المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة الجزء ٥

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة7%

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 767

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 767 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 94380 / تحميل: 5999
الحجم الحجم الحجم
المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة الجزء ٥

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

وبالمشعر، ورمى الجمرة، وذبح، وحلق فلا يجوز له أن يغطي رأسه حتى يطوف بالبيت وبالصفا والمروة، فإن كان قد فعل فلا شئ عليه.

١٥ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب الحلق والتقصير)

[١١٧١٠] ١ - المقنع: ويكره للمتمتع أن يطلي رأسه بالحناء حتى يزور.

__________________

الباب ١٥

١ - المقنع ص ٩٠

١٤١

١٤٢

أبواب زيارة البيت

١ -( باب استحباب تعجيلها يوم النحر أو ثانيه، وكراهة التأخير عنه خصوصا المتمتع)

[١١٧١١] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفاض يوم النحر إلى البيت، فصلى الظهر بمكة ».

[١١٧١٢] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ينبغي تعجيل الزيارة، وأن لا تؤخر، وأن يزور يوم النحر، وإن أخر ذلك إلى غد فلا بأس ».

[١١٧١٣] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « زر البيت يوم النحر أو من الغد، وإن أخرتها إلى آخر اليوم أجزأك ».

[١١٧١٤] ٤ - بعض نسخه: « ويزور المتمتع البيت يوم النحر ومكن غده، ولا يؤخر ذلك، وموسع على القارن والمفرد أن يزور متى شاء ».

__________________

أبواب زيارة البيت

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٠.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣١.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٩، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣١٤ ح ١.

٤ - بعض نسخه ص ٧٢، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥١.

١٤٣

٢ -( باب وجوب طواف الحج عقيب الحلق إن لم يكن قدمهعلى الوقوف، ووجوب طواف النساء في الحج مطلقا، وفي العمرة المفردة خاصة، واستحباب الاغتسال لدخول المسجد للرجل والمرأة، وتقليم الأظفار، والاخذ من الشارب)

[١١٧١٥] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال في قول الله عز وجل:( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) (١) قال: « التفث: الرمي والحلق، والنذور: من نذر أن يمشي، والطواف: هو طواف الإفاضة وهو طواف الزيارة بعد الذبح والحلق يوم النحر، وهذا الطواف هو طواف واجب ».

وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه كان يستحب أن يغتسل للزيارة.

[١١٧١٦] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وتغتسل لزيارة البيت ».

بعض نسخه(١) : « فإذا حلقت فزر البيت من يومك أو ليلتك، وإن أخرت ( أجزأك )(٢) إلى يوم النفر ما لم تمس الطيب والنساء ».

__________________

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٠.

(١) الحج ٢٢: ٢٩.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٩.

(١) عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٧.

(٢) أثبتناه من البحار.

١٤٤

٣ -( باب أنه يجزئ الغسل من منى لزيارة البيت، ويجوز أنيغتسل نهارا ثم يزور ليلا، فإن انتقض الغسل ولو بحدث يوجب الوضوء استحب الإعادة)

[١١٧١٧] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وتغتسل زيارة البيت، وإن زرت نهارا فدخل عليك الليل في طريقك أو في طوافك أو في سعيك، فلا بأس به ما لم ينقض الوضوء، وإن نقضت الوضوء أعدت الغسل، وكذلك إن خرجت من منى ليلا وقد اغتسلت، فأصبحت في طريقك أو في طوافك وسعيك فلا شئ عليك فيما لا ينقض الوضوء، فإن نقضت الوضوء أعدت الغسل ».

٤ -( باب استحباب الدعاء بالمأثور على باب المسجد، وكيفية الطوافين والسعي)

[١١٧١٨] ١ - الصدوق في الفقيه والمقنع: فإذا أتيت البيت يوم النحر، قمت على باب المسجد فقلت: اللهم أعني على نسكي، وسلمني منه وسلمه لي، أسألك مسألة العليل الذليل المعترف بذنبه، أن تغفر لي ذنوبي، وأن ترجعني بحاجتي، اللهم إني عبدك، والبلد بلدك، والبيت بيتك، جئت أطلب رحمتك، وابتغي مرضاتك، متعبا لأمرك، راضيا بعد لك، أسألك مسألة المضطر إليك، المطيع لأمرك، المشفق من عذابك، الخائف لعقوبتك، أسألك أن تلقيني عفوك، وتجيرني برحمتك من النار.

ثم تأتي الحجر الأسود فتستلمه، فإن لم تستطع فاستلمه بيدك وقبل

__________________

الباب ٣

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٩.

الباب ٤

١ - المقنع ص ٩٢، الفقيه ج ٢ ص ٣٣٠ باختلاف يسير في كليها.

١٤٥

يدك، فإن لم تستطع فاستقبله وأشر إليه بيدك وقبلها، وكبر وقل مثل ما قلت حين طفت البيت يوم قدمت مكة، وطفت بالبيت سبعة أشواط كما وصفت لك، ثم صل ركعتين عند مقام إبراهيمعليه‌السلام ، تقرأ فيهما بقل هو الله أحد، وقل يا إيها الكافرون، ثم ارجع إلى الحجر الأسود فقبله إن استطعت، واستلمه وكبر، ثم اخرج إلى الصفا واصعد عليه، واصنع كما صنعت يوم قدمت مكة، تطوف بينهما سبعة أشواط تبدأ بالصفا وتختم بالمروة، فإذا فعلت ذلك فقد أحللت من كلّ شئ أحرمت منه إلا النساء، ثم ارجع إلى البيت فطف به أسبوعا وهو طواف النساء، ثم صل ركعتين عند مقام إبراهيمعليه‌السلام أو حيث شئت من المسجد، فإنه قد حل لك النساء وفرغت من حجك كله إلا رمي الجمار، وأحللت من كلّ شئ أحرمت منه،[١١٧١٩] ٢ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « إذا زرت يوم النحر فطف طواف الزيارة، وهو طواف الإفاضة تطوف بالبيت أسبوعا، وتصلي ركعتين خلف مقام إبراهيمعليه‌السلام ، وتسعى بين الصفا والمروة أسبوعا إلى آخر ما تقدم.

[١١٧٢٠] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « زر البيت يوم النحر أو من الغد - إلى أن قال - وطفت بالبيت طواف الزيارة، وهو طواف الحج سبعة أشواط، وصليت عند المقام ركعتين، وسعيت بين الصفا والمروة كما فعلت عند المتعة سبعة أشواط، ثم تطوف بالبيت أسبوعا وهو طواف النساء ».

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣١.

٣ - فقه الرضا (عليه‌السلام ص ٢٩.

١٤٦

[١١٧٢١] ٤ - بعض نسخه: « فإذا أتيت مكة طف بالبيت سبعة أشواط، فإن ذلك هو الطواف الواجب الذي قال:( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) (١) وصل ركعتين خلف المقام، فإن كنت قارنا أو مفردا فقد حل لك كلّ شئ، وليس عليك سعي بالصفا والمروة، وإن كنت متمتعا فإن طوافك السبع للزيارة مجزئ لحجك وللزيارة، وعليك السعي بين الصفا والمروة في قول بعض العلماء.

وبعض العلماء قالوا: مجزئ للمتمتع سبعة بالصفا والمروة لعمرته في أول مقدمه، والطواف السبعة مجزئ عن الزيارة والحجة، وإنما عندهم على المتمتع طواف الزيارة فقط بلا سعي ».

٥ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب زيارة البيت)

[١١٧٢٢] ١ - كتاب العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم: أن آدم لما بنى الكعبة قال: « اللهم إن لكل عامل أجرا، اللهم إني قد عملت، قال: فقيل له: سل يا آدم، قال: اللهم اغفر لي ذنبي، قال: قد غفرت لك يا آدم، قال: ولذريتي من بعدي، قال: يا آدم من باء منهم بذنبه ها هنا كما بؤت(١) ». قال: ثم خرج حاجا فوقف بعرفة وبالمزدلفة، ومر بالمازمين، فلما تلقته الملائكة بالأبطح وهم يقولون: بر حجك يا آدم، قال: فرد عليهم.

__________________

٤ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٧.

(١) الحج ٢٢: ٢٩.

الباب ٥

١ - كتال العلاء بن رزين ص ١٥٥.

(١) في المخطوط والمصدر: أبت، وما أثبتناه من الطبعة الحجرية.

١٤٧

١٤٨

( أبواب العود إلى منى ورمي الجمار والمبيت والنفر)

١ -( باب عدم جواز المبيت ليالي التشريق بغير منى، فإن فعل لزمه عن كلّ ليلة دم شاة إلا أن يبيت بمكة مشتغلا بالعبادة، أو يخرج من منى بعد نصف الليل، أن من مكة ليلا)

[١١٧٢٣] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : أنه نهى أن يبيت أحد من الحجيج ليالي من الا بمنى.

[١١٧٢٤] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « إذا زرت البيت فارجع إلى منى ولا تبيت أيام التشريق إلا بمنى، ومن تعمد المبيت عن منى ليالي من فعليه لكل ليلة دم، وإن جهل أو نسي فلا شئ عليه، ويستغفر الله ».

[١١٧٢٥] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا تبت بمكة ويلزمك دم. بعض نسخه(١) . ولا تبيت بمكة أيام التشريق ».

__________________

أبواب العود إلى منى ورمي الجمار والمبيت والنفر

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣١ ( عم جعفر بن محمدعليهما‌السلام .

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣١.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٩، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣١٤ ح ١.

(١) عنه فيه البحار ج ٩٩ ص ٣٦٧.

١٤٩

وفي موضع(٢) : « وإذا جاء الليل قبل النفر الأول فبت وليس لك أن تخرج ».

[١١٧٢٦] ٤ - الصدوق في المقنع والفقيه: ثم ارجع إلى منى ولا تبت ليالي التشريق إلا بها، فإن بت ( في غيرها )(١) فعليك دم شاة(٢) ، وإن خرجت بعد نصف الليل فلا يضرك أن تصبح في غيرها.

٢ -( باب جواز إتيان مكة، والطواف تطوعا بها في أيام منى، من غير أن يبيت بها واستحباب اختيار الإقامة بمنى على ذلك)

[١١٧٢٧] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أهل البيتعليهم‌السلام - إلى أن قال - ويزور البيت كلّ يوم إن شاء ويطوف تطوعا ما بدا له، ويرجع من يومه إلى منى فيبيت بها إلى أن ينفر منها.

__________________

(٢) بعض نسخة ص ٧٥، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٢ ح ٤٥.

٤ - المقنع ص ٩٢، الفقيه ج ٢ ص ٣٣١ ( باختلاف يسير في الفقيه ).

(١) أثبتناه من المصدر ين.

(٢) في الفقيه زيادة: لكل ليلة، ( منته قده ).

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣١.

١٥٠

٣ -( باب أن من نسي أو جهل رمي الجمار حتى خرج وجبعليه العود للرمي، وينبغي أن يفصل بين كلّ رميتين بساعة، فإن تعذر وجبت الاستنابة وإن مضت أيام التشريق ففي قابل)

[١١٧٢٨] ١ - بعض نسخ الرضوي: « أي امرأة جهلت رمي الجمار حتى نفرت إلى مكة، رجعت لرمي ( الجمار كما كانت ترمي )(١) ، وكذلك الرجل ».

٤ -( باب وجوب رمي الجمار وحكم من تركه)

[١١٧٢٩] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في قول الله عز وجل:( ثم ليقضوا تفثهم) (١) الآية، قال: « التفث: الرمي ».

[١١٧٣٠] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: « ثم رمى(١) أيام التشريق الثلاث جمرات، كلّ يوم عند زوال الشمس ».

وعنهعليه‌السلام قال: « من ترك الجمار أعاده(٢) ».

__________________

الباب ٣

١ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٤، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥٨ ح ٢٧.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

الباب ٤

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٠.

(١) الحج ٢٢: ٢٩.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٤.

(١) في المصدر: ترمي.

(٢) وفيه: أعاد.

١٥١

[١١٧٣١] ٣ - الصدوق في المقنع: وارم الجمار في كلّ يوم بعد طلوع الشمس إلى الزوال، وكلما قرب من الزوال فهو أفضل.

٥ -( باب وجوب الابتداء برمي الأولى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، فإن نكس وجب أن يعيد على الوسطى، ثم جمرة العقبة)

[١١٧٣٢] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « يرمي(١) في أيام التشريق الثلاث الجمرات ( كلّ يوم، يبتدي )(٢) بالصغرى، ثم الوسطى، ثم الكبرى ».

وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « من قدم جمرة على جمرة أعاد ( الرمي )(٣) ».

[١١٧٣٣] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وترمي يوم الثاني والثالث والرابع في كلّ يوم بإحدى وعشرين حصاة، إلى الجمرة الأولى بسبعة وتقف عليها، وتدع إلى الجمرة الوسطى بسبعة وتقف عندها، وتدع إلى الجمرة العقبة بسبعة ولا تقف عندها، فإن جهلت ورميت مقلوبة فأعد على الجمرة الوسطى وجمرة العقبة ».

[١١٧٣٤] ٣ - بعض نسخ الرضوي: فإذا كان يوم الثاني مكثت حتى تطلع

__________________

٣ - المقنع ص ٩٢.

الباب ٥

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٤.

(١) ليس في المصدر.

(٢) وفيه: يبدأ.

(٣) ليس في المصدر.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٩، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٧٤ ح ١٥.

٣ - بعض نسخ الرضوي،، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٧.

١٥٢

الشمس، ثم تغتسل أو تتوضأ، وحملت معك واحدا وعشرين حصاة قبل أن تصلي الظهر ترميها، وابدأ بالجمرة الأولى وهي التي من أقربهن إلى مسجد منى فارمها، واقصد للرأس فارمها بسبع حصيات تكبر مع كلّ حصاة، فإذا رميت فقف واجعل الجمرة عن يسار الطريق وأنت مستقبل القبلة، فاحمد الله واثن عليه وصل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وكبر سبع تكبيرات، وقف عندها مقدار ما يقرأ الانسان مائة آية أو مائة وخمسين آية من القرآن، ثم أئت جمرة الوسطى فارمها بسبع حصيات فافعل كما فعلت فيها، ثم تقدم أمامها وقف على يسارها مستقبل القبلة مثل وقوفك في الأخرى، ثم أئت جمرة العقبة فارمها بسبع حصيات ولا تقف عندها، ثم انصرف وصل الظهر، وتفعل من الغد مثل فعلتك في اليوم الأول ».

[١١٧٣٥] ٤ - الصدوق في المقنع: وابدأ بالجمرة الأولى فارمها بسبع حصيات من يسارها في بطن الوادي، وقل مثل ما قلت يوم النحر حين رميت جمرة العقبة، ثم قف على يسار الطريق واستقبل البيت، واحمد الله واثن عليه، وصل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم تقدم قليلا وادع الله واسأله أن يتقبل منك، ثم(١) افعل ذلك عند الوسطى ترميها بسبع حصيات، ثم اصنع كما صنعت في الأولى(٢) ، ثم امض إلى الثالثة وعليك السكينة والوقار، فارمهما بسبع حصيات ولا تقف عندها.

__________________

٤ - المقنع ص ٩٢.

(١) في المصدر زيادة: تقدم قليلا ثم.

(٢) وفيه زيادة: وتقف وتدعو الله كما دعوت في الأولى.

١٥٣

٦ -( باب أنه يحصل الترتيب بمتابعة أربع حصيات، فإن خالف بعدها جاز له النباء والاكمال سبعا سبعا، وقبلها يعيد مرتبا)

[١١٧٣٦] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن جهلت ورميت إلى الأولى بسبع وإلى الثانية بستة وإلى الثالث بثلاث، فارم إلى الثانية بواحدة وأعد الثالثة، ومتى لم تجز النصف فأعد الرمي من أوله، ومتى ما جزت النصف فابن على ذلك، وإن رميت إلى الجمرة الأولة دون النصف، فعليك أن تعيد الرمي إلهيا وإلى بعدها من أوله ».

[١١٧٣٧] ٢ - بعض نسخه: « وأي رجل رمى الجمرة الأولة بأربع حصيات ثم نسي ورمى الجمرتين بسبع سبع، عاد فرمى الثلاث على الولاء بسبع سبع، وإن كان رمى الوسطى بثلاث ثم رمى الأخيرتين فليرجع فليرم الوسطى، فإن كان رمى بثلاث رجع فرمى بأربع ».

٧ -( باب أن من نقص حصاة واشتبهت وجب أن يرمي كلّ جمرة بحصاة، وإن تعينت أتى بها ولو من الغد، وجملة من أحكام الرمي)

[١١٧٣٨] ١ - بعض نسخ الرضوي: « أبي، عن أبيهعليه‌السلام قال: وأيما رجل أخذ واحدة وعشرين حصاة فرمى بها الجمار، ورد واحدة فلم يدر أيتهن نقصت، قال: فليرجع فليرم كلّ جمرة بحصاة، وإن

__________________

الباب ٦

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٩ باختلاف.

٢ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٣، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥٥.

الباب ٧

١ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٣، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥٥ ح ١٤.

١٥٤

نقصت حصاة فلم يدر أين هي، فلا بأس أن يأخذ من تحت قدميه فيرمي بها ».

[١١٧٣٩] ٢ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « من تعجل النفر في يومين، ( ترك ما يبقى عنده من الجمار بمنى )(١) ».

وفيه: « ولا ترم إلا وقت الزوال في كلّ يوم(٢) ».

٨ -( باب استحباب كثرة ذكر الله في عشر ذي الحجة، وفي أيام التشريق، والاكثار من الصلاة في مسجد الخنيف، والتكبير بمنى)

[١١٧٤٠] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في قول الله عز وجل:( فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ) (١) قال: « كان المشركون يفخرون بمنى أيام التشريق بابائهم، ويذكرون أسلافهم وما كان لهم من الشرف، فأمر الله المسلمين أن يذكروه مكان ذلك ».

وروينا عن أهل البيت ( صلوات الله عليهم )، من الدعاء وذكر الله عز وجل في أيام التشريق، وجوها يطول ذكرها، وليس منها شئ مؤقت.

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٤، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٧٦ ح ٣١.

(١) في المصدر: دفن ما يبقى منه من الحجارة بمنى.

(٢) وجدنا في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٨ عن بعض نسخ الفقه الرضوي.

الباب ٨

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣١.

(١) البقرة ٢: ٢٠٠.

١٥٥

[١١٧٤١] ٢ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ما من عمل في أيام الدهر، أزكى عند الله من العمل في أيام العشر ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ان الله تعالى ليس بتارك صبيحة أول ليلة من ذي الحجة أحدا ممن يصلي إلى هذه القبلة إلا غفر له ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ثلاثة ينزلون من الجنة حيث يشاؤون، رجل قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة في أيام العشر.

[١١٧٤٢] ٣ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن أبي صالح، عن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ان الله تبارك وتعالى اختار الساعات فاختار منها ساعات الصلوات: واختار الأيام فاختار منها يوم الجمعة، واختار الشهور فاختار شهر رمضان، واختار الليالي فاختار ليلة القدر، فالصلاة تكفر ما بينها وبين الصلاة وشهر رمضان يكفر ما بينه وبين رمضان، والجمعة تكفر ما بينها وبين الجمعة، وأيام الحج مثل ذلك، وما من أيام الدنيا أحب إلى الله من العمل في أيام العشر من ذي الحجة، ولا ليالي أفضل منهن، فيموت المؤمن وهو بين حسنتين حسنة ينظرها، وحسنة قد قضاها ».

[١١٧٤٣] ٤ - وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما من عمل أفضل من عمل في هذه الأيام العشر من ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج بماله ونفسه فلم يرجع منهما بشئ ».

__________________

٢ - لب اللباب: مخطوط.

٣ - درر اللآلي ج ١ ص ١٩.

٤ - درر اللآلي ج ٢ ص ٢٠.

١٥٦

[١١٧٤٤] ٥ - علي بن إبراهيم في تفسيره:( وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ) (١) قال: « أيام التشريق الثلاثة، والأيام المعلومات العشر من ذي الحجة ».

[١١٧٤٥] ٦ - بعض نسخ الرضوي عن أبيه عن الصادقعليهما‌السلام ، أنه قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أردف أسامة بن زيد في مصعده إلى عرفات، فلما أفاض أردف الفضل بن العباس وكان فتى حسن اللمة(٢) ، فاستقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعرابي وعنده أخت له أجمل ما يكون من النساء، فجعل الاعرابي يسأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجعل الفضل ينظر إلى أخت الاعرابي، وجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) يده على وجه الفضل يستره من النظر، فإذا هو ستره من الجانب نظر من الجانب الآخر، حتى إذا فرغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حاجة الاعرابي، التفت إليه وأخذ بمنكبه وقال: أما علمت أنها الأيام المعدودات، والمعلومات، لا يكف فيهن رجل بصره، ولا يكف لسانه ويده إلا كتب الله له مثل حج قابل.

وفيه:(٣) وقول الله عز وجل:( وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ

__________________

٥ - تفسير القمي ج ١ ص ٧١.

(١) البقرة ٢: ٢٠٣.

٦ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٣.

(١) اللمة بكسر اللام وتشديد الميم: الشعر المتدلي الذي يجاوز شحمة الاذنين فإذا بلغ المنكبين فهو جمة، والجمع لم ولام ( مجمع البحرين ص ٦ ج ١٦٥ ).

(٢) في المصدر زيادة: يبعل.

(٣) نفس المصدر ص ٧٢، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥١.

١٥٧

مَّعْدُودَاتٍ ) (٤) هي أيام التشريق، وكانوا إذا قدموا منى تفاخروا، فقال الله:( فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ ) (٥) الآية.

٩ -( باب وجوب جعل النفر يوم الثاني عشر بعد الزوال لا قبله مع الاختيار، ومن نفر يوم الثالث عشر جاز له النفر قبل الزوال، وجواز النفر في أي اليومين شاء لمن اتقى)

[١١٧٤٦] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « إذا أردت أن تقيم بمنى أقمت ثلاثة أيام - يعني بعد يوم النحر - وإن أردت ( أن )(١) تتعجل النفر في يومين فذلك لك، قال الله عز وجل:( فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ) (٢) ».

[١١٧٤٧] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « من تعجل النفر في اليوم الثاني من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث من يوم النحر، لم ينفر حتى يصلي الظهر فيرمي الجمار، ثم ينفر إن شاء ما بينه وبين غروب الشمس، فإذا غربت بات، ومن أخر النفر إلى اليوم الثالث، فله أن ينفر من أول النهار ( إلى آخره متى شاء )(١) بعد أن يصلي الفجر، ويرمي الجمار ».

__________________

(٤) البقرة ٢: ٢٠٣.

(٥) البقرة ٢: ١٩٨.

الباب ٩

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) البقرة ٢: ٢٠٣.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٢.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

١٥٨

[١١٧٤٨] ٣ - تفسير الإمامعليه‌السلام : « قوله تعالى:( فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ ) (١) أي من أيام التشريق، فانصرف من حجه إلى بلاده التي خرج منها فلا إثم عليه، ومن تأخر إلى تمام اليوم الثالث فلا إثم عليه، ( أي لا إثم عليه من الذنوب السالفة )(٢) لأنها قد غفرت له كلها بحجته، وهذه المقارنة لندمه عليها وتوقيه منها لمن اتقى أن يوقع(٣) الموبقات بعدها، فإنه إن واقعها كان عليه إثمها، ولم يغفر له تلك الذنوب السالفة بتوبة قد أبطلها بموبقاته بغيرها(٤) ، وإنما يغفرها بتوبة يجددها واتقوا الله يا أيها الحاج المغفور لهم سالف ذنوبهم ( بحجهم المقرون )(٥) بتوبتهم، فلا تعاودوا الموبقات فيعود إليكم أثقالها، ويثقلكم احتمالها فلا يغفر لكم إلا بتوبة بعدها، واعلموا أنكم إليه تحشرون فينظر(٦) في أعمالكم فيجازيكم(٧) عليها ».

[١١٧٤٩] ٤ - بعض نسخ الرضوي: « فإن أحببت التعجيل جاز لك، وإن أحببت التأخير تأخرت ».

[١١٧٥٠] ٥ - العياشي في تفسيره: عن أبي أيوب الخزاز، قال: قلت لأبي

__________________

٣ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٥٩.

(١) البقرة ٢: ٢٠٣.

(٢) في المصدر: من ذنوبه السالفة.

(٣) وفيه: يواقع.

(٤) وفيه: بعدها.

(٥) وفيه بحجتهم مقرون.

(٦) في المخطوط: فينظرون، وما أثبتناه من المصدر.

(٧) في المصدر زيادة: ربكم.

٤ - بعض نسخ الرضوي، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٨.

٥ - تفسير العياشي ج ١ ص ٩٩ ح ٢٨٢.

١٥٩

عبد اللهعليه‌السلام : إنا نريد أن نتعجل، فقال: « لا تنفروا في اليوم الثاني حتى تزول الشمس، فأما اليوم الثالث فإذا انتصف فانفروا لان الله يقول:( فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ) (١) فلو سكت لم يبق أحد إلا تعجل، ولكنه قال عز وجل:( وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ) (٢) ».

[١١٧٥١] ٦ - وعن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قول الله:( فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ) ، قال: « يرجع مغفورا له لا( إِثْمَ عَلَيْهِ ) (١) ».

١٠ -( باب أن من أمسى بمنى ليلة الثالث عشر وجب عليه المبيت بها، وإن نفر قبل الغروب سقط)

[١١٧٥٢] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، في حديث تقدم: « ثم ينفر إن شاء ما بينه وبين غروب الشمس، فإذا غربت بات ».

[١١٧٥٣] ٢ - بعض نسخ الرضوي: « وإذا جاء الليل قبل النفر الأول فبت وليس لك أن تخرج ».

__________________

(١) البقرة ٢: ٢٠٣.

(٢) البقرة ٢: ٢٠٣.

٦ - تفسير العياشي ج ١ ص ٩٩ ح ٢٨١.

(١) في المصدر: ذنب له.

الباب ١٠

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٢.

٢ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٥، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٢.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

ادعج(١) العينين سهل الخدين(٢) دقيق المسربة(٣) كث اللحية(٤) ذا وفرة(٥) وكان عنقه ابريق فضة عظيم الكراديس(٦) بعيد ما بين المنكبين ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير مليحا من احسن الناس وجها وكان يخضب بالسواد وكان جعد الشعر(٧) حسن البدن (وقال) المفيد في الارشاد كان الحسن اشبه الناس برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلقا وهيئة وهديا وسؤددا (وجاءت) فاطمةعليها‌السلام بابنيها الحسن والحسينعليهما‌السلام الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شكواه التي توفي فيها فقالت يا رسول الله هذا نابناك فورثهما شيءا فقال ام الحسن فان له هيبتي وسؤددي واما الحسين فان له جودي وشجاعتي (قال الطبرسي) ويصدق هذا الخبر ما رواه محمد بن اسحاق قال ما بلغ احد من الشرف بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما بلغ الحسن بن علي كان يبسط له على باب داره فاذا خرج وجلس انقطع الطريق فما يمر احد من خلق الله اجلالا له فاذا علم قام

____________________

(١) الدعج شدة سواد العين مع سعتها.

(٢) صلتهما اي سائل الخدين غير مرتفع الوجنتين.

(٣) بفتح الميم وضم الراء الشعر المستدق الذي ياخذ من الصدر الى السرة.

(٤) كثير شعرها.

(٥) الوفرة الشعر الى شحمة الاذن.

(٦) كل عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس مثل المنكبين والركبتين.

(٧) الجعودة ضد السبوطة وتحمد الجعودة في الشعر لان السبوطة اكثرها في شعور العجم.

٣٤١

ودخل بيته فيمة الناس (قال الراوي) ولقد رايته في طريق مكة نزل عن راحلته فمشى فما من خلق اله احد الا مزل ومشى حتى رايت سعد بن ابي وقاص قد نزل ومشى الى جنبه وعن واصل بن عطاء كان الحسن بن عليعليهما‌السلام عليه سيماء الانبياء وبهاء الملوك (وعن) انس بن مالك لم يكن احد اشبه برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حسن بن عليعليهما‌السلام (وقال) انس ايضا في حق اخيه الحسين «ع» كان اشبههم برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال ذلك لما رأى رأس الحسين «ع» بين يدي ابن زياد(١) وعن الغزالي في الاحياء والمكي في قوت القلوب قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للحسن «ع» اشبهت خلقي وخلقي (وعن) علي كان الحسن اشبه برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما بين الصدر الى الرأس والحسينم اشبهبه فيما كان اسفل من ذلك (وكانت) الزهراءعليها‌السلام ترقص الحسن «ع» وتقول :

اشبه اباك يا حسن واخلع عن الحق الرسن(٢)

واعبد الها ذا منن ولا توال ذا الاحسن

____________________

(١) الجمع بينم هذين الحديثين يقتضي انيكون الحين اشبه الناس برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما عدا الحسين والحسين اشبه الناس به ما عدا الحسنم ويمكن ان يكون وجه الجمع ما يأتي عن عليعليه‌السلام ولكن الابيات الاتية عن الزهراء «ع» قد تنافي ذلك والله اعلم.

(٢) اجعله ظاهرا حرا مطلقا غير مأسور لاحد.

٣٤٢

وقالت للحسين «ع» :

انت شبيه بابي لست شبيها بعلي

(ومما جاء) في عبادة الحسن بن عليعليهما‌السلام وزهده وفضله وفصاحته وسخائه ما رواه الصدوق في الامالي باسناده عن الصادق «ع» قال حدثني ابي عن ابيهعليهما‌السلام ان الحسن ابن عليبنم ابي طالبعليهما‌السلام كان اعبد الناس في زمانه وازهدهم وافضلهم وكان «ع» اذا حج حج ماشيا وربما مشى حافيا وكانعليه‌السلام اذا ذكر الموت بكى واذا ذكر الممر على السراط بكى واذا ذكر العرض على للالله تعالى ذكره شهق شهقة يغشي عليه منها واذا قام في صلاته ترتعد فرائضه بين يدي ربه عز وجل وكانعليه‌السلام اذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم وسأل الله الجنة وتعوذ به من النار وكان لا يقرأ من كتاب الله عز وجل يا ياايها الذين آمنوا الا قال لبيك لبيك اللهم لبيك ولا يمر في شيء من احواله الا ذكر الله سبحانه (وكان) اصدق الناس لهجة وافصحهم منطقا (ولقد) قيل لمعاوية ذات يوم لو امرت الحسن بن علي فصعد المنبر فخطب ليتبين للناس نقصه فدعاه فقال له اصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال ايها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فانا الحسن بن علي بن ابي طالب

٣٤٣

وابن سيدة النساء فاطمة بنت رسول الهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انا ابن خير خلق الله انا ابن رسول الله انا ابن صاحب الفضائل انا ابن صاحب المعجزات والدلائل انا ابن امير المؤمنين انا المدفوع عن حقي انا واخي سيدا شباب اهل الجنة انا ابن الركن والمقام انا ابن مكة ومنى انا ابن المشعر وعرفات (فقال) له معاوية يا يابا محمد خذ في نعت الرطب ودع هذا فقالعليه‌السلام الريح تنفخه والحر ينضجه والبرد يطيبه ثم عاد في كلامه (فقال) انا ابن امام خلق الله وابن محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخشي معاوية ان يتكلم بعد ذلك بما يفتتن به الناس فقال يا ابا محمد انزل فقد كفى ما جرى فنزل (وفي) امالي الصدوق ايضا باسناده عن الرضا عن آبائهعليهم‌السلام قال لما حضرت الحسن بن عليعليهما‌السلام الوفاة بكى فقيل له يا ابن رسول الله اتبكي ومكانك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي انت في ه وقد قال فيك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما قال وقد حججت عشرين حجة فقال ابكي لخصلتين لهول المطلع وفراق الاحبة (وفي مطالب السؤول) انه قد صح النقل فيما رواه الحافظ ابو نعيم في حليته بسنده انهعليه‌السلام خرج من ماله مرتين وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات وتصدق به حتى كان يعطي نعلا ويمسك نعلا (ونقل) الحافظ ابو نعيم المذكور في حلية الاولياء بسنده انهعليه‌السلام قال اني لاستحي من ربي ان الهاه ولم امش الى بيته فمشى عشرين مرة من المدينة الى مكة على رجليه (وروى) صاحب كتاب الصفوة

٣٤٤

بسنده ان الحسنعليه‌السلام حج خمسا وعشرين حجة ماشيا وان النجائب لتقاد معه (وعن) الصادقعليه‌السلام قريب منه (وفي روضة الواعظين) انهعليه‌السلام كان اذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفر لونه فقيل له لفي ذلك فقالعليه‌السلام حق على كل من وقف بين يدي رب العرش ان يصفر لونه وترتعد مفاصله وكان اذا بلغ المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم (وذكر) غير واحد من العلماء ان الحسنعليه‌السلام كان من اوسع الناس صدرا واسجحهم خلقا (وعن) صحيحي مسلم والبخاري عن البراء بن عازب قال رايت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والحسن بن علي على عاتقه وهو يقول اللهم اني احبه فاحبه (وفي رواية) عن حلية الاولياء من احبني فاليحبه (وعن) كتاب بشارة المصطفى بسنده عن يعلى بنم مرة قال خرجنا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد دعينا الى طعام فاذا الحسنعليه‌السلام يلعب في الطريق فاسرع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم امام القوم ثم بسط يده فجعل يمر مرة ها هنا ومرة ها هنا يضاحكه حتى اخذه فجعل احدى يديه في رقبته والاخرى على رأسه ثم اعتنقه فقبله ثم قال حسن مني وانا منه احب الله من احبه (بابي) انت وامي يا ابا محمد يا حبيب رسول الله وريحانته وسبطه الذي كان يحملك على عاتقه وعلى ظهره ويلاطفك ويلاعبك ليته يرى ما فعله معك بنو امية اعداء الله واعداء رسوله واعداء الاسلام فجرعوك الغصص والغيظ حتى ازالوك عن مقامك الذي احلك الله فيه

٣٤٥

ودسوا اليك السم حتى تقطعت منه كبدك ومنعوا هم واشياعهم من دفنك عند جدك الذي انت حبيبه وريحانته واولى بقربه حيا وميتا من كل احد.

بابي الذي قد عاش في غصص توهي الجبال وتوهن الجلدا

حتى قضى بالسم محتسبا ومصى الى باريه مضطهدا

لم يكفهم من قبل ما فعلوا بغيا وما جاؤا به حسدا

حتى ابوا مان دفن جثته عند النبي فكان منفردا

* * *

المجلس الثالث

(جملة من الحكم والاداب النتقولة عنهعليه‌السلام )

(في حلية الاولياء) بسنده سأل عل ابنه الحسن عن اشياء من امر المروءة فقال : يا بني ما السداد قال دفع المنكر بالمعروفقال فما الشرف قال اصطناع العشيرة وحمل الجريرة. قال فما المروءة قال العفاف واصلاح المال. قال فما السماح قال البذل في العسر واليسر. قال فما السح قال ان ترى ما في يديك شرفا زما انفقته تلفا. قال فما الاخاء قال المواساة في الشدة والرخاء. قال فما الجبن قال الجراة على الصديق والنكول عن العدو. قال فما

٣٤٦

الغنيمة قال الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا. قال فما الحلم قال كظم الغيظ زملك النفس. قال فما الغنى قال رضى النفس بما قسم الله وان قل وانما الغنى غنى النفس , قال فما الفقر قال شره النفس الى كل شيء قال فما الكلفة قال كلامك فيما لا يعبيك قال فما المجد قال ان تعطي في الغرم وتعفو عن الجرم. قال طول الاناة والرفق بالولاة. قال فما الحرمان قال تركك حقك رقد عرض عليك.

(وفي تحف العقول) روي عن الحسن في اجوبته عن مسائل لقيل فما المروءة قالحفظ الدين واعزاز النفس ولين الكتف وتعهد الصنيعة واداء الحقوق والتحبب الى الناس (وفي رواية) : سئل عن المروءة فقال شح الرجل على دبنه واصلاحه ماله وقيامه بالحقوق قيل فما الكرم قال الابتداء بالعطاء قبل المسألة واطعام الطعام في المحل قيل لفما الحزم قال طول الاناة والاحتراس من جميع الناس قيل فما الشرف قال موافقة الاخوان وحفظ الجيران

(وفي تحف العقول ايضا) قالعليه‌السلام : ما تشاور قوم الا هدوا الى رشدهم. اللؤم ان لا تشكر النعمة.

وقال لبعض ولده : يا بني لا تؤاخ احدا حتى تعرف موارده ومصادره. القريب من قربته الموده وان بعد نسبه والبعيد من

٣٤٧

باعدته المودة وان قرب نسبة. الخير الذي لا شر فيه الشكر مع النعمة والصبر على النازلة. العار اهون من النار. قال في وصف اخ صالح كان له : كان من اعظم الناس في عيني وكان وراس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه كان لا يشتكس ولا يسخط ولا يتبرم كان اكثر دهره صامتا فاذا قال بذ القائلين كان اذا جالس العلماء على ان يسمع احرص منه على ان يقول واذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت لايقول ما لا يفعل ويفعل ما لايقول واذا عرض له امر ان لايدري ايهما اقرب الى ربه نظر اقربهما من هواه فخالفه. لا يلوم احدا على ما قد يقع العذر في مثله. وقيل له فيك عظمة فقال في عزة ، قال الله تعالى : ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين وسأله رجل ان يجالسه فقال اياك ان تمدحني فنا اعلم بنفسي منك او تكذبني فانه لا رأي لمكذوب او تغتاب عندي احدا فقال له الرجل ائذن لي في الانصراف قال نعم اذا شئت.

(وفي الفصول المهمة) : هلاك المرء في ثلاث الكبر والحرص والحسد. فالكبل هلاك الدين وبه لعن ابليس. والحرص عدو النفس وبه اخرج آدم من الجنة. والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل.

(وفي كشف الغمة) : لا ادب لمن لا عقل له. ولا مروءة لمن لاهمة له. ولا حياء لمن لا دين له. ورأس العقل معاشرة الناس

٣٤٨

بالجم ي ل. وبالعقل تدرك الداران جميعا. ما رأيت ظالما اشبه بمظلوم من حاسد. يا ابن ادم عف عن محارم الله تكن عابدا وارص بما قسم الله تكن غنيا. واحسن جوار من جاورك تكن مسلما. وصاحب الناس بمثل ما تحب ان يصاحبوك به تكن عدلا. با ابن ادم انك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن امك فخذ مما في يديك لما بين يديك وقالعليه‌السلام ما فتح الله عز وجل باب عمل فخزن عنه باب القبول ولافتح لعبد باب شكر فخزن عند باب المزيد. وقالعليه‌السلام المعروف ما لم يتقدمه مطل ولا يتبعه من. والاعطاء قبل السؤال من اكبر السؤدد. وقالعليه‌السلام لا تعاجل الذنب بالعقوبة واجعل بينهما للاعتذار طريقا. المزاح ياكل الهيبة وقد اكثر من الهيبة الصامت. المسؤول حر حتى يعد ومسترق حتى ينجز. الفرصةسريعة الفوت بطيئة العود. تجهل النعم ما اقامت فاذا ولت عرفت.

المجلس الرابع

مما ينسب الى الحسن بنم عليعليهما‌السلام من الشعر على ما اورده ابن شهراشرب في المناقب قوله:

ذري كدر الايام ام صفاءها تولى بأيام السرور الذواهب

٣٤٩

وكيف يغر الدهر من كان بينه وبين الليالي محكمات التجارب

وقولهعليه‌السلام :

قل لمقيم بغير دار اقامة حان الرحيل فودع الاحبابا

ان الذين لقيتهم وصحبتهم صاروا جميعا في القبور ترابا

وقولهعليه‌السلام :

لكسرة من خسيس الخبز تشبعني وشربة من قراح الماء تكفيني

وطمرة من رقيق الثوب تسترني حيا وان مت تكفيني لتكفيني

(ومما جاء) في سخاء الحسنعليه‌السلام ما ذكره ابن شهر اشوب في النماقب ان رجلا ساله فاعطاه خمسين الف درهم وخمسمائة دينار وقال ائت بحمال يحمل لك فأتى بحمال فاعطى طيلسانه وقال هذا كرى الحمال (وجاءه) بعض الاعراب فقال اعطوه ما في الخزانة فوجد فيها عشرون الف درهم فدفعها الى الاعرابي فقال الاعرابي يا مولاي الا تركتني ابوح بحاجتي وانشر مدحتي فانشا الحسنعليه‌السلام يقول :

٣٥٠

نحن أناس نوالنا خضل

تجود قبل السؤال أنفسنا

لو علم البحر فضل نائلنا

يرتع فيه الرجاء والأمل

خوفاً على ماء وجه من يسل

لغاض من بعد فيضه خجل

(وعن المدائني) قال خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر حجاجاً ففاتهم أثقالهم فجاعوا وعطشوا فرأوا عجوزاً في خباء فاستسقوها فقالت هذه الشوية احلبوها وامتذقوا لبنها ففعلوا واستطعموها فقالت ليس الا هذه الشاة فليذبحها أحدكم فذبحها أحدهم وكشطها ثم شوت لهم من لحمها فأكلوا وقالوا عندها فلما نهضوا قالوا نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه فاذا عدنا فالمي بنا فانا صانعون بك خيراً ثم رحلوا فلما جاء زوجها أخبرته فقال ويحك تذبحين شاتي لقوم لا تعرفينهم ثم تقولين نفر من قريش ثم مضت الأيام فأضرت بها الحال فرحلت حتى اجتازت بالمدينة فرآها الحسن (ع) فعرفها فقال لها اتعرفيني قالت لا قال أنا ضيفك يوم كذا وكذا فأمر لها بألف شاة وألف دينار وبعث معها رسولا إلى الحسين (ع) فاعطاها مثل ذلك ثم بعثها إلى عبد الله بن جعفر فاعطاها مثل ذلك (وما جاء) في تواضع الحسن (ع) ما ذكره ابن شهراشوب في المناقب أيضاً عن كتاب الفنون وكتاب نزهة الأبصار انه مر على فقراء وقد وضعوا كسيرات على الأرض وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها فقالوا له هلم يا ابن بنت رسول الله

٣٥١

إلى الغداء فنزل وقال فان الله لا يحب المستكبرين وجعل يأكل معهم حتى اكتفوا ثم دعاهم إلى ضيافته وأطعمهم وكساهم (أقول) أمثل هذا الإمام في سخائه وتواضعه وكرم أخلاقه وجليل صفاته يغصب حقه ويخان عهده وتنكث بيعته وينحى عن خلافة أبيه وجده ولم يكتفوا بذلك حتى دسوا إليه السم فلفظ كبده قطعة قطعة من شدة السم ولم يكتفوا بذلك حتى منعوا من دفنه عند جده ومن هو أولى بمجاورته وقربه واجلبوا في ذلك وأشهروا الحرب على بني هاشم حتى اضطروا إلى دفنه بالبقيع.

وجاشت لنأبي دفنه عند جده

اتدني لها الويلات مستوجب النوى

تثير على أشياعه رهج الحرب

إليه وتقصي عنه مستوجب القرب

المجلس الخامس

قال المفيد في الارشاد كان الحسن بن علي وصي أبيه أمير المؤمنينعليهما‌السلام ووصاه بالنظر في وقوفه وصداقته وكتب إليه عهداً مشهوراً ووصية ظاهرة في معالم الدين وعيون الحكمة والآداب وقد نقل هذه الوصية جمهور العلماء واستبصر بها في دينه ودنياه كثير من الفقهاء (وعن صحيح الترمذي) عن ابن

٣٥٢

عباس قال كان رسول الله (ص) حامل الحسن بن علي (ع) على عاتقه فقال رجل نعم المركب ركبت يا غلام فقالا النبي (ص) ونعم الراكب هو (وعن صحيح مسلم والبخاري) عن ابي هريرة ان النبي (ص) قال أثم لُكّع أثم لكع يعني حسنا فظننا انما تحبسه امه لأن تغله أو تبسه سخاباً (وهو خيط ينظم فيه خرز يلبسه الصبيان) فلم يلبث ان جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه فقال رسول الله (ص) اللهم اني احبه واحب من يحبه (وفي رواية) اللهم اني أحبه فأحبه واحب من يحبه (وفي رواية عن أبي هريرة) ادع لي لكع فاتى حسن يشتد حتى وقع في حجره فجعل يدخل يده في لحية رسول الله (ص) وجعل رسول الله (ص) يفتح فمه ويدخل فمه في فمه ويقول اللهم اني احبه واحب من يحبه ثلاثا (واتي) النبي (ص) بتمر من تمر الصدقة فأخذ الحسن (ع) تمرة فوضعها في فيه فادخل النبي (ص) أصبعه في فمه وقال كخ كخ أي بني أما شعرت ان آل محمد لا يأكلون الصدقة

٣٥٣

(وفي رواية) انه جعل يدخل أصبعه ليخرجها كأنه يمتنع عليه ويكره أن يؤذيه (بابي) أنت وأمي يا رسول الله ليتك ترى ما صنع بنو أمية وأشياعهم وأمتك من بعدك منعوه عن حقه ودسوا له الدسائس وبغوه الغوائل وجر وه الغيظ وبايعوه وخذلوه وضربوه بمول في فخذه انتهى إلى العظم وقتلوا شيعته وشيعة أبيه وشردوهم وأخافوهم وسبوا أباه أمير المؤمنين على رؤوس المنابر وهو يسمع ولا يستطيع ان يدفع حتى ادى الحال ببني أمية إلى أن دسوا له السم فمات مه بعد أربعين يوماً شهيداً مسموماً صابراً محتسباً فليتك تراه يا رسول الله وهو يقذف كيده قطعة قطعة من السم الذي دسه إليه معاوية وليتك تراه وقد منع من الدفن في جوارك وابعد عن قبرك ونحي عن قربك ظلماً وعدوانا وعداوة لله تعالى ولك يا رسول الله.

ليس هذا لرسول الله يا

فعلتم بابناء النبي ورهطه

أمة الطغيان والغي جزا

أفاعيل أدناها الخيانة والغدر

المجلس السادس

مما جاء في كرم أخلاق الحسن والحسينعليهما‌السلام انهما مرا على شيخ يتوضأ ولا يحسن الوضوء فاظهرا تنازعا يقول كل منهما للآخر أنت لا

٣٥٤

تحسن الوضوء وقالا ايها الشيخ كن حكما بيننا فتوضآ وقالا اينا يحسن الوضوء فقال الشيخ كلاكما تحسنان الوضوء ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن وقد تعلم الآن منكما وتاب على يديكما ببر كتكما وشفقتكما على امة جدكما (ومما) جاء في فضلهما ما روي عن الصادق (ع) انه اصطرع الحسن والحسين بين يدي رسول الله (ص) فقال رسول الله (ص) ايها حسن خذ حسيناً فقالت فاطمة يا رسول الله أتستنهص الكبير على الصغير فقال رسول الله (ص) هذا جبرئيل يقول ايها حسين خذ حسناً (ورؤي) الحسن والحسينعليهما‌السلام يمشيان إلى الحج فلم يمرا براكب الا نزل يمشي فثقل ذلك على بعضهم فقالوا لسعد بن أبي وقاص قد ثقل علينا المشي ولا نستحسن ان نركب وهذان السيدان يمشيان فقال سعد للحسن يا أبا محمد ان المشي قد ثقل على جماعة ممن معك والناس اذا رأوكما تمشيان لم تطب أنفسهم على أنفسنا المشي إلى بيت الله الحرام على أقدامنا ولكنا نتنكب الطريق فاخذا جانباً من الناس (وقال) مدرك بن أبي زياد لابن عباس وقد أمسك للحسن ثم للحسين بالركاب وسوى عليهما ثيابهم أنت أسن منهما تمسك لهما بالركاب فقال يا لكع وما تدري من هذان هذان ابنا رسول الله (ص) أو ليس مما أنعم الله علي به أن

٣٥٥

أمسك لهما وأسوي عليهما (قال المفيد عليه الرجمة) وكان من برهان كمالهما وحجة اختصاص الله لهما بيعة رسول الله (ص) لهما ولم يبايع صبياً في ظاهر الحال غيرهما (قال) وقد صرح رسول الله (ص) بالنص على إمامتهما بقوله ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا ودلت وصية الحسن (ع) إلى الحسين (ع) على امامته كما دلت وصية أمير المؤمنين (ع) إلى الحسن (ع) على إمامته بحسب ما دلت وصية رسول الله (ص) إلى أمير المؤمنين (ع) على إمامته من بعده (قال) وقد كانا حجة الله لنبيه (ص) في المباهلة وحجة الله من بعد أبيها أمير المؤمنين (ع) على الامامة في الدين والإسلام (قال) وكانا حبيبي رسول الله (ص) بين جميع أهله وولده (وعن) صحيح الترمذي بسنده قال رسول الله (ص) الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (وفي رواية) ابناي هذان سيدا شباب أهل الجنة (وزاد) في رواية وأبوهما خير منهما (وفي الاستيعاب) روي عن النبي (ص) من وجوده انه قال في الحسن والحسين أنهما سيدا شباب أهل الجنة (أقول) أمثل هذين السيدين الامامين سبطي رسول الله (ص) وريحانتيه وسيدي شباب أهل الجنة اللذين بلغ من كرم أخلاقهما انهما لم يصرحا للشيخ بانه لا يحسن الوضوء بل توضا أمامه لينبهاه واللذين بلغ من كرامتها على الله أن يستنهض أحدهما رسول الله (ص) والآخر جبرئيل عند تصارعهما واللذين بلغ من عبادتها أن حجا ماشيين على أقدامهما من المدينة إلى مكة مراراً عديدة واللذين بلغ من فضلهما وعلو مقامهما ان يخدمهما مثل

٣٥٦

ابن عباس مع جلالة قدره فيمسك لهما بالركاب عند ركوبهما ويسوي عليهما ثيابهما يظلمان ويقهران ويقتلان فيقتل الحسن بالسم حتى تقيأ كبده قطعة قطعة ومضى إلى ربه شهيداً مسموماً صابراً محتسباً ويقتل أخوه الحسين بالسيف أفجع قتلة وأفظعها ولا يجد له ناصراً ولا معيناً بين أمة تزعم انها على دين الإسلام.

ولسبطين تابعين فمسمو

وشهيد بالطف أكبى السماوا

يا غليلي له وقد حرم الما

قطعت وصلة النبي بان تق ـ

لهف نفسي يا آل طه عليكم

م عليه ثرى البقيع يهال

ت وكادت له تزول الجبال

ء عليه وهو الشراب الحلال

طع من أهل بيته الأوصال

لهفة كسبها جوى وخبال

المجلس السابع

مما جاء في شدة محبة النبي (ص) للحسن والحسينعليهما‌السلام ووجوب محبتهما على كل أحد ما (ن صحيح الترمذي) عن انس ابن مالك قال سئل رسول الله (ص) أي أهل بيتك أحب اليك قال الحسن والحسين وكان يقول لفاطمة ادعي لي ابني فيشمهما ويضمهما إليه (وعن) ابن عمر سمعت رسول الله (ص) يقول هما ريحانتاي من الدنيا (وعن) صحيح الترمذي عن أسامة بن زيد

٣٥٧

انه قال طرقت النبي (ص) ذات ليلة فخرج (إلى أن قال) فاذا حسن وحسين على وركية فقال هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم اني احبهما فاحبهما وأحب من يحبهما (وعن) كتاب اليواقيت لأبي عمرو الزاهد عن زيد بن أرقم قال كنت عند النبي (ص) في مسجده فمرت فاطمة صلوات الله عليها خارجة من بيتها إلى حجرة رسول الله (ص) ومعها الحسن والحسينعليهما‌السلام ثم تبعها علي (ع) فرفع رسول الله (ص) رأسه إليّ فقال من أحب هؤلاء فقد أحبني ومن أبغض هؤلاء فقد ابغضني (وعن جابر) قال رسول الله (ص) ان الجنة لتشتاق إلى أربعة من أهلي قد أحبهم الله وأمرني بحبهم علي بن أبي طالب والحسن والحسين والمهدي صلى الله عليهم الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم (ع) (وفي الاصابة) وعند أحمد من طريق عبد الرحمن بن مسعود عن أبي هريرة قال خرج علينا رسول الله (ص) ومعه الحسن والحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى الينا فقال من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني (وقال ع) من أحب الحسن والحسين أحببته ومن أحببته أحبه الله ومن احبه الله أدخله الجنة ومن ابغضهما ابغضته ومن ابغضته ابغضه الله ومن ابغضه الله أدخله النار (وعن زيد بن أرقم) ان النبي (ص) قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم (وروي) أحمد بن حنبل ان النبي (ص) قال وقد نظر إلى الحسن والحسين (ع) من أحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة

٣٥٨

(وعن صحيح الترمذي والنسائي) بالاسناد إلى بريدة قال كان رسول الله (ص) يخطب فجاء الحسن والحسين (ع) وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله (ص) من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله انما أموالكم وأولادكم فتنه نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما (وعن جابر) انه دخل على النبي (ص) والحسن والحسين (ع) على ظهره وهو يقول نعم الجمل جملكما ونعم الحملان أنتما (وفي رواية) ونعم العدلان انتما (وفي رواية) نعم المطي مطيكما ونعم الراكبان أنتما وأبوكما خير منكما (وعن أسلم) رأيت الحسن والحسينعليهما‌السلام على عاتق رسول الله (ص) فقلت نعم الفرس لكما فقال رسول الله (ص) ونعم الفارسان هما (وفي ارشاد المفيد) عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال كان النبي (ص) يصلي فجاء الحسن والحسين (ع) فارتدفاه فلما رفع رأسه أخذهما أخذاً رفيقاً فلما عادا فلما انصرف أجلس هذا لى فخذه الأيمن وهذا على فخذه الأيسر ثم قال من أحبني فليحب هذين (وفي الاصابة) عن مسند ابي يعلى بسنده كان رسول الله (ص) يصلي فاذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فاذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما فاذا قضى الصلاة وضعهما في حجره فقال من أحبني هذين (وعن) كتاب الآل لابن خالويه عن ابن عباس قال رسول الله (ص) حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة من أحبهما أحبني ومن أبغضهما أبغضني (وفي الاستيعاب)

٣٥٩

روي عن النبي (ص) من وجوه انه قال في الحسن والحسين (ع) اللهم اني أحبهما فاحبهما وأحب من يحبهما (أقول) أمثل هذين السيدين الفاضلين الامامين ريحانتي رسول الله (ص) وسبطيه وسيدي شباب أهل الجنة ومن تشتاق الجنة اليهما ومن انحصرت ذرية رسول الله (ص) فيهما اللذين قد بلغا أعلى درجات الفضل والشرف وكرم الأخلاق وطيب الاعراق شبيهي رسول الله (ص) في هيبته وسؤدده وجوده وشجاعته وخَلقه وخُلقه واللذين أوجب الله حبهما على كل مسلم ومن أحبهما أحبه الله ورسوله ومن أبغضهما أبغضه الله ورسوله أحب الناس إلى رسول الله (ص) بحيث بلغ من حبه لهما ان ينزل من على منبره ويقطع خطبته لأجلهما ويحملهما تارة على ظهره وأخرى على عاتقه وتارة على وركيه ولا يمنعهما على ركوب ظهره وهو في الصلاة ولا يدع أحداً ان ينزلهما ويأخذهما أخذاً رفيقاً خوفاً من انزعاجهما يظلمان بعده ويقهران ويدفعان عن حقهما من خلافة جدهما وتجتمع أمته الا من عصمه الله على ظلمهما وحربهما وغصب حقهما فمن بين خاذل ومقاتل حتى مات الحسن (ع) شهيداً بالسم وقض الحسين (ع) شهيداً بالسيف بعد ما بايع أهل الكوفة ابن عمه مسلم بن عقيل وضمنوا له النصرة ثم نكثوا بيعته وخذلوه واسلموه فقتل بينهم ولم يمنعوه وخرجوا إلى حرب الحسين (ع) وحاصروه ومنعوه المسير في بلاد الله واضطروه إلى حيث لا يجد ناصراً ولا ملجأ وحالوا بينه وبين ماء الفرات حتى تمكنوا منه فقتلوه فمضى (ع) ظمآن مجاهداً

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767