تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين7%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 363245 / تحميل: 5059
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

عليه‌السلام والزبير بن العوام في طلبها، فلحقوها فقال لها أمير المؤمنينعليه‌السلام : أين الكتاب؟ فقالت: ما معى شيء ؛ ففتشوها فلم يجدوا معها شيئا، فقال الزبير: ما ترى معها شيئا، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : والله ما كذبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا كذب رسول الله على جبرئيل، ولا كذب جبرئيل على الله جل ثناؤه، والله لتظهرن الكتاب أو لاردن رأسك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: تنحيا عنى حتى أخرجه، فأخرجت الكتاب من قرونها، فأخذه أمير المؤمنينعليه‌السلام وجاء به إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا حاطب ما هذا؟ فقال حاطب: والله يا رسول الله ما نافقت ولا غيرت ولا بدلت، وانى أشهد أنْ لا إله إلّا الله وانك رسول الله حقا. ولكن أهلي وعيالي كتبوا إلى بحسن صنيع قريش إليهم فأحببت ان أجازي قريشا بحسن معاشهم فأنزل اللهعزوجل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ) إلى قوله:( لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) .

٤ ـ في مجمع البيان نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وذلك ان سارة مولاة أبي عمرو بن صيفي بن هشام أتت رسول الله من مكّة إلى المدينة بعد بدر بسنتين، فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أمسلمة جئت؟ قالت: لا قال: فما جاء بك؟ قال: كنتم الأصل والعشيرة والموالي، وقد ذهب موالي واحتجب حاجة شديدة فقدمت عليكم لتعطوني وتكسوني وتحملوني، قال: فأين أنت من شباب مكة؟ وكانت مغنية نائحة قالت: ما طلب منى بعد وقعة بدر أحد، فحث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بنى عبد المطلب فكسوها وحملوها وأعطوها نفقة، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتجهز لفتح مكة وأتاها حاطب بن أبي بلتعة فكتب معها إلى أهل مكة وأعطاها عشرة دنانير عن ابن عباس ؛ وعشرة دراهم عن مقاتل بن حيان، وكساها بردا على أن توصل الكتاب إلى أهل مكة: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يريدكم فخذوا حذركم، فخرجت سارة ونزل جبرئيلعليه‌السلام فأخبر النبي بما فعل فأرسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا وعمارا وعمرو الزبير وطلحة والمقداد بن الأسود وأبا مرثد وكانوا

٣٠١

كلهم فرسانا وقال لهم: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان فيها ظعينة(١) معها كتاب من حاطب إلى المشركين فخذوه منها، فخرجوا حتى أدركوها في ذلك المكان الذي ذكره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا لها: أين الكتاب؟ فحلفت بالله ما معها من كتاب، فنحوها وفتشوا متاعها فلم يجدوا معها كتابا فهموا بالرجوع، فقال عليعليه‌السلام : والله ما كذبنا ولا كذبنا وسل سيفه وقال: أخرجى الكتاب والا والله لأضربن عنقك فلما رأت الجد أخرجه من ذوابتها قد أخبأته في شعرها، فرجعوا بالكتاب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأرسل إلى حاطب فأتاه فقال له: هل تعرف الكتاب؟ قال: نعم، قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله والله ما كفرت مذ أسلمت، ولاغششتك مذ نصحتك ؛ ولا أحببتهم مذ فارقتهم، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين الاول بمكة من يمنع عشيرته، وكنت عريرا أي غريبا وكان أهلى بين ظهرانيهم فخشيت على أهلى فأردت أن اتخذ عندهم يدا، وقد قلت: ان الله ينزل بهم بأسه وان كتابي لا يغني عنهم شيئا، فصدقه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعذره. فقام عمر بن الخطاب وقال: دعني يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فغفر لهم، فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.

٥ ـ وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن أبي رافع قال: سمعت علياعليه‌السلام يقول: بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنا والمقداد والزبير وقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان بها ظعينة معها كتاب فخرجنا وذكر نحوه.

٦ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام لرجل: ان كنت لا تطيع خالقك فلا تأكل رزقه، وان كنت واليت عدوه فاخرج من ملكه، وان كنت غير قانع برضاه(٢) وقدره فاطلب ربا سواه.

٧ ـ وفيه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر قوله تعالى:( يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ) والكفر في هذه الآية البرائة يقول :

__________________

(١) الظعينة: المرأة ما دامت في الهودج أو عموما.

(٢) وفي بعض النسخ «بقضاه» مكان «برضاه».

٣٠٢

فيبرأ بعضكم من بعض: ونظيرها في هذه سورة إبراهيم قول الشيطان:( إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ) وقول إبراهيم خليل الرحمن: كفرنا بكم يعنى تبرأنا منكم.

٨ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: أخبرنى عن وجوه الكفر في كتاب اللهعزوجل ، قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه إلى ان قالعليه‌السلام : والوجه الخامس من الكفر كفر البرائة، وذلك قول اللهعزوجل يحكى قول إبراهيم:( كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ ) يعنى تبرأنا منكم.

٩ ـ وباسناده إلى أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله جل وعز فهو ممن كمل ايمانه.

١٠ ـ ابن محبوب عن مالك بن عطية عن سعيد الأعرج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أوثق عرى الايمان أن يحب في الله ويبغض في الله، ويعطى في الله ويمنع في الله جل وعز.

١١ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وحفص بن البختري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الرجل ليحبكم وما يعرف ما أنتم عليه، فيدخله اللهعزوجل الجنة بحبكم، وان الرجل ليبغضكم وما يعرف ما أنتم عليه فيدخله الله ببغضكم النار.

١٢ ـ وباسناده إلى الحسين بن أبان عمن ذكره عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ولو أن رجلا أبغض رجلا لله لأثابه اللهعزوجل على بغضه إياه، وان كان المبغض في علم الله من أهل الجنة.

١٣ ـ وباسناده إلى إسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قوله:( عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ

٣٠٣

غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فان الله أمر نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمنين بالبرائة من قولهم ما داموا كفارا، فقال:( قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ) إلى قوله:( وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) الآية قطع اللهعزوجل ولاية المؤمنين منهم، وأظهر لهم العداوة، فقال:( عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ) فلما أسلم أهل مكة خالطهم أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وناكحوهم، وتزوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم حبيب بنت أبي سفيان بن حرب.

١٥ ـ في أصول الكافي عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إبراهيم بن عقبة عن إسماعيل بن عباد يرفع الحديث إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما كان من ولد آدم مؤمن إلّا فقيرا ولا كافر إلّا غنيا، حتى جاء إبراهيمعليه‌السلام فقال:( رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة، وفي هؤلاء أموالا وحاجة.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله( عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ ) إلى آخره وقد تقدم قريبا.

١٧ ـ في مجمع البيان:( لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ) إلى قوله:( يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) أي ليس ينهاكم الله عن مخالطة أهل العهد ؛ وقيل: من آمن من أهل مكة ولم يهاجروا، وقيل: هي عامة في كل من كان بهذه الصفة، والذي عليه الإجماع ان بر الرجل من يشاء من أهل الحرب قرابة كان أو غير قرابة ليس بمحرم، وإنّما الخلاف في اعطائهم مال الزكاة والفطرة والكفارات. فلم يجوزه أصحابنا وفيه خلاف بين الفقهاء.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إلى الْكُفَّارِ ) قال إذا لحقت امرأة من المشركين بالمسلمين تمتحن بان تحلف بالله انه لم يحملها على اللحوق بالمسلمين بغض لزوجها الكافر، ولأحب لأحد من المسلمين، وإنّما حملها على ذلك الإسلام فاذا حلفت على ذلك قبل إسلامها ثم قال اللهعزوجل :( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا

٣٠٤

تَرْجِعُوهُنَّ إلى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا ) يعنى ترد المسلمة على زوجها الكافر صداقها. ثم يتزوجها المسلم، وهذا هو قوله:( وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَ ) .

١٩ ـ في الكافي أحمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن يعقوب عن مروان بن مسلم عن الحسين بن الحناط عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ان لامرأتى أختا عازمة على ديننا وليس على ديننا بالبصيرة إلّا قليل، فان زوجها ممن لا يرى رأيها، قال: لا ولا نعمة ؛ ان اللهعزوجل يقول: «و( فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إلى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ) .

٢٠ ـ في مجمع البيان قال ابن عباس: صالح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحديبية مشركي مكة على أن من أتاه من أهل مكة رده عليهم، ومن أتى أهل مكة من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهو لهم ولم يردوه عليهم، وكتبوا بذلك كتابا وختموا عليه، فجاءت سبيعة بنت الحارث الاسلمية مسلمة بعد الفراغ من الكتاب، والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحديبية، فجاء زوجها مسافر من بنى مخزوم وقال مقاتل هو صيفي بن الواهب في طلبها وكان كافرا، فقال: يا محمد اردد على امرأتى فانك شرطت لنا أن ترد علينا من أتاك منا وهذه طينة الكتاب لم تجف بعد، فنزلت: «( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ ) من دار الكفر إلى دار الإسلام فامتحنوهن» قال ابن عباس: امتحانهن أن يستحلفن ما خرجت من بغض زوج، ولا رغبة عن أرض إلى ارض، ولا التماس دنيا انما خرجت حبا لله ولرسوله فاستحلفها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما خرجت بغضا لزوجها ولا عشقا لرجل منا ؛ وما خرجت إلّا رغبة في الإسلام، فحلفت بالله الذي لا إله إلّا هو على ذلك، فأعطى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زوجها مهرها وما أنفق عليها ولم يردها عليه، فتزوجها عمر بن الخطاب وكان رسولاللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرد من جاء من الرجال.

ويحبس من جاء من النساء إذا امتحن ويعطى أزواجهن مهورهن. قال الجبائي: لم يدخل في شرط صلح الحديبية إلّا رد الرجال دون النساء ولم يجز للنساء ذكر، وان أم كلثوم بنت عتبة بن أبي معيط جاءت مسلمة مهاجرة من مكّة فجاء أخواها

٣٠٥

إلى المدينة وسألا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ردّها عليهما، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الشرط بيننا في الرجال لا في النساء، فلم يردها عليهما، قال الجبائي: وإنّما لم يجر هذا الشرط في النساء لانّ المرأة إذا أسلمت لم تحل لزوجها الكافر، فكيف ترد عليه وقد وقعت الفرقة بينهما؟

٢١ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أحمد بن عمر عن درست الواسطي عن علي بن رئاب عن زرارة بن أعين عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لا ينبغي نكاح أهل الكتاب، قلت: جعلت فداك وأين تحريمه؟ قال: قوله:( وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ ) .

٢٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبي جعفر عن أبيه عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ) فقال: هذه منسوخة بقوله:( وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ ) .

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ ) يقول: من كانت عنده امرأة كافرة يعنى على غير ملة الإسلام، وهو على ملة الإسلام، فليعرضعليها‌السلام ، فان قبلت فهي امرأته والا فهي برية، فنهى الله أن يمسك بعصمتها.

٢٤ ـ في مجمع البيان عند قوله تعالى:( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ) وروى أبو الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام انه منسوخ بقوله:( وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ) وبقوله:( وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ ) .

٢٥ ـ في مصباح شيخ الطائفة (ره) خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول: وتقربوا إلى الله بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه،( وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ ) .

٢٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: وأسألوا ما أنفقتم يعنى إذا لحقت امرأة من المسلمين بالكفار، فعلى الكافر ان يرد على المسلم صداقها ،

٣٠٦

فان لم يفعل الكافر وغنم المسلمون غنيمة أخذ منها قبل القسمة صداق المرأة اللاحقة بالكفار، وقال في قوله:( وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إلى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ ) يقول: يعنى يلحقن بالكفار من أهل عقدكم فاسئلوهم صداقها، وان لحقوا بكم من نسائهم شيء فأعطوهم صداقها ذلكم حكم الله يحكم بينكم. وأمّا قوله:( وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ ) يقول: يلحقن بالكفار الذين لا عهد بينكم وبينهم فأصبتم غنيمة فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون قال: وكان سبب نزول ذلك ان عمر بن الخطاب كانت عنده فاطمة بنت أبي امية بن المغيرة، فكرهت الهجرة معه وأقامت مع المشركين. فنكحها معاوية بن أبي سفيان، فأمر الله رسوله أن يعطى عمر مثل صداقها.

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام ( وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ ) فلحقن بالكفار من أهل عهدكم فاسئلوهم صداقها، وان لحقن بكم من نسائهم شيء فأعطوهم صداقها( ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ) .

٢٧ ـ في كتاب علل الشرائع حدّثنا محمد بن الحسن رضى الله عنه قال حدّثنا محمد بن الحسن الصفاررحمه‌الله عن إبراهيم بن هاشم عن صالح بن سعيد وغيره من أصحاب يونس عن يونس عن أصحابه عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام قال قلت: رجل لحقت امرأته بالكفار وقد قال اللهعزوجل في كتابه:( وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إلى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا ) ما معنى العقوبة هاهنا؟ قال: إنّ الذي ذهبت امرأته فعاقب على امرأة اخرى غيرها يعنى تزوجها فاذا هو تزوج امرأة اخرى غيرها، فعلى الامام ان يعطيه مهر امرأته الذاهبة فسألته فكيف صار المؤمنون يردون على زوجها المهر بغير فعل منهم في ذهابها وعلى المؤمنين ان يردوا على زوجها ما أنفق عليها مما يصيب المؤمنين قال: يرد الامام عليه أصابوا من الكافر أو لم يصيبوا، لان على الامام ان يجبر(١) حاجته من تحت يده، وان حضرت القسمة فله أن يسد كل نائبة تنوبه قبل القسمة، وان بقي بعد ذلك

__________________

(١) وفي المصدر «ان ينجز حاجته ....».

٣٠٧

شيء قسمه بينهم، وان لم يبق لهم شيء فلا شيء لهم.

٢٨ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لـمّا فتح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مكة بايع الرجال، ثم جاءت النساء يبايعنه، فأنزل اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) قالت هند: اما الولد فقد ربينا صغارا وقتلتهم كبارا، وقالت أم حكيم بنت الحارث بن هشام وكانت عند عكرمة بن أبي جهل: يا رسول الله ما ذاك المعروف الذي أمرنا الله أن لا نعصينك فيه؟ قال: لا تلطمن خدا، ولا تخمشن وجها، ولا تنتفن شعرا، ولا تشققن جيبا، ولا تسودن ثوبا، ولا تدعين بويل، فبايعهن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على هذا، فقالت: يا رسول الله كيف نبايعك! قال: اننى لا أصافح النساء فدعا بقدح من ماء، فأدخل يده ثم أخرجها، فقال: ادخلن أيديكن في هذا الماء.

٢٩ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن مسلم الجبلي عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : كيف ماسح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله النساء حين بايعهن؟ قال: دعا بمركنه(١) الذي كان يوضى فيه فصب فيه ماء ثم غمس يده اليمنى فكلما بايع واحدة منهن قال: اغمسي يدك فتغمس كما غمس رسول الله، فكان هذا مماسحته اياهن.

على بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

٣٠ ـ أبو علي الأشعري عن أحمد بن إسحاق عن سعد بن مسلم قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أتدري كيف بايع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله النساء؟ قلت: الله اعلم وابن رسوله قال: جمعهن حوله ثم دعا بتور برام(٢) فصب فيه ماء نضوحا ثم غمس

__________________

(١) المركن: الاجانة التي يغسل فيها الثياب.

(٢) التور: إناء يشرب فيه. وبرام: موضع.

٣٠٨

يده فيه ثم قال: اسمعن يا هؤلاء أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن، ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن، ولا تعصين بعولتكن في معروف، أقررتن؟ قلن: نعم ؛ فأخرج يده من التور ثم قال لهن: اغمسن أيديكم: ففعلن فكانت يد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطاهرة أطيب من أن يمس بها كف أنثى ليست له بمحرم.

٣١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب الخزار عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ) قال: المعروف ان لا يشققن جيبا ولا يلطمن خدا ؛ ولا يدعون ويلا، ولا يتخلفن عند قبر، ولا يسودن ثوبا، ولا ينشرن شعرا.

٣٢ ـ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة الخزاعي عن علي بن إسماعيل عن عمر وبن أبي المقدام قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: تدري ما قوله تعالى:( وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ) ؟ قلت: لا قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمةعليها‌السلام : إذا أنا مت فلا تخمشي على وجها، ولا ترخى على شعرا، ولا تنادي بالويل، ولا تقيمي على نائحة ؛ قال: ثم قال: هذا المعروف الذي قال اللهعزوجل .

٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن علي عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ) قال: هو ما فرض الله عليهن من الصلوة والزكاة وما أمرهن به من خير.

٣٤ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وفي رواية ربعي بن عبد الله انه لـمّا بايع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله النساء وأخذ عليهن، دعا بإناء فملأه ثم غمس يده في الإناء ثم أخرجها ثم أمرهن بان يدخلن أيديهن فتغمس فيه.

٣٥ ـ في مجمع البيان وروى ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بايعن وكان على الصفا وكان عمر أسفل منه، وهند بنت عتبة متنقبة متنكرة مع النساء خوفا أن يعرفها رسول الله

٣٠٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال: أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا، فقالت هند: انك لتأخذ علينا امرا ما رأيناك أخذته على الرجال ؛ وذلك انه بايع الرجال يومئذ على الإسلام والجهاد فقط، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ولا تسرقن فقالت هند: ان أبا سفيان رجل ممسك وانى أصبت من ماله هنات(١) فلا أدرى أيحل لي أم لا؟ فقال أبو سفيان: ما أصبت من مالي فيما مضى وفيما غبر(٢) فهو لك حلال، فضحك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعرفها فقال: وانك لهند بنت عتبة؟ قالت: نعم فاعف عما سلف يا نبي الله عفا الله عنك.

فقال: ولا تزنين فقالت هند: أو تزني الحرة؟ فتبسم عمر بن الخطاب لـما جرى بينه وبينها في الجاهلية فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ولا تقتلن أولادكن فقالت: ربيناهم صغارا وقتلتموهم كبارا فأنتم وهم أعلم، وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قتله عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام يوم بدر، فضحك عمر حتى استلقى، وتبسم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولما قال: ولا تأتين ببهتان قالت هند: والله ان البهتان قبيح وما تأمرنا إلّا بالرشد ومكارم الأخلاق. ولما قال: ولا يعصينك في معروف، قالت هند: ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء.

وروى الزهري عن عائشة قال: كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يبايع النساء بالكلام بهذه الآية ان لا يشركن بالله شيئا، وما مست يد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يد امرأة قط إلّا امرأة يملكها رواه البخاري في الصحيح.

٣٦ ـ وروى انهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا بايع النساء دعاء بقدح فغمس يده فيه، ثم غمس أيديهن فيه، وقيل انه كان يبايعهن من وراء الثوب عن الشعبي.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الصف وأدمن قراءتها في فرائضه ونوافله صفه الله مع ملائكته وأنبيائه المرسلين.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من قرأ سورة

__________________

(١) الهنات جمع الهنة بمعنى الشيء.

(٢) غبر بمعنى مضى أيضا.

٣١٠

عيسىعليه‌السلام (١) كان عيسىعليه‌السلام مصليا مستغفرا له ما دام في الدنيا وهو يوم القيامة رفيقه.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ ) مخاطبة لأصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذين وعدوه ان ينصروه ولا يخالفوا امره ولا ينقضون عهده في أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فعلم الله انهم لا يفون بما يقولون، فقال:( لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ ) الآية وقد سماهم الله مؤمنين بإقرارهم وان لم يصدقوا.

٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له، فمن أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرض وذلك قوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ ) .

٥ ـ في نهج البلاغة والخلف يوجب المقت عند الله والناس، قال الله سبحانه:( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ ) .

٦ ـ وفيه قالعليه‌السلام : كان لي فيما مضى أخ إلى أن قالعليه‌السلام : وكان يفعل ما يقول ولا يقول ما لا يفعل.

٧ ـ في الكافي في حديث مالك بن أعين قال: حرض أمير المؤمنينعليه‌السلام الناس بصفين فقال: إنّ اللهعزوجل دلكم إلى ان قالعليه‌السلام : وقال جل جلاله:( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ ) فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص، فقدموا الدارع وأخروا الحاسر وعضوا على النواجذ فانه أنبأ للسيوف على الهام، والتووا على أطراف الرماح فانه أمور للاسنة، وغضوا الأبصار فانه اربط للجأش وأسكن للقلوب وأميتوا الأصوات فانه أطرد للفشل وأولى بالوقار ولا تميلوا براياتكم ولا تزيلوها ولا تجعلوها إلّا مع شجعانكم، فان المانع للذمار

__________________

(١) تسمى سورة الصف بسورة عيسى (عليه السلام) وسورة الحواريين أيضا.

٣١١

والصابر عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ(١) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر المؤمنين الذين جاهدوا وقاتلوا في سبيل الله فقال:( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ ) قال: يصطفون كالبنيان الذي لا يزول.

٩ ـ في مصباح شيخ الطائفةقدس‌سره خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام خطب بها يوم الغدير يقول فيهاعليه‌السلام واعلموا أيها المؤمنون ان اللهعزوجل قال:( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ ) أتدرون ما سبيله؟ انا سبيل الله الذي نصبني للاتباع بعد نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٠ ـ في مجمع البيان:( وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ

__________________

(١) الدارع: لا بس الدرع. والحاسر ـ بالمهملات ـ: الذي لا مغفر له ولا درع والنواجذ: أقصى الأسنان والضواحك منها. وأنبأ ـ بتقديم النون على الموحدة ـ: أي أبعد وأشد دفعا، قال الفيض (ره) في الوافي: قيل: الوجه في ذلك ان العض على الأضراس يشد شئون الدماغ ورباطاته فلا يبلغ اليف مبلغه. والهام جمع الهامة وهي الرأس، قيل: أمرهم با يلتووا إذا طعنوا لأنهم إذا فعلوا ذلك فبالحرى ان يمور الإنسان أي يتحرك عن موضعه فيخرج زالقا وإذا لم يلتووا لم يمر السنان ولم يتحرك عن موضعه فينخرق وينفذ ويقتل. وأمرهم بغض الأبصار في الحرب لأنه أربط للجأش أي أثبت للقلب لان الغاض بصره في الحرب أحرى أن لا يدهش ولا يرتاع لهول ما ينظر. وأمرهم باماتة الأصوات واخفائها لأنه أطرد للفشل وهو الجبن والخوف وذلك لان الجبان يرعد ويبرق والشجاع صامت وأمرهم بحفظ رآياتهم ان لا تميلوها بأيدي الجبناء كيلا يجنبوا عن إمساكها. والذمار ـ بالكسر ـ: ما يلزم حفظه وحمايته سمى ذمارا لأنه يجب على أهله التذمر له أي الغضب. والحقائق جمع الحاقة وهي الأمر الصعب الشديد ومنه قول تعالى «الحاقة الحاقة».

٣١٢

تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ ) روى في قصة قارون انه دس إليه امرأة وزعم انه زنى بها ورموه بقتل هارون.

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله( زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ ) أي شكك الله قلوبهم ثم حكى قول عيسىعليه‌السلام لبني إسرائيل: إني رسول الله إليكم مصدقا لـما بين يديّ من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين قال: وسأل بعض اليهود لعنهم الله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لم سميت أحمد ومحمّد وبشيرا ونذيرا؟ فقال: أمّا محمّد فإنّي في الأرض محمود، وأمّا أحمد فإنّي في السماء أحمد منى في الأرض، وأمّا البشير فأبشر من أطاع الله بالجنة، وأمّا النذير فأنذر من عصى الله بالنار.

١٢ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وقام إليه آخر وسأله عن ستة من الأنبياء لهم اسمان؟ فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل ويعقوب وهو إسرائيل، والخضر وهو حليقا، ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح، ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم أجمعين.

١٣ ـ وباسناده إلى صفوان بن يحيى صاحب السابري قال: سألنى أبو قرة صاحب الجاثليق ان أوصله إلى الرضاعليه‌السلام فاستأذنته في ذلك قال: ادخله على فلما دخل عليه قبل بساطه وقال: هكذا علينا في ديننا أن نفعل بأشراف أهل زماننا، ثم قال: أصلحك الله ما تقول في فرقة ادعت دعوى فشهدت لهم فرقة اخرى معدلون؟ قال: الدعوى لهم قال: فادعت فرقة اخرى دعوى فلم يجدوا شهودا من غيرهم؟ قال: لا شيء لهم، قال: فانا نحن ادعينا أن عيسى روح الله وكلمته فوافقنا على ذلك المسلمون وادعى المسلمون ان محمدا نبي فلم نتابعهم عليه وما أجمعنا عليه خير مما افترقنا فيه، فقال أبو الحسنعليه‌السلام : ما اسمك؟ قال: يوحنا قال: يا يوحنا انا آمنا بعيسى روح الله وكلمته الذي كان يؤمن بمحمد ويبشر به ويقر على نفسه أنه عبد مربوب فان كان عيسى الذي هو عندك روح الله وكلمته ليس هو الذي آمن بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و

٣١٣

بشر به ولا هو الذي أقر اللهعزوجل بالعبودية فنحن منه براء، فأين اجتمعنا؟ فقام وقال لصفوان بن يحيى ؛ قم فما كان أغنانا عن هذا المجلس؟

١٤ ـ في كتاب الخصال عن أبي أمامة قال: قلت: يا رسول الله ما كان بدو أمرك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى، ورأت أمي انه خرج منها شيء أضاءت منه قصور الشام.

١٥ ـ عن أبي جعفرعليه‌السلام ان لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشرة أسماء: خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن، فأما التي في القرآن فمحمد وأحمد وعبد الله ويس وان، الحديث.

١٦ ـ في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضاعليه‌السلام مع أصحاب الملل والمقالات قال الجاثليق للرضاعليه‌السلام : ما تقول في نبوة عيسى وكتابهصلى‌الله‌عليه‌وآله هل تنكر منها شيئا قال الرضاعليه‌السلام : انا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشر به أمته وأقرت به الحواريون وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبكتابه ولم يبشر به أمته، قال الجاثليق: أليس انما تقطع الأحكام بشاهدي عدل؟ قال: بلى قال: فأقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوة محمد لا تنكره النصرانية، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا، قال الرضاعليه‌السلام : الآن جئت بالنصفة يا نصراني، ألا تقبل منى العدل المقدم عند المسيح بن مريم؟ قال الجاثليق: ومن هذا العدل؟ سمه لي، قال: ما تقول في يوحنا الديلمي؟ قال: بخ بخ ذكرت أحب الناس إلى المسيح، قالعليه‌السلام : فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل ان يوحنا قال: إنّ المسيح أخبرنى بدين محمد العربي وبشرنى به أن يكون من بعده فبشرت به الحواريين فآمنوا به؟ قال الجاثليق: قد ذكرنا ذلك يوحنا عن المسيح وبشر بنبوة رجل وأهل بيته ووصيه ولم يلخص متى يكون ذلك؟ ولم يسم لنا القوم لنعرفهم، قال الرضاعليه‌السلام : فان جئناك بمن يقرأ الإنجيل فتلا عليك ذكر دين محمد وأهل بيته أتؤمن به؟ قال: سديدا(١) قال الرضاعليه‌السلام : لنسطاس الرومي: كيف حفظك للسفر الثالث من الإنجيل؟

__________________

(١) وفي نسخة البحار «شديدا» بدل «سديدا».

٣١٤

قال: ما أحفظنى له! ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال: ألست تقرأ الإنجيل؟ قال: بلى لعمري قال: فخذ على السفر الثالث فانه كان فيه ذكر محمد وأهل بيته وأمته فاشهدوا لي، وان لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا، ثم قرأعليه‌السلام السفر الثالث حتى إذا بلغ ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقف ثم قال: يا نصراني اسألك بحق المسيح وأمه أتعلم أني عالم بالإنجيل؟ قال: نعم ثمّ تلا علينا ذكر محمّد وأهل بيته وأمته، ثمّ قال: ما تقول يا نصراني؟ هذا قول عيسى بن مريم فان كذبت ما ينطق به الإنجيل فقد كذّبت عيسى وموسى، ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل لأنك تكون قد كفرت بربك وبنبيك وبكتابك، قال الجاثليق: لا أنكر ما قد بان لي من الإنجيل وانا أقربه، قال الرضاعليه‌السلام : اشهدوا على إقراره، ثم قال: يا جاثليق سل عما بدا لك، قال الجاثليق: أخبرنى عن حواري عيسى بن مريم كم كان عدتهم وعن علماء الإنجيل كم كانوا؟ قال الرضاعليه‌السلام : على الخبير سقطت، أما الحواريون فكانوا اثنى عشر رجلا وكان أعلمهم وأفضلهم ألوقا، وأمّا علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال يوحنا الأكبر بأخ ويوحنا بقرقيسا ويوحنا الديلمي بزجار(١) وعنده كان ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر أهل بيته وأمته، وهو الذي بشر امة عيسى وبنى إسرائيل به في عيون الأخبار مثله سواء.

١٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : بقي الناس بعد عيسىعليه‌السلام خمسين ومأتى سنة بلا حجة ظاهرة.

١٨ ـ وباسناده إلى يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان بين عيسى ومحمّد صلى الله عليهما خمسمائة عام منها مأتين وخمسين عاما ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر، قلت: فما كانوا؟ قال: كانوا متمسكين بدين عيسىعليه‌السلام قلت: فما كانوا؟ قال: كانوا مؤمنين

__________________

(١) أخ: موضع بالبصرة. وقرقيساء: بلدة: على الفرات سمى بقرقيسا بن طهمورث وزجار ـ كما في الأصل وكذا المصدر ونسخة البحار ـ: مجهول لم نعرف مكانا بهذا الاسم ولعله مصحف «الرجاز» كشداد كما في العيون واد بنجد وموضع بفارس.

٣١٥

ثمّ قالعليه‌السلام : ولا تكون إلّا وفيها عالم.

١٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسأله أعلمهم فيما سأله فقال: لأي شيء سميت محمدا وأحمد وأبا القاسم وبشيرا ونذيرا وداعيا؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اما محمّد فإنّي محمود في الأرض، وأمّا أحمد فإنّي محمود في السماء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله:عليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : فلما أن بعث اللهعزوجل المسيح قال المسيحعليه‌السلام انه سوف يأتى من بعدي نبي اسمه أحمد من ولد إسماعيلعليه‌السلام يجيء بتصديقي وتصديقكم وعذري وعذركم.

٢١ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لم تزل الأنبياء تبشر بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى بعث الله تبارك وتعالى المسيح عيسى بن مريم، فبشر بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وذلك قوله تعالى: «يجدونه» يعنى اليهود والنصارى «مكتوبا» يعنى صفة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله «عندهم» يعنى في التوراة والإنجيل( يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ) وهو قول اللهعزوجل يخبر عن عيسى: و( مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) وبشر موسى وعيسى بمحمد كما بشر الأنبياء صلوات الله عليهم بعضهم ببعض، حتى بلغه محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٢ ـ وباسناده إلى علي بن عيسى رفعه قال: إنّ موسىعليه‌السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: أوصيك يا موسى وصية الشفيق والمشفق بابن البتول عيسى بن مريم صاحب الاوتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر الطيب الطاهر المطهر(١) فمثله في كتابك انه مؤمن مهيمن على الكتب كلها، راكع ساجد راغب راهب إخوانه المساكين وأنصاره قوم آخرون ،

__________________

(١) مر معناه في صفحة. ٢١١ فراجع.

٣١٦

ويكون في زمانه أزل وزلازل(١) وقتل وقلة من المال، اسمه أحمد محمد الأمين من الباقين من ثلة الأولين الماضين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى يونس بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليه‌السلام قال: إنّ اسم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في صحف إبراهيم الماحي، وفي توراة موسى الحاد، وفي إنجيل عيسى احمد، وفي الفرقان محمد، قيل: فما تأويل الماحي؟ فقال: الماحي صورة الأصنام وماحي الأزلام والأوثان وكل معبود دون الرحمن، قيل: فما تأويل الحاد؟ قال: يحاد من حاد الله ودينه قريبا كان أو بعيدا، قيل: فما تأويل أحمد قال: حسن ثناء اللهعزوجل في الكتب بما حمد من أفعاله، قيل: فما تأويل محمد؟ قال: إنّ الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع أممهم يحمدونه ويصلون عليه.

٢٤ ـ في عوالي اللئالى وروى في الحديث أن الله تعالى لـمّا بشر عليه بظهور نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في صفته: واستوص بصاحب الجمل الأحمر والوجه الأقمر نكاح النساء.

٢٥ ـ في مجمع البيان وصحت الرواية عن الزهري عن محمد بن مسلم عن أبيه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان لي أسماء أنا أحمد وانا محمد وانا الماحي الذي يمحوا الله بى الكفر وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وانا العاقب الذي ليس بعدي نبي أورده البخاري في الصحيح.

٢٦ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل : يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم قال: يريدون ليطفئوا نور الله ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام بأفواههم، قلت: والله متم نوره قال: والله متم الامامة لقوله:( الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) فالنور هو الامام.

__________________

(١) الأزل: الضيق. والزلازل: البلايا.

٣١٧

٢٧ ـ أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد الله عن محمد بن الحسن(١) وموسى بن عمر عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى:( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ ) قال: ليطفئوا ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام بأفواههم قلت:( وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ) قال يقول: والله متم الامامة والامامة هي النور وذلك قوله:( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) قال: النور هو الامام.

٢٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عمار بن موسى الساباطي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته وهو يقول: لم تخل الأرض من حجة عالم يحيى فيها ما يميتون من الحق، ثم تلا هذه الاية:( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ) .

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ) قال: بالقائم من آل محمدعليهم‌السلام حتى إذا خرج يظهره الله على الدين كله حتى لا يعبد غير الله وهو قولهعليه‌السلام : يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

٣٠ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ ) قال هو الذي أرسل رسوله بالولاية لوصيه، والولاية هي دين الحق قلت:( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) قال: يظهر على جميع الأديان عند قيام القائم، يقول الله: «والله متم ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام ولو كره الكافرون بولاية على» قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم اما هذا الحرف فتنزيل وأمّا غيره فتأويل والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

أقول: وهذا متصل بآخر ما نقلنا عن أصول الكافي سابقا اعنى قوله: فالنور هو الامام ؛ ويتصل هذا المتن به قلت: هو الذي إلخ.

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ولكتاب جامع الرواة، لكن في الأصل محمد بن الحسين «مصغرا».

٣١٨

٣١ ـ في مجمع البيان وروى العياشي بالإسناد عن عمران بن ميثم عن عباية انه سمع أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: هو الذي أرسل عبده بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله أظهروا ذلك بعد؟ قالوا: نعم قال: كلا والذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية إلّا وينادى فيها بشهادة أنْ لا إله إلّا الله ومحمّد رسول الله بكرة وعشيا.

٣٢ ـ في الكافي وفي حديث مالك بن أعين قال: حرض أمير المؤمنينعليه‌السلام الناس بصفين فقال: إنّ اللهعزوجل دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم وتشفى بكم على الخير(١) والايمان بالله والجهاد في سبيل الله، وجعل ثوابه مغفرة للذنب ومساكن طيبة في جنات عدن.

٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ) فقالوا: لو نعلم ما هي لنبذلن فيها الأموال والأنفس والأولاد، فقال الله:( تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ ) إلى قوله( ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .

٣٤ ـ في مجمع البيان وسأل الحسن عمران بن حصين وأبا هريرة عن تفسير قوله تعالى:( وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ) فقالا: على الخبير سقطت.

سألنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك فقال: قصر من لؤلؤ في الجنة، في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء، في كل بيت سبعون سريرا، على كل سرير سبعون فراشا من كل لون، على كل فراش امرأة من الحور العين، في كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لونا من الطعام في كل بيت سبعون وصيفة(٢) قال: ويعطى الله المؤمن من القوة في غداة واحدة ما يأتى على ذلك كله.

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ )

__________________

(١) أشفى على الشيء أي أشرف.

(٢) الوصيفة: الجارية. وفي المصدر «في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة».

٣١٩

يعنى في الدنيا بفتح القائمعليه‌السلام ، وأيضا قال فتح مكة.

٣٦ ـ في روضة الكافي حدّثنا ابن محبوب(١) عن أبي يحيى كوكب الدم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ حواري عيسى صلى الله عليه كانوا شيعته، وان شيعتنا حواريونا، وما كان حواري عيسى بأطوع له من حوارينا لنا، وإنّما قال عيسىعليه‌السلام : من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فلا والله ما نصروه من اليهود، ولا قاتلوهم دونه، وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينصرونا ويقاتلون دوننا ويخوفون ويحرقون ويعذبون ويشردون في البلاد، جزاهم الله عنا خيرا، وقد قال أمير المؤمنينعليه‌السلام والله لو ضربت خيشوم(٢) محبينا بالسيف ما أبغضونا، والله لو أدنيت إلى مبغضينا وحثوت لهم من المال ما أحبونا(٣) .

٣٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه: ولم يخل أرضه من عالم بما يحتاج الخليقة اليه، ومتعلم على سبيل النجاة.

أولئك هم الأقلون عددا وقد بين الله ذلك من أمم الأنبياء وجعلتهم مثلا لمن تأخر مثل قوله في حواري عيسى حيث قال لساير بنى إسرائيل:( مَنْ أَنْصارِي إلى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) يعنى مسلمون لأهل الفضل فضلهم، ولا يستكبرون عن أمر ربهم، فما أجابه منهم إلّا الحواريون.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله «( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي * اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ ) قال: التي كفرت هي التي قتلت شبيه عيسىعليه‌السلام ، وصلبته، والتي آمنت هي التي قبلت فقتلت الطائفة التي قتلته وصلبته وهو قوله:( فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ ) .

__________________

(١) وقبله: «محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب اه».

(٢) الخيشوم: أقصى الأنف.

(٣) كناية عن كثرة العطاء قال في القاموس: حثوت له أي أعطيته كثيرا.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

منها إنّما ورد فيها ذكر عبد الله بن الزبير بن العوام ، ورقماً واحداً وهو في صفحة 253 سطر 15 فلم يرد فيها ذكر أيّ منهما ، ومن المضحك أن الصفحة ليس فيها سوى تسعة سطور ، بينما يحيل المحقق على السطر 15 ، وعلى هذه فقس ما سواها.

وبعد ما تقدم من الشواهد هل نتوقع من محقق لم يراع بسائط فنّ التحقيق أن يبحث لنا عن النصوص الضائعة من كتاب المعارف ؟

وهل نتوقع منه إن وجدها أن يثبتها في مواضعها كما هي منقولة وموثقة ويشير إلى ذلك ؟

كيف وأنّى ، وقد عرفنا مبلغ علمه ومنتهى جهده ، فعسى أن ينبري بعض المحققين إلى سدّ الثغرات في الكتاب ، وذلك بجمع ما تناثر في بطون الكتب مما نقل عن كتاب المعارف ولا يوجد في نسخه المطبوعة ، وانّ في صحاح الجوهري ، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ، وعمدة القاري للعيني جملة صالحة من المنقول عن كتاب المعارف ، حبّذا لو قورنت مع المطبوع من نسخة المعارف.

وختاماً أعود فأذكر القارئ بالداعي الذي دعاني إلى هذا البحث في كتاب المعارف ، هو تضييع بعض النصوص عن عمد فيما أرى ، كالنص الذي تقدم في أول البحث ذكره وهو : ( وإنّ محسناً فسد من زحم قنفذ العدوي ).

وإنّما قلت عن عمد لأنّ الرواة لم تسمح لهم ظروفهم الخاصة برواية الأحداث التي صاحبت سقوط السيد السبط المحسن السقط كما هي ، ويبقى الحديث عنها مهموساً في المجالس الخاصة ، وبالكناية والتعريض ، وهذا ما أشار إلى جانب منه ما ذكره ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة(1) من خبر ترويع هبّار بن الأسود لزينب بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث روّعها بالرمح وهي في الهودج وكانت

__________________

(1) شرح النهج لابن أبي الحديد 4 : 351.

٦٠١

حاملاً ، فلما رجعت طرحت ما في بطنها ، وقد كانت من خوفها رأت دماً في الهودج ، فلذلك أباح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دم هبّار بن الأسود يوم فتح مكة.

قال ابن أبي الحديد : قلت : وهذا الخبر قرأته على النقيب أبي جعفررحمه‌الله فقال : إذا كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أباح دم هبّار بن الأسود لأنه روّع زينب فألقت ذا بطنها ، فظهر الحال انّه لو كان حيّاً لأباح دم من روّع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها.

فقلت : أروي عنك ما يقوله قوم انّ فاطمة رُوّعت فألقت المحسن ؟ فقال : لا تروه عني ، ولا ترو عني بطلانه ، فإنّي متوقف في هذا الموضع لتعارض الأخبار عندي أه‍.

أقول : ولم يعقّب ابن أبي الحديد على ذلك بشيء ، فهل هو أيضاً من المتوقفين ؟ أم انّه كشيخه ، يتقي المصارحة خوفاً من الحشوية ، فالله أعلم بحقيقة الحال ، وتبقى ظلامة الزهراءعليها‌السلام أعظم رزية كما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد ذكر ابن حجر في فتح الباري في شرح الحديث السادس من باب مرض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله (1) فقال :

وعند الطبري من وجه آخر عن عائشة أنّهصلى الله عليه ( وآله ) (2) وسلم قال لفاطمة : ( إنّ جبريل أخبرني انّه ليس امرأة من نساء المسلمين أعظم رزية منك ، فلا تكوني أدنى امرأة منهنّ صبراً ).

* * *

__________________

(1) فتح الباري 9 : 201.

(2) من عادة الحافظ ابن حجر ذكر التصلية تماماً على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله , ملتزماً بذلك في سائر كتبه , إلاّ انّ الطبعات الحديثة لبعض كتبه نجد فيها الصلاة البتراء , بتر الله عُمر من بتر.

٦٠٢
٦٠٣

الملحق الثالث :

المحسن بن الحسينعليه‌السلام :

إنّ من آثار الظلم الذي لحق بأهل البيتعليهم‌السلام من جراء بيعة الفلتة في السقيفة ، ما بقي أثره شاهداً وماثلاً للعيان حتى يومنا الحاضر ، هي تلك المشاهد المشرّفة لآل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله المنتشرة في شتى بقاع الأرض ، حيث توالت عليهم المحن والرزايا منذ التحق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالرفيق الأعلى ( لم يمتثل أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الهادين بعد الهادين ، والأمة مصرّة على مقته ، مجتمعة على قطيعة رحمه وإقصاء ولده ، إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم ، فقُتل من قتل ، وسُبي من سبي ، وأقصي من أقصي ، وجرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة ).

وقد أشار شاعرهم دعبل بن علي الخزاعي إلى بعض تلك المشاهد التي كانت في أيامه ، فسعدت بضم رفاتهم وخلدت بجميل تاريخهم ، حيث يقول في تائيته الخالدة :

قبورٌ بكوفان وأخرى بطيبةٍ

وأخرى بفخ نالها صلواتي

وأخرى بجنب النهر من أرض كربلا

معرّسهم فيها بشطّ فرات

وأخرى بأرض الجوزجان محلها

وقبر بباخمرى لدى المغرباتي

وقبر ببغداد لنفس زكية

تضمّنها الرحمان في الغرفات

وقبر بطوس يا لها من مصيبة

ألحّت على الأحشاء بالزفرات

٦٠٤

وزاد عليه شاعر آخر فقال :

لا تأمن الدهر إنّ الدهر ذو غير

وذو لسانين في الدنيا ووجهين

أخنى على عترة الهادي فشتتهم

فما ترى جامعاً منهم بشخصين

بعض بطيبة مدفون وبعضهم

بكربلاء وبعض بالغريين

وأرض طوس وسامرا وقد سعدت

بغداد بدرين حلا وسط قبرين

وقد جمع ذكرهم ببراعة فائقة أبو الفضل يحيى بن سلامة الحصكفي ( ت 553 ه‍ ) في بيت شعر من قصيدته الخالدة(1) فقال :

قوم لهم في كل أرض مشهد

لا بل لهم في كل قلب مشهد

ولئن ضاعت معالم تلك المشاهد وما أكثر الدوارس منها ، لكن لا يزال حديث أصحابها يعطر الأفواه والأجواء كأنه المسك الزاكي ، ويقص علينا تاريخهم المليء بالمآسي من الأمة شاكي ، كمثل المحسن السبط الذي كانت هذه الرسالة باسمه ، وهو أول شهيد من ضحايا العنف السياسي فلم يعرف له قبر ، وأنّى وقد دفنته فضة في ناحية البيت.

ولكن لسميّه وابن أخيه وشبهه في المأساة ( المحسن السقط بن الحسينعليه‌السلام ) مشهدٌ معروف ولا يزال ماثلاً للعيان ، شاهق البنيان ، في غربي حلب ، ويعرف بمشهد الدكة ، ومشهد الطرح ، ومشهد المحسن بن الحسينعليهما‌السلام .

وقد حفظ التاريخ شيئاً من مأساته ، حين ذكر المؤرخون كالطبري وابن الأثير في أحداث سنة 61 ه‍ ، والخوارزمي في مقتل الحسينعليه‌السلام وغيرهم ، حديث وقعة كربلاء ، واستشهاد الإمام الحسينعليه‌السلام وأهل بيته وأنصاره ، وما

__________________

(1) راجع تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي : 205 ـ 206 , والشذرات الذهبية لابن طولان : 43.

٦٠٥

جرى على آله من بعده من سبي العيال والأطفال من كربلاء إلى الكوفة وفيها إلى الشام ، وكانت الطريق السالكة يومئذٍ بين الكوفة والشام تمر بحلب وحمص وحماه ثم الشام.

فجاء الحفاة الطغاة بأهل البيت من هذا الطريق ، ولا تزال في بعض المنازل توجد مساجد باسم الإمام زين العابدينعليه‌السلام ، وفي حلب يوجد ـ إلى الآن ـ مشهدان أحدهما يعرف بمشهد النقطة ، والآخر بمشهد المحسن.

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان(1) : جبل في غربي حلب ( في سفحه مقابر ومشاهد للشيعة )(2) ، ومنه كان يحمل النحاس الأحمر وهو معدن ، ويقال : أنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن عليرضي‌الله‌عنه ونساؤه ، وكانت زوجة الحسين حاملاً ، فأسقطت هناك ، فطلبت من الصناع في ذلك الجبل خبزاً وماء فشتموها ومنعوها فدعت عليهم ، فمن الآن من عمل فيه لا يربح ، وفي قبلي الجبل مشهد يعرف بمشهد السقط ، ويسمى بمشهد الدكة ، والسقط يسمى بمحسن بن الحسينرضي‌الله‌عنه .

قال الغزي في نهر الذهب في تاريخ حلب(3) : وفي سنة 61 ه‍ قتل الحسين بن علي ( رضي الله عنهما ) بكربلاء ، واحتز رأسه الشريف شمر بن ذي الجوشن ، وسار به وبمن معه من آل الحسين إلى يزيد بدمشق ، فمر بطريقه على حلب ، ونزل عند الجبل غربي حلب ، ووضعه على صخرة من صخراته ، فقطرت منه قطرة دم ، عمّر على أثرها مشهد عُرف بمشهد النقطة.

__________________

(1) معجم البلدان 2 : 186 ( جوشن ).

(2) ما بين القوسين لا يوجد في طبعة دار صادر مع أنّه منقول عن معجم ياقوت.

(3) نهر الذهب في تاريخ حلب 3 : 22.

٦٠٦

وقال(1) : إنّ سبب بناء مشهد النقطة هو أن الرأس لما وصلوا به إلى هذا الجبل ، وضعوه على الأرض فقطرت منه قطرة فوق صخر بني عليها الحلبيون هذا المشهد وسمّي مشهد النقطة ، ولعل هذه الصخرة نقلت من هذا المشهد بعد خرابه إلى محراب مشهد الحسين فبني عليها.

وقال أيضاً(2) : فأما مشهد محسن فيعرف بمشهد الدكة ومشهد الطرح ، وهو غربي حلب ، سمي بهذا لأنّ سيف الدولة حمدان كان له دكة على الجبل المطل على موضع المشهد يجلس عليها لينظر حلبة السباق ، فإنّها كانت تقام بين يديه هناك.

وعن تاريخ ابن أبي طي : أنّ مشهد الدكة ظهر في سنة 351 ، وأنّ سبب ظهوره هو أنّ سيف الدولة كان في احدى مناظره التي بداره خارج المدينة ، فرآى نوراً ينزل على مكان المشهد ، وتكرر ذلك فركب بنفسه إلى ذلك المكان ، وحفره فوجد حجراً عليه كتابة : ( هذا قبر المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ) فجمع سيف الدولة العلويين وسألهم ، هل كان للحسينعليه‌السلام ولد اسمه المحسن ، فقال بعضهم ما بلغنا ذلك ، وإنّما بلغنا أنّ فاطمة كانت حاملاً ، فقال لها النبي( صلّى الله عليه وسلّم ) : في بطنك محسن ، فلما كان يوم البيعة هجموا على بيتها لإخراج علي إلى البيعة فأخرجت ، وفي صحة هذا نظر(3) ، وقال بعضهم ـ بعض العلويين ـ : انّ سبي نساء الحسين لما مروا بهنّ على هذا المكان طرحت بعض نسائه هذا الولد.

__________________

(1) المصدر نفسه 2 : 282.

(2) المصدر نفسه 2 : 278 و 289.

(3) المراد بالتنظر في صحة هذا بعدما جاء السؤال عنه وهو هل للحسين ولد اسمه المحسن , فأجاب العلويين في صحة هذا نظر , فلا يتوهم أن التنظر في إسقاط فاطمةعليها‌السلام حملها المحسن , كيف يكون ذلك وقد مرّت مصادر ذلك , ولا يعقل أن ذلك المجيب من بعض العلويين لم يعلم ذلك.

٦٠٧

وقال ابن أبي طي : ولحقت هذا المشهد وهو عليه باب صغير ، وحجر أسود تحت قنطرته مكتوب عليه بخط أهل الكوفة كتابة عريضة : عمّر هذا المكان المبارك ابتغاء لوجه الله وقربة إليه على اسم مولانا المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام الأمير سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان ، وذكر التاريخ المتقدم ( أي تاريخ بنائه وهو سنة 351 ه‍ ).

ثم ذكر ابن أبي طي ماجرى على المشهد المذكور من عمارات ، فمن شاء الإطلاع على ذلك فليرجع إلى تاريخ مشهد الإمام الحسين في حلب ، تأليف السيد حسين يوسف مكي العاملي ط / 1 سنة 1968 م ، بيروت.

أقول : ولقد تشرفت بزيارة المشهد وهو في بقعة أنيقة وأشجار باسقة ، تحوط بالصحن الشريف ، والقبر في وسط البقعة ، ويزوره الزائرون من أهل البلد وغيرهم.

* * *

هذا ما تيسّر لي جمعه وتحقيقه ، والحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على سيّدنا محمد خاتم النبيين ، وعلى آله الميامين علي أمير المؤمنين ، وفاطمة سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة أجمعين ، وعلي زين العابدين ، ومحمد باقر علم النبيين ، وجعفر بن محمد زكي الصدّيقين ، وموسى بن جعفر الكاظم المبين وحبيس الظالمين ، وعلي بن موسى الرضا الأمين ، ومحمد بن علي علم المهتدين ، وعلي بن محمد البر الصادق سيّد العابدين ، والحسن بن علي العسكري ولي المؤمنين ، والخلف الحجة صاحب الزمان مظهر البراهين ، والمنتقم من الظالمين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.

* * *

٦٠٨
٦٠٩

الفهارس

٦١٠

فهرس المصادر

1 ـ الأئمة الإثنا عشر ـ ابن طولون الدمشقي ، تحقيق المنجد.

2 ـ إتحاف السائل ـ المناوي.

3 ـ الإتقان ـ السيوطي ، ط حجازي بالقاهرة عام 1368 ه‍.

4 ـ الإحتجاج ـ الطبرسي ، ط المرتضوية عام 1350 ه‍.

5 ـ أخبار الخلفاء ـ ابن حبّان.

6 ـ أخبار الدول ـ الإسحاقي ، ط العثمانية عام 1304 ه‍.

7 ـ أخبار المدينة المنورة ـ عمر بن شبة البصري ، دار الكتب العلمية بيروت.

8 ـ الإختصاص ـ الشيخ المفيد ، الطبعة الحيدرية.

9 ـ الإختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ـ ابن قتيبة ، ط السعادة بمصر ، عام 1349 ه‍.

10 ـ الأدب المفرد ـ البخاري ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.

11 ـ الأربعون العشارية ـ عبد الرحيم بن الحسين العراقي ، دار ابن حزم ، تحقيق بدر عبد الله البدر.

12 ـ أرجح المطالب ـ عبيد الله آمر تسري ، ط لاهور.

13 ـ الإرشاد ـ الشيخ المفيد ، المطبعة الحيدرية.

14 ـ إرشاد الساري ـ القسطلاني.

15 ـ الاستقصاء ـ ابن عبد البر.

16 ـ الاستيعاب ـ ابن عبد البر ، ط حيدرآباد ، وأيضاً بتحقيق البجّاوي.

17 ـ اُسد الغابة في معرفة الصحابة ـ ابن الأثير ، ط أفست إسلامية طهران.

٦١١

18 ـ إسعاف الراغبين ( بهامش مشارق الأنوار للحمزاوي ) ـ محمد الصبان ، ط الأزهرية عام 1328 ه‍.

19 ـ الإسلام وأصول الحكم ـ علي عبد الرزاق.

20 ـ الإصابة ـ ابن حجر.

21 ـ أصحاب صاحب البراق ـ طاهر الحبوش.

22 ـ إعجاز القرآن ـ الباقلاني ، ط السلفية عام 1349 ه‍.

23 ـ أعلام النساء ـ عمر رضا كحالة ، ط عام 1378 ه‍ بالمطبعة الهاشمية بدمشق.

24 ـ الأغاني ـ أبو الفرج الاصفهاني ، ط دار الكتب المصرية.

25 ـ الإكتفاء بما تضمّنه من مغازي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ سليمان بن مولى الكلاعي ، دار الكتب العلمية.

26 ـ الإكمال ـ ابن ماكولا ، ط أفست حيدرآباد.

27 ـ إكمال إكمال المعلم ـ الوشتاني الآبي ، ط دار الكتب العلمية بيروت.

28 ـ الإكمال في أسماء الرجال ـ الخطيب التبريزي ، ط المكتبة العلمية ملحقاً بكتاب مرقاة المفاتيح.

29 ـ الأمالي ـ الشيخ الصدوق ، ط الحيدرية.

30 ـ الإمامة والسياسة ـ ابن قتيبة ، مطبعة الأمة بمصر عام 1328 ه‍.

31 ـ الأموال ـ حميد بن زنجويه ، تحقيق شاكر ذيب فياض ، الطبعة الأولى عام 1406 ه‍ ، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

32 ـ الأنباء بأبناء الأنبياء ـ القضاعي.

33 ـ أنساب الأشراف ـ البلاذري ، تحقيق د. محمد حميد الله ، ط دار المعارف بمصر.

34 ـ إيقاظ همم أولي الأبصار ـ الشيخ الفلاّثي ، ط المنيرية عام 1354 ه‍.

35 ـ بحار الأنوار ـ محمد باقر المجلسي.

٦١٢

36 ـ البحر المحيط ـ أبو حيان الأندلسي.

37 ـ البدء والتاريخ ـ المطهر بن طاهر المقدسي.

38 ـ البدر الطالع ـ الشوكاني.

39 ـ بغية الوعاة ـ السيوطي.

40 ـ تاج العروس ـ الزبيدي.

41 ـ تاريخ ابن الوردي ـ ط الحيدرية.

42 ـ تاريخ ابن خلدون ـ ط دار الكتاب اللبناني.

43 ـ تاريخ أبو الفداء.

44 ـ تاريخ آداب اللغة العربية ـ جرجي زيدان.

45 ـ تاريخ الإسلام ـ الذهبي.

46 ـ تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والإجتماعي ـ د. حسن إبراهيم حسن.

47 ـ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ـ أحمد شلبي.

48 ـ تاريخ الأمم والملوك ـ الطبري ، ط دار المعارف.

49 ـ تاريخ الخلفاء ـ السيوطي ، ط المنيرية.

50 ـ تاريخ الخميس ـ الدياربكري.

51 ـ التاريخ العربي والمؤرخون ـ شاكر مصطفى ، ط دار الملايين عام 1978 م.

52 ـ التاريخ المقدس ـ ميشل ماير ، ط باريس عام 1874 م.

53 ـ تاريخ اليعقوبي.

54 ـ تاريخ بغداد ـ الخطيب البغدادي.

55 ـ تأويل مختلف الحديث ـ ابن قتيبة.

56 ـ تبصير المتنبه ـ ابن حجر العسقلاني ، تحقيق البجّاوي والنجار.

57 ـ تثبيت دلائل النبوة ـ عبد الجبار المعتزلي الهمداني ، ط الدار العربية بيروت ، تحقيق عبد الكريم عثمان.

٦١٣

58 ـ تحفة الطالب ـ الحسين السمرقندي ( نشر في مجلة تراثنا ، العدد 3 ـ 4 من السنة السادسة عشرة ).

59 ـ تذكرة الحفاظ ـ ط الهند.

60 ـ تذكرة الخواص ـ سبط ابن الجوزي ، ط الحجرية ، وط النجف.

61 ـ التراتيب الإدارية ـ الكتاني.

62 ـ ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ـ ابن عساكر ، تحقيق المحمودي ، ط بيروت.

63 ـ تطهير الجنان واللسان ـ ابن حجر الهيتمي ، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ، ط القاهرة.

64 ـ التكملة ـ ابن الأبار.

65 ـ تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب ـ ابن الفوطي الحنبلي.

66 ـ تمام المتون ـ الصفدي ، تحقيق محد أبو الفضل إبراهيم ، ط دار الفكر العربي.

67 ـ التنبيه والرد ـ أبو الحسين الملطي.

68 ـ تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ، ط مصطفى محمد.

69 ـ التهذيب ـ الشيخ الطوسي ، ط الحجرية.

70 ـ تهذيب الأسماء واللغات ـ النووي ، ط المنيرية.

71 ـ تهذيب التهذيب ـ ابن حجر العسقلاني.

72 ـ تهذيب الكمال ـ المزي.

73 ـ الثقات ـ ابن حبّان ، ط دار الفكر.

74 ـ الجامع الصحيح ـ الترمذي.

75 ـ الجامع لأحكام القرآن ـ القرطبي.

76 ـ جمهرة أنساب العرب ـ ابن حزم ، ط دار المعارف.

٦١٤

77 ـ جمهرة خطب العرب ـ أحمد زكي صفوت.

78 ـ الجوهرة ـ محمد بن أبي بكر التلمساني ، تحقيق محمد النوبخي ، ط الرياض ، عام 1403 ه‍.

79 ـ جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام ـ محمود بن وهيب القراغولي ، ط بغداد عام 1329 ه‍.

80 ـ الحدائق الوردية ـ حسام الدين محلى.

81 ـ حديث المبادرة ـ محمد حسنين هيكل ، ط دار الشروق.

82 ـ حسن الصحابة في أشعار الصحابة ـ علي فهمي جابي زادة ، ط تركيا عام 1324 ه‍.

83 ـ حسن المحاضرة ـ السيوطي.

84 ـ حلية الأولياء ـ أبو نعيم الأصفهاني ، ط السعادة بمصر.

85 ـ خصائص علي بن أبي طالب ـ النسائي.

86 ـ الخصال ـ الشيخ الصدوق ، ط الحيدرية.

87 ـ الخطط ـ المقريزي ، ط دار صادر.

88 ـ الخلافة بين التنظير والتطبيق ـ محمود المرادي.

89 ـ الخلافة والإمامة ـ عبد الكريم الخطيب ، ط دار الفكر العربي بمصر.

90 ـ دائرة معارف القرن العشرين ـ فريد وجدي.

91 ـ الدر المنثور ـ السيوطي ، ط أفست إسلامية.

92 ـ الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ـ زينب بنت يوسف فواز.

93 ـ الدرر الكامنة ـ ابن حجر ، ط الهند.

94 ـ دلائل الإمامة ـ الطبري الإمامي ، ط الحيدرية.

95 ـ دلائل الإمامة ـ محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي ـ طبع عام 1369 ه‍. المطبعة الحيدرية في النجف.

٦١٥

96 ـ دلائل النبوة ـ أبو نعيم الأصفهاني ، ط حيدرآباد.

97 ـ دلائل النبوة ـ البيهقي.

98 ـ دول العرب وعظماء الإسلام ـ أحمد شوقي.

99 ـ دولة الإسلام في الأندلس ـ محمد عبد الله عنان ، ط الثالثة.

100 ـ الذرية الطاهرة ـ الدولابي.

101 ـ ذيل مرآة الجنان ـ اليونيني.

102 ـ روح المعاني ـ الآلوسي ، ط المنيرية.

103 ـ روح المعاني ـ الآلوسي.

104 ـ الروض الأنف ـ السميلي.

105 ـ روضة المناظر ـ ابن الشحنة ، ط بولاق ، بهامش الكامل لابن الأثير.

106 ـ رياض الأنساب ـ محمد بن محمد رفيع ملك الكتاب ، ط بمبئ.

107 ـ الرياض النضرة ـ المحب الطبري.

108 ـ زاد المعاد ـ ابن القيم ، دار الكتاب العربي ـ بيروت.

109 ـ السقيفة والخلافة ـ عبد الفتاح عبد المقصود.

110 ـ سمط النجوم العوالي ـ العصامي المكي ، ط السلفية بالقاهرة.

111 ـ السنن ـ أبو داود السجستاني ، ط دار الفكر.

112 ـ السنن ـ الدارمي.

113 ـ السنن الكبرى ـ البيهقي ، ط أفست بيروت.

114 ـ سيد الشهداء ـ حسين محمد يوسف.

115 ـ سيد شباب أهل الجنة ، حسين محمد يوسف.

116 ـ سير أعلام النبلاء ـ الذهبي ، ط دار الفكر.

117 ـ السير والمغازي ـ ابن إسحاق ، تحقيق الدكتور سهيل الزكار ، ط دار الفكر ، بيروت.

٦١٦

118 ـ السيرة الحلبية.

119 ـ السيرة النبوية ـ ابن كثير ـ ط السعادة بمصر ، عام 1351 ه‍.

120 ـ السيرة النبوية ـ ابن هشام ، تحقيق مصطفى السقا ، وإبراهيم الأبياري ، وعبد الحفيظ شلبي ، ط الثانية عام 1375 ه‍.

121 ـ الشجرة المحمدية والنسبة الهاشمية ـ محمد بن أسعد الجواني ، نسخة مصورة في مجلة الموسم ، عدد 32.

122 ـ الشجرة النبوية في نسب خير البرية ـ جمال الدين يوسف المقدسي ، ط دمشق.

123 ـ شذرات الذهب ـ ابن عماد الحنفي.

124 ـ الشذرات الذهبية ـ ابن طولون.

125 ـ شرح الشمائل ـ الملا علي القاري.

126 ـ شرح الشمائل ـ جسوس.

127 ـ شرح القصيدة العينية ـ محمود الآلوسي.

128 ـ شرح المواقف ـ الجرجاني.

129 ـ شرح المواهب ـ الزرقاني.

130 ـ شرح بهجة المحافل ـ الأشخر اليماني ، ط المكتبة العلمية بالمدينة.

131 ـ شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف ـ أبو هلال العسكري ، ط تراثنا بمصر.

132 ـ شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد المعتزلي ، ط الأولى.

133 ـ شرح هاشميات الكميت ـ أبو رياش ، ط ليدن.

134 ـ الشرف المؤبد لآل محمد ـ النبهاني ، ط بيروت عام 1309 ه‍.

135 ـ شفاء الغرام ـ السبكي ، ط الهند.

136 ـ شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ـ ط عيسى البابي الحلبي سنة 1956.

137 ـ شواهد التنزيل ـ الحاكم الحسكاني.

٦١٧

138 ـ شيخ المضيرة ـ محمد أبو رية.

139 ـ الصحاح ـ الجوهري.

140 ـ صحيح البخاري ـ محمد بن إسماعيل البخاري ، ط الأميرية عام 1314 ه‍.

141 ـ صحيح مسلم ـ مسلم بن الحجاج ، ط محمد علي صبيح.

142 ـ صفوة الصفوة ـ ابن الجوزي.

143 ـ الصواعق المحرقة ـ ابن حجر الهيتمي.

144 ـ الصواعق المحرقة ـ ابن حجر الهيتمي.

145 ـ الضعفاء ـ العقيلي ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت.

146 ـ الضوء اللامع ـ السخاوي.

147 ـ طبقات الحفاظ ـ السيوطي.

148 ـ طبقات الشافعية ، تحقيق الطنّاحي والحلو.

149 ـ الطبقات الكبرى ـ ابن سعد ، تحقيق د. محمد صائل السلمي ، ط الطائف ، وأيضاً د ليدن.

150 ـ طبقات المفسرين ـ الداودي.

151 ـ العقد الثمين ـ الفاسي المكي ، تحقيق الطناحي.

152 ـ العقد الثمين في أخبار البلد الأمين ـ تحقيق فؤاد سيد.

153 ـ العقد الفريد ـ ابن عبد ربه الأندلسي ، تحقيق أحمد الزين ، وأحمد أمين ، وإبراهيم الزيباري ، لجنة التأليف والترجمة والنشر بمصر ، عام 1393 ه‍.

154 ـ علي إمام البررة ـ السيد مهدي الخرسان ، ط دار الهادي بيروت.

155 ـ علي بن أبي طالب بقية النبوة وخاتم الخلافة ـ عبد الكريم الخطيب.

156 ـ عمدة القاري ـ العيني.

157 ـ العواصم من القواصم ـ ابن العربي المالكي ، ط السلفية بالقاهرة ، عام 1378 ه‍.

٦١٨

158 ـ عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ـ الشيخ الصدوق.

159 ـ عيون الأخبار وفنون الآثار ـ إدريس عماد الدين القرشي ، تحقيق مصطفى غالب ، دار التراث الفاطمي عام 1978 م.

160 ـ الغدير ـ الشيخ الأميني.

161 ـ غرر الحكم ـ الآمدي ـ ط صيدا.

162 ـ غريب الحديث ـ ابن قتيبة ـ تحقيق عبد الله الجبوري.

163 ـ الغيث المسبتم ـ الصفدي.

164 ـ الفائق ـ الزمخشري.

165 ـ فاطمة الزهراء والفاطميون ـ عباس محمود العقاد ، الطبعة الثانية.

166 ـ فاطمة بنت رسول الله محمد ( ص ) ـ عمر أبو النصر.

167 ـ فتح الباري ـ ابن حجر العسقلاني ، تحقيق مصطفى محمد.

168 ـ فتح الباري ـ ابن حجر.

169 ـ الفتح الكبير ـ النبهاني.

170 ـ الفتح المبين ( بهامش السيرة النبوية ) ـ أحمد زيني دحلان.

171 ـ فتوح البلدان ـ البلاذري ، ط شركة طبع الكتب العربية.

172 ـ فرائد السمطين ـ الحمويني.

173 ـ الفرق بين الفرق ـ عبد القادر البغدادي.

174 ـ الفصول المهمة ـ ابن صباغ المالكي ، ط الحجرية عام 1302 ه‍.

175 ـ الفضائل ـ الفضل بن شاذان ، ط جامعة طهران.

176 ـ فضائل الخمسة ـ الفيروزآبادي.

177 ـ فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد ـ فضل الله الجيلاني.

178 ـ فقه اللغة ـ الصاحبي.

٦١٩

179 ـ الفهرست ـ ابن النديم ، تحقيق رضا تجدّد.

180 ـ فوات الوفيات ـ ابن شاكر ، ط مصر.

181 ـ القاموس المحيط ـ الفيروزآبادي.

182 ـ قرب الإسناد ـ الحميري.

183 ـ الكافي ـ محمد بن يعقوب الكليني ، ط الحجرية.

184 ـ الكامل ـ ابن عدي ، ط دار الفكر.

185 ـ الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ، ط بولاق.

186 ـ الكشاف ـ الزمخشري.

187 ـ كشف الغمة ـ الاربلي ، منشورات الشريف الرضي بقم.

188 ـ كشف المحجة ـ السيد ابن طاووس ، ط الحيدرية عام 1370 ه‍.

189 ـ كفاية الطالب ـ الشنقيطي ، ط الإستقامة بمصر ، عام 1355 ه‍.

190 ـ كفاية الطالب ـ الكنجي الشافعي ط / 2 الحيدرية.

191 ـ كنز العمال ـ المتقي الهندي ، ط حيدرآباد.

192 ـ لباب الانساب ـ ابن فندق البيهقي.

193 ـ لسان العرب ـ ابن منظور ، عن ط بولاق ( افست ) بيروت.

194 ـ لسان الميزان ـ ابن حجر ، ط حيدرآباد ، عام 1329 ه‍.

195 ـ لسان الميزان ـ ابن حجر.

196 ـ مآثر النافة ـ القلقشندي ، تحقيق فراج ، ط الكويت.

197 ـ مآثر الاناقة ـ القلقشندي ، ط الكويت.

198 ـ المبسوط ـ السرخسي الحنفي ، ط دار المعرفة بيروت.

199 ـ المجدي ـ أبو الحسن العمري ط قم.

200 ـ مجمع الزوائد ـ نور الدين الهيثمي ، ط القدسي بمصر عام 1352 ه‍.

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749