• البداية
  • السابق
  • 625 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 16574 / تحميل: 5740
الحجم الحجم الحجم
مقتل الحسين (عليه السّلام) رواية عن جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من كتب العامّة

مقتل الحسين (عليه السّلام) رواية عن جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من كتب العامّة

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

إسناده فقط دون ملاحظة باقي الطرق والأسانيد ، ودون ملاحظة الشواهد والمتابعات ، ثمّ أردفنا ذلك ببيان قيمته بعد ملاحظة المذكورات إذا احتاج المقام إلى ذلك

٩ ـ سكتنا عن بيان قيمة بعض الأسانيد ؛ لعدم العثور على ترجمة بعض أفراد سلسلته ، تاركين الأمر لمزيد من التحقيق من بعد

١٠ ـ لم نكتفِ ولم نعتمد على ما قاله السابقون في قيمة كلّ حديث ، بل حقّقنا صحّة قوله أو عدمها بنفسنا ، غير ناسين أنّهم ربما صحّحوا أو حسَّنوا لوقوفهم على ما لم يصل إلينا من أحوال الرواة ، وذلك كما في بعض أسانيد الحاكم لابن عبّاس عن النبيّ في رواية ( إنّي قتلت بحيى بن زكريّا سبعين ألفاً ) إلخ ، وكما في رواية أبي أمامة الباهلي

١١ ـ ربما اعتمدنا على تقييم الآخرين عند عدم وصول الرواية بإسنادها إلينا ؛ وذلك لحذفها من مصدرها ، كما في الحديث الذي رواه أبو الطفيل عن النبي (صلّى ‏الله ‏عليه‏ و‏آله) ، حيث نقله الهيثمي في مجمع الزوائد قائلاً : رواه الطبراني وإسناده حسن

وأشار المنّاوي في فيض القدير إلى وجوده في معجم الطبراني ، مع أنّه غير موجود اليوم في معاجم الطبراني الثلاثة

١٢ ـ ما يقع من توثيقنا بعض النواصب أو المتّهمين بالنصب والعثمانيّين إنّما كان جرياً على مباني العامة وقواعدهم ، وإن كنّا لا نعتقد ذلك فيهم

١٣ ـ إنّ كثيراً من الرواة مسألة توثيقهم وعدمها اجتهادية ، فلا يمكن الاعتماد المطلق على ما قاله السابقون ، وكذلك تعيين درجة اعتبار الحديث ، بل تخضع للاجتهاد والتتبع والتحقيق

٢١

١٤ ـ ربما أطلنا ترجمة شخص وإن كان السند مخدوشاً من جهة غيره ؛ وما ذلك إلاّ لبيان قيمة الراوي المطال في ترجمته ، وبيان وجوه التحامل عليه ، وذلك كما في ترجمة ابن الجعابي

١٥ ـ إذا كان الذي لم يرو عنه إلاّ واحد في عصر التابعين والقرون المشهود لأهلها بالخيرية ، فإنّه يُستأنس بروايته ويستضاء بها ، بل ذهب كثير منهم إلى عدّه في الثقات ، وهو ما ذهبنا إليه

١٦ ـ من انفرد ابن حبّان بتوثيقه فهو مقبولٌ معتدّ به إذا لم يأتِ بما ينكر عليه ، والجمهور على أنّ مَنْ كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه فحديثه صحيح

هذا إذا لم يوثقه أحد ، فإذا وثّقه ابن حبّان فهو أولى بالقبول

١٧ ـ الأسانيد التي تناولناها هي عمدة الأسانيد والتي عليها المدار ، وربما ذكرنا أسانيد أُخرى من كتب أو أجزاء مخطوطة لم تطبع بعد ، كما في رواية أبي عمرو السمّاك عثمان بن أحمد عن هاني بن هاني عن أميرالمؤمنين (عليه ‏السّلام) ، كما ذكرنا أسانيد لم تذكر ولم تُبحث قطّ ، مثل سند البلاذري إلى مجاهد عن أمير المؤمنين (عليه ‏السّلام) ، وغيرها من الأحاديث المُسندة في كتب التواريخ

١٨ ـ إنّ مشهور علماء الجمهور هو عدم التشدّد في أحاديث وروايات الفضائل والمناقب ، ودلائل النبوّة والمعاجز ، والإخبارات الغيبيّة وأمثالها ، ومع ذلك فإنّ أكثر طرق الكتاب وأسانيده غنيّة عن هذا المنهج ؛ لذلك لم نتّبعه في هذا الكتاب إلاّ قليلاً

١٩ ـ قد تقع أسماء بعض الفقهاء وغيرهم من العلماء في بعض الأسانيد ، ولا توجد توثيقات صريحة في حقّهم ، ويكتفى بوصفهم بالإمامة ، والعلم والفقه ، أو

٢٢

القراءات أو الأنساب أو غيرها

وهذا يكفي في كونهم ثقات معروفين ، وإنّما عُرفوا بالفقه والاستدلال والعلوم الأُخرى لا بالرواية والحديث ، وذلك مثل : أحمد بن يحيى بن خالد بن حيّان الرقّي ، أبي العبّاس المصري ، الفقيه الحنبلي ، ويحيى بن الحسن بن جعفر الحجّة ، النسّابة ، ومحمّد بن علي بن إسماعيل القفّال الشّاشيّ ، إمام الشافعيّة بما وراء النهر في عصره ، وأمثالهم

٢٠ ـ شفعنا عملنا بخرائط توضيحيّة تفصيليّة ؛ لتسهيل التناول على المطالع ، حيث يقف على أسماء الصحابة والتابعين ، وتابعي التابعين ومَنْ روى عنهم ، كما يقف على مصادر الأحاديث والروايات ، وكيفية اتصالها بأسهل الطرق

هذه أهم المناهج الأساسيّة التي اعتمدناها في بحوثنا وتدويننا لهذا الكتاب ، وهناك بعض النكات الظريفة الدقيقة تأتي في مواضعها يعرفها الحاذق الخبير في هذا العلم ، تركنا تفصيل أفرادها وبيانها للقارئ الكريم

قيس بهجت العطّار

٢٣

٢٤

الفصل الأول

إخبارات أهل الكتاب بشهادته (عليه ‏السّلام)

٢٥

٢٦

١

رأس الجالوت ، عن أبيه :

العلاء بن أبي عائشة ، قال : حدّثني رأس الجالوت(١) عن أبيه ، قال : ما مررت بكربلاء إلاّ وأنا أركض دابّتي حتّى أُخلّف المكان

قال : قلت : لِمَ ؟

قال : كُنّا نتحدّث أنّ وَلَدَ نبيٍّ مقتول في ذلك المكان

قال : وكنت أخاف أن أكون أنا ، فلمّا قُتل الحسين قُلنا : هذا الذي كنّا نتحدّث

قال : وكنت بعد ذلك إذا مررت بذلك المكان أسيرُ ولا أركض(٢)

قبل البدء بمناقشة الأسانيد لا بدّ من التنبيه على أنّ إخبار رأس الجالوت ، أو أبيه عن استشهاد الحسين (عليه ‏السّلام) ، وأنّ ذلك كان في علمهما قبل وقوعه لا يشكّل بنفسه حجّة أو دليلاً ؛ ففي روايات المسلمين كفاية وغنى ، غير أنّها تعضد الروايات

ـــــــــــــــ

١ ـ رأس الجالوت : هو مقدّم علماء اليهود والجالوت : هم الجالية ، أي الذين جَلَوا عن أوطانهم ببيت المقدس ، ويكون رأس الجالوت من ولد داود (عليه ‏السّلام)

٢ ـ تاريخ الطبري ٦ / ٢٢٣ ، وأشار إليها البخاري في التاريخ الكبير ٦ / ٥٠٨ الترجمة ٣١٤٠ ( العلاء ابن أبي عائشة ) ، ورواها الطبراني والدولابي بسنديهما عن العلاء ابن أبي عائشة ، عن أبيه ، عن رأس الجالوت

٢٧

الناصّة على أنّ مقتل الحسين (عليه ‏السّلام) كان ممّا نصّ عليه الأنبياء السابقون ، وأنّ اللّه‏ سبحانه وتعالى أخبرهم به ؛ لعظم هذا المصاب ، ولمكانة الحسين (عليه ‏السّلام) عند اللّه‏ وعند الأنبياء السابقين والأُمم السالفة

والرواية هنا إلى العلاء ابن أبي عائشة صحيحة الإسناد ـ كما سيأتي ـ ، غير أنّها وردت بشكلين : عن العلاء ، عن رأس الجالوت ، عن أبيه ، وعن العلاء ، عن أبيه ، عن رأس الجالوت

ممّا يظهر منه أنّ في أحدهما تقديماً وتأخيراً ، وإن كان الأرجح هو كون الرواية عن رأس الجالوت ، وأنّه رواها عن نفسه تارة ، وعن أبيه أُخرى ، وأنّ كليهما كان يعلم بمقتل ابن نبيّ في كربلاء

ففي مثير الأحزان لابن نما الحلّي : ورويت أنّ رأس الجالوت ابن يهوذا قال : ما مررتُ مع يهوذا بكربلاء إلاّ هو يركض دابّته حتّى يجاوزها ، فلمّا قُتل الحسين جعل يمرّ بها ، فقلت له , فقال : يا بني ، كُنّا نُحَدَّثُ أنّه سيُقتل بكربلاء رجل من ولد نبي ، فكنت أخاف أن أكون أنا ، فلمّا قُتل الحسين علمت أنّه هو(١)

وفي طبقات ابن سعد : أخبرنا عمرو بن خالد المصري ، قال : حدّثنا ابن لهيعة ، عن الأسود بن محمّد بن عبد الرحمان ، قال : لقيني رأس الجالوت فقال : واللّه‏ , إنّ بيني وبين داود لسبعين أباً ، وإنّ اليهود لتلقاني فتعظّمني ، وأنتم ليس بينكم وبين نبيّكم إلاّ أب واحد قتلتم ولده(٢) !

ونقله ابن نما ، عن أبي الأسود محمّد بن عبد الرحمان ، قال : لقيني رأس الجالوت ابن يهوذا فقال : واللّه‏ إنّ بيني وبين داود سبعين أباً ، واليهود تلقاني

ــــــــــــــــ

١ ـ مثير الأحزان / ٦٣

٢ ـ ترجمة الإمام الحسين (عليه ‏السّلام) من طبقات ابن سعد / ٨٧ ـ ٨٨ ح٣٠٦

٢٨

فتعظمني ، وأنتم ليس بين ابن النبيّ وبينه إلاّ أب واحد قتلتم ولده(١) !

ومن كلّ هذا يظهر أنّ رأس الجالوت ابن يهوذا كان يمرّ بكربلاء مسرعاً مع أبيه يهوذا ؛ لعلمهما بمقتل ابن نبيّ بها ، واطمئنّا بعد قتل الحسين (عليه ‏السّلام) بأنّهما ـ وكلّ منهما من نسل داود (عليه ‏السّلام) ـ ليسا المقصودين بابن النبيّ المقتول

١ ـ سند الطبري الأوّل :

قال الطبري : حدّثني الحسين بن نصر ، قال : حدّثنا أبو ربيعة ، قال : حدّثنا أبو عوانة ، عن حصين بن عبد الرحمان ، قال : حدّثني العلاء بن أبي عائشة ، قال : حدّثني رأس الجالوت ، عن أبيه(٢)

الحسين بن نصر بن معارك ، أبو عليّ البغدادي ، صهر الحافظ أحمد بن صالح ، بغداديّ سكن مصر ، ثقة

قال سعيد بن يونس : ثقة ثبت

وقال ابن أبي حاتم : محلّه الصدق

وقال الذهبي : الحافظ الثبت

توفّي بمصر سنة ٢٦١هـ(٣)

أبو ربيعة زيد بن عوف , ويُقال : فهد بن عوف ، وفهدٌ لقب له , بصريٌّ ، من بني عامر بن ذهل ، ضعيف في غير أبي عوانة

ــــــــــــــــ

١ ـ مثير الأحزان / ٨٢

٢ ـ تاريخ الطبري ٦ / ٢٢٣

٣ ـ تاريخ بغداد ٨ / ١٣٧ ـ ١٣٨ الترجمة ٤٢٣٨ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٧٦ ـ ٣٧٧ الترجمة ١٦٠ ، تاريخ دمشق ١٤ / ٣٣٨ ـ ٣٤١ الترجمة ١٦٣٠

٢٩

قال أبو حاتم : ما رأيت بالبصرة أكيس ولا أحلى منه ، وكان عليّ ابن المديني يتكلّم فيه وكتب عنه أبو حاتم وقال : يُعرف وينكر

واتّهمه أبو زرعة بسرقة حديثين وقال ابن أبي حاتم : قلت لأبي زرعة : يُكتب حديثه ؟ قال : أصحاب الحديث ربما أراهم يكتبون عنه

وقال البخاري : سكتوا عنه

وقال الدار قطني : ضعيف

وقال الفلاس : متروك الحديث

وقال ابن المديني : كذّاب

وقال ابن معين : ليس لي به علم ولا أعرفه لم أكتب عنه

وذكره ابن حبّان في ثقاته ، وذكره أيضاً في المجروحين وقال : وكان ممّن اختلط بأخرة ، فما حدّث قبل اختلاطه فمستقيم ، وما حدّث به بعد التخليط ففيه المناكير يجب التنكّب عمّا انفرد به من الأخبار

وقال العجلي في ثقاته : لا بأس به

وقال ابن عدي : أكثر رواياته عن أبي عوانة ، وهو مشهور في البصريين ، وينفرد عن أبي عوانة بغير شيء وعن غيره ، ولم أر في حديثه منكراً لا يشبه حديث أهل الصدق

توفّي سنة ٢١٩هـ(١)

ـــــــــــــــــ

١ ـ الجرح والتعديل ٣ / ٥٧٠ ـ ٥٧١ الترجمة ٢٥٨٧ ، التاريخ الكبير ٣ / ٤٠٤ الترجمة ١٣٤٥ ، لسان الميزان ٢ / ٥٠٩ الترجمة ٢٠٤١ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٣٦٦ الترجمة ٦٧٨٤ ، الكامل ـ لابن عدي ٣ / ٢١٠ ـ ٢١١ ، المجروحين ١ / ٣١١ ، الثقات ـ لابن حبّان ٩ / ١٣ ، ضعفاء العقيلي ٣ / ٤٦٣ الترجمة ١٥٢٠ ، معرفة الثقات ـ للعجلي ٢ / ٢٠٩ الترجمة ١٤٩٢

٣٠

الوضّاح بن عبد اللّه‏ اليشكري ـ مولى يزيد بن عطاء بن يزيد اليشكري ـ أبو عوانة الواسطي البزّاز ، ثقة ثبت حجّة

قال ابن عبد البر : أجمعوا على أنّه ثقة ثبت حجّة فيما حدّث من كتابه ، وإذا حدّث من حفظه ربما غلط

وقال يعقوب بن شيبة : ثبت صالح الحفظ صحيح الكتاب

وقال أبو زرعة : ثقة إذا حدّث من كتابه

وقال أبو حاتم : كتبه صحيحة ، وإذا حدّث من حفظه غلط كثيراً ، وهو صدوق ثقة

وقال أحمد ويحيى : ما أشبه حديثه بحديث الثوري وشعبة ، وكان أميناً [ أو أُمّيّاً ] ثقة

وقال أحمد : هو صحيح الكتاب ، وإذا حدّث من حفظه ربما يهم

وقال عفّان بن مسلم : كان صحيح الكتاب ثبتاً ، وهو عندنا أصحّ حديثاً من شعبة

وقال عبد الرحمان بن مهدي : كتابه أثبت من حفظ هشيم

وقال يحيى بن معين : هو ثقة وقال : ثبت صدوق وقال : إذا اختلف أبو عوانة وشريك فالقول قول أبي عوانة وقال : هو أحبّ إليّ من إسرائيل وأثبت وقال : كان يقرأ ولا يكتب ، وكان يستعين بمَنْ يكتب له

وقال ابن سعد : كان ثقة صدوقاً

وقال العجلي : بصريّ ثقة

٣١

ووثّقه ابن حبّان والدار قطني وابن شاهين

وقال الذهبي في سيره : الإمام الحافظ الثبت ، محدّث البصرة ، وكان من أركان الحديث وقال : استقرّ الحال على أنّه ثقة ، وله أوهام تجنّب إخراجها الشيخان ، وقال في الكاشف : ثقة متقن لكتابه

وقال ابن حجر في التقريب : ثقة ثبت

روى له الجماعة ولد سنة نيّف وتسعين ، وتوفّي سنة ١٧٦هـ ، وقيل : ١٧٥هـ(١)

حصين بن عبد الرحمان السلمي ، أبو الهذيل الكوفي ، ابن عمّ منصور المعتمر ، ثقة حجّةٌ , ساء حفظه بأخرة

قال أحمد : ثقة مأمون من كبار أصحاب الحديث

وقال يحيى بن معين : ثقة

وقال العجلي : كوفيّ ثقة ثبت في الحديث ، سكن المبارك ـ اسم نهر بالبصرة ـ بأخرة ، والواسطيّون أروى الناس عنه

وقال عبد الرحمان بن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه ، فقال : ثقة قلت : يحتجّ بحديثه ؟ قال : إي واللّه‏

وقال يعقوب بن سفيان : متقن ثقة كوفيّ ، كان يكون بواسط

ذكره ابن حبّان في ثقاته

وقال الذهبي : ثقة حجّة وذكره في كتابه ( مَنْ تكلّم فيه وهو موثّق ) فقال :

ــــــــــــــــــ

١ ـ تهذيب الكمال ٣٠ / ٤٤١ ـ ٤٤٨ الترجمة ٦٦٨٨ ، تهذيب التهذيب ١١ / ١٠٣ ـ ١٠٦ الترجمة ٢٠٤ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٨٩ ، سير أعلام النبلاء ٨ / ٢١٧ ـ ٢٢٢ الترجمة ٣٩ ، الكاشف ٢ / ٣٤٩ الترجمة ٦٠٤٩ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧ الترجمة ٢٢٣

٣٢

لم يؤخذ عليه إلاّ تغيّر حفظه في آخر عمره

وقال ابن حجر في التقريب : ثقة تغيّر حفظه في الآخر

وقال أبو حاتم : صدوق ثقة في الحديث ، وفي آخر عمره ساء حفظه

قال يحيى بن معين : ما روى هشيم عن حصين وسفيان فهو صحيح ، ثمّ إنّه اختلط , يعني حصيناً وقال : أُنكر بأخرة

وأنكر علي ابن المديني في علوم الحديث اختلاطه وتغيّره

وقال يزيد بن هارون : طلبت الحديث وحصين حيّ يُقرأ عليه بالمَبَارِك وقد نسي

فالرجل ثقة حجّة نسي ، وساء حفظه لكبر سنّه ، ولم يتغيّر ولم يختلط ، فقد كان عند مقتل الحسين رجلاً مراهقاً ، قال : جاءنا قتل الحسين فمكثنا ثلاثاً كأنّ وجوهنا طُليت رماداً روى له الجماعة توفّي سنة ١٣٦هـ وله ٩٣ سنة(١)

العلاء بن أبي عائشة ، كان عامل عمر بن عبد العزيز على الرها ، تابعيّ يروي عن عمر بن الخطّاب ، ذكره ابن حبّان في الثقات ، ولم يطعن فيه أحد(٢)

٢ ـ سند الطبري الثاني :

قال الطبري : حدّثنا محمّد بن عمّار الرازي ، قال : حدّثنا سعيد بن سليمان ،

ــــــــــــــــــ

١ ـ تهذيب الكمال ٦ / ٥١٩ ـ ٥٢٢ الترجمة ١٣٥٨ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٣٢٨ ـ ٣٢٩ الترجمة ٦٥٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٢٢.

٢ ـ الثقات ـ لابن حبّان ٥ / ٢٤٧ ، إكمال الكمال ٧ / ٢٦٩ ، التاريخ الكبير ٦ / ٥٠٨ الترجمة ٣١٤٠ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٢٩١

٣٣

قال : حدّثنا عباد ابن العوام ، قال : حدّثنا حصين ، قال : حدّثني العلاء بن أبي عائشة ، قال : حدّثني رأس الجالوت ، عن أبيه(١)

محمّد بن عمّار بن الحارث الوازعي ، أبو جعفر الرازي ، ثقة

كتب عنه عبد الرحمان بن أبي حاتم وقال : صدوق ثقة

وذكره ابن حبّان في ثقاته وقال : مستقيم الحديث

وذكره أبو يعلى الخليلي القزويني في الإرشاد وقال : قديم عمّر ، سمع منه أبو حاتم وابنه وقد أكثر الرواية عنه الطبري في تفسيره(٢)

سعيد بن سليمان الضبّي ، أبو عثمان الواسطي البزّاز ، المعروف بـ ( سعدويه ) ، سكن بغداد ، ثقة حافظ

قال أبو حاتم : ثقة مأمون

وقال العجلي : واسطيّ ثقة

وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث

وذكره ابن حبّان في الثقات

وقال أحمد : كان صاحب تصحيف ما شئت

وقال يحيى بن معين : كان سعدويه قبل أن يحدّث أكيس منه حين حدّث

وقال الخطيب البغدادي : كان من أهل السنّة ، وامتحن فأجاب في المحنة

ـــــــــــــــــ

١ ـ تاريخ الطبري ٦ / ٢٢٣

٢ ـ الجرح والتعديل ٨ / ٤٣ الترجمة ١٩٨ ، الثقات ـ لابن حبّان ٩ / ١٣٨ ، الإرشاد ٢ / ٦٧٢ ، وانظر تهذيب الكمال ٣١ / ٣٨٤ في ترجمة يحيى بن الضريس البجلي ، حيث ورد فيه : أبو جعفر محمّد بن عمّار بن الحارث بن وازع الرازي

٣٤

ـ محنة خلق القرآن ـ يعني تقيّة

وقال ابن حجر في التقريب : ثقة حافظ روى له الجماعة

مات سنة ٢٢٥هـ وله ١٠٠ سنة(١)

عباد ابن العوام بن عمر بن عبد اللّه‏ بن المنذر الكلابي ، أبو سهل الواسطي ، مولى أسلم بن زرعة الكلابي ، ثقة يتشيّع ، قدم بغداد وحدّث بها إلى أن مات بها

قال وكيع : ليس عندكم أحد يشبهه

وقال يحيى بن معين : ثقة وقال : ثقة صدوق مأمون مقنع جائز الحديث ، هو واللّه‏ أوثق من يزيد بن هارون

وقال العجلي وأبو داود والنسائي وأبو حاتم : ثقة

وذكره ابن حبّان وابن شاهين في ثقاتهما ووثّقه البزّار

وقال سعيد بن سليمان : حدّثنا عباد ابن العوام ، وكان نبيلاً من الرجال في كلّ أمره

وقال أحمد : كان يشبه أصحاب الحديث وقال : مضطرب الحديث عن سعيد بن أبي عروبة

وقال ابن خراش : صدوق

وقال ابن سعد : كان يتشيّع ، فأخذه هارون الرشيد فحبسه زماناً ثمّ خلّى عنه وقال : كان ثقة

ــــــــــــــــــ

١ ـ تهذيب الكمال ١٠ / ٤٨٣ ـ ٤٨٨ الترجمة ٢٢٩١ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٨ ـ ٣٩ الترجمة ٦٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٥٥ ، الكاشف ١ / ٤٣٨ الترجمة ١٩٠٢ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٨١ ـ ٤٨٣ الترجمة ١٥٧

٣٥

وقال ابن حجر في التقريب : ثقة روى له الجماعة

قال القراب : ولد سنة ١١٨هـ وتوفّي سنة ١٨٣هـ ، وقيل : ١٨٥ ، وقيل : ١٨٦ ، وقيل : ١٨٧هـ(١)

حصين بن عبد الرحمان السلمي ، أبو الهذيل الكوفي ، المتوفّى سنة ١٣٦هـ ، تقدّم أنّه ثقة حجّة ساء حفظه بأخرة

العلاء بن أبي عائشة ، تقدّم أنّه تابعيّ ثقة

٣ ـ سند البخاري :

قال البخاري : يُروى عن خالد ، عن حصين ، عن العلاء بن أبي عائشة : حدّثني رأس الجالوت ، سمع أباه ، منقطع(٢)

خالد بن عبد اللّه‏ بن عبد الرحمان بن يزيد الطحّان ، أبو الهيثم ـ ويقال : أبو محمّد ـ المزني مولاهم الواسطي ، ثقة ثبت

قال أحمد : كان ثقة صالحاً ديّناً وقال : كان من أفاضل المسلمين

وقال ابن سعد وأبو زرعة والنسائي : ثقة

وقال أبو حاتم : ثقة صحيح الحديث

وقال الترمذي : ثقة حافظ

ووثّقه ابن حبّان وابن شاهين والسمعاني

ــــــــــــــــــ

١ ـ تهذيب الكمال ١٤ / ١٤٠ ـ ١٤٤ الترجمة ٣٠٨٩ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٨٦ ـ ٨٧ الترجمة ١٦٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٦٨ ، طبقات ابن سعد ٧ / ٣٢٩ ، تاريخ بغداد ١١ / ١٠٥ ـ ١٠٨ الترجمة ٥٧٩٩

٢ ـ التاريخ الكبير ٦ / ٥٠٨ الترجمة ٣١٤٠

٣٦

وقال ابن حجر في التقريب : ثقة ثبت روى له الجماعة

ولد سنة ١١٠هـ ، وتوفّي سنة ١٧٩هـ ، وقيل : ١٨٢هـ بواسط(١)

حصين بن عبد الرحمان السلمي ، أبو الهذيل الكوفي ، المتوفّى سنة ١٣٦هـ ، تقدّم أنّه ثقة حجّة ساء حفظه بأخرة

العلاء بن أبي عائشة ، تقدّم أنّه تابعيّ ثقة

٤ ـ سند الطبراني :

قال الطبراني : حدّثنا محمّد بن محمّد التمّار البصري ، حدّثنا محمّد بن كثير العبدي ، حدّثنا سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرحمان ، عن العلاء بن أبي عائشة ، عن أبيه ، عن رأس الجالوت ، قال : كنّا نسمع أنّه يُقتل بكربلاء ابن نبيّ ، فكنت إذا دخلتها ركضتُ فرسي حتّى أجوز عنها ، فلمّا قتل الحسين جعلت أسير على هيأتي(٢)(٣) .

أبو جعفر محمّد بن محمّد بن حيّان التمّار البصري ، ثقة من مشايخ الطبراني ،

ـــــــــــــــــ

١ ـ تهذيب الكمال ٨ / ٩٩ ـ ١٠٤ الترجمة ١٦٢٥ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٨٦ ـ ٨٧ الترجمة ١٨٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٥٩

٢ ـ في بعض نسخ تاريخ دمشق ، وفي الكُنى والأسماء ـ للدولابي : ( على هينتي ) ، وهي الرواية الأضبط

٣ ـ المعجم الكبير ٣ / ١١١ ح٢٨٢٧ ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٤ / ٢٠٠ عن أبي علي الحدّاد وغيره في كتبهم ، عن أبي بكر بن ريذه عن الطبراني بسنده إلى رأس الجالوت ونقله الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٩١ فقال : حصين بن عبد الرحمان ، عن العلاء بن أبي عائشة ، عن أبيه ، عن رأس الجالوت ، قال : كنّا نسمع .

٣٧

وقد أكثر عنه ذكره ابن حبّان في ثقاته وقال : ربما أخطأ

وقال الدار قطني : لا بأس به يروي عن أبي الوليد الطيالسي والبصريّين توفّي سنة ٢٨٩هـ(١)

أبو عبد اللّه‏ محمّد بن كثير العبدي البصري ، ثقة

قال أحمد : ثقة لقد مات على سُنّة

وذكره ابن حبّان في الثقات وقال : كان تقيّاً فاضلاً

وقال أبو حاتم : صدوق

وقال سليمان بن قاسم : لا بأس به

وقال ابن معين : لم يكن بثقة

وقال ابن الجنيد عن ابن معين : كان في حديثه ألفاظ ، كأنّه ضعّفه ، ثمّ سألت عنه فقال : لم يكن لسائل أن يكتب عنه

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : قال لنا يحيى بن معين : لا تكتبوا عنه ، وقال : لم يكن بالثقة وقاله عبد الخالق بن منصور عن يحيى بن معين

وقال ابن قانع : ضعيف

قال الذهبي في سيره : الحافظ الثقة وقال : الرجل ممّن طفر القنطرة ، وما علمنا له شيئاً منكراً يلين به

وقال ابن حجر في التقريب : ثقة لم يُصب مَنْ ضعّفه روى له الجماعة

وفي الزهرة : روى عنه البخاري ٦٣ حديثاً

ــــــــــــــــــ

١ ـ الثقات ـ لابن حبّان ٩ / ١٥٣ ، لسان الميزان ٥ / ٣٥٨ الترجمة ١١٧٤ ، شذرات الذهب ٢ / ٢٠٢ ، سؤالات الحاكم ـ للدارقطني / ١٤٤ الترجمة ١٩٢

٣٨

مات سنة ٢٢٣هـ ، وله ٩٠ سنة(١)

سليمان بن كثير العبدي ، أبو داود ـ ويقال : أبو محمّد ـ البصري ، لا بأس به في غير الزهري كان أكبر من أخيه محمّد بن كثير العبدي بخمسين سنة

قال ابن عدي : لم أسمع أحداً في روايته عن غير الزهري قال شيئاً ، وله عن الزهري وعن غيره أحاديث صالحة ، ولا بأس به

قال ابن محرز وابن الجنيد عن ابن معين : لم يكن به بأس

وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين : ضعيف

وقال أبو حاتم : يكتب حديثه

وقال النسائي : ليس به بأس إلاّ في الزهري فإنّه يخطئ عليه

وقال محمّد بن يحيى الذهلي : ما روى عن الزهري فإنّه قد يضطرب في أشياء منها ، وهو في غير حديث الزهري أثبت

وقال العجلي : جائز الحديث لا بأس به

ذكره ابن حبّان في المجروحين وقال : كان يخطئ كثيراً ، أمّا روايته عن الزهري فقط اختلط عليه صحيفة فلا يحتجّ بشيء يتفرّد به عن الثقات ، ويعتبر بما وافق الأثبات

وقال ابن عدي : أحاديثه عندي مقدار ما يرويه لا بأس به

وقال العقيلي : واسطيّ سكن البصرة ، مضطرب الحديث عن ابن شهاب

ــــــــــــــــــ

١ ـ تهذيب الكمال ٢٦ / ٣٣٤ ـ ٣٣٦ الترجمة ٥٥٧١ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣٧٠ ـ ٣٧١ الترجمة ٦٨٦ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٢٧ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٨٣ ـ ٣٨٤ الترجمة ١٠٢

٣٩

الزهري وهو في غيره أثبت

قال ابن حجر في التقريب : لا بأس به في غير الزهري

وقال الذهبي في الكاشف : صويلح ، ضعّفه ابن معين ، وقال النسائي : ليس به بأس إلاّ في الزهري ، لكنّه قال في سيره : إمام مشهور ثقة ، أخرج له البخاري في تفسير سورة النور عن أخيه محمّد بن كثير عنه ، عن حصين بن عبد الرحمان وروى له البخاري من حديثه عن حصين ، وعلّق له عن الزهري متابعة ، وروى له مسلم والباقون

توفّي سنة ١٣٣هـ وقال الذهبي أنّه مات سنة ١٦٣هـ(١)

حصين بن عبد الرحمان السلمي ، أبو الهذيل الكوفي ، المتوفّى سنة ١٣٦هـ ، تقدّم أنّه ثقة حجّة ساء حفظه بأخرة

العلاء بن أبي عائشة ، تقدّم أنّه تابعيّ ثقة

أبوه : أبو عائشة ، مجهول

٥ ـ سند الدولابي :

قال الدولابي : حدّثنا يزيد بن سنان ، قال : حدّثنا محمّد بن كثير ، قال : حدّثنا سليمان بن كثير ، عن الحصين ، عن العلاء بن أبي عائشة ، عن أبيه ، عن رأس الجالوت ، قال : كنّا نسمع(٢)

يزيد بن سنان بن يزيد بن الذيال ، القرشي الاُموي ، مولى عثمان بن عفّان ،

ـــــــــــــــ

١ ـ تهذيب الكمال ١٢ / ٥٦ ـ ٥٨ الترجمة ٢٥٥٧ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٨٩ الترجمة ٣٧٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٩٠ ، الكاشف ١ / ٤٦٣ الترجمة ٢١٢٤ ، سير أعلام النبلاء ٧ / ٢٩٤ ـ ٢٩٥ الترجمة ٩١

٢ ـ الكُنى والأسماء ٢ / ٦٩٦ ح١٢٢١ ( في مَنْ كُنيته أبو عائشة )

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

الذي ثار في أيام المتوكل وقُتِل في أيام المستعين ( 250 ه‍ ) ، وذكر في تلك القصيدة ظلم بني العباس لأهل البيتعليهم‌السلام ، وقارن بين النهجين ، وهي طويلة ، يقول في مطلعها :

إمامك فانظر أي نهجيك تنهجُ

طريقان شتى مستقيم وأعوج(1)

عمره ومدة إمامته عليه‌السلام :

عمره يوم وافاه الأجل (28) عاماً ، فقد ولد في سنة 232 ه‍ واستشهد سنة 260 ه‍ ، وهو بذلك يعدّ أصغر آبائه المعصومينعليه‌السلام عمراً ، وعاش 22 عاماً في ظلّ أبيه الإمام أبي الحسن الهاديعليه‌السلام الذي استشهد سنة 254 ه‍ ، ووصفه بقوله :« أبو محمد ابني أنصح آل محمد غريزة ، وأوثقهم حجة ، وهو الأكبر من ولدي ، وهو الخلف ، وإليه تنتهي عرى الإمامة وأحكامها » (2) .

ومدّة إمامته ست سنوات ( 254 ـ 260 ه‍ ) عاصر فيها من سلاطين بني العباس المعتز ( 251 ـ 255 ه‍ ) والمهتدي ( 255 ـ 256 ه‍ ) والمعتمد ( 256 ـ 279 ه‍ )(3) .

__________________

(1) ديوان ابن الرومي 2 : 492 / 365 تحقيق الدكتور حسين نصار ، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

(2) أصول الكافي : 327 / 11 ـ باب الاشارة والنص على أبي محمدعليه‌السلام من كتاب الحجة.

(3) راجع : تاج المواليد : 134 ، المناقب لابن شهر آشوب 4 : 455 ، دلائل الإمامة : 423 ، إعلام الورى 2 : 31 ، التتمة في تواريخ الأئمةعليهم‌السلام : 142 ، بحار الأنوار 50 : 236 / 5 و 238 / 8.

١٠١

زوجته عليه‌السلام :

وهي اُمّ ولد يقال لها نرجسعليها‌السلام ، وكان الإمام أبو الحسن الهاديعليه‌السلام قد أعطاها إلى أخته حكيمة بنت محمد الجوادعليه‌السلام وقال لها :« يا بنت رسول الله ، اخرجيها إلى منزلك ، وعلميها الفرائض والسنن ، فإنها زوجة أبي محمد واُمّ القائم » (1) .

وكما اختلفت الروايات في اسم أم الإمام العسكريعليه‌السلام كما مرّ ، فقد اختلفت أيضاً في اسم زوجته ، ويستفاد من أخبار أسرها وجلبها إلى بغداد وابتياعها(2) ، أنّ اسمها مليكة بنت يشوعا بن قصير ملك الروم ، واُمّها من ولد الحواريين ، تنسب إلى شمعون وصيّ المسيحعليه‌السلام ، ولما اُسرت سمّت نفسها نرجس لئلا يعرف الشيخ الذي وقعت في سهمه من الغنيمة أنّها من سلالة الملوك.

وقد تعدّدت أسماؤها ، فجاء في رواية : أنها ريحانة ، ويقال لها نرجس ويقال لها صقيل ، ويقال لها سوسن ، إلا أنه قيل لها بسبب الحمل صقيل(3) .

ويستفاد من الأخبار أنه بعد شهادة الإمام العسكريعليه‌السلام هجم جند السلطان لتفتيش دار الإمامعليه‌السلام طلباً للولد ، ولما لم يعثروا على شيء وجّه المعتمد بخدمه فقبضوا على صقيل ، وحملوها إلى داره ، فطالبوها بالولد فانكرته

__________________

(1) إكمال الدين : 423 / 1 ـ باب 41.

(2) راجع : إكمال الدين : 417 / 1 ـ باب 41 ، المناقب لابن شهر آشوب 4 : 472 الغيبة للشيخ الطوسي : 208 / 178 ، روضة الواعظين : 252 ، دلائل الإمامة : 489 / 488.

(3) إكمال الدين : 432 / 12 ـ باب 42 ، الغيبة للشيخ الطوسي : 393 / 362.

١٠٢

وادّعت الحبل تغطية على حاله ، فجعلت نسوة وخدم المعتمد والموفق والقاضي ابن أبي الشوارب يتعاهدن أمرها في كلّ وقت ، إلى أن دهمهم أمر يعقوب بن الليث الصفار ، وصاحب الزنج ، وموت عبيد الله بن يحيى بن خاقان ، فشغلوا عنها ، وخرجت عن أيديهم(1) .

وُلْدُه عليه‌السلام :

ذكر بعض النسابة والمؤرخين أنهعليه‌السلام لم يخلف ولداً غير الإمام الحجة القائم المهديعليه‌السلام (2) .

قال الشيخ المفيد : كان الإمام بعد أبي محمدعليه‌السلام ابنه المسمّي باسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المكّني بكنيته ، ولم يخلف ولداً غيره ظاهراً ولا باطناً ، وخلفه غائباً مستتراً ، وكانت سنّه عند وفاة أبيه خمس سنين ، أتاه الله فيها الحكمة وفصل الخطاب ، وجعله آية للعالمين ، وآتاه الحكمة كما آتاها يحيى صبياً ، وجعله إماماً في حال الطفولية الظاهرة كما جعل عيسىٰ بن مريمعليه‌السلام في المهد نبياً(3) .

وقال الطبرسي وغيره : خلّف ولده الحجة القائم المنتظر لدولة الحقّ ، وكان قد أخفى مولده لشدّة طلب سلطان الوقت له ، واجتهاده في البحث عن أمره ،

__________________

(1) راجع : إكمال الدين : 43 ـ مقدمة المصنف ، 476 / 25 باب 42 ، دلائل الإمامة : 425 ، بحار الأنوار 50 : 331 / 3.

(2) راجع : المناقب لابن شهر آشوب 4 : 455 ، كفاية الطالب / الكنجي : 458 ـ دار إحياء تراث أهل البيت ـ طهران ـ 1404 ه‍ ، دلائل الإمامة : 425 ، نور الأبصار : 341.

(3) الإرشاد 2 : 339.

١٠٣

فلم يره إلا الخواص من شيعته(1) .

وقيل : إنّ للإمام العسكري ذكراً واُنثي(2) ، وجاء في رواية للشيخ الصدوق أن له ولدين هما محمدعليه‌السلام وموسى(3) ، وعدّ بعضهم سبعة أولاد للإمام العسكريعليه‌السلام وهم : القائمعليه‌السلام وهو الإمام بعد أبيه ، وموسى ، وجعفر ، وإبراهيم ، وعائشة ، وفاطمة ، ودلالة(4) .

واذا سلّمنا بصحة هذه الأقوال فلا بدّ أن نفترض كونهم ممن درجوا في حياة أبيهمعليه‌السلام ، ويدلّ عليه ما رواه الشيخ الطوسي بالاسناد عن إبراهيم بن إدريس ، قال : « وجّه إلىّ مولاي أبو محمدعليه‌السلام بكبش ، ثمّ لقيته بعد ذلك فقال لي :المولود الذي ولد لي مات ، ثمّ وجّه إلي بكبشين ، وكتب :بسم الله الرحمن الرحيم ، عقّ هذين الكبشين عن مولاك ، وكُل هنأك الله ، واطعم إخوانك ، ففعلت ولقيته بعد ذلك فما ذكر لي شيئاً »(5) .

اخوته عليه‌السلام :

ذكر المؤرخون أن له ثلاثة اخوة ، وهم : محمد المتوفّي في حياة أبيه ، والحسين ، وجعفر المعروف بالكذاب ، وقيل : إن له من الإخوة اثنين وحسب وهما : جعفر وإبراهيم ، وهذا غلط واضح لشهرة السيد محمد بن الإمام الهاديعليه‌السلام في كتب الانساب والتاريخ والحديث. وله اخت واحدة مختلف في

__________________

(1) إعلام الورى 2 : 151 ، المناقب لابن شهر آشوب 4 : 455.

(2) مصباح الكفعمي : 523.

(3) راجع : إكمال الدين : 446 / 19 باب 43 و 467 / 21 من نفس الباب.

(4) التتمة في تواريخ الأئمةعليهم‌السلام : 143.

(5) الغيبة للشيخ الطوسي : 245 ـ 246 / 214.

١٠٤

اسمها فقيل : حكيمة ، أوعائشة ، أو علية ، أو عالية.

وقيل : له اختان وهما : عائشة ودلالة(1) .

السيد محمد :

وهو أبو جعفر محمد بن الإمام أبي الحسن الهادي ، المتوفي نحو سنة 252 ه‍(2) ، وقال السيد محسن الأمين : جليل القدر ، عظيم الشأن ، وكان أبوه خلّفه بالمدينة طفلاً لما اُتي به إلى العراق ، ثم قدم عليه في سامراء ، ثمّ أراد الرجوع إلى الحجاز ، فلمّا بلغ القرية التي يقال لها ( بلد ) على تسعة فراسخ من سامراء ، مرض وتوفّي ودفن قريباً منها ، ومشهده هناك معروف مزور ، ولمّا توفي شقّ أخوه أبو محمد ثوبه ، وقال في جواب من لامه على ذلك :« قد شق موسى على أخيه هارون » (3) .

وجاء في الرواية : « أن أبا الحسنعليه‌السلام قد بسط به في صحن دار ، يوم توفي محمد ابنه ، والناس جلوس حوله يعزّونه ، من آل أبي طالب وبني هاشم

__________________

(1) راجع : الإرشاد 2 : 312 ، المناقب لابن شهر آشوب 4 : 433 ، دلائل الإمامة : 412 ، إعلام الورى 2 : 127 ، الفصول المهمة 2 : 1076 ، التتمة في تواريخ الأئمةعليهم‌السلام : 138.

(2) ورد في حديث أن عمر الإمام العسكريعليه‌السلام يوم وفاة أخيه السيد محمد نحو عشرين سنة ، وبما أنهعليه‌السلام ولد سنة 232 ، فتكون وفاة السيد محمد نحو سنة 252 هـ. راجع : أصول الكافي 1 : 327 / 8 ـ باب الاشارة والنص على أبي محمدعليه‌السلام من كتاب الحجة.

(3) أعيان الشيعة 14 : 291 ـ دار التعارف للمطبوعات.

١٠٥

وقريش ومواليه ومن سائرالناس »(1) .

جعفر الكذاب :

أما جعفر الكذاب ، فكان صاحب فتنة وضلالة ، وقد أخبر أئمة أهل البيتعليهم‌السلام عنه قبل ولادته ، وحذّروا شيعتهم من فتنته ، ففي حديث عن أبي خالد الكابلي« أنه سأل الإمام علي بن الحسين صلوات الله عليه : من الحجة والإمام بعدك ؟ فقال :ابني محمد ، واسمه في التوراة الباقر يبقر العلم بقراً ، وهو الحجة والإمام بعدي ، ومن بعد محمد ابنه جعفر ، واسمه عند أهل السماء الصادق.

فقلت له : يا سيدي ، كيف صار اسمه الصادق ، وكلكم صادقون ؟ فقال :حدّثني أبي عن أبيه عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، فسمّوه الصادق ، فإنّ للخامس من ولده ولداً اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراءً على الله وكذباً عليه ، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله عزوجل والمدّعي لما ليس له بأهل ، المخالف على أبيه ، والحاسد لأخيه ، ذلك الذي يروم كشف ستر الله عند غيبة ولي الله عزوجلّ ... ثم قال :كاني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله ، والمغيب في حفظ الله ، والتوكيل بحرم أبيه جهلاً منه بولادته ، وحرصاً على قتله إن ظفر به ، طمعاً في ميراث أبيه حتى

__________________

(1) أصول الكافي 1 : 326 / 8 باب الاشارة والنص على أبي محمدعليه‌السلام من كتاب الحجة.

١٠٦

يأخذه بغير حقّه »(1) .

وحينما ولد جعفر فرح أهل الدار بولادته ، ولم يروا أثراً للسرور على أبي الحسن الهاديعليه‌السلام ، فقيل له في ذلك ، فقال :« يهون عليك أمره ، فإنّه سيضلّ خلقاً كثيراً » (2) .

وقد تحقق ما قاله أهل البيتعليهم‌السلام عن فتنته وضلالته ، حيث كانت له بعد شهادة أخيه الإمام العسكريعليه‌السلام ثلاثة أدوار سيئة :

1 ـ ادعاء الإمامة بعد أخيه الحسنعليه‌السلام كذباً وزوراً ، ولهذا خرجت عن الإمام المهديعليه‌السلام عدّة تواقيع تنبه الشيعة على بطلان ادعائه وكذبه وعصيانه وظلمه ، وجهله بالأحكام وتركه الواجبات ، منها على يد أحمد بن إسحاق الأشعري ، وعلى يد محمد بن عثمان العمري(3) ، فجفته الشيعة بعد أن بان كلّ ما ذكره ، ممّا اضطره إلى التوسل برجال الدولة ومنهم الوزير عبيد الله بن يحيى ابن خاقان في أن يجعلوا له مرتبة أخيه فزبره بالقول « يا أحمق ، السلطان جرّد سيفه في الذين زعموا أن أباك وأخاك أئمة ليردّهم عن ذلك فلم يتهيأ له ذلك ، فإن كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة لك إلى السلطان ليرتبك

__________________

(1) علل الشرائع / الصدوق 1 : 234 / 1 ـ المطبعة الحيدرية ـ النجف ـ 1385 ه‍ ، إكمال الدين : 319 / 2 باب 31.

(2) إكمال الدين : 321 / آخر الحديث 2 باب 31 ، الغيبة / للشيخ الطوسي : 226 / 193.

(3) راجع : إكمال الدين : 483 / 4 ـ باب 45 ، الغيبة / للشيخ الطوسي : 290 / 247 ، بحار الأنوار 50 : 230 / 3 عن احتجاج الطبرسي : 162 ـ 163.

١٠٧

مراتبهم ولا غير السلطان ، وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا »(1) .

وحمل عشرين ألف دينار إلى المعتمد ، طالباً منه أن يجعل له مرتبة أخيه ومنزلته. فأجابه بنحو جواب ابن خاقان(2) .

2 ـ ادعاؤه التركة وبالتالي حيازته إياها مناصفة مع اُم العسكريعليه‌السلام بإذن من السلطات الحاكمة.

3 ـ افشاء سر أخيه العسكريعليه‌السلام إلى الدولة من خلال الايعاز لهم بولادة الإمام المهديعليه‌السلام ، ومن هنا بدأت سلسلة من المطاردات والاعتقالات لعيال الإمامعليه‌السلام ، ولم يتمكنوا من العثور على الإمام المهديعليه‌السلام ، وبذلك يكون جعفر قد كشف ما أوجب الله تعالى ستره وكتمانه.

وقد أجمل الشيخ المفيدرحمه‌الله جملة هذه الأدوار المشينة وغيرها التي قام بها جعفر الكذاب تعد شهادة أخيه الحسنعليه‌السلام بقوله : « تولّى جعفر بن علي أخو أبي محمدعليه‌السلام أخذ تركته ، وسعى في حبس جواري أبي محمدعليه‌السلام واعتقال حلائله ، وشنّع على أصحابه بانتظارهم ولده وقطعهم بوجوده والقول بإمامته ، وأغرى بالقوم حتى أخافهم وشرّدهم ، وجرى على مخلّفي أبي محمدعليه‌السلام بسبب ذلك كلّ عظيمة ؛ من اعتقال وحبس وتهديد وتصغير واستخفاف وذلّ ، ولم يظفر السلطان منهم بطائل.

وحاز جعفر ظاهر تركة أبي محمدعليه‌السلام ، واجتهد في القيام عند الشيعة

__________________

(1) أصول الكافي 1 : 505 / 1 باب مولد أبي محمد الحسن بن عليعليه‌السلام من كتال الحجة ، الإرشاد 2 : 324.

(2) راجع : إكمال الدين : 479 ، الخرائج والجرائح 3 : 1109.

١٠٨

مقامه ، فلم يقبل أحد منهم ذلك ، ولا اعتقده فيه ، فصار إلى سلطان الوقت يلتمس مرتبة أخيه ، وبذل مالاً جليلاً ، وتقرّب بكلّ ما ظنّ أنه يتقرّب به ، فلم ينتفع بشيء من ذلك »(1) .

وهكذا كان جعفر كإخوة يوسف الصديقعليه‌السلام يوم قالوا لأبيهم كذباً :( يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ) (2) .

__________________

(1) الإرشاد 2 : 336 ـ 337 ، ونحوه في المناقب لابن شهر آشوب 4 : 455 ، إعلام الورى 2 : 151 ـ 152 ، الفصول المنهمة 2 : 1093.

(2) سورة يوسف : 12 / 17.

١٠٩
١١٠

الفصل الرابع

امامته عليه‌السلام

قال الشيخ المفيد : كان الإمام بعد أبي الحسن علي بن محمدعليه‌السلام ابنه أبا محمد الحسن بن علي لاجتماع خلال الفضل فيه ، وتقدّمه على كافة أهل عصره فيما يوجب له الإمامة ويقتضي له الرئاسة ، من العلم والزهد وكمال العقل والعصمة والشجاعة والكرم وكثرة الأعمال المقربة إلى الله ، ثمّ لنصّ أبيهعليه‌السلام عليه وإشارته بالخلافة إليه(1) . وفيما يلي نذكر طرفاً من النصوص الواردة في إمامتهعليه‌السلام وكما يلي :

أولاً : نص آبائه عليه عليه‌السلام

وردت المزيد من النصوص عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والآل المعصومينعليهم‌السلام تصرح بتعيين أوصياء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخلفائه من عترته واحداً بعد واحد باسمائهم وأوصافهم ، بشكل يجلو العمى عن البصائر وينفي الشك عن القلوب ، وسنذكر هنا حديثين عن آبائه المعصومينعليهم‌السلام كنموذج على تلك النصوص ، ونحيل القارئ إلى مظانّ بقيتها(2) .

__________________

(1) الإرشاد 2 : 313.

(2) راجع : أصول الكافي 1 : 286 ـ باب ما نص الله عزوجل ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على

١١١

1 ـ عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : « سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي الرضا علي بن موسىعليه‌السلام قصيدتي التي أولها :

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما انتهيت إلى قولي :

خروج إمام لا محالة خارج

يـقوم على اسم الله والبركات

يميز فينا كلّ حـقّ وباطل

ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضاعليه‌السلام بكاءً شديداً ، ثم رفع رأسه إليّ فقال لي :يا خزاعي ، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم ؟ فقلت : لا يا مولاي ، إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهّر الأرض من الفساد ، ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً.

فقال :يا دعبل ، الإمام بعدي محمد ابني ، وبعد محمد ابنه علي ، وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته ، المطاع في ظهوره ... »(1) .

2 ـ وعن الصقر بن أبي دلف ، قال : « سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضاعليه‌السلام يقول :إن الإمام بعدي ابني علي ، أمره أمري ، وقوله قولي ، وطاعته طاعتي ، والامام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه ، وقوله قول أبيه ،

__________________

الائمةعليهم‌السلام واحداً فواحداً ، إكمال الدين : 250 ـ 378 ـ الأبواب 23 ـ 36 ، بحار الأنوار 36 : 192 ـ 418 ـ باب 40 ـ 48.

(1) إكمال الدين : 372 / 6 باب 35.

١١٢

وطاعته طاعة أبيه ... »(1) .

ثانياً : نص أبيه عليه عليه‌السلام

فيما يلي نعرض أهم النصوص الواردة عن أبيهعليه‌السلام في النص عليه والإشارة إليه بالإمامة من بعده.

1 ـ روى ثقة الإسلام الكليني بالإسناد عن يحيى بن يسار القنبري ، قال : « أوصى أبو الحسنعليه‌السلام إلى ابنه الحسنعليه‌السلام قبل مضيه بأربعة أشهر ، وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي »(2) .

2 ـ وعن علي بن عمر النوفلي ، قال : « كنت مع أبي الحسنعليه‌السلام في صحن داره ، فمرّ بنا محمد ابنه ، فقلت له : جعلت فداك ، هذا صاحبنا بعدك ؟ فقال :لا ، صاحبكم بعدي الحسن »(3) .

3 ـ وعن عبد الله بن محمد الأصفهاني ، قال : « قال أبو الحسنعليه‌السلام :صاحبكم بعدي الذي يصلّي عليّ. قال : ولم نعرف أبا محمد قبل ذلك. قال : فخرج أبو محمد فصلى عليه »(4) .

4 ـ وعن علي بن مهزيار ، قال : « قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : إن كان كون ـ وأعوذ بالله ـ فإلى من ؟ قال :عهدي إلى الأكبر من ولدي » (5) . وكان الإمام العسكريعليه‌السلام أكبر وُلد الإمام الهاديعليه‌السلام .

__________________

(1) إكمال الدين : 378 / 3 باب 36.

(2) أصول الكافي 1 : 325 / 1 ـ باب الإشارة والنص على أبي محمدعليه‌السلام من كتاب الحجة.

(3) أصول الكافي 1 : 325 / 2 من نفس الباب المتقدم.

(4) أصول الكافي 1 : 326 / 3 من نفس الباب المتقدم.

(5) أصول الكافي 1 : 326 / 6 من نفس الباب المتقدم.

١١٣

5 ـ وعن علي بن عمرو العطار ، قال : « دخلت على أبي الحسن العسكريعليه‌السلام وأبو جعفر ابنه في الأحياء ، وأنا أظنّ أنه هو ، فقلت له : جعلت فداك ، من أخصّ من ولدك ؟ فقال :لا تخصوا أحداً حتى يخرج إليكم أمري. قال : فكتبت إليه بعد : فيمن يكون هذا الأمر ؟ قال : فكتب إليّ :في الكبير من ولدي. قال : وكان أبو محمد أكبر من أبي جعفر »(1) .

6 ـ وعن أبي بكر الفهفكي قال : « كتب إليّ أبو الحسنعليه‌السلام :أبو محمد ابني انصح آل محمد غريزة ، وأوثقهم حجة ، وهو الأكبر من ولدي وهو الخلف ، وإليه تنتهي عرىٰ الإمامة وأحكامها ، فما كنت سائلي فسله عنه ، فعنده ما يحتاج إليه »(2) .

7 ـ وعن داود بن القاسم ، قال : « سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول :الخلف من بعدي الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف ؟ فقلت : ولم جعلني الله فداك ؟ فقال :إنكم لا ترون شخصه ولايحلّ لكم ذكره باسمه »(3) .

8 ـ وروى الشيخ الصدوق بالاسناد عن عبد العظيم الحسني قال : « دخلت على سيدي علي بن محمدعليه‌السلام ، فلمّا بصر بي قال لي :مرحباً بك يا أبا القاسم ، أنت وليّنا حقاً. قال. فقلت له : يابن رسول الله ، إنّي اُريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضياً ثبتُّ عليه حتى ألقى الله عزوجل. فقال :هات يا أبا القاسم ، فقلت : إنّي أقول : إنّ الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء وإن

__________________

(1) أصول الكافي 1 : 326 / 7 من نفس الباب المتقدم.

(2) أصول الكافي 1 : 327 / 11 من نفس الباب المتقدم.

(3) أصول الكافي 1 : 328 / 13 من نفس الباب المتقدم.

١١٤

محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عبده ورسوله وإن الإمام والخليفة وولي الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ علي بن الحسين ، ثمّ محمد بن علي ، ثمّ جعفر بن محمد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ علي بن موسى ، ثمّ محمد بن علي ، ثمّ أنت يا مولاي. فقالعليه‌السلام :ومن بعدي الحسن ابني ، فكيف للناس بالخلف من بعده ؟ قال : فقلت : وكيف ذاك يا مولاي ؟ قال :لأنه لا يرى شخصه ولا يحلّ ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً . قال : فقلت : أقررت »(1) .

9 ـ وعن علي بن عبد الغفار ، قال : إن الإمام الهاديعليه‌السلام كتب إلى شيعته :« الأمر لي مادمت حياً ، فإذا نزلت بي مقادير الله عزوجل آتاكم الله الخلف مني ، وأنّى لكم بالخلف بعد الخلف ؟ » (2) .

10 ـ وعن الصقر بن أبي دلف قال : « سمعت علي بن محمد بن علي الرضاعليه‌السلام يقول :إنّ الإمام بعدي الحسن ابني ، وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً »(3) .

11 ـ وروى شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي بالإسناد عن علي بن عمر النوفلي ، قال : « كنت مع أبي الحسن العسكريعليه‌السلام في داره ، فمرّ عليه أبو جعفر ، فقلت له : هذا صاحبنا ؟ فقال :لا ، صاحبكم الحسن »(4) .

__________________

(1) إكمال الدين : 379 / 1 ـ باب 37.

(2) إكمال الدين : 382 / 8 ـ باب 37.

(3) إكمال الدين : 383 / 10 ـ باب 37.

(4) كتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : 198 / 163.

١١٥

12 ـ وعن أحمد بن محمد بن رجاء صاحب الترك ، قال : « قال أبو الحسنعليه‌السلام :الحسن ابني القائم [ أي بأمر الإمامة ]من بعدي »(1) .

13 ـ وعن أحمد بن عيسىٰ العلوي من ولد علي بن جعفر ، قال : « دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام بصريا فسلمنا عليه ، فإذا نحن بأبي جعفر وأبي محمد قد دخلا ، فقمنا إلى أبي جعفر لنسلم عليه ، فقال أبو الحسنعليه‌السلام :ليس هذا صاحبكم ، عليكم بصاحبكم ، وأشار إلى أبي محمد »(2) . إلى غير هذا من النصوص الكثيرة التى انتخبنا منها تلك الأحاديث.

مزاعم بعض المرتابين بإمامة العسكري عليه‌السلام :

أصّر بعض المرتابين بإمامة أبي محمدعليه‌السلام على تبنّي اعتقادهم حتى بعد سماعهم النص عليه ووفاة أبي جعفر في حياة أبيه ، فقالوا بإمامة أبي جعفر المعروف بالسيد محمد بن الإمام الهاديعليه‌السلام وتوقفوا عنده ، واعتقد بعضهم بغيبته وهم المحمدية ، واعتقد آخرون بوفاته وإمامة جعفر بن علي بعده. وهم لم يعتمدوا في ذلك سوى الأراجيف والأباطيل التي كان يبثها ضعاف النفوس والمتربصين بالتشيع ، ولم تكن لديهم في أقوالهم تلك أدنى حجة أو برهان ، ومما يدل على فساد قولهم أمور عديدة ، وهي :

1 ـ عدم وجود النص الذي يثبت مدّعاهم.

2 ـ ثبوت النص على أبي محمدعليه‌السلام وولده الإمام المهديعليه‌السلام ، كما في الأحاديث التي قدمناها ، ومنها ما يصرح بالنص على إمامة الإمام الحسن

__________________

(1) كتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : 199 / 164.

(2) كتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : 199 / 165.

١١٦

العسكريعليه‌السلام في حياة أبي جعفر ، والملاحظ أن النص على أبي محمدعليه‌السلام كان في فترات تاريخية تستغرق معظم الاعوام الاثنين والعشرين التي قضاها مع أبيه ، فقد نص عليه بصريا ولمّا يزل صغيراً في المدينة كما مرّ ، ونص عليه بعد وفاة أبي جعفر أي نحو سنة 252 ه‍ ، كما تقدم في جملة من الأحاديث ، ونص عليه قبل وفاته بأربعة أشهر كما في الحديث الأول ، وأخبر بعض أصحابه أن الإمام هو الذي يصلي عليه ، فصلى عليه أبو محمدعليه‌السلام ، ونحو هذا مما تقدم في أحاديث النص عليه بالإمامة.

3 ـ ثبوت موت أبي جعفر في حياة أبيه الإمام الهاديعليه‌السلام موتاً ظاهراً معروفاً ، وقد ورد خبر موتهرضي‌الله‌عنه متواتراً(1) . ومن هنا قال : شيخ الطائفة : وأما المحمدية الذين قالوا بإمامة محمد بن علي العسكري وأنه حي لم يمت ، فقولهم باطل لما دللنا به على إمامة أخيه الحسن بن علي أبي القائمعليه‌السلام ، وأيضاً فقد مات محمد في حياة أبيهعليه‌السلام موتاً ظاهراً ، كما مات أبوه وجده ، فالمخالف في ذلك مخالف في الضرورات(2) ، ثم أورد ما يدلّ على وفاته من الحديث.

4 ـ شهادة المخالفين بإمامة أبي محمد العسكريعليه‌السلام وإقرارهم بفضله ، ومنهم المعتمد الذي قصده جعفر الكذاب بعد وفاة أبيهعليه‌السلام ملتمساً دعم السلطة له في دعواه الإمامة ، فقال له المعتمد : « إن منزلة أخيك لم تكن بنا ، إنّما كانت

__________________

(1) راجع علي سبيل المثال : أصول الكافي 1 : 326 ـ 328 الأحاديث رقم 5 و 6 و 7 و 8 و 9 و 12 باب الاشارة والنص علي أبي محمدعليه‌السلام من كتاب الحجة ، وإكمال الدين : 328 / 8 باب 37 ، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : 203 / 170 وغيرها كثير.

(2) الغيبة / الشيخ الطوسي : 198 و 200 ، وراجع ص : 83.

١١٧

بالله ، ونحن كنا نجتهد في حط منزلته والوضع منه ، وكان الله يأبى إلا أن يزيده كلّ يوم رفعة لما كان فيه من الصيانة ، وحسن السمت ، والعلم والعبادة ، فان كنت عند شيعة أخيك بمنزلته ، فلا حاجة بك إلينا ، وإن لم تكن عندهم بمنزلته ، ولم يكن فيك ما كان في أخيك ، لم نغن عنك في ذلك شيئاً »(1) .

ومن رجال البلاط عبيد الله بن يحيى بن خاقان ، الذي كان للإمام العسكريعليه‌السلام مجلس معه ، فتعجب ابنه أحمد بن عبيد الله لمظاهر الحفاوة والإكرام والتبجيل التي حظي بها الإمام عند أبيه عبيد الله فقال له : « يا أبه من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الاجلال والكرامة والتبجيل وفديته بنفسك وأبيك ؟ فقال عبيد الله ابن خاقان : يا بني ذاك إمام الرافضة ، ذاك الحسن ابن علي المعروف بابن الرضا. فسكت ساعة ، ثم قال : يا بني لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا ، وإن هذا ليستحقّها في فضله وعفافه وهديه وصيانته وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه ولو رأيت أباه رأيت رجلاً جزلاً نبيلاً فاضلاً.

قال أحمد : فازددت قلقاً وتفكراً وغيظاً على أبي وما سمعت منه واستزدته في فعله وقوله فيه ما قال : فلم يكن لي همة بعد ذلك إلا السؤال عن خبره والبحث عن أمره ، فما سألت أحداً من بني هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس ، إلا وجدته عنده في غاية الاجلال والاعظام والمحل الرفيع والقول الجميل والتقديم له على جميع أهل بيته ومشايخه ، فعظم قدره

__________________

(1) إكمال الدين : 479 ـ آخر باب 43 ، الخرائج والجرائح 3 : 1109.

١١٨

عندي إذ لم أر له ولياً ولا عدواً إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه »(1) .

5 ـ انقراض هذه الفرقة وكذلك تلك التي تفرّعت عنها ، في وقت متقدم من نشأتها ، وفي هذا دليل على بطلانها ، وفي هذا قال الشيخ المفيد : « فلما توفي [ الإمام أبو الحسنعليه‌السلام ] تفرّقوا بعد ذلك ، فقال الجمهور منهم بامامة أبي محمد الحسن بن عليعليه‌السلام ونقلوا النص عليه وأثبتوه.

وقال فريق منهم : إن الإمام بعد أبي الحسن ، محمد بن علي أخو أبي محمدعليه‌السلام ، وزعموا أن أباه علياًعليه‌السلام نص عليه في حياته ، وهذا محمد كان قد توفي في حياة أبيه ، فدفعت هذه الفرقة وفاته ، وزعموا أنه لم يمت ، وأنه حيّ ، وهو الإمام المنتظر.

وقال نفر من الجماعة شذوا أيضاً عن الأصل : إن الإمام بعد محمد بن علي ابن محمد بن علي بن موسىعليه‌السلام ، أخوه جعفر بن علي ، وزعموا أن أباه نص عليه بعد مضي محمد ، وأنه القائم بعد أبيه.

فيقال للفرقة الاولى : لم زعمتم أن الإمام بعد أبي الحسنعليه‌السلام ابنه محمد. وما الدليل على ذلك ؟ فإنّ ادّعوا النص طولبوا بلفظه والحجة عليه ، ولن يجدوا لفظاً يتعلقون به في ذلك ، ولا تواتر يعتمدون عليه ، لأنهم في أنفسهم من الشذوذ والقلّة على حدّ ينفي عنهم التواتر القاطع للعذر في العدد ، مع أنّهم قد انقرضوا ولا بقية لهم ، وذلك مبطل أيضاً لما ادّعوه.

__________________

(1) أصول الكافي 1 : 504 / 1 باب مولد أبي محمد الحسن بن عليعليه‌السلام من كتاب الحجة ، إكمال الدين : 42 مقدمة المؤلف ، الإرشاد 2 : 322 ، روضة الواعظين : 250 ، إعلام الورى 2 : 147.

١١٩

ويقال لهم في ادعاء حياته ، ما قيل للكيسانية والناووسية والواقفة ، ويعارضون بما ذكرناه ، ولا يجدون فصلاً ، فأما أصحاب جعفر فإنّ أمرهم مبني على إمامة محمد ، وإذا سقط قول هذا الفريق لعدم الدلالة على صحّته وقيامها على إمامة أبي محمدعليه‌السلام ، فقد بان فساد ما ذهبوا إليه »(1) .

موقف الإمام العسكري عليه‌السلام تجاه المدعيات الباطلة

يمكن تلخيص موقف الإمام العسكريعليه‌السلام حيال تلك الشرذمة القليلة التي حاولت عبثاً التشكيك بإمامته ، بأمرين وهما :

الأول : الرسائل والتوقيعات التوجيهية

بعث الإمام العسكريعليه‌السلام عن طريق وكلائه المزيد من الرسائل والوصايا التوجيهية إلى شيعته ومواليه في مختلف ديار الإسلام ، وبعضها مفصلة نسبياً ، وهي تحمل في طياتها الدعوة إلى التمسك بمبادئ الاسلام والعمل بشريعته السامية ، والتعلّق بسبيل الحق المتمثل بولاية أهل البيتعليهم‌السلام ، واعتقاد إمامتهعليه‌السلام (2) . وكان لتلك الرسائل دور فاعل في ازالة شكوك من كان يبحث عن الحجة والبرهان من المرتابين في إمامتهعليه‌السلام ، وحيثما التقوا بالحجة والبرهان في عمق بصيرتهم ، انفتحوا على نتائج الحقيقة ، فزال شكّهم ، والتحقوا بركب التشيع العريض الواسع.

عن أحمد بن إسحاق ، قال : « دخلت على مولانا أبي محمد الحسن بن علي

__________________

(1) الفصول المختارة / السيد المرتضي : 317 ، دار المفيد ـ 414 ه‍.

(2) راجع : تحف العقول : 258 وما بعدها ، المناقب لابن شهر آشوب 4 : 458 ـ 459 بحار الأنوار 78 : 370 باب 29.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625