سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٣

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 340

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 340
المشاهدات: 99540
تحميل: 5538


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 340 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 99540 / تحميل: 5538
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فاطمة الزهراء، اليوم حل الثكل بالزهراء، وباقي النساء لاطمات نادبات، ناعيات قائلات: وا مصيبتاه، وا حسيناه، وكأني بهن:

(مجردات)

جينه او عله گبرك گعدنه

او نخيناك يا عزنه او ضمدنه

هاي المحامل گوم ردنه

لرض المدينه او وطن جدنه

مهي إمناسبه الغربه تردنه

ثم صاحت سكينة: وا محمداه، وا جداه، يعز عليك ما فعلوا بأهل بيتك ما بين مسلوب وجريح، ومسجون وذبيح، وا حزناه، وا أسفاه.

فبكت ملائكةُ السما لبكائِها

وبكى النبيُّ لها بدمعٍ هائلِ

هذي الرزيةُ للنبيِّ وآلهِ

جلَّت فما رزءٌ لها بمماثل

قيل: وأجالت زينب بطرفها يمينا وشمالا فقيل لها: لعلك تريدين شيئا؟ فقالت: قوموا بنا إلى قبر أبي الفضل العباس فجاء بها الإمام زين العابدين حتى أوقفها على قبر أبي الفضل العباس وهو باكي العين قائلا: عمه هذا قبر أخيك أبي الفضل رمت بنفسها على القبر منادية: وا أخاه وا عباساه.

(مجردات)

لَوَنّ الگبر ينكشف بابه

لجيمن عليه وانگل اترابه

اصل للولي واسمع جوابه

واعتب عليه واكثر اعتابه

(نصاري)

صاحت بالحرم گومن امشنه

لعد اللي تكفلنه امن اهلنه

نريده ايگوم ويردنه الوطنه

او مثل ما جابنه بينه ايتوزم

٢٤١

زينب والحرم كلهن تعنن

الشاطي العلگمي او عالگبر گعدن

گامن ونة الثكله يونن

او حمام الدوح من عدهن تعلم

يخويه اگعد يراعي العلم والجود

او شوف امتونه امن اسياطهم سود

او شوف امن الحبال اشحال الزنود

بگت لليوم منها ينضح الدم

ثم قصدت كل واحدة قبر فقيدها، فرملى عند ولدها القاسم:

(مجردات)

يبني ارد افك گبر النمت بيه

او بيك ارد اكلفه او بيك اوصيه

يا گبر جاسم عينك اعليه

بتراب لحدك لا تغطيه

ما يحمل ابني او خاف تاذيه

وليلى عند قبر ولدها علي الأكبر:

(مجردات)

جيت ارد افك الگبر بيدي

وانظر لعد حالة اوليدي

فگد الولي يبَّس وريدي

عزيزي علي واهلال عيدي

وأما زينب فكانت تقوم من قبر وتجلس عند قبر آخر:

(مجردات)

لجيم العزه واصبغ اهدومي

سود اعله اخوتي او روس گومي

وحرَّم عليَّه طيب نومي

أنا الغاليه وارخصت سومي

قال بعضهم: انه لما عادت عائلة الحسينعليهم‌السلام إلى كربلاء وراحت كل امرأة وطفل وطفلة إلى قبر عزيزها رأت ذلك حميدة يتيمة مسلم بن عقيل فسألت خالتها زينبعليها‌السلام قائلة: خالة أين قبر أبي مسلم فأجابتها ببكاء

٢٤٢

ونحيب بنية إن قبر أبيك في الكوفة فبكت تلك اليتيمة(١) وكأني بها:

(مجردات) (٢)

اجت سايله الزينب الكبره

إتگلها يبت فاطم الزهره

چا وين ابوي او تجر حسره

بالكوفه ابوچ اهناك گبره

صاحت او منها الدمع عبره

مصابٍ ما سده والله واجره

***

يتصدع الصخر الأصم لحالها

وحشى ابن صخر لا تكاد تلين

متهللا تعلو الشماتة وجهه

وعلى محياه السرور يبين

أيعد ذلك اليوم من أعياده

فرحاً وقلب محمد محزون

____________________

(١) - معالي السبطين ج٢ عن بعض الشعراء.

(٢) - للمؤلف.

٢٤٣

٢٤٤

عودة أهل البيتعليهم‌السلام

(السبايا) إلى المدينة

٢٤٥

٢٤٦

المجلس الأول

القصيدة: للسيد حيدر الحلي

اللهُ يا حامي الشريعةْ

أتقِرُّ وهي كذا مروعهْ

مات التصبُّر بانتظا

رِك أيها المحيي الشريعه

فانهض فما أبقى التحمُّلُ

غيرَ أحشاءٍ جَزوعه

فالسيفُ إنَّ به شفاءَ

قلوبِ شيعتِك الوجيعه

فسواه منهم ليس يُنعشُ

هذه النفسَ الصريعه

كم ذا القعودُ ودينُكم

هُدمتْ قواعدُه الرفيعه

تنعى الفروعُ أصولَه

وأصولُه تنعى فروعه

فاشحذ شَبا عَضْبٍ له الأ

رواحُ مذعنةٌ مطيعه

واطلب به بدم القتيلِ

بكربلا في خيرِ شيعه

ماذا يُهيجُك إن صبرتَ

لوقعةِ الطفِ الفضيعه

أترى تَجيءُ فجيعةٌ

بامضَّ من تلك الفجيعه

حيث الحسينُ على الثرى

خيلُ العدى طحنت ضُلوعه

قتلتْه آلُ أميةٍ

ظامٍ إلى جنب الشريعه

ورضيعُه بدم الوريدِ

مخضَّبٌ فاطلُب رضيعه

٢٤٧

وسبيةٍ باتت بأفعى

الهمِّ مهجتُها لسيعه

سُلبتْ وما سُلبت محا

ـمدُ عزِّها الغرُّ البديعه

تدعو ومَن تدعو تلك

كفاةُ دعوتِها صريعه

حُملت ودائعُكم إلى

مَن ليس يعرفُ ما الوديعه(١)

(مجردات) (٢)

وينه الذي يگصد ولينه

وايخبره بالجره والسده اعلينه

ترضه الأعادي امسلبينه

او ترضه اعزيزك ذابحينه

(او عباس علشاطي رهينه)

(وايساره مگطوعه او يمينه)

والسهم طفاها العينه

او من بعد ابو فاضل العينه

السوط يلعب على اسكينه

عگب الخدر بويه انسبينه

(أبوذية)

بچيت او يبست اعيوني وبلها

يريت السببت چتلك وبلها

اعيالك جدّمت يمك وبلها

تزورك يا ذبيح الغاضريه

الرحيل عن كربلاء

قال في أسرار الشهادة: روي أن آل الرسول قد أقاموا المآتم عند قبر الحسين ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الرابع توجهوا نحو المدينة.

وقال غيره: ثم أمر علي بن الحسينعليه‌السلام بشد رحاله فشدوها، فصاحت

____________________

(١) - ديوان السيد حيدر ص٨٨/٩١.

(٢) - للمؤلف.

٢٤٨

سكينة بالنساء لتوديع قبر أبيها، فدرن حول القبر، فحضنت سكينة قبر أبيها وبكت بكاء شديدا وحنَّت وأنَّت وأنشأت تقول:

ألا يا كربلا نودعْكِ جسما

بلا كفنٍ ولا غسلٍ دفينا

ألا يا كربلا نودعك روحا

لاحمدَ الوصيِّ مع الأمينا

(مجردات)

للنسوان من صاحت اسكينه

گومن خلِّي انودعه ولينه

تدرن بالظعن ناوي المدينه

او يظل والدي بالطف رهينه

يوادي كربلا صاحت حزينه

عندچ جسم ابوي امودعينه

ابلا تغسيل برضچ دافنينه

وابذاري التراب امخضبينه

عفنه الولي غصبن علينه

وقال أحد الأكابر قيل لعلي بن الحسينعليه‌السلام دع النساء تتزود من أهلها؟ فقال: يا قوم إنكم لا ترون ما أرى، إني اخشى على عمتي زينب أن تموت، إنها تقوم من قبر وتجلس عند قبر.

ولما قل لزينب قومي قالت: إلى أين؟ قالوا: إلى المدينة. قالت: ومن ذا بقي لي في المدينة.

(مجردات)

يناعي اشبعد تدري اشبگالي

واشخلفت عندي الليالي

بيت او صفه امن الزلم خالي

(مجردات)

يحسين لو بيدي الأمر كان

إبنيت اعله گبرك بيت الأحزان

٢٤٩

ونوحن نياحه اطوار والحان

وانعاك يالعينه امن الأعيان

فگدك تظن خويه عَلَيّ هان

الك تشتعل بالگلب نيران

يتالي هلي بيك الدهر خان

يا هظمتي او فرحت العدوان

أخي أبا عبد الله، ستبقى في ذاكرتي، وفي قلبي، لا تنطفي نيران حزني عليك(١) .

(مجردات)

يبات الگلب يحسين محزون

عليك او تهل ادموع العيون

انه امنحّله وامغيره اللون

اطب المدينه او طبتي اشلون

شگلن للذي عنَّك ينشدون

شگلن للذي الدارك يگصدون

شگلهم هلي غياب ويجون

هيهات للمنزل يعودون

***

ومسلباتٍ اُخفيت أصواتُها

جَمرُ الفؤادِ مدامعٌ وعويلُ

وأشدُّها هظما لقلبِ المصطفى

سبيُ العقيلةِ والكفيلُ قتيل

____________________

(١) - أسرار الشهادة للفاضل الدربندي. معالي السبطين، عن بعض الخطباء.

٢٥٠

المجلس الثاني

القصيدة: للشيخ عبد المنعم الفرطوسي

موكبٌ للشُجونِ تهفو عليه

عَذُباتٌ من راية سوداءِ

طالعته الأحزانُ وهي عيون

من ثنايا المدينةِ الغرّارء

حين وافى بشرٌ لها وهو ينعى

بمراثيه سيِّدَ الشهداء

قال شجوا فهزَّ مسجدَ طه

بالمآسي ورِيعَ كلُّ بناء

ليس في يثربٍ مُقامٌ كريمٌ

بعد قتل الحسينِ في كربلاء

فتعالى الصراخ في كل بيت

بنجيب يعج بالأصداء

وأتى الناسُ يُهرعون رجالا

ونساءً في ندبة وشقاء

للإمام السجادِ وهو المعزَّى

بأبيه الذبيحِ من غير ماء

لليتامى وللأرامل ثكلا

من صبايا وصبيةٍ ونساء

حيث ناحت أمُّ المصائب ناحوا

لعويلِ العقيلةِ الحوراء

ضجةٌ للشجون والوجدِ منها

ضجَّت الأرضُ والسما بالبكاء

واُقيمت مآتمٌ في بيوت

هي كانت مآتَم الأرزاء(١)

____________________

(١) - ملحمة أهل البيتعليهم‌السلام ج٣، ص٣٧٠.

٢٥١

(مجردات)

من طبت او شافت المنزل

موحش خلي مظلم او يذهل

صاحت او دمع العين يهمل

يا دار فگد الأهل يكتل

عفيه اعله گلبي اشكثر يحمل

ضيم او حزن متراكم او ذل

وكأني بأهل المدينة لما سمعوا نعيهاعليه‌السلام :

(مجردات)

يا عين جودي ابدمعتچ هاي

لحسين ذاك الما شرب ماي

ابچي واسعديني على ابچاي

ناعي ابو اليمه يشده الراي

او لّمن سمعته تاه منواي

بشر بن خذلم ينعى الحسينعليه‌السلام

قال السيد ابو طاووس في اللهوف: ثم انفصل الآل من كربلاء طالبين المدينة.

قال بشر بن حذلم: فلما قربنا منها نزل علي بن الحسينعليه‌السلام وضرب رحله وقرب فسطاطه وأنزل نسائه وقال: يا بشر رحم الله أباك لقد كان شاعرا فهل تقدر على شيء منه؟ فقلت: بلى يا ابن رسول الله إني لشاعر فقالعليه‌السلام : ادخل المدينة وانعَ أبا عبد الله، قال بشر: فركبت فرسي وركضت حتى دخلت المدينة، فلما بلغت مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رفعت صوتي بالبكاء، فأنشأت أقول:

يا أهلَ يثربَ لا مُقامَ لكم بها

قُتل الحسينُ فأدمعي مِدرارُ

الجسمُ منه بكربلاءَ مضرَّجٌ

والرأسُ منه على القناة يُدارُ

٢٥٢

قال: ثم قلت: هذا علي بن الحسينعليه‌السلام مع عماته وأخواته، قد حلوا بساحتكم، ونزلوا بفنائكم، وأنا رسوله إليكم، وأعرِّفكم مكانه، قال: فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة، إلا برزن من خدروهن ضاربات خدودهن، يدعون بالويل والثبور، فلم أر باكيا أكثر من ذلك اليوم، ولا يوما أمر على المسلمين منه.

ومن جملة من خرج من المخدرات زوجة أمير المؤمنينعليها‌السلام أم البنين، خرجت وعلى كتفها طفل العباسعليه‌السلام حتى دنت من بشر، فأخذت تسأله عن الحسين، وهو يجيبها عن أولادها الأربعة، وهو يقول لها: عظم الله لك الأجر بولدك جعفر، قالت أخبرني عن ولدي الحسين، قال: عظم الله لك الأجر بولدك عبد الله، قالت: أخبرني عن ولدي الحسين، قال: عظم الله لك الأجر بولدك عثمان، قالت يا بني أخبرني عن ولدي الحسين، قال: عظم الله لك الأجر بولدك أبي الفضل العباس، فلما سمعت بذكر أبي الفضل العباس وضعت يدها على قلبها ثم قالت: يا ابن حذلم لقد قطعت نياط قلبي أخبرتني بقتل أولادي الأربعة ولكن يا ابن حذلم إعلم إن أولادي وجميع من تحت السماء فداء لأبي عبد الله الحسين، يا ابن حذلم أخبرني عن الحسين. عند ذلك قال: يا أم البنين عظم الله لك الأجر بالحسين فلقد خلفناه بأرض كربلاء جثة بلا راس فصاحت وا ولداه وا حسيناه، وسقطت إلى الأرض مغشيا عليها، فلما أفاقت قالت: يا ابن خذلم لقد قطعت نياط قلبي، أخبرني عن ولدي الحسين(١) :

____________________

(١) - معالي السبطين عن بعض الخطباء.

٢٥٣

وأتته أم البنين مع النا

س تنادي أن افسحوا لي المجالا

أيها الذاكر الحسين أجبني

ما ابتغائي غير الحسين سؤالا

قال يا عمتي إليك عزائي

ببنيك فأومأت أنْ لا لا

وأعزيك بالحسين فنادت

وا حسيناً وأعولت إعوالا

ليتني مت قبل يوميَ هذا

كان عيشي بعد الحسين محالا(١)

(نصاري)

يگلها عظم الله اجرچ بالحسين

بگه ابوادي الطفوف ابغير تكفين

اولفه السجاد بظعون النساوين

او نصب بره المدينه الهم امخيم

(مجردات)

جاني الخبر بحسين مذبوح

او دمّه على التربان مسفوح

لانعاه واگضي العمر بالنوح

واعمي اعيوني واتلف الروح

ثم انطلقت إلى حيث نزل أهل البيتعليهم‌السلام ووقفت أمام زينب تسألها:

(نصاري)

لفتها أم البنين اتگوم واتطيح

وين اهلچ يزينب راحوا تصيح

وين ابدور هاشم والمصابيح

او وين احسين والينه المشيَّم

تگلها والدمع يجري امن العيون

گضوا يمّ البنين ابخطة الكون

هووا ما بين المطبر او مطعون

او بين البالعمد راسه تهشم

____________________

(١) - الأبيات لصديقنا الغالي الخطيب السيد شاكر المحنه دام مجده من قصيدة عامرة بعث بها إلينا مع ترجمته مشكورا.

٢٥٤

صاحت ارد انشدچ يا ضوه العين

عن عباس وولادي الميامين

اخافن گصّروا عن نصرة احسين

او عند امه ابخجل وجهي توسم

لا يمه تگللها اشتگولين

تلث تنعام من اخوتي الطيبين

بذلوا كل مهجهم دو الحسين

او وگفوا سور ما دون المخيم

***

لله ربة خدر كان يحجبها

بيت الرسالة والزهرا تربّيها

أمست لدى الأسر حسرى بعد عزتها

مضاعة بين قاصيها ودانيها

٢٥٥

المجلس الثالث

القصيدة: للسيد حيدر الحلي

أيُّ يومٍ بشفرةِ البيضِ فيه

عاد أنفُ الإسلام وهو جديعُ

يومَ أرسى ثقلُ النبيِّ على الحتف

وخفَّت بالراسيات صُدوع

يوم صكّت بالطف هاشمُ وجهُ الموتِ

فالموتُ من لِقاها مَروع

بسيوف في الحرب صلَّت فللشَوسِ

سجودٌ من حولِها وركوع

فأبى أنْ يعيشَ إلا عزيزا

أو تجلَّى الكفاحُ وهو صريع

قتلقى الجموعَ فردا ولكن

كلُّ عضوٍ في الرَوعِ منه جموع

زوَّج السيفَ بالنفوس ولكن

مهرُها الموتُ والخضابُ النجيع

بأبي كالئا على الطف خدرا

هو في شفرة الحسامِ منيع

قطعوا بعده عُراه ويا حبلَ

وريدِ الإسلامِ أنت القطيع

وسروا في كرائم الوحيِ أسرى

وعَداك ابنَ أمِّها التقريع

لو تراها والعيسُ جشَّمها

الحادي من السير فوقَ ما تستطيع

ووراها العَفافُ يدعو ومنه

بدم القلبِ دمعُه مشفوع

فترفَّقْ بها فما هيَ إلا

ناظرٌ دامعٌ وقلبٌ مروع

قوِّضي يا خيامَ عليا نِزارٍ

فلقد قُوِّضَ العمادُ الرفيع

٢٥٦

واملئي العينَ يا أميةُ نوما

فحسينٌ على الصعيد صريع(١)

(مجردات)

يا طارش اليثرب تعنَّه

واگصد لعند انزول اهلنه

محاشيم اخذ وياك منه

وين المروه والمحنه

او زينب تنادي اهنا يهلنه

لسه اولا اتنشدون عنه

للشام هالغرَّب ظعنه

واحسين راسه بدر چنه

رمح الشمر بيه ايتشنه

(أبوذية)

ما حصلت بالطف راحه ولهه

زلمها راح تالي راح والهه

سبع خوان زينب راحوا الهه

او تسعه اولاد عمها الطالبيه

السيد محمد ابن الحنفية يستقبل عائلة الحسينعليه‌السلام

قال في ثمرات الأعواد: لما دخل بشر بن حذلم المدينة وأخبر الناس بقتل الحسينعليه‌السلام وضج الناس بالبكاء والنحيب كان محمد ابن الحنفية مريضا، ولم يكن له علم بذلك الخبر الشنيع، فسمع أصواتا عالية ورجة عظيمة فلا يقدر أحد أن يخبره لخوفهم عليه من الموت لأنه قد أنحله المرض فألح عليهم بالسؤال فتقدم إليه أحد غلمانه وقال:

جلعت فداك يا ابن أمير المؤمنين إن أخاك الحسين قد أتى من الكوفة وقد

____________________

(١) - ديوان السيد حيدر ص٨٧/٨٨.

٢٥٧

غدر أهل الكوفة بابن عمك مسلم بن عقيل فرجع عنهم وأتى بأهله وأصحابه فقال له: لم لا يدخل علي أخي؟ قال ينتظر قدومك إليه قال: فنهض فوقع: وجعل تارة يقوم، وتارة يسقط وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فكأن قلبه أحس بالشر فقال: إن فيها والله مصائب آل يعقوب ثم قال: أين أخي أين ثمرة فؤادي أين الحسين، ولم يعلم بقتله فقالوا: يا مولانا أخوك بالموضع الفلاني، قال: قدّموا لي جوادي فقدم له الجواد واركبوه على جواده وحوله خدامه، حتى إذا خرج خارج المدينة فلم ير إلا أعلاما سودا فقال: ما هذه الأعلام السود والله قتل بنو أمية الحسين، فصاح صيحة عظيمة وخر عن جواده إلى الأرض مغشيا عليه، فركض الخادم إلى زين العابدينعليه‌السلام وقال له: يا مولاي أدرك عمك قبل أن تفارق روحه الدنيا فخرج وبيده منديل يمسح به دموعه إلى أن أتى عمه فأخذ رأسه ووضعه في حجره، فلما أفاق قال: يا ابن أخي، أين أخي، أين قرة عيني، أين نور بصري، أين أبوك، أين خليفة أبي، أين أخي الحسينعليه‌السلام فقال عليعليه‌السلام : يا عماه أتيتك يتيما ليس معي إلا نساء حاسرات، في الذيول عاثرات ناعيات نادبات، وللمحامي فاقدات.

(مجردات)

شحچي يعمّي يا مصيبه

گلبي ترى گاضي نحيبه

حتى الطفل گطعوا حليبه

غير المشت يسره او سليبه

وادروب طرتها رهيبه

من الدهر شفنه عجيبه

بنات النبي تصبح غريبه

٢٥٨

يا عماه لو تنظر إلى أخيك يستغيث فلا يغاث، ويستجير فلا يجار، قتل وهو عطشان، والماء يشربه كل حيوان.

فصرخ محمد بن الحنفية حتى غشي عليه مرة ثانية، ولما أفاق من غشيته قال: يا أبن أخي قُصَّ علي ما أصابكم.

قال الراوي: فكان السجاد يقص على عمه ودموعه تجري وهو يمسحها بمنديل كان في يده(١) .

(مجردات)

جيتك يعمي يا محمد

وحيد او شمل عزي تبدد

عفت والدي ابكربلا امدد

او يعمي ابرمح راسه تصعَّد

وآنه اويه عماتي امگيَّد

اميسر امن اجدامي امحدد

جلبونه من مشهد المشهد

هظمنه فلا يتوصف ابحد

***

أيا عمّاهُ إنَّ أخاك أضحى

بعيدا عنك بالرمضا رهينا

ولو عاينتَ يا عماه ساقوا

حريما لا يجدنَ لها معينا

على ظهر النياقِ بلا وِطاءٍ

وشاهدتُ العيالَ مكشَّفينا

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٥، ص١٦٥.

٢٥٩

المجلس الرابع

القصيدة: للسيد الشريف الرضي

كربلا لازلتِ كرباً وبَلا

ما لقيْ عندِك آلُ المصطفى

كم على تربِك لـمّا صُرِّعوا

من دم سال ومن دمع جرى

لم يذوقوا الماءَ حتى اجتمعوا

بِحِدى السيفِ على وِرْدِ الردى

يا رسولَ اللهِ لو عاينتَهم

وهمُ ما بين قتلٍ وسِبا

من رَميضٍ يُمنَع الظلَّ ومِن

عاطشٍ يُسقى أنابيبَ القنا

ومسوقٍ عائرٍ يُسعى به

خلفَ محمولٍ على غيرِ وِطا

لرأت عيناكَ منهم منظرا

للحشى شَجوا وللعينِ قَذى

ليس هذا لرسول اللهِ يا

أمةَ الطغيانِ والبغيِ جَزا

جَزَروا جزرَ الأضاحي نسلَه

ثم ساقوا أهلَه سوقَ الإما

يا قتيلً قَوَّض الدهرُ به

عُمُدَ الدينِ وأعلامَ الهدى

قتلوه بعد علمٍ منهمُ

أنه خامسُ أصحابِ الكسا

وا صريعا عالج الموتَ بلا

شَدِّ لحيينِ ولا مدِّ ردا

غسّلوه بدم الطعنِ وما

كفَّنوه غير بوغاءِ الثرى

٢٦٠