تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين7%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 362342 / تحميل: 5029
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

كتاب

تـفســير نـور الثـقـلين

لـمـؤلّـــفـه

المـحدّث الـجليل العلّامة الـخبير الشيخ عبد علي بن

جمعة العروسي الـحُويْزي قُدّس سرّه

المتوفّى سنة ١١١٢

ألجـزء الـخـامـس

صحّحه وعلّق عليه وأشرف على طبعه

الحاج السيّد هاشم الرسولي المحلّاتي

بنفقة

خادم الشريعة الحاج أبي القاسم المشتهر بسالك

رضوان الله تعالى عليه

١

٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: من قرء سورة الجاثية كان ثوابها أنْ لا يرى النار أبدا، ولا يسمع زفير جهنّم ولا شهيقها، وهو مع محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان أُبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومَن قرء سورة حم جاثية ستر الله عورته وسكن روعته عند الحساب.

٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وأمّا حم فمعناه الحميد المجيد.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أنّ في السموات والأرض لآيات للمؤمنين وهي النجوم والشمس والقمر وفي الأرض ما يخرج منها من أنواع النبات للناس والدواب.

وقوله:( وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) أي تجيء من كل جانب، وربما كانت حارة وربما كانت باردة، ومنها ما تثير السحاب، ومنها ما يبسط في الأرض(١) ومنها ما يلقح الشجر وقوله:( وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً ) يعنى إذا رأى فوضع العلم مكان الرؤية.

٥ ـ في بصائر الدرجات إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن سيف عن أبيه عن أبي الصامت عن قول اللهعزوجل :( وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ) قال: أخبرهم بطاعتهم.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ ) قال: يقول: لائمة الحق لا تدعون على أئمة الجور

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر «ويبسط في السماء».

٣

حتى يكون الله الذي يعاقبهم في قولهعزوجل :( لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) حدّثنا أبو القاسم قال: حدّثنا محمد بن عباس قال: حدّثنا عبدالله بن موسى قال حدّثني عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى قال: حدّثنا عمر بن رشيد عن داود بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ ) قال: قل للذين مننا عليهم بمعرفتنا أنْ يعرفوا الذين لا يعلمون، فاذا عرفوهم فقد غفروا لهم.

٧ ـ وقال علي بن إبراهيم في قولهعزوجل :( ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً ) فهذا تأديب لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والمعنى لامته.

٨ ـ وقولهعزوجل :( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ ) قال: نزلت في قريش كلّما هووا شيئا عبدوه وأضله الله على علم أي عذبه على علم منه فيما ارتكبوا من أمير المؤمنين، وجرى ذلك بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيما فعلوه بعده بأهوائهم وآرائهم وأزالوهم وأمالوا الخلافة والامامة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد أخذ الميثاق عليهم مرتين لأمير المؤمنين صلوات الله عليه، وقولهعزوجل :( اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ ) نزلت في قريش وجرت بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في أصحابه الذين غصبوا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، واتخذوا إماما بأهوائهم، والدليل على ذلك قولهعزوجل :( وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ ) قال: من زعم أنّه امام وليس بإمام، فمن اتخذه إماما ففضله على عليٍّ صلوات الله عليه.

٩ ـ ثمّ عطف على الدهريّة الذين قالوا: لا نحيى بعد الموت، فقال: وقالوا ما هي إلّا حيوتنا الدنيا نموت ونحيا وهذا مقدم ومؤخر، لان الدهرية لم يقروا بالبعث والنشور بعد الموت، وإنّما قالوا: نحيى ونموت وما يهلكنا إلّا الدهر إلى قوله «يظنون» فهذا ظن شك، ونزلت هذه الآية في الدهرية وجرت في الذين فعلوا ما فعلوا بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأمير المؤمنينعليه‌السلام وبأهل بيتهعليهم‌السلام ، وإنّما كان أيمانهم إقرارا بلا تصديق خوفا من السيف ورغبة في المال.

١٠ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن

٤

القاسم بن يزيد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قلت له: أخبرنى عن وجوه الكفر في كتاب اللهعزوجل ؟ قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه، فمنها كفر الجحود على وجهين فالكفر بترك ما أمر الله ؛ وكفر البراءة وكفر النعم، فاما كفر الجحود فهو الجحود بالربوبية وهو قول من يقول لا رب ولا جنة ولا نار ؛ وهو قول صنفين من الزنادقة يقال لهم الدهرية، وهم الذين يقولون: وما يهلكنا إلّا الدهر وهو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبت منهم ولا تحقيق لشيء مما يقولون، يقولعزوجل : إنْ هم إلّا يظنون أنّ ذلك كما يقولون ؛ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ في نهج البلاغة فانظر إلى الشمس والقمر والنبات والشجر والماء والحجر، واختلاف هذا الليل والنهار، وتفجر هذه البحار، وكثرة هذه الجبال، وطول هذه القلال، وتفرق هذه اللغات والألسن المختلفات، فالويل لمن جحد المقدر، وأنكر المدبر، زعموا انهم كالنبات ما لهم زارع، ولا لاختلاف صورهم صانع، ولم يلجئوا إلى حجة فيما ادعوا، ولا تحقيق لـما ادعوا وهل يكون بناء من غير بان، أو جناية من غير جان(١) ؟.

١٢ ـ في مجمع البيان وقد روى في الحديث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر، وتأويله أنّ أهل الجاهلية كانوا ينسبون الحوادث المجحفة والبلايا النازلة إلى الدهر، فيقولون: فعل الدهر كذا وكانوا يسبون الدهر، فقالعليه‌السلام : إنّ فاعل هذه الأمور هو الله تعالى فلا تسبوا فاعلها، وقيل معناه فان الله مصرف الدهر ومدبره، والوجه الاول أحسن فان كلامهم مملو من ذلك، ينسبون افعال الله تعالى إلى الدهر، قال الأصمعي: ذم أعرابى رجلا فقال: هو أكثر ذنوبا من الدهر، وقال كثير :

وكنت كذي رجلين رجل صحيحة

ورجل رمى فيها الزمان فشلت

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً ) أي على ركبها

__________________

(١) جنى الثمر جناية: تناولها من شجرتها.

٥

( كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إلى كِتابِهَا ) قال: إلى ما يجب عليهم من أعمالهم ؛ ثم قال:( هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ ) الآيتان محكمتان حدّثنا محمد بن همام قال: حدّثنا جعفر بن محمد الفزاري عن الحسن بن علي اللؤلؤى عن الحسن بن أيوب عن سليمان بن صالح عن رجل عن أبي بصير عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قلت:( هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ) قال له: إنّ الكتاب لم ينطق ولا ينطق ولكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الناطق بالكتاب قال الله( هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ) فقلت: انا لا نقرأها هكذا، فقال: هكذا والله نزل بها جبرئيلعليه‌السلام على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكنه مما حرف من كتاب الله.

في روضة الكافي سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي النصرى عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قلت له قول اللهعزوجل :( هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ) وذكر مثل ما نقلنا عن تفسير علي بن إبراهيم سواء.

١٤ ـ في نهج البلاغة وهذا القرآن انما هو خط مسطور بين الدفتين، لا ينطق بلسان ولا بد له من ترجمان ؛ وإنّما ينطق عنه الرجال.

١٥ ـ في أصول الكافي باسناده عن الباقرعليه‌السلام حديث طويل وفيه: أنّ الياسعليه‌السلام قال له: هاهنا يا ابن رسول الله باب غامض، أرأيت إنْ قالوا: حجة الله القرآن؟ قال: إذاً أقول لهم: إنّ القرآن ليس بناطق يأمر وينهى، ولكن للقرآن أهل يأمرون به وينهون(١)

١٦ ـ في إرشاد المفيد عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال في أثناء كلام طويل: وأمّا القرآن انما هو خط مسطور بين دفتين، لا ينطق وإنّما تتكلم به الرجال.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحيم القصير عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: سألته عن( ن وَالْقَلَمِ ) قال: إنّ الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال النهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا ربّ ما

__________________

(١) والحديث بتمامه مذكور في أصول الكافي ج ١: ٢٤٢ ـ ٢٤٧ من الطبعة الحديثة فمن شاء الوقوف عليه فليراجع هناك.

٦

أكتب؟ قال: أكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضّة وأصفى من الياقوت، ثمّ طواه فجعله في ركن العرش، ثمّ ختم على فم القلم فلن ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها، أو لستم عربا فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه أنسخ ذلك الكتاب؟ أو ليس انما ينسخ من كتاب آخر من الأصل؟ وهو قوله:( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ ) تعقلون.

١٨ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس بعد أنْ ذكر الملكين الموكلين بالعبد: وفي رواية أنهما إذا أراد النزول صباحا ومساء ينسخ لهما إسرافيل عمل العبد من اللوح المحفوظ فيعطيهما ذلك، فاذا صعدا صباحا ومساء بديوان العبد قابله إسرافيل بالنسخ التي انتسخ لهما حتى يظهر انه كان كما نسخ منه.

١٩ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسين بن علي بن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إنّ الأعمال تعرض على الله في كل خميس، فاذا كان الهلال أجلت، فاذا كان النصف من شعبان عرضت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعلى علىٍّعليه‌السلام ، ثم ينسخ في الذكر الحكيم.

٢٠ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن بشار عن أبي الحسن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام قال: سألته أيعلم أنّ الله الشيء الذي لم يكن أنْ لو كان كيف كان يكون؟ فقال: إنّ الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء، قالعزوجل :( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) وقال لأهل النار:( وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ) فقد علمعزوجل انه لو ردوهم لعادوا لـما نهوا عنه، وقال للملائكة لـمّا قالت:( أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ ) فلم يزل اللهعزوجل علمه سابق للأشياء قديما قبل أنْ يخلقها، فتبارك ربنا وتعال علوا كبيرا، خلق الأشياء وعلمه سابق لها كما شاء، كذلك ربنا لم يزل عالما سميعا بصيرا، وفي كتاب التوحيد مثله سواء.

٧

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللهِ هُزُواً ) وهم الائمة أي كذبتموهم واستهزأتم بهم( فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها ) يعنى من النار ولا هم يستعتبون أي لا يجاوبون ولا يقبلهم الله وله الكبرياء في السماوات والأرض يعنى القدرة في السماوات والأرض.

٢٢ ـ في مجمع البيان( وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) وفي الحديث: يقول الله سبحانه الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعنى واحدة منهما ألقيته في نار جهنم.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبداللهعليه‌السلام قال من قرء كل ليلة أو كل جمعة سورة الأحقاف لم يصبه اللهعزوجل بروعة في الحيوة الدنيا، وآمنه من فزع يوم القيامة إنْ شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرء سورة الأحقاف أعطى من الأجر بعدد كل رمل في الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات.

٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وأمّا حم فمعناه الحميد المجيد.

٤ ـ في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة طاب ثراه باسناده إلى أبي الحسن محمد بن جعفر الأسدي رضى الله عنه عن سعد بن عبد الله الأشعري قال: حدّثني الشيخ الصدوق أحمد بن إسحق بن سعد الأشعري رحمة الله عليه انه جاء بعض أصحابنا يعلمه أنّ جعفر بن عليّ كتب إليه كتابا يعرفه فيه نفسه ويعلمه انه القيم بعد أبيه وان عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلها، قال أحمد بن إسحاق: فلما قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمانعليه‌السلام وصيرت كتاب جعفر

٨

في درجه فخرج الجواب إلى في ذلك: بسم الله الرحمن الرحيم أتانى كتابك أبقاك الله والكتاب الذي أنفذته درجه ؛ وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على اختلاف ألفاظه وتكرر الخطاء فيه، ولو تدبرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه، إلى قولهعليه‌السلام : وقد ادعى هذا المبطل المفترى على الله الكذب بما ادعاه ؛ فلا أدرى بأية حالة هي له رجاء أنْ يتم له دعواه، أبفقه في دين الله؟ فوالله ما يعرف حلالا من حرام، ولا يفرق بين خطأ وصواب، أم بعلم؟ فما يعلم حقا من باطل، ولا محكما من متشابه، ولا يعرف حد الصلوة ووقتها، أم بورع؟ فالله شهيد على تركه الصلوة الفرايض أربعين يوما، يزعم ذلك لطلب السعودة(١) ولعل خبره قد تادى إليكم وهاتيك ظروف مسكره منصوبة وآثار عصيانه للهعزوجل مشهورة قائمة، أم بآية فليأت بها، أم بحجة فليقمها، أم بدلالة فليذكرها، قال اللهعزوجل في كتابه:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ ) فالتمس بولي الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت، وامتحنه وسله عن آية من كتاب الله يفسرها، أو صلوة فريضة يبين حدودها وما يجب فيها، لتعلم حاله ومقداره، ويظهر لك عواره(٢) ونقصانه، والله حسيبه، حفظ الله الحق على اهله وأقره في مستقره.

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر «الشعوذة» بالشين والذال المعجمتين، قال الفيروزآبادي: الشعوذة: خفة في اليد وأخذ كالسحر يرى الشيء بغير ما عليه أصله في رأى العين.

(٢) العوار ـ بالفتح وقد يضم ـ ؛ العيب.

٩

٥ ـ في مجمع البيان قرأ علىعليه‌السلام «أو أثرة» بسكون الثاء من غير الف.

٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة قال: سئلت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) قال: عنى بالكتاب التوراة والإنجيل وأثاره من علم فانما عنى بذلك علم أوصياء الأنبياء.

٧ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عمن ذكره عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أنّ في الجفر الذي يذكرونه(١) لـما يسوءهم لأنهم لا يقولون الحق والحق فيه فليخرجوا قضايا عليٍّ وفرائضه إنْ كانوا صادقين، وسلوهم عن الخالات والعمّات(٢) وليخرجوا مصحف فاطمةعليها‌السلام ، فانّ فيه وصية فاطمة ومعه(٣) سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ اللهعزوجل يقول: فأتوا بكتاب( مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) .

٨ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سمعته(٤) يقول: إنّ في الجفر الذي يذكرونه ما يسوؤهم انهم لا يقولون الحق والحق فيه فليخرجوا قضايا أمير المؤمنين وفرائضه إنْ كانوا صادقين، وسلوهم عن الخالات والعمات وليخرجوا مصحفا فيه وصية فاطمة وسلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال:( ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ )

٩ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة كلام طويل للرضاعليه‌السلام وفيه حدّثني أبي عن جدي عن

__________________

(١) مرجع الضمير ـ على ما قاله المجلسي (ره) في مرآة العقول ـ: الائمة الزيدية من بنى الحسن وهم الذين يفتخرون به ويدعون انه عندهم.

(٢) أي عن خصوص مواريثهن.

(٣) أي مع الجفر أو مصحف فاطمة (عليها السلام)

(٤) أي سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)، بقرينة الخبر الماضي.

١٠

آبائه عن الحسين بن عليعليه‌السلام قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا: إنّ لك يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج، قال: فانزل الله تعالى إليه الروح الأمين فقال يا محمد( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) يعنى أنْ تودّوا قرابتي من بعدي، فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على ترك ما عرضنا عليه إلّا ليحثنا على قرابته من بعده، وان هو إلّا شيء افتراه في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيما، فانزل اللهعزوجل هذه الآية: أم يقولون افتريه( قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) فبعث إليهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: هل من حديث؟ فقالوا: أي والله يا رسول الله، لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الآية فبكوا واشتد بكاؤهم فانزل الله تعالى( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ )

١٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام مجيبا لبعض الزنادقة ـ وقد قال: ثم خاطبه في أضعاف ما أثنى عليه في الكتاب من الإزراء وانخفاض محله وغير ذلك من تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحدا من الأنبياء مثل قوله:( وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) وهو يقول:( ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) فاذا كانت الأشياء تحصى في الامام وهو وصيّ فالنبي اولى أنْ يكون بعيدا من الصفة التي قال فيها( وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) ـ: وأمّا ما ذكرته من الخطاب الدال على تهجين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والإزراء به والتأنيب له مع ما أظهره الله تبارك وتعالى في كتابه من تفضيله إياه على ساير أنبيائه، فان اللهعزوجل جعل لكل نبي عدوا من المجرمين إلى قولهعليه‌السلام : ثم رفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عما لا يعلمون تأويله، إلى جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم، فصرخ

١١

مناديهم: من كان عنده شيء من القرآن فليأتنا به وو كلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله، فالفه على اختيارهم، فلا يدل المتأمل له على اختلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منهم ما قدروا انه لهم وهو عليهم، وزادو فيه ما ظهر تناكره وتنافره، وعلم الله أنّ ذلك يظهر ويبين، فقال:( ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ) والكشف لأهل الاستبصار عوارهم وافتراؤهم، والذي بدا في الكتاب من الإزراء على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من فرية الملحدين، وهنا كلام طويل مفصل ذكرناه في «حم سجدة» عند قوله تعالى( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا ) فليطلب.

١١ ـ في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: يزعم ابن أبي حمزة أنّ جعفرا زعم أنّ القائم أبي وما علم جعفر بما يحدث من أمر الله؟ فو الله لقد قال الله تبارك وتعالى يحكى لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ ) .

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) قال: استقاموا على ولاية عليٍّ أمير المؤمنين، وقوله:( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً ) (١) قال الإحسان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقوله: «بوالديه» انما عن الحسن والحسين صلوات الله عليهما، ثم عطف على الحسين صلوات الله عليه فقال( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً ) وذلك أنّ الله أخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبشره بالحسين قبل حمله، وان الامامة يكون في ولده إلى يوم القيامة ثم أخبره بما يصيبه من القتل والمصيبة في نفسه وولده، ثم عوضه بان جعل الامامة في عقبه، وأعلمه أنه يقتل ثم يرده إلى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداءه، ويملكه الأرض وهو قوله:( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ) الآية وقوله:( وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ) فبشر الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ أهل بيته

__________________

(١) وفي المصدر «حسنا» في الموضعين وسيأتى انها قراءة على (عليه السلام)

١٢

يملكون الأرض ويرجعون إليها ويقتلون أعدائهم، فأخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمةعليها‌السلام بخبر الحسينعليه‌السلام وقتله، فحملته كرها ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام فهل رأيتم أحدا يبشر بولد ذكر فتحمله كرها؟ أي أنها اغتمت وكرهت لـما أخبرها بقتله( وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً ) لـما علمت من ذلك، وكان بين الحسن والحسينعليهما‌السلام طهر واحد، وكان الحسينعليه‌السلام في بطن امه ستة أشهر، وفصاله اربعة وعشرون شهرا وهو قوله( وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً )

١٣ ـ في مجمع البيان وروى عن عليٍّعليه‌السلام «حسنا» بفتح الحاء والسين.

١٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبدالرحمن بن المثنى الهاشمي، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك من اين جاء لولد الحسينعليه‌السلام الفضل على ولد الحسنعليه‌السلام وهما يجريان في شرع واحد؟ فقال: لا أراكم تأخذون به، إنّ جبرئيلعليه‌السلام نزل على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما ولد الحسين بعد، فقال له: يا محمّد يولد لك غلاما تقتله أمتك من بعدك، فقال: يا جبرئيل لا حاجة لي فيه فخاطبه ثلاثا ثم دعا علياعليه‌السلام ، فقال له: أنّ جبرئيل يخبرني عن اللهعزوجل أنّه يولد لك غلاما تقتله أمّتك من بعدك، فقال: لا حاجة لي فيه يا رسول الله، فخاطب عليّاعليه‌السلام ثلاثا، ثمّ قال: إنّه يكون فيه وفي ولده الامامة والوراثة والخزانة، فأرسل إلى فاطمةعليها‌السلام فقال إنّ الله يبشرك بغلام تقتله أمّتى من بعدي، فقالت فاطمةعليها‌السلام : ليس لي حاجة فيه يا أبة، فخاطبها ثلاثا، ثم أرسل إليها لا بد أنْ تكون فيه الامامة والوراثة والخزانة، فقالت له: رضيت عن اللهعزوجل فعلقت وحملت بالحسينعليه‌السلام فحملت ستة أشهر، ثم وضعت ولم يعش مولد قط لستة أشهر غير الحسين بن عليعليهما‌السلام وعيسى بن مريمعليه‌السلام فكفلته أم سلمة وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يأتيه في كل يوم فيضع لسانه الشريف في فم الحسينعليه‌السلام فيمصه حتى يروى، فأنبت اللهعزوجل لحمه من لحم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يوضع من فاطمةعليها‌السلام ولا من غيرها لبنا قط، فلما أنزل الله تبارك وتعالى فيه:( وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ

١٣

سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ) فلو قال: أصلح لي ذريتي كانوا كلهم أئمة لكن خص هكذا.

١٥ ـ في تهذيب الأحكام علي بن الحسين عن أحمد ومحمد إبني الحسن عن أبيهما، عن أحمد بن عمر الحلبي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سأله أبي وأنا حاضر عن قول اللهعزوجل ( حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ ) قال: الاحتلام.

١٦ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط قال: رأيت أبا جعفرعليه‌السلام وقد خرج على فأحدت(١) أنظر اليه، وجعلت أنظر إلى رأسه ورجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر، فبينا انا كذلك حتى قعد. فقال: يا عليُّ إنّ الله احتج في الامامة بمثل ما احتج به في النبوة، فقال:( وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) «ولما( بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ) فقد يجوز أنْ يؤتى الحكمة وهو صبي، ويجوز أنْ يؤتى الحكمة وهو ابن أربعين سنة.

١٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء والحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لـمّا حملت فاطمةعليها‌السلام بالحسينعليه‌السلام جاء جبرئيل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: إنّ فاطمة ستلد غلاما تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسينعليه‌السلام كرهت حمله، وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لم تر في الدنيا أم تلد غلاما تكرهه، ولكنها تكرهه لـما علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الآية( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً )

١٨ ـ محمد بن يحيى عن علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ جبرئيلعليه‌السلام نزل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له: يا محمّد إنّ الله يبشرك بمولود يولد لك من فاطمة تقتله أمّتك من بعدك

__________________

(١) أحد إليه النظر: بالغ في النظر اليه.

١٤

فقال: يا جبرئيل وعلى ربي السّلام لا حاجة لي في مولود تقتله أمّتى من بعدي، فعرج جبرئيلعليه‌السلام إلى السماء ثمّ هبط فقال: يا محمد إنّ ربك يقرئك السّلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية ؛ فقال: إني قد رضيت، ثمّ أرسل إلى فاطمة أنّ الله يبشرني بمولود يولد لك تقتله أمتى من بعدي، فأرسلت اليه: لا حاجة لي في مولود تقتله أمتك من بعدك، فأرسل إليها: أنّ الله قد جعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فأرسلت اليه: إني قد رضيت فحملته( كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ) فلو لا أنه قال:( أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ) لكانت ذريته كلهم أئمة، ولم يرضع الحسينعليه‌السلام ثم من فاطمة ولا من أنثى، كان يؤتى به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاث فنبت لحم الحسينعليه‌السلام من لحم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ودمه، ولم يولد بستة أشهر إلّا عيسى بن مريم والحسين بن عليٍّعليهم‌السلام

١٩ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله ورووا عن يونس عن الحسن: أنّ عمر أتى بامرأة قد ولدت لستة أشهر، فهم برجمها فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنْ خاصمتك بكتاب الله خصمتك، إنّ الله تعالى يقول:( وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) ويقول:( وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ ) فاذا أتممت المرأة الرضاعة لسنتين وكان حمله وفصاله ثلاثين شهرا كان الحمل منها ستة أشهر، فخلى عمر سبيل المرأة وثبت الحكم بذلك يعمل به الصحابة والتابعون ومن أخذ إلى يومنا هذا.

٢٠ ـ في كتاب الخصال عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إذا بلغ العبد ثلاثا وثلاثين سنة فقد بلغ أشده، وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ [وانتهى] منتهاه، فاذا طعن في أحد وأربعين فهو في النقصان، وينبغي لصاحب الخمسين أنْ يكون كمن كان في النزع.

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( الَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما )

١٥

الى قوله تعالى:( إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) قال: نزلت في عبدالرحمن بن أبي بكرحدثنا العباس بن محمد قال: حدّثني الحسن بن سهل باسناده رفعه إلى جابر بن يزيد عن جابر بن عبد الله، قال: ثم اتبع الله جل ذكره مدح الحسين بن علي صلوات الله عليهما بذم عبدالرحمن بن أبي بكر، قال جابر بن يزيد: فذكرت هذا الحديث لأبي جعفرعليه‌السلام فقال أبو جعفرعليه‌السلام : يا جابر والله أو سبقت الدعوة من الحسين وأصلح لي ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة طاهرين، ولكن سبقت الدعوة وأصلح لي ذريتي فمنهم الائمة واحد فواحد، فثبت الله بهم حجته.

قال علي بن إبراهيمرحمه‌الله في قولهعزوجل : ويوم يعرض الذي كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حيوتكم الدنيا واستمتعتم بها قال: أكلتم وشربتم وركبتم، وهي في بنى فلان فاليوم تجزون عذاب الهون قال: العطش( بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ) .

٢٢ ـ في محاسن البرقي عنه عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام قال: دخل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مسجد قبا، فأتى بإناء فيه لبن حليب (الى قوله): جعفر بهذا الاسناد قال: أتى بخبيص(١) فأبى أنْ يأكله، فقيل: أتحرمه؟ فقال: لا ولكني أكره أنْ تتوق إليه نفسي(٢) ثمّ تلا الآية( أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا ) .

٢٣ ـ في مجمع البيان( أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها ) ود روى في الحديث أنّ عمر بن الخطاب قال: استأذنت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فدخلت عليه في مشربة أم إبراهيم وأنه لمضطجع على حفصة وأنّ بعضه على التراب وتحت رأسه وسادة محشوة ليفا فسلّمت عليه ثمّ جلست فقلت: يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنت نبي الله وصفوته وخيرته من خلقه، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير؟

__________________

(١) الخبيص: قسم من الحلواء.

(٢) تاق اليه: اشتاق.

١٦

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أولئك قوم عجلت طيباتهم وهي وشيكة الانقطاع(١) وإنّما أخرت لنا طيباتنا.

٢٤ ـ وقال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في بعض خطبه: والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألآ تنبذها(٢) فقلت: أعزب عنى فعند الصباح يحمد القوم السري(٣) .

٢٥ ـ وروى محمد بن قيس عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام انه قال: والله ان كان على يأكل أكلة العبد ويجلس جلسة العبد، وان كان يشترى القميصين فيخير غلامه خيرهما ثم يلبس الآخر، فاذا أجاز أصابعه قطعه، وإذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولي خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة، ولا أورث بيضاء ولا حمراء وان كان ليطعم الناس خبز البر واللحم، وينصرف إلى منزله فيأكل خبز الشعير والزيت والخل، وما ورد عليه أمران كلاهما للهعزوجل فيه رضا إلّا أخذ بأشدهما على بدنه، ولقد أعتق الف مملوك من كد يمينه، تربت منه يداه(٤) وعرق فيه وجهه، وما أطاق عمله أحد من الناس، وان كان ليصلى في اليوم والليلة ألف ركعة، وان كان أقرب الناس به شبها علي بن الحسينعليهما‌السلام ، ما أطاق عمله أحد من الناس بعده.

٢٦ ـ ثمّ إنّه قد اشتهر في الرواية أنهعليه‌السلام لـمّا دخل على العلا بن يزيد بالبصرة يعوده، فقال له العلا: يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد، لبس العباء وتخلى من

__________________

(١) أي سريعة الانقطاع.

(٢) نبذه :! طرحه ورمي به.

(٣) السري: السير عامة الليل ؛ وهذا مثل يضرب لمن يحتمل المشقة رجاء الراحة، ويضرب أيضا في الحث على مزاولة الأمر والصبر وتوطين النفس حتى يحمد عاقبته.

(٤) ترب الشيء: أصابه التراب. لزق بالتراب. وقد يقال لمن قل ماله وافتقر: تربت يداه. وهل هو في مورد الدعاء على المخاطب أو في مورد المدح، فيه خلاف ذكره ابن منظور في اللسان فراجع مادة «ترب» إنْ شئت.

١٧

الدنيا، فقالعليه‌السلام عليَّ به، فلما جاء قال: يا عديُّ نفسه لقد استهام بك الخبيث(١) أما رحمت أهلك وولدك؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أنْ تأخذها؟ أنت أهون على الله من ذلك، قال: يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك؟(٢) قال: ويحك إني لست كأنت، إنّ الله تعالى فرض على أئمة الحق أنْ يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا تبيغ(٣) بالفقير فقره.

٢٧ ـ في جوامع الجامع وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله دخل على أهل الصفة وهم يرقعون ثيابهم بالادم(٤) ما يجدون لها رقاعا، فقال: أنتم اليوم خير أم يوم يغدو أحدكم في حلة ويروح في أخرى؟ ويغدى عليه بجفنة ويراح عليه بأخرى ويستر بيته كما تستر الكعبة؟ قالوا: نحن يومئذ خير، قال: بل أنتم اليوم خير.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قولهعزوجل :( وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ ) والأحقاف من بلاد عاد من الشقوق إلى الأجفر وهي أربع منازل(٥) قال حدّثني أبي قال: أمر المعتصم أنْ يحفر بالبطاينة بئرا فحفروا ثلاثمأة قامة فلم يظهر الماء فتركه ولم يحفره، فلما ولي المتوكل أمر أنْ يحفر ذلك البئر أبدا حتى يبلغ الماء، فحفروا حتى وضعوا في كل مأة قامة بكرة حتى انتهوا إلى صخرة، فضربوها بالمعول فانكسرت فخرج منها ريح باردة فمات من كان يقربها ،

__________________

(١) «يا عدى» تصغير عدو، «واستهام بك الخبيث» الباء زائدة أي جعلك هائما، والهائم بمعنى الضال، والمراد من الخبيث هو الشيطان.

(٢) طعام جشب: أي غليظ وكذلك مجشوب، وقيل: انه الذي لا أدم معه.

(٣) تبيغ الدم بصاحبه، وتبوغ به أي هاج به، وفي الحديث: عليكم بالحجامة لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله، وقيل: أصل يتبيغ يبتغى فقلب مثل جذب وجبذ.

(٤) الأدم ـ بضمتين ـ جمع الأديم: الجلد المدبوغ.

(٥) قال الطبرسي (ره) في مجمع البيان الأحقاف: هو واد بين عمان ومهرة عن ابن عباس، وقيل: رمال فيما بين عمان إلى حضرموت «انتهى» والشقوق والأجفر المذكوران في تفسير القمّي (ره)، موضعان بطريق مكة كما قاله الحموي.

١٨

فأخبر المتوكل بذلك فلم يدر ما ذاك، فقالوا: سل ابن الرضا وهو أبو الحسن علي بن محمّد العسكري صلوات الله عليهم، فكتب إليه يسأله عن ذلك فقال أبو الحسنعليه‌السلام : تلك بلاد الأحقاف وهم قوم عاد الذين أهلكهم اللهعزوجل بالريح الصرصر.

٢٩ ـ في الخرائج والجرائح أنّ المهدي الخليفة أمر بحفر بئر بقرب قبر العبادي(١) لعطش الحاج هناك، فحفروا أكثر من مأة قامة، فبينما هم يحفرون إذ خرقوا خرقا وإذا تحته هواء لا يدري قعره وهو مظلم، وللريح فيه دوي فأدلوا رجلين فلما خرجا تغيرت ألوانهما فقالا: رأينا هواء [واسعا] ورأينا بيوتا قائمة ورجالا ونساء وابلا وبقرا وغنما، وكلما مسسنا شيئا رأيناه هباء فسألنا الفقهاء عن ذلك فلم يدر أحد ما هو، فقدم أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام على المهدي فسأله عن ذلك، فقال: هؤلائك أصحاب الأحقاف، وهم بقية من قوم عاد، ساخت بهم منازلهم وذكر على مثل قول الرجلين.

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثمّ حكى اللهعزوجل قول قوم عاد قالوا أجئتنا لتأفكنا أي تزيلنا عما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا من العذاب إنْ كنت من الصادقين وكان نبيّهم هود وكانت بلادهم كثيرة الخير خصبة(٢) فحبس الله عنهم المطر سبع سنين حتى أجدبوا(٣) وذهب خيرهم من بلادهم، وكان هو يقول لهم ما حكى الله:( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ) إلى قوله( وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ) فلم يؤمنوا وعتوا فأوحى الله إلى هود: انه يأتيهم العذاب في وقت كذا وكذا ريح فيها عذاب اليم، فلما كان ذلك الوقت نظروا إلى سحاب قد أقبلت، ففرحوا فقالوا: هذا عارض ممطرنا الساعة نمطر فقال لهم هود: بل هو ما استعجلتم به ريح في قوله: «( فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ رِيحٌ فِيها عَذابٌ

__________________

(١) قال الحموي: قبر العبادي منزل في طريق مكّة من القادسيّة إلى العذيب ثمّ ذكر القصّة في ذلك فراجع مادة «قبر».

(٢) خصب المكان: كثر فيه العشب والكلاء.

(٣) أجدب القوم: أصابهم الجدب وهو المحل وانقطاع المطر ويبس الأرض.

١٩

أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها ) فلفظه عام ومعناه خاص لأنها تركت أشياء كثيرة لم تدمرها، وإنّما دمرت ما لهم كله فكان كما قال اللهعزوجل :( فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ ) وكل هذه الأخبار من هلاك الأمم تخويف وتحذير لامة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً ) أي قد أعطيناهم فكفروا فنزل بهم العذاب فاحذروا أنْ لا ينزل بكم ما نزل بهم، وقوله: و( إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ) القول إلى قوله: فلما قضى ولوا( إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا ) إلى قوله:( أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) فهذا كله حكاية عن الجن وكان سبب نزول هذه الآية أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج من مكّة إلى سوق عكاظ ومعه زيد بن حارثة يدعو الناس إلى الإسلام، فلم يجبه أحد ولم يجد أحدا يقبله، ثمّ رجع إلى مكّة فلما بلغ موضعا يقال له وادي مجنة(١) تهجد بالقرآن في جوف الليل، فمر به نفر من الجن فلمّا سمعوا قراءة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله استمعوا له، فلما سمعوا قرآنه قال بعضهم لبعض: أنصتوا يعنى أسكتوا، «فلما قضى» أي فرغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من القرآن( وَلَّوْا إلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إلى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ ) إلى قوله( أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) فجاؤا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأسلموا وآمنوا وعلمهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شرايع الإسلام، فأنزل اللهعزوجل على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ) السورة كلها فحكى اللهعزوجل قولهم وولى عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منهم، وكانوا يعودون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في كل وقت، فأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أنْ يعلّمهم وينفعهم، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان.

٣١ ـ وسئل العالم صلوات الله عليه عن مؤمن الجن أيدخلون الجنة؟ فقال: لا ولكن لله حظاير(٢) بين الجنة والنار يكون فيها مؤمني الجن وفساق الشيعة.

__________________

(١) المجنة: الأرض الكثيرة الجن.

(٢) حظائر جمع الحظيرة: الموضع الذي يحاط عليه لتأوى إليه الغنم والإبل وسائر الماشية يقيها البرد والريح.

٢٠

وراحلة قدر ما يقوت به عياله، ويستغني به عن الناس، ينطلق إليهم فيسألهم إياه ويحج به، لقد هلكوا إذاً » فقيل له: فما السبيل؟ قال: فقال: « السعة في المال إذا كان يحج ببعض ويبقى ببعض يقوت به عياله، أليس الله قد فرض الزكاة فلم يجعلها إلّا على من يملك مائتي درهم؟ ».

٩ -( باب وجوب الحج على من بذل له زاد وراحلة ولو حماراً، ووجوب قبوله وإن استحيى، ويجزيه عن حجة الاسلام)

[٨٩٦٥] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قيل له: فمن عرض عليه ما يحج به فاستحيى؟ قال: « هو ممّن يستطيع، ولم يستحيى؟ يحج ولو على حمار أبتر ».

[٨٩٦٦] ٢ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام : عن أبيهعليه‌السلام ، قال: « سألته عن رجل لم يكن له مال، فحج به رجل من إخوانه؟ قالعليه‌السلام : إنّها تجزئ عن حجة الاسلام ».

١٠ -( باب وجوب الحج على من أطاق المشي كلّا، أو بعضا وركوب الباقي، من غير مشقّة زائدة)

[٨٩٦٧] ١ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن أبي بصير، عن أبي

__________________

الباب ٩

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٨٩.

٢ - بعض نسخ الفقه الرضوي ص ٧٤، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥٨ ح ٣١.

الباب ١٠

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٩٣ ح ١١٦.

٢١

عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام قول الله:( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) قال: « تخرج إذا لم يكن عندك تمشي » قال: قلت: لا نقدر على ذلك، قال: « تمشي وتركب أحيانا » قلت: لا نقدر على ذلك، قال: « تخدم قوما وتخرج معهم ».

[٨٩٦٨] ٢ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام : عن أبيهعليه‌السلام قال: « سألته عن دين الحج، قال: إن حجة الاسلام واجبة على كلّ من أطاق المشي من المسلمين، ولقد كان أكثر من حجّ مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ المشاة، ولقد مرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ على المشاة وهم بكراع الغميم، فشكوا إليه الجهد والإعياء، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : شدّوا أزركم واستبطنوا، ففعلوا فذهب عنهم ».

١١ -( باب اشتراط وجوب الحج بالبلوغ والعقل)

[٨٩٦٩] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال في الصبي يحج به ولم يبلغ [ الحلم ](١) قال: « لا يجزئ ذلك عنه وعليه الحجّ إذا بلغ، وكذلك المرأة إذا حجّ بها وهي طفلة ».

__________________

(١) آل عمران ٣: ٩٧.

٢ - بعض نسخ الفقه الرضوي ص ٧٤، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥٩ ح ٣٨.

الباب ١١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٨٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٢

١٢ -( باب أنّ الصبي إذا حجّ أو حجّ به لم يجزه عن حجة الاسلام، ووجب عليه عند البلوغ مع الاستطاعة)

[٨٩٧٠] ١ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده الصحيح عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لو أن غلاما حجّ عشر حجج، ثم احتلم كان عليه فريضة الاسلام إذا استطاع إليه سبيلا ».

١٣ -( باب اشتراط وجوب الحج والعمرة بالحرية، فلا يجبان على المملوك حتى يعتق، ويستحبان له مع إذن المالك)

[٨٩٧١] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « إذا حجّ المملوك أجزأ عنه ما دام مملوكا، فإن أُعتق فعليه الحج، وليس يلزمه الحج وهو مملوك ».

١٤ -( باب أن المملوك إذا حجّ مرّة أو مراراً ثم أُعتق، وجب عليه حجة الإسلام مع الشرائط)

[٨٩٧٢] ١ - دعائم الاسلام: عن علي (صلوات الله عليه)، أنّه قال: « إذا أُعتق العبد فعليه الحج إن استطاع إليه سبيلا ».

[٨٩٧٣] ٢ - وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه سئل عن أُم الولد يحجّها سيّدها ثم تعتق أيجزئ عنها ذلك؟ قال: « لا ».

__________________

الباب ١٢

١ - نوادر الراوندي ص ٥٢.

الباب ١٣

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٠.

الباب ١٤

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٠.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٠.

٢٣

١٥ -( باب أن المملوك إذاحج فأدرك أحد الموقفين معتقاً أجزأه عن حجة الإسلام)

[٨٩٧٤] ١ - بعض نسخ الرضويعليه‌السلام : « والمملوك إذا أُعتق يوم عرفة فقد أدرك الحج، لأنّه قد أدرك أحد الموقفين ».

[٨٩٧٥] ٢ - الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص: في خبر سقط أوّله: ما تقول في رجل أعتق عشيّة عرفة عبدا له؟ قال: « تجزئ(١) عن العبد حجّة الإسلام، ويكتب للسيد أجران: ثواب العتق، وثواب الحجّ ».

١٦ -( باب أن المستطيع إذا حجّ جمالا أو أجيرا أو مجتازا بمكة أو تاجرا، أجزأه ذلك عن حجة الاسلام)

[٨٩٧٦] ١ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام : عن أبيه قال: « سئلت عمّن خرج إلى مكّة في تجارة أو كانت له إبل يكريها فحج قالعليه‌السلام : حجته(١) تامّة ».

١٧ -( باب أن المسلم المخالف للحق إذا حجّ ثم استبصر لم يجب عليه إعادة الحج، بل يستحب، إلّا أن يخل بركن منه فتجب الإعادة)

[٨٩٧٧] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه

__________________

الباب ١٥

١ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٥، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٢.

٢ - الاختصاص ص ٣٦٥.

(١) في المصدر: يجزئ.

الباب ١٦

١ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٤، والبحار ج ٩٩ ص ٣٥٨ ح ٣١.

(١) في نسخة، فإن، حجته، (منه قده).

الباب ١٧

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٨٩.

٢٤

سئل عن رجل لا يعرف هذا الأمر وحج، ثم منّ الله عليه بمعرفته؟ قال: « يجزؤه حجه، ولو حجّ كان أحب إليّ، وإن كان ناصبا معتقدا للنصب فحج، ثم منّ الله عليه بالمعرفة فعليه الحج ».

١٨ -( باب وجوب استنابة الموسر في الحج، إذا منعه مرض، أو كبر أو عدوّ أو غير ذلك)

[٨٩٧٨] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنّ رجلا أتاه فقال: أبي شيخ كبير لم يحجّ، فأجهز رجلا يحجّ عنه؟ فقال: « نعم، إن امرأة من خثعم سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أن تحجّ عن أبيها لأنه شيخ كبير، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : نعم فافعلي، إنّه لو كان على أبيك دين فقضيته عنه أجزأه ذلك ».

[٨٩٧٩] ٢ - الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن جابر أنّه قال: يا رسول الله، أبي شيخ كبير لا يقدر على الحج والعمرة؟ فقال: « حجّ عنه واعتمر ».

[٨٩٨٠] ٣ - وعن امرأة خثعمية: أنّها أتت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فقالت: يا رسول الله إنّ فرض الحج قد أدرك أبي، وهو شيخ لا يقدر على ركوب الراحلة، أيجوز أن أحجّ عنه؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « يجوز » قالت: يا رسول الله، ينفعه ذلك؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ :

__________________

الباب ١٨

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٦.

٢ - تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٣١٣.

٣ - تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦١١.

٢٥

« أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته، أما كان يجزئ؟ » قالت: نعم، قال: « فدين الله أحق ».

١٩ -( باب أن من أوصى بحجة الاسلام وجب اخراجها من الأصل، فإن كان عليه دين وقصرت التركة قسمت عليهما بالحصص، وإن أوصى بغير حجّة الاسلام كانت من الثلث، وإن أوصى أن يحج عنه رجل معين تعيّن إن أمكن)

[٨٩٨١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمدعليهم‌السلام ، في رجل تحضره الوفاة فيوصي أن عليه حجّة الاسلام وأنّه لم يحج، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إن خلّف ما يحج به عنه أُخرج ذلك من رأس المال، وإن كانت حجة نافلة أُخرجت من الثلث ».

[٨٩٨٢] ٢ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال فيمن أوصى أن يحج عنه بعد موته حجة الاسلام: « إن وقّت أن(١) ذلك من ثلثه(٢) أُخرج من ثلثه، وإن لم يوقّته أُخرج من رأس المال، فإن أوصى أن يحج عنه وكان قد حجّ حجة الاسلام، فذلك من ثلثه » الخبر.

[٨٩٨٣] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إن أوصى بحج وكان

__________________

الباب ١٩

١ - الجعفريات ص ٦٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٧.

(١) في المصدر: ان حد ذلك.

(٢) في المصدر: ثلث ماله.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

٢٦

صرورة، حجّ عنه من جميع ماله، وإن كان قد حجّ فمن الثلث ».

بعض نسخه قالعليه‌السلام : « قال أبيعليه‌السلام : رجل توفي وأوصى أن يحج عنه، أخرج ذلك من جميع المال لأنه بمنزلة الدين الواجب عليه في ماله، وإن كان قد حجّ فمن ثلثه »(١) .

٢٠ -( باب أنّ من أوصى بحج واجب وعتق وصدقة،وجب الابتداء بالحج، فإن بقي شئ صرف في العتق والصدقة)

[٨٩٨٤] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإن أوصى بثلث ماله في حجّ وعتق وصدقة تمضى وصيّته، فإن لم يبلغ ثلث ماله ما يحج عنه ويعتق ويتصدق منه، بدئ بالحج فإنّه فريضة، وما بقي جعل في عتق أو صدقة إن شاء الله ».

[٨٩٨٥] ٢ - محمد بن علي بن شهرآشوب في المناقب: امرأة أوصت بثلثها يتصدق به عنها ويحج عنها ويعتق بها، فلم يسع المال، ذلك فسئل أبو حنيفة وسفيان الثوري، فقال كلّ واحد منهما: أنظر إلى رجل منقطع(١) به فيقوى به، ورجل قد سعى في فكاك رقبته فبقي عليه شئ فيعتق، ويتصدق بالبقية، فسأل معاوية بن عمّار أبا عبد اللهعليه‌السلام عن ذلك، فقال: « ابدأ بالحج فإن الحج فريضة، وما بقي فضعه في النوافل » فبلغ ذلك أبا حنيفة فرجع عن مقاله.

__________________

(١) بعض نسخ الفقه الرضوي ص ٧٤، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥٩.

الباب ٢٠

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

٢ - المناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ٢٥٧.

(١) في المصدر: رجل قد حجّ فقطع.

٢٧

٢١ -( باب استحباب اختيار المشي في الحج على الركوب، والحفاء على الانتعال، إلّا ما استثني)

[٨٩٨٦] ١ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن القسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّه قال: « ما عبد الله بشئ أشدّ من المشي إلى بيته ».

[٨٩٨٧] ٢ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن إبراهيم بن رجاء أخي طربال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « ما عبد الله بشئ مثل الصمت، والمشي إلى بيته ».

وقال الصادقعليه‌السلام : « ما عبد الله بشئ أفضل من المشي إلى بيته ».

وقال في لفظة أُخرى: « ما عبد الله بشئ أفضل من المشي ».

[٨٩٨٨] ٣ - علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة: عن كتاب صفوة الصفوة بسنده عن علي بن زيد بن جدعان، أنه قال: حجّ الحسنعليه‌السلام خمس عشر مرة حجّة ماشياً، وإن النجائب لتقاد (بين يديه)(١) .

__________________

الباب ٢١

١ - الخصال ص ٦٣٠.

٢ - الغايات ص ٧٣.

٣ - كشف الغمة ج ١ ص ٥٥٦.

(١) في المصدر: معه.

٢٨

[٨٩٨٩] ٤ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن عبد الله بن عمر، عن ابن عباس، قال: لمّا أُصيب (معاوية، قال)(١) : ما آسي على شئ إلّا على أن أحج ماشيا، ولقد حجّ الحسن بن عليعليهما‌السلام خمسا وعشرين حجة ماشيا، وإن النجائب لتقاد معه.

[٨٩٩٠] ٥ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « ما تقرّب إلى الله بشئ، أفضل من المشئ إلى بيت الله على القدمين ».

[٨٩٩١] ٦ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال: « للحاج الراكب بكلّ خطوة تخطوها راحلته سبعون حسنة، وللحاج الماشي بكلّ خطوة يخطوها سبعمائة حسنة من حسنات الحرم، قيل: ما حسنات الحرم؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : الحسنة بمئة الف ».

وعن ابن عباس(١) قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقول: وذكر مثله.

[٨٩٩٢] ٧ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « أن الملائكة يقفون على طريق مكة يتلقون الحاج، فيسلّمون على أهل المحامل، ويصافحون أصحاب الرواحل، ويعتنقون المشاة اعتناقا ».

[٨٩٩٣] ٨ - وروي: أن الحجة الواحدة ماشيا، تعدل سبعين حجة

__________________

٤ - المناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ١٤.

(١) في المخطوط « الحسنعليه‌السلام ، قال معاوية »، وما أثبتناه من المصدر.

٥ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ١٥٢ ح ١١.

٦ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٨٦ ح ٢٣٤.

(١) نفس المصدر ج ٤ ص ٢٩ ح ٩٦.

٧ - عوالي اللآلي ج ٤ ص ٢٨ ح ٩٢.

٨ - عوالي اللآلي ج ٤ ص ٢٩ ح ٩٤.

٢٩

راكبا.

[٨٩٩٩٤] ٩ - السيد علي بن طاووس في كتاب فرج المهموم: عن كتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميري، بإسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « خرج الحسين بن عليعليهما‌السلام إلى مكة سنة ماشيا فورمت قدماه، فقال له بعض مواليه: لو ركبت ليسكن عنك هذا الورم، فقال: كلا، إذا أتينا هذا المنزل فإنّه يستقبلك أسود ومعه دهن، فاشتره منه ولا تماكسه » الخبر.

[٨٩٩٥] ١٠ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن إبراهيم بن الأدهم وفتح الموصلي، قال كلّ واحد منهما: كنت أسيح في البادية مع القافلة، فعرضت لي حاجة فتنحيّت عن القافلة، فإذا أنا بصبي يمشي، فقلت: سبحان الله، بادية بيداء وصبي يمشي!، فدنوت منه وسلّمت عليه، فردّ عليّ السلام، فقلت له: إلى أين؟ قال: « أريد بيت ربّي » فقلت: حبيبي إنّك صبي ليس عليك فرض ولا سنة، فقال: « يا شيخ ما رأيت من هو أصغر سنّا مني مات؟ فقلت: أين الزاد والراحلة؟ فقال: « زادي تقواي، وراحلتي رجلاي، وقصدي مولاي » إلى أن ذكر أنّه كان علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام .

[٨٩٩٦] ١١ - وعن عبد الله بن المبارك قال: حججت بعض السنين إلى مكة، فبينما أنا سائر في عرض الحاج، وإذا صبي سباعي أو ثماني، وهو يسير في ناحية من الحاج بلا زاد ولا راحلة، فتقدمت إليه وسلّمت

__________________

٩ - فرج المهموم ص ٢٢٦.

١٠ - المناقب لابن آشوب ج ٤ ص ١٣٧.

١١ - المناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ١٥٥.

٣٠

عليه، وقلت له: مع من قطعت البر؟ قال: « مع البار » فكبر في عني فقلت: يا ولدي أين زادك وراحلتك فقال: « زادي تقواي، وراحلتي رجلاي، وقصدي مولاي » فعظم في نفسي - إلى أن قال - إلى أن اتيت مكة فقضيت حجي، ورجعت فأتيت الأبطح فإذا بحلقة مستديرة، فاطلعت لأنظر من بها فإذا هو بصاحبي، فسألت عنه، فقيل: هذا زين العابدينعليه‌السلام .

[٨٩٩٧] ١٢ - الصدوق في كمال الدين: عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن أبي القسم جعفر بن أحمد العلوي الرقي العريضي، عن أبي الحسن علي بن أحمد العقيقي، قال حدثني أبو نعيم الأنصاري الزيدي، قال: كنت بمكة عند المستجار، وجماعة من المقصّرة منهم: المحمودي، وعلان الكليني، وأبو الهيثم الديناري، وأبو جعفر الأحول الهمداني، زهاء ثلاثين رجلا، ولم يكن فيهم مخلص علمته غير (محمد بن القاسم العلوي)(١) فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة، سنة ثلاث وتسعين ومائتين من الهجرة، إذ خرج علينا شاب من الطواف عليه إزار محرم وفي يده نعلان، فلما رأيناه قمنا جميعا هيبة له، فلم يبق منّا أحد إلّا قام وسلّم عليه - وساق الخبر وهو طويل، وفيه - أنّه رآه أيضا في عشية عرفة، وأنّه قال فسألت عن القوم الذين كانوا حوله: أتعرفون هذا العلوي؟ فقالوا: إنه(٢) يحج معنا في كلّ سنة ماشيا. وفي آخر، الخبر أنّه كان صاحب الزمانعليه‌السلام .

__________________

١٢ - إكمال الدين ص ٤٧٠ ح ٢٤.

(١) كان في المخطوط: محمد بن القاسم العلوي العقيقي، والصحيح أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال « راجع معجم رجال الحديث ج ١٧ ص ١٦٥ ».

(٢) في المصدر: نعم.

٣١

ورواه أيضا عن عمار بن الحسين بن إسحاق الأشروسي، عن أبي العباس أحمد بن الخضر، عن أبي الحسين محمد بن عبد الله الإسكافي، عن (سليم، عن أبي)(٣) نعيم الأنصاري، قال: كنت بالمستجار الخبر(٤) .

ورواه أيضاً: عن أبي بكر محمد بن محمد بن علي بن محمد بن حاتم، عن أبي الحسين عبيد الله بن محمد بن جعفر القصباني البغدادي، عن أبي محمد علي بن أحمد بن الحسين الهمداني(٥) عن أبي جعفر محمد بن علي المنقدي الحسني بمكة، قال: كنت بالمستجار الخ.

ورواه الطبري في الدلائل: بسنده، كما تقدم في أبواب التعقيب من كتاب الصلاة(٦) ، ويأتي عن الكافي أيضا مسندا، أنّهعليه‌السلام يحج في كلّ سنة ماشيا(٧) .

٢٢ -( باب من نذر الحج ماشيا أو حافيا أو حلف عليه وجب، فإن عجز أجزأه أن يحج راكبا ويسوق بدنة استحبابا، وأنّ كلّ من نذر شيئاً وعجز سقط عنه)

[٨٩٩٨] ١ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي: عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سألته عن رجل

__________________

(٣) في المخطوط « سلمان بن » وما أثبتناه من المصدر، ويؤيده صدر الحديث.

(٤) نفس المصدر ص ٤٨٢.

(٥) في المصدر: الماذرائي، وفي نسخة المادرائي.

(٦) دلائل الإمامة ص ٢٩٨.

(٧) يأتي في باب استحباب الحج والعمرة عينا في كلّ عام وادمانهما الحديث ٢ عن الكافي ج ١ ص ٣٦٨ ح ١٥.

الباب ٢٢

١ - بل كتاب محمد بن المثنى الحضرمي ص ٨٣.

٣٢

حلف ليحجنّ ماشيا، فعجز عن ذلك ولم يطقه، قال: « فليركب وليسق هديا ».

[٨٩٩٩] ٢ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن عبد الله الحلبي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « أيما رجل(١) نذر أن يمشي إلى بيت الله ثم عجز عن المشي، فليركب وليسق بدنة إذ عرف الله منه الجهد ».

٢٣ -( باب أن من نذر الحج ماشيا فمرّ في المعبر، فعليه القيام فيه)

[٩٠٠٠] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، أنه سئل عن رجل نذر أن يمشي إلى البيت فمر بالمعابر، فقال: « ليقف بالمعابر قائما حتى يجوز ».

٢٤ -( باب استحباب التطوّع بالحج والعمرة، مع عدم الوجوب)

[٩٠٠١] ١ - الجعفريات بالإسناد المتقدم: عن عليعليه‌السلام ، قال: « سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وهو يقول وهو يتبع

__________________

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٥٩.

(١) في المصدر: ناذر.

الباب ٢٣

١ - الجعفريات ص ٧٠.

الباب ٢٤

١ - الجعفريات ص ٦٦.

٣٣

قطار حاج يقول: لا يرفع خفّا إلّا كتب له حسنة، ولا يضع خفّا إلّا محيت عنه سيئة، وإذا قضوا مناسكهم قيل لهم: بنيتم بنيانا فلا تنقضوه، كفيتم ما مضى فأحسنوا فيما تستقبلون ».

[٩٠٠٢] ٢ - وبهذا الإسناد عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: « حدثني أبي أن أبا ذر قال: دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ في مرضه الذي قبض فيه، فسندته فكان متسانداً إلى صدري، فدخل علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : ادن إليّ علياًعليه‌السلام فأتساند إليه فإنّه أحقّ بذلك منك، فقال: فقمت وجزعت من ذلك جزعا شديدا، فقال: يا أبا ذر إجلس بين يدي، اعقد بيدك: من ختم له بشهادة أن لا اله إلّا الله دخل الجنة - إلى أن قال - ومن ختم له بحجة، دخل الجنة ومن ختم له بعمرة دخل الجنة » الخبر.

[٩٠٠٣] ٣ - وبهذا الإسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : ما أملق حاج » أي ما افتقر.

[٩٠٠٤] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وروي: أن مناديا ينادي بالحاج إذا قضوا مناسكهم: قد غفر لكم ما مضى فاستأنفوا العمل ».

« وروي: أن حجّة مقبولة خير من الدنيا بما فيها ».

[٩٠٠٥] ٥ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال:

__________________

٢ - الجعفريات ص ٢١٢.

٣ - الجعفريات ص ٦٥.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٣.

٣٤

« ما سبيل من سبل الله أفضل من الحج، إلّا رجل يخرج بسيفه فيجاهد في سبيل الله حتى يستشهد ».

[٩٠٠٦] ٦ - وعن عليعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، لمّا حجّ حجة الوداع وقف بعرفة فأقبل على الناس بوجهه وقال: مرحباً بوفد الله - ثلاث مرّات - الذين إن سألوا أُعطوا، وتخلف نفقاتهم، ويجعل لهم في الآخرة بكلّ درهم ألف من الحسنات، ثم قال: يا أيها الناس ألا أُبشركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إنه إذا كانت هذه العشية باهى الله بأهل هذا الموقف الملائكة، فيقول [ يا ملائكتي ](١) أُنظروا إلى عبيدي(٢) وإمائي أتوني من أطراف الأرض، شعثا غبرا، هل تعلمون ما يسألون؟ فيقولون: ربّنا يسألونك المغفرة، فيقول: أُشهدكم أنّي قد غفرت لهم، فانصرفوا من موقفكم مغفورا لكم [ ما سلف ](٣) ».

[٩٠٠٧] ٧ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ضمان الحاج المؤمن على الله، إن مات في سفره أدخله الجنة، وإن ردّه إلى أهله لم يكتب عليه ذنب بعد وصوله إلى (منزله بسبعين)(١) ليلة ».

[٩٠٠٨] ٨ - وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : الحاج ثلاثة: أفضلهم نصيباً

__________________

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) وفيه: عبادي.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٧ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٤.

(١) في المصدر: أهله إلى منتهى سبعين.

٨ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٤.

٣٥

رجل غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، والذي يليه رجل عفر له ما تقدم من ذنبه ويستأنف العمل، والثالث - وهو أقلّهم حظاً - رجل حفظ في أهله وماله ».

[٩٠٠٩] ٩ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « الحاج ثلاثة أثلاث: فثلث يعتقون من النار لا يرجع الله عزّوجلّ في عتقهم، وثلث يستأنفون العمل قد غفرت لهم ذنوبهم الماضية، وثلث تخلف عليهم نفقاتهم ويعافون في أنفسهم وأهليهم ».

[٩٠١٠] ١٠ - وعن عليعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « العمرة إلى العمرة كفّارة ما بينهما، والحجّة المتقبّلة ثوابها الجنة، ومن الذنوب ذنوب لا تغفر إلّا بعرفات ».

[٩٠١١] ١١ - وعنه (صلوات الله عليه)، أنه نظر إلى قطار جمال للحجيج، فقال « لا ترفع خفّا إلّا كتبت لهم حسنة، ولا تضع خفّا(١) إلّا محيت عنهم(٢) سيئة، وإذا قضوا مناسكهم قيل لهم: بنيتم بناء فلا تهدموه، كفيتم ما مضى، فأحسنوا فيما تستقبلون ».

[٩٠١٢] ١٢ - وعن عليعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: من أراد دنيا أو آخرة فليؤمّ هذا البيت ما أتاه عبد فسأل الله دنيا إلّا أعطاه منها، أو سأله آخرة إلّا ذخر له منها » الخبر.

__________________

٩ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٤.

١٠ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٤.

١١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٤.

(١، ٢) ليس في المصدر.

١٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٥.

٣٦

[٩٠١٣] ١٣ - كتاب حسين بن عثمان: عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ليس من وجه يتوجه فيه الناس إلّا للدنيا، إلّا الحج ».

[٩٠١٤] ١٤ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « أفضل الأعمال ايمان لا شك فيه، وغزو لا غلول فيه، وحجّ مبرور ».

[٩٠١٥] ١٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « من خرج في هذا الوجه في حجة أو عمرة فمات، لم يعرض ولم يحاسب، وقيل له: أُدخل الجنة ».

[٩٠١٦] ١٦ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « الحجّاج والعمّار وفد الله، يعطيهم ما سألوا، ويستجيب دعاءهم، ويخلف نفقاتهم ».

[٩٠١٧] ١٧ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن عبد الخالق الصيقل، قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن قول الله:( وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ) (١) فقال: « لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه [ أحد ](٢) إلّا ما شاء الله، ثم قال: إن من أمّ هذا البيت، وهو يعلم أنه البيت الذي أمر الله به، وعرفنا أهل البيت حق معرفتنا، كان آمنا في الدنيا والآخرة ».

__________________

١٣ - كتاب حسين بن عثمان ص ١١٣.

١٤، ١٥ - لب الباب: مخطوط.

١٦ - لب الباب: مخطوط.

١٧ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٨٩ ح ١٠٦.

(١) آل عمران ٣: ٩٧.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣٧

[٩٠١٨] ١٨ - وعن جعفر بن أحمد قال: روى أصحابنا: قيل لأبي عبد اللهعليه‌السلام : لم صار الحاج لا يكتب عليه [ ذنب ](١) أربعة أشهر؟ قال: « إن الله جلّ كره آمن المشركين، فقال:( فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) (٢) ولم يكن يقصّر بوفده عن ذلك ».

[٩٠١٩] ١٩ - الصدوق في الأمالي وفضائل الأشهر الثلاثة: عن صالح بن عيسى العجلي، عن محمد بن علي بن علي، عن محمد بن الصلت، عن محمد بن بكير، عن عباد بن عباد المهلبي، عن سعد بن عبد الله، عن هلال بن عبد الله(١) ، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة(٢) ، قال: كنّا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يوما فقال: [ إني ](٣) رأيت البارحة عجائب [ قال ](٤) فقلنا: يا رسول الله وما رأيت حدثنا [ به ](٥) فداك أنفسنا وأهلونا وأولادنا - إلى أن قال - قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « رأيت رجلا من أُمتي من(٦) من بين يديه ظلمة، ومن خلفه ظلمة، وعن يمينه ظلمة، وعن شماله ظلمة، ومن تحته ظلمة، مستنقعا في الظلمة،

__________________

١٨ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٧٥ ح ١١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) التوبة ٩: ٢.

١٩ - أمالي الصدوق ص ١٩١ ح ١، وفضائل الأشهر الثلاثة ص ١١٢ ح ١٠٧.

(١) في الأمالي: عبد الرحمن.

(٢) في الفضائل: هبيرة.

(٣) أثبتناه من الأمالي.

(٤) أثبتناه من المصدرين.

(٥) أثبتناه من الأمالي.

(٦) ليس في الأمالي.

٣٨

فجاءه حجه وعمرته، فأخرجاه من الظلمة وأدخلاه في(٧) النور » الخبر.

[٩٠٢٠] ٢٠ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « حجّوا قبل أن لا تحجوا، فقد انهدم مرّتين، وفي الثالثة يرفع من بين أظهركم ».

[٩٠٢١] ٢١ - وعن وهب بن منبه، أنّه قال: مكتوب في التوراة: إن الله تعالى يبعث يوم القيامة سبعمائة الف ملك، ومعهم سلاسل من الذهب ليأتوا بالكعبة إلى عرصات القيامة، فيأتون بها بسلاسل الذهب إلى موقف القيامة، فيقول لها ملك: يا كعبة الله سيري، فتقول: لا أذهب حتى تقضى حاجتي، فيقول: ما حاجتك؟ - إلى أن قال - فيقول: يا كعبة الله سيري، فتقول: لا أذهب حتى تقضى حاجتي، فيقول: ما حاجتك؟ سلي حتى تعطي، فتقول: إلهي، عبادك العصاة أتوا إليّ من كلّ فج، عميق شعثا غبرا، وخلّفوا أهليهم وأولادهم وبيوتهم، وودّعوا أحباءهم وأصحابهم لزيارتي، وأداء المناسك كما أمرت، إلهي فاشفع لهم لتأمنهم من الفزع الأكبر، فاقبل شفاعتي، واجعلهم في كنفي، فينادي ملك: إنّ فيهم أصحاب الكبائر والمصرين على الذنوب، المستحقين النار، فتقول الكعبة: انا اشفع في أهل الكبائر، فيقول الله تعالى: قبلت شفاعتك وقضيت حاجتك، فينادي ملك: ألا من كان من أهل الكعبة فليخرج من بين أهل الجمع، فيخرج جميع الحاج من بينهم ويحتوشون الكعبة، بيض الوجوه آمنون من الجحيم، يطوفون (حول الكعبة)(١) وينادون لبيّك، فينادي

__________________

(٧) ليس في المصدرين.

٢٠ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦١١.

٢١ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٦٠٩.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٣٩

ملك: يا كعبة الله سيري، فتسير الكعبة وتنادي: لبيّك اللهم لبيك، (لبيك)(٢) إن الحمد والملك والنعمة لك لا شريك لك لبيك، وأهلها يتبعونها.

[٩٠٢٢] ٢٢ - ابن أبي جمهور في عوالي اللآلي: فيما رواه عن الشهيد، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « من حجّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « الحج المبرور ليس له جزاء إلّا الجنة »(١) .

[٩٠٢٣] ٢٣ - وفيه: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « إنما الحاج الشعث الغبر، يقول الله لملائكته: انظروا إلى زوّار بيتي، قد جاؤوني شعثا غبرا من كلّ فج عميق ».

[٩٠٢٤] ٢٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « تابعوا بين الحج والعمرة، فإنّهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد ».

وفي درر اللآلي: عن شقيق بن عبد الله، عنه: مثله، وزاد بعد الحديد: « والذهب والفضة، وليس لحجة مبرورة جزاء إلّا الجنة ».

[٩٠٢٥] ٢٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « وفد الله ثلاثة: الحاج، والمعتمر والغازي، دعاهم الله فأجابوه، وسألوه فأعطاهم ».

__________________

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٢٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٢٦ ح ١١٣.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٤٢٧ ح ١١٤.

٢٣ - عوالي اللآلي ج ٤ ص ٣٦ ح ١٢٣.

٢٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٨٣ ح ٢٤٩.

٢٥ - درر اللآلي ج ١ ص ١٨.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749