تفسير نور الثقلين الجزء ٤

تفسير نور الثقلين9%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 652

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 652 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 309858 / تحميل: 6519
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

كتاب

تـفســير نـور الثـقـلين

ألجـزء الـرابع

لـمـؤلّـــفـه

المـحدّث الـجليل العلّامة الـخبير الشيخ عبد علي بن

جمعة العروسي الـحُويْزي قُدّس سرّه

المتوفّى سنة ١١١٢

صحّحه وعلّق عليه وأشرف على طبعه

الحاج السيّد هاشم الرسولي المحلّاتي

بنفقة

خادم الشريعة الحاج أبي القاسم المشتهر بسالك

رضوان الله تعالى عليه

١

ملاحظة

هذا الكتاب

طبع ونشر الكترونياً وأخرج فنِيّاً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً

قسم اللجنة العلميّة في الشبكة


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: يا ابن عمّار لا تدع قراءة سورة( تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ ) فإنّ من قرأها في كل ليلة لم يعذّبه أبدا، ولم يحاسبه وكان منزله في الفردوس الأعلى.

٢ ـ في مجمع البيان أُبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرء سورة الفرقان بعث يوم القيامة وهو مؤمن،( أنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) .

٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنّه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: لم سمّي الفرقان فرقانا؟ قال: لأنّه متفرق الآيات والسور أنزلت في غير الألواح وغير الصحف والتوراة والإنجيل والزبور أنزلت كلّها جملة في الألواح والورق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال مؤلّف هذا الكتاب عفي عنه: نقلنا عنهمعليهم‌السلام في أوّل آل عمران ما فيه كفاية لمن أراد الوقوف على الفرق بين القرآن والفرقان فمن أراده فليطلبه هناك قال عزّ من قائل:( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً )

٤ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى حمدان بن سليمان قال: كتبت إلى الرضاعليه‌السلام أساله عن أفعال العباد أمخلوقة أم غير مخلوقة؟ فكتبعليه‌السلام : أفعال العباد مقدرة في علم الله قبل خلق العباد بألفي عام.

٥ ـ وفيه في باب ما كتبه الرضاعليه‌السلام للمأمون من محض الإسلام وشرائع الدين وأنّ أفعال العباد مخلوقة لله تعالى، خلق تقدير لا خلق تكوين، والله خالق كل شيء ولا نقول بالجبر والتفويض.

٢

٦ ـ وفيه عن الرضاعليه‌السلام باسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ اللهعزوجل قدّر المقادير ودبّر التدبير قبل أنْ يخلق آدم بألفي عام.

٧ ـ في كتاب الخصال مرفوع إلى عليٍّعليه‌السلام قال: الأعمال على ثلاثة أحوال فرائض وفضائل ومعاصي، أمّا الفرائض فبأمر الله وبرضاء الله وبقضاء الله وتقديره ومشيته وعلمهعزوجل . وأمّا الفضائل فليس بأمر الله ولكن برضاء الله وبقضاء الله وبمشية الله وبعلم الله تعالى. وأمّا المعاصي فليست بأمر الله ولكن بقضاء الله وبقدر الله وبمشيته وبعلمه ثمّ يعاقب عليها.

قال مصنف هذا الكتابرحمه‌الله : المعاصي بقضاء الله معناه بنهي الله، لانّ حكمة الله تعالى فيها على عباده الانتهاء عنها ومعنى قوله: بقدر الله أي يعلم بمبلغها وتقديرها مقدارها، ومعنى قوله: وبمشيته فإنّهعزوجل شاء أنْ لا يمنع العاصي عن المعاصي إلّا بالزجر والقول والنهى، دون الجبر والمنع بالقوة والدفع بالقدر «انتهى».

٨ ـ الأعمش عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال: هذه شرائع الدين إلى أنْ قالعليه‌السلام : وأفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين، والله خالق كل شيء ولا نقول بالجبر والتفويض.

٩ ـ في أصول الكافي علي بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن علي بن إبراهيم الهاشمي قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام يقول: لا يكون شيء إلّا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى، قلت ما معنى شاء؟ قال: ابتدأ الفعل، قلت: ما معنى قدر؟ قال: تقدير الشيء من طوله وعرضه، قلت: ما معنى قضى؟ قال: إذا قضى أمضاه فذلك الذي لا مردّ له.

١٠ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن أبان عن أبي بصير قال: قلت: لأبي عبد اللهعليه‌السلام : شاء وأراد وقدّر وقضى؟ قال: نعم قلت: وأحبَّ؟ قال: لا، قلت: وكيف شاء وأراد وقدّر وقضى ولم يحبّ؟ قال: هكذا خرج إلينا.

٣

١١ ـ الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد قال: سئل العالمعليه‌السلام كيف علم الله؟ قال: علم وشاء وأراد وقضى وقدّر وأمضى فأمضى ما قضى وقضى ما قدر وقدر ما أراد، فبعلمه كانت المشية وبمشيته كانت الارادة، وبإرادته كان التقدير وبتقديره كان القضاء، وبقضائه كان الإمضاء، والعلم متقدم المشية والمشية ثانية والارادة ثالثة، والتقدير واقع على القضاء بالإمضاء، فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء، وفيما أراد لتقدير الأشياء، فاذا وقع القضاء بالإمضاء فلا بداء، فالعلم في المعلوم قبل كونه، والمشية في المنشأ؟ قبل عينه، والارادة في المراد قبل قيامه والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا بالإمضاء هو المبرم من المفعولات، ذوات الأجسام المدركات بالحواس، من ذوي لون وريح ووزن وكيل وما دب ودرج من انس وجن وطير وسباع، وغير ذلك مما يدرك بالحواس، فلله تبارك وتعالى فيه البداء مما لا عين له، فاذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء، والله يفعل ما يشاء، فبالعلم علم الأشياء قبل كونها وبالمشية عرف صفاتها وحدودها وانشئها قبل إظهارها، وبالإرادة ميز أنفسها في ألوانها وصفاتها، وبالتقدير قدر أقواتها وعرف أولها وآخرها، وبالقضاء أبان للناس أماكنها، ودلهم عليها وبالإمضاء شرح عللها وأبان أمرها وذلك تقدير العزيز العليم.

١٢ ـ في كتاب التوحيد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام لا حاجة به إلى شيء مما خلق، وخلقه جميعا يحتاجون إليه وانما خلق الأشياء من غير حاجة ولا سبب اختراعا وابتداعا.

١٣ ـ وباسناده إلى عبد الرحمن العزرمي باسناده رفعه إلى من قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: قدر الله المقادير قبل أنْ يخلق السموات والأرضين بخمسين ألف سنة.

١٤ ـ وباسناده إلى عليّ بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن عليٍّعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ اللهعزوجل قدر المقادير ودبر التدابير قبل أنْ يخلق آدم بألفي عام.

٤

١٥ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين، ومعنى ذلك أنّ الله تبارك وتعالى لم يزل عالما بمقاديرها قبل كونها.

١٦ ـ وباسناده إلى عبد الأعلى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل في آخره قالعليه‌السلام : الله خالق الأشياء لا من شيء كان.

١٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي إسحق الليثي عن الباقرعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى لم يزل عالما قديما خلق الأشياء لا من شيء ومن زعم أنّ اللهعزوجل خلق الأشياء من شيء فقد كفر، لأنّه لو كان ذلك الشيء الذي خلق منه الأشياء قديما معه في أزليّته وهويته كان ذلك الشيء أزليّا، بل خلقعزوجل الأشياء كلها لا من شيء.

١٨ ـ في أصول الكافي خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها وكل صانع شيء فمن شيء صنع، والله لا من شيء صنع ما خلق.

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس قال: قال الرضاعليه‌السلام : تدري ما التقدير؟ قلت: لا قال: هو وضع الحدود من الآجال والأرزاق والبقاء والفناء، تدري ما القضاء؟ قلت: لا قال: هو اقامة العين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ثم حكىعزوجل أيضا( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا ) يعنى القرآن( إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ) قالوا: إنّ هذا الذي يقرأه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويخبرنا به اما يتعلمه من اليهود ويكتبه من علماء النصاري ويكتب عن رجل يقال له: قسطه ينقله عنه بالغداة والعشى، فحكى سبحانه وتعالى قولهم فرد عليهم، فقال جل ذكره:( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ ) إلى قوله( بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) فرد اللهعزوجل عليهم فقال: قل لهم يا محمد( أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً ) .

٢٠ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( إِفْكٌ افْتَراهُ )

٥

قال: الافك الكذب( وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ) يعنون أبا فهيكة وحبرا وعداسا وعابسا مولى خويطب، وقولهعزوجل :( أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها ) فهو قول النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة.

٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله وعن أبي محمد الحسن العسكريعليه‌السلام قال: قلت لأبي علي بن محمدعليهما‌السلام هل كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يناظر اليهود والمشركين إذا عاتبوه ويحاجهم؟ قال: مرارا كثيرة وذلك أنّ رسول الله كان قاعدا ذات يوم بفناء الكعبة فابتدأ عبد الله بن أبي امية المخزومي فقال: يا محمد لقد ادعيت دعوي عظيمة وقلت مقالا هائلا: زعمت انك رسول رب العالمين وما ينبغي لرب العالمين وخالق الخلق أجمعين أنْ يكون مثلك رسوله بشرا مثلنا، تأكل كما نأكل وتمشي في الأسواق كما نمشي، فقال رسول الله: أللّهمّ أنت السامع لكل صوت والعالم بكل شيء، تعلم ما قاله عبادك فانزل الله عليه يا محمد و( قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ ) إلى قوله مسحورا ثم قال الله تعالى:( انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً ) ثم قال:( تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عبد الله أمّا ما ذكرت من أنّى آكل الطعام كما تأكلون وزعمت انه لا يجوز لأجل هذا أنْ أكون لله رسولا، فانما الأمر لله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وهو محمود وليس لي ولا لأحد الاعتراض بلم وكيف، ألا تري أنّ الله كيف أفقر بعضا وأغنى بعضا وأعزّ بعضا وأذلّ بعضا وأصحّ بعضا وأسقم بعضا وشرف بعضا ووضع بعضا، وكلهم ممن يأكل الطعام، ثم ليس للفقراء أنْ يقولوا: لم أفقرتنا وأغنيتهم، ولا للوضعاء أنْ يقولوا: لم وضعتنا وشرفتهم ولا للزمناء والضعفاء أنْ يقولوا لم أزمنتنا وأضعفتنا وصححتهم ولا للأذلاء أنْ يقولوا لم أذللتنا وأعززتهم، ولا لقباح الصور أنْ يقولوا: لم أقبحتنا وجملتهم، بل إنْ قالوا ذلك كانوا على ربهم رادين وله في أحكامه منازعين وبه كافرين، ولكن جوابه لهم: أنا الملك الخافض الرافع المغنى المفقر المعز المذل المصحح المسقم، وأنتم العبيد ليس لكم إلّا التسليم لي والانقياد لحكمي، فان سلمتم

٦

كنتم عبادا مؤمنين وإنْ أبيتم كنتم بي كافرين وبعقوباتي من الهالكين، ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : واما قولك ما أنت إلّا رجل مسحور فكيف أكون كذلك وقد تعلمون انى في صحة التمييز والعقل فوقكم، فهل جربتم مذ نشأت إلى أنْ استكملت أربعين سنة خزية أو ذلة، أو كذبة أو خيانة أو خطأ من القول أو سفها من الرأي أتظنون أنّ رجلا يعتصم طول هذه المدة بحول نفسه وقوتها أو بحول الله وقوته؟ وذلك ما قال الله:( انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن عبد الله عن أبيه عن محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن منخل بن جميل الرقى عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام «نزل جبرئيل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه الآية هكذا: وقال الظالمون لال محمد حقهم( إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً ) إلى ولاية عليٍّعليه‌السلام » وعلى هو السبيل.

حدثني محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك قال: حدّثني محمد بن المثنى عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر بن يزيد عن أبي جعفرعليه‌السلام بمثله.

٢٣ ـ في إرشاد المفيد باسناده إلى الأصبغ بن نباته عن عليٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ لله تعالى قصرا من ياقوت أحمر لا يناله إلّا نحن وشيعتنا وساير الناس منه بريئون.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا أحمد بن علي قال: حدّثني الحسين بن أحمد عن أحمد بن هلال عن عمرو والكلبي عن أبي الصامت قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ الليل والنهار اثنا عشر ساعة، و إنّ عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه أشرف ساعة من اثنى عشر ساعة وهو قول اللهعزوجل :( بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً ) .

٢٥ ـ في مجمع البيان:( إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ) أي من مسيرة مأة عام عن السدي والكلبي وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من مسيرة سنة.

٢٦ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه: وتزفر النار

٧

بمثل الجبال شررا.

٢٧ ـ في مجمع البيان:( وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً ) وفي الحديث قالعليه‌السلام في هذه الآية. والذي نفسي بيده انهم يستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا أراد الله أنْ يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا، فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم.

وقال: أتى جبرئيل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذه فأخرجه إلى البقيع، فانتهى به إلى قبر فصوّت بصاحبه فقال: قم بإذن الله، فخرج منه رجل أبيض الرأس واللحية يمسح التراب عن وجهه وهو يقول: الحمد لله والله أكبر، فقال جبرئيلعليه‌السلام : عد بإذن الله ثمّ انتهى به إلى قبر آخر فقال: قم بإذن الله: فخرج منه رجل مسوّد الوجه يقول: يا حسرتاه يا ثبوراه ثمّ قال له جبرئيلعليه‌السلام : إلى ما كنت فيه بإذن الله، فقال: يا محمّد هكذا يحشرون يوم القيامة، فالمؤمنون يقولون هذا القول، وهؤلاء يقولون ما تري.

٢٩ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى كثير بن طارق قال: سألت زيد بن عليّ بن الحسين عن قول الله تعالى:( لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً ) فقال: يا كثير إنّك رجل صالح ولست بمتهم وانى أخاف عليك أنْ تهلك، إنّ كل امام جائر فان اتباعهم إذا أمر بهم إلى النار نادوا باسمه فقالوا: يا فلان يا من أهلكنا هلم الآن فخلصنا مما نحن فيه، ثم يدعون بالويل والثبور فعندها يقال لهم:( لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً ) .

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَإِذا أُلْقُوا مِنْها ) «أي فيها»( مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ ) قال: مقيدين بعضهم مع بعض( دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً ) .

٣١ ـ في مجمع البيان وروي أبو جعفر وزيد عن يعقوب أنْ نتخذ بضم النون وفتح الخاء وهو قراءة زيد وأبي الدرداء وروي عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام وروي

٨

عن عليٍّعليه‌السلام ( وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ ) بضم الياء وفتح الشين مشددة.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم واما قولهعزوجل :( وَقَدِمْنا إلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ) فانه حدّثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يبعث اللهعزوجل يوم القيامة قوما بين أيديهم نور كالقباطي(١) ثم يقول له: كن( هَباءً مَنْثُوراً ) ثم قال: اما والله يا أبا حمزة انهم كانوا يصومون ويصلون، ولكن كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام أخذوه، وإذا ذكر لهم شيء من فضل أمير المؤمنينعليه‌السلام أنكروه، قال: والهباء المنثور هو الذي تراه يدخل البيت في الكوة مثل شعاع الشمس.

٣٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي إسحق الليثي عن الباقرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه أبو إسحق بعد أنْ قال: وأجد من أعدائكم ومن ناصبيكم من يكثر من الصلوة ومن الصيام ويخرج الزكاة ويتابع بين الحج والعمرة، ويحض على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الأرحام، ويقضى حقوق إخوانه ويواسيهم من ماله، ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وساير الفواحش، وأرى الناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو أعطى أحد ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة أنْ يزول عن محبة الطواغيت وموالاتهم إلى مولاتكم ما فعل، ولا زال ولو ضربت خياشيمه(٢) بالسيوف فيهم ولو قتل فيهم ما ارتدع ولا رجع، وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه ورئي كراهة ذلك في وجهه، وبغضا لكم ومحبة لهم؟ قال: فتبسم الباقرعليه‌السلام ثم قال: يا إبراهيم «هاهنا هلكت العاملة الناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية» ومن ذلك قالعزوجل :( وَقَدِمْنا إلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ) .

٣٤ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد بن علي بن الحكم عن منصور عن

__________________

(١) القباطي جمع القبطية ـ بضم القاف وقد تكسر ـ ثياب من كتان تنسج بمصر منسوبة إلى القبط.

(٢) خياشيم جمع الخيشوم: أقصى الأنف.

٩

سليمان بن خالد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنّ أعمال العباد تعرض كل خميس على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاذا كان يوم عرفة هبط الرب تبارك وتعالى وهو قول الله تبارك وتعالى:( وَقَدِمْنا إلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ) فقلت: جعلت فداك أعمال من هذه؟ فقال: أعمال مبغضينا ومبغضي شيعتنا.

٣٥ ـ في أصول الكافي ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَقَدِمْنا إلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ) فقال: أما والله كانت أعمالهم أشد بياضا من القباطي(١) ولكن كانوا إذا عرض لهم حرام لم يدعوه.

٣٦ ـ في الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حمّاد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَقَدِمْنا إلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ) قال: إنْ كانت أعمالهم لأشدّ بياضا من القباطي فيقول اللهعزوجل لها: كوني هباء، وذلك انهم كانوا إذا شرع لهم الحرام أخذوه.

٣٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن علي جميعا عن أبي جميلة مفضل بن صالح عن جابر عن عبد الأعلى وعلي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن إبراهيم ابن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الاخرة مثل له ماله وولده وعمله فيلتفت إلى ماله فيقول: والله إنْ كنت عليك لحريصا شحيحا فما لي عندك؟ فيقول: خذ منى كفنك، قال: فيلتفت إلى ولده فيقول: والله انى كنت لكم محبا وانى كنت عليكم محاميا فما ذا عندكم؟ فيقولون: نؤديك إلى حفرتك نواريك فيها، قال: فيلتفت إلى عمله فيقول: والله إن ْكنت فيك لزاهدا وإنْ كنت عليِّ لثقيلا فما ذا عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك، قال: فان كان

__________________

(١) مر معناه في صفحة ٩.

١٠

لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا فيقول: أبشر بروح وريحان وجنة نعيم، ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت؟ فيقول: انا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة، وانه ليعرف غاسله ويناشد حامله أنْ يعجله، فاذا دخل قبره أتاه ملكا القبر يجران أشعارهما ويخدان الأرض بأقدامهما، أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف، فيقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: الله ربي وديني الإسلام ونبيي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقولان: ثبتك الله فيما تحبّ وترضى وهو قول اللهعزوجل :( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي ) الحيوة الدنيا وفي الاخرة» ثمّ يفسحان له في قبره مدّ بصره ثمّ يفتحان له بابا إلى الجنة، ثمّ يقولان له: نم قرير ـ العين نوم الشاب الناعم، فانّ اللهعزوجل يقول:( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) فبلغنا والله أعلم انه إذا استوي أهل النار إلى النار لينطلق بهم قبل أنْ يدخلوا النار، فيقال لهم: ادخلوا إلى ظل ذي ثلاث شعب من دخان النار، فيحسبون انها الجنة، ثم يدخلون النار أفواجا وذلك نصف النهار، وأقيل أهل الجنة فيما اشتهوا من التحف حتى يعطوا منازلهم في الجنة نصف النهار، فذلك قول اللهعزوجل :( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) .

٣٩ ـ في مجمع البيان وروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.

٤٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن همام قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك بن محمد بن حمدان عن محمد بن سنان عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ ) قال: الغمام أمير المؤمنينعليه‌السلام وقوله:( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ) قال أبو جعفرعليه‌السلام :( يَقُولُ: يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ) عليّا وليّا

١١

( يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ) يعنى الثاني( لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ ) جائني يعنى الولاية وكان الشيطان وهو الثاني للإنسان خذولا.

٤١ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيهاعليه‌السلام : في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع فطال لها الاستماع، ولئن تقمّصها دوني الأشقيان ونازعاني فيما ليس لهما بحق، وركباها ضلالة واعتقداها جهالة فلبئس ما عليه وردا ولبئس ما لا نفسهما مهدا يتلاعنان في دورهما ويتبرأ كل منهما من صاحبه، يقول لقرينه إذا التقيا:( يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) فيجيبه الأشقى على رثوثة(١) ( يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً ) فانا الذكر الذي عنه ضل، والسبيل الذي عنه مال، والايمان الذي به كفر، والقرآن الذي إياه هجر، والدين الذي به كذب، والصراط الذي عنه نكب.

٤٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الزنادقة وقد قال: ثم وارى أسماء من اغتر وفتن خلقه وضل وأضل وكنى عن اسمائهم في قوله:( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي ) فمن هذا الظالم الذي لم يذكر من اسمه ما ذكر من أسماء الأنبياء ولم يكن عن أسماء الأنبياء تحيرا وتقررا بل تعريفا لأهل الاستبصار، إنّ الكناية عن أسماء ذوي الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن، ليست من فعله تعالى وانها من فعل المعيرين والمبدلين( الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ) واعتاضوا الدنيا من الدين.

٤٣ ـ في تفسير العياشي عن داود بن فرقد عمن أخبره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لو قُرئ القرآن كما انزل لألفيتنا فيه مُسمّين.

٤٤ ـ عن إبراهيم بن عمر قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن، كانت فيه أسماء الرجال فألقيت، وانما الاسم الواحد منه في

__________________

(١) الرثاثة: البذاذة ومن اللباس: البالي، وفي الوافي «على وثوبه».

١٢

وجوه لا تحصى يعرف ذلك الوصاة ،

٤٥ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ليس رجل من قريش إلّا ونزلت فيه آية أو آيتان تقوده إلى الجنة أو تسوقه إلى النار، تجري فيه من بعده إنْ خيرا فخير وإنْ شرا فشر.

٤٦ ـ في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها عن الرضاعليه‌السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شيء: فان قال: فلم أمروا بالقراءة في الصلوة قيل: لئلا يكون القرآن مهجورا مضيعا. وليكون محفوظا فلا يضمحل ولا يجهل.

٤٧ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وذكر حديثا طويلا يقول فيه: فاذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع وماحل مصدق ومن جعله امامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل وله ظهر وبطن، فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق له تخوم وعلى تخومه تخوم(١) لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المغفرة لمن عرف الصفة.

٤٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم أمتي، ثم أسألهم ما فعله بكتاب الله وبأهل بيتي.

٤٩ ـ أبو على الاشعري عن بعض أصحابه عن الخشاب رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا والله لا يرجع الأمر والخلافة إلى آل أبي بكر وعمر أبدا ولا إلى بنى امية أبدا ولا في ولد طلحة والزبير أبدا، وذلك انهم نبذوا القرآن وأبطلوا السنن وعطلوا الأحكام، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : القرآن هدى من الضلالة وتبيان من العمى، واستقالة من العثرة ،

__________________

(١) الانبق. الحسن المعجب. والتخوم جمع تخم ـ بالفتح ـ: منتهى الشيء.

١٣

ونور من الظلمة، وضياء من الاحداث، وعصمة من الهلكة، ورشد من الغواية، وبيان من الفتن، وبلاغ من الدنيا في الاخرة، وفيه كمال دينكم، وما عدل أحد من القرآن إلّا إلى النار.

٥٠ ـ ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن يعقوب الأحمر قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ عليَّ دينا كثيرا وقد دخلني ما كان القرآن ينفلت(١) منى فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : القرآن القرآن إنّ الآية من القرآن والسورة لتجيء يوم القيامة حتى تصور ألف درجة يعنى في الجنة فتقول: لو حفظتني لبلغت بك هاهنا.

٥١ ـ أبو على الاشعري عن الحسن بن علي بن عبد الله عن العباس بن عامر عن الحجاج الخشاب عن أبي كهمس الهيثم بن عبيد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل قرأ القرآن ثم نسيه فرددت عليه ثلاثا أعليه فيه حرج؟ قال: لا.

٥٢ ـ على عن أبيه عن حماد عن حريز عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمسلم أنْ ينظر في عهده وأنْ يقرأ منه في كل يوم خمسين آية.

قال مؤلف هذا الكتاب عفي عنه: قد سبق قريبا عن روضة الكافي من كلام أمير ـ المؤمنينعليه‌السلام تصريح بأن القرآن المهجور وهو صلوات الله عليه.

٥٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام مجيبا لبعض الزنادقة: واما ما ذكرته من الخطاب الدال على تهجين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والإزراء به والتأنيب له مع ما أظهره الله تبارك وتعالى في كتابه من تفضيله إياه على سائر أنبيائه، فان اللهعزوجل جعل لكل نبي عدوا من المشركين كما قال في كتابه بحسب جلالة منزلة نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله عند ربه، كذلك عظم محنته لعدوه الذي عاد منه في حال شقاقه ونفاقه كل أذى ومشقة لدفع نبوته وتكذيبه إياه، وسعيه في مكارهه وقصده لنقض كل ما أبرمه، واجتهاده ومن ما له على كفره وعناده ونفاقه في ابطال دعواه، وتغيير ملته ومخالفة سنته، ولم ير شيئا أبلغ في

__________________

(١) تفلت الطائر من الصائد: تخلص. وكأنه أراد انه نسي حا حفظه من القرآن من شدة ما دخله من همِّ الدين.

١٤

تمام كيده من تنفيرهم عن موالاة وصيه وإيحاشهم منه، وصدهم عنه وإغراءهم بعداوته والقصد لتغيير الكتاب الذي جاء به وإسقاط ما فيه من فضل ذوي الفضل، وكفر ذوي الكفر منه، ولقد علم الله ذلك منهم، فقال:( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا ) إلى قولهعليه‌السلام وتركوا منه قدروا انه لهم وهو عليهم، وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره، والذي بدأ في الكتاب من الإزراء على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من فرية الملحدين.

قال مؤلف هذا الكتاب عفي عنه: وهنا كلام يطلب في آل عمران عند قوله تعالى:( وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية.

٥٤ ـ في مجمع البيان: ورتلناه ترتيلا وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يا ابن عباس إذا قرأت القرآن ترتله ترتيلا، قال: وما الترتيل؟ قال: بينه تبيانا ولا تنثره نثر الرمل، ولا تهذه هذا الشعر(١) فقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكون هم أحدكم آخر السورة(٢) .

٥٥ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن سعيد عن واصل بن سليمان عن عبد الله بن سليمان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ) قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : بينه تبيانا ولا تهذه هذا الشعر ولا تنثره نثر الرمل ولكن افرغوا قلوبكم، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

قال مؤلف هذا الكتاب عفي عنه: نقلناها في مجمع البيان تبعا له وما في أصول الكافي تأييدا لذلك وان كان في النقل هنا بعض الخفاء.

٥٦ ـ في مجمع البيان:( الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إلى جَهَنَّمَ ) وروى أنس قال: إنّ رجلا قال: يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: ان

__________________

(١) هذا الشعر: أسرع في قراءته.

(٢) قد بسط الكلامرحمه‌الله في بيان الترتيل عند قوله تعالى:( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ) ونقلنا أيضا طرفا شافيا من الاخبار في بيانه هناك (منه ـ ره)

١٥

الذي أمشاه على رجليه قادر أنْ يمشيه على وجهه يوم القيامة أورده البخاري في الصحيح

٥٧ ـ فدمرناهم تدميرا في الشواذ فدمرناهم تدميرا على التأكيد بالنون الثقيلة وروى ذلك عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وعنه(١) فدمّراهم وهذا كأنه أمر لموسى وهارونعليهما‌السلام أنْ يدمّرانهم.

٥٨ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى صالح الهروي قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: أتى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قبل مقتله بثلاثة أيام رجل من أشراف تميم يقال له عمرو فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن أصحاب الرس في أيّ عصر كانوا، وأين كانت منازلهم، ومن كان ملكهم، وهل بعث الله تعالى إليهم رسولا أم لا، وبما ذا أهلكوا؟ فانّى أجد في كتاب الله تعالى ذكرهم ولا أجد خبرهم فقال له عليٌّعليه‌السلام : لقد سألت عن حديث ما سألنى عنه أحد قبلك ولا يحدّثك به أحد بعدي إلّا عنّى، وما في كتاب الله تعالى آية إلّا وانا أعرفها وأعرف تفسيرها وفي أيّ مكان نزلت من سهل أو جبل، وفي أيّ وقت من ليل أو نهار، وانّ هنا لعلما جمّا وأشار إلى صدره ولكن طلّابه يسير، وعن قليل تندمون لو فقدتموني.

كان من قصصهم يا أخا تميم أنهم كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبر يقال لها شاه درخت، كان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لها دوشاب. كانت أنبطت(٢) لنوحعليه‌السلام بعد الطوفان، وانما سموا أصحاب الرس لأنهم رسوا نبيهم في الأرض وذلك بعد سليمان بن وداودعليهما‌السلام وكانت لهم اثنى عشرة قرية على شاطئ نهر يقال له الرس من بلاد المشرق، وبهم يسمى ذلك النهر ولم يكن يومئذ في الأرض نهر أغزر منه ولا أعذب منه، ولا قرى أكثروا لا أعمر منها، تسمى إحداهن آبان و

__________________

(١) أي عن مسلم بن محارب المذكور في كتاب مجمع البيان.

(٢) نبط الماء ينبط: نبع، والبئر: استخرج ماؤها.

١٦

الثانية آذر والثالثة دِيْ والرابعة بهمن والخامسة إسفندار والسادسة فروردين والسابعة آذر بهشت والثامنة ارذار(١) والتاسعة مرداد والعاشرة تير والحادي عشرة مهر والثاني ـ عشرة شهريور وكانت أعظم مدائنهم اسفندار وهي التي ينزلها ملكهم وكان يسمى تركوذ بن عابور بن يارش بن سار بن نمرود بن كنعان فرعون إبراهيمعليه‌السلام وبها العين والصنوبرة وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة، وحرموا ماء العين والأنهار ولا يشربون منها ولا أنعامهم، ومن فعل ذلك قتلوه ويقولون هو حيوة آلهتنا، فلا ينبغي لأحد أنْ ينقص من حيوتها ويشربون هم وأنعامهم عن نهر الرس الذي عليه قراهم، وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدا يجتمع إليه أهلها فيضربون على الشجرة التي بها كلة(٢) من حرير فيها من أنواع الصور ثم يأتون بشياة وبقر فيذبحونها قربانا للشجرة، ويشتعلون فيها النيران بالحطب، فاذا سطع دخان الذبائح وقتارها(٣) في الهواء، وحال بينهم وبين النظر إلى السماء خروا سجدا للشجرة يبكون ويتضرعون إليها أنْ ترضى عنهم، وكان الشيطان يجيء، فيحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبى: انى قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نفسا وقروا عينا فيرفعون رؤسهم عند ذلك ويشربون الخمر ويضربون بالمعازف(٤) ويأخذون الدست بند، فيكون على ذلك يومهم وليلتهم ثم ينصرفون، وانما سمت العجم شهورها بابان ماه وآذر ماه وغيرهما اشتقاقا من أسماء تلك القرى، لقول أهلها بعضهم لبعض هذا عيد شهر كذا، وعيد شهر كذا، حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى اجتمع عليها صغيرهم وكبيرهم، فضربوا عند الصنوبرة والعين سرادقات من ديباج عليه أنواع الصورة اثنى عشر بابا، كل باب لأهل قرية منهم ويسجدون

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر «اردى بهشت» بدل «آذربهشت» و «خرداد» مكان «ارذار».

(٢) الكلة ـ بالكسر ـ: الستر الرقيق. غشاء رقيق يخاط كالبيت يتوقى به من البعوض ويقال له بالفارسية «پشه بند».

(٣) القتار ـ بالضم ـ: الدخان من المطبوخ.

(٤) المعازف: آلات الطرب كالطنبور والعود.

١٧

للصنوبرة خارجا من السرادق، ويقربون لها الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة في قراهم، فيجيء إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكا شديدا فيتكلم من جوفها كلاما جهوريا ويعدهم ويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها، فيرفعون رؤسهم من السجود وبهم من الفرح والنشاط ما لا يفيقون ولا يتكلمون من الشرب والعزف فيكونون على ذلك اثنى عشر يوما ولياليها بعد أعيادهم سائر السنة، ثم ينصرفون.

فلما طال كفرهم باللهعزوجل وعبادتهم غيره، بعث اللهعزوجل إليهم نبيا من بنى إسرائيل من ولد يهود ابن يعقوب، فلبث فيهم زمانا يدعوهم إلى عبادة اللهعزوجل ومعرفته وربوبيته فلا يتبعونه، فلما راى شدة تماديهم في الغى والضلال، وتركهم قبول ما دعاهم إليه من الرشد والنجاح، وحضر عيد قريتهم العظمى قال: يا رب إنّ عبادك أبوا إلّا تكذيبي والكفر، وغدوا يعبدون شجرة لا تنفع ولا تضر، فأيبس شجرهم اجمع وأرهم قدرتك وسلطانك فأصبح القوم وقد يبس شجرهم، فها لهم ذلك وفظع بهم وصاروا فرقتين، فرقة قال: سحر آلهتكم هذا الرجل الذي زعم انه رسول رب السماء والأرض إليكم ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى إلهه، وفرقة قالت: لا، بل غضب آلهتكم حين رأت هذا الرجل يعيبها ويقع فيها ويدعوكم إلى عبادة غيرها، فحجبت حسنها وبهاءها لكي تغضبوا عليه فتنتصروا منه، فأجمع رأيهم على قتله فاتخذوا أنابيب(١) طوالا من رصاص واسعة الأفواه، ثم أرسلوها في قرار العين إلى أعلى الماء واحدة فوق الاخرى مثل البرابخ(٢) ونزحوا فيها من الماء، ثم حفروا في قرارها بئرا ضيقة المدخل عميقة وأرسلوا فيها نبيهم وألقموا فاها صخرة عظيمة، ثم أخرج الأنابيب من الماء وقالوا نرجو الآن أنْ ترضى عنها آلهتنا إذا رأت انا قد قتلنا من كان يقع فيها ويصد عن عبادتها ودفناه تحت كبيرها يتشفى منه، فيعود لنا نورها ونضرتها

__________________

(١) الأنابيب جمع الأنبوب: ما بين العقدتين من القعب أو الرمح ويستعار لكل أجوف مستدبر كالقصب، ومنه انبوب الماء لقناته.

(٢) البمرخ ـ بالبائين الموحدتين والخاء المحجمة ـ ما يعمل من لخزف للبئر ومجاري الماء.

١٨

كما كان، فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهمعليه‌السلام وهو يقول: سيدي قد ترى ضيق مكاني وشدة كربي فارحم ضعف ركني وقلة حيلتي، وعجل بقبض روحي ولا تؤخر اجابة دعوتي حتى ماتعليه‌السلام فقال الله جل جلاله لجبرئيل: يا جبرئيل أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وأمنوا مكري وعبدوا غيري وقتلوا رسولي أنْ يقوموا لغضبي ويخرجوا من سلطاني؟ كيف وانا المنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي، وانى حلفت بعزتي لا جعلناهم عبرة ونكالا للعالمين، فلم يرعهم وهم في عيدهم ذاك إلّا بريح عاصف شديدة الحمرة، فتحيروا فيها وذعروا منها وتضام بعضهم إلى بعض، ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد، وأظلتهم سحابة سوداء فألقت عليهم كالقبة جمرا يلتهب فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص في النار، فنعوذ بالله تعالى ذكره من غضبه ونزول نقمته ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.

٥٩ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : اين أصحاب مدائن الرس الذين قتلوا النبيين وأطفئوا سنن المرسلين وأحيوا سنن الجبارين.

٦٠ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن محمد بن أبي حمزة وهشام وحفص عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه دخل عليه نسوة فسألته امرأة منهن عن السحق؟ فقال: حدها حد الزاني، فقالت المرأة: ما ذكره اللهعزوجل في القرآن؟ فقال: بلى، فقالت: واين هو؟ قال: هن الرس.

٦١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: دخلت امرأة مع مولاة لها على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقالت: ما تقول في اللواتي مع اللواتي؟ قال: هن في النار، إذا كان يوم القيامة أتى بهن فالبسن جلبابا من نار وخفين من نار وقناعا من نار، وأدخل في أجوافهن وفروجهن أعمدة من نار وقذف بهن في النار، فقالت: ليس هذا في كتاب الله! قال: نعم، قالت: أين هو؟ قال: قوله:( وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِ ) فهن الراسيات.

٦٢ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن

١٩

على قال: أخبرنى سماعة بن مهران قال: أخبرنى الكلبي النسابة قال: صرت إلى منزل جعفر بن محمدعليهما‌السلام فقرعت الباب فخرج غلام له فقال: ادخل يا أخا كلب فو الله لقد أدهشنى. فدخلت وانا مضطرب ونظرت فاذا شيخ على مصلى بلا مرفقة ولا بردعة(١) فابتدأني بعد أنْ سلّمت عليه، فقال لي: من أنت؟ فقلت في نفسي: يا سبحان الله غلامه يقول لي بالباب: ادخل يا أخا كلب ويسألني المولى من أنت؟ فقلت له: انا الكلبي النسابة، فضرب بيده على جبهته وقال: كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا، يا أخا كلب إنّ اللهعزوجل يقول:( وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً ) فتنسبها أنت؟ فقلت: لا، جعلت فداك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٣ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عمن ذكره عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل : وكلا تبرنا تتبيرا يعنى كسرنا تكسيرا ٦٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن خالد عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً ) يعنى كسرنا تكسيرا قال: هي لفظة بالنبطية.

٦٥ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: واما القرية التي أمطرت مطر السوء فهي سدوم قرية قوم لوط، أمطر الله عليهم حجارة من سجيل يعنى من طين.

٦٦ ـ وقال علي بن إبراهيم في قوله تعالى:( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ ) قال: نزلت في قريش وذلك انه ضاق عليهم المعاش، فخرجوا من مكة وتفرقوا، فكان الرجل إذا رأى شجرة حسنة أو حجرا حسنا هويه فعبده، وكانوا ينحرون لها النعم وو يلطخونها بالدم ويسمونها سعد صخرة، وكان إذا أصابهم داء في إبلهم وأغنامهم جاؤا

__________________

(١) المرفقة، المتكأ والمخدة، والبردعة: الحلس ويقال له بالفارسية «پلاس».

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

يفعل يوم دخوله، ويقول كما قال، ويدعو ( ويودع )(١) بما تهيأ من الوداع وينصرف ».

[١١٨٤٧] ٣ - الصدوق في الفقيه: إذا أردت ن تخرج من المدينة فائت موضع رأس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فسلم عليه، ثم ائت المنبر وصل عنده على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما استطعت، وداع لنفسك بما أحببت للدين والدنيا، ثم ارجع إلى قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والزق منكبك الأيسر على القبر قريبا من الأسطوانة ( التي دون الأسطوانة )(١) المخلقة عند رأس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصل ست ركعات أو ثمان ركعات واقرأ في كلّ ركعة الحمد وسورة واقنت في كلّ ركعتين، فإذا فرغت منها استقبلت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقلت مودعا له: صلى الله عليك، السلام عليك، لا جعله اله آخر تسليمي عليك، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإن توفيتني قبل ذلك فإني أشهد(٢) أن لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك ».

[١١٨٤٨] ٤ - بعض نسخ الرضوي: « ثم إذا أردت أن تخرج من المدينة تودع قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، تفعل مثل ما فعلت في الأول، تسلم وتقول: اللهم لا تجعله آخر العهد مني من زيارة قبر نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله وحرمه فإني أشهد أن لا إله إلا أنت(١) في حياتي إن

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - الفقيه ج ٢ ص ٣٤٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: في مماتي على ما أشهد في حياتي.

٤ - بعض نسخ الفقه الرضوي، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٦.

(١) في المصدر: الله.

٢٠١

توفيتني قبل ذلك، وأن محمدا عبدك ورسولكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا تودع القبر إلا وأنت قد اغتسلت أو أنت متوضئ إن لم يمكنك الغسل والغسل أفضل ».

١٢ -( باب وجوب احترام مكة والمدينة والكوفة، واستحبابسكناها والصدقة بها، وكثرة الصلاة فيها، والاتمام سفرا بها)

[١١٨٤٩] ١ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن عاصم بن عبد الواحد المدني قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « مكة حرم الله(١) ، والمدينة حرم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والكوفة حرم علي بن أبي طالبعليه‌السلام إن علياعليه‌السلام حرم من الكوفة ما حرم إبراهيمعليه‌السلام من مكة، وما حرم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة ».

[١١٨٥٠] ٢ - دعائم الاسلام: روينا عن عليعليه‌السلام أنه خطب، فقال في خطبته: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا، أو أوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ».

[١١٨٥١] ٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « من أحدث في المدينة

__________________

الباب ١٢

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٨٤.

(١) في المصدر: إبراهيم.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٥.

٣ - دعائم الاسلام.

٢٠٢

حدثا أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله، قيل لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما الحدث؟ قال: القتل(١) ».

[١١٨٥٢] ٤ - وعن عليعليه‌السلام أنه قال: « من خرج من المدينة رغبة عنها أبدله الله شرا منها ».

[١١٨٥٣] ٥ - السيد الرضي في الخصائص: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في مدح الكوفة: « يا كوفة ما أطيبك وأطيب ريحك! »(١) .

[١١٨٥٤] ٦ - وفي نهج البلاغة: عنهعليه‌السلام قال: « كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم(١) العكاظي، تعركين(٢) بالنوازل، وتركبين الزلازل(٣) ، وإني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوءا إلا ابتلاه الله بشاغل، ورماه بقاتل ».

[١١٨٥٥] ٧ - الصدوق في العيون: عن محمد بن عمر بن سالم(١) ، عن

__________________

(١) سقط هذا الحديث من الطبعة الحجرية.

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٦.

٥ - الخصائص ص ٨٩.

(١) سقط هذا الحديث من الطبعة الحجرية.

٦ - نهج البلاغة ج ١ ص ٩٣ ح ٤٦.

(١) الأديم: هو الجلد المدبوغ ( لسان العرب ج ١٢ ص ٩ ).

(٢) تعركين: عرك البعير جنبه بمرفقه: إذا دلكه فأثر فيه، وكأنه كناية عن التذلل للأعداء وتحمل الأذى من جهتهم ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٢٨٢ ).

(٣) في المصدر: بالزلزال.

٧ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٢٩١، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٢ ح ٢٢.

(١) في المخطوط: أسلم، والصواب أثبتناه من المصدر. راجع معجم رجال الحديث ج ١٧ ص ٦٨.

٢٠٣

الحسن بن عبد الله بن محمد الرازي التميمي، عن أبيه، عن الرضا،، عن آبائهعليهم‌السلام قال: « ذكر عليعليه‌السلام الكوفة فقال: يدفع البلاء عنها كما يدفع عن أخبية(٢) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١١٨٥٦] ٨ - وفي العلل: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الكوفة جمجمة العرب، ورمح الله تبارك وتعالى، وكنز الايمان ».

[١١٨٥٧] ٩ - حسن بن محمد بن الحسن القمي المعاصر للصدوق في تاريخ قم: عن عبد الواحد البصري، عن أبي وائل، عن عبد الله الليثي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: كنت ذات يوم جالسا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ دخل عليه علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال: « ( إلي يا أبا الحسن ثم اعتنقه، وقبل ما بين عينيه، وقال: يا علي إن الله عز اسمه عرض ولايتك على السماوات فسبقت إليها السماء السابعة فزينها بالعرش، ثم سبقت إليها السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور، ثم سبقت إليها السماء الدنيا فزينها بالكواكب، ( ثم عرضها على الأرضين فسبقت إليه مكة فزينها بالكعبة )(١) ، ثم سبقت إليها المدينة فزينها بي ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بك » الخبر.

__________________

(٢) أخبية: جمع خباء، وهو ما يعمل من الوبر أو الصوف أو الشعر، ويراد به مسكن الرجل أو داره ( مجمع البحرين ج ١ ص ١١٩ ).

٨ - علل الشرائع ص ٤٦٠.

٩ - تاريخ قم ص ٩٤.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٢٠٤

[١١٨٥٨] ١٠ - وعن محمد بن قتيبة الهمداني والحسن بن علي الكمشارجاني، عن علي بن النعمان، عن أبي الأكراد علي بن ميمون الصائغ(١) : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم » الخبر.

[١١٨٥٩] ١١ - وعن الحسن بن يوسف، عن خالد بن أبي يزيد(١) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله اختار من جميع البلاد كوفة، وقم، وتفليس ».

[١١٨٦٠] ١٢ - وعن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن سعد بن سعد الأشعري، عن جماعة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا عمت البلايا فالأمن في الكوفة ونواحيها من السواد » الخبر.

[١١٨٦١] ١٣ - وعن محمد بن سهل بن اليسع، عن أبيه، عن جده، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا فقد الامن من البلاد، وركب الناس على الخيول، واعتزلوا النساء والطيب، فالهرب الهرب قلت،

__________________

١٠ - تاريخ قم ص ٩٥.

(١) في المخطوط: عن أبي الأكراد عن ميمون الصائغ، وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال. راجع معجم رجال الحديث ج ١٢ ص ٢٠٨.

١١ - تاريخ قم ص ٩٧.

(١) كذا في المخطوط، وفي المصدر: خالد أبي يزيد، والظاهر أن الصحيح: خالد بن يزيد، حيث عده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام .

راجع رجال الطوسي ص ١٨٥ و ١٨٩، ومعجم رجال الحديث ج ٧ ص ٣٩.

١٢ - ١٣ تاريخ قم ص ٩٧.

٢٠٥

جعلت: فداك إلى أين؟ قال: إلى الكوفة ونواحيها » الخبر.

[١١٨٦٢] ١٤ - وعن يعقوب بن يزيد، عن أبي الحسن الكرخي، عن سليمان بن صالح قال: كنا ذات يوم عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فذكر فتن بني عباس وما يصيب الناس منهم، فقلنا: جعلنا فداك فأين المفزع والمفر في ذلك الزمان؟ فقال: « إلى الكوفة وحواليها ».

[١١٨٦٣] ١٥ - وعن جماعة من أهل الري، أنهم دخلوا على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، إلى أن قالوا: فقالعليه‌السلام : « إن لله حرما وهو مكة، وإن للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله حرما وهو المدينة، وإن لأمير المؤمنينعليه‌السلام حرما وهو الكوفة، وإن لنا حرما وهو بلدة قم » الخبر.

[١١٨٦٤] ١٦ - السيد الرضي في المجازات النبوية: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أمرت بقرية تأكل القرى، تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد ».

[١١٨٦٥] ١٧ - العياشي في تفسيره: عن بدر بن خليل الأسدي، عن رجل من أهل الشام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة، لما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لادم سجدوا على ظهر الكوفة ».

[١١٨٦٦] ١٨ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال:

__________________

١٤ - ١٥ - تاريخ قم ص ٩٧.

١٦ - المجازات النبوية ص ٣٣٠.

١٧ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٤ ح ١٨.

١٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٤ ح ١٢٢.

٢٠٦

« اللهم أنك أخرجوني من أحب البقاع إلي، فأسكني أحب البقاع إليك، فأسكنه المدينة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله في حق المدينة(١) : « لا يصبر على لأوائها(٢) وشدتها أحد الا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) : « إن الايمان لنازل على المدينة كما تنزل الحية إلى حجرها ».

[١١٨٦٧] ١٩ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « اللهم بارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، ( فقال: اللهم بارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا )(١) ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان ».

قال صاحب العوالي في الحاشية: أراد بالشام هنا المدنية، وأراد باليمن مكة.

ومثله قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا جفاك زمنك شامك، شامك أو يمنك يمنك. يعني عليك بالمدينة ومكة. انتهى.

[١١٨٦٨] ٢٠ - وفيه عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال؟: « مكة حرم الله وحرم رسوله، الصلاة فيها بمائة ألف صلاة، والدرهم،

__________________

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٤١٨ ح ١٢١.

(٢) اللاواء: ضيق المعيشة، وقيل: القحط ( لسان العرب ج ١٥ ص ٢٣٨ ).

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٤٢٩ ح ١٢٢.

١٩ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٤ ح ١٢٢.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٢٠ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٢٨ ح ١١٨.

٢٠٧

وروي بعشرة آلاف ».

[١١٨٦٨] ٢١ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « إن المدينة لتنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) في مكة: « ما أطيبك من بلد، وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك ».

[١١٨٧٠] ٢٢ - المسعودي في إثبات الوصية: في سياق قصة نوح، عن العالمعليه‌السلام أنه قال: « وعقد نوح في وسط المسجد قبة، فأدخل إليها أهله وولده و، ( المؤمنين )(١) - إلى أن قال - فسميت الكوفة قبة الاسلام بسبب تلك القبة ».

[١١٨٧١] ٢٣ - حسين بن حمدان في كتابه: في حديث المفضل الطويل، عن الصادقعليه‌السلام قال: « حدثني أبي الباقر عن جدي علي بن الحسين يرفعه إلى جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ( طينتنا من المدينة )(١) ، وطينة شيعتنا من الكوفة، وطينة أعدائنا من البصرة » الخبر.

[١١٨٧٢] ٢٤ - وقال الشيخ الطوسي في المصباح: ويستحب أن يقول في السجدة بين الأذان والإقامة: اللهم اجعل قلبي بارا، ( وعملي سارا،

__________________

٢١ - عوالي اللآلي ج ١. ص ٤٢٩ ح ١٢٣.

(١) نفس المصدر. ج ١ ص ١٨٦ ح ٢٦٠.

٢٢ - اثبات الوصية ص ٢٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٣ - الهداية ص ١١١ أ.

(١) في المصدر: طينة أبي من مدينة.

٢٤ - مصباح المتهجد ٢٨.

٢٠٨

وعيشي قارا(١) ، ورزقي دارا، واجعل لي عند قبر نبيك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله مستقرا وقرارا.

١٣ -( باب أن حرم المدينة من عائر إلى وعير، لا يعضد شجره ولا بأس بصيده، إلا ما صيد بين الحرتين)

[١١٨٧٣] ١ - دعائم الاسلام؟: عن عليعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المدينة حرم ما بين عير إلى ثور. الخبر.

[١١٨٧٤] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال: « ما بين لابتي المدينة حرم. فقيل له: طيرها كطير مكة؟ قال: « لا ولا يعضد(١) شجرها. قيل له: وما لابتاها؟ قال: « ما أحاطت به الحرة، حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا يهاج صيدها، ولا يعضد شجرها ».

[١١٨٧٥] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مكة حرم الله، حرمها إبراهيم، والمدينة حرمي ما بين لابتيها، لا يعضد شجرها، وما بين لابتيها، ما بين ظل عائر إلى ظل وعير، وليس صيدها كصيد مكة، بل يؤكل هذا ولا يؤكل ذاك ».

__________________

(١) ليس في المصدر.

الباب ١٣

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٥.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٦.

(١) العضد: القطع، أي لا يقطع شجرها ( مجمع البحرين ج ٣ ص ١٠٢ ).

٣ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام ص ٧٥.

٢٠٩

١٤ -( باب استحباب زيارة فاطمةعليه‌السلام ، وموضع قبرها)

[١١٨٧٦] ١ - السيد علي بن طاووس في الاقبال: عن كتاب المسائل وأجوبتها من الأئمةعليهم‌السلام ، فيما سئل عن مولانا علي بن محمد الهاديعليهما‌السلام ما هذا لفظه: أبو الحسن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إليه: إن رأيت أن تخبرني عن بيت أمك فاطمةعليها‌السلام ، أهي في طيبة أو كما يقول الناس في البقيع؟ فكتب: « هي مع جدي ( صلوات الله عليه ) » قلت: وهذا النص كاف في أنها مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنقول:

السلام عليك يا سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا والدة الحجج على الناس أجمعين، السلام عليك أيتها المظلومة الممنوعة حقها.

ثم قل: اللهم صل على أمتك، وابنه نبيك، وزوجة وصي نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، صلاة تزلفها فوق زلفى عبادك المكرمين، من أهل السماوات وأهل الأرضين.

فقد روي أن من زارها بهذه الزيارة، واستغفر الله غفر الله له وأدخله الجنة.

وذكر ولده في كتاب زوائد الفوائد(١) : أن هذه الزيارة مختصة بيوم وفاتها، وهو الثالث من جمادى الآخرة، وقال: تصلي صلاة الزيارة أو صلاتها وهي ركعتان، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد

__________________

الباب ١٤

١ - إقبال الاعمال ص ٦٢٣، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٨٩.

(١) زوائد الفوائد: مخطوط.

٢١٠

ستين مرة، وإن لم تستطع فصل ركعتين بالحمد والاخلاص، والحمد وقل يا أيها الكافرون، وإذ سلمت تقول: السلام عليك، وساق الزيارة مع اختلاف يسير.

[١١٨٧٧] ٢ - البحار، معن مصباح الأنوار: عن أمير المؤمنين، عن فاطمةعليها‌السلام قالت: « قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة من صلى عليك غفر الله له وألحقه بي حيث كنت من الجنة ».

[١١٨٧٨] ٣ - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد: عن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أي مكان دفنت؟ فقال: « سأل رجل جعفرا عن هذه المسألة وعيسى بن موسى حاضر، فقال له عيسى: دفنت في البقيع، فقال الرجل: ما تقلو؟ فقال: قد قال لك، فقلت له: أصلحك الله وما أنا وعيسى بن موسى، أخبرني عن آبائك، فقالعليه‌السلام : دفنت في بيتها ».

١٥ -( باب استحباب النزول بالمعرس لمن مر به واردا من مكة، والصلاة فيه، والاضطجاع به ليلا كان أو نهارا، وعدم استحباب الغسل له)

[١١٨٧٩] ١ - كتاب محمد بن المثنى الحضرمي: عن جعفر بن محمد بن شريح: عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:

__________________

٢ - البحار ج ١٠٠ ص ١٩٤، عن مصباح الأنوار ص ٢٨٦.

٣ - قرب الإسناد ص ١٦١.

الباب ١٥

١ - كتاب محمد بن المثنى الحضرمي ص ٨٥

٢١١

سألته عن معرس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بذي الحليفة، فقال: « عند المسجد ببطن الوادي، حيث يعرس الناس ».

١٦ -( باب استحباب زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وكراهة تركها)

[١١٨٨٠] ١ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن عقدة، عن الحسن بن علي بن الحسن، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن سنان، عن عبيد الله القصباني، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إن ولايتنا ولاية الله عز وجل التي لم يبعث نبي قط إلا بها، إن الله عز اسمه عرض ولايتنا على السماوات والأرض والجبال والأمصار، فلم تقبلها قبول أهل الكوفة، وإن إلى جانبهم لقبرا ما لقيه مكروب إلا نفس الله كربته، وأجاب دعوته، وقلبه إلى أهله مسرورا ».

[١١٨٨١] ٢ - السيد الرضي في الخصائص: عن الصادقعليه‌السلام عن آبائه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « من زار علياعليه‌السلام بعد وفاته فله الجنة ».

[١١٨٨٢] ٣ - وعنهعليه‌السلام قال: « إن أبواب السماء لتفتح عند دعاء الزائر لأمير المؤمنينعليه‌السلام ».

[١١٨٨٣] ٤ - وعنهعليه‌السلام قال: « من ترك زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام لم ينظر الله إليه، ألا تزورون من تزوره الملائكة

__________________

١ - أمالي المفيد ص ١٤٢.

٢ - ٣ الخائص ص ٥.

٤ - الخصائص ص ٥.

٢١٢

والنبيونعليهم‌السلام ، إن أمير المؤمنينعليه‌السلام أفضل من كلّ الأئمة، وله مثل ثواب أعمالهم، وعلى قدر أعمالهم فضلوا ».

[١١٨٨٤] ٥ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن أبي علي ابن شيخ الطائفة، عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة، وأنه لينزل كلّ يوم ( وليلة )(١) سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به، فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها(٢) أتوا قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فسلموا عليه، ثم اتوا قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فسلموا عليه ثم أتوا قبر الحسينعليه‌السلام فسلموا عليه، ثم عرجوا وينزل مثلهم أبدا إلى يوم القيامة ».

وقالعليه‌السلام : « من زار أمير المؤمنينعليه‌السلام عارفا بحقه غير متجبر ولا متكبر، كتب الله له أجر مائة ألف شهيد، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبعث من الآمنين، وهون عليه الحساب، وتستقبله الملائكة، فإذا انصرف شيعوه إلى منزله، فإذا مرض عادوه، وإن مات تبعوه بالاستغفار إلى قبره ».

[١١٨٨٥] ٦ - الشيخ محمد بن المشهدي في مزاره: بإسناده إلى محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن

__________________

٥ - بشارة المصطفى ص ١٠٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المخطوط: به: وما أثبتناه من المصدر.

٦ - مزار المشهدي ص ١٤، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٢٦٢ ح ١٧

٢١٣

عمار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « أتى أعرابي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله إن منزلي ناء عن منزلك، وإني أشتاقك وأشتاق إلى زيارتك، وأقدم فلا أجدك وأجد علي بن أبي طالبعليه‌السلام فيؤنسني بحديثه ومواعظه، وأرجع وأنا متأسف على رؤيتك.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من زار علياعليه‌السلام فقد زارني، ومن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، أبلغ قومك هذا عني، ومن أتاه زائرا فقد أتاني وأنا المجازي له يوم القيامة، وجبرئيل، وصالح المؤمنين ».

[١١٨٨٦] ٧ - السيد المرتضى في أجوبة المسائل الميافارقيات: وروي أن من زار أمير المؤمنينعليه‌السلام كانت له الجنة.

١٧ -( باب استحباب عمارة مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ومشاهد الأئمةعليهم‌السلام وتعاهدها، وكثرة زيارتها)

[١١٨٨٧] ١ - السيد عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن أبي البركات بن(١) إبراهيم الصنعاني، عن الحسين بن رطبة، عن أبي علي ابن شيخ الطائفة، عن أبيه، عن المفيد، عن محمد بن أحمد بن داود، ( عن محمد بن علي بن المفضل،

__________________

٧ - أجوبة المسائل الميافارقيات ص ٥٨.

الباب ١٧

١ - فرحة العزي ص ٧٧.

(١) في المخطوط: عن، وما أثبتناه من المصدر ( راجع رياض العلماء ج ٣ ص ١٧٥ ).

٢١٤

عن الحسين بن محمد بن الفرزدق عن علي )(٢) بن موسى ( بن )(٣) الأحول، عن محمد بن أبي السري، عن عبد الله بن محمد البلوي، عن عمارة بن يزيد، عن أبي عامر التباني واعظ أهل الحجاز قال: اتيت أبا عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام وقلت له(٤) : ما لمن زار قبره - يعني أمير المؤمنينعليه‌السلام - وعمر تربته؟ قال: « يا أبا عامر حدثني أبي، عن أبيه عن جده الحسين بن علي، عن عليعليهم‌السلام أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال له: والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن بها، قلت: يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها؟ فقال لي: يا أبا الحسن إن الله تعالى جعل قبرك وقبر ولدك بقاعا من بقاع الجنة، وعرصة من عرصاتها، وأن الله جعل قلوب نجباء من خلقه، وصفوة من عباد تحن إليكم، وتحتمل المذلة والأذى فيعمرون قبوركم، يكثرون زيارتها تقربا منهم إلى الله، ومودة منهم لرسوله، أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي، الواردون حوضي، هم زواري غدا في الجنة، يا علي من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الاسلام، وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه، فأبشر وبشر أوليائك ومحبيك من النعيم، وقرة العين بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ولكن حثالة من الناس يعيرون ( زوار قبوركم )(٥) كما

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر، وهو الموافق لما في الوافي ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٦ ص ٣٣٦ ).

(٣) أثبتناه من معجم رجال الحديث ج ١٦ ص ٣٣٦.

(٤) في المصدر زيادة: يا ابن رسول الله.

(٥) في المصدر: زواركم.

٢١٥

تعير الزانية بزنائها، أولئك شرار أمتي لا ( أنالهم الله )(٦) شفاعتي، ولا يردون حوضي ».

[١١٨٨٨] ٢ - وعن نصير الدين الطوسي، عن والده، عن القطب الراوندي، عن ذي الفقار بن معبد، عن شيخ الطائفة، عن المفيد، عن محمد بن أحمد بن داود، عن إسحاق بن محمد، عن أحمد بن زكريا بن طهمان، عن الحسن بن عبد الله بن المغيرة، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله.

وبالإسناد عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن علي بن الفضل عن أبي أحمد إسحاق بن محمد المقرئ المنصوري، مولى المنصور عن أحمد بن زكريا بن طهمان، مثله.

[١١٨٨٩] ٣ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن عبد الله بن الفضل بن محمد بن هلال، عن سعيد بن محمد، عن محمد بن سلام الكوفي، عن أحمد بن محمد الواسطي، عن عيسى بن أبي شيبة القاضي، عن نوح بن دراج، عن قدامة بن زائدة عن أبيه، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، عن عمته زينب، عن أم أيمن، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث طويل - وفيه: أنه ذكر له جبرئيلعليه‌السلام قصة شهادة أبي عبد اللهعليه‌السلام - إلى أن قال - « ثم يبعث الله قوما من أمتك لا يعرفهم الكفار، ولم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية، فيوارون أجسامهم، ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علما

__________________

(٦) في نسخه: نالتهم، ( منه قده ).

٢ - فرحة الغري ص ٧٨.

٣ - كامل الزيارات ص ٢٦٥.

٢١٦

لأهل الحق، وسببا للمؤمنين إلى الفوز » الخبر.

[١١٨٩٠] ٤ - البحار: عن السيد محمد بن أبي طالب قال: قال المفيد بإسناده إلي أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما سار أبو عبد اللهعليه‌السلام من المدينة أتته أفواج من مسلمي الجن، إلى أن قالعليه‌السلام : « وإذا أقمت بمكاني فبماذا يبتلى هذا الخلق المتعوس؟ وبماذا يختبرون؟ ومن ذا يكون ساكن حفرتي بكربلا؟ وقد اختارها الله تعالى يوم دحو الأرض، وجعلها معقلا لشيعتنا، ويكون لهم أمانا في الدنيا والآخرة » الخبر.

ورواه(١) الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية بإسناده، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله.

١٨ -( باب استحباب زيارة آدم ونوح وإبراهيم مع أمير المؤمنينعليهم‌السلام )

[١١٨٩١] ١ - الشيخ المفيد (ره) في مزاره: عن صفوان قال: سألت الصادقعليه‌السلام : كيف نزور أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ فقال: « يا صفوان، إذا أردت ذلك - وذكر -عليه‌السلام كيفية الزيارة وآدابها، إلى أن قالعليه‌السلام -: ثم عد إلى عند الرأس لزيارة آدمعليه‌السلام ، ونوحعليه‌السلام ، وقل في زيارة آدم:

السلام عليك يا صفي الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام

__________________

٤ - البحار ج ٤٤ ص ٣٣٠.

(١) الهداية ص ٤٤ أ.

الباب ١٨

١ - البحار ج ١٠٠ ص ٢٨٧.

٢١٧

عليك يا نبي الله، السلام عليك يا أمين الله، السلام يا خليفة الله في أرضه، السلام عليك يا أبا البشر، السلام عليك(١) وعلى روحك وبدنك، وعلى الطاهرين من ولدك وذريتك، صلاة لا يحصيها إلا هو، ورحمة الله وبركاته.

وقل في زيارة نوحعليه‌السلام :

السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا صفي الله، السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا شيخ المرسلين، السلام عليك يا أمين الله، في أرضه، صلوات الله وسلامه عليك وعلى روحك وبدنك، وعلى الطاهرين من ولدك، ورحمة الله وبركاته.

ثم صل ست ركعات ركعتان منها لزيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام - إلى أن قال - وتهدي الأربع ركعات الأخرى إلى آدم ونوحعليهما‌السلام ».

[١١٨٩٢] ٢ - علي بن الحسين المسعودي في إثبات الوصية: وقد روي الناس مما أوصى - أي عليعليه‌السلام - إلى الحسنعليه‌السلام أن يحمل هو وأخوه الحسينعليهما‌السلام مقدم الجنازة، فإذا وقعت الجنازة حفرا في ذلك الموضع فإنهما يجدان خشبتين(١) كان نوحعليه‌السلام حفر هما(٢) له، فيدفناه فيها.

__________________

(١) في نسخة: سلام الله، ( منه قده ).

٢ - أثبات الوصية ص ١٣٢.

(١) في نسخة: خشبة.

(٢) في نسخة: حفرها.

٢١٨

[١١٨٩٣] ٣ - وروي أن الجنازة حملت إلى مسجد السهلة، ووحدت ناقة باركة هناك فحمل عليها وأقاموها وتبعوها، فلما وقفت بالغري وبركت، حفر في ذلك المكان فوجدت الخشبة المحفورة، فدفن فيها حسب ما أوصى، وأن آدم ونوحا وأمير المؤمنينعليهم‌السلام في قبر واحد.

[١١٨٩٤] ٤ - وروي في سياق قصة نوح ما لفظه: فقبض روحه، وتولى سام ابنه غسله ودفنه والصلاة عليه، وقبره في ظاهر الكوفة بالغري مع آدمعليهما‌السلام .

[١١٨٩٥] ٥ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: حدثني أحمد بن صالح، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الإمامعليه‌السلام أن الصادقعليه‌السلام قال لشيعته بالكوفة وقد سألوه فضل الغريين، والبقعة التي دفن فيها أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى أن قالعليه‌السلام : « وأما البقعة التي فيها أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فإن نوحا لما طافت السفينة في الطوفان حول الحرم بمكة، وقفت في جانب الركن اليماني، وهبط جبرئيل على نوح وقال: إن الله يأمرك أن تنزل ما بين السفينة والركن اليماني، فإذا استقرت قدماك على الأرض فابحث بيدك هناك، فإنك تستخرج تابوت أبيك آدم، فاحمله معك في السفينة، فإذا غاض الماء فادفنه بظهر النجف في الذكوات البيض من أرض الكوفة، فإنها بقعة له ولك ولعلي بن أبي طالب وصي حبيبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ففعل

__________________

٣ - إثبات الوصية ص ١٣٢.

٤ - إثبات الوصية ص ٢٣.

٥ - الهداية ص ١١ ب.

٢١٩

نوح ووصى ابنه أن يدفنه في البقعة مع التابوت الذي كان لآدم، فإذا زرتم مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام فزوروه على أنه مشهد آدم ونوح وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات الله ) عليهم أجمعين.

١٩ -( باب تأكد استحباب زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الغدير، وكثرة الصدقة فيه)

[١١٨٩٦] ١ - السيد علي بن طاووس في الاقبال: روى عدة من شيوخنا، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الصفواني من كتابه بإسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا كنت في يوم الغدير في مشهد مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فادن من قبره بعد الصلاة والدعاء، وإن كنت في بعد منه فأوم إليه بعد الصلاة، وهذا الدعاء:

اللهم صل على وليك، وأخي نبيك ووزيره وحبيبه وخليله، وموضع سره وخيرته من أسرته، ووصيه وصفوته وخالصته وأمينه ووليه، وأشرف عترته الذين آمنوا به، وأبي ذريته، وباب حكمته، والناطق بحجته، والداعي إلى شريعته، والماضي على سنته، وخليفته على أمته، سيد المسلمين، وأمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، أفضل ما صليت على أحد من خلقك وأصفيائك وأوصياء أنبيائك، اللهم إني أشهد أنه قد بلغ عن نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله ما حمل، ورعى ما استحفظ، وحفظ ما استودع، وحلل حلالك، وحرم حرامك، وأقام أحكامك، ودعا إلى سبيلك، ووالى أولياءك، وعادى أعداءك، وجاهد الناكثين عن سبيلك، والقاسطين والمارقين عن أمرك، صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، لا تأخذه في الله لومة لائم،

__________________

الباب ١٩

١ - الاقبال ص ٤٩٣.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652