تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
تصنيف: الصفحات: 749
المشاهدات: 329781
تحميل: 4001


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 329781 / تحميل: 4001
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) قال: فقال: قصرت الأبناء عن عمل الاباء، فالحقوا الأبناء بالآباء لتقر بذلك أعينهم.

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن سليمان الديلمي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ أطفال شيعتنا من المؤمنين تربيهم فاطمةعليها‌السلام ، وقوله: «ألحقنا بهم ذرياتهم» قال: يهدون إلى آبائهم يوم القيامة.

٢٤ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وفي رواية الحسن بن محبوب عن علي عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : قال: إنّ الله تبارك وتعالى كفل إبراهيمعليه‌السلام وسارة أطفال المؤمنين يغذونهم بشجرة في الجنة، لها أخلاف كأخلاف البقر(١) في قصر من درة، فاذا كان يوم القيامة ألبسوا وطيبوا واهدوا إلى آبائهم ملوك في الجنة مع آبائهم، وهذا قول الله تعالى:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) .

٢٥ ـ في مجمع البيان وروى زاذان عن عليٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ المؤمنين وأولادهم في الجنة ثم قرأ هذه الاية.

٢٦ ـ وروى عن الصادقعليه‌السلام قال: أطفال المؤمنين يهدون إلى آبائهم يوم القيامة.

٢٧ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمدعليهما‌السلام يقولان: إنّ الله تعالى عوض الحسين من قتله أنْ جعل الامامة في ذريته، والشفاء في تربته، واجابة الدعاء عند قبره، ولا تعد أيام زيارته جائيا وراجعا من عمره، قال محمد بن مسلم: فقلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : هذه الخلال تنال بالحسين فما له من نفسه؟ قال: إنّ الله تعالى ألحقه بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكان معه في درجته ومنزلته، ثم تلا أبو عبد اللهعليه‌السلام : «( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ ) بايمانهم ألحقنا بهم ذرياتهم».

٢٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ )

__________________

(١) الأخلاف جمع الخلف ـ بكسر الخاء ـ: حلمة ضرع الناقة.

١٤١

قال: قصرت الأبناء عن عمل الآباء، فالحق اللهعزوجل الأبناء بالآباء ليقر بذلك أعينهم.

٢٩ ـ وباسناده إلى أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إذا مات الطفل من أطفال المؤمنين نادى مناد في ملكوت السماوات والأرض ألآ إنّ فلان بن فلان قد مات، فان كان قد مات والداه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين دفع إليه يغذوه، وإلّا دفع إلى فاطمةعليها‌السلام تغذوه حتى يقدم أبواه أو أحدهما، أو بعض أهل بيته من المؤمنين فتدفعه اليه.

٣٠ ـ وباسناده إلى جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن أطفال الأنبياءعليهم‌السلام فقال: ليسوا كأطفال ساير الناس، قال: وقد سئلته عن إبراهيم بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لو بقي كان صديقا؟ قال: لو بقي كان صديقا؟ قال: لو بقي كان على منهاج أبيهعليه‌السلام .

٣١ ـ وباسناده إلى عامر بن عبد الله قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: مات إبراهيم بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان له ثمانية عشر شهرا، فأتم اللهعزوجل رضاعه في الجنة.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ ) قال: ليس في الجنة غناء ولا فحش ويشرب المؤمن ولا يأثم( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ ) قال: في الجنة( قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ ) أي خائفين من العذاب.

٣٣ ـ في أصول الكافي باسناده إلى معروف بن خربوذ عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: صلى أمير المؤمنينعليه‌السلام بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف اللهعزوجل ، ثم قال: أما والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنهم ليصبحون ويمشون شعثاء غبراء خمصاء بين أعينهم كركب المعزاء(١) يبيتون لربهم سجدا وقياما يراوحون بين اقدامهم وجباههم، يناجون

__________________

(١) الشعث: تفرق الشعر وعدم إصلاحه ومشطه وتنظيفه والغبر من الأغبر: المتلطخ بالغبار. وخمصاء جمع الأخمص (وقيل: الخميص) أي بطونهم خالية، قال المجلسي (ره) اما للصوم أو للفقر اولا يشبعون لئلا يكسلوا في العبادة، والمعز: ذوات الثغر من الغنم.

١٤٢

ربهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون.

٣٤ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاووسرحمه‌الله نقلا عن مختصر كتاب محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل يذكر فيه شيعة علىعليه‌السلام وحالهم في الجنة وفيه يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد أنْ ذكر دخولهم الجنة على النجايب(١) تقودهم الملائكة فينطلقون صفا واحدا معتدلا لا يفوت منهم شيء شيئا، ولا يموت أذن ناقة ناقتها، ولا بركة ناقة بركتها(٢) ولا يرمون بشجرة من أشجار الجنة إلّا لحقتهم بثمارها ورجلت لهم عن طريقهم كراهية أنْ تنثلم طريقهم(٣) وان يفرق بين الرجل ورفيقه، فلما رفعوا إلى الجبار تبارك وتعالى قالوا ربنا أنت السلام ومنك السلام ولك بحق الجلال والإكرام، قال: فقال: أنا السلام ومنى السلام ولي بحق الجلال والإكرام فمرحبا بعبادي الذي أحفظوا وصيتي في أهل بيت نبيي ورعوا حقي وخافوني بالغيب، وكانوا منى على كل حال مشفقين.

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم فمن الله علينا ووقينا عذاب السموم قال: السموم الحر الشديد،( أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا ) قال: لم يكن في الدنيا أحلم من قريش( أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ) قال: هو ما قالت قريش أنّ الملائكة بنات الله.

٣٦ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: ولقد بات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند بعض أزواجه في ليلة انكسف فيها القمر، فلم يكن منه في تلك الليلة مما كان يكون منه في غيرها حتى أصبح فقال له: يا رسول الله البغض كان هذا منك في هذه الليلة؟ قال لا. ولكن هذه الآية ظهرت في هذه الليلة، فكرهت أنْ أتلذذ و

__________________

(١) النجيب: الفاضل من كل حيوان.

(٢) البركة: هيئة البروك وهو أنْ يلصق صدره بالأرض.

(٣) انثلم الحائط: أحدث فيه خللا.

١٤٣

ألهو فيها، وقد غير الله أقواما فقال جل وعز في كتابه:( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ) .

٣٧ ـ في تهذيب الأحكام الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن عمر بن عثمان عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : ولقد بات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عند بعض النساء فانكسف القمر في تلك الليلة فلم يكن منه فيها شيء، فقالت له زوجته: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي أكل هذا للبغض؟ فقال: ويحك هذا الحدث في السماء، فكرهت أنْ أتلذذ وأدخل في شيء، ولقد عير الله قوما فقالعزوجل :( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ ) .

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وان الذين ظلموا آل محمد حقهم عذابا دون ذلك قال: عذاب الرجعة بالسيف،( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ) قال: لصلوة الليل فسبحه قال صلوة الليل(١) .

وادبار النجوم أخبرنا محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن الرضاعليه‌السلام قال: أدبار السجود أربع ركعات بعد المغرب، وادبار النجوم ركعتين قبل صلوة الصبح.

٣٩ ـ في مجمع البيان( وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ ) يعنى صلوة الليل وروى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام في هذه الآية قالا: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقوم من الليل ثلاث مرات، فينظر في آفاق السماء ويقرأ الخمس من آل عمران التي آخرها( إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ ) ثم يفتتح صلوة الليل ؛ الخبر بتمامه.

٤٠ ـ «وادبار النجوم» يعنى الركعتين قبل صلوة الفجر، وهو المروي عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام .

٤١ ـ وفيه «ادبار السجود» فيه أقوال أحدها أنّ المراد به الركعتان بعد المغرب «وادبار النجوم» ركعتان قبل الفجر، عن عليّ بن أبي طالب والحسن بن عليّعليهما‌السلام وعن

__________________

(١) وفي المصدر «قبل صلوة الليل» مكان «قال صلوة الليل».

١٤٤

ابن عباس مرفوعا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤٢ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: «وادبار النجوم»! قال: ركعتان قبل الصبح.

٤٣ ـ في قرب الاسناد باسناده إلى إسماعيل بن عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: الركعتين اللتين بعد الفجر هما( وَإِدْبارَ النُّجُومِ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من كان يدمن قراءة والنجم في كل يوم أو في كل ليلة عاش محمودا بين الناس، وكان مغفورا له، وكان محبوبا بين الناس.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ومن قرأ سورة والنجم اعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد ومن جحد به.

٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ العزائم اربع:( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) والنجم وتنزيل السجدة وحم السجدة.

٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى ابن عباس قال: صلينا العشاء الاخرة ذات ليلة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما سلم أقبل علينا بوجهه ثم قال: انه سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والامام بعدي، فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، وكان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب، فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهوى فسقط في دار عليِّ بن أبي طالب، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام : يا عليُّ والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والامامة بعدي، فقال المنافقون عبد الله بن أُبيّ وأصحابه: لقد ضلّ محمّد في محبة ابن عمّه وغوى، وما ينطق في شأنه إلّا بالهوى، فأنزل الله تبارك

١٤٥

تعالى:( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) يقولعزوجل : وخالق النجم إذا هوى ما ضل صاحبكم يعنى في محبة عليّ بن أبي طالب وما غوى وما ينطق عن الهوى يعنى في شأنه إنْ هو إلّا وحي يوحى.

وحدثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الري يقال له أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ العدل، قال: حدّثنا محمد بن العباس بن بسام قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي قال: حدّثني أحمد بن الخطاب قال حدّثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام عن عبد الله بن عباس بمثل ذلك، إلّا انه في حديثه: يهوى كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم.

٥ ـ وباسناده إلى الصادق عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: لـمّا مرض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرضه الذي قبضه الله فيه اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه فقالوا: يا رسول الله إنْ حدث بك حدث فمن لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم عن شيء مما سألوه ؛ فلما كان اليوم الثالث قالوا له: يا رسول الله إنْ حدث بك حدث فمن لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم: إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو؟ فهو خليفتي عليكم من بعدي والقائم فيكم بأمرى ولم يكن فيهم أحد إلّا وهو يطمع أن يقول له: أنت القائم من بعدي فلما كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم إذا انقضَّ نجم من السماء قد غلب ضوئه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة عليٍّعليه‌السلام ، فهاج القوم وقالوا: والله لقد أضلّ هذا الرجل وغوى وما ينطق في ابن عمّه إلّا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك:( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ) إلى آخر السورة.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) قال: النجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إِذا هَوى ) لـمّا أسرى به إلى السماء وهو في الهوى، حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قلت:( النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ ) قال: النجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سماه الله في غير موضع، فقال:( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) والحديث طويل

١٤٦

أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ في مجمع البيان وروت العامة عن جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام أنّ محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله نزل من السماء السابعة ليلة المعراج ولما نزلت السورة، أخبر بذلك عتبة بن أبي لهب فجاء إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وطلق ابنته وتفل في وجهه وقال: كفرت بالنجم ورب النجم، فدعاصلى‌الله‌عليه‌وآله عليه وقال: أللّهم سلط عليه كلبا من كلابك، فخرج عتبة إلى الشام فنزل في بعض الطريق وألقى الله عليه الرعب فقال لأصحابه ليلا: أنيمونى بينكم ليلا ففعلوا فجاء أسد وافترسه من بين الناس.

٨ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : قول اللهعزوجل : «( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى * وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه ذلك؟ قال: إنّ للهعزوجل أنْ يقسم من خلقه بما شاء، وليس لخلقه أنْ يقسموا إلّا به.

٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى علي بن مهزيار قال: قلت لأبي جعفر الثانيعليه‌السلام : قول اللهعزوجل :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ) وقولهعزوجل :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه هذا، قال: إنّ اللهعزوجل يقسم من خلقه بما يشاء وليس لخلقه أنْ يقسموا إلّا بهعزوجل .

١٠ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) قال: أقسم بقبر محمد(١) إذا قبض( ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ ) بتفضيله أهل بيته( وَما غَوى )

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن العباس عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ) يقول: ما ضل في عليٍّ وما غوى( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ) وما كان قال فيه إلّا بالوحي الذي أوحى اليه.

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر «بقبض محمد».

١٤٧

١٢ ـ في روضة الكافي متصل بآخر ما نقلنا قريبا أعنى وما غوى( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ) يقول: ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه، وهو قول اللهعزوجل :( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى )

١٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن مسمع بن الحجاج عن صباح الحذاء عن صباح المزني [عن جابر] عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليٍّعليه‌السلام يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم في بر ولا بحر إلّا أتاه فقالوا: يا سيدهم ومولاهم(١) ماذا دهاك؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه، فقال لهم: فعل هذا النبي فعلا إنْ تمّ لم يعص الله أبدا، فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لادم، فلما قال المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون؟ ـ يعنون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ صرخ إبليس صرخة يطرب فجمع أوليائه فقال لهم: اما علمتم أني كنت لادم من قبل؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب، وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لعلقمة: إنّ رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط، وكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسوله وحجج اللهعليهم‌السلام ، ألم ينسبوه إلى انه ينطق عن الهوى في ابن عمّه عليّعليه‌السلام حتى كذبهم اللهعزوجل ، فقال:( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد

__________________

(١) أي قالوا يا سيدنا ومولانا وإنّما غيره لئلا يوهم انصرافه إليه (عليه السلام). وهذا شايع في كلام البلغاء في نقل أمر لا يرضى القائل لنفسه كما في قوله تعالى:( أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) وقوله «ماذا دهاك، يقال: دهاه إذا أصابته داهية، قاله المجلسي (ره) في مرآة العقول.

١٤٨

عن عمر بن عبد العزيز عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره قالوا: سمعنا أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: حديثى حديث أبى، وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير ـ المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قول اللهعزوجل .

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ) يعنى اللهعزوجل ( ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى ) يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: حدّثني ياسر عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال: ما بعث الله نبيا الاصحاب مرة سوداء صافية وقوله:( وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ) يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم دنى يعنى رسول الله من ربهعزوجل فتدلى قال: إنما نزلت ثم دنا( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) قال: كان من الله كما بين مقبض القوس إلى رأس السية(١) «أو أدنى» أي من نعمته ورحمته قال بل أدنى من ذلك.

١٧ ـ وفيه وأمّا قوله:( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إليه مِنْ رَبِّهِ ) فانه حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّ هذه الآية مشافهة الله لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا أسرى به إلى السماء قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : انتهيت إلى سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل أمّة من الأمم فكنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى كما حكى اللهعزوجل ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨ ـ وفيه:( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) كان بين لفظه وبين سماع محمد كما بين وتر القوس وعودها، حدّثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أول من سبق إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) وذلك انه أقرب الخلق إلى الله تعالى وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لـمّا أسرى به إلى السماء: تقدم يا محمد فقد وطيت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولو لا أنّ روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لـما قدر أنْ يبلغه، وكان من اللهعزوجل كما

__________________

(١) سية القوس: ما عطف من طر فيها.

(٢) كذا.

١٤٩

قال اللهعزوجل ( قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) أي بل أدنى.

١٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن دينار قال: سألت زين العابدين علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان؟ فقال: تعالى عن ذلك قلت فلم أسرى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السماء؟ قال: ليريه ملكوت السموات وما فيها من عجائب صنعه وبدايع خلقه، قلت فقول اللهعزوجل :( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) ؟ قال: ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دنى من حجب النور فرأى من ملكوت السماوات ثم تدلىعليه‌السلام فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظن أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى.

٢٠ ـ وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبي الحسن موسى حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : فلما أسرى بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى رفع له حجاب من حجبه.

٢١ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا عرج بى إلى السماء دنوت من ربيعزوجل حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى، فقال لي: يا محمد من تحب من الخلق؟ قلت: يا رب عليا. قال: التفت يا محمد، فالتفت عن يساري فاذا عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

٢٢ ـ وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا أسرى بى إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى ربي ما أوحى، ثم قال: يا محمّد اقرأ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين، فما سميت بهذا أحدا قبله ولا أسمى بها أحدا بعده.

٢٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة قال: سأل أبو بصير أبا عبد اللهعليه‌السلام وانا حاضر فقال: جعلت فداك كم عرج برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: مرتين فأوقفه جبرئيلعليه‌السلام موقفا فقال له مكانك يا محمّد، فلقد وقفت

١٥٠

موقفا ما وقفه ملك ولا نبي، إنّ ربك يصلّي فقال: يا جبرئيل وكيف يصلّي؟ قال، يقول: سبوح قدوس أنا ربّ الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبى، فقال: أللّهم عفوك عفوك، قال: وكان كما قال الله:( قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) فقال له أبو بصير جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى؟ قال: ما بين سيتها(١) إلى رأسها. فقال: كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق ولا أعلمه إلّا وقد قال: زبرجد، فنظر في سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة، فقال الله تبارك وتعالى: يا محمّد، قال لبيّك ربّي، قال: مَن لامّتك بعدك؟ قال: الله أعلم قال: عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين، قال: ثمّ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لأبي بصير: يا أبا محمد والله ما جاءت ولاية عليٍّ من الأرض، ولكن جاءت من السماء مشافهة.

٢٤ ـ في مجمع البيان وروى مرفوعا عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قوله:( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) قال: قدر ذراعين أو أدنى من ذراعين.

٢٥ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الصمد بن بشير قال: ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام بدو الأذان وقصة الأذان في أسراء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقال السدرة: ما جازني مخلوق قبل، قال:( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) ، قال: فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر إليه فاذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم.

ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فاذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم نزل ومعه الصحيفتان، فدفعهما إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وفي هذا الحديث أشياء ستقف عليها في محالها إنشاء الله تعالى.

__________________

(١) مر معناه آنفا فراجع.

١٥١

٢٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن علي بن الحسينعليهما‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : انا ابن من علا فاستعلى فجاز سدرة المنتهى فكان من ربه قاب قوسين أو أدنى.

٢٧ ـ وعن يعقوب بن جعفر الجعفري قال: سأل رجل يقال له عبد الغفار السلمي أبا إبراهيم موسى بن جعفرعليهما‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى:( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) فقال: أرى هاهنا خروجا من حجب النور وتدليا إلى الأرض وأرى محمدا رأى ربه بقلبه ونسبه إلى بصره فكيف هذا؟ فقال أبو إبراهيمعليه‌السلام : دنا فتدلى فانه لم يزل عن موضع ولم يتدل ببدن فقال عبد الغفار أصفه بما وصف به نفسه حيث قال:( دَنا فَتَدَلَّى ) يتدل عن مجلسه إلّا وقد زال عنه ولو لا ذلك لم يصف بذلك نفسه، فقال أبو إبراهيمعليه‌السلام : أنّ هذه لغة في قريش إذا أراد الرجل منهم أنْ يقول: قد سمعت يقول: قد تدليت وإنّما التدلي الفهم.

٢٨ ـ وعن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فانّ هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده غدوها شهر ورواحها شهر؟ فقال له عليٌّعليه‌السلام لقد كان كذلك ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، أنّه أسرى به من مسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش، فدنى بالعلم فتدلى، فدلّى له من الجنة رفرف خضر، وغشي النور بصره فرأى عظمة ربهعزوجل بفؤاده ولم يرها بعينه، فكان قاب قوسين بينهما وبينه أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى، فكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة قوله تعالى:( لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدمعليه‌السلام إلى أنْ بعث الله تبارك اسمه محمّدا ؛ وعرضت على الأمم فأبوا أنْ يقبلوها من ثقلها، وقبلها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعرضها على أمته فقبلوها. وهذا

١٥٢

الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حبيب السجستاني قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قولهعزوجل :( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) فقال: يا حبيب لا تقرء هكذا، اقرأ: «ثم دنا فتدانى( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ ) في القرب( أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ) يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله «ما أوحى» يا حبيب إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا فتح مكّة أتعب نفسه في عبادة اللهعزوجل والشكر لنعمه في الطواف بالبيت، وكان عليٌّعليه‌السلام معه قال: فلما غشيهما الليل انطلقا إلى الصفا والمروة يريدان السعي، قال: فلما هبطا من الصفا إلى المروة وسارا في الوادي دون العلم الذي رأيت غشيتهما من السماء نور فأضاءت لهما جبال مكة وخشعت أبصارهما، قال: ففزعا فزعا شديدا قال: فمضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى ارتفع عن الوادي وتبعه عليٌّعليه‌السلام ، فرفع رسول الله رأسه إلى السماء فاذا هو برمانتين على رأسه قال: فتناولهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأوحى اللهعزوجل إلى محمّد يا محمّد انهما من قطف الجنة(١) فلا يأكل منها إلّا أنت ووصيك عليّ بن أبي طالب، قال: فأكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إحداهما وأكل عليٌّعليه‌السلام الاخرى، ثمّ أوحى اللهعزوجل إلى محمّد ما أوحى.

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) قال: وحي مشافهة.

وفيه( فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) فسئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك الوحي؟ فقال: أوحى إليَّ أنّ عليّا سيّد المؤمنين وامام المتقين وقائد الغرّ المحجّلين، وأوّل خليفة يستخلفه خاتم النبيين، فدخل القوم في الكلام، فقالوا: من الله ومن رسوله؟ فقال الله جل ذكره لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قل لهم( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) ثمّ ردّ عليهم فقال ؛ أفتمارونه على ما يرى فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمرت بغير هذا، أمرت أنْ أنصبه للناس فأقول لهم: هذا وليّكم من بعدي، وانه بمنزلة السفينة يوم الغرق ؛ من دخل

__________________

(١) قطف الثمرة: قطعها.

١٥٣

فيها نجى ومن خرج عنها غرق.

قال مؤلف هذا الكتاب قد تقدم لقولهعزوجل :( فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) بيان فيما نقلناه عند قولهعزوجل :( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ ) الآية من أمالي شيخ الطائفة، وأصول الكافي، وبصاير الدرجات، وكتاب الاحتجاج فليراجع هناك.

٣١ ـ في مجمع البيان( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) قال ابن عباس: راى محمد ربه بفؤاده، وروى ذلك عن محمد بن الحنفية عن أبيه عليّعليه‌السلام و روى عن أبي ذر وابى سعيد الخدري أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قوله:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) قال: قد رأيت نورا.

٣٢ ـ وعن أبي العالية قال: سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هل رأيت ربك ليلة المعراج؟ قال: رأيت نهرا ورأيت وراء النهر حجابا، ورأيت وراء الحجاب نورا لم أر غير ذلك.

٣٣ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال: سألنى أبو قرة المحدّث أنْ أدخله على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخلعليه‌السلام فسأله عن الحلال والحرام والأحكام إلى قوله: قال أبو قرة: فانه يقول:( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) فقال أبو الحسنعليه‌السلام أنّ بعد هذه الآية ما يدل على ما راى حيث قال:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) يقول: ما كذب فؤاد محمّد ما رأت عيناه ثمّ أخبره بما راى فقال: لقد راى من آيات الكبرى فآيات الله غير الله.

٣٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام هل رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ربهعزوجل ؟ فقال: نعم بقلبه رآه، أما سمعت اللهعزوجل يقول:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد.

قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق في تفسير علي بن إبراهيم قريبا عند قوله تعالى:( فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) بيان ما لقوله تعالى:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) وكذلك لقولهعزوجل : أفتمارونه على ما يرى. أقول.

وقد سبق قريبا في أصول الكافي بيان لقولهعزوجل :( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى )

١٥٤

٣٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حبيب السجستاني قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : يا حبيب( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى ) يعنى عندها وافى به جبرئيل حين صعد إلى السماء، فلما انتهى إلى محل السدرة وقف جبرئيل دونها وقال: يا محمّد إنّ هذا موقفي الذي وضعني اللهعزوجل فيه، ولن أقدر على أنْ أتقدمه، ولكن امض أنت أمامك إلى السدرة فقف عندها. قال: فتقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله السدرة وتخلف جبرئيلعليه‌السلام قال أبو جعفرعليه‌السلام انما سميت سدرة المنتهى لان أعمال أهل الأرض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى محل السدرة والحفظة البررة دون السدرة يكتبون ما يرفع إليهم من أعمال العباد في الأرض، قال: فينتهون بها إلى محل السدرة قال: فنظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فرأى أغصانها تحت العرش وحوله قال: فتجلى لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله نور الجبارعزوجل ، فلما غشي محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله شخص بصره وارتعدت فرائصه، قال: فشد اللهعزوجل ، لمحمد قلبه وقوى له بصره حتى راى من آيات ربه ما راى، وذلك قول اللهعزوجل ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى ) قال: يعنى الموافاة قال: فرأى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ما راى ببصره( مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) ، يعنى أكبر الآيات قال أبو جعفرعليه‌السلام : وان غلظ السدرة لمسيرة مأة عام من أيام الدنيا، وان الورقة منها تغطى أهل الدنيا.

٣٦ ـ في بصاير الدرجات باسناده إلى عبد الصمد بن بشير قال: ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام بدو الأذان وقصة الأذان في أسراء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقالت السدرة: ما جازني مخلوق قبل.

٣٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن علي بن الحسينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : أنا ابن من علا فاستعلى فجاز سدرة المنتهى وكان من ربه قاب قوسين أو ادنى.

٣٨ ـ وروى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليٍّعليهم‌السلام قال. إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فإنّ موسى

١٥٥

ناجاه اللهعزوجل على طور سيناء قال عليٌّعليه‌السلام لقد كان كذلك ولقد أوحى اللهعزوجل إلى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله عند سدرة المنتهى، فمقامه في السماء محمود، وعند منتهى العرش مذكور، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام قال: قال لي يا أحمد ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد؟ فقلت: جعلت فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الذي روى أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم راى ربه في صورة شاب، وقال هشام بن الحكم بالنفي للجسم، فقال: يا أحمد إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا أسرى به إلى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سلام الإبرة فرأى من نور العظمة ما شاء الله أنْ يرى، وأردتم أنتم التشبيه، دع هذا يا أحمد لا ينفتح عليك منه أمر عظيم.

٤٠ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انتهيت إلى سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل امة من الأمم، كنت من ربي كقاب قوسين او أدنى.

٤١ ـ وباسناده إلى إسماعيل الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا وفيه قال: فلما انتهى به إلى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيلعليه‌السلام فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : في هذا الموضع تخذلني؟ فقال تقدم أمامك فو الله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه خلق من خلق الله قبلك، فرأيت من نور ربي وحال بيني وبينه السبحة(١) قلت: وما السبحة جعلت فداك؟ فأومى بوجهه إلى الأرض وأومى بيده إلى السماء وهو يقول جلال ربي، جلال ربي ثلاث مرات.

٤٢ ـ وفيه وقال علي بن إبراهيم في قوله( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى ) قال: في السماء السابعة.

__________________

(١) قال المجلسي (ره) لعل المراد بالسبحة تنزهه وتقدسه تعالى أي حال بيني وبينه تنزهه عن المكان والرؤية والا فقد حصل غاية ما يمكن من القرب، وقال غيره: بل المراد جلاله وعظمته وكبريائه وقال (ره): وايماؤه إلى الأرض وحط رأسه كان خضوعا لجلاله تعالى.

١٥٦

وفيه( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) يقول رأيت الوحي مرة اخرى عند سدرة المنتهى التي يتحدث تحتها الشيعة في الجنان.

٤٣ ـ في كتاب الخصال عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال في وصية له: يا عليُّ إني رأيت اسمك مقرونا إلى اسمى في اربعة مواطن فآنست بالنظر إليه إلى قوله: فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها إني انا الله لا إله إلّا انا وحدي، محمّد صفوتي من خلقي، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيري؟ فقال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين جل جلاله. الحديث.

٤٤ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام وفيه يقول: وأمّا قوله:( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى ) يعنى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله حين كان عند سدرة المنتهى حيث لا يجاوزها خلق من خلق الله.

٤٥ ـ في مجمع البيان وروى العامة عن عليٍّعليه‌السلام ( جَنَّةُ الْمَأْوى ) بالهاء.

٤٦ ـ في جوامع الجامع وأبى الدرداء «جنه المأوى بالهاء» وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام ومعناه ستره بظلاله ودخل فيه.

٤٧ ـ في من لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قلت لبلال: يرحمك الله زدني وتفضل عليّ فإنّي فقير، فقال يا غلام لقد كلفتني شططا؟ اما الباب الأعظم فدخل منه العباد الصالحون وهم أهل الزهد والورع، والراغبون إلى اللهعزوجل المستأنسون به قلت: يرحمك الله فاذا دخل الجنة فما ذا يصنعون؟ قال: يسيرون على نهرين في ماء صاف في سفن الياقوت مجاديفها الياقوت(١) فيها ملائكة من نور، عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها، قلت يرحمك الله هل يكون من النور الخضر؟ قال: إنّ الثياب خضر ولكن فيها نور من نور رب العالمين جل جلاله ليسيروا على حافتي ذلك النهر قلت: فما اسم ذلك النهر؟ قال: جنة المأوى.

__________________

(١) المجداف: خشبة طويلة مبسوطة أحد الطرفين تسير بها القوارب وفي المصدر «مجاديفها اللؤلؤ».

١٥٧

٤٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ) قال لـمّا رفع الحجاب بينه وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غشي نور السدرة.

٤٩ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا أسرى بى إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى قال: إنّ الورقة منها تظل الدنيا ؛ وعلى كل ورقة ملك يسبح، يخرج من أفواههم الدر والياقوت تبصر اللؤلؤة مقدار خمسمائة عام، وما يسقط من ذلك الدر والياقوت، يخرجونه ملائكة موكلون به، يلقونه في بحر من نور، يخرجونه كل ليلة جمعة إلى سدرة المنتهى، فلما نظروا إلى رحبوا بى وقالوا: يا محمد مرحبا بك، فسمعت اضطراب ريح السدرة وخفقة أبواب الجنان(١) وقد اهتزت فرحا بمجيئك، فسمعت الجنان تنادي وا شوقاه إلى عليٍّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام أجمعين.

٥٠ ـ في مجمع البيان( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ) وروى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال رأيت على كل ورقة من ورقها ملكا قائما يسبح اللهعزوجل .

٥١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث أو غيره قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) قال: راى جبرئيل على ساقه الدر مثل القطر على البقل، له ستمائة جناح قد ملاء ما بين السماء والأرض.

٥٢ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال: سألنى أبو قرة المحدّث أنْ أدخله على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فأستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والأحكام إلى قوله: قال أبو قرة: فانه يقول:( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) فقال أبو الحسنعليه‌السلام : إنّ بعده هذه الآية ما يدل على ما راى حيث قال:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) يقول: ما كذب فؤاد محمّد ما رأت عيناه، ثمّ أخبر بما راى، فقال:( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى )

__________________

(١) الخفقة: اسم المرة من خفق الراية: تحرك.

١٥٨

فآيات الله غير الله.

٥٣ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه: وقوله في آخر الاية:( ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) رأى جبرئيلعليه‌السلام في صورته مرتين هذه المرة ومرة اخرى، وذلك أنْ خلق جبرئيل عظيم فهو من الروحانيين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم إلّا الله رب العالمين.

٥٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حبيب السجستاني عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفي آخره: فرأى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ما راى ببصره من آيات ربه الكبرى يعنى أكبر الآيات.

٥٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) يقول: لقد سمع كلاما لو لا انه قوى ما قوى.

وباسناده إلى أبي بردة الأسلمي قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعليٍّعليه‌السلام : يا عليُّ إنّ الله أشهدك معى في سبع مواطن: اما أول ذلك قليلة أسرى بى إلى السماء قال لي جبرئيل: اين أخوك؟ فقلت: خلفته ورائي، قال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله وإذا بمثالك معى. والثاني حين اسيرى بى في المرة الثانية فقال لي جبرئيل: اين أخوك؟ قلت: خلفته ورائي، قال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله فاذا مثالك معى، إلى قوله: وأمّا السادس لـمّا أسرى بى إلى السماء جمع الله لي النبيين فصليت بهم ومثالك خلفي.

٥٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير أو غيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: ما للهعزوجل آية هي أكبر منى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٧ ـ في أمالي شيخ الطائفة «قدس‌سره» باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا عرج بى إلى السماء ودنوت من ربيعزوجل حتى كان بيني وبينه( قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) قال لي: يا محمد من تحب من الخلق؟ قلت: يا رب عليا قال: التفت يا محمد فالتفت عن يساري فاذا عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١٥٩

٥٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: أفرأيتم اللات والعزى قال: اللات رجل والعزى امرأة وقوله: ومناة الثالثة الاخرى قال: كان صنم بالمسلك خارج من الحرم على ستة أميال يسمى المناة.

٥٩ ـ في عيون الأخبار في باب النصوص على الرضاعليه‌السلام حديث قدسي حكاهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه: وهذا القائم الذي يحل حلالي ويحرم حرامي وبه أنتقم من أعدائى وهو راحة لأوليائي وهو الذي به يشفى قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما فيفتتن الناس بهما أشد من فتنة العجل والسامري.

٦٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن محمد بن علي بن موسىعليهم‌السلام حديث طويل يذكر فيه القائمعليه‌السلام وفي آخره يقولعليه‌السلام : فاذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما.

٦١ ـ في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف (ره) من أشعار الحسينعليه‌السلام في موقف كربلاء :

والدي شمس وأمّي قمر

فأنا الكوكب وابن القمرين

عبد الله غلاما يافعا

وقريش يعبدون الوثنين

يعبدون اللّات والعزّى معا

وعليٌّ قائم بالحسنين

مع رسول الله سبعا كاملا

ما على الأرض مصلّ غير ذين

هجر الأصنام لم يعبدها

مع قريش لا ولا طرفة عين

٦٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول فيه، وقد ذكر الملحدين في آيات الله: ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله فألفه على اختيارهم ومما يدل للمتأمل له على إخلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منه ما قدروا أنه لهم وهو عليهم وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره، وعلم الله أنّ ذلك يظهر ويبين فقال:( ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ) .

١٦٠