تفسير نور الثقلين الجزء ٤

تفسير نور الثقلين9%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 652

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 652 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 311065 / تحميل: 6556
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

شئ قدير ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم(1)

ه ـ ويستحب ان يقول ما رواه سفيان الثوري عن مولانا الصادقجعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قال : سمعته وهو بعرفة يقول :

اللهم اجعل خطواتي هذه التي خطوتها في طاعتك كفارة لماخطوتها في معصيتك ، اللهم انك امرتنا ان نعفو عمن ظلمنا وقد ظلمناأنفسنا فاعف عنا.

اللهم انك قلت : استعينوا على كل صنعة بصالحي أهلها ، اللهم فاناصنعك فاصنع في خيرا.

اللهم اجعلنا نبات نعمتك ولا تجعلنا حصاد نقمتك ، اللهم هذهليلة عيد ولك فيها أضياف وانا ضيفك فاجعل قراي الجنة واطعمنيعنبا ورطبا.

قال سفيان : فوالله لقد هممت ان انزل واشتري له تمرا وموزا ،وأقول له : هذا عوض العنب والرطب ، فإذا انا بسلتين معاطيتين قدوضعتا بين يديه ، إحداها رطب والأخرى عنب ـ تمام الخبر.

__________________

(1) الصحيفة السجادية : الدعاء 46 ، عنها الكفعمي في مصباحه : 433 ، البلد الأمين : 490.

أورده الشيخ في مصباحه : 258 ، رواه السيد في جمال الأسبوع : 423 ، وقال : ما رويناه بعدةطرق ، ورواه أبو الحسين محمد بن هارون التلعكبري.

٤٦١

و ـ زيارة أبي عبد اللهعليه‌السلام في يوم عرفة

ومن لم يمكنه حضور الموقف للحج وقدر على اتيان قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة فليحضر ، فان في ذلك فضلا كبيرا ، وقد ذكرنا فيما سلفمن هذا الكتاب ، فينبغي ان تغتسل من الفرات ان أمكنك والا فمن حيثتقدر عليه وتمشي على سكينة ووقار ، فإذا بلغت باب الحائر فكبر اللهتعالى وقل :

الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا ،والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، لقدجاءت رسل ربنا بالحق.

ثم تسلم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمةعليهم‌السلام من بعده ، ثم تقول :

السلام عليك يا أبا عبد الله ، عبدك وابن عبدك ، وابن أمتك ،الموالي لوليك ، المعادي لعدوك ، استجار بمشهدك ، وتقرب إليكبقصدك ، والحمد لله الذي هداني لولايتك ، وخصني بزيارتك ، وسهللي قصدك.

ثم تأتي باب القبة فتقف مما يلي الرأس وتقول :

السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله ، السلام عليك يا وارث نوحنبي الله ، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك يا

٤٦٢

وارث موسى كليم الله ، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله.

السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله ، السلام عليك يا وارثأمير المؤمنين حجة الله ، السلام عليك يا بن محمد المصطفى ، السلامعليك يا بن علي المرتضى ، السلام عليك يا بن فاطمة الزهراء ، السلامعليك يا بن خديجة الكبرى.

السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور ، اشهد انك قدأقمت الصلاة ، واتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ،وأطعت الله حتى اتاك اليقين.

لعن الله أمة قتلتك ، ولعن الله أمة ظلمتك ، ولعن الله أمة سمعتبذلك فرضيت به ، يا مولاي يا أبا عبد الله ، اشهد الله وملائكته وأنبياءهورسله اني بكم مؤمن ، وبإيابكم موقن ، بشرائع ديني وخواتيم عملي ،فصلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم ، وعلى شاهدكموغائبكم ، وظاهركم وباطنكم.

ثم انكب على القبر وقبله وقل :

بابي أنت وأمي يا أبا عبد الله ، لقد عظمت الرزية وجلت المصيبةبك علينا وعلى جميع أهل السماوات والأرض ، فلعن الله أمة أسرجتوألجمت وتهيأت لقتالك ، يا مولاي يا أبا عبد الله قصدت حرمكواتيت مشهدك ، اسأل الله بالثار الذي لك عنده ، والمحل الذي لك لديهان تصلي على محمد وال محمد وان يجعلني معكم في الدنيا والآخرة.

٤٦٣

ثم تصلى عند الرأس ، تقرأ فيها ما أحببت ، فإذا فرغت فقل :

اللهم إني صليت وركعت وسجدت لك ، وحدك لا شريك لك ،لان الصلاة والركوع والسجود لا تكون الا لك ، لأنك أنت الله لا إله إلا أنت، اللهم صل على محمد وال محمد وأبلغهم عني أفضل السلاموالتحية ، واردد علي منهم.

ثم صر إلى عند رجلي الحسين وزر علي بن الحسينعليهما‌السلام ورأسهعند رجلي أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وقل :

السلام عليك يا بن رسول الله ، السلام عليك يا بن نبي الله ، السلامعليك يا بن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا بن الحسين الشهيد ، السلامعليك أيها الشهيد ابن الشهيد ، السلام عليك أيها المظلوم وابنالمظلوم ، لعن الله أمة قتلتك ، ولعن الله أمة ظلمتك ، ولعن الله أمةسمعت بذلك فرضيت به.

ثم انكب على القبر وقبله وقل :

السلام عليك يا ولي الله وابن وليه ، لقد عظمت المصيبة وجلتالرزية بك علينا وعلى جميع المسلمين ، فلعن الله أمة قتلتك ، وابرأإلى الله واليك منهم.

ثم اخرج من الباب الذي عند رجل علي بن الحسينعليهما‌السلام فتوجههناك إلى الشهداء وزرهم وقل :

السلام عليكم يا أولياء الله وأحباءه ، السلام عليكم يا أصفياء الله

٤٦٤

وأوداءه ، السلام عليكم يا أنصار دين الله وأنصار نبيه وأنصارأمير المؤمنين والحسن والحسينعليهم‌السلام ، بابي أنتم وأمي طبتموطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم فوزا عظيما ، فيا ليتني كنت معكمفأفوز معكم.

ثم عد إلى عند رأس الحسينعليه‌السلام وأكثر من الدعاء لنفسكولأهلك وإخوانك المؤمنين ، فإذا أردت الخروج فانكب على القبر وقل :

السلام عليك يا مولاي ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليكيا صفوة الله ، السلام عليك يا خالصة الله ، السلام عليك يا امين الله ،سلام مودع لا قال ولا سئم ، فان امضي فلا عن ملالة ، وان أقم فلا عنسوء ظن بما وعد الله الصابرين.

لا جعله الله يا مولاي اخر العهد لزيارتك ، ورزقني العود إلىمشهدك ، والمقام في حرمك ، وان يجعلني معكم في الدنيا والآخرة.

ثم اخرج ولا تول ظهرك ، وأكثر من قول :

انا لله وانا إليه راجعون.

ثم امض إلى مشهد العباس بن عليعليهما‌السلام ، فإذا اتيته فقف عليهوقل :

السلام عليك أيها العبد الصالح ، المطيع لله ولرسولهولأمير المؤمنين والحسن والحسين ، وعليك السلام ورحمة اللهوبركاته ومغفرته على روحك وبدنك.

٤٦٥

اشهد الله انك مضيت على ما مضى البدريون والمجاهدون فيسبيل الله ، المناصحون في جهاد الأعداء ، المبالغون في نصرة أوليائه.

فجزاك الله أفضل الجزاء ، وأوفر جزاء أحد ممن وفى ببيعته ،واستجاب له دعوته ، وحشرك مع النبيين والشهداء والصديقينوالصالحين وحسن أولئك رفيقا.

ثم صل ركعتين عند الرأس وادع الله بعدهما بما أحببت ، فإذاأردت الخروج فودعه وقل :

استودعك الله واسترعيك ، واقرأ عليك السلام ، امنا باللهوبرسوله وبما جاء به من عند الله ، اللهم اكتبنا مع الشاهدين ، اللهملا تجعله اخر العهد من زيارة قبر وليك وابن أخي نبيك ، وارزقني زيارتهابدا ما أبقيتني ، واحشرني معه ومع ابائه في الجنان.

وادع لنفسك ولوالديك ولاخوانك المؤمنين.

ثم ارجع إلى مشهد الحسينعليه‌السلام للوداع ، فإذا أردت وداعه تقفكوقوفك عليه أول مرة وقل :

السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا أبا عبد الله ، أنت لي جنةمن العذاب ، وهذا أوان انصرافي ، غير راغب عنك ، ولا مستبدل بكسواك ، ولا مؤثر عليك غيرك ، ولا زاهد في قربك.

اسأل الله تعالى أن لا يجعله اخر العهد مني ومن رجوعي ، أسألالله الذي أراني مكانك ، وهداني للتسليم عليك ، ولزيارتي إياك ، ان

٤٦٦

يوردني حوضكم ويرزقني مرافقتكم في الجنان مع ابائك الصالحين

ثم سلم على النبي والأئمةعليهم‌السلام واحدا واحدا وانصرف ان شئتوتدعو بما أحببت.

وداع الشهداء رضوان الله عليهم :

ثم حول وجهك إلى قبور الشهداء فودعهم وقل :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اللهم لا تجعله اخر العهد منزيارتي إياهم ، واشركني معهم في صالح ما أعطيتهم على نصرهم ابننبيك وحجتك على خلقك ، اللهم اجعلنا وإياهم في جنتك معالشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

استودعكم الله واقرأ عليكم السلام ، اللهم ارزقني العود إليهمواحشرني معهم يا ارحم الراحمين.

ثم اخرج ولا تول وجهك عن القبر حتى تغيب عن معاينتك ، وقفعلى الباب متوجها إلى القبلة وادع بما أحببت وانصرف إن شاء اللهتعالى(1) .

ز ـ دعاء يوم الأضحى لعلي بن الحسينعليهما‌السلام :

اللهم هذا يوم مبارك ، والمسلمون فيه مجتمعون في أقطار

__________________

(1) رواه السيد في مصباح الزائر : 114 ، والشهيد في مزاره ، عنهما البحار 101 : 363.

٤٦٧

ارضك ، يشهد السائل منهم ، والطالب والراغب ، وأنت الناظر فيحوائجهم ، فاسالك بجودك وكرمك ، وهوان(1) ما سألتك عليك ان تصليعلى محمد وال محمد.

وأسألك اللهم ربنا بان لك الملك ولك الحمد لا إله إلا أنتالحليم الكريم ، الحنان المنان ، ذو الجلال والاكرام ، بديع السماواتوالأرض ، مهما قسمت بين عبادك من خير أو عافية ، أو بركة أو هدى ، أوعمل بطاعتك ، أو خير تمن به عليهم وتهديهم به إليك ، أو ترفع لهمدرجة ، أو تعطيهم به خيرا من خير الدنيا والآخرة ، ان توفر حظيونصيبي منه.

وأسألك يا الله بان لك الملك والحمد لا إله إلا أنت ان تصلي علىمحمد ، عبدك ورسولك ، وحبيبك وصفيك ، وخيرتك من خلقك ،وعلى ال محمد الأبرار الكرام الطيبين الطاهرين الأخيار ، صلاة لا يقوىعلى احصائها الا أنت ، وان تشركنا في صالح من دعاك في هذا اليوم منعبادك المؤمنين يا رب العالمين ، وان تغفر لنا ولهم انك على كل شئقدير.

اللهم إليك تعمدت بحاجتي ، وبك أنزلت اليوم فقري وفاقتيومسكنتي ، وانا بمغفرتك ورحمتك أوثق مني بعملي ، ولمغفرتكورحمتك أوسع من ذنوبي ، فصل على محمد واله وتول قضاء كل

__________________

(1) هوان : سهولة.

٤٦٨

حاجة هي لي بقدرتك عليها ، وتيسير ذلك عليك ، وفقري إليك وغناكعني ، فاني لم أصب خيرا قط الا منك ، ولم يصرف عني سوءا قط غيرك ،ولا أرجو لأمر اخرتي ودنياي سواك.

اللهم من تهيا وتعبا واعد واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفدهوطلب نيله وجائزته ، فإليك كانت يا مولاي اليوم تهيئتي واعداديواستعدادي رجاء عفوك ورفدك ، وطلب نيلك وجائزتك.

اللهم فصل على محمد وال محمد ، ولا تخيب اليوم ذلك منرجائي ، يا من لا يحفيه(1) سائل ، ولا ينقصه نائل ، فاني لم آتك ثقة منيبعمل صالح قدمته ، ولا شفاعة مخلوق رجوته ، الا شفاعة محمد وأهل بيتهصلواتك عليه وعليهم سلامك ، اتيتك مقرا بالجرم والإساءة علىنفسي ، اتيتك أرجو عظيم عفوك الذي عفوت به عن الخاطئين ، ثملم يمنعك طول عكوفهم(2) على عظيم الجرم ان عدت عليهم بالرحمةوالمغفرة.

فيا من رحمته واسعة وعفوه عظيم ، يا عظيم يا عظيم ، يا كريم ياكريم ، صل على محمد وال محمد ، وعد علي برحمتك ، وتعطف عليبفضلك ، وتوسع علي بمغفرتك.

اللهم ان هذا المقام لخلفائك وأصفيائك ومواضع امنائك في

__________________

(1) لا يحفيه : لا يمنعه.

(2) عكوفهم : ملازمتهم واستمرارهم.

٤٦٩

الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها قد ابتزوها(1) وأنت المقدر لذلكلا يغالب امرك ، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك ، كيف شئت وانى شئت ،ولما أنت اعلم به غير متهم على خلقك ولا لإرادتك ، حتى عاد صفوتكوخلفاؤك مغلوبين مقهورين مبتزين ، يرون حكمك مبدلا ، وكتابكمنبوذا(2) ، وفرائضك محرفة عن جهات اشراعك وسنن نبيك متروكة ،اللهم العن أعداءهم من الأولين والآخرين ، ومن رضي بفعالهموأشياعهم واتباعهم.

اللهم وصل على محمد وال محمد أفضل صلواتك وبركاتكوتحياتك على أصفيائك إبراهيم وال إبراهيم ، انك حميد مجيد ، وعجلالفرج والروح(3) والنصرة والتمكين والتأييد لهم.

اللهم واجعلني من أهل التوحيد والايمان بك ، والتصديقبرسولك والأئمة الذين حتمت(4) طاعتهم ممن يجري ذلك به وعلىيديه امين رب العالمين.

اللهم انه لا يرد غضبك الا حلمك ، ولا يرد سخطك الا عفوك ،ولا يجير من عقابك الا رحمتك ، ولا ينجي منك الا التضرع إليك ، وبينيديك ، فصل على محمد وال محمد ، وهب لنا يا الهي من لدنك فرجا

__________________

(1) ابتزوها : سلبوها.

(2) منبوذا : متروكا.

(3) الروح : الرحمة والراحة.

(4) حتمت : أوجبت.

٤٧٠

بالقدرة التي تحيي بها أموات العباد ، وتنشر(1) بها ميت البلاد ، ولا تهلكنييا الهي غما حتى تستجيب لي ، وتعرفني الإجابة في دعائي ، وأذقنيطعم العافية إلى منتهى اجلي ، ولا تشمت بي عدوي ، ولا تمكنه منعنقي ، ولا تسلطه علي.

الهي ان رفعتني فمن ذا الذي يضعني ، وان وضعتني فمن ذا الذييرفعني ، وان أكرمتني فمن ذا الذي يهينني ، وان أهنتني فمن ذا الذييكرمني ، وان عذبتني فمن ذا الذي يرحمني ، وان أهلكتني فمن ذا الذييعرض لك في عبدك ، أو يسألك عن امره.

وقد علمت أنه ليس في حكمك ظلم ، ولا في نقمتك عجلة ، إنمايعجل من يخاف الفوت ، وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليتعن ذلك يا الهي علوا كبيرا.

اللهم صل على محمد واله ، ولا تجعلني للبلاء غرضا(2) ،ولا لنقمتك نصبا(3) ، ومهلني ونفسني(4) ، وأقلني عثرتي ، ولا تبتلينيببلاء على اثر بلاء ، فقد ترى ضعفي ، وقلة حيلتي وتضرعي إليك.

أعوذ بك يا الهي اليوم من غضبك ، فصل على محمد والهوأعذني ، واستجير بك اليوم من سخطك فصل على محمد واله

__________________

(1) تنشر : تحيي.

(2) غرضا : هدفا.

(3) نصبا : علما منصوبا ، غرضا.

(4) نفست : رفهت وفرجت.

٤٧١

واجرني ، واسالك امنا من عذابك فصل على محمد واله وامنيوأستهديك فصل على محمد واله واهدني.

وأسترحمك فصل على محمد واله وارحمني ، واستنصرك فصلعلى محمد واله وانصرني ، وأستكفيك فصل على محمد واله واكفني ،واسترزقك فصل على محمد واله وارزقني ، واستعينك فصل علىمحمد واله واعني ، واستغفرك لما سلف من ذنوبي فصل على محمدواله واغفر لي ، وأستعصمك فصل على محمد واله واعصمني ، فانيلن أعود لشئ كرهته مني ان شئت ذلك يا رب يا رب.

يا حنان يا منان ، يا ذا الجلال والاكرام ، فصل على محمد والهواستجب لي جميع ما سألتك وطلبت إليك ورغبت فيه إليك ، واردهوقدره ، واقضه وامضه ، وخر لي(1) فيما تقضي منه ، وبارك لي في ذلك ،وتفضل علي به ، واسعدني بما تعطيني منه ، وزدني من فضلك وسعة ماعندك ، فإنك واسع كريم ، وصل ذلك بخير الآخرة ونعيمها يا ارحمالراحمين.

ثم تدعو بما بدا لك وصل على محمد واله الف مرة ، وهكذا كانيفعلعليه‌السلام (2) .

__________________

(1) خر لي : اجعل لي الخير.

(2) الصحيفة السجادية : الدعاء 48 ، عنها الشيخ في مصباحه : 260 ، والسيد في جمالالأسبوع : 427 ، والكفعمي في مصباحه : 434 ، وفي البلد الأمين : 492 ، والبحار 89 : 218 ،ينابيع المودة : 507 مختصرا.

٤٧٢

6 ـ زيارة أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام في يوم عاشوراء

أخبرنا الشيخ الفقيه العالم عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبريقراءة عليه وانا اسمع في شهور سنة ثلاث وخمسين وخمسمائةبمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، عن الشيخ المفيد أبي علىالحسن بن محمد ، عن والده الشيخ أبي جعفررضي‌الله‌عنه ، عن الشيخالمفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، عن ابن قولويهوأبي جعفر بن بابويه ، عن محمد بن يعقوب الكليني ، عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، قال :

دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام في يومعاشوراء ، فألفيته كاسف اللون(1) ، ظاهر الحزن ، ودموعه تنحدر من عينيهكاللؤلؤ المتساقط ، فقلت : يا ابن رسول الله مم بكاؤك لا أبكى الله عينيك ،فقال لي : أو في غفلة أنت ، أما علمت أن الحسين بن عليعليه‌السلام قتل(2) فيمثل هذا اليوم.

فقلت : يا سيدي فما قولك في صومه ، فقال لي : صمه من غيرتبييت ، وأفطر من غير تشميت(3) ، ولا تجعله صوم يوم كملا ، وليكن

__________________

(1) عن الجوهري : رجل كاسف البال سئ الحال ، وكاسف الوجه عابس.

(2) أصيب ( خ ل ).

(3) من غير تبييت اي من غير أن تبيت نية الصوم من الليل ، وأفطر لا على وجه الشماتة والفرح بل لمخالفة من يصومه تبركا.

٤٧٣

افطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء ، فإنه في مثل ذلكالوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وانكشفتالملحمة عنهم ، ومنهم في الأرض ثلاثون صريعا في مواليهم ، يعز علىرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مصرعهم ، ولو كان في الدنيا يومئذ حيا لكانصلى‌الله‌عليه‌وآله هوالمعزى بهم.

قال : وبكى أبو عبد اللهعليه‌السلام حتى اخضلت(1) لحيته بدموعه ، ثم قال :

ان الله جل ذكره لما خلق النور خلقه يوم الجمعة في تقديره فيأول يوم من شهر رمضان ، وخلق الظلمة في يوم الأربعاء يوم عاشوراء فيمثل ذلك ـ يعني يوم العاشر من شهر المحرم ـ في تقديره ، وجعل لكلمنهما شرعة ومنهاجا ، يا عبد الله بن سنان ان أفضل ما تأتي به في هذااليوم ان تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها وتتسلب ، قلت : وما التسلب؟

قال : تحلل ازارك وتكشف عن ذراعيك كهيئة أصحاب المصائب ،ثم تخرج إلى ارض مقفرة(2) ، أو مكان لا يراك به أحد ، أو تعمد إلى منزلخال ، أو في خلوة منذ حين يرتفع النهار ، فتصلي أربع ركعات تحسنركوعهن وسجودهن ، وتسلم بين كل ركعتين ، تقرأ في الركعة الأولىسورة الحمد ، و( قل يا أيها الكافرون ) ، وفي الثانية الحمد ، و( قل هو اللهأحد ) ، ثم تصلي ركعتين أخريين ، تقرأ في الأولى الحمد وسورة

__________________

(1) اخضلت من باب الافعال والافعلال اي ابتلت.

(2) مقفرة : خالية.

٤٧٤

الأحزاب ، وفي الثانية الحمد و( إذا جاءك المنافقون ) أو ما تيسر منالقرآن.

ثم تسلم وتحول وجهك نحو قبر الحسينعليه‌السلام ومضجعه ، فتمثللنفسك مصرعه ومن كان معه ، وتلعن قاتليه وتبرأ من أفعالهم ، يرفع اللهعزوجل لك بذلك في الجنة من الدرجات ويحط عنك من السيئات.

ثم تسعى من الموضع الذي أنت فيه إن كان صحراء أو فضاء أو ايشئ كان خطوات ، تقول :

انا لله وانا إليه راجعون ، رضا بقضائه وتسليما لامره.

وليكن عليك في ذلك الكآبة والحزن ، وأكثر من ذكر الله سبحانهوالاسترجاع في ذلك اليوم ، فإذا فرغت من سعيك وفعلك هذا ، فقف فيموضعك الذي صليت فيه ، ثم قل :

اللهم عذب الفجرة ، الذين شاقوا رسولك ، وحاربوا أولياءك ،وعبدوا غيرك ، واستحلوا محارمك ، والعن القادة والاتباع ومن كانمنهم محبا ومن أوضع معهم ، أو رضي بفعلهم لعنا كثيرا.

اللهم وعجل فرج ال محمد واجعل صلواتك عليه وعليهم ،واستنقذهم من أيدي المنافقين المضلين والكفرة الجاحدين ، وافتحلهم فتحا يسيرا ، وأتح(1) لهم روحا وفرجا قريبا ، واجعل لهم من لدنكسلطانا نصيراً.

__________________

(1) أتاح الله لفلان : قدره وانزله به.

٤٧٥

ثم ارفع يديك واقنت بهذا الدعاء ، وقل وأنت تومئ إلى أعداء آلمحمدعليهم‌السلام :

اللهم ان كثيرا من الأمة ناصبت المستحفظين من الأئمة ، وكفرتبالكلمة ، وعكفت على القادة الظلمة ، وهجرت الكتاب والسنة ،وعدلت عن الحبلين الذين أمرت بطاعتهما والتمسك بهما ، فأماتتالحق وحادت عن القصد ، ومالأت(1) الأحزاب ، وحرفت الكتاب ،وكفرت بالحق لما جاءها ، وتمسكت بالباطل لما اعترضها ، فضيعتحقك ، وأضلت خلقك ، وقتلت أولاد نبيك وخيرة عبادك وحملةعلمك ، وورثة حكمتك ووحيك.

اللهم فزلزل اقدام أعدائك وأعداء رسولك وأهل بيت رسولك ،فاخرب ديارهم ، وافلل سلاحهم ، وخالف بين كلمتهم ، وفت فيأعضادهم(2) ، وأوهن كيدهم ، واضربهم بسيفك القاطع ، وارمهم بحجركالدامغ(3) ، وطمهم بالبلاء طما(4) ، وقمهم بالعذاب قما(5) ، وعذبهم عذابانكرا ، وخذهم بالسنين والمثلات التي أهلكت بها أعداءك ، انكذو نقمة من المجرمين.

__________________

(1) مالات : عاونت وساعدت.

(2) الفت : الدق والكسر بالأصابع ، فت في ساعده : أضعفه ، العضد : الناصر والمعين.

(3) دمغه : شجه حتى بلغت الشجة الدماغ.

(4) طمهم بالبلاء : اقلعهم واستأصلهم.

(5) قمهم بالعذاب كناية عن الاستيصال.

٤٧٦

اللهم ان سنتك ضائعة ، وأحكامك معطلة ، وعترة نبيك فيالأرض هائمة(1) ، اللهم فأعز الحق وأهله ، واقمع الباطل وأهله ، ومنعلينا بالنجاة ، واهدنا إلى الايمان ، وعجل فرجنا ، وانظمه بفرجأوليائك ، واجعلهم لنا ردءا ، واجعلنا لهم وفدا.

اللهم وأهلك من جعل يوم قتل ابن نبيك وخيرتك من خلقكعيدا ، واستهل(2) بهم فرحا ومرحا(3) ، وخذ اخرهم بما اخذت أولهم ،واضعف اللهم العذاب والتنكيل على ظالمي أهل بيت نبيك ، وأهلكأشياعهم وقادتهم ، وابر(4) حماتهم وجماعتهم.

اللهم ضاعف صلواتك ورحمتك وبركاتك على عترة نبيك ،العترة الضائعة ، الخائفة المستذلة(5) ، بقية من الشجرة الطيبة ، الزاكيةالمباركة ، واعل اللهم كلمتهم ، وافلج(6) حجتهم ، واكشف البلاءواللأواء(7) ، وحنادس(8) الأباطيل والغماء عنهم ، وثبت قلوب شيعتهموحزبك على طاعتهم وولايتهم ، ونصرتهم وموالاتهم ، وأعنهم

__________________

(1) هائمة : متحيرة.

(2) تهلل وجهه : استنار وظهر عليه امارات السرور.

(3) المرح : الأشر والبطر والاختيال.

(4) الابارة : الاهلاك.

(5) استذله : ذلله واستذله إذا رآه ذليلا.

(6) أفلج برهانه : قومه واظهره.

(7) اللاواء : الشدة.

(8) الحندس : الظلمة والليل المظلم.

٤٧٧

وامنحهم الصبر على الأذى فيك.

واجعل لهم أياما مشهودة ، وأوقاتا مسعودة ، يوشك(1) فيهافرجهم ، وتوجب فيها تمكينهم ونصرهم ، كما ضمنت لأوليائك فيكتابك المنزل ، فإنك قلت وقولك الحق :( وعد الله الذين امنوا منكموعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين منقبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهمامنا ) (2) .

اللهم فاكشف عنهم ، يا من لا يكشف الضر الا هو ، يا أحد يا حي ياقيوم ، وانا يا الهي عبدك الخائف منك ، والراجع إليك ، السائل لك ،المقبل عليك ، اللاجئ إلى فنائك ، العالم بك فإنه لا ملجأ منك الا إليك.

اللهم فتقبل دعائي ، واسمع يا الهي علانيتي ونجواي ، واجعلنيممن رضيت عمله ، وقبلت نسكه ، ونجيته برحمتك ، انك أنت العزيزالحكيم الكريم.

اللهم وصل أولا واخرا على محمد وال محمد ، وبارك علىمحمد وال محمد ، وارحم محمدا وال محمد بأكمل وأفضل ما صليتو باركت وترحمت على أنبيائك ورسلك وملائكتك وحملة عرشكبلا اله الا أنت.

__________________

(1) يوشك : يقرب ويسرع.

(2) النور : 55.

٤٧٨

اللهم لا تفرق بيني وبين محمد وال محمد صلواتك عليهوعليهم ، واجعلني يا الهي من شيعة محمد وعلي وفاطمة والحسنوالحسين وذريتهم الطاهرة والمنتجبة ، وهيئ لي التمسك بحبلهم ،والرضا بسبيلهم ، والاخذ بطريقهم انك جواد كريم.

ثم عفر وجهك على الأرض ، وقل :

يا من يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد ، أنت حكمت فلك الحمدمحمودا مشكورا ، ففرج يا مولاي فرجهم وفرجنا بهم ، فإنك ضمنتاعزازهم بعد الذلة ، وتكثيرهم بعد القلة ، واظهارهم بعد الخمول ، ياأصدق الصادقين ويا ارحم الراحمين.

فاسالك يا الهي وسيدي متضرعا إليك بجودك وكرمك بسطاملي ، والتجاوز عني ، وقبول قليل عملي وكثيره ، والزيادة في أيامي ،وتبليغي ذلك المشهد ، وان تجعلني ممن يدعى فيجيب إلى طاعتهم ،وموالاتهم ونصرهم ، وتريني ذلك قريبا سريعا في عافية ، انك على كلشئ قدير.

ثم ارفع يدك إلى السماء وقل :

أعوذ بك ان أكون من الذين لا يرجون أيامك ، وأعذني برحمتكمن ذلك.

فان هذا أفضل يا ابن سنان من كذا وكذا حجة ، وكذا وكذا عمرةتتطوعها ، وتنفق فيها مالك ، وتتعب فيها بدنك ، وتفارق فيها أهلك وولدك.

٤٧٩

واعلم أن الله تعالى يعطي من صلى هذه الصلاة في هذا اليومودعا بهذا الدعاء مخلصا ، وعمل هذا العمل موقنا مصدقا عشر خصال ،منها : ان يقيه الله ميتة السوء ، ويؤمنه من المكاره والفقر ، ولا يظهر عليهعدوا إلى أن يموت ، ويقيه من الجنون والبرص في نفسه وولده إلى أربعةاعقاب له ، ولا يجعل للشيطان ولا لأوليائه عليه ولا على نسله إلى أربعةاعقاب سبيلا.

قال ابن سنان : فانصرفت وأنا أقول :

الحمد لله الذي من علي بمعرفتكم وحبكم ، واسأله المعونة علىالمفترض علي من طاعتكم بمنه ورحمته(1) .

7 ـ زيارة أخرى لهعليه‌السلام في يوم عاشوراء من قريب أو بعيد ، تقول :

السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك يا بن رسول الله ، السلام

__________________

(1) عنه البحار 101 : 313.

رواه الشيخ في مصباحه : 726 ، باسناده عن عبد الله بن سنان ، عن الصادق عليه‌السلام ، عنه البحار101 : 303.

ذكره السيد في مصباح الزائر : 138 ، عنه البحار 101 : 309.

أخرجه السيد في الاقبال 3 : 67 مع اختلافات ، باسناده عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عنالحسن بن علي الكوفي ، عن الحسن بن محمد الحضرمي ، عن عبد الله بن سنان ، عن الصادق عليه‌السلام ، عنه البحار 101 : 310.

رواه السيد هذه الرواية كما في مصباح المتهجد بعينها في مصباح الزائر ، وأوردها فيالاقبال بوجه آخر بينهما اختلاف كثير.

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

ولا ثقب وذلك قوله: «والسماء بنيها» الآية والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم والحجال عن العلاء عن محمد بن مسلم قال: قال لي أبو جعفرعليه‌السلام : كان كل شيء ماء( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) فأمر جل وعز الماء فاضطرم نارا، ثم أمر النار فخمدت فارتفع من خمودها دخان، فخلق السماوات من ذلك الدخان، وخلق الأرض من الرماد.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقد سئل أبو الحسن الرضاعليه‌السلام عمن كلم الله لا من الجن ولا من الانس؟ فقال: السماوات والأرض في قوله:( ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ) .

١٣ ـ في نهج البلاغة ـ فمن شواهد خلقه خلق السماوات موطدات بلا عمد، قائمات بلا سند، دعاهن فأجبن طائعات مذعنات غير متلكئات ولا مبطيات، ولولا إقرارهن له بالربوبية وإذعانهن له بالطواعية(١) لما جعلهن موضعا لعرشه، ولا مسكنا لملائكته ولا مصعدا للكلم الطيب والعمل الصالح من خلقه.

١٤ ـ وفيه: وذلل للهابطين بأمره والصاعدين بأعمال خلقه حزونة معراجها وناداها بعد إذ هي دخان فالتحمت عرى اشراجها(٢) .

قال عز من قائل:( فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ ) .

أقول: قد سبق في روضة الكافي ومجمع البيان فيما نقلناه عنهما بيان لذلك.

قال عز من قائل:( وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ) .

١٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى فضيل الرسان قال: كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام أخبرنا ما فضلكم أهل البيت؟ فكتب إليه أبو ـ عبد اللهعليه‌السلام : ان الكواكب جعلت أمانا لأهل السماء، فاذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل

__________________

(١) المتلكئ: المتوقف. والطواعية بمعنى الطاعة.

(٢) الحزونة ضد السهولة. وأشراج جمع شرج: عرى العيبة وأشرجت العيبة أي أقفلت اشراجها قال الشارح المعتزلي: وتسمى مجرة السماء شرحا تشبيها بشرح العيبة وأشراج الوادي: ما اتسع منه.

٥٤١

السماء ما كانوا يوعدون وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : جعل أهل بيتي أمانا لامتى فاذا ذهب أهل بيتي جاء أمتي ما كانوا يوعدون.

١٦ ـ وباسناده إلى أبان بن سلمة عن أبيه يرفعه قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لامتى.

١٧ ـ وباسناده إلى هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن عليٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : النجوم أمان لأهل السماء فاذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فاذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ) يعنى نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى والنبيون صلوات الله عليهم ومن خلفهم أنت.

١٩ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: لـمّا بعث اللهعزوجل هودا سلم له العقب من ولد سام، واما الآخرون فقالوا:( مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ) فأهلكوا بالريح العقيم وأوصاهم هود وبشرهم بصالحعليه‌السلام .

٢٠ ـ في نهج البلاغة واتعظوا فيها بالذين قالوا( مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ) حملوا إلى قبورهم فلا يدعون ركبانا، وانزلوا فلا يدعون ضيفانا، وجعل لهم من الصفيح أجنان، ومن التراب أكفان ومن الرفات جيران(١) .

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً ) والصرصر الريح الباردة( فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ ) أي أيام مياشيم.

٢٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الطيار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى ) قال عرفناهم( فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى ) وهم يعرفون.

__________________

(١) الصفيح: الحجارة. والاجنان: القبور. والأكنان جمع كن وهو السترة. والرفات: العظام البالية.

٥٤٢

٢٣ ـ في اعتقادات الامامية للصدوقرحمه‌الله وقال الصادقعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى ) قال: وجوب الطاعات وتحريم المعاصي وهم يعرفون.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) فانها نزلت في قوم تعرض عليهم أعمالهم فينكرونها فيقولون: ما عملنا شيئا منها، فتشهد عليهم الملائكة الذين كتبوا عليهم أعمالهم، قال الصادقعليه‌السلام : فيقولون الله: يا رب هؤلاء ملائكتك يشهدون لك ثم يحلفون بالله ما فعلوا من ذلك شيئا منها، وهو قول اللهعزوجل :( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ ) وهو الذين غصبوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فعند ذلك يختم اللهعزوجل على ألسنتهم وينطق جوارحهم فيشهد السمع بما سمع مما حرم اللهعزوجل ، ويشهد البصر بما نظر إلى ما حرم اللهعزوجل ، وتشهد اليدان بما أخذتا وتشهد الرجلان بما سعتا فيما حرم اللهعزوجل ، ويشهد الفرج بما ارتكب مما حرم اللهعزوجل ثم أنطق اللهعزوجل ألسنتهم فيقولون هم لجلودهم:( لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ ) أي من الله( أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) والجلود الفروج( وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ ) .

٢٥ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام حاكيا حال أهل المحشر: ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيه فيقولون( وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ ) ، فيختم الله تبارك وتعالى على أفواههم ويستنطق الأيدي والأرجل والجلود فتشهد بكل معصية كانت منهم، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم:( لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) .

٢٦ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام :

٥٤٣

حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وليست تشهد الجوارح على مؤمن انما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال اللهعزوجل :( فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) .

٢٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدّثنا أبو ـ عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد ان قال: إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وقرنه فيها: ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والسمع والبصر في الآية الاخرى فقال:( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) يعنى بالجلود الفروج والأفخاذ.

٢٨ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصيته لابنه محمد ابن الحنيفة: يا بنى لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كلما تعلم، فان الله تبارك وتعالى قد فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة، إلى قوله وقالعزوجل :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) يعنى بالجلود الفروج.

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن ابن الحجاج قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : حديث يرويه الناس فيمن يؤمر به آخر الناس إلى النار، فقال لي: اما انه ليس كما يقولون، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان آخر عبد يؤمر به إلى النار فاذا أمر به التفت فيقول الجبار جل جلاله: ردوه فيردونه، فيقول له: لم التفت إليَّ؟ فيقول: يا رب لم يكن ظني بك هذا، فيقول: وما كان ظنك بى؟ فيقول: يا رب كان ظني بك ان تغفر لي خطيئتي وتسكنني جنتك، قال: فيقول الجبار: يا ملائكتى لا وعزتي وجلالي وآلائي وعلوي وارتفاع مكاني ما ظن بي عبدي هذا ساعة من خير قط، ولو ظن بي ساعة من خير ما ودعته بالنار، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنة، ثم قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس من عبد يظن باللهعزوجل خيرا إلّا كان عند ظنه به، وذلك قولهعزوجل :( وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ

٥٤٤

بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ ) .

٣٠ ـ في مجمع البيان قال الصادقعليه‌السلام : ينبغي للمؤمن ان يخاف الله خوفا كأنه يشرف على النار، ويرجوه رجاء كأنه من أهل الجنة، إنّ الله تعالى يقول:( وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ ) الآية ثم قال: إنّ الله عند ظن عبده ان خيرا فخير وان شرا فشر، ٣١ ـ في نهج البلاغة وصارت الأجساد شحبة، بعد بضتها، والعظام نخرة بعد قوتها، والأرواح مرتهنة بثقل اعبائها، موقنة بغيب انبائها، لا تستزاد من صالح عملها ولا تستعتب من سيئ زللها(١) .

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ) قال العالم (ع): من الجن إبليس الذي دل على قتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في دار الندوة، وأضل الناس بالمعاصي، وجاء بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي بكر فبايعه، ومن الانس فلان نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين.

٣٣ ـ في روضة الكافي محمد بن أحمد القمى عن عبد الله بن الصلت عن يونس ابن عبد الرحمان عن عبد الله بن سنان عن حسين الجمال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ) قال: هما، ثم قال: وكان فلان شيطانا.

٣٤ ـ يونس عن سورة بن كليب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ) قال: يا سورة هما والله هما، ثلاثا والله يا سورة، انا الخزان علم الله في السماء، وانا لخزان علم الله في الأرض.

٣٥ ـ في مجمع البيان( رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا ) الآية يعنون إبليس الأبالسة وقابيل بن آدم أول من أبدع المعصية، وروى ذلك عن عليٍّعليه‌السلام .

٣٦ ـ في بصائر الدرجات عمران بن موسى بن جعفر عن الحسن بن

__________________

(١) «شحبة» أي هالكة «نخرة» أي بالية والأعباء: الأثقال.

٥٤٥

على قال: حدّثنا عبد الله بن سهيل الأشعري عن أبيه عن اليسع قال: دخل حمران بن أعين على أبي جعفرعليه‌السلام فقال له: جعلت فداك يبلغنا ان الملائكة تنزل عليكم؟ قال: أي والله لتنزل علينا فتطأ فرشنا، اما تقرء كتاب الله تبارك وتعالى:( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) .

٣٧ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : استقاموا على الائمة واحدا بعد واحد،( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) .

٣٨ ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: بينا أبي جالس وعنده نفر إذ استضحك حتى أغر ورقت عيناه دموعا(١) ثم قال: هل تدرون ما أضحكني؟ قال: فقالوا: لا، قال: زعم ابن عباس انه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، فقلت له: هل رأيت الملائكة يا بن عباس تخبرك بولايتها لك في الدنيا والآخرة مع الأمن من الخوف والحزن؟ قال: فقال: إنّ الله تبارك وتعالى يقول:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) قد دخل في هذا جميع الامة، فاستضحكت ثم قلت: صدقت يا بن عباس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٩ ـ في نهج البلاغة وانى متكلم بعدة الله وحجته قال الله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ) ( الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) وقد قلتم ربنا الله فاستقيموا على كتابه وعلى منهاج امره وعلى الطريقة الصالحة من عبادته، ثم لا تمرقوا منها(٢) ولا تبتدعوا فيها، ولا تخالفوا عنها فان أهل المروق منقطع بهم يوم القيمة.

__________________

(١) أغر ورقت عيناه: دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما.

(٢) مرق السهم: إذا خرج من الرمية.

٥٤٦

٤٠ ـ في مجمع البيان( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) الآية روى عن انس قال: قرأ علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هذه الآية، ثم قال: قد قالها أناس ثم كفر أكثرهم فمن قالها حتى يموت فهو ممن استقام عليها.

٤١ ـ وروى محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام عن الاستقامة، فقال: هي والله ما أنتم عليه.

٤٢ ـ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) يعنى عند الموت عن مجاهد والسدي وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٤٣ ـ «في تفسير أهل البيتعليهم‌السلام عن أبي بصير قال قلت: لأبي جعفرعليه‌السلام قول الله:( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) قال: هي والله ما أنتم عليه(١) .

٤٤ ـ في الخرائج والجرائح باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا ) فقال: اما والله لربما وسدناهم الوسائد في منزلنا قيل له: الملائكة تظهر لكم؟ فقال: هم الطف بصبياننا منا بهم، وضرب بيده إلى مسور(٢) في البيت فقال: والله لطال ما اتكئت عليها الملائكة، وربما التقطنا من زغبها(٣) .

٤٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال:( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) قال على ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) قال: عند الموت( أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) قال: كنا نحرسكم من الشياطين وفي الاخرة أي عند الموت( وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ) ما توعدون يعنى في

__________________

(١) «في أصول الكافي باسناده إلى الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال يا حسين ـ وضرب إلى مساور في البيت ـ طالما اتكئت عليها لملائكة وربما القطنا من زغبها. منه «ره».

(٢) المسور: المتكأ من جلد.

(٣) الزغب: صغار ريض الطائر.

٥٤٧

الجنة( نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما يموت موال لنا مبغض لأعدائنا إلّا ويحضره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسينعليهم‌السلام ، فيرونه ويبشرونه، وان كان غير موال لنا يراهم بحيث يسوءه والدليل على ذلك قول أمير المؤمنينعليه‌السلام للحارث الهمداني :

يا حار همدان من يمت يرنى

من مؤمن أو منافق قبلا

٤٦ ـ في مجمع البيان( نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) قيل:( نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) أي نحرسكم في الدنيا وعند الموت في الآخرة عن أبي جعفرعليه‌السلام .

قال عز من قائل:( وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ ) ٤٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر حديثا طويلا يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله حاكيا حال أهل الجنة: والثمار دانية منهم، وهو قولهعزوجل :( وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً ) من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار بعينه وهو متكئ، وان الأنواع من الفاكهة ليقلن لولى الله: يا وليّ الله كلني قبل ان تأكل هذا قبلي، قال: وليس من مؤمن في الجنة إلّا وله جنان كثيرة معروشات وغير معروشات، وأنهار من خمر وأنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن وأنهار من عسل، فاذا دعا ولي الله بغذائه أتى بما تشتهي نفسه عند طلبه الغذاء من غير ان يسمى شهوته.

٤٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: جعلت فداك انى أردت ان أسئلك عن شيء استحيى منه هل في الجنة غناء؟ قال: إنّ في الجنة شجرا يأمر الله رياحها فتهب فتضرب تلك الشجرة بأصوات لم يسمع الخلايق مثلها حسنا، ثم قال: هذا عوض لمن ترك السماع للغناء في الدنيا مخافة الله.

٤٩ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى عبد الله بن عباس

٥٤٨

رحمة الله عليه انه سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: ان الجنة ليتخذ وترين(١) من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فاذا كان أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المبشرة فتصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٠ ـ في تفسير العياشي عن جابر قال: قلت لمحمد بن عليعليهما‌السلام : قول الله تبارك وتعالى في كتابه( الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ) قال: هما والثالث والرابع وعبد الرحمان وطلحة وكانوا سبعة عشر رجلا، قال: لـمّا وجه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وعمّار بن ياسررحمه‌الله إلى أهل مكّة قالوا: بعث هذا الصبى ولو بعث غيره يا حذيفة إلى أهل مكّة، وفي مكّة صناديدها، وكانوا يسمّون عليّا الصبى لأنّه كان إسمه في كتاب الله الصبي لقول الله:( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إلى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً ) وهو صبي( وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم أدب اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) قال ادفع سيئة من أساء إليك بحسنتك، حتى يكون( الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) .

٥٢ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا حفص إنّ من صبر صبر قليلا، وان من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك فان اللهعزوجل بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله فأمره بالصبر والرفق، فقال تبارك وتعالى:( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصبر حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عمن أخبره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ) قال الحسنة التقية، والسيئة الاذاعة، وقولهعزوجل :( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ) قال: التي هي أحسن

__________________

(١) كذا في النسخ والظاهر انه مصحف لتتحلى وتتزين.

٥٤٩

التقية،( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) .

٥٤ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله باسناده إلى عبد الله بن وهب بن زهير قال: وفد العلا بن الحضرمي على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله إنّ لي أهل بيت أحسن إليهم فيسيئون وأصلهم فيقطعون؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فقال العلاء بن الحضرمي: انى قد قلت شعرا هو أحسن من هذا قال: وما قلت؟ فأنشده :

وحي ذوي الاضغان تسب قلوبهم

تحيتك العظمى فقد يرفع النغل(١)

فان أظهروا خيرا فجاز بمثل

وان خنسوا عنك الحديث فلا تسل(٢)

فان الذي يؤذيك منه سماعه

فان الذي قالوا وراءك لم يقل

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ من الشعر لحكمه، وإنّ من البيان لسحرا، وإنّ شعرك لحسن، وإنّ كتاب الله أحسن.

٥٥ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: صافح عدوك وان كره فانه مما أمر الله به عباده يقول( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) ما تكافي عدوك بشيء أشد من أنْ تطيع الله فيه، وحسبك أنْ ترى عدوك يعمل بمعاصي الله.

٥٦ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : وما يلقيها إلّا كل ذي حظٍّ عظيم.

٥٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ ) أي عرض لقلبك نزغ(٣) من الشيطان فاستعذ بالله والمخاطبة لرسول الله والمعنى للناس(٤)

__________________

(١) الاضغان جمع الضغن: الحقد. والنغل ـ محركة ـ، الإفساد بين القوم.

(٢) خنس عنه: رجع وتنحى.

(٣) النزغ: الإغراء والإفساد ونزغ الشيطان: وساوسه ونخسه في القلب بما يسول للإنسان من المعاصي.

(٤) وقد مر نظر ذلك كثيرا فهو من باب إياك اعنى واسمعي يا جارة كما ورد في أحاديث ـ

٥٥٠

٥٨ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليستعذ بالله وليقل: آمنت بالله مخلصا له الدين.

٥٩ ـ في مجمع البيان والمروي عن ابن عباس وقتادة وابن المسيب أنّ موضع السجود عند قوله وهم لا يسأمون وعن ابن مسعود والحسن عند قوله:( إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) وهو اختيار أبي عمرو بن [أبي] العلا وهو المروي عن أئمتناعليهم‌السلام .

٦٠ ـ في جوامع الجامع وموضع السجدة عن الشافعي «تعبدون» وهو المروي عن أئمتناعليهم‌السلام وعند أبي الحنيفة «يسأمون».

٦١ ـ فيمن لا يحضره الفقيه قد روى انه يقول في سجدة العزايم: لا إله إلّا الله حقا حقا لا إله إلّا الله ايمانا وتصديقا لا إله إلّا الله عبودية ورقا سجدت لك يا ربّ تعبدا ورقّا لا مستنكفا ولا مستكبرا بل أنا عبد ذليل خائف مستجير، ثمّ يرفع رأسه ثمّ يكبر.

٦٢ ـ في عيون الأخبار(١) باسناده إلى علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قلت له: لم خلق اللهعزوجل الخلق على أنواع شتى ولم يخلقه نوعا واحدا؟ قال: لئلا يقع في الأوهام انه عاجز، فلا تقع صورة في وهم ملحد إلّا وقد خلق اللهعزوجل عليها خلقا، ولا يقول قائل: هل يقدر الله تعالى على أنْ يخلق على صورة كذا وكذا إلّا وجد ذلك في خلقه تبارك وتعالى فيعلم بالنظر إلى أنواع خلقه انه على كل شيء قدير.

٦٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام مجيبا لبعض الزنادقة: واما ما ذكرته من الخطاب الدال على تهجين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والإزراء به والتأنيب له(٢) مع ما أظهره الله تبارك وتعالى في كتابه من تفضيله إياه على

__________________

ـ عديدة إنّ القرآن نزل بإياك اعنى واسمعي يا جارة.

(١) ذكره في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من العلل. «منه ره».

(٢) أزرى عليه: عابه وعاتبه. والتأنيب: للوم.

٥٥١

ساير أنبيائه فان اللهعزوجل جعل لكل نبي عدوا من المشركين كما قال في كتابه وبحسب جلالة منزلة نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله عند ربه كذلك عظم محنته لعدوه الذي عاذ منه في حال شقاقه ونفاقه، وكل أذى ومشقة لدفع نبوته وتكذيبه إياه وسعيه في مكارهه وقصده لنقض كل ما أبرمه، واجتهاده ومن ما لاه على كفره وعناده ونفاقه وإلحاده في ابطال دعوته وتغيير ملته ومخالفة سنته، ولم ير شيئا أبلغ في تمام كيده من تنفيرهم عن موالاة وصيه وإيحاشهم منه وصدهم عنه واغرائهم بعداوته، والقصد لتغيير الكتاب الذي جاء به، وإسقاط ما فيه من فضل ذوي الفضل وكفر ذوي الكفر، منه وممن وافقه على ظلمه وبغيه وشركه، ولقد علم الله ذلك منهم فقال:( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا ) وقال:( يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ ) ولقد احضروا الكتاب مكملا مشتملا على التأويل والتنزيل والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ، لم يسقط منه حرف الف ولا لام، فلما وقفوا على ما بينه الله من أسماء أهل الحق والباطل، وان ذلك إنْ ظهر نقض ما عقدوه، قالوا: لا حاجة لنا فيه نحن مستغنون عنه بما عندنا، ولذلك قال:( فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ ) ثم دفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عما لا يعلمون تأويله إلى جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم، فصرخ مناديهم: من كان عنده شيء من القرآن فليأتنا به ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله فألفه على اختيارهم، وما يدل للمتأمل على اختلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منه ما قدروا انه لهم وهو عليهم، وزادوا فيه ما ظهرتنا كره وتنافره، وعلم الله أنّ ذلك يظهر ويبين، وفقال:( ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ) وانكشف لأهل الاستبصار عوارهم وافتراؤهم، والذي بدا في الكتاب من الإزراء على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من فرية الملحدين ولذلك قال:( إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ) فيذكر جل ذكره لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده بقوله:( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ ) يعنى انه ما من نبي تمنى مفارقة ما يعاينه من نفاق قومه وعقوقهم والانتقال إلى دار الاقامة إلّا القى الشيطان المعرض لعداوته عند

٥٥٢

فقده في الكتاب الذي انزل عليه ذمه والقدح فيه والطعن عليه، فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين فلا تقبله ولا تصغي إليه غير قلوب المنافقين والجاهلين، ويحكم الله آياته بأن يحمى أوليائه من الضلال والعدوان ومشايعة أهل الكفر والعدوان والطغيان الذين لم يرض الله أنْ يجعلهم كالأنعام، حتى قال:( بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) فافهم هذا واعمل به، واعلم انك ما قد تركت مما يجب عليك السؤال عنه أكثر مما سألت، وانى قد اقتصرت على تفسير يسير من كثير لعدم حملة العلم وقلة الراغبين في التماسه، وفي دون ما بينت لك بلاغ لذوي الألباب.

قال عز من قائل:( أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ ) .

٦٤ ـ في كتاب الخصال عن الحسن قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا اجمع على عبدي خوفين، ولا اجمع له امنين، فاذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة.

٦٥ ـ في نهج البلاغة وانما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتى آمنة يوم الخوف الأكبر، وتثبت على جوانب المزلق(١) .

٦٦ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لبعض جلسائه: ألآ أخبرك بشيء يقرب من الله ويقرب من الجنة ويباعد من النار؟ فقال: بلى فقال: عليك بالسخاء فان الله خلق خلقا برحمته لرحمته، فجعلهم للمعروف أهلا وللخير موضعا وللناس وجها يسعى إليهم، لكي يحيونهم كما يحيى المطر الأرض المجدبة أولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيامة.

٦٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ ) يعنى القرآن( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ )

__________________

(١)قوله عليه‌السلام «أروضها بالتقوى»

من الرياضة قال ابن أبي الحديد: يقول عليه‌السلام : تقللى واقتصارى من المطعم والملس على الجشب والخشن رياضة لنفسي لانّ ذلك انما أعمله خوفا من الله أنْانغمس في الدنيا فالرياضة بذلك هي رياضة في الحقيقة بالتقوى لا بنفس التقلل والتقشف «انتهى». والمزلق: موضع الزلق لا يثبت عليه قدم.

٥٥٣

قال لا يأتيه الباطل من قبل التوراة ولا من قبل الإنجيل والزبور ولا من خلفه أي لا يأتيه من بعده كتاب يبطله.

٦٨ ـ في مجمع البيان:( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) قيل فيه أقوال إلى قوله: ثالثها معناه انه ليس في اخباره عما مضى باطل [ولا في اخباره عما يكون في المستقبل باطل] بل اخباره كلها موافقة لمخبراتها، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام (١) .

٦٩ ـ في كتاب طب الائمة باسناده إلى أبي بصير قال: شكى رجل إلى أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام وجع السرة فقال له: اذهب فضع يدك على الموضع الذي تشتكي وقال:( وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) ثلثا فانك تعافى بإذن الله.

٧٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما سبق اعنى قوله: «كتاب يبطله» وقولهعزوجل : لولا فصلت آياتهء أعجمى وعربي قال: لو كان هذا القرآن أعجميا لقالوا: كيف نتعلمه ولساننا عربي، وأتيتنا بقرآن أعجمي، فأحب اللهعزوجل أنْ ينزله بلسانهم وقد قال اللهعزوجل :( وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ ) .

__________________

(١) أقول: وروى الصدوق (ره) في عيون الأخبار عن الحسين بن أحمد البيهقي قال حدّثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدّثنا محمد بن موسى الرازي قال حدّثني أبي قال ذكر الرضاعليه‌السلام يوما القرآن فعظم الحجة فيه والاية والمعجزة في نظمه، قال: هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى المؤدى إلى الجنة والمنجى من النار لا يخلق على الازمنة ولا يغث على الالسنة لأنه لم يجعل لزمان دون زمان بل جعل دليل البرهان والحجة على كل إنسان( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) . «انتهى» وروى أيضا في باب ما كتبه الرضاعليه‌السلام للمأمون في محض الإسلام وشرايع الدين وفيه: والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) وانه المهيمن على الكتب كلها وانه حق من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن محكمه ومتشابهه وخاصه وعامه ووعده ووعيده وناسخه ومنسوخه وقصصه وأخباره لا يقدر أحد من المخلوقين أنْ يأتى بمثله إلى آخر الحديث.

٥٥٤

٧١ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام إلى أنْ قال: وسألته عن اللهعزوجل هل يجبر عباده على المعاصي فقال: لا، بل يخيرهم ويمهلهم حتى يتوبوا، قلت: فهل كلف عباده ما لا يطيقون؟ فقال: كيف يفعل ذلك وهو يقول:( وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) ؟ ثم قالعليه‌السلام : حدّثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمدعليهم‌السلام أنّه قال: من زعم أنّ الله يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته ولا تقبلوا شهادته ولا تصلوا وراءه ولا تعطوه من الزكاة شيئا.

٧٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ ) أي لا يمل ولا يعيى من أنْ يدعو لنفسه بالخير( وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ ) أي يائس من روح الله وفرجه.

٧٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسن بن عليعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعليٍّعليه‌السلام : فان هذا موسى بن عمران قد أرسله الله إلى فرعون وأراه الآية الكبرى قال له عليّعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أرسله الله إلى فراعنة شتى مثل أبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة، وشيبة وأبي البختري، والنضر بن الحرث، وأبي بن خلف، ومنبه ونبيه إبني الحجاج، وإلى الخمسة المستهزئين: الوليد بن المغيرة المخزومي، والعامر بن وائل السهمي، والأسود بن عبد يغوث الزهري، والأسود بن المطلب، والحارث ابن الطلاطلة، فأراهم الآيات في الافاق( وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ ) .

٧٤ ـ في روضة الكافي سهل بن زياد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن الطيار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ ) قال: خسف ومسخ وقذف، قال: قلت:( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ ) قال: دع ذا، ذاك قيام القائم.

٧٥ ـ أبو عليّ الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى :

٥٥٥

( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) قال: نريهم في أنفسهم المسخ، ونريهم في الافاق انتقاض الافاق عليهم، فيرون قدرة اللهعزوجل في أنفسهم وفي الآفاق، قلت له:( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) قال: خروج القائم هو الحق عند اللهعزوجل تراه الخلق لا بد منه.

٧٦ ـ في إرشاد المفيد علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام في قوله( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) قال: الفتن في آفاق الأرض، والمسخ في أعداء الحق.

٧٧ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : العبودية جوهرة كنهها الربوبية فما فقد من العبودية وجد في الربوبية، وما خفي في الربوبية أصيب في العبودية، قال الله:( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) أي موجود في غيبتك وحضرتك.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد الله قال: من قرء حم عسق بعثه الله يوم القيمة ووجهه كالثلج أو كالشمس حتى يقف بين يدي اللهعزوجل ، فيقول: عبدي أدمنت قراءة حم وعسق ولم تدر ما ثوابها، اما لو دريت ما هي وما ثوابها لما مللت قراءتها ولكن سأجزيك جزاك، أدخلوه الجنة وله فيها قصر من ياقوتة حمراء أبوابها وشرفها ودرجها منها، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، والف غلام من الغلمان المخلدين الذين وصفهم اللهعزوجل .

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرء سورة حم عسق كان ممن تصلى عليه الملائكة ويستغفرون له ويسترحمون.

٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : واما حم عسق فمعناه الحكيم المثبت

٥٥٦

العالم السميع القادر القوى.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم «حم عسق» هو حروف من أسماء الله الأعظم المقطوع يؤلفه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله والامام صلوات الله عليه فيكون الاسم الأعظم الذي إذا دعا الله به أجاب.

حدثنا أحمد بن علي واحمد بن إدريس قالا: حدّثنا محمد بن أحمد العلوي عن العمركي عن محمد بن جمهور قال: حدّثنا سليمان بن سماعة عن عبد الله ابن القاسم عن يحيى بن ميسرة الخثعمي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: حم عسق عدد سنى القائم صلوات الله عليه، وقاف جبل محيط بالدنيا من زمردة خضراء فخضرة السماء من ذلك الجبل، وعلم كل شيء في عسق(١) .

٥ ـ وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله في قولهعزوجل :( تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ) قال: للمؤمنين من الشيعة التوابين خاصة، ولفظ الآية عام ومعناه خاص.

٦ ـ في جوامع الجامع( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ) قال الصادقعليه‌السلام :( لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ) من المؤمنين.

٧ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : والملائكة ومن حول العرش يسبحون بحمد ربهم لا يفترون ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ ) أي يتصدعن.

٩ ـ وقولهعزوجل :( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى ) مكة ومن حولها ساير الأرض وفيه وقوله:( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها ) قال: أم القرى مكة سميت أم القرى لأنها أول بقعة خلقها اللهعزوجل من الأرض، لقولهعزوجل :( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ) .

١٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى جعفر بن محمد الصوفي عن محمد بن عليّ الرضاعليهما‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام وانما سمى يعنى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) في بعض النسخ: «وعلم عليّعليه‌السلام كله في عسق» منه (ره)

٥٥٧

الأمي لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى، وذلك قول اللهعزوجل :( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها ) .

١١ ـ وباسناده إلى علي بن حسان وعلى بن أسباط وغيره رفعه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: فلم سمى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الأمي؟ قال: نسب إلى مكة، وذلك قول اللهعزوجل :( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها ) فأم القرى مكة فقيل أمي لذلك.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله عن آبائه صلوات الله عليهم حديث طويل يذكر فيه مضى الامام الحسن بن عليعليهما‌السلام إلى ملك الروم وجوابات الامامعليه‌السلام للملك عما سئل عنه وفي أواخر الحديث: ثم سئله عن أرواح المؤمنين اين تكون إذا ماتوا؟ قال: تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة جمعة وهو عرش الله الأدنى، منها يبسط اللهعزوجل الأرض، وإليها يطويها، ومنها المحشر ومنها استوى ربنا إلى السماء أي استولى على السماء والملائكة، ثم سئل عن أرواح الكفار اين تجتمع فقال: تجتمع في وادي حضر موت وراء مدينة اليمن ثم يبعث اللهعزوجل نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعها بريحين شديدين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المعتبر، وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين السابعة وفيها الفلق والسجين، فتتفرق الخلايق من عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها، وذلك قوله:( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) .

١٣ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل رجل يقال له بشر بن غالب أبا عبد الله الحسين (ع) فقال: يا بن رسول الله أخبرني عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: امام دعا إلى هدى فأجابوه إليه وامام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار، وهو قولهعزوجل :( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن سيف عن أبيه

٥٥٨

عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال: أتدرون ايها الناس ما في كفي؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم رفع يده الشمال فقال: ايها الناس أتدرون ما في كفي؟ قالوا: الله ورسوله اعلم فقال: أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة ثم قال: حكم الله وعدل، حكم الله وعدل( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) .

١٥ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد ابن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: حدّثني أبي عمن ذكره قال: خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفي يده اليمنى كتاب، وفي يده اليسرى كتاب فنشر الكتاب الذي في يده اليمنى فقرا: بسم الله الرحمن الرحيم كتاب لأهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد، قال: ثم نشر الذي بيده اليسرى فقرا: كتاب من الله الرحمن الرحيم لأهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله:( وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً ) قال: لو شاء أنْ يجعلهم كلهم معصومين مثل الملائكة بلا طباع لقدر عليه،( وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ) لآل محمد صلوات الله عليهم( ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) وقولهعزوجل ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ ) من المذاهب واخترتم لأنفسكم من الأديان فحكم ذلك كله إلى الله يوم القيامة.

١٧ ـ في أصول الكافي سهل عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبت إلى الرجلعليه‌السلام : إنّ من قبلنا من مواليك فقد اختلفوا في التوحيد، فمنهم يقول جسم ومنهم من يقول صورة، فكتب بخطه: سبحان من لا يحد ولا يوصف( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .

١٨ ـ سهل عن علي بن محمد القاساني قال: كتبت إليه أنّ من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد، قال: فكتب. سبحان من لا يحد ولا يوصف( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .

٥٥٩

١٩ ـ سهل عن بشر بن بشار النيشابوري قال: كتبت إلى الرجلعليه‌السلام أنّ من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد( فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ) : جسم،( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ) : صورة، فكتب إلى: سبحان من لا يحد ولا يوصف ولا يشبهه شيء، و( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .

٢٠ ـ محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبي الحسنعليه‌السلام اسأله عن الجسم والصورة، فكتب: سبحان من( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) لا جسم ولا صورة.

٢١ ـ في مصباح شيخ الطائفةقدس‌سره خطبة مروية عن أمير المؤمنين وفيها:( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) إذ كان الشيء من مشيته، فكان لا يشبه مكونه.

٢٢ ـ في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضاعليه‌السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شيء، فان قال: فلم وجب عليهم الإقرار بأنه( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) ؟ قيل: لعلل منها أنْ لا يكونوا قاصدين(١) نحوه بالعبادة والطاعة دون غيره، غير مشتبه عليهم أمر ربهم وصانعهم ورازقهم، ومنها انهم لو لم يعلموا انه( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) لم يدروا لعل ربهم وصانعهم هذه الأصنام التي نصبها لهم آباؤهم والشمس والقمر والنيران إذا كان جائزا أنْ يكون عليهم مشتبه، وكان يكون في ذلك الفساد وترك طاعاته كلها وارتكاب معاصيه كلها على قدر ما يتناهى من اخبار هذه الأرباب وأمرها ونهيها، ومنها انه لو لم يجب عليهم ان يعرفوا انه( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) لجاز عندهم ان يجرى عليه ما يجرى على المخلوقين من العجز والجهل والتغير والزوال والفناء والكذب والاعتداء، ومن جازت عليه هذه الأشياء لم يؤمن من فناؤه ولم يوثق بعدله، ولم يحقق قوله وامره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه. وفي ذلك فساد الخلق وابطال الربوبية.

٢٣ ـ في كتاب التوحيد خطبة لعليٍّعليه‌السلام يقول فيها: ولا له مثل فيعرف بمثله.

__________________

(١) كذا فيما حضرني من النسخ التي لا يخلو بعضها من الصحة والاعتماد والظاهر انه لا زائدة «منه ره».

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652