تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
تصنيف: الصفحات: 749
المشاهدات: 329736
تحميل: 4001


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 329736 / تحميل: 4001
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فيه قالعليه‌السلام وقد ذكر المنافقين: وما زال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتألفهم ويقربهم ويجلسهم عن يمينه وعن شماله حتى اذن اللهعزوجل له في ابعادهم بقوله:( وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ) وبقوله:( فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ) .

٤١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ ) يقول: قعود وقوله:( كَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ) قال: من نطفة ثم علقة وقوله: فلا اقسم أي( أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ) قال: مشارق الشتاء ومشارق الصيف، ومغارب الشتاء ومغارب الصيف.

٤٢ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عبد الله بن أبي حماد رفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ) قال: لهما ثلاثمأة وستون مشرقا، وثلاثمأة وستون مغربا، فيومها الذي تشرق فيه لا تعود فيه إلّا من قابل.

٤٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه لابن الكوا وأمّا قوله:( بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ) فان لها ثلاثمأة وستون برجا تطلع كل يوم من برج، وتغيب في آخر، فلا تعود فيه إلّا من قابل في ذلك اليوم.

٤٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً ) قال: من القبر كأنهم إلى نصب يوفضون قال: إلى الداعي ينادون وقوله ترهقهم ذلة قال: تصيبهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من كان يؤمن بالله ويقرء كتابه لا يدع قراءة سورة( إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِهِ ) ، فأى عبد قرأها محتسبا

٤٢١

صابرا في فريضة أو نافلة أسكنه الله تعالى مساكن الأبرار، وأعطاه ثلاث جنان مع جنته كرامة من الله، وزوجه مأتى حوراء وأربعة آلاف ثيب إنْ شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوحعليه‌السلام .

٣ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن سليمان عن أحمد ابن الفضل أبي عمرو الحذاء قال: سائت حالي فكتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام فكتب الى: أدم قراءة( إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِهِ ) قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا، فكتبت إليه أخبره بسوء حالي وأنى قد قرأت( إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِهِ ) حولا كما أمرتنى ولم أر شيئا، قال: فكتب الى: قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قراءة «انا أنزلناه» والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف عليه بتمامه في سورة القدر ان شاء الله تعالى.

٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : كان بين آدم ونوح عشرة آباء كلهم أنبياء، ويقول فيه أيضا وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، فأما نوح فانه أرسل إلى من في الأرض بنبوة عامة ورسالة عامة.

٥ ـ وباسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قال الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام : لـمّا أظهر الله تبارك وتعالى نبوة نوحعليه‌السلام وأيقن الشيعة بالفرج، واشتدت البلوى وعظمت الفرية إلى أن آل الأمر إلى شدة شديدة نالت الشيعة، والوثوب على نوح بالضرب المبرح(١) حتى مكثعليه‌السلام في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجرى الدم من اذنه ثم أفاق، وذلك بعد ثلاثمأة سنة من مبعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا ونهارا فيهربون، ويدعوهم سرا فلا يجيبون، ويدعوهم علانية فيولون، فهم بعد ثلاثمأة بالدعاء عليهم وجلس بعد صلوة الفجر للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا: يا نبي الله لنا حاجة، قال: وما هي؟ قالوا: تؤخر الدعاء على قومك فانها أول سطوة اللهعزوجل [في الأرض] قال: قد أخرت الدعاء عليهم ثلاثمأة

__________________

(١) أي الضرب الشديد.

٤٢٢

سنة اخرى، وعاد إليهم فصنع ما كان يصنع ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى انقضت ثلاثمأة اخرى ويئس من ايمانهم، جلس في وقت ضحى النهار للدعاء فهبط عليه وفد من السماء السادسة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه وقالوا: نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة وجئناك ضحوة، ثم سألوا مثل ما سأله وفد السماء السابعة فأجابهم إلى مثل ما أجاب أولئك اليه، وعادعليه‌السلام إلى قومه يدعوهم فلا يزيدهم دعائه إلّا فرارا حتى انقضت ثلاثمأة سنة اخرى تتمة تسعمأة سنة، فصارت إليه الشيعة وشكوا ما نالهم من العامة والطواغيت، وسألوه الدعاء بالفرج، فأجابهم إلى ذلك وصلى ودعا فهبط جبرئيل فقال له: ان الله تبارك وتعالى قد أجاب دعوتك فقل للشيعة: يأكلون التمر ويغرسون النوى ويراعونه حتى يثمر، فاذا أثمر فرجت عنهم، فحمد الله واثنى عليه وعرفهم ذلك فاستبشروا به فأكلوا التمر وغرسوا النوى وراعوه حتى أثمر ثم صاروا إلى نوحعليه‌السلام بالتمر وسألوه أن ينجز لهم بالوعد، فسأل اللهعزوجل في ذلك فأوحى الله اليه: قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فاذا أثمر فرجت عنكم، فلما ظنوا أن الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث وثبت الثلثان ـ فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحاعليه‌السلام فأخبروه وسألوه أن ينجز لهم، فسأل اللهعزوجل في ذلك فأوحى الله اليه: قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى، فارتد الثلث الاخر وبقي الثلث، فأكلوا التمر وغرسوا النوى فلما أثمر أتوا به نوحاعليه‌السلام ثم قالوا له: لم يبق منا إلّا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخير الفرج ان نهلك، فصلى نوحعليه‌السلام فقال: يا ربِّ لم يبق من أصحابى إلّا هذه العصابة، وانى أخاف عليهم الهلاك ان تأخر عنهم الفرج، فأوحى اللهعزوجل اليه: قد أجبت دعوتك فأصنع الفلك وكان بين اجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة.

٦ ـ في من لا يحضره الفقيه قال علي بن الحسينعليه‌السلام لبعض أصحابه قل في طلب الولد: رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين واجعل لي من لدنك وليا يرثني في حيوتى ويستغفرني بعد موتى واجعله لي خلقا سويا ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا، أللّهم انى أستغفرك وأتوب إليك انك أنت الغفور الرحيم، سبعين مرة فانه من أكثر

٤٢٣

من هذا القول رزقه الله ما تمنى من مال وولد، ومن خير الدنيا والاخرة، فانه يقول( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً ) .

٧ ـ في مجمع البيان وروى عن ابن مهزيار عن حماد بن عيسى عن محمد ابن يوسف عن أبيه قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام وانا عنده فقال له: جعلت فداك انى كثير المال وليس يولد ولد فهل من حيلة؟ قال: نعم استغفر ربك سنة في آخر الليل مأة مرة، فان ضيعت ذلك بالليل فاقضه بالنهار، فان الله يقول: «استغفروا ربكم» إلى آخره.

٨ ـ في نهج البلاغة وقد جعل الله سبحانه الاستغفار سببا لدرود الرزق ورحمة الخلق فقال: سبحانه( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ ) فرحم الله امرءا استقبل توبته واستثقال خطيئته وبادر منيته.

٩ ـ وفيه وقالعليه‌السلام لقائل بحضرته استغفر الله: ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ان الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على ما مضى، والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا، والثالث ان تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى يلقى اللهعزوجل أملس ليس عليك تبعة، والرابع ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها، والخامس ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى يلصق الجلد، بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، والسادس ان تذيق الجسم الم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: استغفر الله.

١٠ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال: شكا الأبرش الكلبي إلى أبي جعفرعليه‌السلام انه لا يولد له، وقال: علمني شيئا، قال له: استغفر الله في كل يوم أوفى كل ليلة مأة مرة، فان الله يقول:( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً ) إلى قوله:( وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ ) .

٤٢٤

١١ ـ الحسين بن محمد عن أحمد بن محمد السياري عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن سليمان بن جعفر عن شيخ مدني رواه(١) عن أبي جعفرعليه‌السلام انه وفد إلى هشام بن عبد الملك فأبطأ عليه الاذن حتى اغتم وكان له حاجب كثير الدنيا ولا يولد له، فدنا منه أبو جعفرعليه‌السلام فقال له: هل لك أن توصلني إلى هشام وأعلمك دعاء يولد لك؟ قال: نعم فأوصله إلى هشام وقضى له جميع حوائجه قال: فلما فرغ قال الحاجب: جعلت فداك الدعاء الذي قلت لي؟ قال: نعم، قل في كل يوم إذا أصبحت وأمسيت: سبحان الله سبعين مرة، وتستغفر عشر مرات، وتسبح تسع مرات، وتختم العاشر بالاستغفار يقول اللهعزوجل :( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً ) فقالها الحاجب فرزق ذرية كثيرة، وكان بعد ذلك يصل أبا جعفر وأبا عبد اللهعليهما‌السلام ، فقال سليمان: فقلتها وقد تزوجت ابنة عم لي وابطأ على الولد منها وعلمتها لأهلي فرزقت ولدا، وزعمت المرأة انها متى تشاء ان تحمل حملت إذا قالتها، وعلمتها غير واحد من الهاشميين ممن لم يولد لهم فولد لهم ولد كثير والحمد لله.

١٢ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة وباسناده عن علي بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله تعالى، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ومن حزنه أمر فليقل: لا حول ولا قوة إلّا بالله.

١٣ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: أكثر الاستغفار تجلب الرزق.

١٤ ـ وفيه عن عليٍّعليه‌السلام انه قال: والاستغفار يزيد في الرزق.

١٥ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام باسناده إلى سليمان بن جعفر

__________________

(١) وفي المصدر «عن شيخ مدني عن زرارة عن أبي جعفر اه» وعن بعض النسخ «عن شيخ مدني عمن رواه. اه».

٤٢٥

الجعفري عن الباقرعليه‌السلام ان رجلا شكا إليه قلة الولد وانه يطلب الولد من الإماء والحرائر فلا يرزق له وهو ابن ستين سنة، فقالعليه‌السلام : قل كل ثلاثة أيام في دبر صلواتك المكتوبة صلوة العشاء الاخرة، وفي دبر صلوة الفجر، سبحان الله سبعين مرة، واستغفر الله سبعين مرة، تختمه بقول اللهعزوجل :( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً ) .

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله لا ترجعون لله وقارا قال: لا تخافون لله عظمة.

١٧ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله: سبع سماوات طباقا يقول: بعضها فوق بعض.

١٨ ـ في نهج البلاغة وكان من اقتدار جبروته وبديع لطائف صنعته ان جعل ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصف(١) يبسا جامدا، ثم فطر منه اطباقا، ففتقها سبع سماوات بعد ارتتاقها، فاستمسك بأمره وقامت على حده.

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً ) قال: اتبعوا الأغنياء.

٢٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام في قول اللهعزوجل ( وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ) قال: كانوا يعبدون اللهعزوجل فماتوا فضج قومهم، فشق ذلك عليهم، فجاءهم إبليس لعنة الله فقال لهم: أتخذ لكم أصناما على صوركم فتنظرون إليهم وتأنسون بهم وتعبدون الله، فأعد لهم أصناما على مثالهم، فكانوا يعبدون اللهعزوجل وينظرون إلى تلك الأصنام، فلما جاءهم الشتاء والأمطار ادخلوا الأصنام البيوت فلم يزالوا يعبدون اللهعزوجل حتى هلك ذلك القرون ونشأ أولادهم، فقالوا: ان آبائنا كانوا يعبدون هؤلاء

__________________

(١) البحر الزاخر: الذي قد امتد جدا وارتفع والمتراكم: المجتمع بعضه على بعض. والمتقاصف: الشديد الصوت.

٤٢٦

فعبدوهم من دون اللهعزوجل : فذلك قول الله تبارك وتعالى: «و( لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً ) الاية.

٢١ ـ وباسناده إلى بريد بن معاوية العجلي قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : سمى العود خلافا لان إبليس عمل صورة سواع على خلاف صورة ود فسمى العود خلافا.

٢٢ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبي يوسف يعقوب ابن عبد الله من ولد فاطمة عن إسماعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أمير المؤمنين حديث طويل يذكر فيه مسجد الكوفة وفيه يقولعليه‌السلام : وكان فيه نسر ويغوث ويعوق.

٢٣ ـ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن عبد الرحمن بن الأشل بياع الأنماط عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كانت قريش تلطخ الأصنام التي كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر، وكان يغوث قبال الباب ويعوق عن يمين الكعبة، وكان نسر عن يسارها، وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم إلى يعوق، ثم يستدبرون عن يسارها بحيالهم إلى نسر ؛ ثم يلبون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: «و( لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ) قال: كان ود صنما لكلب، وسواع صنما لهذيل، وكان يغوث لمراد، وكان يعوق لهمدان، وكان نسر لحصين.

٢٥ ـ في روضة الكافي باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده، فأتى بالخشب من بعد حتى فرغ منها. وفيه فالتفت عن يساره واشاره بيده إلى موضع دار الداريين(١) وهو موضع دار ابن حكيم وذاك فرات اليوم، فقال لي: يا مفضل وهنا نصبت أصنام قوم نوحعليه‌السلام ( يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ) .

__________________

(١) باليائين أي العطارين.

٤٢٧

٢٦ ـ في كتاب الخرائج والجرائح روى عن سليمان بن جعفر قال: كنت عند الرضاعليه‌السلام بالحمرا في مشربة مشرفة على البر والمائدة بين أيدينا، فرأىعليه‌السلام رجلا مسرعا فرفع يده عن الطعام فما لبث ان جاء فصعد إليه فقال، مات الزبيري، فأطرق إلى الأرض وتغير لونه، فقال: انى لاحسبه قد ارتكب في ليلته هذه ذنبا ليس بأكبر من ذنوبه، قال الله تعالى:( مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً ) ثم مد يده فأكل فما لبث ان جاء مولى له فقال: مات الزبيري قال: فما سبب موته؟ قال: شرب الخمر البارحة فغرق فيها فمات.

في بصائر الدرجات معاوية بن حكيم عن سليمان ابن جعفر الجعفري قال: كنت عند الرضاعليه‌السلام بالحمراء وذكر مثل ما في الخرائج والجرائح سواء.

٢٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : وكان نوح صلوات الله عليه رجلا نجارا فجعله اللهعزوجل نبيا وانتجبه، ونوح أول من عمل سفينة تجري على ظهر الماء، قال: ولبث نوح في قومه الف سنة إلّا خمسين عاما يدعوهم إلى الله عز ذكره، فيهزءون به ويسخرون منه، فلما رأى ذلك منهم دعا عليهم فقال:( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً ) فأوحى اللهعزوجل إلى نوح ان اصنع سفينة وأوسعها وعجل عملها، فعمل نوح سفينة في مسجد كوفة بيده الحديث.

٢٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفر عن أبي جعفرعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : وقد ذكر نوحا: فأوحى اللهعزوجل إليه( أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ ) فلذلك قال نوح: ولا يلدوا إلّا فاجرا كفارا فأوحى اللهعزوجل اليه:( أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ ) .

٢٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حنان بن سدير عن أبيه قال: قلت

٤٢٨

لأبي جعفرعليه‌السلام : أرأيت نوحا حين دعا على قومه فقال:( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً ) قالعليه‌السلام علم انه لا ينجب من بينهم أحد قال: قلت: وكيف علم ذلك؟ قال: أوحى الله إليه انه( لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ) فعندها دعا عليهم بهذا الدعاء.

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: حدّثنا أحمد بن محمد بن موسى قال: حدّثنا محمد بن حماد عن علي بن إسماعيل النخعي عن فضيل الرسان عن صالح بن ميثم قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : ما كان علم نوح حين دعا على قومه انهم( لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً ) ؟ فقال: اما سمعت قول الله لنوح:( أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ) .

٣١ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: بقي نوح في قومه ثلاثمأة سنة يدعوهم إلى الله فلم يجيبوه، فهم ان يدعو عليهم فوافاه عند طلوع الشمس اثنى عشر الف قبيلة من قبائل ملائكة السماء الدنيا وهم العظماء من الملائكة، فقال لهم نوح: ما أنتم؟ فقالوا: نحن اثنا عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا، وان مسيرة غلظ سماء الدنيا خمسمائة عام، ومن سماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمائة عام وخرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك في هذا الوقت، فنسألك ان لا تدعو على قومك قال نوح: أجلتهم ثلاثمأة سنة، فلما أتى عليهم ستمائة سنة ولم يؤمنوا هم ان يدعو عليهم فوافاه اثنى عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية، فقال نوح: من أنتم؟ قالوا: نحن اثنى عشر ألف قبيل من قائل ملائكة السماء الثانية. وغلظ السماء الثانية مسيرة خمسمائة عام، ومن السماء الثانية إلى السماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، ومن السماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمائة عام، خرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك ضحوة نسألك ان لا تدعو على قومك، فقال نوح: قد أجلتهم ثلاثمأة سنة، فلما أتى عليهم تسعمأة سنة ولم يؤمنوا همّ أن يدعو فأنزل اللهعزوجل :( أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا

٤٢٩

يَفْعَلُونَ ) فقال نوح:( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً ) .

٣٢ ـ في كتاب الخصال عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا دعا نوحعليه‌السلام ربهعزوجل على قومه أتاه إبليس فقال له: يا نوح ان لك عندي يدا أريد أن أكافيك عليها، فقال نوح: والله انى ليبغض إلى ان يكون لي عندك يد فما هي؟ قال: بلى دعوت الله على قومك فأغرقهم فلم يبق لي أحد أغويه، فأنا مستريح حتى ينشأو قرن آخر فأغويهم، قال له: فما الذي تريد ان تكافئني به؟ قال له: اذكرني في ثلاث مواطن فإنّي أقرب ما أكون من العبد إذا كان في إحداهن: اذكرني عند غضبك، واذكرني إذا حكمت بين اثنين، واذكرني إذا كنت مع امرأة جالسا ليس معكما أحد.

٣٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً ) يعنى الولاية من دخل في الولاية دخل في بيت الأنبياءعليهم‌السلام ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٤ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام ان إبراهيم دعا للمؤمنين والمؤمنات والمذنبين من يومه ذلك [الى يوم القيامة] بالمغفرة والرضا عنهم، قال: وأمن الرجل على دعائه: قال أبو جعفرعليه‌السلام : فدعوة إبراهيمعليه‌السلام بالغة للمذنبين من شيعتنا إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة(١) .

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً ) التبار: الخسار.

__________________

(١) ومن أراد الوقوف على تمام القصة فليراجع بحار الأنوار ج ٢١ صفحة ٨٠ ـ ٨١ من الطبعة الحديثة.

٤٣٠

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أكثر قراءة قل اوحى إلى لم يصبه في الحياة الدنيا من أعين الجن ولا نفثهم ولا سحرهم ولا من كيدهم، وكان مع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول: يا رب لا أريد به بدلا ولا أبغى عنه حولا.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ومن قرء سورة الجن اعطى بعدد كل جنى وشيطان صدق بمحمد وكذب به عتق رقبة.

٣ ـ وروى الواحدي باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ما قرء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على الجن وما رآهم انطلق رسول الله في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء(١) فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبى خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما ذاك إلّا من شيء حدث؟ فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلّي بأصحابه صلوة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم وقالوا:( إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إلى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً ) فأوحى إلى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ ) . ورواه البخاري ومسلم أيضا في الصحيح.

٤ ـ وعن علقمة بن قيس قال: قلت لعبد الله بن مسعود: من كان منكم مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة الجن؟ فقال: ما كان منا معه أحد فقد ناه ذات ليلة ونحن بمكة

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل «جن السماء» بدل «خبر السماء» في المواضع والظاهر انه مصحف.

٤٣١

فقلنا: اغتيل رسول الله أو استطير فانطلقنا نطلبه من الشعاب فلقيناه مقبلا من نحو حراء فقلنا: يا رسول الله اين كنت؟ لقد أشفقنا عليك وقلنا له بتنا الليلة بشر ليلة بات بها قوم حين فقد ناك، فقال: انه أتانى داعي الجن فذهبت اقرئهم القرآن، فذهب بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، فأما ان يكون صحبه منا أحد فلم يصحبه.

٥ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الجن على ثلاثة أجزاء: فجزء مع الملائكة وجزء يطيرون في الهواء وجزء كلاب وحيات.

٦ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن يحيى بن مساور عن سعد الإسكاف قال: أتيت أبا جعفرعليه‌السلام في بعض ما أتيته فجعل يقول: لا تعجل(١) حتى حميت الشمس على وجعلت اتتبع الأفياء،(٢) فما لبثت ان خرج على قوم كأنهم الجراد الصفر عليهم البتوت(٣) قد انتهكتم العبادة قال: فو الله لأنساني ما كنت فيه من حسن هيئة القوم، فلما دخلت عليه قال لي: أرانى قد شققت عليك قلت: والله لقد أنساني ما كنت فيه قوم مروا بى لم أر قوما أحسن هيئة منهم في زي رجل واحد، كان ألوانهم الجراد الصفر، قد انتهكتم العبادة؟ فقال: يا سعد رأيتهم؟ قلت: نعم، قال: أولئك إخوانك من الجن قال. فقلت: يأتونك؟ قال: نعم يأتونا يسألونا عن معالم دينهم وحلالهم وحرامهم.

٧ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن إبراهيم بن إسماعيل عن ابن جبل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كنا ببابه فخرج علينا قوم أشباه الزط عليهم(٤) أزر وأكسية. فسألنا أبا عبد اللهعليه‌السلام عنهم فقال: هؤلاء إخوانكم من الجن.

__________________

(١) أي كلّما استأذنت للدخول عليه يقول لي: لا تعجل فلبثت على الباب حتى حميت الشمس أي اشتد حرها.

(٢) الأفياء، جمع الفيء وهو الظل.

(٣) البتوت جمع البت: الطيلسان قوله قد «انتهكتهم» أي هزلتهم.

(٤) الزط: بضم الزاء أي صنف من الهنود.

٤٣٢

٨ ـ أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكوفي عن ابن فضال عن بعض أصحابنا عن سعد الإسكاف قال: أتيت أبا جعفرعليه‌السلام أريد الاذن عليه، فاذا رحال إبل على الباب مصفوفة، وإذا الأصوات قد ارتفعت ثم خرج قوم معتمين بالعمائم يشبهون الزط، قال: فدخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت: جعلت فداك أبطأ اذنك على اليوم ورأيت قوما خرجوا على معتمين بالعمائم فأنكرتهم؟ قال: وتدري من أولئك يا سعد؟ قال: قلت: لا، فقال: أولئك إخوانكم من الجن يأتونا فيسألونا عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم.

٩ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير الصيرفي قال: وصاني أبو جعفرعليه‌السلام بحوائج له بالمدينة ؛ فخرجت فبينما أنا بين فج الروحاء(١) على راحلتي إذا إنسان يلوى بثوبه(٢) قال: فملت إليه وظننت انه عطشان، فناولته الاداوة(٣) فقال لي: لا حاجة لي بها وناولني كتابا طينه رطب، قال: فلما نظرت إلى الخاتم إذا خاتم أبي جعفرعليه‌السلام فقلت: متى عهدك بصاحب الكتاب قال: الساعة وإذا في الكتاب أشياء يأمرني بها ثم التفت فاذا ليس عندي أحد، قال ثم قدم أبو جعفرعليه‌السلام فلقيته فقلت: جعلت فداك رجل أتاني بكتابك وطينه رطب؟ فقال: يا سدير ان لنا خدما من الجن فاذا أردنا السرعة بعثناهم.

وفي رواية اخرى قال: إنّ لنا أتباعا من الجن كما لنا اتباعا من الانس. فاذا أردنا امرا بعثناهم.

١٠ ـ علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عمن ذكره عن محمد ابن جحرش قال: حدثتني حكيمة بنت موسى قال: رأيت الرضاعليه‌السلام واقفا على باب بيت الحطب وهو يناجي ولست ارى أحدا فقلت: سيدي لمن تناجي؟ فقال: هذا

__________________

(١) الفج: الطريق الواسع. والروحاء: موضع بالحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة.

(٢) أي يشير به.

(٣) الاداوة: الإناء الذي يسقى منه.

٤٣٣

عامر الزهراني أتانى يسألني ويشكوا لي فقلت: يا سيدي أحب أن أسمع كلامه. فقال لي: انك ان سمعت به حممت سنة، فقلت: يا سيدي أحب أن أسمعه فقال لي: استمعى فاستمعت فسمعت شبه الصفير وركبتني الحمى فحممت سنة.

١١ ـ أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: بينا أمير ـ المؤمنينعليه‌السلام على المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد، فهم الناس أن يقتلوه ؛ فأرسل أمير المؤمنينعليه‌السلام أنْ كفوا فكفّوا وأقبل الثعبان ينساب(١) حتى انتهى إلى المنبر، فتطاول فسلّم على أمير المؤمنينعليه‌السلام فأشار أمير المؤمنين اليه: أنْ يقف حتى يفرغ من خطبته، ولما فرغ من خطبته أقبل عليه فقال: من أنت؟ قال: أنا عمر بن عثمان خليفتك على الجن، فقلت له: جعلت فداك فيأتيك عمرو وذاك الواجب عليه؟ قال: نعم.

١٢ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مالك ابن عطيّة عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت استأذن على أبي جعفرعليه‌السلام فقيل: إنّ عنده قوما فأثبت قليلا حتى يخرجوا فخرج قوم أنكرتهم ولم أعرفهم ثم اذن فدخلت عليه فقلت: جعلت فداك هذا زمان بني أميّة وسيفهم يقطر دما؟ فقال يا أبا حمزة هؤلاء وفد شيعتنا من الجن جاءوا يسألوننا عن معالم دينهم.

١٣ ـ وحدّثني محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة قال: كنت مع أبي عبد اللهعليه‌السلام فيما بين مكّة والمدينة إذا التفت عن يساره فاذا كلب أسود فقال: مالك قبّحك الله ما أشدّ مسارعتك؟! وإذا هو شبيه بالطائر، فقلت: ما هذا جعلت فداك؟ فقال: هذا عثمان بريد الجن مات هشام الساعة فهو يطير ينعاه في كل بلد.

١٤ ـ علي بن حسان عن بكر عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يوم الأحد للجن ليس تظهر فيه لأحد غيرنا.

١٥ ـ محمد عن علي بن حديد عن منصور بن حازم عن سعد الإسكاف قال :

__________________

(١) الانسباب: مشى الحية وما يشبهها.

٤٣٤

أتيت باب أبي جعفرعليه‌السلام مع أصحاب لنا لندخل فاذا ثمانية نفر كأنهم من أب وأم، عليهم ثياب زرابى وأقبية طاق(١) وعمائم صفر دخلوا فما احتسبوا حتى خرجوا، فقال لي: يا سعد رأيتهم؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: أولئك إخوانكم من الجن أتوا يستفتوننا في حلالهم وحرامهم كما تأتوننا وتستفتوننا في حلالكم وحرامكم.

١٦ ـ وعنه عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سعد الإسكاف قال: طلبت الاذن على أبي جعفرعليه‌السلام فبعث إليَّ: لا تعجل فانّ عندي قوما من إخوانكم، فلم ألبث أنْ خرج على اثنا عشر رجلا يشبهون الزط، عليهم اقبية طبقين(٢) وخفاف فسلّموا ومروا فدخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت ما أعرف هؤلاء جعلت فداك الذين خرجوا من عندك؟ قال: هؤلاء قوم من إخوانكم.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى( وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ) إلى قوله( أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) وكان سبب نزول هذه الآية ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج من مكة إلى سوق عكاظ ومعه زيد بن حارثة يدعو الناس إلى الإسلام، فلم يجبه أحد ولم يجد أحدا يقبله، ثمّ رجع إلى مكّة فلما بلغ موضعا يقال له: وادي مجنة تهجد بالقرآن في جوف الليل، فمرّ به نفر من الجن فلما سمعوا قراءة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَلَّوْا إلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إلى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ

__________________

(١) الزرابي جمع الزربية: الطنفسة المخملة. وطاق: ضرب من الثياب. والطيلسان وقيل: الأخضر وفي المصدر وكذا المنقول عنه في البحار «طاق طاق» بتكرير لفظ الطاق. قال المجلسي (ره) وقوله «طاق طاق» أي لبسوا قباء مفردا ليس معه شيء آخر من الثياب كما ورد في الحديث: الاقامة طاق طاق، أو انه لم يكن له بطانة ولا قطن ثم نقل عن القاموس ما ذكرناه في معنى الطاق ثم قال: وما ذكرناه أظهر في المقام لا سيما مع التكرار.

(٢) قال المجلسي (ره): لعل المراد بالطبقين ان كل قباء كان من طبقين غير محشو بالقطن.

٤٣٥

مُسْتَقِيمٍ يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ ) إلى قوله:( أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) فجاؤا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأسلموا وآمنوا وعلمهم رسول الله شرائع الإسلام، فانزل الله على نبيه:( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ) السورة كلها، فحكى الله قولهم وولى عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منهم وكانوا يعودون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في كل وقت، فأمر رسول الله أمير المؤمنينعليه‌السلام أن يعلمهم ويفقهم، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان.

١٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام أنّ عليّاعليه‌السلام قال لبعض اليهود: إنّ الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها ؛ وقد سخرت لنبوة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله الشياطين بالايمان فأقبل إليه من الجن التسعة من أشرافهم وأحد من جن نصيبين والثمان من بنى عمرو بن عامر من الاحجة(١) منهم شضاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان ونضاة وهاصب وهاضب وعمرو(٢) وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم( وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ ) وهم التسعة( يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ) . أقول وستسمع لهذا تتمة في محله قريبا إنشاء الله تعالى.

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا ) أي بخت ربنا حدّثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الجن:( وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا ) فقال: كل شيء كذبه الجن فقصه الله كما قال.

٢٠ ـ في كتاب الخصال عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: شيئان يفسد الناس بهما صلوتهم: قول الرجل تبارك اسمك وتعالى جدك، وإنّما هو شيء قاله الجن بجهالة، فحكى

__________________

(١) قال في البحار: «من الاحجة» جمع حجيج بمعنى مقيم الحجة على مذهبه وفي بعض النسخ «من الاجنحة» أي الرؤساء، أو اسم قبيلة منهم.

(٢) في ضبط هذه الأسماء خلاف راجع البحار ج ١٠ صفحة ٤٤ من الطبعة الحديثة والمصدر صفحة ١١.

٤٣٦

الله عنهم وقول الرجل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

٢١ ـ في مجمع البيان وعن الربيع بن انس قال: ليس لله تعالى جد وإنّما قالته الجن بجهالة، فحكاه الله سبحانه كما قالت، وروى ذلك عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام .

٢٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا اعنى يستمعون القرآن فأقبل إليه الجن والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ببطن النخل فاعتذروا بأنهم( ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً ) ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم، فبايعوه على الصوم والصلوة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين، فاعتذروا بأنهم «قالوا على الله شططا».

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله( وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً ) قال: كان الرجل ينطلق إلى الكاهن الذي يوحى إليه الشيطان فيقول: قل للشيطان فلان قد عاذ بك.

أقول: قد سبق قريبا عن كتاب الاحتجاج قول أمير المؤمنينعليه‌السلام فأقبل إليه الجن والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببطن النخل فاعتذر بأنهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله أحدا.

قال عز من قائل:( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً )

٢٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام يذكر فيه مناقب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه: ولقد رأيت الملائكة ليلة ولد تصعد وتنزل وتسبح وتقدس وتضطرب النجوم وتتساقط علامة لميلاده، ولقد هم إبليس بالظعن في السماء لـمّا رأى من الأعاجيب في تلك الليلة، وكان له مقعد في السماء الثالثة والشياطين يسترقون السمع، فلما رأوا العجائب أرادوا أن يسترقوا السمع فاذا هم قد حجبوا عن السماوات كلها ؛ ورموا بالشهب جلالة لنبوة

٤٣٧

محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .(١)

٢٥ ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وأمّا أخبار السماء فان الشياطين كانت تقعد مقاعد استراق السمع إذ ذاك وهي لا تحجب ولا ترجم بالنجوم، وإنّما منعت من استراق السمع لئلا يقع في الأرض سبب يشاكل الوحي من خبر السماء، ويلبس على أهل الأرض ما جاءهم عن الله لاثبات الحجة ونفى الشبهة، وكان الشيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء، ويلبس على أهل الأرض ما جاءهم عن الله من خبر السماء بما يحدث من الله في خلقه فيختطفها ثم يهبط بها إلى الأرض فيقذفها إلى الكاهن فاذا قد زاد كلمات من عنده فيختلط الحق بالباطل فما أصاب الكاهن من خبر مما كان يخبر به فهو مما اداه إليه شيطانه مما سمعه، وما اخطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه فمذ منعت الشياطين عن استراق السمع انقطعت الكهانة، فقال: كيف صعدت الشياطين إلى السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان بن داودعليهما‌السلام من البناء ما يعجز عنه ولد آدم؟ قال: غلظوا لسليمان لـمّا سخروا، وهم خلق رقيق غذاءهم التنسم، والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليه إلّا بسلم أو بسبب.

٢٦ ـ في نهج البلاغة واقام رصدا من الشهب الثواقب على نقابها.

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى الحسين بن زياد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ) فقال: لا والله شر أريد بهم حين بايعوا معاوية وتركوا الحسن بن عليعليه‌السلام وقوله: كنا طرائق قددا أي على مذاهب مختلفة.

أقول: قد تقدم عن علي بن إبراهيم في بيان سبب النزول، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان.

٢٨ ـ وفيه قوله:( فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً ) قال: البخس النقصان، والرهق العذاب، وسئل العالمعليه‌السلام عن مؤمني الجن أيدخلون

__________________

(١) وفي البحار «دلالة لنبوتهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٤٣٨

الجنة؟ فقال: لا ولكن لله حظائر بين الجنة والنار يكون فيها مؤمنوا الجن وفساق الشيعة.

٢٩ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت قوله:( لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ ) قال: الهدى الولاية آمنا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه( فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً ) قلت: تنزيل؟ قال: لا، تأويل.

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى عبادة بن صهيب عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام في قول اللهعزوجل :( فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً ) أي الذين أقروا بولايتنا( فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ) معاوية وأصحابه( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ) ماءا غدقا الطريقة والولايةلعليٍّ.

٣١ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم عن جابر قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول في هذه الاية:( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يعنى من جرى من شرك الشيطان على الطريقة يعنى على الولاية في الأصل عند الاظلة حين أخذ الله ميثاق ذرية آدم( لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يعنى لكنا وضعنا أظلتهم في الماء الفرات العذب.

٣٢ ـ في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن موسى بن محمد عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) قال: يعنى لو استقاموا على ولاية أمير المؤمنين على والأوصياء من ولدهعليهم‌السلام وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم( لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يقول: لأشربنا قلوبهم الايمان، والطريقة هي الايمان بولاية على والأوصياء.

٣٣ ـ في مجمع البيان وفي تفسير أهل البيتعليهم‌السلام عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام قول الله:( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) قال: هو والله ما أنتم عليه( وَأَنْ

٤٣٩

لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) .

٣٤ ـ وعن بريد العجلي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: معناه لأفدناهم علما كثيرا يتعلمونه من الائمة.

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في قوله: لنفتنهم فيه قتل الحسينعليه‌السلام ( وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) أي الأحد من آل محمد فلا تتخذوا من غيرهم وليا.

٣٦ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية: يا بنى لا تقل ما لا تعلم إلى قوله: وقال اللهعزوجل :( وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) يعنى بالمساجد الوجه واليدين والركبتين والإبهامين.

٣٧ ـ في تفسير العياشي عن أبي جعفرعليه‌السلام (١) انه سأله المعتصم عن السارق من أي موضع يجب ان يقطع؟ فقال ان القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف، فقال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : السجود على سبعة أجزاء: الوجه واليدين والركبتين والرجلين، فاذا قطعت يده من الكر سوع(٢) أو المرفق لم يدع له يد يسجد عليها، وقال الله:( وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ ) يعنى به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها( فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) وما كان لله فلا يقطع، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٨ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن محمد بن الفضل عن أبي الحسنعليه‌السلام في قوله:( وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) قال: هم الأوصياء.

٣٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد

__________________

(١) يعنى أبا جعفر الثاني محمد بن علي الجواد (عليه السلام)

(٢) الكر سوع: طرف الزند الذي يلي الخنصر.

٤٤٠