تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين7%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 363233 / تحميل: 5058
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

ابن أعين قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : عندكم التوراة والإنجيل والزبور وما في الصحف الاولى صحف إبراهيم وموسى؟ قال: نعم قلت: ان هذا لهو العلم الأكبر؟ قال: يا حمران ولكن ما يحدث بالليل والنهار علمه عندنا أعظم.

٣٨ ـ إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي خالد القماط عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: عندنا صحف إبراهيم وموسى ورثناها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليعليهم‌السلام قال: قال عليٌّعليه‌السلام لبعض أحبار اليهود وقد ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ومناقبه: واعطى سورة بني إسرائيل وبراءة بصحف إبراهيم وصحف موسىعليهما‌السلام .

٤٠ ـ في مجمع البيان في تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال: لـمّا قدم أمير المؤمنينعليه‌السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) فقال المنافقون: لا والله ما يحسن ابن أبي طالب أن يقرأ القرآن، ولو أحسن ان يقرء لقرء بنا غير هذه السورة، قال: فبلغه ذلك فقال: ويلهم انى لأعرف ناسخه من منسوخه ومحكمه من متشابهه، وفصله وفصاله وحروفه من معانيه، والله ما من حرف نزل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ألآ إنّي أعرف فيمن أنزل وفي أي يوم وايِّ موضع، ويل لهم أما يقرؤن( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) والله عندي ورثتها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة المزني عن الأصبغ بن نباتة نحو ما في تفسير العياشي.

٤١ ـ في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثي عن أبي ذررحمه‌الله قال: دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو في المسجد جالس وحده فاغتنمت خلوته إلى أن قال: قلت: يا رسول الله كم انزل الله من كتاب؟ قال: مأة كتاب واربعة كتب، انزل الله على شيث خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين

٥٦١

صحيفة، وانزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، قلت: يا رسول الله وما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها، وكان فيها: ايها الملك المبتلى المغرور انى لم أبعثك تجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فإنّي لا أردها وان كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا ان يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها صنع اللهعزوجل اليه، وساعة يخلو فيها لحظ نفسه من الحلال، فان هذه الساعة عون لتلك الساعات، واستحمام للقلوب وتوديع لها، وعلى العاقل ان يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، فانه من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلّا فيما يعنيه، وعلى العاقل ان يكون طالبا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو تلذذ في غير محرم، قلت: يا رسول الله فيما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرا كلها، عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ ولمن أيقن بالنار كيف يضحك؟ ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟ ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب؟ ولمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل؟

٤٢ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي قال أبو ذر: قلت يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيمعليه‌السلام ؟ قال: كانت أمثالا كلها: ايها الملك المسلط المبتلى المغرور انى لم أبعثك لتجمع المال بعضه على بعض، وإنّما بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فإنّي لا أردها وان كانت من كافر أو فاجر فجوره على نفسه ؛ وكان فيها أمثال وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله ان يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يفكر فيها في صنع الله، وساعة يحاسب نفسه فيما قدم وأخر، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال ومن المطعم والمشرب، وعلى العاقل ان يكون طاعنا في ثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا في زمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلّا في ما يعنيه، قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسىعليه‌السلام ؟ قال: كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالنار ثم ضحك، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ،

٥٦٢

عجبت لمن أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالا بعد حال وهو يطمئن إليها؟ عجبت لمن أيقن بالحساب ثم لم يعمل قلت: يا رسول الله فهل في أيدينا شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسىعليهما‌السلام فيما أنزل الله عليك؟ قال: أقرأ يا أبا ذر( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) .

٤٣ ـ في مجمع البيان روى عن أبي ذر أنه قال: قلت: يا رسول الله كم الأنبياء قال: مأة الف نبي وأربعة وعشرون ألفا قلت: يا رسول الله كم المرسلون منهم؟ قال: ثلاثمأة وثلاثة عشر وبقيتهم أنبياء، قلت: كان آدم نبيا؟ قال: نعم كلمه الله وخلقه بيده، يا أبا ذر أربعة من الأنبياء عرب: هود وصالح وشعيب ونبيك، قلت: يا رسول الله كم انزل الله من كتاب؟ قال: مأة وأربعة كتب، انزل منها على آدم عشرة صحف، وعلى شيث خمسين صحيفة، وعلى أخنوخ وهو إدريس ثلاثين صحيفة، وهو أول من خط بالقلم ؛ وعلى إبراهيم عشر صحائف، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان.

٤٤ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أنس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بعثت على اثر ثمانية آلاف نبي. منهم أربعة آلاف من بنى إسرائيل.

٤٥ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أحب ان يصافحه مأتا الف نبي وعشرون الف نبي فليزر قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام في النصف من شعبان، فان أرواح النبيين تستأذن الله في زيارة قبره فيؤذن لهم.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أدمن قراءة( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ) في فريضة أو نافلة غشاه الله برحمته في الدنيا والاخرة، و

٥٦٣

آتاه الأمن يوم القيامة من عذاب النار.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرءها حاسبه الله حسابا يسيرا.

٣ ـ في روضة الكافي عن محمد عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت:( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ) قال: يغشاهم القائم بالسيف، قال: قلت:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ ) قال: خاضعة لا تطيق الامتناع، قال: قلت: عاملة قال: عملت بغير ما انزل الله قال: قلت ناصبة قال: نصبت غير ولاة الأمر قال: قلت:( تَصْلى ناراً حامِيَةً ) قال: تصلى نارا الحرب في الدنيا على عهد القائم وفي الاخرة نار جهنم.

٤ ـ علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن محمد بن الكناسي قال: حدّثنا من رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ) قال: الذين يغشون الامام.

٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن حنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يبالي الناصب صلى أم زنا، وهذه نزلت فيهم:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) .

٦ ـ علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال أبي قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الاية:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ في كتاب ثواب الأعمال أبيرحمه‌الله قال: حدّثني أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد قال: حدّثني أبو عبد الله الرازي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صالح بن سعيد القماط عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد يصير إلى هذه الغاية:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) .

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حديثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: حدّثنا محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة: قال

٥٦٤

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: كل من خالفكم وان تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الاية:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) .

٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي إسحاق الليثي عن الباقرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه أبو إسحاق بعد ان قال: وأجد من أعدائكم ومن ناصبيكم من يكثر من الصلوة ومن الصيام ويخرج الزكاة ويتابع بين الحج والعمرة ويحض على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الأرحام ويقضى حقوق إخوانه ويواسيهم من ماله ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وساير الفواحش؟ وان ناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو اعطى ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة ان يزول عن محبة الطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولا زال، ولو ضربت خياشيمه(١) بالسيوف فيهم ولو فعل فيهم ما ارتدع ولا رجع، وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه وراى كراهة ذلك في وجهه بغضا لكم ومحبة لهم، قال: فتبسم الباقرعليه‌السلام ثم قال: يا إبراهيم هاهنا هلكت «العاملة الناصبة( تَصْلى ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) ومن ذلك قالعزوجل :( وَقَدِمْنا إلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ) .

١٠ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله حدّثنا محمد بن الحسن رضى الله عنه قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد فمنسوب إلى هذه الاية:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) .

١١ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد يصير إلى هذه الاية:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) .

١٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن الحسن بن عليٍّ

__________________

(١) الخياشيم جمع الخيشوم: أقصى الأنف.

٥٦٥

عليهما‌السلام يتكلم فيه على جمع كثير في مجلس معاوية بن أبي سفيان وعلى معاوية أيضا وفيه: وأمّا أنت يا عقبة بن أبي سفيان فو الله ما أنت بحصيف(١) فأجاوبك ولا عاقل فأعاتبك، وما عندك خير يرجى ولا شر يخشى، وما كنت -ولو سببت عليا- لأعير به عليك لأنك عندي لست بكفو لعبد عند عليّ بن أبي طالب فأرد عليك وأعاتبك، ولكن اللهعزوجل لك ولأبيك ولأمك وأخيك بالمرصاد، فأنت ذرية آبائك الذين ذكرهم الله في القرآن فقال:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) إلى قوله:( مِنْ جُوعٍ ) .

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ ) وهم الذين خالفوا دين الله وصلوا وصاموا ونصبوا لأمير المؤمنينعليه‌السلام وهو قوله:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ ) عملوا ونصبوا فلا يقبل شيء من أفعالهم و «( تَصْلى ) وجوههم( ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) قال: لها أنين من شدة حرها( لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: عرق أهل النار وما يخرج من فروج الزواني.

١٤ ـ في مجمع البيان عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الضريع شيء يكون في النار يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة، وأشد حرا من النار سماه الله الضريع.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله خوفني فان قلبي قد قسا، فقال: يا أبا محمد استعد للحياة الطويلة فان جبرئيل جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو قاطب(٢) وقد كان قبل ذلك يجيء وهو متبسم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا؟ فقال يا محمد قد وضعت منافخ النار، فقال: وما منافخ النار يا جبرئيل فقال: يا محمد ان اللهعزوجل أمر بالنار فنفخ عليها الف عام حتى ابيضت، ثم نفخ عليها الف عام حتى احمرت، ثم نفخ عليها الف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة، لو ان قطرة من

__________________

(١) الحصيف: المحكم العقل.

(٢) قطب الرجل: زوي ما بين عينيه وكلح.

٥٦٦

الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سأله الأبرش الكلبي عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال: تبدل خبزة يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال الأبرش: ان الناس لفي شغل عن الاكل؟ فقال أبو جعفرعليه‌السلام : هم في النار لا يشتغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم في العذاب فكيف يشتغلون عنه في الحساب

١٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغوا من الحساب، فقال له قائل: انهم لفي شغل يومئذ عن الاكل والشرب؟ فقال: إنّ اللهعزوجل خلق ابن آدم أجوف لا بد له من الطعام والشراب، أهم أشد شغلا يومئذ أم في النار؟ فقد استغاثوا واللهعزوجل يقول: «و( إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ ) .

١٨ ـ في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب فقال قائل: انهم لفي شغل عن الاكل والشرب؟ فقال له: ان ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب أهم أشد شغلا أم هم في النار؟ فقد استغاثوا فقال: «و( إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ ) .

١٩ ـ وفيه بعد ان ذكر حديثا عن أبي جعفرعليه‌السلام وفي خبر آخر عنه فقال: وهم في النار لا يشغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم وهم في العذاب، كيف يشغلون عنه في الحساب؟

٢٠ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن محمد الكناسي قال: حدّثنا من رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله «هل أتيك حديث الغاشية

٥٦٧

قال: الذين يغشون الامام إلى قولهعزوجل ( لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) قال: لا ينفعهم ولا يغنيهم ولا ينفعهم الدخول ولا يغنيهم القعود.

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ذكر اتباع أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ ) يرضى الله بما سعوا فيه( فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً ) قال: الهزل والكذب.

٢٢ ـ في مجمع البيان وعن عاصم بن ضمرة عن عليٍّعليه‌السلام انه ذكر أهل الجنة فقال: يجيئون فيدخلون فاذا أساس بيوتهم من جندل اللؤلؤ و( سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) ولو لا أن الله تعالى قدرها لهم لا لتمعت أبصارهم بما يرون، ويعانقون الأزواج ويقعدون على السرر، ويقولون: الحمد لله الذي هدانا لهذا.

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:( وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ ) قال: البسط والوسائد( وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) قال: كل شيء خلقه الله في الجنة له مثال في الدنيا إلّا الزرابي فانه لا يدرى ما هي؟

٢٤ ـ في مجمع البيان وروى عن عليٍّعليه‌السلام ( أَفَلا يَنْظُرُونَ إلى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) بفتح أوائل هذه الحروف كلها وضم التاء.

٢٥ ـ في كتاب الخصال عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : جمع الخير كله في ثلاث خصال: النظر والسكوت والكلام، وكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره عبرا، وسكوته فكرا، وكلامه ذكرا، وبكى على خطيئته وأمن الناس شره.

٢٦ ـ في كتاب التوحيد قال هشام: فكان من سؤال الزنديق ان قال: فما الدليل عليه؟ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعا صنعها ألا ترى انك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبني علمت أن له بانيا وان كنت لم تر الباني

٥٦٨

ولم تشاهده وفي أصول الكافي مثله سواء.

٢٧ ـ في كتاب الاهليلجة المنقول عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام في الرد على من أنكر وجود الصانع قالعليه‌السلام لمن كان منكرا للصانع: إذا رأيت بناء أتقر ان له بانيا، وإذا رأيت صورة أتقر أن لها مصورا؟ قال لا بد من ذلك.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله:( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ) قال: بحافظ ولا كاتب عليهم.

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ ) يريد من لم يتعظ ولم يصدقك وجحد ربوبيتى وكفر نعمتي( فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ ) يريد الغليظ الشديد الدائم( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ) يريد مصيرهم( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) يريد جزاءهم.

٢٩ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا الله ان يهبه فهو لهم وما كان لنا فهو لهم ثم قرء أبو عبد اللهعليه‌السلام :( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثمّ إنّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) .

٣٠ ـ في روضة الكافي سهل بن زياد عن ابن سنان عن سعدان عن سماعة قال: كنت قاعدا مع أبي الحسن الاولعليه‌السلام والناس في الطواف في جوف الليل، فقال لي: يا سماعة إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم فما كان لهم من ذنب بينهم وبين اللهعزوجل حتمنا على اللهعزوجل في تركه لنا، فأجابنا إلى ذلك، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم فأجابوا إلى ذلك وعوضهم اللهعزوجل .

٣١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال: يا جابر إذا كان يوم القيامة جمع اللهعزوجل الأولين والآخرين لفصل الخطاب، دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعا أمير المؤمنينعليه‌السلام فيكسى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حلة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب، ويكسى علىعليه‌السلام مثلها، ويكسى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حلة وردية يضيء لها ما بين المشرق و

٥٦٩

المغرب، ويكسى علىعليه‌السلام مثله ثم يصعدان عندها، ثم يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢ ـ في بصائر الدرجات الحسن بن علي بن صباح عن زيد بن الشحام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ في من لا يحضره الفقيه في الزيارة الجامعة لجميع الائمة صلوات الله عليهم المنقولة عن محمد بن علي الجوادعليه‌السلام : وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم.

٣٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : وأمّا الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض، ان الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه اقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف ومسحة بكف ولو نطحة ما بين الجماء إلى القرناء فيقضى للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة ثم يبعثهم للحساب(١) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال أهل القيامة يقول فيهعليه‌السلام : والناس يومئذ على طبقات ومنازل، فمنهم من يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهل مسرورا، ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب، لأنهم لم يتلبسوا من أمر الدنيا بشيء، وإنّما الحساب هناك على من تلبس بها هاهنا، ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير إلى عذاب السعير.

٣٦ ـ في نهج البلاغة وسئلعليه‌السلام كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم؟ قال كما يرزقهم على كثرتهم، قيل: فكيف يحاسبهم ولا يرونه؟ قال: كما يرزقهم ولا يرونه ٣٧ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من اخبار هذه المجموعة

__________________

(١) مضى الحديث في تفسير سورة الانفطار فراجع.

٥٧٠

وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله تعالى يحاسب كل خلق إلّا من أشرك بالله فانه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار.

٣٨ ـ في كتاب علل الشرائع أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: أرأيت الميت إذا مات لم تجعل معه الجريدة؟ قال: تجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا، انما الحساب والعذاب كله في يوم واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل ويرجع الناس، فانما جعل السعاف لذلك ولا عذاب ولا حساب بعد جفوفها إنْ شاء الله.

٣٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه فيكون هو الذي يلي حسابه، فيعرض عليه عمله فينظر في صحيفته، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه وترتعد فرائصه وتفزع نفسه ثم يرى حسناته فتقر عينه وتسر نفسه وتفرح روحه، ثم ينظر إلى ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه، ثم يقول الله للملائكة: هلموا بالصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها، قال: فيقرءونها فيقولون: وعزتك انك لتعلم انا لم نعمل منها شيئا، فيقول: صدقتكم لكنكم نويتموها فكتبناها لكم ثم يثابون عليها.

٤٠ ـ وفيه فقال الصادقعليه‌السلام : كل امة يحاسبها امام زمانها، ويعرف الائمة أوليائهم وأعدائهم بسيماهم، وهو قوله: «( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) أفيعطوا أولياءهم كتابهم بيمينهم، فيمروا إلى الجنة بغير حساب، ويعطوا أعدائهم كتابهم بشمالهم فيمروا إلى النار بغير حساب.

٥٧١

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فانها سورة الحسين بن عليعليهما‌السلام ، من قرءها كان مع الحسينعليه‌السلام يوم القيامة في درجته من الجنة ان الله عزيز حكيم.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرأها في ليالي عشر غفر له، ومن قرأها ساير الأيام كانت له نورا يوم القيامة.

٣ ـ والفجر أقسم الله سبحانه بفجر النهار إلى قوله: وقيل: أراد بالفجر النهار كله عن ابن عباس وليال عشر يعنى العشر من ذي الحجة عن ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك والسدي وروى ذلك مرفوعا والشفع والوتر قيل: الشفع لأنه قال: وخلقناكم أزواجا والوتر الله تعالى عن ابن عباس، وهو رواية أبي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقيل الشفع والوتر الصلوة منها شفع ومنها وتر وهو رواية ابن حصين عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقيل: الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة عن ابن عباس وعكرمة وضحاك وهو رواية جابر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقيل: الشفع يوم التروية ؛ والوتر يوم عرفة روى ذلك عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام :

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالْفَجْرِ ) قال: ليس فيها واو انما هو «الفجر»( وَلَيالٍ عَشْرٍ ) قال: عشر ذي الحجة( وَالشَّفْعِ ) قال: الشفع ركعتان والوتر ركعة. وفي حديث آخر قال: «الشفع» الحسن والحسين و «الوتر» أمير المؤمنينعليهم‌السلام .( وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ) قال: هي ليلة جمع.

٥ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله لذي حجر يقول: لذي عقل.

٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبان الأحمر قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ ) لأي شيء سمى ذا الأوتاد؟ فقال :

٥٧٢

لأنه كان إذا عذب رجلا بسطه على الأرض على وجهه ومد يده ورجليه فأوقدها بأربعة أوتاد في الأرض، وربما بسطه على خشب منبسط، فوتد رجليه ويديه بأربعة أوتاد، ثم تركه على حاله حتى يموت فسماه اللهعزوجل فرعون ذا الأوتاد.

٧ ـ في كتاب الخصال عن رجل من أهل الشام عن أبيه قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: شر خلق الله خمسة: إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون ذو الأوتاد، ورجل من بني إسرائيل ردهم عن دينهم، ورجل من هذه الامة يبايع على كفر عند باب لد(١) ثم قال إنّي لـمّا رأيت معاوية يبايع عند باب لد ذكرت قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلحقت بعليٍّعليه‌السلام كنت معه.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ ) عمل الأوتاد التي أراد ان يصعد بها إلى السماء.

٩ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أخبرني الروح الأمين ان الله لا اله غيره إذا وقف الخلائق وجميع الأولين والآخرين أتى بجهنم ثم يوضع عليها صراط أدق من الشعر وأحد من السيف عليه ثلاثة قناطر الاولى عليها الامانة والرحمة، والثانية عليها الصلوة، والثالثة عليها عدل رب العالمين لا اله غيره فيكلفون الممر عليها فتحبسهم الرحم والامانة، فان نجوا منها حبستهم الصلوة، فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جل ذكره وهو قول الله تبارك وتعالى( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث ستقف عليه مسندا قريبا عند قوله تعالى: و( جِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) في هذه السورة وفيه مثل ما في روضة الكافي سواء.

١١ ـ في نهج البلاغة ولئن أمهل الله الظالم فلن يفوت اخذه وهو له ،

__________________

(١) قال الحموي: اللد ـ بالضم والتشديد ـ: قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين.

٥٧٣

بالمرصاد على مجاز طريقة، وبموضع الشجا من مساغ ريقه.(١)

١٢ ـ في مجمع البيان( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ) وروى عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال ان معناه ان ربك قادر ان يجزى أهل المعاصي جزاءهم.

١٣ ـ وعن الصادقعليه‌السلام انه قال: المرصاد قنطرة على الصراط، لا يجوزها عبد بمظلمة عبد.

١٤ ـ في غوالي اللئالى وقال الصادقعليه‌السلام في تفسير قوله تعالى:( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ) انما ظن بمعنى استيقن ان الله تعالى لن يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول الله تعالى: و( أَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ) أي ضيق عليه.

١٥ ـ وفيه في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام عند قوله:( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ) الآية فظن بمعنى استيقن( أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ) أي لن يضيق عليه رزقه ومنه قولهعزوجل ( وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ) أي ضيق عليه وقتر.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ) أي لا تدعون وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم وأكلوا مال اتباعهم وفقرائهم وأبناء سبيلهم.

١٧ ـ في مجمع البيان( لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) وهو الطفل الذي لا أب له، أي لا تعطونهم مما أعطاهم الله حتى تغنوهم عن ذل السؤال وخص اليتيم لأنه لا كافل لهم يقوم بأمرهم، وقد قال: انا وكافل اليتيم كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ) قال: هي الزلزلة.

١٩ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى داود بن سليمان قال: حدّثني علي بن موسى عن أبيه عن جعفر عن علي بن الحسين عن أبيه عن عليِّ بن

__________________

(١) قوله (عليه السلام)«مجاز طريقه» أي مسلكه وموضع جوازه. والشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه. ومساغ: موضع الاساغة.

٥٧٤

ابى طالبعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هل تدرون ما تفسير هذه الاية:( كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ) قال: إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين الف زمام بيد سبعين الف ملك ؛ فتشرد شردة لو لا ان الله تعالى حبسها لأحرقت السموات والأرض

٢٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار في التوحيد باسناده إلى علي بن الحسين عن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) فقال: إنّ الله سبحانه لا يوصف بالمجيء والذهاب، تعالى عن الانتقال انما يعنى بذلك «وجاء أمر ربك» والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وأمّا قوله:( وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) وقوله:( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ ) فذلك كله حق وليست له جثة جل ذكره كجثة(١) خلقه وانه رب كل شيء ورب شيء من كتاب اللهعزوجل يكون تأويله على غير تنزيله، ولا يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى إنشاء الله وهو حكاية اللهعزوجل عن إبراهيمعليه‌السلام حيث قال:( إِنِّي ذاهِبٌ إلى رَبِّي ) فذهابه إلى ربه توجيهه إليه وعبادته واجتهاده، ألآ ترى أنّ تأويله غير تنزيله؟ وقال:( أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ ) وقال:( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) فانزاله ذلك خلقه وكذلك قوله:( إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ ) أي الجاهدين فالتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره.

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى ) قال: حدّثني أبي عن عمرو بن عثمان عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا نزلت هذه الآية( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) سئل عن ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال بذلك أخبرني الروح الأمين أنّ الله لا إله غيره إذا برز للخلائق وجمع الأوّلين والآخرين أتى بجهنّم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام الف ملك تقودها من الغلاظ

__________________

(١) في المصدر «جيئة كجيئة خلقه».

٥٧٥

الشداد، لها هدة(١) وغضب وزفير وشهيق، وانها لتزفر الزفرة فلو لا ان الله اخرهم للحساب لأهلكت الجمع، ثم يخرج منها عنق(٢) فيحيط بالخلائق البر منهم والفاجر. فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا إلّا ينادى رب نفسي نفسي، وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي، ثم يوضع عليها الصراط أدق من حد السيف عليه ثلاثة قناطر، فأما واحدة فعليها الامانة والرحم، والثانية فعليها الصلوة، وأمّا الثالثة فعليها رب العالمين لا اله غيره، فيكلفون الممر عليها فيحسبهم الرحم والامانة، فان نجوا منها حبستهم الصلوة. فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين وهو قوله:( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ) والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزول قدم وتستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلم سلم، والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها، فاذا نجا ناج برحمة ومر بها فقال: الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكوا الحسنات، والحمد لله الذي نجاني منك بعد إياس بمنه وفضله، ان ربنا لغفور شكور.

٢٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فاذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شيء دون العرش بحمد ربي جل جلاله، وهي الساعة التي يصلّي فيها ربي، ففرض اللهعزوجل على أمتي فيها الصلوة، وقال:( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ ) وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة ان يكون ساجدا أو راكعا أو قائما إلّا حرم اللهعزوجل جسده على النار.

٢٤ ـ في مجمع البيان( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) وروى مرفوعا عن أبي سعيد الخدري قال: لـمّا نزلت هذه الآية تغير وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعرف حتى اشتد على

__________________

(١) الهدة: صوت وقع الحائط ونحوه.

(٢) أي طائفة من النار.

٥٧٦

أصحابه ما رأوا من حاله، وانطلق بعضهم إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقالوا: يا عليُّ لقد حدث أمر قد رأيناه في نبي الله فجاء علىعليه‌السلام فاحتضنه من خلفه وقبل بين عاتقيه ثم قال: يا نبي الله بأبي أنت وأمّي ما الذي حدث اليوم؟ قال: جاء جبرئيل فاقرأنى( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) قال: فقلت يجاء بها؟ قال: يجيء بها سبعون ألف يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع، ثمّ أتعرض لجهنّم فتقول: ما لي ولك يا محمّد فقد حرم الله لحمك عليَّ فلا يبقى أحد إلّا قال: نفسي نفسي وان محمّدا يقول: أمّتي أمّتي.

في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي مثل ما في مجمع البيان سواء

٢٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وفي رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي ونقل كلاما طويلا وفيه قال: قال لي عمر بن الخطاب: قل ما شئت أليس قد عزلها اللهعزوجل عن أهل هذا البيت الذين قد اتخذتموهم أربابا قال قلت فإنّي اشهد انى سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: وقد سألته عن هذه الآية( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ ) فقال: انك أنت هو، فقال اسكت اسكت الله نامتك ايها العبد يا ابن اللخناء فقال لي علىعليه‌السلام : اسكت يا سلمان فسكت، وو الله لو لا انه أمرنى بالسكوت لأخبرته بكل شيء نزل فيه وفي صاحبه، فلما رأى ذلك عمر انه قد سكت قال: انك له مطيع مسلم.

٢٦ ـ في مجمع البيان وأمّا القرائة بفتح العين في يعذب ويوثق فقد وردت الرواية عن أبي قلابة قال: اقرأنى من اقرأه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ ) والمعنى لا يعذب أحد تعذيب هذا الكافر ان قلنا انه كافر بعينه، أو تعذيب هذا الصنف من الكفار وهم الذين ذكروا في قوله:( لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) الآيات.

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ ) قال: هو الثاني.

٢٨ ـ قوله:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً

٥٧٧

قال: إذا حضر المؤمن الوفاة نادى مناد من عند الله:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي ) بولاية على مرضية بالثواب( فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) فلا يكون له همة إلّا اللحوق بالنداء.

حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن موسى عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ) الآية يعنى الحسين ابن علىعليهما‌السلام .

٢٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال: لا والله انه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك فيقول ملك الموت: يا وليّ الله لا تجزع فو الذي بعث محمدا لأنا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر قال: ويمثل له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهمعليهم‌السلام فيقال له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمةعليهم‌السلام رفقاؤك، قال: فيفتح عينيه فينظر فينادى روحه مناد من قبل رب العزة فيقول:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) إلى محمد وأهل بيته،( ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً ) بالولاية مرضية بالثواب،( فَادْخُلِي فِي عِبادِي ) يعنى محمدا وأهل بيته، وادخلى جنتي، فما من شيء أحب إليه من استدلال روحه واللحوق بالمنادي

٢٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن محمد بن علي عن محمد بن أسلم عن الخطاب الكوفي ومصعب الكوفي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لسدير: والذي بعث محمّدا بالنبوة وعجّل روحه الجنة ما بين أحدكم وبين ان يغتبط ويرى السرور أو تبين له الندامة إلّا ان يعاين ما قال اللهعزوجل في كتابه:( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ) وأتاه ملك الموت بقبض روحه فينادى روحه فتخرج من جسده، فاما المؤمن فلا يحس بخروجها، وذلك قول الله تبارك وتعالى:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) ثم قال :

٥٧٨

ذلك لمن كان ورعا مواسيا لإخوانه وصولا لهم، وان كان غير ورع ولا وصول لإخوانه قيل له: ما منعك عن الورع والمواساة لإخوانك أنت ممن اتخذ المحبة بلسانه ولم يصدق ذلك بفعله، وإذا لقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام لقيهما معرضين مغضبين في وجهه، غير شافعين له قال سدير من جدع [الله] انفه(١) قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فهو ذلك.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من كان قراءته في فريضته( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ) كان في الدنيا معروفا انه من الصالحين، وكان في الاخرة معروفا أن له من الله مكانا، وكان يوم القيامة من رفقاء النبيين والشهداء والصالحين.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأها أعطاه الله إلّا من غضبه يوم القيامة.

٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله رفعه في قوله تعالى:( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ) قال: أمير المؤمنينعليه‌السلام وما ولد من الائمة.

٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كانت الجاهلية يعظمون المحرم ولا يقسمون به، ولا شهر رجب ولا يعرضون فيهما لمن كان فيهما ذاهبا أو جائيا وان كان قتل أباه. ولا لشيء يخرج من الحرم دابة أو شاة أو بعيرا أو غير ذلك، فقال اللهعزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١) قال المجلسي (ره): جدع الأنف أي قطعه، كناية عن المذلة أي من أذله الله يكون كذلك، ويحتمل أن يكون «من» استفهاما أي من يكون كذلك؟ فقوله: جدع الله انفه جملة دعائية، فأجاب (عليه السلام)بأنه هو الذي ذكرت لك سابقا.

٥٧٩

( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) قال: فبلغ من جهلهم انهم استحلوا قتل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعظموا أيام الشهر حيث يقسمون به فينقضون.

٥ ـ علي بن إبراهيم عن إسماعيل بن مهران عن يونس عن بعض أصحابنا قال: سألته عن قول اللهعزوجل ( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) قال: عظم اثم من يحلف بها، قال: وكان أهل الجاهلية يعظمون الحرم ولا يقسمون به ويستحلون حرمة الله فيه، ولا يعرضون لمن كان فيه ولا يخرجون منه دابة، فقال الله تبارك وتعالى:( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ) قال: يعظمون البلدان يحلفون به ويستحلون فيه حرمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٦ ـ في مجمع البيان( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ) اجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام وهو مكة( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) تشرف من حل به من الرسول الداعي إلى توحيده وإخلاص عبادته، وقيل معناه وأنت محل بهذا البلد وهو ضد المحرم، والمراد أنت حلال لك قتل من رأيت من الكفار، وذلك حين أمر بالقتال يوم فتح مكة فأحلها الله له حتى قاتل وقتل وقد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لا حد بعدي ولم تحل لي إلّا ساعة من نهار، عن ابن عباس ومجاهد وعطا وهذا وعد من الله لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يحل له مكة حتى يقاتل فيها ويفتحها على يده ويكون بها يصنع بها ما يريد من القتل والأسر، وقد فعل سبحانه ذلك فدخلها غلبة وكرها وقتل ابن أخطل وهو متعلق بأستار الكعبة، ومقيس بن صبابة(١) وغيرهما وقيل: معناه: لا اقسم بهذا البلد وأنت حلال منتهك الحرمة مستباح العرض لا تحترم فلا يبقى للبلد حرمة حيث هتكت عن أبي مسلم وهو المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمدا فيه، فقال:( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) يريد انهم استحلوك فيه وكذبوك وشتموك، وكانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه ويتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه فاستحلوا

__________________

(١) وفي المصدر «سبابة» بالسين لكن الظاهر الموافق للسيرة لابن هشام وغيره هو المختار.

٥٨٠

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

( ١٢٣ ) فتح الغفّار ( شرح الأثمار )

الحديث :

الأوّل : قال : وما رواه زيد بن أرقم ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك » الخبر(١) .

الثاني : قال : وأجمعوا على أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فكما لا يجوز ترك التمسّك بالكتاب لا يجوز ترك التمسّك بالعترة ; لأنّ العترة تدلّ على الكتاب ، والكتاب يدلّ على العترة ، ولا يقوم واحد منهما إلاّ بصاحبه(٢) .

كتاب فتح الغفّار ( شرح الأثمار ) :

قال أحمد بن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : وهو مؤلّف شرح الفتح ، الكتاب المشهور(٣) .

نسبه إليه إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات ، وقال : قال علي ابن الإمام : كان فقيهاً جليلاً ، يعرف بشارح ( الفتح المشهور )(٤) .

ونسبه إليه الشوكاني في البدر الطالع(٥) ، وعبد الله القاسمي في الجواهر

____________

١ ـ فتح الغفّار : ١٥ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ فتح الغفّار : ٥٦٤ ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ مطلع البدور ٤ : ٢٤٥.

٤ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٢٥٩ ، الطبقة الثالثة.

٥ ـ البدر الطالع ٢ : ١٨٩.

٦٠١

المضيّة(١) ، وغيرهم(٢) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : فتح الغفّار المفتح لمقفلات الأثمار في شرح كتاب الأثمار في فقه الأئمّة الأطهار ، ثمّ ذكر عدّة نسخ للكتاب ، ثمّ قال : أخرى باسم ( فتح الغفّار المطعّم لأثمار الأزهار ) خ سنة ١١٣١ هـ بمكتبة السيد المرتضى الوزير ، قال الناسخ في أوّله : الكتاب هو أحد شروح ثلاثة للمؤلّف شرح بها كتاب الأثمار ، الأوّل : الكبير ، وسمّاه ( الوابل المغزار على الأثمار ) والثاني : مختصر للأوّل بعنوان ( الشموس والأقمار من أفق فتح العزيز الغّفار المنتزع من الوابل المغزار ) ، والثالث : هذا أي : ( فتح الغفار )(٣) .

____________

١ ـ الجواهر المضيّة : ١١٠.

٢ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المؤلّف.

٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٤٩.

٦٠٢

( ١٢٤ ) الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار وغيره من الأئمّة الأخيار

سليم بن أبي الهذام بن سالم العشيري ( القرن العاشر ).

الحديث :

الأوّل : قال : ورويناه عن علي ( عليه السلام ) أنّه قال : « لمّا ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه ، والبيت غاصّ بما فيه ، قال : ادعوا الحسن والحسين ، فجعل يلثمهما حتّى أغمي عليه » قال : فجعل علي يرفعهما عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : ففتح عينه ، فقال : « دعهما يتمتّعان منّي ، وأتمتّع منهما ، فإنّه سيصيبهما بعدي إثرة » ثمّ قال : « أيّها الناس ، قد خلّفت فيكم كتاب الله وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع للكتاب كالمضيّع لعترتي ، أما إن ذلك لن يفترقا حتّى اللقا على الحوض »(١) .

الثاني : قال : وأمّا خبر الغدير ، فقد روي بطرق مختلفة ، وأسانيد كثيرة مترادفة على معنى واحد ، وأجمع أهل النقل وبلغ حد التواتر ، ونحن نذكر طرقاً ممّا رواه المخالف والمؤالف ، أمّا ما رواه أهل مذهبنا ، فمن ذلك ما رويناه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وروينا عن سلمة بن كهيل بإسناده ، قال : حدّثنا أبو الطفيل أنّه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين مكّة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام فقمّ ما تحتهن ، فأناخ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عشيّة يصلّي ، ثمّ قام خطيباً ، فحمد الله عزّ وجلّ وأثنى عليه ، وقال ما شاء الله أن

____________

١ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٣٩ ، مخطوط.

٦٠٣

يقول ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا ما اتّبعتموهما القرآن وأهل بيتي عترتي »(١) .

الثالث : قال : ومن كتاب الكامل المنير ، قال صاحبه : وحديث أبي أحمد ، قال : حدّثني من أثق به ، عن الحكم بن ظهير ، عن أبيه وعبد الله بن حكيم بن حسر ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، وسرد الحديث وشرحه شرحاً طويلاً(٢) .

أقول : وفي الكامل المنير ـ بعد أن ذكر سند الحديث ، ثمّ سرده بأكمله وفي ضمنه قال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين » إلى آخر الحديث(٣) .

الرابع : قال : ومن الأنوار من مناقب الفقيه ابن المغازلي أبي الحسن الواسطي الشافعي بإسناده رفعه إلى الوليد بن صالح ، عن ابن إمرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل نبي الله من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة ، فأمر بالدوحات ، فقمّ ما تحتهن من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جماعة ، فخرجنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في يوم شديد الحر ، إن منّا لمن يضع رداءه على رأسه ، وبعضه تحت قدميه من شدّة الحر حتّى انتهينا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى صلّى بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلينا قال : « الحمد لله ونحمده ونستعينه ، ألا وإنّي فرطكم ، وإنّكم تبعي يوشك أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما » قال : فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان؟ حتّى قام رجل من المهاجرين فقال : بأبي وأمّي أنت

____________

١ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٤٧ ، مخطوط.

٢ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٤٨ ، مخطوط.

٣ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٨٨ ، مخطوط.

٦٠٤

يارسول الله ، ما الثقلان؟ ، قال : « الأكبر منهما كتاب الله سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تولّوا ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي ، وأجاب دعوتي ، فلا تقتلوهم ، ولا تقهروهم ، ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدوّهما لي عدوّ »(١) .

الخامس : قال : وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض »(٢) .

السادس : قال : وروينا عنه ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : يوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(٣) .

السابع : قال : ومن كتاب مولانا الناصر للحق ( عليه السلام ) ، روى أبو سعيد الخدري ، قال : لمّا مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرضه الذي توفّي فيه ، أخرجه علي والعباس يصلّي ، فوضعاه على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، لن تعمى قلوبكم ، ولن تزول أقدامكم ، ولن تقصر أيديكم أبداً ما أخذتم بهما : كتاب الله سبب بينكم وبين الله ، فأحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه » قال : فعظّم من كتاب الله ما شاء أن يعظّم ، ثمّ سكت فقام عمر وقال : هذا أحدهما قد أعلمتنا به ، فأعلمنا بالآخر فقال : « إنّي لم أذكره إلاّ

____________

١ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٤٨ ، مخطوط.

٢ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٥٧ ، مخطوط.

٣ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٥٧ ، مخطوط.

٦٠٥

وأنا أريد أن أخبركم به ، غير أنّي أخذني الريق ، فلم أستطع أن أتكلّم ، ألا وعترتي ألا وعترتي ألا وعترتي » ثلاث ، « فوالله ، لا يبعث رجل يحبّهم إلاّ أعطاه الله نوراً حتّى يرد عليّ يوم القيامة ، ولا يبعث الله رجلاً يبغضهم إلاّ احتجب الله عنه يوم القيامة » ثمّ حملاه إلى فراشه ، مختصراً(١) .

الثامن : قال : وقد روي أنّ الضحّاك سأل أبا سعيد الخدري عمّا اختلف فيه الناس بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : والله ، ما أدري ما الذي اختلفوا ، ولكنّي أحدّثكم حديثاً سمعته أذناي ، ووعاه قلبي ، فلن تخالجني فيه الظنون ، أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي توفّي فيه ، لم يخطبنا بعده ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ، ثمّ سكت ، فقام إليه عمر بن الخطاب فقال : ما هذان الثقلان؟ فغضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى احمّر وجهه ، وقال : « ما ذكرتهما إلاّ وأنا أريد أن أخبركم بهما ، ولكنّي أضرّ بي وجع ، فامتنعت عن الكلام ، أمّا أحدهما فهو الثقل الأكبر كتاب الله سبب بينكم وبين الله تعالى طرف بيده وطرف بأيدكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي عليّ وذرّيّته »(٢) .

التاسع : قال : ورواية أسلافنا وحفّاظ أهل مذهبنا واسعة في هذا الباب ، وكذلك ما يرويه غيرنا من ذلك مستفيض ، ونحن نذكر منه ما روى الأمير صلاح الدين ، عن الإمام المقدّس الحسن بن محمّد ، عن الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان في كتاب الشافي ، وهو يرويه عن كتبهم المشهورة ، ونحن نرويه عن مسند ابن حنبل بإسناده ، رفعه إلى علي بن

____________

١ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٥٨ ، مخطوط.

٢ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٥٨ ، مخطوط.

٦٠٦

ربيعة ، قال : لقيت زيد بن أرقم ، وهو داخل على المختار أو خارج من عنده ، فقلت له : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين »؟ قال : نعم(١) .

العاشر : قال : وبالإسناد عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قال ابن نمير : قال بعض أصحابنا : عن الأعمش ، قال : « انظروا كيف تخلفوني فيهما »(٢) .

الحادي عشر : قال : وبالإسناد عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض » أو « ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض »(٣) .

الثاني عشر : قال : وفي صحيح مسلم بالإسناد ، قال : حدّثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلّد جميعاً ، عن ابن علية ، قال زهير : حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدّثنا أبو حيّان ، حدّثني زيد بن حيّان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه ، قال له حصين : لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه وصلّيت ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : والله يابن أخي ، لقد كبرت سنّي ، وقدم عهدي ، فنسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فما حدّثتكم فاقبلوه ، وما لا فلا تكلّفونيه ،

____________

١ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٥٨ ، مخطوط.

٢ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٥٩ ، مخطوط.

٣ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٥٩ ، مخطوط.

٦٠٧

ثمّ قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمّد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد ، أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه النور ، فخذوا بكتاب واستمسكوا به » فحثّ على كتاب الله ، ورغّب فيه ، ثم قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » فقال حصين : ومن أهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده(١) .

الثالث عشر : قال : ومن كتاب أنوار اليقين من مناقب ابن المغازلي بالإسناد عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما »(٢) .

الرابع عشر : قال : ومن الصحاح لرزين العبدري ، من صحيح أبي داود السجستاني ، ومن صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً أحدهما أعظم من الآخر ، وهو كتاب الله » الخبر إلى قوله « كيف تخلفوني في عترتي » ، قال سفيان : أهل بيته هم ورثة علمه(٣) .

الخامس عشر : قال : وأمّا ما ورد فيهم ( عليهم السلام ) من الكتاب : قوله تعالى( إِنَّما

____________

١ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٥٩ ، مخطوط.

٢ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٥٩ ، مخطوط.

٣ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٥٩ ، مخطوط.

٦٠٨

يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وهم علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، ذكره الثعلبي في تفسيره ، ومن تفسيره أيضاً من الجزء الثاني في تفسير سورة آل عمران قوله تعالى :( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) وبالإسناد قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن حبيب ، قال : وحديث في كتاب جدّي بخطّه ، قال : حدّثنا أحمد بن الأعجم القاضي المروزي ، حدّثنا الفضل بن موسى الشيباني ، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « أيّها الناس ، قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض » أو قال : « الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض »(١) .

السادس عشر : قال : وروينا من كتاب السفينة عن ابن عباس أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رجع من سفر ، وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة بليغة ، وهو يبكي ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي وأرومتي ، ولن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، ألا وإنّي انتظرهما ، ألا وإنّي سائلكم يوم القيامة ، ألا إنّه سيرد علي يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة : راية سوداء فتقف فأقول : من أنتم؟ فينسون ذكري ، ويقولون : نحن أهل التوحيد من العرب ، فأقول : أنا محمّد نبي العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في عترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فضيّعنا ، وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم ، فأولّي وجهي عنهم ، فيصدرون عطاشا ،

____________

١ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٦١ ، مخطوط.

٦٠٩

قد اسودّت وجوههم ، ثمّ ترد راية أُخرى أشدّ سواداً من الأولى ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل : نحن من أهل التوحيد ، فإذا ذكرت اسمي ، قالوا : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في الثقلين : كتاب ربّي وعترتي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فخالفنا ، وأمّا عترتك فخذلنا ، ومزّقناهم كلّ ممزّق ، فأقول لهم : إليكم عنّي ، فيصدرون عطاشا مسودّة وجوههم ، ثمّ ترد عليّ راية أُخرى تلمع نوراً ، فأقول : من أنتم؟ فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن أمّة محمّد ، ونحن بقيّة أهل الحق ، حملنا كتاب ربّنا ، فأحللنا حلاله ، وحرّمنا حرامه ، وأجبنا ذرّيّة محمّد ، فنصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم ، وقتلنا من ناواهم ، فأقول لهم : أبشروا فأنا نبيّكم محمّد ، ولقد كنتم كما وصفتم ، ثمّ أسقيهم من حوضي ، فيصدرون رواءً »(١) .

سليم بن أبي الهذام بن سالم العشيري :

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : سليم بن أبي الهذام ابن سالم الناصري ( رحمه الله ) ، هو من العلماء الأجلّة المحققين ، أفاد في ذكره مولانا السيّد الحافظ زينة الأيّام يحيى بن الحسين بن أمير المؤمنين المؤيّد بالله بن أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم بن محمّد ( عليهم السلام ) ، وأثنى عليه بالتحقيق(٢) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : سليم بن أبي الهذام ابن سالم الناصري العشيري من علماء الزيديّة المحققين ، أثنى عليه صاحب المستطاب ، قال : وفد إلى الديار اليمنية.

____________

١ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٦٤ ، مخطوط.

٢ ـ مطلع البدور ٢ : ١٩٨.

٦١٠

ثمّ قال عبد السلام الوجيه : لم أجد له تاريخ ميلاد ووفاة ، ولا تحديد لعصره ، وفي هامش مطلع البدور : اسمه محمّد ، لكنه لقّب سليم فاشتهر به(١) .

وقال في مصادر التراث : سليم بن سالم العشري ابن أبي الهذام بن سالم الزيدي الناصري ، من علماء الزيديّة في الجيل والديلم(٢) .

أقول : الأقرب وفاته قبل القرن الحادي عشر ، أي : في القرن العاشر فما دون لأنّ إحدى نسخ كتاب الأزهار خُطّت سنة ١٠٢٧(٣) ، ولم يشر إلى أنّها خطّت في زمن المؤلّف ، وأيضاً لو كان عاش ولو في بداية القرن الحادي عشر لأشار إلى هذا يحيى بن الحسين المؤيّد بالله الذي هو من أعلام القرن الحادي عشر ، وقد ترجم لسليم في كتابه المستطاب ، وكذلك لأشار إلى هذا المعنى صاحب مطلع البدور الذي توفّي سنة ١٠٩٢ هـ وقد ترجم له أيضاً ، فلو كان زمنه متّصل بهما لأشاروا ولتوسّعوا بعض الشيء في ترجمته لأنّه يكون من معاصريهم.

وما يهمّنا هو أن يكون سليم هذا توفّي قبل القرن الحادي عشر حتّى ندرجه في كتابنا هذا وهو ما نرجّحه.

الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار وغيره من الأئمّة الأخيار :

قال سليم بن سالم العشيري في كتابه الأزهار : فإنّي نظرت إلى فضائل آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) وجدتها كثيرة جمّة غزيرة ، لا يدرك لها غاية ، ولا ينال لها نهاية ،

____________

١ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٤٦٧.

٢ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ١ : ٤٦٣.

٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٤٦٨.

٦١١

وعمدت إلى الأحاديث فوجدتها جمّة مبسوطة لغيرها ، فأردت أن أبقي أزهار الأحاديث تلك ، وأميّزها عن غيرها إلاّ ما لابدّ منه ممّا يتضمّنه الحديث ، أو ما يتضمّنه غرضنا من ذكر الثلاثة ; ليعرف الصحيح من السقيم ، ويتّضح المعوج من المستقيم ; ليكون فيه الحجّة على الناظر ، وميدان للمناظر ، وربّما ألحقنا به موضوعاً يتضمّن من فضايلهم ممّا انتقم الله به أعدائهم ، وسمّيت كتابي هذا : ( كتاب الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار وغيره من الأئمّة الأخيار ) ( صلى الله عليهم ).

ثمّ قال : واعلم أنّ كتابي هذا ينقسم إلى ستّة مواضع ، الأوّل : في ذكر الثلاثة ، والثاني : في الأحاديث التي وردت في فضايل علي صلوات الله عليه ، والثالث : في مقامه في الحروب ، والرابع : فيما جاء من الأحاديث فيه وفي أولاده معاً ، والخامس : فيما جاء في الشيعة التابعين ، والسادس : فيما انتقم الله به باغضهم(١) .

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : قال الإمام يحيى بن الحسين : له كتاب الأزهار في مناقب إمام الأبرار وصي الرسول المختار(٢) .

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الأزهار في مناقب إمام الأبرار وصي الرسول المختار ، تأليف : الفقيه سليم بن أبي الهذام الناصري العشيري ، في فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) واهل البيت وشيعتهم ، انتقاها المؤلّف من كتب أئمّة الزيديّة ، وكبار علمائهم ، وصحاح أهل السنّة ومسانيدهم ، وهو يشتمل على ستّة مواضع(٣) .

____________

١ ـ الأزهار فيما جاء في إمام الأبرار : ٢ ، مقدّمة المؤلّف.

٢ ـ مطلع البدور ٢ : ١٩٨.

٣ ـ مؤلّفات الزيديّة ١ : ١١٣.

٦١٢

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الأزهار في مناقب إمام الأبرار وصي الرسول المختار خ مكتبة المرعشي ( ٢٥٥٧ ) جمع فيه صحاح الأحاديث المرويّة في فضل الإمام علي ومناقبه ، وما ورد في خصائص الزيديّة ، والأحاديث مرويّة من طرق الزيديّة ومؤلّفاتهم خ سنة ١٠٢٧ هـ أخرى مصورة ٢٨٩ صفحة(١) .

وهذه النسخة هي التي نقلنا عنها الأحاديث المتقدّمة.

____________

١ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٤٦٧.

٦١٣
٦١٤

المطلب الثاني

من قال بتواتر حديث الثقلين ، وشهرته ،

وتلقّي الأمّة له بالقبول ، و

٦١٥
٦١٦

من قال بتواتر حديث الثقلين ، وشهرته ، وتلقّي الأمّة له

بالقبول ، والقطع به ، والإجماع على صحّته ، والاتّفاق

عليه ، وجريه مجرى الأصول كالصلاة والصيام

نذكر أقوال الزيديّة بذلك حسب الترتيب الزمني للقائلين :

١ ـ قال القاسم الرسّي ( ت ٢٤٦ هـ ) في جواب مسائل سألها ابنه محمّد ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : وهو حديث صحيح ، مذكور كثيراً في أيدي الرواة ، مشهور(١) .

٢ ـ قال يحيى بن الحسين ( ت ٢٩٨ هـ ) في أصول الدين : وأجمعوا أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إني تارك فيكم الثقلين »(٢) .

٣ ـ قال أحمد بن الحسين الهاروني ( ت ٤١١ هـ ) في التبصرة ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : الذي يدلّ على هذا الخبر هو تلقّي الأمّة له بالقبول ، وكلّ خبر تتلقّاه الأمّة بالقبول فيجب له أن يكون صحيحاً مقطوعاً به(٣) .

٤ ـ قال محمّد بن علي بن الحسين العلوي ( ت ٤٤٥هـ ) في الجامع الكافي ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : وهذا الخبر مشهور ، تلقّته الأمّة من غير تواطىء(٤) .

____________

١ ـ مسائل عن القاسم الرسي : ٢٦٩ ، ضمن مجموع مصوّر.

٢ ـ أصول الدين : ٧٩ ، ضمن مجموع مؤلفات يحيى بن الحسين ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ التبصرة : ٦٧.

٤ ـ نقلاً عن الاعتصام بحبل الله المتين للقاسم بن محمّد ١ : ١٣٣.

٦١٧

٥ ـ قال ابن ثال ( النصف الأوّل من القرن الخامس ) في الإفادة : وأمّا دلالة السنّة فالخبر المشهور عند أصحاب الحديث وغيرهم ، وقد تلقّته الأمّة بالقبول قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) « إنّي تارك »(١) .

٦ ـ قال عليّ بن الحسين الزيدي ( القرن الخامس ) في المحيط بالإمامة ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : وهذا الخبر مشهور ، ومقطوع به(٢) .

٧ ـ قال أحمد بن سليمان ( ت ٥٦٦ هـ ) في حقائق المعرفة ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : والأمّة مجمعة على صحّة هذا الخبر وكلّ فرقة من فرق الإسلام تتلقّاه بالقبول(٣) .

٨ ـ قال سليمان بن ناصر ( ت بعد ٦٠٠ هـ ) في شمس شريعة الإسلام ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : وهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة ، وتلقته بالقبول(٤) .

٩ ـ قال عبد الله بن حمزة ( ت ٦١٤ هـ ) في الشافي ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : وهذا الحديث متواتر(٥) .

١٠ ـ وقال في الرسالة النافعة ـ بعد ذكره حديث الثقلين ـ : وقد ورد ذلك من طرق شتّى ، وصحّ تواتره ، وقد روي في الصحاح ، وغيرها من الكتب المأثورة ، والنقل المقبولة عند الأمّة(٦) .

____________

١ ـ الإفادة في الفقه : ٢٣٧ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ المحيط بالإمامة : ٣٧ ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ حقائق المعرفة : ٣١٨.

٤ ـ شمس شريعة الإسلام : ٤٠.

٥ ـ الشافي ١ : ٨٢.

٦ ـ الرسالة النافعة : ٢٤٧.

٦١٨

١١ ـ وقال في الرسالة الناصحة ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : أمّا في صحّته فلأنّه ممّا ظهر بين الأمّة ظهوراً عامّاً بحيث لم ينكره أحد ، فصاروا بين عامل به ، ومتأوّل له ، فجرى مجرى أخبار الأصول من حجّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) وصيامه إلى غير ذلك(١) .

١٢ ـ قال حميد المحلي ( ت ٦٥٢ هـ ) في النصيحة القاضية ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : وهذا الخبر ممّا ظهر من الأمّة ، واشتهر ، ولم يقدح أحد منهم في صحّته ، بل تلقّوه بالقبول(٢) .

١٣ ـ قال الحسين بن بدر الدين ( ت ٦٦٣ أو ٦٦٢ هـ ) في ينابيع النصيحة : قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الخبر المشهور : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم » ولا شبهة في كون هذا الخبر متواتراً(٣) .

١٤ ـ قال الحسن بن بدر الدين ( ت ٦٧٠ هـ ) في أنوار اليقين ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : وهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة واشتهر ، وتلقّته بالقبول ، وأجمعوا على روايته بالألفاظ المختلفة المفيد لمعنى واحد(٤) .

١٥ ـ قال صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين الحسني ( ت بعد ٧٠٢ هـ ) في الكواكب الدريّة ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : فاعلم أنّ هذا الحديث متّفق عليه بين جماعة الأمّة إلى أن ينتهي إلى الصدر الأوّل ، ورواه من الصحابة من يحصل بخبره العلم ، فقد رواه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وأبو ذر الغفاري ، ولو لم يروه إلاّ أمير المؤمنين وتواتر عنه لكان معلوماً ; لأنّه مقطوع على صحّته ،

____________

١ ـ الرسالة الناصحة ١ : ٤٦.

٢ ـ النصيحة القاضية : ٦ ، مخطوط.

٣ ـ ينابيع النصيحة : ٣٤٧.

٤ ـ أنوار اليقين ١ : ٦٤ ، مخطوط مصوّر.

٦١٩

وكذلك أبو ذر معصوم عندنا في باب الأخبار(١) .

١٦ ـ قال محمّد بن الحسن الديلمي ( ت ٧١١ هـ ) في قواعد عقائد آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) : وممّا تلقّته الأمّة بالقبول أيضاً في فضل عترة الرسول قوله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم يذكر حديث الثقلين(٢) .

١٧ ـ وقال أيضاً بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : فهذا حديث متفق عليه ، ومذكور في الصحاح(٣) .

١٨ ـ وقال أيضاً : وقد ورد من طرق شتى وقد صحّ تواتره(٤) .

١٩ ـ قال محمّد بن المطهّر بن يحيى الحسني ( ت ٧٢٨ هـ ) في عقود العقيان ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : وهذا الخبر الشريف متواتر المعنى(٥) .

٢٠ ـ قال المرتضى بن المفضل ( ت ٧٣٢ هـ ) في بيان الأوامر المجملة ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : وهذا الحديث ممّا تلقّته الأمّة بالقبول ، وأجمعت عليه(٦) .

٢١ ـ قال يحيى بن حمزة ( ت ٧٤٩ هـ ) في الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهية ـ بعد أن ذكر حديث الثقلين ـ : دعوى الضرورة في تواتر معنى هذا الخبر ، وإن لم يتواتر لفظه ، وهذا كاف في القطع بدلالته(٧) .

٢٢ ـ قال محمد بن يحيى القاسمي ( حياً ٧٧٩ هـ ) في اللآلي الدريّة ـ بعد

____________

١ ـ الكواكب الدريّة : ٤٤.

٢ ـ قواعد عقائد آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : ١٢ ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ قواعد عقائد آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : ١٨٠ ، مخطوط مصوّر.

٤ ـ قواعد عقائد آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : ٣١٩ ، مخطوط مصوّر.

٥ ـ عقود العقيان ١ : ١٣ ، مخطوط مصوّر.

٦ ـ نقلاً عن التحفة العنبريّة لمحمّد بن عبد الله : ٢٥ ، مخطوط مصوّر.

٧ ـ الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهية ٢ : ١٨٨.

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749