سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٢

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام14%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 267

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 267 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 78817 / تحميل: 6030
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

(حدي)

لمن حده الحادي

بودايع الهادي

لن زينب اتنادي

ابهونك يحادينه

لا وين بينه تريد

گاطع افجوج البيد

خاف الطريق ابعيد

والتعب ياذينه

واحنه حرم واطفال

ماضلت النه ارجال

نمشي اعلى هذا الحال

موهيّن اعلينه

ريِّض يحادي الحين

بالضعن لحظة عين

لمـّن نصل لحسين

وتودَّعه اسكينه

نبغي نصل يمه

وبنحره انشمه

او نصرخ يبو اليمه

للشام سابينه

لحد يليث الكون

ما ظن عليك ايهون

بينه العده ايطوفون

والشمر يولينه

(أبوذية)

گلبي من المصايب صار بيداي

وگطع بيَّه الشمر للشام بيداي

اشلون امشي او حبل ممدود بيداي

ونه زينب الحره الهاشميه

محرمات القتال في الإسلام

وهل التزم بها أعداء الحسينعليه‌السلام ؟ (بعد المصرع)

قال في الخصائص الحسينية:

ومنها: ان لا يقتل صبي ولا امرأة حتى من الكفار وقد قتلوا من أصحاب

٢٢١

الحسينعليه‌السلام وأهل بيته صبيانا بل رضعانا... فهل ينسى أحد رضيع الحسين الذي جاء وضعه في حجره ليقبله فرماه حرملة بسهم ذبحه من الوريد إلى الوريد وهو في حجر أبيه وفي رواية كان فم الحسينعليه‌السلام على فمه أي إنهعليه‌السلام كان في حالة تقبيل لرضيعه.

صِلْ ضريحَ المرتضى عني وخُذ

بعضَ عتبٍ يملأ القلبَ جراحا

كم رضيعٍ لك بالطف قضى

عاطشا يقبض بالراحة راحا

أرضعته حلمُ النبلِ دما

من نجيع النحرِ لا الدرَّ القراحا

ومن نساء أصحابه أم وهب التي قتلوها بعد زوجها قتلها رستم غلام الشمر بأمره أما بقية نساء العترة فكما قال الشاعر:

فإذا بكت فالسوطُ يؤلُم متنَها

والدمع يقرَع رأسَها قهرا

وأشدُّ ما يدع العيونَ سوافحا

حتى المماتِ ويَصْدَعُ الصخرا

إدخالُهنَّ على يزيدَ ثواكلا

ووقوفُهن أزاءَه أسرى

(مجردات)

إن صحت بويه يشتموني

وإن صحت خويه يضربوني

وامن الضرب ورمن امتوني

وامن البچه عمين اعيوني

أنادي هلي او ما يسمعوني

ومنها: أن لا يسلب زعيم الجيش ملابسه حتى لو كان من الكفار، لذا لما قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام عمر بن عبد ود العامري في وقعة الخندق لم يسلب منه حتى درعه الذي لا دخل له بلباسه فقيل له ذلك فقال

٢٢٢

انه كبير قومه ولا أحب هتك حرمته.

ولكن هل كان قاتلوا أبي عبد الله معه كذلك؟

كلا لقد سلبوا ما عليه من لباس حتى الثوب البالي الذي خرقه وجعله تحت ثيابه لئلا يسلبوه مع ذلك فقد سلبوه إياه(١) .

أفديه مطروحا بعرصة كربلا

والقومُ لم يدعوا له طِمرا

تركوه عُريانا على حرِّ الصَفا

ملقى ثلاثا لم يجد قبرا

وأخر من جاء إلى الحسينعليه‌السلام ليسلبه ولم يجد شيئا هو بجدل بن سليم الكلبي الذي نظر إلى جسد الحسينعليه‌السلام المقطع بالسيوف المصبوغ بالدماء فرأى خاتما في إصبع الإمام قد اختفى تحت الدماء التي يبست على جسده فجاء لينزعه من إصبعه فلم يتمكن فعمد إلى قطعة سيف وصار يحز بها أصبع الإمام حتى قطعه وأخذ الخاتم.

(مجردات)(٢)

عگب الذبح ويلاه سلبوه

واعله الترب مطروح خلوه

او من رادوا الخاتم يطلعوه

حتى للاصبع منه گصوه

او بالخيل تالي الجسم رضوه

(أبوذية)

صدگ مثل الشمر بحسين يوله

او تلعب فوگ صدره الخيل يوله

أريد انشد هله يدرون يوله

اگطعوا راسه او جسمه اعله الوطيه

____________________

(١) - سلبه جعونه بن حوية عليه لعنة الله.

(٢) - للمؤلف.

٢٢٣

***

فجسمُك ما بين السيوف موزعٌ

ورحلُك ما بين الأعادي مقسَّمُ

فلهفي على ريحانة الطهرِ جسمُه

لكل رجيم بالحجارة يُرجَم

٢٢٤

المجلس السابع والثلاثون

القصيدة: للشيخ محمد حسن أبي المحاسن المالكي

الهنداوي ت ١٣٤٤ه

أدارَ الحيِّ باكركِ الغَمامُ

وإن أقوى محلك والمقامُ

ولو لم تَنزفِ الأشجانُ دمعي

لقلتُ سقتْك أدمعيَ السِجامُ

مررت بدارهم فاستوقففني

على الدار الصبابةُ والغرام

فيا عَهْدَ الأنيسِ عليك مني

وإنْ حلتِ التحيةُ والسلام

أسائلها ولي قلب كليم

وهل تدري المنازل ما الكلام

أعائدةٌ لنا أيامَ وصلٍ

فينعَمُ بالوصال المستهام

متى يسلو صبابتَه كئيبٌ

بليتُه اللواحظ والقوام

إذا ملَكَ الهوى قلبَ المعنّى

فأيسر ما يعانيه المـَلام

يُهيجُ لي الغرامُ شذى نسيمٍ

يُشَمُّ ورمضُ بارقةٍ تُشام

ويَقدحُ لي الأسى يومٌ اُصيبتْ

به أبناءُ فاطمةَ الكرام

وخطبٌ فادحٌ في كل قلبٍ

بفادحة الجوى فيه ضَرام

أيُخضَبُ بالسهام وبالمواضي

محياً دونه البدرُ التمام

فليت البيضَ قد فُلَّت شَباها

وطاشت عن مراميها السهام

٢٢٥

كأنك منهل والبيضُ ظمأى

لها في ورد مهجتِكَ ازدحام(١)

(أبوذية)

ألف آه اعله شملي الراح وهلاي

عليهم صب نمير العين وهلاي

الوادم بين أهلها اسعدت وهلاي

رماها الأجل صرعه ابين اديه

(أبوذية)

طفح كاس النوايب مر بهلنه

او من كل صوب شامت مر بهلنه

يحادي الظعن بالله مر بهلنه

انتوادع گبل لا نمشي سبيه

(أبوذية)

على روحي النوايب كربلاها

او نطاها الدهر حصة كربلاها

شرف كل الأراضي كربلاها

أعز وأطهر وأجل اتراب هيه

صلاة الإمام الحسينعليه‌السلام الخاصة

(بعد المصرع)

هل تعلمون أيها المؤمنون ان المولى الحسينعليه‌السلام صلى صلاة ولكنها من نوع خاص كما قال في الخصائص:

صلى الحسينعليه‌السلام صلاة خاصة به بتكبير خاص وقراءة خاصة وقيام خاص وركوع خاص وسجود وتشهد وتسليم.

أحرمعليه‌السلام لها - للصلاة - حين نزل عن فرسه لما أصابه السهم المثلث فانحنى على قربوس سرج فرسه وانتزعه من قفاه فلم يخرج ذلك السهم إلا وأخرج معه بعضا من كبد المولى الحسينعليه‌السلام فعند ذلك أهوى إلى الأرض صريعا.

____________________

(١) - ديوان أبي المحاسن ص١٩١/١٩٢.

٢٢٦

ولما قضى للعلى حقها

وشيد بالسيف بنيانها

ترجل للموت عن سابق

له أخلت الخيل ميدانها

وقام وقيامه حين وقف راجلا، وركوعه حين كان ينوء ويكبو، وقنوته ودعاؤه اللهم متعال المكان عظيم الجبروت شديد المحال غنيا عن الخلائق، وسجوده وضع الوجه على الترب.

أما تشهده وتسليمه: فهو زهوق الروح ودفع رأسه على الرمح، وتعقيبه الأذكار وسورة الكهف المسموعة من رأسه الشريف كما نص الكثير من المؤرخين.

(مجردات)(١)

يحسين يا راعي الحميه

راسك ابراس السمهريه

يرتل المصحف علبريه

واضعونا تمشي اعله ضيه

يا ريت وافتني المنيه

او لا تشوف عيني (الخارجيه)

تصكَّه ابحجر سوده عليه

(أبوذية)

احسين اعليك أسِل روحي وصبها

او دموعي اعبار اخليها وصبها

وامرد شحمة اعيوني وصبها

امن اخلّي الراس يم جسمك بديه

(تخميس)

او ما ترى ما نحن فيه من العنا

لا راقبٌ في الله يرحم أسرَنا

____________________

(١) - للمؤلف.

٢٢٧

وبمن نؤم به ويكشف ضرنا

فأجابها من فوق شاهقةِ القنا

قضيَ القضاء بما جرى فاسترجعي

(تخميس)

فاللهُ حافظُكم وخيرُ مدبِّرِ

وإليكِ مما بي بديتُ تعذُّري

فعليكِ بالصبرِ الجميلِ تصبَّري

وتكفلي حالَ اليتامى وانظري

ما كنت أصنع في حماهم فاصنعي

٢٢٨

المجلس الثامن والثلاثون

القصيدة: للشيخ عبد الرضا بن الشيخ حسن الخطي من شعراء القرن

الثالث الهجري

اُعاتبُ الدهرَ لو رقَّت جوانبُه

لِعاتِبٍ قد براه الوجدُ والنصَبُ

أين الزمانُ وإسعافُ المحبِّ بما

يهوى وكيف تُرجَّى عنده الأرَبُ

والدهرُ حربٌ لأهل الفضلِ ما بَرِحَتْ

صروفُه تنتحيهم أين ما ذهبوا

أخنى على عترة الهادي ففرقهم

فأصبح الدينُ يبكيهم وينتحب

جلّوا فجلّ مصابٌ حلَّ ساحتهم

تأتي الكرامَ عن مقدارها النوب

أغرى الظلالُ بهم أبناه فانتهبوا

جسومَهم بحدود البيضِ واستُلبوا

غالوا الوصيَّ وسمّوا المجتبى حسنا

وأدركوا من حسن ثأرَ ما طلبوا

نفسي الفداءَ له والسمرُ واردةٌ

من صدره والمواضي منه تختضب

مضرَّجُ الجسم ما بُلَّتْ له غُلَلٌ

حتى قضى وهو ظمآنُ الحشى سَغِب

دامي الجبين تريبُ الخدِّ منعفرٌ

على الثرى ودمُ الأوداجِ منسكب

مغسلٌ ينجيع الطعنِ كفَّنه

ذاري الرياحِ ووارته القَنا السُلُب

لو تعلم البيضُ من أردتْ مضاربُها

نبت وفلَّ شباها الروعُ والرهب

ولو دَرَتْ عادياتُ الخيلِ مَن وطأتْ

أشلاءَه لاعتراها العُقْرُ والنَقَبُ

٢٢٩

لله أيُّ دمٍ للمصطفى سفكوا

وأيُّ نفسٍ زَكَتْ للمرتضى اغتَصبوا

وكم عقيلةِ خدرٍ للبتول سَرَتْ

بها أضالعُ لم يُشْدَدْ لها قَتَب

حسرى مسلبةَ الأستارِ تسترها

من العَفافِ برودٌ حين تُستَلب(١)

(حدي)

عندك يبو فاضل يخويه اشتكي حالي

حرمه بلا والي والشمر يبرالي

واليحدي للناگه زجر عباس يعيوني

ترضه يذلوني وللشام يهدوني

انته الجبتنه امن الوطن وتكلفت بينه

بيدك تبارينه او هسَّا تخلينه

ما بين عدوان او كفر عباس يعيوني

ترضه يذلوني او للشام يهدوني

جابو يعباس الهزل وانووا يركبونه

او عنك يمشُّونه او ليزيد يهدونه

او يسبونه من كتر الكتر عباس يعيوني

ترضه يذلوني وللشام يهدوني

خويه الفواطم بالدرب منهو اليباريها

عگبك يواليها يا ويلي اعليها

____________________

(١) - أدب الطف ج٧، ص٢٩٧.

٢٣٠

ونروح تاليها ابيسر عباس يعيوني

ترضه يذلوني او للشام يهدوني

ترضه الفواطم يا نفل ترفق غرب وتروح

واعله النياگ اتنوح وانته تظل مطروح

علرمح راسك كالبدر عباس يعيوني

ترضه يذلوني وللشام يهدوني

للشام لو طب الظعن والناس اجت لينه

تتفرج اعلينه واحنه يوالينه

امچاتيف بين اهل الغدر عباس يعيوني

ترضه يذلوني او للشام يهدوني

لو ردنه للمجلس نطب وايزيد عاينه

وتشمت ابذلنه او عنك يسايلنه

يا با الفضل شنهو العذر عباس يعيوني

ترضه يذلوني او للشام يهدوني

(أبوذية)

المصايب من عگب عزنه لونه

وامسه اعله النهر طايح لونه

حي عباس مو ميت لونه

ما وصلت خيمنه اخيول اميه

الآثار الكونية لشهادة أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام بعد المصرع

ذكر أرباب السير نقلا عن أئمة أهل البيت (عليهم‌السلام ) إنه ارتفعت

٢٣١

في ذلك الوقت - وقت مقتل الحسينعليه‌السلام - غبرة شديدة سوداء مظلمة فيها ريح حمراء لا يرى فيه عين ولا أثر(١) .

وزُلزلت الأرضون وارتجّت السما

وكادت لها أفلاكُها تتعطل

وعن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال لما ضُرب الحسين بن علي بالسيف وسقط وابتُدر إليه ليُقطع راسه نادى مناد من بطنان العرش ألا أيتها الأمة المتحيرة الضالة بعد نبيها لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر ثم قال: قال لا جَرَمَ والله ما وفقوا ولا يوفقون حتى يقوم ثائر الحسين بن علي (عليهما‌السلام )(٢) .

ولا أعلم من يقصد الإمام الصادقعليه‌السلام بقوله: (ثائر الحسين) هل هو أي ثائر كان؟ لا أعتقد أنه يقصد ذلك.

نعم لعلهعليه‌السلام يقصد به الإمام الغئب الحجة ابن الحسن (عليهما‌السلام ) الذي يسظهر في آخر الزمان فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وفي الأخبار إنهعليه‌السلام يطلب بثارات اجداده المظلومين لاسيما الحسينعليه‌السلام لذا وردت الأشعار الكثيرة في استنهاضه لأخذ الثأر فهذا السيد حيدر يخاطبه:

ماذا يهيجك إن صبرت

لوقعة الطف الفضيعه

أتَرى تجيئُ فجيعةٌ

بأمضَّ من تلك الفجيعة

حيث الحسينُ على الثرى

خيلُ العدى طحنت ضلوعه

____________________

(١) - البحار ج٤٥ ص٥٧ المجلسي.

(٢) - نفس المهموم ص١٩٦ عباس القمي.

٢٣٢

قتلته آلُ أميةٍ ظامٍ

إلى جنب الشريعه

ويخاطبه السيد جعفر الحلي (رحمه‌الله ) بقوله:

أدرِكْ تِراتِكَ أيها الموتورُ

فَلَكُمْ بكل يدٍ دمٌ مهدور

واسأل بيوم الطفِّ سيفَك إنه

قد كلّم الأبطالُ فهو خبير

يومٌ أبوك السبط شّمر غيرةً

للدين لمـّا أنْ عفاه دُثور

وأخذ يشرح مآسي أهل البيت في كربلاء واحدة واحدة وفيها يطلب من الإمام الحجة (عج) النهوض لأخذ الثار ولا أدري كيف حالهعليه‌السلام عندما يسمع السيد جعفر مخاطبا له بقوله:

وثواكلٍ يشجي الغيورَ حنينُها

لو كان ما بين العداةِ غيورُ

حرمٌ لأحمدَ قد هُتكن ستورُها

فهُتكن من حرم الإلهِ ستور

كم حرةٍ لمـّا أحاط بها العدى

هربتْ تَخفُّ العَدوَ وهي وقور

والشمسُ تُوقَدُ بالهواجر نارُها

والأرضُ يغلي رملُها ويفور

هتفت غداةَ الروعِ باسمِ كفيلِها

وكفيلُها بثرى الطفوفِ عفير

(مجردات)

يبن الحسين يا يوم تجبل

ناشر لوه والخيل تصهل

الشاطي الفرات او بيه تنزل

واطلب ابثار الظامي اچتل

وابثار اخوته او صحبته الكل

تنسه الحريم الراحت ابذل

من ركبوهن هزَّل البل

سبيات من منزل المنزل

هديات للشامات تعول

تشوف العده واعيونها اتهل

٢٣٣

(أبوذية)

عجب يا صاحب الثارات تلها

او زينب عمتك مملوك تلها

عليها انشد ابذاك الحال تلها

أهلها اموسده الغبره رميه

***

لا تبزغي يا شمس كي لا تُرى

زينب حسرى ما عليها خمار

صاحت بحادي العيس دعني على

جسومهم أقيم لوث الإزار

او خلِّني عند ابن أمي ولو

تأكل من لحمي وحوش القِفار

٢٣٤

المجلس التاسع والثلاثون

القصيدة: للشيخ هادي النحوي الحلي

هذه الطفوفُ فسلْها عن أهاليها

وسُحَّ دمعَك في أعلى رواسيها

ومُدَّها بد الأجفالِ إن فَقَدَتْ

دموعُ عينيكَ او جفَّتْ مآقيها

وقِفْ على جَدَثِ السبط الشهيدِ وقل

سقاك رائحهُا من بعد غانيها

لهفي لثاوٍ رَمَتْ أيدي الخطوبِ به

بأرض كرب البلا أقصى مراميها

ثوى قتيلا بشط الغاضريةِ ظمـ

ـآنَ الفؤادِ فلا ساغت مجاريها

آهٍ لما حلَّ ذاك اليومِ من نُوبٍ

ومن خطوبٍ (بنو الهادي) تعانيها

هاتيكَ أبدانُهم صرعى مطرَّحةٌ

تضيءُ من نورها سامي دياجيها

أفدي جسوما على الرمضاء قد كُسيت

أكفانُ تربٍ أكفُّ الريحِ تُسديها

فيالها وقعةً بالطفِّ ما ذُكرت

إلا وقد بلغت روحي تَراقيها

لله أيُّ شموسٍ غاب شارقُها

فأَظلمتْ بعدها الدنيا وما فيها

لله كم سيدٍ قامَ الوجودُ به

ملقى على الأرض ضاحٍ في ضواحيها

لهفي على فتياتِ الطهرِ فاطمةٍ

يهتفن بالسبط والأصدا تُحاكيها

مسلباتٍ على الإنضاءِ تندبه

ما إن عليها سوى نورٍ يواريها

تقول يا كافلَ الأيتامِ بعدك مَن

أراه كافلَ أيتامٍ وكافيها(١)

____________________

(١) - البابليات ج٢، ص٢٥.

٢٣٥

(فائزي)

راسك مشه ويه الحرم للشام يحسين

او جسمك يظل ابكربله من غير تكفين

اشذنبك يخويه اتموت ظامي الگلب مذبوح

او تبگه ثلث تيام فوگ الترب مطروح

ايحگلي يخويه عله مصابك مترك النوح

ترضه يبو السجاد يا نور المسلمين

عنَّك مشينه يالذي جثه بلا راس

راسك معانه او جثتك بالخيل تنداس

وابكترك الظامي اخوك البطل عباس

وابنك علي او جسام هل توهم امعرسين

او مرَّت على اخوتها او نادتهم يشبان

يهل الحميه والشيم گوموا يشجعان

فكوا العليل امن السبا او فكوا النسوان

للشام ساگونا على اظهور البعارين

امن النوح بسكم يا هلي نغروا عليه

شوفوا المصونه امسلبه فوگ المطيه

عز الحوم يحسين لا تعتب عليه

غصبا عليه رايحه للشام يحسين

٢٣٦

التمثيل بجسد الإمام الحسينعليه‌السلام (بعد المصرع)

قال في الخصائص:

ومنها: أن لا يمثل بقتيل من الكفار حتى ان أمير المؤمنينعليه‌السلام نهى عن المثلة حتى بقاتله عبد الرحمن بن ملجم عليه لعنه الله، والمثلة حرام حتى عند الكفار وعبدة الأصنام إلا في شريعة آل أبي سفيان الذين جرت عادتهم على التمثيل بالأجساد فقد مثلوا بجسد الشهيد حمزة بن عبد المطلب وأكلوا شيئا من كبده وأما كربلاء وما أدراك ما كربلاء فقد كتب يزيد إلى ابن زياد كتابا يأمره بالتمثيل بجسد الحسين ووطئه بحوافر الخيل إذا تمكن من قتله فأمر ابن زياد عمر بن سعد قائد جيشه بذلك لذا فإنه بعد قتل الإمام أبي عبد الله وسلبه ونهب خيامه واحراقها نادى ابن سعد:

من ينتدب للحسين فيوطئ الخيل صدر وظهره؟

فانتدب إليه عشرة من الفرسان يقدمهم إسحاق بن حوية فنادوا يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري وطئي بحوافرك صدر الحسين وظهره فلم يزالوا يروحون ويجيئون على جسد المولى الحسين حتى طحنوا جناجن صدره بحوافر الخيل وتناثرت أجزءا من جسده الشريف في أرض كربلاء.

أي جدنا هذا حسين معفر

على الترب محزوز الوريد مقطَّعُ

فجثمانُه تحت الخيول ورأسُه

عنادا بأطراف الأسنة يُرفع

أقول: ان تلك الأوصال المقطعة ما عادت إلى جسد الحسينعليه‌السلام إلا بعد ثلاثة أيام عند ما جاء الإمام الحسينعليه‌السلام لمواراة الأجساد قال بنو أسد: لما

٢٣٧

أراد مواراة الحسين نادى يا بني أسد علي بحصيرة قلنا وما تصنع بها؟ قال: لأصنع عليها أوصال الحسين المقطعة.

لم أنس لما عاد من أسر العدى

سرا ليدفنَ جسمَ خيرِ قتيلِ

ورآه مطروحا وقد حفَّت به

قومٌ تنحَّوا خِيفةَ التنكيلِ

فدعا بباريةٍ هناك ولفَّه

فيها بلا كفنٍ ولا تغسيلِ

ولحمله جاء النبي وحيدر

والمجتبى في عَبرةٍ وعويل

(نصاري)(١)

صاح ابصوت جيبولي حصيره

احسين امطبَّر اجروحه چثيره

مهو دارت عليه الگوم ديره

او عليه اتواردوا من كل الأكتار

احسين امگطعه اوصاله بالطفوف

من طعن الرماح او ضرب السيوف

حتى من الزنود امگطعه اچفوف

او هاذي حال أهل بيته والأنصار

جابوله حصيره او جمع بيها

لحم واعظام ابيه الناثريها

ابجرد الخيل من داسوا عليها

امصابٍ لاجره مثله ولا صار

(أبوذية)

اشاهد كربله دايم وراها

وحن علظلت اخوتها وراها

علي السجاد رد ليها وراها

او ثلث تيام صرعه اعله الوطيه

***

____________________

(١) - للمؤلف.

٢٣٨

تُظلِّله سمرُ الرماحِ وتارةً

تُهيل عليه العاصفاتُ السوافيا

تريبُ المحيا في الصعيد معفرا

ثلاثا على وجه البسيطة عاريا

ومن حوله أشلاءُ أبناءِ مجدِه

دوامٍ بنفسي افتديها دواميا

٢٣٩

٢٤٠

الليلة الحادية عشر

٢٤١

٢٤٢

المجلس الأول

القصيدة: للشيخ عبد الحسين شكر(١)

ت ١٢٨٧ه

لم أنس زينبَ بعد الخدرِ حاسرةً

تُبدي النياحةَ ألحانا فأحانا

مسجورةَ القلبِ إلا أنَّ أعينَها

كالمعصراتِ تَصُبُّ الدمعَ عُقيانها

تدعو أباها أميرَ المؤمنين ألا

يا والدي حكمتْ فينا رعايانا

وغاب عنا المحامي والكفيلُ فَمن

يحمي حمانا ومن يُؤوي يتامانا

إن عسعس الليلُ وارى بذلَ أوجهِنا

وإن تنفّس وجهُ الصبحِ أبدانا

ندعوا فلا أحدٌ يصبو لدعوتِنا

وإن شكونا فلا يُصغى لشكوانا

قم يا عليُّ فما هذا القعودُ وما

عهدي تغض على الأقذاءِ أجفانا

وتنثني تارةً تدعو مشائخَها

من شيبة الحمد أشياخاً وشبانا

قوموا غِضابا من الأجداث وانتدبوا

واستنقدوا من يد البلوى بقايانا

ويلَ الفراتِ أباد اللهُ غامرَه

وردَّ واردَه بالرغم لهفانا

لم يُطفِ حرَّ غليلِ السبطِ باردُه

حتى قضى في سبيل الله عطشانا

لم يُذبحِ الكبشُ حتى يُروَ من ظمأٍ

ويُذبحُ ابنُ رسولِ الله ظمئانا(٢)

____________________

(١) - أقول وذكر صاحب رياض المدح والرثاء أنها للشاعر الكربلائي الحاج محمد علي كمونة.

(٢) - شعراء الغري ج٥ ص١٥٤.

٢٤٣

(نصاري)

اشحال ام الحزن زينب او كلثوم

عليها الليل من خيَّم او اظلم

اشحال الحرم وشحال اليتامه

ليل اهدعش من خيَّم ظلامه

گامت تذكر احسين او عمامه

او عليها الهظم فوگ الحزن خيَّم

غدت للحرم بالصيوان حَنَّه

هاي اتصيح يبني او تجر ونه

او ذيج اتصيح راحوا كل اهلنه

بعد ذاك الشمل هيهات يلتم

وليله اتصيح يوليدي يالاكبر

نايم عالثره او جسمك امطبَّر

عسن يوم اللفينه يوم الاگشر

إولا هل عالخلگ شهر المحرم

او رمله اتصيح يوليدي يجاسم

ابدال العرس عالتربان نايم

اگعد عاين الحال الفواطم

گبعت بالمذلَّه او لبست الهم

الرباب اتصيح يبني او نور عيناي

ورم صدري او درت لك ثداياي

يعبد الله انگطع برباك رجواي

او عگب عينك عليه النوم يحرم

(أبوذية)

يعاذل لا تلوم الگلب تنلام

عليه امن المصايب ثگل تنلام

خيمه ما بگت للحرم تنلام

بيها او تستچن ذيچ المسيه

الحوراء زينبعليها‌السلام تجمع العيال بعدما شتتها العدو

يا لها من ليلة مؤلمة مرت على بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد ذلك العز الشامخ الذي لم يفارقهن منذ أوجد الله كيانهن فلقد كن بالأمس في سرادق العظمة وأخبية الجلالة، وبقين في هذه الليلة في حلك دامس من فقد تلك

٢٤٤

الأنوار الساطعة. بين رحل منتهب، وخباء محترق، وحماة صرعى، لا محامي لهن، ولا كفيل، ولا يدرين من يدافع عنهن إذا دهمهن داهم. ومن يكسن فورة الفاقدات ويخفض من وجدهن.

قال بعض الأكابر: في هذه الليلة، قامت الحوراء زينبعليها‌السلام بجمع العيال، والأطفال في مكان واحد، فلما جمعتهم أخذ الأطفال ينظر بعضهم إلى بعض ودموعهم تتحادر على الخدود، وأخذوا يسألون الحوراء زينب عن أهاليهم من الرجال هذه تنادي: عمه زينب أين أبي؟ وذاك ينادي: أين عمي؟ وأخر ينادي: عمة أين أخي؟ بماذا تجيبهم زينب؟ أتقول لهم إنهم صرعى على وجه الأرض؟ أم عندها جواب آخر؟ نعم قامت إليهم، فأخذت تضم الطفلة إلى صدرها لتهدئها عن البكاء والعويل، فإذا هدأت، أخذت الأخرى ضمتها إلى صدرها. وكأني بها في تلك اللحظات، لحظات اللوعة والألم، تلتفت إلى أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام .

(مجردات)

خويه اتحيرت والله ابيتاماك

ما ينحمل يحسين فرگاك

والمثل هذا الوكت ردناك

(نصاري)

صاحت يبو اليمه ابدمع جاري

بناتك زيَّدن عگبك مراري

يخويه المن اسكت يو أباري

او تدري اشچم طفل عگبك تيتم

ولكنها لم تسمع من الحسين جوابا. وأنَّى له بالجواب، وقد فرق بين رأسه وجسده؟ ولهذا حولت بوجهها إلى الغري شاكية مصابها لأبيها أمير

٢٤٥

المؤمنينعليه‌السلام :

(مجردات)

بويه عليه الليل هود

وانه حرمه غريبه او مالي أحد

بيمن يبويه الگلب يضمد

بالحسين هلعندي امدد

وابن والدي العباس مارد

خلصوا هلي الله لحد

(مجردات)

يبويه علينه خيَّم الليل

او دارت علينه الزلم والخيل

او جسام والأكبر مچاتيل

او عباس مرمي ابغير تغسيل

او الحسين بيه مثِّلوا تمثيل

او سجادنه مطروح وانحيل

(فائزي)

امسه المسه والنار ما خلت لنا اخيام

صيوان ما ظل تلتجي ابفيه هاليتام

اگبل عليه الليل وازدادت الوحشه

او ما شوف غير ايتام تتصارخ ابدهشه

او شيخ العشيره احسين محد شال نعشه

مطروح وابجنبه علي الأكبر او جسّام

اصبحت واشبول الهواشم حولي اوگوف

وامسيت مالي اگناع اتستر بالكفوف

اوما شوف غير أطفال تتصارخ امن الخوف

وين المعزّة او وين زهرة ذيچ الأيام

٢٤٦

(أبوذية)

يا ناعي دصيح ابصوت وليان

يحيدر يا امطوع الإنس واليان

ترى زينب بگت من غير وليان

تحشِّم وينكم يهل الحميه

***

أبا حسنٍ تُغضي وتلتذُ بالكرى

وبالكف أمست تَستُر الوجهَ زينبُ

٢٤٧

المجلس الثاني

القصيدة: للسيد أحمد النواب الكربلائي

ت ١٣١١ه

الدمعُ لا يرقى مدى الأزمانِ

لرزيةِ المذبوحِ والعطشانِ

هذي المدامعُ سيلُها متواصلٌ

من كل قاصٍ في الأنام ودانِ

لهفي على العباسِ وهو مجدَّلٌ

والسبطُ يدعو في رحى الميدان

ظهري انحنى من عُظمِ ما قد حلَّ بي

يا أوصلَ الأصحابِ والإخوان

ثم انثنى نحوَ الخيامِ مناديا

هذا الوداعُ ولا وداعٌ ثان

نادته زينبُ والجَوى بفؤادِها

روحي الفدا يا سيدَ الأكوان

أأخيَّ كيف أراك في حرِّ الثرى

داميْ الوريدِ مضرَّجَ الجُثمان

يا ويلتا يا حسرتا يا لهفتا

تبدو السبايا من بني عدنان

جئنا من الحرم المنيعِ بعزةٍ

وحمايةِ الفرسان والشجعان

ثم انثنينا راجعين بلا حمىً

غيرَ اليتامى والأسيرِ العاني

والسبطُ مطروحٌ ثلاثا بالعرى

ملقى بلا غُسلٍ ولا أكفان(١)

____________________

(١) - أدب الطف ج٨، ص٧٨.

٢٤٨

(فائزي)

گوموا انروح الكربله انغسل الشبان

وانشيل جسم احسين وانفصِّل الأكفال

او راسه يشيعه انزّله عن راس السنان

والحرم نرجعها او لزينب ناخذ اخمار

ظلت تراهي امسلبه وحسين مطروح

او عدها عليل او من ونينه ايذوّب الروح

حرمه بلا والي تنادي وين أنا روح

واحسين كلفني ابيتامه اصغار واكبار

حرمه او غريبه او والدمع بالخد همّال

واتصيح وين أهلي اوعمامي اتعاين الحال

عندي جنازه امعطَّله او لا عندي ارجال

سمعوا يشيعه هالمصايب مثلها صار

(أبوذية)

جسمي امن الحزن يا ناس ينهار

او دمع العين علوجنات ينهار

عسنك لا تجي يا ريت ينها

ابشمس وعداي تتفرج عليه

السيدة زينبعليها‌السلام تفتقد

الرباب زوجة الإمام الحسينعليه‌السلام

لا أعرف ليلة أصعب من ليلة الحادي عشر من المحرم مرت على أطفال

٢٤٩

آل الرسول وبنات الزهراء البتول.

أمسوا ليلتهم، والحماة صرعى على وجه الأرض مجزرون، كالأضاحي، وأمسوا ليلتهم وهم بأيدي عدو ليس في قلبه رحمة، بحيث إذا بكت طفلة من أطفال الحسينعليه‌السلام أسكتوها بكعب الرمح، وبالسياط التي تتلوى على متنها، وهي تستغيث وتنادي: وا محمداه، ولا محمد لي اليوم، وا علياه ولا علي لي اليوم، وا حسيناه ولا حسين لي اليوم، وا عباساه ولا عباس لي اليوم.

وفي تلك الليلة افتقدت الحوراء زينب الرباب زوجة الحسين، فأخذت تبحث عنها بين النساء فلم تجدها، فنزلت إلى ساحة المعركة لعلها تجدها عند جسد الحسينعليه‌السلام فلما صارت قريبة من الجسد سمعت أنينا، وحنينا وقائلة تقول: بني عبد الله! صدري اوجعني، وثدياي درّا. فعرفت زينب أنها الرباب قال: رباب ما الذي جاء بك إلى هنا؟ قالت يا بنت رسول الله انه لما أباح لنا القوم الماء در للبن في صدري فجئت لأرضع ولدي.

(مجردات)

جيت ارضع ابني الماشرب ماي

درَّت بيت حيدر ثداياي

بلكت يزينب يسمع انداي

ويگوم روحي اولبة احشاي

وغياب فگده مرَّد اچلاي

هو الكبد والروح والراي

راح الذي زهرتي ابدنياي

والمن اديرن بعد عيناي

بس هذا عندي او گطع رجواي

واشلون بعده ايهوّد ابچاي

وفي تلك اللحظات اغتنمت السيدة زينب الفرصة لتعبر عن آلامها ومصائبها، وبث شكواها إلى أخيا الحسينعليه‌السلام وكأني:

٢٥٠

من أي رزءٍ أشتكي ومصيبةٍ

فراقُكَ أم هتكي وذُلّي وغربتي

أم الجسمُ مرضوضا أم الشيبُ قانيا

أم الرأسُ مرفوعا كبدر الدجنة

أم العابدُ السجادُ أضحى مغلَّلا

عليلا يُقاسي في العدا كلَّ كربةِ

قال الشيخ أسد حيدر (رحمه‌الله ):

توجهت - زينب - إلى مصرع أخيها الحسينعليه‌السلام فأكبت على جسده الطاهر وهي تحاول موضعا يسمح لها بتقبيله لكثرة النبال وجمود الدم على جسده الطاهر فلم تجد، وأخذت تخاطبه بحرارة(١) وكأني:

(مجردات)

أمسى المسه يحسين وحدي

او متحيره ويدي اعلى خدي

بس الأطفال اتنوح عندي

يحسين يومك مرد چبدي

اولا تنطي نيران وجدي

يا ضوه اعيوني او بدر سعدي

لون البگه يحسين يجدي

بالعين إلك والروح لفدي

(أبوذية)

الحرم خويه بالهضم يحسين

من بعدك ابحال الحرم يحسين

يخويه بگت بس نسوان يحسين

وانته اموسد الغبره رميه

***

أأخيَّ مالك عن بناتِك معرضا

والكلُّ منك بمنظرٍ وبمسمع

____________________

(١) - مع الحسين في نهضته ص٢٨٦.

٢٥١

المجلس الثالث

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

ما بالُ فِهرٍ أغفلتْ أوتارَها

هلا تُثير وغىً فتُدرُكُ ثارَها

أغفت على الضيم الجفونُ وضيعت

يالَلحميةِ عزَّها وفَخارها

عجبا لها هدأت وتلك أميةٌ

قتلت سراةَ قبيلِها وخَيارها

عجبا لها هدأت وتلك نسائُها

بالطفِّ قد هتك العِدى أستارها

لهفي لها بعد التحجُّبِ أصبحت

حسرى تُقاسي ذُلَّها وصَغارها

تدعوا أميرَ المؤمنينَ بمهجةٍ

فيها المنيةُ أنشبتْ أظفارها

قم وانظرِ ابنَك في العراءِ وجسمُه

جعلتْه خيلُ أميةٍ مِضمارها

ثاوٍ تُغسِّله الدماءُ بفيضِها

عارٍ تُكفّنه الرياحُ غُبارها

وخيولُ حربٍ منه رضت أضلُعاً

فيها النبوةُ أودعت أسرارها

وبيوتُ قدسٍ من جلالةِ قدرِها

كانت ملائكةُ السما زوارها

يقف الأمينُ ببابِها مستأذنا

ومقبِّلا أعتابَها وجدارها

أضحت عليها آلُ حربٍ عنوةً

في يوم عاشوراء تَشُنُ مَغارها

كم طفلةٍ ذُعرتْ وكم محجوبةٍ

برزت وقد سلب العدوُّ إزارها(١)

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسينعليه‌السلام ص١٥٩.

٢٥٢

(مجردات)

تعنيت للمعركة ابهمَّه

أدور يعمَّه اعله ابو اليمه

لگيت اعله الجسم للگوم لمـَّه

او جرح البگلبه ايسيل دمه

تدنيت مگصودي ارد اشمه

او جسمه المطشَّر عود المـّه

أثاري الشمر موچب يعمَّه

طردني او لخلاني أصل يمَّه

(مجردات)

يحسين يا شيخ العشيره

يبن حامي ادخيله او مجيره

أنا اموجِّله او گلبي ابحيره

يبن والدي شنهي البصيره

منك صدگ تقبل الغيره

يا غيرة الله امشي يسيره

اطوي الفله ابحر الظهيره

وطبَّن ابكل بلده او ديره

(أبوذية)

الگلب من زود ونّي اعليك ولَّم

او گلبي من گبل طرواك ولم

جسمك ما يفيده الجمع واللم

امطشَّر بالفله بسيوف أميه

(تخميس)

أيا سائلا وشظايا القلبِ في شجنِ

هل جهَّزوا لقتيل مات ممتَحَنِ

أجبتُه بفؤادٍ خافقٍ وَهِنِ

ما غسلوه وما لفَّوه في كفنِ

يومَ الطفوفِ ولا مدُّوا عليه رِدا

السيدة زينبعليها‌السلام تبحث عن

فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسينعليه‌السلام

في ليلة الحادي عشر: طلبت زينب خيمة من عمر بن سعد تجمع فيها النساء والأيتام، لأن النار لم تبق لهم خيمة، فلما جاءوا لهم بالخيمة وجمعت

٢٥٣

فيها النساء والأيتام، وإذا بها تفتقد فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسينعليه‌السلام فجاءت إلى أختها أم كلثوم سألتها عنها، قالت أطلبيها عند جسد المولى أبي عبد الله لعلها هناك.

قامت الحوراء زينبعليها‌السلام وقصدت جسم الحسين في ذلك الليل الدامس، تتعثر بأشلاء القتلى، وهي تقول: عمه فاطمة أين أنت؟ حتى قربت من الجسد الشريف، وإذا بها تسمع أنينا، وحنينا، وقائلة تقول: أبه يا حسين من الذي حزَّ وريديك؟ أبه من الذي أيتمني على صغر سني؟

(مجردات)

يا والدي والله هضيمه

أنه اصير من صغري يتيمه

والنوح من بعدك لجيمه

أثاري الأبو يا ناس خيمه

يفيي على ابناته وحريمه

قال زينبعليها‌السلام فاطمة هذه؟ قالت بلى يا عمة، قالت بنية ما الذي جاء بك إلى هنا؟ قالت عمة عندما هجم القوم على المخيم ارعبتني الخيل والرجال، فقلت ألوذ بجسد والدي.

(نصاري)

للحومه اعتنت زينب ابهمه

تون واتصيح وين انتي يعمه

لگتهه لايذه الجنب ابو اليمه

تون اعليه او وياه اتكلم

تگلَّه من گطع راسك ابسيفه

او من هشَّم اعظامك وأخذ حيفه

يبويه الجيش سلبنه اعله كيفه

او متني ابسوط عدوانك تورَّم

يبويه امست عليه هالمسيه

او بعيده اخيامنه صارت عليه

٢٥٤

ينور العين گلِّي شلون بيه

بعد ياهو الهلي ابردْتي ايتوزم

صاحت زينب ابعبرات وونين

يبعد اهلي اجيتچ لا تخافين

گامت فاطمه من جسم الحسين

شبگتها ودمعها انحدر واسجم

***

يا أخي فاطمُ الصغيرةُ كلمـ

ـها فقد كاد قلبُها أن يذوبا

ما أذلَّ اليتيمَ حين ينادي

بأبيه ولا يراه مجيبا

٢٥٥

المجلس الرابع

القصيدة: للشيخ عبد الحسين شكر

فما لنزارٍ لا تَسُلُّ حِدادَها

وما لِلُؤيٍّ لا تَهُزُّ كِعابَها

أتُغمضُ طرفا عن أميٍّ وإنها

دماً حلبت من آلِ طه رقابها

أثِرْ نقعَها واستنهضِ الغُلْبَ غالبا

وثِرْ مستفزّاً خيلَها وركابها

فتلك بنو حرب على الرغم تَوّجتْ

برأسِ حسينٍ في الطفوفِ حِرابها

وقوسُ أميِّ قد أصابت سهامُه

ذرى العرشِ أوشَقَّتْ لقوسينِ قابها

وتلك جسومُ الهاشميينَ غُودرتْ

طعام ظبىً كانت دماهمْ شرابها

وتلك سرايا شيبةِ الحمدِ هشَّمت

عوادي الأعادي شيبَها وشبابها

أتسطيعُ صبرا أنْ يُقالَ أميةُ

أجالت على جسم الحسينِ عِرابها

وإنَّ برغمِ الغُلبِ أبناءُ غالبٍ

كريمتُه أضحى الدماءُ خضابها

أتنسى هل يُنسى وقوفُ نسائِكم

لدى ابن زيادٍ إذ أماطَ حجابها

فما زينبٌ ذاتُ الحجالِ ومجلسٌ

به أسمع الطاغي عداه خطابها

أتسطيعُ صبرا أن يقالَ نسائِكم

سبايا قد ابتزَّ العدوُّ نقابها

لها الله من مسلوبةٍ ثوبَ عزِّها

كستها سياطُ المارقينَ ثيابها

وعمَّتُك الحوراءُ أنى توجَّهَتْ

رأت نائباتِ الدهرِ تَقرعُ بابها(١)

____________________

(١) - ديوان الشيخ عبد الحسين شكر ١٦.

٢٥٦

(مجردات)

يا عصمة الدين المنيعه

يمهيوب يا عين الطليعه

غيبتك طالت على الشيعه

تنسى الذي ذبحوا رضيعه

ابحضنه او روُّوه ابنجيعه

تنسى الوگع فوگ الشريعه

مطروح واچفوفه گطيعه

تنسى الجره بالطف جميعه

(أبوذية)

يمهدي المحب سل سيفه ولك ثار

ولك جد انذبح بالطف ولك ثار

الأشد واعظم يبو صالح ولكثر

يوم السبوا لبنات الزچيه

الإمام زين العابدينعليه‌السلام ليلة الحادي عشر

لما وضعت معركة بدر أوزارها أوثقوا أسرى المشركين وكان من بينهم العباس عم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلما جن الليل، ونام الناس بقي النبي ساهرا، وما نامت عيناه، وكان يتقلب يمينا وشمالا. فقيل له: يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما الذي نزل بك لا تنام عيناك مع ما لقيت من التعب والمشقة وقد نامت العيون؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كيف أنام وأنا أسمع أنين عمي العباس ونشيجه؟ فقاموا إلى العباس، وحلوا ما عليه من الحبال، فلما سكن أنينه نام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تلك الليلة.

أقول سيدي يا رسول الله، ليتك تسمع أنين ولدك الإمام زين العابدين ليلة الحادي عشر من المحرم، وهو عليل، قد فقد أخوته وأباه وأبناء عمومته، ليتك تسمعه ينادي: وا محمداه، ولا محمد لي اليوم، وا علياه ولا علي لي اليوم.

٢٥٧

أتهجعون وهم أسرى وجدُّهمُ

لعمِّه ليلُ بدرٍ قَطُّ ما هجعا

فليت شعري مَنِ العباسُ أرَّقَه

أنينُه كيف لو أصواتَها سَمِعا

ماكان يفعل مذ شِيلتْ هوادجُها

قسرا على كل صَعْبٍ في السُرى ظلعا

ما بين كلِّ دعيٍّ لم يُراعِ بها

من حرمة لا ولا حقَّ النبيّ رعا

(مجردات)

عگب گومه يويلي امگيدينه

تفت حتى الصخر جرَّت ونينه

او حزنه ايزيد من يسمع اسكينه

تگل زينب ابوي احسين وينه

يعمه لو يجي وتشوف عينه

بعده اشجرى والشمر علينه

زينب تگلها يا حزينه

بطلي النشد لا ترتجينه

أبوچ انكتل وحنه انولينه

هذا والإمام يسمع ويرى ما يجري على أخواته وعماته، فتزداد علته وتعظم عليه مصيبته، وليس بمقدوره أن يصنع لهن شيئا يا لله ما أعظمها من مصيبة؟

(أبوذية)

گلبي انكسر بعد اشلون ينشد

على الجبريل اله باللوح ينشد

ما شفنه عليل ابگيد ينشد

يس شفنه عليل الغاضريه

(أبوذية)

عليل او جسمه من المرض ينحل

او خذوه مكتوف لابن زياد ينحل

٢٥٨

الماله احَّد يحلَّه اشلون ينحل

او كل أهله صفت صرعى او رميه

***

وا لهفتاه على خزانةِ علمِك الـ

ـسجادِ وهو يُقاد في الأصفاد

٢٥٩

المجلس الخامس

القصيدة: للسيد عباس البغدادي

فيا راكبا مهريةً شَأَتِ الصَّبا

كأنَّ لها برقَ الغَمامِ زمامُ

إذا جُزْت في وادي قِبا قُل بعَولةٍ

أهاشمُ قومي فالقعودُ حرام

لقد حلّ فيكم حادثٌ أيُّ حادثٍ

هوت فيه للدينِ الحنيفِ دعام

قضى السبطُ ظمآنَ الفؤادِ وشلوُه

لبين المواضي والرماح طعام

وقد قُطعت أوداجُه بشَبا الظبى

ورُضّت له بالصافنات عظام

وأعظمُ رزءٍ زلزل الكون خلبُه

ودَكَّ الراوسي فهي منه رِمام

هجومُ العِدى بغياً على حُجْبِ أحمدٍ

ولم يُرعَ فيها للنبي ذِمام

فبينا بناتُ الوحي في الخدرِ إذ به

أحاط لسلبِ الطاهراتِ طُغام

ففرَّتْ من الأعداءِ حسرى مروعةً

لها الصونُ سِترٌ والعَفافُ لثام

تجيلُ بطرفٍ لِلحماة فلا ترى

سوى جُثثٍ قد غالهن حِمام

فنادت وقد عضّ المصابُ فؤادَها

وشبّ لها بين الضلوع ضَرامُ

فرقّ لها قلبُ العدو كآبةً

وناهيك رزءٌ رقَّ فيه لِئام(١)

(تجليلة)

الليلة اشلون مسّينه حرم كلنه

او كلها اعله الوطيه امذبحه اخوتنه

____________________

(١) - سفينة النجاة ص٣٦٢ العاملي.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267