تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
تصنيف: الصفحات: 749
المشاهدات: 329682
تحميل: 4001


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 329682 / تحميل: 4001
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٣٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن بكر عن موسى بن أشيم قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فسأله رجل عن آية من كتاب اللهعزوجل فأخبره، ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الاول، فدخلني من ذلك ما شاء الله، حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين، فقلت في نفسي: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطى في الواو وشبهه، وجئت إلى هذا يخطى هذا الخطاء كله؟ فبينا انا كذلك إذ دخل عليه آخر فسئله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرنى وأخبر صاحبي، فسكنت نفسي، فعلمت ان ذلك منه تقية قال: ثم التفت إلى فقال لي: يا ابن أشيم ان اللهعزوجل فوض إلى سليمان بن داود فقال:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) وفوض إلى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فما فوض إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقد فوضه إلينا.

٣١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول:(١) ان اللهعزوجل فوض نبيه أمر خلقه لينظر طاعتهم، ثم تلا هذه الآية( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )

٣٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لبعض أصحاب قيس الماصر(٢) ان اللهعزوجل أدب نبيه فأحسن أدبه فلما أكمل له الأدب قال:( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ثم فوض إليه أمر الدين والامة ليسوس عباده، فقالعزوجل :

__________________

(١) وفي المصدر «عن أبي جعفر وأبى عبد الله (عليه السلام) يقولان اه».

(٢) قيس الماصر من المتكلمين تعلمه من علي بن الحسين (عليه السلام) وصحب الصادق (عليه السلام) وهو من أصحاب مجلس الشامي الذي ناظره جمع من متكلمي أصحابه (عليه السلام) ونقل حديثه الطبرسي (ره) في كتاب الاحتجاج والكليني (ره) في الكافي ج ١: ١٧١، وفيه كلام للصادق (عليه السلام)قاله لقيس بعد مناظرته الشامي والحديث بشرحه مذكور في كتاب بحار الأنوار ج ٧ صفحة ٤ ط كمبانى فراجع ان شئت.

٢٨١

( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان مسددا موفقا مؤيدا بروح القدس، لا يزل ولا يخطى في شيء مما يسوس به الخلق، فتأدب بآداب الله ثمّ إنّ اللهعزوجل فرض الصلوة ركعتين ركعتين عشر ركعات، فأضاف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الركعتين ركعتين، والى المغرب ركعة، فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركها إلّا في السفر، وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر. فأجاز اللهعزوجل له ذلك كله، فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة، ثم سن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله النوافل أربعا وثلثين ركعة مثلي الفريضة، فأجاز اللهعزوجل له ذلك والفريضة والنافلة احدى وخمسون ركعة، منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعد بركعة مكان الوتر، وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان ؛ وسن رسول الله صوم شعبان وثلثة أيام في كل شهر مثلي الفريضة، فأجاز اللهعزوجل له ذلك وحرم اللهعزوجل الخمر بعينها، وحرم رسول الله المسكر من كل شراب فأجاز الله له ذلك وعاف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أشياء وكرهها ولم ينه عنها نهى حرام، انما نهى عنها نهى اعافة وكراهة، ثم رخص فيها فصار الأخذ برخصته واجبا على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه ولم يرخص لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما نهاهم عنه نهى حرام، ولا فيما أمر به أمر فرض لازم، فكثير المسكر من الاشربة نهاهم عنه نهى حرام لم يرخص فيه لأحد، ولم يرخص رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأحد تقصير الركعتين اللتين ضمهما إلى ما فرض اللهعزوجل ، بل الزمهم ذلك إلزاما واجبا لم يرخص لأحد في شيء من ذلك إلّا للمسافر، وليس لأحد أن يرخص ما لم يرخصه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فوافق أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر اللهعزوجل ، ونهيه نهى اللهعزوجل ، ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك وتعالى.

٣٣ ـ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة انه سمع أبا جعفر وأبا عبد اللهعليهما‌السلام يقولان: ان الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الآية( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .

٢٨٢

٣٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن سنان عن إسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى أدب نبيه، فلما انتهى به إلى ما أراد قال له:( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ففوض إليه دينه، فقال:( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وان اللهعزوجل فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا، وان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أطعمه السدس، فأجاز الله جل ذكره له ذلك، وذلك قول اللهعزوجل :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

٣٥ ـ وباسناده إلى الميثمي عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول: إنّ اللهعزوجل أدب رسوله حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه فقال عن ذكره:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فما فوض الله إلى رسوله فقد فوضه إلينا.

٣٦ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسين بن عبد الرحمن عن صندل الخياط عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) قال: اعطى سليمان ملكا عظيما ثم جرت هذه الآية في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكان له أن يعطى ما شاء ويمنع من شاء ما شاء وأعطاه أفضل مما اعطى سليمان بقوله:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .

٣٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعي عن زرارة عن أبي جعفر قال: سمعته يقول: إنّ النبي لا يوصف وكيف يوصف عبد احتجب الله بسبع(١) وجعل طاعته في الأرض كطاعته في السماء، فقال:( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ومن أطاع هذا فقد أطاعنى، ومن عصاه فقد عصاني، وفوض اليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن بعض أصحابنا قال: أو لم أبو الحسن موسىعليه‌السلام وليمة على بعض ولده، فأطعم أهل المدينة ثلاثة أيام الفالوذجات في الجفان في المساجد والازقة(٢) فعابه

__________________

(١) كذا في النسخ ولم اظفر على الحديث في مظانه في كتاب الأصول.

(٢) الجفان جمع الجفنة: القصعة والازقة جمع الزقاق: السكة. والطريق الضيق.

٢٨٣

بذلك بعض أهل المدينة، فبلغهعليه‌السلام ذلك فقال: ما أتى اللهعزوجل نبي من أنبيائه شيئا إلّا وقد آتى الله محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله، وزاده ما لم يؤتهم قال لسليمانعليه‌السلام :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) وقال لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .(١)

٣٩ ـ في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد عن محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي اسامة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله خلق محمدا فأدبه حتى إذا بلغ أربعين سنة اوحى الله وفوض إليه الأشياء فقال( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .

٤٠ ـ وباسناده إلى القاسم بن محمد قال: إنّ الله تعالى أدب نبيه فأحسن تأديبه فقال:( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) فلما كان ذلك فأنزل( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) وفوض إليه أمر دينه فقال:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فحرم الله الخمر بعينها، وحرم رسول الله كل مسكر، فأجاز الله ذلك له ولم يفوض إلى أحد من الأنبياء غيره.

٤١ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سارعوا إلى طلب العلم، فو الذي نفسي بيده لحديث في حلال وحرام يأخذه عن صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضة، وذلك ان الله يقول:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وان كان علىعليه‌السلام ليأمر بقرائة المصحف.

٤٢ ـ في مجمع البيان وروى زيد الشحام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما أعطى الله

__________________

(١) لعل مراده (عليه السلام) ان الإطعام على النحو المذكور ليس مما نهاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيكون، مباحا، أو هو في جملة ما آتاه فيكون سنة فلا عيب فيه، ويحتمل أن يكون المراد يجب عليكم متابعتنا والأخذ بأوامرنا ونواهينا كما يجب عليكم متابعة النبي والأخذ بأوامره ونواهيه وليس عليكم أن تعيبوا علينا أفعالنا لأنا أوصياؤه ونوابه وإنّما أبهم ذلك وأجمله لمكان التقية، قاله الفيض (ره) في الوافي.

٢٨٤

نبيا من الأنبياء وقد اعطى محمدا مثله، قال لسليمان:( فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) وقال لرسول( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .

٤٣ ـ في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول في آخره: وكيف لا يكون له من الأمر شيء وقد فوض الله إليه ان جعل ما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام قوله:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .

٤٤ ـ في كتاب الخصال عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: وان أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، ومحكم ومتشابه، وقد يكون من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الكلام له وجهان كلام عام وكلام خاص، مثل القرآن وقد قال الله تعالى في كتابه:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله.

٤٥ ـ في عيون الأخبار عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : لا ترخص فيما لم يرخص فيه رسول الله، ولا تأمر بخلاف ما أمر رسول الله إلّا لعلة خوف وضرورة، وان تستحل ما حرم رسول الله أو تحرم ما استحله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا يكون ذلك أبدا لأنا تابعون لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تابع لأمر ربهعزوجل مسلم له، وقال اللهعزوجل :( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .

٤٦ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام يقول فيها و( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَاتَّقُوا اللهَ ) في ظلم آل محمد،( إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ) لمن ظلمهم.

قال عز من قائل( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ ) .

٤٧ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: والايمان بعضه من بعض ؛ وهو دار وكذلك الإسلام دار والكفر دار

٢٨٥

٤٨ ـ في مجمع البيان وقيل في موضع قوله:( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ ) قولان (أحدهما) انه رفع على الابتداء وخبره( يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ ) إلى آخره، لان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقسم لهم شيئا من الفيء إلّا لرجلين أو لثلاثة على خلاف في الرواية ؛ والاخر انه موضع جر عطفا على الفقراء والمهاجرين.

٤٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن أحمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال عن أبي عبيدة عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين إلّا الحب؟ ألا ترى إلى قول الله:( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) أولا ترون قول الله لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) وقال:( يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ ) وقال: الدين هو الحب، والحب هو الدين.

٥٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزلت فيه هذه، الآية( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) غيري؟ قالوا: لا.

٥١ ـ في مجمع البيان وقيل نزلت في رجل جاء إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: أطعمنى فإنّي جائع، فبعث إلى اهله فلم يكن عندهم شيء ؛ فقال: من يضيفه هذه الليلة فأضافه رجل من الأنصار وأتى به منزله ولم يكن عنده إلّا قوت صبية له، فأتوا بذلك إليه واطفأوا السراج وقامت المرئة إلى الصبية فعللتهم حتى ناموا وجعلا يمضغان ألسنتهما لضيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فظن الضيف انهما يأكلان معه حتى شبع الضيف وباتا طاويين(١) فلما أصبحا غدوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فنظر إليهما وتبسم وتلا هذه الاية.

٥٢ ـ وروى عن أبي الطفيل قال: اشترى علىعليه‌السلام ثوبا فأعجبه فتصدق به، وقال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: من آثر على نفسه آثره الله يوم القيمة الجنة، الحديث.

٥٣ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أبي هريرة قال: جاء رجل الى

__________________

(١) الطاوى بمعنى الجائع.

٢٨٦

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فشكا إليه الجوع فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بيوت أزواجه فقلن: ما عندنا إلّا الماء فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من لهذا الرجل الليلة؟ فقال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : أنا له يا رسول الله وأتى فاطمةعليها‌السلام ، فقال لها: ما عندك يا ابنة رسول الله؟ فقالت: ما عندنا إلّا قوت العشية لكنا نؤثر ضيفنا، فقالعليه‌السلام : يا ابنة محمد نومى الصبية وأطفئي المصباح، فلما أصبح علىعليه‌السلام غدا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره الخبر فلم يبرح حتى أنزل اللهعزوجل ( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .

٥٤ ـ في كتاب الخصال عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : خياركم سمحائكم وشراركم بخلائكم، ومن صالح الأعمال البر بالإخوان، والسعي في حوائجهم، وفي ذلك مرغمة الشيطان، وتزحزح عن النيران ودخول الجنان. يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك، قال: قلت جعلت فداك من غرر أصحابى؟ قال: هم البارون بالإخوان في العسر واليسر، ثم قال: يا جميل ان صاحب الكثير يهون عليه، وقد مدح اللهعزوجل صاحب القليل، فقال:( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .

٥٥ ـ عن أبي جعفرعليه‌السلام قال الله تعالى جنة لا يدخلها إلّا ثلثة: رجل حكم ...إلى قوله ورجل آثر أخاه المؤمن في الله تعالى.

٥٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد ـ العزيز عن جميل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنّ مما خص اللهعزوجل به المؤمن أن يعرفه من إخوانه وان قل، وليس البر بالكثر، وذلك ان اللهعزوجل يقول في كتابه:( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ) ثم قال:( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ومن عرفه اللهعزوجل بذلك أحبه الله، ومن أحبه الله تبارك وتعالى وفاه اجره يوم القيامة بغير حساب، ثم قال: يا جميل ارو هذا الحديث لإخوانك فانه ترغيب في البر.

٥٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن أبى

٢٨٧

على صاحب الكلل(١) عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته فقلت: أخبرني عن حق المؤمن على المؤمن؟ فقال: يا أبان دعه لا ترده، قلت: بلى جعلت فداك فلم أزل أرد عليه، فقال: يا أبان تقاسمه شطر ما لك. ثم نظر إلى فرأى ما دخلني، فقال: يا أبان اما تعلم ان اللهعزوجل قد ذكر المؤثرين على أنفسهم؟ قلت: بلى جعلت فداك، فقال: اما إذا أنت قاسمته فلم تؤثره بعد انما أنت وهو سواء، انما تؤثره إذا أعطيته من النصف، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل ليس عنده إلّا قوت يومه أيعطف من عنده قوت يومه على من ليس عنده شيء ويعطف من عنده قوت شهر على من دونه، والسنة على نحو ذلك، أم ذلك كله الكفاف الذي لا يلام عليه؟ فقال: هو أمر ان أفضلكم فيه أحرصكم على الرغبة، والاثرة على نفسه، فان اللهعزوجل يقول:( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ) والأمر الاخر لا يلام على الكفاف واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول.

سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول خياركم سمحائكم وذكره نحو ما نقلنا عن كتاب الخصال.

٥٩ ـ وباسناده إلى سويد السبائى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: قلت له: أوصنى قال: آمرك بتقوى الله ثم سكت فشكوت إليه قلة ذات يدي، وقلت: والله لقد عريت حتى بلغ من عريى ان أبا فلان نزع ثوبين كانا عليه، فكسانيهما فقال: صم وتصدق، قلت: أتصدق ما وصلني به وإخواني وان كان قليلا؟ قال: تصدق مما رزقك الله ولو آثرت على نفسك.

٦٠ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أحدهماعليهما‌السلام قال: قلت أي الصدقة أفضل؟

__________________

(١) «صاحب الكلل» أي بايعها والكلل جمع كلة: الستر الرقيق يتوقى به من البعوض.

٢٨٨

قال: جهد المقل(١) اما سمعت قول اللهعزوجل ( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ) ترى هاهنا فضلا.

٦١ ـ علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد اللهعليه‌السلام فرأى عليه ثياب بيض كأنها غرقئ البيض(٢) فقال له: ان هذا اللباس ليس من لباسك فقال: اسمع منى وع ما أقول لك، فانه خير لك عاجلا وآجلا، ان أنت ميت على السنة والحق ولم تمت على بدعة(٣) ، أخبرك ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان في زمان مقفر جدب(٤) فاما إذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها أبرارها لا فجارها، ومؤمنوها لا منافقوها، ومسلموها لا كفارها، فما أنكرت يا ثوري فو الله اننى لمع ما ترى ما أتى على مذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمرنى ان أضعه موضعا إلّا وضعته.

قال: وأتاه قوم ممن يظهر الزهد ويدعو الناس ان يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف(٥) فقالوا له ان صاحبنا حصر عن كلامك(٦) ولم تحضره حججه فقال لهم: فهاتوا حججكم؟ فقالوا له: ان حججنا من كتاب الله فقال لهم: فأدلوا بها(٧) فانها أحق ما اتبع وعمل به، فقالوا: يقول الله تبارك وتعالى مخبر عن قوم من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) فمدح فعلهم وقال في موضع آخر( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ

__________________

(١) الجهد ـ بضم الجيم ـ: الطاقة. والمقل: القليل المال، أي قدر ما يحتمله حال القليل المال.

(٢) الغرقئ: بياض البيض الذي يؤكل.

(٣) أي انتفاعك بما أقول آجلا انما يكون إذا تركت البدع قال له المجلسي (ره)

(٤) القفر: خلو الأرض من الماء. والجدب: انقطاع المطر ويبس الأرض.

(٥) التقشف: قذارة الجلد ورثاثة الهيئة وترك النظافة وسوء الحال.

(٦) الحصر: العي في المنطق والعجز عن الكلام.

(٧) أي أحضروها.

٢٨٩

مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ) فنحن نكتفي بهذا، فقال رجل من الجلساء: انا رأيناكم تزهدون في الاطعمة الطيبة ومع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتى تمتعوا أنتم منها، فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : دعوا عنكم ما لا ينتفع به، أخبرونى أيها النفر ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه، الذي في مثله ضل من ضل وهلك من هلك من هذه الامة؟ فقالوا: أو بعضه فاما كله فلا، فقال لهم: فمن هنا أتيتم(١) وكذلك أحاديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاما ما ذكرتم من اخبار اللهعزوجل إيانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم فقد كان مباحا جائزا، ولم يكونوا نهوا عنه وثوابهم منه على اللهعزوجل ؛ وذلك ان الله جل وتقدس أمر بخلاف ما عملوا به، فصار امره ناسخا لفعلهم، وكان نهى الله تبارك وتعالى رحمة منه للمؤمنين ونظرا لكي لا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم، ومنهم الضعفة الصغار والولدان، وشيخ الفاني والعجوزة الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع، فان تصدقت برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعا فمن ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الإنسان وهو يريد ان يمضيها فأفضلها ما أنفقه الإنسان على والديه، ثم الثانية على نفسه وعياله، ثم الثالثة على قرابته الفقراء، ثم الرابعة على جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله وهو أحسنها اجرا، وقال للأنصاري حين أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق ولم يكن يملك غيرهم وله أولاد صغار لو أعلمتمونى امره ما تركتكم تدفنوه مع المسلمين بترك صبية صغارا يتكففون الناس(٢) .

ثم قال: حدّثني أبي ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ابدأ بمن تعول الأدنى، ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم، ونهيا عنه مفروضا من الله العزيز الحكيم، قال:( وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً ) أفلا ترون ان الله تبارك وتعالى قال غير ما أراكم تدعون الناس إليه ؛ من الاثرة على

__________________

(١) أي دخل عليكم البلاء وأصابكم ما أصابكم.

(٢) يقال: تكفف: إذا سئل كفا من الطعام.

٢٩٠

أنفسهم، وسمى من فعل ما تدعون إليه سرفا، وفي غير آية من كتاب اللهعزوجل يقول:( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) فنهاهم عن الإسراف، ونهاهم عن التقتير(١) لكن أمر بين أمرين لا يعطى جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له للحديث الذي جاء عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعائهم، رجل يدعو على والديه، ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال فلم يكتب عليه ولم يشهد عليه ورجل يدعو على امرأته وقد جعل اللهعزوجل تخلية سبيلها بيده. ورجل يقعده في بينه ويقول: رب ارزقني ولا يخرج ولا يطلب الرزق، فيقول اللهعزوجل له: عبدي ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة، فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتباع أمري، ولئلا يكون كلا على أهلك، فان شئت رزقتك وان شئت قترت عليك وأنت معذور عندي، ورجل رزقه اللهعزوجل مالا كثيرا فأنفقه ثم أقبل يدعو يا رب ارزقني فيقول اللهعزوجل : ألم أرزقك رزقا واسعا فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك ولم تسرف كما نهيتك عن الإسراف، ورجل يدعو في قطيعة رحم.

ثم علم اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله كيف ينفق، وذلك انه كان عنده أوقية(٢) من الذهب فكره أن يبيت عنده فتصدق بها فأصبح وليس عنده شيء، وجاء من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده شيء وكان رحيما رفيقاصلى‌الله‌عليه‌وآله : فأدب اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأمره فقال:( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) يقول: إنّ الناس قد يسألونك ولا يعذرونك، فاذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت خسرت من المال، فهذه أحاديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يصدقها الكتاب، والكتاب يصدق أهله من المؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي بصير قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتعوذ من البخل؟ فقال: نعم يا أبا محمد في كل صباح و

__________________

(١) قتر فلان على عياله أي ضيق عليهم في النفقة.

(٢) الاوقية: سبعة مثاقيل.

٢٩١

مساء، ونحن نتعوذ بالله من البخل لقول الله:( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .

٦٣ ـ في مجمع البيان وفي الحديث لا يجتمع الشح والايمان في قلب رجل مسلم، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف رجل مسلم.

٦٤ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى الفضل بن أبي قرة السمندي انه قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : أتدري من الشحيح؟ قلت: هو البخيل، فقال الشح أشد من البخل ان البخيل يبخل بما في يده والشحيح يشح بما في أيدى الناس وعلى ما في يده حتى لا يرى في أيدى الناس شيئا إلّا تمنى ان يكون له بالحل والحرام، ولا يقنع بما رزقه اللهعزوجل .

٦٥ ـ وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما محق الإسلام محق الشح شيء، ثم قال: إنّ لهذا الشح دبيبا(١) كدبيب النمل، وشعبا كشعب الشرك.

٦٦ ـ وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إذا لم يكن للهعزوجل في العبد حاجة ابتلاه بالبخل.

٦٧ ـ وسمع أمير المؤمنينعليه‌السلام رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم، فقال له: كذبت ان الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الظلامة على أهلها ؛ والشحيح إذا شح منع الزكاة والصدقة وصلة الرحم وإقراء الضيف والنفقة في سبيل الله وأبواب البر، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح.

٦٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الفضل بن أبي قرة قال: رأيت أبا عبد اللهعليه‌السلام يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: أللّهم قنى شح نفسي فقلت: جعلت فداك ما سمعتك تدعو بغير هذا الدعاء؟ قال: واى شيء أشد من النفس، ان الله يقول:( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

٦٩ ـ في مجمع البيان: والذين جاؤا من بعدهم يعنى من المهاجرين والأنصار إلى قوله: ويجوز ان يكون المراد «من بعدهم» في الفضل، وقد يعبر بالقبل

__________________

(١) الدبيب: المشي على هنيئة.

٢٩٢

والبعد عن الفضل كقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : نحن الآخرون السابقون، يعنى الآخرون في الزمان، السابقون في الفضل.

قال عز من قائل:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ نافَقُوا ) إلى قوله تعالى:( لا يُنْصَرُونَ ) وقد تقدم بيانه في أول السورة عن تفسير علي بن إبراهيم.

وقولهعزوجل :( كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) قد تقدم له بيان كذلك.

وقوله:( كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ ) قد سبق بيانه أيضا في التفسير المذكور.

قال عز من قال:( وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ )

٧٠ ـ في الكافي غير واحد من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن غير واحد عن أبي جميلة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تصدقوا ولو بصاع من تمر، ولو ببعض صاع، ولو بقبضة، ولو ببعض قبضة، ولو بتمرة ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة فان أحدكم لاقى الله فيقال له: الم أفعل بك؟ الم افعل بك؟ الم أجعلك سميعا بصيرا؟ الم أجعل لك مالا وولدا؟ فيقول: بلى، فيقول الله تبارك وتعالى: فانظر ما قدمت لنفسك، قال: فينظر قدامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد شيئا بقي به وجهه من النار.

٧١ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار في التوحيد حديث طويل عن الرضاعليه‌السلام وفيه يقولعليه‌السلام : وإنّما يجازى من نسيه ونسي لقاء يومه، بأن ينسيهم أنفسهم كما قال الله تعالى:( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) وقالعزوجل :( فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا ) أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا.

٧٢ ـ في عيون الأخبار باسناده عن الرضاعليه‌السلام قال: حدّثني أبي عن آبائه عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تلا هذه الاية:( لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ ) فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أصحاب الجنة من أطاعنى وسلم لعليِّ بن أبي طالب بعدي وأقر بولايته، وأصحاب النار من سخط الولاية

٢٩٣

ونقض العهد وقاتله بعدي.

٧٣ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى مجدوح بن زيد الذهلي وكان في وفد قرية أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تلا هذه الآية( لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ ) قال: فقلنا يا رسول الله مَن أصحاب الجنة؟ قال: من أطاعنى وسلّم لهذا من بعدي ؛ وأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بكفّ عليٍّ وهو يومئذ إلى جنبه فرفعها فقال: ألآ إنّ عليّا منّي وأنا منه، فمن حادّه حادّني ومن حادّني أسخط اللهعزوجل .

٧٤ ـ في مجمع البيان وعن أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ( لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ ) إلى آخرها فمات من ليلته مات شهيدا.

٧٥ ـ وعن أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ آخر الحشر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

٧٦ ـ وعن معقل بن يسار ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقرأ الثلاث آيات من آخر الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسى، فان مات في ذلك اليوم مات شهيدا، ومن قال حين يمسى كان بتلك المنزلة.

٧٧ ـ وعن أبي هريرة قال: سألت حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن اسم الله الأعظم، فقال: عليك بآخر الحشر وأكثر قراءتها فأعدت عليه فعاد على.

٧٨ ـ وعن أبي أمامة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من قرأ خواتيم الحشر من ليل أو نهار فقبض في ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجبت له الجنة.

٧٩ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام باسناده إلى ميسر عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: إنّ هذه الآية لكل ورم في الجسد يخاف الرجل ان يؤول إلى شيء فاذا قرأتها فاقرأها وأنت طاهر قد أعددت وضوئك لصلوة الفريضة فعوذ بها ورمك قبل الصلوة ودبرها وهي:( لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ) إلى آخر السورة فانك إذا فعلت ذلك على ما حد لك سكن الورم.

٢٩٤

٨٠ ـ وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا ابن سنان لا بأس بالرقية والعوذة والنشرة(١) إذا كانت من القرآن، ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله وهل شيء أبلغ في هذه الأشياء من القرآن؟ أليس الله تعالى يقول جل ذكره:( لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ) .

٨١ ـ وباسناده إلى جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام ان رجلا شكا إليه صمما(٢) فقال: امسح يدك عليها واقرأ عليها:( لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ هُوَ اللهُ الَّذِي لا إله إلّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللهُ الَّذِي لا إله إلّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .

٨٢ ـ وباسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي عن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: قال لي: يا جابر! قلت لبيك يا ابن رسول الله قال: اقرأ على كل ورم آخر سورة الحشر:( لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ هُوَ اللهُ الَّذِي لا إله إلّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللهُ الَّذِي لا إله إلّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) واتفل عليها ثلاثا فانه يسكن بإذن الله تعالى.

٨٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى يعقوب بن جعفر قال: سمعت

__________________

(١) النشرة ـ بضم النون ـ: رقية يعالج بها المجنون أو المريض سميت بذلك لأنه ينشر بها عنه ما خامرة من الداء أي يكشف ويزال.

(٢) الصمم: الانسداد في الأذان.

٢٩٥

موسى بن جعفرعليهما‌السلام يقول: إنّ الله تبارك وتعالى أنزل على عبده محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه لا إله إلّا هو الحي القيوم ويسمى بهذه الأسماء: الرحمن، الرحيم، العزيز، الجبار، العليّ، العظيم، فتاهت هناك عقولهم واستخف حلومهم(١) فضربوا له الأمثال، وجعلوا له أندادا وشبهوه بالأمثال ؛ ومثلوه وأشباها، وجعلوه يزول وبحول، فتاهوا في بحر عميق لا يدرون ما غوره ولا يدركون كنه بعده.

٨٤ ـ في أصول الكافي باسناده إلى ابن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام هل كان اللهعزوجل عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟ قال: نعم، قلت: يراها ويسمعها؟ قال: ما كان محتاجا إلى ذلك لأنه لم يكن سألها ولا يطلب منها هو نفسه، ونفسه هو، قدرته نافذة فليس يحتاج أن يسمى نفسه، ولكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها، لأنه إذا لم يدع باسمه لم يعرف.

٨٥ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام حديث يقول فيهعليه‌السلام : وان كنت تقول هذه الصفات والأسماء لم تزل ؛ فان «لم تزل» محتمل معنيين، فان قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها فنعم، وان كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها فمعاذ الله أن يكون معه شيء غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها اليه، ويعبدونه وهي ذكره(٢) وكان الله ولا ذكر.

٨٦ ـ وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال: لله تسعة وتسعون اسما، فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلها، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكأنها غيره.

٨٧ ـ وباسناده إلى هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن أسماء الله واشتقاقها: الله مما هو مشتق؟ فقال: يا هشام الله مشتق من أله، وأله يقتضي مألوها، والاسم

__________________

(١) تاه: ضل وتحير. وحلوم جمع الحلم ـ بالكسر ـ: العقل.

(٢) قال المجلسي (ره): «وهي ذكره» بالضمير أي يذكر بها والمذكور بالذكر قديم والذكر حادث.

٢٩٦

غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا، ومن عبد السلام والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد.

٨٨ ـ وباسناده إلى الحسن بن راشد عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: سئل عن معنى الله؟ فقال: استولى على ما دق وجل.

٨٩ ـ في مجمع البيان:( عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ) عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الغيب ما لم يكن والشهادة ما كان.

٩٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن تفسير( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فقال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله والميم ملك والله اله كل شيء، والرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة.

٩١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن تفسير( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم ملك والله اله كل شيء والر حمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة.

٩٢ ـ في الصحيفة السجادية: يا فارج الهم وكاشف الغم، يا رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما، صل على محمد وآل محمد.

٩٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال: القدوس هو البريء من شوائب الآفات الموجبات للجهل. السلام المؤمن قال: يؤمن أوليائه من العذاب.

٩٤ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كانعليه‌السلام يقول: أفشوا السلام وأطيبوا الكلام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام، ثم تلا عليهم قول اللهعزوجل :( السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ) .

٩٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: «المهيمن» أي الشاهد.

٩٦ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا وفيه لم يزل حيا بلا حيوة، وملكا قادرا قبل أن ينشئ شيئا، وملكا جبارا بعد إنشائه للكون.

٢٩٧

٩٧ ـ وفيه خطبة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول فيها: وفي أزليته متعظما بالالهية، متكبرا بكبريائه وجبروته.

٩٨ ـ في أصول الكافي باسناده إلى هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن سبحان الله فقال: انفة الله(١) .

٩٩ ـ وباسناده إلى هشام الجواليقي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله: سبحان الله ما يعنى به؟ قال: تنزيه.

١٠٠ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى يزيد بن الأصم قال: سال رجل عمر بن الخطاب فقال ؛ يا أمير المؤمنين ما تفسير سبحان الله؟ ان في هذا الحائط رجلا إذا كان سئل أنبأ وإذا سكت ابتدأ، فدخل الرجل وإذا هو عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال: يا أبا الحسن ما تفسير سبحان الله؟ قال: هو تعظيم جلال اللهعزوجل وتنزيهه عما قال فيه كل مشرك، فاذا قالها العبد صلى عليه كل ملك.

١٠١ ـ وفيه كلام للرضاعليه‌السلام في التوحيد وفيه الخالق لا بمعنى حركة، وخالق إذ لا مخلوق.

١٠٢ ـ في نهج البلاغة والخالق لا بمعنى حركة ونصب.

١٠٣ ـ في أصول الكافي باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسنعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: وان كان صانع شيء فمن شيء صنع، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لا من شيء.

١٠٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ للهعزوجل ثلاث ساعات في الليل وثلاث ساعات في النهار، يمجد فيهن نفسه، فأول ساعات النهار حين تكون الشمس هذا الجانب يعنى من المشرق مقدارها من العصر، يعنى من المغرب إلى صلوة الاولى، وأول ساعات الليل في الثلث الباقي من الليل إلى ان ينفجر الصبح، يقول: إني انا الله رب العالمين، إني انا الله العليُّ العظيم، إني انا الله العزيز الحكيم، انى

__________________

(١) أي تنزيه الله.

٢٩٨

انا الله الغفور الرحيم، إني انا الله الرحمن الرحيم، إني انا الله مالك يوم الدين، إني انا الله لم أزل ولا أزال، إني انا الله خالق الخير والشر، إني انا الله خالق الجنة والنار، إني انا الله أبدئ كل شيء وإليَّ يعود، إني أنا الله الواحد الصمد، إني انا الله عالم الغيب والشهادة، إني انا الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، إني انا الله، الخالق البارئ المصور لي الأسماء الحسنى، إني انا الله الكبير، قال: ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من عنده والكبرياء رداؤه. فمن نازعه شيئا من ذلك أكبه الله في النار ثم قال: ما من عبد مؤمن يدعو بهن، مقبلا قلبه إلى اللهعزوجل إلّا قضى حاجته، ولو كان شقيا رجوت ان يحول سعيدا.

١٠٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى سليمان بن مهران عن الصادق عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليٍّ عن أبيه عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما -مائة إلّا واحدا- من أحصاها(١) دخل الجنة. وهي: الله، الإله، الواحد، الأحد الصمد، الاول، الاخر، السميع، البصير، القدير، القاهر، العليّ، الأعلى، الباقي، البديع، البارئ، الأكرم، الظاهر، الباطن، الحي، الحكيم، العليم، الحليم، الحفيظ، الحق، الحسيب، الحميد، الحفي، الرب، الرحمن، الرحيم الذارى، الرازق، الرقيب، الرءوف، الرائي، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، السيد، السبوح، الشهيد، الصادق، الصانع، الظاهر العدل، العفو، الغفور، الغنى، الغياث، الفاطر ؛ الفرد، الفتاح، الفالق القديم، الملك، القدوس، القوى، القريب ؛ القيوم، القابض، الباسط، قاضى الحاجات، المجيد، الولي، المنان، المحيط، المبين، المقيت، المصور، الكريم، الكبير، الكافي، كاشف الضر، الوتر، النور، الوهاب، الناصر، الواسع الودود، الهادي، الوفي، الوكيل، الوارث، البر، الباعث، التواب ،

__________________

(١) في كتاب التوحيد معنى قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لله تبارك وتعالى تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة إحصاءها هو الاحاطة بها والوقوف على معانيها، وليس معنى الإحصاء عدّها وبالله التوفيق «انتهى» (منه عفى عنه)

٢٩٩

الجليل، الجواد، الخبير، الخالق، خير الناصرين، الديان، الشكور، العظيم، اللطيف، الشافي.

١٠٦ ـ وباسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن عليٍّعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : للهعزوجل تسعة وتسعون اسما من دعا الله بها استجاب له، ومن أحصاها دخل الجنة.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: من قرأ سورة الممتحنة في فرائضه ونوافله امتحن الله قلبه للايمان ونور له بصره ولا يصيبه فقر أبدا ولا جنون في بدنه ولا في ولده.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ سورة الممتحنة كان المؤمنون والمؤمنات شفعاء له يوم القيامة.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ ) أيديهم بالمودة نزلت [في حاطب بن أبي بلتعة ولفظ الآية عام ومعناها خاص، وكان سبب ذلك ان حاطب بن أبي بلتعة قد أسلم وهاجر إلى المدينة وكان عياله بمكة وكانت](١) قريش تخاف أن يغزوهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فصاروا إلى عيال حاطب، وسئلوه ان يكتبوا إلى حاطب يسألوه عن خبر محمد هل يريد ان يغزو مكة؟ فكتبوا إلى حاطب يسألوه عن ذلك، فكتب إليهم حاطب ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يريد ذلك ودفع الكتاب إلى امرأة تسمى صفية، فوضعته في قرونها(٢) ومرت فنزل جبرئيل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخبره بذلك، فبعث رسول الله أمير المؤمنين

__________________

(١) بين المعقفتين انما هو في المصدر دون الأصل.

(٢) القرن: الخصلة من الشعر. الذؤابه.

٣٠٠