تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
تصنيف: الصفحات: 749
المشاهدات: 329716
تحميل: 4001


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 329716 / تحميل: 4001
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٣٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليعليهم‌السلام عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه مناقب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه أنّ الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها، وقد سخرت لنبوة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الشياطين بالايمان فأقبل إليه من الجن التسعة من أشرافهم، أحد من جن نصيبين والثمان من بنى عمرو بن عامر من الاحجة منهم سفاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان وهاضب وهضب وعمرو وهم الذين يقول الله تبارك اسمه فيهم:( وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ ) وهم التسعة يستمعون القرآن فأقبل إليه الجن والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ببطن النخل فاعتذروا بأنهم ظنوا كما ظننتم أنْ لن يبعث الله أحدا، ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم، فبايعوه على الصوم والصلوة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين، فاعتذروا بأنهم قالوا على الله شططا، وهذا أفضل مما اعطى سليمان فسبحان من سخرها لنبوة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد أنْ كانت تتمرد وتزعم أنّ لله ولدا، فلقد شمل مبعثه من الجن والانس ما لا يحصى.

٣٣ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه [عن] البرقي عن محمد بن أبي القاسم ما جيلويه عن [على بن] سليمان بن رشيد عن علي بن الحسين القلانسي عن محمد بن سنان عن عمر بن يزيد قال: ضللنا سنة من السنين ونحن في طريق مكة فأقمنا ثلاثة أيام نطلب الطريق فلم نجده، فلما أنْ كان في اليوم الثالث وقد نفد ما كان معنا من الماء عدنا إلى ما كان معنا من ثياب الإحرام ومن الحنوط، فتحنطنا وتكفنا بإزار إحرامنا، فقام رجل من أصحابنا فنادى: يا صالح يا أبا الحسن، فأجابه مجيب من بعد فقلنا له: من أنت يرحمك الله؟ فقال: انا من النفر الذي قال اللهعزوجل في كتابه:( وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ) إلى آخر الآية ولم يبق منهم غيري، فانا مرشد الضال إلى الطريق، قال: فلم نزل نتبع الصوت حتى خرجنا إلى الطريق.

٣٤ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله بعد أنْ ذكر الصادقعليه‌السلام ونقل عنه حديثا طويلا وقالعليه‌السلام : إنّ امرأة من الجن كان يقال لها عفرا فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فتسمع من كلامه فتأتى صالحي الجن فيسلمون على يديها وأنها

٢١

فقدها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسأل عنها جبرئيلعليه‌السلام فقال زارت اختالها لحبها في الله.

٣٥ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله عن الباقرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه خروج الحسنينعليهما‌السلام من عند جدهما صلوات الله عليهم ونومهما في حديقة بنى النجار وطلب النبي لهما حتى لقيهما، وفيه: وقد اكتنفتهما حية لها شعرات كآجام القصب، وجناحان جناح قد غطت به الحسن، وجناح قد غطت به الحسين، فلما أنْ بصر بها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تنحنح فانسابت الحية(١) وهى تقول: أللّهم إني أشهدك واشهد ملائكتك أنّ هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه ودفعتهما إليه سالمين، صحيحين فقال لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أيتها الحية ممن أنت؟ قالت: انا رسول الجن إليك، قال: واى الجن؟ قالت: جن نصيبين نفر من بنى مليح، نسينا آية من كتاب اللهعزوجل فبعثوني إليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله، فلما بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادى: أيتها الحية هذان شبلا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاحفظهما من العاهات والآفات ومن طوارق الليل والنهار فقد حفظتهما وسلمتهما إليك سالمين صحيحين وأخذت الحية الآية وانصرفت.

٣٦ ـ في مجمع البيان بعد أنْ نقل كلاما في سبب وورد الجن إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال آخرون أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنْ ينذر الجن ويدعوهم إلى الله ويقرأ عليهم القرآن، فصرف الله إليه نفرا من الجن من نينوى، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إني أمرت أنْ اقرأ على الجن الليلة فأيكم يتبغى؟ فاتبعه عبد الله بن مسعود قال عبد الله: ولم يحضر معه أحد غيري، فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة ودخل نبي الله شعبا يقال له شعب الحجون، وخط لي خطا ثم أمرني أنْ اجلس فيه، وقال: لا تخرج منه حتى أعود إليك، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته اسودة كثيرة حتى حالت بيني وبينه حتى لم اسمع صوته، ثم انطلقوا وطفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقي منهم رهط، وفرغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع الفجر فانطلق فبرز ثم قال: هل رأيت شيئا؟ فقلت: نعم رأيت رجالا سودا مستثفري(٢) ثياب بيض، قال: أولئك

__________________

(١) انسابت الحية: جرت وتدافعت في مشيها.

(٢) الاستشفار هو أنْ يدخل الرجل ثوبه بين رجليه كما يفعل الكلب بذنبه.

٢٢

جن نصيبين وروى علقمة عن عبد الله قال: لم أكن مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة الجن وودت أني كنت معه.

وروى عن ابن عباس انهم كانوا سبعة نفر من جن نصيبين فجعلهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رسلا إلى قومهم. قال زرين بن حبيش كانوا تسعة منهم زوبعة.

٣٧ ـ وروى محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: فلما قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الرحمن على الناس سكتوا فلم يقولوا شيئا فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الجن كانوا أحسن جوابا منكم، فلما قرأت عليهم:( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) قالوا: لا ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب.

٣٨ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ ) الرسول فقال: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قلت: كيف صاروا أولوا العزم؟ قال: لان نوحا بعث بكتاب وشريعة، وكل من جاء بعد نوح أخذ بكتاب نوح وشريعته ومنهاجه، حتى جاء إبراهيمعليه‌السلام بالصحف وبعزيمة ترك كتاب نوح لا كفرا به فكل نبي جاء بعد إبراهيم أخذ بشريعته ومنهاجه وبالصحف حتى جاء موسى بالتوراة وشريعته ومنهاجه حتى جاء المسيحعليه‌السلام بالإنجيل وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه، فكل نبي جاء بعد المسيح أخذ بشريعته ومنهاجه حتى جاء محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فجاء بالقرآن وبشريعته ومنهاجه، فحلاله حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة فهؤلاء أولوا العزم من الرسلعليهم‌السلام .

٣٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور عنه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في حديث طويل يذكر فيه طبقات الأنبياء والمرسلين: والذي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو امام مثل اولى العزم.

٢٣

٤٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى الخثعمي عن هشام عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم اولو العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحى، نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جميع الأنبياء.

٤١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ أول وصيّ كان على وجه الأرض هبة الله بن آدم وما من نبي مضى إلّا وله وصيٌّ، وكان جميع الأنبياء مائة الف نبي وأربعة وعشرون الف نبي، منهم خمسة أولوا العزم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٢ ـ في روضة الكافي حدّثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال في رسالة طويلة إلى أصحابه: انه لا يتم الأمر حتى دخل عليكم مثل ما دخل على الصالحين قبلكم، وحتى تبتلوا في أنفسكم وأموالكم، وحتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيرا وتصبروا وتعركوا بجنوبكم(١) وحتى يستذلوكم ويبغضوكم وحتى تحملوا الضيم(٢) فتحتملوه منهم تلتمسون بذلك وجه الله والدار الآخرة وحتى تكظموا الغيظ الشديد في الأذى في الله جل وعز يجترمونه(٣) إليكم وحتى يكذبوكم بالحق ويعادوكم فيه ويبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم ومصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل على نبيكم سمعتم قول اللهعزوجل لنبيكمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ) .

٤٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث

__________________

(١) عرك الأذى بجنبه أي احتمله

(٢) الضيم: الظلم

(٣) اجترم عليهم وإليهم جريمة: جنى جناية.

٢٤

طويل يقول فيهعليه‌السلام : ولان الصبر على ولاة الأمر مفروض لقول اللهعزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) وإيجابه مثل ذلك على أوليائه وأهل طاعته بقوله:( لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .

٤٤ ـ في الخرائج والجرائح باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله فضل أولى العزم من الرسل على الأنبياء بالعلم، وأورثنا علمهم وفضلنا عليهم في فضلهم، وعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما لا يعلمون، وعلمنا علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فروينا لشيعتنا فمن قبله منهم فهو أفضلهم، وأينما تكون فشيعتنا معنا.

٤٥ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من العلل باسناده إلى علي بن الحسين بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: انما سمى أولوا العزم لأنهم كانوا أصحاب العزايم والشرائع وذلك أن ّكل نبي كان بعد نوحعليه‌السلام كان على شريعته ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليلعليه‌السلام ، وكل نبي كان في أيام إبراهيمعليه‌السلام وبعده كان على شريعة إبراهيم ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن موسىعليه‌السلام ، وكل نبي كان في زمن موسىعليه‌السلام ، وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى أيام عيسىعليه‌السلام ، وكل نبي كان في أيام عيسىعليه‌السلام وبعده كان على منهاجعليه‌السلام وشريعته وتابعا لكتابه إلى زمن محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فهؤلاء الخمسة أولوا العزم وهو أفضل الأنبياء والرسل وشريعتة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله لا تنسخ إلى يوم القيامة ولا نبي بعده إلى يوم القيامة، فمن ادعى بعده نبيا، أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكل من سمع ذلك منه.

٤٦ ـ في كتاب الخصال عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: أولوا العزم من الرسل خمسة نوحعليه‌السلام وإبراهيمعليه‌السلام وموسىعليه‌السلام وعيسىعليه‌السلام ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله

٤٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى جابر بن يزيد عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) قال: عهد إليه في محمد والائمة من بعده فترك ولم يكن له عزم فيهم انهم هكذا، وإنّما سمى أولوا العزم لأنهم عهد إليهم في محمّد والأوصياء من بعده والمهدي وسيرته، فأجمع

٢٥

عزمهم أنّ ذلك كذلك والإقرار به. وفى أصول الكافي كذلك سواء.

٤٨ ـ في مجمع البيان( أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) وقيل: أنّ من هنا للتبعيض وهو قول أكثر المفسرين، والظاهر في رواية أصحابنا، ثم اختلفوا فقيل أولوا العزم من الرسل من أتى بشريعة مستأنفة نسخت شريعة من تقدمه وهم خمسة أولهم نوحعليه‌السلام ثم إبراهيمعليه‌السلام ثم موسىعليه‌السلام ثم عيسىعليه‌السلام ثم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو المروي عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام ، وقال: وهم سادة النبيين وعليهم دارت رحى المرسلين.

٤٩ ـ في روضة الواعظين للمفيد ره وقيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كم ما بين الدنيا والاخرة: قال غمضة عين، قال اللهعزوجل :( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ ) الاية.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء سورة الذين كفروا لم يرتب أبدا ولم يدخله شك في دينه أبدا ولم يبتله الله بفقر أبدا، ولا خوف سلطان أبدا، ولم يزل محفوظا من الشرك والكفر أبدا حتّى يموت، فاذا مات وكّل الله به في قبره ألف ملك يصلون في قبره، ويكون ثواب صلواتهم له ويشيعونه حتى يوقفوه موقف الأمن من عند اللهعزوجل ، ويكون في أمان الله وأمان محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان بعد أنْ نقل حديث ثواب الأعمال وقالعليه‌السلام : من أراد أنْ يعرف حالنا وحال أعدائنا فليقرأ سورة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فانه يراها آية فينا وآية فيهم.

٣ ـ أبيّ بن كعب قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ سورة محمد كان حقا على الله أنْ يسقيه من أنهار الجنة.

٤ ـ في أصول الكافي «في كتاب فضل القرآن» علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن سعد الإسكاف قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أعطيت السور الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان

٢٦

الزبور(١) وفضلت بالمفصل ثمان وستون سورة وهو مهيمن على ساير الكتب، فالتوراة لموسى والإنجيل لعيسى، والزبور لداودعليه‌السلام .

٥ ـ وفي الأصول أيضا في باب الشرائع علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى اعطى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله شرايع نوحعليه‌السلام وإبراهيمعليه‌السلام وموسىعليه‌السلام وعيسىعليهم‌السلام إلى أنْ قال: وفضله بفاتحة الكتاب وبخواتيم سورة البقرة والمفصل.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ) نزلت في أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذين ارتدوا بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وغصبوا أهل بيته حقهم وصدوا عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وعن ولاية الائمة «أضل أعمالهم» أي أبطل ما كان تقدم منهم مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الجهاد.

٧ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسن بن العباس الخرشنى عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المسجد والناس مجتمعون بصوت عال:( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ) فقال: قال له ابن عباس: يا أبا الحسن لم قلت ما قلت؟ قال: قرأت شيئا من القرآن، قال: لقد قلته لأمر؟ قال: نعم إنّ الله يقول في كتابه:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فنشهد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انه استخلف أبا بكر، قال: ما سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اوصى إلّا إليك، قال: فهلا بايعتني!

__________________

(١) السور الطوال هي السبع الاوّل بعد الفاتحة على أنْ تعد الأنفال والتوبة واحدة، والمثاني هي السبع التي بعد هذا السبع سميت بها لأنها ثنتها، واحدها مثنى مثل معاني ومعنى وقد تطلق المثاني على سور، القرآن كلها طوالها وقصارها، وأمّا المئون فهي من بني إسرائيل سبع سور، سميت بها لان كلا منها على نحو من مأة آية، قاله الطبرسي (ره) وغيره من المفسرين.

٢٧

قال اجتمع الناس على أبي بكر فكنت منهم، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : كما اجتمع أهل العجل على العجل هاهنا فتنتم، ومثلكم( كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ) .

٨ ـ أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد باسناده عن إسحق بن عمار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام و( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ ) في عليٍّ( وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ ) هكذا نزلت.

٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسأله أعلمهم فيما سأله فقال: لأي شيء سميت محمدا واحمدا وابو القاسم وبشيرا ونذيرا وداعيا؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أمّا محمّد فإنّي محمود في الأرض، وأمّا أحمد فإنّي محمود في السماء، الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) نزلت في أبي ذر وسلمان وعمار والمقداد لم ينقضوا العهد «( وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ ) صلى‌الله‌عليه‌وآله » أي ثبتوا على الولاية التي أنزلها الله( وَهُوَ الْحَقُّ ) يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه( مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ * الَهُمْ ) أي حالهم.

١١ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال أبو جعفر الباقرعليه‌السلام : إذا قام القائم من آل محمد ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن على ما انزل اللهعزوجل فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم لأنه يخالف فيه التأليف.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: في سورة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله آية فينا وآية في أعدائنا( ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا

٢٨

اتَّبَعُوا الْباطِلَ ) وهم الذين اتبعوا أعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وان الذين( اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ ) إلى قوله تعالى( لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ ) فهذا السيف الذي [هو علىعليه‌السلام ] على مشركي العجم من الزنادقة ومن ليس معه كتاب من عبدة النيران والكواكب وقولهعزوجل :( فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ ) فالمخاطبة للجماعة والمعنى لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وللإمام من بعده صلوات الله عليه.

١٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سأل رجل أبيعليه‌السلام عن حروب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكان السائل من محبنا، فقال له ابى: إنّ الله تعالى بعث محمّدا بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلى أنْ تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، إلى قوله: وسيف على مشركي العجم يعنى الترك والخزر(١) قال الله تعالى في سورة الذين كفروا:( فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ) يعنى المفاداة بينهم وبين أهل الإسلام، فهؤلاء لا يقبل منهم إلّا القتل أو الدخول في الإسلام، ولا يحل لنا نكاحهم ما داموا في دار الحرب.

١٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد أنْ قال الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها، وفرض على اليدين أنْ لا يبطش بهما إلى ما حرم الله وأنْ يبطش بهما إلى ما أمر اللهعزوجل وفرض عليها من الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله والطهور للصلوة، فقال:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إلى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إلى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إلى الْكَعْبَيْنِ ) وقال:( فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً

__________________

(١) الخزر ـ بالخاء وبعدها الزاء المعجمتين ثمّ الراء المهملة: جيل من الناس خزر العيون.

٢٩

حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ) فهذا ما فرض الله على اليدين لان الضرب من علاجهما.(١)

١٥ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: كان أبيعليه‌السلام يقول: إنّ للحرب حكمين، إذا كانت الحرب قائمة لم تضع أوزارها ولم يغن أهلها، لكل أسيرا خذ فكل أسير أخذ في تلك الحال فان الامام فيه بالخيار، إنْ شاء ضرب عنقه وإنْ شاء قطع يده ورجله من خلاف بغير حسم وتركه يتشحط في دمه حتى يموت(٢) وهو قول اللهعزوجل :( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ ) ألآ ترى أنّ المخير الذي خير الله الامام على شيء واحد وهو الكفر(٣) وليس هو على أشياء مختلفة فقلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : قول اللهعزوجل : «أو ينفوا من الأرض» قال: ذلك الطلب أنْ تطلبه الخيل حتى يهرب فان أخذته الخيل حكم عليه ببعض الأحكام التي وصفت لك، والحكم الآخر إذا وضعت الحرب أوزارها واثخن أهلها، فكل أسير أخذ في تلك الحال فكان في أيديهم فالإمام فيه بالخيار إنْ شاء منّ عليهم فأرسلهم وان شاء فاداهم أنفسهم، وان شاء استعبدهم فصاروا عبيدا.

١٦ ـ في روضة الكافي يحيى الحلبي عن أبي المستهل عن سليمان بن خالد قال: سألنى أبو عبد اللهعليه‌السلام فقال: أي شيء كنتم يوم خرجتم مع زيد؟ فقلت: مؤمنين، قال: فما كان عدوكم؟ قلت: كفارا، قال فإنّي أجد في كتاب اللهعزوجل : «يا ايها ـ الذين آمنوا( فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ) فابتدأتم أنتم بتخلية من أسرتم، سبحان الله ما استطعتم أنْ تسيروا بالعدل ساعة.

١٧ ـ في مجمع البيان والمروي عن أئمة الهدىعليهم‌السلام أنّ الأسارى

__________________

(١) العلاج: المزاولة.

(٢) الجسم: الكلى بعد قطع العرق لئلا يسيل دمه، والتشحظ: التمرغ في الدم.

(٣) الكفر بمعنى الإهلاك بحيث لا يرى اثره.

٣٠

ضربان ضرب يؤخذون قبل انقضاء القتال والحرب قائمة فهؤلاء يكون الامام مخيرا بين أنْ يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ويتركهم حتى ينزفوا، ولا يجوز المن ولا الفداء والضرب الآخر الذين يؤخذون بعد أنْ وضعت الحرب أوزارها، وانقضى القتال، فالإمام مخير فيهم بين المن والفداء اما بالمال أو بالنفس وبين الاسترقاق وضرب الرقاب، فان أسلموا في الحالين سقط جميع ذلك وكان حكمهم حكم المسلمين.

١٨ ـ( حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ) وقيل لا يبقى دين غير الإسلام، والمعنى حتى يضع حربكم وقتالكم أوزار المشركين وقبايح أعمالهم بان يسلموا، فلا يبقى إلّا الإسلام خير الأديان، ولا تعبد الأوثان، وهذا كما جاء في الحديث والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أنْ يقاتل آخر أمتي الدجال.

١٩ ـ في نهج البلاغة وخذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم ولا تبخلوا بها عنها، فقد قال الله سبحانه:( إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ) فلم يستنصركم من ذل وله جنود السموات والأرض وهو العزيز الحكيم، وإنّما أراد أنْ يبلوكم أيكم أحسن عملا وبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران الله في داره رافق بهم رسله وأزارهم ملائكته وأكرم أسماعهم عن أنْ تسمع حسيس نار أبدا وصان أجسادهم أنْ تلقى لغوبا ونصبا( ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) وفي كلامهعليه‌السلام غير هذا لكنا أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ الجهاد باب فتحه لخاصة أوليائه وسوغهم كرامة منهم ونعمة ذخرها، والجهاد لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذلة وشمله البلاء وفارق الرجا وضرب على قلبه بالاسهاب وديث بالصغار والقماءة وسيم الخسف ومنع النصف(١) وأزيل فيه الحق بتضييعه الجهاد، وغضب الله

__________________

(١) الإسهاب: ذهاب العقل. و «ديث بالصفار» أي ذلل بغير مديث أي مذل. والصغار: الذل والضيم والقماد مصدر قمؤ الرجل: أي صار قميئا وهو الصغير الذيل. «وسيم الخسف» من قوله تعالى:( يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ ) . والخسف: الذل والمشقة والنصف الإنصاف.

٣١

بتركه نصرته، وقد قال اللهعزوجل في محكم كتابه:( إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ) .

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: نزل جبرئيل على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه الآية هكذا: «( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ ) في على» إلّا أنه كشط الاسم( فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ ) .

٢٢ ـ في مجمع البيان وقال أبو جعفرعليه‌السلام : كرهوا ما أنزل الله في حق عليٍّعليه‌السلام .

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيمرحمه‌الله : في قولهعزوجل :( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) أي أو لم ينظروا في أخبار الأمم الماضية وقولهعزوجل :( دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ ) أي أهلكهم وعذبهم ثم قال: وللكافرين يعنى الذين كفروا و( كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ ) في عليٍّ أمثالها أي لهم مثل ما كان للأمم الماضية من العذاب والهلاك ثم ذكر المؤمنين الذين ثبتوا على إمامة أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال:( ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ ) .

٢٤ ـ( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ) يعنى أمير المؤمنينعليه‌السلام ( كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ ) يعنى الذين غصبوه واتبعوا أهوائهم.

٢٥ ـ في مجمع البيان( كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ ) وقيل: هم المنافقون وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٢٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن بعض أصحابه رفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى، وتجري نهر في أصل تلك الشجرة ينفجر منها الأنهار الاربعة، نهر( مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ ) ، ونهر( مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ) ، ونهر( مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ) ، ونهر( مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ) ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢

٢٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه قال: نقل عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديثا طويلا في بيان حال أهل الجنة وفيه يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله : وليس من مؤمن في الجنة إلّا وله جنان كثيرة، معروشات وغير معروشات، وأنهار من خمر وأنهار من ماء وأنهار من لبن وأنهار من عسل.

٢٨ ـ في مجمع البيان:( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ) وقرأ علىعليه‌السلام أمثال الجنة على الجمع.

٢٩ ـ في كتاب الخصال عن عليٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة أنهار من الجنة الفرات والنيل وسيحان وجيحان، فالفرات الماء في الدنيا والاخرة، والنيل العسل، وسيحان الخمر، وجيحان اللبن.

٣٠ ـ في بصاير الدرجات الحسن بن أحمد بن سلمة عن الحسين بن علي بن نباح عن ابن جبلة عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الحوض، فقال: حوض ما بين بصرى إلى صنعا تحب أنْ تراه؟ قلت له: نعم جعلت فداك، فأخذ بيدي وأخرجنى إلى ظهر المدينة ثم ضرب برجله فنظرت إلى نهر يجرى لا تدرك حافتاه إلّا الموضع الذي أنا فيه قائم ؛ وأنه شبيه بالجزيرة، فكنت أنا وهو وقوفا فنظرت إلى نهر جانباه ماء أبيض من الثلج، ومن جانبيه لبن أبيض من الثلج، وفي وسطه خمر أحسن من الياقوت، فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمر بين اللبن والماء، فقلت: جعلت فداك ومن أين يخرج هذا ومجراه؟ قال: هذه العيون التي ذكرها في الجنة عين من ماء وعين من لبن وعين من خمر تجري في هذا النهر، ورأيت حافتيه عليها شجرة فيهن جوار معلقات برؤسهن ما رأيت شيئا أحسن منهن، وبأيديهن آنية ما رأيت، أحسن منها، ليست من آنية الدنيا، فدنا من إحديهن فأومى بيده لنفسه فنظرت إليها وقد مالت لتعرف من النهر فمال الشجر معها فاغترفت ثم ناولته ثم شربت ثم ناولها، فأومى إليها فمالت فاغترفت ومالت الشجرة معها، ثم ناولته فناولني فشربت فما رأيت شرابا كان ألين عنه ولا ألذ منه وكانت رائحة المسك، فنظرت في الطاس فاذا فيه ثلاثة ألوان من

٣٣

الشراب، فقلت له: جعلت فداك ما رأيت كاليوم قط ولا كنت ارى أنّ الأمر هكذا، فقال لي: هذا أقل ما أعده الله لشيعتنا إنّ المؤمن إذا توفى طارت روحه إلى هذا النهر، فرعت في رياضه وشربت من شرابه وأنّ عدونا إذا توفى صارت روحه إلى برهوت فأخذت في عذابه وأطعمت من زقومه وأسقيت من حميمه، فاستعيذوا بالله من ذلك النار.

٣١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم ضرب لأوليائه وأعدائه مثلا فقال لأوليائه:( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ ) إلى قوله تعالى:( لِلشَّارِبِينَ ) ومعنى الخمر أي خمرة إذا تناولها ولي الله وجد رائحة المسك فيها و( أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ) ثم ضرب لاعدائهم مثلا فقال:( كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ ) امعائهم قال: ليس من هو في هذه الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار، كما أنْ ليس عدو الله كوليّه.

٣٢ ـ في مجمع البيان روى أبو أمامة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله( وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ ) قال يقرب إليه فيكرهه فاذا أدنى منه شوى وجهه، ووقع فروة رأسه فاذا شرب قطع أمعائه حتى يخرج من دبره يقول اللهعزوجل :( وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ ) .

٣٣ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اقسم ربي ألآ يشرب عبد لي في الدنيا خمرا إلّا سقيته مثل ما شرب منها من الحميم يوم القيامة معذبا أو مغفورا له، ولا يسقيها عبد لي صبيا صغيرا أو مملوكا إلّا سقيته مثل ما سقاه من الحميم يوم القيامة معذبا بعد أو مغفورا له.

٣٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن جعفر بن محمد البختري ودرست وهشام بن سالم جميعا عن عجلان أبي صالح قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: قال اللهعزوجل : من شرب مسكرا أو سقاه صبيا لا يعقل سقيته من ماء الحميم معذبا أو مغفورا.

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال

٣٤

حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: سمعته يقول: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يدعو أصحابه فمن أراد الله به خيرا سمع وعرفوا ما يدعوه اليه. ومن أراد الله به شرا طبع على قلبه لا يسمع ولا يعقل، وهو قول الله تبارك وتعالى:( حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) ماذا قال آنفا فإنها نزلت في المنافقين من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن كان إذا سمع شيئا لم يكن يؤمن به ولم يعد فاذا خرج قال للمؤمنين ماذا قال محمد آنفا فقال اللهعزوجل :( أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ ) .

٣٦ ـ في مجمع البيان عن الأصبغ بن نباتة عن عليٍّعليه‌السلام قال: انا كنا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا ومن يعيه فاذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنفا.

٣٧ ـ في كتاب الخصال عن أبي الحسين قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الساعة فقال عند ايمان بالنجوم وتكذيب بالقدر.

٣٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أنس بن مالك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعبد الله بن سلام وقد سأله عن مسائل أما أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب.

٣٩ ـ في الكافي على عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من أشراط الساعة أنْ يفشو الفالج وموت الفجاءة.

٤٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن سليمان بن مسلم الخشاب عن عبد الله بن جريح المكي عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس قال: حججنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حجة الوداع، فأخذ بحلقة باب الكعبة ثم أقبل علينا بوجهه فقال: ألا أخبركم بأشراط الساعة وكان أدنى الناس منه يومئذ سلمانرحمه‌الله فقال: بلى يا رسول الله فقال: من أشراط القيامة اضاعة

٣٥

الصلوات واتباع الشهوات، والميل مع الأهواء، وتعظيم أصحاب المال وبيع الدين بالدنيا، فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء مما ترى من المنكر، فلا يستطيع أنْ يغيره، قال سلمان: وانّ هذا لكائن يار سول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان. إنْ عندها يليهم أمراء جورة ووزراء فسقة، وعرفاء ظلمة وأمناء خونة، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده، يا سلمان، إنْ عندها يكون المنكر معروفا والمعروف منكرا، ويؤتمن الخائن ويخون الأمين، ويصدق الكاذب ويكذب الصادق، قال سلمان: وان هذا الكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها تكون إمارة النساء ومشاورة الإماء وقعود الصبيان على المنابر، ويكون الكذب ظرفا والزكاة مغرما والفيء مغنما، ويجفو الرجل والديه ويبر صديقه ويطلع الكواكب المذنب، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان ؛ وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ويكون المطر قيظا ويغيظ الكرام غيظا ويحتقر الرجل المعسر فعندها تقارب الأسواق إذ قال هذا لم أبع شيئا وقال: هذا لم أربح شيئا، فلا ترى إلّا ذاما لله، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها يليهم أقوام إنْ تكلموا قتلوهم، وان سكتوا استباحوهم ليستأثرون بفيئهم وليطأن حرمتهم ؛ وليسفكن دمائهم، ولتملئن قلوبهم غلا ورعبا فلا تراهم إلّا وجلين خائفين مرهوبين قال سلمان: وان هذا الكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان إنْ عندها يؤتى بشيء من المشرق وشيء من المغرب يلون أمتى فالويل لضعفاء أمتى منهم والويل لهم من الله لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا ولا يخافون عن مسيئ(١) جثتهم جثة الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها، وتشبه الرجال بالنساء والنساء

__________________

(١) وفي نسخة البحار «ولا يتجاوزون عن مسئ».

٣٦

بالرجال، وتركبن الفروج السروج، فعليهن من أمتى لعنة الله، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ فقال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، إنْ عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنايس، وتحلى المصاحف وتطول المنارات وتكثر الصفوفات والقلوب متباغضة، والألسن مختلفة، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: والذى نفسي بيده يا سلمان، وعندها تحلى ذكور أمتى بالذهب، ويلبس الحرير والديباج، ويتخذون جلود النمور صفاقا(١) قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يظهر الزنا ويتعاملون بالغيبة والرشى ويوضع الدين وترفع الدنيا، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يكثر الطلاق فلا يقام لله حد ولن يضروا الله شيئا، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تظهر القينات والمعازف(٢) ويليهم أشرار أمتى قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يحج أغنياء أمتى للنزهة ويحج أوساطها للتجارة ويحج فقراؤهم للرياء والسمعة، فعندها يكون أقواما يتعلمون القرآن لغير الله ويتخذونه مزامير، ويكون أقواما يتفقهون لغير الله، وتكثر أولاد الزنا ويتغنون بالقرآن ويتهافتون بالدنيا، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، ذاك إذا انتهكت المحارم واكتسبت المآثم وتسلط الأشرار على الأخيار ويفشو الكذب وتظهر اللجاجة وتفشو الفاقة ويتباهون في اللباس، ويمطرون في غير أوان المطر ويستحسنون الكوبة(٣) والمعازف وينكرون

__________________

(١) النمور جمع النمرة من السباع أصغر من الأسد وبالفارسية «پلنگ» والثوب الصفيق: ضد السخيف، أو المراد انهم يعملونها للدف والعود وسائر آلات اللهو يقال صفق العود أي حرك أو تارة، والصفق: الضرب يسمع له صوت، قاله في البحار ،

(٢) القينة: الامة المغنية. والمعازف: الملاهي كالعود والطنبور.

(٣) الكوبة، النرد والشطرنج والطبل الصغير والبربط.

٣٧

الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من في الامة ويظهر قراؤهم وعبادهم فيما بينهم التلاوم فأولئك يدعون في ملكوت السماوات الارجاس الأنجاس، قال سلمان وان هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها لا يخشى الغنى على الفقير حتى أنّ السائل يسئل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحدا يضع في كفه شيئا، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟ فقال: أي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها يتكلم الرويبضة ؛ فقال سلمان: وما الرويبضة يا رسول الله فداك أبي وأمّي؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يتكلم في أمر العامة من لم يكن يتكلم فلم يلبثوا إلّا قليلا حتى تخور الأرض خورة فلا نظن كل قوم إلّا انها خارت في ناحيتهم فيمكثون ما شاء الله، ثم ينكتون في مكثهم فتلقى لهم الأرض أفلاذ كبدها(١) قال ذهب وفضة ـ ثمّ أومى بيده إلى الأساطين ـ فقال: مثل هذا، فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة، فهذا معنى قوله:( فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها )

٤١ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من أشراط الساعة أنْ يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويفشو الزنا وتقل الرجال وتكثر النساء حتى أنّ الخمسين امرأة فيهن واحد من الرجال.

٤٢ ـ في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن حسين بن زيد عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الاستغفار وقول لا إله إلّا الله خير العبادة، قال الله العزيز الجبار:( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إله إلّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ) (٢) .

٤٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي ـ حمزة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: ما من شيء أعظم ثوابا من شهادة أنْ لا إله إلّا الله، إنّ اللهعزوجل لا يعدله شيء ولا يشركه في الأمور.

__________________

(١) أي تخرج كنوزها المدفونة.

(٢) الخطاب في هذه الآية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمراد جمعى الامة وإنّما خوطب بذلك لنستن أمته بسنته.

٣٨

٤٤ ـ عنه عن الفضيل بن عبدالوهاب عن إسحاق بن عبدالله عن عبيد الله بن الوليد الوصافي رفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قال لا إله إلّا الله غرست له شجرة في الجنة من ياقوتة حمراء منبتها في مسك ابيض أحلى من العسل، وأشد بياضا من الثلج، وأطيب ريحا من المسك، فيها أمثال ثدي الأبكار تفلق(١) عن سبعين حلة، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خير العبادة قول لا إله إلّا الله. وقال: خير العبادة الاستغفار، وذلك قول اللهعزوجل في كتاب:( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إله إلّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ) .

٤٥ ـ في مجمع البيان وقد صح الحديث بالإسناد عن حذيفة بن اليمان قال: كنت رجلا ذرب اللسان على أهلي فقلت: يا رسول الله إني لأخشى أنْ يدخلني لساني النار، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فأين أنت من الاستغفار، إني لاستغفر الله في اليوم مأة مرة.

٤٦ ـ وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: من مات وهو يعلم أنْ لا إله إلّا الله دخل الجنة أورده مسلم في الصحيح.

٤٧ ـ في محاسن البرقي وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خير العبادة الاستغفار، وذلك قول الله في كتابه:( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إله إلّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ) .

٤٨ ـ في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضاعليه‌السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شيء فان قال: فلم وجب عليهم الإقرار والمعرفة بان الله واحد أحد؟ قيل: لعلل منها انه لو لم يجب عليهم الإقرار والمعرفة لجاز [لهم] أنْ يتوهموا مدبرين أو أكثر من ذلك، وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلى الصانع لهم من غيره، لان كل إنسان منهم كان لا يدرى لعله انما يعبد غير الذي خلقه، ويطيع غير الذي امره، فلا يكونون على حقيقة من صانعهم وخالقهم، ولا يثبت عندهم أمر آمر ولا نهى ناه إذا لم يعرف الآمر بعينه، ولا الناهي من غيره، ومنها أنْ لو جاز أنْ يكون اثنين لم يكن أحد الشريكين اولى بأن يعبد ويطاع من الاخر، وفي اجازة أنْ يطاع ذلك الشريك اجازة أنْ لا يطاع الله وفي اجازة أنْ لا يطاع اللهعزوجل كفر بالله

__________________

(١) وفي المصدر «تعلو» مكان «تفلق» ويحتمل التصحيف.

٣٩

وبجميع كتبه ورسله، وإثبات كل باطل وترك كل حق، وتحليل كل حرام وتحريم كل حلال، والدخول في كل معصية والخروج من كل طاعة، وإباحة كل فساد وابطال كل حق، ومنها انه لو جاز أنْ يكون أكثر من واحد لجاز لإبليس أنْ يدعى انه ذلك الاخر حتى يضاد الله تعالى في جميع حكمه، ويصرف العباد إلى نفسه، فيكون في ذلك أعظم الكفر وأشد النفاق.

٤٩ ـ وباسناده إلى إسحق بن راهويه قال: لـمّا وافى أبو الحسن الرضاعليه‌السلام نيشابور وأراد أنْ يخرج منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا: يا ابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك وكان قعد في العمارية فاطلع رأسه وقال: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمّد يقول: سمعت أبي محمّد بن عليّ يقول: سمعت أبي عليّ بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن عليّ يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت الله يقول: لا إله إلّا الله حصني فمن دخل حصني امن من عذابي، فلمّا مرت الراحلة نادى: بشروطها وانا من شروطها.

٥٠ ـ وباسناده إلى علي بن بلال عن عليِّ بن موسى الرضا عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمّد عن محمّد بن عليّ عن عليِّ بن الحسين عن حسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل ومكائيل عن إسرافيل عن اللوح عن القلم قال: يقول اللهعزوجل : ولاية عليِّ بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي.

٥١ ـ وفي باب ما جاء عن الرضا من أخبار هذه المجموعة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله التوحيد نصف الدين.

٥٢ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبدالله عن أبيهعليهما‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ أربع خصال من كن فيه كان في نور الله الأعظم، من كانت عصمة أمره شهادة أنْ لا إله إلّا الله وأنى رسول الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٠