تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
تصنيف: الصفحات: 749
المشاهدات: 330011
تحميل: 4001


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 330011 / تحميل: 4001
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

يعاين ما ينزل في ليلة القدر لعظيم الشأن، قيل: وكيف ذاك يا أبا عبد الله؟ قال: يشق والله بطن ذلك الرجل ثم يؤخذ قلبه ويكتب عليه بمداد النور ذلك العلم، ثم يكون القلب مصحفا للبصر ويكون الاذن واعية للبصر، ويكون اللسان مترجما للاذن، إذا أراد ذلك الرجل علم شيء نظر ببصره وقلبه فكأنه تنظر في كتاب، فقلت له بعد ذلك: فكيف العلم في غيرها أيشق القلب فيه أم لا؟ قال: لا يشق ولكن الله يلهم ذلك الرجل بالقذف في القلب حتى يخيل إلى الاذن انه تكلم بما شاء الله من علمه والله واسع عليم.

١٠٩ ـ عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن عبد الله عن يونس عن عمرو بن يزيد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أرأيت من لم يقر بما يأتكم في ليلة القدر كما ذكرت ولم يجحده؟ قال: إذا قامت عليه الحجة ممن يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر، وأمّا من لم يسمع ذلك فهو في عذر حتى يسمع، ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين.

١١٠ ـ وفيه بعد ان قال الحسن بن أحمد عن أحمد بن محمد عن العباس بن جريش عن أبي جعفرعليه‌السلام : وبهذا الاسناد قال: لـمّا قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هبط جبرئيل ومعه الملائكة والروح الذي كانوا يهبطون في ليلة القدر، قال: ففتح لأمير المؤمنينعليه‌السلام بصره، فرآهم في منتهى السموات إلى الأرض يغسلون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله معه ويصلون عليه ويحفرون له، والله ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا فوضعوه، فتكلم وفتح لأمير المؤمنينعليه‌السلام فسمعه يوصيهم، فبكى وسمعهم يقولون لا يألونه جهدا وإنّما هو صاحبنا بعدك إلّا انه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه، قال. فلما مات أمير المؤمنين رأى الحسن والحسينعليهما‌السلام مثل الذي كان رأى ورأيا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضا يعين الملائكة مثل الذي صنعه بالنبي حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك، وراى النبي وعليا يعينان الملائكة حتى إذا مات الحسينعليه‌السلام رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك، ورأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا والحسن يعينون الملائكة حتى إذا مات علي بن الحسين

٦٤١

عليه‌السلام رأى محمد بن عليعليه‌السلام مثل ذلك، وراى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا والحسن والحسينعليه‌السلام يعينون الملائكة حتى إذا مات محمد بن عليعليه‌السلام رأى جعفر مثل ذلك وراى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا والحسن والحسين وعلي بن الحسينعليهم‌السلام يعينون الملائكة حتى إذا مات جعفر وراى موسىعليه‌السلام مثل ذلك وهكذا يجرى إلى آخرنا.

١١١ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال عليٌّعليه‌السلام في صبيحة أول ليلة القدر التي كانت بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سلوني فو الله لا تسألونى عن شيء إلّا أخبرتكم بما يكون إلى ثلاثمأة وستين يوما من الذر فما دونها وما فوقها، ثم لأخبرتكم بشيء من ذلك لا بتكلف ولا برأي ولا بادعاء في علم إلّا من علم الله تبارك وتعالى وتعليمه، والله لا يسألني أهل التوراة ولا أهل الإنجيل ولا أهل الزبور ولا أهل الفرقان إلّا فرقت بين أهل كل كتاب بحكم ما في كتابهم.

١١٢ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سئل أرأيت ما تعلمونه في ليلة القدر هل تمضى تلك السنة وبقي منه شيء لم تتكلموا به؟ قال: لا والذي نفسي بيده لو انه فيما علمنا في تلك الليلة ان أنصتوا لأعدائكم فنصتنا فالنصت أشد من الكلام.

١١٣ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) قال: ينزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت أو مولود، قلت له: إلى من؟ قال: إلى من عسى ان يكون، ان الناس في تلك الليلة في صلوة دعاء ومسألة، وصاحب هذا الأمر في شغل نزول الملائكة إليه بأمور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها من كل أمر سلام هي له إلى ان يطلع الفجر.

١١٤ ـ في الصحيفة السجادية في دعائهعليه‌السلام إذا دخل شهر رمضان: ثمّ فضل ليلة واحدة من لياليه على ليالي ألف شهر وسماها ليلة القدر،( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلامٌ ) دائم البركة إلى طلوع الفجر على ما يشاء من عباده بما أحكم من قضائه.

١١٥ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قال أبو عبد الله

٦٤٢

عليه‌السلام : كان عليّ بن الحسينعليه‌السلام يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل انزل القرآن في ليلة القدر إلى ان قال:( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) يقول تسلم عليك يا محمد ملائكتي وروحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم في أوائل ما نقلنا في بيان هذه السورة مما أخذنا من كتاب جعفر بن محمد الدوريستي، ثم ما أخذنا من مجمع البيان بعده بلا فصل، ما يصلح ان يكون بيانا لقولهعزوجل :( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرأ سورة «لم يكن الذين» كان بريئا من الشرك، وادخل في دين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعثه اللهعزوجل مؤمنا وحاسبه حسابا يسيرا.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرأها كان يوم القيامة مع خير البرية مسافرا ومقيما.

٣ ـ عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو يعلم الناس ما في( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) لعطلوا الأهل والمال وتعلموها، فقال رجل من خزاعة: ما فيها من الأجر يا رسول الله؟ قال: لا يقرأها منافق أبدا ولا عبد في قلبه شك في اللهعزوجل ، والله ان الملائكة المقربين ليقرؤنها منذ خلق الله السماوات والأرض لا يفترون من قراءتها، وما من عبد يقرأها بليل إلّا بعث الله ملائكة يحفظونه في دينه ودنياه، ويدعون له بالمغفرة والرحمة، فان قرأها نهارا أعطى عليها من الثواب مثل ما أضاء عليها النهار وأظلم عليه الليل.

٤ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر قال: رفع إلى أبو الحسنعليه‌السلام مصحفا وقال لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه:( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) فوجدت فيها اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم و

٦٤٣

أسماء آبائهم، قال: فبعث الى: ابعث إلى بالمصحف.

٥ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال: مما قال هارون لأبي الحسن موسىعليه‌السلام حين أدخل عليه: ما هذه الدار ودار من هي؟ قال: لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ قال: أخذت منه عامرة ولا يأخذها إلّا معمورة، فقال: اين شيعتك فقرأ أبو الحسنعليه‌السلام :( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) قال: فنحن كفار؟ قال: لا ولكن كما قال:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) فغضب عند ذلك وغلظ عليه.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ) يعنى قريشا( وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ ) قال: هم في كفرهم( حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) .

٧ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: البينة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٨ ـ في مجمع البيان( حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) اللفظ لفظ الاستقبال ومعناه المضي وقوله: «البينة» يريد محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ابن عباس ومقاتل وقوله: رسول من الله بيان للبينة وتفسيرها، أي رسول من حبل الله يتلو عليهم صحفا مطهرة يعنى مطهرة في السماء ولا يمسها إلّا الملائكة المطهرون من الأنجاس عن الحسن والجبائي وهو محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أتاهم بالقرآن ودعاهم إلى التوحيد والايمان فيها أي في تلك الصحف كتب قيمة أي مستقيمة عادلة غير ذات عوج تبين الحق من الباطل وقيل مطهرة عن الباطل والكذب والزور يريد القرآن عن قتادة ويعنى بالصحف ما تضمنه الصحف من المكتوب فيها ويدل على ذلك ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يتلو عن ظهر قلبه لا عن كتاب، وقيل معناه رسول من الملائكة يتلو صحفا من اللوح المحفوظ عن أبي مسلم.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:( وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) قال: لـمّا جاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالقرآن خالفوه وتفرقوا بعده قوله: حنفاء قال: طاهرين قال: قوله: ذلك

٦٤٤

دين القيمة أي دين قيم( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ ) قال: انزل الله عليهم القرآن فارتدوا وكفروا وعصوا أمير المؤمنين( أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: نزلت في آل محمدعليهم‌السلام .

١٠ ـ في مجمع البيان وفي كتاب شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم الحسكانيرحمه‌الله قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بالإسناد المرفوع إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علىعليه‌السلام قال: سمعت علياعليه‌السلام يقول: قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا مسنده إلى صدري فقال: يا عليُّ ألم تسمع قول الله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ؟ هم شيعتك وموعدي وموعدكم الحوض، إذا اجتمعت الأمم للحساب يدعون غرا محجلين.

١١ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأقبل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أتاكم أخي ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال: والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ثم قال: انه أولكم ايمانا معى وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية، قال: فنزلت:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: فكان أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أقبل علىعليه‌السلام قالوا: جاء خير البرية.

١٢ ـ وباسناده إلى المنذر بن محمد أن أباه أخبره عن عليِّ بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عليِّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من هدهد إلّا وفي جناحه مكتوب بالسريانية: آل محمّد خير البرية.

١٣ ـ وباسناده إلى يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين قال: دخلت على أبي جعفر فقلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله انى وجدت في كتب أبي أنّ عليّا قال لأبي ميثم أحبب حبيب آل محمّد وان كان فاسقا زانيا وأبغض مبغض آل

٦٤٥

محمّد وان كان صواما قواما فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول:( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ثمّ التفت إليَّ وقال: هم والله أنت وشيعتك يا عليُّ، وميعادك وميعادهم الحوض غدا غرا محجّلين متوّجين، فقال أبو جعفر: هكذا هو عيان في كتاب عليٍّ.

١٤ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله وقال الباقرعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّ مبتدئا:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) هم أنت وشيعتك، وميعادكم الحوض إذا حشر الناس جئت أنت وشيعتك شباعا مرويين غرا محجلين.

١٥ ـ في اعتقادات الامامية للصدوقرحمه‌الله وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ومن جميع الملائكة المقربين، وانا خير البرية وسيد ولد آدم.

١٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن طاهر قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام فأقبل جعفرعليه‌السلام ، فقال أبو جعفر: هذا خير البرية أو أخير.

١٧ ـ أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن يونس بن يعقوب عن طاهر قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام فأقبل جعفرعليه‌السلام فقال: هذا خير البرية.

١٨ ـ أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن فضيل بن عثمان عن طاهر قال: كنت قاعدا عند أبي جعفر فأقبل جعفرعليه‌السلام فقال أبو جعفرعليه‌السلام : هذا خير البرية

١٩ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحسن التيمي عن محمد ابن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم أهل الرضا عن الله جل ذكره برضاه عنكم، والملائكة إخوانكم في الخير، فاذا اجتهدتم ادعوا، وإذا غفلتم اجهدوا، وأنتم خير البرية، دياركم لكم جنة(١) وقبوركم لكم جنة. للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم

__________________

(١) الجنة ـ بضم الجيم ـ: الستر.

٦٤٦

والى الجنة تصيرون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ وفي محاسن البرقي عنه عن يعقوب بن يزيد عن بعض الكوفيين عن عنبسة عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: هم شيعتنا أهل البيت.

٢١ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) من كتاب محمد بن العباس بن مروان في تفسير قوله تعالى:( أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) وانها في مولانا علىعليه‌السلام وشيعته، ورواه مصنف الكتاب من نحو ستة وعشرين طريقا أكثرها من رجال ونحن نذكر منها طريقا واحدا بلفظها.

حدثنا أحمد بن محمد المحذور قال: حدّثنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمن الكندي قال: حدّثني محمد بن مسكين قال: حدّثني خالد بن السري الأودي قال: حدّثني النضر بن الياس قال: حدّثني عامر بن واثلة قال: خطبنا أمير المؤمنينعليه‌السلام على المنبر بالكوفة وهو اجيرات مجصص فحمد الله واثنى عليه وذكر الله بما هو اهله وصلى على نبيه ثم قال: ايها الناس سلوني فو الله لا تسألوني عن آية من كتاب الله إلّا حدّثتكم عنها متى نزلت بليل أو أنهار أو في مقام أو في سفر أم في سهل أم في جبل وفيمن نزلت أفي مؤمن أو منافق وما عنى بها أخاص أم عامة ولئن فقد تمونى لا يحدثكم أحد حديثي، فقام إليه ابن الكوا فلما بصر به قال بتعنت لا تسأل تعلما هات سل: فاذا سئلت فاعقل ما تسأل عنه فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول اللهعزوجل :( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) فسكت أمير المؤمنين فأعادها ثانية ابن الكوا فسكت فأعادها الثالثة فقال علىعليه‌السلام ورفع صوته: ويحك يا ابن الكوا أولئك نحن واتباعنا يوم القيامة غرا محجلين رواه مرويين يعرفون بسيماهم.

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ) لا تصف الواصفون خير ما فيها( خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ) يريد رضى الله أعمالهم ورضوا عنه رضوا بثواب الله( ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) يريد لمن يخاف ربه وتناهي عن معاصي اللهعزوجل .

٦٤٧

٢٣ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحسن التيمي عن محمد بن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم أهل الرضا عن الله جل ذكره برضاه عنكم والملئكة إخوانكم في الخير فاذا اجتهدتم ادعوا، وإذا غفلتم اجهدوا، وأنتم خير البرية، دياركم لكم جنة وقبوركم لكم جنة. للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم، والى الجنة تصيرون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا تملوا من قراءة( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ) فان من كانت قراءته في نوافله لم يصبه الله بزلزلة أبدا ولم يمت بها، ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا، فاذا مات أمر به إلى الجنة، فيقول اللهعزوجل : عبدي أبحتك جنتي فاسكن منها حيث شئت وهويت، لا ممنوعا ولا مدفوعا.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها فكأنما قرأ البقرة وأعطى من الأجر كمن قرأ ربع القرآن.

٣ ـ وعن أنس بن مالك قال: سأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا من أصحابه فقال: يا فلان هل تزوجت؟ قال: لا وليس عندي ما أتزوج به. قال: أليس معك( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) ؟ قال: بلى قال: ربع القرآن، قال: أليس معك إذا زلزلت؟ قال: بلى قال: ربع القرآن ثم قال: تزوج تزوج تزوج.

٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: لا تملوا من قراءة( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها ) فانه من كانت قراءته بها في نوافله لم يصبه اللهعزوجل بزلزلة أبدا، ولم يمت بها

٦٤٨

ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتى يموت، وإذا مات نزل عليه ملك كريم من عند ربه فيقعد عند رأسه فيقول: يا ملك الموت ارفق بولي الله، فانه كان كثيرا ما يذكرني ويذكر تلاوة هذه السورة، وتقول له السورة مثل ذلك، ويقول ملك الموت: قد أمرنى ربي ان اسمع له وأطيع ولا أخرج روحه حتى يأمرني بذلك، فاذا أمرني أخرجت روحه، ولا يزال ملك الموت عنده حتى يأمره بقبض روحه، وإذا كشف له الغطاء فيرى منازله في الجنة، فيخرج روحه في ألين ما يكون من العلاج ثم يشبع روحه إلى الجنة سبعون الف ملك يبتدرون بها إلى الجنة.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ؛( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها ) قال: من الناس( وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها ) قال: ذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى تميم بن حاتم قال: كنا مع علىعليه‌السلام حيث توجهنا إلى البصرة قال: فبينما نحن نزول إذا اضطربت الأرض ؛ فضربها علىعليه‌السلام بيده الشريفة وقال لها: ما لك؟ ثم أقبل علينا بوجهه الكريم ثم قال لنا: اما انها لو كانت الزلزلة التي ذكرها اللهعزوجل في كتابه العزيز لأجابتني ولكنها ليست بتلك في روضة الكافي علي بن محمد عن صالح عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بكر الحضرمي عن تميم بن حاتم مثل ما في كتاب العلل بتغيير يسير غير مغير للمعنى المقصود.

٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى هارون بن خارجة رفعه عن فاطمةعليها‌السلام قالت: أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر وفزع الناس إلى أبي بكر وعمر فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى عليٍّعليه‌السلام ، فتبعهما الناس إلى ان قال: انتهوا إلى باب علىعليه‌السلام فخرج عليهم عليّعليه‌السلام غير مكترث لـما هم فيه(١) فمضى واتبعه الناس حتى انتهى إلى تلعة(٢) فقعد عليها وقعدوا حوله، وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة، فقال لهم عليّعليه‌السلام : كأنكم قد هالكم ما ترون؟ قالوا: وكيف

__________________

(١) يقال «هو لا يكترث لهذا الأمر» أي لا يعبأ به ولا يباليه.

(٢) التلعة: التل.

٦٤٩

لا يهولنا ولم نر مثلها قط؟ قال: فحرك شفتيه ثم ضرب الأرض بيده الشريفة ثم قال: ما لك؟ اسكني فسكنت بإذن الله، فتعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم اولا حيث خرج إليهم، قال لهم: فانكم قد تعجبتم من صنعي؟ قالوا: نعم، قال: انا الرجل الذي قال الله:( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها ) فانا الإنسان الذي يقول لها مالك( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ) إياي تحدث.

٨ ـ في مجمع البيان وجاء في الحديث ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أتدرون ما اخبارها؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: اخبارها ان تشهد على كل عبد وامة بما عملوا على ظهرها، تقول: عمل كذا وكذا ويوم كذا وكذا فهذا اخبارها.

٩ ـ وروى الواحدي باسناده مرفوعا إلى ربيعة الحرشي قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حافظوا على الوضوء وخير أعمالكم الصلوة وتحفظوا من الأرض فانها أملكم وليس فيها أحد يعمل خيرا أو شرا إلّا وهي مخبرة به.

١٠ ـ وقال أبو سعيد الخدري: إذا كنت بالبوادي فارفع صوتك بالأذان، فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: لا تسمعه جن ولا انس ولا حجر إلّا يشهد له.

١١ ـ في الخرائج والجرائح في روايات الخاصة روى أبو حمزة الثمالي عن أبي ـ جعفرعليه‌السلام قال: قرأت عند أمير المؤمنينعليه‌السلام :( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها ) إلى ان بلغ قوله:( وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ) قال: انا الإنسان أيا تحدث اخبارها.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ) إلى قوله: «أشتاتا» قال: يجيئون أشتاتا مؤمنين وكافرين ومنافقين، ليروا أعمالهم قال: يقفوا على ما فعلوه.

١٣ ـ في توحيد المفضل المنقول عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام في الرد على منكري الصانع: الحمد لله مدبر الأدوار، ومعيد الأكوار، طبقا عن طبق وعالما بعد عالم،( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ) عدلا منه

٦٥٠

تقدست أسماؤه. وجلت آلاؤه، ولا يظلم الناس شيئا ولكن أنفسهم يظلمون. يشهد بذلك قولهعزوجل :( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) في نظائر لها في كتابه.

١٤ ـ في مجمع البيان في بعض الروايات عن الكسائي «خيرا يره وشرا يره» بضم الياء فيها وهو رواية أبان عن عاصم أيضا وهي قراءة علىعليه‌السلام .

١٥ ـ وعن أبي عثمان المازني عن أبي عبيدة قال قدم صعصعة بن ناجية جد الفرزدق على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وفد بنى تميم فقال: بأبي أنت [وأمّي] يا رسول الله أوصني قال: أوصيك بأمك وأبيك ودابتك(١) قال: زدني يا رسول الله قال: احفظ ما بين لحييك ورجليك، ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما شيء بلغني عنك فعلته؟ فقال: يا رسول الله رأيت الناس يموجون على غير وجه ولم أدر أين الصواب غير أنى علمت انهم ليسوا عليه فرأيتهم يئدون بناتهم(٢) فعرفت ان اللهعزوجل لم يأمرهم بذلك فلم أتركهم يئدون وفديت ما قدرت.

وفي رواية اخرى انه سمع:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) فقال: حسبي ما أبالي ان اسمع من القرآن غير هذا.

١٦ ـ وقال عبد الله بن مسعود: أحكم آية في القرآن( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) إلى آخر السورة، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسميها الجامعة.

١٧ ـ في روضة الكافي كلام لعليٍّعليه‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيهعليه‌السلام : واعلم يا بن آدم ان وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة، يوم لا تقال فيه عثرة، ولا يؤخذ من أحد فدية، ولا تقبل من أحد معذرة، ولا لأحد فيه مستقبل توبة، ليس إلّا الجزاء بالسيئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده.

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «وادانيك».

(٢) وأدبنته: دفنها في القبر وهي حية.

٦٥١

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) يقول: إنّ كان من أهل النار وقد كان عمل في الدنيا مثقال ذرة خيرا يره يوم القيامة حسرة انه كان عمله لغير الله،( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) يقول: إنّ كان من أهل الجنة راى ذلك الشر يوم القيامة ثم غفر له.

١٩ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن محمد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام انى أصبت بابنين وبقي لي بنى صغير؟ فقال: تصدق عنه، ثم قال حين حضر قيامي: مر الصبى فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشيء وان قل فان كل شيء يراد به الله وان قل بعد ان تصدق النية فيه عظيم، ان الله تعالى يقول:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مأة عام، وانه لينظر إلى أزواجه في الجنة يتنعمن.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة العاديات وأدمن قراءته بعثه اللهعزوجل مع أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم القيامة خاصة وكان في حجره ورفقائه.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها اعطى من الأجر عشر حسنات، بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا.

٣ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره إبراهيم بن إسحق الأحمري قال :

٦٥٢

حدثنا محمد بن ثابت وأبو المغراء العجلي قال: حدّثني الحلبي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل والعاديات ضبحا قال: وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمر بن الخطاب في سرية فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنونه أصحابه، فلما انتهى إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليٍّ: أنت صاحب القوم فتهيأ أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين والأنصار، فوجهه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال له: أكمن النهار وسر الليل ولا تفارقك العين، قال: فانتهى علىعليه‌السلام إلى ما أمره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسار إليهم، فلما كان عند وجه الصبح أغار عليهم فأنزل الله على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) إلى آخرها.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبيد بن موسى قال: حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) قال: هذه السورة نزلت في أهل وادي اليابس، قال: قلت: وما كان حالهم وقصّتهم؟ قال: إنّ أهل وادي اليابس اجتمعوا إثنى عشر ألف فارس وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا أن لا يتخلّف رجل عن رجل، ولا يخذل أحد أحدا ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد، ويقتلوا محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام (١) فنزل جبرئيلعليه‌السلام على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره بقصّتهم وما تعاقدوا عليه وتوافقوا وامره أن يبعث أبا بكر إليهم في اربعة آلاف فارس من المهاجرين والأنصار، فصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه ثمّ قال: يا معشر المهاجرين والأنصار إنّ جبرئيل قد أخبرني أنّ أهل وادي اليابس اثنى عشر ألفا قد استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا على ان لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني وأخي عليّ بن أبي طالب، وأمرني ان أسيّر إليهم أبا بكر في اربعة آلاف فارس فخذوا في أمركم واستعدوا لعدوّكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين ان شاء الله فأخذ المسلمون في عدّتهم وتهيئوا وامر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر بامره، وكان فيما امره به انه إذا رآهم ان يعرض عليهم الإسلام فان بايعوا والا وافقهم فاقتل مقاتليهم واسب ذراريهم واستبح أموالهم وخرب ضياعهم وديارهم فمضى أبو بكر ومن

__________________

(١) وفي المصدر وكذا المنقول عنه في البرهان «محمدا وعلياعليهما‌السلام ».

٦٥٣

معه من المهاجرين والأنصار في أحسن عدة وأحسن هيئة يسير بهم سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى أهل وادي اليابس، فلمّا بلغ القوم نزول القوم عليهم ونزل أبو بكر وأصحابه قريبا منهم خرج إليهم من أهل وادي اليابس مأتا رجل مدحجين بالسلاح(١) فلما صادفوهم قالوا لهم: من أنتم ومن اين أقبلتم واين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه، فخرج إليهم أبو بكر في نفر من أصحابه المسلمين، فقال لهم: أنا أبو بكر صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قالوا: ما أقدمك علينا؟ قال: أمرنيصلى‌الله‌عليه‌وآله ان اعرض عليكم الإسلام وان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم ما لهم وعليكم ما عليهم والا فالحرب بيننا وبينكم، قالوا له: واللّات والعزى لولا رحم ماسة وقرابة قريبة لقتلناك وجميع أصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم، فارجع أنت ومن معك واربحوا العافية، فانا انما نريد صاحبكم بعينه وأخاه عليّ بن أبي طالب، فقال أبو بكر لأصحابه: يا قوم القوم أكثر منكم أضعافا وأعد منكم وقد نأت داركم عن إخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله بحال القوم، فقالوا له جميعا: خالفت يا أبا بكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وما أمرك به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال:( إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ ) والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فانصرف وانصرف الناس أجمعون.

فأخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بمقالة القوم له وما رد عليهم أبو بكر فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا بكر خالفت أمري ولم تفعل ما امرتك وكنت لي والله عاصيا فيما امرتك، فقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وصعد المنبر وحمد الله واثنى عليه ثمّ قال: يا معشر المسلمين انى أمرت أبا بكر ان يسير إلى أهل وادي اليابس وان يعرض عليهم الإسلام ويدعوهم إلى الله فان أجابوا والا واقعهم وانه سار إليهم وخرج منهم مأتا رجل، فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به انتفخ صدره ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع أمري، وان جبرئيل أمرني عن الله ان أبعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في اربعة آلاف فارس، فسر يا عمر على اسم الله ولا تعمل كما عمل أبو بكر أخوك فانه قد عصا الله وعصاني وامره بما أمر به

__________________

(١) المدحج: الشاك في السلاح.

٦٥٤

أبا بكر، فخرج عمر والمهاجرين والأنصار الذين كانوا مع أبي بكر يقصدونهم في مسيرهم حتى شارف القوم وكان قريبا بحيث يراهم ويرونهم، وخرج إليهم مأتا رجل فقالوا له ولأصحابه مثل مقالتهم لأبي بكر فانصرف وانصرف الناس معه وكاد ان يطير قلبه مما رأى من عدة القوم وجمعهم، ورجع يهرب منهم، فنزل جبرئيل وأخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما صنع عمر وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه، فصعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنبر فحمد الله واثنى عليه وأخبر بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه مخالفا لأمري عاصيا لقولي، فقدم عليه فأخبره مثل ما أخبره به صاحبه، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عمر عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت قولي وعملت برأيك ألا قبح الله رأيك، وان جبرئيلعليه‌السلام قد أمرني ان ابعث عليّ بن أبي طالب في هؤلاء المسلمين وأخبرني ان الله يفتح عليه وعلى أصحابه فدعا عليّاعليه‌السلام وأوصاه بما اوصى أبا بكر وعمر وأصحابه الاربعة آلاف، وأخبره ان الله سيفتح عليه وعلى أصحابه.

فخرج عليٌّ ومعه المهاجرون والأنصار وسار بهم غير سير أبي بكر وعمر وذلك انه اعنف(١) في السير حتى خافوا ان ينقطعوا من التعب وتحفى دوابهم(٢) فقال لهم: لا تخافوا فانّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمرني بأمر وأخبرني أنّ الله سيفتح عليَّ وعليكم فأبشروا فانكم على خير والى خير، فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير المتعب حتى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونه ويراهم أمر أصحابه ان ينزلوا، وسمع أهل وادي اليابس بمقدم عليّ بن أبي طالب وأصحابه فخرج إليه منهم مأتا رجل شاكين في السلاح، فلما رآهم عليٌّعليه‌السلام خرج إليهم في نفر من أصحابه فقالوا لهم: من أنتم ومن أنّى أقبلتم واين تريدون؟ قال: انا عليّ بن أبي طالب ابن عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأخوه ورسوله إليكم. أدعوكم إلى شهادة أنْ لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله، ولكم إنْ آمنتم ما للمسلمين وعليكم ما على

__________________

(١) أي أشد ولم يرفق بهم.

(٢) حفي الفرس: دقت حافره من كثرة السير.

٦٥٥

المسلمين من خير وشر، فقالوا له: إياك أردنا وأنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذ حذرك واستعد للحرب العوان(١) واعلم انا قاتلوك وقاتلوا أصحابك والموعود فيما بيننا وبينك غدا ضحوة وقد أعذرنا فيما بيننا وبينك، فقال لهم عليٌّعليه‌السلام : ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم فأنا أستعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.

فانصرفوا إلى مراكزهم وانصرف عليٌّعليه‌السلام إلى مركزه، فلمّا جنّه الليل أمر أصحابه أنْ يحسنوا إلى دوابهم ويقضموا(٢) ويسرجوا، فلما انشق عمود الصبح صلّى بالناس بغلس(٣) ثمّ غار عليهم وبأصحابهم فلم يعلموا حتى وطئتهم الخيل فما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وخرب ديارهم واقبل بالأسارى والأموال معه، فنزل جبرئيلعليه‌السلام فأخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما فتح الله على عليٍّ وجماعة المسلمين، وصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه وأخبر الناس بما فتح الله على المسلمين وأعلمهم انه لم يصب منهم(٤) إلّا رجلان ونزل فخرج يستقبل عليّا في جميع أهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة، فلما رآه عليٌّ مقبلا نزل عن دابته ونزل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى التزمه وقــبّـل ما بين عينيه فنزل جماعة من المسلمين إلى عليٍّعليه‌السلام حيث نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واقبل بالغنيمة والأسارى وما رزقهم الله من أهل وادي اليابس ثمّ قال جعفر بن محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما غنم المسلمون مثلها قطّ إلّا ان يكون من خيبر فانها مثل خيبر وانزل الله تبارك وتعالى في ذلك اليوم هذه السورة( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) يعنى بالعاديات الخيل تعدو بالرجال، والضبح صيحتها في أعنتها ولجمها.

٥ ـ في مجمع البيان( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) قيل هي الخيل في الغزو تعدو في سبيل الله

__________________

(١) الحرب العوان: التي قوتل فيها مرة، والحرب العوان أشد الحروب.

(٢) القضم: أكل الشيء اليابس. واللفظ كناية.

(٣) الغلس ـ بفتحتين ـ: ظلمة آخر الليل.

(٤) أي لم يقتل منهم. وفي البرهان «لم يقتل منه» مكان «لم يصب منهم».

٦٥٦

الى قوله: وقيل هي الإبل حين ذهب إلى غزوة بدر، تمد أعناقها في السير فهي تضبح أي تضبع روى ذلك عن عليٍّعليه‌السلام .

٦ ـ وروى أيضا انها إبل الحاج تغدو من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى واختلفت الروايات فيه فروى عن أبي صالح انه قال: قاولت فيه عكرمة فقال عكرمة: قال ابن عباس: هي الخيل في القتال فقلت انا: قال عليٌّعليه‌السلام : هي الإبل في الحج وقلت: مولاي اعلم من مولاك.

٧ ـ وفي رواية اخرى ان ابن عباس قال: هي الخيل ألا تراه قال:( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) فهل تثيره إلّا بحوافرها، وهل تضبح الإبل انما تضبح الخيل، فقال علىعليه‌السلام : ليس كما قلت لقد رأيتنا يوم بدر وما معنا إلّا فرس أبلق للمقداد بن الأسود.

٨ ـ وفي رواية اخرى لمرثد بن أبي مرثد الغنوي وروى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال: بينما انا في الحجر جالس إذا أتاني رجل فسأل عن( الْعادِياتِ ضَبْحاً ) فقلت له: الخيل حين تغزو في سبيل الله ثم تأوى إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم، فانفتل عنى وذهب إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وهو تحت سقاية زمزم فسأله عن( الْعادِياتِ ضَبْحاً ) فقال: سألت عنها أحدا قبلي؟ قال: نعم سألت عنها ابن عباس، فقال: الخيل حين تغزو في سبيل الله قال: فاذهب فادعه لي، فلما وقف على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك به؟ والله ان كانت لاول غزوة في الإسلام بدر وما كان معنا إلّا فرسان: فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود، فكيف يكون العاديات الخيل؟ بل العاديات ضبحا الإبل من عرفة إلى المزدلفة ومن مزدلفة إلى منى، قال ابن عباس: فرغبت عن قولي ورجعت إلى الذي قاله علىعليه‌السلام .

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال علي بن إبراهيم في قوله:( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) أي عدوا عليهم في الضبح، ضباح الكلاب صوتها فالموريات قدحا كانت بلادهم فيها حجارة فاذا وطئتها سنابك الخيل(١) كاد تنقدح منها النار فالمغيرات صبحا أي صبحهم بالغارة.

__________________

(١) السنابك جمع السنبك ـ كقنفذ: طرف الحافر.

٦٥٧

١٠ ـ وفيه متصل بآخر ما نقلنا من الحديث السابق أعنى قوله ولجمها( فَالْمُورِياتِ قَدْحاً فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً ) فقد أخبرك انها غارت عليهم صبحا قلت: قوله( إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: الكفور( وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ) قال: يعنيهما قد شهدا جميعا وادي اليابس وكانا لحب الحيوة حريصان قلت: قوله:( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) قال: يعنى الخيل يأثرن بالوادي( نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ) قد شهدا جميعا وادي اليابس.

١١ ـ وفيه متصل بقوله قريبا أي صبحهم بالغارة( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) قال: ثارت الغبرة من ركض الخيل( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ) قال: توسط المشركون بجمعهم.

١٢ ـ في مجمع البيان في الشواذ قراءة علىعليه‌السلام «فوسطن» بتشديد السين.

١٣ ـ( إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) روى أبو أمامة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: أتدرون من الكنود؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: الكنود الذي يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله: بجمعهم( إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) أي كفور وهما الذين امرا واشارا على أمير المؤمنينعليه‌السلام ان يدع الطريق مما حسداه وكان على صلوات الله عليه قد أخذ بهم على غير الطريق الذي أخذ فيه أبو بكر وعمر، فعلما انه يظفر بالقوم، فقال عمرو بن العاص لأبي بكر: ان عليا غلام حدث لا علم له بالطريق وهذا طريق مسبع(١) لا يأمن فيه من السباع، فمشيا إليه وقالا له: يا أبا الحسن هذا الطريق الذي أخذت فيه طريق مسبع فلو رجعت إلى الطريق؟ فقال لهما أمير المؤمنينعليه‌السلام : الزما رحالكما وكفا عما لا يعينكما واسمعا وأطيعا فإنّي اعلم بما اصنع فسكتا، قوله( وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ) أي على العداوة( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) يعنى حب الحيوة حيث خافوا السباع على أنفسهما فقال اللهعزوجل :( أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ ) أي يجمع ويظهر( إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ) .

__________________

(١) أي تكثر فيه السباع.

٦٥٨

١٥ ـ وفيه متصل بآخر ما نقلنا من الحديث اعنى قوله: حريصان قلت: قوله:( أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ) قال: نزلت الآيتان فيهما خاصة، كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به، فأخبر الله خبرهما وفعالهما ؛ فهذه قصة أهل وادي اليابس وتفسير العاديات.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرأ وأكثر من قراءة القارعة آمنه اللهعزوجل من فتنة الدجال ان يؤمن به ومن قيح جهنم(١) يوم القيامة إنْ شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: من قرأها ثقل الله بها ميزانه يوم القيامة.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: القارعة ما القارعة وما أدريك ما القارعة يرددها الله لهولها وفزع بها الناس( وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ) قال: العهن: الصوف.

٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ومعنى قوله: فمن ثقلت موازينه و( مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ ) فهو قلة الحسنات وكثرته.

٥ ـ وفيه في احتجاج أبي عبد اللهعليه‌السلام قال السائل: أو ليس توزن الأعمال؟ قال: لا لان الأعمال ليست أجساما وإنّما هي صفة ما عملوا، وإنّما يحتاج إلى وزن الشيء من جهل عدد الأشياء ولا يعرف ثقلها وخفتها، وان الله لا يخفى عليه شيء، قال: فما معنى الميزان؟ قال: العدل قال: فما معناه في كتابه( مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ) قال: فمن رجح عمله.

٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط

__________________

(١) القيح: لمدة البيضاء التي لا يخالطها دم.

٦٥٩

عن العلا عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ الله ثقل على أهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة، وان اللهعزوجل خفف الشر على أهل الدنيا كخفته في موازينهم يوم القيامة.

٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: ما في الميزان شيء أثقل من الصلوة على محمد وآل محمد، وان الرجل لتوضع اعماله في الميزان فيميل به فيخرج الصلوة فيضعها في ميزانه فيرجح.

٨ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيهعليه‌السلام : وأشهد أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله شهادتان ترفعان القول وتضاعفان العمل، خف ميزان ترفعان منه ؛ وثقل ميزان توضعان فيه

٩ ـ في نهج البلاغة ونشهد أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله شهادتين تصعد ان القول وترفعان العمل، لا يخف ميزانه توضعان فيه، ولا يثقل ميزان ترفعان منه.

١٠ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن موسى قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة، وان الشر خف على أهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم يوم القيامة.

١١ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وأمّا قوله:( مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ) وخفت موازينه فانما يعنى الحسنات توزن الحسنات والسيئات والحسنات ثقل الميزان والسيئات خفة الميزان

١٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر وفيه قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقوله: لا إله إلّا الله يعنى بوحدانيته لا يقبل الله الأعمال إلّا بها، وهي كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة.

٦٦٠