تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
تصنيف: الصفحات: 749
المشاهدات: 329867
تحميل: 4001


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 329867 / تحميل: 4001
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٣١ ـ وقالعليه‌السلام : ان من أمتي من سيدخل الله الجنة بشفاعته أكثر من مضر.

٣٢ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ) قال عن الولاية معرضين.

٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال:( فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ) قال: عما يذكر لهم من موالاة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٣٤ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله من كلام لأمير المؤمنينعليه‌السلام ايها الناس انى استنفرتكم بجهاد هؤلاء القوم فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا، شهود كالغيب اتلو عليكم الحكمة فتعرضون عنها، وأعظكم بالموعظة البالغة فتنفرون منها كأنكم( حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ) .

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً ) وذلك انهم قالوا: يا محمد قد بلغنا ان الرجل من بني إسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه وكفارته، فنزل جبرئيل على رسول الله وقال: يسألك قوم سنة بني إسرائيل في الذنوب، فان شاؤا فعلنا ذلك بهم، وأخذناهم بما كنا نأخذ به بنى إسرائيل، فزعموا ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كره ذلك لقومه.

٣٦ ـ أقول في رواية محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قلت:( كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ) قال: الولاية.

٣٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) قال: هو أهل ان يتقى وأهل ان يغفر.

٣٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) قال: قال الله تبارك وتعالى: أنا أهل ان اتقى ولا يشرك عبدي شيئا، وانا أهل ان لم يشرك بى عبدي شيئا أن أدخله الجنة.

٤٦١

٣٩ ـ وقالعليه‌السلام : ان الله تبارك وتعالى اقسم بعزته وجلاله ان لا يعذب أهل توحيده بالنار.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من أدمن قراءة لا اقسم وكان يعمل بها بعثه اللهعزوجل مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من قبره في أحسن صورة ويبشره ويضحك في وجهه حتى يجوز على الصراط والميزان.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قرأ سورة القيامة شهدت انا وجبرئيل يوم القيامة انه كان مؤمنا بيوم القيامة وجاء ووجهه مفسر على وجوه الخلائق يوم القيامة.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) يعنى اقسم بيوم القيمة( وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) قال: نفس آدم التي عصت فلامها اللهعزوجل ، قوله:( بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ ) قال: يقدم الذنب ويؤخر التوبة ويقول: سوف أتوب( فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ ) قال: يبرق البصر فلا يقدر أن يطرق.

٤ ـ في كتاب الغيبة لشيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى علي بن مهزيار حديث طويل يذكر فيه دخوله على القائمعليه‌السلام وسؤاله إياه. وفيه: فقلت يا سيدي متى يكون هذا الأمر؟ فقال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر، واستدار بهما الكواكب والنجوم ـ فقلت: متى يا ابن رسول الله؟ فقال لي: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة، معه عصى موسى وخاتم سليمان يسوق الناس إلى المحشر.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: كلا لا وزر أي لا ملجأ، قوله:( يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ ) بما قدم من خير وشر وما أخر، فما سن من سنة ليستن بها من بعده فان كان شرا كان عليه مثل وزرهم ولا ينقص من وزرهم شيئا، وان كان

٤٦٢

خيرا كان له مثل أجورهم ولا ينقص من أجورهم شيئا( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ ) قال ؛ يعلم ما صنع وان اعتذر.

٦ ـ في من لا يحضره الفقيه روى ابن بكير عن زرارة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ما حد المرض الذي يفطر فيه الرجل ويدع الصلوة من قيام؟ فقال:( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) هو أعلم بما يطيقه.

٧ ـ في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن فضل أبي العباس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما يصنع أحدكم ان يظهر حسنا ويستر سيئا؟ أليس يرجع إلى نفسه فيعلم أن ذلك ليس كذلك؟ واللهعزوجل يقول:( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) ان السريرة إذا صحت قويت العلانية.

٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عمر بن يزيد قال: انى لأتعشى عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ تلا هذه الاية: «( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ «وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ ) يا أبا حفص ما يصنع الإنسان ان يتقرب إلى الله جل وعز بخلاف ما يعلم الله جل وعز، ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول: من أسر سريرة رداه الله جل وعز ان خيرا فخير، وان شرا فشر.

٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عمر بن يزيد قال: انى لا تعشى مع أبي عبد اللهعليه‌السلام وتلا هذه الاية:( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ ) يا أبا حفص ما يصنع الإنسان ان يعتذر إلى الناس بخلاف ما يعلم الله منه، ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول: من أسر سريرة ألبسه الله رداها ان خيرا فخيرا وان شرا فشر.

١٠ ـ في الكافي علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق عن الحسن بن علي ابن سليمان عن محمد بن عمران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أتى أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو جالس بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان، فقال لهم أمير المؤمنينعليه‌السلام أكلتم وأنتم مفطرون؟ قالوا: نعم، قال: يهود أنتم؟ قالوا: لا، قال: فنصارى؟ قالوا: لا، قال: فعلى أي شيء من هذه الأديان مخالفين للإسلام؟ قالوا: بل

٤٦٣

مسلمون قال: فسفر أنتم؟ قالوا لا قال: فيكم علة استوجبتم الإفطار لا شعر بها فانكم ابصر بأنفسكم لان الله تعالى يقول:( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) قالوا: بل أصبحنا ما بنا علة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: قيل لأبي عبد اللهعليه‌السلام : انا ندخل على أخ لنا في بيت أيتام ومعهم خادم فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم وربما طعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم فما ترى في ذلك؟ فقال: إنّ كان في دخولكم عليه منفعة لهم فلا بأس، وان كان فيه ضرر فلا. وقال( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) فأنتم لا يخفى عليكم، وقد قال اللهعزوجل :( وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ) .

١٢ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام قال: ما يصنع أحدكم ان يظهر حسنا ويستر سيئا؟ أليس إذا رجع يعلم انه ليس كذلك، والله سبحانه يقول:( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) ان السريرة إذا صلحت قويت العلانية.

١٣ ـ وعن زرارة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ما حد المرض الذي يفطر صاحبه؟ قال:( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) هو اعلم بما يطيق.

وفي رواية اخرى هو أعلم بنفسه ذاك اليه.

١٤ ـ( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) قال ابن عباس كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا نزل عليه القرآن عجل بتحريك لسانه لحبه إياه وحرصه على أخذه وضبطه مخافة ان ينساه فنهاه الله عن ذلك.

١٥ ـ وفي رواية سعيد بن جبير عنه انهعليه‌السلام كان يعالج من التنزيل شدة، وكان يشتد عليه حفظه فكان يحرك لسانه وشفتيه قبل فراغ جبرئيل من قراءة الوحي ؛ فقال سبحانه:( لا تُحَرِّكْ بِهِ ) أي بالوحي أو بالقرآن( لِسانَكَ ) يعنى القرائة.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: «فلا صدق ولا صلى» فانه كان سبب نزولها

٤٦٤

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا إلى بيعة عليٍّعليه‌السلام يوم غدير خم فلما بلغ الناس وأخبرهم في عليٍّ ما أراد الله أن يخبرهم به رجعوا الناس، فاتكأ معاوية على المغيرة بن شعبة وأبى موسى الأشعري ثم أقبل يتمطى نحو أهله ويقول: ما نقر لعليٍّ بالولاية أبدا، ولا نصدق محمدا مقالته فيه، فأنزل الله جل ذكره( فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّىوَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ) وعيد الفاسق فصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر وهو يريد البرائة منه، فأنزل الله:( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يسمه قوله:( إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ) قال: على آل محمد جمع القرآن وقراءته.

١٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس انه جمع القرآن كله كما انزل إلّا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله إلّا عليّ بن أبي طالب والائمةعليهم‌السلام .

١٨ ـ في مجمع البيان: فاذا قرأناه أي قرأه جبرئيل عليك بأمرنا فاتبع قرآنه عن ابن عباس والمعنى اقرأه إذا فرغ جبرئيل من قراءته، قال: فكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد هذا إذا نزل عليه جبرئيلعليه‌السلام أطرق فاذا ذهب قرأ.

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ ) قال: الدنيا الحاضرة وتذرون الاخرة قال: تدعون( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ) أي مشرقة( إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) قال: ينظرون إلى وجه الله أي رحمة الله ونعمته.

٢٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار في التوحيد باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود قال: قال علي بن موسى الرضاعليه‌السلام في قوله تعالى:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) يعنى مشرقة تنتظر ثواب ربها.

٢١ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه: وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات. فأما قولهعزوجل ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّها ناظِرَةٌ )

٤٦٥

فان ذلك في موضع ينتهى فيه أولياء اللهعزوجل بعد ما يفرغ من الحساب إلى نهر يسمى الحيوان، فيغتسلون ويشربون منه ويدخلون الجنة، فذلك قولهعزوجل في تسليم الملائكة عليهم:( سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ ) فعند ذلك أيقنوا بدخول الجنة والنظر إلى ما وعدهم فذلك قوله:( إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) وإنّما يعنى بالنظر إليه النظر إلى ثوابه تبارك وتعالى.

٢٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله مثله سواء إلى قوله( إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) دون انما يعنى ـ إلخ ـ وفيه بعد قوله: «ناظرة» والناظرة في بعض اللغة هي المنتظرة، ألم تسمع إلى قوله تعالى:( فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) أي منتظرة( بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) .

٢٣ ـ في مجمع البيان: وأمّا من حمل النظر في الآية على الانتظار فإنهم اختلفوا في معناه على أقوال، أحدها أن المعنى منتظرة لثواب ربها، وروى ذلك عن مجاهد والحسن وسعيد بن جبير والضحاك وهو المروي عن عليٍّعليه‌السلام .

في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ ) قال: يعنى النفس إذا بلغت الترقوة( وَقِيلَ مَنْ راقٍ ) قال: يقال له: من يرقيك قوله:( وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ ) علم انه الفراق.

٢٥ ـ في مجمع البيان( وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ ) وجاء في الحديث ان العبد ليعالج كرب الموت وسكراته، ومفاصله يسلم بعضها على بعض، يقول: عليك السلام تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة.

٢٦ ـ في الكافي باسناده إلى جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَقِيلَ مَنْ راقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ ) قال: فان ذلك ابن آدم إذا حل به الموت قال: هل من طبيب انه الفراق وأيقن بمفارقة الأحبة، قال:( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ) قال: التفت الدنيا بالآخرة ثم( إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ ) قال: المصير إلى رب العالمين.

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ) قال: التفت الدنيا

٤٦٦

بالآخرة( إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ ) قال: يساقون إلى الله وقوله: فلا صدق ولا صلى فانه كان سبب نزولها ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دعا إلى بيعة على يوم غدير خم، فلما بلغ الناس وأخبرهم في عليٍّ ما أراد ان يخبر رجعوا الناس، فاتكى معاوية على المغيرة ابن شعبة وأبى موسى الأشعري ثم أقبل يتمطى نحو أهله ويقول: ما نقر لعليٍّ بالولاية أبدا ولا نصدق محمّدا مقالته فيه، فأنزل الله جل ذكره:( فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ) وعيد الفاسق فصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر ويريد البرائة منه، فأنزل الله( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يسمه.

٢٨ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة وبهذا الاسناد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: سألت محمد بن علي الرضاعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ) قال: يقول اللهعزوجل بعدا لك من خير الدنيا، وبعدا لك من خير الاخرة.

٢٩ ـ في مجمع البيان وجاءت الرواية أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ بيد أبي جهل ثم قال له:( أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ) فقال أبو جهل: بأى شيء تهددنى لا تستطيع أنت ولا ربك ان تفعلا بى شيئا، وانى لأعز أهل هذا الوادي فأنزل الله سبحانه كما قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ) قال لا يحاسب ولا يعذب ولا يسئل عن شيء.

٣١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام فقلت: لم خلق الله الخلق؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى بل خلقهم لإظهار قدرته وليكلفهم طاعته، فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة، ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم.

٣٢ ـ وباسناده إلى مسعدة بن زياد قال: قال رجل لجعفر بن محمدعليه‌السلام : يا أبا عبد الله

٤٦٧

انا خلقنا للعجب قال: وما ذلك لله أنت؟ قال: خلقنا للفناء؟ فقال: يا ابن أخ خلقنا للبقاء وكيف تفنى جنة لا تبيد ونار لا تخمد ولكن قال انما نتحول من دار إلى دار.

٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال:( أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى ) قال: إذا نكح أمناه.

٣٤ ـ في مجمع البيان وجاء في الحديث عن البراء بن عازب قال: لـمّا نزلت هذه الاية:( أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سبحانك أللّهم وبلى. وهو المروي عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام .

٣٥ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر أخلاق الرضاعليه‌السلام ووصف عبادته: وكان إذا قرء( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) قال عند الفراغ: سبحانك أللّهم بلى.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرء هل أتى على الإنسان في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين ثمانمأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وحوراء من الحور العين، وكان مع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان وقال أبو جعفرعليه‌السلام : من قرء سورة هل أتى في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين مأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وكان مع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٣ ـ أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء سورة هل أتى كان جزائه على الله جنة وحريرا.

٤ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى علي بن عمر العطار قال: دخلت على أبي الحسن العسكريعليه‌السلام يوم الثلثاء فقال لم أرك أمس؟ قال: كرهت الحركة في يوم الاثنين قال: يا عليُّ من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرأ في أول ركعة من صلاة الغداة:( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ) ثم قرء أبو الحسنعليه‌السلام ( فَوَقاهُمُ اللهُ

٤٦٨

شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ) .

٥ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) في سورة الإنسان مكية في قول ابن عباس وضحاك وقال قوم: هي مدنية وهي احدى وثلاثون آية بلا خلاف يقول علي بن موسى بن طاوس: ومن العجب العجيب أنهم رووا من طريق الفريقين ان المراد بنزول سورة( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ) مولانا عليا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، وقد ذكرنا في كتابنا هذا بعض روايتهم لذلك، ومن المعلوم ان الحسن والحسينعليهما‌السلام كانت ولادتهما بالمدينة ومع هذا فكأنهم نسوا ما رووه على اليقين، وأقدموا على القول بأن هذه السورة مكية وهو غلط عند العارفين.

٦ ـ في مجمع البيان حدّثنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسنى إلى قوله: وباسناده عن سعيد بن المسيب عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام انه قال: سألت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ثواب القرآن فأخبرنى بثواب سورة على نحو ما نزلت من السماء فأول ما نزل عليه بمكة فاتحة الكتاب ثم اقرأ باسم، إلى أن قال: وأول ما نزل بالمدينة سورة الأنفال ثم البقرة، ثم آل عمران ثم الممتحنة ثم النساء ثم إذا زلزلت ثم الحديد ثم سورة محمد ثم الرعد ثم سورة الرحمن ثم هل أتى إلى قوله: فهذا ما انزل بالمدينة.

٧ ـ في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن علي بن أسباط عن خلف بن حماد عن ابن مسكان عن مالك الجهني قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قوله:( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ) فقال: كان مقدرا غير مذكور.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ) قال: لم يكن في العلم ولا في الذكر، وفي حديث آخر كان في العلم ولم يكن في الذكر.

٩ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قوله:( لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ) قال: كان شيئا ولم

٤٦٩

يكن مذكورا.

١٠ ـ وباسناده عن سعيد الحذاء عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان مذكورا في العلم ولم يكن مذكورا في الخلق.

١١ ـ وعن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ) فقال: كان شيئا ولم يكن مذكورا.

١٢ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أبي جعفر الباقرعليه‌السلام حديث طويل وفيه أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليٍّعليه‌السلام : قل: ما أول نعمة أبلاك اللهعزوجل وأنعم عليك بها؟ قال: إنّ خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا، قال: صدقت.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله: أمشاج نبتليه قال: ماء الرجل والمرأة اختلطا جميعا.

١٤ ـ في نهج البلاغة عالم الغيب من ضمائر المضمرين إلى أن قالعليه‌السلام : ومحط الأمشاج من مشارب الأصلاب.

١٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الطيار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) قال: عرفناه إمّا آخذا وإمّا تاركا.

١٦ ـ في أصول الكافي باسناده إلى حمران بن أعين قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قولهعزوجل :( إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) قال: إمّا آخذ فهو شاكر وإمّا تارك فهو كافر.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) قال: إمّا آخذ فشاكر وإمّا تارك فكافر.

١٨ ـ في مجمع البيان قد روى الخاص والعام أن الآيات من هذه السورة وهي قوله:( إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ ) إلى قوله: و( كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) نزلت في عليٍّ وفاطمة

٤٧٠

والحسن والحسينعليهم‌السلام وجارية لهم تسمى فضة، وهو المروي عن ابن عباس ومجاهد وابى صالح والقصة طويلة جملتها أنهم قالوا: مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما ووجوه العرب وقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا؟ فنذر صوم ثلاثة أيام ان شفاهما الله سبحانه، ونذرت فاطمةعليها‌السلام وكذلك الفضة فبرءا وليس عندهم شيء، فاستقرض علىعليه‌السلام ثلاثة أصوع من شعير من يهودي وروى انه أخذها ليغزل له صوفا، وجاء به إلى فاطمة فطحنت صاعا منها فاختبزته وصلى علىعليه‌السلام المغرب وقربته إليهم فأتاهم مسكين يدعوهم وسألهم فأعطوه ولم يذوقوا إلّا الماء، فلما كان اليوم الثاني أخذت صاعا وطحنته واختبزته وقدمته إلى عليٍّعليه‌السلام فاذا يتيم بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا إلّا الماء، فلما كان اليوم الثالث عمدت الباقي فطحنته واختبزته وقدمته إلى عليٍّعليه‌السلام فاذا أسير بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا إلّا الماء، فلما كان اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم أتى على ومعه الحسن والحسينعليهم‌السلام إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وبهما ضعف فبكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونزل جبرئيل بسورة هل أتى.

١٩ ـ وفي رواية عطاء عن ابن عباس ان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام آجر نفسه ليسقى نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة(١) فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث الثالث فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا(٢) يومهم ذلك ذكره الواحدي في تفسيره.

٢٠ ـ وذكر علي بن إبراهيم ان أباه حدثه عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان عند فاطمةعليه‌السلام شعير فجعلوه عصيدة(٣) فلما أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال المسكين: رحمكم الله فقام علىعليه‌السلام ، فأعطاه ثلثا فلم

__________________

(١) الحريرة: دقيق يطبخ بلبن أو دسم.

(٢) طوى فلان: جاع ولم يأكل شيئا.

(٣) العصيدة: دقيق يلت بالسمن ويطبخ.

٤٧١

يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم: رحمكم الله فقام علىعليه‌السلام فأعطاه الثلث، ثم جاء أسير فقال الأسير: رحمكم الله فأعطاه علىعليه‌السلام الثلث وما ذاقوها، فأنزل الله سبحانه الآيات فيهم، وهي جارية في كل مؤمن فعل ذلك للهعزوجل .

٢١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى أبو صالح ومجاهد والضحاك والحسن وعطا وقتادة ومقاتل والليث وابن عباس وابن مسعود وابن جبير وعمرو ابن شعيب والحسن بن مهران والنقاش والقشيري والثعلبي والواحدي في تفسيرهم وصاحب أسباب النزول والخطيب المكي في الأربعين وابو بكر الشيرازي في نزول القرآن في أمير المؤمنينعليه‌السلام والأشنهي في اعتقاد أهل السنة وأبو بكر محمد بن أحمد بن الفضل النحوي في العروس في الزهد وروى أهل البيتعليهم‌السلام عن الأصبغ بن نباتة وغيرهم عن الباقرعليه‌السلام واللفظ له في قوله تعالى:( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ) انه مرض الحسن والحسينعليهما‌السلام فعادهما رسول الله في جميع.

أصحابه وقال لعليٍّ: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا عافاهما الله، فقال: أصوم ثلاثة أيام وكذلك قالت فاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة فبرئا فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام. فانطلق على إلى جار له من اليهود يقال له فنحاص بن الحارا وفي رواية شمعون بن حاريا يستقرضه وكان يعالج الصوف، غأعطاه جزة من صوف(١) وثلاثة أصوع من شعير، وقال: تغزلها ابنة محمد فجاء بذلك فغزلت فاطمة ثلث الصوف ثم طحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علىعليه‌السلام إذا مسكين على الباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد انا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال :

فاطم ذات المجد واليقين

يا بنت خير الناس أجمعين

اما ترين البائس المسكين

قد قام بالباب له حنين

يشكو إلينا جائع حزين

كل امرئ بكسبه رهين

__________________

(١) الجزة: صوف شاة في السنة.

٤٧٢

فقالت فاطمة :

أمرك سمعا يا ابن عم وطاعة

ما في من لؤم ولا وضاعة

أطعمه ولا أبالى الساعة

أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة

ان ألحق الأخيار والجماعة

وادخل الخلد ولي شفاعة

ودفعت ما كان على الخوان إليه وباتوا جياعا. وأصبحوا صياما ولم يذوقوا إلّا الماء القراح، فلما أصبحوا غزلت الثلث الثاني وطحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم وكسر على لقمة إذا يتيم على الباب يقول السلام عليكم أهل بيت محمد، انا يتيم من يتامى المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنة. فوضع اللقمة من يده وقال :

فاطم بنت السيد الكريم

بنت نبي ليس بالذميم

قد جاءنا الله بذا اليتيم

من يرحم اليوم فهو رحيم

موعده في جنة النعيم

حرمها الله على اللئيم

فقالت فاطمة :

انى أعطيه ولا أبالي

وأوثر الله على عيالي

امسوا جياعا وهم أشبالى ثم دفعت ما كان على الخوان إليه وباتوا جياعا، لا يذوقون إلّا الماء القراح، فلما أصبحوا غزلت الثلث الباقي وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علىعليه‌السلام إذا أسير من أسراء المشركين على الباب يقول: السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع علىعليه‌السلام اللقمة من يده وقال :

فاطم يا بنت النبي أحمد

بنت نبي سيد مسدد

هذا أسير للنبي المهتدى

مكبل في غلة مقيد(١)

يشكو إلينا الجوع قد تقدد

من يطعم اليوم يجده في غد

عند العليِّ الواحد الممجد

__________________

(١) الكبل: القيد أو أعظم ما يكون من القيود.

٤٧٣

فقالت فاطمة :

لم يبق مما كان غير صاع

قد رميت كفى مع الذراع

وما على رأسى من قناع

الا عباء نسجه بصاع

ابناي والله من الجياع

يا رب لا تتركهما ضياع

أبوهما للخير ذو اصطناع

عبل الذراعين شديد الباع(١)

وأعطته ما كان على الخوان وباتوا جياعا، وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء، فرآهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله جياعا فنزل جبرئيلعليه‌السلام ومعه صحفة(٢) من الذهب مرصعة بالدر والياقوت مملوة من الثريد وعراقا(٣) تفوح منها رائحة المسك والكافور، فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا ولم تنقص منها لقمة، وخرج الحسين ومعه قطعة عراق فنادته امرأة يهودية يا أهل بيت الجوع من اين لكم هذا أطعمنيها؟ فمد يده الحسين ليطعمها فهبط جبرئيل وأخذها من يده ورفع الصفحة إلى السماء. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لو لا ما أراد الحسين من إطعام الجارية تلك القطعة لتركت تلك الصحفة في أهل بيتي يأكلون منها إلى يوم القيامة، ونزل: يوفون بالنذر وكان الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذي الحجة، ونزلت «هل أتى» في اليوم الخامس والعشرين منه.

٢٢ ـ وباسناده عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام قال: كل ما في كتاب اللهعزوجل من قوله:( إِنَّ الْأَبْرارَ ) فو الله ما أراد به إلّا عليّ بن أبي طالب وفاطمة وانا والحسين، لأنا نحن أبرار بآبائنا

__________________

(١) يقال: رجل عبل الذراعين أي ضخمهما. والباع: قد رمد اليدين وربما عبر بالباع عن الشرف والفضل والقدرة.

(٢) الصحفة: قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة، قال الكسائي: أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تشبع العشرة، ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المئكلة تشبع الرجل أو الثلاثة، ثم الصحفة تشبع الرجل.

(٣) العراق ـ بالضم ـ جمع العرق: العظم الذي أخذ عنه اللحم.

٤٧٤

وأمهاتنا، وقلوبنا عملت بالطاعات والبر، ومبراة من الدنيا وحبها وأطعنا الله في جميع فرائضه، وآمنا بوحدانيته وصدقنا برسوله.

٢٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزل فيه وفي ولده( إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً ) إلى آخر السورة غيري؟ قالوا: لا.

٢٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام في قولهعزوجل :( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) قالا: مرض الحسن والحسينعليهما‌السلام وهما صبيان صغيران فعادهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه رجلان فقال: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا ان الله عافاهما؟ فقال: أصوم ثلاثة أيام شكرا للهعزوجل ، وكذلك قالت فاطمةعليها‌السلام وقال الصبيان: ونحن أيضا نصوم ثلاثة أيام، وكذلك قالت جاريتهم فضة، فألبسهما الله عافية فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق علىعليه‌السلام إلى جار له من اليهود يقال له شمعون يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة أصوع من شعير؟ قال: نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمةعليها‌السلام فقبلت وأطاعت، ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصا، وصلى علىعليه‌السلام مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المغرب ثم أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها علىعليه‌السلام إذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده ثم قال :

فاطم ذات المجد واليقين

يا بنت خير الناس أجمعين

أما ترين البائس المسكين

قد جاء إلى الباب له حنين

يشكو إلى الله ويستكين

يشكو إلينا جائعا حزين

كل امرئ بكسبه رهين

من يفعل الخير يقف سمين

٤٧٥

موعده في جنة دهين(١)

حرمها الله على الضنين

وصاحب النجل يقف حزين

تهوى به النار إلى سجين

شرابه الحميم والغسلين فأقبلت فاطمة تقول :

أمرك سمع يا ابن عم وطاعة

ما بى من لؤم ولا ضراعة(٢)

غذيت باللب وبالبراعة

أرجو إذا أشبعت من مجاعة

ان ألحق الأخيار والجماعة

وادخل الجنة في شفاعة

وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعا، وأصبحوا صياما لم يذوقوا إلّا الماء القراح، ثم عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة اقراص لكل واحد قرصا، وصلى علىعليه‌السلام المغرب مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم أتى منزله، فلما وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علىعليه‌السلام إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة، فوضع علىعليه‌السلام اللقمة من يده ثم قال :

فاطم بنت السيد الكريم

بنت نبي ليس بالزنيم(٣)

قد جاءنا الله بذا اليتيم

من يرحم اليوم فهو رحيم

موعده في جنة النعيم

حرمها الله على اللئيم

وصاحب البخل يقف ذميم

تهوى به النار إلى الجحيم

شرابه الصديد والحميم

__________________

(١) قولهعليه‌السلام «دهين» كناية عن النضارة والطراوة كأنه صب عليه الدهن يقال «قوم مدهنون» عليهم آثار النعم.

(٢) الضراعة: الذل والاستكانة والضعف.

(٣) الزنيم: اللئيم الذي يعرف بلؤمه.

٤٧٦

فأقبلت فاطمةعليها‌السلام وهي تقول :

فسوف أعطيه ولا أبالي

وأوثر الله على عيالي

امسوا جياعا وهم أشبالى

أصغر هما يقتل في القتال

بكربلا يقتل باغتيال

لقاتليه الويل مع وبال

يهوى في النار إلى سفال

كبوله زادت على الأكبال

ثم عمدت فأعطته جميع ما على الخوان وباتوا جياعا لم يذوقوا إلّا الماء القراح، وأصبحوا صياما وعمدت فاطمةعليها‌السلام فغزلت الثلث الباقي من الصوف وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد قرصا، وصلى علىعليه‌السلام المغرب مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم أتى منزله فقرب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها علىعليه‌السلام إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعمونا؟ فوضع علىعليه‌السلام اللقمة من يده ثم قال :

فاطم يا بنت النبي أحمد

بنت نبي سيد مسدد

قد جاءك الأسير ليس يهتدى

مكبلا في غله مقيد

يشكو إلينا الجوع قد تقدد

من يطعم اليوم يجده في غد

عند العليِّ الواحد الموحد

ما يزرع الزارع سوف يحصد

فأطعمى من غير من أنكد(١) فأقبلت فاطمةعليها‌السلام وهي تقول :

لم يبق مما كان غير صاع

قدد برت كفّي مع الذراع(٢)

شبلاي والله هما جياع

يا ربّ لا تتركهما ضياع

أبوهما للخير ذو اصطناع

عبل الذراعين طويل الباع

وما على رأسى من قناع

الا عبا نسجتها بصاع

__________________

(١) نكد عيشتهم: اشتد وعسر.

(٢) الدبر: الجرح.

٤٧٧

وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأعطوه وباتوا جياعا وأصبحوا مفطرين، وليس عندهم شيء، قال شعيب في حديثه وأقبل على بالحسن والحسينعليهما‌السلام نحو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهما يرتعشان كالفراخ(١) من شدة الجوع، فلما بصر بهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: يا أبا الحسن شد ما يسوؤني ما ارى بكم انطلق إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، وغارت عيناها(٢) فلما رآها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ضمها إليه وقال: وا غوثاه بالله أنتم منذ ثلاث فيما أرى فهبط جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا محمد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك، فقال وما آخذ يا جبرئيل قال:( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ) حتى بلغ( إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً، وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) وقال الحسن بن مهران في حديثه: فوثب النبي حتى دخل منزل فاطمةعليها‌السلام فرأى ما بهم فجمعهم ثم انكب عليهم يبكى ويقول: أنتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم؟! فهبط جبرئيلعليه‌السلام بهذه الآيات( إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً ) قال: هي عين في دار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنين يوفون بالنذر يعنى عليا وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام وجاريتهم( وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) يقول عابسا كلوحا(٣)

٢٥ ـ في كتاب الخصال في احتجاج علىعليه‌السلام على أبي بكر قال: أنشدك بالله أنا صاحب الآية( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) أم أنت؟ قال: بل أنت.

٢٦ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسنعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) الذي أخذ عليهم من ولايتنا.

__________________

(١) الفراخ جمع الفرخ: ولد الطائر.

(٢) غارت عينه: دخلت في الرأس وانحسفت.

(٣) الكلوح بمعنى العبوس.

٤٧٨

على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت قوله:( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) قال: يوفون بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) قال: المستطير العظيم.

٢٩ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المغرا عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت: قوله: و( يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ) قال: ليس من الزكاة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: ينبغي للرجل ان يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته، وتلا هذه الآية( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ) قال: الأسير عيال: الرجل ينبغي للرجل إذا زيد في النعمة ان يزيد أسرائه في السعة عليهم، ثم قال: إنّ فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها أسراء وجعلها عند فلان فذهب بها قال معمر: وكان فلان حاضرا.

٣١ ـ في كتاب الخصال عن المنكدر باسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خيركم من أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى والناس نيام.

٣٢ ـ عن أحمد بن عمر الحلبي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أي الخصال بالمرء أجمل؟ قال: وقار بلا مهانة وسماح بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع الدنيا.

٣٣ ـ في مجمع البيان( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ ) أي على حب الطعام، وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ما من مسلم أطعم مسلما على جوع إلّا أطعمه الله من ثمار الجنة، وما من مسلم كسا أخاه على عرى إلّا كساه الله من خضر الجنة، ومن سقى مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيق.

٤٧٩

٣٤ ـ وفيه وقال أهل التحقيق، القرض الحسن يجمع عشرة أوصاف، إلى قوله: وان يتصدق وهو يحب المال ويرجو الحياة، لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا سئل عن أفضل الصدقة ان تعطيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت التراقي قلت: لفلان كذا ولفلان كذا.

٣٥ ـ في أمالي الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا اعنى قوله: عابسا كلوحا:( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً ) يقول: على شهواتهم للطعام وإيثارهم له مسكينا من مساكين المسلمين، ويتيما من يتامى المسلمين، وأسيرا من أسارى المشركين، ويقولون إذا أطعموهم:( إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً ) قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم، يقولون: لا نريد جزاء تكافوننا به، ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا انما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.

٣٦ ـ في كتاب الخصال عن أحمد بن عمران الحلبي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أي الخصال بالمرء أجمل؟ قال: وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع الدنيا.

٣٧ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي الحسن علي بن يحيى عن أيوب بن أعين عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له: احتج فيقول: يا رب خلقتني وهديتني فأوسعت على، فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكي تنشر على هذا اليوم رحمتك وتيسره؟ فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدي أدخلوه الجنة.

٣٨ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: إنّ موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى لا يطول في الدنيا أملك وذكر حديثا قدسيا طويلا وفيه يقولعزوجل : فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لكي يكون أطمع لك في الاخرة لا محالة.

٤٨٠