المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة الجزء ٥

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة0%

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 767

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة

مؤلف: السيد محسن بن عبد الكريم الأمين
تصنيف:

الصفحات: 767
المشاهدات: 86394
تحميل: 4377


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 767 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 86394 / تحميل: 4377
الحجم الحجم الحجم
المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة الجزء 5

مؤلف:
العربية

قال للحسينعليهما‌السلام يا اخي اني اوصيك بوصية فاحفظها فاذا انا مت فهيئني ثم وجهني الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاحدث به عهدا ثم اصرفني الى امي ثم ردني فادفني بالبقيع (وروى) جماعة من الخاصة والعامة باسانيدهم عن عمير بن اسحاق قال دخلت انا ورجل على الحسنعليه‌السلام نعوه في مرض موته فقال يا فلان سلني فقال والله لا نسألك حتى يعافيك الله ثم دخل الخلاء وخرج فقال سلني قبل ان لا تسألني فقلت بل يعافيك الله ثم نسالك فقال لقد سقيت السم مرارا فلم اسق مثل هذه المرة قال ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنعسه والحسينعليه‌السلام عند راسه فقال له يا اخي من تتهم قال لم لتقتله قال نع قال ان يك الذي اظنم فالله اشد باسا واشد تنكيلا وان لم يكن فمنا احب ان يقتل بي بريء ثم قضى نحبه.

قضى نحبه بالسم سبط محمد هو الحسن الزاكي سليل الفواطم

فهد لمنعاه من الدين ركنه وجب سنام المجد من الهاشم

المجلس الحادي عشر

عن الزمخشري في ربيع الابرار وابن عبد ربه في العقد الفريد انه لما بلغ معاوية موت الحسن بن عليعليهما‌السلام سجد وسجد من حوله وكبر وكبروا معه (وععن الواقدي) انه لما بلغه موته

٣٨١

وكان بالخضراء(١) كبر تكبيرة سمعها اهل المسجد عدخل عليه ابن عباس(٢) فقال له يا ابن عباس امات ابو محمد قال نعم وبلغني تكبيرك وسجودك اما والله لا يسد جثمانه حفرتك ولا يزيد انقضاء اجله في عمرك قال احبه ترك صبية صغارا ولم يترك عليهم كثير معاش فقال ان الذي وكلهم اليه غيرك (وفي رواية) كنا صغارا فكبرنا قال فانت تكون سيد القوم قال واما ابو عبد الله الحسين باق فلا (وفي تذكرة الخواص) انه لما دعن الحسن «ع» قام اخوه محمد بنالحنفية على قبره باكيا (وقال) رحمك الله ابا محمد لئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك ولنعم الروح روح فمر به بدنك ولنعم البدن تضمنه كفنك وكيف لا وانت سليل

____________________

(١) الخضراء يقال انها بستان كانت لمعاوية قرب داره ولعلها كانت دار له وله اذكر في خبر معاوية بن يزيد وزقاق الخضراء بدمشق باق الى اليوم وهو منسوب اليها ويقال القبة الخضراء قال ابو دهبل الجمحي :

ثم خاصرتها الى القبة الخضراء تمشي في مرمر مسنون

(٢) يدل كثير من الروايات على ان ابن عباس كان بالممدينة عند وفاة الحسنعليه‌السلام ويمكن ان يكون سار الى الشام بعد وفاة الحسنعليه‌السلام بلا فاصلل فوصل الخبر الى الشام بوصوله اليها او ان هذا الخطاب من معاوية له بعد وفاة الحسنعليه‌السلام بمدة وان كان ظاهر السياق خلافه.

- المؤلف -

٣٨٢

الهدى وحليف اهل التقى وخامس اهل الكساء ربيت في حجر الاسلام ورضعت ثدي الايمان ولك السوابق العظممى والغايات القصوى وبك اصلح الله بين فئتين عظيمتين من المسلمين ولم بك شعث الدين فعليك السلام فلقد طبت حيا وميتا وانشد :

أ أهن راسي ام تطيب محاسني وخدك معفور وانت سليب

سابكيك ما ناحت حمامة ايكة وما اخضر في دوح الرياض قضيب

غريب واكناف الحجاز تحوطه الا كل من تحت التراب غريب

[مراثي الحسن بن عليعليهما‌السلام ]

للمؤلف عفا الله عن جرائمه

اهاج شجوك ربع دارس الدمن فبات طرفك منه فاقد الوسن

ربع على رملة الدهناء غبره مر الرياح وتسكاب الحيا الهتن

لم يبق فيه لمشتاق يلم به غير الاثافي ونؤي كالحني حني

ان هل تذكرت عهد الالف حين شدت ورق الحمائم او غنت على فان

كلا ولكنما تجري الدموع دما مني وحق لها حزنا على فنن

سبط النبي ابن مولى المؤمنين على شرع النبي ايبه خير مؤتمن

امام حق من الله العظيم له رياسة الدين والدنيا على سنن

٣٨٣

الزاهد العابد الاواب من خلصت لله نيته في السر والعلن

والواهب المال لا يبغي عليه سوى ثواب بارئه الرحمن من ثمن

وقاسم الله ما قد كان يملكه منه ثلاثا بلا خوف ولا منن

ومرتين غدا من كل ما ملكت يمينه خارجا في سالفا لزمن

ووالقاصد البيت لم تحمله راحلة خمسا وعشرين والنحار للبدن

وذو المناقب لايحصى لها عددا يراع ذي فطن او قول ذي لسن

سبطان حبهما دين وبغضهما كفر وقاليهما لله لم يدن

ريحانتا احمد المختار قد جنيا من روض فضل بزهار الكمال جني

فرعان قد بسقا من دوحة سقيت ماء النبوة والكوان لم تكن

اكرم بسبطي رسول الله من رقيا من ذروة المجد والعليا الى الفنن

وقال خير الورى قولا فاسمعه لمنا دعا كل ذي قاب وذي اذن

ابناي هذان دون الناس حبهما حبي ومن ابغض السبطين ابغضني

هما الامامان ان قاما وان قعدا بذاك حبريل عن باريه اخبرني

اوصى بعترته الهادي واكد ما اوصى وحذرنا من غابر الفتن

خانت عهود رسول الله امته فيهم وقد قل من للعهد بم يخن

لم يبغ اجرا له الا المودة في القربى فجازوه بالبغضاء والاحن

يا امة السوء ما هذا الجزاء له منكم على ما لكم اسدى من المنن

ضاعت دماء رسول الله في مضر وفي ربيعة والاحياء من يمن

سبطاه ما بين مسموم منجدل نهب الصوارم والعسالة اللدن

واله قتلت في كل شارقة من البسيطة لم تنصر ولم تعن

٣٨٤

صينت بنات البغايا في مقاصرها لكن بنات رسول الله لم تصن

ثارات بدر ويوم الفتح ادركها من ال طه بنو عبادة الوثن

لهفي على الحسن الزاكي وما فعلت به الاعادي وما لاقى من المحن

سقته بغيا نقيع السم الا سقيت صوب الحيامن غوادي عارض هتن

فقطعت كبدا للمصطفى ورمت فؤاد بضعته الزهراء بالحزن

واوسعت من علي قلبه حرقا وغادرته وهين الوجد والشجن

وللحسين خنين من فؤاد شج بالوجد مضطرم بالحزن مرتهن

وهي التي منعت من دفن جثته عند النبي وابدت كانت الضغن

تدني اولى بقرب المصطفى تربت اكفها ما جنت ربحا سوى الغبن

تدني البعيد اليه والقريب له تنئيه والصبح عن نصب الدليل غني

لله رزء ابن بنت المصطفى فلقد اصحى له الصبح مثل الفاحم الدجن

رزء له هد ركن الدين وانفصمت منه العرى واكتسى بالذل والوهن

رزء اناخ على الاسلام كلكله فغاله ومضى بالفرض والسنن

رزء تهون له الارزاء اجمعها من عظمه وهو حتى اليوم لم يهن

رزء له حزم الجيار في حزن وبعده حزم الجبار لم يصن

رزء له من منى تبكي مشاعرها وخطبه نازل بالبيت ذي الركن

سقى البقيع من ضم البقيع حيا يهمي به في ثراه صيب المزن

٣٨٥

يا ال احمد ر ينفك رزؤكم يهيج لي ذكر اشجان تؤرقني

ولست اسلوكم عمر المدى ابدا حتى يفرق بين الروح والبدن

انتم سفينة نوح والنجاة بكم وليس في البحر من منج سوى السفن

ديني ولاكم وبعد الموت حبكم ذخري اذا صرت رهن اللحد والكفن

حملت عبا ذنوب جمة وسوى ولاكم يوم حشري ليس ينفعني

الله انزل فكم وحيه وعلى ولائكم بني الاسلام حين بني

اليكم من بنات الفكر قافية غراء تخرس نطق المصقع اللسن

ما مثلها لحبيب والوليد ولا لاحمد واي هان قبله الحسن

كلا ولا ابن ابي الصلت الذي نظمت منه المدائح في سيف بن ذي يزن

* * *

للشيخ عبد الحسين بن الشيخ احمد شكر العراقي

لله رزء به كم للرشاد هوى ركن وكم فيه بيت للضلال بني

رزء به عرصات العلم قد بقيت دوارسا من فروص الله والسنن

لاغروان تكن الاكوان قد خضعت ثوب المحاسن من حزن على الحسن

فانه كان في الاشياء بهجتها قد قام فيها مقام الروح في البدن

٣٨٦

ما للقضاء وللاقدار فيه مضت وهو الذي ابد ولاه لم تكن

الله اقرحت جفن النسي وكم قد البست فاطمة ثوبا من الحزن

لم انس يوم عميد الدين دس به لجعدة السم سرا عابد الوثن

كيما تهد من العليا دعامتها فجرعته الردى في جرعة اللبن

فقطعت كبدا ممن غدا كبدا لفاطم وحشا من واحد الزمن

فاعولت بعده العليا وبرقعت الشمس المنيرة في ثوب من الدجن

من مبلغ حيدر الكرار منتدبا يا منزل المن والسلوى بلا منن

كيف اصطبارك والسبط الزكي غدا نهبا لحقد ذوي الاضغان والاحن

من مبلغ المصطفى والطهر فاطمة ان الحسينم دما يبكي على الحسن

يدعوه يا عضدي في كل نائبة ومسعدي ان رماني الدهر بالوهن

قد كنت لي من بني العليا بقيتهم وللعدو قناني فيك لم تلن

فالينوم بعدك اضحت وهي لينة لغمز وهنيء العيش غير هني

* * *

للسيد محمد حسين بن السيد كاظم النجفي المفروف بالكيشوان

خانوا بعترة احمد من بعده ظلما وما حفظوا بهم ما استودعوا

وعدوا على الحسن الزكي بسالف الاحقاد حين تالبوا وتجمعوا

٣٨٧

غدروا به بعد العهود فغودرت اثقاله بين اللثام توزع

لله اي حشا تكابد محنة يشجى لها الصخر الاصم ويصدع

ورزية جرت لقلب محمد حزنا تكاد له السماء تزعزع

كيف ابن وحي الله وهو به الهدى ارسى فقام له العماد الارفع

اضحى يسالم عصبة اموية من دونها كفرا ثمود وتبع

ويرى بني حرب على اعوادها جهرا تنال من الوصي ويسمع

ما زال مضطهدا يقاسي منهم غصصا بها كاس الردى يتجرع

حتى اذا نفذ القضاء محتما اضحى يدس اليه سم منقع

وتفتتت بالسم من احشائه كبد لها حتى الصفا يتصدع

وسرى به نفش تود بنانه لو يرتقي للفرقدين ويرفع

نعش له الروح الامين مشيع وله الكتاب المستبين مودع

نعش اعز الله جانب قدسه فغدت له زمر الملائك تخضع

نثوا له حقد الصدور فما يرى منها لقوس بالكنانة منزع

ورموا جنازته فعاد وجسمه غرض لرامية السهام وموقع

شكوه حتى اصبحت من نعشه تستل غاشية النبال وتنزع

لم ترم نعشك اذ رمتك عصابة نهضت بها اضغانها تتسرع

لكنها علمت بانك مهجة الزهراء فابتدرت لحربك تهرع

منعته عن حرم النبي ظلالة وهو ابنه فلاي امر يمنع

لله اي رزية كادت لها اركان شامخة الهدى تتضعضع

٣٨٨

رزء بكت عبن الحسين له ومن ذوب الحشا عبراته تتدفع

يوم انثنى يدعو ولكن قلبه وار ومقلته تفيض وتدمع

اترى يطيف بي السلو وناظري من بعد فقدك بالكرى لا يهجع

أ أخي لا عيشي يجوس خلالاله رغد ولا يصفو لوردي مشرع

خلفتني مرمى النوائب ليس لي عضد اود به الخطوب وادفع

وللاستاذ احمد حسنم الدجيلي :

هتف الوحي فاستجاب القبيل لوليد به الحياة تطول

هتف الوحي ان سيولد فجر يظهر الحق فيه والتنزيل

ويوحي من اصغريه سيرتد كليلا ليل الشقا ويزول

انه حفيد رسول الله فرع الامامة المامول

ماجت الارض بالبشائر لما قد علاها التكبير والتهليل

وحنت فاطم تضم اليها قلبها الطهر وهي طهر بتول

ترسع الطفل بالجنان وتوليه من الحب ما به تستطيل

والرسول الكريم دنيا تلاقى في مجالاتها الضحى والاصيل

____________________

* تنبيهان (الاول) الجزء الاول من المجالس السنية الخاص بسيرة الحسينعليه‌السلام لالحاقه بهذا الموضع من الكتاب وبذلك تتم فيه سيرة الاربعة عشر عليهم الصلاة والسلام (الثاني) اكثر مجالس وفاة زين العابدينعليه‌السلام تصلح لان تقرا في مجالس عزاء الحسينعليه‌السلام .

- المؤلف -

٣٨٩

جسدا الله حلمه فهو افق حالم بالروى وظل ظليل

ليس بدعا فانه روح طه قد تجلى وسيفه المسلول

والكتاب الذي به يظهر الحق جليا ويروق المستحيل

والسحاب الذي يماطر كفيه تضوع الربى وتزهو الحقول

ايها الام الثمية برفق وليداعب جفونه التقبيل

سوف يلقى ثقل الحياة عليه ان ثقل الحياة عبء ثقيل

* * *

يا وليدا نمته اكرم ام واصطفاه الى الصلاح الرسول

وانقته رسالة الدين نبراسا تضاء الربى به والسهول

ومعينا للدين ان جف منه غصنه الغض واعتراء الذبول

كيف راحت روح الخيانة في زحفك تضرى وفي حماك تصول

كيف ظلت تعيث في جيشك الصاعد ظلما كمايععيث الدخيل

واذا فيه والمقادير تجري ليس المرء دونها تحويل

تائه لم يكن لديه دليل في دروب بها يراد الدليل

انه المال كم عليه قلوب رفرفت ولها وهامت عقول

انها الرشوة التي تحمل الكاس يداها لحتسيها الخليل

ويموت الضمير من كل قلب مال حيث الرياح في تميل

واذا كل قائد في جناحيه رفيف لها وايك بليل

تائها انه اطاع ابن هند وابن هند به الاماني مثول

سفها للنفوس وان عليها في متاهاتها الظلام الثقيل

٣٩٠

لا يلام الربيع بعد ارفضاض الغيث عنه اذا اعتراه الذبول

فالسحاب الذي يرف عليه يورق الروض عنده والخميل

* * *

وحفيد الرسول ران عليه من فظيم المصاب خطب جليل

ظل في حيرة اينهض للحرب وما في يديه الا القليل

اترى يستجيب للحرب والحرب رعيل يقفو خطاه رعيل

والمنايا تحوم في كل شبر من ثراها وفي رباها تجول

وهو صفر اليدين من ال فهر المغاوير. اين تلك الفحول ؟

انما الحرب بالفوارس تضرى وبهم تحتمي القنا والنصول

فاذا اغمد الحسام وفاض الغدر واجتثت ساعد مفتول

لم ير السبط ملجا غير ان يعمد للسلم وهو نعم السبيل

هو نهج اراده الله ان يبقى منتارا وما سواه بديل

هو صبح وللصباح شروق منه والفجر فوقه منديل

ايها القائد الذي في يديه حقق النصر وهو نعم الدليل

انما النصر ليس بالدم يجري في ثرى ارضنا وفيها يسيل

انها دعوة السماء عليها رفرف الحب لا الدم المطلول

هي للحق دعوة ولاهليه حنان وللخدى اكليل

وهي اخت السيلف الذي كان في كف علي على عداه يصول

وكلا الدعوتين تنبض بالحق وكلتاهما ربيع جميل

خسا المعترون فيك وخابت انفس جل سعيها تضليل

٣٩١

فيك ظنو الخذلان والضعف لكن عرفوا بعد ذا من المخذول ؟

انها فكرة اسماء تجلت لو وعتها من الانام عقول

اية يا ابن النبي ان جرحا في حنايا ضلوعنا لاتزول

ان دربا عبدته في افانين من الحب نجمه لا يحول

ونشرت الهدى على جانبيه علما شع فوقه قنديل

وبذرت الاسلام فهو مراح للبرايا ومربع ومقيل

* * *

(زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب)

«عليهم‌السلام »

المجلس الاول

ولد علي بن الحسين زين العابدينعليهم‌السلام بالمدينة يوم الجمعة او يوم الخميس او يوم الاخد لتسع او لخمس او سبع خلون من شعبان او منتصف جمادي الثانية او الاولى سنة ٣٨ او ٣٧ او ٣٦ من الهجرة ، وتوفي بالمدينة يوم السبت في ١٢من المحرم او ١٨ او ١٩ او ٢٢ او ٢٥ منه سنة ٩٥ او ٩٤ من الهجرة وله ٥٥ سنة او

٣٩٢

٥٦ او ٥٧ او ٥٨ او ٥٩ واشهر وايام بحسب اختلاف الاقوال والروايات في تاريخ المولد والوفاة، عاش منها مع جده امير المؤمنين «ع» سنتان او اكثر ومنع عمه الحسن ١٢سنة او ١٠ سنين ومع ابيه الحسين ٢٣ او ٢٤ سنة ومع ابيه بعد عمه الحسن ١٠ سنين وبعد ابيه ٣٤ او ٣٣ او ٣٥ سنة وهي مدة امامته وهي بقية ملك يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان وتوفي في ملك الوليد بن عبد الملك ودفن بالبقيع مع عمه الحسن بن علي في القبة التي في ها قبر العباس بن عبد المطالب.

امه

قيل اسمها شهربانو او شربانوية ينت يزدجرد اخر ملوك الفرس ، وقيل غير ذلك.

هو الاكبر ام الاصغر ؟

المشهور ان اخاه شهيد كربلا هو الاكبر وقيل انه الاصغر.

اولاده

تناسل ولد الحسين من زين العابدينعليهما‌السلام قال المفيد في الارشاد وابن الصباغ في الفصول المهمة : كان له من الاولاد خمسة عشر ، احد عشر ذكرا واربع بنات وهم : كجكد الباقر انه فاطمة بنت الحسن السبط تكنى ام عبد الله. عبد الله. الحسن الحسين الاكبر لم يعقبا. زيد. عمر. الحسين الاصغر.

٣٩٣

عبيد الله. سليمان لم يعقب. محمد الاغر. علي وهو اصغر ولده. فاطمة. علية. خديجة. ام كلثوم. وفي الطبقات الكبير لمحمد ابن سعد عد له عشرة ذكور وسبع بنات فقال : ولد علي الاصغر ابن حين بن علي : الحسن بن علي درج(١) والحسين الاكبر درج ومحمد ابو جعفر الفقيه. وعبد اله وامهم ام عبد الله بنت الحسن ابن عل بن ابي طالب. وعمر. وزيد المقتول بالكوفة. وعلي ابن علي. وخديجة. وحسينا الاصغر بن علي. وام علي بنت علي وهي علية. وكلثوم بنت علي. وسليمان لا عقب له. والقاسم وام الحسن وهي حسنة. وام الحسين. وفاطمة. وفي كشف الغمة : قيل كان له تسعة اولاد ذكور ولم يكن له انثى وقال ابن الخشاب النحوي في مواليد اهل البيت انه ولدله ثمان بنين ولم يكن له انثى ، وهم محمد الباقر ، وزيد الشهيد بالكوفة ، وعبد الله ، وعبيد الله ، والحسن ، والحسين ، وعلي ، وعمر. وقال ابن شهر اشوب في المناقب : ابناؤه ثلاثة عشر من امهات الاولاد الا اثنين / محمد الباقر وعبد الله الباهر امهما ام عبد الله بنت الحسن ابن علي ، وابو الحسين زيد الشهيد بالكوفة وعمر توام ، ومحمد الاصغر وعبد الرحمن وسليمان توام ، والحسن والحسين وعبيد الله توام ومحمد الاصغر فرد وعلي وهو اصغر ولده وخديجة فرد ويقال لم تكن له بنت ويقال ولدت له فاطمة وعلية وام كلثوم وفي عمدة الطالب : اعقب منهم ستة محمد الباقر وعبد الله الباهر وزيد

____________________

(١) درج لم يعقب.

٣٩٤

الشهيد وعمر الاشرف والحسين الاصغر وعلي الاصغر.

اخلاقه

كان يابى ان يواكل انه فقيل له يا ابن رسول الله انت ابر الناس واوصلهم للرحم فكيف لا تواكل امك ؟ فقال اني اكوه ان تسبق يدي الى ما سبقت اليه عينها ، وقال له رجل يا ابن رسول الله اني لاحبك في الله حبا شديدا فقالالهم اني اعوذ بك ان احب في ك وانت اي مبغض وكان يعجبه ان يحضر طعامه اليتامى والاضراء والزمنى والمساكين الذين لا حيلة لهم ، وكان يناولهم بيده ومن كان منهم له عيال حمل له الى عياله من طعامه ، وكان لا ياكل طعاما حتى يهدا فيتصدق بمثله.

انسانيته

كان معظما مهيبا عند القريب والببعيد والولي والعدو ، حتى ان يزيد بن معاوية لما امر ان يبايعه اهل المدينة بعد وقعة الحرة على انهم عبيد رق له لم يستثن من ذالك الا علي بن الحسين وكان يحسن الى من يسيء اليه. كان هشام بن اسماعيل امير المدينة يسيء اليه ويؤذيه اذى شديدا فلما عزل امر به الوليد ان يشهر للناس فكان الناس يمرون به فيشتمونه فمر به علي وسلم عليه وامر خاصته ان لا يعرض له احد ، وكان له ابن عم يؤذيه فكان يجيئه ويعطيه الدنانير ليلا وهو متستر فيقول لكن علي بن الحسين لا يصلني لا جزاه الله خيرا ، فيسمع ويصبر فلما مات انقطع عنه

٣٩٥

فعلم انه هو الذي كان يصله ، ولما طرد اهل المدينة بني امية في وقعة الحرة اراد مروان بن الحكم ان يستودع اهله فلم يقبل احد ان يكونوا عنده الا علي بن الحسينم فوضعهم مع عياله واحسن اليهم مع عداوة مروان المعروفة له ولجميع بني هاشم وعال في وقعة الحرة اربعمائة امراة من بني عبد مناف الى ان تفرق جيش مسرف بن عقبة ، وكان يقول لمن يشتمه : ان كنت كما قلت فاسال الله ان يغفر لك.

وكان لا يسافر الا مع وفقة لا يعرفونه ويشترط عليهم ان يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجونه.

المؤسس الثاني للثقافة الاسلامية

يعتبر علي بن الحسين المؤسس الثاني للمدرسة الاسلامية ، اذ ان جده علي بن ابي طالب هو المؤسس الاول.

وكما اتخذ جده من المسجد ومن بيته مكانا يلتف حوله فيه طلاب العلم الوافدون من كل مكان ، وكما كانت مجالس جده دروسا في شتى المعارف الاسلامية فكان بذلك المؤسس الاول للدراسات الاسلامية. كذلك كان حفيده زين العابدين عليبن الحسين ، فمنذ سنة ٦١ الى سنة ٩٥ ، اي طيلة خمس وثلاثين سنة كان منزله وكان المسجد مدرسته يزدحم فيها الطلاب عليه. فبينما كانت الدولة مشغولة باستبدادها واستنزاف دماء الشعب وسلب امواله واصطهاد احراره. كان علي بن الحسين مشغولا بنشر العلم

٣٩٦

وبعث الثقافر ونارة الافكار وتهذيب الاخلاق فكثر تلاميذه والاخذون عنه في انواع العلوم ، واصبح اولئك التلاميذ وتلاميذهم بناة الحضارة الاسلامية ورجال الفكر الاسلامي والتشريع الاسلامي والادب الاسلامي.

ولقد اخذ عنه علماء الحجاز ومن ياتي من البلاد البعيدة والقريبة في مواسم الحج ودونوا ما اخذوه عنه ورواه عنهم الناس.

فممن روى عنه : الزهري وسفيان بن عينه. ونافع والاوزاعي ومقاتل والواقدي ومحمد بن اسحاق وغيرهم. وروى عمن روى عنه : اتلطبري وابن البيع واحمد بن حنبل وابن بطة وابو داود وصاحب الحلية وصاحب الاغاني وصاحب قوت القلوب وصاحب شرف المصطفى وصاحب اسباب النزول وصاخي الفائق وصاحب الترغيب والتوهيب ، وغيرهم.

ومن رجاله من الصحابة : جابر بن عبد الله الانصاري وعامر ابن واثلة الكناني وسعيد بن المسيب بن حزن وسعيد بن جهان الكناني مولى ام هانيء. ومن التابعين ابو محمد بن جبير مولى بني اسد ومحمد بن جبير بن معظم والقاسن بن عوف واسماعيل بن عبد الله بن جعفر وابراهيم والحسن ابنا محمد بن الحنفية وحبيب بن ابي ثابت وابو يحيى الاسدي وابو حازم الاعرج وسلمة بن دينار المدني الاقرن القاص ومن اصحابه ابو حمزة الثمالي بقي الى ايام

٣٩٧

موسى «ع» وفرات بن احنف بقي الى ايام ابي عبد الله «ع» وجابر ابن محمد بن ابي بكر وايوب بن الحسن وعلي بن رافع وابو محمد القرشي السدي الكوفي والضحالك بن مزاحم الخراساني وطاوس ابن كيان ابو عبيد الرحمن وحميد بن موسى الكوفي وابان بن تغلب بن رباح وابو الفضل لسدير بن حكيم بنل سهيب الصيرفي وقيس بن رمانة وعبد الله البرقي والفرزدق الشاعر وابو خالد الكابلي كنكر ويقال اسمه وردان ويحيى بن ام الطويل وسعيد ابن المسيب المخزومي وحكيم بن جبير وغيرهم.

مؤلفاته

ومن اثاره المندونه والتي تعتبر من اوائل التاليف في صدر الاسلام : ١- الصحيفة الكاملة وقد استنسخ الناس منها نسخا لا تعد ولا تحصى بالخطوط الجميلة النادرة المثيل والمزينة بجداول الذهب وطبعت في عصر الطباعة طبعات كثيرة وشرحها العلماء شروحا عديدة منها شرح الشيخ البهائي المسمى حدائق المقربين واحسن الشروح السيد علي خان الشيرازي.

وقد كانت منها نسخة عند ولده زيد الشهيد ثم انتلقت الى اولاده والى اولاده عبد الله بن الحسن ، مضافا الى ما كان عند الباقر.

وتعبر من اعلى درجات البيان العربي باسلوبها ومعانيها.

٣٩٨

٢- رسالة الحقوق وهي من الاعمال الفكرية السامية في الاسلام تحتوي على توجيهات وتعليمات وقواعد في السلوك العام والخاص من ادق ما يعرفه الفكر الانساني.

في كربلا

كان عمره «ع» يوم كربلاء ٢٤ سنة على الاكثر و ٢٢ سنة على الاقل وقال محمد بن سعيد في الطبقات كان علي بن الحسين مع ابيه بطف كربلاء وعمره اذا ذا ك ثلاث وعشرون سنة لكنه كان مريضا ملقى على فراشه وقد نهكته العلة والمرض (اهـ) وكان قد تزوج وولد له الباقر فقد كان عمر الباقر يومئذ اربع سنين او ثلاث سنين وجملة من العلماء منهم المفيد يقولون انه اكبر من اخيه علي شهيد كربلاء هو الاوسط وانما قيل له الاكبر بالنسبة الى اخيه الاصغر الذي هو اصغر نمهما. وكان زين العابدين «ع» مريضا يوم كربلاء فلذلك لم يجاهد وسلم من القتل وانحصر نسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من فاطمة «ع»من الحسينيين فيه وفي ذريته.

لما قتل الحسينعليه‌السلام اواد شمر قتل زين العابدينعليه‌السلام وهو مريض فدفعه عنه حميد بن مسلم. وحمله عمر بن سعد مع من حمله من اهل البيت الى الكوفة وقد نهكته العلة.

احترام الشعب له

حج هشام بن عبد الملك فطاف بالبيت فجهد ان يصل الى الحجر فيستلمه فلم يقدر لشدة الازدحام فنصب له منبر وجلس

٣٩٩

عليه ينظر الى الناس ومعه اهل الشام اذ اقبل علي بن الحسين فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر تنحى له الناس حتى يستلمه فقال رجل من اهل الشام من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فقال هشام لا اعرفه مخافة ان يرغب فيه اهل الشام وكان الشاعر الفرزدق حاضر فقال الفرزدق ومكني اعرفه قال الشامي من هو يا يا ابا فراس فقال الفرزدق قصيدته :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم

يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم

اذا راته قريش قال قائلها الى مكارم هذا ينتهي الكرم

ان عد اهل التقى كانوا ذوي عدد او قيل من خير اهل الارض قيل هم

هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله بجده انبياء الله قد ختموا

وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من انكرت والعجم

يغضي حياء ويغضي من مهابته فمنا يكتم الا حين يبتسم

ينمى الى ذروة العز التي قصرت عنها الاكف وعن ادراكها القدم

من جده وان فضل الانبياء له وفضل امته دانت له الامم

ينشق نور الهدى عن صبح غرته كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم

٤٠٠