تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
تصنيف: الصفحات: 749
المشاهدات: 329919
تحميل: 4001


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 329919 / تحميل: 4001
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

يا معشر قريش إنّ حسب الرجل دينه، ومروته خلقه وأصله عقله، قال اللهعزوجل :( إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) ثم قال النبي لسلمان: ليس لأحد من هؤلاء عليك فضل إلّا بتقوى اللهعزوجل وان كان التقوى لك عليهم فأنت أفضل.

٩٦ ـ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن جميل بن دراج قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : فما الكرم؟ قال: التقوى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٧ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى يونس بن ظبيان عن الصادق جعفر بن محمد قال: حدّثني أبي عن أبيه عن جده أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أعبد الناس من اقام الفرائض، إلى قوله: وأكرم الناس وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٨ ـ وروى علي بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن الحارث بن محمد النعمان الأحول صاحب الطاق عن جميل بن صالح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أحب أنْ يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن أحب أنْ يكون أتقى الناس فليتوكل على الله.

٩٩ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن جميل بن دراج قال: سئلت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) فقال: ألآ ترى أنّ الايمان غير الإسلام.

١٠٠ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن الوشاء عن أبان عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول ؛( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا ) فمن زعم انهم آمنوا فقد كذب، ومن زعم انهم لم يسلموا فقد كذب.

١٠١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد

١٠١

جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن حمران ابن أعين عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: الإسلام لا يشرك الايمان، والايمان يشرك الإسلام، وهما في القول والفعل يجتمعان كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الايمان، وقد قال اللهعزوجل :( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) فقول الله اصدق القول، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : يا سلمان أتدري من المسلم؟ قلت: جعلت فداك أنت اعلم، قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ثم قال: وتدري من المؤمن؟ قال: قلت: أنت اعلم، قال: المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم، والمسلم حرام على المسلم أنْ يخذله أو يظلمه أو يدفعه دفعة تعننه.

١٠٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال في حديث طويل: أنّ الإسلام قبل الايمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون، والايمان عليه يثابون.

١٠٤ ـ علي بن إبراهيم عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال: كتبت مع عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام اسأله عن الايمان ما هو؟ فكتب إلى مع عبد الملك بن أعين: سألت رحمك الله عن الايمان والايمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان، والايمان بعضه من بعض، وهو دار وكذلك الإسلام دار، والكفر دار، فقد يكون العبد مسلما قبل أنْ يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالإسلام قبل الايمان وهو يشارك الايمان، فاذا أتى العبد كبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى اللهعزوجل عنها، كان خارجا

١٠٢

من الايمان ساقطا عنه اسم الايمان، وثابتا عليه اسم الإسلام، فان تاب واستغفر عاد إلى دار الايمان، ولا يخرجه إلى الكفر إلّا الجحود والاستحلال أنْ يقول: للحلال هذا حرام، وللحرام هذا حلال، ودان بذلك، فعندها يكون خارجا من الإسلام والايمان، داخلا في الكفر وكان بمنزلة من دخل الحرم ثم دخل الكعبة، وأحدث في الكعبة حدثا، فاخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار إلى النار.

١٠٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سألت عن الايمان والإسلام قلت له: افرق بين الإسلام والايمان؟ قال: فاضرب لك مثله؟ قال: قلت: أورد ذلك قال: مثل الايمان والإسلام مثل الكعبة الحرام من الحرم، قد يكون في الحرم ولا يكون في الكعبة، ولا يكون في الكعبة حتى يكون في الحرم، وقد يكون مسلما ولا يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما قال: قلت: فيخرج من الايمان شيء؟ قال: نعم، قلت: فصيره إلى ما ذا؟ قال: إلى الإسلام أو الكفر.

١٠٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن سماعة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرنى عن الإسلام والايمان أهما مختلفان؟ فقال: إنّ الايمان يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الايمان، فقلت: فصفهما لي، فقال: الإسلام شهادة أنْ لا إله إلّا الله والتصديق برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس والايمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام، وما ظهر من العمل به والايمان ارفع من الإسلام بدرجة، أنّ الايمان يشارك في الإسلام في الظاهر، والإسلام لا يشارك الايمان في الباطن، وان اجتمعا في القول والصفة.

١٠٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سفيان بن السمط قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الإسلام والايمان ما الفرق بينهما؟ فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه، ثم التقيا في الطريق قد أزف(١) من الرجل الرحيل

__________________

(١) أي قرب، وفي القاموس: أزف الترحل: دنا.

١٠٣

فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : كأنه قد أزف منك رحيل؟ فقال: نعم، فقال: فألقى في البيت، فلقيه فسأله عن الإسلام والايمان ما الفرق بينهما؟ فقال: الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس: شهادة أنْ لا إله إلّا الله وان محمدا رسول الله، واقام الصلوة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان فهذا الإسلام، وقال: الايمان معرفة هذا الأمر مع هذا، فان أقربها ولم يعرف هذا الأمر كان مسلما وكان ضالا.

١٠٨ ـ في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام قال: هذه شرايع الدين إلى أنْ قالعليه‌السلام : والإسلام غير الايمان، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن

١٠٩ ـ عن أبي بصير قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام فقال له رجل: أصلحك الله إنّ بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها إليك، قال: وما هي؟ قال: يقولون: الايمان غير الإسلام، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : نعم فقال الرجل: صفه لي، فقال: من شهد أنْ لا إله إلّا الله وانّ محمّدا رسول الله وأقر بما جاء من عند الله. وأقام الصلوة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت فهو مسلم، فقلت: الايمان؟ قال من شهد أنْ لا إله إلّا الله وانّ محمّدا رسول الله وأقر بما جاء من عند الله واقام الصلوة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت ولم يلق الله بذنب أوعد عليه النار فهو مؤمن، قال أبو بصير: جعلت فداك وأينا لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار؟ فقال: ليس هو حيث تذهب، انما هو لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار لم يتب منه.

١١٠ ـ في مجمع البيان وروى أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: الإسلام علانية، والايمان في القلب، وأشار إلى صدره.

١١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا ) أي لم يشكوا( وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ) الآية قال: نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وقوله:( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ) نزلت في عثمان يوم الخندق، وذلك انه مر بعمار بن ياسر وهو يحفر الخندق وقد ارتفع الغبار من الحفرة فوضع عثمان كمه على انفه ومر فقال عمار: لا يستوي من يعمر المساجد فيصلى فيها راكعا وساجدا

١٠٤

كمن يمر بالغبار حديدا يعرض عنه جاحدا معاندا. فالتفت إليه عثمان فقال: يا ابن السودا إياي تعنى؟ ثم أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: لم ندخل معك لتسب أعراضنا فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أقلتك إسلامك. فاذهب، فانزل اللهعزوجل :( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) أي ليس هم صادقين إنّ الله يعلم غيب السموات والأرض والله بصير بما يعملون.

١١٢ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال عن علي بن سويد عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها أنْ يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه، ويحسب أنه يحسن صنعا ومنها أنْ يؤمن العبد بربه فيمن على اللهعزوجل والله عليه فيه المن.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام من أدمن في فرائضه ونوافله قراءة سورة «ق» وسع الله عليه في رزقه ؛ وأعطاه كتابه بيمينه، وحاسبه حسابا يسيرا.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال من قرء سورة «ق» هون الله عليه تارات الموت وسكراته.

٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وأمّا «ق» فهو الجبل المحيط بالأرض، وخضرة السماء منه وبه يمسك الله الأرض أنْ تميد بأهلها.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) قال: قاف جبل محيط بالدنيا وراء يأجوج ومأجوج وهو قسم.

٥ ـ وباسناده إلى يحيى بن ميسرة الخثعمي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته

١٠٥

يقول «عسق» «عدد سنى القائم وقاف جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر» فخضرة السماء من ذلك الجبل. وعلم عليٍّعليه‌السلام كله في عسق بل عجبوا يعنى قريشا أنْ جاءهم منذر منهم يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ ) علينا بعيد قال: نزلت في أبيّ بن خلف، قال أبي جهل: تعال إليَّ أعجبك من محمّد ثمّ أخذ عظما ففته ثمّ قال يا محمّد تزعم أنّ هذا يحيى؟ فقال الله( بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أمْرٍ مَرِيجٍ ) يعنى مختلف

٦ ـ في أصول الكافي باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: يا بنى الكفر على أربع دعائم الفسق والغلو والشك والشبهة، إلى قوله: والغلو على أربع شعب، على التعمق بالرأى والتنازع فيه، والزيغ والشقاق، فمن تعمق لم ينسب إلى الحق، ولم يزدد إلّا غرقا في الغمرات، ولم تحبس عنه فتنة إلّا غشيته أخرى، وانخرق ذنبه فهو يهوى( فِي أمْرٍ مَرِيجٍ ) .

قال عز من قائل:( وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) إلى قوله تعالى:( رِزْقاً لِلْعِبادِ ) .

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : كانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب، وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للأرض أبواب، وهو النبت ولم تمطر السماء عليها فتنبت، ففتق السماء بالمطر، وفتق الأرض بالنبات، وذلك قوله:( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) الاية.

٨ ـ في روضة الكافي باسناده إلى محمد بن عطية عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : كانت السماء رتقا لا تنزل المطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة فشق السماء بالمطر، والأرض بنبات الجب.

٩ ـ في الكافي باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : في قوله تعالى:( وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً ) قال ليس: من

١٠٦

ماء في الأرض إلّا وقد خالطه ماء السماء.

١٠ ـ في روضة الكافي باسناده إلى أبي الربيع الشامي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى أهبط آدم إلى الأرض فكانت السماء رتقا لا تمطر شيئا، وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب اللهعزوجل على آدم أمر السماء فتفطرت بالغمام، ثم أمرها فأرخت عزاليها(١) ثم أمر الأرض فأنبت الأشجار وأثمرت الثمار وتفيهت بالأنهار(٢) فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.

١١ ـ في الكافي باسناده إلى هشام الصيدناني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سأله رجل عن هذه الاية:( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِ ) فقال بيده هكذا، فمسح إحديهما على الاخرى فقال: هن اللواتي باللواتي، يعنى النساء بالنساء.

١٢ ـ في مجمع البيان وقيل كان سحق النساء في أصحاب الرس وروى ذلك عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليه‌السلام .

قال عز من قائل: وقوم تبع.

١٣ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه: لم سمى تبع تبعا؟ فقال: لأنه كان غلاما كاتبا، وكان يكتب لملك كان قبله، فكان إذا كتب كتب بسم الله الذي خلقا صبيحا وريحا، فقال الملك: أكتب وابدأ باسم ملك الرعد، فقال: لا ابدء إلّا باسم الهى ؛ ثم اعطف على حاجتك فشكر اللهعزوجل ذلك فأتاه ملك ذلك الملك فتابعه الناس على ذلك فسمى تبعا.

١٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عمر بن أبان عن

__________________

(١) قوله «أرخت السماء عزاليها» من أرخى زمام الناقة: أرسله وعزالى جمع العزلاء فم المزادة ومصب الماء من القربة ونحوها وهذا الكلام كناية عن شدة وقع المطر.

(٢) أي انها فتحت أفواهها ولكن القياس «تفوهت» بالواو وفي المصدر «تفهقت» وهو من فهق الإناء: امتلاء.

١٠٧

أبان رفعه أنْ تبعا قال في شعره :

حتى أتاني من قريضة عالم

حبر لعمرك في اليهود مسودا(١)

قال ازدجر عن قرية محجوبة

لنبي مكة من قريش مهتدى(٢)

فعفوت عنهم عفو غير مثرب(٣)

وتركتهم لعقاب يوم سرمد

وتركتها لله أرجو عفوه

يوم الحساب من الجحيم الموقد

ولقد تركت له بها من قومنا

نفرا أولى حسب وبأس يحمد

نفرا يكون النصر في أعقابهم

أرجو بذاك ثواب نصر محمد

ما كنت احسب أنْ بيتا ظاهرا

لله في بطحاء مكة يعبد

قالوا بمكة بيت مال داثر

وكنوزه من لؤلؤ وزبر جد(٤)

فأردت امرا حال ربي دونه

والله يدفع عن خراب المسجد

فتركت ما أملته فيه لهم

وتركته مثلا لأهل المشهد

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قد أخبر انه سيخرج من هذه يعنى مكة نبي يكون مهاجرته إلى يثرب، فأخذ قوما من اليمن فأنزلهم مع اليهود لينصروه إذا خرج، ففي ذلك يقول شعرا

شهدت على أحمد أنه

رسول من الله بارى النسم(٥)

فلو مد عمرى إلى عمره

لكنت وزيرا له وابن عم

وكنت عذابا على المشركين

اسقيهم كأس حتف وغم(٦)

١٥ ـ وباسناده إلى الوليد بن صبيح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ تبعا قال

__________________

(١) الحبر: رئيس الكهنة عند اليهود.

(٢) ازدجره: منعه وطرده.

(٣) ثربه ـ بتشديد الراء وتخفيفها ـ لامه. قبح عليه فعله.

(٤) دثر الرسم: بلى وامحى.

(٥) البارئ: الخالق، والنسم جمع النسمة ـ: النفوس.

(٦) الحتف: الموت.

١٠٨

للأوس والخزرج: كونوا هاهنا حتى يخرج هذا النبي، اما انا فلو أدركته لخدمته ولخرجت معه.

١٦ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: لعلكم ترون انه إذا كان يوم القيامة وصير الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة، وصير الله أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار، إنّ الله تبارك وتعالى لا يعبد في بلاده، ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه، بلى والله ليخلقن خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه، ويخلق لهم أرضا تحملهم وسماء تظلمهم، أليس الله يقول:( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ) وقال الله تعالى:( أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) .

١٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد قال: سئل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) قال: يا جابر تأويل ذلك أنّ اللهعزوجل إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم، وسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، جدد الله عالما غير هذا العالم، وجدد خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه، وخلق لهم أرضا غير هذه الأرض تحملهم، وسماء غير هذه السماء تظلهم، لعلك ترى أنّ الله انما خلق هذا العالم الواحد أو ترى أنّ الله لم يخلق بشرا غيركم؟ بلى والله لقد خلق الف الف عالم، والف الف آدم، أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين.

١٨ ـ في الكافي علي بن إبراهيم رفعه عن محمد بن مسلم قال: دخل ـ أبو حنيفة على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له: رأيت ابنك موسى يصلّي والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم وفيه ما فيه؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أدعوا لي موسى، فدعي فقال: يا بنى إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك كنت صليت والناس يمرون بين يديك فلا تنهاهم؟ فقال: يا أبت إنّ الذي كنت أصلي له كان أقرب إليَّ منهم ؛ يقول اللهعزوجل ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) قال: فضمّه أبو عبد اللهعليه‌السلام إلى نفسه ثمّ قال: بأبي أنت وأمّي يا مستودع الأسرار، وهذا تأديب منهعليه‌السلام لا أنّه ترك الفضل.

١٠٩

١٩ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوسرحمه‌الله فيما نذكر من كتاب قصص القرآن وأسباب نزول آثار القرآن تأليف الهيثم بن محمد بن الهيثم النيشابوري فصل في ذكر الملكين الحافظين، دخل عثمان بن عفان على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: أخبرنى عن العبد كم معه من ملك؟ قال: ملك على يمينك على حسناتك، وواحد على الشمال، فاذا عملت حسنة كتب عشرا وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين: اكتب، قال: لعله يستغفر الله ويتوب؟ فاذا قال ثلاثا قال: نعم أكتب أرحنا الله منه فلبئس القرين ما أقل مراقبته اللهعزوجل .

أقل استحيائه منا يقول الله تعالى:( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) وملكان بين يديك ومن خلفك يقول الله سبحانه وتعالى:( لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) وملك قابض على ناصيتك، فاذا تواضعت للهعزوجل رفعك، وإذا تجبرت لله فضحك(١) وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلّا الصلوات على محمّد، وملك قائم على فيك لا يدع أنْ تدب الحية في فيك(٢) وملكان على عينيك، فهذه عشرة أملاك على كل آدمي، يعدان ملائكة الليل على ملائكة النهار لانّ ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملائكة على كل آدمي وإبليس بالنهار وولده بالليل ؛ قال الله تعالى( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ ) الآية وقالعزوجل :( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ ) الآية.

٢٠ ـ وفي كتاب سعد السعود وأيضا بعد أنْ ذكر ملكي الليل وملكي النهار، وفي رواية أنهما يأتيان المؤمن عند حضور صلوة الفجر، فاذا هبطا صعد الملكان الموكلان بالليل، فاذا غربت الشمس نزل إليه الموكلان بكتابه الليل ويصعد الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه إلى اللهعزوجل ؛ فلا يزال ذلك دأبهم إلى وقت حضور أجله، فاذا حضر أجله قالا للرجل الصالح: جزاك الله من صاحب عنا خيرا فكم من عمل صالح أريتناه، وكم من قول حسن أسمعتناه، ومن مجلس خير

__________________

(١) وفي المصدر «وضعك وفضحك».

(٢) دب: مشى.

١١٠

أحضرتناه فنحن اليوم على ما تحبه وشفعاء إلى ربك وان كان عاصيا، قالا له جزاك الله من صاحب عنا شرا فلقد كنت تؤذينا، فكم من عمل سيئ أديتناه، وكم من قول سيئ أسمعتناه، ومن مجلس سوء أحضرتناه، ونحن لك اليوم على ما تكره وشهيدان عند ربك.

٢١ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من قلب إلّا وله أذنان، على إحديهما ملك مرشد وعلى الاخرى شيطان مفتن، هذا يأمره وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها، وهو قول الله تعالى:( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) .

٢٢ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ المؤمنين إذا قعدا يتحدّثان قالت الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما ؛ فقلت: أليس اللهعزوجل : يقول:( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) فقال: يا إسحاق إنْ كانت الحفظة لا تسمع فانّ عالم السر يسمع ويرى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة(١) فاذا الزما لا يريدان بذلك إلّا وجه الله ولا يريدان غرضا من أغراض الدنيا قيل لهما مغفورا لكما، فاستأنفا فاذا أقبلا على المسائلة قالت الملائكة بعضها لبعض: تنحوا عنهما ؛ فان لهما سرا وقد ستره الله عليهما، قال إسحاق. فقلت: جعلت فداك فلا يكتب عليهما لفظهما وقد قال اللهعزوجل :( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ؟ قال: فتنفس أبو عبد الله الصعداء(٢) ثم بكى حتى اخضلت دموعه لحيته، وقال: يا إسحاق إنّ الله

__________________

(١) غمره: علاه وغطاه.

(٢) الصعداء: التنفس الطويل من هم أو تعب.

١١١

تبارك وتعالى انما أمر الملائكة أنْ تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما، وانه وان كانت لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فانه يعرفه ويحفظه عليهما عالم السر وأخفى.

٢٤ ـ في كتاب جوامع الجامع وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على شماله، وصاحب اليمين أمير على صاحب الشمال ؛ فاذا اعمل حسنة كتبتها ملك اليمين عشرا، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبع أو يستغفر.

٢٥ ـ في مجمع البيان وعن أبي أمامة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المخطئ أو المسيء. فان ندم واستغفر منها ألقاها والا كتب واحدة.

٢٦ ـ وعن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله تعالى وكل بعبده ملكين يكتبان عليه، فاذا مات قالا: يا ربّ قد قبضت عبدك فلانا فالى أين؟ قال: سمائي مملوة بملائكتى يعبدونني وارضى مملوة من خلقي يطيعوننى، اذهبا إلى قبر عبدي فسبحاني وكبراني وهللاني واكتبا ذلك في حسنات عبدي.

٢٧ ـ في الشواذ: وجاءت سكرة الحق بالموت وهي قراءة سعيد بن جبير وطلحة ورواها أصحابنا عن أئمة لهدىعليهم‌السلام .

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ) قال: نزلت «وجاءت سكرة الحق بالموت ذلك ما كنت منه تحيد» قال نزلت في الاول( وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ ) يشهد عليها قال: سائق يسوقها ٢٩ ـ في نهج البلاغة «و( كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ ) سائق يسوقها إلى محشرها وشاهد يشهد عليها بعملها.

٣٠ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبي الجهم عن أبي حذيفة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كم بينك وبين

١١٢

البصرة؟ قلت في الماء خمس إذا طابت الريح، وعلى الظهر ثمان ونحو ذلك، فقال: ما أقرب هذا تزاوروا وتعاهدوا بعضكم بعضا، فانه لا بد يوم القيامة من أنْ يأتى كل إنسان بشاهد يشهد له على دينه ؛ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣١ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وفي رواية السكوني قال: قال عليٌّعليه‌السلام : ما من يوم يمر على ابن آدم إلّا قال له ذلك اليوم: انا يوم جديد وانا عليك شهيد، فافعل في خيرا واعمل في خيرا اشهد لك به يوم القيامة، فانك لن تراني بعد هذا أبدا، ٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله تعالى: وقال قرينه أي شيطانه وهو الثاني هذا ما لدى عتيد وقوله:( أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) مخاطبة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلىعليه‌السلام وذلك قول الصادقعليه‌السلام على قسيم الجنة والنار.

٣٣ ـ وباسناده إلى عبيد بن يحيى عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في قوله:( أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش، ثم يقول الله تبارك وتعالى ولك: قوما والقيا من أبغضكما وكذبكما في النار.

٣٤ ـ وحدّثني أبي عن عبد الله بن المغيرة الخزاز عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إذا سألتم الله فاسئلوه لي الوسيلة وذكر صلوات الله عليه وآله الوسيلة وصفتها، وهو حديث طويل وفي آخره: فبينما انا كذلك إذا ملكين قد أقبلا إليَّ، أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنة، وأمّا الاخر فمالك خازن النار فيدنو لي رضوان ويسلم عليَّ فيقول: السّلام عليك يا رسول الله فأرد وأقول: ايها الملك الطيب الريح الحسن الوجه الكريم على ربه من أنت؟ فيقول: انا رضوان خازن الجنة، أمرني ربي أنْ آتيك بمفاتح الجنة فخذها يا محمد. فأقول: قد قبلت ذلك من ربي، فله الحمد على ما أنعم به عليَّ ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فيدفعها إلى على، ويرجع رضوان ثم يدنوا مالك خازن النار فيسلم ويقول: السلام عليك يا حبيب الله، فأقول

١١٣

له: عليك السلام ايها الملك ما أنكر رؤيتك وأقبح وجهك من أنت؟ فيقول أنا مالك خازن النار أمرنى ربي أنْ آتيك بمفاتيح النار، فأقول: قد قبلت ذلك [من ربي] فله الحمد على ما أنعم به عليَّ وفضلني به، إدفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فيدفعها إليه ثمّ يرجع ويقبل عليٌّ ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقعد على شفير جهنم ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها(١) واشتد حرها وكثر شررها، فتنادي جهنم: يا عليُّ جزني فقد اطفأ نورك لهبى، فيقول عليٌّ لها: قري يا جهنم ذري هذا لي وخذي هذا عدوي، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعليٍّ من غلام أحدكم لصاحبه، فان شاء يذهب به يمنة وان شاء يذهب به يسرة، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعليٍّ فيما يأمرها به من جميع الخلائق ؛ وذلك أنَّ عليّاعليه‌السلام يومئذ قسيم الجنة والنار.

٣٥ ـ في مجمع البيان وروى أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن الأعمش أنه قال: حدّثنا أبو المتوكل التاجر عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة يقول الله لي ولعلى: ألقيا في النار من أبغضكما، وادخلا الجنة من أحبكما، وذلك قوله:( أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) .

٣٦ ـ في أمالى شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة لي ولعليِّ بن أبي طالب: أدخلا الجنة من أحبكما، وأدخلا النار من أبغضكما، وذلك قوله تعالى: «ادخلا( فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) .

٣٧ ـ وباسناده قال: قال رسول قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قولهعزوجل :( أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) قال: نزلت في وفي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وذلك انه إذا كان يوم القيامة شفعنى ربي وشفعك يا عليُّ وكساني وكساك يا عليُّ، ثم قال لي ولك يا عليُّ: ألقيا في جهنم من أبغضكما، وادخلا الجنة كل من أحبكما، قال: ذلك هو المؤمن.

__________________

(١) زفر النار زفيرا: سمع صوت توقدها.

١١٤

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: مناع للخير قال: المناع الثاني، والخير ولاية عليٍّعليه‌السلام وحقوق آل محمدعليه‌السلام ، ولما كتب الاول كتاب فدك بردها على فاطمة منعه الثاني فهو معتد مريب الذي جعل مع الله إلها آخر قال: هو ما قالوا نحن كافرون بمن جعل لكم الامامة والخمس، وأمّا قوله: قال قرينه أي شيطانه وهو الثاني ربنا ما أطغيته يعنى الاول ولكن كان في ضلال بعيد فيقول الله لهما:( لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ ) أي ما فعلتم لا تبدل حسنات، ما وعدته لا أخلفه.

٣٩ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن زيد بن علي بن الحسينعليهما‌السلام انه قال: سألت أبي سيد العابدينعليه‌السلام فقلت له: يا أبت أخبرني عن جدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا عرج به إلى السماء، وامر ربهعزوجل بخمسين صلوة كيف لم يسئله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران: ارجع إلى ربك فاسئله التخفيف، فان أمتك لا تطيق ذلك، فقال: يا بنيّ إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يقترح على ربهعزوجل ولا يراجعه في شيء يأمره به فلما سأله موسى ذلك وصار شفيعا لامته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسىعليه‌السلام ، فرجع إلى ربهعزوجل يسئله التخفيف إلى أنْ ردها إلى خمس صلوات قال: فقلت له: يا أبت فلم يرجع إلى ربهعزوجل ولم يسئله التخفيف من خمس صلوات وقد سئل موسىعليه‌السلام أنْ يرجع إلى ربه ويسئله التخفيف فقال: يا بنى أرادعليه‌السلام أنْ يحصل لامته التخفيف مع أجر خمسين صلوة لقول اللهعزوجل :( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) ألآ ترى أنّهعليه‌السلام لـمّا هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئيل فقال: يا محمّد إنّ ربك يقرئك السّلام ويقول: انها خمس بخمسين( ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) قال: هو استفهام، لأنْ وعد الله النار أنْ يملأها فتمتلى النار، ثمّ تقول لها:( هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) على حد الاستفهام أي ليس في مزيد، قال: فتقول الجنة: يا ربّ وعدت النار أنْ تملأها وعدتني أنْ تملأنى فلَمْ تملّأتُ وقد ملأت النار؟

١١٥

قال: فيخلق الله يومئذ خلقا فيملأ بهم الجنة، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : طوبى لهم لم يروا غموم الدنيا وهمومها.

٤١ ـ في مجمع البيان( وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) ويجوز أنْ يكون تطلب الزيادة على أنْ يزاد في سعتها كما جاء عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قيل له يوم فتح مكّة ألآ تنزل دارك؟ فقال عليه‌السلام: هل ترك لنا عقيل من دار، [لأنّه قد كان] قد باع دور بنى هاشم لـمّا خرجوا إلى المدينة، فعلى هذا يكون المعنى: وهل بقي زيادة «انتهى».

٤٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ) أي زينت غير بعيد قال: بسرعة.

٤٣ ـ في عوالي اللئالى وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا دخل المدنية عند هجرته: ايها الناس أفشوا السلام وصلوا الأرحام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام.

٤٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقول:( لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ ) قال: النظر إلى رحمة الله حدّثني أبي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة، فاذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمن ملكا معه حلتان(١) فينتهي إلى باب الجنة فيقول: استأذنوا لي على فلان، فيقال له: هذا رسول ربك على الباب، فيقول لأزواجه: أي شيء ترين على أحسن؟ فيقلن: يا سيدنا والذي أباحك الجنة ما رأينا عليك أحسن من هذا، قد بعث إليك ربك فيتزر بواحد وتتعطف بالأخرى، فلا يمر بشيء إلّا أضاء له حتى ينتهى إلى الموعد، فاذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى، فاذا نظروا إليه أي إلى رحمته خروا سجدا ؛ فيقول: عبادي ارفعوا رؤسكم ليس هذا يوم سجود ولا عبادة، قد رفعت عنكم المؤنة، فيقولون. يا رب وأى شيء أفضل مما أعطيتنا؟ أعطيتنا الجنة فيقول: لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا، فيرجع المؤمن في كل جمعة بسبعين ضعفا مثل ما في يديه، وهو قوله: «ولدينا

__________________

(١) وفي نسخة البحار «معه حلة».

١١٦

مزيد» وهو يوم الجمعة أنّ ليلها ليلة غراء ويومها يوم أزهر فأكثروا فيها من التسبيح والتهليل والتكبير والثناء على الله والصلوة على رسول الله، قال فيمر المؤمن فلا يمر بشيء إلّا أضاء له حتى ينتهى إلى أزواجه فيقلن، والذي أباحنا الجنة يا سيدنا ما رأينا قط أحسن منك الساعة، فيقول إني قد نظرت إلى نور ربي، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٥ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن أمير المؤمنينعليه‌السلام انه قال: ألآ وانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أنْ تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، أنا ذو القلب يقول اللهعزوجل :( إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٦ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : يا هشام إنّ الله يقول في كتابه( إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ ) يعنى عقل.

٤٧ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله روى أنّ اليهود أتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فسألته عن خلق السماوات والأرض، فقال خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال وما فيهن يوم الثلثاء وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمداين والعمران والخراب ؛ وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة، قالت اليهود ثم ما ذا يا محمد؟ قال ثم استوى على العرش، قالوا قد أصبت لو أتممت، قالوا ثم استراح، فغضب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله غضبا شديدا، فنزل:( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ) .

٤٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرنى عن أول يوم خلق اللهعزوجل ، قال: يوم الأحد، قال: ولم يسمى يوم الأحد؟ قال: لأنه واحد محدود، قال: فالاثنين؟ قال: هو اليوم الثاني من الدنيا، قال: فالثلثاء قال: الثالث من الدنيا، قال: فالأربعاء

١١٧

قال اليوم الرابع من الدنيا، قال: فالخميس؟ قال: هو يوم الخامس من الدنيا، وهو يوم إبليس لعن فيه إبليس ورفع فيه إدريس، قال، فالجمعة هو يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وهو شاهد ومشهود، قال: فالسبت قال: يوم مسبوت، وذلك قولهعزوجل في القرآن:( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) فمن الأحد إلى الجمعة ستة أيام، والسبت معطل، قال صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٩ ـ في أصول الكافي خطبة لعليٍّعليه‌السلام وفيها: أتقن ما أراد خلقه من الأشياء كلها بلا مثال سبق، ولا لغوب(١) دخل عليه في خلق ما خلق لديه.

٥٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله: عليك بالصبر في جميع أمورك، فان اللهعزوجل بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأمره بالصبر والرفق فصبرصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، فضاق صدوره، فأنزل اللهعزوجل ؛( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ) ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل اللهعزوجل ؛( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا ) فألزم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه الصبر فتعدوا فذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه، فقال: قد صبرت في نفسي وأهلى وعرضي ولا صبر لي على ذكر الهى، فأنزل اللهعزوجل :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ) فصبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في جميع أحواله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في مجمع البيان روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سئل عن قوله:( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ) فقال: تقول: حين تصبح

__________________

(١) اللغوب: التعب.

١١٨

وحين يمسى عشر مرات: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

٥٢ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمدعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما عجت الأرض إلى ربها كعجيجها من ثلاثة: من دم حرام يسفك عليها، [أ] واغتسال من زنا، [أ] والنوم عليها قبل طلوع الشمس.

٥٣ ـ وفيه فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب: واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فانه أسرع في طلب الرزق عن الضرب في الأرض، وهي الساعة التي تقسم الله فيها الرزق بين عباده.

٥٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: وادبار السجود قال: ركعات بعد المغرب(١) .

٥٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن قول الله( وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ ) قال: أربع ركعات بعد المغرب.

٥٦ ـ في قرب الاسناد للحميري وباسناده إلى اسمعيل بن عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ركعتين اللتين بعد المغرب هما أدبار السجود.

٥٧ ـ في مجمع البيان «وأدبار السجود» فيه أقوال: (أحدها) أنّ المراد به الركعتان بعد المغرب «وادبار النجوم» قبل الفجر عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، والحسن بن عليٍّعليه‌السلام وعن ابن عباس مرفوعا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥٨ ـ ورابعا أنه الوتر من آخر الليل، وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٥٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ) قال: ينادى المنادي باسم القائم واسم أبيهعليه‌السلام ، قوله:( يَوْمَ

__________________

(١) وفي بعض النسخ «ركعتان بعد المغرب».

١١٩

يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) قال: صيحة القائم من السماء ؛( ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) قال هي الرجعة.

حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا محمد بن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) قال: هي الرجعة.

وقال علي بن إبراهيم في قوله:( يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ) قال: في الرجعة.

٦٠ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليٍّعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في وصية له يا عليُّ إنّ الله تبارك وتعالى أعطانى فيك سبع خصال أنت أول من ينشق عنه القبر معى ؛ الحديث.

٦١ ـ عن الزهري قال: قال علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات، الساعة التي يعاين فيها، ملك الموت، والساعة التي يقوم فيها من قبره ؛ الحديث.

٦٢ ـ عن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام عن أبيه عن آبائه عن عليٍّعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عليُّ سألت ربي فيك خمس خصال فأعطانى، أما أولها فسألت ربي أنْ أكون أول من تنشق عنه الأرض وانفض التراب عن رأسى وأنت معى الحديث.

٦٣ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى عطية الابرارى قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا تمكث جثة نبي ولا وصيّ نبي في الأرض أكثر من أربعين يوما.

٦٤ ـ وباسناده إلى زياد بن أبي الحلال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من نبي ولا وصيّ يبقى في الأرض بعد موته أكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء، وإنّما تؤتى مواضع آثارهم ويبلغهم السلام من بعيد ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب.

٦٥ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادقعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل أوحى إلى موسى بن عمران أنْ أخرج عظام يوسفعليه‌السلام من مصر الحديث.

٦٦ ـ وفيه في آخر زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام متصل بزيارة الحسينعليه‌السلام وتصلّي

١٢٠