تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين7%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 363533 / تحميل: 5068
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

عليها غلمة من آل فهر

شمائلها أرقّ من الشمال

تمدّ إلى الطعان طوال أيد

إذا قصرت عن الطعن العوالي

تسابق للمنية كالعطاشى

قد استبقت إلى الورد الزلال

وما برحت تحيي البيض حتى

هوت مثلَ البدور على الرمال

تساقط عن متون الخيل صرعى

كما سقطت من السلك اللئالي

غدت أشلاؤهم قطعاً وأضحت

صدورهم جفيراً للنبال

وأصبح مفرداً فرد المعالي

يُثني عضبه جمع الضلال

عدا فأطار قلب الجيش رعباً

ثنى قلب اليمين على الشمال

يكاد الرمح يورق في يديه

لما في راحتيه من النوال

فما بأس ابن غيلٍ وهو طاوٍ

رأى شبليه في أيدي الرجال

بأشجع من حسين حين أضحى

بلا صحب يدير رحى القتال

سطا فاقتضّها بالرمح بكراً

والقحها عوانا عن حيال

ولما اشتاق للاخرى ووفى

بحدّ حسامه حق المعالي

هوى للترب ظامي القلب نهباً

لبيض القضب والأسل الطوال

وثاوٍ في هجير الشمس عارٍ

تظلله أنابيب العوالي

أبى إلا الإبا فقضى عزيزاً

كريم العهد محمود الفعال

قضى عطر الثياب يفوح منها

أريج العزّ لا أرج الغوالي

وأرخص في فداء الدين نفساً

يفدّيها القضاء بكل غالي

وما سلبت عداه منه إلا

رِداً أبلته غاشية النبال

وسيفاً فلّ مضربه قراع

الطلى ومحزّق الدرع المذال

لهيف القلب تُروى من دماه

ـ برغم الدين ـ صادية النصال

تفطر قلبه وعداه ظلماً

تحلئه عن الماء الحلال

صريعاً والعتاق الجرد تقفو

الرعال بجسمه إثر الرعال

٣٢١

وثاكلة تناديه بصوت

يزلزل شجوه شمّ الجبال

عزيز يا بن امّ عليّ تبقى

ثلاثاً في هجير الشمس صال

أخي انظر نساءك حاسرات

تستّر باليمين وبالشمال

سرت أسرى كما اشتهت الأعادي

حواسر فوق أقتاب الجمال

* * *

الشيخ حسن الحمود أديب موهوب يتحدر نسبه من اسرة عربية تنتمي إلى قبيلة ( طفيل ) ووالده العالم الجليل والفقيه الكبير الشيخ علي هاجر من الحلة إلى النجف وهو علي بن الحسين بن حمود توجه وهو في سنّ الكهولة وأكبّ على طلب العلم حتى نال درجة الاجتهاد مضافاً الى تقاه وورعه وموضع ثقة المجتمع على اختلاف طبقاته فكان يقيم الصلاة وتأتم به في الصحن العلوي الشريف مختلف الطبقات إلى أن توفي 7 شوال 1344 بعد مرض ألزمه الفراش أعواماً ولقد رزقه الله ولدين فاضلين هما الحسن والحسين أما الثاني وهو الأصغر فكان من المجتهدين العظام وممن يشار اليهم بالبنان وقد توفي قريباً وهو من المعمرين، وأما الأول وهو المترجم له فقد كان من نوابغ عصره ومولده كان حوالي سنة 1305 في النجف ونشأ بها في كنف والده، ومن أشهر أساتذته الذين اتصل بهم واستفاد منهم في العربية وآدابها هو الشيخ محمد رضا الخزاعي والشيخ عبد الحسين بن ملا قاسم الحلي والسيد مهدي الغريفي البحراني ثم هو من خلال ذلك شديد الملازمة لحضور نادي العلامة الجليل السيد محمد سعيد الحبوبي وقد كتب بخطه الجميل ديوان الشيخ محمد رضا الخزاعي وهناك مخطوطات أدبية كتبها بخطه، توفاه الله يوم الثلاثاء 11 ربيع الثاني سنة 1337 الموافق 1 كانون الثاني 1919 ودفن في الصحن الحيدري أمام الإيوان الذهبي وجزع عليه أبوه جزعاً شديداً بان عليه أثره كما أسف عليه عارفوه وأقام له مجلس العزاء الفاضل الأديب السيد علي سليل العلامة الجليل السيد محمد سعيد الحبوبي ورثاه بقصيدة مطلعها:

أو بعد ظعنك تستطاب الدار

فيقرّ فيها للنزيل قرار

٣٢٢

وظهرت شجاعته الأدبية يوم دعي إلى بغداد لأداء الامتحان في عهد الدولة العثمانية بدل من أن يساق لخدمة الدفاع المصطلح عليها ب‍ ( القرعة ) وكان رئيس اللجنة السيد شكري الألوسي وعندما استجوب بمسائل دينية وعربية نحوية وصرفية أكبره الرئيس الالوسي فمنحه ساعة ذهبية فارتجل المترجم له قصيدة أولها.

يا فكر دونك فانظمها لنا دررا

من المدائح تتلوها لنا سورا

ويا لساني فصّلها عيون ثنى

تزان فيه عيون الشعر والشعرا

ويا قريحة جودي في مديح فتى

تجاوز النيرين الشمس والقمرا

خلف آثاراً منها رسالة في علم الصرف وهي اليوم عند ولده الشيخ أحمد وديوان شعره الذي جمعه ولده المشار اليه يقارب 1500 بيتاً وهو مرتب على حروف الهجاء ومن أشهر قصائد رائعته التي نظمها في الصديقة الطاهرة فاطمة بنت النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وملاؤها شجاء وأولها:

سل أربعا فطمت أكنافها السحب

عن ساكنيها متى عن افقها غربوا

وهي مشهورة محفوظة وقد ترجم له الكاتب المعاصر علي الخاقاني في شعراء الحلة ترجمة ضافية وذكر طائفة من أشعاره ونوادره وغزلياته ومراسلاته أما قصائده الحسينية فاليك مطالعها:

1 ـ هنّ المنازل غيّرت آياتها

أيدي البلى وطوت حسان صفاتها

69 بيتاً

2 ـ لست ممن قضى بحبّ الملاح

لا ولا هائماً بذات الوشاح

54 بيتاً

3 ـ ما شجاني هوى الحسان الغيد

لا ولا همتُ في غزال زرود

58 بيتاً

4 ـ من هاشم العلياء جبّ سنامها

خطب أحلّ من الوجود نظامها

42 بيتاً

٣٢٣

5 ـ ألا دع عيوني لهتانها

وخلّ حشاي لنيرانها

50 بيتاً

وله من قصيدة في الإمام الحسين (ع):

خلت أربع اللذات واللهو والانس

ولم يبق منها غير أطلالها الدرسِ

وقفت بها والوجد ثقّف أضلعي

ومن حرقي كادت تفيض بها نفسي

اسائلها اين الذين عهدتهم

تضيئين فيهم كنت يا دار بالأمس

فلم تطق التعبير عمّا سألتها

لتخبرني آثار أطلالها الخرس

فأجريتُ دمعي في ثراها تذكراً

لأربع طه سيد الجنّ والانس

لقد أقفرت مذ غاب عنها ابن فاطم

وأضحت مزار الوحش خاوية الاسّ

سرى نحو أرجاء العراق تحوطه

أسودٌ لورد الموت أظما من الخمس

أفاعي قناهم تنفث الموت في العدا

إذا اعتقلوها وهي ليّنة اللمس

وبيض ضباهم يدهش الحتف ومضها

ويترك أسد الغاب خافتة الحسّ

تهادى كأمثال النشاوى إلى الردى

إذا غنّت البيض الرقاق على الترس

أباحوا جسوم القوم بيض سيوفهم

فلم تر غير الكف في الأرض والرأس

ولما دعاهم ربهم للقائه

هلموا أحبائي إلى حضرة القدس

هووا للثرى نهب الصفاح جسومهم

عراة على البوغاء تصهر بالشمس

تجول عليها العاديات نهارها

وتأتي عليها الوحش تنحب إذ تمسي

كرام تفانوا دون نصر ابن أحمد

وأقصى سخاء المرء أن يسخ بالنفس

وله في الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومصرعه قصيدة مطلعها:

عج بسفح اللوى وحيّ الربوعا

وأذل قلبك المعنّى دموعا

واخرى في الصديقة فاطمة الزهراء (ع) أولها:

لا رعى الله قيلة وعراها

سخط موسى وحلّ منها عراها

٣٢٤

وله من قصيدة في مدح السيد محمد القزويني وهذا غزلها:

أتى زائراً والليل شابت ذوائبه

يرنحه غصن الصبا ويلاعبه

تزرّ على البدر المنير جيوبه

وتضفو على الغصن النضير جلاببه

يقابل ليلاً صدره افق السما

فترسم فيه كالعقود كواكبه

على وجنتيه أنبت الحسن روضة

حمتها أفاعي فرعه وعقاربه

وفي فمه ماء الحياة الذي به

يعيش ـ إلى أن ينقضي الدهر ـ شاربه

( ولعت به غضّ الشبيبة ناشئاً )

جرى الماء في خديه واخضرّ شاربه

فغادرني ( قوساً ) مثقّف قدّه

وصيّرني رهن الكآبة ( حاجبه )

وقلت له زر. قال يفضحني السنا

فقلت له ذا ليل شعرك حاجبه

فقال ظلام الليل لم يخف طلعتي

فقلت له أردى الكرى مَن تراقبه

فجاء وقد مدّ الظلام رواقه

تمانعه أردافه وتجاذبه

فبتنا وأثواب العفاف تلفّنا

وسادته زندي وطوقي ذوائبه

ونروي أحاديث الصبابة بيننا

فيعذلني طوراً وطوراً اعاتبه

إلى أن أغار الصبح في نوره على

دجى الليل وانجابت برغمي غياهبه

فودعني والدمع يغلب نطقه

وقد غمر الأرض البسيطة ساربه

وفارقته لكن قلي من جوى

جرى أدمعاً من غرب عيني ذائبه

بديع جمال عن معانيه قاصر

بياني وقد ضاقت عليّ مذاهبه

غدائره سودٌ وحمر خدوده

وصفر تراقيه وبيض ترائبه

وخطّ يراع الحسن لاماً بخده

فسبحان باريه ويا عزّ كاتبه

رقيق أديم الوجه يجرح خده

إذا ما النسيم الغضّ هبّت جنائبه

إذا مرّ في وادي الأراك تغارُ من

محاسنه أغصانه ورباربه

٣٢٥

الحاج مصطفى ميرزا

المتوفى 1338

يا راكب القود تجوب الفلا

وتقطع الأغوار والأنجدا

عرّج على الطف وعرّس بها

عني وقف في أرضها مكمدا

وانشد بها من كل ترب العلا

من هاشم مَن شئت أن تنشدا

فكم ثوت فيها بدور الدجى

وكم هوت فيها نجوم الهدى

وكم بها للمجد من صارم

عضبٍ على رغم العلى أغمدا

كل فتى يعطي الردى نفسه

ولم يكن يعطي لضيم يدا

يخوض ليل النقع يوم الوغى

تحسبه في جنحه فرقدا

يصدع قلب الجيش إما سطا

ويصدع الظلماء إما بدا

تلقاء مثل الليث يوم الوغى

بأساً ومثل الغيث يوم الندى

إن ركع الصارم في كفه

خرّت له هام العدى سجّدا

لم يعترض يوم الوغى جحفلاً

إلا وثنّى جمعه مفردا

سامهم الذل بها معشر

والموت أحلى لهم موردا

ومذ رأوا عيشهم ذلة

والموت بالعز غدا أرغدا

خاضوا لظى الهيجاء مشبوبة

واقتحموا بحر الردى مزبدا

وقبّلوا خدّ الظبا أحمراً

وعانقوا قدّ القنا أغيدا

وجرّدوا من عزمهم مرهفاً

أمضى من السيف إذا جرّدا

يفدون سبط المصطفى أنفساً

قلّ بأهل الأرض أن تفتدى

٣٢٦

عجبت من قوم دعوه إلى

جند عليه بذله جنّدا

وواعدوه النصر حتى إذا

وافى اليهم أخلفوا الموعدا

وأوقدوا النار على خيمة

وتّدها بالشهب مَن وتّدا

يا بأبي ظمآن مستسقياً

وما سقوه غير كأس الردى

ويا بروحي جسمه ما الذي

جرى عليه من خيول العدا

وذات خدر برزت بعده

في زفرات تصدع الأكبدا

وقومها منها بمرأىً فما

أقربهم منها وما أبعدا

فلتبك عين الدين من وقعة

أبكت دماً في وقعها الجلمدا

وقال من قصيدة في الامام الحسين (ع):

وقائلة لي عزّ قلبك بعدهم

فقلت أصبت القول لو كان لي قلبُ

فقد أرخصت مني الدموع ولم أزل

اغالي بدمعي كلما استامه خطب

رزية قوم يمموا أرض كربلا

فعاد عبيراً منهم ذلك الترب

أكارم يروي الغيث والليث عنهم

إذا وهبوا ملأ الحقائب أوهبّوا

إذا نازلوا الأعداء أقفر ربعها

وإن نزلوا في بلدة عمّها الخصب

تخفّ بهم يوم اللقاء خيولهم

فتحسبها ريحاً على متنها الهضب

إذا انتدبوا يوم الكريهة أقبلوا

يسابق ندباً منهم ما جد ندب

يكلفهم أبناء هند مذلة

وتوصيهم بالعزّ هندية قضب

فيا لهفة الاسلام من آل هاشم

ووا حرباً للدين مما جنت حرب

فأضحى إمام المسلمين مجرداً

وحيداً فلا آل لديه ولا صحب

وظلّ وليل النقع داجٍ تحفه

نصول القنا كالبدر حفّت به الشهب

وقد ولي الهنديّ تفريق جمعهم

فصحّ ( لتقسيم ) الجسوم به الضرب

إلى أن قضى ظمآن والماء دونه

( مباح على الرواد منهله العذب )

بنفسي يا مولاي خدك عافر

وجسمك مطروح أضرّ به السلب

* * *

٣٢٧

الشيخ اغا مصطفى ابن الاغا حسن ابن الميرزا جواد ابن الميرزا أحمد التبريزي من اسرة مجتهد الشهيرة بتبريز، ولد سنة 1295 وتوفي فيها في أواسط شهر رمضان 1337 وجاءت جنازته إلى النجف الاشرف سنة 1338 درس بالنجف مدة حتى نال حظاً وافراً من العلم ورجع لمسقط رأسه.

كان كما يقول الشيخ الأميني في ( شهداء الفضيلة ) أحد أفذاذ الامة وعباقرة العصر الحاظر. ولد بتبريز سنة 1297 وتخرّج على الخراساني وشيخ الشريعة الأصبهاني وآية الله الطباطبائي اليزدي. له حاشية على الكفاية في الاصول لم تتم. رسالة في اللباس المشكوك، أرجوزة في علمي العروض والقافية، رسائل مختلفة في الفلكيات والرياضيات، اما في الأدب فكان فارس ميدانه، ولقد قال فيه الحجة المصلح الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء:

تركت سيوف الهند دونك في الفتك

على العرب العربا وأنت من الترك

تبرّزت من تبريز رب فصاحة

بها مدنياً قد حسبناك أو مكي

فكم لك من نثر ونظم تزيّنت

بنفسهما المسكيّ كافورة المسك

سبكتَ مياه الحسن في حسن سبكها

فيها لأبيك الخير من حسن السبك

لو الملك الضليل يهدى لمثلها

لظلّ يفاديها وإن عزّ بالمسك

وتسليه عن ( ذكرى حبيب ومنزل )

ويضحك إعجاباً بها من ( قفا نبك )

إذا رحت تتلوها غداً وهو قائل

فديتك واللسن الأعاريب يا تركي

لباب معان يسحر اللب لفظها

فيحسبه نظم اللئالي بلا سلك

ولكن آي المصطفى آية العلى

أثارت فآثرت اليقين على الشك

فتى زاد أيام الصبا سمك رفعة

تقاصر شأو الشيب عن ذلك السمك

وتلقاه قبل الاختبار مهذباً

مخائله تغني اللبيب عن المسك

وللعلامة الشيخ محمد رضا الأصبهاني هذه الأبيات كتبها اليه:

علوت في الفضل السهى والسماك

فأنت بدر والمعالي سماك

لاغرو إن فقت الثريا علاً

فأنت في ذلك تقفو أباك

ومذ حللت القلب أكرمته

وكيف لا يكرم مثلي حماك

٣٢٨

وله من الشعر معارضاً قصيدة الشيخ محمد السماوي التي أولها:

وجهك في حسنه تفنن

أنبت حول الشقق سوسن

قال في أولها:

سبحان من صاغه وكوّن

في غصنٍ وردةً وسوسن

أحنّ من ثغره ومَن ذا

رأيته لليتيم ما حن

شطّر بالوجد بيت قلبي

وفيه كل الغرام ضمّن

الله كم من دقيق معنى

للحسن ذاك الوشاح بيّن

ضمّن قلبي الأسى وعهدي

بمتلف الحب لا يضمّن

لولا ثناياه ما حسبنا

أن صغار الجمان أثمن

وكانت بينه وبين الشيخ اغا رضا الأصبهاني والشيخ جواد الشبيبي مراسلات ومما أرسل اليهما قصيدة أولها:

شهدت ليس الشهد غير ريقها

ما ذاقها سواك يا سواكها

وغير أخلاق الرضا فهي التي

ما أدركت أو لو النهى إدراكها

المرتدي ببردة العلم التي

سدى التقى لحمتها وحاكها

تعوّدت أنمله البسط فلو

همّ ببخل لم يطق إمساكها

يابن الاولى قد وطأت أقدامهم

هام السما فشرّفوا أملاكها

وترجم له في ( الحصون المنيعة ) فقال: كان شاباً ظريفاً حسن الأخلاق طيب الاعراق، جميل المعاشرة، عالماً فاضلاً مهذباً كاملاً، أديباً لبيباً، شاعراً ماهراً، وله شعر جيد السبك رائق اللفظ وله مطارحات ومراجعات مع شعراء عصره من شعراء النجف وغيرهم، وكان من أصدقاء الشيخ اغا رضا الأصفهاني فكم دارت بينهما من مطارحات ومراسلات شعرية وأدبية. انتهى

٣٢٩

السيد عبد المطلب الحي

المتوفى 1339

قم بنا ننشد العيس الطلاحا

عن بلاد الذلّ نأياً وانتزاحا

الى ان يتخلص لموقف الحسين وبطولته فيقول:

بأبي الثابت في الحرب على

قدم ما هزّها الخوف براحا

كلما خفّت بأطواد الحجا

زاد حلماً خفّ بالطود ارتجاحا

مسعر إن تخبو نيران الوغى

جرّد العزم وأوراها اقتداحا

لم يزل يرسي به الحلم على

جمرها صبراً وقد شبّت رماحا

كلما جدّت به الحرب رأى

جدّها في ملتقى الموت مزاحا

إن يخنه السيف والدرع لدى

ملتقى الخيل إتقاءً وكفاحا

لم يخنه الصبر والعزم إذا

صرّت الحرب إدّراعاً واتشاحا

رب شهباء رداح فلّها

حين لاقت منه شهباء رداحا

كلما ضاق به صدر الفضا

صدره زاد اتساعاً وانشراحا

فمشى قدماً لها في فتية

كأسود الغاب يغشون الكفاحا

يسيقون الجرد في الهيجا إذا

صائح الحي بهم في الروع صاحا

ويمدّون ولكن أيدياً

للعدى تسبق بالطعن الرماحا

أيدياً في حالة تنشي الردى

وبأخرى تمطر الجود سماحا

فهي طوراً بالندى تحيي الورى

وهي طوراً أجلٌ كان متاحا

بأبي أفدي وجوهاً منهم

صافحوا في كربلا فيها الصفاحا

٣٣٠

أوجهاً يشرقن بشراً كلما

كلح العام ويقطرن سماحا

تتجلى تحت ظلماء الوغى

كالمصابيح التماعاً والتماحا

أرخصوا دون ابن بنت المصطفى

أنفساً تاقت إلى الله رواحا

فقضوا صبراً ومن أعطافهم

أرج العز بثوب الدهر فاحا

لم تذق ماءً سوى منبعثٍ

من دم القلب به غصت جراحا

أنهلت من دمها لو أنه

كان من ظامي الحشا يطفي التياحا

أعريت فهي على أن ترتدي

بنسيج الترب تمتاح الرياحا

وتبقّوا أجدلاً من عزّه

لسوى الرحمن لم يخفض جناحا

يتلقى مرسل النبل بصد

رٍ وسع الخطب وقد سدّ البطاحا

فقضى لكن عزيزاً بعدما

حطم السمر كما فلّ الصفاحا

ثاوياً ما نقمت منه العدى

صرعة قد أفنت الشعر امتداحا

ونواعيها مدى الدهر شجى

يتجاوبن مساءً وصباحا

وآ صريعاً نهبت منه الضبا

مهجة ذابت من الوجد التياحا

يتلظى عطشاً فوق الثرى

والروى من حوله ساغ قراحا

هدموا في قتله ركن الهدى

واستطاحوا عمد الدين فطاحا

بكت البيض عليه شجوها

والمذاكي يتصاهلن نياحا

أيّ يوم ملأ الدنيا أسىً

طبّق الكون عجيجاً وصياحا

يوم أضحى حرم الله به

للمغاوير على الطف مباحا

أبرزت منه بنات المصطفى

حائرات يتقارضن المناحا

أيها المدلج في زيافة

تنشر الأكم كما تطوي البطاحا

فإذا جئت الغريين أرح

فلقد نلتَ بمسراك النجاحا

صل ضريح المرتضى عني وخذ

غرب عتب يملأ القلب جراحا

قل له يا أسد الله استمع

نفثةً ضاق بها الصدر فباحا

٣٣١

كم رضيع لك بالطفى قضى

عاطشاً يقبض بالراحة راحا

أرضعته حُلُم النبل دماً

من نجيع الدم لا الدرّ القراحا

ولكم ربة خدر ما رأى

شخصها الوهم ولا بالظن لاحا

أصبحت ربّة كور وبها

ترقل العيس غدواً ورواحا

سلبت أبرادها فالتحفت

بوقار صانها عن أن تباحا

واكتست برداً من الهيبة قد

ردّ عنها نظر العين التماحا

لو تراها يوم أضحت بالعرى

جزعاً تندب رحلاً مستباحا

حيث لا من هاشم ذو نخوة

دونها في كربلا يدمي السلاحا

* * *

السيد عبد المطلب الحسيني، ابن السيد داود بن المهدي بن داود بن سليمان الكبير. علم من أعلام الأدب، كريم الحسب والنسب، فجدّه لأبيه السيد مهدي بن داود وقد مرت ترجمته وعمّه السيد حيدر بن سليمان الذائع الصيت، تجد مسحة حيدرية على شعره اكتسبها منه، يقول الشيخ اليعقوبي في ترجمته: كان فصيح البيان جري اللسان كثير الحفظ ذكي الخاطر خصب القريحة مرهف الحس، كان يعرض شعره على عمّه في حياته ورثاه بعد وفاته بثلاث قصائد، وقد أطراه الشيخ محمد الجواد الشبيبي ـ شيخ الأدب في العراق ـ واليك نص ما قاله:

وقد أغرب مذ أعرب سيد بطحائها ( عبد المطلب ) عن رثاء لو وعته الخنساء لأذهلها عن صخر. ولد المترجم في الحلة حوالي سنة 1280 ونشأ فيها وكان جلّ تحصيله الادبي من عمه السيد حيدر وخاض المعارك السياسية وكان صوته يجلجل بشعره وخطبه داعياً لجمع الكلمة والوحدة الإسلامية وأثار حماسة العشائر الفراتية بنظمه باللغتين الفصحى والدارجة حتى احرقت داره بعد ما نهبت، وهذه قصائد الوطنية المنشورة يومذاك في صحف بغداد تشهد بذلك.

٣٣٢

آثاره الادبية:

1 ـ جمع ديوان عمه السيد حيدر ووضع له مقدمة ضافية طبعت مع الديوان سنة 1313.

2 ـ جمع ديوان جده السيد مهدي في جزئين كبيرين.

3 ـ ديوانه الذي يجمع مجموعة أشعاره.

4 ـ شرح ديوان المهيار الديلمي بثلاثة أجزاء، وهو من أسمى شروح ديوان المهيار.

اليك نبذة من روائعه فهذه قصيدته التي أنشأها سنة 1331 في الحرب الايطالية:

أيها الغرب منك ماذا لقينا

كل يوم تثير حرباً طحونا

تظهر السلم للأنام وتخفي

تحت طيّ الضلوع داء دفينا

أجهلتم بأننا مذ خلقنا

عرب ليس ينزل الضيم فينا

ولنا نبعة من العزّ يأبى

عودها أن يلين للغامزينا

قد قفونا آباءنا للمعالي

واليها أبناؤنا تقتفينا

علّمونا ضرب الرقاب دراكا

وعلى الطعن في الكلى درّبونا

نحن قوم إذا الوغى ضرستنا

لم نبدّل بشدة البأس لينا

وإذا ما رحى الحروب استدارت

نحن كنا أقطابها الثابتينا

ما شربنا على القذا مذ وردنا

وسوى الصفو لم نكن واردينا

لاندي الوتر للعدا إن وترنا

وعلى الوتر لا نغضّ الجفونا

وإذا ما نسبتنا يوم روع

لوغىً فهي أمّنا وأبونا

شمل الجور شعبنا فائتلفنا

لدفاع العدو متحدينا

قل لايطاليا التي جهلتنا

بثبات الاقدام هل عرفونا

كيف ترجو كلاب ( رومة ) منا

أن ترانا لحكمها خاضعينا

دون أن تفلق الجماجم والهام

بضرب يأتي على الدارعينا

٣٣٣

نبحونا مهوّلين فلما

ان زأرنا عاد النباح أنينا

حيث لم تجدها المناطيد نفعاً

كلما حلّقوا بها معتدينا

سائلوها بنا غداة التقينا

والمنايا يخطرن فيهم وفينا

كيف رعناهم الغداة بضرب

جعل الشك في المنايا يقينا

زاحفونا بجيشهم فزحفنا

وقلبنا على الشمال اليمينا

كشلما صلّت القواضب خروا

للضبا لا لربهم ساجدينا

ملأوا البرّ بالجيوش كما قد

شحنوا مثلها البحور سفينا

كلما صاحت المدافع ثُبنا

بصليل الضبا لها مسكتينا

ونقضنا صفوفهم بطعان

لم يدع للطليان صفاً مكينا

أنكرونا أنا بنو تلكم الأسد

فلما ثرنا لها عرفونا

سل ( طرابلسا ) التي نزلوها

كيف ذاقوا بها العذاب المهينا

كلما بالفرار جدّوا ترانا

بالضبا في رؤوسهم لاعبينا

يا رسولي للمسلمين تحمّل

صرخة تملأ الوجود رنينا

وتعمّد بطحاء مكة واهتف

ببني فاطم ركينا ركينا

وعلى الحي من نزار وقحطان

فعج وامزج الهتاف حنينا

الحراك الحراك يا فئة الله

إلى الحرب لا السكون السكونا

أبلغا عني الخليفة قولاً

غثّه في المقال كان سمينا

أبجدٍّ بالصلح نرضى فنمسي

نقرع السن بعده نادمينا

كيف ترضى على ( الهلال ) نراهم

وهُم في صليبهم باذخونا

فارفض الصلح يابن مَن دوخوها

بشبا المرهفات روماً و ( صينا )

يا بن ودي عرّج بإيران فينا

إنها اليوم نهزة الطمعينا

قف لنبكي استقلالها بعيون

ننزف الدمع في الخدود سخينا

وعلى مشهد الرضا عج ففيه

فَعلَ الروس ما أشاب الجنينا

تركوا المسلمين فيه حصيداً

واستباحوا منه الرواق المصونا

لا تحدّث بما جرى فيه إعلا

ناً فإن الحديث كان شجونا

٣٣٤

وشعره بهذا المستوى العالي سواءاً نظم في السياسة أو في الغزل أو المدح والرثاء، ودّع الحياة بضواحي الحلة يوم 13 ربيع الأول سنة 1339 وعمره قد قارب الستين ونيران الثورة العراقية لم تخبو بعد في الفرات الأوسط. وحمل نعشه إلى النجف ودفن بوادي السلام، كتب عنه السيد محمد علي كمال الدين في كتابه ( الثورة العراقية الكبرى ) وذكر قصيدة عبد الكريم العلاف في رثائه وهنا نورد رائعة اخرى من روائعه في رثاء جده الإمام الحسين (ع):

أيقظته نخوة العزّ فثارا

يملأ الكون طعاناً ومغارا

مستميتاً للوغى يمشي على

قدم لم تشك في الحرب عثارا

يسبق الطعنة بالموت الى

أنفس الأبطال في الروع ابتدارا

ساهراً يرعى ثنايا غزّه

بعيون تحتسي النوم غرارا

مفرداً يحمي ذمار المصطفى

وأبيّ الضيم من يحمي الذمارا

منتضٍ عزماً إذا السيف نبا

كان أمضى من شبا السيف عرار

ثابت إن هزت الأرض به

قال قِريّ تحت نعليّ قرارا

طمعت أبناء حرب أن ترى

فيه للضيم انعطافاً وانكسارا

حاولت تصطاد منه أجدلاً

نفض الذل على الوكر وطارا

ورجت للخسف أن تجذبه

أرقماً قد ألف العزّ وِجارا

كيف يعطي بيد الهون إلى

طاعة الرجس عن الموت حذارا

فأبى إلا التي إن ذكرت

هزّت الكون اندهاشاً وانذعارا

تخلق الأيام في جدّتها

وهي تزداد علاءً وفخارا

فأتى من بأسه في جحفل

زحفه سدّ على الباغي القفارا

وليوث من بني عمرو العلى

لبسوا الصبرَ لدى الطعن دثارا

كل مطعام إذا سيل القرى

يوم محل نَحرَ الكوم العشارا

وطليق الوجه يندى مشرقاً

كلما وجه السما جفّ اغبرارا

هو ترب الغيث إن عامٌ جفا

وأخو الليث إذا ما النقع ثارا

أشعروا ضرباً بهيجاء غدا

لهم في ضنكها الموت شعارا

٣٣٥

غامروا في العز حتى عبروا

للعلى من لجج الموت غمارا

وعلى الأحساب غاروا فقضوا

بالضبا صبراً لدى الهيجا غيارى

فقضوا حق المعالي ومضوا

طاهري الأعراض لم يدنسن عارا

قصرت أعمارهم حين غدا

لهم القتل على العزّ قصارا

عقدوا الاخرى عليهم ولها

فارقوا الدنيا طلاقاً وظهارا

جعلوا أنفسهم مهراً لها

والرؤوس الغالبيات نثارا

والمصابيح التي تجلى بها

صيروهنّ رماحاً وشفارا

يا له عقداً جرى في كربلا

بجزيل الأجر لم يعقب خسارا

أقدموا في حيث آساد الشرى

نكصت عن موكب الضرب فرارا

وتدانوا والقنا مُشرعة

يتلمظنّ إلى الطعن انتظارا

بذلوها أنفساً غالية

كبرت بالعز أن ترضى الصغارا

أنفساً قد كضّها حرّ الظما

فاسالوها عن الطعن حرارا

تاجروا لله بها في ساعة

لم تدع فيه لذي بيع خيارا

أيها المرقل فيها جسرة

كهبوب الريح تجتاب القفارا

صل إلى طيبة وأعقلها لدى

أمنع الخلق حريماً وجوارا

وأنخها عنده موقرةً

بالشجا قد خلعت عنها الوقارا

وله لا تعلن الشكوى وإن

كبر الفادح أن يغدو سرارا

حذراً من شامت يسمعها

كان بالرغم لخير الرسل جارا

فلقد أضرم قدماً فتنة

كربلا منها غدت تصلى شرارا

قل له عن ذي حشاً قد نفذت

أدمعاً سال بها الوجد انهمارا

يا رسول الله ما أفضعها

نكبةً لم تبق للشهم اعتذارا

كم لكم حرّ دم في كربلا

ذهبت فيه المباتير جُبارا

يوم ثار الله في الأرض به

آلُ حربٍ أدركت بالطف ثارا

والذي أعقب كسراً في الهدى

ليس يلقى أبد الدهر انجبارا

حرم التنزيل والنور الذي

بسناه غاسق الشرك استنارا

٣٣٦

وصفاياك اللواتي دونها

ضرب الله من الحجب ستارا

أبرزت حاسرةً لكن على

حالةٍ لم تبق للجلد اصطبارا

لا خمارٌ يستر الوجهَ وهل

لكريمات الهدى أبقوا خمارا

لا ومن ألبسها من نوره

أُزراً مذ سلبوا عنها الأزارا

لم تدع أيدي بني حرب لها

من حجاب فيه عنهم تتوارى

لو تراها يوم فرّت وعلى

خدرها في خيله الرجس أغارا

يتسابقن إلى الحامي وهل

يملك الثاوي على الترب انتصارا

تربط الأيدي من الرعب على

مهجٍ طارت من الرعب انذعارا

تتوارى بثرى الرمضا أسىً

لقتيل بالعرا ليس يوارى

وهو ملقى بثرى هاجرة

يصطلى من وهج الرمضا أوارا

كلما صعّدت الوجدَ أبى

دمعها من لوعةٍ إلا انحدارا

لم تجد من كافل إلا فتى

مضّه السقم وأطفالا صغارا

بالظما أعينها غارت وما

ذاقت الماء فليت الماء غارا

تحرق البوغاء منهم أرجلاً

أنعلتها أرؤوس النجم فخارا

أفزعتها هجمة الخيل فرا

حت تتعادى بثرى الرمضا فرارا

كل مذعور كبا رعباً على

حرّ وجهٍ كسنا البدر أنارا

كلما كضّ الظما أحشاءها

ألصقت بالترب أكباداً حراراً

كلما يلذعها حرّ الثرى

راوحت فيها يميناً ويسارا

يا لها فاقرة قد قصمت

من نبيّ الله ظهراً وفقارا

بكر خطبٍ كل آنٍ ذكرها

للورى يبتكر الحزن ابتكارا

وله مرثية من غرر الشعر جاء في أولها:

لتبق الضبا مغمودة آل هاشم

فما هي بعد الطف منها لقائم

وتلقي القنا منزوعة النصل عن يد

ستقرع منها حسرة سنّ نادم

ومجموعها 77 بيتاً.

٣٣٧

السيد ميرزا آل سليمان

المتوفى 1339

حتى مَ هاشم لا يرف لواها

فالسيل قدبلغ الزبى وعلاها

والخيل من طوال الوقوف قد اشتكت

فبأي يوم هاشم ترقاها

سل اسرة الهيجاء من عمرو العلى

مَن يوقد الحرب العوان سواها

ما نومها عن كربلا وعميدها

نهبته بيض امية وقناها

في يوم حرب فيه حرب ألّبت

أو غادها واستنهضت حلفاها

واستنفرت جيش الضلال وقصدها

يوم النفير تذكرت آباها

وسرت به للطف حتى قابلت

فيه الحسين وضاق فيه فضاها

وعلى الشريعة خيّمت بجموعها

كي لا تذيق بني النبي رواها

ظنت بعدة جيشها وعديدها

والماء في يدها بلوغ مناها

يلوي الحسين على الدنية جيده

لطليقها خوف الردى ولقاها

فأبى أبيّ الضيم أن يعطي يداً

للذل أو يهوي صريع ثراها

وسطا بعزم ما السيوف كحدّه

يوم اللقا هو في الطلى أمضاها

وترى الكماة تساقطت من سيفه

فوق البسيطةقبل أن يغشاها

وأمات شمس نهارها بقتامها

وبسيفه ليل القتام ضحاها

وثنى الخيول على الرجال ولفّها

ورجالها فوق الخيول رماها

يسطو ونيران الظما في قلبه

ما بين جنبيه تشبّ لظاها

حتى دعاه الله أن يغدو له

ويجيب داعيه لأمر قضاها

فهوى على وجه الثرى لرماحها

وسهامها نهباً وطعم ظباها

ومضى الجواد إلى المخيم ناعياً

لبنات فاطم كهفها وحماها

٣٣٨

فبكت بنات المصطفى مذ جاءها

وبكت ملائكة السما لبكاها

وفررن للسجاد من خوف العدى

تشكو فصدّعت الصفا شكواها

( دع عنك نهباً صيح في أبياتها )

والنارلما أضرمت بخباها

لكن لزينب والنساء تلهفي

من خدرها من ذا الذي أبداها

أُبرزن من حجب النبوة حاسراً

( وتناهبت أيدي العدو رداها )

لهفي لربة خدرها مذعورة

أنى تفرّ إذ العدى تلقاها

إن تبكي أطفال لها أو تشتكي

بالسوط زجر في المتون علاها

مَن مخبر عني بني عمرو العلى

أين الشهامة يا ليوث وغاها

نهضاً فآل الوحي بين عداكم

لا كافل من قومها يرعاها

تحدو حداة اليعملات بثقلكم

للشامتين بها وهم طلقاها

وإلى أبن هند للشئام سروا بها

أفهل علمتم كيف كان سراها

ويزيد يهتف تارة في أهله

ويسب اخرى قومها وأباها

* * *

السيد مرزه ابن السيد عباس مشهور بشرف النسب والحسب، ولد حوالي سنة 1265 بالحلة وتدرج على الكمال والأدب، واسرة آل سليمان الكبير يتوارثون الشعر والنبوغ. كان ابوه العباس من وجوه هذه الاسرة وأعيان ساداتها، وأبو السيد عباس هو السيد علاوي ـ جدّ المترجم له ـ زعيم مطاع في الحلة وأطرافها، ترأس فيها بعد عمه وأبيه السيدين: علي والحسين ولدي السيد سليمان الكبير. وله مكانة سامية عند حكام الحلة وولاة بغداد وخاصة في عهد الوزير داود باشا، وشاعرنا الذي نتحدث عنه نبعة من تلك الدوحة فهو أبو مضر مثال الاباء والسيادة حيث أنه من تلك القادة، محترم الجانب له مكانة عالية في الأوساط، يسحرك بحديثه ويعجبك بطلعته وهندامه، شديد المحافظة على تقاليده ومعتقداته، ساهم مساهمة كبرى في الثورة العراقية وجاهد الانكليز بيده ولسانه، في طليعة الثوار المحاربين، وعندما تدرس الثورة العراقية تعرف الموقف البطولي للسيد ميرزا حتى احرقت داره ونهب

٣٣٩

ما فيها وهو يواصل الهتاف بخطابه وبشعره باللغتين الفصحى والدارجة فقد كان فيهما وفي الخطابة المنبرية له القدح المعلّى، يقول الشيخ اليعقوبي: وله باللغة العامية مطولات في أهل البيت بأوزان شتى من البحور الدارحة التي لا يكاد يجاريه فيها احد من معاصريه فقد كان يجيد فيها إجادة ابن عمه السيد حيدر الحلي في الفصحى. مدحه الحاج عبد المجيد المشهور بالعطار بأبيات يهنيه فيها بولادة ولده الأصغر محمد سنة 1329 ويؤرخ ذلك العام، قال:

أبا مضر لا يلحق اللوم من دعا

أبا مضر عند الحفيظة والندا

لأنت وإن طالت قصار معاصم

لأطولها باعاً وأبسطها يدا

وأمنعها جاراً وأبذلها ندى

واقربها رحماً وأبعدها مدى

من الآل آل المصطفى خير معشر

جلت ظلمات الغي بالبأس والهدى

تهنّ به شبلاً نمته ضراغم

تخرّ له الاساد في الحرب سجدا

وفرحاً أصاب المجد أيمن طائر

بميلاده مذ جاور النسر مصعدا

سلالة فخر الكائنات محمد

وأكرم مَن في الكون يدعى محمدا

فما جهلت أعوامه حين أَرخوا

وليلة ميلاد الرسول تولدا

تغيب المترجم له عن وطنه وكان أكثر سكناه في ( الحصين ) قرب الحلة ولما عاد وذلك سنة 1339 علم بوفاة ابني عمّيه: السيد عبد المطلب الحلي الحسيني والسيد حسين ابن السيد حيدر جزع لفقدهما فاختار الله له اللحاق بهما فودّع الحياة وعمره 74 سنة على التقريب. وتأتي في جزء آتٍ من هذه الموسوعة ترجمة ولده السيد مضر، وكل آتٍ قريب.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

٥ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى عبد العزيز بن المهتدى قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن التوحيد فقال: كل من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ ) وامر بها فقد عرف التوحيد قلت: كيف يقرأها؟ قال: كما يقرء الناس ؛ وزاد فيه: كذلك الله ربي، كذلك الله ربي، كذلك الله ربي.

٦ ـ وفي باب ذكر أخلاق الرضاعليه‌السلام ووصف عبادته وكان إذا قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) قال: هو أحد، فاذا فرغ منها قال: كذلك الله ربنا ثلاثا.

٧ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام رأيت الخضرعليه‌السلام في المنام قبل بدر بليلة فقلت له: علمني شيئا انصر به على الأعداء، فقال: قل: يا هو يا من لا هو إلّا هو، فلما أصبحت قصصتها على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لي: يا عليُّ علمت الاسم الأعظم، فكان على لساني يوم بدر. وان أمير المؤمنينعليه‌السلام قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) فلما فرغ قال: يا هو يا من لا هو إلّا هو اغفر لى وانصرني على القوم الكافرين.

٨ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من مضت له جمعة ولم يقرأ فيها بقل هو الله أحد ثم مات مات على دين أبي لهب.

٩ ـ وباسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من اصابه مرض أو شدة ولم يقرأ في مرضه أو شدته بقل هو الله أحد ثم مات في مرضه، أو في تلك الشدة التي نزلت به فهو من أهل النار.

١٠ ـ وباسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) فلا يدع أنْ يقرأ في دبر الفريضة بقل هو الله أحد فانه من قرأها جمع الله له خير الدنيا والاخرة وغفر له ولوالديه.

١١ ـ وباسناده عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مأة مرة حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة.

١٢ ـ وباسناده عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام قال: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله صلى على سعد بن معاذ فقال: لقد وافى من الملئكة تسعون ألف ملك، وفيهم جبرئيلعليه‌السلام يصلون عليه فقلت له: يا جبرئيل بما استحق صلوتك عليه؟ فقال: بقراءة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ )

٧٠١

أحد قائما وقاعدا وراكبا وما وشيا وذاهبا وجائيا.

١٣ ـ وباسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من آوى إلى فراشه فقرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) احدى عشر مرة حفظ في داره وفي دويرات حوله.

١٤ ـ وباسناده عن عبد الله بن حي قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشرة مرة في دبر الفجر لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وان رغم أنف الشيطان.

١٥ ـ وباسناده عن إبراهيم بن مهزم عن رجل سمع أبا الحسنعليه‌السلام يقول: من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) بينه وبين جبار منعه الله منه بقراءته بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، فاذا فعل ذلك رزقه الله خيره ومنعه شره.

١٦ ـ وباسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من أوتر بالمعوذتين وقل هو الله قيل له: يا عبد الله أبشر فقد قبل الله وترك.

١٧ ـ وباسناده إلى سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من مضت به ثلثة أيام لم يقرأ فيها( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) فقد خذل ونزع ربقة الايمان من عنقه، فان مات في هذه الثلاثة أيام كان كافرا بالله العظيم.

١٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن حصين أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث سرية واستعمل عليها عليّاعليه‌السلام فلما رجعوا سألهم فقالوا: كل خير غير انه قرأ بنا في كل الصلوة بقل هو الله أحد، فقال: يا عليُّ لم فعلت هذا؟ فقال: لحبي لقل هو الله أحد، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أحببتها حتى أحببك اللهعزوجل .

١٩ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مرة واحدة فكأنما قرأ ثلث القرآن، وثلث التوراة، وثلث الإنجيل، وثلث الزبور.

٢٠ ـ في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قال:عليه‌السلام : وأمّا الحادية والستون فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: يا عليُّ مثلك مثل( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) من أحبك بقلبه فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنما قرأ القرآن كله

٧٠٢

٢١ ـ وفيه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) حين يأخذ مضجعه وكل الله به خمسين الف ملك يحرسونه ليلته.

٢٢ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي الدنيا المغربي قال: حدّثني عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله.

٢٣ ـ في صحيفة الرضا وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من مر على المقابر وقرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) احدى عشرة مرة ثم وهب اجره للأموات اعطى من الأجر بعدد الأموات.

٢٤ ـ في أصول الكافي باسناده إلى بكر بن محمد عمن رواه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قال هذه الكلمات عند كل صلوة مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده: أجير نفسي ومالي وولدي وأهلي وداري وكل ما هو منى بالله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأجير نفسي ومالي وولدي وكل ما هو منى برب الفلق من شر ما خلق إلى آخرها، وبرب الناس إلى آخرها، وبآية الكرسي إلى آخرها.

٢٥ ـ وباسناده إلى محمد بن الفضيل قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يكره أنْ يقرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) بنفس واحد.

٢٦ ـ وباسناده إلى صالح بن سليمان الجعفري عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سمعته يقول ما من أحد في أحد الصبى يتعهد في كل ليلة قراءة( قُلْ هُوَ اللهُ ) و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) كل واحدة ثلاث مرات، و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مأة مرة، فان لم يقدر فخمسين إلّا صرف اللهعزوجل عنه كل لمم أو عرض من اعراض الصبيان، والعطاش(١) وفساد المعدة، وبدور الدم أبدا ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب، فان تعهد نفسه

__________________

(١) اللمم: ضرب من الجنون. والعطاش ـ بالضم: داء لا يروى صاحبه ولا يتمكن من ترك شرب الماء طويلا.

٧٠٣

بذلك أو تعوهد(١) كان محفوظا إلى يوم يقبض اللهعزوجل نفسه.

٢٧ ـ وباسناده إلى المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا مفضل احتجز من الناس كلهم ببسم الله الرحمن الرحيم وبقل هو الله أحد، اقرءها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك، وإذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرات واعقد بيدك اليسرى، ثم لا تفارقها حتى تخرج من عنده.

٢٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن ذكر السورة من الكتاب يدعو بها في الصلوة مثل( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، فقال: إذا كنت تدعو بها فلا بأس.

٢٩ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسمعيل عن صالح بن عقبة عن أبي هارون المكفوف قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : الحمد سبع آيات، و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ثلاث آيات، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠ ـ أبو داود عن علي بن مهزيار باسناده عن صفوان الجمال قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: صلوة الأوابين الخمسون كلها بقل هو الله أحد.

٣١ ـ وباسناده إلى مثنى الحناط عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من صلى أربع ركعات بمأتى مرة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) في كل ركعة خمسون مرة لم ينفتل وبينه وبين الله ذنب إلّا غفر له.

٣٢ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن البرقي عن سعدان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) خمسين مرة لم ينفتل وبينه وبين الله ذنب.

٣٣ ـ محمد بن يحيى باسناده رفعه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من صلى ركعتين بقل هو الله أحد في كل ركعة ستين مرة، انفتل وليس بينه وبين الله ذنب

__________________

(١) قال المجلسي (ره): كان الترديد من الراوي أو يكون المراد يقرأ عليه إذا لم يمكنه القراءة والأخير أظهر.

٧٠٤

٣٤ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: من صلى المغرب وبعدها أربع ركعات ولم يتكلم حتى يصلّي عشر ركعات يقرا في كل ركعة بالحمد و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) كانت عدل عشر ركعات.

٣٥ ـ أحمد عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن أبي عمر بن بزيع قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام (١) وهو يأكل خلا وزيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها بصفرة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) .

٣٦ ـ علي بن محمد رفعه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان النصف من شعبان فصل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة الحمد مرة، و( قُلْ هُوَ اللهُ ) مأة مرة.

٣٧ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : من أحب أنْ يخرج من الدنيا وقد تخلّص من الذنوب كما يتخلّص الذهب الذي لا كدر فيه ولا يطلبه أحد بمظلمة فليقل في دبر الصلوات الخمس نسبة الرب تبارك وتعالى(٢) اثنى عشر مرة ثم يبسط يده ويقول: أللّهم إني أسئلك باسمك المكنون المخزون الطهر الطاهر المبارك وأسئلك باسمك العظيم وسلطانك القديم أنْ تصلّي على محمّد وآل محمّد، يا واهب العطايا يا مطلق الأسارى يا فكاك الرقاب من النار أسئلك ان تصلّي على محمّد وآل محمّد، وان تعتق رقبتي من النار، وان تخرجني من الدنيا آمنا وأن تدخلني الجنة سالما، وان تجعل دعائي أوله فلاحا وأوسطه نجاحا وآخره صلاحا انك أنت علام الغيوب ثم قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : هذا من المخيبات مما علمني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمرنى أنْ أعلم الحسن والحسينعليهما‌السلام .

٣٨ ـ في مصباح الكفعمي روى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لذعته عقرب وهو في الصلوة فلما فرغ قال: لعن الله العقرب ما تدع مصليا ولا غيره إلّا لذعته وتناول نعله فقتله بها، ثم دعا بماء وملح فجعل يمسح ذلك عليها ويقرأ التوحيد والمعوذتين.

__________________

(١) وفي الوافي «ابى جعفر (عليه السلام)» مكان «أبى عبد الله (عليه السلام)».

(٢) يعنى سورة التوحيد وفي وجه تسميته بذلك بيان للمحدث الكاشاني (ره) في الوافي ذكره في كتاب التوحيد ج ١ صفحة ٨٠ فراجع إنْ شئت.

٧٠٥

٣٩ ـ في كتاب: طب الائمةعليهم‌السلام باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: شكوت إليه وجع أضراسى وانه يسهر بى الليل، قال: فقال: يا أبا بصير إذا أحسست بذلك فضع يدك عليه وأقرأ سورة الحمد و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ثم اقرأ: «وترى الجبال( جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما ) يفعلون» فانه يسكن ثم لا يعود.

٤٠ ـ وباسناده إلى عمر بن يزيد الصيقل عن الصادقعليه‌السلام قال شكى إليه رجل من أوليائه الفراغ فقال: كتب له أم القرآن وسورة الإخلاص والمعوذتين ثم تكتب أسفل ذلك أعوذ بوجه الله العظيم وبعزته التي لا ترام وبقدرته التي لا يمتنع منها شيء من شر هذا الوجع ومن شر ما فيه، ثم نشر به على الريق بماء المطر، تبرأ بإذن الله تعالى.

٤١ ـ وباسناده إلى سلمة بن محرز قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: من لم تبرئه سورة الحمد و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) لم يبرأه شيء، وكل علة تبريها هاتين السورتين

٤٢ ـ في مجمع البيان وعن أبي الدرداء عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أيعجز أحدكم أنْ يقرء ثلث القرآن في ليلة؟ قلت: يا رسول الله ومن يطيق ذلك؟ قال: اقرأوا( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) .

٤٣ ـ وعن أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مرة بورك عليه، ومن قرأها مرتين بورك عليه وعلى اهله، فان قرأها ثلاث مرات بورك عليه وعلى اهله وعلى جميع جيرانه، فان قرأها اثنتى عشرة مرة بنى له اثنى عشر قصرا في الجنة وتقول الحفظة: انطلقوا بنا ننظر إلى قصر أخينا، فان قرأها مأة مرة كفر عنه ذنوب خمس وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال، فان قرأها اربعمأة مرة كفرت عنه ذنوب اربعمأة سنة، فان قرأها الف مرة لم يمت حتى يرى مكانه من الجنة أو يرى له.

٤٤ ـ وعن سهل بن سعد الساعدي قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فشكا إليه الفقر وضيق المعاش، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا دخلت بيتك فسلم إنْ كان فيه أحد ؛ وإنْ لم يكن فيه أحد فسلّم واقرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مرة واحدة ففعل الرجل فأفاض الله

٧٠٦

عليه رزقا حتى أفاض على جيرانه.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد ذكرنا طرفا من الأخبار في أوائل ما ذكرنا في سورة الجحد، فيه بيان لهذه السورة وفضل قراءتها فليراجع.

٤٥ ـ في مجمع البيان وروى في الحديث لكل شيء نسبة ونسبة الله سورة الإخلاص.

٤٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد قال: سئل علي بن الحسين صلوات الله عليه عن التوحيد فقال: إنّ اللهعزوجل علم انه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون، فأنزل الله تعالى:( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) والآيات من سورة الحديد إلى قوله( عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) فمن رام وراء ذلك فقد هلك.

٤٧ ـ أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن [ابى] أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اليهود سألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا: انسب لنا ربك، فلبث ثلاثا يجيبهم ثم نزلت( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) إلى آخرها.

٤٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال أبو محمد الحسن العسكريعليه‌السلام : سأل عبد الله بن صور يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: أخبرني عن ربك ما هو؟ فنزلت( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) إلى آخرها فقال ابن صوريا: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٩ ـ في الخرائج والجرائح قال أبو هاشم: قلت في نفسي اشتهى أنْ أعلم ما يقول أبو محمّدعليه‌السلام في القرآن أهو مخلوق أم غير مخلوق؟ فاقبل عليَّ وقال: أو ما بلغك ما روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام لـمّا نزلت( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) خلق الله اربعة آلاف جناح، فما كانت تمر بملاء من الملائكة إلّا خشعوا لها، وقال: هذه نسبة الرب تبارك وتعالى.

٥٠ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : نسبة اللهعزوجل ( قُلْ هُوَ اللهُ ) .

٧٠٧

٥١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل ذكرته بتمامه أول الإسراء مسندا وفيه يقول أبو عبد اللهعليه‌السلام حاكيا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن الله جل جلاله أنّه قال له: اقرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) كما أنزلت فانها نسبتي ونعتي.

٥٢ ـ وباسناده إلى إسحق بن عمار عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام حديث طويل ذكرنا بتمامه أول الإسراء أيضا وفيه يقولعليه‌السلام حاكيا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن الله جل جلاله: ثم أمره أنْ يقرأ نسبة ربه تبارك وتعالى( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ ) ثم أمسك عنه القول فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ ) فقال: قل:( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) فأمسك عنه القول فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كذلك الله ربي، كذلك الله ربي، كذلك الله ربي.

٥٣ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن عبيد قال: دخلت على الرضاعليه‌السلام فقال لي: قل للعباسي يكف عن الكلام في التوحيد وغيره، ويكلم الناس بما يعرفون، ويكف عما ينكرون. وإذا سألوك عن التوحيد فقل كما قال اللهعزوجل :( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) وإذا سألوك عن الكيفية قل كما قال اللهعزوجل :( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) وإذا سألوك عن السمع فقل كما قال اللهعزوجل ( هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) كلم الناس بما يعرفون.

٥٤ ـ في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضاعليه‌السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شيء، قال قائل: فلم وجب عليهم الإقرار والمعرفة بان الله واحد أحد؟ قيل: العلل، منها انه لو لم يجب عليهم الإقرار والمعرفة لجاز أنْ يتوهموا مدبرين أو أكثر من ذلك، وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلى الصانع لهم من غيره لان كل إنسان منهم لا يدري لعله انما يعبد غير الذي خلقه، ويطيع غير الذي أمره، فلا يكون على حقيقة من صانعهم وخالقهم، ولا يثبت عندهم أمر آمر ولا نهى ناه إذا لا يعرف الأمر بعينه ولا الناهي من غيره.

ومنها انه لو جاز أنْ يكون اثنين لم يكن أحد الشريكين اولى بان يعبد ويطاع من الاخر، وفي اجازة أنْ يطاع ذلك الشريك اجازة أنْ لا يطاع الله، وفي اجازة

٧٠٨

أنْ لا يطاع اللهعزوجل كفر بالله وبجميع كتبه ورسله، وإثبات كل باطل، وترك كل حق وتحليل كل حرام وتحريم كل حلال، والدخول في كل معصية والخروج من كل طاعة، وإباحة كل فساد وابطال كل حق.

ومنها انه لو جاز أنْ يكون أكثر من واحد لجاز لإبليس أنْ يدعى انه ذلك الاخر حتى يضاد الله تعالى في جميع حكمه، ويصرف العباد إلى نفسه، فيكون في ذلك أعظم الكفر وأشد النفاق.

٥٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي البختري وهب بن وهب عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي الباقرعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) قال: قل أي أظهر ما أوحينا إليك ونبأناك بتأليف الحروف التي قرأنا هالك ليهتدى به من( أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) ، و «هو» اسم مكنى ومشار إلى غائب فالهاء تنبيه عن معنى ثابت، والواو اشارة إلى الغايب عن الحواس، كما أنّ قولك «هذا» اشارة إلى الشاهد عند الحواس، وذلك أنّ الكفار نبهوا عن آلهتهم بحرف اشارة الشاهد المدرك، فقالوا: هذه آلهتنا المحسوسة المدركة بالأبصار، فأشر أنت يا محمد إلى إلهك الذي تدعو إليه حتى نراه وندركه ولا نأله فيه. فأنزل الله تبارك وتعالى( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) فالهاء تثبيت للثابت، والواو اشارة إلى الغايب عن درك الأبصار، ولمس الحواس ؛ وانه تعالى عن ذلك بل هو مدرك الأبصار ومبدع الحواس

٥٦ ـ وفيه وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : الله معناه المعبود الذي يأله فيه الخلق ويؤله اليه، والله هو المستور عن درك الأبصار والمحجوب عن الأوهام والخطرات.

٥٧ ـ قال الباقرعليه‌السلام : معناه المعبود الذي اله الخلق عن درك مائيته والاحاطة بكيفيته، ويقول العرب: اله الرجل إذا تحير في الشيء فلم يحط به علما، ووله: إذا فزع إلى شيء مما يحذره ويخافه، فالإله هو المستور عن حواس الخلق.

٥٨ ـ وفيه كلام للرضاعليه‌السلام في التوحيد وفيه أحد لا بتأويل عدد.

٥٩ ـ قال الباقرعليه‌السلام : الأحد الفرد المتفرد والأحد والواحد بمعنى واحد، وهو المتفرد الذي لا نظير له، والتوحيد الإقرار بالوحدة وهو الانفراد، والواحد

٧٠٩

المتباين الذي لا ينبعث من شيء، ولا يتحد بشيء، ومن ثم قالوا: أنّ بناء العدد من الواحد وليس الواحد من العدد، لان العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين، فمعنى قوله: «الله أحد» أي المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه والاحاطة بكيفيته. فرد بالالهية متعال عن صفات خلقه.

٦٠ ـ وباسناده إلى المقدام بن شريح بن هانى عن أبيه قال: إنّ أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: أنّ الله واحد؟ قال: فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعرابى أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب؟ فقال أميرالمؤمنينعليه‌السلام : دعوه فانّ الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثمّ قال: يا أعرابى: إنّ القول في أنّ الله واحد على أربعة أقسام فوجهان منها لا يجوز ان على اللهعزوجل ، ووجهان يثبتان فيه، فاما اللذان لا يجوز ان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الاعداد، فهذا ما لا يجوز لان ما لا ثانى له لا يدخل في باب الاعداد، ألآ ترى أنّه كفر من قال: ثالث ثلاثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز عليه لأنه تشبيه وجلَّ ربنا عن ذلك وتعالى، وأمّا الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبيه كذلك ربنا، وقول القائل انه ربناعزوجل احدى المعنى يعنى به انه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربناعزوجل .

٦١ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن المختار بن محمد المختار الهمداني ومحمد بن الحسن عن عبد الله الحسن العلوي جميعا عن الفتح لابن يزيد الجرجاني عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سمعته يقول: و( هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) السميع البصير الواحد الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، لو كان كما يقول المشبهة لم يعرف الخالق من المخلوق ولا المنشئ من المنشأ لكنه المنشئ فرق بين من جسمه وصوره وانشأه إذ كان لا يشبهه شيء ولا يشبه هو شيئا، قلت: أجل جعلني الله فداك لكنك قلت: الأحد الصمد، وقلت: لا يشبهه شيء والله واحد

٧١٠

والإنسان واحد، أليس قد تشابهت الواحدانية؟ قال: يا فتح أحلت(١) ثبتك الله انما التشبيه في المعاني، فاما في الأسماء فهي واحدة وهي دلالة على المسمى، وذلك أنّ الإنسان وان قيل واحد فانه يخبر انه جثة واحدة وليس باثنين، والإنسان نفسه ليس بواحد لانّ أعضاءه مختلفة وألوانه مختلفة ومن ألوانه مختلفة غير واحد، وهو أجزاء مجزاة ليس بسواء، دمه غير لحمه ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه وشعره غير بشره وسواده غير بياضه، وكذلك ساير جميع الخلق، فالإنسان واحد في الاسم ولا واحد في المعنى، والله جل جلاله هو واحد لا واحد غيره لا اختلاف فيه ولا تفاوت ولا زيادة ولا نقصان، فاما الإنسان المخلوق المصنوع المؤلف من أجزاء مختلفة وجواهر شتى غير انه بالاجتماع شيء واحد، قلت: جعلت فداك فرجت عنى فرج الله عنك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام انه قال: من صفة القديم انه واحد أحد صمد أحدى المعنى ليس بمعاني كثيرة مختلفة.

٦٣ ـ في نهج البلاغة الأحد لا بتأويل عدد.

٦٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثانيعليه‌السلام :( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ما معنى الأحد؟ قال: المجمع عليه بالوحدانية. اما سمعته يقول:( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ ) بعد ذلك له شريك وصاحبة؟

٦٥ ـ في مجمع البيان وعن عبد خير قال: سأل رجل علياعليه‌السلام عن تفسير هذه السورة فقال: هو الله أحد بلا تأويل عدد، الصمد بلا تبعيض بدد.

٦٦ ـ في أصول الكافي علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد ولقبه شباب الصيرفي عن داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثانيعليه‌السلام ما الصمد؟ قال: السيد المصمود إليه(٢) في القليل والكثير.

__________________

(١) أي أتيت بالمحال.

(٢) أي المقصود اليه.

٧١١

٦٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن الحسن بن السري عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن شيء من التوحيد؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى أسماؤه التي يدعى بها، وتعالى في علو كنهه، واحد توحيد بالتوحيد في توحده(١) ثم أجراه على خلقه فهو واحد صمد قدوس، يعبده كل شيء ويصمد إليه كل شيء، ووسع كل شيء علما فهذا هو المعنى الصحيح(٢) في تأويل الصمد لا ما ذهب إليه المشبهة ولو كان تأويل الصمد في صفة اللهعزوجل المصمت لكان مخالفا لقولهعزوجل :( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) لان ذلك من صفة الأجسام المصمتة التي لا أجواف لها، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فاما ما جاء في الأخبار من ذلك العالمعليه‌السلام أعلم بما قال «انتهى».

٦٨ ـ في كتاب التوحيد قال الباقرعليه‌السلام : حدّثني أبي زين العابدين عن أبيه الحسين بن عليعليهم‌السلام أنّه قال الصمد الذي لا جوف له، والصمد الذي لا ينام، والصمد الذي لم يزل ولا يزال.

قال الباقرعليه‌السلام : كان محمد بن الحنفية (رضى الله عنه) قال: الصمد القائم بنفسه الغنى عن غيره، وقال غيره: الصمد المتعالي عن الكون والفساد، والصمد الذي لا يوصف بالتغاير.

قال الباقرعليه‌السلام : الصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه أمر وناه.

قال: وسئل علي بن الحسين زين العابدينعليهما‌السلام عن الصمد؟ فقال: الصمد الذي لا شريك له، ولا يؤده حفظ شيء ولا يعزب عنه شيء.

٦٩ ـ قال وهب بن وهب القرشي: قال زين العابدينعليه‌السلام : الصمد الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، والصمد الذي أبدع الأشياء فخلقها اضدادا واشكالا وأزواجا وتفرد بالوحدة بلا ضد ولا شكل ولا مثل ولا ند.

٧٠ ـ قال وهب بن وهب القرشي: وحدثني الصادق جعفر بن محمد عن أبيه

__________________

(١) للمجلسي (ره) لهذا الكلام بيان طويل راجع المصدر ج ١: ١٢٣.

(٢) هذا من كلام الكليني (ره)

٧١٢

الباقر عن آبائهعليهم‌السلام أنّ أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عليّعليه‌السلام يسألونه عن الصمد فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد فلا تخوضوا في القرآن ولا تجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم فقد سمعت جدّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار، وأنّ الله سبحانه قد فسّر الصمد فقال:( اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ ) ، ثمّ فسّره فقال:( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) وستسمع تمام هذا الخبر عند قوله( لَمْ يَلِدْ ) إلخ إنْ شاء الله تعالى.

٧١ ـ قال وهب بن وهب القرشي سمعت الصادقعليه‌السلام يقول: قدم وفد من أهل فلسطين على الباقرعليه‌السلام فسألوه عن مسائل فأجابهم، ثم سئلوه عن الصمد؟ فقال: تفسيره فيه الصمد خمسة أحرف، فالالف دليل على انيته، وهو قولهعزوجل :( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إله إلّا هُوَ ) وذلك تنبيه واشارة إلى الغايب عن درك الحواس، واللام دليل على إلهيته، بأنه هو الله، والالف واللام مدغمان لا يظهران على اللسان، ولا يقعان في السمع، ويظهر ان في الكتابة ودليلان على أنّ إلهيته لطيفة خافية لا يدرك بالحواس، ولا يقع في لسان واصف، ولا اذن سامع. لأنّ تفسير الإله هو الذي أله الخلق عن درك ماهيته وكيفيته بحس أو بوهم، لا بل هو مبدع الأوهام وخالق الحواس، وإنّما يظهر ذلك عند الكتابة، فهو دليل على أنّ الله سبحانه أظهر ربوبيته في إبداع الخلق وتركيب أرواحهم اللطيفة في أجسادهم الكثيفة، فاذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه، كما أنّ لام الصمد لا تبين ولا تدخل في حاسة من الحواس الخمس، فاذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي ولطف، فمتى تفكر العبد في ماهية الباري وكيفيته أله فيه وتحير ولم تحط فكرته بشيء يتصور له، لأنهعزوجل خالق الصور، فاذا نظر إلى خلقه ثبت له انهعزوجل خالقهم ومركب أرواحهم في أجسادهم، وأمّا الصاد فدليل على انهعزوجل صادق وقوله صدق وكلامه صدق ؛ ودعا عباده إلى اتباع الصدق بالصدق ووعد بالصدق دار الصدق، وأمّا الميم فدليل على ملكه وانه الملك الحق لم يزل ولا يزال ولا يزول ملكه ؛ وأمّا الدال فدليل على دوام ملكه وانهعزوجل دائم تعالى عن الكون والزوال، بل هو اللهعزوجل مكون الكائنات الذي كان بتكوينه كل كائن.

٧١٣

ثمّ قالعليه‌السلام : لو وجدت لعلمي الذي أتاني اللهعزوجل حملة لنشرت التوحيد والدين والإسلام والشرائع من الصمد، وكيف بي بذلك ولم يجد جدّي أمير المؤمنينعليه‌السلام حملة لعلمه حتى كان يتنفس الصعداء(١) ويقول على المنبر: سلوني قبل أنْ تفقدوني، فانّ بين الجوانح منّي علما جمّا، هاه هاه، لا أجد من يحمله، ألآ وانى عليكم من الله الحجة البالغة ف( لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ ) ثمّ قال الباقرعليه‌السلام : الحمد لله الذي منّ علينا ووفقنا لعبادته الأحد الصمد الذي( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) ، وجنّبنا عبادة الأوثان حمدا سرمدا وشكرا واصبا.

٧٢ ـ وباسناده إلى الربيع بن مسلم قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام وسئل عن الصمد فقال: الصمد الذي لا جوف له.

٧٣ ـ وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اليهود سألوا رسول الله فقالوا: انسب لنا ربك فلبث ثلاثا لا يجيبهم، ثم نزلت هذه السورة إلى آخرها فقلت: ما الصمد؟ فقال: الذي ليس بمجوف.

٧٤ ـ أبي: رضى الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن الحلبي وزرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى أحد صمد ليس له جوف، وإنّما الروح خلق من خلقه نصر وتأييد وقوة يجعله الله في قلوب الرسل والمؤمنين.

٧٥ ـ وباسناده إلى هارون بن عبد الملك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: في حديث طويل: والله نور لا ظلام فيه وصمد لا مدخل فيه.

٧٦ ـ وفيه قال وهب بن وهب القرشي: وحدثني الصادق جعفر بن محمد عن أبيه الباقر عن أبيهعليهم‌السلام أنّ أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عليّعليهما‌السلام يسألونه عن الصمد، فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد فلا تخوضوا في القرآن ولا تجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم فقد سمعت جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من

__________________

(١) الصعداء: التنفس الطويل من هم أو تعب.

٧١٤

قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار، وان الله سبحانه قد فسر الصمد فقال: الله أحد الله الصمد ثم فسره فقال:( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) لم يلد لم يخرج منه شيء كثيف كالولد وساير الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين، ولا شيء لطيف كالنفس ولا يتشعب من البداوات(١) كالسنة والنوم، والخطرة والهم والحزن والبهجة، والضحك والبكاء والخوف والرجاء، والرغبة والسأمة، والجوع والشبع، تعالى أنْ يخرج منه شيء وان يتولد منه شيء كثيف أو لطيف، و( لَمْ يُولَدْ ) لم يتولد من شيء ولم يخرج من شيء كما تخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشيء من الشيء والدابة من الدابة، والنبات من الأرض، والماء من الينابيع، والاثمار من الأشجار، ولا كما تخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها كالبصر من العين، والسمع من الاذن، والشم من الأنف، والذوق من الفم، والكلام من اللسان، والمعرفة والتميز من القلب، وكالنار من الحجر، لا بل هو الله الصمد الذي لا من شيء ولا في شيء ولا على شيء، مبدع الأشياء وخالقها، ومنشئ الأشياء بقدرته، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه، فذلكم الذي لم يلد ولم يولد، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ولم يكن له كفوا أحد.

٧٧ ـ وفيه متصل بآخر ما نقلنا من جواب الباقرعليه‌السلام لأهل فلسطين اعنى قوله واصبا وقولهعزوجل ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ) يقول: لم يلدعزوجل فيكون له ولد يرثه في ملكه، ولم يولد فيكون له والد يشركه في ربوبيته وملكه( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) فيعازه في سلطانه.

٧٨ ـ وفيه خطبة لعليٍّعليه‌السلام يقول فيها: الذي لم يولد فيكون في العز مشاركا، ولم يلد فيكون موروثا مالكا.

٧٩ ـ وباسناده إلى مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: الحمد لله الذي لم يلد فيولد ولم يولد فيشارك.

٨٠ ـ وفيه خطبة لعليٍّعليه‌السلام أيضا وفيها: تعالى عن أنْ يكون له كفو فيشبه به.

__________________

(١) البداوات: الآراء المختلفة، ولعله أراد به الحالات المختلفة.

٧١٥

٨١ ـ وباسناده إلى يعقوب السراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام يقول: الحمد لله الذي لم يلد فيولد ولم يولد فيشارك.

٨٢ ـ وباسناده إلى يعقوب السراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال في حديث لم يلد لان الولد يشبه أباه، ولم يولد فيشبه من كان قبله، ولم يكن له من خلقه كفوا أحد، تعالى عن صفة من سواه علوا كبيرا.

٨٣ ـ وباسناده إلى حماد بن عمرو النصيبي قال: سألت جعفر بن محمدعليهما‌السلام عن التوحيد؟ فقال: واحد صمد أزلى صمدي لا ظل له يمسكه، وهو يمسك الأشياء بأظلتها، لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك،( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) .

٨٤ ـ وباسناده إلى ابن أبي عمير عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام انه قال: واعلم أنّ الله تبارك وتعالى واحد أحد صمد لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك.

٨٥ ـ في مجمع البيان وعن عبد خير قال: سأل رجل عليّاعليه‌السلام عن تفسير هذه السورة، فقال: هو الله أحد بلا تأويل عدد، الصمد بلا تبعيض بدد، لم يلد فيكون موروثا هالكا، ولم يولد فيكون إلها مشاركا، ولم يكن له من خلقه كفوا أحد.

٨٦ ـ في نهج البلاغة لم يولد سبحانه فيكون في العز مشاركا، ولم يلد فيكون مورثا هالكا.

٨٧ ـ وفيه لم يلد فيكون مولودا، ولم يولد فيصير محدودا، أجل عن اتخاذ الأبناء

٨٨ ـ وفيه ولا كفو له فيكافيه.

٨٩ ـ في أصول الكافي باسناده إلى حماد بن عمرو النصيبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقولعليه‌السلام في آخره لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك،( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) .

٩٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( لَمْ يَلِدْ ) أي لم يحدث، وقوله:( وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) قال: لا له كفو ولا شبه ولا شريك ولا ظهير ولا معين

٧١٦

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من أوتر بالمعوذتين و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) قيل له يا عبد الله أبشر فقد قبل الله وترك.

٢ ـ في مجمع البيان وفي حديث أبي ومن قرأ:( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) فكأنما قرأ جميع الكتب التي أنزلها الله على الأنبياء.

٣ ـ وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنزلت على آيات لم ينزل مثلهن المعوذتان أورده مسلم في الصحيح.

٤ ـ وعنه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يا عقبة ألآ أعلمك سورتين هما أفضل القرآن؟ قلت: بلى يا رسول الله، فعلمني المعوذتين ثمّ قرأ بهما في صلوة الغداة وقال لي: إقرأهما كلّما قمت ونمت.

٥ ـ في أصول الكافي باسناده إلى سليمان الجعفري عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سمعته يقول: ما من أحد في حد الصبى يتعهد في كل ليلة قراءة( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ، كل واحد ثلاث مرات، و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مأة مرة، فان لم يقدر فخمسين، إلّا صرف اللهعزوجل عنه كل لمم أو عرض من أعراض الصبيان والعطاش وفساد المعدة وبدور الدم أبدا ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب، فان تعهد نفسه بذلك أو تعوهد كان محفوظا إلى يوم يقبض اللهعزوجل نفسه(١) .

٦ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن أبي نجران عن صفوان الجمال قال: صلى بنا أبو عبد اللهعليه‌السلام المغرب فقرأ بالمعوذتين في الركعتين.

٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد عن جابر مولى بسطام قال أمنا أبو عبد اللهعليه‌السلام في صلوة المغرب، فقرأ المعوذتين ثم قال: هما من القرآن.

__________________

(١) مر الحديث بمعناه في صفحة ٧٠٢.

٧١٧

٨ ـ في مجمع البيان الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اشتكى شكوة شديدة ووجع وجعا شديدا فأتاه جبرئيل وميكائيل عند رجليه فعوذه جبرئيل بقل أعوذ برب الفلق، وعوذة ميكائيل بقل أعوذ برب الناس.

٩ ـ أبو خديجة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء جبرئيل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو شاك فرقاه بالمعوذتين و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) .

١٠ ـ وروى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان كثيرا ما يعوذ الحسن والحسين بهاتين السورتين.

١١ ـ وروى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا قرأت( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) فقل في نفسك: أعوذ برب الفلق، وإذا قرأت( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) فقل في نفسك أعوذ برب الناس.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن بكر بن محمد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان سبب نزول المعوذتين انه وعك(١) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فنزل عليه جبرئيل بهاتين السورتين فعوذه بهما.

١٣ ـ حدّثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت: لأبي جعفرعليه‌السلام : أنّ ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف؟ فقال: كان أبي يقول: انما فعل ذلك ابن مسعود برأيه وهو من القرآن.

١٤ ـ في كتاب طب الائمة عن جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد إنسان بسوء فأراد أنْ يحجزه الله بينه وبينه، فليقل حين يراه أعوذ بحول الله وقوته من حول خلقه وقوتهم، وأعوذ برب الفلق من شر ما خلق، ثم يقول: ما قال اللهعزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إله إلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) صرف الله عنه كيد كل كائد ومكر كل ماكر وحسد كل حاسد، ولا يقولن هذه الكلمات إلّا في وجهه فان الله يكفيه بحوله.

__________________

(١) الوعك: الحمى.

٧١٨

١٥ ـ عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام انه راى مصروعا فدعا بقدح فيه ماء ثم قرأ الحمد والمعوذتين ونفث في القدح ثم أمر فصب الماء على رأسه ووجهه فأفاق، وقال له: لا يعود إليك أبدا.

١٦ ـ وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ جبرئيل أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال له: يا محمّد قال: لبيك يا جبرئيل، قال: إنّ فلان سحرك وجعل السحر في بئر بنى فلان فابعث إليه يعنى البئر أوثق الناس عندك وأعظمهم في عينك وهو عديل نفسك حتى يأتيك بالسحر، قال: فبعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ بن أبي طالب وقال: انطلق إلى بئر أزوان فان فيها سحرا سحرني به لبيد بن اعصم اليهودي فأتنى به قالعليه‌السلام : فانطلقت في حاجة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهبطت فاذا ماء البئر قد صار كأنها الحناء من السحر، فطلبته مستعجلا حتى انتهيت إلى أسفل القليب فلم اظفر به، قال الذين معى: ما فيه شيء فاصعد، فقلت: لا والله ما كذبت وما كذبت وما نفسي به مثل أنفسكم يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم طلبت طلبا بلطف فاستخرجت حقا فأتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: افتحه ففتحته وإذا في الحق قطعة كرب النخل في جوفه وتر عليها أحد وعشرون عقدة، وكان جبرئيلعليه‌السلام انزل يومئذ المعوذتين على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ اقرءها على الوتر، فجعل أمير المؤمنينعليه‌السلام كلّما قرء آية انحلت عقدة حتى فرغ منها، وكشف اللهعزوجل عن نبيه ما سحر وعافاه(١) .

١٧ ـ ويروى أنّ جبرئيل وميكائيلعليهما‌السلام أتيا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فجلس أحدهما عن يمينه والاخر عن شماله، فقال جبرئيل الميكائيل ما وجع الرجل؟ فقال ميكائيل: هو مطبوب(٢) فقال جبرئيلعليه‌السلام : ومن طبه؟ قال: لبيد بن اعصم اليهودي ثم ذكر الحديث إلى آخره.

__________________

(١) في هذا الحديث وأضرابه كلامه للطبرسي (ره) وغيره وسيأتى كلامه بعد حديث مجمع البيان فانتظر.

(٢) المطبوب: المسحور.

٧١٩

١٨ ـ وعن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام انه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن؟ فقال: نعم هما من القرآن، فقال الرجل: ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : اخطأ ابن مسعود أو قال: كذب ابن مسعود، هما من القرآن قال الرجل: فأقرء بهما يا بن رسول الله في المكتوبة؟ قال: نعم، وهل تدري ما معنى المعوذتين وفي أيّ شيء أنزلنا؟ إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سحره لبيد بن أعصم اليهودي فقال أبو بصير: وما كاد أو عسى أنْ يبلغ من سحره؟ قال أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام : بلى كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يرى انه يجامع وليس يجامع، وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده، والسحر حق وما يسلط السحر إلّا على العين والفرج، فأتاه جبرئيلعليه‌السلام فأخبره بذلك، فدعا عليّاعليه‌السلام وبعثه ليستخرج ذلك من بئر أزوان، وذكر الحديث بطوله إلى آخره.

١٩ ـ في مجمع البيان قالوا أنّ لبيد بن أعصم اليهودي سحر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ دفن ذلك في بئر لبني زريق، فمرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فبينا هو نائم إذا أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والاخر عند رجليه، فأخبراه بذلك وانه في بئر أزوان في جف طلعة وتحت راعوفة، والجف قشر الطلع، والراعوفة حجر في أسفل البئر يقوم عليها الماتح(١) فانتبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعث علياعليه‌السلام والزبير وعمارا فنزحوا ماء تلك البئر ثم رفعوا الصخرة واخرجوا الجف، فاذا فيه مشاطة رأس وأسنان من مشط، وإذا معقد فيه احدى عشرة عقدة مغروزة بالابر، فنزلت هاتان السورتان، فجعل كلّما يقرء آية انحلت عقدة، ووجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خفة، فقام فكأنما انشط من عقال، وجعل جبرئيل يقول: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حاسد وعين، والله تعالى يشفيك ورووا ذلك عن عائشة وابن عباس. وهذا لا يجوز لان من وصف بأنه مسحور فكأنه قد خبل عقله وقد أبى الله سبحانه ذلك في قوله:( وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا ) ولكن يمكن أنْ يكون اليهودي أو بناته على ما روى اجتهدوا على ذلك فلم يقدروا عليه، واطلع

__________________

(١) الماتح: الذي يستخرج الماء من البئر.

٧٢٠

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749