ديوان فوز الفائز

ديوان فوز الفائز14%

ديوان فوز الفائز مؤلف:
تصنيف: دواوين
الصفحات: 418

ديوان فوز الفائز
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 84418 / تحميل: 14169
الحجم الحجم الحجم
ديوان فوز الفائز

ديوان فوز الفائز

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

من شيلتك قلبي غدا يشتعل نيران

شايل اخوانك يالاخو كلها ولبنين

ودّع عضيده اُوامر ابحث الظعينه

ما بين ماهم طالعين امن المدينه

إلا ابصيحة فاطم الكبرى الحزينه

اتنادي يبويه ريضوا لي ياضيا العين

اِتنادي يبويه اظعونكم لي ريّضوها

لجل الحزينة يا رجالي ودعوها

بيها اعملوا معروف ويّاكم اخذوها

خذني مع ايتامك يبويه والنساوين

بنتك يبويه فاطمة عبّى صبرها

امر ابتوقيف الظعينة من نظرها

حسرى اُوتصفق فوق هامتها عشرها

قلبه انكسر من زود صيحتها ولحنين

اتنادي يبويه ابداركم لا تتركوني

بالله عليكم داخله معكم اخذوني

وابطول غيبتكم يبويه تحزنوني

انا مع عمّي على افراقك حزينين

نادى عليها والدمع بالخد مسفوح

امر قضاه الله قبل واتكتب باللوح

وانا لاَرض الطفّ ابتعنا وباروح

طول الدهرباسكن ارضها اُو طول لسنين

قالت يبن طاها اُو ياسين اُو عمّه

خلوا الطفل عندي اِباقبله اُو بشمه

من ريحتك خلّه أبا ضمّه اُو وبلثمه

من ريحة اعمومي مع اخواني العليِّين

قلها يمحزونة الأمر كاين اُو مكتوب

ردّي أبوك اِمن العدى واليوم مطلوب

قالت على افراقك يبعد اَهلي اباذوب

اُوردت تودعهم اُو تذرف مدمع العين

الله ياهي امصيبة عظمى اُو فجيعه

يوم غدت اتودع البوها اُو رضيعه

ظلّت تودّعهم اِباحشاءٍ وجيعه

إلى دارها ردّت تنادي يا ضيا العين

* * *

بالعيد لا تهنونّي بالعيد لا تهنونّي

انا ابهلي مفجوعة بالعيد لا تهنونّي

يا سايلك ياداره وين الذي ايسكنونك

هذي الركايب تاخت معتادها يلفونك

شالوا هلي وارجالي ماظنتي يأتونك

ياللي لفيتوا لينا بالعيد لا تهنّوني

انا ابحزن في داري واعصابتي مشدوده

يا ليتني قبل الابوا يسافر انا مفقوده

هاللي طلع من داره طلبواعسى الله ايعوده

اُوتالي تعالوا داري بالعيد انا هنّوني

١٢١

انتو لبستوا الزينة وانا لبست اِسوادى

انتو فرح باقلوبكم وانا حزن بافّادي

عيد العظيم الأكبر يوم يرد اِسنادي

اُوتالي تعالوا ليّه بالعيد انا هنّوني

كل النسا ابولياتها واحنا بلا والينا

بالعيد مالي فرحه بالعيد مالي زينه

عيد الضحيّة اقبل واِحسين عيّد وينه

شال ابهله وارجاله بالعيد لا تهنّوني

منبر أبويه خالي يبكي على خطّابه

والمدرسة صكّوها يبكي العلم طلابه

واما اخوه محمّد النوح صاير دابه

دوبه يحن اُو ينتحب بالعيد لا تهنّوني

* * *

١٢٢

هذا فصل في أحوال لقاء عبد الله بن جعفر بالحسين (عليه‌السلام ).

خروجه من أرض مكّة :

باقي البقيّة بوعلي حثّ السرا اُوشال

اُوحث الظعينة من هله سبعين خيّال

يحسين لا تقصد الكوفة في هالمسير

هاتف هتف بك بالسما ينعى لك ايشير

تمشي المطايا والمنايا معكُم اتسير

معلوم يابن المصطفى قربت الآجال

والله فجيعة شيلتك يا حدا الفراقد

ويلاه من شمتت عدونا والحواسد

منهو لشدتنا يمذخور الشدايد

يامنقذ الاُمّة اُويا معطي السؤال

ماهو من خوف المنيّة عازم اتشيل

عن دار جدّك يا ولينا ابظلمة الليل

لكن عهد اللي عهدنا بيه جبريل

رايح بتقضى للعهد يا باقي الآل

يازين عرش الله اُو يا شمس المضيّه

باتشيل وانخلي منازلكم خليّه

او قبلك فلا اسمعنا ذكر للغاضريّه

واسمعت انا من قول هاتف بالسما قال

غوث الصريخ اِحسين باسنين المحيله

واللي جعله الله إلى الاُمّة وسيله

واشتق اسمه من أساميه الجليله

من بعض خدّام السبط جبريل اُو ميكال

يحسين كاتبنا اُولا تخفي علينا

وانكان هالغيبة بطيّة يا ولينا

رسل من الاُخوة لنا واحد يجينا

والله على فرقى اخواني مدمعي سال

* * *

يابوي ظعن اِحسين من مكّةمشى اُوشال

هذيك رايه بوالحسن خوّاض لهوال

١٢٣

هذا العلم منشور قدّام الظعينه

والناس في ضجه اُوهم متحاولينه

مدري يبويه هالظعينة اتريد وينه

استوفى العدو منا اِديونه والظعن نال

يا بوي ذا جاسم اُو هذا البطل عبّاس

واسمع زلازل بالظعن من ضجّة النّاس

والكُلّ يبكي اُو يلطم اِبأيده على الراس

وا ضيعة الإسلام وا ركن الهدى مال

يابوي قدّام الظعن خالي اشوفه

معلوم قاصد بالسري بلدة الكوفه

من سمع قول ابنه بكى واصفق اكفوفه

اُوظل يجدب الونّة اُومن عينه الدمع سال

شوف الظعن لا وين ماشي يا شفيّه

يمكن إلى طيبة الولي قصده الجيّه

قال الظعن قاصد أراضي الغاضريّه

يا ما بها اِيقاسي ولينا اِهموم واهوال

لكن يبويه زيد حسراتك ولحنين

والبس اثياب الحزن لجل افراق لحسين

ما تسمع الضجّة من احريمه ولبنين

اُوالكُل ينادي ليت ظعن اِحسين ما شال

يابني انا ما شوف بس اسمع الرنّه

هيا ابيجل لحسين سوقوا له ظعنّه

وانكان شال اِحسين شال العز عنّه

نطوي بيارقنا اُو عدونا فينا احتال

سرقوا الظعن يا بناي باوافي حبيبي

بس ما أوصّل له اُونشق يا بناي حبيبي

معلوم هذي طلعته من غير طيبي

باقي البقيّة اِحسين ظعنة قوّض اُوشال

* * *

لاوين شايل يا حبيب الهاشميّه

شايل ابها النسوه اُو بعيالك سويّه

باسايلك يا نور عرش الله الوهّاج

يا مأمن الخايف اُو مقصد كُلِّ محتاج

شنهو السبب تطلع اُو باكر موقف الحاج

قلي ولا تخفي يسلطان البريّه

إنكان ناوي للسفر يابن الأماجيد

اقضي لحجك برض مكّة اُوعيّد العيد

قله ابو السجّاد اُودمع العين تبديد

حجي اُوعيدي في اطفوف الغاضريّه

باحج فيها حج ماحجوا النبيين

من آدم الأوّل إلى سيّد الكونين

واتصير هي كعبة إلى الشيعة المحبّين

إلى وين يا زوّار قالوا الغاضريّه

حجي اهناك ابكربلا مذكور موصوف

ماهو بوادي عرفه في أرض الطفوف

١٢٤

فيها ابسعى وباهرول وباطوف

اما طوافي حول لخيام الخليّه

حجي ابوادي كربلا يذكر اُو يوصف

ماهوه في وادي مني في وادي الطف

فيها ابهرول وبا السعى وباوقف

على اجساد بالثرى ظلوا رميّه

باوقف على سبّعين جثّة بضّعوها

شربة اُمّيّة ويح قلبي ما سقوها

ويلي عليهم ساعة اللي ينحروها

وانا اناديهم اُودمعاتي جريّه

قوموا يفرسان الوغى سرجوا على الخيل

اُوحملوا على الرايه اُوواثبوا يا بهاليل

اوركبوا عوايدكم اُوسووا نهارها ليل

اُوردوا عداكم عن اخدور الهاشميّه

* * *

يحسين وادي عرفه يرقب مجيّك

اُوهذي المروة والصفا يرجون سعياك

والمسجد الأعظم صلوتك يرتجيها

اُو هذي الكعبة ترتجيك اتطوف بيها

اوكل المشاعر ترتجي اُوقوفك عليها

ايضاً اُوادي عرفة يرقب مجيّك

في ليلة العاشر بكى لجلك المشعر

واصبح عاشر لك بكى وادي محسّر

اوادي منّي لك بالأسف ناح اوتزفر

أيضاً اُو ثلاث العقبات تبكي لرميك

حتّى الضحايالك بكت مع مسجدالخيف

اُو تبكي لك الاجمار يا مؤوي كُل امخيف

كل المناسك والمشاعر دمعها اذريف

والناس كُلها يلتجون ابظل فيك

اُوحجر الذبيح اينوح كُل صبح اُوعشيّه

وأمّا الحطيم انحطم من عظم الرزيّه

والحجر الأسود تزلزل يا شفيّه

والبيت ينعى يوم ايس من مجيك

اُو تبكي لك العمره اُولبست ثوب لحداد

والحج والمحرم نعوك ابنوح تعداد

ايقولون وابدر طلع عنّا ولا عاد

اُوناحت صلوة العيد والخطبة ابنعيك

اُولبس المَخيط اينوح الك في يوم عاشور

اُوبكى لك التقصير يا نسل الأطاهر

١٢٥

وأمّا التحلّق ناح ليك اِبدمع ناثر

اُومكّة اُوطيبة بالأسف ناحت ابنعيك

اوأمّا المقام اينوح من بعدك اُوينعاك

اُو بير زمزم يرتجي يحسين ملقاك

اويبكيك وادي عرفه ويا ضحاياك

ايضاً طوافك وين يا لوالي اوسعيك

* * *

حجّي مهو بالحج حجّي يا شفيّه

حجّي اُو مطافي بادخره في الغاضريّه

حجّي مهو بالحج حجّي يوم عاشور

جسمي الكعبة والحجر نحري المنحور

اُوحجر النّبي اِسماعيل الأكبر المبرور

اُوأمّا مبيتي في منى في الغاضريّه

عندي ضحايا يا افضل الموجود في الكون

أفضل من اللي كان واللي بعد بيكون

قومي اُو ولدي اُو عزوتي كُلهم يذبحون

واتصير موطى اجسومهم بالأعوجيّه

عندي ضحايا ما أحد ضحّى مثلهم

عندي ضحايا كربلا شبّان كُلهم

الأرض ترجف والسما تبكي لجلهم

هاللي تعاينهم ضحايا الغاضريّه

ذولا ارجالي يابن عمّي والأضاحي

واسبوع حربي في الحريبة اُوهم اذباحي

وابقى اَنا كالطير مكسورٍ جناحي

من غير ناصر في اطفوف الغاضريّه

اُو فيها بهرول يوم حجي سبعة أشواط

اُوفيها المروّة المعركة والصفى الفسطاط

وانا الكعبة والحجر وانا المحتاط

اُواما مبيتي في منى في الغاضريّه

والحاج تنزع للحرام اُوتلبس امخيط

وانا اتعرى وانخبط بالخيل تخبيط

مالي امخيط غير فيض الدم لعبيط

اُو ظهري مكسور من اطراد الأعوجيّه

وأمّا امفيض الحاج شيل الحرم للشام

اُو أمّا الدعا والتلبية ضجّة الأيتام

فوق الهزل تنعى اُودمع العين سجّام

ضيّعتني يحسين بارض الغاضريّه

* * *

لاوين ناوي اليوم يا باقي البقيّه

رد الجواب اُوقال لارض الغاضريّه

حتّى اشوفك جاي ليه تبغي اتزور

اُو باتشوف كعبة كربلا نحري المنحور

وابقى ثلاثتيّام فيها غير مقبور

اُو صدري اِمكسّر من اِطراد الأعوجيّه

وادفن يبن عمّي بلا غسل اُو تكفين

اُو تقصدني الزوّار من كُلِّ البلادين

١٢٦

واتصير مقصد كربلا دون الأراضين

لاوين يا زوّار قالوا الغاضريّه

واحريمنا تبقى بلا اِمحامي ولا اكفيل

بين الأعادي تركب اظهور المهازيل

ما عندهم كافل يلوذوا به سوى اِعليل

مشغول باغلاله على ظهر المطيّه

دوبه يحن اعلى المطيّه ابدمع بادي

خليتني يا ياب ما بين الاعادي

زنجيل في صدري اُو مغلول الأيادي

وان قال يا بويه تشتمه بنو اُميّه

دوبه يحن ويقول قومي فارقوني

راحوا ابجمعهم ارجالي واَوحشوني

مالي امساعد بين أعدا ضيّعوني

لابقى عليهم طول عمري في عزيّه

ما ينقضي حزني عليهم ليل وانهار

دوبه يحن اُو ينتحب والدمع نثّار

اُو ينتخي ابجدّه المرتضى حيدر الكرّار

عود يبن عمي الدهر جاير عليه

* * *

اليوم ثامن باكر الموقف يلحسين

هيّد ظعونك يالولي اُوحج بالمسلمين

لا تفجع الإسلام يا شيخ العشيره

اخروجك ابهذا اليوم للشيعه كسيره

منهو إلى الخايف يبو سكنة يجيره

وا ذلة الإسلام بعدك يا ضيا العين

قلّه أمامي موقفي اُو موقف اُولادي

في وادي اعلا اُواشرف كُل وادي

اُو فيها بضحي باخوتي اُو جملة اُولادي

اُو جملة بني هاشم وانصاري المحبين

اُو هذي لبدور اللي يبن عمّي تراهم

ذولا اذباحي ليت لك عين تراهم

فوق الثرى صرعى اُوغسلهم من دماهم

تبقى ثلاثتّيام لا غسل اُولا تكفين

اُوأمّا الكعبة نحري اللي ينحرونه

والحجر صدري اُو بالعوادي ايقبّلونه

والهرولة يوم عضيدي يذبّحونه

ويّا اخواني اُو جملة اُولادي ولبنين

لو ما الدعاء والتلبيّة ضجّة يتاماي

في وسط خيمتهم عطاشى تطلب الماي

اُو زينب تنادي راحت ارجالي اوولياي

اُوأمّا المفيض إلى منى سير النساوين

١٢٧

من غير والي فوق اعجاف المطايا

من كربلا للشام ايسيروهم هدايا

قلّه يبن عمي صلتني هالرزايا

اشبيدي على افراقك يبن طاها اُو ياسين

هذي اُولادي خذهم ايروحون ويّاك

من جملة اُولادك يليت الأهل تفداك

يا ليت تسلم يالولي والعالم افداك

نغصت شربي اُو مطعمي يا قرة العين

* * *

١٢٨

هذا فصل في أحوال مسلم بن عقيل (عليه‌السلام ) وأحواله في الكوفة :

بالله يها لواقف اِبابي اُودمعك ايسيل

اسقيتك الماء روح لهلك هوّد الليل

قلها يحرمه ما إليّه اِبهالبلد دار

اُومالي عشيرة اُولا إلي اِمحامي ولا اَنصار

وحدي ابهالبلدة غريب اليوم محتار

داري ابعيدة اُوضعت في بلدة اراذيل

قالت اخبرني باسمك اُومن يا قبيله

قلها اُودمعاته على خدّه هطيله

والله يحرمه عزوتي عزوه جليله

من بيت هاللي نزل بيّه الروح جبريل

وانكان اردتين النسب من آل ياسين

انا ابن اخو حيدر الضيغم مظهر الدين

طبيّت هالبلدة رسول امن الولي احسين

اُوخانوا عهدي اُوتابعوا الفاجر الضلّيل

واريد من فضلك ابهاليلة الفيني

خايف ابهالبلده الاعادي طالبيني

ليت البطل عبّاس والأكبر يجوني

اُو جاسم اُوعون ايجون باسيوف مساليل

هلّت دمعها اُونادته بالله اِدخل الدار

تفديك روحي يابن اخو حيدر الكرّار

يا ليت عند اِحسين توصل عنّك أخبار

اِنكان جاك امن المدينة بهاليل

قلها أبو السجّاد سافر بالحموله

اُوظل بالمدينة محمّد اُوذيك العليله

هي تجدب الونّة اُوهو دمعه يسيله

واُمّ البنين اِعلى الحمولة اتصيح بالويل

* * *

١٢٩

سمعت صهيل الخيل طوعه اُوجات في الحين

تنظر إلى مسلم اُولنّه يهمل العين

قالت يمسلم ليتك ما صاحبك نوم

قلها صحيح من ابقلبه كثرة اهموم

في النوم شفت المصطفى الهادي ولعموم

اُوكُلهم يطوعه لجل أحزاني حزينين

قلي الهادي اليوم يا مسلم تجينه

ما تصبح إلّا القوم بيتك حايطينه

الهم ضغاين يالولد سابق علينه

واليوم أبدوا اللي ابخواطرهم امكتمين

إتجدّدت حسراتها امن الحزن طوعه

مسلم تشوفه يحكي اُو تهمل ادموعه

إفراق اَهله اُوحدته أحنت اِضلوعه

ويش حال من عنّه هله أمسوا بعيدين

قالت يمسلم لو يقبلوني فديتك

اِبمالي اُوروحي اُولا تجي يمّك منيتك

ما حاضرك مسلم أحد من اَهل بيتك

ايشوفونك امحيّر اُوعدوانك امسلحين

ودعتك الله يا غريب بأرض كوفان

جسمك من اَحزانك يمسلم صار وجعان

يا ليت عمّك حاضرك خيّال لحصان

ويشوف حالك ما إلك ناصر ولا اِمعين

ودّعتك الله يا غريب الأهل والدار

يا لخانته الكوفة أهلها اِصغار واِكبار

وامسى ابديرة غرب حاير يضرب أفكار

ليته درى ابحالك أبو السجّاد لحسين

قلنا يطوعه ما ابردتْ غلّة افادي

اراويك في هالكفر محمود الجهادي

عمّي عَليْ متهولني كثر الأعادي

بس في ضميري حسرةٌ من اجل لحسين

* * *

لحد يمسلم خانت ابعهدك الأنذال

لكن بديت المرجلة يا فحل لرجال

لولا الحفيرة والقضا وافق الحيله

ما صابك ابن ازياد بارجاله اُوخيله

لكنّهم يوم الحرب صابوك غيله

فعلة خمايم فيك ماهي فعلة اِرجال

والله لو حربك معاهم في سعة بر

ما كان صاروا بالحرايب منّك أظفر

يا حيّ ذاك الوجه منّك يا غضنفر

ليتك حشتهم في سعة مطراد خيال

١٣٠

اِتمنيت حاضر يوم حرب الغاضريّه

يوم تصك اجموعهم بالسمهريّه

اُو زينب تنادي راحت ارجالي سويّه

أفنى أهلنا السيف ما بقّى لنا ارجال

اُوحاز المراجل من ضرب بالسيف واروى

هاني طعن بالعود اُوحد السيف روى

يا راية البيضا على هاني بن عروه

محمودة اُوصافك يبن عروة ابهلفعال

* * *

مسلم على رأسه وقع مغلول ليدين

يبكي ويصعد زفرته لفراق الحسين

طلعوا ابهاني والبطل مسلم إلى السوق

اُوكُل واحد ابحلقة حبل مربوق

والله فعايلهم اِبها لأمجاد ميلوق

ويش الجنو للذبح صاروا مستحقين

اُوفي السكك والأسواق قاموا يسحبوهم

والخلق بالأحجار ظلّوا يضربوهم

اُو أمّا هل الكوفة مكنهم يعرفوهم

ولا روّعوا حرمه إلى الكرّار اَبو احسين

يا ليت اَبو السجّاد يحضرهم يراهم

ينظر جثثهم ما تواروا في ثراهم

مسلم اُوهاني أصبحوا ابولية اعداهم

واَمست نساهم من بعدهم مستعدّين

والروس فوق اِرماح ودّوهم إلى الشام

ويعايدوا في الشام اَهلها سبعة ايام

ويزيد امر بالفرح للخاص والعام

وامر يدوروا ابروسهم كُل البلادين

وارسل إلى ابن ازياد في خطه يخبره

ان حشت سبط المصطفى مهجة الزهرا

بعد الذبح بالخيل رض صدره اُو ظهره

وارفع كريمه ابرمحه واحرق للصياوين

ولا تبقى من بني حيدر بقيّه

اُوكسر اعضاهم بالخيول الأعوجيّه

اوفوق الهزل ركب نساء الهاشميّه

ثاراتنا ابصفّين ناخذها من احسين

لا بارك الله في زمان خان عهده

واخرج سليل المرتضى من وطن جدّه

١٣١

امسى ابمكّة حاير ابأهله اُوولده

ما حصل له ايتمم الحج دون المسلمين

* * *

جيّه يحيدر جيّه مسلم ذبح بالكوفه

يا ليت لنك حاظر واتعاينه واتشوفه

جيّه يحيدر جيّه مسلم ترى خانوا به

باحبال شدوا رجله قوم الخنا اُوداروا به

يا ليت لنّك حاظر واتشوف ما فعلوا به

لفقار سله عاجل اُو بالخيل طب الكوفه

يا ليت شفت اُولاده يوم الخبر وصلهم

ذبوا العمايم بالثرى وابكوا اُوبكوا عمهم

وامخدراتك بالخيم تبكي اُوزايد همهم

من حين سمعوا بالخبر مسلم ذبح بالكوفه

واِحسين قام اينادي اُوبالعجل دشّ اخيامه

حطّ الفتاة ابحجره وامدامعه سجّامه

حسّت ابذبحة بوها اُوقالت لقاه احمامه

اُوقالت يعمّي الكوفة هي بالغدر معروفه

ظلت تنوح البوها واخوانها لسعدوها

واحسويم آل المصطفى بامصابها ايعزوها

اُوقالت البيعة ياهلي نكثوا بها اوخانوها

يا ليت ابويه انظره ابعيني انا واشوفه

ضجوا النساء في ضجه وارتج ذاك الوادي

هذي تقول ياعمي اُوهذي تقول يسنادي

اوهذي تقول يامسلم شمتت علي حسادي

اُوصاحواعليه ابصيحه مسلم ذبح بالكوفه

عبّاس نادى ابصوته قوموا ادركوا والينا

احنا اُولاد المرتضى والكفر ما تولينا

يحسين اخويه هذي اُول مصيبه فينا

سور لنا غدروا به اُولاد الخنا بالكوفه

١٣٢

زينب تجر الحسرة وادموعها تتناثر

حيدر تثور ابهمه والسيف بيدك شاهر

مدري جبن لو ذله لو المقدر صاير

هذا عزيزك ينتحب وامدامعه مذروفه

جارت عليه الاُمّة اُونكثوا يبويه البيعه

وابن الخنا بالكوفة ابن ازياد صاد الشيعه

واحنا عقب والينا نرجى الهضم والضيعه

امصيبه اُوقعه اُوزلزله حلت ابأرض الكوفه

* * *

لولا القضا والحيلة لولا القضا والحيله

ماصاب مسلم صايب لولا القضا والحيله

ليت القضا وخر له حربه معاهم ساعه

ولا اعملوا هالحيله ايشوفون طولة باعه

الله يهل الكوفة منكم ما واحد طاعه

مانتوا كفو اتقربونه لولا القضا والحيله

صوّل عليهم وحده يا حيّها من صوله

صولات عمّه حيدر ياليتهم ثبتوا له

إبوحدته ما فكّر والحيلة المعموله

ماصاب مسلم صايب لولا القضا والحيله

في ساعة ميشومة حاطوه اباحفيرتهم

يوم وقع بالحفرة دارت عليه دولتهم

يا ليت عنده قومه ويعاينوا فعلتهم

ماصاب مسلم صايب لولا القضا والحيله

ما هي شجاعة منهم ما هم كفو ايقربونه

لولا قضا بارينا خلّاهم ايقيدونه

مسلم ذبح بارجاله من ويش ما جيتونه

ماصاب مسلم صايب لولا القضا والحيله

يا آل غالب ثوروا وابدولة حربيّه

اُوشيلوا جنازة مسلم فوق الترب مرميّه

١٣٣

حتّى اِنكم اتواروها عَجلوا لها بالجيّه

ماصاب مسلم صايب لولا القضا والحيله

ليكم ترى بالكوفة اجنازة مطروحه

قوموا لمسلم هيا جيبوا دواء لجروحه

شوفوا ادمومه سايله فوق الترب مسفوحه

ماصاب مسلم صايب لولا القضا والحيله

* * *

يا آل غالب قوموا يا آل غالب قوموا

دفنوا جنازة مسلم يا آل غالب قوموا

مرمي ابترب الكوفة ميت ولا حد شاله

يهل الفخر والشيمه سرعوا له ابشياله

كيف نسيتوا مسلم يا عزوته اُويا ارجاله

دفنوا جنازة مسلم يا آل غالب قوموا

يحسين مسلم ميت شنهوالعذر ما تجي ليه

اُول ذبيح منكم ما جيتوا التغسيله

عن حر ترب الكوفة يحسين ماتجي اتشيله

دفنوا جنازة مسلم يا آل غالب قوموا

يحسين أهل الكوفة خانوا العهد والبيعه

أهل الغدر والحيلة ما هم ترى لك شيعه

سلوا عليك اسيوفهم بعد العهد والبيعه

دفنوا جنازة مسلم يا آل غالب قوموا

ليتك تعاين حاله بالجيش يوم جوله

اتنهض اُوباسم الله انتدب ياليتهم ثبتوا له

مثل القطاء المندعر من صال ذيك الصوله

اينادي ابهله وارجاله يا آل غالب قوموا

١٣٤

زعزع اجموع الكوفة من حين صول فيها

مثل الأسد باطراره والرعب حله بيها

واجموعهم ما راعته يوم توطى بيها

يا ليتكم جيتونه يا آل غالب قوموا

يا ولاد عبد المطلب يا ليتكم جيتونه

وضعوا حبل بارجوله اُوقاموا اله ايجرونه

مسلم جنازة امعطّلة ما جيتوا اتدفنونه

دفنوا اجنازة مسلم يا آل غالب قوموا

يهل الفخر والشيمة ماذا التواني منكم

ماجاتكم اخباره ما حد لفى خبّركم

مسلم ذبح بالكوفة شنهو الذي أخركم

ما جيتوا اتدفنونه يا آل غالب قوموا

يهل الفخر والشيمة يهل الفخر والشيمه

في ثار مسلم قوموا يهل الفخر والشيمه

ما هم اكفاية حربه يوم الفزع والصايح

يا ليتكم شفتونه وسط الحفيرة طايح

هيا دنصبوا الماتم على الغريب النازح

مرمي ولا جيتونه يهل الفخر والشيمه

ضاعت ادمومٌ ليكُم ما بين أهل الكوفه

أضحت عليكم للعدى متباشره اُومشغوفه

راياتهم منثورة اُوراياتكم ملفوفه

في ثار مسلم ثوروا يهل الفخر والشيمه

لولا الحفيرة اُوسابق امر قضاه الباري

جابوه عند الطاغي يبكي ابدمع جاري

وينه هلي ميجوني حتّى يدركوا ثادي

في ثار مسلم قوموا يهل الفخر والشيمه

عند اللعين الطاغي جابوا له ايقيدونه

امر عليه ابن الخنا امن اعلى القصر يرمونه

١٣٥

يهل الفخر والمرجلة يا ليتكم شفتونه

في ثار مسلم قوموا يهل الفخر والشيمه

ماجت لكم اخباره يا اَهل الفخر العالي

يوم العدى ايذبونه من فوق قصر عالي

طول الغيبه بالنجف هزاز لحصون

اُوخلا بناته ابلا ولي للشام يمضون

وابقى عفير ابدمه مرمي بليا اموالي

ماحدحضر له منكم يهل الفخر والشيمه

يهل الحميّة ثوروا واسيوفكم مسلوله

اُونار الحرب خلوها ابعدوانكم مشعوله

مدري الخبر ما جاكم قبل الحرب والصوله

وانتوا الحميّة فنكم يهل الفخر والشيمه

وا ضيعتي يابن اُمّي وا فجعتي ياسنادي

مسلم ذبح بالكوفة أوّل ذبيح اُوبادي

راح اُومضى اُوضيّعني واشمتت علي حسّادي

هيا ابعجل ردّونا يهل الفخر والشيمه

قلها السبط يا زينب أنّا لنا والرجعه

حن اُوبكى واتزفّر واجرى ابخده دمعه

يختي المدينة ليها هيهات مامن رجعه

في ثار مسلم قوموا يهل الفخر والشيمه

* * *

اِبمنزل زبالا خبر مسلم وصل اِحسين

من مجلسه قام ابعجل دشّ الصياوين

يبكي على مسلم اُودمع العين سجّام

في الحال قرّب طفلته واَمسح على الهام

قالت يبو سكنة يعمّي اُو خير لعمام

اشلون تفعل بيه فعل ليتام يحسين

معلوم اَبويه ذاق نحبه بأرض كوفان

قلها اَنا عزّك واُولادي الك اخوان

في الحال شقت جيبها اُونادت النسوان

قوموا اسعدوني راح عزي يا خواتين

التموا عليها الحرم كلهم يسعدوها

في النوح والضجه على ذبحة ابوها

فوق لخدود ادموعهم حسرى جروها

واظلم الوادي من مناح الهاشمين

ما تسمع إلّا في الخيم للحرم ضجّات

هذي تجر ونّة اُوهذي تصفق الراحات

١٣٦

اُوهذي تنادي وا ذبيح بالظما مات

لَحد يمسلم أضحت اُولادك يتيمين

اوهذي تنادي اُوتصفق ابكفهاعلى الراس

لَحد يمسلم قبل غيرك تشرب الكاس

ويش حال من صابوه عدوانه الأرجاس

في دار غربة اُو عزوته عنّه ابعيدين

او زينب مدامعها على خدها هتونه

واتقول مسلم ذبح ماحنا حاضرينه

يا ليت أهله عن اِشماله اُوعن يمينه

ويّا بني عدنان من حوله امدرعين

لحد يمسلم ما حضرنا لك ابيومك

يوم طحت مرمي عفير في ادموك

يا ليت تسمع بالبكا ضجّات قومك

لجلك أبو السجّاد صب امدامع العين

شد الظعينة اُوقوم ردنا للمدينه

من يوم جانا خبر مسلم ذابحينه

شد الظعينة اُوقوم ردنا ابلاد جدنا

خوفي نتم بعدك بلا والي وحدنا

يحسين بعدك من إلى طيبة يردنا

خوفي يخويه اتدور دنيانا علينا

مسلم تبدى بالشهادة اُوراح للجنان

اُوذبّوه من عالي القصر في أرض كوفان

ناحت على امصابه جميع الإنس والجان

والأرض ناحت والسما ضجّت حزينه

لحد يحيدر كيف تسكن في الغريّين

واتشوف مسلم منذبح بين الملاعين

لم لا تطر اللحد يابو الحسن واحسين

اُو تاخذ لثار الهل الكوفة قاتلينه

طاهر تزفر والدمع من مدمعه سال

هيهات ما نرجع إلى طيبة ابهالحال

حتّى نخوض ابحور عسكرهم ولهوال

وانموت لو ناخذ يعمي ابثار ابونا

اُو زينب تنادي والدمع بالخد مبدود

لَحد يمسلم تنذبح يا معدن الجود

والله حسافة ابدار غربة اتروح مفقود

ايحق لي انا لبقى على امصابك حزينه

اوساق الظعينة بوعلي للغاضريّه

يقدمهم العبّاس قيدوم السريّه

حين اتوها وقف مهر ابن الزكيّه

قلهم يفتيان تحطوا للضعينه

* * *

١٣٧

هذا فصل في أحوال وهب ومرور الحسين (عليه‌السلام ) على منزله ، ووصايا الحسين (عليه‌السلام ) لاُمِّ وهب :

أمست بني عدنان بالأظعان ماشين

اِيحثّون مسراهم قصدهم للعراقين

قدّامهم شيخ العشيرة حامي الجار

من حوله الشبّان وولاده ولنصار

والعلم في ايد البطل ذلك المغوار

والرمح فيه العلم واحسامه باليمين

اينادي ابصوته يابني عدنان هيا

حوطوا ظعينتكم بفرسان الضريّه

احنا ابسرانا قاصدين الغاضريّه

بارواحنا نفدي ابو السجّاد لحسين

كل ما مشى منزل ايتبعونه ابمسراه

سبعين الف لموا عن يمينه اُو يسراه

والعطش فت اقلوبهم والناحوا حداه

قالوا تلفنا العطش يا نور المسلمين

الناح سبط المصطفى الفسطاط فدا

جاله اُومن حوله بني هاشم ولقوام

ما شاف الا نسوة في ذيك لخيام

سلم اُوردوا للسلام اعليه في الحين

سايل عن الماء واخبروه ابصورة الحال

الوى لعند الماء اُوقام ايزيح لرمال

حفروا ولن صخره بدت من صخر لجبال

اُوعجزواعن الصخره اُوقلعهاالطاهراحسين

واتفجرت ما بين اصابيعه الأنهار

والماي يجري بلقفار اُو ظهر لزهار

اُو روى اَصحابه بالعجل جدالسر اُوسار

والتاح للخيمة يوصّي للنساوين

قالوا الوهب هاللي رايته ابلذة النوم

قاصد اراضي كربلا يا وهب معلوم

١٣٨

خلّه يشد الظعن لا يمهل ولا يوم

واحنا أمامه بالظعينة اليوم ماشين

شال الشهيداِحسين اُواقبل وهب في الحين

عاين الوادي اُوشاف للاَنهار جارين

احتار لمن شاف انهار جريّه

معلوم بالوادي اجتاز ابن الزكيّه

لو مر طاها المصطفى لومر وصيّه

ما يصبر هذا الا فعل احد النبيين

اقبل إلى الخيمة اُوهو يصفق اكفوفه

ايسايل امه اُودمعته ابخده ذروفه

قالت لفانا ابن النّبي قاصد الكوفه

اُوصاك يابني تلحقه يا خير لبنين

يا وهب مر الخيمتك ووصا علينا

قولوا لوهب بالعجل يلحقنا اويجينا

يابني اَصحابه عن اشماله وعن يمينه

ويّاه نسوه في هوادجهم حزينين

قدّام ظعنه يا وهب فارس ضرغام

ايقولون هذا ابن الوصي زرّاق لرخام

اِيقولون لك هذا ظعنهم سار قدّام

سايلت عن سلطانهم قالوا لي احسين

ياوهب كبدي اتفطرت من ضجت انساه

اُولدري ابهذا النوح والفرسان ويّاه

فرسان من حوله عن ايمينه اُويسراه

حول الظعينة يا وهب كُلهم اِمسلحين

قلها اعجل يا ولده في داعة الله

الفسطاط اباقشع له اُوباتو كُل على الله

بالحق ابو سكنه ايمامي حجة الله

لابد ما اتشوفين جسمي بالثرى اطعين

بقشع الخيمة اُوبلحق ابن الهاشمية

عندي خبر بيروح ارض الغاضريّه

بالنوم شفت المصطفى خير البريّه

جدّه اُوقال انصر عزيزي اُوقرّة العين

* * *

بدر طلع من يثرب تمشي وراه انجومه

ماظنني هالطلعه الا طلعة مشومه

١٣٩

مروا على وادينا وازهر اُوزاد ازهاره

واشجار ذيك اليابسه اينع لنا باثماره

يا رايحا من طيبة الله يعوده داره

اُوتاضى مرابع طيبة من غرته واعلومه

اوصى عليه اُوقلي يا وهب شد ارحالك

عمرك فداله بيعه واترك جميع اموالك

شد الظعينة يابني واحمل معاك اعيالك

يابني اُوسيل ادمومك قبل تسيل ادمومه

ان كان انته يابني في امري اُوفي طوعي

اطلب ثواب الباري ارجوعك اله وارجوعي

وانصر غريب الزهرا هاللي تصيح اضلوعي

مغصوبة ميراثها فوق الوجه ملطومه

باتجي ابيوم المحشر واتصيح يا اُولادي

امه ابويه بعده يارب حرقوا افادي

واحد قتيل ابسمه اُواحد ذبيح الوادي

ولا كفاهم قتله ابنار الخيم مضرومه

اوتالي البتولة اتسايل منهو نصر لجنيني

اُومنهو اللي قام المآتم وابذبحته ايعزيني

ليكون يابني ايفوتك نصره اُوتخيب اظنوني

قلها بعد يا والده اُوحق القتل مع قومه

وامه الزهرا اتسايل يوم الحشر لقيامه

انتو ذبحتوا جنيني وانتوا حرقتوا اخيامه

وانتوا رضضتوا صدره وانتوا سلبتوا ايتامه

وانتوا ذبحتوا اطفاله يا امة الميشومه

يا وهب شد ظعونك وانا معك شياله

والحق عزيز الزهرا يا ضيغم الخياله

بالأمس انا ضافوني يا وهب يابني ساعه

بالعجل شد ظعونك بانروح اله فزاعه

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

.. إلى غير ذلك من الكتاب والسنّة.

وأمّا ما ذكره من أنّ المراد بهذا التجويز نفي وجوب شيء عليه ، فلا يرفع الإشكال ؛ لأنّه إذا لم يجب عليه بعدله وحكمته أن يرسل الرسل بالحكمة والموعظة الحسنة ، فقد جاز أن يرسل رسولا إلى قوم ولا يأمرهم إلّا بسبّه ومدح إبليس ـ إلى غير ذلك ممّا بيّنه المصنّف ـ ، وتجويزهم مثل ذلك على الله سبحانه دليل على عدم معرفتهم به ، وأنّهم ما قدروه حقّ قدره.

ولو جوّزت أشباه هذه الأمور على أحد منهم لعدّها من أكبر النقص عليه ، والذنب إليه ، فكيف تجوز في حقّ الملك الجامع لصفات الكمال؟!

* * *

٣٦١

قال المصنّف ـ قدّس الله سرّه ـ(١) :

وقالت الإمامية : قد أراد الله الطاعات وأحبّها ورضيها واختارها ، ولم يكرهها ولم يسخطها ، وأنّه كره المعاصي والفواحش ولم يحبّها ولا رضيها ولا اختارها(٢) .

وقالت الأشاعرة : قد أراد الله من الكافر أن يسبّه ويعصيه ، واختار ذلك ، وكره أن يمدحه(٣) .

وقال بعضهم : أحبّ وجود الفساد ، ورضي وجود الكفر(٤) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٧٦.

(٢) النكت الاعتقادية : ٢٦ ـ ٢٧ ، تصحيح الاعتقاد : ٤٩ ـ ٥٠ ، تجريد الاعتقاد : ١٩٩.

(٣) الإبانة في أصول الديانة : ١٢٧ ، تمهيد الأوائل : ٣١٧ ـ ٣١٨ ، الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢ / ٩٩ ، المسائل الخمسون : ٦٠ المسألة ٣٥ ، المواقف : ٣٢٠ ـ ٣٢٣ ، شرح المواقف ٨ / ١٧٣ ـ ١٧٤ و ١٧٨ و ١٧٩ ، تحفة المريد على جوهرة التوحيد : ٤٢ ، شرح العقيدة الطحاوية : ١٣٠.

(٤) المواقف : ٣٢٠ ـ ٣٢٣ ، شرح المواقف ٨ / ١٧٣.

٣٦٢

وقال الفضل(١) :

مذهب الأشاعرة ـ كما سبق ـ : إنّ الله تعالى مريد لجميع الكائنات ، فهو يريد الطاعات ويرضى بها للعبد ، ويريد المعاصي بمعنى التقدير ؛ لأنّ الله تعالى مريد للكائنات.

فلا بدّ أن يكون كلّ شيء بتقديره وإرادته ، ولكن لا يرضى بالمعاصي ، والإرادة غير الرضا ، وهذا الرجل يحسب أنّ الإرادة هي عين الرضا ، وهذا باطل.

وأمّا قوله : « كره أن يمدحه » فهذا عين الافتراء.

وكذا قوله : « أحبّ الفساد ورضي بوجود الكفر » ولا عجب هذا من الشيعة ، فإنّ الكذب والافتراء طبيعتهم ، وبه خلقت غريزتهم.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٣٠٠.

٣٦٣

وأقول :

قوله : « يريد الطاعات ويرضى بها » ليس بصحيح على عمومه ، فإنّ الطاعات التي لم تقع ليست مرادة ولا مرضية له ، وإلّا لوقعت.

وقوله : « ويريد المعاصي بمعنى التقدير » ، ليس بصحيح أيضا ، فإنّ الإرادة سبب التقدير لا نفسه.

ولو سلّم ، فلا بدّ من إرادة المعاصي ؛ لأنّ التقدير بدون إرادة غير ممكن ؛ لأنّها هي المخصّصة.

قوله : « ولكن لا يرضى بالمعاصي » باطل ، إذ لو لم يرض بها فما الذي ألزمه بفعلها.

قوله : « والإرادة غير الرضا » مسلّم ، لكنّ إرادة الفعل تتوقّف على الرضا به ، كما إنّ إرادة الترك تتوقّف على كراهة الفعل ومرجوحيّته من جهة.

وعلى هذا يبتني كلام المصنّف ، لا على إنّ الإرادة نفس الرضا ، كما زعمه الخصم.

وبالجملة : الفعل بالاختيار يستلزم الرضا به ، وتركه بالاختيار يستلزم كراهته ، وإلّا لخرج العمل عن كونه عقلائيا ، فيكون الله سبحانه ـ بناء على تقديره وتكوينه لأفعال العباد ـ راضيا ومحبّا لسبّه والفساد الواقعين ، كارها لمدحه والصلاح المتروكين ؛ وهذا ما قاله المصنّف.

وأمّا ما رمى به الخصم الشيعة من الكذب والافتراء ، فنحن نكله إلى المصنف إذا عرف أحوال رجالنا ورجالهم ، ونظر إلى ما كتبناه في المقدّمة.

٣٦٤

قال المصنّف ـ رفع الله درجته ـ(١) :

وقالت الإمامية : قد أراد النبيّ ٦ من الطاعات ما أراد الله تعالى ، وكره من المعاصي ما كرهه الله تعالى(٢) .

وقالت الأشاعرة : بل أراد النبيّ كثيرا ممّا كرهه الله تعالى ، وكره كثيرا ممّا أراده الله تعالى(٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٧٦.

(٢) إنقاذ البشر من الجبر والقدر ـ المطبوع ضمن رسائل الشريف المرتضى ـ ٢ / ٢٣٦ ، مجمع البيان ٧ / ٣٩٩ ، المنقذ من التقليد ١ / ١٨٥.

(٣) الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢ / ٣١٠ ـ ٣١١.

٣٦٥

وقال الفضل(١) :

غرضه من هذا الكلام ـ كما سيأتي ـ أنّ الله تعالى يريد كفر الكافر ، والنبيّ يريد إيمانه وطاعته ، فوقعت المخالفة بين الإرادتين ، وإذا لم يكن أحدهما مريدا لشيء يكون كارها له ؛ هكذا زعم.

وقد علمت أنّ معنى الإرادة من الله ها هنا هو : التقدير ، ومعنى الإرادة من النبيّ : ميله إلى إيمانهم ورضاه به.

والرضا والميل غير الإرادة بمعنى التقدير ، فالله تعالى يريد كفر الكافر بمعنى : يقدّر له في الأزل هكذا ، والنبيّ لا يريد كفره ، بمعنى أنّه لا يرضى به ولا يستحسنه ، فهذا جمع بين إرادة الله وعدم إرادة النبيّ ولا محذور فيه.

نعم ، لو رضي الله بشيء ، ولم يرض رسوله بذلك الشيء وسخطه ، كان ذلك محذورا ، وليس هذا مذهبا لأحد.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٣٠٥.

٣٦٦

وأقول :

أيصحّ في العقل أن يقال : إنّ الله تعالى يقدّر شيئا ويفعله ، ولا يرضى به النبيّ ولا يستحسنه؟!

مضافا إلى ما عرفت من أنّ تقدير الفعل يستلزم الرضا به ، وتقدير الترك يستلزم الكراهة له.

فيكون الله سبحانه بتقديره للكفر والمعصية ، راضيا بهما وقد كرههما النبيّ

وبتقديره لترك الإيمان والطاعة ، كارها لهما وقد رضي النبيّ بهما وأرادهما ، فاختلف الله ورسوله.

* * *

٣٦٧

قال المصنّف ـ أعزّ الله منزلته ـ(١) :

وقالت الإمامية : قد أراد الله من الطاعات ما أراده أنبياؤه ، وكره ما كرهوه ، وأراد ما كره الشياطين من الطاعات ، وكره ما أرادوه من الفواحش(٢) .

وقالت الأشاعرة : بل قد أراد الله ما أرادته الشياطين من الفواحش ، وكره ما كرهوه من كثير من الطاعات ، ولم يرد ما أرادته الأنبياء من كثير من الطاعات ، بل كره ما أرادته منها(٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٧٧.

(٢) مجمع البيان ٧ / ٣٩٩ ، المنقذ من التقليد ١ / ١٨٢ ـ ١٨٥.

(٣) الإبانة عن أصول الديانة : ١٢٣ ـ ١٢٤ ، تمهيد الأوائل : ٣١٧ ـ ٣٢١ ، المواقف : ٣١٥ ـ ٣١٦.

٣٦٨

وقال الفضل(١) :

هذا يرجع إلى معنى الإرادة التي ذكرناها في الفصل السابق(٢) ، وهذا الرجل لم يفرّق بين الإرادة والرضا ، وجلّ تشنيعاته ناش من عدم هذا الفرق.

وأمّا قوله : « كره الله ما كره الشياطين من الطاعات » فهذا افتراء على الأشاعرة.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٣٠٦.

(٢) انظر الصفحة ٣٦٣.

٣٦٩

وأقول :

قد عرفت أنّ المختار لا يفعل شيئا إلّا لإرادته له ورضاه به ، ولا يترك أمرا إلّا لكراهته له ، وإلّا لخرج العمل عن كونه عقلائيا.

فإذا فرض أنّ الله تعالى هو الفاعل لأفعال البشر ، فلا بدّ أن يكون مريدا لما يقع من الفواحش كما هو مراد للشياطين ، وأن يكون كارها لما يقع من الطاعات كما هو مكروه للشياطين ؛ فتمّ ما ذكره المصنّف.

* * *

٣٧٠

قال المصنّف ـ أعلى الله مقامه ـ(١) :

وقالت الإمامية : قد أمر الله عزّ وجلّ بما أراده ونهى عمّا كرهه(٢) .

وقالت الأشاعرة : قد أمر الله بكثير ممّا كره ونهى عن كثير ممّا أراد(٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٧٧.

(٢) النكت الاعتقادية : ٢٥ ، شرح جمل العلم والعمل : ٥٦ ، المنقذ من التقليد ١ / ٨٥ و ١٧٩ ـ ١٨٠ ، تجريد الاعتقاد : ١٩٩.

(٣) الإبانة عن أصول الديانة : ١٢٣ ـ ١٢٤ ، تمهيد الأوائل : ٣١٧ ـ ٣٢٠ ، الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢ / ١٦٨ ، الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ ١ / ٨٣ ، الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٤٣ وما بعدها ، المسائل الخمسون : ٦٠ و ٦١ ، شرح المقاصد ٤ / ٢٧٤ وما بعدها ، شرح المواقف ٨ / ١٧٣ ـ ١٧٤.

٣٧١

وقال الفضل(١) :

قد عرفت ممّا سلف أنّ الله تعالى لا يجب عليه شيء ، ولا قبيح بالنسبة إليه ، فله أن يأمر بما شاء وينهى عمّا يشاء(٢) .

فأخذ المخالفون من هذا أنّه يلزم على هذا التقدير أن يأمر بما يكرهه وينهى عمّا يريده ؛ وقد عرفت جوابه.

وإنّ المراد بهذا : عدم وجوب شيء عليه ، وهذا التجويز لنفي الوجوب وإن لم يقع شيء من الأمور المذكورة في الوجود.

فالأمر بالمكروه والنهي عن المراد جائز ، ولا يكون واقعا ، فهو محال عادة وإن جاز عقلا بالنسبة إليه ـ كما مرّ غير مرّة ـ ، وسيجيء تفاصيل هذه الأجوبة عند مقالاته في ما سيأتي.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٣٠٧.

(٢) انظر الصفحة ٣٤٩ من هذا الجزء.

٣٧٢

وأقول :

لم نأخذ ذلك ممّا ذكره وإن كان صالحا للأخذ منه ، بل أخذناه من قولهم : إنّ أفعال العباد مخلوقة لله تعالى(١) ؛ لأنّ خلق الشيء وتقديره يستلزم الإرادة له والرضا به ، وتقدير عدم الشيء يستلزم كراهته ـ كما سبق ـ ، فإذا أمر الله سبحانه بما قدّر عدمه ، فقد أمر بما لا يريده وكرهه ، وإذا نهى عمّا قدّر وجوده ، فقد نهى عمّا أراده ورضيه ـ كما ذكره المصنّف ـ ، وهذا على مذهبهم واقع جار على العادة.

ولو سلّم أنّا أخذناه ممّا ذكره ، فمن أين أحرز عادة الله تعالى في عدم وقوع شيء من الأمور المذكورة وهي غيب؟!

على إنّ تجويز ذلك على الله سبحانه نقص في حقّه وأيّ نقص!! لأنّه من الجهل أو العجز ، تعالى الله عمّا يقول الظالمون.

* * *

__________________

(١) خلق أفعال العباد ـ للبخاري ـ : ٢٥ ، الإبانة عن أصول الديانة : ٤٦ ، الإنصاف ـ للباقلّاني ـ : ٢٨ و ٤٣ ، تمهيد الأوائل : ٣١٨ و ٣٤١ وما بعدها ، الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣١٩ وما بعدها و ٣٤٣ ، المواقف : ٣١١ ـ ٣١٥.

٣٧٣

قال المصنّف ـ شرّف الله قدره ـ(١) :

فهذا خلاصة أقاويل الفريقين في عدل الله عزّ وجلّ.

وقول الإمامية في التوحيد يضاهي قولهم في العدل ، فإنّهم يقولون :

إنّ الله تعالى واحد لا قديم سواه ، ولا إله غيره ، ولا يشبه الأشياء ، ولا يجوز عليه ما يصحّ عليها من التحرّك والسكون ، وإنّه لم يزل ولا يزال حيّا قادرا عالما مدركا ، لا يحتاج إلى أشياء يعلم بها ، ويقدّر ويحيي ، وإنّه لمّا خلق الخلق أمرهم ونهاهم ، ولم يكن آمرا ولا ناهيا قبل خلقه لهم(٢) .

وقالت المشبّهة : إنّه يشبه خلقه ؛ فوصفوه بالأعضاء والجوارح ، وإنّه لم يزل آمرا وناهيا إلى ما بعد خراب العالم وبعد الحشر والنشر ، دائما بدوام ذاته(٣) .

وهذه المقالة في الأمر والنهي ودوامهما مقالة الأشعرية أيضا(٤) .

__________________

(١) نهج الحقّ : ٧٧.

(٢) أوائل المقالات : ٥١ ـ ٥٣ ، شرح جمل العلم والعمل : ٧٨ ـ ٧٩ ، تقريب المعارف : ٨٨ ، الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد : ٧٨ ، المنقذ من التقليد ١ / ١٣١ ، تجريد الاعتقاد : ١٩٣ ـ ١٩٤.

(٣) الملل والنحل ١ / ٩٤ ، شرح المواقف ٨ / ٢٥ ـ ٢٦.

(٤) التقريب والإرشاد ـ للباقلّاني ـ ٢ / ٣٠٦ ، اللمع في الردّ على أهل الزيغ والبدع : ٣٦ ، نهاية الإقدام في علم الكلام : ٣٠٤ ، الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٢٥٦ ـ ٢٥٧ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٦٦ ، إرشاد الفحول : ٣١.

٣٧٤

وقالت الأشاعرة أيضا : إنّه تعالى قادر ، عالم ، حيّ إلى غير ذلك من الصفات بذوات قديمة ، ليست هي الله ولا غيره ولا بعضه ، ولولاها لم يكن قادرا ، عالما ، حيّا(١) .

تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.

* * *

__________________

(١) اللمع في الردّ على أهل الزيغ والبدع : ٢٥ ـ ٣٢ ، تمهيد الأوائل : ٢٢٧ ـ ٢٢٩ و ٢٩٨ ـ ٢٩٩ ، الإنصاف : ٣٨ ـ ٣٩ ، الملل والنحل ١ / ٨٢ ، المسائل الخمسون : ٤٣ وما بعدها.

٣٧٥

وقال الفضل(١) :

أكثر ما في هذا الفصل قد مرّ جوابه في ما سبق من الفصول على أبلغ الوجوه بحيث لم يبق للمرتاب ريب.

وما لم يذكر جوابه من كلام هذا الفصل ـ في ما سبق ـ هو ما قال في الأمر والنهي ، وأنّ الأشاعرة يقولون : بدوامهما.

فالجواب : إنّهم لمّا قالوا بالكلام النفسي ، وإنّه صفة لذات الله تعالى ، فيلزم أن تكون هذه الصفة أزلية وأبدية

والكلام لمّا اشتمل على الأمر والنهي يكون الأمر في الكلام النفسي أزلا وأبدا ، ولكن لا يلزم أن يكون آمرا وناهيا بالفعل قبل وجود الخطاب والمخاطبين حتّى يلزم السفه ـ كما سبق ـ ، بل الكلام بحيث لو تعلّق الخطاب عند التلفّظ به يكون المتكلّم آمرا وناهيا ، وهذا فرع لإثبات الكلام النفساني ، فأيّ غرابة في هذا الكلام؟!

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٣٠٩.

٣٧٦

وأقول :

قد عرفت بطلان أجوبته ، ومنه تعرف بطلان جوابه هنا ، ولا أدري لم التزم بعدم الخطاب في القدم والأزل ، وقد أجازوا خطاب المعدوم(١) وقالوا : لا يقبح منه شيء؟!(٢) .

نعم ، لمّا علم أنّ خطاب المعدوم سفه بالضرورة ، التزم بعدم الخطاب غفلة عن مذهبه!

ولو التفت لكابر في نفي السفه ، كما كابر في نفي الأمر والنهي الفعليّين ، مع الالتزام بثبوت الأمر والنهي النفسيّين ، والحال أنّ النفسي مدلول الفعلي ، وكابر في ثبوت الأمر والنهي النفسيّين بدون الخطاب ، مع إنّهما لا يحصلان بدونه.

* * *

__________________

(١) التقريب والإرشاد ـ للباقلّاني ـ ٢ / ٢٩٨ وما بعدها ، المستصفى من علم الأصول ١ / ٨٥ ، نهاية الإقدام في علم الكلام : ٣٠٤ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٦٦.

(٢) انظر : المسائل الخمسون : ٦١ المسألة ٣٦ ، المواقف : ٣٢٨.

٣٧٧

قال المصنّف ١(١) :

وقالت الإمامية : إنّ أنبياء الله وأئمّته منزّهون عن المعاصي ، وعمّا يستخفّ وينفّر(٢) .

ودانوا بتعظيم أهل البيت الّذين أمر الله بمودّتهم وجعلها أجر الرسالة ، فقال تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى )(٣) .

وقال أهل السنّة كافّة : إنّه يجوز عليهم الصغائر(٤) .

وجوّزتالأشاعرة عليهم الكبائر(٥) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٧٨.

(٢) أوائل المقالات ٤ / ٦٢ و ٦٥ ، تصحيح الاعتقاد : ١٢٩ ، الذخيرة في علم الكلام : ٣٣٧ و ٤٢٩ ، شرح جمل العلم والعمل : ١٩٢ ، تنزيه الأنبياء ـ للشريف المرتضى ـ : ١٥ ، المنقذ من التقليد ١ / ٤٢٤ ، تجريد الاعتقاد : ٢١٣ و ٢٢٢.

(٣) سورة الشورى ٤٢ : ٢٣.

(٤) التقريب والإرشاد ١ / ٤٣٨ ـ ٤٣٩ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٣٢١ وقال : « وأمّا أنّه هل يجب كونهم معصومين عن الصغائر قبل البعثة وبعدها؟

فالروافض أوجبوا ذلك ومن عداهم جوّزوا ذلك » ، الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٢٧٩ وج ٢ / ١١٦ و ١١٧ ، المواقف : ٣٥٩ ، شرح المواقف ٨ / ٢٦٥ وقال : « أمّا الصغائر عمدا فجوّزه الجمهور إلّا الجبّائي ».

(٥) محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٣٢٠ ، المواقف : ٣٥٩ ، شرح المواقف ٨ / ٢٦٤ و ٢٦٥.

٣٧٨

وقال الفضل(١) :

أجمع أهل الملل والشرائع كلّها على وجوب عصمة الأنبياء عن تعمّد الكذب في ما دلّ المعجز القاطع على صدقهم فيه ، كدعوى الرسالة وما يبلّغونه عن الله وأمّا سائر الذنوب فأجمعت الأمّة على عصمتهم من الكفر(٢) .

وجوّز الشيعة إظهار الكفر تقيّة عند خوف الهلاك ؛ لأنّ إظهار الإسلام حينئذ إلقاء للنفس في التهلكة ، وذلك باطل ؛ لأنّه يقضي إلى إخفاء الدعوة بالكلّيّة وترك تبليغ الرسالة ، إذ أولى الأوقات بالتقيّة وقت الدعوة ، للضعف بسبب قلّة الموافق وكثرة المخالفين(٣) .

وأمّا غير الكفر من الكبائر ، فمنعه الجمهور من الأشاعرة والمحقّقين.

وأمّا الصغائر عمدا ، فجوّزه الجمهور إلّا الصغائر الخسيسة كسرقة حبّة أو لقمة(٤) ، للزوم المخالفة لمنصب النبوّة.

هذا مذهبهم ، فنسبة تجويز الكبائر إلى الأشاعرة افتراء محض.

وأمّا ما ذكر من تعظيم أنبياء الله وأهل بيت النبوّة ، فهو شعار أهل السنّة ، والتعظيم ليس عداوة الصحابة ، كما زعمه الشيعة والروافض ، بل

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٣١٢.

(٢) شرح المواقف ٨ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤.

(٣) شرح المواقف ٨ / ٢٦٤.

(٤) انظر : شرح المواقف ٨ / ٢٦٤.

٣٧٩

التعظيم أداء حقوق عظم قدرهم في المتابعة ، وذكرهم بالتفخيم ، واعتقاد قربهم من الله ورسوله ، وهذه خصلة اتّصف بها أهل السنّة والجماعة.

* * *

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418