ديوان فوز الفائز

ديوان فوز الفائز14%

ديوان فوز الفائز مؤلف:
تصنيف: دواوين
الصفحات: 418

ديوان فوز الفائز
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 84294 / تحميل: 14035
الحجم الحجم الحجم
ديوان فوز الفائز

ديوان فوز الفائز

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (١) ، فكان علي والحسن والحسين وفاطمةعليهم‌السلام ، فأدخلهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تحت الكساء في بيت أُمّ سلمة ، ثمّ قال : اللهمّ إنّ لكلّ نبيّ أهلاً وثقلاً ، وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فقالت أُمّ سلمة : ألست من أهلك؟ فقال : إنّك إلى خير ، ولكن هؤلاء أهلي وثقلي »(٢) .

« بابان ـ عمان ـ سنّي »

فرية خان الأمين :

س : ما رأيكم في الخليفة علي عليه‌السلام ؟ هل صحيح أنّكم تعتقدون بأنّ جبرائيل عليه‌السلام كان عليه أن ينزّل مقام النبوّة لعلي ولكنّه خان وأعطاها إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : نحن نعتقد بأنّ الإمام عليعليه‌السلام عبد الله ، وابن عبده ، وابن أمته ، وهو وصيّ المصطفى ، والإمام بعده ، أوّل مَن آمن بنبوّة النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهو الخليفة الأوّل لا الرابع ، والأدلّة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنّة.

وأمّا ما ذكرته في المسألة الثانية ، فهو محض افتراء ، افتراه على الشيعة من لا دين له ولا إنسانية ، ونتحدّى كلّ من افترى هذه الفرية أن يذكر لنا ولو شيعياً واحداً يقول بهذه المقولة.

( مايه ـ السعودية ـ ٢٣ سنة ـ طالبة جامعة )

علّة انتخابه خليفة من قبل أهل السنّة :

س : لماذا تمّ اختيار الإمام علي ابن أبي طالب عليه‌السلام الخليفة الرابع من قبل

__________________

١ ـ الأحزاب : ٣٣.

٢ ـ الكافي ١ / ٢٨٦.

٢١

أهل السنّة؟ علماً بأنّهم كانوا من أشدّ المعاديين له ، وهل كان قبولهم له جعلهم يتّبعون أوامره وينهجون نهجه؟ وفّقكم الله لكلّ خير.

ج : إنّ اختيارهم علياًعليه‌السلام رابع الخلفاء لعلّه كان من باب الاضطرار ، فإنّهم لمّا رأوا الشغب والفوضى عمّا البلاد في زمن عثمان ، حتّى قتل نتيجة سوء أعماله ، وسيرة اللذين من قبله ، لم يروا بدّاً من الرجوع في هذا الأمر إلى أهله ، فاستسلموا للحقّ لفترة قصيرة ، ولكن دون التزام قلبي بسيرته وفكرهعليه‌السلام ، وفي الحقيقة كان هذا عمل قهري رغم أنف البعض منهم.

ويدلّ على ما ذكرنا : إنّ الإمامعليه‌السلام كان يتحمّل الكثير من العناء والتعب في سبيل تصحيح خطاياهم الماضية ، ولكن دون جدوى في أكثر المواطن ، حتّى أنّ بعضهم أصبح يكيد ويترّبص الدوائر على حكومتهعليه‌السلام ، حتّى أدّى بالنتيجة إلى استشهادهعليه‌السلام .

( أُسامة ـ المغرب )

أوّل من أسلم :

س : لماذا علي عليه‌السلام دخل الإسلام قبل أبي بكر ، مع أنّ أبا بكر كان أكبر سنّاً منه؟

ج : إنّ الأدلّة المستقاة من كتب الحديث والتاريخ والسير صريحة في أنّ أوّل من أسلم هو الإمام عليعليه‌السلام ، وهذه فضيلة عظمى لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، اعترف بها حتّى المخالفين لهعليه‌السلام ، فهو لم يعبد غير الله تعالى ، ولم يشرك به ، بخلاف غيره الذي قضى وقتاً كثيراً من عمره في عبادة الأصنام.

( أُمّ بدر ـ الكويت ـ )

تحمّل الأذى لحفظ الإسلام :

س : لماذا لم يشهر الأمام علي عليه‌السلام سيفه في مواجهة من اغتصب الخلافة وآذى الزهراء عليها‌السلام ؟

٢٢

ج : إنّ الحكومة في نظر أهل البيتعليهم‌السلام ليست هدفاً ، بل هي وسيلة لإحقاق الحقّ وإبطال الباطل

أهل البيت لم يريدوا الدنيا للدنيا ، وإنّما أرادوا الدنيا لتكون وسيلة إلى الآخرة ، ليس لأهل البيتعليهم‌السلام همّ سوى رضى الله تعالى ، فتحمّلوا ـ كجدّهم المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أنواع الأذى لأجل بقاء الدين ، واستمرار شريعة الحبيب المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فكان الناس في بداية إسلامهم ، فتحمّل الإمام عليعليه‌السلام كلّ الأذى لأجل الحفاظ على أصل الإسلام ، وذلك بوصية النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله له بالصبر.

قال الإمام عليعليه‌السلام : «فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا »(١) .

ومع أنّه لم يشهر سيفاً ، ولم يتّخذ الحرب للمعارضة ، فإنّهعليه‌السلام اتخذ طريقة إيصال المفاهيم الحقّة وبيان أحقّيته بالخلافة ، اتخذ هذا طريقاً للمعارضة ، لئلا يلتبس الحقّ ، فقالعليه‌السلام : «أما والله ، لقد تقمّصها ابن أبي قحافة ، وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه ، وأحقّ به منه ، فسمعتُ وأطعتُ مخافة أن يرجع الناس كفّاراً ، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثمّ بايع الناس عمر ، وأنا والله أولى بالأمر منه ، وأحقّ به منه ، فسمعتُ وأطعتُ مخافة أن يرجع الناس كفّاراً ، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف »(٣) .

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ١٥١.

٢ ـ نفس المصدر السابق.

٣ ـ كنز العمّال ٥ / ٧٢٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٣٤.

٢٣

( أبو ميثم ـ الكويت ـ ٢٤ سنة ـ طالب جامعة )

روايات يشمّ منها رائحة الغلوّ :

س : قال الإمام علي أمير المؤمنين : « أنا الذي لا يقع عليه اسم ولا صفة ».

وقالعليه‌السلام مخاطباً كميل عندما سأله : يا أمير المؤمنين ما الحقيقة؟

فقالعليه‌السلام : « ما لك والحقيقة »؟ فقال : أولست صاحب سرّك يا أمير المؤمنين؟ فقال : « بلى ، ولكن أخاف أن يطفح عليك ما يرشح منّي » ، فقال : أومثلك يخيب سائلاً؟

فقالعليه‌السلام : « الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير إشارة » (١) .

أرجو توضيح معنى الحديثين ، ثبّتنا الله جميعاً على التسليم في مقاماتهم عليهم‌السلام .

ج : إنّ البحث حول الأحاديث التي ذكرتموها يكون من وجوه :

أوّلاً : إنّ إسناد بعض هذه الروايات ليس بذلك الحدّ من الصحّة والتوثيق حتّى يرسل إرسال المسلّمات ، فللبحث عن أسانيدها مجال للمتتّبع.

ولكن هذا لا يعني إلغاء المتن بالمرّة ، بل بمعنى عدم حجيّتها ، أي لا نتيّقن بأنّها بأكملها صدرت عن الإمامعليه‌السلام ، فيحتمل أن يكون قد تغيّر بعض ألفاظها أو عباراتها.

ثانياً : بناءً على ما ذكرنا ، فإنّنا نأخذ بالقدر المتيقّن من المعاني والمفاهيم التي اشتملت عليها هذه الروايات ، والتي تؤيّدها سائر النصوص الدينية من الكتاب والسنّة ، ثمّ نطرح ما لا يستقيم ويتوافق مع هذه المسلّمات القطعية الصدور.

ثالثاً : إنّ أمثال هذه الروايات ـ مثل خطبة البيان والطتنجية ـ وإن كان ظهورهما ربما يشمّ منه رائحة الغلوّ ، ولكن يمكن تفسيرها على ضوء القواعد

__________________

١ ـ نور البراهين ١ / ٢٢١ ، شرح الأسماء الحسنى ١ / ١٣١.

٢٤

العقليّة والكلامية ، والنصوص القرآنية والروائية الصحيحة ، والمعتبرة سنداً ومتناً.

وعلى سبيل المثال ، فرواية كميل يمكن تفسيرها : بأنّ الإمامعليه‌السلام يريد أن يوضّح ويبيّن منازل التوحيد ، فيمثّل وينظر ريثما يكون في مستوى السائل ، كما يقال : « المعقول ينظّر بالمحسوس » ، وللبحث فيها مجال واسع.

أو إنّ الرواية الأُولى ، يمكن أن تكون بمعنى أنّ الإمامعليه‌السلام لا بديل ولا نظير له في الوجود ، وهذا مطلب صحيح وواضح ، وموافق لكافّة أدلّة إمامتهعليه‌السلام العقليّة والنقليّة.

والمهمّ في هذا المقام أن لا نقع في أخطاء الصوفية والغلاة في تفسير هكذا روايات بمجرّد نظرة ساذجة لظاهرها.

رابعاً : إنّ منازل الأئمّة المعصومينعليهم‌السلام ، لا ينحصر ثبوتها أو إثباتها بروايات وأحاديث معيّنة ، بل إنّ مراتبهم السامية هي أجلّ وأعظم من أن ينالها حتّى المستوى البشري بحسب الأدلّة العقليّة والنقليّة.

فما ذكرناه في هذا المجال ليس إلاّ بحثاً علمياً ، فلا يستنتج منه ـ والعياذ بالله ـ إنكار مقاماتهم المعنوية ، بل صفوة القول : إنّ الاعتدال في تفسير النصوص هو الطريق المستقيم الذي تدعو إليه الأئمّة الهداةعليهم‌السلام .

( ـ السعودية ـ )

سكوته عن مطالبة حقّه بالخلافة :

س : لماذا هذا السكوت من الإمام علي عليه‌السلام على المطالبة في حقّه بالخلافة طول هذه المدّة ، أي من خلافة أبي بكر إلى خلافة عثمان؟

ج : أوّلاً : امتناعه عن البيعة لأبي بكر هو مطالبة بالحقّ وإعلان عن عدم أحقّية خلافة أبي ‎ بكر.

ثانياً : الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام كان خليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيّه في كلّ مقاماته ومنازله إلاّ النبوّة ، والحكومة إنّما هي شأن من شؤون الإمام ، فإن

٢٥

انقاد الناس وانصاعوا وطلبوا منه القيام بالأمر فحينئذ يجب على الإمام ذلك ، وإلاّ فالناس هم المقصّرون ، ولذا يقول علماؤنا : بأنّ الإمامة وجودها لطف ، وتصرّفه لطف آخر ، وعدمه منّا.

ثالثاً : قضية أمير المؤمنينعليه‌السلام تشبه تماماً قضية هارونعليه‌السلام ، ولذا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين : «ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي »(١) ، وقد حكى الله تعالى في قصّة هارون أنّه

__________________

١ ـ فضائل الصحابة : ١٣ ، شرح صحيح مسلم ١٥ / ١٧٤ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٩ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٦١ ، مسند أبي داود : ٢٩ ، المصنّف للصنعانيّ ٥ / ٤٠٦ و ١١ / ٢٢٦ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٦ و ٨ / ٥٦٢ ، مسند ابن راهويه ٥ / ٣٧ ، مسند سعد بن أبي وقّاص : ٥١ و ١٠٣ و ١٣٩ ، الآحاد والمثاني ٥ / ١٧٢ ، كتاب السنّة : ٥٥١ و ٥٨٦ و ٥٩٥ و ٦١٠ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ٤٤ و ١٠٨ و ١١٣ و ١٢٠ و ١٢٥ و ١٤٤ ، خصائص أمير المؤمنين : ٤٨ و ٦٤ و ٧٦ و ٨٠ و ٨٥ و ١١٦ ، مسند أبي يعلى ١ / ٢٨٦ و ٢ / ٦٦ و ٨٦ و ٩٩ و ١٣٢ و ١٢ / ٣١٠ ، أمالي المحامليّ : ٢٠٩ و ٢٥١ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ١٦ و ٣٧١ , المعجم الصغير ٢ / ٢٢ و ٥٤ ، المعجم الأوسط ٢ / ١٢٦ و ٣ / ١٣٩ و ٤ / ٢٩٦ و ٥ / ٢٨٧ و ٦ / ٧٧ و ٨٣ و ٧ / ٣١١ و ٨ / ٤٠ ، المعجم الكبير ١ / ١٤٨ و ٢ / ٢٤٧ و ٤ / ١٨٤ و ٥ / ٢٠٣ و ١١ / ٦٣ و ١٢ / ١٥ و ٧٨ و ٢٤ / ١٤٦ ، نظم درر السمطين : ١٠٧ ، موارد الظمآن : ٥٤٣ ، كنز العمّال ٥ / ٧٢٤ و ٩ / ١٦٧ و ١١ / ٥٩٩ و ٦٠٣ و ١٣ / ١٠٦ و ١٥٨ و ١٦٣ و ١٩٢ و ١٦ / ١٨٦ ، فيض القدير ٤ / ٤٧١ ، كشف الخفاء ٢ / ٣٨٢ ، شواهد التنزيل ١ / ١٩٢ و ٢ / ٣٥ ، الجامع لأحكام القرآن ١ / ٢٦٦ و ٧ / ٢٧٧ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٢٣ ، تاريخ بغداد ٧ / ٤٦٣ و ٨ / ٥٢ و ١١ / ٤٣٠ و ١٢ / ٣٢٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٣١ و ١٣ / ١٥١ و ٢٠ / ٣٦٠ و ٢١ / ٤١٥ و ٣٠ / ٣٥٩ و ٣٨ / ٧ و ٣٩ / ٢٠١ و ٤١ / ١٨ و ٤٢ / ٤٢ و ٥٣ و ١٠٠ و ١١١ و ١١٥ و ١٣٩ و ١٤٥ و ١٥٢ و ١٥٩ و ١٦٥ و ١٧١ و ١٧٧ و ١٨٢ و ٥٤ / ٢٢٦ و ٥٩ / ٧٤ و ٧٠ / ٣٥ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٧ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٣ و ٢٥ / ٤٢٣ و ٣٢ / ٤٨٢ و ٣٥ / ٢٦٣ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٠ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٦١ و ٧ / ٣٦٢ و ١٢ / ٢١٤ و ١٤ / ٢١٠ و ١٥ / ٤٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٦ ، الإصابة ٤ / ٤٦٧ ، أنساب الأشراف : ٩٤ ، و ١٠٦ ، البداية والنهاية ٥ / ١١ و ٧ / ٢٥١ و ٣٧٠ و ٣٧٤ و ٨ / ٨٤ ، جواهر المطالب ١ / ٥٨ و ١٧١ و ١٩٧ و ٢١٢ و ٢٩٦ ، سبل الهدى والرشاد ٥ / ٤٤١ و ١١ / ٢٩١ و ٢٩٦ ، ينابيع المودّة ١ / ١١٢ و ١٥٦ و ١٦٠ و ٣٠٩ و ٤٠٤ و ٢ / ٩٧ و ١١٩ و ١٥٣ و ٢٣٧ و ٣٠٢ و ٣٨٩ و ٣ / ٢١١ و ٣٦٩ و ٤٠٣.

٢٦

خاطب أخاه موسى قائلاً :( إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي ) (١) ، وقضية علي كقضية هارون تماماً.

رابعاً : قد ورد عن الإمام عليعليه‌السلام : « الإمام كالكعبة ، يُؤتى ولا يأتي »(٢) ، وهذا إشارة إلى أنّ الإمامعليه‌السلام في عصره يجب أن يقصده الناس ، ويأتوه ويطلبوا منه القيام بالحكومة والتصدّي لتطبيق الأحكام والشريعة الإسلامية ، أمّا أن يقصد هو ـ أي الإمام ـ الناس ليحملهم على الانصياع له والإطاعة فهذا ليس وظيفة الإمامعليه‌السلام .

خامساً : نجد في نهج البلاغة وغيره عن أمير المؤمنينعليه‌السلام التصريحات الكثيرة ، الدالّة على أنّهعليه‌السلام إنّما لم يقم بالأمر لأنّه بقي وحده ، ولم يكن معه إلاّ القلائل الذين بحسب تصريح الإمامعليه‌السلام ضنّ ـ أي بخل ـ بهم على الموت.

وأيضاًعليه‌السلام يقول في الخطبة الشقشقية المعروفة : «وطفقت أرتئي بين أن أُصول بيد جذّاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه ، فرأيت الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا »(٣) .

وأيضاً عنهعليه‌السلام : أنّه رأى أنّ العرب سترجع عن الإسلام وترتدُّ عن الدين ولذلك سكت ، وإلى غير ذلك من التصريحات الموجودة عن الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام .

« أياد ـ أمريكا ـ »

سيفه ذو الفقار :

س : هل صحيح أنّ سيف ذو الفقار للإمام علي عليه‌السلام قد أنزله الله من

__________________

١ ـ الأعراف : ١٥٠.

٢ ـ أوائل المقالات : ٢٧٦.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ١٥١ ، علل الشرائع ١ / ١٥٠ ، الاحتجاج ١ / ٢٨٣ ، مناقب آل أبي طالب ٢ / ٤٨ ، الطرائف : ٤١٨.

٢٧

السماء؟ وشكراً جزيلاً.

ج : إنّ نزول سيف ذو الفقار من السماء نقله العلاّمة ابن شهر آشوب عن تفسير السدي عن ابن عباس في قوله تعالى :( وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ ) (١) ، قال : أنزل الله آدم من الجنّة معه ذو الفقار ، خلق من ورق آس الجنّة ، ثمّ قال :( فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) .

وكان به يحارب آدم أعداءه من الجنّ والشياطين ، وكان عليه مكتوب : «لا يزال أنبيائي يحاربون به نبيّ بعد نبيّ ، وصدّيق بعد صدّيق ، حتّى يرثه أمير المؤمنين ، فيحارب به عن النبيّ الأُمي ».

ثمّ قال : وقد روى كافّة أصحابنا أنّ المراد بهذه الآية ذو الفقار ، أنزل به من السماء على النبيّ فأعطاه علياً.

وسئل الإمام الرضاعليه‌السلام من أين هو؟ فقال : «هبط به جبرائيل من السماء ، وكان حلية [ حليته ] من فضة ، وهو عندي »(٢) .

وهذا أحد الأقوال ، إذ ذهب بعضهم إلى أنّ جبرائيل أمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يتّخذ سيف ذو الفقار من صنم حديد في اليمن ، فذهب علي وكسّره ، وعمل منه ذو الفقار.

وقيل : إنّه كان من هدايا بلقيس إلى سليمانعليه‌السلام .

نعم ، ورد عن طرق أهل السنّة ، فضلاً عن الشيعة : إنّ جبرائيل قد سمع يقول : «لا سيف إلاّ ذوالفقار ، ولا فتى إلاّ علي »(٣) .

__________________

١ ـ الحديد : ٢٥.

٢ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٨١.

٣ ـ الكافي ٨ / ١١٠ ، الإرشاد ١ / ٨٤ ، ذخائر العقبى : ٧٤ ، شرح نهج البلاغة ١١ / ٢١٧ و ١٣ / ٢٩٣ ، نظم درر السمطين : ١٢٠ ، تاج العروس ٣ / ٤٧٤ ، كشف الخفاء ٢ / ٣٦٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٣٩ / ٢٠١ و ٤٢ / ٧١ ، تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ١٩٧ ، البداية والنهاية ٤ / ٥٤ و ٦ / ٦ و ٧ / ٢٥٠ و ٢٩٣ و ٣٧٢ ، السيرة النبوية لابن هشام ٣ / ٦١٥ ، السيرة النبوية لابن كثير ٣ / ٩٤ و ٤ / ٧٠٧ ، جواهر المطالب : ١٨٩ ، ينابيع المودّة ١ / ٤٣٤ ، و ٢ / ١٢.

٢٨

قال الطبري : « حدّثنا أبو كريب قال : حدّثنا عثمان بن سعيد قال : حدّثنا حبّان بن علي ، عن محمّد بن عبد الله بن أبي رافع ، عن أبيه عن جدّه قال : لمّا قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية ، أبصر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جماعة من مشركي قريش ، فقال لعلي : «احمل عليهم » ، فحمل عليهم ، ففرّق جماعتهم ، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي.

فقال جبرائيل : « يا رسول الله إن هذه للمواساة » ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّه منّي وأنا منه » ، فقال جبرائيل : «وأنا منكما ».

قال : فسمعوا صوتاً :لا سيف إلاّ ذو الفقار ، ولا فتى إلاّ علي »(١) .

ولا مانع أن يكون سيف ذو الفقار قد نزل من السماء ، فإنّ به ثبت الدين ، وانهزم المشركون ، وعلت كلمة الحقّ ، فإذا أقررنا شهادة جبرائيل بأن لا سيف إلاّ ذو الفقار ، فتعظيماً لمقام هذا السيف ، وإمعاناً في بيان فضله ومنزلته عند الله لم يكن نزوله من السماء شيئاً مستبعداً.

وقال جميع المفسّرين من الفريقين في تفسير قوله تعالى :( وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ ) وأنّ الحديد أنزله الله مع آدم ، وهي السندان والإبرة والحبل ، وكان كلّها من حديد ، فهذا إقرار منهم بأنّ الله قد أنزل مع آدم هذه الآلات من الحديد ، فإنزال السيف هو الأوفق بسياق الآية ، فإنّ البأس الشديد مع منافع الناس إشارة إلى أنّ البأس الشديد هو محاربة الكفّار ، وتثبيت كلمة الله.

ثمّ أردف قوله تعالى بعد ذلك :( وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُهُ ) إشارة إلى أنّ النصر لا يتأتى إلاّ بآلات الحرب ، ومنها السيف ، فمناسبة النصر والبأس الشديد لا تكون إلاّ ما يناسبها وهو السيف ، ولا معنى للاقتصار على الإبرة والسندان وغيرها ، فإنّ الآية في مقام البأس الشديد ، والانتصار لله ولدينه ، فلا يناسبها

__________________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ١٩٧.

٢٩

إلاّ السيف ، وذكر الإبرة والسندان يناسب قوله :( وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) .

فبمقتضى المقابلة بأس شديد يقابلها السيف ، ومنافع للناس يقابلها الإبرة والسندان ، فلا منافاة إذاً من الجمع بين السيف وبين ما ذكره عامّة المفسّرين من الشيعة والسنّة.

( منى ـ الكويت ـ )

قتاله لعمرو بن عبد ودّ في الخندق :

س : لقد سمعت عن قصّة الإمام عليعليه‌السلام في معركة الخندق أنّه خرج إلى المسلمين أحد كبار أبطال الكفّار ، وخاف أن يبارزه أحد ، فخرج إليه الإمام عليعليه‌السلام ، فألقى إليه بأبيات شعرية ، وقتله.

الرجاء أُريد معرفة هذه القصّة بالتفصيل ، وما هي الأبيات الشعرية التي قالها الإمام؟

ج : لقد خرج عمرو بن عبد ودّ العامريّ في معركة الخندق ( الأحزاب ) ، ونادى هل من مبارز؟ فلم يجبه أحد من المسلمين ، فقال الإمام عليعليه‌السلام : « أنا له يا رسول الله » ، فقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّه عمرو » ، فسكت ، فكرّر عمرو النداء ثانية ، وثالثة ، والإمام عليعليه‌السلام يقول : «أنا له يا رسول الله » ، والرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يجيبه : «إنّه عمرو » ، فيسكت ، وفي كلّ ذلك يقوم عليعليه‌السلام فيأمره النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بالثبات ، انتظاراً لحركة غيره من المسلمين ، وكأن على رؤوسهم الطير لخوفهم من عمرو.

وطال نداء عمرو بطلب المبارزة ، وتتابع قيام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فلمّا لم يقدم أحد من الصحابة ، قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي امض لشأنك » ، ودعا له ، ثمّ قال : «برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه »(١) .

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٦١ و ٢٨٥ و ١٩ / ٦١ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٦ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٨١.

٣٠

فسعى الإمام عليعليه‌السلام نحو عمرو حتّى انتهى إليه ، فقال له : «يا عمرو ، إنّك كنت تقول : لا يدعوني أحد إلى ثلاث إلاّ قبلتها ، أو واحدة منها » ، قال : أجل ، قالعليه‌السلام : «إنّي أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وأن تسلم لربّ العالمين ».

قال : يا بن أخي أخّر هذا عنّي ، فقالعليه‌السلام : «أما أنّها خير لك لو أخذتها » ، ثمّ قالعليه‌السلام : «ها هنا أُخرى » ، قال : وما هي؟ قالعليه‌السلام : «ترجع من حيث أتيت » ، قال : لا ، تتحدّث نساء قريش عنّي بذلك أبداً ، فقالعليه‌السلام : «فها هنا أُخرى » ، قال : وما هي؟ قالعليه‌السلام : «أُبارزك وتبارزني ».

فضحك عمرو وقال : إنّ هذه الخصلة ما كنت أظنّ أحداً من العرب يطلبها منّي ، وأنا أكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك ، وقد كان أبوك نديماً لي ، فقالعليه‌السلام : «وأنا كذلك ، ولكنّي أحبّ أن أقتلك ما دمت أبيّاً للحقّ ».

فحمى عمرو ، ونزل عن فرسه ، وضرب وجهه حتّى نفر ، وأقبل على أمير المؤمنينعليه‌السلام مصلتاً سيفه ، وبدره بضربة ، فنشب السيف في ترس الإمامعليه‌السلام ، فضربه أمير المؤمنينعليه‌السلام .

قال جابر الأنصاريّعليه‌السلام : وتجاولا ، وثارت بينهما فترة ، وبقيا ساعة طويلة لم أرهما ، ولا سمعت لهما صوتاً ، ثمّ سمعنا التكبير ، فعلمنا أنّ علياًعليه‌السلام قد قتله ، وسرّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله سروراً عظيماً ، لمّا سمع صوت أمير المؤمنينعليه‌السلام بالتكبير ، وكبّر وسجد لله تعالى شكراً ، وانكشف الغبار ، وعبر أصحاب عمرو الخندق ، وانهزم عكرمة بن أبي جهل ، وباقي المشركين ، فكانوا كما قال الله تعالى :( وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً ) (١) .

ولمّا قتله الإمام عليعليه‌السلام احتزّ رأسه ، وأقبل نحو النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ووجهه يتهلّل ، فألقى الرأس بين يدي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقبّل النبيّ رأس علي ووجهه ، وقال له

__________________

١ ـ الأحزاب : ٢٥.

٣١

عمر بن الخطّاب : هلاّ سلبته درعه ، فما لأحد درع مثلها؟

فقال : «إنّي استحييت أن أكشف سوأة ابن عمّي » ، وكان ابن مسعود يقرأ من ذلك اليوم كذا :( وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ـ بعليّ ـ وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ) .

وذكر أنّ عمرواً قال في المعركة أبياتاً ، هي :

ولقد بححت من النداء لجمعكم هل من مبارز

ووقفت إذ وقف الشجاع مواقف القرن المناجز

وكذاك إنّي لم أزل متترعاً قبل الهزاهز

إنّ الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرائز

فأجابه عليعليه‌السلام :

لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز

ذو نبهة وبصيرة والصدق منجي كلّ فائز

إنّي لأرجو أن أُقيم عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز(١)

وقال صاحب مستدرك الصحيحين : لما قتل علي بن أبي طالبعليه‌السلام عمرو بن عبد ودّ أنشأت أُخته عمرة بنت عبد ودّ ترثيه ، فقالت :

لو كان قاتل عمرو غير قاتله

بكيته ما أقام الروح في جسدي

لكن قاتله من لا يعاب به

وكان يدعى قديماً بيضة البلد(٢)

__________________

١ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٧٩ ، البداية والنهاية ٤ / ١٢١ ، المستدرك ٣ / ٣٣ ، السيرة النبوية لابن كثير ٣ / ٢٠٤ ، سبل الهدى والرشاد ٤ / ٣٧٨.

٢ ـ لمستدرك ٣ / ٣٣.

٣٢

( علي المنير ـ الأردن ـ )

قتاله للناكثين والقاسطين والمارقين :

س : أُريد تزويدي بالأحاديث التي قالها الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ علياً عليه‌السلام يقاتل القاسطين والمارقين والخارجين.

ج : روى هذا الحديث عدّة من الصحابة والتابعين عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد ذكرت هذا الحديث عدّة من مصادر الفريقين ، نذكر لك بعض الروايات من كتب أهل السنّة :

١ ـ روى الحاكم بإسناده عن عقاب بن ثعلبة : « حدّثني أبو أيوب الأنصاريّ في خلافة عمر بن الخطّاب قال : أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين »(١) .

٢ ـ وروى بإسناده عن أبي أيوب الأنصاريّ قال : سمعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي ابن أبي طالب : «تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بالطرقات ، والنهروانات ، وبالسعفات » ، قال أبو أيوب : قلت : يا رسول الله مع من نقاتل هؤلاء الأقوام؟ قال : «مع علي بن أبي طالب »(٢) .

٣ ـ روى الحموينيّ بإسناده عن أبي سعيد الخدريّ قال : أمرنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقلنا : يا رسول الله ، أمرتنا بقتال هؤلاء ، فمع من نقاتلهم؟ قال : « مع علي بن أبي طالب ، معه يقتل عمّار بن ياسر »(٣) .

٤ ـ وروى بإسناده عن عتاب بن ثعلبة قال : « حدّثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطّاب قال : أمرني النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال الناكثين والقاسطين

__________________

١ ـ المستدرك ٣ / ١٣٩.

٢ ـ نفس المصدر السابق.

٣ ـ فرائد السمطين ١ / ٢٨١.

٣٣

والمارقين مع علي بن أبي طالب »(١) .

٥ ـ وروى بإسناده عن عبد الله قال : خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من بيت زينب ، فأتى منزل أُمّ سلمة ، فجاء علي ، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا أُمّ سلمة ، هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين »(٢) .

٦ ـ وروى بإسناده عن عمرو بن مرّة قال : « سمعت عمرو بن سلمة يقول : سمعت عمّار بن ياسر يوم صفّين ـ شيخاً آدم طويلاً أخذ الحربة بيده ويده ترعد ـ قال : والذي نفسي بيده ، لو ضربونا حتّى بلغوا بنا سعفات هجر لعرفنا أنّنا على الحقّ وهم على الضلال »(٣) .

٧ ـ وروى بإسناده عن سعد بن عبادة عن عليعليه‌السلام قال : « أُمرت بقتال ثلاثة : القاسطين والناكثين والمارقين ، فأمّا القاسطون فأهل الشام ، وأمّا الناكثون فذكرهم ، وأمّا المارقون فأهل النهروان »(٤) .

٨ ـ روى الخوارزمي بإسناده عن سعد بن عبادة عن عليعليه‌السلام قال : « أُمرت بقتال ثلاثة : الناكثين والقاسطين والمارقين ، فأمّا القاسطون فأهل الشام ، وأمّا الناكثون فذكرناهم ، وأمّا المارقون فأهل النهروان »(٥) .

٩ ـ روى ابن المغازليّ بإسناده عن عليعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله ، فقال أبو بكر : أنا؟ قال : لا ، قال عمر : فأنا؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل » ـ يعني عليّا ـ(٦) .

__________________

١ ـ المصدر السابق ١ / ٢٨٢.

٢ ـ المصدر السابق ١ / ٢٨٣.

٣ ـ المصدر السابق ١ / ٢٨٥.

٤ ـ المصدر السابق ١ / ٢٨٥.

٥ ـ المناقب : ١٩٤.

٦ ـ مناقب الإمام علي : ٩٩.

٣٤

١٠ ـ روى البلاذريّ بإسناده عن حكيم بن جبير قال : « سمعت إبراهيم يقول : سمعت علقمة قال : سمعت علياً يقول : « أُمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين » ، وحدّثت أنّ أبا نعيم قال لنا : الناكثون أهل الجمل ، والقاسطون أصحاب صفّين ، والمارقون أصحاب النهر »(١) .

١١ ـ روى الكنجيّ بإسناده عن ابن عباس قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأُمّ سلمة : «هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، يا أُمّ سلمة ، هذا علي أمير المؤمنين وسيّد المسلمين ، ووعاء علمي ، ووصييّ ، وبابي الذي أوتى منه ، أخي في الدنيا والآخرة ، ومعي في المقام الأعلى ، يقتل القاسطين والناكثين والمارقين ».

وفي هذا الحديث دلالة على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعد علياً بقتل هؤلاء الطوائف الثلاث ، وقول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله حقّ ، ووعده صدق ، وقد أمرصلى‌الله‌عليه‌وآله علياً بقتالهم.

روى ذلك أبو أيوب عنه ، وأخبر أنّه قاتل المشركين والناكثين والقاسطين ، وأنّه سيقاتل المارقين »(٢) .

١٢ ـ وروى بإسناده عن مخنف بن سليم قال : « أتينا أبا أيوب الأنصاريّ وهو يعلف خيلاً له ، قال : فقلنا عنده فقلت له : يا أبا أيوب ، قاتلت المشركين مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ جئت تقاتل المسلمين؟

قال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمرني بقتال ثلاثة ، الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقد قاتلت الناكثين والقاسطين ، وأنا مقاتل إن شاء الله المارقين بالسعفات بالطرقات بالنهروانات ، وما أدري أين هو »؟(٣) .

١٣ ـ قال محمّد بن طلحة الشافعي : » عن ابن مسعود قال : خرج رسول الله

__________________

١ ـ أنساب الأشراف ٢ / ١٣٨ ح ١٢٩.

٢ ـ كفاية الطالب : ١٦٨.

٣ ـ المصدر السابق : ١٦٩.

٣٥

صلى‌الله‌عليه‌وآله فأتى منزل أُمّ سلمة ، فجاء علي ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا أُمّ سلمة ، هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي ».

فالنبيّ ذكر في هذا الحديث فرقاً ثلاثة ، صرّح بأنّ علياً يقاتلهم بعده ، وهم الناكثون والقاسطون والمارقون ، وهذه الصفات التي ذكرهاصلى‌الله‌عليه‌وآله قد سمّاهم بها ، مشيراً إلى أنّ وجود كلّ صفة منها في الفرق المختصّة بها علّة لقتالهم مسلّطة عليه.

وهؤلاء الناكثون : هم الناقضون عقد بيعتهم الموجبة عليهم الطاعة والمتابعة لإمامهم الذي بايعوه محقّاً ، فإذا نقضوا ذلك ، وصدفوا عن طاعة إمامهم ، وخرجوا عن حكمه ، وأخذوا قتاله بغياً وعناداً كانوا ناكثين باغين ، فيتعيّن قتالهم ، كما اعتمده جمع ممّن تابع علياً وبايعه ، ثمّ نقض عهده وخرج عليه ، وهم أصحاب واقعة الجمل ، فقاتلهم عليعليه‌السلام فهم الناكثون.

وأمّا القاسطون : فهم الجائرون عن سنن الحقّ ، الجانحون إلى الباطل ، المعرضون عن اتباع الهدى ، الخارجون عن طاعة الإمام الواجبة طاعته ، فإذا فعلوا ذلك واتصفوا به تعيّن قتالهم ، كما اعتمده طائفة تجمّعوا واتبعوا معاوية ، وخرجوا لمقاتلة عليعليه‌السلام على حقّه ، ومنعوه إيّاه فقاتلهم ، وهي وقائع صفّين ، وليلة الهرير ، فهؤلاء هم القاسطون

وأمّا المارقون : فهم الخارجون عن متابعة الحقّ ، المصرّون على مخالفة الإمام المفروض طاعته ومتابعته ، المصرّحون بخلعه ، وإذا فعلوا ذلك واتصفوا به تعيّن قتالهم ، كما اعتمده أهل حروراء والنهروان ، فقاتلهم عليعليه‌السلام ، وهم الخوارج.

فبدأ عليعليه‌السلام بقتال الناكثين ، وهم أصحاب الجمل ، وثنّى بقتال القاسطين ، وهم أصحاب معاوية وأهل الشام بصفّين ، وثلّث بقتال المارقين ، وهم الخوارج أهل حروراء والنهروان »(١) .

__________________

١ ـ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ١ / ١١٧.

٣٦

( أبو الزين ـ الأردن ـ )

رسول الله نام بينه وبين عائشة :

س : أسيادنا الأعزّة ، الرواية في بحار الأنوار : إنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : « سافرت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليس له خادم غيري ، وكان لحاف ليس له غيره ، ومعه عائشة ، وكان رسول الله ينام بيني وبين عائشة ، ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره ، فإذا قام إلى صلاة الليل ، يحطّ بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة ، حتّى يمسّ اللحاف الفراش الذي تحتنا » (١) .

تعليقكم على الرواية المستغلّة للإساءة إلى مصادرنا الحديثية.

ج : نلفت نظركم للنقاط التالية :

أ ـ إنّ نظرة الشيعة للمصادر الحديثية تختلف عن نظرة أهل السنّة إليها ، فحيث تعتقد أنّ الكتب الستة صحيحة ، أو يعتقدون بصحّة البخاريّ ومسلم فقط ، فإنّ الشيعة لا تنظر إلى مجاميعها الروائية هذه النظرة ، بل تعتقد بإخضاع كافّة الروايات والأحاديث للبحث السندي والدلالي ، وهذه من مميّزات الفكر الشيعيّ في كافّة الجهات.

وعلى هذا ، فإنّ ورود حديث ما في مجموعة لا تدلّ بالملازمة على قبوله ، بل يجب البحث عن سنده أوّلاً ، ودلالته ثانياً.

ب ـ إنّ العلاّمة المجلسيّ ( قدس سره ) ـ صاحب بحار الأنوار ـ بنفسه كان لا يلتزم بصحّة كلّ ما ورد في كتابه ـ فضلاً عن الآخرين ـ ويستفاد هذا الموضوع من مقدّمته على بحار الأنوار ، إذ يصرّح أنّه جمع كل ما في وسعه من الأحاديث من دون إبداء رأيه ، لكي تكون هناك موسوعة كبيرة يتمكّن الباحث من المراجعة إليها.

ويشهد لهذا أيضاً ، أنّه وفي مقام البحث السندي لا يرى صحّة مجموعة من

__________________

١ ـ بحار الأنوار ٤٠ / ٢.

٣٧

أحاديث الكافي ـ الذي هو أمتن الكتب الحديثية عند الشيعة ـ في كتابه مرآة العقول.

ج ـ إنّ الرواية المنقولة عن بحار الأنوار هي في الحقيقة وردت في احتجاج الشيخ الطبرسيّ(١) ، نقلاً عن كتاب سليم بن قيس الهلالي(٢) ، وأيضاً نقلها ابن شهر آشوب ـ بصورة مرسلة ـ في مناقبه(٣) ، وجاءت عنه في بحار الأنوار(٤) .

فسند الحديث ليس مقطوعاً به ، حتّى يصبح حجّة لنا أو علينا.

د ـ توجد هناك أحاديث كثيرة منقولة في الجوامع الروائية لأهل السنّة مخالفة للعقل والنقل القطعي ، وتمسّ الجوانب الأساسية للعقيدة ، ومع هذا يرتضون بها ، ويؤوّلونها بتأويلات سخيفة ، حفظاً منهم لهذه الكتب ، ولو كان المجال واسعاً لأوردنا بعض الأمثلة لذلك ، ولكن حرصاً على الإجمال في الجواب ، نوكل هذا الموضوع إلى البحوث المستقلّة في هذا المضمار ، والتي تتولّى دراسة أحاديث الصحاح الستّة وغيرها ، حتّى يتبيّن للمنصف المتوخّي للحقيقة مدى قباحة بعض منقولات أهل السنّة وركاكتها.

هـ ـ وأخيراً : كيف يخاف من عليعليه‌السلام وهو مع القرآن؟! وكيف يخاف منه وهو مع الحقّ ، بل هو راعي الدين والإسلام؟!

وعلى فرض صحّة الرواية ، فإنّها تدلّ على ثقة الرسول التامّة في عليعليه‌السلام .

ولم ينقل عن الإمام عليعليه‌السلام أنّه نظر إلى امرأة من نساء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما نقل عن عمر أنّه كان يتعرّض لنساء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهن خارجات للتبرّز قبل الحجاب.

فكان عمر يغار على زوجاته ، ويأمر الرسول بأن يحجّبهن ، والرسول لا

__________________

١ ـ الاحتجاج ١ / ٢٣١.

٢ ـ كتاب سليم بن قيس : ٤٢٢.

٣ ـ مناقب آل أبي طالب ٢ / ٥٩.

٤ ـ بحار الأنوار ٣٨ / ٢٩٧.

٣٨

يهتمّ بذلك ، ولا يفعل ما يأمره به عمر!! إلى أن وافق الله عمر ، وأمر الرسول بما أمره به عمر!!

ففي صحيح البخاريّ : « حدّثنا يحيى بن بكير قال : حدّثنا الليث قال : حدّثني عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة : إنّ أزواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع ـ وهو صعيد افيح ـ ، فكان عمر يقول للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : احجب نساءك ، فلم يكن رسول الله يفعل ، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبيّ ليلة من الليالي عشاء ، وكانت امرأة طويلة ، فناداها عمر : ألا قد عرفناك يا سودة ، حرصاً على أن ينزل الحجاب ، فأنزل الله الحجاب »(١) .

وعليعليه‌السلام أطهر من أن يشكّ فيه أحد ، وهل من أحد أعرف بعلي من رسول الله؟! ولكن الإشكال في قول عمر لرسول الله : من أنّ نساءه يدخل عليهنّ في بيته البرّ والفاجر ، وهنّ فيه.

ففي صحيح البخاريّ : حدّثنا مسدّد ، عن يحيى بن سعيد ، عن حميد ، عن أنس قال : قال عمر : وافقت الله في ثلاث ، أو وافقني ربّي في ثلاث ، قلت : يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلّى ، وقلت : يا رسول لله يدخل عليك البرّ والفاجر ، فلو أمرت أُمّهات المؤمنين بالحجاب ، فأنزل الله آية الحجاب ، قال : وبلغني معاتبة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعض نسائه ، فدخلت عليهن ، قلت : إن انتهيتنّ أو ليبدلنّ الله رسوله خيراً منكن ، حتّى أتيت إحدى نسائه ، قالت : يا عمر أما في رسول الله ما يعظ نساءه حتّى تعظهن أنت ، فأنزل الله :( عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ ) (٢) .

فليس يحتمل في عليعليه‌السلام الرجس ليخاف منه رسول الله.

مع أنّ الرواية في بحار الأنوار وجدت في كتاب سليم ، فقد ذكر أنّ النسخة التي عنده بالوجادة ، ولابدّ من وجودها في نفس كتاب سليم المسند لا المرسل.

__________________

١ ـ صحيح البخاريّ ١ / ٤٥.

٢ ـ التحريم : ٥.

٣٩

وهنا لابأس أن نشير إلى أنّه لا يوجد أمر مريب في مدلول الرواية يبعث القلق ، إذ جاء التصريح فيها بوجود المانع الذي هو اللحاف المنحطّ بين الإمام وعائشة.

( ـ سنّي ـ )

صلّى في بداية البعثة والصلاة لم تفرض بعد :

س : لي سؤال بسيط ، أرجو منك التوضيح ، جزاك الله خيراً ، وذلك في هذا الحديث : عن جابر‏ ‏ ، قال : ‏‏بُعِث النبيّ ‏صلى‌الله‌عليه‌وآله ‏يوم ‏ ‏الاثنين ، وصلّى ‏علي ‏يوم الثلاثاء.

السؤال هو : كيف صلّى عليعليه‌السلام في اليوم التالي من البعثة؟ والصلاة لم تفرض إلاّ بعد فترة من البعثة النبوية الشريفة ، وذلك في قصّة الإسراء والمعراج.

ج : إنّ مسألة صلاة أمير المؤمنينعليه‌السلام مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في بدء البعثة أمر مسلّم ، ولا مجال للشكّ أو الترديد فيها ، بعد ما أطبقت عليها الروايات والسير من الفريقين(١) .

وإمّا كيفية صلاتهعليه‌السلام ، فهي تتبع موضوع تعبّده في المقام ، وبما أنّ عبادته وصلاته كانت بدعوة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لهعليه‌السلام ، فالظاهر أنّهما كانا يعبدان الله تعالى ، إمّا مطابقاً لشريعة إبراهيمعليه‌السلام ، أو غيره ممّن تقدّمه من الأنبياءعليهم‌السلام ، وإمّا موافقاً لما قرّر لعامّة الناس فيما بعد.

__________________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ١ / ٢٩٧ ، المستدرك ٣ / ١١٢ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٦٠ ، المعجم الكبير ١ / ٣٢٠ ، نظم درر السمطين : ٨٢ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٨٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٧ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٢ ، تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٥٥ ، البداية والنهاية ٣ / ٣٦ و ٧ / ٣٦٩ ، جواهر المطالب ١ / ٤٣ و ٥٠ ، سبل الهدى والرشاد ٢ / ٣٠٢ ، ينابيع المودّة ٢ / ١٤٧.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

حتّى تجاهد دونه في ساعة الزعزاعه

هذا عزيز الزهرا ليت السلامه فاله

يابني وهب مرو بي في نصر اُوعز اودوله

عنده هوادج يابني فيها نساء محموله

اوعبّاس بيده الرايه اُوفتيان هاشم حوله

واسمعت زينب تنعى وادموعها هماله

واتقول انا يابن اُمّي عن كربلا ردوني

خوفي العدى ايذبحونك اُومن بعدك اسلبوني

لمن سمعهابوالفضل قال العدى ايعرفوني

لطوي اصفوف العسكر في ملتقى الخيّاله

ياوهب شيل اظعونك عن ترب هذاالوادي

والحق عزيز الزهرا سبط النّبي الهادي

هيا اُوشد اظعونك يا مهجتي وافّادى

وانصراسرورالزهرا اُوروحك فدى له جعلها!!

مر بالمخيم فارس شع بالمحل انواره

ويا اخوته وولاده اُو حوله جميع انصاره

اوعنده حرم باخدورهم وادموعهم نثاره

وسط الهوادج ضجه من نسوته واعياله

سلم عليك ووصاني ذاك الشفيع الهادي

ان كان تبغي الرتبه اُو تدرك اجوار الهادي

ايقلك ترى هو ظعنه للغاضريّةغادي

جارت عليه الاُمّة كلها تريد اقتاله

ان كان ظني صادق ظعنه يريد الكوفه

الله يرشد حالك واتعاينه واتشوفه

حين رأيته ظلت امدامعى مذروفه

شبه البدر بانواره اسباع الحريبه اقباله

شد الظعينة يابني واتبع اسرور الزهرا

فوز اُو شهاده يابني اتنال الفخر بالنصره

كني اشوفك مرمي يابني ابحر الغبرا

جسمك عفير ابدمه واتدوسه الخياله

في طاعتك يايمه واليوم اناله رايح

الله لطب العركه وسط الحرب والصايح

١٤١

اولدعي ابوسط العركة كمٍّ سميدع طايح

في الحال قوّض ظعنه واُمّه معه شيّاله

* * *

يا وهب قوم انهض ابهمه للحرب ثور

شوف العساكر دايره واِحسين محصور

يا وهب عاين حالته يضرب الافكار

واقف على باب الخيم يا وهب محتار

تكسر الخاطر وحدته ما عنده انصار

نكثوا مواعيده اُوطاعوا شارب اخمور

الله يمعظم صولته يوم سمعها

اُوعاين على وجناتها تجري دمعها

عرسه الزمت ذيله اُونظر ليها اُودفعها

اُوقلهااقصري امن اللوم اُوردي وسط لخدور

واتبسم ابلفراح لمن صال بالقوم

مثل الصقر حول يحوم اعلى العدى حوم

اوروى اتراب الغاضريّة ابفيض لدموم

سيل الدماء في الأرض يشبه سيل لبحور

واختجل يوم اللي نظر عرسه اقباله

لعمود بيديها خوف الخجاله

ويشوفها تحمل على ايمينه اُو شماله

واتقول جاهد لا يبين امنك اقصور

ردي لخدرك قالت ارجوعي مهو زين

للخدر ما اقدر اعود واسمع احسين

اجرى ادموعي يطلب الناصر ولمعين

نفسك ابذلها يا وهب واتصير ماجور

ردهاالشهيداُوهب في اجموع العدى صال

اتقول هذي زلزله حلت من اجبال

لكن عليه الجيش مثل الرمل مهتال

ويموج ذاك الجيش مثل امواج لبحور

وسفه اُوحاطت به العدى يمنى اويسرى

ذبوا لجسمه بالثرى اُوراسه امبرى

والحزن لمه يوم نظرت له امعرى

وقفت على جسمه اُوظلت حوله اتدور

* * *

صول وهب في جيش عدوان الملاعين

قطعوا يساره القوم في المعركه وليمين

ساعة ولنه زوجته تبذل المجهود

اتجاهد امامه شايله في كفها اعمود

من شافها اجرى المدامع فوق لخدود

اُوجاها الشهيد اِحسين ردها للصياوين

١٤٢

قلها تردي للخبا وابكي علينا

لجهاد ما هو اعليك مفروض علينا

ما التمت القيمان اُوجت تزحف الينا

قالت تخلني بانذبح فدواك يحسين

ويلي ضعف قوة وهب من نزف لدموم

ابراسه الشفيّة صوبوه اصواب ميشوم

في وسط حجر امه وهب راسه رمو القوم

حضنت كريمه اُوشالته والدمع بالعين

قامت تشم نحره اُوعنه اتزيح لتراب

اُو تلطم بياديها اُو تصب الدمع سكاب

واتقول واحزني على طود انمحى اوذاب

مالي ولد غيره وشوفه بالثرى اطعين

يا بني توعى يا وهب يا نور عيني

يا ليت سيف اللي وصل لك حزونيني

والله ونينك يا وهب زيد ونيني

لك تنتحب حرات طاها بالصياوين

يا وهب جسمك بالثرى والراس عندي

اُوسهم الذي صابك يليته صاب كبدي

اتمنيت يابني كان تدفني ابلحدي

واتشيل نعشي للقبر ويا المحبين

يا لولد ربّيتك إلى ضربات لسيوف

بعد الربى يا بني سقوك القوم لحتوف

جسمك رميّة بالثرى مقطوع لكفوف

ماخاب تعبي فيك رحت افدى إلى احسين

* * *

يا وهب شدّ الظعن والحق سيدك احسين

وانصر عزيز المصطفى يا قرّة العين

يا وهب شد الظعن واتوكل على الله

والحق عزيز الهاشميّه ايعينك الله

مهجة رسول الله اُوحيدر حجة الله

هذا الشفيع ابن الشفيع امشيد الدين

يا وهب يا بني بالعجل شد الظعينة

والحق أبو السجّاد قبل ايحين حينه

هذا الذي اتربى ابحجر ذيك الامينه

اُوقله لفينا لك يبو السجّاد يحسين

اياك ترجف يا ولدي في وقت لطراد

يوم على اخيام السبط تلتم لجناد

لا يسبقونك للذبح صحبة الأمجاد

ذوق المنيّة قبل اخوانه والبنين

لا يكون يوم الزعزعه ترجف يصنديد

واتهاب كثر القوم اُوعن نصر الولي اتحيد

١٤٣

للموت لَحد يسبقك من هالا ماجيد

اتصيبك الحسره من تفوتك نصرة احسين

نادى عليها والدمع في الخد بداد

هيهات يسبقني احد في يوم لطراد

لازم تشوفي جثتي من فوق لوهاد

يا لوالده راجي من الله انصر احسين

ما جيت في هالبر اُوحطيت الظعينة

الا احارس ظعن ابو سكنه يجينا

واصير فدوه لخوته ويا بنينه

وانتي يصيبك ما يصيب احريم لحسين

اوساق الظعينة اُولحق بوسكنه اُو رجاله

شاف الخلق تسعى عن ايمينه اُو شماله

حتّى ابظعنهم حطّوا ابمنزل زباله

اُو فيها خبر مسلم وصل للطاهر احسين

* * *

١٤٤

هذا فصل فيه ما يشتمل على مسيره (عليه‌السلام ) من بعد خبر مسلم إلى أن وصل كربلاء :

شبّان ما محلاكم اُومشيتكم سويّه

عمّي عسى عنهم اعيونك يا منيّه

واِحسين رتبهم عن ايمينه اُو شماله

اُو عبّاس في ايده اللوه ياضي جماله

زاهر كانه البدر في ليلة كماله

عميى عسى عنه اعيونك يا منيّه

شايل لوى اعضيده اُوفي ايده الحوارب

عنه تنحى لا تصيح اليوم يغراب

لا تصيح تفجعنا لنا شبّان غياب

غايب لنا ضرغام نترقب مجيّه

هذا عمد صيواننا واللي على به

اُوهذا اخوه اِحسين يترقب ايابه

يا ناعي الشبان لا تنعى شبابه

خوفي بدرنا ايغيب بارض الغاضريّه

او زينب على فرقى ابو فاضل جزعوعه

رايح يجيب الماء اُو تترجى ارجوعه

مثل البدر تترقب العالم اطلوعه

الله يدومه لي أبو نفس الأبيّه

يحسين سردال الحرب ابطى علينا

بالعجل شوفه والخبر جيبه الينا

هذي خواته ترقبه اُوبنتك اسكينه

خله يجيني بانظره قبل المنيّه

خلّه يجي يحسين والماء ما نريده

والماي ما نبغيه نبغى الا وجوده

باسأل عسى الله يرجعه لينا اويعوده

ما ظن ينساني ولا يرجع عليّه

إتفطّرت أكبادنا من قل شوفه

ايقولون دارت به كتايب هل الكوفه

قلها يزينب بوالفضل قطعة اكفوفه

قطعوا رجاكم وايسوا منه الجيّه

* * *

عن دولتي وارجالي عن دولتي وارجالي

عين المنايا صدي عن دولتي وارجالي

١٤٥

كلما مشينا اشويّه طيرك علينا غنّى

والله فجعتي اقلوبنا صدّي يغبرة عنّا

واُم الولد خليّها باوليدها تتهنّى

ردّي عسى مردودة عن دولتي وارجالي

قالت معاكم رايحه مثل الظعن والحادي

كلما صعدتوا تلعه اُوكلما نزلتوا ابوادي

عنكم فلااقبل فدوه اُومنكم فلااقبل فادي

قالت دفعتك بالله عن دولتي وارجالي

يا ما علم لفيته اُويا ما علم بالفّه

اُويا ما شباب منكم وسط القبر بازفّه

قالت دفعتك بالله اُومنك طلبت العفّه

ردّي عسى مردوده عن دولتي وارجالي

يا ما بدر غيبته وياما بدر باغيب

اُوياما فتاة منكم قبل الممشيب اتشيب

قالت جوابك هذا ما هو كلام طيب

عينك عسى مردودة عن دولتي وارجالي

انا ورى سلطان ما امشي الا ابامره

عايف حياة الدنيا اُوراضي ابقصارة عمره

اولا بد الك من يوم على السما بالحمره

قالت دفعتك بالله عن دولتي وارجالي

امشي ابامر سلطان ما افعل الا ابقوله

وانتي ابخدر وامعزّة اُو كلمتك مقبوله

لا بدّ الك من يوم تخلين من هالدوله

قالت دفعتك بالله عن دولتي وارجالي

* * *

طب لطفوف اليوم ريحانة المختار

اُوراد الشهيد ايسير ميمونه ولا سار

اولاح ابظهر سابح سبوق ايسابق الريح

مشدود يسمع صايحه ابأذنه من ايصيح

اوراده ايتخطى من مكانه اُوهبك ما يزيح

حتّى ركب ستة افراس اُولا فرس سار

اوعبت اتشيل الخيل حافرها عن القاع

اُو كانت تفوح الريح يوم ايصير مفزاع

من شاف حالتها يويلي حلو لطباع

قال اخبروني ما تسمى هاي لديار

اشوف خيلي اي صحب وقفت برضها

نعم الخبير ابغاية الخيل اُو غرضها

قالوا يبو السجّاد تسأل عن أرضها

تدعى اطفوف الغاضريّة واَرض لعقار

١٤٦

سمها شفيّة نينوى يعزيز حيدر

قال اُوضحولي عن اسمّهااُوكنت انا اخبر

صاحوا فرد صيحة الصحب الله أكبر

هذي تسمّى كربلا يحسين بجهار

اُو ريحانة الهادي جرت بالدم دموعه

من حين ذكروا كربلا اتحنّت اضلوعه

اُوصاح ابقلب موجوع وايّس من رجوعه

لديار جدّه اُوقال حطّوا ابعجل ينصار

اِنكان اسمها كربلا هاي الفيافي

ملزوم تلف ارواحنا فيها نوافي

واحريمنا تسبى عقبا الله الكافي

ليزيد تمشي امسلبه من فوق لكوار

حطوا ولا تخطوا ترى وعد النّبي حان

جدّي وعدني ابها الأرض انذبح عطشان

اوفيها ترض صدري حوافر خيل سفيان

اُو فيها العدى ايسلبوا حرم صفوة الجبار

* * *

في الغاضريّة حطّ أبو سكنة الصياوين

اُودارت عساكرهم عن اشماله وليمين

شافت العسكر واقبلت زينب حزينه

اُو قالت يبو السجّاد يا نور المدينة

هالقوم ياخويه الينا لوعلينا

قلبي ارتجف من شفت هالعسكر مقبلين

قلها يزينب خانت العدوان بينا

شوفي العساكر اقبلت يختي علينا

حتّى زلال الماي علينا ما نعينه

واتذكروا ثاراتهم في يوم صفّين

يختي على قتلي النموا يازكيّه

اُونكروا مكاتيب ارسلوها قبل ليه

مكتوب يختي انذبح في الغاضريّه

اُوكل اخوتي اُوقومي اُوبني عمي الميامين

اوتبقين بعدي يا حزينة في اذل حال

انتين والنسوة تركبي هزل الجمال

حتّى العليل ايقيّدوا ايمينه ولشمال

اتروحين للكوفة بلا ناصر ولا امعين

انكبت على راسه اُوقالت قوم ردنا

عن كربلا لرض المدينة ابلاد جدنا

ترضى مع العدوان نمشي احنا وحدنا

اُوبعد المعزه نركب اظهور البعارين

نادى عليها اُودمعته ابخده جريه

انكان بعدي خايفه اتروحي هديّه

١٤٧

أوديك طيبة وارجع ارض الغاضريّه

قالت عساني فدوتك يا نور كُل عين

يا ليتني قبلك متت يا بدر سعدي

يا ليت جثتي امواريه في وسط لحدي

بعدك لشق الجيب والطم فوق خدي

وانصب عزاكم يا خليصي طول لسنين

* * *

حطّوا على هالوادي حطّوا على هالوادي

يا عزوتي يا رجالي حطّوا على هالوادي

يا قوم انا باسألكم وانا خبير باسماها

هذي أراضي جدّي كر البلا سمّاها

يشرب ثراها دمي اُوتبخل علينا ابماها

راضي انا ابهالتربة اُوحطّوا على هالوادي

هي تربة من دوني احد فلا يملكها

ربّ السما طهّرها اُوربّ السما باركها

مبخوت من يسكنهااُومبخوث من يملكها

هذي الأرض نادتني حطّواعلى هالوادي

عنها فلانا غادي اُوعنها فلانا رايح

فيها بجاهد شده والمكر به والصايح

او فيها العدى تذبحني وابقى عفير طايح

راضي انا ابها لتربة اُوحطوا على هالوادي

وابها الأرض يصحابي نصبوا الأظلّة فيها

وابهاالأرض يصحابي تسفك دمانا فيها

وابها الأرض يصحابي تهتك حرمنا بيها

راضي انا ابها لتربة اُوحطّوا على هالوادي

فيها بقاسي بلوى اُوفيها بقاسي كربه

اُوفيهابجاهدلعدى امن الماي ماحصل شربه

ماجيت اناامن ابلادي اُوعفت الوطن والمربى

إلّا ابنزل فيها اُوحطّوا على هالوادي

كُل من يشيله حظّه اُوكل من يشيله سعده

واللي يريد الروحه واللي يريد القعده

١٤٨

اُوأمّا أنا ابها لتربة بانزل اُو باقضي مدّه

حتّى الأرض نادتني حطّوا على هالوادي

هذي خبرها عندي منك لَحد يسألني

فيها الاعادي لازم في عزوتي تفجعني

اوفيها يجيني سهم في لبتي اويصرعني

اُوبيهاهتف بي هاتف حطّواعلى هالوادي

اُوفيها بشوف اِبعيني مثل الضحايا ارجالي

اُوفيها حرمنا تبقى حسراء ابليّا والي

بين العدى اتحاكيني ضيعتني يالوالي

نصبوا الأظلّة فيا اُوحطّوا على هالوادي

* * *

طنّب اخيامه اُوحامة اطيور المنيّه

من حوله العدوان حلقة مستويه

في الليل جمعهم اُوقال الليل ممدود

روحوا ولا للقوم غيري أبد مقصود

ثاروا ما بين ايديه كُلهم ثورة اسود

اُوقالوا صلح العيد يوم الغاضريّه

أمّر علينا كلنا الأمرك فلا انحود

إحنا اَطناب امخيمك وانته لها اعمود

بارواحنا نفديك يا غاية المقصود

وانته الظلال اُونلتجي كلنا ابفيّه

اتمطى أبو فاضل على الراية اُو حملها

اُوهزها اُوطنها اُوفي اصدور القوم فلها

اوحدر على القيمان والعسكر ذهلها

والقوم زلزلها ابصولة حيدريّه

اُولكبر مثل طير السعد حايم على القوم

ياما اسباع البر دعاهم تشبع الحوم

والشمس غابت واظهرت للناس لنجوم

اينادي يحي الموت بارض الغاضريّه

اُو زينب اتعاينهم اُوتصفق راح ابراح

واتقول يا دهر حلو وياهم ارواح

افراح يا ربي لا تبدلها بلتراح

الله يعود اَهلي امن ارض الغاضريّه

* * *

كنّك سفينة نوح يارض الغاضريّه

لمن لفاك اِحسين باصحاب الحميّه

جاك ابحريمه اُو عزوته ايحث الظعينه

جلك يحث السير من ارض المدينه

اُودارت عساكرها عن اِشماله اُويمينه

اُونادى على العبّاس خويه يا شفيّه

اوقله يخويّه بالعجل طنّب الخيمه

اُونادى على اصحابه الشفايا هل الشيمه

١٤٩

كُل من يثور إلى الحرب يحمي حريمه

اُوأمّا البطل عبّاس نادى ابصوت هيّه

اُونادى يفرسان الحرب علقوا النيران

شوفوا حوالي اخيامكم دارت القيمان

نصروا امام اللي بقى ابلطف حيران

واحموا ذمامه واشربوا دونه المنيّه

اُو زينب لفت تنعى اُودمع العين هاطل

تنخى البطل عبّاس اُومنها الدمع سايل

بعدك يخويه وين تمضي هالأ رامل

شيلوا بنا من كربلا قبل المسيّه

نادى عليها والدمع جاري ابتبديد

يمخدره بويه علي حيدر الصنديد

يختي تروحي امسلبه للشام ليزيد

انتي اُوراس اِحسين للطاغي هديّه

نادت يبو فاضل تردوني المدينه

قبل السبى يوقع اُواقبل الذل بينا

ترضى علينا بالسبا ترضى علينا

يا ليت يحضرنا علي ناغر عليّه

* * *

بالله عن الشبان صدّي يا منيّه

خلي لنا العبّاس في الدّنيا بقيّه

شبّان محلاهم اذا ركبوا على الخيل

اُوياما حلاهم في المساجد تالي الليل

اشتاقوا إلى الجنّة اُوراحوا الها ابتعجيل

ويلي عليهم يوم وصلوا الغاضريّه

شبّان صدّي يا منيّة عنهم ابصوب

لا تقشعين العمد خلّي البيت منصوب

قالت ابفنيهم قبل ما يجيك لغروب

اُوتالي النهار اخيامهم تبقى خليّه

ويّاك هالليله اُوبس تالي هلنهار

اُوباكر فلا اتشوفين في هالخيم ديّار

الله يعينك من عقب غيبت هلقمار

بشري ابشد احبال واركوب المطيّه

الله يعينك عاد لا جابوا البعارين

واطفالكم يبكون فوق النوق غادين

اتسيرون ما تدرون لا ايّ البلادين

اتسيروا وحثيث ابليل معْ صبح اُومسيّه

شبّان محلاهم وراء واِحسين قدّام

والخيل مسروجه اُو عليها اترفرف اعلام

والقوم ممتدة من الكوفة إلى الشام

لو من ذكرت اِفراقهم يغشى عليّه

١٥٠

بس يا منيّة بس كثرتي اجراحي

ظلّيت مثل الطير مكسور الجناحي

زايد علي نوح الحمايم في مناحي

ونه ايطوحها ويون ونه خفيّه

لحد يجاسم يالولد يا نسل الطهار

بعده شباب صار عمره اقصر الاعمار

دوب التيامى ما تبتلي اصغار اكبار

عرّيس ولا تهنى ابيوم الغاضريّه

شبّان ما نبتت الحاهم كلهم اولاد

ما ظل لي منهم سوى بس زين العباد

مطروح بالخيمة يون اطريح لوساد

ونّة يطوّحها اُويون ونّة خفيّه

شبّان طلعوا امن المدينة اصغار واكبار

اُوراحوا يجدون المسير ابليل وانهار

ويلي عليهم يوم هاذاك الظعن سار

اُوطنّب اخيامه بو علي في الغاضريّه

* * *

١٥١

هذا فصل يشتمل على توبة الحُرِّ ورجوعه للحسين (عليه‌السلام ) :

أقبل من الميدان ايصيح الحرّ يحسين

يحسين تقبل توبتي يابن الميامين

يحسين آنااللي بالدرب سيدي حبستك

والله حسافة يا إمامي ما نصفتك

با ترد طيبة اديار جدّك ما تركتك

يا سيّدي اِقبل توبتي مولاي يحسين

يحسين دقبل توبتي وارحم لحالي

وانظر ادموعي فوق خدّي كاللآلي

كنت السبب في جيّتك يابن الموالي

يحسين دقبلني يبن خير النبيّين

قلّه قبلنا توبتك جاهد يفرّاس

قلّه على عيني يبو سكنة اُوعلى الراس

والتاح فوق المهر يفني اصفوف لرجاس

عشره تفر عنه اُو حوله اتطيح عشرين

اوروى احسامه من دما الفرسان في الحال

والقوم عنه اتفر اُولهم مع التال

والكل ما يندل يفر من صعب لمجال

اُو نعمين بالحر الرياحي ناصر احسين

انعقر مهره اُولا وقع نسل الرياحي

والجسم دمه ايسيل من كثر الجراحي

التمت عليّه القوم من اربع نواحي

ابنشاب وارماح اُوصخور اُوزان في الحين

ويلي ضعف حال الشفيّة اُوحان حينه

اُوحزني على الحر الرياحي امأسرينه

من بعد ما أسروه قطعوا لا ونينه

لمّن رآه اِحسين حاله زاد لونين

ظل يمسح ادموعه اُوهو يبكي لحاله

لمّن نظر جسم الشفيّة في رماله

يبكي على ذبحه اُوعلى قلّت ارجاله

ظل يصفق اليسرى من الوحدة بليمين

واِحسين عاين صحبته مثل الأضاحي

ازهير ويّا ابرير والحُرّ الرياحي

كُلهم سكارى ما يُرى فيهم الصاحي

اُوناس بليّا روس وا حزني ولا ايدين

* * *

١٥٢

وهذا فصل في خصوص حبيب بن مظاهر الأسدي بوّاب الحسين (عليه‌السلام ) :

شانك رفيع اُوعالي شانك رفيع اوعالي

جاتك ابشارة دانهض شانك رفيع اوعالي

يحبيب شفت الزهرا بنت النّبي اتحيي بك

اُوبالتحيّة اتخصك واتقول خضب شيبك

واتقول لك رب السمافي هالخضاب ايثيبك

لكن شفتها يا حبيب ابحال دهش بالي

ما جيتها إلّا جالسة من حول ماي جاري

اُوتبكي اُوتنادي والدمع فوق الوجن نثّارى

او عندها قميص اخضر بالسم كنّه ساري

كلماتشوفه اتنادي اُو تصرخ ابصوت عالي

اوعندها قميص احمر متخضب بادموعه

سايلتها عن هالامر وامدامعي مسجومه

قالت اُولادي راحت من امّةٍ ميشومه

واتشتتوا في كُل بلد اُوها لحال ادهش بالي

واحد قضى من سمّه اُوتاح منّه كبده

اُو واحد عفير بالثرى والترب صار لوساده

اسمعتون يعقوب ابتلى مثلي ابمصاب اُولاده

واُمّ الكليم ما صابها حتّى عشير امثالي

ناديتها يا سيدتي عن هالذبيح انبيني

شيصيرلك قالت لي قطعت حشاي اجنيني

كنّي اشوفه ابسهم في لبّته ايفجعوني

اُو تبقى حريمه ضايعه نسوه بليا والي

* * *

١٥٣

لاحد يشيل الراية لَحد يشيل الرايه

يا سيوف حربي منكم لا حد يشيل الرايه

بس ما طواها ولفها ثارت جميع اِرجاله

كلمن يريد ايشيلها كلهم كفو خيّاله

قلهم عزيز الزهرا بامدامع همّاله

يسيوف حربي منكم لَحد يشيل الرايه

ايقلهم عزيز الزهرا وامدامعه يجريها

لَحد يشيل الراية حتّى يجي راعيها

ابصدر العدى يركزها اُونار الحرب يوريها

يسبوع حربي منكم لَحد يشيل الرايه

قالوا له يا بوعلي منهو الذي تعني له

اُومن هالذي بالكوفة مكتوب باتودي له

قلهم حبيب اسنادي باكتب الههالليله

لازم يجي امن الكوفة لينا يشيل الرايه

أعني حبيب اِسنادي هاي رايتهملفوفه

باكتب اله هالليلة لازم يجي امن الكوفه

خطّ الكتاب ابن النّبي وامدامعه مذروفه

ينخى حبيب ايقول له عجّل اُوشيل الرايه

اُولو من وصلك اكتابي يحبيب لا تتوانا

احنا ابعرصة كربلا حاطت علينا اعدانا

وانكان تبغي الجنّة سرعك تعال ويانا

في السير لا تتوانا عجّل اُوشيل الرايه

هاي رايتك مطويّة يحبيب عجّل ليها

الدّنيا الدنية اتركها اُو لجنانبادر ليها

وانكان تبغي الجنّة يحبيب عجّل ليها

في السير لا تتوانا عجّل اُوشيل الرايه

عنّى الرسول ابن النّبي لحبيب ويّا اكتابه

واحبيب بارض الكوفة وإلّا الرسول ابابه

فضّ الكتاب اُوعاينه وامدامعه سكّابه

اُوعاين كلام ابن النّبي عجّل اُوشيل الرايه

في الحال جر الونّة اُودمعه جرى في خدّه

الله اُولحّديابن النّبي حاطت عليك الاعدا

وانا ابارض الكوفة تهنا إليّه القعده

لازم انا باغدي له اُوياه اشيل الرايه

* * *

١٥٤

يحبيب عقدوا رايتك يا فحل لرجال

يا حي شوفك جاي يم اِحسين حيّال

يحبيب هذي راية العزّ اعقدوها

اُونظموا ذوايبها اُو بالخيمة اسندوها

يمتى تجي اُو تنظر إلى زينب وخوها

اُو تنظر إلى السجّاد ويّا ذيك لطفال

اُو زينب لفت تسأل اخوها اتقول يامن

لا لاذ به لمخيف والمظلوم آمن

هالراية اللي ابجانب الخيمة إلى من

قلها اخوها حق حبيب شيخ لرجال

نادت على اخوها اُودمعتها ذروفه

هلي توصفونه يخويه ما نشوفه

في وين نازل قال في بلدة الكوفه

لازم يزينب تنظرينه جاي خيّال

نادت على خوها اُودمع العين سكّاب

يا ليت هاللي تذكرونه ويا لصحاب

قلها يزينب ها انا بارسل له اكتاب

يختي اُو يجينا حي منه ذاك لقبال

استدعى ابدواة اُوكتب له في الخط اسطار

يحبيب يا راس القبيلة اُو شيخ لنصار

انكان تبغي الفوز في الجنّة ولجوار

اجوار النّبي المصطفى المبعوث والآل

سرعك لنا يحبيب بالقوم الشفيّه

وانظر إلى القيمان ملتمه عليّه

ايريدون دبحي في اطفوف الغاضرية

حاطوا علينا اُوسددوا اليمنى ولشمال

والأسدية اتخاطبه واتقول يحبيب

البارحة شفت البتولة اُمّ لغريب

اتسلّم عليك واتقول منك خضّبالشيب

لكن شفتها تنتحب والدمع همّال

* * *

فارس اتى لينا يعمّة ينصر احسين

مدري يعمّة جيّته هالساع منوين

من أرض مكّة لو يعمّة امن البوادي

لو من ارض طيبة بلد جدنا الهادي

ايده على راسه اُودمع العين بادي

ويقول قصدي لك يبن خير النبيين

انكان هذا جيته قاصد الينا

بانسايله انكان من ارض المدينه

مدري محمّد طاب لو زايد انينه

ليته يجينا بالعجل يلحق على احسين

قولك يسكنة هيج احزاني عليّه

ايقولون هذا حبيب سردال السريّه

١٥٥

اوجيّته ابينصر غريب الغاضريّه

ويقول نفسي والأهل فدوة إلى احسين

احبيب جاها اُو بالعجل سلّم عليها

ايده على راسه وضعها اجلال ليها

ويقول يامن تخضع الأملاك ليها

جيتي انا طايع يزينب لا تخافين

نادت اُودمع العين فوق الخد سايل

يحبيب يا مسمي الي عندك مسائل

في يوم مسلم وين عنّه كنت نازل

يوم اينادي ماله امحامي ولا امعين

احبيب قلها اُودمعته ابخد ذروفه

في يوم مسلم ما كنت حاضر الكوفه

لو كنت حاضر ما احد منهم يشوفه

ابروحي انا افديه يا بنت الميامين

* * *

جينا اُوطلقنا الحلايل يا شفيّه

لجلك اُوعفنا لذة الدّنيا الدنيّه

جيناك باقلوب على الشدات صلبه

والقصد نكشف عن جنابك كُل كربه

بارواحنا نفديك كي نحضى ابشربه

من كف ابوك المرتضى زين السجيّه

عفنا تلوطن لجلك اُوطلقنا الحلايل

واقلوبنا امضى من اسيوف الصقايل

آمر على الخدام يا شيخ القبايل

بارواحنا نفديك يا شمس المضيّه

حاشا ينالك ضيم واحنا حولك اُوقوف

نحميك باطراف الاسنه اُوحد لسيوف

اوهذا عذرنا عنه جدك يوم لوقوف

يوم تصيح الغوث كُل نفس ابيّه

ما جينا إلّا للمنايا اُو تلف لرواح

نحميك باطراف الاسنه اُوحد لصفاح

بالأخص لين اجسادنا تحنة بلجراح

يوم سعيد فيه اهوال المنيّه

عطنا الاذن يا صاحب السؤدد المنعوت

نركب نجايبنا اُو على عدواننا انفوت

يا حي يوم فيه دونك نجرع الموت

فيه الشهادة والسعادة الأبديّه

يحبيب دنهض وانقل الراية عن احسين

عاين اُوشوف الخيل وصلت للصياوين

شوف العدى والخيل وصلت يم لرحال

وانظر ولينا اِحسين حاير بين لنذال

قلها يزينب لا تقولين ابها لمقال

الله يسلمنا ويسلم رأس لحسين

قالت اله اُو نعمين يحبيب الغضنفر

لكن شوف اِحسين وحده بين عسكر

١٥٦

اِنهض مع العبّاس والجاسم ولكبر

اُوحملوا على جيش الضلالة اشمال ويمين

انهض ابهمة يا حبيب اشهر البتّار

إنته وبو فاضل اُومعْكم كُلّ لنصار

اُوحملوا على جيش الأعادي واشعلوا النار

قلها يزينب بس ليّه لا تقولين

قالت ثلاثتنعام منك وافى الباس

انته مع النذب البطل جاسم اُو عبّاس

اِنظر إلى اِحسين الشفيّة بين لرجاس

قلها حبيب اُو بالمدامع هلت العين

ما دام أبو السجّاد والعبّاس موجود

لحمل على جيش العدى وادرك المقصود

والله يزينب انا ابهذا اليوم موعود

جتني الزهرا وامرتني اخضب ابحين

قالت صدق يحبيب جاتك بنت لطياب

من قبل انته عندنا مرفوع لجناب

جت لك الزهرا وامرتك استعمل اخضاب

قلها نعم معلوم يا بنت الميامين

* * *

يحبيب شوف العسكرقامت تجول اعلينا

من كربلا ردونا لا ينذبح والينا

يحبيب شوف العسكر قامت لنا تتلافا

كلما نظرت اجموعهم يحبيب انا مختافه

يمتى يجينا ابو الحسن ابعسكره والآفه

حتّى تصير امقابله اما لهم لولينا

قلها اخوك يا زينب لا ترقبي له عوده

وانتين عن هالوقعه يخت السبط موعوده

من يوم ابوك امطبر واعصابته مشدوده

قول الذي قاله لك هاليوم باتلاقينه

واحيات امك فاطم والتربة المخفيّه

ما عندنا ويّاكم يوم اجتمعنا نيّه

والله لولا اقلوبنا فيها لكم حنيّه

ما جيت انا واغلامي في كربلا اتعنينا

عبدك وانا اتعرفيني لك في السمع والطاعه

وانكان ما شفتيني في أوّل الفزّاعه

معلوم باتشوفيني في حومة الزعزاعه

خفي العتب يا زينب كثر العتب يزرينا

* * *

١٥٧

شيل العلم يحبيب يا لقوم الشفيّه

واحمل على العدوان يوم الغاضريّه

خل الاعادي بالثرى صرعى بلا روس

اُوصول على الابطال يا صاحب الناموس

نادى ابرفيع الصوت اُومنه القلب محموس

امرك على عيني يبنت الهاشميّه

نادى عليها والدمع يجري من العين

أمرك يمصيونة على رأسى اُوعلى العين

اُوأمّا الفخر يمخدرة ما يظهر الحين

الفخر لا صلنا ابارض الغاضريّه

قلها يزينب والدمع بالخد مسجوم

احياة ابوك المرتضى خزان لعلوم

لا تحمشي قلبي ولا تزيديني اهموم

باطلب الرخصه امن الولي يا هاشميّه

الزوجات طلقنا يبنت خير الموالي

اُو لموال عفناها اُوعفنا كُل غالي

او لعمار بعناها على عزنا الموالي

كلنا فدى له ننذبح في الغاضريّه

* * *

اقبل حبيب الليث واتقدم إلى احسين

اُو نادى ابعبرة اُوداعة الله يا ضيا العين

في داعة الله يا حبيب أحمد المختار

يسرور قلب المرتضى حيدر الكرّار

يا مهجة الزهرا يحاوي كُلّ لسرار

يا كافل الأيتام يا نور المسلمين

ودّي أنا اصلّي معك اخر صلاتي

لكن اشوف القوم سدت كُل جهاتي

اشلون أصلّي يا لولي اُوحانت وفاتي

راجي أصلّي عند جدّك يا ضيا العين

واقول سبطك يا رسول الله حاطوه

في كربلا جيش الدعي والماي منعوه

نكثوا مواعيده اُو مواثيقه اوخانوه

اُو تنفطر كبدك لو ترى حال الرضيعين

صول حبيب اُو فرق القيمان بالسيف

اُوفرت من اقباله مداهيش مراجيف

او نعمين بالطاهر حبيب الليث لمخيف

ناصر الهادي والحسن واخوه لحسين

لمن قرب يومه وله حتفه تدانا

لموا على قتله اُو ضربوا له ابزانه

واِحسين جالكن منهده اركانه

واحنا اضلوعه الموتته واصفق بليدين

سمعت بنات المصطفى ابذبح الشفيّه

ضجوا فرد ضجه ابارض الغاضريّه

كل تنادي ضاقت الدّنيا عليّه

والله حسافه راحت ارجال الولي احسين

اتغررت عين الشفيّة بالمدامع

واحنا على موت الشفيّة للاضالع

١٥٨

او نادى قضيتوا الفرض يا نجوم اللوامع

اُورحتوا اُو خليتوا عمدكم ماله امعين

* * *

١٥٩

هذا فصل في أنصار الحسين وإخوته وأولاده (عليهم‌السلام ) ، وحادثتهم وجوابهم له بالاشتياق :

الله يا هي نصرة فازت بها ارجال

مثل الهزبرا حبيب ويا الضيغم اهلال

اسباع ضريّة ما تهاب امن الرجاجيل

سلوا اسيوف ماضيّة والتسمو الخيل

واحتال وجه الصبح كنّه ظلمة الليل

ليل طويل اُوداجي اُو متضمن اهوال

واتزلزلت ارض البسيطة بالأراجيف

اُوفرّت هل الكوفة من الخيفة مخاويف

والشام ردّت راجعة من خيفة السيف

ايقولون ما شفنا ابدهرنا اُول اوتال

ياما من احروب حضرناها اُو مذابح

اُوياما ركبنا الخيل بايام الصوايح

ما هالنا امن اسيوف واخيول ضوابح

الاَرجال اِحسين عزّ يالها ارجال

يوم حمل عبّاس قيدوم السريّه

اُونادى على ارجاله يفرسان الضريّه

شدوا اُوصكّوا الخيل بارض الغاضريّه

حملوا على العدوان واحموا ذات لحجال

الله يهم فرسان ما فارس مثلهم

طاحوا على التربان والجاري غسلهم

إتمنّيت أنا بالطفِّ خيّال مثلهم

واكفانهم في كربلا من سافي ارمال

* * *

الله انتخبهم بالسعد من كُل قبيله

امطيعين جولة اُوكل فتى حظّه يشيله

فازت عبيد ابها اُو منها خابت احرار

اُو منهم نصارى والسعد سواهم أنصار

وامحمّد ايعوفه القضا بالمرض في الدار

اُوفي كُل وقعة ببرق الأكبر يشيله

مولى ابوذر الغفاري صار منهم

لعلام رفت والعبد بيده علمهم

حظّه نهض به واختلط دمه ابدمهم

ابعيد اُو قريب له لفوا من كُل قبيله

لحظوظ جلبتهم اُوجابتهم من ابعيد

عندهم املاقات المنيّة كنّه العيد

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418