفر ابن محمّد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، الحسني الإمام المرشد بالله أبو الحسين المحدّث ، حدّث عن محمّد بن إبراهيم المعروف بابن علاّن ، وأبي بكر محمّد بن عبد الله بن أبي ريدة تلميذ الطبراني بإصفهان ، والحسن بن

____________

١ ـ الشافي ١ : ٣٣٥.

٢ ـ مطلع البدور ٢ : ٤٧.

١٩٤

علي الجوهري ، ومحمّد بن علي الحورداني ، وأبو الحسن علي بن عمر المعروف بابن القزويني.

ثمّ قال : وروى عنه أبو سعيد المظفّر بن عبد الرحيم الحمدوني ، وكان سماعه عليه سنة ثلاث وسبعين وأربع ماية ، والشيخ أبو العبّاس أحمد بن الحسن بن القاسم بن الأذوبي ، والشيخ الإمام إسماعيل بن علي الفزّاري ، وعلي بن الحسين شاه شريحان مؤلّف المحيط.

ثمّ قال : قلت : وكان مولده سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، ثمّ قال : وكان آخر ما أملاه فبقي بعده إلى يوم السبت خامس عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وأربعماية ، وتوفّي في هذا اليوم(١) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : وفاته يوم السبت ١٥ ربيع الآخر سنة ٤٧٩ هـ ، عن سبع وستّين سنة ، وفي طبقات الزيديّة ـ كتابة ـ سنة ٤٩٩ هـ ، والأوّل أصحّ(٢) .

محيي الدين حميد بن أحمد بن الوليد القرشي العبشمي ( مرتّب الأمالي )

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : الشيخ الحافظ المحدّث ، موئل العلماء ، مثابة أهل الإسناد ، كعبة المسترشد للنجاة ،

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٤١٨.

٢ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٠١ ، وانظر في ترجمته أيضاً : أنوار اليقين ٢ : ٣٥٢ ، قواعد عقائد آل محمّد : ٤٠٠ ، التحف شرح الزلف : ١٥٠ ، الفلك الدوّار : ٦٥ ، في الهامش تحقيق يحيى سالم عزّان ، لوامع الأنوار ١ : ٤١٦ ، لسان الميزان ٦ : ٢٤٧ ، مجلّة تراثنا ٣٢ : ٩٢ ، الذريعة ٢ : ٣١٧ ، الأعلام ٨ : ١٤١ ، معجم المؤلّفين ١٣ : ١٩١ ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٠٠ ، مؤلّفات الزيديّة ١ : ١٥٣ ، أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) لعبّاس محمّد زيد : ١٠٨ ، الأمالي الخميسيّة : ٣ ، المقدّمة.

١٩٥

محيي الدين حميد بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن يحيى.

إلى أن قال : كان من كبار العلماء ، له مشايخ وتلامذة ، وهو والد علي الجامع لشمس الأخبار ، وتخرّج ولده ( رحمه الله ) عليه ، وسمع عنه الحديث ، قال : قرء عليه أمالي المرشد كرّات ، ختم الثالث من السماعات في عام اثنين وثلاثين وستّمائة ، وحميد من تلاميذة القاضي جعفر وصنوه محمّد بن أحمد بن الوليد ، سيأتي ذكره ، وهذا مبني على أنّهما أخوان كما قاله ابن المظفّر ، واشتهر عند العلماء وفي الشجرات ، وقرر السيد العلاّمة الهادي بن إبراهيم وغيره من المتقدّمين ، وبعض شيوخنا المتأخّرين : أنّ حميداً ومحمّداً علمان لرجل واحد ، توفّي حميد المذكور سنة إحدى وعشرين وستّمائة ، وهذا محتاج للتأمّل ، فقد سبق أنّ ولده قرء عليه في اثنين وثلاثين وستّمائة ، يتحقّق ، ولعلّ الغلط في تاريخ سماع ولده ; لأنّ الأمير الناصر لدين الله ابن الإمام المنصور بالله رثاه بقصيدة سنذكرها ، وموت الأمير الناصر في ثلاث وعشرين وستّمائة. ثمّ ذكر القصيدة(١) .

وقال في موضع آخر ـ تحت عنوان محمّد بن أحمد : شيخ الشيعة الحافظ لعلوم آل محمّد ، المحدّث الكبير ، الأصولي شحّاك الملحدين ، أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن علي بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن يحيى بن إبراهيم ، إلى أن قال : هو العلاّمة الربّاني ، المجمع على جلالته وفضله ، لم يختلف في ذلك اثنان ، ويعرف بالعبشمي بالعين المهملة ، بعدها باء موحّدة ، بعدها شين معجمة ، بعدها ميم ، ثمّ ياء النسب ، منسوب إلى عبد شمس على الطريقة المعروفة لأهل التصريف ، ولم يكن لهذا العالم نظير ولا مُشاكل في

____________

١ ـ مطلع البدور ٢ : ١٥١.

١٩٦

فضله وعنايته إلاّ مشايخه كابن عبد السلام الأنباري ومن ضاهاه قرب العلوم ، واشتغل بتحصيل كتب الأئمّة ، كما فعل القاضي جعفر.

ثمّ قال : قد صنّف في أخباره وأحواله ولده الشيخ المحدّث علي بن محمّد ـ مصنّف شمس الأخبار ـ ويقال : علي بن حميد ، وذلك لأنّ لمحمّد هذا اسمان كما صحّح ، والله أعلم ، وهو شيخ الإمام المنصور بالله ، وتلميذ الإمام أحمد بن سليمان ، ويعرف أيضاً بالشيخ محيي الدين وفي أعقابه محمّد ابن أحمد بن علي بن محمّد هذا وقد يلتبس ذلك.

ثمّ قال : وذلك في شهر رمضان سنة عشر وستّمائة ، قال : ومبلغ عمره إذ ذاك اثنتان وسبعون سنة ، ثمّ عاش بعد ذلك ، وتوفّي وقت صلاة العشاء الأخيرة من ليلة الثلاثاء لاثنتين أو ثلاث وعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وستّمائة(١) .

قال مجد الدين المؤيّد في اللوامع : وأروي بهذا السند النبوي إلى الأمير الناصر للحق الحسين بن محمّد ( عليه السلام ) كتاب شمس الأخبار عن مؤلّفه العلاّمة جمال الدين علي بن حميد ، وحميد هو الشيخ المتقدّم محيي الدين محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي رضي الله عنهما(٢) .

الأمالي الخميسيّة :

قال مرتّب الأمالي محمّد بن أحمد بن علي بن الوليد القرشي : وكان ممّا روي عنه ( عليه السلام ) من الأخبار أمالي السيد الإمام المرشد بالله يحيى بن الموفّق بالله

____________

١ ـ مطلع البدور ٤ : ٩٢.

٢ ـ لوامع الأنوار ٢ : ٥٠ ، وانظر في ترجمته أيضاً : مؤلّفات الزيديّة ٢ : ٤٤١ ، الجواهر المضيّة : ٤٣ ، لوامع الأنوار ١ : ٢٩٨ ، ٢ : ٤٤ ، سيرة الإمام شرف الدين ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٤٠٦.

١٩٧

أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل الحسني المعروف بابن الشجري ( رضوان الله عليه ) ، وكان من أعظمها قدراً ، وأجلّها خطراً أماليه ( عليه السلام ) المعروفة بالخميسيّات ، إذ كانت نوبة إملائه لها يوم الخميس في كل أسبوع إلى أن أتى على آخرها ، وهي من محاسن الأخبار ، وأجمعها للفوائد ، وأصحّها أسانيد عند علماء هذا الشأن ، وزيّنها بالغرر والدرر من الأحاديث المرويّة عن أولاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكانت مجالس غير منتظمة الفوائد على عادة أمالي الرواة والمحدّثين من المتقدّمين والمتأخّرين ، ( رحمة الله تعالى عليهم أجمعين ) فرأى ذلك سيّدنا القاضي الإمام شمس الدين جمال المسلمين جعفر بن أحمد ابن عبد السلام بن أبي يحيى(١) ( رضوان الله عليه ) فرتّب مجالسها ، ونظّم متجانسها ، وبوّبها أبواباً سبعة وعشرين باباً كاملة الأسانيد ، وأتي في ذلك بما يقتضيه علمه الفائق ونظره الرائق ، وكنت ممّن رغّب فيما عندالله عزّ وجل وما رغّب فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من ذلك ، فرتّبت من هذا الكتاب المذكور أربعين حديثاً من محاسنه في أربعين فنّاً كاملة الأسانيد ، بعد صحّة سماعي لجميع هذا الكتاب المرتّب منه.

ثمّ قال : ثمّ أضفت إلى كل خبر منها ما يليق به ، أو يقرب منه من سائر أخبار هذا الكتاب المذكور ، وقد احتوت على سائرها إلاّ ما سقط سهواً ، غير أنّي حذفت أسانيدها من حيث إنّ سماعها قد صحّ لي في نسخ الأصول(٢) .

نسبها إليه عبد الله بن حمزة ( ت ٦١٤ هـ ) في الشافي ، قال : إسناد أمالي المرشد بالله أبي الحسين يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) التي أملاها يوم الخميس ، لأنّ

____________

١ ـ تقدّمت ترجمته عند الحديث عن كتاب أمالي أبي طالب الهاروني.

٢ ـ الأمالي الخميسيّة : ٦ ، كلام مرتّب الأمالي.

١٩٨

له ( عليه السلام ) إملائين ، أحدهما : هذا الكتاب ، والثاني : كتاب الأنوار ، أملاه ( عليه السلام ) يوم الاثنين ، ونحن نذكر سنده بعد هذا إن شاء الله تعالى ، ونحن نروي هذا الكتاب بطريقين أحدهما من جهة الأمير الأجل بدر الدين محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق ( عليهم السلام ) والثاني من جهة القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد بن أبي يحيى ( رضوان الله عليه ) فنقول : أخبرنا الشريف الأمير الأجل السيد الفاضل بدر الدين(١) ، إلى آخر الإسنادين.

ونسبها إليه أيضاً ابن أبي الرجال في مطلع البدور(٢) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات(٣) ، وغيرهم(٤) .

قال مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : أمالي الإمام المرشد بالله يحيى ابن الإمام الموفّق بالله الحسين بن إسماعيل ( عليه السلام ) الخميسيّة لأنّ له أماليين.

ثمّ قال : فأروي كتاب الأمالي المذكور بالسند السابق في إسناد المجموع إلى الإمام الحجّة المنصور بالله عبد الله بن حمزة ( عليه السلام ) قال في الشافي : ونحن نروي هذا الكتاب بطريقين(٥) ، ثمّ ذكر الإسنادين.

وقال أيضاً : واعلم أنّه قد حكم بصحّة الأمالي الخميسيّة العلاّمة عمدة المتكلّمين محيي الدين محمّد بن أحمد القرشي ( رضي الله عنه ).

ثمّ قال : وقد استشهد بتصحيحه الإمام المنصور بالله ربّ العالمين أحمد ابن هاشم ( رضي الله عنه ) ، وقال المولى فخرالإسلام عبد الله بن الإمام في مختصره ـ بعد

____________

١ ـ الشافي ١ : ٥٩.

٢ ـ انظر : مطلع البدور ٢ : ٤٧.

٣ ـ انظر : طبقات الزيديّة ٢ : ٤١٨.

٤ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٥ ـ لوامع الأنوار ١ : ٤١٦.

١٩٩

حكاية تصحيح الشيخ ـ : ولعمري أنّ مثل هذا الإمام الربّاني يكفي تصحيحه لرواية تلك الأخبار ، وليت كل سند يكون له مصحّح مثل هذا الإمام.

قلت ـ والله الموفّق للصواب ـ : وينبغي ألا يحمل هذا على عمومه ، وإنّما المقصود الأعمّ الأغلب ، ويخصّ من ذلك الحكم ما عارض المعلوم ، ولم يكن تأويله ، أو علم الجرح بالطريق المعلومة ، أو الصحيحة الراجحة لناقله ، فإنّ المعلوم أنّ ليس قصد الإمام المرشد بالله ( عليه السلام ) إلاّ الرواية لما بلغه الصحيح وغيره من دون التزام للتصحيح ، بل العهدة على المطّلع ، كيف وقد صرّح بجرح بعض الرواة ، ثمّ روى عنهم ، وضعّف بعض الأخبار ، وردّ بعضها ، وروى الردّ على البعض ما أخرج ، وهذا الحمل هو الذي لا ريب فيه عند من له نظر يهديه ، وعلم يقتفيه ، فيكون هذا التصحيح من ذلك الشيخ العالم كافياً فيما سوى ما ذكرنا من الروايات والرواة ، والله الموفّق(١) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الأمالي الخميسيّة ، وهي في مكارم الأخلاق جزآن ، والفضائل وغيرها طبعا في مجلّد بغير تحقيق ، وعرفت بأمالي الشجري ، وهي وسابقتها(٢) من الكتب المعتمدة عند الزيديّة ، ونسختها الخطيّة كثيرة(٣) .

____________

١ ـ لوامع الأنوار ١ : ٤٢٠.

٢ ـ يقصد الأمالي الاثنينيّة.

٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٠١.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652